هل هو دليل على بدء تلاشي قوتها؟.. الولايات المتحدة تريد إطفاء الحروب بالمنطقة
وذهب اللقيس في تصريحات لبرنامج الاتجاه المعاكس بتاريخ (2021/2/16) للقول إن أميركا بدأت فعليا بالانهيار، بعد افتضاح أكذوبة الديمقراطية والعدالة التي أشبعوها للعالم ليلا ونهارا.
وبحسب اللقيس فإن هذه الأكاذيب انكشفت للعالم بعد وصف الرئيس الأميركي السابق للمتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة، بأنهم إرهابيين، وهو الوصف الذي استخدمه الحزب الديمقراطي على المتظاهرين الذين اقتحموا الكونغرس رفضا لنتائج الانتخابات.
واعتبر أن سعي الإدارة الحالية لإطفاء الحروب التي سبق أن أشعلتها أو ساهمت في إشعالها باليمن وليبيا، هو دليل على بداية ضعفها وأنها لم تعد قادرة على الجبهات التي فتحتها بالخارج، وهو الأمر الذي ينطبق على إدارتها لأزمتها مع طهران فيما يتعلق بالملف النووي، حيث عجزت رغم كل سنوات الحصار وقوانين العقوبات عن فرض إرادتها على إيران، بل إنها فوجئت بانكسار هيبتها الدولية، والذي تجلى عندما عارضت القوى الدولية الأخرى قراراتها بمجلس الأمن فيما يتعلق بهذه الأزمة.
وفي سوريا أيضا أكد اللقيس أن واشنطن فشلت بعد مرور 10 سنوات على فرض إرادتها على السوريين، ولم تستطع الإطاحة بنظام الرئيس الأسد.
أميركا تزداد قوة
لكن الخبير بالشؤون العسكرية فايز الدويري كان له وجهة نظر مغايرة تماما، حيث رأى أن الولايات المتحدة عادت الآن إلى سابق قوتها وحضورها الدولي، بعد 4 سنوات عجاف تسببت بها إدارة الرئيس ترامب الذي أدار البلاد بعقلية التاجر، بحسب الدويري.
وأكد الدويري أن الديمقراطيين الذين تميل سياستهم لإشراك القوى الدولية الفاعلة بحل الأزمات الدولية ولا يفضلون التفرد، هم الذين استطاعوا فرض إرادتهم خلال فترة شهر ونصف منذ توليهم السلطة بإنهاء الحروب العبثية بالمنطقة، وفي مقدمتها اليمن وليبيا.
وأشار الدويري إلى أن المبعوثة الأميركية إلى ليبيا نجحت بما فشل به جميع مبعوثي الأمم المتحدة على مدى السنوات السابقة لإنهاء الحرب وجمع الفرقاء الليبيين لطاولة التفاوض والتوصل لاتفاق لإدارة البلاد.
أما في اليمن فأكد الدويري أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أعلن قبل دخوله البيت الأبيض أنه ينوي إنهاء الحرب باليمن لدواع إنسانية، ولذلك اتخذ قرارات حاسمة وشديدة جعلت الكثير من الدول العربية تبدل سياساتها الخارجية وحتى الداخلية خوفا من غضب الأميركيين.
وأكد الدويري أن شطب واشنطن لاسم الحوثي من قائمة الإرهاب، ليس دليلا على أنه انتصر، وإنما لأنه يفرض سيطرته على غالبية اليمنيين الذين يعانون تحت إدارته من الجوع والحصار، لذلك فإن واشنطن تريد أن تكسب كل الأطراف في الأزمة اليمنية بما في ذلك إعطاء الحوثي حقه السياسي بناء على نسبة تمثيله ووجوده بالشعب اليمني، وكلك الحفاظ على سلامة الأراضي السعودية، وبالدرجة الأولى ضمان حقوق أهل السنة في اليمن.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني يرى الدويري أن الإدارة الأميركية تريد أن تشرك جميع القوى الدولية التي شاركت قبل سنوات بهذا الملف، بإيجاد حل حديد له يراعي مصالح كل القوى الإقليمية والدولية.
أما بالنسبة لبقاء نظام الأسد في سوريا بعد أكثر من عقد على اندلاع الثورة في بلاده، فأكد الدويري أن واشنطن لم ترغب أساسا بالإطاحة به، لأنها تعتبره كلب حراسة لحليفتها إسرائيل.