
المتاجرة بالقضايا الاجتماعية في الدراما العربية
– طرح الموضوعات بين الدراما الهادفة والهابطة
– سبل معالجة القضايا الساخنة وتأثيرها في المشاهد
– أهداف الدراما بين الجرأة والإثارة والترويج
– دور القرار السياسي والرقابة والتوزيع
![]() |
![]() |
![]() |
فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدينا الكرام. أليس من حق الكتاب والمخرجين العرب فضح الواقع العربي في الأعمال الدرامية التلفزيونية؟ ما العيب في إبراز العلل والأمراض الاجتماعية في المسلسلات؟ أليس حريا بنا أن ننشر غسيلنا الوسخ على الملأ من أجل تنظيفه؟ إلى متى نتستر على أوساخنا بدفنها تحت السجادة؟ إلى متى نخاف من عرض مشاكلنا الجنسية على الشاشة؟ هل تقدمت الأمم الحية إلا بفضح عيوبها ومعالجتها؟ إلى متى يتحجج الإسلاميون بالحفاظ على القيم لقمع المسلسلات الجريئة وشيطنتها؟ لكن في المقابل، أليس من الخطأ عرض الحالات الشاذة في مجتمعاتنا على شاشة التلفزيون؟ ألا يروج المخرجون العرب للانحرافات الاجتماعية بدل محاربتها؟ إلى متى يتاجرون بالقضايا الاجتماعية من أجل الإثارة الرخيصة وتحقيق الربح المادي والدخل الإعلاني؟ هل القائمون على المسلسلات العربية مستقلون أم أنهم مجرد أدوات في أيدي المنتجين وبعض الأنظمة السياسية العربية التي تسعى إلى التقريب الاجتماعي أكثر من الإصلاح؟ أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على المخرج المعروف السيد يوسف رزق وعلى الكاتب والباحث الإسلامي الدكتور محمد صادق، نبدأ النقاش بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
طرح الموضوعات
بين الدراما الهادفة والهابطة
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل تعتقد أن الدراما العربية تستغل العلل الاجتماعية لأغراض تجارية؟ 87,7% نعم، 12,3% لا. لو عرضت هذه النتيجة عليك سيد يوسف رزق، يعني الغالبية العظمى من الذين صوتوا -يعني لا نقول الجميع- يعتقدون أنكم كمخرجين خاصة وأننا مقبلون على شهر رمضان المبارك كما يسميه البعض مونديال الأعمال الدرامية والمسلسلات وما إلى هنالك، يعني أنكم يعني الهم الأكبر بالنسبة لكم هو المتاجرة بالعلل الاجتماعية والأمراض الاجتماعية وتكبيرها بهدف الربح والإثارة وإلى ما هنالك من هذا الكلام وهذه العينة من المستفتين يعني؟
يوسف رزق: يعني أنا بتقديري كيف بدنا نعالج هذه العلل كيف بدنا نطرحها من غير ما نتطرق لعمقها ونكشفها؟ مثلما حضرتك طرحت بالتساؤلات أنه بدنا ننشر غسيلنا الوسخ لنقدر ننظفه، بدنا نرفع السجادة لنطلع الوسخ اللي تحتها وننظفه، كيف بدنا نعالج هذه المشاكل، هذه الجروح الاجتماعية هذه الآفات الاجتماعية الأمراض الاجتماعية إذا ما حطيت يدي على الجرح ونكّته وعالجته بكل تفاصيله وبالتالي إذا نفيت هذا الجانب يبقى نفيت الدراما يبقى لغيت التاريخ الدرامي يبقى لغيت المسرح والكتاب والسينما والتلفزيون، المسرح بيقول الدراما بتقول عناصرها هي شخصية، صراع، حدث إذا ما انوجد هذا الصراع والحدث والشخصية وفسرنا ودخلنا إلى عمق الموضع وعالجناه ما بنقدر نصل إلى مرضنا الاجتماعي ونظهره للجمهور والمتلقي بالتالي نطرح حلا فيه أو نترك له الحل أو وجهة النظر أو الحلول بتكون من قبل المشاهد اللي هو بعدما شاف واستعرض هو بيقدر يقيم بقى ويقدر حسب اندماجه بالحالة الدرامية.
فيصل القاسم : جميل جدا. دكتور.
محمد صادق: طبعا أذكر الأستاذ يوسف أن الغسيل ينشر للتنشيف وليس للتنظيف وأنت تعلم أن الغسيل يكون بالغسالة المغلقة، هذه واحدة. أولا اسمح لي دكتور فيصل وعلى عجالة أن أعلق على نتيجة التصويت وأقول هي صحيحة 100% وربما جاءت مخيبة لآمال الذين يتاجرون بآمال الدراما العربية ومن ثم لزيادة نسبة المشاهدة هذا واحد، ثم اسمح لي الأخ الكريم أنا لا أوافقك على أي شيء مما طرحت ولكنني أعتقد أن هذا واجبك فأنت تدافع عن لقمة عيشك وأنت تدافع عن وجودك أما أنا فأدافع عن أولادي وأولادك أنا أدافع عن المشاهد المظلوم الذي تطلون عليه صباح مساء في هذا البث الهائل من جريمة القتل ومن جريمة الزنا، وأما قولك إننا لا نستطيع أن نعالج هذه القضايا دون بثها فهذا أمر مردود عليك حقيقة ويستنكر عليك كل من يفهم في أداة التلميح والعلاج للقضايا، على كل، أنا أتشرف حقيقة أن أمثل هذه الشريحة أو الغالبية العظمى والتي تعبر عن ضمير ووجدان هذا الشارع العربي من محيطه إلى خليجه وبالتالي في اعتقادي أنا على صناع الدراما من كتاب ومخرجين ومنتجين وممولين وممثلين أن يحترموا أبناء جلدتهم.
يوسف رزق: بمعنى؟
محمد صادق: بمعنى وللدخول..
يوسف رزق: كيف نقدم الدراما العربية؟
محمد صادق: تماما، بمعنى وللدخول في الموضوع بل في تفاصيل الموضوع، أنا أتهم بعض الدراما العربية الهابطة بأنها أفسدت المجتمع.
فيصل القاسم: هذا اتهام خطير يعني إلى هذا الحد؟!
محمد صادق: الحقيقة إن الدراما -بعض الدراما- العربية الهابطة أفسدت أذواق وأحوال البشر ودخلت البيوت عنوة، تارة دخلت باسم التاريخ تلبس عباءة التاريخ وقد أفسدت التاريخ وشوهت معالم التاريخ..
يوسف رزق: حضرتك عم بتقول الهابطة.
محمد صادق: الهابطة طبعا.
يوسف رزق: خلينا نصل للدراما بشكل عام.
محمد صادق: لا، لا، الآن أنا أتكلم عن الدراما الهابطة..
يوسف رزق: الدكتور ما عم يحكي عن الدراما الهابطة.
فيصل القاسم: نحن نتحدث عن الدراما العربية.
يوسف رزق: الدكتور عم بيحكي عن الدراما بشكل عام.
محمد صادق: الدراما العربية منها ما هو هادف ومنها ما هو هابط، أما الحديث عن الدراما الهادفة صاحبة الرسالة فما كنا اجتمعنا أنا وأنت في هذا المكان لأننا متفقون كمشاهدين وأنتم كصناع وهم كإعلانيين..
يوسف رزق: أنت هيك حطيتني بموقع المدافع عن الدراما الهابطة..
محمد صادق: اسمح لي.
يوسف رزق: أنا مو مدافع عن..
محمد صادق: اسمح لي أن أكمل فكرتي ومن ثم اكتب ما لديك من ملاحظات حتى نستطيع نقدم للمشاهد..
يوسف رزق: ما زلنا في الدراما الهابطة، أنا معك الدارما الهابطة سيئة.
محمد صادق: تماما أنا أتهم الدراما الهابطة بأنها أفسدت البيوت والمجتمع ودخلت البيوت عنوة وكما قلت تارة باسم التاريخ وبعباءة التاريخ وقد أفسدت التاريخ وتارة دخلت بعباءة الإصلاح وقد أفسدت الإصلاح والصلاح وتارة دخلت باسم الترفيه وقد أدخلت التوتر للبيوت، وأود أن أنوه للسادة المشاهدين أنني لست من القائلين بسوء الفن على إطلاقه بل أحترم كل عمل هادف وصاحب رسالة ورؤية.
يوسف رزق: كويس احترمناه، كيف بده يتقدم؟ نحن عم نحكي عن الجرأة بالطرح، لهلق حضرتك ما ذكرت شيئا عن الجرأة، جرأة الطرح شيء والدراما الهابطة شيء، الدراما الهابطة أنا بأرفضها وأي مشاهد يرفضها..
فيصل القاسم: أي مشاهد يرفضها نعم.
يوسف رزق: نحن عم نحكي عن الجرأة بالطرح، هل الجرأة بالطرح غلط؟ هل أنه أنا إذا بدي أقدم مسلسلا فليكن الشذوذ أو مرض الإيدز إذا طرحت عناصره ومسبباته والأمراض الاجتماعية التي تؤدي له هذا غلط ولا صح؟ هذه النقطة اللي عم نناقشها، هل إذا أنا بدي أقدم طرحا سياسيا أو موضوعا سياسيا لازم ما أكون فجا؟ هل إذا بدي أقدم قضية شرف وقتل..
فيصل القاسم: وجنس.
يوسف رزق: جنس، أنه أنا لازم أقول بالأخبار بنشرة الأخبار إن الجنس عيب يا جماعة لا تقربوا عليه، أو إذا بدي أقدم موضوع عن كيفية وصول الفتيات إلى العهر أو إلى بنات ليل إذا بدي أطرح موضوعا بهذا الشكل ما لازم أرجع لبيئتهم، كيف نشؤوا كيف أخوها ضغط عليها كبتها صار عندها كثير صراع بينها وبين أخوها وأبوها وأمها ولا تعملي كذا ولا تعملي كذا قام اضطرت أنه هي تهرب نتيجة هذا الضغط والضرب والقهر قام صارت ملتوية، فهذا لازم أطرحه بشكل موسع لحتى أوصل للجمهور أسباب هذا المرض الاجتماعي اللي صار، إذا بدي أطرح قضية الشذوذ، فلازم أجيب ممثلا يمثل دور شاذ وأحكي عن الشذوذ، ما أقوله بشكل إخباري! إذا كنت بدي أطرح هذه المواضيع كلها بشكل سلبي أنه انتبهوا يا جماعة مرض الإيدز بيجي من نقل الدم أو من الجنس بأطرحها بالأخبار وخلصت القصة، ما في داعي بقى أرجع لأعمل دراما اندماج موضوعات أعمل شخصية وصراع وحدث ليصير في تواصل واندماج من قبل المشاهد مع هذه الدراما اللي عم تتقدم، فبالتالي أنا لما بدي أطرح موضوعا دراميا جريئا لازم أتعمق جواته من خلال شخوصه وصراعاته وأحداثه لأصل إلى المرض الاجتماعي وأنبش داخله، هذا ما بيصير إلا إذا تجسد بشخوص بموضوعات جريئة بطرح جريء ليصل إلى الناس. هلق أنه أنت، أنا إذا بدي أقدم هذا الحكي لو أنت وعيلتك قاعدين عم تتفرجوا ومن ضمنكم أولاد أنت لازم تكون حريصا كأب أو كأم أو كأخ أكبر أنك تشرح للطفل أن هذا عم يتقدم لأسباب كذا كذا، أنت لازم توعيه لأنه إذا كنت أنا بدي أقعد أوعيه وأعمل له، بأقعد بأعمل له محاضرة أو درس أن التوعية وما عاد في داعي للدراما، وهو إذا بده يتأثر باللي عم بيشوفه فممكن الفضائيات هلق والإنترنت، ابني عمره 12 سنة صار يفهم بالإنترنت والتواصل مع العالم قدي مرتين فكيف بدي أردعه عن مشاهدة مسلسل عم يحكي عن جنس؟
محمد صادق: وصلت الفكرة.
فيصل القاسم: جميل جدا، هل تستطيع أن ترد على هذا الكلام؟
محمد صادق: 100%.
فيصل القاسم: كيف؟
محمد صادق: تمام. هل ما تفضلت به يتوافق مع "الخط الأحمر" مثلا؟
يوسف رزق: جدا.
محمد صادق: وهو الذي تتفاخر به دائما.
يوسف رزق: ما عم بأتفاخر بس هو عمل جيد وطرح موضوعات جيدة من خلال قضايا تتعلق بالإيدز بالشذوذ بالعهر وقضايا الشرف وكيف الفتيات نتيجة كبتهم وضغط الأهل عليهم انفجروا وتحولوا إلى فتيات ليل.
محمد صادق: أستاذ يوسف هذا بعيد عن حقيقة واقع التوعية، وحقيقة أنا أتهمكم وعذرا يعني منك..
يوسف رزق: اتهمنا مثلما بدك، خذ راحتك.
محمد صادق: تماما يعني حقيقة ولو كلمة قاسية..
يوسف رزق: لا، لا، خذ راحتك.
محمد صادق: يعني بالجهل بأبعاد فكرة التوعية.
يوسف رزق: لازم نقولها بشكل إخباري؟
محمد صادق: لا، ليس إخباريا.
يوسف رزق: كيف بدنا نقولها؟
محمد صادق: أنا أقول لك. يا سيدي أنت تعلم أكيد أنت مخرج مميز ومخضرم ولا بد أن تعلم هذه القضية ولا أعرف لماذا تتجاهلها، عندما تقوم أي فكرة إرسالية لأرسل أنا مادة درامية تحتاج كما تعلم إلى رسالة ومرسل وفئة شريحة مستهدفة، إذا قلنا مثلا الدراما، الرسالة معروفة هي العمل الدراما والمرسل هم الكاتب والمخرج والمنتج والممول والممثل، والفئة المستهدفة من؟ هم أبنائي وأبناؤك وأنت وأنا، الدراما العربية عندما تقوم بعرض قضايا تتعلق بالقتل والخمر والشرف والإيدز وكل هذه الجرائم ماذا تفعل؟ هي تخاطب عقل الواعي وعقل اللا واعي..
يوسف رزق: كيف لازم تتقدم بقى هي؟
محمد صادق: يا أخي أنا أتكلم يعني أنت..
فيصل القاسم: تفضل يا ريت نكمل.
محمد صادق: تمام. فهي تخاطب العقل الواعي والعقل اللاواعي، كيف تفعل؟ تتسلل من خلال التشويش تارة والإملال تارة والإثقال تارة أخرى، تتسلل من خلال التشويش بالموسيقى الراتبة أو تلك التي بتسمونها موسيقا تصويرية، أو من خلال الإملال بإعطاء معلومات يعني غير واضحة..
فيصل القاسم: تفاصيل مملة.
محمد صادق: غير واضحة، أو من خلال الإثقال بطرح سبع إلى ثماني معلومات في وقت واحد، هل تعلم أن هذه المناظر التي أنت تدعي أنك تقوم بعرضها لعلاجها تتسلل إلى اللاشعور إلى العقل الباطن لدى الإنسان وتسجل، لأن العقل الباطن لا يفهم كلمة لا، أنت تقول له أنت تعرض له الإيدز وأنت تعرض له جريمة الزنا وزنا المحارم والخمر والملاهي والقتل وجرائم الإرهاب وبعد ذلك تقول له ماذا؟ لا تفعل، أنا أحتج على المدة الطويلة لتصوير الجريمة ومن ثم ربما تأتي بنهاية حلقة لا يشاهدها وتقول له لا تفعل. عندما يستدعي هذا الطفل بعد ذلك هذه المناظر لا يعتبرها غريبة عليه.
فيصل القاسم: يعني تريد أن تقول بدل محاربة هذه الآفات والعلل الاجتماعية أنت تروج لها، هذا ما تريده أن تقوله؟
محمد صادق: بالتأكيد، بالتأكيد، لأنك أنت من خلال إدخالها بهذه الصور المطولة..
سبل معالجة القضايا الساخنة وتأثيرها في المشاهد
فيصل القاسم: وصلت الفكرة. كيف ترد على هذا الكلام؟ يعني أنتم البعض يقول إن تصوير العلاقات الجنسية المنحرفة ينطوي على جاذبية وإثارة في التشخيص الدرامي وبالتالي فهي تروج لمثل هذه الأشياء بدل محاربتها يعني، أنتم الآن يعني تتحدثون عن قضايا تعتقدون أنها جريئة جدا لكن هذه الجرأة في واقع الأمر لا تعالج القضايا بل تجعلها يعني معقولة أو أصبحت عادية بالنسبة للكثيرين في العالم العربي خاصة وأن السواد الأعظم من المشاهدين العرب غير مهيئين من الناحية الثقافية.
يوسف رزق: طيب كويس، هلق أنا لما بدي أعالج، ذكر الأستاذ "الخط الأحمر" وذكر أنه أنا عالجته بشكل فج وتجاري و..و.. وما ذكر البديل، طيب أنا هلق بدي أقول إنه بسبب فتاة ليل وصل مرض الإيدز إلى سين وعين، شو بدي ألبسها محجب لحتى أقدر أبدأ بهذه القضية ولا لازم يكون في شيء مغري؟ هلق مغري قديش؟ إغراء للإغراء شيء وإغراء لطرح رسالة وفكرة محددة شيء ثاني، هلق نحن لما لبسناها قصير للركبة ولفوق الركبة للبنت، ما عريناها لنقول إنه نحن عم نعمل تعر، إغراء للإغراء، نحن خلينا يكون في شيء من الإثارة لحتى تثير الطرف الآخر لحتى تعمل معه علاقة بيقوم يمرض بالإيدز..
محمد صادق: أستاذ يوسف المشاهد الكريم الذي يستمع إليك الآن هو شاهد "الخط الأحمر" وشاهد معظم أعمالك..
يوسف رزق: يبقى على تقديرك لازم يلبسوا البنات محجب..
محمد صادق: أنا لم أقل محجب..
يوسف رزق: طيب كيف بدي أوصل للمرام، شو يلبسوا؟ شو يلبسوا؟
محمد صادق: يا سيدي الكريم ما هو العلم التربوي يعتمد على التلميح يعتمد على ما بال أقوام يفعلون كذا..
يوسف رزق: ليش تلمح؟ قلها بنشرة أخبار.
محمد صادق: لماذا نشرة الأخبار، ربما رجل..
يوسف رزق: بدل ما ألمح ليه ما بأعمل دراما حية؟!
محمد صادق: ربما رجل متفوه يتحدث ربع ساعة عن الإيدز -مع احترامي لك- يقدم علاج الإيدز أفضل من كل حلقات مسلسلك "الخط الأحمر".
يوسف رزق: ما حصل هالحكي والدليل واضح.
محمد صادق: دليل ماذا؟ على مائتي شخص في سوريا، طبلت وزمرت على مائتي شخص في سوريا، كم نسبة يعني أصغر بلد..
يوسف رزق: بدك ياني أستنى لأصل لـ 48% مثل دولة إفريقية..
محمد صادق: هذا قلته أنت في وسائل الإعلام.
فيصل القاسم: هو يدق ناقوس الخطر يعني وما العيب؟ وما العيب؟ يعني هذا مرض أنت تعلم حتى مرض إنفلونزا الخنازير يعني أصاب بضعة أشخاص العالم كله..
محمد صادق: يا دكتور فيصل قضية الإيدز..
فيصل القاسم: طيب يعني ماذا تريد أن نقول؟
محمد صادق: أنا أقول قضية الإيدز أدخلت للإثارة.
فيصل القاسم: للإثارة؟!
محمد صادق: للإثارة.
فيصل القاسم: لجمع.. لجمع..
محمد صادق: تماما.
يوسف رزق: طيب لأعطيك بيانات. مركز الإيدز بالزبلطاني كان يفوت قبل مسلسل "حاجز الصمت" و"الخط الأحمر" أربعة أو خمسة باليوم، بعد مسلسل "الخط الأحمر" صاروا يفوتوا بين الـ 200 و 400 يعملوا تحليل للإيدز خوفا من أن يكونوا أصيبوا..
فيصل القاسم: وهذا بفضل المعالجة الدرامية لهذا الموضوع.
يوسف رزق: رغم أنه تقدموا أكثر من مائة دكتور ومائة متكلم وتحدثوا عن الإيدز وأخطاره و.. ما زاد عدد اللي راجعوا مركز الإيدز واحدا.
فيصل القاسم: طيب جميل جدا، بس أنا أسألك سؤالا..
يوسف رزق: من خلال الدراما والاندماج مع الحالة..
محمد صادق: المدروسة والمنهجية..
يوسف رزق: والمنهجية..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب بس أنا أسألك سؤالا، طيب ما العيب، ما العيب أنتم دائما لماذا تحاولون يعني بحجة الحفاظ على القيم وبحجة العفة وما بأعرف شو والمجتمع وحماية الأبناء وهذا الكلام اللي صار لنا بنسمعه من مائة سنة، طيب ما العيب؟ يعني كل الأمم الحية إذا كان لديها عيوب اجتماعية أو ثقافية أو كذا تطرحها للبحث للمناقشة بشتى السبل حتى لو كانت القضية صغيرة جدا يتم تكبيرها بحيث يعني يلتفت الناس لها..
محمد صادق: أولا دكتور فيصل..
فيصل القاسم: أنا بس كمان دقيقة، بدي أسألك، أنت إذا كان لديك دمل على يدك، يعني نحن العرب والمسلمين..
محمد صادق: بأحطها على شاشة التلفزيون.
فيصل القاسم (متابعا): نحن العرب والمسلمين يعني تعودنا أن ندفن كل شيء كل أوساخنا تحت السجادة، لدينا مرض نداري عليه نغطيه، ما العيب في أن تغوص المسلسلات العربية حتى في شهر رمضان المبارك في عللنا الاجتماعية خاصة وأن نسبة المشاهدة تكون عالية جدا؟ يعني بحجة أنه شهر كذا وكذا وكذا، طيب ما العيب؟ هذه علل، المرض يجب أن يعالج يجب أن يكشف لا أن نغطي عليه، أنت تريد أن تغطي على شيء وتريد أن تلمح، طيب ما ثلاثة أرباع الناس أميون عندك لا يفهمون، حتى بالمباشرة لا يفهمون.
محمد صادق: يعني "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا" دقة قديمة هذه! الآن أنت تدعي أنه لا بد -وكمان أيضا الأستاذ يوسف- لا بد أن ننشر كل الأمراض..
فيصل القاسم: غسيلنا الوسخ، نعم لم لا؟
محمد صادق: كل الأمراض، كل الأمراض على الملأ. يا سيدي هل تعلم أنت أن الدراما والسورية خاصة منها الآن تحولت إلى خطاب وطني؟
يوسف رزق: أبدا.
محمد صادق: هل تعلم..
يوسف رزق: لا أنا لم أعلم، لا أعلم، مو صح هالحكي.
محمد صادق: لا تعلم، يا سيدي مئات ملايين البشر تعرفوا على تاريخ هذه المنطقة..
فيصل القاسم: من خلال؟
محمد صادق: من خلال المسلسلات العربية والسورية تحديدا، وهذه لهم ولكنها مسؤولية عليهم. المهم دعك من هذا الكلام خلينا في صلب الموضوع، نحن نتكلم عن وجود مرض يدعي الأستاذ الفاضل لا بد من نشره..
يوسف رزق: يطرح يطرح مو يدعي.
محمد صادق: لا بد من طرحه، ما هو نشره، كيف تطرحه؟ يا سيدي والله العظيم قبل أن آتي إلى هنا التقيت بشخص اشتريت منه خضرة فقلت له ما قولك بالدراما العربية؟ قال لي كلها أكل هواء. أقسم لك بالله كنت في مكان لركوب الخيل فسألت الشخص السايس قلت له ما رأيك بالدراما العربية؟ عندي برنامج عن الدراما العربية قال لي والله -وعندكم في السويداء- كانوا بيمثلوا برنامج وشخص بيغني وبتحوم حوله فتاة وكان هو مكلفا بالخيل يلف حولها قال لي قسما بالله كان يقول لها المخرج ارفعي ارفعي ارفعي، يا رجل يا رجل الآن..
يوسف رزق: هلق بهذين السؤالين دمرت الدراما وبدك تلغيها؟! دمرت الدراما العربية.
فيصل القاسم: يعني ماذا تريد أن تقول؟
محمد صادق: أنا أريد أن أقول..
فيصل القاسم: تجارة، إثارة.
محمد صادق: نعم..
فيصل القاسم: طيب ما العيب في الإثارة؟ يا أخي الإثارة مهمة، ما العيب في الإثارة حتى الإثارة مهمة، الأكل حتى الأكل لا تستطيع أن تهضمه إن لم يكن عليه توابل.
محمد صادق: الأكل ليس عرضا يا دكتور فيصل، الأكل ليس عرضا ليس كرامة ليس شرفا، هل تمثل يعني لحم المرأة زوجتك وزوجتي ابنتك وابنتي بالأكل؟! أنا أعرض الطعام لأبيعه ولكن أعرض يعني لحوم النساء لكي نعالج الأمراض.. على كل، أنت تقول..
يوسف رزق (مقاطعا): لكن شو لازم أساوي، ما لازم أعرضها شو لازم أساوي؟
محمد صادق: يا سيدي أنا أقول لك أنقل لك شيئا، الكاتب مازن طه وأظنك تعرفه جيدا..
يوسف رزق: شوبه؟
محمد صادق: لسيريا نيوز يقول "يوسف رزق يعاني من قصور درامي وأحادية في الرؤية..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب مش موضوعنا يوسف رزق..
محمد صادق: لا، لا، موضوعي، هو الذي يمثل الدراما الآن. الآن أنا أمامي رجل يمثل الدراما وأنا أمثل المشاهد الشريف الذي يأبى أن يعني يشاهد مع زوجته وابنته هذه المناظر العاهرة، اسمح لي..
فيصل القاسم (مقاطعا): بس نحن لسنا بصدد محاكمة مخرج.
محمد صادق: يا دكتور فيصل، هذه مقاطعة، أنت تقول لا تقاطع وأنت الآن تقاطعني في هذه الحلقة، دعنا نكمل الفكرة ثم دافع..
يوسف رزق: ما في فكرة.
محمد صادق: لا، في فكرة تماما، لا، الفكرة ها هنا.
يوسف رزق: لا أنا بدي أقول..
محمد صادق: وعند رده على مسلسل "ساعة الصفر" أنت الآن عندك..
يوسف رزق: لا، لا، ما رح اسمح لك.
محمد صادق: ما أنتظر أنك تسمح لي ولا ما تسمح لي..
فيصل القاسم: لا، لا.
محمد صادق: يقول "العمل كان كوميديا خفيفا" اسمع مني تستفد أنك تتهم أنك لا تسمع أحدا، اسمع مني تستفد، أنت متهم أصلا أنك تضرب الممثلين وأندريه سكاف خبر ذلك وأنت تعترف بضربه، نحن الآن في الاتجاه المعاكس لا تستطيع لا إيقافنا STOP كمخرج، أنت الآن في الاتجاه المعاكس اسمع، اسمع..
يوسف رزق: أنت خرجت عن الموضوع.
محمد صادق: يا سيدي جاوبني بعد أن أكمل على ما أقول الآن..
يوسف رزق: أنت لا تقول شيئا.
محمد صادق: سأقول.
يوسف رزق: قل.
فيصل القاسم: طيب دكتور بس رجاء بلا مقاطعة.
محمد صادق: أنا عم بأقاطعه ولا هو عم بيقاطعني؟!
فيصل القاسم: طيب تفضل باختصار.
محمد صادق: يا سيدي عن مسلسل "ساعة الصفر" يقول " العمل كان كوميديا.." اسمع هو لا يريد أن يسمع هذا الكلام..
فيصل القاسم: تفضل تفضل.
محمد صادق: لأنه من كتاب وليس مني. "العمل كان كوميديا خفيفا ويوسف رزق أقحم عليه جريمة الشرف" إقحام، ليس الأمر منهجيا هو للإثارة، "أقحم عليه جريمة الشرف والإيدز والجاسوسية فتحول النص إلى خلطة درامية فيها الكوميديا والجاسوسية واغتيال العلماء وملاحقة لشخصيات فلسطينية ومخدرات وجرائم شرف فأصبح النص كوكتيل وسلطة " ثم أضاف وأنا أريد منك أن تجيب الآن للسادة المشاهدين "والحقيقة عندما سألني أحدهم عن ماذا يتحدث مسلسل ساعة الصفر؟" الذي كنت تتفاخر به تحت الهواء "قال، لا أعرف ماذا أجيب وأتحدى يوسف رزق أن يجيب عن هذا السؤال" تفضل أجب.
فيصل القاسم: طيب جميل.
يوسف رزق: حلو، لما يكون عملا خفيفا بيعالج قضية رجل متقاعد بيروح بيعمل معاملة تقاعده منشان يقبل تقاعده..
فيصل القاسم (مقاطعا): بس هناك نقطة مهمة..
يوسف رزق: لحظة بس. حدوده ثلاث أو أربع حلقات بحد أقصى بيخلص النص وخلي وفاضه، خلي خرجه، ما عاد عنده شيء يقدمه بالنص ومعروف عن مازن طه أنه هو بيقدم حلقات صغيرة..
فيصل القاسم (مقاطعا): مش هذا موضوعنا، لا نريد أن نشخصن، نحن موضوعنا الدراما العربية من المحيط إلى الخليج..
محمد صادق: وهل مازن طه ليس..
فيصل القاسم: بس دقيقة..
محمد صادق: هو من صناع الدراما العربية؟
فيصل القاسم: وكلها متهمة. تفضل.
يوسف رزق: لما أنا أضيف كمخرج وكوجهة نظر وكما أفعل بأعمالي كلها أعمم الموضوعات وأعمم الطروحات وأعمم المقولات أحط يدي على مجموعة من الجروح الموجودة في المجتمع العربي، هل هذا خطأ ولا هذا تصحيح لنص مقصر على وجهة نظر كوميدية فالس ما بتفيد ولا بتقدم ولا بتأخر..
محمد صادق: أنت كاتب ولا مخرج.
فيصل القاسم: بس دقيقة.
يوسف رزق: أنا الاثنان.
محمد صادق: الاثنان؟!
فيصل القاسم: بس دكتور رجاء بلا مقاطعة. تفضل.
يوسف رزق: وأنه أعمم وأفرش بالنص والجمهور بكره بيقول إذا هذا الطرح الواسع للموضوعات صح ولا غلط، إذا قدمت موضوع قضايا الشرف قضايا سياسية قضايا اقتصادية قضايا مخدرات..
فيصل القاسم: بنفس المسلسل.
يوسف رزق: بنفس المسلسل وين العيب؟ هذا بالعكس..
محمد صادق: العيب أنك لا تمتلك رؤية ورسالة منهجية واضحة لمعالجة..
يوسف رزق: أنت شفت المسلسل؟
محمد صادق: يا سيدي يقول لك بالحرف الواحد..
يوسف رزق: كيف؟!
محمد صادق: هو يظن أن مجرد الربط الجغرافي بين الشخصيات هو ربط درامي، عندما سألك كيف تربط الإيدز فيما يحدث؟ أنت قلت له إننا نأتي بفتاة مصابة بالإيدز تشارك في أحد الشخصيات. ما أجبتني.
يوسف رزق: يا أستاذي إذا عليت صوتك ما هذا يعني أنك أنت الصح، أنت شفت المسلسل؟ على أساس شو عم تحكم علي؟! تفضل يا أستاذ.
فيصل القاسم: طيب بس أنا موضوع الإقحام، موضوع الإقحام هو القصد منها..
يوسف رزق: إذا ما شاف المسلسل.
فيصل القاسم: درجت الدراما العربية، كي لا نبقى في مسلسل واحد، موضوعنا يعني درجت الدراما العربية في السنوات الأخيرة على إقحام الموضوعات المثيرة بهدف الإثارة بالدرجة الأولى، مثلا إقحام الجنس إقحام سفاح القربى إقحام العنف، امتلأت الشاشات..
أهداف الدراما بين الجرأة والإثارة والترويج
فيصل القاسم: طيب بدي أسألك، الشذوذ، الشذوذ الجنسي، طيب نحن لماذا يعني نركز على 2% أو 1% أو أقل من 1% ونعمل منه حلقات؟ يعني في أحد المسلسلات تجد مثلا شخصية سحاقية تأتي مثلا -غنية- تأتي بالفتيات إلى منزلها وإلى ما هنالك من هذا الكلام، طيب يعني هل نحن بحاجة لنشاهد لمدة ساعة أو أكثر من ساعة سحاقية مثلا مع مجموعة من الكذا؟ أنتم الآن يعني تتبعون الإثارة الرخيصة من المحيط إلى الخليج في مصر في الخليج في سوريا في كل هذه البلدان، هذا هو السؤال أنه أنتم الآن تتاجرون بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من المشاهدين ما عندكم مشكلة يعني تغوصوا بالجنس وتغوصوا بكل شيء.
يوسف رزق: أستاذي إذا ما غصنا بعمق أي موضوع، هلق نحن عم نقول إنه نحن عم نقدم شيء كثير فاجر وكثير وكثير وكثير إلى آخره، أبدا، الإثارة مطلوبة، الدراما إذا ما فيها إثارة إذا ما فيها اندماج لشو بدي أتفرج..
فيصل القاسم: بطلت دراما. بطلت دراما.
يوسف رزق: ما عادت دراما، بألغي الدراما. حضرتك ذكرت الجنس وذكرت الأمراض الاجتماعية الأخرى من سياسية أو شرف أو أو، شو صفي أعالجه؟ إذا كل هذه موجودة في الأعمال الدرامية شو اللي تبقى؟ أنت عم تطالبنا أو الدكتور عم يطالبني أن أطرحه، ما أنت عم تذكر أنه طرحنا كل هذا، شو يعني أنا عم بأستثمرهم لأعمل إثارة وأبيع وأكسب وإلى آخره..
فيصل القاسم: إعلانات وما إلى هنالك.
يوسف رزق: طيب إذا ما عملت إثارة كيف بدي أطرح الموضوع؟
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب بس السؤال المطروح طيب لكن بعض النقاد يقولون..
يوسف رزق: كيف بدي أعمل اندماجا؟
فيصل القاسم: بس يعني في بعض الأحيان والكثير من الأحيان نرى بعض المسلسلات تبرر العلاقة الجنسية خارج إطار الحياة الزوجية تبررها بقوة باعتبارها شكلا من أشكال ممارسة الحياة والتحرر من قيود المؤسسة الزوجية يعني في كثير من الأحيان يعني كل هذه المحرمات يعني أصبحت يعني أشياء بسيطة بالنسبة للمشاهد من خلال طرحكم أصبحت مألوفة..
يوسف رزق: عبر التاريخ ما في شخصية تاريخية معروفة سواء كانت دينية أو غيرها إلا تزوج ثلاثة وأربعة، إحنا إذا الواحد تزوج واحدة وتطلع على واحدة مو مسموح! عبر التاريخ النبي إبراهيم عليه السلام تزوج امرأته سارة وجاب جارية، يعني وين الغلط الديني اللي موجود؟
محمد صادق: الغلط..
فيصل القاسم: بس دقيقة..
محمد صادق: الغلط أن تخلط بين الحلال والحرام.
فيصل القاسم: بس دقيقة، سجل.
يوسف رزق: يا أستاذي ابراهيم نام مع جاريته بالحلال ولا بالحرام؟
محمد صادق: لا، بالحلال، نبي.
يوسف رزق: لا، ما تزوجها، وإذا نبي؟
محمد صادق: لا. أعوذ بالله.
يوسف رزق: نبي بيقول لك مسموح لي كل شيء..
محمد صادق: هل وصلنا إلى هنا يا أستاذ يوسف؟!
يوسف رزق: إيه إيه وصلنا.
فيصل القاسم: بس دقيقة بس دقيقة.
محمد صادق: يعني أنت تتهم النبي إبراهيم بممارسة الزنا؟
يوسف رزق: لا.
محمد صادق: وعلى الجزيرة؟!
يوسف رزق: لا، أنا عم بأقول لك إن إبراهيم كان عنده زوجتان.
محمد صادق: قلت ونام مع الخادمة من غير أن يتزوجها.
يوسف رزق: طيب أنت متأكد أنه تزوجها؟
محمد صادق:: نعم، مليار بالمائة، {..وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ..}[النساء:36] هذا زواج شرعي، أنت تجهل في الشريعة الإسلامية..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب بس خلينا كي لا نخرج عن الموضوع.
محمد صادق: أنت تقول إن النبي إبراهيم..
فيصل القاسم: دكتور صادق..
يوسف رزق: موضوع من هذا النوع..
محمد صادق: أنت قلت إن إبراهيم نام مع الخادمة ولم يتزوجها، أي أنت تتهم إبراهيم بالزنا.
يوسف رزق: هلق بدك تأخذ لي الموضع من قفاه غلط.
فيصل القاسم: كي لا نخرج عن الموضوع، بس أنا أسألك سؤالا..
يوسف رزق: أنا إذا بدي أناقش شوف مجرد مناقشة نقطة ساخنة قامت الدنيا وما قعدت، هلق قضية إسرائيل وحدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ما جاءت من مقولة إبراهيم ووعد الله له أن كل متر بيمشي عليه كل أرض بيمشي عليها من الفرات من حضارة أور من عند الأوريين لبلاد الكنعانيين للجزيرة لمصر رحلته هذه خلت شعبه بعده أي اليهود وإسرائيل صار شعارها أنه حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل، هذا الموضوع أنا إذا ناقشتك هل محرم علي ولا مسموح؟
فيصل القاسم: طيب جميل جدا سؤال وجيه.
يوسف رزق: كيف بدي أقوله؟ ورغم ذلك هل أنا عم بأقوله وبتردد أنه هذا محرم المفروض ما يقال، ليه؟ ليه الموضوع الساخن ممنوع يناقش بشكل ساخن؟ بشكل واقعي؟
فيصل القاسم: لكل مقام مقال. أنا أسألك دكتور صادق طيب أنتم ما مشكلتكم مع الجنس يعني ما عندكم هم بهذه الدنيا إلا الجنس يعني كل واحد طلعت وحدة مظلطة بتعملوا لنا قصة عليها، واحد عمل مسلسل..
محمد صادق: نحن من؟
فيصل القاسم: أنتم الإسلاميون يعني، أنتم الإسلاميون، وما العيب يا أخي في الجنس وعرض قضايانا الجنسية على الشاشة؟ أليس لدينا مشاكل جنسية في العالم العربي، ألا يفكر العربي 90% من وقته في الجنس؟ ألا ينتشر البغاء في عالمنا العربي الآن كانتشار النار في الهشيم؟ ألا يشكل الجنس الهاجس الأكبر بالنسبة للشباب العربي وبالنسبة لمعظم العرب؟..
محمد صادق: مما يولد الكبت.
فيصل القاسم: مما يولد الكبت.
يوسف رزق: والشذوذ.
فيصل القاسم: طيب ما العيب؟ ليش ما عندكم مشكلة إلا هالجنس وهالنسوان وكذا؟ وما العيب في أن الدراما تغوص بالنسوان؟ شو المشكلة؟
محمد صادق: يا دكتور فيصل.
فيصل القاسم: شو يا دكتور؟ تفضل جاوب.
محمد صادق: يا دكتور فيصل نحن إسلاميون وغيرنا ماذا؟ الفضيلة والرذيلة ليس لها دين، الفضيلة والرذيلة عند الإسلامي وعند المسيحي وعند اللاديني، نحن نتكلم عن الفضيلة والرذيلة، نحن الإسلاميون لا نتحدث إلا عن الجنس؟
فيصل القاسم: جميل.
محمد صادق: هكذا يعني أنت ترى الأحداث؟
فيصل القاسم: أنا أسألك. تفضل.
محمد صادق: يا سيدي أنا أتحدث عن العهر والخمر والاغتصاب والزنا..
فيصل القاسم: الذي يملأ المسلسلات.
محمد صادق: تماما، وأنا آتي لك بالدليل.
فيصل القاسم: طيب أليس هذا موجودا في الحياة العملية في الحياة العامة؟
محمد صادق: حتى وإن كان موجودا.
فيصل القاسم: ماذا تفعل به؟
محمد صادق: حتى وإن كان موجودا قد يراه شخص أو اثنان..
فيصل القاسم: لكن لم يعممه.
محمد صادق: تماما، أما أنك أنت تقوم، اسمح لي أستاذ، الدراما المصرية تغوص في التحرش الجنسي وزنا المحارم، اسمع، ستة مسلسلات مصرية تعرضت إلى قضايا الاغتصاب والتحرش الجنسي وزنا المحارم في رمضان ويا للأسف موسم الزنا والعهر تحول رمضان..
يوسف رزق: مين قال هيك؟
محمد صادق: ما أقرأه يدينك..
يوسف رزق: في 120 مسلسل..
فيصل القاسم: بس دقيقة بس دقيقة.
محمد صادق: أنا أقول لك بالتاريخ، فتعرضت غادة علي في مسلسل "قلب ميت" إلى التحرش الجنسي من زوج خالتها وتحت السلم ومن أحد سكان العمارة وأثناء رجوعها من البيت ليلا، كما تعرضت داليا البحري بطلة مسلسل "بنت من الزمن ده" للاغتصاب على يد بلطجية كما أن أحداث المسلسل تتناول العديد من مشاهد زنا المحارم، وتتعرض بطلة "دموع القمر" طوال حلقات المسلسل إلى تحرش جنسي بدءا من زوج أمها إلى كل الرجال الذين قابلتهم في الأماكن التي هربت إليها، ولمدة أربع دقائق -يا رجل!- ولمدة أربع دقائق نعم تعرضت الفنانة إيمي في مسلسل الفنار إلى الاغتصاب وهو المشهد الذي تم عرضه كاملا على الشاشة واعتبرته إيمي من أصعب المشاهد التي قدمتها. كما تتعرض هند صبري في أول عمل درامي لها "بعد الفراق" إلى محاولة اغتصاب، كما تتعرض علا غانم في مسلسل..
فيصل القاسم: طيب، باختصار ماذا تريد أن تقول؟
محمد صادق: تحولت الدراما الهابطة..
فيصل القاسم: في معظمها.
محمد صادق: في معظمها نعم وليس في معظمها ربما في أوسطها تعرضت تماما أن تمارس حقيقة إلى مدة طويلة القتل الإجرام الزنا..
فيصل القاسم: العنف.
محمد صادق: العنف الخمر بصورة سيئة يختزنها طفلي وطفلك ومن ثم تصبح صورة طبيعية مألوفة لديهم.
فيصل القاسم: طيب وأنا أسألك سؤالا، تكلم عن الدراما المصرية..
محمد صادق: وأيضا السورية، وأيضا السورية.
فيصل القاسم: إيه ماشي. بعض النقاد السوريين..
يوسف رزق: لا، بدنا نقول السجل كله..
محمد صادق: لا، اسمح لي، في مسلسل "شتاء ساخن" علاقة جنسية صادمة بين بطل العمل وزوجة أخيه، زنا محارم، وفي مسلسل "عن الخوف والعزلة" علاقة جنسية حارة بين أحد شخصيات العمل وصديقة زوجته، "سحابة صيف" هو يصدم المشاعر في البداية حين يتحدث عن حالة تحرش أب لابنته، يا للعار!
فيصل القاسم: طيب باختصار ماذا تريد أن تقول من هذا الكلام؟ إن الدراما تغرق في الجنس؟
محمد صادق: تغرق في الجنس والخمر والدخان والملاهي.
فيصل القاسم: لأغراض؟
محمد صادق: الإثارة التجارية وزيادة نسبة المشاهدة، ولو كان ذلك ليس صحيحا تماما لكان رد بموضوعية على ما قاله الأستاذ مازن طه وهو يقول لك في الحرف الواحد بأن يوسف رزق معتاد على نسق معين يعتمد فيه على الإثارة المجانية والخطوط العشوائية والحركة البهلوانية للكاميرا والموسيقى المزعجة إلى آخره، هذا صديقك يا سيدي.
فيصل القاسم: طيب تفضل.
يوسف رزق: جاوبنا عليهم هؤلاء، بدنا سؤال، بدنا نناقش قضية الجرأة بالطرح بالأعمال.
دور القرار السياسي والرقابة والتوزيع
فيصل القاسم: هلق هو نحن لا نختلف معك في ضرورة الجرأة وفي ضرورة الإثارة لكن بحدود، يعني في كثير من الأحيان الكثير من الموضوعات التي أنتم تعتبرونها جريئة لا تقدم بطريقة نقدية تنويرية بل بشكل مجاني إثارة من أجل الإثارة، أنا بأسألك سؤالا آخر، هل أنتم المخرجون أنتم المخرجون والمنتجون والكتاب هل أنتم مستقلون فعلا أم أنكم مجرد أدوات في أيدي ممولين منتجين، السلطات؟ يعني أنت تعلم أن الدراما العربية تفرض بقرار سياسي في الكثير من الأحيان تفرض بقرار سياسي في الكثير من الأحيان تفرض بقرارات سياسية إذاً نحن بصدد عملية غسل دماغ عملية تخريب عملية إفساد مجتمعات وعلى عينك يا تاجر يعني.
يوسف رزق: بره سوريا أنا ما عندي فكرة قديش في غسل دماغ وفي رقابة حادة أو نوعيتها أو توجيه من فوق، أنا بالنسبة كمخرج ومنتج في نفس الوقت موضوعاتي اللي عم بأطرحها نابعة من ذاتي من خياراتي أنا من غير أي ضغط من أي جهة وما في أي معوقات أو شروط أو قيود. هلق أنا بأقدم العمل لجهة هي اسمها الرقابة لحتى إذا في تجاوز للخط الأحمر أكبر من اللزوم إيه بنحاول نخليه مقبولا ويصل إلى الجمهور بشكل مقبول مو فج. اللي عم بيقوله الأستاذ أنه كلها للتجارة وللبيع وإلى آخره..
فيصل القاسم (مقاطعا): يعني مثلا عندك الناقد عبد المسيح الشامي يقول لك إن عملية هي في الكثير من الأحيان هي لهاث وراء الربح والثروة، إلى التملق والتقرب من السلطة إلى ما هنالك من هذا الكلام يعني هناك عملية تخريب متعمدة، بدل ما تكون الدراما أداة إصلاح أصبحت أداة تخريب أداة نشر الرذيلة.
يوسف رزق: حضرتك عم بتقول للربح وللبيع وللانتشار، بعد إذنه للدكتور يعد لي المحطات الإسلامية أو اللي عليها قيود حازمة حازمة جدا ممنوع تعرض اللي عم بيتفضل به الأستاذ، يعني معناها نحن عم نخسر لما نعمل الحكي اللي عم بيقول عليه مو عم نربح مو الهدف مادي..
فيصل القاسم: الربح.
يوسف رزق: ولا ربح أبدا. الهدف جرأة في التقديم وكلما كنت جريئا أكثر كلما خسر عملك أكثر، وهذا معروف، رح قدم عملا للسعودية لدبي للشارقة لأي محطة للأردن في عندها قيود وشروط إذا كنت أنت متجاوزها متجاوز هذا الخط الأحمر ما بتشتري العمل، من السودان وأنت.. من المغرب..
محمد صادق: لكم محطاتكم الخاصة.
يوسف رزق: شو هي المحطات الخاصة؟
محمد صادق: معروفة، معروفة، أنت تعرفها.
يوسف رزق: شو هي؟ وينها؟
محمد صادق: التي تنشر مسلسلاتك.
يوسف رزق: إذا الـ mbc اللي هي أكثر محطة مشاهدة إذا افترضنا عم تنتج أعمالها..
محمد صادق: والله بعض المحطات التي تنشر التي تتفاخر أنت..
يوسف رزق: إذا سمحت لا تقاطعني.
محمد صادق: تفضل.
يوسف رزق: شو هي المحطات اللي بتغطي عمل عم بيكلف ستين سبعين مليون وبتأخذه بخمسمائة دولار وبألف دولار؟ المحطات الأساسية كلها بترفض الأعمال اللي عم يتفضل ويحكي عنها الأستاذ إذا كان فيها لبس قصير أو تعر أو شذوذ مبالغ فيه أو أي تقديم بالجرائم والدم وإلى آخره، أنا عمري ما شفت مسلسل رعب للرعب سوري أو مصري أو خليجي بالعكس إلا موضوعات اجتماعية وفي عليها قيود وقيود حازمة رقابية، ما بأقصد توجيه من السلطات، عم بتقدم موضوعات كثير ساخنة وهذه جرأة، هل المطلوب أنه ما يكون عندنا جرأة؟ الجرأة مطلوبة والإثارة مطلوبة وكلما أنا زودت جرعة الجرأة..
محمد صادق: ماذا يحدث؟
يوسف رزق: كلما خفت المحطات من شراء العمل وبالتالي ما في هدف مادي.
فيصل القاسم: هذا رد عليك كيف ترد على هذا الكلام، هل تستطيع أن ترد على هذا الكلام؟
محمد صادق: 100% .
فيصل القاسم: كيف؟ بس باختصار معنا دقائق باختصار.
محمد صادق: يا سيدي أنا أرد عليه بكل وضوح، أولا القضية ليست كم قصير ومن هذا القبيل.
فيصل القاسم: عم بيقول لك هو كلما زادت الجرأة خفت..
محمد صادق: أنا سمعت ماذا قال، أخطر أخطر ما أتهم به الدراما، شوف يستطيع أي باحث وناقد يتطلع إلى الدراما العربية بشكل بعين بصيرة أن يجد أن أخطر ما في الدراما العربية أنها غير عربية والحقيقة هي تمارس التقليد الأعمى للغرب بالشكل والمضمون وأؤكد بالشكل والمضمون بل أخشى أن تكون تحت غطاء دعوة كوندليزا رايس بـ 2001 بعد أحداث 11 سبتمبر الفوضى الخلاقة والتي تعني أنك تعيش في عالم رمادي لا أسود ولا أبيض لا فضيلة ولا رذيلة لا ملائكة ولا شياطين.
فيصل القاسم: يعني والبعض يؤكد كلامك بأن البعض يتهم المسلسلات بزيادة نسب الطلاق يعني أكثر من مائة ألف حالة طلاق..
محمد صادق: وأنا أوفيك دكتور فيصل اسمح لي بدقيقتين، أنا أعطيك صورة هذا التقليد الأعمى تماما وللسادة المشاهدين، يصورون الرجل الطيب بأنه مسلوب الإرادة فاقد الشخصية والمسلم الملتزم إرهابيا وصورته سلبية دائما في المسلسلات العربية باستثناء اللهم التاريخية منها أحيانا، والفلاح في بلاد الشام أو الصعيد أمي وجاهل من العصر الحجري، والمرأة المحجبة رجعية ومتخلفة مغلوب على أمرها وهي للضرب وغسيل الأرجل، أرجل الزوج، والحمل والإنجاب والطبخ والتنظيف، والمرأة المتحررة إما عاشقة أو معشوقة ولا هم لها سوى الموضة والزينة والديكور، والسوداني طبعا ناطور، والأغنياء تجار وحرامية لا دين لهم ولا أمانة وأولادهم والبنت مصاحبة والولد مصاحب والزوجة بتخون الزوج والزوج بيخون الزوجة وعائلة مفككة والإنسان المثقف هو من يلبس الكرافيت ويضع ثلاثة أقلام في جيبته متأنثا يستخدم عبارة ok, yes, I think, pardone تماما ومعظم المسلسلات لا تخل من شرب الخمر وغرف النوم والعلاقات غير الشرعية بل أقسم لك بالله إنني شاهدت امرأة في أحد المسلسلات تراود -لا أقول تراود فتاها عن نفسها- تراود ابن زوجها فقد شغفها حبه!
فيصل القاسم: باختصار بجملة واحدة ماذا تريد أن تقول؟
محمد صادق: أنا أقول فليعلم كل من صنع الدراما من منتج ومخرج وكاتب وممثل وممول أن الأعمال الهابطة مآلها إلى مزبلة التاريخ، فلتحترموا أبناء جلدتكم.
فيصل القاسم: طيب تفضل الكلمة الأخيرة لك.
يوسف رزق: طيب إذا ما ناقشنا هذه المواضيع شو بدنا نناقش؟ ما هو عم بيقول المواضيع و..
فيصل القاسم: هي موضوعات النقاش؟
يوسف رزق: ما هي الموضوعات؟
فيصل القاسم: هذه موضوعات الدراما، لولاها ما كان هناك دراما.
يوسف رزق: طيب، قل لي دخيل الله أنا، صار له ساعة عم بيقرأ لي جريدة طيب شو اللي بدي أناقشه؟
محمد صادق: مع كل قراءة الجريدة لم تفهم علي ولا كلمة!
يوسف رزق: شلون ما فهمت عليك؟
محمد صادق: أقول لك، أقول لك لا تقم بعرض المساوئ لمدة طويلة لكي..
يوسف رزق: شو بدي أعرض؟
محمد صادق: اعرضها يا أخي خطفا اعرضها بشكل..
يوسف رزق: شلون شلون؟
محمد صادق: خطف، بشكل يوحي..
فيصل القاسم: انتهى الوقت، انتهى الوقت. بجملة واحدة ماذا تريد أن تقول، أم تضحك بس؟
يوسف رزق: الجرأة والإثارة بالأعمال هي عناصر الدراما.
فيصل القاسم: حتى في شهر رمضان؟
يوسف رزق: بأي زمن.
محمد صادق: عناصر الدراما عندهم الجنس والإيدز والخمر والملاهي والنساء غير المحترمين.
يوسف رزق: لازم نوقف برمضان نعمل مسلسلات كل الناس عم بيصلوا!
فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر. مشاهدينا الكرام لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا السيد يوسف رزق والدكتور محمد صادق. بإمكانكم إرسال تعليقاتكم لبريد البرنامج، opp@aljazeera.net
لم يبق إلا أن نشكركم مرة أخرى وهذا هو فيصل القاسم يحييكم وإلى اللقاء.