صورة عامة - الإتجاه المعاكس 4/8/2009
الاتجاه المعاكس

الإعلام العربي الرسمي

تتناول الحلقة الإعلام العربي الرسمي ومدى انضباطه وتوازنه مقارنة بالإعلام الفضائي العشوائي المنفلت من عقاله. أليس حريا بنا أن نعيد الاعتبار للإعلام الحكومي؟ أم إنه إعلام خشبي ولى زمانه؟

واقع الإعلام العربي بين جمود الرسمي وانفلات الخاص
طروحات الإعلام وموقف الشارع العربي

تطور الإعلام بين الهم الثقافي والترويج الأيديولوجي

مساوئ الانفلات الإعلامي وتأثير التدخل الخارجي

فيصل القاسم
فيصل القاسم
إبراهيم العريس
إبراهيم العريس
يحيى أبو زكريا
يحيى أبو زكريا

فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدينا الكرام. أليس حريا بنا أن نعيد الاعتبار إلى الإعلام العربي الرسمي بعد أن أصبح الفضاء الإعلامي منفلتا من عقاله؟ ألم نصبح بأمس الحاجة في عصر الفوضى الإعلامية إلى إعلام تقوده وتوجهه دول بدل الأفراد والشركات والعصابات؟ ماذا جنت الشعوب من الانفتاح الإعلامي غير الإسفاف والخلاعة والبلبلة؟ يضيف آخر، ألا تستطيع الدول العربية بسهولة إنهاء القطيعة الإعلامية بينها وبين شعوبها بتطوير إعلامها الحكومي كي يكون المرجع الأول والأخير للجماهير؟ ألم تنجح بعض الدول العربية في إطلاق فضائيات شبه مستقلة مرتبطة بالحكومات بطريقة أو بأخرى؟ ألم تبل تلك الفضائيات بلاء حسنا رغم صبغتها شبه الرسمية؟ أليس هناك في مصر مثلا قنوات تعمل من داخل البلاد ومرتبطة بالجهات الرسمية؟ ألم تنجح تلك القنوات بالاستحواذ على شريحة كبرى من المشاهدين داخل البلاد وكذلك الأمر في المغرب؟ لماذا يحاول البعض تصوير كل إعلام يصدر عن الحكومات بأنه إعلام فاشل؟ أليس هناك برامج إذاعية في بعض الإذاعات الخليجية مثلا تستقطب ألوف المستمعين لما تتمتع به من مصداقية وجرأة؟ لكن في المقابل لماذا يريد البعض أن يعود بنا إلى الإعلام الرسمي الخشبي الذي أكل عليه الدهر وشرب؟ أليس من الأفضل إلغاء كل وزارات الإعلام العربية مجتمعة؟ ألم تصبح تلك الوزارات عائقا في طريق التقدم الإعلامي؟ ألا تستنزف كما هائلا من أموال الدول مقابل خدمات إعلامية رديئة؟ ألم يفشل الإعلام الرسمي في مجاراة الثورة الإعلامية الحديثة؟ هل كان بعض الإعلام العربي الخاص لينافس عالميا لو ظل قابعا تحت عباءات وزارات الإعلام؟ أسئلة أطرحها على الناقد الإعلامي السيد إبراهيم العريس وعلى الإعلامي السيد يحيى أبو زكريا، نبدأ النقاش بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

واقع الإعلام العربي بين جمود الرسمي وانفلات الخاص


فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام نحن معكم في برنامج الاتجاه المعاكس. لو بدأت معك السيد إبراهيم العريس، ألا تعتقد أننا أصبحنا في عصر الفوضى الإعلامية، الانفلات الإعلامي، بأمس الحاجة لإعادة الاعتبار للإعلام الرسمي العربي؟


إبراهيم العريس: يعني بالحقيقة عرضك للأمور ظريف لدرجة الواحد بيقول إن وجهتي النظر يعني للوهلة الأولى صالحتان يعني! لكن المسألة فيها عمق أكثر بكثير، أنه عن أي دولة تتحدث أو على أي رسميين نتحدث في نهاية الأمر؟ يعني لو كان مطروح الأمر هيدا بأوروبا ببلاد ديمقراطية فعلا أن تستثار فيها المعارك الحزبية حتى الانتخابات وبعد الانتخابات تصبح الدولة خادما للشعب تماما وتعرف أنها تنفق من أموال الشعب لقلت لك صحيح إن الإعلام الرسمي في هكذا دول في هكذا ديمقراطيات قد يكون موضع نقاش جدي وكذا، وأما بالنسبة للعالم العربي يعني أعتقد وبدون استثناء أي دولة عربية على الإطلاق أعتقد أن مشكلتنا أن نحن ما زلنا دون الدولة يعني لسه ما وصلنا لمرحلة الدولة نحن، حتى البلاد اللي هي أكثر تقدما عم تعتبر نفسها من ناحية الديمقراطية وبناء الدولة ما زالت دولا ما دون الدولة ما زالت دولا تتألف من مجموعة من الطوائف ومن العشائر، واللي بيحكم بيعتبر أن أموال العامة والناس والبشر وعقولهم ملكه الشخصي يعني وأن كل الباقي أعداء له. فمن هون نحن لما بدنا نحكي بالعالم العربي، أنا شخصيا كلما بيجتمعوا وزراء الإعلام العرب -اللي ما بعرف شو بيشتغلوا أصلا ما بعرف شو وظيفتهم ما بعرف ليش بيأخذوا أموال الشعب العربي كلهم على الإطلاق- وبيقرروا يعملوا محطة تلفزيون يخاطبوا فيها العالم أو محطة واحدة يخاطبوا فيها الشعوب العربية بأضحك تماما يعني وبأقول طيب ليش ما بيجتمعوا وزراء الثقافة العرب وبيقرروا يعملوا محطة يخاطبوا فيها العالم ويخاطبوا فيها الشعوب العربية من ناحية الثقافة لأنه نحن لما منحكي إعلام منحكي شيئين منحكي إبداع ومنحكي إعلام سياسي لأنه بالإعلام موجودان الاثنان مع بعض وخاصة حاليا بالإعلام التلفزيوني الإعلام التلفزيوني يتضمن.. هو مش إعلام سياسي فقط هو كمان برامج هو..


فيصل القاسم: ثقافة..


إبراهيم العريس: هو مسلسلات وأفلام وثقافة، فأنا يعني يا حبذا أن وزراء الإعلام العرب يتحولوا إلى وزراء ثقافة عرب طالما..


فيصل القاسم (مقاطعا): ونلغي وزارات الثقافة.


إبراهيم العريس: طبعا، طبعا أنا برأيي لا معنى لها على الإطلاق، يعني من تاريخ مصر مثلا يبقى ثروت عكاشة وينتهي محمد عبد القادر حاتم تماما يعني، يعني كل ذكريات الثقافة المصرية والرقي المصري مرتبط بثروت عكاشة وإنجازاته بالثقافة المصرية وكل السوء الإعلامي المصري مرتبط بذكريات المرحوم عبد القادر حاتم -مش عارف إذا مات أو بعده عايش يعني- مع أن كل واحد منهم بذل جهده في خدمة نظامه، النظام كما يتصوره، إنما ثروت عكاشة تصور -عم أعطي مثلا يعني- أنه نخدم النظام حين نؤلب الناس من حول ثقافة يقدمها هذا النظام حين نعطي المبدعين إمكانيات للتفكير إمكانيات للإبداع إمكانيات للرقي بالبلد، أما عبد القادر حاتم -الله يرحمه- فتصور أنه بأخدم النظام أنا عن طريق الإعلام عن طريق ضرب الناس بالمطرقة الإعلامية ليل نهار وإقناعهم أن رئيسهم أعظم رئيس بالعالم وأنه استقبل الرئيس ولا ودع هو أهم شيء بالعالم على الإطلاق، وما زالت هذه الثنائية سائدة حتى اليوم وأعتقد أن الإعلام الرسمي بالعالم العربي طالما نحن بعالمنا العربي ببلدان غير ديمقراطية لن ينفعنا في شيء.


فيصل القاسم: جميل، يحيى أبو زكريا.


يحيى أبو زكريا: بسم الله الرحمن الرحيم. مبدئيا أود أن أشير إلى أننا ها هنا لسنا في وارد الدفاع عن النظام الرسمي العربي فالنظام الرسمي العربي أصبح هيكلا عظميا وقد دفن منذ زمن، نحن نتحدث هنا في ظاهرتي الإعلام الخاص والإعلام الرسمي ماذا أضاف الإعلام الخاص للمشهد الإعلامي العربي للمشهد السياسي للجماهير العربية وما الذي فعله الإعلام الرسمي؟ عندما نتحدث عن الإعلام الخاص نتحدث عن رساميل عربية نتحدث عن متنفذين وأثرياء وصناع قرار سابقين أرادوا أن يستثمروا في مجال الإعلام وللأسف الشديد أقاموا إعلاما لا يمت إلى الأمة بصلة، أقاموا قنوات إباحية أقاموا برامج لا ترتبط بالفقراء بالمساكين بالمستضعفين حاكوا البرامج الغربية وسعوا لاستيرادها من الغرب واستوردوا كل المسلسلات حتى من موزمبيق قريبا ستعرض هذه المسلسلات على الشاشة العربية. إذاً هؤلاء الثلة الذين تحالفوا مع المال اليهودي، أول ما أقيم إعلام خاص في العالم العربي كان هنالك متنفذون عرب تحالفوا مع روبرت مردوخ تحالفوا مع ليو كريش الإيطالي، نحن نتحدث عن إعلام خرم العالم العربي نتحدث عن إعلام استطاع للأسف الشديد أن يخطف العقل العربي بوجهة أخرى، لقد رأينا هذا الإعلام عندما دُكدكت الأمة العربية وعندما دُكدكت لبنان ودُكدكت غزة كيف كان يطبل وكيف كان يقدم المطربات والراقصات وكأن هذا العالم العربي خال من أي اعتداء إسرائيلي، بل أن بعض القنوات للأسف الشديد دعمت الكيان الإسرائيلي وصارت النسخة العربية للخطاب..


فيصل القاسم (مقاطعا): القنوات الخاصة.


يحيى أبو زكريا (متابعا): الخاصة، للخطاب السياسي الإسرائيلي. هذا الإعلام الخاص الذي تحدث عنه الأخ واعتبره بادرة إيجابية في الواقع العربي لقد سمح للكيان الإسرائيلي أن يتسلل إلى عقولنا لقد سمح أن يدكدك الشخصانية العربية والشخصانية الإسلامية وللأسف الشديد نقل الطرب الغربي كما هو نقل رقصني على الواحدة والنصف ولا يوجد هموم في هذه الأمة لا يوجد ثقافة لا يوجد هموم لا يوجد قضايا اجتماعية لا يوجد مشروع تنموي، عندما نتحدث عن إعلام خاص، من ذا الذي يتسنى له أن يقيم فضائية خاصة؟ الأمر يحتاج إلى مليوني دولار، من ذا الذي يملك مليوني دولار؟ ابن باب الوادي والحراش وبرج البراجنة وحي الحجيرة وهؤلاء المستضعفون؟ يملكها اللصوص يملكها ضباط المخابرات يملكها المتعاملون مع إسرائيل والإرادات الدولية هم الذين استطاعوا أن يقيموا فضائيات، وأقول إن الإعلام الخاص في العالم العربي انطلق بتحالف بين المال العربي النفطي البترودولار وبين المال اليهودي وبهذه الطريقة أنتجنا جيل المخنثين أنتجنا بيوت دعارة للأسف الشديد دخلت بيوتنا بعد أن كان العربي شريفا عزيزا ذا أنفة وذا شهامة، للأسف الشديد هذا الإعلام الخاص قضى على كل ما له علاقة بقيم الرجولة بقيم المروءة بقيم النضال بقيم الكفاح. الإعلام الرسمي -وإن كنت لا أعترف بهذا النظام الرسمي العربي- لكن ما زلنا نرى في تلفزيونات محور الممانعة والمقاومة أناشيد وطنية وثائقيات عن حروب إسرائيلية ضد العالم العربي ما زلنا نرى قيم الشهامة حتى في المسلسلات الدرامية، لكن للأسف الشديد هنالك القنوات الخاصة التي أقيمت ساهمت في تشويه الخلق ساهمت في تعهير القيم بل إن الكثير من اللائي شاركن في مسابقات السوبر ستار ذكرن أنهن ابتززن في شرفهن، فإنها قنوات تسعى لنزع الشرف لا لتكريس الشرف للأسف الشديد.


فيصل القاسم: السيد العريس.


إبراهيم العريس: يعني مجموعة من الكليشيهات والاتهامات..


فيصل القاسم: كليشيهات وكليشيهات.


إبراهيم العريس: كليشيهات واتهامات في المال اليهودي والمال غير اليهودي ثم بتقول لي إنك ما لك ثقة بالنظام العربي الرسمي، بدي أفهم طيب بمين لك ثقة؟ يعني لا بالمال العربي الرسمي لك ثقة ولا بالقنوات كلها مجتمعة صارت عاهرة وصارت تخدم إسرائيل و..


يحيى أبو زكريا (مقاطعا): يعني أستاذ إبراهيم المال اليهودي.. السؤال، السؤال..


فيصل القاسم (مقاطعا): بس دقيقة، بس دقيقة.


إبراهيم العريس: (متابعا): لا، لا، لحظة، لحظة الاتفاق أنه ما قاطعتك فما تقاطعني يعني. المال اليهودي وبدنا دائما نحط أفلام وثائقية والممانعة والأغاني والأناشيد الوطنية كأن..


فيصل القاسم: والمقاومة.


إبراهيم العريس: والمقاومة كله هيدا له وقته، بالنهاية حياتنا كلها مش قائمة على هذه الأمور هيدي فقط لا غير وبهذا التنظير اللي يعني المتحمس والوطني، الناس في ملايين العرب بدهم يعيشوا كمان ok بدهم يعيشوا بدهم يشوفوا ثقافات حية بدهم يشوفوا ماذا..


يحيى أبو زكريا (مقاطعا): ثقافة الرقص؟


إبراهيم العريس: يا عزيزي روق شوي علي..


يحيى أبو زكريا: والصدور المكشوفة؟


إبراهيم العريس: يا حبيبي روق شوي علي..


يحيى أبو زكريا: أية ثقافة؟ لا، أود أن أستفيد منك أستاذ إبراهيم، أي ثقافة؟


إبراهيم العريس: يعني اللي بيسمعك، يلي بيسمعك.. ما.. خليني أكمل.


يحيى أبو زكريا: تفضل.


إبراهيم العريس: مش معقول! خليني أكمل. أنت ألقيت محاضرة كاملة اتهمت فيها كل الإعلام العربي الخاص بدون استثناء أنه غير وطني أنه خليع أنه Porn أن مش عارف شو سميت برامج محددة وإلى آخره وكذا، طيب بالنهاية بنهاية الأمر بتقول لي إنه بالمقابل بدك ثقافة وطنية وبدك ثقافة مقاومة كل الوقت وبدك الناس تنام وتقوم وتصلي وتركع وتقول إسرائيل عدوة لنا، الناس بتعرف أن هي عدوة.. الناس بتعرف أن إسرائيل عدوة لنا مش بحاجة لأي تلفزيون يقول لها هذا الكلام على الإطلاق وأنا بأتحدى أي إنسان يقول لي في محطة عربية واحدة تخدم الكيان الصهيوني بالشكل اللي أنت قلته فيه، هذا التعميم لا يجوز لأن هذا اتهام لألوف الناس اللي عم يشتغلوا بالإعلام العربي خاص أو عام بأنهم عملاء وهم كذا.. هذا كله كلام كليشيهات وأنا ما بأحب أناقشه هالكلام هيدا لأنه الوقائع بتناقشه مش أنا اللي حأدافع عنه، لا بدي أدافع عن الأموال كذا هلق، وبعدين بتصل لطارق بن عمار بتقول يتهم بأنه كذا، طيب ما هم الرأي الشعبوي العربي بده يتهم كل إنسان ناجح بالعالم أنه يهودي وأنه إسرائيلي وأنه إلى آخره وكل هالقصص هيدي، المسألة أعمق من هيك بكثير نحن جايين نناقش الإعلام الرسمي العربي مش أنا بالنسبة له بديله الـPorn واللا أخلاق وإسرائيل وهيك مش هيدا البديل له البديل لأن أعطيتك مثلا، لو كنا في بلدان ديمقراطية تفهم فيها الحكومات والسلطات أن هذا المال الذي بين يديها هو مال الشعب من عرق الشعب فتنفقه على رفاه الشعب بالدرجة الأولى مش على مقاومة الشعب بالنسبة لي أنا لأن الرفاه والثقافة الحقيقية هي المقاومة الحقيقية مش يعني صم الآذان ليل نهار بالأغاني الوطنية والمقاومة هيدا ما بيبني مستقبلا للعالم العربي، ما بيبني مستقبلا للعالم العربي، هو الوعي أن تكون هناك محطات وبرامج تطرح نوعا من التوعية. بعدين بدي أقول لك شغلة المسلسلات اللي أنت عم تقول وطنية وتستنهض الشهامة وكل هذه..


فيصل القاسم: والأناشيد وكذا.


إبراهيم العريس: طيب اللي عم بيعرضوها بيمولوها هم المحطات الخاصة العربية مش المحطات الحكومية العربية بنهاية الأمر يعني، بعدين يعني كل هالكلام هيدا بأعتقد يعني انطلقت حضرتك بانطلاقة هيك تشمل محاكمة يعني أدنت وحاكمت وأصدرت حكمك بالإعدام وبنهاية الأمر ما قلت لي شو البديل، تقول لي أنا لا أثق بالنظام فإذاً النظام الرسمي العربي اللي أنت بالنسبة لك هو البديل يمكن نظام مقاوم ممانع يعني بده طول النهار يضل عم يقول إسرائيل، إسرائيل هو عم يفاوض إسرائيل بنفس الوقت يعني بنهاية الأمر وهو عم بيخلي.. هو بيقاطع الثقافات التي يُدعى أنها مع إسرائيل هو في النهاية بيسمح للمخابرات بينسق مع المخابرات الإسرائيلية يعني بنهاية الأمر خلينا نكون واضحين. ما يحاكم هنا أنا برأيي هو النظام الرسمي الإعلامي العربي الذي برأيي كمان لم يعد له وجود على الإطلاق في عصر الإعلام في عصر العلم وفي عصر المعلومات وفي عصر العولمة ما بقى له وجود، يعني مهما شنت حملتك لو أنا شاركتك بحملتك لو جبت مليون إنسان يشاركوك بحملتك ضد هذا الإعلام العربي الذي تتهمه بكل موبقات العالم -وهو طبعا براء من نصفها على الأقل- أنا برأيي مش حنقدر نوقف فيه العالم، فنحن لكي نتصدى لكل هذه الموبقات التي تتحدث عنها -ولست مقتنعا أنها موجودة على الإطلاق- يجب أن نبحث عن بديل ليس موجودا في الإعلام الرسمي العربي إنما هو موجود في نفض يعني في.. نقف نتصدى نمنع الإعلام الرسمي العربي بأن يكون هو المسيطر على الأموال التي تنفق على الإعلام.

طروحات الإعلام وموقف الشارع العربي


فيصل القاسم: جميل جدا. يحيى أبو زكريا كي لا نستهدف أسماء يعني أسماء برامج أو أسماء إذاعات أو تلفزيونات نتكلم بشكل عام يعني احتراما للجميع. هناك نقطة مهمة أريد أن ترد عليها يعني كيف تريد إعادة الاعتبار للإعلام الرسمي العربي في ظل انعدام الديمقراطية في ظل انعدام المؤسسات التي تحكم الإعلام وغير الإعلام كما قال لك إبراهيم العريس، يعني أنت تتحدث عن شيء لا يمكن القيام به بأي حال من الأحوال كيف تستطيع إعادة الاعتبار للإعلام الرسمي كيف؟


يحيى أبو زكريا: أولا، أولا عندما يشير الأستاذ إبراهيم إلى الإعلام الخاص لا بد أن نتوافق على ماهية الإعلام ورسالة الإعلام في الوطن العربي وأتصور في هذه المسألة لا أحد يتفق عليها..


فيصل القاسم (مقاطعا): طيب قبل أن تتحدث عن الإعلام الخاص.


يحيى أبو زكريا: أما فيما يتعلق بالإعلام الرسمي نعم هنالك إعلام رسمي عربي أفضل بكثير من الإعلام الخاص..


فيصل القاسم: جميل، كيف؟


يحيى أبو زكريا: ويطرح طروحات يعني حقيقة أقرب إلى الشارع العربي وأقرب إلى الناس منه إلى هذا الإعلام الخاص..


فيصل القاسم (مقاطعا): كيف أقرب إلى الشارع العربي؟


يحيى أبو زكريا: عندما تتأمل بعض التلفزيونات العربية الرسمية المحسوبة أقول على خط المقاومة والممانعة فإنك تجد..


فيصل القاسم (مقاطعا): وهي تمثل كم من الشارع العربي؟


يحيى أبو زكريا: الشارع العربي كله مقاوم وكله ممانع، الراقصون أقلية العاهرون أقلية في العالم العربي المشوهون خَلقا وخُلقا أقلية في العالم العربي، المصيبة هنالك بعض الفضائيات الخاصة تتصور أن هذا العالم العربي عالم نرجسي يعيش رفاهية ويعيش رفاهية بمجرد أن تدير مؤشر هذه القناة لا ترى إلا طربا ورقصا صاخبا وحياة مخملية ورفاهية مطلقة فيما الشارع العربي لم يجد قوته لم يجد خبزه، الناس ..


فيصل القاسم (مقاطعا): طيب وماذا فعل الإعلام الرسمي؟ عد لي إلى الإعلام الرسمي.


يحيى أبو زكريا (متابعا): الإعلام الرسمي العربي المحسوب على خط المقاومة أقلا أقلا ذكّر الناس بأنهم يواجهون عدوا مغتصبا يواجهون كيانا إسرائيليا، أقلا حاول أن يدنو في هذه المسألة تحديدا من الشارع، القنوات الأخرى الخاصة كانت على شعوبها بدل أن تكون مع شعوبها، بعض القنوات الخاصة كانت تصور مواقع في غزة لصالح الكيان الإسرائيلي، بعض الحوارات الخاصة التي تجرى بحجة أنها للقناة تباع رأسا للأجهزة الأمنية لقد دخلت بعض القنوات الخاصة على خط دكدكة الواقع الأمني والأمن الثقافي في العالم العربي..


فيصل القاسم (مقاطعا): أما الإعلام الرسمي؟


يحيى أبو زكريا: أما الإعلام الرسمي الممانع والمقاوم حتى لا أقول إن الإعلام الخانع والعميل أيضا هذا إعلام لا، أنا أتحدث عن الإعلام المقاوم الرسمي هذا إعلام شريف هذا لطالما.. التلفزيون الجزائري في كل الأزمات دافع عن القضايا الكبرى التلفزيون السوري كان جنديا في معركة الأمة ضد الكيان الإسرائيلي والتلفزيون الإيراني كان واحدا من الأصوات القوية ضد الكيان الإسرائيلي وضد الإرادات الدولية..


فيصل القاسم: وغيره، التلفزيون السوداني.


يحيى أبو زكريا: وهنالك طبعا التلفزيون السوداني، نحن نحيي كل الذين وقفوا إلى جنب هذه الأمة في ساعة المحنة، لكن عندما تدكدك غزة ويحرق الأطفال وقنوات ثرية نفطية بترودولار تبث أغاني وتبث رقصني على الواحدة والنصف ويا دجاجة يا حبيبتي ويا ذبابة يا حبيبتي هذه ليست قنوات خاصة هذه قنوات عمياء هذه قنوات الشهوات هذه قنوات العورات هذه القنوات التي تستثمر اللحم العربي وتستثمر اللحم الأجنبي ولا تبالي بوجود أمة تتوجع وبوجود أمة تتألم، ومثل هذا الإعلام من شأننا أن نعيد النظر فيه وأن نعيد برمجته هل هو مقبول أو لا، اسأل الشارع العربي ماذا تقول في القنوات الفاحشة هذه الفضائيات الفاحشة والأغاني الفاحشة سيقول لك هي مرفوضة قلبا وقالبا.


إبراهيم العريس: يعني مش عارف..


فيصل القاسم (مقاطعا): إبراهيم العريس السؤال المطروح هل تستطيع أن تنكر أننا كعرب ما زال لنا الكثير من القضايا المصيرية التي لم تحسم بعد؟ هل تستطيع أن تنكر ذلك؟ هل تستطيع أن تنكر أن الإعلام الرسمي أو بعض الإعلام الرسمي العربي اللي سماه الممانع بين قوسين يحيى أبو زكريا هل تستطيع أن تنكر أنه ما زال يحافظ على الثوابت ما زال يحافظ على الأساسيات ما زال يذكر الأمة بأعبائها بالذين يتآمرون عليها يذكرهم بثقافتها بالمقاومة بكل شيء؟ يعني نحن.. أنت تتحدث عن عالم عربي كما لو أنه حللنا كل مشاكلنا يعني ولم يعد أمامنا إلا أن نستمتع ونتثقف.


إبراهيم العريس: أنا تحدثت عن العالم العربي كأن حللنا مشاكلنا؟ أنا لا دافعت عن الإعلام الخاص ولا شايف أن الإعلام الرسمي إذا كان بيذكرني طول النهار بقضية فلسطين بيذكرني بالممانعة وبيذكرني بهذا الكلام الكبير..


فيصل القاسم (مقاطعا): الفارغ..


إبراهيم العريس: لا مش فارغ لأن كلام كبير كثير لأن بأعتقد أن في ملايين العرب كمان زهقوا من الحديث ليلا نهارا عن أمور لا يُفعل شيء فيها.


فيصل القاسم: لكن يقول لك يحيى أبو زكريا ليس ملايين العرب الشارع العربي..


إبراهيم العريس: (مقاطعا): قال أشياء كثيرة الأستاذ.


فيصل القاسم: طيب دقيقة اليوم عندما يقول لك إن الشارع العربي بمجمله الغالبية العظمى السواد الأعظم هو مع نفس روح قنوات الإعلام الرسمي الممانعة كيف ترد؟


إبراهيم العريس: بأرد أن ما حدا عنده إحصاءات يعني ما بيقدر يؤكدها لي بيقدر يؤكدها بعاطفته الأستاذ يحيى عم يحكي عواطف كل هالحكي هذا عواطف.


يحيى أبو زكريا: والله أتكلم واقعا يا سيدي العزيز والله أتكلم واقعا.


فيصل القاسم: بس دقيقة، بس دقيقة.


إبراهيم العريس: معلش، معلش مش أنت بتملك الواقع ما حدا بيملك الواقع، إحدى مشاكل العالم..


يحيى أبو زكريا (مقاطعا): لا، لا لكن ألم.. دقيقة.. إبراهيم فليكن النقاش عقليا..


إبراهيم العريس (متابعا): يا عزيزي معلش أنت كلما بأحكي بتقاطعني..


يحيى أبو زكريا (متابعا): لا فليكن النقاش عقليا..


إبراهيم العريس: (متابعا): إذا بدك أقاطعك بأقاطعك..


يحيى أبو زكريا: بالله عليك ألم تتجول في الشوارع الفقيرة في العالم العربي؟


إبراهيم العريس: يا حبيبي من قال لك؟ هلق صرت عم تتهمني لإلي!


يحيى أبو زكريا (مقاطعا): من منهم؟ لا، من منهم؟


فيصل القاسم: بس دقيقة طرحت السؤال تفضل، تفضل.


إبراهيم العريس: اسمح لي شوي، اسمح لي شوي خلينا نناقش بشكل حضاري عرفت كيف؟


فيصل القاسم: تفضل.


إبراهيم العريس: أنت عم تشتغل معي بديماغوجية أن أنا لم أتجول في المناطق الفقيرة في العالم العربي يعني بتعرف أنت وين بأتجول أنا؟ بتعرف وين عم أعيش أنا؟ فما تقرب من الناحية هيدي. أنت تدعي أنك أنت تملك لسان العرب كلهم وأن كل الشارع العربي هو مقاوم وممانع وإلى آخره، كن على ثقة أنه لو كانوا أصحاب المحطات الخاصة اللي هم رأسماليون مش أيديولوجيين في نهاية الأمر يعني، أشك أن في محطة خاصة أيديولوجية أصلا أصحاب الرساميل ما بيعرفوا شو يعني أيديولوجيا لو مصدقين مثلك خرافة أن الشعب العربي كله بده يعيش وينام مع المقاومة ليل نهار لكانوا حولوا لكل محطاتهم..


فيصل القاسم (مقاطعا): للمقاومة ومن أجل الفلوس.


إبراهيم العريس: مشان الفلوس فالقصة هيدي..


يحيى أبو زكريا (مقاطعا): لكن هذا غير صحيح..


إبراهيم العريس: (متابعا): اسمح لي شوي، القصة وما فيها عندهم..


يحيى أبو زكريا (مقاطعا): لا، معذرة كمان أعترض على هذه الجملة أستاذ فيصل.


فيصل القاسم: حطها سجلها، سجلها.


إبراهيم العريس: (متابعا): لا، أنت قلت الراقصات، اسمح لي شوي، اسمح لي شوي إذا قلت الراقصات والعواهر وما اعترضت أنا عليك وأنا بأرفض الكلمة، الرقص نوع من الفن الشريف والفن الراقي جدا وكان موجودا من أيام محمد لليوم ما، ما يعني أنت عم تمرّق كلام، إذا بدك أرد على كل كلمة بأرد على كل كلمة ومنبوخ الحلقة، الحلقة هي محاكمة الإعلام الرسمي أنا هيك فهمتها.


فيصل القاسم: صحيح.


إبراهيم العريس: ولست هنا للدفاع عن الإعلام الخاص ولكن أقول لك إن الإعلام الخاص إعلام مستثمر فيه أموال هو معظمه مستثمر فيه أموال، لو أصحاب الأموال بيعرفوا عم تقدم لهم إحصاءات حقيقية إذا كنت بتملكها عن أن ما هي اتجاهات الشعب العربي عرفت كيف؟ قدم لهم إياها يمكن يكلفوك ببرامج وممانعة من هلق لأبد الآبدين يعني، بس هم بيعرفوا تماما أن أقلية.. طبعا أيام غزة بأعتقد ما فيش مواطن عربي ما تعاطف مع غزة وما بأعتقد في محطات عربية ما تعاطفت مع غزة وما كانت هيدا.. وما بأعتقد أبدا في ولا محطة قدمت معلومات لإسرائيل وإلى آخره هذا كلام ما له أي معنى على الإطلاق كلام يحاكم عليه قائله عادة يحاكم بالمحاكم الجنائية لأن أنت إذا..


يحيى أبو زكريا (مقاطعا): أتمنى، أتمنى أن تحاكمني محكمة لنستعرض المشاهد الحية أثناء ذبح الفلسطينيين.


إبراهيم العريس: (متابعا): اسمح لي شوي، اسمح لي..


فيصل القاسم (مقاطعا): بس دقيقة، بس دقيقة مش هذا موضوعنا.


إبراهيم العريس: (متابعا): يا حبيبي ما ترجع تعمل لي ديماغوجية، أنا حريص اسمح لي شوي..


يحيى أبو زكريا (مقاطعا): هناك مشاهد حية يا سيدي العزيز..


إبراهيم العريس: (متابعا): أنا بالنهاية ما تزايد علي بقصة فلسطين ما تزايد علي بقصة الفلسطينيين أنا مناضل مع القضية الفلسطينية من طول عمري لغاية اليوم ما تزايد علي بالقضية الفلسطينية ما تزايد علي، ما تزايد علي..


يحيى أبو زكريا: سأدعك تكمل.


إبراهيم العريس: ما تحكي لي بالشعوب العربية إذا كانت متجاوبة ولا حدا ولا.. مش العرب ذبحوا الفلسطينيين إسرائيل ذبحت الفلسطينيين والعرب ما ساعدوا إسرائيل بذبح الفلسطينيين..

تطور الإعلام بين الهم الثقافي والترويج الأيديولوجي


فيصل القاسم (مقاطعا): جميل، بس خليني أسألك سؤالا سيد العريس خليني أسأل سؤالا أنت ذكرت نقطة مهمة جدا أنت قلت بعظمة لسانك إن الإعلام الخاص جل اهتمامه المال.


إبراهيم العريس: (مقاطعا): مالي طبعا.


فيصل القاسم (متابعا): طيب، وهل تعتقد أننا كأمة لها حضارة ولها تراث ولها ثقافة ولها قضايا مصيرية فقط بحاجة لهذا الإعلام الذي لا هم له إلا جني المال؟


إبراهيم العريس: أبدا.


فيصل القاسم: طيب على الأقل نحن الإعلام الرسمي مهما كان سيئا على الأقل لا يكون مهتما بالجانب المادي، هناك ثوابت يحافظ عليها أما الإعلام المالي بين قوسين فهو يضرب عرض الحائط بكل قيم الأمة بثوابت الأمة بتاريخ الأمة بحضارة الأمة، هل تستطيع أن تنكر ذلك؟ أنت يعني تدين نفسك.


إبراهيم العريس: أنكر، لا، لا، اسمح لي أنا قلت لك أول جملة بحديثي إن المطلوب هو وزراء ثقافة عربية يخلقون إعلاما رسميا عربيا..


فيصل القاسم (مقاطعا): وماذا عن وزارات الإعلام؟


إبراهيم العريس: وزارة الإعلام لا شأن لها..


فيصل القاسم (مقاطعا): تلغيها؟


إبراهيم العريس: طبعا ألغيها رح أقول لك ليش، رح أقول لك ليش.


فيصل القاسم: يعني قل لي إياها بفمك الآن.


إبراهيم العريس: أما هو أخطر..


فيصل القاسم (مقاطعا): أنت تريد إلغاء وزارات الإعلام.


إبراهيم العريس: أنتم قلتم، دائما، قلت لك إياها أول الحديث قلت لك مع إلغاء كل وزارات الإعلام العربي لا معنى لها على الإطلاق ولا تقوم بأي شيء على الإطلاق، لكن بدي أقول لك هون شغلة مهمة إن التلفزيونات الإعلام عم نحكي عن التلفزيون بشكل أساسي، التلفزيونات العربية الرسمية عندها سلاح أخطر من الرقص الفاحش بكثير بسلاح أيديولوجيا، سلاح أيديولوجي يعني لما بيذكر لي إيران، إيران جاية عندها مشروع التلفزيون الإيراني عندها مشروع أيديولوجي بالعالم العربي فهي بتخدم مشروعها الأيديولوجي حرة هي كل إنسانـ صدام حسين لما كان عم يمول إعلاما عربيا كثير كان عم يخدم المشروع الأيديولوجي، أنا برأيي المشروع الأيديولوجي أخطر بكثير ألف مرة مما يصفه الأستاذ بأن يراد به بالخلاعة..


فيصل القاسم (مقاطعا): بقنوات الرقص والنقص.


إبراهيم العريس: لأنه بقنوات الرقص و.. مش كلها رقص أنت بتعرف في برامج فكرية وفي مسلسلات ثقافية..


فيصل القاسم (مقاطعا): صحيح، صحيح، هو كما يصفها هو.


إبراهيم العريس: هو، هو بيوصفها هو عم يشوف يمكن هو بيشوف محطات محددة ما بيشوف كل التلفزيون، لكن أنا بمهمتي بشغلي بشوف ثلاثمائة محطة وبعرف شو بيقدموا كلهم، هدول الناس بيقدموا شغلات أقل خطورة من هذا المتركاج الأيديولوجي اللي بيصرع العالم بزيارات الرئيس ويؤمن وراثة الرئيس من بعده وبيخلي الناس نائمين على وهم أن البلد ستتصدى للعدو الإسرائيلي، أنا ماني شايف حدا أبدا أنه عم يتصدى للعدو الإسرائيلي لا بلبنان ولا بسوريا ولا بمصر ولا بالأردن وفي..


فيصل القاسم (مقاطعا): ولا بإيران.


إبراهيم العريس: طبعا ناهيك بإيران اللي ما لها علاقة بالقضية الإسرائيلية على الإطلاق يعني، كلام ما له أي معنى.


فيصل القاسم: جميل جدا، جميل جدا. يحيى أبو زكريا طيب ما العيب في هذا الكلام الذي يدعو إلى إلغاء كل وزارات الإعلام العربية؟ ماذا جنينا من هذه الوزارات غير إعلام استقبل وودع؟ لماذا تريد أن تعود بنا إلى إعلام الإعلام الخشبي الإعلام الذي أصبح في مزابل التاريخ كما يقول البعض؟ لماذا تريدنا العودة إلى هذا الإعلام؟ لماذا تريدنا العودة إلى وزارات تستنزف الملايين من قوة الشعب ومن الميزانيات العامة مقابل تقديم خدمات إعلامية ردئية جدا أردأ كما قال لك مما يقدمه الإعلام الخاص؟


يحيى أبو زكريا: والله يا أبا أصيل عندما تطالب بأن تعتبر الرقص العاهر ضمن المشروع النهضوي العربي تتمنى عودة القصائد الجميلة وبلاد العرب أوطاني من بغداد إلى تطوان، تتمنى عودة النشيد الثوري، تتمنى عودة الزمن الجميل الذي كنا نقف فيه ونقول لا للإرادات الدولية لا للكيان الصهيوني حتى على مستوى الخطاب السياسي والخطاب الشعري والخطاب القصائدي، الأخ يدعي أنني لا أشاهد كل القنوات، يوجد أكثر من ثلاثمائة قناة فضائية قنوات للبغال والحمير قنوات للدجاج والسحر والعربدة قنوات الرقص قنوات غنائية من أولها إلى آخرها، حتى يقول مدير قناة فضائية إذا جاءتنا المطربة محتشمة نطالبها بأن تكشف كذا وكذا..


إبراهيم العريس: (مقاطعا): توقف عن التعميم الله يخليك، توقف عن التعميم.


فيصل القاسم: هذا تعميم يا أخي، هذا تعميم.


يحيى أبو زكريا: أنا لا أحد يعطيني قرشا ولا آخذ مالا من أحد، أنا أرتزق من خلال ما أكتبه وأعمل ولست أبالي وقعت على الفقر أو وقع علي. يا سيدي هنالك قنوات فضائية شكلت من أجل العهر العربي من أجل الدوس على الشرف..


فيصل القاسم (مقاطعا): طيب ماذا يفعل الإعلام الرسمي، كي لا تهجم، كي لا يكون كل الهجوم على الإعلام الخاص، الرسمي؟


يحيى أبو زكريا: لا، لا، دقيقة واحدة، هو أشار إلى بعض.. الإعلام الإيراني أشرف من كثير من إعلام البترودولار، واحدة. على الأقل..


إبراهيم العريس: (مقاطعا): ذاك بترودولار كمان، ما الإيراني بترودولار كمان، في مغالطات فظيعة يا رجل.


يحيى أبو زكريا: على الأقل الإعلام الإيراني لا يوجد فيه مدح لإسرائيل، لا يوجد فيه مبادرات تسوية، لا يوجد فيه تعرية للمقاومة، لا يوجد فيه تعرية للخطاب السياسي المقاوم، لا يوجد فيه إساءة لرموز المقاومة، ناس تقدم دماءها وتقدم جهودا خاصة من أجل النهضة بهذه الأمة ويعتبر إعلاما مقبولا، لا، هذا الإعلام غير مقبول، هذا الإعلام الخاص جاء لدكدكة القيم العربية، جاء لينسف إسلامية هذه الأمة وعروبتها، جاء ليعطينا بدائل حتى.. يقول برامج ثقافية، يا سيدي دلني على برنامج ثقافي في قناة خاصة، دلني على برنامج سياسي موجود في قناة خاصة، أليست هذه القنوات الخاصة عندما قامت شعارها الحرية والحرية مطلب الأحرار في العالم؟ هل يستطيع الإعلام الخاص أن ينتقد هذا الأمير وهذا الشيخ وهذا كذا؟ لا يستطيع أن يفعل ذلك، إنما هنالك والله أوراق من المخابرات هذه التعليمات التي تسيرون عليها وأضيف إلى ذلك خلية إسرائيلية من الموساد الإسرائيلي توزع العناوين الخاصة على هذا الإعلام الخاص، أما بعض الإعلام الرسمي فهنالك شرفاء ما زالوا موجودين وهنالك من ينتقد حتى هذا الرئيس العربي، ثم غير صحيح أن الإعلام الرسمي العربي صار فيه ودع واستقبل، دلني أيوجد ذلك في التلفزيون السوري؟ ربما الدكتور بشار الأسد آخر من يتحدث عنه في القناة السورية الرسمية، ربما في القناة الجزائرية نفس الشيء..


فيصل القاسم (مقاطعا): يعني تريد أن تقول إن الإعلام الرسمي العربي تطور؟


يحيى أبو زكريا: نعم، تطور باتجاه الأحسن لكنه لم يصطدم مع قيم الأمة، لم يعر الأمة لم يبث المشهد العار الذي لا يتحمله أي شخص..


فيصل القاسم (مقاطعا): لكنه يروج للأيديولوجيا -كما قال لك- لمشاريع أيديولوجية، الإعلام الرسمي العربي والإيراني يروج للأيديولوجيا وقال لك الأيديولوجيا أخطر.


يحيى أبو زكريا: يا سيدي إسرائيل منذ هرتزل وهي تروج للأيديولوجيا، أميركا إلى يومنا هذا مع الأيديولوجيا وهذا كتاب الأستاذ العزيز "أخبرني أكاذيب" هذا كتابك، عشرون صحفيا أميركيا ترجمت مقالاتهم ماذا قالوا؟ قالوا إننا كنا نتلقى أوامر في كل الحروب الأميركية على الخليج وعلى المنطقة العربية، لذا الغرب قبل فترة عندما اشترى مردوخ مؤسسة غولدنيوز في أميركا، يا سيدي أجروا حوارا مع مائتي صحفي أميركي من كبار الصحفيين صناع الأعمدة في أميركا، هل تتلقون أوامر من البنتاغون أو من المؤسسات الأمنية الأميركية في كتابة الأعمدة؟ مائتي صحفي قالوا نعم، إذا كانت أميركا تؤمن بالأيديولوجيا والعقيدة والقيم، إذا كانت إسرائيل يعني أساسها عمودها الفقري الأيديولوجيا تريدني أن أتعرى، ثم إذا تعريت أنا كعربي هل ألتزم بفن الرقص باعتبار أن الرقص يؤدي إلى النهضة العربية؟ يا أبا أصيل أخاف أن أقول لك مستقبلا ارقص تكن نهضويا، لا يمكن ذلك، وأي رقص؟ رقص التعري؟ رقص الخلاعة؟

مساوئ الانفلات الإعلامي وتأثير التدخل الخارجي


فيصل القاسم: طيب، بس خليني أسألك سؤالا باختصار كي أعود للسيد إبراهيم. كيف ترد على كلامه بأننا لم نعد بحاجة إلى وزارات للإعلام في العالم العربي، علينا التخلص منها، كيف ترد أنت ونحن في عصر الانفلات الإعلامي؟


يحيى أبو زكريا: يا سيدي لا يمكن أن تفتح المجال الإعلامي وتلغي الوزارات المقننة التي تقول هذه قيم اجتماعية مقبولة وهذه قيم فاسدة، من ذا الذي يعطي المحددات الاجتماعية والمحددات القيمية والمحددات الفكرية؟ أتريد أن تجعل هذا الإعلام وقد قال الأستاذ إبراهيم إنه يملكه أثرياء لا يؤمنون بالأيديولوجيا، إذاً ماذا يؤمنون؟ يؤمنون بالربح، يعني إذا كان تعرية الشعب العربي تؤدي إلى مزيد من الحسابات وتكديس الأرصدة؟ نعم..


فيصل القاسم (مقاطعا): فليشلح العالم العربي.


يحيى أبو زكريا: أحسنت، ليس فليخلع فقط بل يصير مخنثا، يريدون أن يصيروا الشعب العربي مخنثا حتى ينصاع إلى كل الإرادات الدولية.


فيصل القاسم: طيب جميل جدا. سيد إبراهيم العريس، إنهاء إلغاء وزارات الإعلام، البعض يقول في واقع الأمر نحن الآن في هذا العصر بأمس الحاجة ليس للحفاظ على وزارات الإعلام بل أيضا لخلق وزارات جديدة إذا لم تكن موجودة، نعيش الآن في عصر الانفلات الإعلامي ليس فقط على الساحة العربية، على الساحة الدولية، الفضاء الإعلامي العربي أصبح مهددا، الأمن الإعلامي العربي أصبح مهددا، هل تستطيع أن تنكر ذلك؟ هناك هجمة رهيبة، هل تستطيع أن تنكر ما حصل في إيران في الانتخابات الأخيرة وكيف دخلت على الخط المواقع الإلكترونية الأميركية مثل twitter و face book وأغرقت الشارع الإيراني بملايين الرسائل والموبايل وكذا، كيف يمكن أن تحافظ على أمن البلدان الإعلامي إذا لم يكن لديك وزارت إعلام؟


إبراهيم العريس: تعني أمن الأنظمة الإعلامي.


فيصل القاسم: ليش أمن الأنظمة، هل عندما زعزع استقرار إيران، هل زعزع استقرار الأنظمة أم زعزع استقرار البلاد؟


إبراهيم العريس: شوف، أنا مراقب لما يحدث بإيران على المستوى الثقافي والأفلام من زمان وبأشوف في كل فيلم إيراني عم بينعمل وأنا بأشوفه نوعا من التنبؤ بما سيحدث في إيران، ليس فقط بما حدث في إيران، أنا برأيي ما حدث في إيران مش حنفوت بهالنقاش هذا..


فيصل القاسم (مقاطعا): طيب مش هذا موضوعنا.


إبراهيم العريس: ما حدث -ليس دفاعا عن حسين الموسوي- طبعا الناس الملايين اللي نزلوا بالشوارع..


فيصل القاسم (مقاطعا): مين الموسوي مين؟


إبراهيم العريس: مش عارف شو اسمه، هو من النظام في نهاية الأمر. هو بحث عن أفق آخر عم بيفتش عليه الشعب الإيراني لأنه زهق من الثورة وزهق من كل هالقصص، بس مش حأفوت بهذا النقاش. بس بدي أقول..


فيصل القاسم (مقاطعا): لا، جاوبني على سؤالي.


إبراهيم العريس: إيه، إيه حأجاوبك.


فيصل القاسم: جاوبني على سؤالي، نحن بحاجة لوزارات إعلام، أنت تريد أن تلغي وزارات الإعلام، كيف نتصرف مع هذا القادم إلينا من كل حد وصوب يزعزع أوطاننا؟


إبراهيم العريس: معلش، معلش، هذا من هو قادم إلينا سيقدم إلينا، أنا دارويني بهذه الأمور بأعرف أنه بنهاية الأمر الشيء الصحيح هو اللي حيثبت، والشيء الصحيح مش هو اللي عم بيهاجمه ولا الشيء السليم هو اللي عم بيدافع عنه بنهاية الأمر، لأن الأستاذ عنده معركة مع أميركا ومع إسرائيل هلق إعلاميا وكذا ومع الصحفيين، أنا ما عندي هالمعركة، أنا عندي معركة مع الوعي العربي، أنا ما يهمني هو الإنسان العربي..


فيصل القاسم (مقاطعا): جاوبني على سؤالي، بس جاوبني على سؤالي.


إبراهيم العريس: حأجاوبك، حأجاوبك، وهون أنا بدي أوصلك لجوابك على سؤالك، كان في مرحلة من الفكر الليبرالي والنهضوي العربي شملت النصف الأول من القرن العشرين قبل أن تأتي الأيديولوجيات وتحكم عالمنا العربي عن طريق العسكر وعن طريق الأرياف كان هذا موجودا بالعالم العربي، هذا كله مغيب حاليا، أنا برأيي من يصنع الوعي العربي هو استعادة هذه الأمور عن طريق الأفلام عن طريق المسرحيات، هذا اللي كنت عم بأحكيه من البداية، منشان هيك أنا بأقول إلغاء وزارات الإعلام العربي يجب أن يتلاءم مع تعزيز وزارات الثقافة العربية.


فيصل القاسم: لم تجبني على السؤال.


إبراهيم العريس: بلى، بلى، عم أجاوبك.


فيصل القاسم: كيف ترد على هذا الغزو القادم إلينا وما فعل بإيران؟ الصين اليوم -اترك لي إيران- الصين الآن تشدد الرقابة على كل الإعلام القادم إلى فضائها من الخارج.


إبراهيم العريس: الصين ليست نموذجا بالنسبة لي أنا، أنا بالنسبة لي النموذج هو العصر الليبرالي العربي الذي كان يستقبل كل ما يأتي من الخارج..


فيصل القاسم (مقاطعا): لم تجب على سؤالي حتى الآن.


إبراهيم العريس: ما أنا عندي طريقة بالإجابة على سؤالك يعني، عندي طريقة، لأن وزارات الإعلام العربي همها الوحيد الدفاع عن الأنظمة العربية التي..


فيصل القاسم (مقاطعا): والقيم العربية يا أخي، والتراث العربي يا أخي.


إبراهيم العريس: لا، لا، بأقول لك شغلة، بأقول لك شغلة، التراث العربي دافع عنه ناس كانوا دائما ضد المنظومة الرسمية العربية من ابن رشد إلى طه حسين، هؤلاء دافعوا عن القيم العربية مش مثقفي الثورات ومثقفي الأنظمة هم اللي دافعوا عن القيم العربية، القيم العربية دافعوا عنها آلاف من المفكرين والشعراء والعرب وما زال بعضهم قليل يدافع وحتى أيام الثورة المصرية، أيام ثورة عبد الناصر، ببداياتها على الأقل في ناس كثير من الشرفاء الفنانين طلعوا ووقفوا ودافعوا عن القيم هذه، بس ما يحدث بالإعلام العربي، الإعلام العربي هو فقط ليكرس هيمنة الأنظمة القائمة فقط لا غير.


فيصل القاسم: طيب هل تستطيع أن تنكر أن هذا الإعلام الرسمي العربي قد تطور كثيرا ولم يعد في كثير من الأحيان إعلام استقبل وودع؟


إبراهيم العريس: حأوصلك، سبقتني سبقتني، ليش تطور كثيرا؟ بفضل وجود الإعلام الخاص لأنه صار بده ينافس الإعلام الخاص صفى بده يمشى على خطا الإعلام الخاص.


فيصل القاسم: إذاً هو يجاري، هو يجاري، إذاً أيهما أفضل في هذه الحالة إعلام خاص منفلت أم إعلام رسمي متقدم ومنضبط؟


إبراهيم العريس: لا هذا ولا ذاك، أنا من البداية عم بأقول لا هذا.. ما أنا يعني صار له ساعة عامل معركة مع الإعلام الخاص وأنا ما عم بأدافع عن الإعلام الخاص ما بيهمني، مش موضوعي هذا، أنا عم بأوضح الأمور فقط. أنا برأيي لا هذا ولا ذاك، عندنا تصبح السلطات سلطات الشعب كل الشعب مش سلطات الطبقات الحاكمة فقط ساعتها فينا نحكي أنه كيف ممكن زي هيئة الـ BBC اللي هي board بتؤلفها الدولة، الدولة مش السلطة، الدولة غير السلطة، نحن عندنا في العالم العربي عندنا خلط كثير في هذا الأمور.


فيصل القاسم: طيب ماشي ماشي، أنت من البداية تقول لي إن الديمقراطية والديمقراطية وغير الديمقراطية، طيب في ظل اختفاء وزارات الإعلام أو القبضة الرسمية على الإعلام في بعض الدول العربية ماذا حصل؟ حصل أنه أصبح هناك فضائية لكل طائفة ولكل زاروب ولكل حارة كما يحدث في العراق الآن..


إبراهيم العريس: وبلبنان.


فيصل القاسم: وبلبنان، طيب أيهما أفضل، أن يكون لدينا إعلام رسمي منضبط أم يكون لدينا كل هذه الفضائيات للحارات والمزاريب والزواريب وكل ذلك من هذا الكلام؟ ألا تعتقد أننا.. فضائيتان أو ثلاث.. أنتم في لبنان في فترة من الفترات بدأتم تضيقون الخناق على انتشار الفضائيات كالفطر أو تكاثرها كالفئران في فترة من الفترات، صح ولا لا؟


إبراهيم العريس: لأنه تقنية كانت القصة مش سياسية.


فيصل القاسم: تقنية؟


إبراهيم العريس: تقنية.


فيصل القاسم: وليست سياسية؟


إبراهيم العريس: لا، ما هو الفضاء في لبنان بيسع كذا محطة، كل حزب عمل له محطة، جاؤوا يوم من الأيام عملوا تشريعا بلبنان، هذه مسألة يعني قانونية ما إلها علاقة بالقضية السياسية، فكل إنسان قادر يجمع عدد محدد من مجلس الإدارة وكذا أخذ محطة، مش هذا الموضوع، الموضوع بلبنان فعلا كل طائفة لها محطة تلفزيون وبالعراق نفس الشيء حاصل هذا، ليش لا؟


فيصل القاسم: ليش لا؟


إبراهيم العريس: ليش لا؟ خلي الناس بالنهاية تحكم، ليش عدم ثقة المثقفين العرب بالشعوب العربية؟ ليش عدم ثقتهم بالإنسان العربي الأصيل..


فيصل القاسم (مقاطعا): وماذا أنتجت هذه الفضائيات غير مزيدا من التشرذم ومزيدا من الطائفية ومزيدا من الاقتتال الداخلي واقتتال على الهوية؟


إبراهيم العريس: مش صحيح، مش صحيح أن الفضائيات أنتجتهم، الفضائيات تعكس ما هو موجود في المجتمع، هيدا موجود في المجتمع يعني الطائفية في لبنان مش اخترعتها الفضائيات مش هي اللي اخترعتها مش هي اللي ألبتها، السياسيون، أنا كتبت مرة مقالا إنه يوم من الأيام منعوا السياسيين يحكوا قبل الانتخابات، قلت كان أحلى يوم بتاريخ لبنان. السياسيون هم اللي بيؤلبوا، التلفزيون بالنهاية هذا الجهاز الإعلامي هو جهاز محايد، نحن نصنعه البشر هم اللي بيقرروا إذا كان حيكون يمين يسار ..عاهر، بس كمان أنا بدي أرفض استعمال كلمة الرقص العاهر مرة ثانية لأن الرقص نوع من الفن في البلاد الحضارية.


فيصل القاسم: جميل، من حقك، من حقك. يحيى أبو زكريا، ما العيب في هذا التنوع الإعلامي وفي هذه التعددية الإعلامية مقابل إعلام رسمي واحد لا شريك له؟


يحيى أبو زكريا: ملاحظة طفيفة على ما أورده الأستاذ إبراهيم وأعود إليك.


فيصل القاسم: أريد أن تجيب، نعم.


يحيى أبو زكريا: يعني أنا أنتمي إلى الحضارة الإسلامية وقيمها وتلميذ للثورة الجزائرية المقدسة، أستاذ إبراهيم كان ضمن المدرسة اليسارية وانتهى به الأمر ليبراليا، يعني الحمد لله أنا لم أتحول ما زلت..


فيصل القاسم (مقاطعا): هذه المدرسة التي ترحب -تريد أن تقول- التي ترحب بدخول كل ما هو ليس عربيا..


يحيى أبو زكريا: نعم، بالاستعمار بالدبابة الأميركية، الليبراليون العرب هم اللي استقدموا الدبابة الأميركية..


إبراهيم العريس: أنا بأرفض هذا الكلام، هذا الكلام مرفوض.


يحيى أبو زكريا: الليبراليون في العراق هم الذين استقدموا الدبابة الأميركية والليبراليون، طه حسين وقاسم أمين ورفاعة الطهطاوي..


فيصل القاسم (مقاطعا): ويا سيدي الإسلاميون في العراق جاؤوا على ظهر الدبابة الأميركية، وين رايح؟


يحيى أبو زكريا: كلنا في الهم شرق، ومن قال لك إننا نفصل؟ المقياس أن تكون مخلصا لهذه الأمة، كل من تعامل مع هذا الاستكبار مع الإرادات الدولية سواء كان قوميا إسلاميا مهما كان لونه فهو مرفوض منبوذ مدسوس، أنا أتحدث من حيث المبدأ يا أستاذي العزيز، الليبراليون القدامى هم الذين جلبوا الحركة الاستعمارية إلى بلادنا، من ذا الذي استقدم فرنسا إلى الجزائر غير الليبراليين الجزائريين الذين تكونوا في المدارس الكولونيالية الفرنسية؟ من استقدم الإنجليز إلى مصر غير الذين تربوا في أحضان المدرسة الإنجليزية؟ من ومن ومن؟ نعود إلى مرحلة كاملة في تاريخنا العربي وحاليا النيوليبراليون أليسوا هم الذين يطالبون باستئصال هذه الأمة وفرض قيم تافهة جدا يعتبرون قذائف الأميركان موسيقا عازفة، نعم هذا هو الفن يا سيدي العزيز..


فيصل القاسم (مقاطعا):  وبالتالي هم، دقيقة..


إبراهيم العريس: (مقاطعا): هذا كلام تافه، اسمح لي شوية..


يحيى أبو زكريا (متابعا): هذا هو الفن المطروح.


فيصل القاسم: دقيقة، كلام تافه.


إبراهيم العريس: رح أقول لك ليش..


يحيى أبو زكريا: لا، لا، دعني أجبك.


إبراهيم العريس: (متابعا): بيوصفني بالليبرالية وبعدين بيقول الليبراليون يعني كأنه أنا، يا أخي أي ليبرالية؟ اسمح لي شوية بقى، اسمح لي شوية روق حاج تعطيني أيديولوجيات كل الوقت.


يحيى أبو زكريا: تفضل.


إبراهيم العريس: من، أي ليبرالي عربي سمعته عم بيقول لك إنه بيسمع عزف القذيفة الأميركية؟ شو هالكلام هذا! هذا كلام هذا عالتلفزيون؟ هذا كلام عم بنحكي فيه لـ 180 مليون عربي!


فيصل القاسم: هذا كلام قاله كنعان مكية المثقف العراقي وموجود..


إبراهيم العريس: لا يهمني ماذا قال..


فيصل القاسم (متابعا): قال إن سقوط القنابل فوق بغداد هي سيمفونية بتهوفينية على أذنه.


إبراهيم العريس: هذا كنعان مكية قال الكلام هذا، بدكم نعمل النقاش حول كنعان مكية بنعمل النقاش حول كنعان مكية..


فيصل القاسم: لا، لا، بس خليني أسالك سؤالا، كيف..


إبراهيم العريس: لا، اسمح لي..


يحيى أبو زكريا: لا يا فيصل، يا أبا أصيل أنا ما أجبتك يا أبا أصيل.


إبراهيم العريس: (متابعا): لا، اسمح لي، بأرفض توصيفي من قبل أي إنسان ثم الشتم ما يوحي أن الشتيمة لي..


فيصل القاسم (مقاطعا): جميل جدا، جميل، طيب يحيى أبو زكريا.


يحيى أبو زكريا: لا، لا، نعود إلى السؤال..


إبراهيم العريس: (مقاطعا): اسمح لي شوية، اسمح لي شوية، أنا نعم أؤمن بقيم الثقافة الأميركية والثقافة العربية، أؤمن بقيم الثقافة الشريفة بكل العالم، والثقافة الأميركية هي التي أسقطت بوش ولست أنت الذي أسقطت بوش، عرفت كيف؟ والثقافة الشريفة بالعالم، أنا منفتح على كل ثقافات العالم لست منغلقا على أي حضارة، لأن الحضارة الإسلامية اللي حضرتك عم تدعي أنك أنت منها بنيت بانفتاحها على العالم العربي مش بنيت بانغلاقها على المنظومات..


يحيى أبو زكريا: أستاذ إبراهيم، أستاذ إبراهيم..


إبراهيم العريس: اسمح لي شوية ما تناقشني بالحضارة العربية الله يخليك، بعدين ما تذكر لي..


يحيى أبو زكريا (مقاطعا): الحضارة الغربية قتلت مليونين من شعبي في الجزائر.


إبراهيم العريس: يا حبيبي والعرب قتلوا، ما فيش إنسان بالعالم ما قتل.


يحيى أبو زكريا: قتلوا مليونين، قتلوا مئات الآلاف.


فيصل القاسم: بس مش هذا موضوعنا يحيى أبو زكريا..


إبراهيم العريس: (مقاطعا): يا أخي هذا مش.. أنا بأرفض أناقشها..


فيصل القاسم (متابعا): يحيى أبو زكريا خليني أستجلي فكرة، يعني أنت تحاول أن تتهم بطريقة أو بأخرى كل الذين يهاجمون الإعلام الرسمي العربي وخاصة الممانع منه بأنهم هؤلاء هم دعاة الاستعمار ودعاة إدخال الاستعمار.


يحيى أبو زكريا: هم يقولون ذلك، ما هو بديلهم؟ بديلهم قيم الغرب الحضارية، بديلهم الحرية المطلقة غير المقيدة بالمنظومة الاجتماعية وبالمسلكية الاجتماعية، وحتى الصين -أشرت إلى الصين- الصين الدولة الصينية صممت برنامجا يدعى السد الأخضر للحؤول دون إقبال الصيني على الأفلام الخلاعية في الإنترنت، دولة اشتراكية شيوعية..


إبراهيم العريس: لك يا أخي الأفلام الغربية مش أفلام خلاعية، روق شوية.


يحيى أبو زكريا: دقيقة، لا..


إبراهيم العريس: اسمح لي شوية أنت عم تحكي مع جمهور، كل كلمة بتمرق، ما بيصير، الأفلام الغربية مانها أفلام خلاعية، أفلام بيرغمان وتاركوفسكي وبأعد لك مئات الأفلام، شو هالكلام؟ بيصف الرقص بعدين بيقول عاهر، ليبرالي بعدين.. اسمح لي شوية، ما تكون تقليديا مثل كل المثقفين العرب اللي أنا برأيي..


يحيى أبو زكريا: لا، لا، يا إبراهيم، يا إبراهيم..


فيصل القاسم: بس لم تجبني على سؤالي.


إبراهيم العريس: إذا بتهاجمني بأهاجمك يعني.


يحيى أبو زكريا: أنا أقول..


فيصل القاسم (مقاطعا): لم تجبني على سؤالي، أيهما أفضل، التعددية الإعلامية المنبثقة عن الإعلام الخاص وشبه المستقل والمستقل أم إعلام رسمي لا شريك له؟


يحيى أبو زكريا: لعن الله هذه التعددية التي تنبت الطائفية التي تخلق الفتن بين المسلمين، سني وشيعي وإباضي وخارجي، لعن الله هذه التعددية التي تعهر المرأة والتي تلغي القيم والتي تجعل المرأة تستفذ من بيتها وتذهب تبحث عن العهر وعن سوء الخلق، لعن الله هذه التعددية التي تدكدك الأمة في قيمها وشخصيتها، لعن الله هذه التعددية التي تجعل الأميركي مثالا وقدوة والحضارة الأميركية مثالا، أتمنى للبعض أن يقرأ نعوم تشومسكي أتمنى للبعض أن يقرأ ما كتبه إدوارد سعيد أتمنى للبعض أن يقرأ عن الإمبريالية الثقافية، نحن لا نردد شعارات، لعن الله هذه التعددية التي ساهم في وضعها اليهود، لعن الله هذه التعددية التي قامت بالمال اليهودي، لعن الله هذه التعددية الإعلامية التي..


إبراهيم العريس: هذا نقاش تلفزيوني هذا!


فيصل القاسم: دقيقة بس.


يحيى أبو زكريا (متابعا): التي  بموجبها قامت فضائيات ناطقة باللغة العربية وبتمويل إسرائيلي وبشخصيات هندية وباكستانية تحمل الجنسية البريطانية.


فيصل القاسم: طيب أنا أسأل سؤالا، أنت من البداية تقول لي إعلام رسمي وإعلام خاص، هناك من يقول إنه ليس هناك أي فرق أصلا بين الإعلام الرسمي والإعلام الخاص من حيث الجهة التي تقف وراء هذا الإعلام، الإعلام الخاص في العالم العربي ليس مستقلا أصلا هو كالطير، ترى فضائية طائرة في الجو لكنها مربوطة بخيط، بإمكان الممول أن يشد الخيط إلى الأرض فيقع الطير من عليائه -إذا صح التعبير- إذاً نحن ليس لدينا إعلام خاص، كله موجه رسميا، كله موجه من الحكومات، حتى اللي أنت تصفه بالعاهر موجه من الحكومات.


يحيى أبو زكريا: صحيح، حتى أزيدك يعني محمد حسنين هيكل كان عنده لقاء مع قناة دريم، قبل أن يبث اللقاء جهة خاصة اتصلت بمدير قناة دريم وكان في أميركا قيل له إما أن تلغي الحصة أو تدخل السجن بسبب الديون التي أخذتها بفضل تسهيلات من بنك مصر. اللعبة يا سيدي الكريم كلها مفضوحة، الإعلام الخاص، دعنا في الإعلام الخاص، أولا هذا..


فيصل القاسم (مقاطعا): باختصار.


يحيى أبو زكريا: الذي يؤسس الإعلام الخاص وقالها سايروس نجيب عندما أسس قناة الـ on t.v قالها أنا ليبرالي وقيمي ستسود في التلفزيون وأنا على علاقة بالمنظومة السياسية ولن أبث في قناتي إلا ما يربح. ثقافة الربح، ثقافة الربح لا علاقة لها بالأمة لا علاقة لها بالفقراء لا علاقة لها باللاجئين الفلسطينيين..


فيصل القاسم (مقاطعا): طيب ومتى كان الإعلام الرسمي له علاقة بالفقراء؟


يحيى أبو زكريا: الإعلام الممانع نعم له علاقة بالفقراء، يكفي أن العمال دخلوا فيه إلى هذا المنصب وذاك المنصب بفضل جهودهم بفضل شهاداتهم..


فيصل القاسم: ولهم برامجهم الخاصة في تلك..


يحيى أبو زكريا (متابعا): أنت تعلم مدير قناة فضائية خاصة، خالتي عمتي أختي بنت خالتي، شركة خاصة للأقارب..


فيصل القاسم (مقاطعا): ومن قال لك إن الإعلام الرسمي أيضا ليس شركة خاصة للأقرباء وللطغمة الحاكمة؟


يحيى أبو زكريا: يا أخي نحن ننطلق من مبدأ أن هذا الإعلام الرسمي الممانع له علاقة بالسلطة فمهما قلت فيها فالعيوب كلها متحققة فيه، لكن هذا الإعلام الخاص يدعي الحرية يدعي المهنية يدعي الصدقية يدعي الحرفية يدعي الوعي السياسي يدعي الوعي الليبرالي الحر، أليست الليبرالية أن تنفتح على الآخر؟ هم من حيث الشعار ليبراليون ولكن من حيث الممارسة ديكتاتوريون أحاديون يسرقون حتى حقوق الصحفيين، كم عدد الصحفيين الذين لم يأخذوا حقوقهم من مؤسسات خاصة؟ ستة أشهر وسنة يأكلون الحقوق، لكن مدير الفضائية ينتعش ماليا مهما كان الأمر.


فيصل القاسم: جميل جدا. إبراهيم العريس، طيب لماذا لا نحاول أن نرمم العلاقة -إذا صح التعبير- بين الإعلام الرسمي أو لماذا نحاول إنهاء القطيعة بين الإعلام الرسمي والشعوب العربية؟ أنت تعلم كما قلت قبل قليل إن الإعلام الخاص أو الإعلام المتحرر أو التعددي هو ليس تعدديا وليس خاصا كما قلت قبل قليل، هو مرتبط بالحكومات وهذه طريقة جيدة يعني بدلا ما يكون لدينا إعلام رسمي 100% فليكن شبه رسمي فليكن شبه مستقل كما حصل الآن في مصر، في مصر هناك الآن الكثير من القنوات شبه الرسمية، خاصة، سمها ما شئت، هذه القنوات حققت نجاحا كبيرا وهناك برامج مهمة جدا في مصر يشاهدها ملايين المصريين مع أنها في نهاية المطاف تبث من المدينة الإعلامية المرتبطة بوزارة الإعلام، ما العيب في ذلك؟


إبراهيم العريس: مش القصة العيب، العيب بنقاشنا كلياته على بعضه لأنه صار مجموعة من القضايا أسود وأبيض..


فيصل القاسم (مقاطعا): بس جاوبني على هذه النقطة، الوقت انتهى.


إبراهيم العريس: عم بأجاوبك، معلش، نحن معودين بالعالم العربي يا أبيض يا أسود، يعني الأستاذ طرح أن قصة الإعلام الممانع هو الأبيض العظيم وكل ما عداه هو الأسود العظيم، طيب إذا كانت الشعوب العربية عم بتشوف الإعلام الممانع كلياتها فين المشكلة؟ لشو، عم تدافع عن شو؟ ما فيش مشكلة كلهم عم بيشوفوه مرتاحين. أنا بأقول الحل الوحيد، الحل الوحيد..


فيصل القاسم (مقاطعا): الكلام النهائي، الوقت.


إبراهيم العريس: هو تعزيز وزارات الثقافة لكي تمول المبدعيين الحقيقيين اللي هم غائبون حاليا بسبب مواقفهم السياسية المشاكسة عن الإعلام الرسمي وبسبب أنه ما لهم جمهور كثير كبير بالعالم العربي عن الإعلام الخاص، المبدعون الحقيقيون بالعالم العربي مثل مناطق كثيرة من العالم..


فيصل القاسم (مقاطعا): طيب لم تجب على سؤالي.


إبراهيم العريس: عم بأجاوبك.


فيصل القاسم: إيه.


إبراهيم العريس: إن الحل هو تعزيز وزارات الثقافة وإعطاؤها ميزانيات وزارات الإعلام وجعلها تتشارك..


فيصل القاسم (مقاطعا): طيب ومن قال لك إن وزارات الثقافة لن تتحول إلى أبواق إعلامية وأدلجة وما إلى هنالك؟


إبراهيم العريس: بالنهاية أقل خضوعا من وزارات الإعلام لأنه خذ مثلا وزير الثقافة بسوريا أو بلبنان أو بأي بلد، عم بيعطي مشاريع، عم بيعطي.. وزير الإعلام شغلته الوحيدة الناطق باسم حكومته.


فيصل القاسم: يحيى أبو زكريا كلمة أخيرة، ما هو الحل؟ إعادة الاعتبار؟


يحيى أبو زكريا: الحل إعادة الاعتبار للإعلام الرسمي وترقيته إلى المهنية الشديدة وإخضاع الإعلام الخاص لقيم الأمة ومقاييس الأمة، أما إذا كان مخترقا ويريد دكدكة الحصون المنيعة في العالم العربي والإسلامي يعامل كما يعامل الأعداء الأميركان والكيان الإسرائيلي.


فيصل القاسم: مشاهدينا الكرام لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا الإعلامي يحيى أبو زكريا والناقد الإعلامي إبراهيم العريس، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة إلى اللقاء.