الاتجاه المعاكس

من المسؤول عن محنة الأكراد في عين العرب؟

ناقشت الحلقة محنة الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني)، وطرحت تساؤلات عن مسؤولية الأحزاب الكردية التي تحالفت مع النظام السوري في هذه المحنة.

مع تواصل الاشتباكات العنيفة وحرب الشوارع بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات الحماية الكردية بمدينة عين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية، تبرز تساؤلات عن المسؤول عن محنة الأكراد في المدينة.

ومنذ بدء الهجوم على عين العرب منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، قتل أكثر من 554 مقاتلا في الاشتباكات في المدينة، حسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.

حلقة الثلاثاء (14/10/2014) من برنامج "الاتجاه المعاكس" ناقشت هذه القضية، وتساءلت: أليست الأحزاب الكردية التي تحالفت مع النظام السوري مسؤولة عن محنة الأكراد في عين العرب (كوباني)؟ لماذا قبلت أن تكون مجرد ألعوبة في أيدي دمشق وطهران؟ أم هذا افتراء لا أساس له من الصحة؟ أليست المنطقة بأكملها ضحية الإرهاب والتطرف؟

وأظهرت نتيجة التصويت الذي طرحه البرنامج عبر صفحته على موقع الجزيرة نت أن 45.1% من المشاركين يرون أن الجماعات الكردية المتحالفة مع النظام السوري مسؤولة عن مأساة عين العرب (كوباني)، في حين يرى 54.1% عكس ذلك.

حول هذا الموضوع يقول المعارض الكردي السوري حسن شندي إن النظام السوري أدرك خطورة التحاق الأكراد بالثورة التي تطالب برحيله، فحاول التفاوض مع حزب العمال الكردستاني وأعطاهم وعودا بأن يمنحهم الإدارة الذاتية مقابل مشاركته في قمع الثورة وتحييد الأكراد عنها.

‪نتيجة التصويت بصفحة الاتجاه المعاكس‬ نتيجة التصويت بصفحة الاتجاه المعاكس على موقع الجزيرة نت
‪نتيجة التصويت بصفحة الاتجاه المعاكس‬ نتيجة التصويت بصفحة الاتجاه المعاكس على موقع الجزيرة نت

وأضاف أنه كان على الأحزاب الكردية الاتفاق مع القوى الثورية على الأرض، خاصة الكردية منها لإسقاط بشار الأسد، لكنها رفضت ذلك منذ البداية.

وعرض شندي بعض الوثائق التي قال إنها تثبت تورط الأحزاب الكردية مع النظام السوري في قمع الثوار وحماية منشآت الأسد مقابل أموال ورواتب وامتيازات، خاصة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي قال إنه اعتقل واغتال بعض القيادات الكردية الثورية مثل مشعل تمو ومحمود والي.

وحسب شندي، فإن مهمة حزب الاتحاد الديمقراطي كانت قمع الثورة في المناطق الكردية، وقام بالفعل بتهجير مئات المثقفين الأكراد.

الأكراد والثورة
لكن لشيفان الخابوري المتحدث الرسمي باسم حركة المجتمع الديمقراطي رأي آخر، حيث يؤكد أن الشعب الكردي كان سباقا في المشاركة في الثورة على نظام الأسد، وكان أول من انتفض ضده عام 2004.

وأضاف الخابوري أن الأكراد كانوا منخرطين بالثورة السورية قلبا وقالبا، إلا أنهم حاولوا الوقوف في المسار الصحيح من الثورة بعد تحولها للسلاح.

وتساءل الخابوري: لماذا لم يعترف النظام السوري بالإدارة الذاتية الكردية؟ ولماذا لم يساعدنا في عين العرب إذا كنا قد عقدنا معه صفقات كما يقول البعض؟

وأضاف "نحن أمام مأساة. والإنسانية في خطر. والتنظيم الإرهابي يحاصر سوريا ويستهدف الشعب السوري. والمقاومة الكردية أذهلت العالم في عين العرب".

وشدد على أن الأحزاب الكردية لم تتعامل أو تتواطأ مع نظام الأسد كما يتهمها البعض، ولكن النظام أراد لها أن تنتهج الحياد لخلق نوع من التوازن ولكي لا يحارب في أكثر من جبهة، مشيرا إلى أنه عندما حيد الأكراد لم يختر النظام حزب الاتحاد الديمقراطي، ولكن الأكراد كافة بكل أحزابهم وتياراتهم.