صورة عامة الاتجاه المعاكس 8/11/2016
الاتجاه المعاكس

المبادرة الأممية مكافأة للانقلابيين أم إنقاذ لليمن؟

ناقش برنامج “الاتجاه المعاكس” مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لحل الأزمة، وطرح أسئلة حول هذه المبادرة، وهل كانت مكافأة للانقلابيين أم إنقاذا لليمن.

تقدم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بخريطة طريق لإنهاء النزاع، تنص على تعيين نائب رئيس جمهورية جديد يمتلك صلاحيات الرئيس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، وانسحاب المليشيات من المدن، وصولا إلى انتخابات رئاسية جديدة.

رفضت الحكومة الشرعية اليمنية المبادرة، واعتبرتها "هدية للانقلابيين"، ومتعارضة مع المرجعيات الوطنية التي اعتمدت أساسا للحوار الوطني، وذلك في إشارة إلى مخرجات الحوار الوطني الشامل، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن وأبرزها القرار رقم 2216.

الانسحابات الضرورية
الصحفي والمحلل السياسي عارف أبو حاتم استفاض في شرح مبررات رفض المبادرة الأممية، وقال إنها تحدثت عن "انسحابات ضرورية" من صنعاء وتعز والحديدة وليس من كل اليمن.

وأضاف لبرنامج "الاتجاه المعاكس" حلقة (2016/11/8) أنه حتى الانسحابات الضرورية من هذه المدن الثلاث يمكن التلاعب فيها، فحين يطلب من الحوثيين الانسحاب من مطار صنعاء -وهو واجهة البلد- سيقولون إن ذلك ليس انسحابا ضروريا.

وتساءل "لماذا لا يكون السلاح بيد الدولة التي عليها فقط أن تحتكر السلطة وتضمن المساواة للجميع؟ بينما المليشيات تريد تفريغ الدولة من قوتها، وهو ما توفره لها المبادرة".

ويضيف أن المبادرة تتجاوز الإرادة الشعبية وآلية التداول السلمي للسلطة، وتشجع على نهج انتزاع السلطة من الجهة الشرعية وتسليمها لعصابات.

ملشنة البلاد
وخلص أبو حاتم إلى أن ما تقدم به ولد الشيخ أحمد "ملشنة البلاد" وتفجير حرب طائفية، وتجاوز للمرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية التي نظرت إلى طرفين؛ الشرعية والانقلاب، بينما المبادرة نظرت إلى طرفين متنازعين.

من جانبه قال رئيس ملتقى الوئام الوطني زيد الذاري إن المبادرة جاءت لكي تقدم حلا سياسيا في ظل ما سماه "توازن العجز" في اليمن، سواء من طرف من يريد أن يحكم أو من يريد أن يحسم، والضحية هو المواطن اليمني.

ويرى أن "التشبث بشرعية هادي رئيسا لليمن لم ينتج إلا الحروب والمآسي واستجلاب العدوان الخارجي"، معتبرا أن "هادي تجاوز الكثير من التوافقات السياسية وخالف المبادرة الخليجية التي من أساسياتها تشكيل لجنة تفسير لكنه قفز عنها وأدخل البلاد في متاهة".

مصالحة انتقالية
وعليه -وفقا له- فإن الشعب اليمني بحاجة إلى مبادرة خليجية تراعي الوضع القائم اليوم وتتضمن مصالحة انتقالية وليس عدالة انتقالية.

ما سماه الذاري "مراعاة الوضع القائم" رآه أبو حاتم وضعا لصالح قوى الشرعية التي تسيطر على 82% من اليمن، وما هذه المبادرة إلا طوق نجاة للانقلابيين الذين يريدون انتزاع اليمن من حاضنته العربية وتسليمه لإيران.

الذاري رد على هذا الطرح بالقول إن من أراد أن يحمي اليمن وعمقه العربي عليه ألا يقتل الشعب اليمني ويدمر منجزاته ويتركه نهبا للموت والفقر والجوع.