الاتجاه المعاكس

صراع بشار الأسد وزوجته ورامي مخلوف.. حملة مكافحة فساد أم حرب عصابات على المسروقات؟

سلطت حلقة (2020/5/12) من برنامج “الاتجاه المعاكس” الضوء على الصراع بين بشار الأسد وزوجته من جهة ورامي مخلوف من جهة أخرى، وتساءلت إن كانت حرب “عصابات” على المسروقات.

قال الكاتب والإعلامي السوري عبد المسيح الشامي إن ما يجري في سوريا منذ عقود هو اجتياح عصابات الفساد للبلاد، لكن اليوم باتت تتقاتل فيما بينها من أجل تقاسم "الغنائم" وثروات الشعب السوري المنهوبة، وإنه بدأ يبرز جيل جديد من العائلات "المافيوزية" التي تريد سحب البساط من "بارونات" فساد سابقة سيطرت لسنوات على مجال سرقة الأموال العامة.

وأضاف الشامي خلال تصريحاته لحلقة (2020/5/11) من برنامج "الاتجاه المعاكس"، أن ما يحدث هذه الأيام من مشاكل بين تلك الجهات الفاسدة لا علاقة له بموضوع مقاومة الفساد والضرائب المفروضة على شركات رجل الأعمال المعروف رامي مخلوف وغيره من الإمبراطوريات المالية التي بُنيت من دماء المواطن السوري الذي لا يملك ثمن "رأس بصل".

غير أن أمين سر لجنة المصالحة في سوريا محمد علي حسين ردّ على تصريحات الشامي، وأكد أنه في كل الدول ودون أي استثناء هناك تزاوج بين السلطة ورجال الأعمال مثل ما حدث في تركيا عندما سمى رجب طيب أردوغان صهره وزيرا للطاقة، وأن سوريا تعرف وجود مافيات منذ القدم، لكنها تكاثرت اليوم بفعل الظروف التي تمر بها البلاد والحصار الاقتصادي الذي يخنقها، مما أتاح "لتجار الأزمة" الاستفادة من هذه القضية، مشددا على أن هؤلاء الفاسدين وصلوا بعد 9 سنوات عجاف إلى درجة من الثراء الفاحش، مما يفرض ضرورة قصوى الآن لإعادة الأمور إلى نصابها.

وتابع أن عملية تتبع هذه المافيات في سوريا ومحاسبتها بدأت فعلا منذ عامين، حيث أدخل العديد من عناصرها إلى السجن، والآن بدأت المعركة الحقيقية معها لأن الحصار الاقتصادي كبير جدا ولا يمكن التغاضي عنه، وأوضح أن الإجراءات الحالية التي يتخذها الرئيس بشار الأسد ما هي إلا بوابة لفتح الكثير من الملفات الشائكة، وعلى رأسها قضايا شركات الاتصال مثل "سيريا تال" و"أم تي أن" وغيرهما من المؤسسات المتهربة ضريبيا، موضحا أن الرئيس أمر بإعادة المبالغ الكبيرة المطلوبة منها إلى الخزينة العامة والتي بلغت بخصوص هاتين الشركتين فقط حوالي 233 مليار ليرة سورية.

من جانبه، اعتبر الشامي موضوع محاربة النظام السوري للفساد وحصر القضية في الضرائب "ضحكا على الذقون"، متسائلا: أين أموال الشعب السوري المنهوبة وعائدات الطاقة منذ عقود؟ مشيرا إلى أنه تم ضبط عشرات الوزراء المسؤولين في سرقات موصوفة دون أي محاسبة، كما تم ضبط مليارات الدولارات بصدد التهريب لصالح مسؤولين على الحدود اللبنانية منذ أيام.

وشدد على أن شعار مقاومة الفساد لم يعد ينطلي على أحد في سوريا، والمواطنون لم يعودوا يطيقون هذا الأمر لأنهم يريدون حلا جذريا وعمليا لعذاباتهم المتواصلة، حيث يموت يوميا سوريون من الجوع، وأنه حتى العائلات التي قدمت أبناءها فداء للبلاد ودافعا على النظام الحاكم باتت تتسول من أجل لقمة عيشها، في حين أن أبناء المسؤولين يسرحون ويمرحون في الملاهي والمنتجعات السياحية بأموال الشعب.