الاتجاه المعاكس

المتاجرة بالإرهاب.. أمن قومي أم تركيع للشعوب؟

ناقشت حلقة “الاتجاه المعاكس” متاجرة بعض الأنظمة العربية بمكافحة الإرهاب، وتساءلت: ألم تتخذ الأنظمة بمصر وسوريا والعراق مكافحة الإرهاب ذريعة لتركيع الشعوب؟ أم إن الإرهاب خطر حقيقي على الشعوب والأنظمة؟
أصبح التذرع بمكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومي وسيلة بعض الأنظمة الحاكمة في العالم العربي لتبرير ما تقوم به من انتهاكات بحق شعوبها، لدرجة أن هذه الدول أصبحت تنافس الولايات المتحدة والدول الأوروبية في المتاجرة بمكافحة الإرهاب.

حلقة الثلاثاء (9/9/2014) من برنامج "الاتجاه المعاكس" تناولت هذه القضية وتساءلت: ألم يتفوق بعض العرب على أميركا في المتاجرة بالإرهاب؟ إلى متى يرفعون شعار لا صوت يعلو فوق صوت مكافحة الإرهاب لتركيع الشعوب والالتفاف على مطالبها؟ ألم تتخذ الأنظمة في مصر وسوريا والعراق من مكافحة الإرهاب ذريعة لإعادة الشعب إلى بيت الطاعة؟ أم إن الإرهاب خطر حقيقي يشكل تهديدا للشعوب والأنظمة على حد سواء؟

إشكالية المصطلح
الكاتب والباحث السياسي أنور مالك يرى أن إشكالية مكافحة الإرهاب تكمن في مصطلح الإرهاب بحد ذاته، الذي يخضع لهوى أي جهة تريد أن تطوعه كما تريد، حسب قوله.

ويضيف أن الإرهاب "الذي تم حصره ظلما في الدول العربية والإسلامية، ليس له تعريف واضح، بل إنك لكي تطلقه على فرد أو مجموعة يجب أن تبحث في الحيثيات والتفاصيل".

وأضاف أنه "من الغريب أن يٌتهم الإسلام بالإرهاب رغم أن المصطلح ظهر أيام الثورة الفرنسية"، وأشار إلى أن "الإرهاب هو كل ما يهدد حياة الإنسان خارج القانون والعدالة والمحكمة".

إعلان

ومع إقراره بأن تنظيم الدولة الإسلامية هو "تنظيم إرهابي" فإنه تساءل من الذي صنعه؟ مجيبا "المخابرات السورية هي التي صنعته"، وكشف عن وثيقة قال إنها مسربة من المخابرات السورية تتحدث عن تسهيل مرور تكفيريين إلى سوريا عبر العراق من خلال تنظيم الدولة الإسلامية باتفاق بين سوريا والعراق وإيران، بحسب قوله.

وبناء على ذلك يؤكد الباحث السياسي أن "الإرهابي هو الذي يصنع هذه المجموعات والتنظيمات المشبوهة"، مشيرا إلى أن الانقلاب في مصر "هو الذي صنع الإرهاب"، فالقضية -بحسب رأيه- ترتبط بمصلحة الأنظمة الانقلابية التي تريد أن تبرر ما تفعله بشعوبها أو بطائفة منهم.

وفسر رأيه بأن معتنقي الأفكار المتطرفة يتم استغلالهم بطريقة استخباراتية لتدعيم العديد من الأنظمة ولتبرير سياسات معينة، واستشهد بتفجير مديريات الأمن في مصر قبل يوم من إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.

أمن قومي
في المقابل، يرى المحلل السياسي وعضو جبهة الإنقاذ المصرية مجدي حمدان إن الإرهاب بات مصطلحا معروفا ومفهوما ويطلق على كل فرد أو جماعة تهدد السلم، ومكافحته ضرورة من ضرورات الأمن القومي لأي دولة.

وبشأن الوضع في مصر، يرى حمدان أن جماعة الإخوان "جماعة إرهابية قامت على التكفير منذ نشأتها، حيث قتلوا الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومن قبله النقراشي والأديب يوسف السباعي وحاولوا قتل الأديب نجيب محفوظ"، بحسب قوله.

أما عما حدث في اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية يوم 14 أغسطس/ آب 2013 الماضي فينظر إليه حمدان على أنه "كان ضرورة لمكافحة إرهاب من هددوا بتفجير مصر".

ويرى أن هناك العديد من الجماعات المتطرفة خرجت من رحم الإخوان المسلمين وتحاول أن تعود إلى طاولة المفاوضات، و"هو ما يؤكد أن هدف الجماعة هو الوصول للسلطة بأي ثمن"، وفق رأيه.

إعلان
المصدر : الجزيرة