الاتجاه المعاكس

لماذا أعادت تونس علاقاتها بنظام الأسد؟

طرحت حلقة “الاتجاه المعاكس” ملف إعادة العلاقات الدبلوماسية بين تونس والنظام السوري رغم قرار الجامعة العربية، وتساءلت عن الأسباب والانعكاسات المحتملة.

يثير قرار وزارة الخارجية التونسية تعيين قنصل في العاصمة السورية دمشق تساؤلات وعلامات استفهام بشأن الأسباب ودلالات التوقيت رغم قرار الجامعة العربية قطع العلاقات مع نظام الأسد، وتساءلت عن الأسباب والانعكاسات المحتملة.

حلقة الثلاثاء (4/8/2015) من برنامج "الاتجاه المعاكس" طرحت هذا الملف للنقاش، وتساءلت: كيف يقبل الشعب التونسي عودة العلاقات مع سوريا؟ كيف تحولت تونس من أوائل دول ثورات الربيع العربي إلى أول العائدين إلى إقامة علاقات مع نظام يقتل شعبه ويقمع الثورة ضده؟

هل أصبح نظام الأسد أقل دموية؟ ومن هي الجهة المخولة بقطع وإعادة العلاقات مع الدول الأخرى في تونس؟

ولكن من ناحية أخرى، أليس من حق النظام الحاكم في تونس أن يفعل ما يراه مناسبا لمصلحة بلاده وشعبه؟ أليست السنوات الماضية كافية لكي تستوعب الحكومة التونسية ضرورة إعادة العلاقات مع النظام السوري؟ ألا توجد دول عربية لها تمثيل في سوريا رغم قرار جامعة الدول العربية؟

تصحيح خطأ
الكاتبة والناشطة السياسية التونسية روضة السايبي بدأت تعقيبها على كل هذه التساؤلات، متسائلة: متى وقع قطع هذه العلاقات وما تأثير قطعها؟ وأجابت أن قطع العلاقات جاء في سياق مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس بحضور وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون.

واعتبرت السايبي أن قرار قطع العلاقات بين تونس ودمشق فتح الباب أمام سفر التونسيين للقتال في سوريا، وسبب "صدمة" للتونسيين لأن سياسة تونس قائمة على حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

واعتبرت أن ما يحدث في الشرق الأوسط هو صراع بين المعسكر الوطني القومي وركيزته الجزائر وسوريا، ومعسكر ما يسمى الربيع العربي، وأن هناك مخططا استعماريا جديدا لضرب سوريا وتيار "المقاومة والممانعة" في المنطقة الذي يترأسه حزب الله الذي حرر جنوب لبنان، بحسب قولها.

وأضافت أن على الشعب السوري أن يتحرر من بشار الأسد "إذا كان مسيئا إلى هذا الحد"، وهذا الأمر ليس من شأن تونس.

وترى السايبي أن إعادة العلاقات الدبلوماسية دعم للشعب السوري سيدفع النظام إلى مراجعة نفسه، كما أنه جاء استجابة لمطالب الشارع التونسي بكافة أطيافه، حسب قولها.

انتكاسة للثورات
في المقابل، وجه الكاتب والمحلل السياسي السوري خليل مقداد التحية للشعب التونسي والرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي على موقفه "النبيل والشريف" بقطع العلاقات مع "نظام الأسد المجرم".

ووصف مقداد ما يحدث من انتكاسات لثورات الربيع العربي بأنه "مرحلة إعادة الأغنام إلى الحظائر وإعادة الخروف ليقود هذه الأغنام"، معتبرا أن الشعوب العربية هي هذه الأغنام التي لا يراد لها أن تثور ضد الفساد.

واعتبر أن قرار الحكومة "الانقلابية" في تونس إعادة العلاقات مع نظام الأسد جاء تزامنا مع المال الفاسد "الذي جاء من الخارج واشترى الذمم والضمائر" والإعلام الأصفر الذي قلب الحقائق وانقلب على الثورات وأعاد الأنظمة القديمة إلى السلطة.

واعتبر مقداد أن النظام التونسي بهذا القرار يوجه صفعة للثورة التونسية ويلطخها، رغم أن الأمر من ناحية إنسانية لا يجوز لأنه يشرعن للقاتل.

ويرى أن القرار جاء ضمن حراك في المنطقة يجري الآن لإعادة تأهيل وإنتاج النظام السوري بقالب جديد، سواء بوجود الأسد أو بدونه.

وختم الكاتب السوري بأن عودة العلاقات بين البلدين لن تؤثر على مسار الثورة السورية "لأن الشعب السوري تعوّد على الخذلان"، ولكن من سيتأثر هو الشعب التونسي تحت النظام التونسي بسياساته الفاشلة داخليا وخارجيا.