لماذا يرفض بعض العرب الاعتراف بانتصار المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس؟
وأضاف الحمامي في حديثه لحلقة (2021/5/25) من برنامج "الاتجاه المعاكس" أن إعلام الدول المطبعة ظهر بصورة سيئة عندما لم يغط الأحداث الدائرة في الأراضي الفلسطينية واكتفى بمتابعة عالم الحيوان، في حين انتصرت المقاومة الفلسطينية -وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في هذه الحرب.
وقال إن المشككين في المقاومة الفلسطينية يعملون بشكل منسق في ما بينهم لضرب القضية الفلسطينية وتفريغها من محتواها، وأساس المشكلة في فلسطين هو الاحتلال، لذا من الطبيعي وجود مقاومة تسعى لاستعادة أراضيها وحقوقها المسلوبة.
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها جزء فاعل اليوم في القضية، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي للحديث عن إمكانية الحوار معها.
وأكد حمامي أن المقاومة هي التي انتصرت بهذه المعركة التي أجبرت خلالها ملايين الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ طوال 11 يوما، وهذه سابقة لم تشهدها إسرائيل في حروبها مع أي دولة عربية، مشيرا أيضا إلى الوحدة غير المسبوقة بين كل أطياف الشعب الفلسطيني الذي التف حول المقاومة، وكذلك التأييد الدولي الكبير الذي عبرت عن معظم شعوب العالم بمساندتها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأضاف أن إسرائيل كانت حريصة على إنهاء المعركة بدليل أنها استجابت لتحذيرات المقاومة، ولم ترد على الصواريخ الأخيرة التي أطلقت باتجاه أهداف إسرائيلية.
في المقابل، شبه الكاتب الإعلامي ثائر الناشف إعلان حركة حماس انتصارها على إسرائيل في المعركة الأخيرة بإعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر انتصاره على إسرائيل وقد خسر حينها شبه جزيرة سيناء، وتم تدمير الجيش المصري بالكامل، متهما حماس بتجاهل حجم الدمار الذي حل بغزة وأعداد المدنيين الذين قضوا في هذه الحرب بعد استخدامهم دروعا بشرية على حد قوله، في حين لم تتمكن من إسقاط برج واحد في إسرائيل.
لكن حمامي رفض هذا المنطق، وأكد أن المقاومة الفلسطينية هي الطرف الأضعف عسكريا، بل إن قدراتها لا تقارن أبدا مع القدرات الإسرائيلية التي تحظى بدعم أكبر قوى العالم، وقال إن المطلوب من المقاومة الفلسطينية التي تقاوم المحتل أن تبقي جذوة هذه المعركة مشتعلة حتى تتغير المعادلة ويصبح الفلسطينيون قادرين على استعادة وطنهم.
وشدد حمامي على قناعته بأن معركة "سيف القدس" -التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في غزة للرد على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة- لن تكون الأخيرة وستتبعها معارك كثيرة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه.
وأضاف أن ما وصفها بالصواريخ العبثية التي أطلقتها حماس من قطاع غزة تسببت بوفاة العديد من المدنيين الفلسطينيين، لأن ثلثها سقط داخل القطاع، كما أن هذه الصواريخ استهدفت مدنيين إسرائيليين ولم تستهدف مواقع عسكرية كما تدعي حماس، على حد قوله، وهو ما أكسب إسرائيل تضامنا ودعما دوليين غير مسبوقين، حسب زعمه.
وبحسب الناشف، فإن الانتصار "الوهمي" لحماس لم يكسبها أي زخم عربي أو إسلامي كما يدعي البعض، متهما الحركة بافتعال قضية تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس، واستفزاز الجنود الإسرائيليين لاقتحام الأقصى من أجل تلميع صورة إيران الملطخة بدماء الأبرياء في لبنان والعراق وسوريا واليمن.