الاتجاه المعاكس

الصراع على المياه بين مصر والسودان وبين إثيوبيا إلى أين؟

قال الإعلامي والمحلل السياسي الإثيوبي محمد العروسي إن هناك حملة شرسة ومضللة تمارس على إثيوبيا بشأن سد النهضة لتشويه صورتها أمام العرب من خلال القول إن أديس أبابا تنفذ مخططا إسرائيليا ضد دول مصب النيل.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/4/13) من برنامج "الاتجاه المعاكس" أن إثيوبيا تربطها علاقات وثيقة مع الدول العربية، وأشار للدور الذي لعبته بلاده في مفاوضات السلام السودانية، مؤكدا أن الخلاف اليوم مع مصر هو خلاف فني بشأن السد، وتحديدا حول كيفية تشغيليه وفترات ملئه.

وتابع أن هناك العديد من الدول العربية تربطها علاقات مع إسرائيل أكثر من العلاقات التي تربط تل أبيب بأديس أبابا، مشيرا إلى وجود أدوات تريد خلق عداوات بين إثيوبيا والدول العربية من خلال الحديث عن تطبيقها مؤامرة إسرائيلية عبر سد النهضة، ومتهما وسائل إعلام لم يسمها بالعمل على ضرب العلاقات الإثيوبية العربية.

وأكد أن تعثر المفاوضات الأخيرة يعود لعدة أسباب، أهمها إطلاق التهم جزافا، ومطالبة إثيوبيا بالتوقيع على أوراق بيضاء من أجل فرض شروط تعجيزية عليها مستقبلا، كما أن هذه الدول لا تبحث النقاش الفني المتعلق بالسد، بل تبحث في قضايا جانبية لا علاقة لها بأمور السد.

في المقابل، قالت خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات أماني الطويل إن إسرائيل تعمل وفقا لإستراتيجية تسمى شد الأطراف، هدفها إضعاف القدرات الشاملة للمحيط العربي، لكن هذه الإستراتيجية تطوّرت وتحولت إلى قضم الأطراف بدلا من شدها، وكانت أولى الثمار انفصال جنوب السودان.

وأضافت أن إثيوبيا ومن خلال ملف سد النهضة تدعي الحقوق ولا تريد التوصل إلى اتفاق من خلال المفاوضات، بل إنها تسعى لكسب المزيد من الوقت من أجل استكمال عمليات الإنشاء ووضع الجميع أمام الأمر الواقع، وإن كانت تدعي عكس ذلك فلماذا لا تضع حلولا مقترحة لمعاجلة الأزمة في المفاوضات؟

وتابعت أن أديس أبابا تدعي أنها لن تضر دول المصب، لكنها في الملء الأول أثّرت بشكل كبير على السودان بعد تعطل محطات مياه الشرب، كما توقفت محطات الكهرباء، ولم نسمع أي رد من إثيوبيا على تصريحات سودانية تؤكد تأثر 20 مليون سوداني من عمليات ملء سد النهضة.