أمين سر مجلس الوزراء
الاتجاه المعاكس

الصمود الفلسطيني في كامب ديفد

أسباب الهجوم على مفاوضات الحل النهائي، أسباب التعتيم الفلسطيني عما جرى في كامب ديفد، تقييم الدور العربي ومساندته لقضية فلسطين.

مقدم الحلقة:

فيصل القاسم

ضيوف الحلقة:

فؤاد زيدان: عضو المؤتمر القومي الإسلامي
أحمد عبد الرحمن: أمين سر مجلس الوزراء الفلسطيني

تاريخ الحلقة:

22/08/2000

– أسباب الهجوم على مفاوضات الحل النهائي
– أسباب التعتيم الفلسطيني عما جرى في كامب ديفد

– تقييم الدور العربي ومساندته لقضية فلسطين

undefined
undefined
undefined

د. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهديَّ الكرام..هل صمد الفلسطينيون-فعلاً-في مفاوضات كامب ديفيد الأخيرة؟ أم أن صمودهم المزعوم ليس أكثر من مناورة ستنكشف أبعادها قريبًا؟

سؤال طرحه أحد القائلين بأن مفاوضات الحل النهائي عبارة عن مسرحية للاستهلاك المحلي والعربي، وأن القضايا الجوهرية مثل القدس واللاجئين والدولة الفلسطينية قد حُسِم أمرها من قبل في إطار وثيقة أبي مازن – بيلين الشهيرة وبعدها هل باع المفاوض الفلسطيني القدس مقابل عَلَم ودولة كرتونية؟

ألم يقل المفكر الفلسطيني المعروف إدوارد سعيد إن عرفات باعنا للإسرائيليين ويريدنا أن نصبح عبيدًا لهم؟

لماذا هذا التعتيم الفلسطيني المخيف على مفاوضات الحل النهائي؟

ألم يقل أحد الوزراء العرب: إن معظم القادة العرب لا يعرفون شيئًا عما جرى في كامب ديفيد الثانية حول القدس، ولا حول اللاجئين، ولا حول الدولة، ولا حول أي شيء؟

وقد وصفه آخرون بأنه استفراد فلسطيني رهيب بقضية العرب الأولى، التي ضحى العرب من أجلها بالغالي والرخيص.

ألم تتمادَ القيادة الفلسطينية إلى أبعد الحدود فيما يسمى بالقرار الفلسطيني المستقل؟

هل تمثل السلطة الفلسطينية كل الشعب الفلسطيني كي تـتصرف بقضايا أكبر منها بكثير؟

ألا تمس المفاوضات الفلسطينية الوضع العربي أمنيًّا واستراتيجيًّا وقوميًّا، وستـترك بصماتها وآثارها لأمد طويل جدًّا على كافة الأوضاع العربية؟

هل سعت القيادة الفلسطينية لإشراك العرب في مفاوضات الحل الدائم؟

أم أنها كانت تبحث فقط عن غطاء عربي كي تُقدم مزيدًا من التنازلات؟

ألم ترفع حركة فتح نفسها شعار "لا خضوع ولا تبعية لأحد"، وكان هذا يعني الاستفراد بالقضية الفلسطينية وإبعادها عن محيطها العربي؟

ألم يتأكد أن القرار الفلسطيني المستقل ليس مستقلاً إلا عن كل العرب بمن فيهم الشعب الفلسطيني؟

لكن في المقابل..لماذا نطلب من الفلسطينيـين أن ينسقوا مع العرب إذا كان العرب هم الذين باعوا القضية والفلسطينيين معها؟

ماذا تتوقع من أنظمة عربية باعت بلدانها للأجنبي، ورهنـتها سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا؟

هل تتوقع منها ألا تبيع القدس والمقدسات؟ ثم أين ما يسمى بلجنة القدس؟

وأين منظمة المؤتمر الإسلامي؟ وأين بيت مال القدس؟ وأين الجماعات الراديكالية الإسلامية التي تزعم أنها الوصية على الإسلام والمسلمين؟

لماذا لا تـتملكها النخوة الإسلامية والروح الجهادية الإسلامية نحو القدس كما تملكتها في أفغانستان؟أين الأنظمة الثورية؟

لماذا تـثور ثائرة المسلمين على كاتب، ويملأون الدنيا ضجيجًا، ولا يُحركون حجرًا من أجل القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟

لماذا لم نشهد مظاهرة واحدة في أي بلد عربي أو إسلامي دعمًا للمفاوض الفلسطيني من أجل القدس؟

أين القمة العربية التعيسة؟

لماذا هذا الصمت العربي والإسلامي الرهيب؟

هل أصبح الجميع عبيدًا لإرادة العم سام ؟

أليس من الأفضل للفلسطينيـين أن يـبتعدوا عن التأثيرات العربية والإسلامية؟

أليس تعريب القضية وأسلمتها معناه إدخالها في دائرة العجز العربي المخيف؟

أليست فلسطين ملك أهلها، وأن أهل فلسطين أدرى بشعابها؟

ثم لماذا نلوم الفلسطينيـين على عدم البقاء في الدائرة العربية؟

انظر ما حدث لهم في الأردن، انظر ما حدث لهم في لبنان، انظر ما حدث لهم في الكويت وليبيا الخ الخ..كل ذلك بدوافع قومية عربية إسلامية مثالية، ألا تنطبق قصيدة محمود درويش الشهيرة أنا يوسف يا أبي على علاقة الفلسطينين ببقية العرب؟

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة عبر الأقمار الصناعية من رام الله على السيد أحمد عبد الرحمن أمين سر مجلس الوزراء الفلسطيني، وهنا في الأستوديو على السيد فؤاد زيدان عضو المؤتمر القومي الإسلامي.

للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالأرقام التالية: 009744888873

وهي عبارة عن أربعة خطوط

وفاكس رقم: 4885999

وعبر البريد الإلكتروني:Oppdir@qatar.net.qa

[فاصل إعلاني]


أسباب الهجوم على مفاوضات الحل النهائي

د. فيصل القاسم: سيد أحمد عبد الرحمن من رام الله بداية كيف ترد على الذين يقولون بأن مفاوضات الحل النهائي-التي قيل: إن الفلسطينيين قد صمدوا فيها-هي في واقع الأمر ليست أكثر من مناورة ستنكشف أبعادها قريـبًا، وبأنها-كما يقولون أيضًا-مسرحية للاستهلاك العربي والمحلي؟

أحمد عبد الرحمن: يعني أمر مؤسف أن نجد في أوساطنا من يفكر بنظرية المؤامرة، ويعتقد أن كل شيء مُعَد في سيناريو جاهز، وبالتالي وجهة نظره تجاه هذا الطرف أو ذاك هي ثابتة لا تـتغير، بل يلوي عنق الحقائق والوقائع ليصل إلى النـتيجة ذاتها التي ركز عليها سابقًا، وهي أن القيادة الفلسطينية قد باعت القضية، عليه-طبعًا-أن يسمع ما قاله.. أن يسمع ما قاله كلينتون، ما يردده الإسرائيليون كل يوم، نحن رفضنا العرض الأميركي الإسرائيلي حول القدس، وحول كافة القضايا الأخرى، لم يقع اتفاق على أية قضية من القضايا، لم نتفق على القدس، لم نتفق على الاستيطان، لم نتفق على الحدود، لم نتفق على اللاجئين، لم نتفق على المياه.

إذن ليس هناك اتفاق، وليس هناك سيناريو معد، والمفاوضات استمرارها والتعاطي بها هو يعكس إرادة الأطراف الدولية والعربية التي ترى أن الفشل الكامل سيؤدي إلى المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية، والتي ستُلحق ضررًا كبيرًا بالاستقرار.. بالاستقرار وبالأمن في هذا الجزء من العالم، أما أن هناك سيناريو معد، ليس هناك سيناريو معد على الإطلاق، فشلت المحادثات، وأُعلن الفشل.

نحن نقول: أننا مستعدون للتفاوض ، لأنك كما ترى يجب أن نكسب معركة الرأي العام العالمي، من يقول: أنه ضد التفاوض يخسر التعاطف الدولي..

فيصل القاسم] مقاطعاً[: بالضبط، طيب سيد عبد الرحمن .

أحمد عبد الرحمن: لأن الرغبة في حل القضايا بالطرق السلمية وبالمفاوضات هي رغبة عالمية.

د. فيصل القاسم: كلام مهم، سيد زيدان سمعت هذا الكلام، لماذا هذه الآراء؟

لماذا ووجهت القيادة الفلسطينية بكل هذه الآراء التي وصفها السيد عبد الرحمن -قبل قليل- بأنها آراء عربية مُعَلَّبة، سمعنا الكثير منها من قبل، وهاهي تكرر بين الحين والآخر..كيف ترد؟

فؤاد زيدان: في الحقيقة بداية أنا أتمنى أن يكون ما قاله الأخ الأستاذ أحمد عبد الرحمن صحيحًا، لأن كل عربي وكل مسلم، كل فلسطيني باعتباره جزء من أمته العربية وعالمه الإسلامي يتمنى أن تكون هناك مواقف صلبة تحمي القدس، وتحاول تحقيق شيء إيجابي حقيقة بالنسبة لفلسطين، لكن كل التجارب حتى الآن -الحقيقة- لا تبشر بخير، لقد سمعنا مراراً وتكرارًا عن فشل، ولكن تم توقيع سبع اتفاقيات أو ثماني اتفاقيات منذ أوسلو إلى الآن، وكل هذه الاتفاقيات كانت عبارة عن تنازلات، وكانت ضد مصالح الشعب العربي الفلسطيني – من وجهة نظري على الأقل- وضد الحل العادل والشامل في هذه المنطقة.. فما يحدث من خلال عملية التفاوض.. عملية.. فعلاً نسمع الكثير من البيانات من هنا، ومن هناك.

نحن نتصور أننا -أحيانًا- أمام معركة على مائدة، وذلك لأن المعركة الحقيقية غائبة، أنا لم أسمع في حياتي مفاوضات استطاعت تحقيق نتائج إيجابية دون مقاومة، وعندما تفقد السلطة الفلسطينية أوراقها الأساسية خاصة ما يتعلق منها بالانتفاضة، وما يتعلق منها بمحاصرة المقاومين من حماس، ومن الجهاد الإسلامي، ومن بقية القوى التنظيمية الأخرى، ودفعهم إلى السجون كلما وقع أي عمل فدائي حتى لو كانوا غير مسؤولين عنه، فإن الأمر يصبح خطيرًا ومقلقًا.

أملنا ألا تضيع فلسطين في هذه المرحلة، وأملنا ألا تـتم -أيضًا- عملية إضاعة القدس -أيضًا- في هذه المرحلة، لكن أقول: حتى لو حصل هذا فالقدس وفلسطين هي جزء من هذه الأرض العربية، وستخوض جماهيرنا في بفلسطين، وبكل الوطن العربي، وبكل المنطقة العربية هذه المعركة، وستستعيدها.

الصليبيون كانوا هنا ورحلوا، واستعماريون كثيرون جاءوا ورحلوا، المهم أين تقف أنت كسلطة، وأنت كإنسان عربي، وأنت كإنسان مسلم في صف التحرر، وفي صف الحق أم في الصف المقابل؟

د. فيصل القاسم: لكن سيد زيدان هذا الكلام قد يكون مناسبًا للخطابات العربية التي سمعناها كثيرًا عن القوة العربية والإسلامية التي ستأخذ القدس، وإلى ما هنالك من هذا الكلام، لكن انظر ماذا حدث للفلسطينيين هذه المرة؟

الفلسطينيون يفاوضون، أو يخوضون أغنى المفاوضات الآن دون أي سند لا عربي ولا إسلامي.

أين المظاهرة العربية أو الإسلامية الوحيدة التي تدعم المفاوض الفلسطيني؟

هناك صمت عربي مطبق، صمت إسلامي مطبق، كل ذلك عبارة عن خطابات ليس إلا.

فؤاد زيدان: ملاحظتك في مكانها-الحقيقة-وأنا في رأيي أن المسرح طُبخ طبخًا، حتى يظهر كما هو الآن، وهو.. ولم يُطبخ على المستوى الفلسطيني، وهنا أرجو أن نتنبه، إنما تمت عملية الطبخ على المستوى العربي كله، الهجمة الأميركية الصهيونية تجاه المنطقة سعت إلى تمزيق القدرة العربية من جهة، الانعزاليات العربية كلها التي استجابت لهذه الهجمة انشغلت-بدل المواجهة مع العدو الرئيسي، ومع التناقض الرئيسي – انشغلت بالتناقضات فيما بينها، وذهبت طاقات كبيرة من إمكانيات هذه الأمة في المواجهة، والإنسان العربي تاه بين المناورين وبين الانعزاليـين.

يقولون له: لا تتحدث عن نظرية المؤامرة، وكل التاريخ يؤكد أن هناك مؤامرات متواصلة، أن ما يُرسم لنا في الخفاء، وما يتم في الغرف المغلقة، ويعمل على رسم مصير هذه الأمة هو شيء مذهل، وأصبح الآن معروفًا، ونستطيع أن نعده بالمئات..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: بما يخص الفلسطينيين..

بما يخص الفلسطينيين أنا أريد ردًّا على كلام السيد عبد الرحمن ..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: وبما.. وبما يخص الفلسطينيين تحديدًا..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: أنه كلام مؤامرة، وما مؤامرة.

فؤاد زيدان: تحديداً.. إخوتنا الفلسطينيين هم جزء من أمتهم، ولا يمكن عزل ما يعيشونه عنهم، بل أقول: إن كل ما حصل -من وجهة نظري- في المنطقة العربية منذ خمسة عشر عامًا، أو منذ أول القرن إلى الآن مرتبط بفلسطين بشكل رئيس، بفلسطين وبالمنطقة العربية: هناك جهد متواصل من قبل القوى المعادية للأمة، ومن قبل الاختراقات المجسدة لهذه القوى العالمية في جسد الأمة، لتحطيم القدرة على المقاومة، ولشل فاعلية الإنسان العربي، وهذا لا يبرر على الإطلاق قبول ما تخططه القوى المعادية لنا، وإلا لأصبحنا جزءًا من المؤامرة شئنا أم أبينا.

وحتى لو بدا أن الإنسان العربي في هذه المرحلة مقهورًا ومضغوطًا عليه وغير قادر على الفعل نتيجة السلوك الانعزالي في … العربي.. في المنطقة ونتيجة الهجمة الاستعمارية الخارجية فإن ذلك لا يعني أن الأمة ماتت.

أذكركم، وبالمناسبة اسمحوا لي أن أوضح هنا نقطة مهمة – عندما أعود للتاريخ هنا ليس بمنطق السلفية، وليس بمنطقة الهروب من الواقع – فمن المعلوم أنه في العلوم الإنسانية ليس هناك مختبر أمامك إلا هذا التاريخ، إلا الحياة، إلا الأحداث، أنت تفهم الحدث من أجل أن تخلص بنتائج، ومن أجل أن تدرك أين تقف؟ وإلى أين تسير؟

د. فيصل القاسم: طيب، سيد عبد الرحمن تحدثت عن أن هذا الكلام الذي سمعته -قبل قليل- هو عبارة.. يدخل في إطار الكلام العربي المعلب والمؤامرة، لكن يعني أنا قلت كلام للمفكر الفلسطيني المعروف إدوارد سعيد قال قبل أيام ردًّا على ما حدث في كامب ديفيد الأخيرة: بأن القيادة الفلسطينية باعتنا، وتريد أن.. تريدنا نصبح عبيدًا للإسرائيليين، ولا أعتقد أن إدوارد سعيد يتكلم من منطلق المؤامرة والكلام العام يعني.

أحمد عبد الرحمن: أود بداية أن أوضح نقطة للأخ فؤاد وهو أن المفاوضات حول استحقاقات المرحلة الانتقالية و.. وقضاياها تختلف نوعيًّا كمًّا ونوعًا وكيفًا -كذلك- عن مفاوضات الوضع النهائي..مفاوضات الوضع النهائي محكومة بقرارات تنص على التمسك الكامل بالحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف، ومحكومة -أيضًا- بقرارات القمم العربية، ومحكومة -أيضًا- بقرارات الشرعية الدولية التي نصت على.. على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية وعودة القوات الإسرائيلية إلى خطوط الرابع من حزيران، تمامًا في فلسطين كما في مصر، كما في سوريا، كما في الأردن، وكذلك تطبيق 425 في لبنان.

إذن لا يجب الحكم على مفاوضات الوضع النهائي مما حدث في مفاوضات المراحل الانتقالية حول النسب، حول الممر الشمالي، حول عدد الأسرى، طبعًا أنت تعلم أن إسرائيل تبتز الجانب الفلسطيني، لأنها تُمسك بالأرض، وتُمسك بكافة القضايا، وبالتالي مسألة التنازلات في الانتقالي هي محصورة بالانتقالي، أما قضايا الوضع النهائي فهي خط أحمر.

د. فيصل القاسم: طيب سيد عبد الرحمن كلام مهم جدًّا، يعني أنت تـتحدث هنا كما لو أن القيادة الفلسطينية يعني تسير على هدي القرارات العربية والتنسيق العربي والتشاور العربي، قلت قبل قليل: إن المفاوضات محكومة بقرارات القمم العربية..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: هذا صحيح بالضبط.

د. فيصل القاسم: في هذه الحالة إذن لماذا نسمع الآن: لماذا تدعو بعض الأطراف العربية إلى عقد قمة عربية لوضع حد لهذا الكم الهائل من التنازلات الفلسطينية، يريدون عقد قمة للجم المفاوض الفلسطيني عن تقديم مزيد من التنازلات؟

هذا من جهة، من جهة أخرى أنتم لم تفاوضوا أبدًا على أساس القرارات الدولية، لم تفاوضوا على أساس القرارات الدولية بأي حال من الأحوال.

أحمد عبد الرحمن: في الحقيقة.. في الحقيقة، لا..نحن نفاوض على تطبيق.. وهذه هي نقطة الخلاف المركزية بيننا وبين الإسرائيليين، إننا نقول: يجب تطبيق قرار 242 على المسار الفلسطيني كما طُبق على سيناء، والمستوطنات تزول من الأراضي الفلسطينية كما زالت من سيناء، لكن أوضح نقطة حول القمة: في الواقع نحن الذين نطلب القمة، نحن نريد قمة عربية..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: لماذا.. لماذا؟ لكي تكون غطاءً لكم؟

أحمد عبد الرحمن: نريد قمة إسلامية.

د. فيصل القاسم: لكي تكون غطاء لكم كي تقدموا مزيدًا من التنازلات؟

أحمد عبد الرحمن: يعني هذا من السذاجة بمكان، .. السذاجة بمكان، من التبسيط المخل أن يجري الحديث عن قمة لتكون غطاء لتنازلات فلسطينية، أي سذاجة.. سذاجة سياسية؟!

د. فيصل القاسم: سذاجة، طيب.

أحمد عبد الرحمن: نحن نذهب إلى القمة لنقول.. لنقول لهم: نحن ملتزمون، يدنا في أيديكم، شدوا أزرنا.. شدوا أزرنا لنواجه موحَّدين هذا العدو..أما أن تكون غطاء أو لا غطاء، هذا سذاجة، وهذا تبسيط للصراع على الوجود، نحن نخوض صراع على الوجود، صراع على القدس، والصراع على القدس هو صراع فلسطيني عربي إسلامي مسيحي عالمي، ولا يجب القول: إن دعوتنا لقمة أو للجنة القدس أو مؤتمر إسلامي..أنت ترى أن أميركا هي ضد القمة، نحن نريد القمة لتقف معنا. أود أن أوضح نقطة أخرى حول الوضع العربي: من الإنصاف أن نقول: أن السلطة الوطنية ومنظمة التحرير والكفاح المسلح، وكل ما قام به الشعب الفلسطيني في الخمسين سنة الأخيرة هو نتاج دعم الأمة العربية، الشعب العربي في كل مكان، ولا تنسَ أن الدول العربية حاربت خمس حروب: شاركت في حرب 1948م و 1956م و 1967م و 1973م لماذا أقول ذلك..؟

[موجز الأخبار]

د. فيصل القاسم: فؤاد زيدان سمعت كلام أحمد عبد الرحمن قال الكثير من الأمور المهمة، قال: إن مفاوضات الوضع النهائي التي نحن بصددها الآن محكومة بقرارات، وتختلف يعني إلى حد كبير عن مفاوضات الوضع المؤقت .. إلى ما هنالك من هذا الكلام، تحدث أنها محكومة بقرارات القمم العربية والشرعية الدولية، وقال: إنه الفلسطينيين هم الذين يدعون إلى قمة عربية، وأن الحديث عن أنهم يريدون هذه القمة كغطاء لتقديم مزيد من التنازلات هو في واقع الأمر نوع من السذاجة ليس إلا. كيف ترد على هذا الكلام؟

فؤاد زيدان: المشكلة أنه بودي، وأتمنى لو كان هذا الأمر دقيقًا، لكن ما جرى في الوضع النهائي لا يمكن فصله عن … المفاوضات المؤقتة، ولا يمكن فصله على الإطلاق عن الوضع النهائي. على سبيل المثال:من أجل المفاوضات المؤقتة تم وأد الانتفاضة، تم تحطيم المقاومة، تم التنسيق الأمني مع أميركا وإسرائيل لضرب المقاومة في الساحة الفلسطينية، منهج أوسلو أطاح بكل التنسيق العربي، وتباعد نهائيًّا حتى عن التنسيق مع دول المواجهة، وليس مع المحيط العربي فقط، فهذا الكلام شيء خطير جدًّا، ويعكس نفسه سواء في توازنات القوى أو فيما يجري في المستقبل، المفاوضات ليست أماني يا إخوة، وهذه نقطة أرجو أن نتنبه إليها في المنطقة العربية دائمًا. أنت على مائدة المفاوضات تستطيع أن تأخذ ما تساوي وليس ما تتمنى، ما هي إمكانياتك؟ما هي الأوراق التي لديك؟عندما تطيح بأغلى وأثمن الأوراق التي تملكها، ولا تُبقي لنفسك شيئًا فمعناها أن العدو يستطيع أن يتحكم فيك، وأن يرسم لك مسارك، وأن يخطط لك دولتك ووجودك، ويعطينا -مع عدم المؤاخذة بالتعبير- هذا الكيان المسخ الذي نراه أمامنا، هذه الجيتوهات المقطعة، وهذه المدن المجزأة عن بعضها البعض، والتي نسعى إلى تسميتها دولة، أنا أتمنى لو كان هذا الكلام منطقيا، ليكون منطقي يجب أن يتغير النهج كله منذ البداية أولاً وأخيرا، يجب أن أرى أمامي إعادة بناء جديد للوحدة الوطنية في الساحة الفلسطينية تضم قوى المقاومة، يجب أن أرى السلطة الفلسطينية تستفيد من حماس ومن الجهاد ومن قوى الرفض الأخرى التي قاتلت، ولها خبرات في الميدان، لكي تسعى إلى أن تقاوم، وتعدل موازين القوى.

أريد أن.. أريد أن أنبه إلى نقطة مهمة -أيضًا- في الساحة العربية تجري منذ عقدين من الزمن، هناك نوع من القومية الانتهازية، أنا أراها في الساحة العربية هي -الحقيقة- تعبير عن أسوأ أشكال الانعزالية.

يعني أنا أستدعي الأمة العربية عندما أريد، عندما أريد أن أضعها غطاءً لقراراتي ولسلبياتي ولمشكلاتي، يحدث من كل القطريات هذا الكلام، لكني عندما تكون لهذه الأمة حقوق وخطوط حمراء لا أحترمها، عندما يكون لي عدو رئيسي وتناقض رئيسي يجب أن أواجهه فإنني أتباعد عن الأمة، وأدعي أنني أتمسك بقراري، وأستعين بمن أشاء، وأفعل ما أريد، لكن عندما أجد نفسي في الزاوية أقول: هاتوا.. هاتي.. تعالي أيتها الأمة برري لي الخضوع للقوى الخارجية أو برري لي القبول بما يفرضه عليَّ العدو الصهيوني، هذا الأمر ليس له علاقة بالعروبة، وليس له علاقة بالإسلام، بالعروبة وبالإسلام هناك مفاهيم، وهناك معايير، الانتماء ليست قضية نُزهة وقضية خيار مثل صحن السلطة تأخذ منه ما تشاء، وتترك منه ما تشاء، الانتماء منظومة متكاملة إما أن تكون عربيًّا أولا تكون عربيًّا، ليس هناك حل وسط، لا تستطيع أن تعبث بهذا الانتماء..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: وماذا فعل الفلسطينيون في هذا الإطار؟

فؤاد زيدان: وإما أن تكون مسلمًا أولا تكون مسلمًا.

د. فيصل القاسم: وماذا فعل الفلسطينيون في هذا الإطار؟

فؤاد زيدان: في هذا الإطار -كما قلت لكم- كل ما جرى خلال السنوات الأخيرة شيء مرعب، ولا أستطيع أن أحسبه على الفلسطينيين الحقيقة، لأن الشعب العربي الفلسطيني شعب حي، وأؤمن بقدرته وبفاعليته وبقدرته على التجدد.

د. فيصل القاسم: لكن..؟

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: لكن ما جرى على المستوى الرسمي من السلطة من اتفاقيات، ومن أثمان، ومن إضاعة، أوراق شيء مذهل -الحقيقة- يعني أنا أتمنى لو.. لو يكون هناك تبرير، ومهما كان التبرير من الصعب قبوله بصراحة.

د. فيصل القاسم: طيب لكن موضوع القمة الآن، قال السيد عبد الرحمن: إن هذا الكلام الذي نقوله إنه يريدون القمة غطاء كلام ساذج ولا أساس له من الصحة.

والآن يتحدث عن أنه السلطة وما حققته حتى الآن: هي عبارة عن نتاج دعم الأمة العربية، يعني الأمة العربية يأخذونها متى يريدون، ويتركونها متى يشاءون-أيضًا.

فؤاد زيدان: الحقيقة هذه النقطة أريد أن أوضحها، بس أن أوضح نقطة أخرى تـتعلق بالوضع النهائي أيضاً، أنا أستغرب -أيضاً- السلطة الفلسطينية لماذا تبدأ من 242؟

لماذا تفرضه على نفسها وهو لا يعنيها؟ ما يعني فلسطين هو القرار 181 بمقاييس الشرعية الدولية لعام 1947م، والذي انبنى عليه القرار 237 الذي قُبلت به إسرائيل عضوًا في .. 273 الذي قبلت به إسرائيل عضواً الأمم المتحدة، قُبلت على أساس قرار التقسيم، وقرار التقسيم يعطي 54% للدولة اليهودية و 46% للدولة العربية، أي أكثر بكثير من الضفة وغزة، فعندما أبدأ بالتراجع إلى الخلف معنى ذلك أنني أقبل بمساومات بما دون ذلك، دائمًا بالمفاوضات أنت تطرح الحد الأقصى، وتطرح أوراقك القوية لتصل إلى ما هو معقول إذا كنت تريد أن تفاوض، وتكون معك عناصر قوة، وتضغط بها لتحقق هدفك.

الناحية الثانية: قضية القمة العربية، قضية القمة العربية كمؤسسة عندما طرحها
جمال عبد الناصر – رحمه الله- طرحها لتدعيم هذه الأمة، لجمع طاقاتها، لتحقيق وحدة الصف انسجامًا مع وحدة الهدف، ولمواجهة المشروع الصهيوني في عقر داره، وليس من أجل أن تكون غطاء لتنازلات، وليس من أجل أن أستدعيها عندما أريد، وأن أرفضها عندما أريد، هذه القمة لكي تكون قمة فاعلة يجب أن تكون لها رؤية استراتيجية، ويجب أن تحترم السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية الرأي العام العربي، كما أشار أخي الأستاذ أحمد عبد الرحمن إلى احترام الرأي العام العالمي احترموا -أيضًا- هذا الرأي العام العربي، ليس هناك عربي، وليس هناك مسلم على هذه الأرض يقبل بالتفريط في القدس أو يقبل بالتفريط في فلسطين، وحتى لو فرط المفرطون في هذه المرحلة فالمعركة ستـتواصل، وستأخذ أشكالاً أخرى، وسنعود للتفاصيل حتى لا آخذ أكثر من وقتي.

د. فيصل القاسم: طيب، سيد عبد الرحمن .

أحمد عبد الرحمن: يعني بعض الهدوء.. بعض الهدوء وبعض الواقعية، لماذا.. لماذا تجري المفاوضات على هذه الشاكلة؟

لماذا هناك مسارات في المفاوضات؟كان الأجدر بأخي فؤاد أن يتصفح تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي ليرى لماذا هذه المسارات؟

نحن الذين طالبنا بالوفد العربي الموحد، نحن الذين ذهبنا إلى العواصم العربية قبل مؤتمر مدريد كذلك، وطالبنا بالوفد العربي الموحد.

لم يكن ميزان القوى العربي الإسرائيلي-ولا أقول الفلسطيني-يسمح بأكثر مما سمح به، حتى إن الفلسطينيين.. الوفد الفلسطيني في البداية ذهب تحت العباءة الأردنية، واحتاج الأمر لفترة طويلة من الصراع حتى تم بلورة الوفد الفلسطيني في مواجهة الوفد الإسرائيلي، أما القول بأنه هذه المفاوضات تفريط في تفريط، وتقصير في تقصير، فلعل أخي فؤاد يدرك ما آلت إليه الأوضاع العربية منذ حرب 1967م وحتى الآن، بل وما آلت إليه المتغيرات الدولية التي انعكست على الوضع العربي، فحدَّت من التواصل القومي، وبدأت مرحلة الانتفاء في إطار الدولة الوطنية في ظروف الهيمنة الأميركية الكاملة، أنا أقول: إن هذا ظرف عابر، يمكن تتغير المعطيات الدولية؛ وبالتالي سنرى شيئًا جديدًا في الموقف العربي، لكن بالمقابل تعلمنا درسًا من نكبة عام 1948م يجب أن يقاتل الفلسطينيون بأظافرهم وبأيدهم على الأرض وعلى طاولة المفاوضات لإبقاء القضية حية، وانتزاع أقصى ما يمكن انتزاعه من إسرائيل، وأود أن أطمئنك -يا أخي فؤاد -أن الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية رغم كل العذاب الذي يعانيه والحصار والقهر الإسرائيلي إلا أنه أقوى آلاف المرات من المراحل السابقة، ولا تنس أن أميركا تدعونا، وتستدعينا ليس لأننا ضعاف بل لأن لدينا خيار آخر، إذا أفلست السياسة، وفشلت المفاوضات، فكن على يقين أن الشعب الفلسطيني سيعود إلى المواجهة، وبشكل لم يسبق له مثيل، أما القمة فلا أدري كيف ترى.. كيف تقول إنها غطاء لأحد، لنا أو لغيرنا، هذا مصير قومي واحد وفلسطين قلب الأمة العربية، والقدس روح هذه الأمة، وبالتالي عندما يجتمع العرب، ويتخذون قرارًا كما اتخذوه في القمم السابقة..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: تضربون- سيد عبد الرحمن.

أحمد عبد الرحمن: إنما هو تأكيد على وحدة الموقف القوي.

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: سيد عبد الرحمن، أنت تتحدث الآن على الموقف القومي يعني بلهجة قومية لا علاقة لها لا من بعيد، ولا من قريب بالطريقة التي استفردت بها القيادة الفلسطينية بالقضايا الكبرى مثل القدس واللاجئين والحدود والدولة إلى ما هنالك، هذا الكلام لا أساس له من الصحة على أرض الواقع، ولا ينفع بأي حال من الأحوال.

أحمد عبد الرحمن: أود.. لا ادري.. لا أدري ما معنى.. ما معني ما هو المفهوم القومي؟وما هو المفهوم الوطني؟

فؤاد زيدان: أنا أقول لك أستاذ..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: ما هو المفهوم القومي؟

أحمد عبد الرحمن: إذا لم يكن ما أعنيه، أنا أعني بصريح العبارة..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: أنا أقول لك يا أستاذ أحمد المفهوم القومي يا أستاذ أحمد هو انتماء لهذه الأمة، كل شبر فيها مقدس..

أحمد عبد الرحمن] مسأنفاً[: أننا كأصحاب قضية نمسك..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: كل إنسان فيها مقدس ومحترم، كل قطعة أرض، كل علاقة بين شعبها الواحد مقدسة، أي تأثير سلبي على هذه الأنماط، وعلى هذه الانتماءات هو تناقض مع المشروع القومي، أي خضوع للقوى المعادية لهذه الأمة هو تناقض مع الانتماء القومي، بهذا المعيار: الوطنية هي تطابق مع الموقف القومي، واللاوطنية مهما رفعت شعارات الوطنية هي التناقض مع الموقف القومي، أريد أن أنبه هنا لنقطة خطيرة أسمعها كثيرًا خاصة في العقد الأخير منذ سنة 1990م وإلى الآن، قضية الواقعية بصراحة يعني هناك مدرسة في المنطقة العربية الآن تحت شعار الواقعية تريد منا أن تـتنازل عن حقوقنا، وتحت شعار الواقعية تريد منا ليس فقط الخضوع لأميركا، وإنما أيضًا الخضوع لإسرائيل، وتحت شعار الواقعية تريد منا أن ننسى انتماءنا العربي والإسلامي، وأن نصبح عبيدًا للقُطرية الانعزالية التي صنعتها القوى الخارجية، هذه الواقعية مدمرة، وهذه الواقعية هي التي صنعت ميزان القوى المختل الذي أدى إلى ما حصل في مدريد.

[فاصل إعلاني]


أسباب التعتيم الفلسطيني عما جرى في كامب ديفيد

د. فيصل القاسم: سيد عبد الرحمن، ردًّا على الكلام الذي قلته -قبل قليل- عن أن هذه القضية قضية قومية تهم العرب أجمعين من المحيط إلى الخليج إلى ما هنالك من هذا الكلام، أريد أن أسأل سؤالاً: لماذا هذا التعتيم الفلسطيني المخيف عما جرى في قمة في … كامب ديفيد؟ وسمعنا هذا الكلام من مسؤولين عرب أو كبار يقولون لا أحد من الزعماء العرب يعرف أي شيء عما دار في ( كامب ديفيد)، لا عن القضية المركزية وهي قضية القدس، ولا عن اللاجئين، ولا عن الدولة، ولا عن الحدود، وكلها قضايا استراتيجية تمس الأمن القومي العربي، كيف ترد؟

أحمد عبد الرحمن: قد يكون أحد الوزراء أدلى بهذا التصريح مع تأكيدي أن سفيره في واشنطن كان يتلقى يوميًّا اتصالا هاتفيًّا من الدكتور نبيل شعث وكان السفير يرحب بهذا الاتصال، ويقول: إنه يوصل المعلومات أولاً بأول إلى وزارة الخارجية في البلد المعني، نقطة أخرى: إننا لم نسمع هذه الملاحظة إلا من جهة محددة واحدة معروفة لديك، وبقية الأشقاء العرب كلهم كنا على اتصال معهم، وزودناهم بالمعلومات أولاً بأول، وقد تعرضوا لحملات من أميركا لأنهم أيدوا الموقف الفلسطيني علنًا، وعبر أجهزة الاتصال، إلا أننا من هذه الدولة ومن هذا الوزير بالذات لم نسمع تأيـيدًا، ما يثير استهجاني واستغرابي أننا إذا اتفقنا مع هذه الجهة أو مع هذه الدولة نتعرض للنقد وعلامات الاستفهام، وكذلك إذا اختلفنا، أمر غريب، نحن الآن في حالة وفاق مع المجموع العربي دولاً وشعوبًا ورأي عام وأحزابًا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ومن الوطنيين إلى الإسلاميين، لأن قضية القدس قضية تهم الجميع بل تعني الجميع ومصير الجميع..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: طب، كلام مهم جدًّا كيف ترد على هذا الكلام؟

أحمد عبد الرحمن: إلا هذا الطرف الذي يعتقد بأننا نريد القمة لتكون غطاءً

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: بداية إن عملية التعتيم هذه التي بدأت مع أوسلو حقيقة، ، أحمد عبد الرحمن:أنا لا أقول هذا الكلام، أريد قمة نلتزم جميعًا بقراراتها.. فؤاد زيدان] مقاطعاً[: عفوًا، أنا لا يهمني من قال هذا الكلام أو من لم يقله..

أحمد عبد الرحمن: أريد قمة نلتزم جميعًا بقراراتها..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: ما حصل يا أستاذ، أنا أتكلم يا أستاذ أحمد لو سمحت، ما حصل منذ أوسلو إلى الآن نذكره، حيدر عبد الشافي والوفد الفلسطيني فوجئ بوجود مسار آخر سري وصفقه سرية تجري تحت قدميه..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: يا أخي العزيز.. يا أخي العزيز لا تعد ما عفا الدهر عليه أرجوك أن تكون متابعًا للأحداث أولاً بأول، قلت لك بصريح العبارة: مفاوضات المرحلة الانتقالية تختلف كمًّا ونوعًا وكيفًا عن مفاوضات الوضع النهائي.

فؤاد زيدان: ورأينا ما رأينا من شيء مذهل، هذا الأمر ظل مستمرًا حتى الآن بشكل متواصل وهذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن أمامنا نموذج حي لعملية.

د. فيصل القاسم: يا جماعة.

أحمد عبد الرحمن: وقد أفهمتك، وقلت لك إن التنازلات التي تمت في تلك المرحلة هي تنازلات تكتيكية لم تؤثر على الموقف الثابت والمبدئي من قضايا الوضع النهائي.

د. فيصل القاسم: ممتاز جدًّا.

أحمد عبد الرحمن: قلت لك: القدس خط أحمر، الأراضي المحتلة في عام 1967م خط أحمر، اللاجئون خط أحمر، ونريد دعم كل عربي وكل مسلم وكل مخلص للسلام في هذا العالم ليدعمنا في هذا الموضوع إلا أننا في النهاية لن نتراجع عن الثوابت، ولا عن الخطوط الحمراء الفلسطينية، المسجد الأقصى والأماكن المقدسة تعود تحت السيادة الفلسطينية أو لا سلام، هذا ما أقوله..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: يا سيد عبد الرحمن.. سيد عبد الرحمن.. سيد عبد الرحمن، هذا كلام مهم، سيد زيدان سمعت هذا الكلام، يعطينا الانطباع السيد عبد الرحمن بأن العلاقات الفلسطينية مع كل الجوانب العربية سمن على عسل، وأنها تعرف كل خفايا اللعبة إلى ما هنالك من هذا الكلام، هذا من جهة لماذا نحن ننكر أن هناك..؟

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: ما عدا طرف واحد.. ما عدا طرف واحد..

د. فيصل القاسم: دقيقة يا سيد عبد الرحمن، لماذا ننكر..؟

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: أعطني ملاحظة لأية دولة، لم تكن هناك ملاحظة إلا لهذا الوزير، هل سمعت.. هل سمعت من أية دولة عربية أخرى؟

د. فيصل القاسم: طيب هذا سؤال، كيف ترد على مثل هذا الكلام، الفلسطينيون وضعوا العرب جميعًا في الصورة..؟

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: وأود أن أكون واضحًا أكثر أنه في اليوم الأول يا أخي فيصل، في اليوم الأول قمت بنفسي.. جرى اتصال معي من واشنطن، وقمت بنفسي بتبليغ عدد من وزراء الخارجية العرب برسالة الرئيس أبو عمار إلى الرؤساء العرب حول هذا الموضوع، وبعد ذلك تولى الأخ نبيل شعث الاتصالات مباشرة من واشنطن، ولم نبخل بأية معلومة ولا نبخل.. ولم نبخل، عليك أن ترى في الصحافة الأميركية، وفي الصحافة الإسرائيلية حقيقة موقفنا..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: ممتاز سيد زيدان.

فؤاد زيدان: أنا ما يهمني كعربي..

فيصل القاسم] مقاطعاً[: يا سيد عبد الرحمن.

فؤاد زيدان: أنا كإنسان عربي ما يهمني ليس هذا السجال، هذا السجال لا يعنيني كإنسان عربي، هو قال كلمة حق وحيدة في كل هذا الذي سمعته، وكلمة الحق الذي قالها إنه ليس هناك فلسطيني ولا عربي ولا مسلم يمكن أن يتخلى عن قضية القدس، وعن فلسطين، ويبقي صادقًا بانتمائه حقيقة..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: لكن أنا أريد أن أسال سؤالاً يا سيد زيدان أنت تـتحدث عن العرب، وعن المسلمين كما لو كان هناك قوة عربية وقوة إسلامية، وعالم.. هناك عوالم عربية، هناك أوطان عربية، وليس وطنًا عربيًّا، هناك عوالم إسلامية، أنا أريد أن أسأل سؤالاً: مرة (كسنجر).. كسنجر سُئل وزير الخارجية الأميركي الأسبق كسنجر ذات مرة: قالوا له كم عدد سكان العالم العربي، قال لهم عشرون نسمة، قالوا:كيف عشرون نسمة، عدد سكان العرب 250 مليونًا قال: عشرون زعيمًا، والباقي بصل.

فؤاد زيدان: أن رئيسه قبل الآن، رئيسه نيكسون في كتابه المهم " الفرصة السانحة" قال بوضوح..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: كنت أريد أن أوضح نقطة.

د. فيصل القاسم: دقيقة يا سيدي.

فؤاد زيدان: قال بوضوح: إننا خضنا حربًا شرسة ضد القومية العربية، واستطعنا -الآن- تحطيمها لمصلحة الدويلات القطرية في المنطقة، هذا الكلام أرجو أن تراجعوه، يعني هي بالحرب صار هذا الكلام وبالمواجهة من ناحية، وقال أيضًا: إن حربنا الآن لكي نحافظ على وجود إسرائيل، وعلى قوتها أيضًا ضد محاولات نهوض المقاومة بأشكال إسلامية، القضية بالنسبة لأميركا في هذه المنطقة قضية من يقاوم .. ولإسرائيل، ليس ما يهمهم..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: كي نبقى في الموضوع، كي لا نخرج عن الموضوع.

فؤاد زيدان: القضية قضية بالأساس قضية مقاومة؛ لأن موازين القوى قضية متغيرة وموازين القوى ليست كما يطالب أخي الأستاذ عبد الرحمن، التلاؤم مع الواقع الدولي، أنت عندما تكون صاحب قضية وصاحب حق تسعى إلى تعديل هذه الموازين، إلى استنفار قوته، وهو يملك إمكانية كبيرة..أمامنا تجربة حية في لبنان استطاعت المقاومة أن تنـتصر في لبنان دون توقيع أية اتفاقية، ودون دخول مفاوضات، ودون أي إذلال للشعب العربي في لبنان، ثمنه صبر شديد ومواجهة مستمرة، واسمح لي..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: لكن أريد ردًّا على كلام السيد عبد الرحمن عن التنسيق العربي.

فؤاد زيدان: هذا الكلام ينطبق أيضًا على الساحة الفلسطينية.

د. فيصل القاسم: عن التنسيق العربي.

فؤاد زيدان: التنسيق العربي يجب أن..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: تحدث عن تنسيق واضح تمامًا، وأعطاك الكثير من الأمثلة في هذا الخصوص، هل تستطيع.. هل تستطيع أن تنكر أن هناك مثلاً تنسيقًا مع دولة عربية كبرى مثل مصر؟

ولهذا تعرضت مصر لحملة أميركية شعواء في الآونة الأخيرة بسبب الموقف المصري الساند للموقف الفلسطيني؟

إذن لماذا نتحدث عن فلسطينيين يستفردون بالقضية، لا يستفردون بالقضية، هناك تنسيق، وهناك غطاء عربي واضح لما يفعلونه؟

فؤاد زيدان: في هذا الأمر هناك نوع من الانتقائية تجري في الوطن العربي، هناك لعبة، الموقف المصري بالفعل ضغط إلى جانب الفلسطينيين لعدم التنازل في هذه المرة، لكن عمومًا ما يجري في الساحة العربية، ما يجري في الساحة العربية.. هناك.. هناك.. هناك اختراقات كبيرة، وكلنا نعرفها ومعلوماتها أصبحت واضحة، إذا أردنا أن ننسق من أجل مزيد من الاستسلام فهذا شأن يعني هذه السلطة، ويعني الأنظمة التي تقبل بذلك، ولا يعني الإنسان العربي، ولا يعني الإنسان الفلسطيني.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: هل تريد أن تقول -هل تريد أن تقول إن السلطة تريد التنسيق من أجل المزيد من الاستسلام؟

فؤاد زيدان: مع الأسف، الذي يظهر حتى الآن هو ذلك، أنا أتمنى لو تنعكس هذه النظرية، أتمنى أن نكون جميعًا رجالها وصوتها، وقلمها كما كنا في السابق، لكن كل من قاتلوا مع الثورة الفلسطينية فيما بعد منذ أوسلو حَوَّلتهم الثورة إلى أعداء.. أو حولتهم السلطة إلى أعداء بما فيها منظمات المقاومة الأخرى في الساحة الفلسطينية نفسها، أنت عندما تريد أن تحقق نتائج إيجابية يجب أن تستعمل إمكانياتك كلها..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: أيه منظمات.. أية منظمات يا أخ فؤاد؟ ألا ترى أن كل المنظمات قد عادت إلى داخل الوطن؟

فؤاد زيدان [مقاطعاً]: قدرتك السياسية أن تسعى لتحقيق تضامن عربي حقيقي يستجمع طاقة الأمة كلها، وأن تكون القمة العربية تعبير عن رؤية استراتيجية تسعى لكبح هذه التنازلات، وليس لإعطاء غطاء للمفاوضات، وهنا أريد أن أنبه لنقطة..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: يا أخي فيصل أحتاج إلى بعض التوضيح. يا أخي فيصل..

فؤاد زيدان: ما يجري منذ مدريد إلى الآن كل هذه الانعزاليات العربية مسؤولة عنها بما فيها السلطة الفلسطينية نفسها، ما جرى منذ 1990م وهذا لا أريد، ولا أقبل أن يسحبه أحد على الأمة العربية أو على القومية العربية، هو مسؤولة عنه هي هذه الكيانات القطرية التي أطاحت بالعروبة جانبًا، وسلكت سلوكيات انعزالية أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه، ليتأكد من ذلك أن الحل العربي والحل الإسلامي وحشد طاقات الأمة والجهاد في مواجهة العدوان هو السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق، وأن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير بالقوة.

د. فيصل القاسم: السيد عطا القيمري من فلسطين تفضل يا سيدي.

عطا القيمري: أود في البداية أن أشكر الزملاء المشاركين، وأتحدث بصفتي مواطن مقدسي عاش تحت الاحتلال 33 عامًا، المقدسيين اللي الثقافة العربية والإسلامية والإحساس العربي والإسلامي في قلوبهم لم ينطفئ للحظة واحدة، كانوا طوال الوقت بانتظار القوات المحررة الفلسطينية والعربية والإسلامية لتحرير القدس، ولا نزال تحت هذا الأمل.. يحدونا الأمل في الانتصار وتحقيق الحرية الكاملة للقدس ومقدساتها وأحيائها وقراها وسكانها وأراضيها وكل تفاصيلها، الآن الواقع هو أن الأمة العربية والإسلامية حتى الآن لم تستطع أن تقدم لأهل القدس وللقدس سوى الشعارات والكلام الكبير، وهذا يجرحنا، ويتركنا نعاني، ونشكو، ونأمل، والآن في ظل المسيرة السلمية القائمة هناك محاولة فلسطينية لاسترجاع الحق العربي في القدس والمطلوب من العرب أولاً: موقف واضح وصارم مؤيد للموقف الفلسطيني الداعي إلى تطبيق كامل للقرار 242، والانسحاب الشامل، وليس فقط من بعض الأحياء العربية في القدس أو من بعض أحياء البلدة القديمة، إنما كل الأراضي المحتلة حتى العام 1967م.

هذا الموقف العربي والإسلامي هو المطلوب لإسناد الموقف الفلسطيني وتعزيزه، إضافة أنه مطلوب في هذه الأثناء -إلى حين تحقيق الأهداف الكبرى في التحرر- تعزيز صمود أهل القدس، دعمهم، إسنادهم، توفير الدعم المالي والمعنوي والسياسي لأهل القدس حتى يصمدوا تجاه الهجمة والمؤامرة وسياسة التهجير وسياسة التجهيل وسياسة القمع والظلم والقهر والإفساد، وتركنا بدون مظلة.. بدون مظلة حقيقية تحمينا، لا مظلة دولية ولا مظلة إسلامية.

الآن المطلوب غير الشعارات، يعني كفانا شعارات وكلام كبير، فليتوجه كل العرب إلى إسناد الموقف الفلسطيني، الآن نحن في حاجة إلى موقف عربي وإسلامي يساند هذا الموقف، وليس فقط يدعي بأننا نتنازل، لو ترك الخيار إلنا.. إحنا مش بس بدنا، القدس إحنا بدنا كل فلسطين، الآن أرجو ألا يصبح شعار القدس لنا ترداد لنفس شعار فلسطين لنا التي ضاعت، ولم يتبق منها شيء، والآن بقينا نساوم لأننا تُركنا في الميدان لوحدنا.

د. فيصل القاسم: طيب، شكرًا جزيلاً.

فؤاد زيدان: الأمة العربية والإسلامية لم تقدم شيئًا هذا كلام مذهل.. لفلسطين وللقدس، هذا كلام ينافي الحقيقة وهو كلام غطاء للممارسة الانعزالية وللاستسلام وللهروب من المواجهة كما قلت، وأسأل أي واحد، واسأل في فتح نفسها عندما بدأت، في بلاد الشام كم كان فقراء.. فقراء تلك المنطقة يتبرعون بمصاغهم من أجل أن يعطوهم إياهم؟ كم كان وما زال إلى الآن إخوتنا في الخليج يجمعون في كل سنة ما يتاح لهم منها في المواجهة؟

كم ذهب من الشباب ليقاتلوا في صفوفهم، وكان يقال لهم لسنا بحاجة إليكم، ولا نريد أن نتناقض مع الأنظمة؟ وكم اُستشهد من العرب، في المواجهة مع العدو الصهيوني؟

هذا الأسلوب خطير جدًّا، وهو الأسلوب التبريري من أجل..وهو الذي سيحاول في المرحلة المقبلة وسيقولون: لقد حاولنا استدعاء الأمة العربية، ولم نجد أحدًا يقف معنا، واضطررنا أن نقبل بما أعطتنا إياه إسرائيل لهذا السبب، تُحَمَل الأمة العربية ظلمًا وزورًا كل السلبيات الانعزالية..


تقييم الدور العربي ومساندته لقضية فلسطين

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: ماذا تستطيع أن تقدم الأمة العربية والإسلامية للفلسطينيين الآن من أجل القدس والمقدسات؟ هذا هو السؤال، وهذا ما يتحدث عنه السيد القيمري قبل قليل:

ماذا بإمكانهم أن يفعلوا؟ هناك أنظمة عربية باعت نفسها للأجنبي عسكريًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا وسياسياً إلى ما هنالك من هذا الكلام، وفعلاً تُرك الفلسطينيون وشأنهم الآن في الساحة، وأنت تعلم أن أميركا تضغط على العرب الآن أو تضغط على الأنظمة العربية الآن لماذا؟ لماذا؟

لكي تضغط الدول العربية بدورها على الفلسطينيين كي يقدموا مزيدًا من التنازلات للإسرائيليين هذا هو السؤال وهذا هو لب الكلام.

فؤاد زيدان: هنا الأمر واضح تمامًا، وبدي نميز بين قضيتين، حتى هذا الجزء من الصراع، هذا الجزء من المعركة، الهجمة الاستعمارية الخارجية.. الاختراقات الداخلية كلها عملت على تفكيك الوضع العربي، ليس معنى ذلك أن موازين القوى التي وصلنا إليها قضية مؤبدة، لابد من الخضوع إليها، كما قلت لكم موازين القوى قضية متغيرة، في بداية الهجمة الصليبية-أخي العزيز-وهذا ليس هروبًا من الواقع إلى التاريخ، أرجو بس أن نسمعها، وصلت الأمور إلى أن الصليبيين كانوا يـبيعون حرائر العرب والمسلمين في المدن العربية والإسلامية نفسها، من الأسرى لكن هناك ممانعة بدأت، هناك شيوخ طلعوا فتاوى للزعران في ذلك الوقت بدلاً من تسرق عربيًّا اسرق صليبيًّا وتدخل الجنة، شايف، من يريد أن يقاوم، كتب أئمة المسلمين وقادة العرب في ذلك الحين كتبوا كتبًا عن مكانة المسجد الأقصى، ودعوا إلى إعادة الاحترام له، فعلوا كل ما بوسعهم لعدم التنازل عن أي شيء من حقوقهم المشروعة، أنت تعطي العدو الإسرائيلي بهذه الاتفاقيات ما يستطيع من خلاله أن يساهم على الأقل إن لم أقل.. بتأخير عملية التحرير فترة طويلة..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: لكن السؤال المطروح، ألم يقل العرب للفلسطينيين بأنهم يؤيدون ما تؤيده منظمة التحرير، وترفض ما ترفضه المنظمة، ونحن مع منظمة التحرير فيما تختاره، وتقرره.

فؤاد زيدان: في هذا الأمر -أستاذ فيصل بصراحة- يستحسن أن توجه هذا السؤال لعصمت عبد المجيد أو توجهه لأحد القادة العرب، أنا كإنسان عربي هذا الكلام بالنسبة لي كله مرفوض بداية، ومرفوضة مسيرة التسوية كلها، مرفوضة مسيرة مدريد، مرفوضة مسيرة أوسلو، ليس هذا هو منهج التحرير، وليس هذا ما تستحقه هذه الأمة العظيمة التي تعدادها 300 مليون، وتملك إمكانيات هائلة، وتستطيع انتزاع حقوقها، والقوة الأميركية.. أهم عنصر من عناصر القوة الأميركية في العالم يأتي من عندنا نحن العرب، من موقعنا الاستراتيجي، ومن مواردنا الحالية..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: طب لكن..

لكن السؤال المطروح ماذا تقول الأنظمة-كما قلنا قبل قليل-رهنت نفسها للأجنبي، وباعت كل شيء، فهل تريد منها ألا تبيع القدس والمقدسات؟

باعت القدس ومش فارقة معها، حتى هناك كلام لبعض الخبراء الأميركيين يقولون: إنه فيما لو تنازلت القيادة الفلسطينية عن القدس ستكون هناك مباركة عربية وإسلامية لهذا التنازل.

فؤاد زيدان: أنا أقول لهذه الأنظمة ببساطة كاملة: أميركا ستطيح بكل هذه التركيبة، وتعمل هي بالفعل الآن على صياغة قوى جديدة من أجل المرحلة المقبلة، من أجل الشرق الأوسط الجديدة، وهي تدفع بهذه الأنظمة إلى حتفها، وتدفع بهذه الدول العربية إلى مصير أسود، أقول للجميع: عليكم أن ترتقوا من هذه الحالة التي نعيشها، أنظمة وحكومة وشعبًا، وأقول للإخوة في الساحة الفلسطينية: عليكم أن تكونوا كما كانت فلسطين دائمًا رافعة، لا أن تكونوا القوة التي تسعى إلى تحطيم قدرة الأمة على النهوض، وعلى المواجهة، التحموا بالعدو، وستروا كيف تتغير المعادلة.

د. فيصل القاسم: عادل إبراهيم من أميركا تفضل يا سيدي.

عادل إبراهيم: السلام عليكم.

د. فيصل القاسم: وعليكم السلام.

عادل إبراهيم: يعطيك العافية يا دكتور قاسم.

د. فيصل القاسم: يا هلا.

عادل إبراهيم: يا سيدي الفاضل أود أن أبدأ حديثي برواية لأحد الزبائن عندي وهو محام يهودي، وقد قال لي بأنه يستطيع أن يحرز أكثر مما أحرز الفلسطينيين في مفاوضاتهم مع إسرائيل هذا أولاً، أما ثانيًا: فأقول بأن جميع الكادر الفلسطيني غير مُؤهل ثقافيًّا وتاريخيًّا وجغرافيًّا وإنسانيًّا للدفاع عن قضيتنا.

ثالثًا: كل حقوق القوة ومقومات القوة موجودة لدينا، فلماذا نسلبها من أنفسنا ونعطيها لأميركا، ونعطيها للعدو الصهيوني من أجل أن يفاوض بها، ومن ثم يقلبها على رؤوسنا؟

رابعًا: ليست فقط مسألة عودة القدس مسألة فلسطينية فقط، وإنما هي مسألة فلسطينية وعربية وإسلامية، ويجب على كل نظام عربي أن يتحمل مسؤوليته الكاملة تاريخيًّا أمام شعوب المنطقة، ولكم مني جزيل الشكر.

د. فيصل القاسم: طيب، شكرًا جزيلاً، سيد عبد الرحمن، كيف ترد على الذين يقولون إنه مطلوب الآن.. مطلوب الآن هيئة عربية عليا لوضع استراتيجية التفاوض مع إسرائيل يطبقها المفاوض الفلسطيني مهما تذرع بالقرار الوطني المستقل وبشرعيته كممثل لشعبه، فإنه لا يملك صلاحية التنازل عن بعض الحقوق الأساسية الخاصة بالشعب الفلسطيني كيف ترد على مثل هذا الكلام؟

أحمد عبد الرحمن: في الواقع يعني هناك من تغريهم الأفكار المجانية، ومن يقضوا وقتهم في اجترار أفكار عفا عليها الزمن، أفكار لا تفيد، بل ربما تخلق تشويشًا أكثر من التشويش والإرباك الحاصل، مسيرة المفاوضات الحالية تقررت في ضوء اعتبارات محلية وعربية وعالمية، لكننا نقول -دائماً وأبدًا- تعالوا لننسق المواقف، لدينا هدف واحد، ولكن هناك من لا يرضى بذلك، وجود الهيئة هذه الهيئة الوهمية التي يجرى الحديث عنها، أنا أقول لا ليست هيئة هناك دول، هناك أطراف معينة بالمفاوضات، هناك سوريا، هناك لبنان، هناك الأردن، هناك مصر، هناك السلطة الوطنية، منظمة التحرير الفلسطينية، ما الذي أعاق اجتماعها؟

هل أوسلو كان مبررًا لكل هذه العزلة؟ لا أعتقد ذلك، أعتقد أن الآن أصبحت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لأمرين أساسين: أولاً: وضع استراتيجية تفاوضية عربية موحدة بيننا وبين سوريا على نحو أساسي، وكذلك دعم عربي لهذه الاستراتيجية، نحن نرحب بذلك، ونرفض أي ادعاء..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: لكن يا سيد عبد الرحمن.. لكن السؤال المطروح هل تلزمون بهذه الاستراتيجيات، التجارب السابقة مع كل الدول العربية لا تبشر بخير؟

أحمد عبد الرحمن: من قال ذلك.. من قال ذلك يا أخي فيصل؟

د. فيصل القاسم: العرب حاولوا التنسيق معكم منذ البداية، واكتووا بنار المراوغة واللف والدوران، وليس هناك ما يـبشر بالخير، هذا هو الكلام عندما تجدون أنفسكم بالزاوية تستنجدون بالعرب، وتتحدثون عن استراتيجية مشتركة.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: أخي فيصل، هذا ليس صحيحًا على الإطلاق، نحن طرف مسؤول بالنسبة لأمتنا العربية ودولها، وأنا أتحدث عن واقع عربي قائم، وليس في واقع خيالي.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: هذا كلام شعارات، لكن سيد عبد الرحمن أنت تتحدث عن أناس يقولون شعارات، وهذا كلام شعارات ليس إلا..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: يا أستاذ ليس فقط شعارات، إنما هو هروب من نقطة أساسية في عملية التفاوض وهي أن عملية التفاوض تجسد موازين قوى وموازين القوى ليست مقياس وليست مفروضة عليهم..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: فلنـترك أصحاب الشعارات جانبًا، ولنـترك دعاة القومية المثالية جانبًا، ولنـتحدث عن واقعنا العربي كما هو، هناك دول عربية.. هناك دول عربية هذه الدول نحن على صلة قوية معها باستثناء ربما دولة واحدة نسعى لفتح الباب ولتنسيق الموقف معها -ومع بقية الدول العربية- وصولاً إلى تعزيز موقف المفاوض الفلسطيني والعربي محليًّا، وفي مواجهة إسرائيل، وعلى المستوى الدولي، أعتقد أنه لا لوم علينا عندما نطلب ذلك، أما القول بأن هذا سيشكل غطاء أو لا غطاء هذا كلام غير مسؤول، ولا يمكن الوقوف عنده.

لكن اسمح لي هناك لي ملاحظة على السيد الذي تحدث من أميركا: بعض كلامه غير منطقي، لا أدري عن ذلك اليهودي الذي سيحقق أكثر مما حققه الفلسطينيون، ثم يقول: إن الكادر الفلسطيني غير مؤهل، أدعوه إذا وجد في نفسه الكفاءة أن يأتي، ويتصدر الصفوف الفلسطينية، ويقدم ما نعجز عن تقديمه..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: بالمناسبة سيد عبد الرحمن هذا الكلام قاله إدوارد سعيد.. قال إدوارد سعيد في كتاب بالإنجليزية peace and its contents قاله بالحرف الواحد..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: وقاله حيدر عبد الشافي قبل ذلك بكثير، وقاله حيدر عبد الشافي مراراً.

أحمد عبد الرحمن: طبعًا بالنسبة لأخي إدوارد والمناضل حيدر عبد الشافي وهم الذين أيديهم في النار يـبدون ملاحظة هنا أو هناك حول قضية تفصيلية أو قضية تكتيكية، لكنهم.. لكنهم يسعون من أجل الأفضل، وليس من أجل فقدان الثقة بالقيادة الفلسطينية وبالمفاوض الفلسطيني، هذا الذي يقول إن يهودي ممكن أن يحرز أكثر مما يحرز المفاوض الفلسطيني أقول له: تفضل وكن مؤهلاً وكن كادرًا، وتعال.. تعال فلنحرر القدس معًا، أنا ملاحظتي لأخي فؤاد، الحقيقة هذه ملاحظة لأخي فؤاد، أود أن أقول له إن السياسة عمل واقعي، وليست عمل متخيل، وليست أماني في الهواء..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: مضبوط كلامك، صدقت، ولكن هنا النقطة المهمة، حضرتك تـتكلم عن شعارات في الواقع وتخيل وليس أنا يا أستاذ أحمد لو سمحت..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: أريد أن أرسم.. أنا وأنت مخرجًا من المأزق الراهن، علينا أن ننسق والأشقاء العرب والجماهير العربية..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: يا أستاذ أحمد.. يا أستاذ أحمد، السياسة كما قلت عمل واقعي، الواقعية هنا ليست الخضوع لمعطيات وموازين قوى مختلة، الواقعية الحقيقية هي العمل على تعديل هذه الموازين.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: هذا أمر مفهوم يا أخي فؤاد، ليست هذه القضية..

فؤاد زيدان [مقاطعاً]: بحيث أستطيع أن أحقق أقصى ما أستطيع، يا أخي وأنت تـتحدث عن الواقعية بنت إسرائيل 120 ألف وحدة سكنية في القدس، الاستيطان تحت شعار الواقعية..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: يا أخي.. كما فهمت من كلامك لا يوجد لك رضا أو تراضٍ عن هذه الدولة، ولا تلك ولست راضيًا على السلطة الفلسطينية، فمن تمثل؟ومع من نتعامل؟

أنا أقول لك: تعال.. كن واقعيًّا، ولنـتحدث، أنت لا تريد الأنظمة، تعتبرها انعزالية، والسلطة تسير في أوسلو، فأين أنا أذهب؟ هل أذهب إلى اليأس والإحباط..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: الواقعية يا أخي العزيز.. الواقعية عمل.. لتعديل الموازين.. الواقعية أن تسعى إلى إطلاق طاقة الشعب العربي الفلسطيني الحبيسة في مجال المقاومة الواقعية أن ترتبط ارتباطًا حقيقيًّا أو استراتيجيًّا بأمتك العربية، وليس أن نتعامل مع الأمور بطريقة مختلفة.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: السياسة عمل واقعي مسؤول، نحن ننسق مع كل طرف عربي مستعد لدعم القضية الوطنية، نحن لو وقفنا وحدنا كما قال الأخ قبل قليل إلا أننا لن نتنازل عن حقوقنا مهما كان الوضع صعبًا وخطيرًا.

د. فيصل القاسم: دكتور رفعت سيد أحمد من القاهرة، تفضل يا سيدي.

د. رفعت سيد أحمد: السلام عليكم دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم: وعليكم السلام، يا هلا..

د. رفعت سيد أحمد: والتحية إلى ضيفيك اسمح لي بتسجيل أربع ملاحظات أبدأها بالتفرقة بين الواقعية -كما تفضل بها الأستاذ أحمد عبد الرحمن- وأرى أنها ليست بأي حال من الأحوال واقعية بل الأدق وقوعية، وعليه أن يعود إلى ما حدث منذ سبع سنوات من مفاوضات بائسة وبتفاصيلها لكي يدرك الفارق، وليس هذا مجال الشرح لسيادته.

الملاحظة الثانية: السلطة الوطنية وممثلها الأستاذ أحمد في هذا الحوار بتؤكد من بداية الحوار على أنها تسير على هدي التنسيق العربي، وتؤكد على عروبة القضية

وعروبة القدس، ورغم ذلك -يا دكتور فيصل- هي في حلها وتفاوضها البائس هذا الذي يرفضه بالمناسبة الشعب العربي -يا أستاذ أحمد عبد الرحمن- من اليسار إلى اليمين ومن علمانييه إلى إسلامية، أما إذا كنت تقصد الحكام العرب فأنت حر..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: في الوقت الراهن كمان؟ حتى بعد قمة كامب ديفيد يا أخي رفعت؟

د. رفعت سيد أحمد: أما الحكام العرب فأنت حر معهم، أما نحن فنرى السلطة..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: أعتقد أن عليك أن تقرأ الصحافة العربية، وماذا تقول.

د. رفعت سيد أحمد: أرجو أن تسمعني، وأن تكون ديمقراطيا، لأني مش من رعايا السلطة الفلسطينية، أنا من مصر، فأرجو أن تكون ديمقراطيًّا.

أحمد عبد الرحمن: لا أرى أن الأمة العربية..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: يا أستاذ عبد الرحمن يا ريت تسمع، لو سمحت، تفضل يا سيد أحمد.

د. رفعت سيد أحمد: حتى على مستوى السلوك الفلسطيني لم تكن هذه السلطة جامعة لكل الاتجاهات ولا الفصائل، بل مجرد مجموعة ضيقة عملت في قنوات سرية، وليسأل السيد أحمد عبد الرحمن..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: من قال ذلك؟ أنت لا تـتابع الأحداث يا أخي.

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: طيب، يا سيدي إحنا هنـتابع بعد ذلك لو سمحت اسمعني.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: كل فصائل العمل الوطني في منظمة التحرير الفلسطينية هي الآن في أرض الوطن وليست في دمشق، وليست في أية مدينة أخرى..

د. رفعت سيد أحمد] مقاطعاً[: اسمعني إذا حبيت.. لو سمحت إذا كان تحدَّث عن أنه ما فيش قنوات سرية فأرجو أن يسأل رفيقه في السلطة السيد أحمد قُريع عبقري هذه القنوات السرية وهي مجموعة ضيقة، لا علاقة لها بالشعب الفلسطيني الحقيقي اللي بيتحدث عنه.

وعندما يطلبون الآن الدعم من الأمة العربية فأنا أعتبر هذا كمالة عدد، يعني عايزين الأمة العربية كمالة عدد، وليست مواجهة ومساندة حقيقية للأمة العربية..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: يا حبيبي نحن نتاج الأمة العربية.

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: السلطة الفلسطينية بتمارس هذا الفعل، ولن يصدقها أحد..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: نحن والأمة العربية شيء واحد.

د. رفعت سيد أحمد: لو سمحت اسمح لي..يا دكتور فيصل تدخل.

أحمد عبد الرحمن: نحن والأمة العربية شيء واحد، بدون الأمة العربية ما كان لهذه السلطة، ولهذه الثورة أن تحقق ما حققت.

د. فيصل القاسم: يا أستا عبد الرحمن يا ريت تسمع وبعدين ترد-لو تكرمت-تفضل يا دكتور أحمد.

د. رفعت سيد أحمد: خليك ديمقراطيًّا-لو سمحت بعض الشيء-الملاحظة الثالثة: يقول الأستاذ فؤاد زيدان وأنا بأعقب على أخي الأستاذ فؤاد زيدان هنا يقول: إن السلطة لماذا لا تنـتهج، وتعود من جديد إلى نهج المقاومة؟

ثم عقب عليه بعد ذلك الأستاذ أحمد عبد الرحمن ويقول: إنه هيبقى فيه خيار وهو الخيار المسلح بعد ذلك، أظن أن هذا السؤال وهذا الخيار الآن من النوعية التي تـثير السخرية، لأن نهج حزب الله و أبو جهاد و فتحي الشقاقي و يحيى عياش ومن بعدهم رمضان عبد الله و وأحمد ياسين وغيرهم، هذه السلطة جاءت خصيصًا لضربه فكيف تطلب يا أستاذ فؤاد من فاقد الشيء، بل من ضارب الشيء أن يعطيه، ثالث ملاحظة: تعلمنا يا سيد أحمد عبد الرحمن .

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: لا أعتقد أنك مُنصف فيما تقول يا سيد.. يا دكتور رفعت.

د. رفعت سيد أحمد: كن ديمقراطيًّا، أنتم خليكم ديمقراطيـين لو سمحتم، يعني السلطة الفلسطينية تخليها ديمقراطية معنا بس.. لو سمحت.

د. فيصل القاسم: تفضل.

د. رفعت سيد أحمد: الملاحظة الرابعة: أتصور أن..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: لا أعتقد أن الديمقراطية تسمح بالافتراء، أنا رأيي أن الديمقراطية تتطلب الحقيقة وتتطلب الصدق، وتتطلب الأصالة، وتتطلب الضمير النـزيه، الديمقراطية تـتناقض مع الافتراء والكذب..أرجو أن توقف هذا الافتراء ضد السلطة الفلسطينية، وضد الشعب الفلسطيني، فأنت في الواقع لا تمثل أي شيء لا في مصر ولا في غيرها.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا أستاذ أحمد عبد الرحمن لو سمحت، يا ريت تسمع..

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: ما حدش عندك يمثل، كل الذين عندك ما بيمثلش حد خالص على الإطلاق.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: إذا كانت تمثل هذا الموقف، فهذا الموقف عليه علامة استفهام تجعله ليس جزءًا من عالمنا المعاصر..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: يا جماعة .. يا دكتور .. رفعت سيد أحمد تفضل يا سيدي.

د. رفعت سيد أحمد: أما عن الحل يا دكتور.. فأنا أتصور أنه أبسط مما يعقدونه، إنه يـبدأ بما سبق وطالب به الدكتور رمضان عبد الله أمين عام حركة الجهاد، على نفس القناة (الجزيرة) من أسبوع، وهو أن ترفع هذه السلطة يدها عن الشعب الفلسطيني العظيم، وتـتركه لحاله ولنضاله بعد أن وصلت إلى طريق مسدود، وعلى كافة المجالات إلا مجال نضال الشعب الفلسطيني.. ويرفع يدها يا دكتور فيصل وأن تتكرم..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: يعني هذا كلام مسؤول يا سيد رفعت ؟هل هذا كلام مسؤول ما تقوله؟

هذا كلام رجل يقول إنه دكتور؟! أم أنه معتوه سياسي؟!

د. رفعت سيد أحمد: معلش.. معلش تَحَمَّل أنت مش دكتور، وتحَمَّل.

أحمد عبد الرحمن: يمكن يكون معتوهًا، يمكن يكون أبله، يمكن يكون لا يعرف ما هو الصراع، ولا يعرف ما هي إسرائيل، ولم يدرِ وجهة.. ليعرف ماذا تفعل السلطة الفلسطينية..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: يا أستاذ أحمد عبد الرحمن الرجاء تسمع، وبعدين ترد لو تكرمت.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: أرجوك أن تكون منطقيًّا.. أرجوك أن تكون منطقياً، وتعرف أن هذه السلطة هي طليعة الأمة العربية في استعادة الأرض، وفي استعادة القدس.

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: بالاستسلام والتسوية.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: وأن من تسميهم هؤلاء هم مناضلون قبل أن ترى النور في حياتك.

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: يا دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب..يا أستاذ أحمد، تفضل يا أستاذ..يا ليتنا ننهي النقطة لو تكرمت دكتور سيد أحمد . يا جماعة.. يا جماعة.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: فأرجوك.. فأرجوك إما أن تكف عن هذه الاتهامات أو أن تصمت؛ لأن كلامك كلام مشبوه.

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: أعتقد أن طريقة رد الأستاذ أحمد عبد الرحمن لو سمحت اسمعني..أنت لست ديمقراطيًّا ولست وطنيًّا، إذا كنت تقاطعني..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: لا يمت للصدق بصلة، وليس فيه خطاب بل هو تحامل كامل لا أدري من يقف وراءه، ولا أدري لمصلحة من تعمل أنت.

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: من يقف وراءه؟ أنت كان ينبغي أن تعرف جيدًا أن ما تتحدث عنه الشعب العربي غير صحيح، فآن لك أن تسمع صوت من الشعب العربي يا أخي! أنا واحد من الشعب العربي اسمعني إذا حبيت أن تسمعني.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: صوت الشعبي العربي يقول.. صوت الشعب يردد ما تقول؟! أم أنك تردد أصوات جهات أخرى مشبوهة؟

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: الصوت العربي يقول لك إن الحل الوحيد أن تعودوا إلى تونس يا سيدي، وتتركوا الشعب الفلسطيني لحاله، فما تقومون به هو ضد الشعب الفلسطيني، وضد الأمة العربية بشكل كامل.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: أرجوك أن تـتحدث ضمن ما يسمح به الحوار، ضمن المنطق، وضمن المسؤولية وعليك أن ترى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على حقيقته، نحن نموت كل يوم من أجل رفع راية العروبة في فلسطين، نحن نموت كل يوم، وليس من حقك أن تهاجمنا بهذا الاتهام.

د. فيصل القاسم: يا أستاذ أحمد عبد الرحمن يا أستاذ أحمد.. يا أستاذ أحمد، كي ننتهي من هذه النقطة لو سمحت.

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: يا دكتور فيصل، أنا أعتقد..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا جماعة.. يا جماعة.. يا أستاذ أحمد عبد الرحمن.. تفضل..تفضل.

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: أنا أسمع جيدًا، ولكن يجب أن يتوقف عن هذا الأسلوب.

د. رفعت سيد أحمد [مقاطعاً]: أعتقد-يا دكتور فيصل-أن طريقة مقاطعة الأستاذ أحمد عبد الرحمن تـثبت للأمة العربية-جميعًا-كيف تكون وكيف كانت هي الدولة الفلسطينية؟

وعندما تقوم بهذه الدولة الوهمية مستقبلاً كيف ستكون طريقة تعاملها مع الشعب العربي والشعب الفلسطيني؟

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: وجودك هو الوهمي وليست الدولة يا سيدي العزيز، الدولة الفلسطينية هي دولة الكفاح الوطني، والكفاح القومي على مدى مائة عام..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: طيب..دكتور سيد أحمد شكرًا جزيلاً..تفضل يا أستاذ أحمد عبد الرحمن .

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: كل مصري، هناك ثمانين ألف مصري سقطوا شهداء من أجل هذه الدولة، ومن أجل تحرير القدس، وهناك دم، وهناك ارتوت .. ارتوت أرض فلسطين بدم الأردنيين والسوريين واللبنانيين والمصريين واليمنيين وحتى المغاربة، من أجل أن تقوم هذه الدولة، هي ليست دولة وهمية، هي دولة الفداء القومي والوطني..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: وسترتوي أيضًا – إن شاء ال له- إذا سمحتم لي بمزيد من الدماء العربية والإسلامية، من أجل إحداث تحرير حقيقي.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: هي دولة كل عربي مرتبط بالقدس، ومرتبط بفلسطين، هي لن تكون وهمية، أوهامك هي التي تجعلك تتحدث عن الدولة الوهمية..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: يا أستاذ أحمد.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب..سيد زيدان .

فؤاد زيدان: يا أستاذ أحمد..لو سمحت لي بس، أنا أتمنى ألا نضطر..يعني مشبوه ومتآمر، ولا يفهم وفاسد وكذا..أنا آسف أن ننطق بهذه التعابير..إنما أن نصل..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: هو كذلك..مرفوض هذا الكلام جملة وتفصيلاً، لأن هذا كلام لا يردده إلا أعداء الأمة العربية الذين فقدوا الثقة بأنفسهم، الذين لا يرون الأمل.

فؤاد زيدان [مقاطعاً]: نصل بالجوار، بالحوار..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: يا أستاذ أحمد عبد الرحمن ..لنسمع لو تكرمت، تفضل سيد زيدان يا ريت ترد عليه مباشرة.

فؤاد زيدان [مقاطعاً]: قضية -أساسًا- الدولة أول من طرحتها هي الحركة القومية العربية، طرحتها في أوائل الستينات، وطُرحت منظمة التحرير الفلسطينية من خلال جمال عبد الناصر وفي مؤتمر قمة، ومن أجل أن تكون هذه المنظمة طليعة كفاحية، ومن أجل، تكون طليعة أمتها في تحرير فلسطين، وليس من أجل -وهذه نقطة مهمة- وليس أن تكون أن تكون قاطعة وعازلة عن النضال الشعبي.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب أنا أريد أن أسأل سؤال.. هناك من يقول بأن الدولة الفلسطينية في واقع الأمر مطلب إسرائيلي، لأنها تريد سلطة.. إسرائيل إسرائيل تريد سلطة توافق لها على كل التنازلات، لا أحد يستطيع أن يقول لها:

لماذا فعلت ذلك؟ تقول: كان ذلك برضا الدولة الفلسطينية.

فؤاد زيدان: هذا الكلام صحيح من ناحية عدة تصريحات إسرائيلية معروفة ومسجلة، وقالت هذا الكلام مرارًا وتكرارًا..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: فلتقل إسرائيل ما تشاء يا أخ فيصل. اسمح لي أستاذ فؤاد..

فؤاد زيدان: وشيمون بيريز.. وشيمون بيريز قال بوضوح: إن هذه الدولة هي أكثر ما يخدم إسرائيل، كررها مرارًا وتكرارًا، لكن أنا أريد أن أميز هنا بين قضيتين: بين قضية الدولة الفلسطينية التي يسعى بيريز إلى ترسيخها كأداة وشظية من شظايا( آلبينو لوكس) الذي يسعى إلى بنائه في الشرق الأوسط الجديد، يحاول أن يبني إسرائيل مهيمنة، وتخضع لها فلسطين والأردن ولبنان، ويمزق سوريا-أيضًا- ويحولها إلى شظايا، من أجل أن تكون إسرائيل هي القوى المهيمنة على منطقة بلاد الشام أو سوريا الطبيعية.

بالمقابل هناك من يرفع راية الدولة كوسيلة للتحرير، وهذه هي حركة الأمة العربية، حركة القومية العربية، الدولة الفلسطينية ليست مطلبًا بحد ذاتها، كل الدويلات العربية ليست مطلبًا بحد ذاتها.

المطلوب هو أمة قادرة على المواجهة، وليس هذا كلامًا إنشائيًّا -يا أخي العزيز- في عام 1958م عندما تحققت الجمهورية العربية المتحدة كان أول عمل لها هو بناء قوات فدائية من أجل أن تقاتل في فلسطين فيما تسعى للتحرير.

[موجز الأخبار]

د. فيصل القاسم: سيد فؤاد زيدان إذا تحدثنا عن القدس..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: أريد أن أرد على موضوع الدولة الفلسطينية اللي طرحته قبل شوية على فؤاد إذا سمحت لي.

د. فيصل القاسم: طيب..باختصار؛كي نتطرق إلى موضوع القدس، لأنني أعتقد رديت بما فيه الكفاية على السيد رفعت سيد أحمد باختصار.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: أتفق.. أتفق مع أخي فؤاد بأن الأمة العربية لها منظور ومفهوم للدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، مختلف كليةً عما تروج له الأوساط الإسرائيلية، إسرائيل تريد دولة جسر لاختراق الأمة العربية، والشعب الفلسطيني والأمة العربية يريدوا الدولة السد، الدولة التي تقف في وجه التوسع الإسرائيلي، الدولة التي تـتصدى لهذا التوسع الإسرائيلي، لذلك ليس عندما نسمع كلمة بيريز أو غيره نخلط بين المفاهيم والمواقف، لنا منظورنا المختلف، وأتفق مع أخي فؤاد.

د. فيصل القاسم: طيب بس هذا الكلام جميل على.. هذا الكلام جميل..

فؤاد زيدان [مقاطعاً]: هذه نقطة مهمة جدًّا من الناحية النظرية، أريد أن أذكر هنا أن ما يجري المشكلة على الأرض.. على الأرض هو يؤكد المنظور الإسرائيلي، يؤكد ما يريده شيمون بيريز..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: ليس إقامة الدولة السد، بل الدولة الجسر للاختراق.

فؤاد زيدان: تمام.. الدولة الجسر، والدولة المفككة، والدولة الجيتوات، والدولة الضعيفة، والدولة التي تُخضع من خلالها إسرائيل..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: كلامك يا أخي فؤاد..عليك أن تنـتظر مفاوضات الوضع النهائي، لا تحكم على واقع المرحلة الانتقالية.

فؤاد زيدان [مقاطعاً]: اسمح لي أكمل هذه النقطة.. يا أستاذ أحمد أنا لا أريد أن أقاطعك، وأحترم رأيك، عندما نسعى لتحرير حقيقي، نبدأ فيه كما بدأ الأمر، وكمان – ليس هروبًا للتاريخ – أيام الصليبيين قادة الرأي والفكر والأمة تحركوا، وضعوا شروط للمواجهة، وضعوا شروط لنصر آل الزنكي قاموا برد المظالم للناس، واحترامهم، وعملوا على ضرب التجزئة، وعلى تحطيم الكيانات الصغيرة، من أجل وحدة الأمة..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: أتمنى ذلك.

فؤاد زيدان [مقاطعاً]: بداية بوحدة بلاد الشام، وامتدادًا إلى الالتحام بالهدف..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: أعتقد أنك لا تطلب كل هذا من الفلسطينيين يا أخي فؤاد..أنت كقومي مهمتك أن تعمل على ذلك.

فؤاد زيدان: اسمح لي، هذا التوجه يحتاج إلى توجه عربي وإسلامي حقيقي، يحتاج إلى الإيمان بوحدة الأمة، وليس التعامل مع الأمة بانتقائية، أقترب منها عندما أريد، وابتعد عنها عندما أريد، يحتاج إلى تفعيل روح الجهاد التي حض عليها الإسلام، يحتاج إلى احترام كرامة الناس، إلى ديمقراطية، إلى بنية اجتماعية حقيقية تُعيد للإنسان كرامته، ولا تساهم بكبح قوى المقاومة، وتحطيمها والقبول بالتنسيق الأمني الأميركي الإسرائيلي يا أستاذ أحمد، هذا.. هذا هو الشيء الرهيب في الأمر.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: يعني هل يمكن أن أوضح بعض الأمور إذا سمحت لي يا أخي فؤاد ؟

فؤاد زيدان [مقاطعاً]: من أجل أن نصل فيه إلى تشييد الدولة المقاومة والدولة السد، هذه هي الاشتراطات، وليست كلامًا إنشائيًّا.

د. فيصل القاسم: تفضل سيد عبد الرحمن .

أحمد عبد الرحمن: أخي فؤاد يردد -ربما عن حسن نية- ما يقرؤه في الصحافة عن واقع السلطة الفلسطينية والحديث عن التنسيق، والحديث عن العلاقات، والحديث.. أخي فؤاد.. أخي فؤاد أود أن أطمئنك أننا في صراع وجود مع هذا العدو الإسرائيلي، الذي ليس أقل سوءًا من السَّرَطان، ونحن نحاول بكل الطرق، وبكل الإمكانيات التي تحت أيدينا..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: هذا لسنا مختلفين عليه، لكن صراع الوجود-لو سمحت لي-له اشتراطاته، وله معطياته يا أستاذ أحمد، إله اشتراطاته ومعطياته صراع الوجود.

أحمد عبد الرحمن [مقاطعاً]: أن نُوقف هذا التمدد السرطاني، ولا شيء، لا تصدق من يقول لك إن الشعب الفلسطيني يمكن أن يجري له عملية غسل الدماغ، الشعب الفلسطيني شعب عربي أصيل، لو تسمح لي.. لو تسمح لي..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: ألم تبنِ إسرائيل مئات المستوطنات خلال هذه السنوات؟

بصراحة أجبني عن هذا السؤال، ألم تبنِ مئات المستوطنات؟

ألم تتم ملاحقة المناضلين في كل المواقع؟ ألم يحدث إلى الآن عملية شل هذا الشعب العربي الفلسطيني الذي كان دائمًا شعلة أمته؟

أحمد عبد الرحمن: لا تضخم قضايا ثانوية..

فؤاد زيدان: ألم تحدث عملية تحطيم قدرته على المقاومة وشله من الداخل؟ألم يتم القطع بينه وبين أمته؟ ألا يتم تحويل هذه القضية التي هي القضية العظيمة التي تحرض الأمة بدلاً من أن تكون قضية مقدسة إلى قضية تواطؤ مع إسرائيل؟

أحمد عبد الرحمن: أرجوك لا تضخم قضايا ثانوية، وأرجوك أن تسمعني جيداً، نحن نعمل كشعب فلسطيني وفصائل وقوى من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين..

فؤاد زيدان: شيء مرعب ما يجري على الأرض يا أستاذ أحمد صحيح أنا لست رجل سلطة ولا اختار مواقعي من أجهزة الاستخبارات، وأنا إعلامي، وأرى الإعلام وأرصده، لكن فيه هناك رؤية نقدية، الرؤية النقدية تبين لي ما يحدث على الأرض، هناك خرائط تُوزع، هناك حقائق موجودة على الأرض..كنت تطالبني بالواقعية .. الواقعية هي فهم الواقع من أجل تغيـيره، وليس هي الوقوعية والخضوع إليه.

أحمد عبد الرحمن: هو أن يكون هناك حقائق فيما جرى، أرجو أن يكون هناك.. أدعوك.. أدعوك يا أخي فؤاد -إن شاء الله- عندما نعلن الدولة في القريب العاجل أن تكون الصحفي الفلسطيني الأول، الذي يزور فلسطين المحررة من أي وجود إسرائيلي، لترى بنفسك أن الصورة التي ينقلها الإعلام الأجنبي ومصدره إسرائيلي -أساسًا- هي صورة غير صحيحة، صورة لإبعادك أنت عن شعبك، وعن نضال هذا الشعب والانشغال بملاحظات صغيرة بدلاً من دعم هذا الشعب..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: لكن أنا مصدري ليس الإعلام الأجنبي-لو سمحت لي-كثيرون جدًّا من القادة الفلسطينيين الذين نحترمهم، ونعتز بهم يؤكدون نفس الكلام يا أستاذ أحمد، حيدر عبد الشافي، و إدوارد سعيد، قادة المنظمات العشر المعارضة، و جورج حبش ..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: أين هي هذه العشر والتسعة يا أخي؟!

فؤاد زيدان: عدد كبير من قادة فتح أنفسهم، عدد كبير من أفراد الشعب العربي الفلسطيني الذي يأتون لنا من هناك، ويشرحون لنا المآسي، ويتحدثون لنا عن معاناتهم تحت السلطة مثلما كانوا يعانون قبل ذلك..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: ألا ترى أن المجلس المركزي الأخير-يا أخي فؤاد-الذي اجتمع في غزة قبل شهر، حضره جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحضره أكبر عدد من أعضاء المجلس المركزي الفلسطيني في كل تاريخ اجتماعاته، الفصائل الفلسطينية التي تعرفها يا أخي فؤاد موجودة في الساحة ولها رأيها ولها استقلاليتها، والإسلاميون كذلك، هناك بعض الإشكالات الصغيرة هنا وهناك على صعيد الممارسة العملية نعمل على حلها بما يحفظ وحدة الساحة ووحدة النضال..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: إشكالات صغيرة، سيد عبد الرحمن.. سيد عبد الرحمن هل تعتبر الزج بالمناضلين وبالمقاومين الإسلاميين في السجون، وتحطيم البنية التحتية لهذه المقاومة إشكالات بسيطة يعني شغلات شكلية؟

أحمد عبد الرحمن: هذا ليس صحيحًا، نحن لا نحطم لا بنية نضالية، ولا تنظيم فلسطيني سواء كان إسلاميًّا .. سواء كان حماس أو الجهاد أو الجبهة الشعبية أو الديمقراطية أو فتح، كل هذه التنظيمات تملك حرية في العمل الديمقراطي أكثر مما تملكه أي قوى سياسية في محيطنا العربي.

نعم يا أخي فيصل والكلام لأخي فؤاد أيضًا، وأرجو أن تسمعني نحن لدينا اتجاه عريض يجمع كل قوى الشعب الفلسطيني، لا خلاف بين إسلامي ووطني، ولا بين يسار ويمين، تقع إشكالات -وأرجو أن أكون دقيقًا معك- تكتيكية على الصعيد التكتيكي، نحل هذه الإشكالات بأقل ضرر ممكن للاتجاه العام، لأن كل الشعب الفلسطيني يُجمع أن معركته الوحيدة هي معركة القدس، معركة تحرير الأرض، أما أننا نزج في السجون.. أرجوك اكمل جملة واحدة.. أكمل جملة واحدة..

فؤاد زيدان] مقاطعاً[: بصراحة يا أستاذ أحمد..إذا كان الكلام ليس موجهًا فقط لأخي فيصل وموجهًا لي أيضًا فما رأيناه أنه ما حال دون اشتعال الأرض المحتلة بفتنة وحرب أهلية هو الموقف الراقي جدًّا للشيخ أحمد ياسين وللقوى المعارضة الأخرى التي قالت: إننا سنـتحمل السجون، ونتحمل الآلام، ونتحمل الاعتقالات، لأننا لن نقبل أن نحقق رغبة إسرائيل..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: هو أننا نزج بالسجون وأننا نحطم تنظيمات هذا غير صحيح على الإطلاق..

الساحة الفلسطينية تتمتع بأوسع تعبير ديمقراطي، ولتقرأ الصحف الوطنية الفلسطينية.

د. فيصل القاسم: يا جماعة لنأخذ بعض المكالمات..السيد يعرب بن قحطان من سوريا تفضل يا سيدي.

يعرب بن قحطان: السلام عليكم.

د. فيصل القاسم: وعليكم السلام.

يعرب بن قطحان: وتحياتي لقناة (الجزيرة) وشكرًا على فتح الجراح، بصفتي مواطن عربي سوري، ومؤرخ لآل البيت، من يقرأ التاريخ يعرف حجمه، ويرسم دربه، منذ مطلع القرن العشرين وإلى عام 2000م القضية الفلسطينية كانت -ومازالت- هي القضية المركزية المحورية الاستراتيجية لكل الأمة العربية، ولكل الأقطار العربية، حسب إمكانياتها، وقربها من المنطقة الساخنة، لا يجوز شطب الإرادة العربية أو الإسلامية، كما علمنا الرئيس الأسد في المؤتمر الإسلامي في طهران: لابد من ربط المسارين التضامن العربي والإسلامي، نحن نخطط لما هو آتٍ وليس لما مضى.

إذن لابد من الاعتراف بالدور العربي الفعال، ووقوف الأمة العربية مع القضية الفلسطينية إن في الماضي، وإن في الحاضر، ومن الدعم والتضامن في كافة الحروب 1948م، 1956م، 1967م، 1973م، وشَلال الدماء العربي المنسكب على الأرض الفلسطينية، وما حولها، كل هذا يشهد، ولا ينكره عاقل، وقُتِل بعض الرؤساء العرب من أجل القضية الفلسطينية كما تعرفون.

أخي فيصل -يرعاك الله- إن في أسئلتك شيء من تجاهل العارف .. الرئيس: الأسد رفض أطروحات كلينتون الأخيرة ويشهد الجميع على ذلك، وما المانع أن يرفض الفلسطينيون وياسر عرفات لماذا لا يرفض، ويرفع صوته وعقيرته؟

لقد أضعنا الكثير والكثير من أوراق ثورة الحجارة، وأوراق الحق العربي في أوسلو، وكامب ديفيد، لا نربط الحلول الاستسلامية بإرادة كلينتون في بقية حكومته وسلطته، كما لا تهمنا رغبة عرفات في بقية عمره، عبثًا أن أضع القضية الفلسطينية والقدس والشعب الفلسطيني في كفة و ياسر عرفات في كفة، فعلى تحرير الأرض الفلسطينية، وعلى تحرير القدس مات الملك فيصل، الملك فيصل الشهيد والزعيم جمال عبد الناصر والزعيم هوَّاري بومدين والزعيم حافظ الأسد و عبد المنعم رياض، لقدس عاصمة الدولة الفلسطينية، هذا هو.. هذا هو انتماؤنا، لا مفاوضات في ذلك، من هنري مكماهون إلى هنري كسنجر ومن السلطان عبد الحميد الثاني 1909م إلى نجم الدين أربكان، والأفعى الصهيونية تخلع حقدها الماسوني، وسمومها التوراتية على الأرض الفلسطينية والقدس.

أخي فيصل..ما الفرق بين الحاخام الجاهل العنصري الراسخ أوفاديا يوسف زعيم حزب شاس المتخلف عقليًّا وبين الإرهابي الزاني الشاذ مائير كاهانا رئيس منظمة كاخ الإرهابية، والطبيب المجرم باروخ جولد شتاين وشامير وشارون وبيجين العنصري؟ وأيضًا موشى كساب الذي رفض يستقبل اليوم الملك عبد الله، لا يريد أن يستقبله في تل أبيب، يريد أن يستقبله في القدس.

القضية هوية وانتماء يا إخوان، إن مثل هؤلاء القتلة السفاكين يجعلون العرب لا يثقون أبدًا بالسلام مع إسرائيل، وعلى إيهود باراك و شمعون بيريز أن يعرفا حقيقة الفكر الزِمِّيت العدواني والسلوك الإرهابي عند معظم المسؤولين في إسرائيل، أن القدس عاصمة لفلسطين، ولن تجد عربيًّا ولا فلسطينيًّا من المحيط للخليج، ولا إسلاميًّا .. الأمر يعني تركيا ويعني طهران ويعني باكستان ويعني جوهر دوداييف رحمة الله..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: سيد بن قحطان الكثير من النقاط حول القدس، وأنا أريد أن أوجه سؤالاً بهذا الخصوص هناك من يقول: إن امتناع العرب عن زيارة القدس كان خطأً فادحًا، وأكد للعالم بأن العرب يستطيعون التخلي عن القدس إلى الأبد، بدليل أنهم هجروها ثلاثين عامًا بحجة.. بحجة أنهم لا يريدون الاتصال مع العدو، وبحجة مقاطعة إسرائيل، أنا أريد أن أقرأ عليك: الذي حدث نتيجة لهذا الانقطاع العربي عن القدس .. الذي حدث أن المدينة العربية تحولت إلى مدينة خدمات للزوار اليهود، بما في ذلك القطاع العربي، لأن السكان لم يعد لهم من مورد في ظل الحصار الذي يمُارس ضدهم من خلال حرمانهم من رخص البناء والتجارة وسوى خدمة الزبائن الإسرائيليين، حدث كذلك أن المواقع الإسلامية أصبحت شبه مهجورة إلا من الصلوات، ولم يعد ممكنًا لأوقاف المدينة أن تعيش إلا على ما يرد إليها من دخل محدود، الذي حدث أيضًا أن السكان الفلسطينيين الذين صمدوا أكثر من ثلاثين عامًا لم يعودوا قادرين على خدمة مناطقهم بأنفسهم، واضطر كثير منهم إلى الهجرة، وقلة منهم اضطرت إلى بيع أراضيها بعد أن أصبحت تعاني من الفقر والتهديد.

باختصار .. إن امتـناع العرب عن زيارة القدس أضعفها، وأضعف قدرتها على الصمود، وأتاح للإسرائيليين التمتع بسيطرة سياحية ودينية واقتصادية شبه كاملة، زيارة القدس ستعني تـثبيت الحقوق العربية، وستؤكد على..

أحمد عبد الرحمن] مقاطعاً[: ما معنى الزيارة يا أخي.. ما معنى الزيارة يا أخي فيصل؟

د. فيصل القاسم: ستؤكد على أهميتها العاطفية، وستعزز إمكانيات أهلها الاقتصادية، فلماذا نتخلى عن هذا كله تحت شعار منع الاتصال؟ هذا يطرح كيف ترد على هذا الكلام؟

فؤاد زيدان: هذا الكلام وضع ببعض الحقائق والخروج باستنـتاجات، يا خاطئة أو مزيفة أو تقصد عملية تزيـيف الواقع العربي، القضية مع إسرائيل قضية صراع وجود، أي جهد تطبيعي، أي محاولة .. أي شكل من أشكال التطبيع هو خدمة لإسرائيل، القدس نزورها بإذن الله منـتصرين، نزورها وهي عربية وإسلامية وبهويتها الحقيقية، أي عملية تطبيع هي خدمة للعدو الصهيوني، القدس-أخي العزيز-من أقدم مدن العرب منذ كان اسمها يـبوس وإيلياء وبيت المقدس، القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، القدس-يا أخي العزيز-بالنسبة لنا التي قال الله -سبحانه وتعالى- حولها (المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ).

والمباركة هنا أرجو أن ينـتبه لها الناس، المسجد الأقصى مُقدس، المباركة هي بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية، هذا المثلث الإبراهيمي، منطقة الكفاح لخدمة القدس ولخدمة المواقع الإسلامية الأساسية في مكة وفي القدس، هذه الأرض أرض عربية.. لن نقبل إذا وَقَّع ياسر عرفات بصراحة أو السلطة الفلسطينية أو وقعت القمة العربية، أو وقع المؤتمر الإسلامي سنقول: كل هذا فاسد، وهذا وقف إسلامي، ليس من حق أحد التصرف به، وهذه أرض عربية، ليس من حق أحد التنازل عن شبر منها، ليس فقط القدس بعد 1967م، وإنما القدس قبل 1967م، وكل فلسطين أيضًا، كل ما يـبنى على باطل هو باطل، وكل ما يحدث الآن في مسيرة التسوية هو باطل، هناك منهج واحد للتحرير هو المواجهة، لاحظوا التنسيق السوري اللبناني على بساطته، وببعض الدعم العربي والإسلامي استطاع أن يحرر الجنوب تحريرًا كاملاً وكان الناس يتصورون أن ذلك وهمًا مستحيلاً، حُرر دون أي اتفاقية، دون أي تنازلات، دون أي كواليس، دون أي مفاوضات لا سرية ولا علنية، بدون مقاومة لا معنى للتفاوض، الولايات المتحدة الأميركية تقود عملية التسوية الراهنة تحديدًا من أجل تـثبيت إسرائيل، ليس ككيان عنصري غاصب فقط، وإنما ككيان مهيمن على المنطقة العربية يسعى إلى ضبط مسارها، وإلى إلغاء تقدمها وإلى إلغاء وحدتها، إنها تضعها في هذا العمق الرابط بين الأمة العربية؛ لكي تخنق هذا الجسد العربي، أي خضوع لهذا المنطق هو استجابة للمشروع الصهيوني، ولابد من مواجهته..

د. فيصل القاسم] مقاطعاً[: للأسف الشديد.. للأسف الشديد، مشاهدينا الكرام لم يـبقَ لنا إلا أن نشكر ضيفينا السيد فؤاد زيدان عضو المؤتمر القومي الإسلامي، ومن رام الله السيد أحمد عبد الرحمن أمين سر مجلس الوزراء الفلسطيني، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين هاهو فيصل القاسم يحيـيكم من الدوحة إلى اللقاء.