الاتجاه المعاكس

بعد قمة بايدن وبوتين.. هل عادت روسيا لمنافسة أميركا على عرش العالم؟

وصف الباحث محمود فتحي القمة التي جمعت الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين بأنها عبارة عن لقاء بين المدير وموظفه لترتيب بعض الملفات، لأن روسيا اليوم باتت تابعة لأميركا ولم تعد منافسة لها.

وأضاف فتحي في حديثه لحلقة (2021/6/22) من برنامج "الاتجاه المعاكس" أن روسيا دولة كبرى لكنها ليست عظمى كأميركا، مؤكدا أن واشنطن تستخدم الفزاعة الروسية لغايات ابتزاز دول المنطقة، كما أن أميركا تتعامل مع موسكو وفقا لـ3 سيناريوهات، إما التنسيق والعمل معها، وألا تتجاوز الخطوط الحمراء وإلا ستعاقب، وإما أن تسمح لها بالمنافسة في مناطق هامشية.

في المقابل، قال الخبير في الشأن الروسي بسام البني إن القمة التي عقدت بين بايدن وبوتين مؤخرا كانت اعترافا أميركيا بروسيا "على الرغم من أنها لا تحتاج لمثل هذا الاعتراف" كونها دولة عظمى تمتلك أكثر من 6 آلاف صاروخ نووي، وتمتلك العديد من الأقمار الصناعية، كما أنها أكبر بلد يمتلك مخزون مياه عذبة حول العالم.

لكن محمود فتحي رد على هذه المزاعم بالتأكيد على أن روسيا لا تستطيع أن تكون فاعلة في أي منطقة بالعالم دون الحصول على إذن أميركي، وشريطة أن يحقق التدخل الروسي مصالح لأميركا، وأكد أن واشنطن سمحت لموسكو بدور محدود في بعض الملفات الهامشية، ولا تسمح لها أبدا بالتدخل في القضايا الكبرى والمهمة.

وقال إن روسيا إذا تجاوزت الحدود المسموحة لها فإن أميركا تقوم بتأديبها فورا، وضرب مثلا على ذلك بقيام واشنطن بتزويد الأفغان بصواريخ "ستينغر" لإسقاط الطائرات الروسية، وأيضا قيامها بمنح الثوار في سوريا صواريخ الناو، واستهدافها الدبابات والمدرعات الروسية عندما شعرت أن موسكو تجاوزت الدور المرسوم لها في سوريا.

لكن بسام البني دافع عن روسيا وقال إنها تحترم معاهدات الأمم المتحدة وميثاق مجلس الأمن، بعكس الولايات المتحدة الأميركية التي تحالفات "مع الإرهابيين" وأنشأت القاعدة من أجل محاربة الكفر الروسي مطلع تسعينيات القرن الماضي، حسب قوله، مؤكدا أن الدب الروسي عاد من جديد للتموضع كقوة عظمى في العالم.

بدوره، أصر محمود فتحي على أن روسيا باتت دولة تابعة لأميركا، لأن الأخيرة تسيطر اليوم على الاقتصاد الروسي، وباتت الصناعات الروسية مضربا للفشل "حتى صناعة الأسلحة التي كانت تتفاخر بها روسيا أصبحت اليوم أغبى أسلحة في العالم"، على حد تعبيره.

أما البني فرفض المعلومات التي تردد حول سيطرة أميركا على الاقتصاد الروسي، مؤكدا أن روسيا تأتي اليوم في المرتبة الخامسة من حيث أقوى الاقتصادات في العالم.