الاتجاه المعاكس

هل تستحق الشعوب العربية طغاتها؟

ناقش برنامج “الاتجاه المعاكس” حق الشعوب العربية في التحرر من الظلم والطغيان، وإمكان أن ينجحوا ثوراتهم على الاستبداد، أم أن الشعوب ومستبديها وجهان لعملة واحدة؟

قال أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية الهادي شلوف إن الاعتقاد كان يذهب إلى أن الحكام العرب هم سبب المصائب التي لحقت بالشعوب، لكن ثورات الربيع العربي بينت أن الحكام والشعوب ليسوا سوى وجهين لعملة واحدة.

وأضاف لبرنامج "الاتجاه المعاكس" حلقة (16/8/2016) أن الطموح كان الوصول إلى دولة القانون والعدالة، وما أن جاءت الثورات حتى "اكتشفنا أن الشعوب أسوأ من الحكام".

وخلص إلى أن ديدن التاريخ العربي المعاصر من الاستعمار إلى الحكام العرب بعد الاستقلال إلى ثورات الربيع العربي، ينطبق عليه البيت الشعري "رب يوم بكيت منه فلما، صرت في غيره بكيت عليه".

نخب العار
أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة السوربون محمد هنيد فردّ قائلا إن الشعوب العربية قابلت قتلها على يد المستبد وقابلت فرق الموت المستوردة بصدور عارية وهي تنشد حريتها بسلمية قل نظيرها في العالم.

على هذه السلمية -يواصل القول- قامت الشعوب بما يقع على كاهلها من مهمة إسقاط جدار الخوف والاستبداد، أما المرحلة التالية فهي مرحلة البناء وهذه ليست مسؤولية الشعوب وإنما النخب.

لكن هذه النخب -التي يسميها نخب العار- هي في الأصل صناعة المستبد، ولا تستطيع أن تتنفس دكاكينها إلا من خلال صانعها، وعليه اضطلعت بعد الثورات بإعادة إنتاج الاستبداد.

الهادي شلوف بدوره أعاد التأكيد على أن محاكمة الأنظمة العربية المستبدة، كالنظام العراقي والسوري والليبي، نادى بها في أواخر التسعينيات وعلى منبر الجزيرة، في وقت لم يكن أحد يجرؤ على ذلك، وفق قوله.

إلا إن الأمر بالنسبة إليه كان "خيبة أمل" في المعارضات العربية التي وصفها بأنها بدت مجموعة من اللصوص الذين سرقوا خزانة الدولة كما جرى في ليبيا واليمن والعراق.

شعوب غير منتجة
ينتهي شلوف إلى أن لدى العرب مشكلة، فهم ينتمون إلى شعوب غير قادرة على الإنتاج وليس لديها رقي، وإن الإسلام أعطاهم هوية شعب، بينما كانوا قبل ذلك يأكلون السحالي.

رفض محمد هنيد القول الأخير لشلوف وقال إنه أكاديميا وعلميا لا يجوز اعتبار شعب قابلا للرقي وآخر غير قابل، منبها إلى أن الأنثروبولوجيا الاستعمارية هي من كانت تقسم الشعوب إلى متحضرة ودونية.

ومضى يقول إن العرب يعيشون وعي الهزيمة الذي أنتجته ثقافة سايكس بيكو وفعّله الاستعمار العسكري المباشر ثم كرسه الاستبداد العسكري. ورأى أن خطورة هذا الوعي في ترويجه عبر النخب مما سمح للإمبراطوريات المجاورة أن تتمدد بحجة الانتصار للمهزومين كما يجري على يد المشروع الصفوي الإيراني.