كوريا الشمالية وتحدي أميركا
مقدم الحلقة: | فيصل القاسم |
ضيوف الحلقة: |
محمد أسعد بيوض التميمي: كاتب وباحث |
تاريخ الحلقة: | 07/01/2003 |
– حيثيات المفارقة بين الموقفين الكوري والعربي تجاه أميركا.
– سبيل العرب للتعامل مع أميركا في ظل المواقف السياسية العربية الحالية.
– مقارنة بين الحالة العراقية وجيرانها والحالة الكورية وجيرانها.
– طبيعة علاقة الحكام العرب مع أميركا بين الثورة والاعتدال.
– مدى أهمية وخطورة السلاح النووي لكوريا الشمالية.
د. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهديَّ الكرام.
ألسنا نحن العرب أكثر شعوب الدنيا تغنياً بالرجولة وتمجيداً للكرامة؟
لماذا أصبحنا بلا كرامة ولا رجولة ولا من يحزنون؟ يتساءل أحدهم.
ألم نغدُ رمزاً للخنوع والجبن والانبطاح إلا ما نَدَر؟
لماذا يتجرأ بلد فقير ومحاصر وجائع مثل كوريا الشمالية على تحدي الأميركان، فيعلن استئناف برنامجه النووي، ويطرد المفتشين الدوليين شر طردة؟
لماذا يبدو هؤلاء المفتشون كالجلادين في بلادنا وكالأرانب المذعورة في كوريا الشمالية؟
لماذا يتسابق الحكام العرب على حضن أميركا؟
ألم تتجرأ من قبل بلدان إفريقية جائعة على كسر الحظر المفروض على ليبيا، بينما ينبطح العرب أجمعون أمام الغطرسة الأميركية؟ يتساءل أحدهم.
لماذا تريد أميركا حل أزمتها مع كوريا بالطرق الدبلوماسية، بينما تحشد الجيوش لتطويق المنطقة العربية وسط تواطؤ عربي رسمي مقزز؟
لماذا تبدو أميركا أسداً على العرب ومع كوريا نعامة؟ أليس حرياً بنا أن نطلب الكرامة على الطريقة الكورية؟ يتساءل أحدهم.
ألم يصب أحد المعلقين عندما قال: اطلبوا الكرامة حتى لو في كوريا؟
ما الذي تملكه كوريا الشمالية ولا نملكه نحن العرب، السلاح النووي؟
أين مليارات المليارات التي أنفقها حكام العرب الأشاوس على ترساناتهم العسكرية؟ ألم يلقن الكوريون العالم المهان درساً في أصول الكرامة؟
لماذا وقفت كوريا الجنوبية العدوة التقليدية للشمالية إلى جانب إخوتها في الدم، بينما يتآمر ممن يسمون أنفسهم بالأشقاء العرب على العراق الجريح؟
لكن في المقابل: ألم تصبح مواجهة أميركا نوعاً من الانتحار؟
ألم تجرب بعض الأنظمة العربية مناطحة أميركا في السابق على الطريقة الكورية؟ وانظر النتيجة الكل يتسابق على خطب ودها دون استثناء، ألم يحذر أحد الزعماء العرب من أن عدم الانصياع للشرعية الأميركية يعرض العرب للسحق تحت الأقدام؟
ألم يكلف التحدي الكوري البلاد ثمناً باهظاً؟ هل نريد أن نعيش جائعين ومعزولين مثل كوريا الشمالية لقاء أمجاد زائفة؟
ثم لماذا لا نأخذ بالاعتبار أن وضع كوريا غير وضعنا؟ فأميركا أصلاً تشجع وجود دولة مثل كوريا الشمالية كي تكون مصدر تهديد في المنطقة، لأنها -أي أميركا- تريد تثبيت وضعها العسكري في اليابان وكوريا الجنوبية، ولو لم تكن كوريا الشمالية موجودة لتوجب علينا ابتكارها، يقول أحد الخبراء الأميركيين.
ثم لماذا ننسى أن لدى (بيونج يانج) أسلحة دمار شامل حقيقية تستطيع الوصول إلى لوس أنجلوس مروراً بواشنطن؟
ألا يمكن اعتبار التحدي الكوري مجرد محاولة يائسة للتقرب من واشنطن وليس العكس؟
أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هنا في الأستوديو على الباحث والكاتب السيد محمد أسعد بيوض التميمي، وعبر الأقمار الصناعية من القاهرة على الدكتور جمال عبد الجواد (الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الأهرام).
للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالرقم التالي: 4888873.
وفاكس رقم: 4890865
وبإمكانكم المشاركة بمداخلاتكم عبر الإنترنت على العنوان التالي: www.aljazeera.net
[فاصل إعلاني]
حيثيات المفارقة بين الموقفين الكوري والعربي تجاه أميركا
د. فيصل القاسم: سيد تميمي، في البداية يعني كي نضع المشاهد في الصورة، أنت تعلم أنه في الوقت الذي يعني تضغط الدول العربية والزعماء العرب على العراق كي يقبل بوجود المفتشين، وأن يتعاون معهم إلى أقصى حد كي يتجنب الضربة، إلى ما هنالك من هذا الكلام، والكل يعني يحضر أيضاً لمساعدة القوات الأميركية، نرى في الوقت نفسه بلداً فقيراً جائعاً محاصراً معزولاً -سمه ما شئت- مثل كوريا الشمالية، يطرد المفتشين الدوليين شر طردة كما.. كما شاهدت، هربوا كالأرانب، كما يقولون هنا في الصحافة، وزير الدفاع أيضاً قال: مستعدون لمحاربة أميركا بلا رحمة، لماذا نسمع مثل هذا الكلام من بلد مثل كوريا الشمالية يعني لا.. لا صديق له -إذا صح التعبير- بينما نحن العرب يعني منبطحون إلى.. بشكل يعني لم يسبق له مثيل؟
محمد أسعد بيوض التميمي: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين.
الأمر يتعلق بالإرادة، فأينما توجد الإرادة توجد القوة، وأينما تنعدم الإرادة تنعدم القوة، فالإرادة تحول الضعف إلى قوة، وانعدام الإرادة يحول القوة إلى ضعف، فنحن أمة لماذا لا نستطيع أن نقول للأميركان لا؟ لأننا أمة منتزعة الإرادة، إرادتنا مصادرة ومسلوبة من قِبَل أميركا بواسطة زعماء العرب، زعماء العرب إرادتهم مرهونة للأميركان ومصادرة من قبل الأميركان، ومكلفين زعماء العرب أن يصادروا إرادة الأمة، فأصبحت الأمة مصادرة الإرادة، ويصادرها من هم مصادَري الإرادة، فأصبحنا نحن كأمة عبيد للعبيد، فهم عبيد للأميركان، فأصبحت قوة الأمة الهائلة وعوامل القوة التي تمتلكها الأمة أصبحت طاقات هامدة وكامنة، ليس لها أي فعل، لأن أي قوة حتى تصبح أي طاقة كامنة حتى تصبح قوة فاعلة، يجب أن يكون هناك إرادة لتحريكها، حتى لو أردت أن تحرك القلم هذا من هنا إلى هنا تحتاج إلى إرادة، حتى إذا أردت أن تتناول الطعام تحتاج إلى إرادة، فنحن أمة أصبحنا عاجزة مشلولة بفضل معظم حكامنا الذين هم بالأساس عُينوا وحُمِّلوا على رقاب الأمة تحميل، فلذلك الكوريين يمتلكون إراتهم، وحولوا ضعفهم ومحدودية إمكانيتهم تحولت إلى قوة أسطورية، فهناك مثل بتحويل الضعف إلى قوة، بتحويل الضعف إلى قوة، انظر إلى الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الأعزل الذي يقف وحيداً في الميدان، وأمته من المحيط إلى الخليج تتفرج عليه، انظر ماذا يحدث؟ لأنه امتلك إرادته، أصبح يستهزئ بالدبابات، ويستهزئ بالطائرات، ويستهزئ بالمدافع وبالرشاشات، أصبح يجابه أعتى وأشرس قوة إجرامية في التاريخ، لأنه يمتلك إرادته، ورغم كل أنواع القوة والبطش التي استخدمت، ورغم كل أنواع المذابح، لأنه يمتلك الإرادة، فكل هذه القوة الهائلة تعجز أمام هذه الإرادة، وهناك عامل آخر وهو إذا اتحد مع الإرادة ولَّد قوة هائلة تزيل الجبال وتزيل الإمبراطوريات، وهي العقيدة، الدولة الكورية هي دولة عقائدية أيديولوجية يعني بغض النظر عن هذه الأيديولوجية التي تحملها، فهي أيديولوجية هي تؤمن بها، بغض النظر عن وجهة نظرنا، هذه الأيديولوجية تعبئ الشعب الكوري تعبئة معنوية بأنه يجب أن العدو الأول إن الولايات المتحدة، ويجب أن نجابهه، وإذا ما اعتدت علينا الولايات المتحدة يجب أن نوقع بها الخسائر الفادحة، ويجب أن نقاومها لآخر رجل فينا، يجب أن نقاتلها حتى الرمق الأخير، وأنه إذا ما اعتدت علينا يجب أن تدفع الثمن غالي، هذه التعبئة، بالمقابل التعبئة العقائدية في العالم العربي منزوع الإرادة أن هناك تعبئة عقائدية، أن أميركا هي الإله، وأننا يجب أن نسجد له، ونتسابق على.. على كسب رضاه، و التسبيح بحمده، يوم لا ينفع لا شرف ولا عزة ولا كرامة، فمن فاز هو الذي يفوز بالرضا الأميركي والمحبة الأميركية والعطف الأميركي، فإذا ما فاز أحد الحكام بكلمة عطف من بوش أو مسؤول بالدرجة العاشرة في الإدارة الأميركية تجد الإعلام يسبح، إعلام هذا.. إعلام هذا الحاكم بهذه الكلمة، وأن أميركا قالت عنا: أننا نكافح الإرهاب جيداً، وأننا نذبح شعبنا جيداً، وأننا نقهر أمتنا جيداً، يسبحون، منتهى الذل، نحن نعيش منتهى الهوان، فلذلك كوريا تحول ضعفها إلى قوة بامتلاك إرادتها، ونحن تحولت قوتنا لأننا نفقد إرادتنا.
د. فيصل القاسم: كويس جداً.
محمد أسعد بيوض التميمي: تحولنا إلى أمة ذليلة مهانة، أضحوكة لكل الأمم.
د. فيصل القاسم: كويس جداً.. دكتور عبد الجواد، سمعت هذا الكلام، هل المشكلة مشكلة.. أو هل المسألة مسألة إرادة فقط، أم أن في ذلك الكلام يعني تصغير لكل هذه القضية، ويعني لم نعطها حقها وأبعادها كاملة؟
د. جمال عبد الجواد: أعتقد إن القضية أكبر بكثير من قضية الإرادة، وأكبر بكثير أيضاً من قضية العقيدة، يعني خلينا نحكي عن الإرادة شوية، إحنا أمة لها تاريخ، ما إحناش أمة ابتدت امبارح، ابتدت ساعة ما (جورج بوش) ابتدى يعلن عن نواياه للهجوم على العراق، الأمة دي لها تاريخ، خلينا بس نرجع لتاريخ 50 سنة فاتت مش أكثر من كده، في هذا التاريخ كان لدينا حكام لديهم إرادات قوية، كان لدينا حكام لديهم مواقف متشددة، ولا يشكك أحد في وطنيتها وإخلاصها وقوميتها وعدائها للولايات المتحدة والإمبرالية والاستعمار، وكل هذا الكلام الصحيح والجميل، ولكن هذه الإرادة لم تكن كافية وحدها لا لتحقيق مصالح العرب ولا لدفع هذه البلاد للأمام، ولا لتجنيب هؤلاء الحكام انتصارات.. آسف هزائم أعتقد ما زلنا ندفع ثمنها لغاية النهاردة، أظن أنا.. ليس لديَّ شك، ولا أظن إنه لدى أحد شك حوالين مصر عبد الناصر مثلاً، إنه.. إنه.. إنه كان قائد لديه الإرادة ولديه الصلابة اللازمة، وتصدى بالفعل للولايات المتحدة ولبريطانيا ولكل الاستعمار، وتصدى أيضاً لإسرائيل، لكن الإرادة لوحدها إذا لم تكن مقرونة بفهم حقيقي للواقع بتؤدي لكوارث كبرى، وهذا ما حدث في 67 ومازلنا، مازالت هذه الأمة تحاول إزالة آثاره حتى اليوم، صدام حسين لا أظن إنه يفتقد إلى الإرادة، ولا أظن إن أحد جلب على هذه الأمة من الكوارث ومن المشكلات قد صدام حسن والإرادة اللي بيمتكلها صدام حسين، الإرادة إذا ما لم تقترن بالفهم الصحيح للواقع للموضوعية بتتحول إلى نوع من العناد، نوع من ضيق الأفق، اللي لا يقود في التحليل الأخير إلا إلى كوارث، هتلر لم يكن يفتقد إلى الإرادة، لكنه قاد ألمانيا إلى كارثة، هي بالتأكيد كانت أسوأ انتهت بها، انتهت بها في حال أسوأ بكثير من الحال اللي ابتدت عليه الحرب العالمية الثانية.
أمام أيضاً لما نيجي نتحدث عن العقيدة مثلاً في.. لدى الشعب الكوري، يعني خلينا متواضعين نحن لا نعرف شيئاً كثيراً عن الشعب الكوري، كم منا.. أكم منا زار كوريا، أكم منا أتيحت له فرصة التحدث مع المواطنين الكوريين العاديين في الشارع مش.. مش الموظفين الرسميين اللي بيخصصوا له لمرافقته في الجولات المختلفة إذا أصلاً سمح له بزيارة كوريا؟ من منا لم يسمع عن حالات هروب المواطنين الكوريين الشماليين ولجوئهم إلى كوريا الجنوبية والأزمة اللي حدثت مؤخراً في.. في بكين بسبب لجوئهم لسفارة كوريا الجنوبية في بكين ومحاولتهم الهرب من البلاد؟
من منا لم يسمع إنه هذا الشعب يعاني من نقص شديد في الغذاء، يعاني من مجاعة، وإنه بيعتمد في غذائه على المعونات الخارجية، المعونات الغذائية الخارجية اللي بيقدر حجمها بحوالي 700 مليون دولار، يعني بالضبط تقريباً قد حجم كل الصادرات بتاعة كوريا الشمالية، لا أستطيع يعني أن.. أن.. أن أتخيل مجرد تخيل إنه شعب يعاني مثل هذه الظروف إنه معبأ عقدياً ومستعد للدفاع، ما هي دلالات الهرب ومن هذا النظام إذن؟
إذن.. أنا اللي أنا عايز أقوله إنه اختزال المسائل إلى الإرادة، اختزال المسائل إلى التعبئة، وتربية الناس على العداء لأميركا، أعتقد ده نفس بالضبط التبسيط المخل اللي إحنا عانينا منه كأمة عربية في فترة سابقة على إيد حكام نكن لهم الاحترام كأشخاص، ونكن لهم الاحترام ربما كنوايا أيضاً، لكن المحصلة النهائية لإرادتهم وصلابتهم- للأسف- كانت هي أسوأ ما لحق بهذه الأمة، القضية إذاً أعقد من هذا بكثير جداً.
د. فيصل القسم: كويس جداً، سمعت هذا الكلام، وأنا أريد.. بس دقيقة..
محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي.. يا سيدي، أنا أرد على هذا، أول إشي: أنا لا أؤمن بأي زعيم عربي منذ مائة سنة، لأنهم جلبوا الكوارث لهذه الأمة والذل والعار والهوان، عبد الناصر في الـ 67، ما هو يضرب الأمثلة.
د. فيصل القاسم: لكن كان عندهم.. لكن كان.. لكن كان عندهم الإرادة.. لكن كان عندهم الإرادة.
محمد أسعد بيوض التميمي: عبد الناصر لم يكن عنده إرادة، أنا سأرد على النقاط، عبد الناصر لم يكن عنده إرادة في الـ 67 للمحاربة، والدلالة أنه أخذ.. أخذ قرار تلقي الضربة الأولى المثبتة في كل الوثائق المصرية، أثبتها قائد الطيران محمود صدقي في مذكراته، أثبتها محمود حسنين هيكل في كتاب.. بتاع ده، اللي بيتحدث عن.. ذهب عن بالي، أخذ قرار تلقي الضربة، فإذن لم يكن هناك إرادة للتصدي لإسرائيل وأميركا، وإنما كانت هي شعارات وخداع وتضليل وكذب وتخدير للأمة، لأنه الإرادة إذا ما توافقت مع عمل حقيقي على الأرض، فهي تكون لخداع الأمة والتدجيل عليها، وجلب الكوارث عليها حتى تساق إلى المذبح، وهي تغني وترقص كما حصل في الـ 67.
بالنسبة لصدام حسين إنه جلب الكوارث لهذه الأمة، صدام حسين جريمته الكبرى عند الأميركان أنه امتلك إرادته، وأنه الآن يعاقب ويدمر، لأنه امتلك ما هو محرم على زعماء العرب أن يمتلكوه، وهو.. وهي الإرادة، ولذلك صدام حسين عندما ضم جزءاً من بلاد الأمة إلى الأمة لم يرتكب جريمة، لأنها لو هذه جريمة لكان صلاح الدين أكبر مجرم في تاريخنا، لأنه وحد الأمة بالقوة.
هذه ثانياً، بعدين إنه الشعب الكوري العقيدة وهذا، هم طبعاً هؤلاء المنظرين للهزيمة والاستسلام أمام أميركا يحاربون أي شيء يتعلق بأي مبدأ، سواء العقيدة الشيوعية، إسلام، مش فقط الإسلام، أي مبدأ، هم يريدون الأمة هلامية سائبة هكذا..
د. فيصل القاسم: بلا مبدأ..
محمد أسعد بيوض التميمي: كقطعان الأغنام تذبح، وتصبح كقطعان الدجاج، البايض الدجاج اللي بيربوه عشان الذبح، هكذا يريدون الأمة، فأي حديث عن الإرادة هو نوع يعني من .. هذا كلام سوقي يعني كلام الرد هذا لا يليق بالنخبة وبالذين يسبحون بحمد أميركا، طبعاً هذا اللي هذا.
بالنسبة لأنه الشعب الكوري يعاني من الفقر والمديونية وإنه القضية مش قضية هذا يعني وكأنه إحنا المستسلمين، لأميركا الذين نسبح بحمدها صباح مساء، ونسجد لها، ونتسابق على كسب عطفها وحنانها ورضاها، نحن -ما شاء الله- نعيش في رغد وفي ترف، ولا عندنا فقر ولا عندنا جوع، أشد البلدان العربية فقرا هي أشد البلاد خضوعاً لأميركا، يا رجل حتى الدول النفطية التي دخلها بالمليارات فيها فقر مدقع، عُرض على شاشات التليفزيون قبل فترة فقر في إحدى دول النفط، لا يوجد في.. في زيمبابوي ولا في موزمبيق يا رجل، يعني ولا في أدغال إفريقيا، ولا عند الزولو، ونتحدث إنه كوريا، لأنها الآن تتحدى أميركا أصبحت القضية إنه الشعب الكوري بيهرب، ما شاء الله على شعوبنا التي تركب البحار وتركب المحيطات بحثاً عن لقمة العيش ويموتون غرقاً، ويموتون خنقاً في الحاويات، يهربون من بلدانهم لا يجدون لقمة العيش، هؤلاء الذين يعبدون أميركا من دون الله، انظر ماذا يحصل وقارنه، أما لأن أميركا.. كوريا أنا أدافع عن أي إنسان صاحب مبدأ في هذه الحياة يمتلك إرادته بغض.. ولا أؤمن لا بعقيدته، ولا أؤمن بهذا، وأنا أتناقض مع عقيدته، ولكن أنا أحلل موقف موجود حالياً، هذا هو الموقف، فلا يريدون أن يعني يريدون أن يجعلونا نتخلى يعني أن لا نفكر في يوم من الأيام أن نستعيد إرادتنا، ولا يوجد أمامنا حل إلا التسليم لأميركا بكل ما تريد، وهذا ما يُنظِّر عليه هؤلاء..
د. فيصل القاسم: دكتور.. طيب دكتور عبد الجواد.
د. جمال عبد الجواد: الدكتور التميمي يعني بيحطنا في.. في.. في مفارقة كبيرة، يعني سبب الحالة الراهنة للعالم العربي هو افتقاد الإرادة، أما إذا حاولنا امتلاك الإرادة، فمصيرنا هو مصير صدام حسين، يعني حالة كده مالهاش حل، يعني وغياب الإرادة هو المشكلة، وإذا امتلكنا الإرادة فهذه مشكلة أيضاً، ما أعتقدش إن ده تحليل موضوعي بأي قدر من.. من الدرجات يعني.
خليني نمرة 2 أقول إنه: ما هواش صحيح برضو إنه.. إنه العالم العربي وإن الحكومات العربية مفتقدة للإرادة، وتسبح بحمد الولايات المتحدة الأميركية، وكل الكلام الكثير اللي هو بيقوله، يعني أقول أيه؟ يعني لسه النهادره فيه تصريح لوزير الخارجية السعودي وما هواش الأول، هذا تكرار لتصريحات سابقة منه، بيتحدث عن: أنه إذا ما شنت الولايات حرب.. الولايات المتحدة حرب على العراق فإنها لن يسمح لها باستخدام قواعدها الموجودة في السعودية، لأن السعودية لن تشارك في مثل هذه الحرب، وإنه حتى إذا صدر قرار مجلس الأمن، فيجب إنه يُقدَّم الدليل اللي يبين دلائل انتهاك العراق للقرار بتاع مجلس الأمن الخاص بالتفتيش، أظن إن دي لأ، ماهياش نعم وماهياش انصياع للإرادة الأميركية، موقف مشابه ومواقف مشابهة أعلنت تقريباً من كل البلاد العربية، من.. من مصر، من الأردن، من غيرها من البلاد العربية، لكن الموقفين السعودي والمصري بالذات والسوري أيضاً واضحين وضوح شديد في هذا المجال، أعتقد إن ده لا، وما أعتقدش إن ده خضوع للإدارة الأميركية، إذا تحكي عن مثلاً..
[موجز الأخبار]
سبيل العرب للتعامل مع أميركا في ظل المواقف السياسية العربية الحالية
د. فيصل القاسم: نشرك بعض الإخوة من الإنترنت مشاركة 27 من عبير فهد من السعودية تقول: مشكلتنا أن المصالح أذلتنا وربطتنا، ولم يحسب حكامنا حساب يوم انقلاب أميركا وأعوانها عليهم، والغريب أنهم إلى الآن لا يريدون الاحتياط، ويفضلون الانبطاح والذل.
مشاركة 26 من منير محمود فودة -من أميركا- يقول: فرق كبير بين زعيم كوريا الشمالية وبين كل الزعماء العرب، الزعيم الكوري رجل بمعنى الكلمة، بينما الزعماء العرب (…)، الحدق يفهم.
سيد تميمي، قال الدكتور عبد الجواد كلاماً يعني مهما -قبل قليل- إنه يعني ماذا تريد أنت بالضبط؟ إذا كان لدينا الكرامة، إذا كان لدينا الإرادة فنحن مضروبون لدينا مشكلة، وإذا لم يكن لدينا الإرادة فنحن يعني في حيص بيص إذا صح التعبير، فما الحل برأيك؟
محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي، إحنا نجرب نستعيد إرادتنا، وبعديها نحكم إحنا الآن أمة منذ مائة عام فاقدة لإرادتها، ولم نجرب يعني هذه الإرادة حتى نجرب الحال بيمشي أم ما بيمشي، وبعدين يعني الكوريين جعانين بس عندهم إرادة، عندهم شرف، عندهم كرامة، عندهم عزة، إحنا جوع وفقر وبطالة، ولا عزة، ولا كرامة، ولا شرف، ولا إشي يعني.. يعني الإرادة معدومة، ويعني هؤلاء الزعماء بمعظمهم لا ينتجون إلا الذل والهوان والفقر والبطالة والجوع والتخلف وعقلية مجبولة بالتخلف وبالغباء وبالبلاهة، وزعماء يعني عقليات، كيف ستقود الأمة هذه إلى سبل النجاة؟ هذه العقليات الحاكمة التي تتميز بكل السلبيات بين غبي، وبين جاهل، وبين أبله، وبين عاجز عن التفكير، وبين عاجز عن التعبير، هذا.. هؤلاء الذين يقودون الأمة، وبين شاذ عقلياً، ويلبسون لباس الأبطال والنياشين.. يعني أنا أتعجب يضعون نياشين كثيرة، من أي معارك أخذوها؟ ومن أي بطولات؟ يعني أنا أتعجب كثيراً في هؤلاء، يعني كان عندهم إرادة وخاضوا معارك، وحصلوا على هذه النياشين؟! تجد أنها مفصلة في سويسرا وفي باريس، واللي حاطط لي نجمة واللي حاطط، يعني شيء مضحك، أصبحنا أضحوكة، وزعماؤنا خلونا مهزلة..
د. فيصل القاسم: طيب بس دي أسألك سؤال..
محمد أسعد بيوض التميمي: ولذلك الحرة.. بالنسبة لكوريا، ناس أحرار، وكما يقول المثل أو الشعر يقول: تموت.. "تموت الحرة ولا تأكل بثدييها"، فنحن نموت بذلة، ونموت بمهانة، وتركلنا أميركا صباح مساء، تبصق في وجوهنا، تستخف بنا، وتستخف، وبعدين بالنسبة.. أرد على الدكتور إنه بالنسبة للتصريح إنه عندما بأقول لك ضرب أمثلة في بعض الزعماء العرب إنهم.. إنه.. إنه عندهم إرادة يعني بيجابهوا أميركا، وبيقول: إنه عندهم إرادة بالنسبة لقضية العراق، يعني بيقول: إن وزير خارجية السعودية قال.. أنا سامع قبل أن أدخل على الأستوديو وزير خارجية السعودية، بيقول: إنه إذا ثبت بالدليل القاطع أن العراق يمتلك أسلحة، سنشترك في ضرب العراق، هذا منتهى يعني الذل والمهانة في هذه الأمة يا رجل، الأمة محتقنة، الأمة محتقنة وعلى وشك الانفجار الرهيب، الأمة لن يوقف أحد انفجارها إذا ما استمر هذا الظلم، وهذا العدوان، وهذا القهر لهذه الأمة يا رجل…
د. فيصل القاسم: طيب بس أنا أسألك سؤال.. بس أسألك سؤال بسيط قبل أن يمر.. لأنك يعني قلت أن هناك عقيدة في.. في كوريا الشمالية والدولة تربي أجيالها وشبابها على -إذا صح التعبير- على الوقوف في وجه أميركا وكره أميركا، لكن يعني الكثير من الأنظمة العربية ربت أجيالها أيضاً على كره أميركا وعلى مناطحة أميركا والوقوف في وجه أميركا، انظر يعني أنت.. أنت تقول هذا الكلام كما لو إنه الأنظمة العربية لم تُربِّ أجيالها على مناطحة أميركا، الكثيرون ربوا، لكن انظر أين هم الآن الكل..
محمد أسعد بيوض التميمي: يا رجل.. يا رجل.
د. فيصل القاسم: الكل عاد الآن إلى أن يعني يقلب الدائرة تماماً، فكيف يعني تقول لي إنه؟ بالعكس كله يحرضنا على أميركا.
محمد أسعد بيوض التميمي: العقيدة التي يربون عليها الآن الأمة الحكام أن أميركا هي الإله، هي التي تمنح، وهي التي تمنع، وهي التي تعز، وهي التي تذل، وهي التي ترفع، وهي التي تخفض، هذه هي وأن يا ويل من يقف يعني أحد الزعماء من..
د. فيصل القاسم: بس يا.. يا سيد تميمي..
محمد أسعد بيوض التميمي: أحد الزعماء من الوزن الثقيل من رؤساء العصابات الحاكمة في العالم العربي هؤلاء ليسوا زعماء، وليسوا قادة بمعظمهم، وإنما هم زعماء عصابات مافيا متمرسة بالإجراء لا وظيفة لها إلا سحق كرامة الإنسان العربي وقهره حتى تبقى إسرائيل دولة في المنطقة، لأنه إذا الأمة امتلكت إرادتها لن تبقى إسرائيل دولة في المنطقة، انظر الشعب الفلسطيني يذبح ويقتل ويجابه وحده، وكلهم يتفرجوا، كلهم فيقولون.. يقول هذا الزعيم: إن الذي لا يخشى أميركا لا يخشى الله، فعليكم بالتسابق لكسب ودها ورضاها يوم لا ينفع شرف ولا عزة ولا كرامة، تسابقوا عليها، يقول: حدثني وزير خارجية العراق قبل أسبوع بيقول جاء عندي نشرته الصحافة وعاد يحدثني عن الكرامة والعزة وعن الشرف، مما استفزني وضبطت أعصابي كدت، أن أنفجر به، يقول هذا الزعيم رئيس عصابة كبيرة في العالم العربي، تقول لي إنهم يربونا على.. يا رجل.. إذا يربونا يا رجل نحن تحولنا شعوب مذعورة، مرعوبة، مقهورة كقطعان الأغنام.. كقطعان الدجاج، أصبحت عندما تقول الجماهير العربية تقول: قطعاناً من الدجاج، قطعاناً من الأغنام، يا رجل لا وظيفة لنا إلا أن نهتف للزعيم ونصفق للزعيم وهو يذبحنا ولسان حال الحكام يقول: أنا أذبح شعبي، أنا أقهرهم، أنا أذلهم، أنا أركلهم صباح مساء، أنا أعذبهم، فإذن أنا اكسب رضا أميركا وإسرائيل فإذاً أنا موجود، هكذا لسان حال معظمهم يقولون هكذا..
د. فيصل القاسم: طيب بس.. بس سؤال، بس لماذا تشتكي أميركا وتتذمر من أن الإعلام العربي.. من أن الإعلام العربي ومناهج التدريس العربية يعني تنمي أو تربي الشعوب على كره أميركا، أميركا.. أميركا تشتكي معظم الوقت، إذن.. إذن هذا كلامك غير صحيح.. كلامك غير صحيح.
محمد أسعد بيوض التميمي: يا رجل.. يا رجل هذا هذا ليس للتربية، لأنه المناهج في العالم العربي ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة ولا تخرج أجيال لا مبدئيين ولا عقائديين، القضية قضية ظاهرة بن لادن، نسبوا هذه الظاهرة للمناهج التعليمية في العربية السعودية، لأن القضية العقيدة هناك هي عقيدة بن لادن، عقيدة الوهابيين، عقيدة السلف الجهادية التي يعتنقها بن لادن وجماعته، و من أجل هذا بدءوا إعلان الحرب على المناهج التي تتعلق بهذا الموضوع، والرصد اللي قال عنه (باول) لتعميم الديمقراطية في العالم العربي وتدعيم الديمقراطية، يعني أميركا بدها تعيد لنا إرادتنا يعني عشان تتهدد مصالحها يعني!! تعيد الإرادة للأمة عشان تصير مصالحها في المنطقة ودولة إسرائيل في خطر؟!
د. فيصل القاسم: طيب..
محمد أسعد بيوض التميمي: إنما القضية هي.. هي تخريب أي يعني بقايا خير في هذه المناهج.
مقارنة بين الحالة العراقية وجيرانها والحالة الكورية وجيرانها
د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً، دكتور عبد الجواد سمعت هذا الكلام، أنا أريد أن أسأل سؤالاً، يعني حضرتك قلت -قبل قليل- بإنه يعني -بما معناه- بأن بدلاً من أن يعني تناطح كوريا الشمالية الولايات المتحدة وتتحداها عليها أن يعني تلتفت إلى شعبها الذي يموت جوعاً والذي يعيش على المساعدات وإلى ما هنالك من.. من.. من.. من هذا الكلام، طيب يعني وضربت مثلاً بديكتاتورية وطغيان كوريا الشمالية، لكن السؤال المطروح: كيف نختلف نحن عن كوريا الشمالية؟ يعني أنت تتحدث عن كوريا كما لو أننا نحن العرب يعني نعيش في عالم آخر من..من الديمقراطية والرغَد -كما قال لك السيد التميمي- يعني نحن في الهوا سوا إذا صح التعبير، كلنا في الهوا سوا نحن وكوريا الشمالية، الفرق بيننا وبينهم أن لديهم بقايا كرامة، لديهم بعض الكرامة، تماماً كما فعل الأفارقة عندما كسروا الحظر المفروض على.. على ليبيا في فترة من الفترات، أنت تعلم أن كل العرب لم يتجرءوا على كسر الحظر ولو ثانية، بعضهم تاجر بالحظر كما يقول البعض، الأفارقة هذا هؤلاء الفقراء كسروا الحظر وجاءوا، إذن السيد تميمي على حق.
د. جمال عبد الجواد: أنا مش.. مش وظفيتي إن أنا أقدم نصايح للقيادة الكورية، ما إذا كان عليها إنها تكف عن التناطح مع أميركا أم لأ، لا هم أدري بمصلحتهم يعني، إنما كل وظيفتي إن أنا أفهم هذا الموقف وأقارنه بالحالة العربية وأشوف ليه، أفهم أيه اللي بيحصل يعني، قبل ما..ما أتكلم على الفرق فيه.. فيه حاجة مهمة جداً الأستاذ التميمي وغيره من الناس بيقولها إنه.. في المقارنة ما بين كوريا والعرب، كوريا الشمالية.. بحكومة كوريا الشمالية لديها مشكلة مع الولايات المتحدة الأميركية، فقررت أن تتصدى للولايات المتحدة الأميركية بكل الصفات اللي بيلقيها الأستاذ التميمي هم رجال، هم لديهم الإرادة إلى آخره -جميل- حكومة لديها مشكلة مع أميركا تواجه أميركا، في الحالة العربية اللي لديه مشكلة مع أميركا.. بمناسبة هذا الكلام هي الحكومة العراقية، الحكومة العراقية هي اللي فيها.. اللي مطلوب منها إنها تسمح بالمفتشين، الحكومة العراقية هي اللي مطلوب منها إنها تنزع أسلحة دمار شامل إلى آخره، والحكومة العراقية تتعاون، هذا الكلام.. الكلام إذن يجب أن يوجه للحكومة العراقية إذا كان فيه مقارنة منطقية ما بين الوضع في كوريا الشمالية والحالة العربية فهو ما بين كوريا الشمالية والحالة العراقية، ما فيش مشكلة من هذا..
د. فيصل القاسم: بس.. بس سيد عبد الجواد.. سيد عبد الجواد.
محمد أسعد بيوض التميمي: بس والله بدي أرد عليه الحالة العراقية والحالة الكورية.
د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة بس دقيقة.. بس.
محمد أسعد بيوض التميمي: بس لأرد عليه بهذه النقطة، الحالة الكورية إذا جينا نتفحص بالحالة الكورية ككوريا ودول الجوار والعراق ودول الجوار، مقارنة بيقول إنه يوجه السؤال للعراق، العراق كل دول الجوار تتآمر عليه، وعبارة عن قواعد أميركية للانقضاض على العراق، كوريا الشمالية.. كوريا الجنوبية جارة كوريا الشمالية واليابان الآن هي التي تحاول أن تنتزع الفتيل، هي التي تحاول أن تتفاوض مع الأميركان لوقف العدوان الأميركي على الكوريين يقفوا و.. ويفاوضوا الأميركان أن هذه كارثة وخطر الهجوم على كوريا، اليابان..
د. فيصل القاسم: وأميركا تحترم..
محمد أسعد بيوض التميمي: ويقول بوش عنهم.. ويقول عنهم بوش بمنتهى.. فيه إله خطاب في 5/1 بيقول: نتفاوض مع حلفائنا في المنطقة كوريا الجنوبية واليابان والدولة الثالثة..
د. فيصل القاسم: الصين..
محمد أسعد بيوض التميمي: الصين نتحاور معهم من أجل أن نحل القضية حلاً دبلوماسياً وسياسياً، ونحن نتفهم وجهات نظرهم، طبعاً يتكلم معهم بمنتهى الأدب عنهم..
د. فيصل القاسم: ويحترمها.. ويحترمها..
محمد أسعد بيوض التميمي: ويحترمهم، وبالمقابل يقول قائد القوات الأميركية: نحن لا نسأل أي طرف عربي عندما نريد أن نستخدم.. نستخدم هذه الأراضي، ويقول (توماس فريدمان) عن هذه الدول.. يقول: هذه محطات وقود أميركية ملك خاص للأميركان.
د. فيصل القاسم: ما هي الدول؟ دول.. الدول عربية؟
محمد أسعد بيوض التميمي: دول النفط.. البترول.. الخليج ودول والسعودية كل هذه محطات بترول، نفط..
د. فيصل القاسم: محطات بنزين..
محمد أسعد بيوض التميمي: محطات أميركية ونحن نرى الطريقة المناسبة في حمايتها، وبعد ذلك يُستقبل استقبال الفاتحين ويصنع له مبادرة يتسابق حكام العرب بالتسبيح بحمدها والموافقة عليها وسميت مبادرة فريدمان العظيم.
د. فيصل القاسم: طيب بس كويس جداً، بس دكتور عبد الجواد.
محمد أسعد بيوض التميمي: أن هذا.. هذا اليهودي الذي يستقوي على أمتنا بفضل هؤلاء الزعماء يعطينا كل يوم.. تعرف هذا فريدمان..
د. فيصل القاسم: طيب.. طيب ماشي بس دقيقة دكتور.. دكتور.. بس دقيقة واحدة بس دقيقة خليه ياخد دوره الدكتور.
محمد أسعد بيوض التميمي: بس أحكي لك هذا فريدمان، كل يوم بيوجه رسالة بيختار، بيصبح مزاجه بيختار زعيم يوجه له رسالة باسم البيت الأبيض ويعطيه.. ويرعبه ويرعبه.
د. فيصل القاسم: طيب.. طيب كويس جداً، بس دكتور عبد الجواد أجوك أريد أن.. أن هذه النقطة نوضحها، قلت أن لا أحد لديه مشكلة مع أميركا سوى النظام العراقي، يعني على من تستطيع أن تمرر مثل هذا الكلام؟ يعني قال لك -قبل قليل- السيد تميمي كلام مناقض تماماً، يعني المشكلة مع كل الدول العربية، يعني كل هذا الإذلال للعرب وكل هذا يعني هذا التعامل الفوقي مع العرب ليس.. ليس هناك مشكلة أميركية مع العرب فقط مع العراق؟ تفضل.
د. جمال عبد الجواد: لأ فيه.. فيه دكتور فيصل، فيه مشكلات ما بين كل الدول وبعضها البعض وفيه مشكلات بالتأكيد كبيرة ما هياش قليلة ما بين الحكومات العربية والدول العربية والولايات المتحدة الأميركية، لكن إذا خلينا نميز ما بين الأشياء، إذا فيه موضوع اسمه الأزمة العراقية وفيه موضوع اسمه العلاقات العربية الأميركية بشكل عام، أنا قلت في مطلع.. في جزء من كلامي قبل كده إنه في الجزء المتعلق بالمشكلات العربية الأميركية العرب في حدود إمكانياتهم لأنه في الآخر كل واحد بيتحرك على قد إمكانياته، وهأرجع للنقطة دي، العرب بيقولوا لأ للولايات المتحدة الأميركية، العرب ماهماش خاضعين بالكامل للإرادة الأميركية، تحدثت عن موقفهم من ضرب العراق، وتقدر ترجع لهذا، العرب رفضوا المشاركة في الحملة الأميركية في الحرب على أفغانستان مثلاً ما فيش دولة عربية واحدة شاركت في هذا، دا كان لأ للولايات المتحدة الأميركية، العرب رفضوا قبول الصيغة اللي حاولت الولايات المتحدة الأميركية تفرضها على الفلسطينيين في كامب ديفيد، مصر والسعودية وغيرهم من الدول العربية ساندوا القيادة الفلسطينية في هذا، العرب لعبوا دور رئيسي في منع الولايات المتحدة من تنفيذ إرادتها في إنهاء وجود القيادة الفلسطينية.. قيادة الرئيس ياسر عرفات، أعتقد إنه ده لا للولايات المتحدة الأميركية، هترجع لأبعد من كده شوية في.. في صيف سنة 2001 بعد إدارة بوش ما تسلمت وبان إن هذه الإدارة منحازة لإسرائيل وبان إن هذه الإدارة متخلية عن لعب أي دور لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي رأينا.. رأينا الأمير عبد الله مثلاً في جولة له في شهر يونيه.. شهر مايو -آسف- 2001 زار فيها عدد من البلدان منها السويد، منها ألمانيا والمغرب وجهت له دعوة إنه يزور واشنطن ورفض احتجاج على السياسة الأميركية، خطاب أرسله أيضاً الأمير عبد الله في أغسطس من نفس العام ونشر بعد هذا وكانت نصوصه صريحة و قوية ضد الولايات المتحدة يعني كان بيقول فيه: إنه من حقكم أيها الأميركيون أن تسيروا في طريقكم ومن حقنا نحن أن نسير في الطريق الذي نختاره، ومنذ هذه اللحظة سنعمل على حماية مصالحنا الوطنية. مباشرة بعدها بستة.. أقل من يومين بالضبط بيتلقى رسالة من الرئيس بوش وبيقول له: إنه فيه سياسة أميركية جديدة تجاه الصراع، لكن أمثال صديقي الأستاذ يعني محمد التميمي، أسامة بن لادن، 11 سبتمبر منع هذه السياسة من التطور وقلب المائدة تماماً لصالح الفلسطينيين، دي نتيجة بالضبط المواقف اللي عايزه حرب شاملة دائمة ما بين الولايات المتحدة والدول العربية، كان فيه موقف عربي بيقوى وبيتدعم وابتدا يلقى صدى في تغيير في السياسة الأميركية، ولكن بسرعة إخواننا المتشددين أمثال بن لادن عملوا زي اللي عمله صدام حسين قبل كده يعني باستسهال استخدام القوة وتصور إن هم عايشين لوحدهم في العالم وإن هم يقدروا يعملوا أي حاجة هم عايزينها وهذه هي المحصلة، المحصلة نحن نراها جميعاً، بعبارة أخرى المشكلات بين الدول العربية والولايات المتحدة قائمة، الدول العربية تقول: لا وتحتج على هذه السياسة الأميركية، وتحاول التأثير في السياسة الأميركية، وتنجح في هذا أحياناً، لكن فيه حدود، كل حد في الدنيا له حدود، إذا قارنت بالحالة الكورية، إذا رجعت للحالة الكورية خلينا نفتكر إنه.. إنه كوريا.. السياسة الكورية الراهنة لإعادة تنشيط برنامج التسلح النووي لها جاي بعد ما الولايات المتحدة توقفت عن تنفيذ التزامات لها متبادلة ما بينها وما بين كوريا كم.. كانت جزء من عملية تحسين العلاقات ما بين البلدين، ما بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، الولايات المتحدة قالت إدارة بوش تباطأت في تنفيذ هذه الالتزامات، فالحكومة الكورية ردت عليها بهذه الإجراءات، بعبارة أخرى أنت بتتحدث عن كوريا اللي بتضغط على الولايات المتحدة من أجل معاودة مسيرة تحسين العلاقات ما بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية، دا وضع مختلف خالص عن اللي بيقوله الأستاذ التميمي إنه.. إنه يعني عايز كما لو كان حرب دائمة شاملة ما بيننا وما بين الولايات المتحدة، المسألة الثانية.
محمد أسعد بيوض التميمي: الولايات المتحدة.. هذا..
د. فيصل القاسم: طيب بس كويس جداً.. بس دقيقة.. بس دقيقة.. بس دقيقة.. بس دقيقة..
د. جمال عبد الجواد: لأ أرجوك.. أرجوك.. أرجوك يا أستاذ.. أرجوك يا دكتور فيصل..
د. فيصل القاسم: تفضل.. تفضل..
د. جمال عبد الجواد: أرجوك..
د. فيصل القاسم: تفضل..
د. جمال عبد الجواد: المسألة الثانية نحن نتحدث عن جيران كوريا، فيه مستويين في الموضوع، جيران كوريا وجيران العراق من.. منذ أن انتهت الحرب الكورية في سنة 50 فتكاد تكون المنطقة تعيش في حالة استقرار، نعم فيه توتر، فيه.. فيه احتمالات ما بالتهديد إلى آخره، لكن من زاوية الحرب لم يحدث شيء من هذا، ولم تتحول كوريا الشمالية إلى تهديد حقيقي، إلى استخدام مباشر للقوى العسكرية ضد جيرانها كما هي الحال في الحالة الكويتية، أنت الآن بعد سنوات قليلة من حرب الأستاذ التميمي شايفها حرب توحيدية يعني حرب تحرير.. حرب توحيد العراق والكويت شايفها تحريرية، له مطلق الحرية في هذا، لكنه أعتقد أنا و.. وغيري من الناس كثيرين ونحن كثيرين نرى إن دا عدوان، أنت عايز إنه جيران العراق بعد ما تعرضوا للعدوان العراقي بما فيهم إيران قبلها في التمانينات حرب عراقية عليهم إنه.. أنت عايز هذه الدول تتعاطف مع العراق وتدافع عن العراق كما لو كانوا مجرد أشقاء وإخوة؟ أعتقد دا كلام يعني مالوش في.. في يعني في الواقع أي معنى أو أي دلالة.
د. فيصل القاسم: بس.. بس دكتور عبد الجواد.. بس دكتور عبد الجواد أرجوك، دكتور عبد الجواد بس أرجوك هذه نقطة مهمة جداً وأريد أن توضحها للمشاهدين، أنت تقول يعني هناك جرح وهناك خلافات ولا تتوقع من الدول العربية و.. والجيران بالتحديد أن يتعاطفوا مع العراق.
محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: بس أنا أنا أرد أرد أنا أعرف.. الحرب الكورية.
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]: بس دقيقة.. بس دقيقة لأ بس دقيقة لأ خلص السؤال لو سمحت، بس دقيقة، يا سيد.. يا دكتور عبد الجواد أنت تعلم أن كوريا الشمالية في وقت من الأوقات غزت كويا الجنوبية ودخلت القوات الشمالية إلى قلب سيئول وأنت تعرف المقولة الشهيرة للزعيم الكوري الراحل (كيم إيل سونج) عندما قال.. عندما دخل سيئول قال: "لقد حررنا عاصمة الوطن" قال ذلك بالحرف الواحد ها..، لكن ننظر الآن بعد كل هذه الفترة أن كوريا الجنوبية التي احتلت من قبل وغزيت من قبل.. من قِبَل الكوريين الشماليين تقف ضد المخططات الأميركية، تقف إلى جانب إخوتها في الدم في كوريا الشمالية وتنتهج ما يسمى بسياسة الشمس المشرقة لتوحيد الجزيرة أو شبه الجزيرة الكورية، كذلك تفعل اليابان، انظر الفرق بين التصرف الكوري الجنوبي مع كوريا الشمالية والتصرف العربي -والكويتي تحديداً- مع العراق و.. القواعد التي تخرج منها، يعني فرق شاسع لا تستطيع مع إنه الكويت غُزِيَت من العراق، كوريا الجنوبية غُزِيَت من كوريا الشمالية، انظر الفرق.. تآمر الأشقاء.
د. جمال عبد الجواد: الغزو الكوري.. الغزو الكوري الشمالي لكوريا الجنوبية نحن نتحدث عن شيء حصل سنة 50، 51، نتحدث عن شيء عمره 50 سنة، الغزو العراقي للكويت عمره أكثر قليلاً من عشر سنوات، الذاكرة تحتاج زمن حتى.. حتى يتم.. تتخلص من آثار هذه الواقعة اللي أنا أعتقد إنها أليمة جداً، دا نمرة واحد، الزمن له أثر.
نمرة 2: حكومة كوريا الشمالية نفسها بدأت من فترة سياسة للانفتاح على جيرانها على كوريا الشمالية [الجنوبية] والانفتاح على اليابان، في شهر أكتوبر الماضي مثلاً كوريا الشمالية بنلاقيها أعادت لليابان مجموعة من المواطنين اليابانيين اللي قامت باختطافهم في سنوات السبعينات والثمانينات واحتفظت بهم طوال هذه الفترة، بنلاقي كوريا الشمالية تعتذر عن هذا دون أن.. دون أن يطلب منها هذا، تعتذر عن هذا وتعيد هؤلاء المواطنين إلى.. إلى بلادهم، إذن سياسة الانفتاح والشمس المشرقة ليست فقط من جانب كوريا الجنوبية تجاه كوريا الشمالية، إنما أيضاً من كوريا الشمالية تجاه جيرانها في الجنوب تجاه اليابان وتجاه كوريا الجنوبية.
في الحالة العراقية إحنا للأسف نتحدث عن حالة من المراوغة الشديدة يعني حرب الخليج انتهت من 10 سنوات، طول هذه الفترة القيادة العراقية بتقول إنه إحنا انهينا كل التزاماتنا طبقا لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، انسحبنا من الكويت وقبلنا الحدود، ما فيش أسرى ما فيش شيء بنلاقيهم لسه في هذا الصيف بيرجعوا الأرشيف الكويتي للكويت، طب كان فين ده كل العشر السنين إذا العراق راغب في بناء ثقة.. إعادة بناء الثقة ونسيان جروح الماضي؟ بنلاقيه من قبل حوالي أسبوعين بيعيد مجموعة من التحف الفنية اللي تم الاستيلاء عليها أثناء الوجود العراقي في الكويت، كان فين ده من فترة طويلة لإعادة بناء الأشقاء؟
محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: يا رجل اتق الله يا رجل، أنت الآن العراق.. العراق يوضع الآن على المذبح وأنت تُنظِّر..
د. جمال عبد الجود: أرجوك.. أرجوك أكمل كلامي.. أرجوك أكمل كلامي.. أرجوك أكمل كلامي.. أنا لا أنظر، أنا لا أنظر.
د. فيصل القاسم: طيب بس دقيقة بس دقيقة.. بس دقيقة.. بس دقيقة.
محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: لذبح العراق تبرر للأميركان الآن لأنه صادر أرشيف الكويت، ولأنه فعل..
د. جمال عبد الجواد [مستأنفاً]: يا.. يا فيصل هتحمي حقي في الكلام أم مش هتحميه يعني أنت عايزها حوار من طرف واحد يا فيصل أم أيه؟!!!
محمد أسعد بيوض التميمي: ولأنه تبني الحجج الأميركية لذبح العراق، يا رجل القضية ليست قضية جيران العراق أنهم يريدون أو لا يريدون، أميركا التي تريد والجيران منزوعي الإرادة، لا يستطيعون أن.. إذا الأميركان قرروا ضرب العراق لن يستطيع أحد أن يقف أمامهم من هؤلاء، لأنهم منزوعي الإرادة ولا يستطيعوا أن يقولوا لا لأنهم ليس لهم إرادة، أنت تُنظَّر الآن لذبح الشعب العراقي، هذه مأساة، نحن الآن في حالة.. الأمة على وشك كارثة، الأمة في وضع خطير، وأنتم تنظرون وتتبنوا الحجج الواهية.
د. جمال عبد الجواد: شكراً.. شكراً.
محمد أسعد بيوض التميمي: الآن لأن جريمة صدام امتلك ما هو محرم على هذه الأمة أن تمتلكه من أسلحة ومن إرادة وعبث بالترتيبة الاستعمارية للمنطقة واعتبرتم توحيد الأمة هو جريمة لا تغتفر، لأن الأمة يجب أن تبقى مجزأة مجهضة، ويبقى هذه الترتيبة الاستعمارية التي هي عبارة عن حاضنة لهذا الكيان اليهودي الذي زرع في فلسطين، تُنَظرون للتجزئة، تنظرون. الوحدة.. نحن مع الشعب الكويتي، الشعب الكويتي جزء من أمتنا وهو في طليعة أمته، وأثبت أنه في طليعة أمته، وله كل احترام واعتزاز، أما هذه الحدود الجغرافية فليس لها احترام ولا تقدير وكل من يدافع عنها فهو عدو لأمته وهو تلميذ لسايكس بيكو وهو تلميذ للاستعمار..
د. فيصل القاسم: طيب الكثير من.. من طيب.. طيب بس.. بس يا سيد.. يا سيد.. يا سيد.. يا سيد..
محمد أسعد بيوض التميمي: نحن مع الشعب السعودي والشعب الكويتي والشعوب الخليجية، هذه الشعوب الآن في المرحلة الأخيرة تبين أنها..
د. جمال عبد الجواد: من أنتم يا أخي؟ من أنتم؟
محمد أسعد بيوض التميمي: هي في طليعة أمتها، وهي هذه الشعوب ضد الحدود وضد التجزئة.
د. فيصل القاسم: كيف في طليعة أمتها؟ سنأتي على ذلك فيما بعد.. سنأتي على ذلك، لكن لدينا الكثير من المشاركات، علي سعد أميركا، تفضل يا سيدي.
علي سعد: السلام عليكم.
د. فيصل القاسم: وعليكم السلام.
علي سعد: دكتور فيصل، هناك الزعماء العرب أخذوا وصية من الإمام يحيى إمام.. حاكم اليمن سابقا على أنه "جوع كلبك يتبعك" فهم أخذوا الوصية هذه ولم يتنازلوا عنها، أما الفرق الآخر والسبب الآخر فيما بين كوريا الشمالية والعراق هو:
السبب الأول إن كوريا الشمالية جيرانها لن يسمحوا لأي قوى أميركية أن تضرب كوريا من داخل أوطانهم.
السبب الثاني: على أنه هناك لا توجد إسرائيل مثلاً في كوريا الشمالية ولا كوريا الجنوبية، فهناك.. سؤالي للدكتور جمال من.. من القاهرة يتكلم حالياً عندما قال: إن العرب كلهم لهم موقف واحد يعني عدم ضرب العراق من فين يضرب العراق الآن؟ أكبر قوة أميركية حالياً موجود في أربع دول عربية خليجية فهناك السبب هو أولاً: القضاء على العراق للهيمنة الإسرائيلية، والسبب الثاني: الضعف العربي وضعف زعماء العرب، فبدي الدكتور جمال يجاوب عليها من فين بيضرب العراق؟ هل يضرب من الدول العربية المجاورة أم بيضرب من داخل أميركا؟ وشكراً.
د. فيصل القاسم: طيب شكراً جزيلاً، نشرك أيضاً من القاهرة السيد طلعت رميح، تفضل يا سيدي..
طلعت رميح: أخي الدكتور فيصل، الحقيقة أنا يعني مندهش للدكتور التميمي بعد ما سمع الكلام الكبير جامد من.. من الدكتور جمال عبد الجواد المحاضرة الكبيرة دي عن إنجازات الأنظمة العربية خلال الفترة اللي فاتت، وعن إنه المشكلات.. دي حدود المشكلات بين أميركا وبين الأمة العربية، أنا مندهش هو حارق قلبه ليه في المناقشة ومتصور إنه ممكن يعني يبقى فيه شيء مختلف يعني، هذا سخف يا سيدي العزيز الذي يقال سخف، هذا سخف أن نقول أن مشكلات الأمة العربية مع الولايات المتحدة منحصرة في مشكلات العراق، وإنه الحكام العرب أنجزوا خلال الفترة اللي فاتت منعوا إنهم يموتوا ياسر عرفات و.. أيه.. أيه.. ما هذا الكلام؟ هل هذا يعقل؟ هل هذا يعقل أن يقال عن أمة قال عنها الأستاذ جمال عبد الجواد أنها أمة عظيمة وأمة ذات تاريخ. و.. وإلى آخره، هذا كلام غير معقول.
الأهم الآن -يا سيدي العزيز- هو فكرة العقيدة مش إن الواحد يؤمن بالله وخلاص، أن تتحول إلى برنامج عمل حقيقي وبرنامج مواجهة حقيقية، اللي بيقوله الدكتور التميمي و.. يجب أن يفصل قليلاً وهو إنه العقيدة ليس معناها إن الإنسان بيؤمن بيصلي وبيصوم، أن تتحول إلى برنامج عمل وأن تتحول إلى إرادة حقيقية في المواجهة مع العقل هذا هو الحديث الصحيح.
محمد أسعد بيوض التميمي: هذا ما أقصده يا أستاذ طلعت هذا ما أقصده تحياتي لك أولاً، أنا أحترمك جداً..
د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة.
طلعت رميح: نعم سيدي العزيز، أن تتحول.. لأنه حماس عندما تقاتل الآن لا تقاتل بالعقيدة فقط، مش بتقول الله أكبر ويروحوا يضربوا العدو الصهيوني، لكنها تتبع التكتيك الصحيح والاستراتيجية الصحيحة ووسائل التأمين الصحيحة، ووسائل العسكرية الصحيحة، أن تتحول إلى برنامج عمل.
الدكتور جمال الحقيقة بيقول لنا كلام عظيم جداً إنه المصيبة السودة جات لما امتلكنا الإرادة، إنه عبد الناصر و.. و.. إلى آخره، ونحن لا نشك في إرادته، نعم يا سيدي العزيز لا ن شك في إرادته، لكن كان هناك محتوى اجتماعي، ومحتوى سياسي، ومحتوى ديمقراطي سمح بالهزيمة، هذه.. هذا أمر لا يعني أن الإرادة ليست ضرورية، أيضاً العقيدة عندما نمتلك العقيدة لابد أن يكون برنامج العمل مخطط لهذه المواجهة، ما الذي حدث بالنسبة لكوريا الجنوبية الآن؟
د. فيصل القاسم: الشمالية.
طلعت رميح: أولاً يجب أن يكون المنظور هو منظور كيف نستفيد وكيف نرى هذه الأزمة لمصلحة الأمة، لأننا مشاركون بالفعل في هذه القضية.
أحد الأسباب التي دفعت كوريا الآن للتحول من منطق الدفاع السابق إلى منطق الهجوم الحالي هو اشتباك الولايات المتحدة. عندما ننظر إلى الأزمة الكورية -يا دكتور فيصل- المسألة الرئيسية بالنسبة لنا كيف ننظر إلى هذه الأزمة كإدارة أزمة للصراعات الدولية الآن، ماذا تكشف؟ أول ما تكشف: أن الولايات المتحدة كاذبة، وخادعة، وتهوِّل في إمكانياتها، وقواتها، عندما كانت تتحدث عن أنها يمكن لها أن تخوض عدة حروب في وقت واحد، الآن الولايات المتحدة -بالتعبير البلدي كده- بتاخذ على قفاها من قِبَل كوريا الشمالية، وبتتكلم زي ما تكون قط، أيه اللي حصل دا؟ لماذا؟ لأنها تحدثت للعالم أنها بإمكانها أن تخوض الحروب، وأن تكتسح العالم كله، وأن تواجه العالم كله، وفي هذه اللحظة يكتشف العالم كله أن هذا الكلام هراء، وأنه غير صحيح، وهذا أمر يدفع الأمة إلى أن تُصعِّد من مواجهتها مع الولايات المتحدة استفادةً من الأزمة الكورية.
اثنين: إنه الأزمة الكورية تكشف أن بالإمكان في ظل الظرف الدولي الراهن تفعيل المواجهة ضد الولايات المتحدة، وإلحاق الخسائر السياسية بها، كيف؟ إنه كوريا النهارده تقرأ العالم على النحو التالي، أولاً: الأزمة العراقية تكشف أول ما تكشف أن الوضع العالمي لم يعد كما كان في عام 1991، كل اللي شفناه من سيناريو مجلس الأمن وغيره بيقول أن الولايات المتحدة لم تعد متفردة باتخاذ القرار، وأن هناك دول أخرى مستعدة أن تدافع عن مصالحها.
قرأت كوريا أيضاً: أن موقف الصين وموقف روسيا وموقف فرنسا يمكن أن يدافع عن مصالحها في العالم، إذن هذه النقطة جيَّرتها كوريا في الانطلاق في مواجهة الولايات المتحدة.
ثلاثة: قرأت كوريا الوضع في.. الشمالية الوضع في كوريا الجنوبية على محورين، المحور الأول: هو المحور الشعبي لعل الأخ جمال يتذكر أنه كان فيه مظاهرات ليل ونهار شغالة قدام السفارة الأميركية ومواجهة الوجود العسكري الأميركي بعد ما الجنود الأميركان دهسوا طفلتين وشابتين كوريتين، وكانت المظاهرات بالشموع وبالآلاف.
د. فيصل القاسم: في كوريا الجنوبية.. في كوريا الجنوبية، نعم.
طلعت رميح: نعم في كوريا الجنوبية. الأمر الثاني هو: أن الانتخابات كانت تظهر نتائج الاستطلاعات كلها، فوز المرشح المنافس للمرشح الذي كان يتبنى الخط الأميركي.
قرأت كوريا الشمالية: أن الوضع في كوريا الجنوبية لا يسمح للولايات المتحدة بإشعال حرب ضدها انطلاقاً من كوريا الجنوبية، ورغم الوجود العسكري الأميركي، فالحركة الشعبية جعلت هذا الوجود العسكري الأميركي في كوريا الجنوبية يساوي لا شيء.
إذن هذه قراءة للوضع الإقليمي، للوضع المحيط، للوضع الدولي، وخدت الأميركان على قفاهم، والنهارده عمالين يتكلموا.. كوريا الآن لا تتحدث يا دكتور جمال عن أنها عايزة تحسن شروط علاقاتها مع الولايات المتحدة، أنت راجل دارس الاستراتيجيات الدولية كويس، كوريا النهارده بتقول اتفاقية عدم اعتداء، وهذا أمر يختلف -يا دكتور جمال- عن مجرد إنهم يسبوا لهم.. يجيبوا لهم شوية زيت وشوية كيروسين وشوية بنزين، الآن الولايات المتحدة بعد أن فتحت أرجلها في مختلف أنحاء العالم تواجه بضربات على.. استراتيجية في كل.. في أميركا الجنوبية هناك الآن ثلاث رؤساء وطنيين و.. ومن.. من مدرسة اليسار يحكمون، الآن كوريا في.. على الصعيد الآخر.. النتيجة التي ستتحقق من خلال الأزمة الكورية هي إبعاد شبح النفوذ الأميركي، وأقولها بوضوح: أن الصين وروسيا تقف الآن في موقف قوي في مساندة كوريا الشمالية في هذا الموقف، وسيطرد الوجود والنفوذ الأميركي في قارة أسيا بهذه الطريقة، إذا نحن أحسنَّا التعامل مع هذه الأزمة، واستغللنا هذه الأزمة لتصعيد الموقف، وأنا أناشد الأنظمة العربية أن تقرأ.. بلاش المثقفين اللي بيقعدوا يُنَظِّروا لهزيمة الأمة، يجب على المخلصين أن يقرءوا في الأزمة الراهنة أنها الفرصة المناسبة لتصعيد الضغط على الولايات المتحدة للحصول على مكاسب.
د. فيصل القاسم: أشكرك.. أشكرك جزيل الشكر سيد رميح، أنت.. أنت تطلب من.. من الزعماء العرب أن يقرأوا، إلى ما هنالك، قبل قليل سمعنا السيد تميمي أنه بعضهم لا يقرأ.. لا يستطيع أن يقرأ.
محمد أسعد بيوض التميمي: ليس لديه وقت.. يا سيدي، بالنسبة إلى..
د. فيصل القاسم: دقيقة واحدة.
[فاصل إعلاني]
طبيعة علاقة الحكام العرب مع أميركا بين الثورة والاعتدال
د. فيصل القاسم: نشرك بعض الإخوة من الإنترنت، مشاركة 76 من شخص يسمى نفسه العراقي: السلام عليكم، يا أخي إذا لم نستطيع نحن كأمة عربية التغلب على حكامنا الضعفاء عديمي الإرادة والكرامة والشهامة -كما يقول ضيفك- فكيف سنتغلب على أميركا القوية.. أو قوية الإرادة؟
سيد تميمي، أنا أريد أن أسأل سؤالاً، يعني أنت تتحدث عن العرب كما لو أنهم يعني خانعون.. كما لو أنهم خانعون منذ أن ولدوا، أنت لاحظت -كما قلت- يعني لاحظت أنه هناك الكثير من الزعماء العرب الذين ناطحوا أميركا بقوة وبعنف، ووقفوا في وجهها، ودفعوا أثماناً غالية لوقوفهم هذا الموقف، يعني سبقوا كوريا الشمالية منذ وقت طويل، يعني كوريا الشمالية الآن تتعلم من العرب وليس العكس، كيف ترد؟ هناك الكثير من الثوريين العرب الذي وقفوا في وجه أميركا ودفعوا ثمناً غالياً.
محمد أسعد بيوض التميمي: والله أنا بالنسبة إلى قناعتي بالثوريين العرب أنهم كلهم صناعة أميركية وصناعة المختبرات الأميركية، والمختبرات الأميركية مختصة بصناعة زعماء العرب، وفي الجينات اللي بتتحكم بالعزة والكرامة والشرف -شايف- ها يبدو أنه من زمان الأميركان مخترعينها ونحوا كل الجينات اللي بتتعلق بالعزة وبالكرامة والشرف، نحوها من هؤلاء الزعماء ونصبوهم على هذه الأمة، و.. وحملوهم على رقابها، وجاءوا بهم بالدبابات، ولبسوهم لباس براقة وثياب وشعارات ثورية، وهاي أدوار موزعة لا أكثر ولا أقل، مثل أحدهم كان يملأ الدنيا صراخاً ضد الأميركان والإمبرالية الأميركية والاستعمار، ولن.. ولن.. ولن.. ولن نهادن ولن نستسلم، يا.. بالأمس.. بالأمس الصحافة كلها.. الأمة وصلت إلى ذروة.. إلى الحضيض بالذل والهوان، بالأمس هذا الثوري العظيم يأتي بعاهرة أميركية تسمى ملكة الجمال، يمنحها أعلى وسام استقلال في بلاده.. أعلى وسام استقلال، أصبحت هذه الأوسمة الخردة مهزلة، أوسمة تمنح للعاهرات حتى يظن أن هذه ستحسن صورته عند الأميركان، لأن الأميركان فقدوا صوابهم الآن، قد يبطشوا بعملائهم، الأميركان الآن.. الكل من هؤلاء الزعماء الآن يتسابق يعني على رضاء الأميركان، لأن الأميركان الآن غضبوا على زعمائهم بعد 11/9، الأميركان فقدوا صوابهم وأصيبوا بالهستيريا..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس.. بس يا سيد.. بس يا سيد تميمي، يا سيد تميمي، بس يا سيد تميمي، يا سيد تميمي، لماذ أنت تتجاوز التاريخ؟
محمد أسعد بيوض التميمي: وهؤلاء اللي تقول عنهم الثوريين، هادولا الثوريين، هادولا اغتصبوا إرادة الأمة يا رجل بالدبابات كل الثوريين سموهم ثورات ولا..
د. فيصل القاسم: يا أخي، لماذا تتجاوز التاريخ.. لماذا تتجاوز التاريخ؟ يا أخي كل المآسي التي أنزلتها أميركا في.. في.. ضد هذه الدول العربية التي حملت السلم بالعرض ضد أميركا وتأتي وتكيل عليهم هذه الاتهامات، يعني اتق الله يا رجل.. اتق الله.
د. فيصل القاسم: يا رجل أعطيني موقف لهم في وجه أميركا يا رجل، والله ليس لهم.. ما إنجازاتهم؟ ذل وهوان وعار وفقر وبطالة وجوع، ونصبوا..، وكل رجل شريف..
د. فيصل القاسم: طيب.. قلنا هذا الكلام.
محمد أسعد بيوض التميمي: والله كل شريف في هذه الأمة مطارد، كل من يضبط في هذا الوطن الآن.. في معظم بلاد العرب من يضبط متلبساً بالشرف أو بالعزة أو بالكرامة فالويل كل الويل له ولأهله.
يا رجل مطارد كل عزيز في هذه الأمة، ونصبوا.. وأصبحوا العاهرين والقوادين ورواد المخاور.. المواخير والمساطيل أصبحوا رواد الأمة الفكريين يا رجل ينظرون لتدمير الأمة.
د. فيصل القاسم: طيب يا سيدي.. يا سيدي يا سيدي، دقيقة. دقيقة.. دقيقة، لا نريد أن نستخدم كلمات رجاءً.. رجاءً نلتزم.. رجاءً نلتزم.. رجاءً.. رجاءً.. رجاءً.. رجاءً.. رجاءً..
محمد أسعد بيوض التميمي: يا رجل، هذه ليس.. لكل مقامٍ مقال يا رجل، الأمة محتقنة، أنا أعبر عن ضمير أمتي محتقن..
د. فيصل القاسم: دكتور عبد الجواد، سمعت هذا الكلام، يعني كيف ترد؟ يعني هناك من يقول في واقع الأمر أنه شعار العرب الآن و.. وصلوا إلى واقعية من نوعٍ ما بأن ليس لدينا الكثير، يعني "رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه"، و.. و.. والقيادات العربية هي في واقع الأمر قيادات حكيمة وتعرف حدودها، ماذا بإمكاننا أن نقدم للوقوف في وجه أميركا، ليس لدينا أي شيء، وأعتقد أننا نسير على الطريق السليم.
د. جمال عبد الجواد: هو الأمر إنه ما فيش دولة بتقول آه طول الوقت، وما فيش دولة بتقول لأ طول الوقت. إذا حد عمل دا بيقبى دا.. دا أكبر خطأ ممكن يرتكبه أي زعيم أو أي قائد بيدير علاقة.. العلاقات الدولية أو السياسة الخارجية لبلده، وأنا قدمت أمثلة للدول العربية وهي بتحتج أو بتعترض أو بتحاول توقف السياسة الأميركية، حققت بعض المكاسب في هذا، حققت.. فشلت في مرات كثيرة، لكن إذا عايزين نتعامل مع السياسة بموضوعية دي الطريقة اللي نتعامل.. اللي نتعامل بيها، لأنه كل موقف في الآخر له ثمن، أي زعيم سياسي، أي مواطن طبيعي، أي بني آدم طبيعي بيحسب قراراته كلها في الآخر بمكسب وخسارة، هتكسب أشياء وهتخسر أشياء، هتتكلف شيء ما ودي خسارة، هاتتحملها.. مستعد تتحملها أم لأ، وهتكسب أشياء أخرى، هو دا البني آدم الموضوعي والعقلاني بيعمله طول الوقت، المشكلة مع الطريقة اللي الأستاذ التميمي بيدعونا ليها إن هي طريقة ما.. ما فيهاش حسبة، يعني ما.. بنلغي عقلنا وبنشتغل على طريقة العزة والشرف والكرامة، ونجري وراهم، و حتى لو دا أدى إلى مزيد من.. من المهانة ومزيد من تدهور العزة والشرف والكرامة! الحكومات العربية بتحتج على السياسة الأميركية مرات لما ده يبقى مفيد، وبيزيد حجم هذا الاحتجاج كل ما الأمر اقترب من مصالح حيوية لهذه الدول، ويبقل كل ما ابتعد..
محمد اسعد بيوض التميمي: عجب يا دكتور، عجب.. عجب.. عجب أن تقول العزة والكرامة والشرف أن نجري.. نجري وراهم يا رجل.
د. جمال عبد الجواد: أرجوك بلاش مقاطعة.. أرجوك بلاش مقاطعة، يا رجل..
محمد أسعد بيوض التميمي: هذا لا يمثل ضمير الشعب المصري العظيم، حبة العز في هذه الأمة.
د. فيصل القاسم: طيب.. طيب، دقيقة.. بس دقيقة.. بس دقيقة نسمع الدكتور، بس دقيقة.. بس دقيقة.. بس دقيقة يا أخي دقيقة..
د. جمال عبد الجواد: أنت.. أنت ما بتعرفش تدير مناقشة متحضرة؟ لا تستطيع أن تدير مناقشة متحضرة؟
محمد أسعد بيوض التميمي: هذا قاهر الصليبيين والتتار والمغول، هذا الشعب العظيم يقول…. الشعب المصري العظيم.
د. فيصل القاسم: يا جماعة، خلينا بس دقيقة.. بس نسمع.. نسمع شوية، نسمع وجهة النظر الأخرى، تفضل يا دكتور، تفضل.
د. جمال عبد الجواد: بتيجي تحسب الدول حسابات لما بتيجي بتقول بأحتج على السياسة الأميركية. أما تيجي تحكي عن دول الخليج مثلاً، دول الخليج دول بتعتمد على الولايات المتحدة الأميركية في إمداداتها من السلاح، رئيسي جداً بالنسبة لها، لازم إذا أي دولة حريصة على أمنها إنها تبقى علاقتها بالدولة اللي بتمدها بالسلاح علاقة معقولة، مش بالضرورة في أفضل ما يمكن، لكنها كمان لا يمكن أن تسمح بتدهورها إلى أسوأ ما يمكن.. أكثر من هذا إنه هذه الدول تعتمد على الولايات المتحدة الأميركية في ضمان أمنها، وللأسف.. للأسف اللي وصَّل الأمر لهذا المستوى هو الغزو العراقي للكويت، اللي صديقي الأستاذ التميمي شايفه عمل إيجابي جداً التوحيد الأمة العربية، قبل غزو صدام حسين للكويت لم يكن هناك قاعدة أميركية في السعودية، لم يكن هناك قاعدة أميركية في قطر، لم يكن هناك كل هذا الوجود الأميركي، لكن غزو العراق للكويت قال لهذه الدول إنه ضمانة بقائكم هو الولايات المتحدة الأميركية، وهذه الدول تعلمت هذا الدرس السلبي اللي كان سببه النظام العراقي، إذا هذه الدول سياستها الأمنية تعتمد بشكل رئيسي على الولايات المتحدة الأميركية عليها إنها تحسب ألف مرة قبل ما تأخذ قرار بتصعيد العلاقات، تصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية، وإلا تبقى بتضحي بأمنها نفسه. أنا اللي بيدهشني أيه في حجة الأستاذ التميمي وغيره، إنه حد زي صدام حسين يرتكب الجريمة، يغزو الكويت وقبلها يغزو إيران، وتحصل بعدها تداعيات كثيرة تصل بالمنطقة إلى ما وصلت إليه من أمور، و.. ونيجي بعد كده نلقي اللوم على الحكام العرب، على الدول العربية، ونسقط المسؤولية تماماً عن سبب الجريمة، مع إنه مازال يحكم، مع إنه مازال موجود، ونطالب الآخرين بتحمل ثمن أخطاء لم يرتكبوها، ثمن سياسات لم يستشاروا فيها، بالعكس كانت موجهة ضدهم، منطق غريب جداً، يعني خالي من العقلانية وخالي من الحساب، لا إحنا.. ما إحناش هنقدر نؤثر لا أنا ولا هو ولا غيرنا كتير هنقدر نؤثر في اللي هيحصل في.. في.. في بلادنا وفي المنطقة في مدى الخمس أو العشر..
د. فيصل القاسم: طيب..
د. جمال عبد الجواد: أرجوك يا فيصل لحظة.
د. فيصل القاسم: طيب.. طيب.
د. جمال عبد الجواد: إنما لازم نبقى عندنا الحكمة إن إحنا نتعلم الدروس جيدا، من..الذي أتى بنا إلى هذه المرحلة؟ الذي أتى بنا إلى هذا الوضع؟ مش سياسات الحكام المعتدلين في السعودية أو مصر، أو.. الذي وصل بنا إلى هذا المستوى سياسات مواجهة، سياسات تصعيد للمواجهة غير مسؤولة، هي بالضبط نفس السياسات اللي بيدعو ليها الأستاذ التميمي.
بتسألني عن الجيران، ليه الولايات المتحدة بتسمع أكثر لجيران كوريا الشمالية ما بتسمعش أكتر لجيران..؟ لإن إحنا العالم العربي كله ما فيهوش كوريا الجنوبية، العرب.. العالم العربي كله ما فيهوش معجزة اقتصادية بروعة وتفوق وتقدم المعجزة الكورية الجنوبية.
د. فيصل القاسم: صحيح.. صحيح.
د. جمال عبد الجواد: دول بنَتْ احترامها مش بناء على مواجهات خارجية وهمية وصراعات زي اللي بيقول عليها التميمي وغيره..
محمد أسعد بيوض التميمي: صراعات…
د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة.. بس دقيقة.
د. جمال عبد الجواد: إنما دول بَنَتْ احترامها على بناء داخلي، إحنا للأسف في بلادنا فشلنا في البناء الداخلي، بلاد يعني فيها أمية، اقتصادها متدهور، معتمدة على الخارج، يعني مش عايز أحكي كتير، يعني أعتقد إنه كل دا أشياء معروفة.
د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً دكتور عبد الجواد، دكتور عبد الجواد، الكثير من النقاط.
د. جمال عبد الجواد: ومن ثم.. طيب اتفضل.
د. فيصل القاسم: الكثير من النقاط المهمة أريد جواب عليها، الكثير من النقاط، نشرك يعني مشاركة 92 من.. من الإنترنت، يقول: إن تثبيت فكرة الانهزامية التي يحاول للأسف بعض المثقفين أن يبثوها في الأمة هي أخطر من القوات الأميركية.
سيد تميمي، أنا أريد أن أسألك سؤال، طيب أنا أريد أن أسألك سؤال بسيط، يعني أنت تتحدث عن الكرامة و.. يعني هذه الكرامة كلمة عربية قديمة، ونحن نعيش في عالم.. يعني هذه كلمات أصبحت رومانسية في واقع الأمر، الكرامة تعني القوة، صح أم لأ؟ عندك قوة عندك كرامة، ما فيش عندك قوة ما عندك كرامة، فإذا ما نحكي بالهواء، أنت عم بتحكي بالهواء سيد تميمي، أنا أسألك سؤال ماذا لدينا نحن العرب -كما قال السيد جمال عبد الجواد قبل قليل- دقيقة، لدينا نفط؟ يا أخي حتى النفط بتاعنا ما بنعرف بنستخرجه، الأميركان بيستخرجوه، حتى بيكرروه، وبيبيعوه، إلى ما هنالك من هذا الكلام.
شغلة تانية: أنت تتفاخر بكوريا الشمالية وإلى ما هنالك من.. من.. من هذا الكلام، طيب لماذا لا تقارن وضع كوريا الشمالية بوضع كوريا الجنوبية كما قال لك الدكتور عبد الجواد قبل قليل؟ أنا أسألك سؤالاً بسيطاً آه: كوريا الشمالية التي يعني وقف معها الكثير من الحكام العرب وساروا على هديها في تمجيد الزعيم وفي يعني قمع الشعوب وفي البطولات الوهمية، وإلى ما هنالك، أقول لك شيء دخل.. دخل الفرد في كوريا الشمالية عبارة عن 3 آلاف دولار في العام، دخل الفرد في كوريا الجنوبية 14 ألف، الدخل الوطني.. الدخل القومي يعني لكوريا.. الدخل لكوريا الشمالية -أقرأه لك يعني- لا يتجاوز أعتقد 100 مليار.. 100 مليار.
محمد أسعد بيوض التميمي: يا.. يا دكتور فيصل، يا دكتور فيصل.
د. فيصل القاسم: بس دقيقة كوريا الجنوبية أكثر من 500 مليار، يعني مستوى الدخل القومي.
محمد أسعد بيوض التميمي: أعرف هذه المعلومات عن كوريا، وأنا يا دكتور فيصل، يا دكتور فيصل، أنا..
د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة، بسب ماذا.. بسبب ماذا.. بسبب ماذا؟ بسبب العقلانية، والرزانة، والابتعاد عن التهويش، والابتعاد عن البطولات، والعنتريات الفارغة التي جابتنا بـ 600 ألف داهية، ها من جهة.
من جهة.. أنا آخر.. آخر سؤال بدي أسألك إياه، يعني أنت تتحدث عن أميركا وكوريا الآن كما لو أنه أميركا ضد كوريا الشمالية، يا سيدي، هناك من الأميركيين من يقولون بأنه لو لم تكن كوريا الشمالية موجودة لتوجب على الولايات المتحدة الأميركية أن توجدها، لماذا؟ لأن أميركا تريد بؤرة.. بؤرة توتر في المنطقة تضغط من خلالها على الجنوبية وعلى اليابان.
محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي، يا سيدي، يا سيدي، أميركا.. أميركا الآن تقودها مجموعة من الأشرار، إدارة مركبة بكل.. الآن تتواجد في كل مراكز و.. مراكز الحكم ومراكز القرار في الإدارة الأميركية تتواجد الآن مجموعة من الأشرار، الآن هم يسيروا استراتيجيتهم..
د. فيصل القاسم: الوقت يداهمنا.. الوقت يداهمنا..
محمد أسعد بيوض التميمي: استراتيجيتهم إعلان الحرب على البشرية دون هوادة، حتى عملاءهم يحرضون عليهم.. حتى عملاء أميركا هذه الإدارة هؤلاء المجموعة الشريرة التي استولت على القرار الأميركي..
د. فيصل القاسم: باختصار.. باختصار..
محمد أسعد بيوض التميمي: الآن تنظر حتى تحرض الإدارة الأميركية على عملائها.. وهذا واضح وضوح الشمس، الآن فيه مجموعة شريرة تقود الولايات المتحدة نحو الكارثة المحققة إن استمر هذا الاعتداء على البشرية بدون.. بدون مبرر، فلو هذا.. إنه كوريا لو لم تكن موجودة لأوجدناها الآن فيه إدارة جديدة في الولايات المتحدة شريرة أعلنت الحرب على البشرية.
د. فيصل القاسم: طيب دقيقة واحدة. صهيب جاسم، قطر، تفضل يا سيدي.
صهيب جاسم: مساء الخير فيصل.
د. فيصل القاسم: يا هلا.
صهيب جاسم: الحقيقة أحب أن أؤكد على بعض النقاط اللي ذكرتوها في.. في المداخلات وذكرها الدكتور فيصل، أولاً هذه ليست أول أزمة تشتعل بين.. بين.. بين واشنطن وبيونج يانج، ففي كل مرة تبدو أن هناك.. ستكون هناك حرب أو ما إلى ذلك، ولكن تهدأ الأمور فيما بعد ذلك، فواشنطن منذ نهاية التسعينات تسير بسياسة التدرج وسياسة.. عفواً، بسياسة الترويض وسياسة الترغيب والترهيب مع كوريا الشمالية، وبيونج يانج من جانبها.. كوريا الشمالية من جانبها تخلط في.. بين سياسة الحوار وسياسة الترهيب من أجل.. من أجل.. يعني عن من أجل جلب واشنطن إلى الحوار معها، وأؤكد هنا على عدة نقاط: لماذا كوريا الشمالية تبدو في موقفها، يعني موقف أشجع وما إلى ذلك؟ أولاً: البعد الأيديولوجي، وهذا يؤكده الجنوبيون.. الكوريين الجنوبيين وكثير من السياسيين الأميركان بأن الدول العربية دول إسلامية وما إلى ذلك، أما كوريا.. كوريا الشمالية شيوعية وما.. وليس لها مستقبل أيديولوجي.
البعد الإقليمي أيضاً مهم جداً، فموقف الصين معروف، والصين كان لها دور في إخرج الأميركان، النقطة الثالثة..
د. فيصل القاسم: طيب.. طيب سيد.. سيد صهيب، هذا الكلام.. هذا الكلام قلناه، هل هناك من.. من أسئلة أخرى؟ هذا الكلام يعني قيل قبل.. قبل قليل.
صهيب جاسم: القضية الأخرى قضية.. قضية قضية إنه.. ما يؤكد قضية إسرائيل هو إنه قلق.. قلق أميركا من.. من كوريا الشمالية يظهر دائماً عندما.. عندما يتحدث عن.. عن وصول أسلحة شمالية إلى دول عربية أو إسلامية، بالإضافة إلى أنه مستقبل كوريا الشمالية الاقتصادي ليس بذلك المستقبل المبشر، هم يعرفون أن كوريا الشمالية في نهاية المطاف ستتدرج في الانفتاح على العالم، وستتبع سياسة الصين كما هم.. فهذه كلها أمور..
مدى أهمية وخطورة السلاح النووي لكوريا الشمالية
د. فيصل القاسم: طيب أشكرك.. أشكرك جزيل الشكر، للأسف الوقت يداهمنا، كان.. يعني كان بودي أعطيك أكتر.
دكتور عبد الجواد، لديك دقيقة واحدة تريد.. تقول لي: ما مدى أهمية السلاح النووي في كل ذلك يعني؟
نحن يجب أن لا نهمل فكرة إنه لدى كوريا الشمالية سلاح نووي يستطيع أن يصل إلى لوس انجلوس، سلاح نووي حقيقي.. سلاح.. أسلحة دمار شامل حقيقية، وهو غير موجود بالنسبة لنا، باختصار، كونك باحث استراتيجي.
د. جمال عبد الجواد: بالتأكيد إنه قدرة كوريا الشمالية على الإضرار على الأقل بجيرانها القريبين، كوريا الجنوبية واليابان، بعض التقديرات بتقول إنه ممكن يصل إلى أبعد من هذا، إلى الولايات المتحدة الأميركية نفسها، ربما ما فيش تأكيد على هذا، لكن بالتأكيد هذه القدرة تجعل الولايات المتحدة وتجعل جيران كوريا حذرين غاية الحذر في التعامل معاها في استثارة غضبها في تصعيد المواجهة معها، هذا الأمر غير متحقق في الحالة العراقية ربما.. لو العراق لو.. لو قادة العراق حكماء كانوا أجلوا غزو الكويت بضعة سنوات كان ساعتها الأمر اختلف، لكن.. لأن عقلية المواجهة، وعقلية السيطرة، والتوسع مسيطرة على هذا التيار الفكري، فما بيقدرش يمسك نفسه، أول ما بيلاقي عنده عسكري زيادة بيبقى مستعد إنه يغزو بيه العالم كله يعني، هذا هو الفارق إنه السلاح النووي..
د. فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر.. أشكرك جزيل الشكر، الفكرة.. باختصار لديك دقيقة.. دقيقة..
محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي، باختصار أقول للأميركان إن ظلمكم وشركم وعدوانكم على أمتنا وقهركم لها قد بلغ مداه، وأن.. مما جعل أن هناك ناراً الآن تضطرم في صدور الأمة، وأصبح لها شهيق وهي تفور، وتكاد تميز من الغيظ، وما تنظيم القاعدة وابن لادن إلا إحدى تنفيسات هذا الانفجار القادم البسيطة، فالأمة.. إذا لم توقف أميركا عدوانها على الأمة وعلى العراق وتلجم هذا الخنزير (شارون) المنفلت بأمر أميركا الذي يذبح النساء والرجال والأطفال في فلسطين بدعم أميركي هائل، فإن الأمة ستنفجر عما قريب، وستزلزل الدنيا، وعندها لا.. (سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)… يجب أن تتدارك الأمر قبل أن يحدث هذا الانفجار، فالانفجار قادمٌ لا محالة إن استمر هذا العدوان وهذا القهر وهذا الظلم..
د. فيصل القاسم: بس قبل شوية قلت لي.. بس يا سيدي، قبل شوية.. قبل شوية تقول لي عن إنه الشارع العربي عبارة عن دجاج ونعاج.. والآن تقول لي..
محمد اسعد بيوض التميمي: الشارع.. الشارع العربي.. الشارع العربي لازال فيه الخير، والشارع العربي محتقن رغم الذل ورغم الهوان بدأت تتولد عنده ردة فعل نتيجة هذا القهر، و.. لأنه شدة الذل والهوان بدأت هذا الشارع العربي سيتفجر في أي لحظة كانت.
د. فيصل القاسم: كويس.. كويس جداً، يبدو أنك متفائل جداً، بس..
محمد أسعد بيوض التميمي: وهذه الأمة لن تموت.. لن تموت هذه الأمة.
د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً.. طيب كويس جداً.. مشاهدي الكرام، لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا، عبر الأقمار الصناعية من القاهرة الدكتور جمال عبد الجواد (الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الأهرام) وهنا في الأستديو (الباحث والكاتب) السيد محمد أسعد بيوض التميمي.
نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة. إلى اللقاء.