الاتجاه المعاكس

هل أصبح التحالف العربي في اليمن تخالفًا؟

ناقش برنامج “الاتجاه المعاكس” في حلقة (2019/2/12) مع ضيوفه أبعاد انسحاب المغرب من التحالف العربي في اليمن، وإلى أين يسير اليمن بعد مرور ثماني سنوات على الثورة؟

لماذا تنسحب الدول المشاركة مما كان يسمى التحالف العربي في اليمن الواحدة تلو الأخرى؟ ألم يعلق المغرب مشاركته قبل أيام؟ ألم يصبح التحالف رمزاً للهمجية والخراب والدمار في اليمن وأصبحت سمعته في التراب؟

لكن في المقابل، أليس كل الدول التي انسحبت من التحالف كانت مشاركتها رمزية أصلاً؟ ألا يؤدي التحالف مهمة كبيرة في اليمن؟ أيهما أفضل أن يحافظ على الشرعية ويبعد الخطر الإيراني عن اليمن أم أن يتركه لقمة سائغة لإيران؟

هذه الأسئلة وغيرها طرحها برنامج "الاتجاه المعاكس" على ضيوفه في حلقة (2019/2/12) التي ناقش فيها أبعاد انسحاب المغرب من التحالف العربي في اليمن، وإلى أين يسير اليمن بعد مرور ثماني سنوات على الثورة؟

إنقاذ أم تآمر؟
فيما يتعلق بحقيقة الدور السعودي في اليمن، قال الناشط اليمني أسعد الشرعي إن السعودية تآمرت على اليمن مرتين: الأولى بالثورة المضادة والثانية بالتحالف.

وبحسب الشرعي فإن التحالف هدفه إعادة الشرعية، لكنهم عمليا طردوا الشرعية من اليمن وأحالوا رئيسها إلى رئيس للجالية اليمنية في الرياض، "وقالوا إنهم جاؤوا للتخلص من الانقلاب في صنعاء، فجاؤوا بانقلاب آخر في عدن".

وردا على مزاعم التحالف بالسعي لتخفيف معاناة المواطنين اليمنيين، أكد أنهم حولوا اليمن إلى أكبر مأساة إنسانية في العالم، وبدلا من أن يحافظوا على وحدة اليمن، عملوا على نشر المليشيات والأعلام الانفصالية في كل البلاد.

وفي النهاية خلص الشرعي إلى أن التحالف العربي سقط سقوطا مدويا، معبرا عن قناعته بأنه ليس من مصلحة السعودية أن يكون اليمن دولة ذات سيادة، بل دولة فقيرة تابعة لها.

أما الإعلامي الموالي للسعودية جيري ماهر فقلل من أهمية انسحاب المغرب من التحالف، وقال إن مشاركته كانت رمزية بست طائرات فقط، إحداها أسقطت في اليمن مما يدل على حجم قدراتهم، لذلك فإن انسحابهم لن يؤثر على أهداف التحالف العربي وآلية عمله اليومية، حسب رأيه.

ورفض ماهر اتهام السعودية بوجود أطماع لديها في اليمن، بل أكد أن الرياض تعمل على إعادة بناء دولة عصرية هناك وتتكفل بتوفير حاجة اليمنيين، وتساءل: ماذا تحتاج دولة غنية كالسعودية من بلد فقير مثل اليمن، مؤكدا أنها بقيادتها للتحالف فإنها تدافع عن الأمة ضد المشروع الفارسي الإيراني.

ورد الشرعي على وجهة النظر هذه بتأكيده أن إيران ممتنة لوجود السعودية، وأن من أدخل مليشيا الحوثي الإيرانية إلى صنعاء هي السعودية لضرب أكبر فصيل سني باليمن وهو حزب الإصلاح، واستغرب كيف تتحدث السعودية عن إعادة إعمار اليمن وهي لم توقف آلة الحرب والتدمير.

واعتبر أن انسحاب المغرب من التحالف دليل على براعة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بخسارة الحلفاء وكسب العداوات، وعبر عن قناعته بأن السعودية والإمارات ستخرجان من اليمن وهما تجران أذيال الهزيمة والفشل، وأن الشعب اليمني متوحد ضدهما بعد الخراب الذي حل ببلده على يد هاتين الدولتين.