الاتجاه المعاكس

حرية الإعلام الأميركية

لماذا تم قصف مكتب قناة الجزيرة في أفغانستان؟ أين الحرية الإعلامية التي يتباهى بها الغرب؟ هل جاءت أحداث أميركا لتفضح زيف الإعلام الغربي أم أن من حقه مجاراة الظروف الاستثنائية التي تمر بها أميركا؟
مقدم الحلقة فيصل القاسم
ضيوف الحلقة – إبراهيم ناجي علوش، جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية
– كريستوفر روس، مستشار بوزارة الخارجية الأميركية
تاريخ الحلقة 20/11/2001

– أسباب قصف مكتب الجزيرة في كابول
– وسائل الإعلام الأميركية بين الحرية والتبعية
– تأثير الأحداث الأخيرة على وسائل الإعلام الأميركية
– وسائل الإعلام ودورها كجزء من الحرب العسكرية
– الإعلام الأميركي بين الضغوط والسيطرة وبين الظروف الاستثنائية

undefined
undefined
undefined

د. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام.

هل أصبح شعار الإعلام الغربي عامة والأميركي خاصة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"؟ هل تحولت وسائل الإعلام الغربية إلى أبواق الحكومات؟

لماذا لم تعد تلك الأنظمة قادرة على سماع أي صوت أو أي رأي آخر؟

لماذا قصف مكتب قناة الجزيرة في أفغانستان؟

هل كان الإعلام الغربي حراً أصلاً؟

هل جاءت أحداث أميركا لتفضح زيف وسائل الإعلام الغربية؟ يقول أحدهم: إن هناك دائماً مايسترو يوجه الإعلام الغربي من خلف الستار في الأحوال العادية، لكن سرعان ما يخرج هذا المايسترو إلى الواجهة في الأوقات العصيبة كما يحدث الآن. ولهذا يتساءل بعض المعلقين: هل سنشهد قيام وزارات إعلام في الغرب كما شهدنا إنشاء وزارات للأمن الوطني؟

لماذا بدأنا نسمع عن "قوات الردع الإعلامي السريع" لإخراس أي أصوات لا تروق للغرب؟ هل سقطت ورقة التوت تماماً عن الإعلام الغربي؟

لكن في المقابل: أليست الحرب الإعلامية جزءاً لا يتجزأ من الحرب العسكرية، وبالتالي من حق أي دولة تخوض حرباً أن تلجأ إلى كل الأساليب لتنتصر في الحرب؟

أليس من حق الإعلام الغربي مجاراة الظروف الاستثنائية التي تمر بها أميركا؟

أليس هناك رأي عام عارم يساند السياسات الغريبة في هذا الوقت بالذات، وبالتالي ليس بإمكان الإعلام الغربي إلا أن يساير الجو العام؟

أليس من الإجحاف الشديد القول: إن هذا الإعلام تحول إلى بوق أو آلة دعاية ضخمة؟

أليس من المبالغة القول أيضاً: إن وسائل الإعلام الغربية أصبحت نسخة طبق الأصل عن وسائل إعلام الدول القمعية والديكتاتورية والشمولية المنتشرة في العالم الثالث؟

لماذا لا نقول: إن الإعلام الغربي يظل مثلاً يحتذى في كل الأحوال؟

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة عبر الأقمار الصناعية من واشنطن على المستشار في وزارة الخارجية الأميركية السفير كريستوفر روس، وهنا في الأستوديو على الأستاذ الجامعي الدكتور إبراهيم علوش (رئيس تحرير الصوت العربي الحر على الإنترنت) للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالرقم التالي: 4888873 وفاكس رقم 4885999، وبإمكانكم المشاركة بمداخلاتكم عبر الإنترنت على العنوان التالي:

إعلان

www.aljazeera.net

[فاصل إعلاني]

أسباب قصف مكتب الجزيرة في كابول

د. فيصل القاسم: نبدأ أولاً من واشنطن مع السيد كريستوفر روس. سيد كريستوفر روس، سؤال بسيط في البداية يعني يسأله الكثيرون: لماذا قصف مكتب قناة (الجزيرة) في أفغانستان؟

د. إبراهيم علوش: اسمح لي دكتور فيصل، يعني أريد أن أقول أن هذا ليس السؤال الذي يجب أن نبدأ به البرنامج، هناك جو من الإرهاب يفرض على العرب والمسلمين في الولايات المتحدة وخارجها.

د. فيصل القاسم: دقيقة، طيب، بس دقيقة.. بس دقيقة سأعطيك المجال بس.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي السؤال هو.. السؤال هو: هل قصف قناة (الجزيرة) في أفغانستان مقدمة لقصف قناة (الجزيرة) في قطر؟ وهل قصف قناة (الجزيرة) مقدمة لقصف الأقنية الأخرى التي تخرج عن الخط الإعلامي الأميركي؟

د. فيصل القاسم: طيب، طيب، سيد روس، سمعت هذا الكلام تفضل.

كريستوفر روس: أولاً أستاذ.. دكتور فيصل، أتمنى لكم ولكل المشاهدين رمضان مبارك.

د. فيصل القاسم: شكراً يا سيدي.

كريستوفر روس: ثانياً أرفض الطرح، أرفض هذا الطرح، الولايات المتحدة ما عندها شيء ضد (الجزيرة) لا في كابول، لا في قطر، لا في أميركا، ووجودي بهذا الأستديو يدل على إنه هناك نوع من التعاون الإعلامي. بالنسبة لمكتب كابول، القوات الأميركية في أفغانستان تستهدف المنشآت والعناصر العسكرية فقط، لا تستهدف المنشأة الإعلامية أو غيرها من المنشآت المدنية، وبالرغم من جهودنا في هذا لاتجاه طبعاً تحصل بعض الأغلاط، بعض الأغلاط في استعمال الأسلحة مثلاً، ولكن لحد الآن لا نعرف ماذا حصل بالظبط بالنسبة لمكتب كابول، ولكن نعرف.. نعرف تمام المعرفة أنه لم يكن هذا المكتب بين أهدافنا، فعلينا أن ننتظر شوي لنعرف ما حصل.

د. فيصل القاسم: طيب، دكتور علوش، سمعت هذا الكلام، لماذا هذا الافتراءات على أميركا وعلى القوات الأميركية في أفغانستان وكيل الاتهامات لها جزافاً يعني؟

د. إبراهيم علوش: أولاً أريد أن أقول: أن الادعاء أن قناة (الجزيرة) لم تكن مستهدفة ليس صحيحاً، هناك يعني مراجع إعلامية تثبت عكس ذلك، على سبيل المثال إذا نظر الضيف إلى "نيويورك ديلي نيوز" في عدد 14 أكتوبر، 14/10 سيجد فيها تحريضاً على قصف قناة (الجزيرة)، بالتحديد هناك دعوة لإغلاق قناة (الجزيرة) بقوة السلاح، وذلك جاء رداً على تغطيتها لأخبار أفغانستان وإظهار صور الضحايا المدنيين من الاعتداء الأميركي عليها، أقتطف بالتحديد: (الجزيرة) هي القناة المفضلة عند بن لادن، والتعامل مع (الجزيرة) مهمة للعسكر، وإغلاقها يجب أن يكون أولوية آنية، لأنها لو تركت لشأنها فإنها ستسمم الأجواء بشكل أكثر فعالية وإهلاكاً من الجمرة الخبيثة" فهذا التحريض الإعلامي نجده في الصحافة الأميركية وهو يعكس توجه عند الإدارة الأميركية وقطاعات محددة فيها ضد قناة (الجزيرة) وغيرها من الوسائل الإعلامية التي تختلف مع النهج الأميركي. هناك مثال آخر وهو مثال الدكتور أو المتصهين فؤاد عجمي في الـ "نيويورك تايمز" من 18/11 يعني هذا الشهر، أيضاً يحرض ضد قناة (الجزيرة) ويتهمها أنها يعني تعادي السياسة الأميركية وما شابه. أريد أن أقول دكتور فيصل أن أسباب استهداف قناة (الجزيرة) عميقة جداً، وهي تعود إلى بنية الشركات التي تسيطر على الإعلام في الولايات المتحدة، هناك إمبراطوريات إعلامية تسيطر على الاتصالات، شركات متعدية الحدود، تنتج الأفلام، تنتج البرامج التليفزيونية، تسيطر على أقنية الإعلام على التليفزيون، على الإذاعة، تسيطر على الصحف، لها دور نشر، وتسيطر على الموسيقى، هناك 4 أو 5 شركات بالتحديد مثل (والت ديزني)، مثل (فياكون)، مثل (تايم ورنر)، مثل شركة (روبرت مردوخ) مثل شركة (سوني)، في الولايات المتحدة تسيطر على وسائل الاتصال المختلفة، وهذه الشركات تحتكر وسائل الاتصال على مستوى عالمي أيضاً، واحتكارها لوسائل الإعلام من عوامل قوة الغرب، ما حدث الآن أن قناة الجزيرة تعدت ونافست هذا الاحتكار الإعلامي لهذه الشركات متعدية الحدود. حتى نفهم بعد هذه المسألة أريد أن أقول: نحن في الوطن العربي تعودنا أن يقوم سياسي أو حاكم بتحديد نهج إعلامي، ولكن الذي يحصل في الولايات المتحدة أن هناك أباطرة للإعلام يحددون النهج السياسي، وبالتالي قصف قناة (الجزيرة) له بعد تنافسي تجاري، وهو يعني الدليل على ذلك طبعاً أن هذه الشركات نفسها تفرض على الولايات المتحدة على حكومتها في المفاوضات أن تكرس مسألة حقوق الملكية الفكرية.

إعلان

د. فيصل القاسم: طيب.. طيب بس يا دكتور يا دكتور، يعني أنت يعني استشهدت بصحيفة أميركية تحرض يعني، وهل هذا دليل كاف يعني لتستخدمه لتؤكد أن يعني كان هناك أهداف أميركا.. أميركية مبيتة؟

د. إبراهيم علوش: أولاً.

د. فيصل القاسم: يعني هذه هي صحيفة، لا يمكن الاعتماد على كلمة من صحيفة هنا أو هناك يعني، أنا أريد أن.. أن تأتي بمثلاً ما هي الاثباتات الأخرى؟ ما هي؟ مجرد يعني كلام؟

د. إبراهيم علوش: لأ طبعاً، هناك عدد من الإثباتات الأخرى، طبعاً أريد أن أقول أولاً: أن (نيويورك ديلي نيوز) هي سادس أكثر صحيفة توزيعاً في الولايات المتحدة، وهي جزء من هذه الإمبراطورية الإعلامية، وبالتالي هي تمثل مصالح يعني طرف معين، أحياناً إمبراطورية إعلامية وأحياناً مثل شركة مثلاً خد وسائل الاتصال (m.b.c)، (A.B.C)، (C.B.S) يسيطر عليها مثلاً الـ A.B.C من تايم ورنر، وهناك مثلاً شركة وستنج هاوس، شركة جنرال إليكتريك.

د. فيصل القاسم: طيب سيد.. طيب.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي، ها دول الشركات لها مصالح دولية، والذي يحصل أن الـ CNN خسرت الكثير من موقعها ومنزلتها بسبب الدور الذي تلعبه قناة (الجزيرة) في كابول، وبالتالي كان ضرورياً أن يضرب هذا الدور لمصلحة الشركات الأميركية، وهذا هو دور المفاوضين التجاريين.

د. فيصل القاسم: لكنك لم تقل لي، يعني لم تعطني أي إثبات أو أي.. يعني كل هذه الإثباتات يعني تخمينات أو تكهنات.

د. إبراهيم علوش: هناك مثال.. هناك مثال آخر على سبيل المثال في "الجارديان" البريطانية بـ 15/11 –اسمح لي- نائب رئيس m.b.c يحرض ضد قناة (الجزيرة) ويتهمها بالتحيز، يعني هاي أطراف متضررة بشكل مباشرة من المنافسة التجارية التي تسببها لها قناة (الجزيرة) سياسياً قناة (الجزيرة) تثبت يعني أن النهج الإعلامي الأميركي إرهابي، لأنها تظهر الضحايا المدنية.

د. فيصل القاسم: طيب، بس دقيقة، سيد روس، سمعت هذا الكلام، يعني أنا أنقل لك الكلمتين.. يعني الكلمات الأخيرة: إنه هذا النهج الإعلامي الأميركي إرهابي يعني كما قال الدكتور، تفضل.

كريستوفر روس: والله ما بأعرف من وين أبدأ، أولاً بالنسبة لـ (نيويورك ديلي نيوز) مثلما تفضلت دكتور فيصل هذه الجريدة لا تتكلم باسم الحكومة الأميركية في أي حال من الأحوال، هناك عندنا مئات من الجرايد وكل واحدة عندها اتجاهها، عندنا كما تعرفوا حرية مطلقة في أميركا فيما يخص الكلام والإعلام، هذا.. هذه الحرية مضمونة بالدستور. فيعني أنا لا أنكر أنه المؤسسات الإعلامية في أميركا هي مؤسسات تجارية تسعى إلى الربح، فلا عيب في الموضوع، مضمون الإعلام مقرر من قبل أصحاب المؤسسات ومدراء التحرير في ضوء قراءتهم لاهتمامات الجمهور، وليست لدينا –والحمد لله- وزارة للإرشاد القومي كما هو الحال في بعض الدول الأخرى. كمان هناك عندنا بأميركا مؤسسات ومعاهد خاصة تراقب أداء الوسائل.. وسائل الإعلام من ناحية التوازن والإنصاف في التغطية، وآخذ كمثل مؤسسة "Fairness and Accuracy in Reporting" يعني: "مؤسسة الإنصاف والدقة في نقل الأخبار".

د. إبراهيم علوش: طب تسمح لي أرد على هذا الكلام؟

كريستوفر روس: لا نسيت كل الملاحظات اللي طرحها الأستاذ.. الأستاذ إبراهيم.. الدكتور إبراهيم، بس..

د. فيصل القاسم: يعني.. يعني تريد أن تقول أنه الكلام، يعني سيد.. سيد روس، تريد أن تقول أن الكلام عن هدف مبيت لقصف قناة (الجزيرة) أو..، يعني هو سال سؤال آخر، يعني قال: هل سيكون قصف المكتب في أفغانستان مقدمة لقصف الموقع الرئيسي؟ يعني هذا هو سؤال طرحه قبل قليل، أيضاً هذه من النقاط التي يمكن قد نسيتها يعني.

كريستوفر روس: يعني هذا شيء.. شيء مستحيل ومرفوض، وطبعاً تقدر جريدة معينة أن.. أن تطرح هذا الموضوع، ولكن هذا لا يمثل موقف الحكومة الأميركية، أنتم في مقر (الجزيرة) بالذات تعرفوا إنه منذ بداية العمل في قناة (الجزيرة) كانت الإدارة الأميركية معجبة لتوفير (الجزيرة) منتدى لتقديم كل الآراء ومناقشة كل القضايا، يعني صحيح إنه في فترة ما عبرت الإدارة عن انشغالها بإذاعة تصريحات قادة تنظيم القاعدة بصورة كاملة ومتكررة، فاعتبرت الإدارة أن هذه الإعادة وفرت لتنظيم القاعدة منبر لبسط رسالة محرضة وداعية إلى العنف، ونحن نحترم..

إعلان

[موجز الأخبار]

د. فيصل القاسم: سيد روس، قاطعتك قبل الأخبار تفضل، كنت تتحدث عن إنه يعني ليس من الممكن أبداً أن توجه الولايات المتحدة أي ضربة (للجزيرة)، لأنها معجبة بها في واقع الأمر.

كريستوفر روس: دكتور فيصل: هذا صحيح. عل كلٍ الدكتور إبراهيم كان ذكر إنه الشركات الأميركية الكبرى غير مرتاحة بسبب التنافس الذي أجي بوجود قناة (الجزيرة)، وإنهم خايفين على مدخولات عل المدخول تبعهم، أظن أنه أنتم وكل العاملين في قناة (الجزيرة) تعرفوا إنه المدخول الإجمالي للإعلان عندكم ليس بالحجم الذي من شأنه أن يهدد مصالح الشركات الأميركية الكبرى، فما ما فيه اهتمام زايد من الشركات الأميركية في هذا الموضوع. وأيضاً بدي أضيف إنه الإعلام الأميركي بالعكس.. بعكس ما يدعي البعض في بعض الأحيان، الإعلام الأميركي ليس موجه من قبل أيادي خفية، هي مفتوحة في النهاية لكل الآراء وكل الاتجاهات، وأستشهد بالتطور الكبير في العقد المنصرم في تغطية الواقع العربي وبالأخص الواقع الفلسطيني، الصحف الأميركية أصبحت تغطي الجانب الفلسطيني أكثر بكثير مما كان عليه في الماضي، هاي من ناحية، ثم إذا بقيت مشكلة هي يمكن تكمن في تعامل الدول العربية مع الإعلام الأميركي، فأنا أتذكر جيداً في يوم من الأيام في.. في بحر عملية السلام كان فيه قضية معينة في المسار السوري الإسرائيلي، مخرجي البرامج على الشبكات الأميركية الكبرى دورت.. دوروا على ناطق بلسان الحكومة الإسرائيلية، لقوا ناطق يمكن في دقيقتين ثلاثة، حاولوا مع الحكومة السورية ما.. ما.. ما لقوا ناطق بلسانهم، فاضطروا أن يجيبوا سفير أميركي سابق في سوريا حتى يحكي.. يدافع عن الموقف السوري، فهذا نوع من عدم التوازن، أو عدم الجودة في.. في التعامل مع الإعلام الأميركي.

د. فيصل القاسم: طيب، أشكرك جزيل الشكر، الكثير من النقاط.

كريستوفر روس: كمان.. بس.

د. فيصل القاسم: دقيقة سيد روس سأعطيك المجال، لكن الكثير من النقاط، يعني نعود إلى النقطة الأولى إنه يعني ليس من مصلحتها ولا.. ولا تفكر أصلاً، ولدي بعض الفاكسات أسئلة سريعة بهذا الخصوص، لدي عبد الرحمن الزهراني من الرياض، يقول لك دكتور علوش: لو أرادت الولايات المتحدة إسكات قناة (الجزيرة) فإن الضغط على الدوحة أوفر من قصف مكتب (الجزيرة) في كابول. أما السيد عادل مالك من باريس يقول: لا أعتقد أن هناك علاقة بين ضرب مكتب (الجزيرة) في كابول وبين ما قامت به (الجزيرة) من دور أثناء هذه الحرب، وإلا لكان قد لزم ضربه قبل ذلك بأسابيع، لقد لعبت (الجزيرة) دور (جوبلز) -تعرف جوبلز؟ وزير الإعلام هتلر –لطالبان باقتدار، والسؤال هو: ماذا ستفعلون بعد سقوطهم؟ أغلب الظن أنكم ستساندون أي بن لادن جديد، وأي طالبان جدد، فهذه هي رسالتكم السامية" بيتمسخر يعني تفضل.

د. إبراهيم علوش: تسمح لي يا دكتور فيصل، أولاً: أريد أن أقول أن ضربة (الجزيرة) لم تأت في فراغ، بل جاءت ضمن سياق نهج، ومن هذا النهج اللي بدأ في 5 سبتمبر قبل تفجيرات 11 سبتمبر عمليات المداهمة التي جرت لمكاتب "انفوكوم" التي تستضيف "سيرفرات" اللي تحمل مواقع الإنترنت التابعة لعدد من المواقع العربية والإسلامية، وتم وقف موقع (الجزيرة) فترة من الزمان، وكانت تلك البداية. ثم أن هناك أعضاء بالكونجرس –ومش بس صحفيين أميركان- طالبوا بإسكات قناة (الجزيرة) لأنها تؤثر على طريقة تغطية يعني حرب أفغانستان. الحقيقة أريد أن أضحك من الادعاء الذي يقول: أن هيمنة الإمبراطوريات الكبرى المالية على قطاع الإعلام والاتصالات لا يؤثر في مضمونها، الأستاذ يعرف أن هناك يعني كتاب أميركيين كبار مثل (إدوارد س هرمن) و(ناعوم تشاومسكي) وغيرهم كثر الذين حاولوا أن يوضحوا يعني تأثير هيمنة احتكار قلة لقطاع الاتصالات والإعلام على مضمون هذا الإعلام، وإذا كان لا يوجد تأثير كما يدعي، وإذا كان هناك حرية إعلامية كما يدعي، فلماذا يقول المدير التنفيذي لهيئة الإذاعة الكندية –وهذا ليس طرف عربي أو إسلامي- (توني برمن)، يقول ويشكو من طريقة وسائل الإعلام الأميركية ككل من تغطية الحرب في أفغانستان، يشكو من الغلو القومي، التعصب القومي. يقول: إن الشبكات الأميركية تنظر للهجمات على أفغانستان كأنها مباراة كرة قدم تمثل فيها واشنطن دور الفريق الوطني. أريد أن أقول هنا أن إذا كان فيها ها لقد تعدد آراء فكيف تمثل كل.. كيف نفسر كل هذا التماثل بين كل هذه الوسائل الإعلامية من محطات تليفزيون، إلى محطات إذاعة، إلى صحف، إلى مجلات، كلها تجتمع وتؤيد موقف الإدارة الأميركية في الحرب في أفغانستان؟

إعلان

وسائل الإعلام الأميركية بين الحرية والتبعية

د. فيصل القاسم: يعي تريد أن تقول إنها أصبحت بوقاً للإرادة الأميركية هذه الوسائل؟

د. إبراهيم علوش: أريد أن أقول مسألة مهمة، نحن فهمنا لدور الإعلام تعودنا أن نرى السياسي يملي نهجاً إعلامياً، ما يحصل في الولايات المتحدة أن هناك كتل مالية تملك إمبراطوريات إعلامية تملي نهجاً سياسياً، وهاي المسألة كون كتل مالية تسيطر على الإعلام، وهناك أربع أو خمس شركات تسيطر على قطاع الإعلام في الولايات المتحدة، هذا لا يجعل الإعلام حراً، وهذا لا يجعل السياسة ديمقراطية. ما أريد أن أقوله هنا بس بالنسبة لمسألة اليد الخفية يا أستاذ، أنت تعرف جيداً أن الشركات الثلاثة الأساسية الكبرى في مجال الإعلام في الولايات المتحدة و "والت ديزني" منها مثال، وشركة (فياكوم) وشركة (تايم ورنر)، بالإضافة إلى عدد من الشركات الأصغر حجماً، أن كلها يسيطر عليها يهود لهم توجهات صهيونية، وتعرف أن أكبر ثلاث صحف في الولايات المتحدة أكثرها أهمية الـ (نيويورك تايمز) (الواشنطن بوست) والوول (استريت جورنال) يسيطر عليها اليهود. وتعرف أن الشبكات التليفزيونية الأساسية الـ C.B.S و m.b.c والـ A.B.C يسيطر عليها اليهود، وبعد وقوع شبكة C.N.N في يد تايم وورنر تايم وورنر أيضاً يسيطر عليها اليهود، وإذا أردت أن تنظر إلى المجلات مجلة Time "اليايم" ومجلة "النيوزويك"، ومجلة "Us and World Report" هل هذا كله صدفة أن يكون اليهود مهينين بكل هل الشكل على الإعلام الأميركي؟ ثم اسمح لي أن أقول لك: أنك لا تتفوه بالحقيقة حين تدعي يعني هذه الأشياء عن تغطية القضية الفلسطينية، هناك مجموعة إعلامية فلسطينية اسمها "Palastine Media Watch" قامت خلال الشهر الماضي بدراسة صفحات الرأي بصورة منهجية في الصحف الأساسين في الولايات المتحدة، فوجدت أن 80% من مساحة صفحات الرأي المتعلقة بالقضية الفلسطينية تعطي لأصوات تؤيد الاحتلال الصهيوني، فبعد كل ذلك تأتي وتقول لي: أن الإعلام حر؟!! وبعد كل ذلك تأتي وتقول لي: أن ليس هناك نهج موحد يحرك الإعلام؟! وبعد كل ذلك تقول لي: أن وسائل الإعلام الأميركية لا تخاف من سيطرة أو من التحدي الذي يعني تشكله الوسائل الإعلامية العربية؟!! لو كان هذا صحيحاً.. لو كان هذا صحيحاً لما ضغطت الحكومة الأميركية ومفاوضيها التجاريين على دول العالم الثالث الفقيرة للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، أقل تقليد لمنتوج أميركي يشكل مشكلة، فما بالك بالدور الذي تلعبه (الجزيرة) إعلامياً؟

د. فيصل القاسم: سيد روس، سمعت هذا الكلام يعي باختصار أنا لدي الكثير من الفاكسات أيضاً في الاتجاه الآخر، لدي محمود صالح عيسى سلمان (طالب جامعي من دولة البحرين) يقول: قصف مكتب قناة (الجزيرة) هو مجرد آخر الأمثلة الواضحة على أن أميركا دولة لا تتورع عن استخدام أي وسيلة عنف وإرهاب لإسكات الأصوات والآراء المعارضة، وكل ما تسعه من ديمقراطية كلاك فارغ ليس إلا.. كيفت رد؟ وكلام للسيد عيسى سلمان.

كريستوفر روس: والله.. الكلام لمين؟

د. فيصل القاسم: نعم تفضل إلك، تفضل سيد روس.

كريستوفر روس: والله بالأول بدي أقول للدكتور إبراهيم أنا لحد الآن لست أستاذ، أنا.. أنا بقيت سيد، فبالنسبة للصحف الأميركية والإعلام الأميركي عموماً حسب ما رأيت أنا من خلال قرأتي لهاي الصحف واستماعي للإذاعات والمشاهدة على التلفزيون، كل الآراء، الممكنة موجودة، يومياً هناك انتقادات لموقف الإدارة الأميركية فيما يخص أفغانستان، وهناك انتقادات يومية فيما يخص موقف أميركا من الإرهاب إلى آخره، هذه كله موجود في الصحف الأميركية، القارئ الأميركي يقدر يقرأ كل رأي وينقي اللي بده إياه، الكل موجود. الدكتور إبراهيم قال: إنه حسب الإحصائيات 80% من المساحة في صحفات.. صحفات [صفحات] الجرائد الأميركي 80% مكرسة لدعم الاحتلال الإسرائيلي، أنا ما عندي إحصائية معاكسة، المهم أنه قبل عشر سنين لكان.. كانت الحالة أسوأ بكتير، هناك نحن نحو نوع من التوازن، نوع من تقديم رواية الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي على حدٍ سواء. بالنسبة للديزني وللفيايكم إلى آخره، الذين –حسب الدكتور إبراهيم- هم في أيادي يهودية، كل هذه الشركات حسب معلوماتي تبيع أوراقها المالية على سوق نيويورك، فخلي الجانب العربي بأمواله يشتري الأوراق وتتحول هذه الشركات إلى شركات عربية ما فيه مانع.

د. فيصل القاسم: طيب، دكتور سمعت هذا الكلام، وأنا يعني لدي يعني.

د. إبراهيم علوش: بس أريد أن أقول..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة..بس دقيقة، يعني هناك من يرى بأن هناك الكثير من الإجحاف في كلامك عن الإعلام الأميركي والمؤسسات الإعلامية الأميركية خاصة في مثل هذه الظروف، نحن نعرف مقولة شهيرة للرئيس الأميركي (جيفرسون) قال فيها: "لو خيرت بين حكومة من دون صحافة وصحافة من دون حكومة لاخترت الثانية". وهكذا المقولة تسير يعني في أميركا منذ ذلك الحين حتى الآن، فأنت تأتي تنسف كل هذه التقاليد الإعلامية الراسخة في أميركا بجرة قلم يعني.

د. إبراهيم علوش: يا دكتور، أنا أولاً أريد أن أوضح للجمهور الكريم وللسيد كريستوفر، لقب الأستاذ عندنا يعني هو تكريم مش إهانة، أن الكلام الذي جئت به لا يأتي من رأسي، أنا درست الإعلام الأميركي بشكل منهجي ومن متخصصين فيه مثل (روبرت ما تشوسني)، مثل (ناعوم تشاو مسكي)، ومثل غيرهم كثر، وهم يقولون: أن هذا التركز الهائل في الملكية بيد حفنة تسمى بالاقتصاد Olygoboly، يعني "احتكار القلة" في يعني وسائل وسائل الاتصال يخلق أنماط غير ديمقراطية، ويؤثر على مضمون هذا الإعلام، ويؤدي إلى تشكيل رأي عام يناصب مصالح القوى المسيطرة في المجتمع..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس.. بس يا دكتور.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي.. اسمح لي..

د. فيصل القاسم: بأقول لك بس، قال لك السيد روس قبل قليل: ليس لدينا وزارات للإعلام ولا للإرشاد القومي ولا كل ذلك.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي يا دكتور فيصل..

د. فيصل القاسم: يعني ليس لديهم هذه الـ..

د. إبراهيم علوش: لا حاجة لهذه الوزارات، لأن هؤلاء الباحثين يقولون أن عملية الرقابة تتم من الداخل، هناك آلية تفرز نهج إعلامي يتساوق مع مصالح الفئات المسيطرة بالمجتمع..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب خلينا.. خلينا بالوقت الحالي الآن..

د. إبراهيم علوش: يا دكتور اسمح لي..

د. فيصل القاسم: بس خلينا بالوقت الحالي.

د. إبراهيم علوش: أريد أن أجيب على نقطة..

د. فيصل القاسم: بس كي.. كي لا يكون الموضوع أكاديمي نربطه بما يحدث الآن..

د. إبراهيم علوش: ليس أكاديمياً.

د. فيصل القاسم: بما يحدث الآن يا دكتور.. بما يحدث الآن.. آه.

د. إبراهيم علوش: أريد أن أوضح نقطة بالمناسبة بالنسبة للي حكاه، صحيح كلامه أريد أن أتفق معه في نقطة صغيرة، نعم الوضع كان أسوأ قبل سنوات، بالنسبة للنسبة التي تخصصها الصحافة الأميركية للقضية الفلسطينية، ولكن التحسن لا يعود لأن هناك يعني مكرمة حصلت من قبل هذه الصحافة للقضية الفلسطينية، التحسن يعود لأن هناك شباب وصبايا يقاتلون إعلامياً على الإنترنت وفي الولايات المتحدة من أجل نقل وجهة النظر العربية والإسلامية.

اسمح لي يا دكتور أريد أن أقول: كما أن كل احتلال يولد مقاومة، كما أن كل طغيان يولد مقاومة، فإن هناك في المجال الإعلامي مجالاً للعرب والمسلمين كي يقاوموا إعلامياً –يعني- عمليات التشويه والإرهاب الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية، ما أريد أن أقوله هنا..

د. فيصل القاسم: إرهاب إعلامي تقصد؟

د. إبراهيم علوش: طبعاً، يعني أنت عندما تخلق حالة، أنا أريد أن أستشهد مع أنني أختلف كثيراً.. في الكثير من القضايا مع الدكتور إدوار سعيد، ولكني وجدت مقالة له في 18/11 تعالج هذا الموضوع بالذات، يعني أن هناك توجهاً إعلامياً محدداً في وسائل الإعلام الأميركية، يقول: "أن هناك حملة إعلامية مركزة لإشباع الرأي العام الأميركي بوجهة النظر الصهيونية، ومن سمات هذه الحملة الإعلامية توصيل النقاط التالية: أن العرب والمسلمين هم السبب الحقيقي للإرهاب، وأن هذا (الإرهاب) –بين قوسين –هو نفسه الذي عانت منه دولة الاحتلال طوال حياتها، وأن عرفات.. وبن لادن مثل بعضها، وأن حلفاء أميركا العرب لعبوا دوراً سلبياً جداً في رعاية العداء لأميركا ودعم الإرهاب والحفاظ على مجتمعات غير ديمقراطية".

باختصار.. باختصار ما أريد أن أقوله، هذا أنا أستشهد يعني بهذه المقالة للإيضاح، أن هناك سمات مشتركة لطريقة تعامل وسائل الإعلام الأميركي مع العرب والمسلمين خلال الشهرين الماضيين وهذا الكلام يثبت أن هناك طرف ما يوجه نهج محدد.

[فاصل إعلاني]

د. فيصل القاسم: سيد روس، تريد أن ترد على السيد إبراهيم، تفضل.

كريستوفر روس: لأ، المهم في الموضوع إنه كما قلت الإعلام الأميركي مبدئياً مفتوح للكل، والطرف أو الجماعة التي بتنظم حالها، بتنظم حالها بالمواقف، بالمتحدثين، بالتمويل، هذه الجماعة بتقدر أن تبرز موقفها على حساب غيرها،ولكن هذه الطريقة طريقة التنظيم مفتوحة، للكل، فإذا.. إذا شعر الجانب العربي أنه ليس موجود بصورة كافية على.. في الإعلام الغربي خليه ينظم حاله أكتر، السوق الإعلامية الأميركية مفتوحة للكل.

د. فيصل القاسم: نعم، طب السؤال المطروح يعني إذاً في هذه الحالة سيد روس، كيف ترد على الذين يجادلون، أو يقولون، أو يزعمون، سمها ما شئت، بأن شعار الإعلام الأميركي أو السياسة الأميركية في الوقت الحالي هو نفس الشعار الذي رفعه العرب بعد نكسة 67، ومازال الكثيرون يعملون به حتى الآن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، أنتم والإعلام الأميركي الآن كله صوت واحد، لا أحد يستطيع أن يشذ، وإذا شذ فالويل له، كيف ترد؟

كريستوفر روس: أنا أقرأ 5 أو6 جرايد يومياً، أطلع على الإنترنت، أتفرج على التليفزيون، وأسمع ضجة من الأصوات في كل الاتجاهات، ما فيه صوت واحد، مرات بأكون متحير من.. من كل ها الأصوات، هناك من مع الإدارة، هناك من ضد، هناك من.. محايد، إلى آخره، ما بأعرف كيف أجت الصورة في الخارج أنه كل التغطية، وكل الأخبار كل التعليقات ماشية في اتجاه واحد، هذا غير صحيح.

د. فيصل القاسم: غير صحيح، نعم.

كريستوفر روس: فالقارئ.. الأميركي المهتم يقدر أن.. أن يلاقي كل التعليقات والاتجاهات أمامه.

د. إبراهيم علوش: تسمح لي.

د. فيصل القاسم: طيب، كيف ترد على هذا الكلام؟ يعني دكتور أت تصور، وأنا أريد الآن.

د. إبراهيم علوش: عفواً.

د. فيصل القاسم: يعي ما هي الإثباتات لديك عندما تقول: إنه الإعلام الأميركي كله الآن صوت واحد، ولا أحد يستطيع أن يشذ، وتصور أميركا كلها كما لو كانت كتلة صماء، ما هي لديك؟

د. إبراهيم علوش: الإثبات.. الإثبات بسيط وبمتناول كل مشاهد يعرف اللغة الإنجليزية، يعني أنا لا أقصد أعمل دعاية لقنال ثانية، ولكن قنال (الأوربات) بعد 12 بالليل تبث يومياً كانت حتى ما قبل رمضان..نشرات الأخبار المسائية الرئيسية للـ A.B.C.

د. فيصل القاسم: C.B.S.

د. إبراهيم علوش: والـ MBC الـ CBS، وتبث بالإضافة لذلك بعض البرامج المهمة، مثل: Made to the press ومثل: Sixty minutes، ومثل هاي البرامج، وأنا أطلب من المشاهد أن يتفرج على هذه البرامج بنفسه، وأن يرى بنفسه كيف يتحدث كل هذه الواجهة المكونة من مئات الأقنية التليفزيونية، والإذاعية،.. والصحف، تتحدث بصوت واحد، نعم هنا.. اسمح لي..

تأثير الأحداث الأخيرة على توجه وسائل الإعلام الأميركية

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يعني.. تشبهها بالأعلام الشمولي يعني؟ تريد أن تقول أنها مثل إعلام الدول القمعية والعالم الثالثية؟

د. إبراهيم علوش: أريد.. أريد أن أقول وهناك يعني.. أنت.. أنت لا تريدني أن أتطرق إلى الأكاديميا، الأبحاث الأكاديمية تقول أن 155 شخص بالتحديد يسيطرون على الإعلام الأميركي، والقضية ليست قضية أن نذهب إلى السوق ونشتري أسهم هذه الشركة، المسألة ليست بهذه البساطة، مع إني لست ضد ذلك، والمسألة –اسمح لي دكتور- أريد أن أقول نعم، بالنسبة للي حكاه السيد كريستوفر أن هناك بعض الخلاف على التفاصيل في أي مكان، هذا لا يثبت شيئاً، التوجه العام للإعلام الأميركي بمختلف وسائله هو تأييد الضربة العسكرية الأميركية على أفغانستان مش بس.. مش بس هيك، هو يقول: فلينظم العرب والمسلمون أنفسهم، ويعبروا عن رأيهم، هذا كلام فارغ في الحقيقة، وهو مضلل، وأنا لا أقل ذلك يعني بشكل شخصي، أنت تعرف جيداً أن هناك مجموعة من القوانين التي سنت في الولايات المتحدة Compatting Terrorism Act قانون مكافحة الإرهاب الذي سن بعد بضعة أيام من ضربات "سبتمبر"، U.S.A Patriot Act ، القانون الذي شن في تشرين الأول ومجموع هذه القوانين كل ما تقوم به أنها ترفع الضوابط القانونية التي تحمي الأفراد في مجال الاعتقال، والتحقيق، والتفتيش، وكل ذلك. عدد المعتقلين العرب الآن حسب خبر لرويترز في 18/11 من وزارة العدل الأميركية وصل إلى 1182.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس يا دكتور.. بس يا دكتور.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي.. اسمح لي..

د. فيصل القاسم: كي نبقى بموضوع الإعلام، كي نبقى بموضوع الإعلام.

د. إبراهيم علوش: مع إن هذا مرتبط بالإعلام دكتور.

د. فيصل القاسم: بس كي بقى في موضوع الإعلام.

د. إبراهيم علوش: دكتور، هذا مرتبط بالإعلام.

د. فيصل القاسم: طب كيف أنت تتحدث إنه مجموعة تملك كل هذه، طب ما علاقة هذا بما يحدث الآن؟ ما علاقة الإدارة الأميركية؟ يعني لا علاقة لها به.

د. إبراهيم علوش: أنا أقول لك.. أنا أقول لك ما علاقته.

د. فيصل القاسم: آه.

د. إبراهيم علوش: حصلت على وثيقة وأرجو، أن تعطينا دقيقتين هنا حتى أوضح الآلية التي تسير فيها الأمور في الولايات المتحدة، بس اسمح لي بس بدقيقتين دكتور، حصلت على هذه.. الوثيقة من موقع حكومي أميركي، موقع الكونجرس على الإنترنت يستطيع أن يذهب السيد كريستوفر، وينظر –بالتحديد- جلسات لجنة العلاقات الخارجية International Relations Conmittee وبالتحديد الجلسة (105)، فيها مقابلة، وهذا منشور، مسؤول كبير في شركة "يونوكول" اسمه (جون ماريسكا)،هاي شركة طبعاً متعدية الحدود، تنقب عن مصادر الطاقة، -بس اسمح لي بهاي دكتور- هذا الشخص في 12 February 98، 12/2، 12 فبراير 98 يتحدث مع لجنة العلاقات الخارجية، هذا الكلام حوالي ثلاث سنوات، يقول لهم: نحن نقوم بعمليات تنقيب في أميركا اللاتينية و USA Gulf Mcxico الخليج المكسيكي الأميركي.. وفي آسيا، يقول لهم بالحرف: "أريد أن أهنئكم –للجنة العلاقات الخارجية- على لتركيزكم على احتياطيات الغاز والنفط في آسيا الوسطى، والدور الذي تلعبه في تشكيل السياسة الأميركية" يتحدث عن ضرورة مد الأنابيب من منطقة بحر قزوين الذي قال إنها تحتوي 236 مليار مربع، قدم مربع.. عفواً اسمح لي دكتور.

د. فيصل القاسم: بس خلينا بالإعلام دكتور، خلينا بموضوع الإعلام، ولا نشذ كثير، لأنه بنضيع الوقت.

د. إبراهيم علوش: أنا مع..أنا.. أنا لا أريد أن أضيع، ما أريد أن أقوله أن هذا الشخص يقول بالحرف: أن هناك ضرورة لمد أنوب من بحر قزوين، هناك احتياطيات هائلة.

د. فيصل القاسم: طيب.

د. إبراهيم علوش: من.. اسمح لي يا دكتور، اسمح لي رجاءً، هناك احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي والنفط في منطقة بحر قزوين، نحن بحاجة للسيطرة على أفغانستان كي نمدد هذا الأنبوب، ما يحدث هنا هو تنفيذ للمصالح التجارية لشركة من هذا النوع، وفي مجال الإعلام، وهذا يعني.. يصب في الحديث عن موضوع ضرب (الجزيرة)، أنا أقول أن ضرب (الجزيرة) يأتي لمصلحة الـ CNN، وأقول: أن هذا مكمل للضربة على أفغانستان التي تأتي لمصلحة الشركات النفطية وشركات الطاقة الأميركية، وهذا ليس جديداً في السياسة الأميركية، أن الحكومة الأميركية تلعب دور قاتل مأجور ومتعهد تنفيذي عند الشركات متعدية الحدود. والدليل على ذلك على سبيل المثال في تشيلي بالـ 74 قمتوا بانقلاب الـ CIA، ووضعتوا ديكتاتورية عسكرية مكان الحكومة المتخبة ديمقراطياً، لأنها أممت مناجم النحاس التي تملكها شركة (ITT) وهي واحدة من شركات الاتصالات التي نتحدث عنها دكتور اسمح لي..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب، بس دقيقة، خلينا نبقى بموضوع.. لدينا الكثير من المشاركات، نشرك الأديب يوسف القعيد من القاهرة تفضل يا سيدي. نبقى بموضوع الإعلام. تفضل يا سيدي.

يوسف القعيد: أولاً: أنا يعني بأسجل تحفظي على استخدام تعبير "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وهذا التعبير طرح في مصر بعد 67، وكان تعبيراً شرعياً وابن اللحظة، لأن مصر كانت قد تعرضت لمؤامرة، ولعدوان، ولاحتلال أراضيها، ولضرورة إجلاء المحتل بأي شكل من الأشكال، فهنا الاستخدام قد يكون فيه قدر من التضليل.

أنا عايز أقول أتكلم على الإعلام الأميركي وأقول: إنه الإعلام الأميركي وصل إلى ذروته وذروة مجده عندما تمكن الإعلام الأميركي من إقصاء الرئيس (ريتشارد نيكسون) في منتصف السبعينات عن الحكم بسبب وبجراء التحقيقات أجريت في الفضيحة المشهورة.

د. فيصل القاسم: فضيحة (ووتر جيت).

يوسف القعيد: ووتر جيت. نقعفز بعد هذا كله، ونأتي إلى أحداث 11 سبتمبر سنة 2001م، ونكتشف أن الإعلام الأميركي بدلاً من أن يسأل سؤالاً جوهرياً هو: لماذا وجهت هذه الضربات إلى أميركا دون سواها؟ ثم يسأل سؤالاً جوهرياً ثانياً يخرج من السؤال الأول: لماذا يكره الناس في العالم سياسات أميركا وحكومتها، على الرغم من أن معظم الناس يعيشون على ظهر الكرة الأرضية كما يعيش المواطن الأميركي، ويعيشون حسب النمط الأميركي، ويشاهدون الأفلام الأميركية، ويلبسون كما يلبس الأميركان، لكنهم يكرهون كراهية حقيقية السياسات الأميركية؟ هذا السؤال غاب تماماً عن الإعلام الأميركي بكل فروعة، وبدلاً منه جاءت أسئلة الكاوبوي الأميركي: من الذي فعلها؟ لابد من القبض عليه حياً أو ميتاً، وبالمناسبة تعبير حياً أو ميتاً الذي استخدمه الرئيس (جورج بوش) والذي استخدمه.. استخدمه الإعلام الأميركي على مدى أكثر من شهرين هو عنوان لأكثر من فيلم سينمائي من أفلام الغرب الأميركي.

د. فيصل القاسم: كاوبوي.

يوسف القعيد: الانتكاسة الحقيقة التي تمت في الإعلام الأميركي بعد 11 سبتمبر أنه أصبح جزءاً من السياسة الرسمية الأميركية، وفقد استقلاليته الكاملة التي كان يتمتع بها إلى حدٍ ما حتى الفترة الأخيرة، هذا..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طب ما هي الإثباتات؟ هل لديك إثباتات على الأرض يعني تتعلق بـ.. بالإعلام بشكل خاص، أم أن هذا كلام عام؟

يوسف القعيد: أكبر.. أكبر.. أكبر إثباتات هذا الأسبوع توجد حملات في الإعلام الأميركي على رؤساء العالم التالت الذين يحيلون قضايا التطرف والإرهاب إلى المحاكم العسكرية، ثم يخرج الرئيس الأميركي (جورج بوش)، ويقرر بقرار مكتوب إحالة محاكمات عسكرية.. مواطنين غير أميركيين إلى محاكمات عسكرية سرية، وأنا أضع تحت "سرية" مائة خط، هذا موقف.

الموقف الآخر: مقالات (توماس فريد مان) التي يهاجم فيها.. كل الرؤساء الذين لا ترضى عنهم الولايات المتحدة الأميركية،والذين لا ترضى عنهم السياسة الأميركية بشكل يجعله أقرب إلى موظف في الإدارة الأميركية أكثر من كونه كاتباً صحفياً، وهذه المقالات تعبر عن رأي البيت الأبيض تعبيراً كاملاً إزاء كل القضايا المطروحة.

الإثباتات لو أخذنا المعالجات الأميركية للقضية الفلسطينية، قد يكون هناك مقال هنا أو مقال هناك يدافع عن الفلسطيني، قد يكون هناك مقال هنا أو مقال هناك يدافع عن الانتهاكات التي تتم الآن على أرض أفغانستان بصورة أبشع بكثير من ممارسات طالبان عندما كانت في الحكم، لكن مجمل الأداء الإعلامي الأميركي، مجمل الرسالة الإعلامية الأميركية، هي تبرير لكل ما تقدم عليه الإدارة الأميركية من تصرفات، ومن إجراءات. بالعكس فقد الإعلام الأميركي المبادأة في نقل أخبار حقيقية عن خلافات داخل الإدارة الأميركية، الشارع الأميركي الآن أشرف بكثير من الإعلام الأميركي، البرلمان الأميركي بمجلسية أكثر شرفاً وأكثر وطنية من الإعلام الأميركي، وطنية من الإعلام الأميركي، لأنه يختلف مع الإدارة ومع الحكومة، وله ملاحظات كثيرة، رأينا مظاهرات في الشارع، لكن رأيناها عبر (الجزيرة) ولم نرها عبر أي قناة فضائية أميركية أو عبر أي صحيفة أميركية. الإعلام الأميركي وصلت به السخرية إنه في أحد أعداد النيوزويك الأخيرة نصيحة للحكومات الأميركية أن تسأل دول العالم التالت عن وسائل التعذيب، وتستخدمها مع من تقبض عليهم من.. الإرهابيين والمتطرفين بدلاً من التحقيق معهم..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب، طيب سيد.. سيد القعيد.

د. إبراهيم علوش: تسمح لي.. تسمح لي أضيف إلى هاي بس.

يوسف القعيد [مستأنفاً]: ففيه انتكاسة حقيقة.. فيه انتكاسة حقيقية للإعلام الأميركي، ما أقولش إنه رجع بقى عالم تالت، أنا بأقول أنه عاد إلى المربع رقم (1)، إلى نشأة الولايات المتحدة الأميركية الأولى.

د. فيصل القاسم: طيب، أشكرك جزيل الشكر.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي.

د. فيصل القاسم: سيد روس، لأ.. دقيقة، سيد روس يرد، لأنه الأسئلة موجهة له سيد روس، تفضل.

كريستوفر روس: والله أنا أرى أنه في كل ها الملاحظات شيء من المبالغة للغاية.

أولاً: من وين أبدأ؟ الدكتور إبراهيم ذكر أنه هناك نوع من الإجماع في.. في الإعلام الأميركي حول الخطوط العريضة.. للعمل الحالي، وبالرغم من أنه هناك اختلافات أو خلافات حول بعض التفاصيل، أظن أني أشاركه هذا الرأي، يعني الخلافات هي أصلاً في التفاصيل، بعضها هامة، البعض منها هامة، ولكن علينا أن نسأل: لماذا هذا الإجماع حول الخطوط العريضة؟ الإجماع حول الخطوط العريضة لا يعكس سياسة حكومية مفروضة على وسائل الإعلام، لا، هي تعكس إجماع في الرأي العام حول ضرورة.. ضرورة ملاحقة ومعاقبة مرتكبي الجرائم اللي وقعت يوم 11 سبتمبر، لا أكثر ولا أقل.

د. إبراهيم علوش [مقاطعاً]: اسمح لي.. من هم هؤلاء؟ من هم هؤلاء؟

كريستوفر روس: هناك إجماع في أميركا أنه هذه الأحداث كانت جرائم..

د. إبراهيم علوش: من هم هؤلاء المرتكبين؟

كريستوفر روس: وعلينا أن.. أن نعاقب مرتكبيها، هذه من جهة.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. دقيقة.

كريستوفر روس: ذكر.. ذكر الدكتور إبراهيم إنه بعض القوانين الجديدة.. أو أوحى بأنه بعض القوانين الجديدة.. تضع عراقيل أمام اللي يريد أن يتكلم بجانب الجانب العربي في.. في الميديا، القوانين الجديدة عندها.. هناك تساؤلات كثيرة حولها كما قال أحدهم، ولكن لا يمس حرية الكلام، حق الكلام، هذا.. غير داخل في هذه القوانين.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب، بس سيد روس، سيد روس، هناك سؤال جوهري طرحه، هناك.

كريستوفر روس: وأخيراً بالنسبة..

د. فيصل القاسم: بس سيد روس، هناك سؤال جوهري طرحه السيد القعيد –قبل قليل- بأنه المؤسسة الإعلامية الأميركية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الأجندة السياسية للولايات المتحدة، بعبارة أخرى: أصبحت بوقاً لا تستطيع أن تشذ، وإلا كيف تفسر الكلمة الشهيرة والعبارة الشهيرة للرئيس الأميركي عندما قال: "من ليس معنا فهو ضدنا"، بعبارة أخرى؟ هذا ينسف كل الحرية الإعلامية، بعبارة أخرى؟ هذا ينسف كل الحرية الإعلامية، والديمقراطية، وإلى ما هنالك. يعني، أنت إذا تقول أي رأي في الصحافة فأنت ضد، وبالتالي تتعامل كضد، يعني هاي مجرد أسئلة كثيرة في الفاكسات.

د. إبراهيم علوش: تسمح لي يا دكتور.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة، هذا السؤال.

كريستوفر روس: لا أظن أنه هذا الطرح.. هذا الطرح مقلوب، طرح.. الخط السياسي من وين جاي؟ جاي أصلاً من إجماع شعبي.. وتعبر وسائل الإعلام عن إجماع شعبي.

د. فيصل القاسم: حلو!

كريستوفر روس: ليس عن خط سياسي من الإدارة، الإدارة لازم تستجيب لمشاعر الناس بعد هذه الجرائم.

د. فيصل القاسم: صح.

كريستوفر روس: ومشاعر الناس تعكسها الصحف.. والإذاعات.

د. فيصل القاسم: كويس جداً، جواب كويس. لنأخذ سيد علي العابد هولندا. تفضل يا سيدي.

د. إبراهيم علوش: خليني بس.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.

علي العابد: مساء الخير دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم: يا هلا.

علي العابد: أرحب بضيفيك أستاذ إبراهيم، وأتمنى أنك تعطيه وقت كاف حتى يكمل وجهة نظره أستاذ إبراهيم.

د. فيصل القاسم: طب يا سيدي، اتفضل.

د. إبراهيم علوش: شكراً لك يا سيدي.

علي العابد: شكراً.. يعني إنه إحنا.. أنا سمعت من ها الكلام إنه 20 سنة حتى الإعلام الأميركي اتزحزح وخصص 20% للقضية الفلسطينية، هذا يعني إنه بدنا من 20 لـ 30 سنة حتى يتزحزح كمان مرة ويخصص للقضية الفلسطينية ممكن 40 أو 50%!! هاي نقطة. كما إن..يعني إنه أنا أميركا نشوفها قاعدة تفرض إرهاب فكري وإعلام..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس يا سيد.. سيد يعني يا سيد، يعني كي يعني.. هل تريد من كل الإعلام الأميركي أن يكون مخصصاً يعني للقضية الفلسطينية والقضايا العربية؟ يعني لماذا لا تقول أن مثلاً القضايا العربية هي عبارة عن تفصيلات بسيطة وصغيرة جداً في السياسة والاستراتيجية الأميركية الأكبر بكثير؟ لماذا تريد من أميركا أن يكون شغلها الشاغل قضيتك وقضيتي يعني؟!

علي العابد: يا سيدي، إحنا.. معروفة قضية العرب هي قضية مركزية واحدة، إحنا نتمنى إنها تنحل وتنتهي ها المشاكل كلها عند العرب، يعني أنا مش مؤيد لن لادن، لكن ممكن بيطلع 100 بن لادن، بنتمنى تنحل مشكلة فلسطين، شعب يذبح، يعني إحنا نشوفه وإحنا عرب من دول ثانية، إحنا نشوف الشعب الفلسطيني يموت قدامنا، إحنا.. إحنا بنفس الوقت عرب ومسلمين، إحنا.. عندنا ضمير لكن أنا ودي أوجه سؤال للسيد الأميركي: إنه هل كان ضربة قناة (الجزيرة) بكابول مبرمجة وقت دخول قوات التحالف الشمالي، ولتحييد قناة (الجزيرة) عن إكمال دورها الهام بكشف فضائح دخول قوات التحالف والأميركان إلى مدينة كابول؟ وشكراً.

د. فيصل القاسم: شكراً جزيلاً. أحمد بن سعيد السعودية.

أحمد بن سعيد: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا أريد أن أتحدث عن نقطتين:

النقطة الأولى: فيما يتعلق بحرية الإعلام الأميركي، أنا أعتقد أن الإعلام الأميركي ليس حراً تماماً، لأنه يخضع للكثير من الضغوط، هناك اعتبارات كثيرة تضغط على مستوى هذا الإعلام وسياساته، اعتبارات الأمن القومي، اعتبارات المصالح المشتركة، الاعتبارات المالية، اعتبارات الحظوة والعلاقات الخاصة بين الصحفيين وموظفي وزارة لخارجية الأميركية، هناك الاعتبارات الأيديولوجية، اعتبارات البيئة الثقافية التي يعيش فيها الصحفي ويتنفس فيها، إذاً الاعتقاد الشائع بالحرية المطلقة للإعلام الأميركي اعتقد أنه غير دقيق.

هناك أشياء تعلمناها كثيراً: الموضوعية في الصحافة الأميركية، التوازن، هذه الأشياء أكاديمية تتغنى بها كتب الصحافة في الولايات المتحدة، لكن نصيبها من الواقع محدود جداً. أعتقد أن.. أن الدعاية تمارس في الولايات المتحدة ليس بالضرورة بنفس الأسلوب ونفس الطريقة التي تمارس فيها الدعاية في.. دول أخرى سيما دول العالم الثالث، لكن الدعاية تمارس بطرق استراتيجية، بطريق معقدة، وبطرق متطورة في الولايات المتحدة الأميركية.

أولاً: وسائل الإعلام الأميركية تبث وقائع الحملات الانتخابية، وطقوسها، وشعاراتها، وأغنياتها، واحتفالات تنصيب الرؤساء، وخطاباتهم، ومؤتمراتهم، هذا كله يعزز ارتباط الشعوب بالأنظمة السياسية القائمة.

أما أحادية الرؤية في الولايات المتحدة.. وسيطرة الدعاية تتضح كثيراً لنا في التشابه الكبير بين مواقف النخب السياسية الأميركية ومواقف الصحافة السائدة في الولايات المتحدة، دائماً ما تقف صحافة النخبة اللي اسمها الـ (Lead Press) إلى جانب النظام الأميركي، سيما في مواقفه السياسية الخارجية؟ كالموقف تجاه ليبيا مثلاً، والعراق، والسودان وكوبا، مفاوضات التسوية بين العرب وإسرائيل، والتعامل مع الحركات الموصومة بالإرهاب، دائماً ما تظهر أميركا في وسائل الإعلام الأميركية كصانعة سلام، تشجع التفاوض بين الأطراف المتصارعة، تدافع عن حقوق الإنسان، تسعى لجعل العالم أكثر أماناً، بينما تتجاهل هذه الوسائل العنف الذي تمارسه أميركا وحلفاؤها.

د. فيصل القاسم: طيب أشكرك.. أشكرك جزيل الشكر، الكثير من النقاط، لكن الكلام موجَّه للسيد روس يعني قبل أن..

د. إبراهيم علوش: دقيقة بس.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة واحدة.. بس دقيقة واحدة، بس.. بس..

د. إبراهيم علوش: دكتور اسمح لي، أريد أن أقول مسألة بس واحدة، لو سمحت، لأ مش عم تعطيني دوري يعني، ما أريد أن أقوله هو أن يعني السيد روس يقول: أن نعم، اعترف أخيراً -وهذا من فمه مش مني- أن هناك توجه واحد يحكم الإعلام الأميركي، يقول أن السبب وراء ذلك إن توجه الشعب يدعم التوجه الرسمي، مش إنه فُرض على التوجه الإعلامي شيء يعني، يقول أن الجميع يريد أن يعاقب ما أسماهم بـ "مرتكبي الجرائم" ضد.. بـ 11 سبتمبر، أولاً الإدارة الأميركية لم تكلف نفسها حتى الآن بتقديم أي دليل..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: هذا.. هذا يأخذنا.. دقيقة يا دكتور.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي يا دكتور.. يا دكتور..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة واحدة بس دقيقة.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي أريد أن أقول.. أريد أن.. أريد أن..

د. فيصل القاسم: أنا يا دكتور.. أنا أريد أن أبقى، أريد أن أبقى في الشأن الإعلامي، رجاءً..

د. إبراهيم علوش: الإعلام.. أريد بالإعلام أن أقول.. أؤكد على اللي قاله أحمد بن سعيد إنه توقيت الضربة لقناة (الجزيرة) في كابول ترافق مع دخول قوات التحالف إلى كابول والمسألة الأخرى..

د. فيصل القاسم: كي تضيع الطاسة يعني؟!

د. إبراهيم علوش: كي تضيع الطاسة، وحتى مش بس تتخبى جرائم قوات التحالف، ولكن أيضاً لأنه فائدة وجود قوات.. قناة (الجزيرة) بكابول أصبحت أقل من كُلْفة وجودها الآن، بينما بالسابق كانت هي الصوت الوحيد والصورة الوحيدة القادرة أن تصل إلى قلب كابول، المسألة الأخرى في المجال الإعلامي أيضاً: هل ننسى أن (كوندوليزا رايس) استدعت وسائل الإعلام الأميركية ونبهتها حول ما يجب وما لا يجب أن يُنشر في وسائل الإعلام الأميركية، ماذا عن ما.. ما يتم الحديث عنه عن منع التسرب (Leakage) يعني بـ ..

د. فيصل القاسم: منع التسريب.

د. إبراهيم علوش: منع التسريب، هذا لا يشبه الرقابة الإعلامية التي تمارس في أشد الدول ديكتاتورية؟ ماذا عن الذي قرأناه على الإنترنت، الـ (Pentagon News Net web) وهي مؤسسة في البنتاجون.. وزارة الدفاع الأميركية.

د. فيصل القاسم: شبكة أخبار وزارة الدفاع.

د. إبراهيم علوش: نعم، تراقب كل ما يصدر عن وسائل الإعلام، وتتخذ مواقف وإجراءات بناءً عليه، ثم ماذا.. يتحدث عن الحرية، ماذا عن قيام أميركا بطلب قوائم بأسماء خطباء المساجد، هل يمثل ذلك حرية إعلامية؟ أميركا تريد من قناة (الجزيرة) –حسب ما سمعت هون، وصححني إذا كنت مخطئاً- تريد.. طلبت من قناة (الجزيرة) استضافة إسلاميين تختارهم أميركا، يعني إسلام مفصَّل على المقياس الأميركي، وبالإضافة إلى كل ذلك تم لقاء مع هوليود، ومحاولة لتجيير هوليود –كما جرى في الحرب العالمية الثانية- لخدمة الأغراض السياسية الأميركية، يعني مش بس إعلامياً دكتور، ولكن أيضاً على مستوى الترفيه، وهون أريد أن أذكر مسألة مهمة لو سمحت لي دكتور أن أهم –يعني- شركات الأفلام الأميركية وهي تابعة للإمبراطوريات التي تحدَّثت عنها، مثل: شركة كولومبيا، ويترو جولدن ماير، وورنر برازرز، بارا ماونت، يونيفرسال، يونيون سينشري فوكس، .. اسمح لي دكتور، هاي الشركات كلها تم تأسيسها من قبل اليهود، وهذا الموضوع نشرنا عنه إحنا بحث مهم للدكتور عبد الله السندي في الـ Free Arab World..

وسائل الإعلام ودورها كجزء من الحرب العسكرية

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب، بس.. بس يا دكتور خلينا نعطي خليه يكون فيه شوية نوع من التوازن، يعني أنا سيد روس، سمعت كل هذا الكلام، أجمل لك، لدي مثلاً كان سؤال من.. من علي العابد من هولندا إنه برمجة الضربة هذا من جهة، لدي فاكس أيضاً من سحر بساطة تقول الشيء نفسه، بأن يعني هي عملية إخراس أو إرهاب لكل من يقف في وجه الدعاية الأميركية، إلى ما هنالك، بالإضافة إلى كلام الدكتور، أنا أجمل يعني، تفضل.

كريستوفر روس: شكراً أستاذ فيصل، بالنسبة.. اللي حصل لمكتب (الجزيرة) في كابول لحد الآن ما عندنا التقرير الكامل لمجرى الأحداث، كما قلت.. ليس هناك استهداف للمنشآت المدنية أو الإعلامية، فإذا –وأقول "إذا"- ضربت.. ضرب المكتب من قبل القوات الأميركية، هذا كان غلط وسنعترف عنه في وقته، ما فيه شك إنه.. إنه المنشآت الإعلامية والمدنية مستثناه من العمليات العسكرية.. إلى أكبر حد ممكن..

د. إبراهيم علوش[مقاطعاً]: هذا غير صحيح، وأنت تعرف أن (الجزيرة) أثبتت أنه غير صحيح.

كريستوفر روس[مستأنفاً]: هاي من ناحية..

د. إبراهيم علوش[مقاطعاً]: تم قتل المدنيين في قندهار وفي جلال آباد، وأنت ترى صور القتلى المدنيين، هذا بصراحة هذا يخالف الحقيقة بشكل مباشر يعني..

كريستوفر روس[مقاطعاً]: من وين بدها تجيب (الجزيرة) الثبوتات.. ياه.. ياه.. ياه!!!

د. فيصل القاسم: طيب.

كريستوفر روس: كيف بده طرف واحد يجيب أدلة لما فيه طرفين أو تلاتة في الموضوع؟ هذا بده تحقيق طويل عريض ولسه ما تم، هاي من ناحية، من الناحية الأخرى أنتم تتصورون أن..

د. إبراهيم علوش[مقاطعاً]: مثل التحقيق بمصنع الشفاء بالسودان مثلاً أو ملجأ العامرية بالعراق؟!!

كريستوفر روس: خلينا نبقى في الموضوع، أنا عندي وجع راس!

د. إبراهيم علوش: لازم لأنه أفكارك مشوشة!

كريستوفر روس: أنتم تتصورون أن هناك مراقبة.. أن هناك مراقبة تامة لكل النشاطات في العالم من قبلنا، وتصورون إنه فيه تنسيق كامل بين كل الهيئات والمؤسسات الأميركية، هذا غير صحيح، نحنا حكومتنا مثل غير.. غير.. غيرها في العالم، هناك محاولات لتنسيق، محاولات لمراقبة الأمور، مرات تنجح، مرات تفشل، نحنا.. بني آدم مثل غيرنا.

ثالثاً: بالنسبة لتعبئة نجوم هوليود، نحنا في أميركا حاسين حالنا عايشين حالة حرب ضد مرتكبي أعمال الإجرام والإرهاب، ففي حالة الحرب التعبئة مشروعة، ما فيه مشكلة.

د. فيصل القاسم: أيوه.

كريستوفر روس: اللي بده يحكي لجانبنا أهلاً وسهلاً خليه ييجي، والنقطة الأخيرة والله إن شاء الله أنتم ستوجهون الانتقادات إلى وسائل الإعلام العربية بنفس الحماس!

د. إبراهيم علوش: اطمئن إن شاء الله.

د. فيصل القاسم: طيب، دكتور إبراهيم، سؤال وجيه، طب نحن لماذا لا نأخذ.. قال السيد روس قبل قليل كلاماً مهماً، لماذا لا نأخذ.. طيب أميركا تعيش ظروفاً استثنائية وهناك مثل إنكليزي وأنت عشت في أميركا وهو يقول “Every thing is Fair in Love and War” "كل شيء يعني مباح في.. في الحب والحرب" إذا صح التعبير..

د. إبراهيم علوش[مقاطعاً]: يا دكتور فيصل، أريد أن..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة واحدة.. دقيقة واحدة تعيش حالة استثنائية، لماذا لا ننظر أيضاً إلى الشارع الأميركي؟ الشارع الأميركي كله أو في معظمه متوحِّد –إذا صح التعبير- وراء الإدارة والسياسات الأميركية، والدليل على ذلك أن أكبر نسبة مبيعات للأعلام الأميركية بيعت في الفترة الأخيرة، شعبية الرئيس (بوش) ارتفعت إلى مستويات عالية جداً، إلى ما هنالك من هذا الكلام، وعندي مثلاً.. عندي -دقيقة شوي-، عندي حسب "لوس أنجلوس تايمز" إن 59% من الأميركيين –وهي نسبة كبيرة- يقرون بأن على السلطة العسكرية والسياسية في أميركا بسط رقابة أقوى على الإعلام الأميركي، إذاً في نهاية المطاف من حق هذا الإعلام أن يساير الجو العام في أميركا المتمثل بالتوحد وراء الإدارة.

د. إبراهيم علوش: إيجى دوري أخيراً.

د. فيصل القاسم: اتفضل.

د. إبراهيم علوش: أولاً: أريد أن أقول أن استخدام الحجج الأمنية لمصادرة الحريات مسألة مألوفة بالنسبة لنا نحن العرب، والآن عندما قررت الإدارة الأميركية أن تلعب بدورها هذه اللعبة القديمة عندنا، يعني استخدام الحجج الأمنية لمصادرة الحريات، فاسمح لي دكتور أن أقول لك أن الآن بدأ بعض الأميركيين يشعرون أن هناك مشكلة وخطر على حرياتهم، ودعني أثبت ذلك بالرسالة التالية من رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي (باتريك لير) لوزير العدل الأميركي (جون أشكروفت) حول موضوع قرار اتخذ أخيراً وهو مراقبة والتنصت على المكالمات بين المعتقلين وبين محاميهم، رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ أرسل له رسالة مفتوحة موجودة على الإنترنت يقول له: أنت تتجاوز كل قوانين مكافحة الإرهاب في ذلك، يعني هو تخطى ما سمح له به قانون مكافحة الإرهاب..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: بس هذه ظروف استثنائية يا دكتور، هذه ظروف استثنائية، وقال لك: إنه من.. يعني من.. من المسموح به..

د. إبراهيم علوش: يا دكتور، اسمح لي.. ما يجري.. ما يجري ليس تعاملاً مع ظروف استثنائية فحسب، ما يجري هو محاولة –يعني- عند هذا المفصل الحساس من تاريخ الولايات المتحدة هناك محاولة للقيام بعملية قمع شديدة، القوانين التي صدرت مؤخراً تصادر الحريات وموجهة أساساً نحو العرب ونحن المسلمين، قوانين الاعتقال بدون تهمة..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: خلينا بالإعلام.. خلينا بالإعلام..

د. إبراهيم علوش: نعم.. نعم، بس ما هو الإعلام -دكتور- يغطي هذه القوانين ويدافع عنها ويتبناها، أنا أريد أن أقول مسألة بس اسمح لي دكتور.

[موجز الأخبار]

د. فيصل القاسم: دكتور.

د. إبراهيم علوش: أريد أن أقول أولاً دكتور، ولا تقل لي هذا الشيء غير إعلامي، لأنه صار حقيقة عملية يعني كذب يجب أن نقف عندها، يقول السيد روس أنه ليس هناك استهداف للمواقع المدنية أو الإعلامية، نحن نعرف أن في تاريخ الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة ليس فقط في أفغانستان، ولكن أيضاً في العراق وفي كل الأمكنة الأخرى، كان هناك استهداف شديد للمدنيين، حكومة الولايات المتحدة أيديها ملوثة بدماء شعوب العالم وهذا يشهد عليه ملجأ العامرية، كما يشهد عليه –يعني- السلاح الأميركي الذي يقتل الفلسطينيين اليوم في الأرض المحتلة، فمن حيث المبدأ الصور والوقائع تثبت أن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق.

النقطة الأخرى التي أريد أن أقولها يعني يتحدث وكأن هناك مجتمع مفتوح وحرية في التنظيم واللي بده يجي يشتري أسهم فليسيطر على وسائل الإعلام الأميركية، الأمور ليست بهذه البساطة، ولا يصدق هذا الكلام إلا السذَّج، الأمور ممسوكة، هناك أصحاب رؤوس أموال..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: يعني من الصعب أن تخترق الإعلام الأميركي وتدخل؟

د. إبراهيم علوش: لا، أنا لا أقول أنه مستحيل بمعنى أنا أؤمن بقانون المقاومة، يجب أن يقاوم الإنسان كل عمليات.. يعني القمع سواء كانت إعلامية أو على الأرض..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: يعني باختصار تقول إنه هذا الإعلام ممسوك.

د. إبراهيم علوش: ممسوك.

د. فيصل القاسم: مثلما هو ممسوك بدول العالم الثالث؟

د. إبراهيم علوش: وبطريقة مختلفة يا دكتور، وأحد المتحدثين قال لك أن طريقة مسك الإعلام الأميركي لا تقتضي وجود مراقب من الحكومة في مبنى الإذاعة أو مبنى الصحيفة، هناك آليات أخرى لإفراز نهج إعلامي متوافق مع مصلحة النظام، والسبب هو أن الشركات نفسها التي تملك وسائل الاتصال الأميركية هي التي تملي سياسة النظام، وبالتالي لا يعود هناك حاجة لأن يكون هناك تضارب بين وسيلة الإعلام وبين سياسة النظام، لأن المصدر واحد، وهو مصلحة يعني أصحاب الشركات متعدية الحدود.

ما أريد أن أقوله بس رداً على السؤال اللي حكاه السيد روس، متى ننتقد وسائل الإعلام العربية كما ننتقد وسائل الإعلام الأميركية؟ سيد روس، عندما تتوقفون أنتم عن دعم الأنظمة المعادية لشعوبها سنتمكن من القيام بذلك بحرية أكبر إن شاء الله، أريد أن أقول أيضاً أن القوانين التي سُنَّت مؤخراً، وهناك توجه خطير في الولايات المتحدة، ليس فقط نحو مصادرة الحريات الشخصية والسياسية للمواطن، بالمناسبة: القوانين سُنَّت ضد العرب والمسلمين أساساً، ومعظم المعتقلين –كما يعرف- من العرب والمسلمين..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: خلينا بالإعلام.

د. إبراهيم علوش: مع الإعلام دكتور، ما أريد أن أقوله كيف يمكن أن أعبر عن رأيي اسمح لي –يعني- ما تظل تقول لي إعلام، كيف يمكن أن أعبر عن رأيي، إذا لما أعبر عن رأيي بأصير أنا عرضة للاتهام بالإرهاب، يعني –عفواً- القانون الجديد على سبيل المثال يمنح الـ F.B.I صلاحيات الحصول على سجلات المالية أو الطبية والتعليمية، يجعل دفع رسوم العضوية للمنظمات السياسية المغضوب عليها دليلاً إجرامياً، ثم تقول لي حرية التنظيم؟ ماذا يعني هذا الكلام؟ هذا كلام ليس له معنى أن تتحدث عن حرية التنظيم، طالما أنت حاططني ضمن إطار قوانين من هذا النوع، اسمح لي يا دكتور، جملة واحدة أريد أن أؤكدها: الواشنطن بوست والمقربة من أوساط النظام في العاصمة السياسية واشنطن تحدثت في 28/10 عن السماح بالتعذيب في السجون الأميركية، وأنا أريد أن أقف عند هذه النقطة بالتحديد، وهناك أيضاً أطراف في.. حول موضوع الخلافات التي يتحدث عنها السيد روس، هناك أطراف في الإدارة الأميركية يمثلها (وولفو ويتس)، و(ريتشارد بيرل)، و(كيسنجر)، و(نيوت جندرتيش)، و(دانك ويل)، و.. هؤلاء يريدون ضرب العراق فوراً، ويريدون نقل الضربة فوراً إلى دول أخرى..

د. فيصل القاسم: طيب كي نبقى.. O.K أشكرك جزيل الشكر، سيد روس سمعت هذا الكلام ولدي مشاركة (133) من الإنترنت من يوسف عمر السايس، يقول: إن الولايات المتحدة –هذا أعتقد يأتي مع كلام الدكتور- إنه الولايات المتحدة كانت أول من ابتكر ما يُسمى بـ (Mass Administration) أي إدارة التجمعات، وفرضت تلك المادة على معظم العالم العربي كأسلوب للحكم.. وهذا يأتي في السياق العام، كيف ترد؟

كريستوفر روس: والله أنا ما فهمت ها السؤال شو ها الـ (Administration) اللي فرضناها.

د. فيصل القاسم: Mass.. Mass Administration

د. إبراهيم علوش: اسمح لي Mass Detention, I think you..

د. فيصل القاسم: لا.. لا Mass Administration الإدارة.. إدارة التجمعات، إدارة كل شيء من مركز واحد يعني..

د. إبراهيم علوش: لما.. لما سجنتوا الأميركيين من أصل ياباني بسنة الـ 41 وضعتوا عشرات الألوف منهم بمعسكرات اعتقال وصادرتوا أملاكهم، ألا تذكر هذا؟

د. فيصل القاسم: طيب يا دكتور.. يا دكتور، خلي.. خلي السيد روس..

د. إبراهيم علوش: عم بأشرح له السؤال فقط أنا يعني..

د. فيصل القاسم: تفضل يا سيدي.. تفضل يا سيدي.. تفضل يا سيدي، لا.. لا.. هذا الـ Mass Detention غير Mass Administration

د. إبراهيم علوش: طيب O.K

د. فيصل القاسم: تفضل.. اتفضل سيد روس.

كريستوفر روس: الـ Mass Detention هذا هو السؤال؟

د. فيصل القاسم: لأ.. لأ، مش الـ Mass Detention هو يريد أن يقول لك.. يعني هو.. تفضل.

د. إبراهيم علوش: طب تسمح لي أنا أسأل السؤال دكتور.. اسمح لي..

كريستوفر روس: اتفضل اشرح لي السؤال من فضلك.

د. إبراهيم علوش: أنا بدي أسأل سؤال دكتور إذا ممكن يعني، بس أنا..

الإعلام الأميركي بين الضغوط السيطرة وبين الظروف الاستثنائية

د. فيصل القاسم: بس نريد.. نريد أن نعطي المجال للسيد روس رجاءً، أنا قلت يا سيد يعني يريد أن يقول إنه كل الكلام عن هذه الحرية والتجمع وإلى ما هنالك في الإعلام وغير الإعلام، كله هذا كلام غير صحيح، هناك نقاط ارتكاز تحرك الخيوط في جميع الاتجاهات، باختصار يعني تفضل.

كريستوفر روس: يعني لاشك إنه هناك اتجاهات وهناك.. هناك جماعات ضاغطة إلى آخره، هذا من صلب الديمقراطية، والاحتكاك، كل ها الأشياء هو اللي بيجيب السياسة في النهاية، بس إذا القصد هو أنه هناك فئة واحدة تحرك كل شيء إعلامياً وغير إعلامياً، هذا غير صحيح، والحياة السياسية اليومية في أميركا بكل ها الجدل والنقاش يدل على أنه احتكاك الجماعات شيء دائم، ومرحب فيه في حياتنا..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طب سيد روس سؤال.. سؤال بسيط، يعني هناك.. هناك من يقول أو سمعنا إنه بعض الـ.. يعني بعض الإعلاميين الأميركيين وبعض البرامج الأميركية تعرضت للمضايقة وحتى التوقف، يعني بعض الإعلاميين توقفوا عن العمل، وبعض البرامج أيضاً توقفت بسبب ضغوط أميركية. ما صحة مثل هذا الكلام؟

د. إبراهيم علوش: (بيتر جونكز) مثلاً.

كريستوفر روس: أنا ما شفت حالات من ها النوع، بس بأعرف إنه صاحب المحطة أو صاحب الجريدة إذا ما يعجبه واحد يقدر إنه يفصله من عمله، هاي ليس بجديد، بس بتكاثر الإذاعات والصحف، فيه نوع من التوازن في النهاية، عندك صحافة يمينية، عندك صحافة يسارية، عندك صحافة وسطية، يعني كل شيء موجود عندنا، والمهم في.. في محاولة فهم ها العالم من المعلومات المهم هو كيفية الرصد، وين بدك تركز حالك على أي موضوع، من أي ناحية، يعني ذكرتم قبل شوي الملخص اللي بيعمله "أوربت" ممتاز هذا ملخص، من وين بيجيب هذا الملخص، ومين وراء هذا الملخص؟ مين بيعرف؟ فيني أنا أعمل لك ملخص في الاتجاه التاني إذا بدك يعني قصة اختيار العينة كثير هامة في هذا الموضوع، لأنه كل شيء موجود عندك..

د. إبراهيم علوش: تسمح لي أجاوب على أسئلة..

د. فيصل القاسم: طيب، لدي فاكس من.. من بس دقيقة.. بس..

د. إبراهيم علوش: ..سريعة جداً، وعد.. وعد أن تكون..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة، أقرأ لك الفاكس ورد عليه مثل ما بدك بس.

د. إبراهيم علوش: بس بدي أسأل سؤال..

د. فيصل القاسم: بدر تميم.. بدر تميم.. بدر تميم من ولاية (كلورادو) الأميركية يقول: لا أعتقد أن الولايات المتحدة في حاجة إلى قصف مقر قناة (الجزيرة)، لأن هذه القناة تُبث من خلال الأقمار الصناعية، التي صنعتها وأطلقتها وتتحكم فيها الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، ولو أردت هذه الدول لاستطاعت بلمسة زر واحد إيقاف بث قناة (الجزيرة) وإلغائها من الوجود، وبذلك لن يفيدها المطبِّلون والمصفقون لها من الغوغاء والرعاع، من العرب وغيرهم، فالعرب أعجز من أن يصنعوا أو يطلقوا أي قمر اصطناعي، تفضل.

د. إبراهيم علوش: ما أريد أن أقوله أولاً: أن تكاثر الصحف في الولايات المتحدة لا يعني أن هناك توازن بالضرورة، لأن معظم هذه الصحف ترتبط بشكل أو بآخر بالأربع أو الخمس احتكارات التي تسيطر على وسائل الإعلام، اسمح لي دكتور..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب، بس خلينا نطلع من الاحتكارات قلت قبل قليل سألته إنه تم توقيفات وما توقيفات، سألته وأردت أن تتداخل في هذا الموضوع، ماذا كان لديك؟

د. إبراهيم علوش: أريد.. أنا ما أريد أن أقوله.. أن سمعنا أن هناك عدد من مقدمي البرامج الإذاعية والتليفزيونية تم وقفهم، هو ينسب ذلك إلى قرار خاص، هو ينسب ذلك إلى قرار من صاحب الصحيفة، ولا يذكر أن صاحب الصحيفة يرتبط بجهة مالكة ومديرة لهذا.. لهذه المؤسسة الإعلامية، الحقيقة أنا أريد أن أسأله سؤال السيد روس إذا أمكن: في 12 أيار.. 12/5 سنة 96 على برنامج minutes) 60) سئلت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة (مادلين أولبرايت) عن السياسة الأميركية في العراق، سئلت أن السياسة الأميركية حتى الآن كلفت.. حتى ذلك الحين –نصف مليون طفل عراقي، اسمح لي، أنا لن أغير الموضوع، موضوع إعلامي، هو يقول أنه ضد قتل المدنيين كويس؟ أنا ما أريد أن أسمع عندما سئلت (مادلين أولبرايت): هل تعتقدين أن الثمن يستحق ذلك؟ يعني تحقيق السياسة الأميركية قتل نصف مليون طفل عراقي أجابت Yes, I think the price is worth it يعني "نعم أعتقد أن الثمن يستحق ذلك أريد جواباً محدداً من السيد روس، هل تؤيد..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب، بس.. بس خلينا هذا.. هذا سؤال سنسأله إياه، بس لأن.. لا نقفز فوق الموضوع الإعلامي.

كريستوفر روس: خلينا نجاوب معلش، خليني أجاوب.

د. فيصل القاسم: ما هي الإثبات لديك بإنه ثم توقيفات وكذا؟ هل لديك أمثلة؟ مثلاً ما هي؟

د. إبراهيم علوش: هناك العديد من الحالات.

د. فيصل القاسم: ليس كلاماً عاماً، أعطني حالات إذا فيه؟

د. إبراهيم علوش: أريد.. أريد أن أقول أن هناك العديد من الحالات اللي سمعنا عنها؟

د. فيصل القاسم: Politically in correct

د. إبراهيم علوش: Politically in correct على سبيل المثال اللي يعني ثم وقفها، سمعنا أن مدير هذا البرنامج –على سبيل المثال- قنع بعد منع حكى شي ما عن الهجمات اللي صارت بـ 11سبتمبر، إنه تم منعه من عرض برنامجه في كل الأقنية، هلا هناك الكثير، هناك حديث عن (بيتر جونكز)، هلا.. هو طبعاً أجاب ينسبها إلى قرار شخصي من صاحب المؤسسة، أنا أجبت على ذلك، أن صاحب المؤسسة لا يتصرف في فراغ دكتور.

[فاصل إعلاني]

د. فيصل القاسم: الكثير من المشاركات عبر الإنترنت للأسف الشديد لم أستطع آخذ الكثير، لكن أشرك بعض المشاهدين عبر التليفون، منصور قندقجي من سوريا تفضل يا سيدي.

منصور قندقجي: السلام عليكم.

د. فيصل القاسم: وعليكم السلام.

إبراهيم قندقجي: وأسعد الله مساءكم.

د. فيصل القاسم: يا هلا.

منصور قندقجي: اختصاراً للوقت أريد أن أشارك الدكتور إبراهيم في ما أتى به من أرقام حالية تثبت مسألة السيطرة المركزية لفئات وأسماء على الرأي العام، بمرجع عندي سأقرأ أمنه بالحرف الواحد: علينا أن ندفع حكومات الخوارج إلى العمل بما تقتضيه خطتنا على اتساع معناها، وقد أوشكت تلك الخطة أن تتحقق وتنتصر، وعلينا أن ندخل إلى القول أن هذه الحكومات تنقاد للرأي العام، ولعمري ما الرأي العام سوى تنظيم سري أنشأناه بواسطة تلك القوة العظيمة، أعني بها الصحافة، وما خلا القليل الذي لا يعتد به قد أصبحت الجرائد برمتها في قبضة أيدينا.. المرجع: بروتوكولات حكماء صهيون.. البروتوكولات الـ 24 التي ضبطت في عام 1897. في مرجع آخر في مكان آخر. ولعمري ليست الحرية السياسية اسم عين، إنما هي اسم معنى، أي أنها بلا.. أي أنها اسم بلا مسمى" وقبله يلخص (هرتزل) لو طلب تلخيص مؤتمر (بال) قال في كلمة واحدة، وعليَّ أن أحرص على عدم تلفظها بصوت عال، لكانت هي: "في بال أسست الدولة اليهودية، ولو قلت بصوت عال لضحك الجميع في، ولكن ربما بعد خمس سنوات على وجه الاحتمال وبعد 50 سنة على وجه التأكيد، سيعلم كل واحد بالأمر"، هذا هو المرجع الذي يؤكد بالحرف الواحد هذه التفاصيل اليومية التي نعيشها في هذا اليوم سواء في أميركا أو في مكان في العالم تندس إليه أيدي اليهود، وأموالهم، ونساؤهم و..و.. وعندكم البقية.

د. فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، عباس العلوي، السويد، تفضل يا سيدي..

عباس العلوي: حياك الله يا دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم: يا هلا.

عباس العلوي: تحياتي لك ولضيفك في الأستديو، بصراحة خلال ما يقرب أكثر من ساعة ونصف استمع للسيد روس في حديثه عن الإعلام الأميركي، ألاحظ فقط أنه يدافع عن الإعلام الأميركي بطريقة غير مقنعة للمواطن العربي، يعني بطريقة أقرب ما تكون إلى الشيطان! يعني أنا أشير إلى الأستاذ روس أن يرجع إلى وزير الدفاع الأميركي من.. عندما حذر عدة مرات في مؤتمراته الصحفية من قناة (الجزيرة) أو تذمر منها. كل ما كان يطلع مشهد للقتلى أو الضحايا المدنيين كان يتذمر من هذا المشهد. وزيادة على ذلك حذرت مسؤولة الأمن القومي من قناة (الجزيرة) أنه ما ينقلون منها من أول لحظة خوفاً من التسريب. فللأسف أقول أن الأميركان القائمين على الإعلام الأميركي مصابين بعقدة الغرور، ما.. يعني ما يقدرون يشوفون قناة عربية تقفز هذه القفزة من خلال الأحداث اللي صارت في كابول، وكان أسهل طريقة هي القصف بهذه الطريقة اللي شفناها. بس أنا أنصح الأخ روس أن المحاور الآخر اللي قاعد جنبك قاعد يناقشك بطريقة علمية دقيقة، المفروض أن يرد عليها بشكل علمي كي يقنع المواطن العربي، لا أن يتكلم بلغة الإعلام الأميركية الدارجة كأنه مواطن أميركي قدامه، مع الشكر الجزيل.

د. فيصل القاسم: أشكرك، للأسف الشديد يعني كل الأسئلة تدخل في هذا، لدي مشاركة في الإنترنت (152) أحمد يحيى سالم من السعودية يقول: هل بإمكان قناة مثل الـ CNN أن نستضيف أناساً لهم مواقف عدائية كاملة، ليس بالضرورة تحريضية ضد الولايات المتحدة وسياستها؟ كيف ترد سيد روس؟

كريستوفر روس: هذا متروك لأصحاب ومحرري الشبكة، عندهم عدة برامج قد تكون مهتمة بإقامة حوار ما بين المؤيد والمعارض، أنا ما فيني أعطي جواب دقيق..

د. إبراهيم علوش [مقاطعاً]: دكتور روس.. اسمعني روس ألا تجد، عفواً أنا أريد..

د. فيصل القاسم: دقيقة.. بس دقيقة.

د. إبراهيم علوش: أريد أن أكمل السؤال بس…

كريستوفر روس: لأنه ما عندي.. ما عندي علاقة رسمية مع الـ CNN.

د. إبراهيم علوش: أنا لا أعارض، بس أريد أن أكمل السؤال: ألا تجد غريباً –وأنا ألعب دور صحفي هون، مش مداخل- أن تجد غريباً أن وسائل الإعلام الأميركية تستبعد بشكل كبير –التي تسميها حرة أنت- ألا تجد غريباً أنها تستبعد بشكل كبير وجهات النظر يعني التي تؤيد القضية الفلسطينية بشكل جدي، أو التي تؤيد العراق، أو التي ترفض العدوان الأميركي على أفغانستان؟ ألا تجد غريباً أن هناك استبعاد كبير لهذه الأصوات، وبعد ذلك كله تجد أنك أنت تجلس الآن وتمثل وجهة نظر قو معادية للأمة العربية، وتتكلم بحرية؟ ولكن الأمر نفسه ليس متاحاً للأصوات الأخرى التي تناقص توجه الإدارة الأميركية، ليس في التفاصيل ولكن في الخطوط العريضة.

ألا تجد غريباً أن وسائل الإعلام الأميركية (الحرة) -بين قوسين- تمنع الأصوات المعارضة من التعبير عن نفسها من خلال هذه الوسائل؟

د. فيصل القاسم: طيب، سيد روس.

كريستوفر روس: أنا أكرر أن وسائل الإعلام مفتوحة للكل، فإذا اختار صاحب جريدة أو صاحب إذاعة ألا يذيع أو ينشر خبر، بيكون يمكن لأنه هو شاعر حاله في حالة حرب، يعني صار فيه عدوان، عم تحكوا عن عدوان، صار فيه عدوان على أميركا حسب رأيه يمكن، فلماذا يريد أن يقدم أو يعمل منبر للناطقين بلسان (العدو)؟ هاي بين قوسين كمان.

د. فيصل القاسم: بس للأسف الشديد.. للأسف الشديد دكتور.

د. إبراهيم علوش: اسمح لي.. اسمح لي بسؤال.. بسؤال..

د. فيصل القاسم: للأسف الشديد.. للأسف الشديد.. للأسف الشديد، انتهى الوقت.

مشاهدي الكرام، لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا، الدكتور إبراهيم علوش (رئيس تحرير نشرة الصوت العربي الحر على الإنترنت والأستاذ الجامعي)، وأيضاً السفير كريستوفر روس (المستشار في الخارجية الأميركية)، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين، ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة