
مقاطعة أحزاب المعارضة العربية للانتخابات
– أنواع المعارضات العربية وأسباب مقاطعتها للانتخابات
– العلاقة بين السلطة والمعارضة وبين المعارضة والشارع
– الوسائل المتاحة أمام المعارضة للتعبير عن نفسها
– مصداقية المعارضة وأسباب استمرارية الأنظمة في السلطة
![]() |
![]() |
![]() |
فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام. أليس حريا بأحزاب المعارضة في الأردن ومصر وغيرهما أن تتمسك بمواقفها الرامية إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة في البلاد؟ متى تقف أحزابنا المعارضة وقفة عز حقيقية في وجه أنظمة الطغيان الحاكمة في بلادنا المنكوبة كما فعلت نظيرتها في كينيا وزمبابوي؟ ألم تزلزل الأخيرة الأرض تحت أرجل النظام هناك؟ ألم تفضحه عالميا؟ ألم تضطر أميركا نفسها إلى الامتثال لمطالب المعارضة الإفريقية فسحبت دعمها لأزلامها؟ متى يتعلم المعارضون العرب أنه ليس بإمكانهم صنع العجة دون كسر البيض؟ متى يتوقفون عن المشاركة في انتخابات يفبرك نتائجها النظام الحاكم وزبانيته في أقبية وزارات الداخلية؟ أليس حريا بمعارضينا أن ينفذوا تهديداتهم بإعلان العصيان المدني؟ لكن في المقابل أليس من الأفضل المشاركة في الانتخابات عملا بالمثل القائل ما لا يدرك كله لا يترك جله؟ ألا يفعل المعارضون المصريون مثلا فعلهم داخل قبة مجلس الشعب بجرأة عز نظيرها وكذلك في اليمن والأردن والسودان ولبنان والكويت؟ لماذا يتركون الساحة للأحزاب الحاكمة كي تعيث خرابا وفسادا؟ أليس الكحل أهون من العمى؟ أليس حريا بالمعارضين العرب النضال من تحت قبة البرلمان رغم كل الصعوبات بدل المعارضة من الخارج؟ لماذا لا يستفيدون من ثورة الفضائيات للترويج لمشاريعهم إذا كانت الأنظمة تمنع عنهم استخدام وسائل الإعلام المحلية؟ ألم تلعب بعض الفضائيات العربية دورا مهما جدا في الحملة الانتخابية السودانية الأخيرة مثلا؟ ألم يحظ المعارضون السودانيون بتغطية إعلامية ممتازة من بعض الفضائيات العربية؟ أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على الأمين السياسي في الحزب الناصري السوداني السيد ساطع الحاج محمد، وعلى الإعلامي اليمني السيد عباس الموساوى. نبدأ النقاش بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
أنواع المعارضات العربية وأسباب مقاطعتها للانتخابات
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس، بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل تؤيد مقاطعة المعارضات العربية للانتخابات في بلدانها بحجة انعدام الديمقراطية؟ 74,5% نعم، 25,5% لا. سيد ساطع لو بدأت معك بهذه النتيجة ماذا يمكن أن تقرأ يعني السواد الأعظم من الشارع يدعو إلى مقاطعة الانتخابات بالرغم من كل هذه الهيصة إذا صح التعبير التي تثيرها الأنظمة العربية، انتخابات وانتخابات وكلام فارغ كما تعلم، يعني إلا أن الشارع يعرف اللعبة، لا تشاركوا.
ساطع الحاج محمد: طيب، شكرا دكتور فيصل. في الواقع مسألة مقاطعة الانتخابات و74% من الشريحة اللي استطلعتها قناة الجزيرة أعتقد أنها شريحة أقل من المتوقع، لماذا؟ لأنه أصلا الأنظمة العربية لا تعترف بالتداول السلمي للسلطة لأن كلمة معارضة وحكومة وأغلبية هذه مصطلحات سياسية تندرج في نظام سياسي وديمقراطي، الأنظمة العربية جلها من المحيط وحتى الخليج لا تعترف بالتداول السلمي للسلطة وبالتالي تصبح هذه الانتخابات انتخابات بلا قيمة حقيقية لفقدانها البيئة القانونية لفقدانها البيئة الدستورية لفقدانها البيئة الصحيحة لفقدانها الشفافية لفقدانها النزاهة لفقدان كل المعايير التي يمكن أن تفرز عن تعبير شعبي حقيقي. انتخابات نتيجتها معروفة سلفا ومفبركة سلفا ومعروفة ولذلك المشاركة في مثل هذه الانتخابات هي حقيقة محاولة لإعطاء صك للشرعية لهذه الأنظمة العربية ولذلك على الشعوب العربية فعلا أن تعي هذه المسألة دوما وأن تمنع الفرصة على هذه الأنظمة التي تسقط حقيقة في أحضان الاستعمار وأحضان الولايات المتحدة والقواعد الأميركية وإسرائيل أن تمنع هذه الفرصة من إعطائهم صكا حقيقيا أو أن تعطيهم حقنة يعني هايدروكورتيزون علشان تديهم مساحة أفضل أو تديهم مسافة عمرية أفضل، ولذلك يجب محاصرة هذه الأنظمة العربية وواحد من محاصرات هذه الأنظمة عدم الاعتراف بما تحاول أن تجريه من انتخابات. ولو لاحظت التحليل لهذه الانتخابات ستجد ماذا تغير؟ في مصر مثلا الانتخابات منذ عام 1981 ما الذي تغير؟ في الجزائر ما الذي تغير؟ في تونس اليوم ما الذي تغير؟ في الكويت ما الذي تغير؟ حتى آخر انتخابات أجريت على مستوى الوطن العربي في السودان ما الذي تغير؟ نفس الأشخاص نفس الطاقم ليس هنالك تداول سلمي للسلطة ليس هناك اعتراف بالآخر، السجون ما زالت مليئة بالمعارضين القمع ما زال يسود على مستوى الوطن العربي، وزراء الداخلية يفبركون الانتخابات ويعلنون نتائجها من قبل أن تجرى أصلا هذه المسألة ولذلك أعتقد سيدي أن مسألة هذه الانتخابات..
فيصل القاسم (مقاطعا): يعني ماذا تقول باختصار مثلا هناك الأردن ومصر يعني مقبلان على انتخابات تشريعية، ماذا تقول؟ والأحزاب هناك تهدد بالمقاطعة، ماذا تقول لها؟
ساطع الحاج محمد: لا، في الأردن وفي مصر وفي كثير من الدول العربية مسألة الانتخابات مسألة لا تعبر عن الواقع الشعبي حقيقة. في الأردن اليوم قانون الانتخابات لسنة 2007، المادة من المادة 7 حتى المادة 13 منها قانون الانتخابات الأردني تعطي لوزير الداخلية الحق في الموافقة على التصديق على هذه الأحزاب وعلى إلغائها بدعوى يقيمها في المحكمة، القانون اليمني رقم 66 لسنة 1991 أيضا يعطي الحق للجنة شؤون الأحزاب التي يرأسها وزير في النظام التنفيذي بعضوية وزير العدل ووزير الداخلية، في مصر لجنة شؤون الأحزاب برئاسة رئيس مجلس الشورى، مجلس الشورى المصري اليوم يا سيدي عضويته 276 فيه 88 شخصا معينا من قبل الرئيس المصري الحاكم، رئيس مجلس الشورى هو رئيس مجلس الأحزاب وهو عضو مهم، هو الأمين العام للنظام الحاكم، وعضوية وزير العدل وعضوية وزير الداخلية بجانب ثلاثة يعينهم رئيس الجمهورية فهل يعقل ذلك يا سيدي؟! هل يعقل أن يقوم الحزب الآخر بالموافقة على قيام أحزاب أخرى بموجب القوانين التي ذكرتها لك سواء في مصر أو في اليمن أو في الأردن وتتحدث عن انتخابات نزيهة يا سيدي؟! انتخابات تعبر عن الواقع العربي المهضوم المغلوب على أمره، انتخابات تعبر عن واقع القابضين على الجمر يا سيدي؟ لا يمكن، هذه انتخابات لا تخدم إلا محاولة تبييض أوجه النظام هنا وهناك ولذلك أنا مع المقاطعة تماما ولا أعترف حقيقة بأن هنالك ضرورة لخوض انتخابات ما لم تتغير البيئات والوضع..
فيصل القاسم: والأنظمة بأكملها.
ساطع الحاج محمد: نعم.
فيصل القاسم: عباس موساوى، قبل ذلك يعني أقرأ عليك مشاركة من رضا نبيه من مصر يقول "من ينتظر من الحكومات العربية إجراء انتخابات نزيهة تماما كمن ينتظر من مريض أن يستغني عن أنبوبة الأوكسجين التي تساعده على التنفس وتجعله باقيا على قيد الحياة! كأنا بالحكومات العربية تردد مع أم كلثوم أهو ده اللي مش ممكن أبدا!" كيف ترد؟
عباس المساوى: تحياتي لك دكتور فيصل تحياتي لصديقي ومناضل في هذه الحلقة، أبشرك بأن مقدمتك النارية قد ارتعدت لها فرائص الحكام والأنظمة العربية، هذا من جانب.
فيصل القاسم: يعني ماذا نفهم من هذا الكلام يعني تتريق يعني؟
عباس المساوى: لا مش أتريق، مش هيك..
ساطع الحاج محمد: لقد ارتعد منها هو، هو على رأسهم.
عباس المساوى: أنا لست حاكما ولا..
ساطع الحاج محمد: ولكنك..
فيصل القاسم: دقيقة بس، تفضل.
عباس المساوى: هذا أولا. الأمر الثاني ذكر عدة أشياء لا أريد أن أتحدث بها الآن..
فيصل القاسم (مقاطعا): الوقت قصير، ندخل مباشرة.
عباس المساوى: لكن الاستطلاع ثلاثة آلاف من مجموع ثلاثين مليون عربي..
فيصل القاسم: إيه بس نحن نأخذ شرائح..
عباس المساوى: يدخلون على الإنترنت.
فيصل القاسم: نأخذ شرائح.
عباس المساوى: الأنظمة لا تعترف بالتداول السلمي، إذا كانت لا تعترف بالتداول السلمي لماذا أنشأت وأسست وأقرت للأحزاب المشاركة والنظم الديمقراطية فيها؟ أذكرك أن هذه الأنظمة الحاكمة كانت يوما من الأيام معارضة وبالتالي ما أشبه الليلة بالبارحة، هي التراجيديا والتكرار بداية اللقاء الأول والخلافة الأولى إلى يومنا هذا، هذا هو العقل العربي الذي يفكر دوما بتكرار المكرر وإنتاج المنتج! بالنسبة للمعارضات العربية وبالنسبة للانتخابات العربية لو كانت الأحزاب العربية تملك من الشرعية الجماهيرية ما يؤهلها لخوض الانتخابات لخاضت الانتخابات..
فيصل القاسم (مقاطعا): أحزاب المعارضة لا..
عباس المساوى: لا تتمتع بأي شعبية إطلاقا ولا تتمتع أيضا بأي عقلية ولا بأي إنتاج فكري ولا بأي إدارة ولا بأي شيء تستطيع أن..
فيصل القاسم (مقاطعا): يعني الإخوان المسلمين في مصر لا يتمتعون بشعبية..
عباس المساوى: يا دكتور فيصل دعني أتحدث..
فيصل القاسم: لا، لا، بس دقيقة، حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن لا يتمتع بشعبية، يا رجل قل كلاما يعني يمكن أن يصل إلى الناس، تفضل.
عباس المساوى: لو دخلت على عضوية الجماهير عند هذه الأحزاب ستجدها لا تمثل إلا نسبة بسيطة جدا بالنسبة للأعضاء الذين تمتلكهم الأحزاب الحاكمة، أنا هنا لا أريد أن أشيطن المعارضة ولا أريد أن أؤله الحكومات والأنظمة، أنا هنا أريد أن أقدم حقيقة وأقدم شرحا موضوعيا أخلاقيا لحقيقة الساحة وما يجري فيها. هذه المعارضات العربية التي لا تملك برنامجا إطلاقا ولا تملك برنامجا خلاقا بناء تدفع الجماهير إلى انتخابها وبالتالي هي تعترف بهزيمتها مسبقا لأنها تعرف ما خلفها من ظلال جماهيري أنه لا يمثل شيئا، المعارضة العربية أصبحت تطمح فقط إلى السلطة وبعد ذلك يأتي كل شيء، هل سمعت يوما معارضا عربيا عارض خطة اقتصادية؟ هل سمعت يوما معارضا عربيا عارض خطأ تعليميا وأراد تصحيحه وقدم دراسة في ذلك؟ لم تسمع أبدا، العنف ووجوب نزع الشرعية عن الحاكم محاربة الحاكم إسقاط الحاكم، المعارضة من الخارج، يمكن لي أن أقسم لك المعارضة إلى ثلاثة أصناف، الصنف الأول معارضات المنفى، سأقرأ لك هذه التقسيمة البسيطة أرجو أن تعطيني الوقت..
فيصل القاسم: باختصار، تفضل.
عباس المساوى: معارضة المنفى، معارضة المليشيات ومعارضة الرفض، هذه هي الأصناف الثلاثة التي تسقط على المعارضات العربية. الأولى وهي نتاج الأوضاع السياسية في ذلك البلد أو ذاك وهي مشروعة بحيث كونها السبيل لحياة المعارض ولكن تتحول بمرور الوقت إلى معارضة منقطعة عن محيطها الاجتماعي منهمكة تماما باستحقاقات الحياة في البلد المضيف مقيدة بعلاقات مع أوطانها وقد تتحول في بحثها عن الوجود والتمويل إلى ورقة بيد أجهزة الاستخبارات..
فيصل القاسم: العالمية.
عباس الموساوى: المتصارعة ذات الأجندة التي لا تقع مصلحة الوطن ضمنها. معارضة المليشيات تقوم في معارضتها سلطة الحكومة بمقاومة مشروع الدولة نفسه ذاته إذ تقوم إستراتيجيتها على التقويض بجعل البلد غير قابل للحكم كطريق لإثبات فشل السلطة. معارضة الرفض هذه نجدها في كثير من الأقطار التي لديها هامش ديمقراطي..
فيصل القاسم: معارضة الرفض، أيوه.
عباس المساوى: نعم، والتي تتبنى برامج واضحة المعالم أبدا ومعقولة ومفهومة لا تفهم من المعارضة سوى لغة الرفض والتعالي، تميل إلى تعطيل المؤسسات تعطيل البرلمان الذي من خلاله يمكن أن تمارس الديمقراطية تحت قبة البرلمان فقط تمارس الديمقراطية وغير ذلك معارض لكل نواميس الديمقراطية. في البلدان العربية هناك أحزاب هناك سلطات، أليس كذلك؟ لماذا هذه الأحزاب تعارض الانتخابات ولا تعترف بشرعيتها وتقول إنها مزورة مسبقا قبل حتى أن تخوض الانتخابات؟ صدقني إن هذه المعارضة لكونها فاقدة لظلال الجماهير وفاقدة لشرعية البقاء وفاقدة لأي فكر عقلاني يمكن أن يقدم نتاجا فكريا جاذبا للجماهير العربية حتى تختارها للمجالس النيابية وبالتالي تقدم الإدانة وتقدم الاتهام لأنها عارفة ضمنا أنها ستسقط في الانتخابات.
العلاقة بين السلطة والمعارضة وبين المعارضة والشارع
فيصل القاسم: جميل جدا، سمعت هذا الكلام يعني لماذا نضع..
ساطع الحاج محمد (مقاطعا): سمعت هذا الكلام وأستغرب لهذا الكلام ويثير حقيقة يقشعر جلدي لمثل هذا، أن أسمع من شاب عربي أعتقد أنه يمكن أن يكون له دور قال إن الأنظمة العربية كانت أو في بعضها كانوا معارضة، من المغرب العربي وحتى الخليج العربي أين النظام العربي الذي كان في المعارضة ووصل إلى الحكم؟ جميع هذه الأنظمة صنيعة للأنظمة الغربية و..
فيصل القاسم (مقاطعا): يعني لا يوجد لدينا باختصار رئيس عربي سابق يعني إلا بلبنان وعندكم في السودان سوار الذهب هو الوحيد والباقي بتعرف أنت.
ساطع الحاج محمد: إذاً الأنظمة العربية الحاكمة الآن ما فيها كان نظام في المعارضة أصلا. أما أحزاب المعارضة لا تتمتع بشعبية ولا تمتلك برامج، أنا عايز أقول حاجة مهمة يا دكتور فيصل وللأستاذ أيضا، في أي بلد إذا كانت المعارضة ضعيفة هذا يعني أن النظام الحاكم ضعيف وإذا كانت المعارضة قوية هذا يعني أن النظام الحاكم يجب أن يكون قويا، هذه..
فيصل القاسم: هذه هي سنة الديمقراطية.
ساطع الحاج محمد: نعم وهذه هي المعادلة التي يجب أن تسود، الأنظمة العربية لماذا هي الآن في مثل هذا الوضع يعني.. المعارضة؟ لأن الأنظمة العربية الحاكمة المتسلطة همها الأساسي لا التنمية ولا تقدم الإنسان ولا التحول الديمقراطي، همها الأساسي ضرب هذه المعارضة. أنا أعتقد أن المعارضة الموجودة في المنطقة العربية أصلا معارضة قوية جدا وليست معارضة ضعيفة لأنه كلما زاد التنكيل كما نعلم في القانون أن كل فعل له رد فعل مضاد له في الاتجاه ومساو له في القوة، فكلما زاد التنكيل بالمعارضة العربية كلما هذا جعلها تكون أكثر قوة وأكثر تعبيرا، حقيقة المعارضة العربية من ناحية إنها معارضة شعبية تمتلك زخما شعبيا وتأييدا شعبيا وجماهيريا لا أعتقد أننا يعني إلا شخصا يريد أن يقول ليست هذه هي الشمس، المعارضة العربية لها دور فاعل وقوي وحقيقة المعارضة العربية الآن استطاعت بكل زخمها رغم كل القمع واحد أن تمنع الاستسلام والتركيع النهائي للأنظمة العربية للغرب وأن تمنع الاستلاب الثقافي وقفت سدا منيعا حقيقة أمام الاستلاب الثقافي وأمام التركيع وأمام سلب ونهب الثروات العربية، ولكن الآن السجون، هي لو كانت ضعيفة المعارضة كما يقول..
فيصل القاسم: لما كانت السجون مليئة.
ساطع الحاج محمد: لماذا تمتلئ السجون العربية الآن بالمعارضين من كل صوب وفجوة؟ لو كانت ما عندها برامج ولو كانت لا تمتلك القوة لماذا السجون مليئة ولماذا المحاكمات الصورية في كل مكان في الوطن العربي؟ اليوم إذا تابعنا الأخبار في مصر ستجد أن هنالك حركة احتجاج قوية اليوم في الإسكندرية وفي القاهرة نظمتها قوى المعارضة الحقيقية المناضلة الآن في مواجهة التوريث الذي يحدث في مصر، يبقى إذاً حكاية أن المعارضة ما عندها برامج أو كذا هذا كلام مردود عليه والمعارضة تتحرك حقيقة بنبض الشعب العربي وبنبض الشارع العربي وتحمل همومه، المعارضون العرب حقيقة هم قادمون من القاع العربي بعكس الحكام العرب، إذا حللت الحكام العرب الآن ما حتجد.. معظمهم ما في واحد جايينا من القاع، كلهم.. معظمهم صنائع لإسرائيل وللغرب..
فيصل القاسم: طيب وصلت الفكرة. موساوى.
عباس المساوى: عجبا! أنا سمعت كلاما كثيرا، تحدث عن معارضة المنفى وأنها في الخارج وأنها مقصية وأنها محاربة ومسلوخة ومجلولة ومقطعة الأظافر ومنزوعة الشعر، سيدي المعارضة إذا كنا نعيب على الحاكم أنه يتعامل مع الغرب فالمعارضة من أولى الجماعات التي تتعامل مع الخارج وإليك هذه الأمثلة، ماذا صنعت المعارضة العراقية في العراق؟ هل أتت بديمقراطية فعلا ضحيتها مليون قتيل شهيد وأربعة ملايين أو خمسة ملايين مشرد داخل البلد وأربعة ملايين يتيم وأرملة، هل هذه هي الديمقراطية وهل هذا هو النموذج الخلاق الذي يحتذى به؟ معارض سوداني قال عرف عن نفسه أنه من مناضلي تحرير دارفور وقال إذا تحررت دارفور وخضت الانتخابات وحزت على رئاسة السودان سوف أفتح سفارة لإسرائيل، ما هذا خطب الود؟ يتعلقون بأهداب العم سام. قل لي، هذه المعارضة العربية أين تعيش الآن في المنافي؟ تعيش في فنادق خمسة نجوم وتملك اليخوت وتملك العمارات وتملك التجارة والأموال الهائلة، هل هذه معارضة بربك؟ أتعرف من هو المعارض؟ هو ذلك الذي يقبع في السجن لا الذي يعيش في الخارج ويدفع الملايين لأتباعه ليثيروا المشاكل هنا وهناك، أرأيت معارضا عربيا يدفع خمسة ملايين لخطبة ابنته! هل هذا معارض؟ أرأيت معارضا عربيا يدعو لتقسيم بلده! هل هذا معارض؟ أرأيت معارضا يدعو لسفك الدماء وقتل الحاكم وقتل جيشه وجنوده وأمنه! هل هذا معارض؟ أرأيت معارضا يقطع أطراف الناس ويذبح الناس على أسمائهم! هل هذا معارض؟ هل هذه هي المعارضة التي ينشدها وينتظرها الشارع؟ إنني محبط كسائر المحبطين من الشارع العربي لأننا لم نجد معارضة خلاقة ولم نجد..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب بس عباس الموساوى..
عباس المساوى (متابعا): ولم نجد معارضة جميلة تستطيع أن تقدم النموذج الأجمل والأمثل للحاكم الموجود..
فيصل القاسم: بس خليني أسألك سؤالا.
عباس المساوى (متابعا): وبالتالي هناك مثل في الشارع العربي يقول إن يومنا خير من غدنا وجني نعرفه خير من أنسي لا نعرف، لماذا؟ لأن الجماهير وصلت إلى حد انسداد وعدم ثقة بهذا المعارض الذي لم يقدم أي شيء إنما قدم.. إنما عبارة عن معارضة حنجورية شعاراتية أرادت أن تقتل الناس ثم تتآمر وتعيش مع أميركا في الخارج ومن يمولها وما أكثر من..
فيصل القاسم (مقاطعا): بس عباس الموساوى دقيقة وصلت الفكرة..
عباس المساوى: نقطة واحدة، سأقولها..
فيصل القاسم: تفضل.
ساطع الحاج محمد (مقاطعا): وصلت الفكرة يا سيدي خلص وصلت الفكرة.
عباس المساوى: صديقي، هناك رعاة للأيتام كثر، خير لهذه المعارضة أن تترك الساح لمعارضة أخرى خلاقة بناءة تأتي بالأفضل وتأتي بالجديد كي ينتخبها الناس لقيادة الأمة ولرعاية الرعية.
فيصل القاسم: طيب ماشي، أنت يعني سقت مجموعة من الأمثلة على أنواع المعارضين العرب لكن عندما نتحدث عن معارضات عربية أخرى نجد أنها معارضات وطنية أكثر وطنية بكثير من الأنظمة الحاكمة وتتمتع بشعبية هائلة، أعود ليس دفاعا عن أحد، لو أخذت يعني جماعة العمل الإسلامي في الأردن، يا سيدي هؤلاء بشهادة الأردنيين أو الكثير من الأردنيين مثلا هم يسيطرون على الكثير من النقابات، مثلا عندما يسمع الشعب بأن هذه النقابة ستبني مثلا مشروعا أو كذا كل الناس تضع فلوسها في هذا المشروع لأنها تعرف أن الناس الذين يعني المسؤولون أو القائمون على هذه النقابة هم أناس في غاية التنظيم في غاية الدقة في غاية الإخلاص في غاية الأمانة ويستطيعون أن ينافسوا رأس الدولة في الأمانة والإخلاص لكن عندما يدخلون الانتخابات يتم تزوير الانتخابات جهارا نهارا، ممنوع عليكم أن تفوزوا وهم يتمتعون بشعبية وبصدقية وبكل ذلك، ماشي؟ لكن تزور الانتخابات ولا يحصلون على شيء، أليس من حق هؤلاء أن يمتنعوا يقاطعوا؟ تذهب إلى مصر، لماذا تقلل من أهمية أيضا الإخوان المسلمين في مصر من الحركة القومية في مصر من الوفد من غير ذلك؟ آه لماذا تقلل؟ هؤلاء يناضلون من تحت قبة البرلمان.
عباس المساوى: جميل.
فيصل القاسم: باختصار.
عباس المساوى: أنا أعرف من المعارضة الغادري والخدام والبيض..
فيصل القاسم: لماذا تأتي بأسوأ.. لماذا تأتي بأسوأ الشخصيات وتقدمها على أنها معارضة؟
عباس المساوى: جميل قلت هذه أسوأ الشخصيات وأقدمها كنموذج، أنا أقول هنا إنه فعلا هناك كوادر في المعارضات جميلة وخلاقة وبناءة وهناك أيضا كوادر في السلطة خلاقة وبناءة وبالتالي لا نستطيع أن نسقط الحكم وأن نشيطن هذا لمصلحة هذا أو ننزل هذا منزلة الصفاء والنقاء وهذا منزلة الخبث والدهاء، هذا من ناحية. الناحية الأخرى يا أخي الإخوان المسلمون في مصر مع احترامي الشديد لكثير من قياداتهم سرقوا الناس وسرقوا أموالهم بتهمة الجمعيات التي عملوها والأموال التي هربوها للخارج، الإخوان المسلمون في اليمن سرقوا الناس أيضا في الشركات والأموال التي أودعوها في حساباتهم وتزوج الواحد منهم أربعا، أول ما يبدأ المعارض العربي في الغنى يتزوج على زوجته، هذا من ناحية. الناحية الأخرى يا أخي والله أنا لست مع الأنظمة ولست مغرما بها ولست محبا لها ولست مغرما أيضا بالمعارضة ولست محبا لها ولست مؤيدا لها لسبب وجيه، أنني من ذلك الشارع الملعون والمسحوق الذي لم تعطه.. أتعرف في عندكم في سوريا مسرحية تشرين..
فيصل القاسم: ضيعة تشرين.
عباس المساوى: ضيعة تشرين أيوه، فقط حسني البورظان إيه نعم وفقط تغيير الخوذات..
فيصل القاسم: مرة بيحط خوذة مرة بيحط طنجرة.
عباس المساوى: ما أشبه الليلة ما أشبه الوجوه ما أشبه التلاقي! دكتاتورية الانتخابات.. في أحزاب المعارضة ومنقسمة على نفسها، هل اتفقت الأحزاب أولا على نفسها حتى تحكم شعبا؟! يا أخي ينقسمون على كل شيء بحثا عن اللقمة وبحثا عن الدولار، أي..
فيصل القاسم (مقاطعا): جميل جدا، وصلت الفكرة. سيد ساطع طيب أنت تقول لي المعارضة قوية والمعارضة كذا والمعارضة طيب لماذا لا تتحدث أن هذه المعارضة أيضا معارضة مدجنة مشتراة موجودة في الجيب الصغير للأنظمة في كثير من الأحيان أنت تعرف بعض المعارضين يعني يدخل اللعبة لأن هناك ملايين الدولارات تدفع له ولحاشيته ولحزبه ويعطوهم سيارات ويعطوهم فاكسات ويعطوهم أراض ويعطوهم كذا، من قال لك إن لديك معارضة عربية حقيقية؟ يعني إذا أردنا أن ننتقد الأنظمة علينا أن ننتقد هذه يعني هذا الشبل من ذاك الأسد إذا صح التعبير يعني هذا من هذا يعني.
ساطع الحاج محمد: طيب، سأجيب عن هذا السؤال دكتور فيصل لكن قبل أن أجيب على هذا السؤال في حقيقة تاريخية لا أريد لها أن تمضي فتؤثر على كثير من الناشئة..
فيصل القاسم: باختصار، الوقت.
ساطع الحاج محمد: اللي هي أن المعارضة الذي فعلته في العراق هو بيفتكر أن ما حدث في العراق أحدثته المعارضة العراقية، يا سيدي ما حدث في العراق إن كنت لا تعلم..
عباس المساوى: أعلم.
ساطع الحاج محمد: هو هذه الأنظمة الغربية الاستعمارية..
فيصل القاسم (مقاطعا): كي لا ندخل بموضوع..
ساطع الحاج محمد (متابعا): وإسرائيل هي التي أسقطت النظام العراقي..
فيصل القاسم: ماشي، هذه..
ساطع الحاج محمد: في ذلك ولم يسقط الشعب العراقي وليست المعارضة العراقية ولا أحمد الجلبي ولا هؤلاء الذين يتحكمون الآن هم صنيعة للاستعمار وليسوا معارضة يا سيدي..
فيصل القاسم (مقاطعا): يعني هو اختار أسوأ، هو للأسف اختار أسوأ..
ساطع الحاج محمد (متابعا): لا، حتى لا تمر هذه القصة..
فيصل القاسم (متابعا): يعني اختار عملاء وقدمهم كمعارضين.
ساطع الحاج محمد (متابعا): تاريخيا وللناس الذين يتابعون الآن في البرنامج يفتكروا أن المعارضة العراقية هي الآن التي تمثل العراق، ليست هذه معارضة عراقية..
فيصل القاسم: جميل، بس جاوبني على السؤال.
ساطع الحاج محمد (متابعا): هؤلاء مدجنون سدنة للأنظمة الإسرائيلية والغربية والاستعمارية.
فيصل القاسم: طيب، جاوبني على سؤالي جاوبني على أن هذه المعارضات مدجنة مشتراة كذا، تتلهف.. يعني حتى في مصر مثلا البعض هدد بأنه لن نشارك لكن جاء الوفد وسيشارك والكرامة ستشارك والإخوان سيشاركون وفي نهاية المطاف كلهم سيشاركون لأن لهم مصالح.
ساطع الحاج محمد: طيب..
فيصل القاسم: طيب أنا بدي أسألك سؤالا، لماذا لا يتصرفون، المعارضون العرب بشكل عام بدلا من التسول على أبواب الحاكم والتسول على أبوب مجلس الشعب والبرلمان من أجل سيارة ومن أجل كذا لماذا لا يعملون مثلما عمل أقرانهم في كينيا البلد الجائع زلزلوا الأرض من تحت النظام وجعلوا أميركا تعيد النظر في تحالفها مع النظام وأعادوا الانتخابات، في زمبابوي انظر ماذا فعلت المعارضة، انظر ماذا فعلت المعارضة في أفغانستان في إيران، هؤلاء المعارضون أحزاب معارضة عنا مدجنون يتسولون يأكلون الفتات.
ساطع الحاج محمد: طيب، دعنا نحاول بهدوء أن نضع تعريفات حتى نضبط النقاش، عندما نتحدث عن المعارضة نحن نتحدث عن جماعة سياسية بفهم معين عندها إستراتيجيات عليا لإحداث تحول ديمقراطي لإحداث تنمية لإحداث كذا في البلد المعين ولكن لا نتحدث يعني نقول إن المعارضة التي تحمي النظام المعارضة المدجنة، أنا لا أقصد هذه المعارضة ولا أتحدث عنها يا سيدي وهذه المعارضات أصلا الآن التي تتحدث عنها المدجنة التي تتسول الأنظمة هي وصمة على جبين شعوبها وهي صنيعة لهذه الأنظمة الحاكمة، أنا لا أقصد..
فيصل القاسم (مقاطعا): أين هي المعارضات الحقيقية في العالم العربي أين هي؟
ساطع الحاج محمد: نعم، جدا. المعارضات الحقيقية على الأقل أنا قادم من الخرطوم أعتقد أن في الخرطوم الآن في معارضة حقيقية غير مدجنة استطاعت أن تجبر النظام على أن يتراجع عن كثير من سياساته القمعية السياسات التسلطية التي حدثت خلال عشرين عاما، نعم لم تنجح المعارضة تماما ونتيجة الانتخابات لم تكن بالشكل المطلوب في الخرطوم الآن ولكنها استطاعت أن تحقق أشياء ممتازة جدا لأنها معارضة غير مدجنة، المعارضة في الأردن استطاعت أن تحقق أشياء ممتازة، المعارضة في مصر غير المدجنة -وهذه التي أتحدث عنها- استطاعت أن..
فيصل القاسم (مقاطعا): مثل من غير المدجنة؟
ساطع الحاج محمد: مثل الحزب الناصري يا سيدي.
فيصل القاسم: الحزب الناصري وما محله من الإعراب في السياسة المصرية؟
ساطع الحاج محمد: الحزب الناصري واحد من ثلاث قوى سياسية كبرى الآن تؤثر في السياسة المصرية يا سيدي، ليس مدجنا -ولست لأنني ناصري حقيقة يعني ربما تعتبر شهادتي مجروحة- ولكن الآن قوة سياسية غير مدجنة ولم تعرف التدجين في يوم من الأيام، التنظيم الناصري في اليمن غير مدجن ولا يعرف التدجين ولم يعرف التدجين إليه طريقا، عموما لا أريد أن أدافع أنا لست هنا لأنني ناصري ولكن نناقش القضية بتاعة المعارضة العربية. هو حقيقة يجب أن نعمل سويا على إسقاط هذه الأنظمة حتى تفتح الطريق أمام التحول الديمقراطي بشكل ممتاز في الوطن العربي وحتى تحدث التنمية ويحدث التطور المطلوب للإنسان العربي لأننا نبدأ بالإنسان وننتهي بالإنسان.
الوسائل المتاحة أمام المعارضة للتعبير عن نفسها
فيصل القاسم: جميل جدا. سيد الموساوى أنت تعلم أنه إذا يعني من أساسيات الديمقراطية أن تكون وسائل الإعلام متاحة لكل الأحزاب المشاركة في أي انتخابات، أنت تعلم في بريطانيا مثلا لكل حزب وقت محدد في فترة محددة على تلفزيون يقدم مشروعه الانتخابي كذا كذا، في المناظرات كل واحد يأخذ وقت كذا، الكل يستغل وسائل الإعلام يعني بإنصاف، قل لي بربك كيف لأحزاب المعارضة كيف نلوم أحزاب المعارضة العربية على مقاطعة الانتخابات إذا لم يكن مسموحا لها أن تدلي يعني أن تدلي بآرائها بطروحاتها في وسائل الإعلام المحلية؟ التلفزيون لسيادة الرئيس والإذاعة لسيادته وفخامته والصحافة لفخامته وممنوع عليك أن تعبر عن مشاريعك، حتى أنه في بعض البلدان العربية يمنع على أحزاب المعارضة المدجنة أن تعبر عن مشاريعها لا في الجامعات ولا في القطاعات السياسية ولا في الجيش ولا في أي مكان، وين بربك بدهم المعارضون العرب ينشطوا؟ على أسلاك الكهرباء!
عباس المساوى: أولا المعارضون العرب لديهم الكثير ولديهم الصحف ولديهم أيضا إذاعات في الخارج وتلفزيونات تطلع من لندن، وعندهم منافذ كثيرة يستطيعون من خلالها أن ينفذوا إلى الشارع ولكن الشارع غير واثق بهم وبأفكارهم هذا من ناحية، الناحية الأخرى أنا كيمني أفتخر..
فيصل القاسم (مقاطعا): يعني إذا حزب معارضة عنده صحيفة يعني تحرم عليه أن يدخل إلى التلفزيون الوطني وإلى الصحافة الوطنية وإلى كذا؟
عباس المساوى: لا أنا لا أحرم، من الأخطاء البشعة أن التلفزيونات تترك حكرا على النظام ويترك الباقون بالرغم من أنه لو قدموا إلى الإعلام لن يؤثروا لأنهم لا يمتلكون برامج ولا يمتلكون رؤى خلاقة، هذا من جانب، الناحية الأخرى أنا كيمني وأعتز أنني يمني من بلد فيه ديمقراطية مجنونة، هذا من ناحية، كل شيء فيها مجنون، السياسي مجنون والمعارض مجنون والديمقراطية مجنونة حتى الشجر والحجر، الإيجابية التي أعتز بها أن التلفزيون اليمني فتح ساعات لكل مرشح للرئاسة أن يتحدث وأن يدلي بما شاء، من الإيجابيات أن كل حزب لديه صحيفة ولديه معارضون ولديه كتاب ينتشرون على طول الساحة، من الإيجابيات التي أفتخر بها كيمني ومن حقي أن أفتخر أننا نملك ديمقراطية متفردة في كل شيء ولو أنها أساءت إلى الشعب وجرت عليه الويلات ومن تلك الانقسامات الحادة التي يعيشها الشعب الآن..
ساطع الحاج محمد (مقاطعا): ممكن أعلق على هذه النقطة.
فيصل القاسم: بس دقيقة.
عباس المساوى: سجل عندك، أعطيك قلما.
ساطع الحاج محمد: لا، لا أريد تغبيش الوعي بس، هو يتحدث عن ديمقراطية اليمن.
عباس المساوى: سجل سجل سجل، هو لا يريدني أن أفرح بديمقراطيتي، ديمقراطيته السودانية أفرزت حكما للبشير بنسبة 70% والمعارضة التي هاجت وماجت وصنع لها وهددت أميركا وأرعدت وأزبدت حصلت على 2%.
ساطع الحاج محمد: قاطعت الانتخابات المعارضة في السودان، يجب أن تكون دقيقا في معلوماتك يا سيدي.
عباس المساوى: لو سمحت لي. هذا من ناحية، وبالتالي معارض سوداني آخر يستدعي الأميركان أن يحكم بينه وبين البشير ينظروا لانفصال الجنوب إلى آخره، معارضتنا في اليمن ومعارضتنا في الخارج -معلومة فقط- أنا هنا أتحدث عن نفسي وعن نفسي ولا يستطيع أحد أن يملي علي فكره ولا يستطيع أحد أن يقول لي قل ما تشاء، أنا أقول ما أشاء وأفعل ما أشاء بدون أن يملي أحد علي، أنا جئت هنا باسمي كإعلامي، المعارضة في اليمن لو سألت إخوانيا وقلتم لهم أنتم تحالفتم مع الاشتراكي والبعث ماذا تقولون؟ إنهم يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بعبد الله بن أريقط بأن يدله على الطريق، أتدري من هو عبد الله بين أريقط؟ هو مشرك، هذه النظرة لبعضهم البعض، كيف يؤتمنون على شعب أن يحكموه؟ هؤلاء سيقتلون الناس، كم فعل السلفيون والإخوان كم فعل الاشتراكيون مع الإخوان؟ مذابح، نريد حكما يؤمن بحق الجميع في العيش، نعم أنا لست مع تأبيد الحكومات ولست مع تأبيد الأنظمة، يجب أن يكون هناك تداول سلمي للسلطة ولكن المشكلة في الشارع العربي وفي المعارضات أنها لم تقدم نموذجا جميل يستطيع أن ينتخب..
فيصل القاسم (مقاطعا): يا رجل لم يسمح لها، يا رجل لا يسمح، كيف تقدم؟
عباس المساوى: من قال ذلك؟ من قال ذلك؟
ساطع الحاج محمد: دعني أعلق دكتور فيصل.
فيصل القاسم: باختصار بس علق على هذه.
ساطع الحاج محمد: في معلومات خطأ بتقال، أنا عندما أتحدث يا دكتور فيصل وأستاذ عباس إذا أردت أن أعلق على الديمقراطية في اليمن ليس لشخصنة الأمور في السودان أو في اليمن باعتبار السوداني واليمني، نحن نتكلم عما يحدث في المنطقة العربية واليمن جزء من المنطقة العربية وأعتقد الآن، يقول لي إنه في ديمقراطية في اليمن، الانتخابات التي جرت لمجلس النواب في اليمن لـ 2003 آخر انتخابات كانت في 2003.
عباس المساوى: 2006.
ساطع الحاج محمد (متابعا): مجلس النواب اليمني فيه 301 عضو، 229 عضو هم من أنصار أو أعضاء المؤتمر الشعبي الحاكم.
فيصل القاسم: لأنه له شعبية.
ساطع الحاج محمد: لا، ليس لأن له شعبية يا سيدي بل لأن البيئة التي تجرى فيها الانتخابات من إعلام وأمن ودستور وقوانين طوارئ هي بيئة تفرز هذه النتيجة الطبيعية والمنطقية، لو كان هناك تداول سلمي للسلطة لما استطاع النظام الحاكم في اليمن الآن وفي جميع الأنظمة العربية أن يكون موجودا لأكثر من ثلاثين عاما، أما التداول السلمي للسلطة من الذي وقف في طريق التداول السلمي للسلطة؟..
فيصل القاسم (مقاطعا): بس أليس من الأفضل يا سيدي لهذه المعارضات أن تدخل البرلمان أن تشارك رغم صعوبة الوضع، يعني "ما لا يدرك كله لا يترك جله" هل تترك الأمور للأحزاب الحاكمة؟
ساطع الحاج محمد: المعارضة ليست موقفا يا سيدي فقط، المعارضة دور فهل تدخل البرلمانات فقط كموقف وإنما يجب أن يكون لها دور، يجب أن يكون لها دور.
فيصل القاسم: ترفع صوتها في البرلمان.
ساطع الحاج محمد: رفعنا صوتنا في البرلمان، المعارضة أصلا يجب أن يكون لها دور وهذا الدور يجب أن يكون مرسوما عبر الدستور وعبر الاتفاق لجماهير الشعوب العربية في المنطقة، المعارضة ليست جعجعة، المعارضة يجب أن يكون عندها دور مرسوم، ولذلك إذا وجدت في الوطن العربي أن المعارضات وفقا للدساتير في الأنظمة العربية لا تلعب دورا فاعلا، لا توجد حكومة ظل مثلا، لا توجد كذا ولا كذا، ولذلك حتى إذا دخلت إلى البرلمان وحتى إذا امتلكنا الصحف وقلنا للحكومة هذا خطأ ماذا سيحدث؟ لا شيء، مجرد جعجعة، ولذلك أصلا لا يمكن أن نساهم ولا يمكن أن ندخل في أنظمة فاسدة في مثل هذا المستوى، لا بد من إحداث تغيير حقيقي ابتدائي، إذا دخلت المعارضة للبرلمانات بدون دور حقيقي..
فيصل القاسم (مقاطعا): ننتظر يعني؟ يعني نقول للأردنيين امتنعوا للمصريين امتنعوا لليمنيين امتنعوا للسودانيين امتنعوا؟
ساطع الحاج محمد: نقول لهم أن تعملوا على تغيير هذه الأنظمة القمعية الجاثمة على صدورنا التي تمثل الاستعمار تمثل الغرب تمثل إسرائيل، لا تمثل شعوبنا أصلا ولا تمثل..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب ماشي بس خليني أسألك، لماذا تتباكى أنت على المعارضات العربية وتذرف الدموع عليها..
ساطع الحاج محمد: وليست دموع التماسيح.
فيصل القاسم: لا مش دموع التماسيح. طيب لماذا تذرف الدموع عليها ولا تقول لها مثلا افعلي ما فعله المعارضون في زيمبابوي في كينيا؟ يا سيدي أنا بدي أعطيك بس مثلا بسيطا، أنت تعلم ما الذي حدث في كينيا، أجريت الانتخابات الرئيس زور النتائج كما يفعل عادة، كانت المعارضة بالمرصاد، حدثت مذابح حدث قتل كما تعلم يعني "اللي بده يأكل عجة لازم يكسر بيض" صح ولا لا؟
ساطع الحاج محمد: نعم، صحيح.
فيصل القاسم: طيب ماذا فعلت أميركا في ذلك الوقت؟ أميركا كانت قد باركت نتائج الانتخابات الكينية صح ولا لا في ذلك الوقت؟
ساطع الحاج محمد: صحيح صحيح نعم.
فيصل القاسم: عندما رأت أن المعارضة الكينية تزلزل الأرض تحت هذا الرئيس تحت أقدامه، ماذا فعلت أميركا؟ تراجعت انسحبت قال لا بد أن نعيد الانتخابات. عندكم في السودان أقمتم الدنيا ولم تقعدوها انتخابات مزورة وما بعرف شو وكذا وكذا ومرت الانتخابات وأعلنت النتائج وباركتها أميركا، لماذا باركتها أميركا؟ لأنكم أنتم ساكتون وكل المعارضات العربية هكذا.
ساطع الحاج محمد: أنا لا أريد، مصر أن هذه الحلقة لم نأت هنا لنتحدث عن المعارضة في السودان..
فيصل القاسم (مقاطعا): لا طبعا بس عم بأعطيك مثالا.
ساطع الحاج محمد: نعم، وهذه أمثلة نعم وهذه أمثلة، المعارضة في السودان أو في غيرها لم تسكت إطلاقا على الباطل وظلت تفضح هذا الباطل وتحاول بقدر الإمكان أن تجيب..
فيصل القاسم (مقاطعا): أين هي من معارضة زمبابوي؟ أين هي من معارضة كينيا؟ هذه البلدان المنكوبة، أين هي من أفغانستان يا رجل؟ تحت الاحتلال! يعني انظر كيف جرت الانتخابات، في إيران، إيران تغلي منذ ذلك الوقت.
ساطع الحاج محمد: تتفق معي أن المعارضة العربية أعتقد لا يمكن إلا أن تتفق معي أو توافقني أن المعارضة العربية الآن أكثر جهة مضروبة ممزقة في السجون محاصرة اقتصاديا محاصرة اجتماعيا محاصرة نفسيا يعمل على قمعها، تتفق معي في ذلك؟ تتفق معي دكتور فيصل؟
فيصل القاسم: وفي كينيا كانت مقموعة وفي زمبابوي كانت مقموعة وفي إيران كانت مقموعة!
ساطع الحاج محمد: هل تعلم أن هذه المعارضة المقموعة استطاعت في السودان في ظرف عشرين عاما أن تعمل على إسقاط نظامين للحكم يا سيدي وهي تعمل الآن في مصر على محاصرة التوريث يا سيدي، وهي الآن تعمل في الأردن وفي الكويت وفي البحرين حيث إن معظم المعارضات هناك أصلا، مو شرط معارضات، معظم مجالس النواب استشارية وليست تشريعية باستثناء الكويت وبعض الدول البسيطة في الخليج، فالمعارضة أصلا يا سيدي إذا كان في كينيا زلزلت الأرض فالمعارضة في السودان سبقت المعارضة في كينيا وزلزلت الأرض تحت أقدام الطغاة في خلال عشرين عاما مرتين.
مصداقية المعارضة وأسباب استمرارية الأنظمة في السلطة
فيصل القاسم: جميل جدا، جميل جدا. طيب أنا أسألك سؤالا، طيب الآن يعني لو سمعنا إلى التبريرات التي يسوقها بعض المعارضين العرب في الأردن مثلا يقولون لك "إن الأزمة العالمية تعيشها البلاد على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية ومن ضمنها تعامل الحكومات باستخفاف مع القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والتراجع في مستوى الحريات وتكريس الحالة العرفية والضرب بعرض الحائط سيادة القانون وشرعيته، هذا الكلام ينسحب على كل الدول العربية، كيف تريد من هذه المعارضات الآن، قل لي كيف يمكنك أن تقنعها بالأردن في مصر في اليمن في الكويت في كل، إذا كان الحاكم يدوس الجميع؟
عباس المساوى: أتدري لماذا يدوس الجميع؟ دخل رجل على أبي حنيفة وكان عالما جليلا وكان به مرض في رجله فكان يمدها أمام طلابه، فدخل رجل حسن الطلعة جميل الهيئة فرفع رجليه فبدأ يسأل بأسئلة سخيفة فقال أبو حنيفة فلأمد رجلي ولا أبالي..
ساطع الحاج محمد: الآن فليمدد أبو حنيفة قدميه.
عباس المساوى: رجليه ولا يبالي. هذه هي المعارضة وبالتالي عندما يرى الحاكم معارضة تأتيه من خلف القصر وتمد له الأوراق طلبا للهبة..
فيصل القاسم (مقاطعا): وين وين؟
عباس المساوى: في كل مكان.
فيصل القاسم: أعطني أمثلة، في الأردن يعني؟
عباس المساوى: خلينا في الأردن، في اليمن، في اليمن، نعم في اليمن، معارضة في الصباح..
فيصل القاسم (مقاطعا): وهي متسولة.
عباس المساوى: معارضة متسولة فاشلة مهترئة متجلطة فيها مرض الرعاش، أصابها لدغ مخها ذبابة تسي تسي وبالتالي هي في غيبوبة من أي جديد فكري خلاق.
فيصل القاسم: كذلك في السودان، عم بيقول لك في السودان سبقوا كينيا.
عباس المساوى: والله السودان رغم المؤامرة التي عليه ورغم الحرب التي عليه ورغم المعارضة التي فيه ولكنه صامد وباق والآن المعارضة تدعو الأميركان وتنظر لانفصال الجنوب وأيضا حتى لانفصال دارفور وتمجد من يقوم بحركات التحرير ما يسمونها بحركات التحرير.
ساطع الحاج محمد: يا سيدي لا تعط معلومات خاطئة عن السودان.
عباس المساوى: لا تقاطعني.
ساطع الحاج محمد: لا سأقاطعك، لا تعط معلومات خاطئة عما يحدث في السودان.
فيصل القاسم: سجلها ورد عليها بعد شوية.
عباس المساوى: سجلها سجلها.
ساطع الحاج محمد: أعطاك معلومات خاطئة عن العراق والآن تعطي معلومات خاطئة في السودان واليمن.
عباس المساوى: سجل وبعدها رد علي.
فيصل القاسم: بس دقيقة. تفضل.
عباس المساوى: المعارضة عندنا معارضة في اليمن إذا أصيب المعارض بعنة يتهم الرئيس أو يتهم الأخ مجور رئيس الحكومة بأنه لم يوفر له حتى حبات الفياغرا.
فيصل القاسم: حبات الفياغرا!
عباس المساوى: حبات الفياغرا، إذا أصيب بالعنة المعارض عندنا يتهم الرئيس أنه وراء وأنه السبب الوحيد وراء فشله في..
فيصل القاسم (مقاطعا): حتى العجز الجنسي عند المعارضة بيحطوه عالرئيس!
عباس المساوى: إيه بيتهموه بأنه لم يقدم له حبات الفياغرا، مع احترامي..
ساطع الحاج محمد: هذا أسلوب..
عباس المساوى: مع احترامي طبعا للرئيس.
ساطع الحاج محمد: هذا أسلوب سيء ولا أقبل يعني..
فيصل القاسم: بس دقيقة بس دقيقة.
عباس المساوى: أنا أتكلم عن بلدي تكلم أنت عن بلدك.
ساطع الحاج محمد: بلدك! أنا عربي مثلك يا أخي الكريم.
عباس المساوى: مع احترامي للرئيس، مع العلم أن الرئيس..
ساطع الحاج محمد: سيدي فيصل هذا أسلوب يجب أن..
فيصل القاسم: بس دقيقة يا أخي رد عليه، رد عليه.
عباس المساوى: أعطيه ورقة حتى يسجل.
ساطع الحاج محمد: لن أسجل مثل هذه الترهات، هذا أسلوب سيء.
عباس المساوى: ما انتهت الفكرة. مع العلم أن هناك في السلطة من يسيئون للدولة ويسيئون للرئيس ويسيئون أيضا لنظام الحكم، أتدري لماذا؟ "ليس الحبيب من صدقك ولكن الصديق من صدقك" أن يمارس من هو في الحكومة أعمالا تنافي الأخلاق والقيم والدستور والقانون وبذلك يسيء للدولة والنظام ويؤدي إلى احتقان الشارع ويؤدي إلى المشاكل التي يحلم فيها، ولذلك والله من وجهة نظري أنا آت إليك من اليمن، والله أشياء تقشعر لها الأبدان، أن ترى ذلك المسؤول الذي ليس فيه أثرا لحس للمسؤولية جالس هناك ويسيء للناس ويسيء للوحدة، الإساءة للوحدة والإساءة للوطن، لا تقل أنا مع الرئيس ومع الوحدة هذا ليس وفاء، إنما بالأعمال إنما بالأخلاق إنما بالوفاء إنما بالصدق إنما بالعلم الخلاق والفعال في داخل المجتمع هذا الوحيد الذي سيبقي وحدتنا ويبقي الناس على محبة وتعاضد.
فيصل القاسم: طيب ماشي، يعني أنت تقول إن هذه المعارضة معارضة متسولة ترفع شعار المعارضة في النهار وفي الليل تتسول على باب الحاكم..
عباس المساوى: في الليل من تحت الكرسي.
فيصل القاسم: ماذا تريد من هذه؟ ما رأيك أن تفعل ما فعلته المعارضة الكينية؟ ما رأيك؟
عباس المساوى: والله المعارضة الكينية والمعارضة عند موغابي، السيد موغابي أسالت الدماء والآلاف ماتوا في الشوارع من أجل أن..
فيصل القاسم: لا يمكن أن تصنع العجة بدون كسر البيض.
عباس المساوى: هل نحن هل نستطيع أن نقول للمعارضة عليك أن تدخلي في الانتخابات وإذا فشلت في الانتخابات عليك أن ترفعي السيف وتقطعي كل رقبة؟
فيصل القاسم: ما العيب في أن تتظاهر ما العيب في أن تخرج في الشوارع على تزوير الانتخابات وتزوير إرادة الشعوب؟ أنا أعيد السؤال عليك، هل رأيت كيف تصرف الإيرانيون عندما زوروا 3% في الانتخابات؟! يا رجل في عندنا العالم العربي بيزورها 110% ، 110% لك والله في بعض الرؤساء يفوزوا بـ 117% بالانتخابات، حتى الأموات بيصوتوا لهم، ولا أحد يتحرك!
عباس المساوى: هذه دعاية المعارضة.
فيصل القاسم: كيف دعاية المعارضة؟
عباس المساوى: الدعايات، دعايات الفاشل.
فيصل القاسم: كيف دعايات الفاشل؟
عباس المساوى: إذا ما عندك عيد قال العيد عيد العافية. هذه دعايات الفاشل دعايات من ليس له أي أثر رجعي لأي داعم في داخل الشعب ليس له أحد يصوت، لماذا لا تذهب الجماهير لتصوت في الانتخابات؟ وتقاطع الجماهير لا تنتخب الحاكم ولا تنتخب المعارضة بنسبة 60% أو 50%..
فيصل القاسم: جميل جميل، ما السبب؟
عباس المساوى: لأنها ليست مثالا للمعارضة..
ساطع الحاج محمد: كيف تفسر بقاء الرؤساء العرب لأكثر من ثلاثين سنة في الأنظمة، كيف تفسر ذلك؟
فيصل القاسم: بس دقيقة أنا أسألك سؤالا..
ساطع الحاج محمد: في اليمن كيف تفسر ذلك؟ في مصر؟
فيصل القاسم: مقاطعة مقاطعة، دقيقة دقيقة. إذا كانت الشعوب -وهو سؤال وجيه من السيد الموساوى- إذا كانت الشعوب مقتنعة بمشاريع المعارضة وتقف وراء المعارضة وتساند المعارضة لماذا لا تمارس العصيان المدني، الآن في مصر يدعون إلى العصيان المدني في أكثر من بلد يدعون.. دقيقة دقيقة، لماذا تخرج الشعوب كالقطعان، كقطعان الأغنام للتصويت بالدم للزعماء العرب ولمجالس الشعب وإلى ما هنالك، لماذا تخرج؟
ساطع الحاج محمد: لا، الشعوب لا تخرج.
فيصل القاسم: كيف لا تخرج؟! آخر مرة في تونس خرجت بنسبة أكثر من 70% أو 80%، جاوبني جاوبني؟
ساطع الحاج محمد: سأجاوبك، أن الآن قلت إن الأموات يصوتون للرؤساء العرب، إذاً الشعوب لا تخرج، هنالك من يصوت لهم بدليل أن الأموات فعلا يصوتون في هذه الانتخابات، يا سيدي أرجو أن تعلم، يعني وآسف يعني لكلمة أرجو أن تعلم، ولكن أريد أن أقول الآتي، ما هو التفسير الآن لاستمرار الرئيس أو الرؤساء العرب في مواقعهم لأكثر من ثلاثين عاما سواء في مصر أو في اليمن..
فيصل القاسم (مقاطعا): الشعوب بتحبهم يا أخي، الشعوب بتموت في دباديبهم!
ساطع الحاج محمد: يا سيدي لماذا لا تحب الشعوب الرئيس جورج بوش أو الرئيس كلينتون أو رئيس الوزراء توني بلير؟ لماذا لم تحبهم الشعوب أيضا؟ هم محبوبون ويستطيعون الآن أن يعودوا إلى قواعدهم وإلى أماكن عملهم بشكل عادي، لا يستطيع رئيس عربي واحد الآن إذا سقط من السلطة أن يعود إلى مكان عمله إلى بيته ويشعر بالأمان، لا يستطيع أي رئيس..
فيصل القاسم (مقاطعا): من القصر إلى القبر.
ساطع الحاج محمد: من القصر إلى القبر ولكن لا يستطيع لأنه أصلا فكرة التداول السلمي للسلطة عند الأنظمة العربية الحاكمة المتسلطة غير موجودة بشكل أو بآخر وما زالت المعارضة الآن مقموعة بقوة، أما سلاح العصيان المدني سلاح فعلا واستعمل في السودان على الأقل في عام 1964 وفي عام 1985 والآن هي..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب ماذا تقول للمعارضات العربية والشعوب من ورائها في ظل هذه المجريات؟
ساطع الحاج محمد: المعارضة العربية ستستمر في قوتها، أنا لا أتحدث عن المعارضات المدجنة، أنا أتحدث عن المعارضات الحقيقية التي تحمل الهم العربي حقيقة، ماتت قياداتها موجودة في السجون الآن تعبر عن الشعوب العربية بشكل صادق وحقيقي أنها ستنتصر في النهاية لأن هذه هي سمة الحياة، أين شاوشيسكو وأين شاه إيران وأين..
فيصل القاسم (مقاطعا): يعني ماذا عن العصيان المدني؟
ساطع الحاج محمد: العصيان المدني واحد من الآليات السلمية المتاحة للمعارض استعمالها كما التظاهر السلمي.
فيصل القاسم: جميل جدا. طيب ماذا تقول للمعارضات العربية على ضوء الانتخابات القادمة في أكثر من بلد عربي؟
عباس المساوى: العصيان المدني والمعارضة السلمية والانسحاب من الانتخابات هذا يقره الدستور. أتدري من خلد الحكام؟ إنها المعارضة هذا من جانب لأن المعارضة وأمناءها العامين ليسوا ديمقراطيين وبالتالي الواحد منهم مخلد..
ساطع الحاج محمد: يا سيدي الحكام العرب اللي خلدهم الحقيقة الذين يحملون مثل هذه الآراء من الإخوان العرب هم الذين سمحوا للحكام العرب بأن يستمروا وأن يكونوا طغاة، لولا وجود مثل هذه الأفكار لما استطاع الحكام العرب.. هذه هي المعاول التي تحاول أن تهدم المعارضة حقيقة.
عباس المساوى: الأمر الآخر أنا أدعو لمعارضة وسط ليست كهذه المعارضة، تنقذ الناس وتساعد الناس وتقف مع الناس وتأتي بنموذج جميل خلاق..
فيصل القاسم (مقاطعا): وين هذه عالمريخ إن شاء الله قريبا في المريخ!
عباس المساوى: والله أمنيات..
فيصل القاسم: ولا عندكم في اليمن؟
عباس المساوى: والله من حقي أن أحلم.
فيصل القاسم: يعني عندما نسمع كلامك نتذكر مناظر الدم والقتل التي يجريها النظام في جنوب اليمن، يا رجل على مين عم تضحكوا يا رجل؟
عباس المساوى: أي مظاهر القتل؟!
فيصل القاسم: اذهب إلى جنوب اليمن وسترى بأم عينيك ماذا يفعلون في المعارضة.
ساطع الحاج محمد: الحوثيون الآن يخوضون معارض ضارية في اليمن.
عباس المساوى: سأجيب عليك أرجوك ألا تقاطعني. ما يحصل في الجنوب أو في صعدة حركات متمردة خارجة عن الدستور رافعة السلاح..
ساطع الحاج محمد: الحراك الجنوبي الآن في اليمن كيف تتعامل معه؟
عباس المساوى (متابعا): رافعة في وجه الشرطي والمدني وتسرق الناس وتسلب الناس وتقطع الطرقات وتسلب الأملاك وبالتالي من حق الدولة أخلاقيا أن توقف هؤلاء وأن تضرب بيد من حديد.
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر..
ساطع الحاج محمد: ليس من حقها، الدولة لا تمثل إلا نفسها.
فيصل القاسم: انتهى الوقت. مشاهدينا الكرام لاقتراح موضوعات وضيوف لبرنامج الاتجاه المعاكس يرجى التواصل على البريد الإلكتروني، opp@aljazeera.net
لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا السيد عباس الموساوى والسيد ساطع الحاج محمد، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.