
تساؤلات حول قناة الجزيرة
![]() | |
![]() | |
![]() |
فيصل القاسم:
تحية طيبة مشاهديَّ الكرام.
هل نحن بحاجة لوسيلة إعلام عربية مثل قناة الجزيرة؟
ماذا حققت هذه القناة التي تسير في الاتجاه المعاكس غير تعكير الأجواء العربية وإثارة البلبلة والنعرات وبث الفرقة بين العرب؟
ألم تزد الطين بلَّة؟
أليست القناة عبارة عن وسيلة للغوغائية والإثارة، ومسرحًا لصراع الديكة كما يحدث في برنامج الاتجاه المعاكس وغيره من البرامج التي يديرها مذيعون من أمثالي يوصفون بأنهم مشاكسون حاقدون جاهلون مستفزون غوغائيون ماسونيون قومجيون أصوليون إمبرياليون دكتاتوريون وقحون؟
هل تقف الجزيرة على الحياد تجاه القضايا التي تطرحها، أم أن بعض العاملين فيها لديهم أجندة مخفية مغرضة؟
هل من حق الجزيرة وبرامجها أن تعبث بالشئون الداخلية للدول العربية وتنشر غسيلها الوسخ على الملأ؟
هل أصبحت الجزيرة معولاً لتصفية حسابات لصالح دولة قطر؟
لماذا ضربت القناة بميثاق الشرف العربي عرض الحائط؟
لماذا تحاول دولة قطر أن تلعب دورًا أكبر من حجمها بكثير؟ هل هي مصابة بعقدة نقص وتريد أن تعوض نقصها بقناة فضائية مشاغبة مثل الجزيرة للفت الأنظار إليها؟
هل تعمل هذه القناة نيابة عن الصهيونية والإمبريالية لزعزعة العالم العربي وابتزاز أنظمة الحكم العربية؟
ألم تصبح قناة الجزيرة مطية للتطبيع مع إسرائيل؟
من الذي أدخل الأسماء الصهيونية مثل (شلومو) و(منشّي) و(نيسان) و(كوهين) و(شاؤول) إلى البيوت العربية غير قناة الجزيرة؟
ألا يُخشى أن تكون جرعة الحرية التي تقدمها القناة للمشاهد العربي المقموع مجرد طعم لتمرير الفكر الصهيوني إلى العقل العربي؟
لكن في المقابل ألم تضء الجزيرة الظلام الدامس الذي كان يقبع تحته الإعلام العربي على مدى أكثر من خمسين عامًا؟
أليس حريًّا بالعرب أن يقفوا إجلالا وإكبارا لهذا الصرح الإعلامي الرائع الذي أعاد الثقة إلى الإعلام العربي الذي كان ومازال همه الوحيد التطبيل والتزمير للحكام العرب وستر عوراتهم وعيوبهم وتجهيل شعوبهم والتعتيم على قضاياهم؟
أليس من حق الجزيرة أن تتمرد على الإعلام السلطاني المكرس لتلميع جلالته وفخامته وسموه وحضرته؟
ألم تصبح الجزيرة صوت من لا صوت لهم؟
ألم تثبت معظم الاستفتاءات بأنها القناة الأكثر مشاهدة لدى العرب؟
لماذا لا تحتج على القناة غير الحكومات؟ بينما يصفق لها الشعب من المحيط إلى الخليج!
من الذي أدخل شعار الرأي الآخر إلى الإعلام العربي؟
من الذي حرر الفكر العربي من عقلية الرأي الواحد؟
من الذي هزم إعلام المحفوظات والتلقين والتدجين غير قناة الجزيرة؟
ألم يمل العرب من دفن أوساخهم تحت البساط؟
لماذا يهوى العرب سياسة التستر على دماملهم؟
لماذا يتظاهرون بالطهارة في كل شيء بينما بعضهم مصاب بإيدز ثقافي وسياسي واجتماعي وأخلاقي؟
ألا تقود قناة الجزيرة حملة حميدة لمحو الأمية السياسية والاجتماعية والثقافية؟
ألم تنجح القناة في تشكيل رأي عام عربي لأول مرة، وخاصة أثناء العدوان الأمريكي البريطاني على العراق، بعد أن كان المواطن العربي ضحية للإعلام الغربي المغرض؟
هل فَرّقت الجزيرة العرب فعلاً أم أنها تلعب دورًا قوميًّا جديدًا رائدًا بعيدًا عن الشعارات الممجوجة؟
ألا تتحدث القناة عن هَمٍّ عربي واحد؟
ألا تنطبق أبيات نزار قباني على مهمة الجزيرة:
وإذا قسوتُ على العروبة مرةً
فلقد تضيق بكحلها الأهـدابُ
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم
فلكي يعيش الحبُّ والأحــبابُ
فلربمـا تجـد العروبة نفـسها
ويضيء في قلب الظلام شهابُ
أسئلة نطرحها على الهواء مباشرةً هنا في الاستديو على الدكتور سليمان الشُمَّري أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود بالرياض، مؤلف العديد من الدراسات الإعلامية، وصاحب كتابي البعد القومي في قناة الجزيرة، وبرنامج الاتجاه المعاكس دراسة علمية أكاديمية.
وفي القاهرة عبر الأقمار الصناعية على سليم عزوز نائب رئيس تحرير جريدة الأحرار القاهرية الذي سَخَّر قلمه على مدى الأربع سنوات الماضية لمهاجمة الجزيرة.
للمشاركة في البرامج يرجى الاتصال بالأرقام التالية:
42/41/888840 ورقم الفاكس: 885999
[فاصل إعلاني]
فيصل القاسم:
دكتور شمري في البداية، هل نحن بحاجة لقناة مثل قناة الجزيرة؟ سؤال بسيط.
د. سليمان الشمري:
بسم الله الرحمن الرحيم، أعتبر اليوم من أسعد أيام حياتي لأدافع عن قناة الجزيرة من خلال المسوغ الرئيسي في هذا الجانب، وهو الصدق والموضوعية.
بالنسبة لي: نعم نحن بحاجة إلى قناة الجزيرة في ظل وجود قوانين قمعية في هذا الجانب اللي هي قوانين المطبوعات في الوطن العربي، في حالة مسح هذه القوانين من الوجود لسنا بحاجة إلى قناة الجزيرة.
طبعًا ترجع القوانين هذه منذ أيام السلطان عبد الحميد منذ عام 1876م حيث تنص المادة الأولى من القانون العثماني "يجب على الصحف أولاً إعلام الشعب عن صحة السلطان العالية، وبعدئذ يمكنها الكتابة عن الإنتاج الزراعي، وعن الرقي الصناعي والتجاري والصناعة الإمبراطورية".. كأن السلطان هو الذي صنع نجم الشعوب.
النقطة الثانية والمادة الثانية "لا يجوز انتقاد الشخصيات الكبيرة الرسمية، إذا اتهم حاكم بسرقة فلا ينشر شيء عن هذا، إذا اتهم برشوة فلا يشار إلى النبأ"
"لا يجوز – ثالثًا – نشر أية شكوى من تصرفات أيًّا كان من موظفي الحكومة، حتى ولا يجوز نشر أن هذه الشكاوي اتصلت بمعالي جلالة السلطان".
رابعًا: "لا يجوز نشر أي هزائم أصابت جيش السلطنة، ولا أية انتصارات انتصرها الأعداء، ولا يجوز تعظيم أي قائد من قوات الأعداء".
خامسًا: "لا يجوز نشر اسم أعداء جلالة السلطان"..
في وقتنا الحاضر بالنسبة إلينا أعداء جلالة السلطان أو الزعماء العرب، اعتبار الأفراد والجماعات المعارضة للحكومة من المفسدين في الأرض أو الكلاب الضالة، فإنهم يحظر التعامل معهم وتأييدهم لأن ذلك يعد معارضة السلطة. إذن هذه القوانين وRestrictions تجعلنا في هذا الجانب نعيش تحت مظلة الرقابة الذاتية وهي أخطر من الرقابة المباشرة.
فيصل القاسم:
تريد أن تقول باختصار بأن ما كان معمولاً به أيام العثمانيين من قوانين إعلامية قمعية تعتيمية تجهيلية مازالت مسيطرة على الإعلام العربي حتى الآن، ولهذا السبب نحن بحاجة لقناة تكسر هذا الظلام مثل قناة الجزيرة.. أوجه هذا الكلام لسليم عزوز في القاهرة؟
سليم عزوز:
لا هو أنا يا دكتور فيصل مختلف مع الذي قاله الأستاذ الدكتور سليمان الشمري في هذه الزاوية؛ لأنه يتكلم بهذا الشكل عن الأقطار العربية كلها. أنا أزعم أنني في مصر هنا أستطيع أن أهاجم، وأهاجم بالفعل، يعني كل الشخصيات وكل المسئولين، وكل الذي يعني أي أحد مسئول كبير في مثل هذه البلد أنا أهاجمه، ولم يحدث لي أي مكروه على الإطلاق. كونه هو يتكلم في قصة أنه في رقابة ذاتية ده بيتكلم عن البلد اللي ساكن فيه..
فيصل القاسم[مقاطعًا]:
لا.. هو بيتكلم بشكل عام، يا سيد عزوز يتكلم بشكل عام عن الإعلام العربي العام، نعم.
سليم عزوز:
لو سمحت، هو يتكلم عن..، كل بلد له خصوصيته، هو بيعمم في قصة لا تستحق التعميم، ده أولاً. أما ثانيًا فأنا أختلف مع حضرتك في أنك تحاول تقسم المسألة: فإما أن أكون مع قناة الجزيرة، وإما أن أكون ضدها، إما أبيض وإما أسود ولا يوجد على الإطلاق اللون الرمادي في هذه المسألة. يعني الذين مع قناة الجزيرة يرفعونها إلى أعلى عليين، والذين هم ضدها يخسفون بها وبالعاملين فيها وبأصحابها إلى أسفل سافلين.
المسألة في تقديري ليست كذلك، فأنا أعتقد أن قناة الجزيرة مثلها تمامًا كمثل الخمر والميسر التي قال الله فيهما أن فيهما منافع للناس ولكن إثمهمها أكبر من نفعهما، فلعله يحسب لقناة الجزيرة أنها كانت بمثابة حجر ضخم ألقي في بحيرة الإعلام العربي الراكدة فأحدثت فيها حركة وحياة.
وعندما ظهرت القنوات الفضائية الأخرى كان حالها لا يسر، فهي تناقش ظواهر غريبة ومستفزة مثل ظاهرة العفاريت والجن الذي تخصص في ركوب الآدميين من صنف المسلمين على وجه التحديد، أتت قناة الجزيرة وأصبحت نموذجًا يحتذى به وإلى آخره.
وأنا رأيي أن قناة الجزيرة أيضًا ساهمت مساهمة كبيرة في توسيع الهامش الديمقراطي أو خلق هذا الهامش في بعض وسائل الإعلام في الأقطار العربية، وأنا أشبهها تمامًا بنشأة الصحافة المعارضة في مصر، فنشأة هذه الصحافة تسبب فيها بأن هامش الحريات عمومًا اتسع حتى في الصحف القومية عندنا في مصر أصبحت الآن تستطيع أن تهاجم أكبر مسئول في الدولة ولا جناح عليها في ذلك.
فيصل القاسم:
طيب، ماذا تريد أن تقول باختصار؟ يبدو أنك غيرت رأيك مباشرة، وأبديت..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
لا أنا لم أغير رأيي..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
أنت غيرّت رأيك، لأنك منذ ..، ماذا تريد أن تقول باختصار؟
سليم عزوز:
لو سمحت، أنا أقول لحضرتك أن هذا من ضمن النجاحات التي حققتها قناة الجزيرة. النقطة الأخرى التي حققتها قناة الجزيرة أيضًا أنها أكدت للعرب أجمعين قيمة الإعلام وخطورته، وهو السلاح الذي استخدمته إسرائيل من قبل فأفلحت ولم يعرف العرب قيمته بعد، ويعرف..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
يا سيد عزوز، يا سيد عزوز أنا أريد أن أسألك سؤالاً، وماذا عن عشرات المقالات التي خصصتها دون هوادة لمهاجمة قناة الجزيرة؟ الآن تأتي وتطبل وتزمر لها!
سليم عزوز:
أنا لا أزمر لقناة الجزيزة.. اسمعني للآخر، أصل مشكلتك تأخذ الكلام وتجري..!
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
طيب، تفضل.
سليم عزوز:
قناة الجزيرة نجحت أيضًا في أنها استطاعت أن تعلو بدولة قطر تلك الدويلة التي لم تكن موجودة على الإطلاق على الخريطة، ولا أحد كان عارف هل قطر تتبع السعودية أو تتبع البحرين أو تتبع أي حاجة؟ وهل هي قبيلة؟ أو هي إيه بالضبط؟
أصبحت قناة الجزيرة.. نجحت في أن تجعل لقطر هذه مكانة سامقة، ونجحت أيضًا في أن تجعل كل الدول العربية بلا استثناء تسعى أنها تحوز على الرضى السامي لقطر حتى لا تهاجمها قناة الجزيرة التي تخصصت في تمزيق ثوب كل أي أحد يسعى إلى الاقتراب من سمو الأمير، أمير دولة قطر الشقيقة، دي نقطة مهمة جدًّا عايز أقولها.
الحاجة الثانية أنها مما يؤكد أهمية قناة الجزيرة استطاعت أن تخلق لقطر اللي تعداد سكانها لا يزيد عن النصف مليون أصبح وزير خارجية قطر يلتقي الآن مع وزير خارجية إسرائيل لبحث علمية السلام في المنطقة. وأنا لا أقصد هنا من ذلك التلميح إلى علاقاتها مع إسرائيل، وإنما ما أقصده أنها أصبحت دولة لها كينونة، وهي التي لم يكن لها في العير ولا في النفير، فليست دولة من دول الثقل في المنطقة، وليست أيضًا من دول الصمود والتصدي، ولم يكن لها شأن أو وزن فيما يختص بالخلاف العربي الإسرائيلي، أو حتى بالخلاف العربي العربي.
دلوقتي أصبحت لها قيمة نتيجة قناة الجزيرة، وهذا أمر يذكر لقناة الجزيرة فيشكر.
د. سليمان الشمري:
طبعًا لو أعرف أن هذا اتجاه الأستاذ سليم العزوز ما أتيت من المملكة العربية السعودية وقطعت المشوار، لأنه دافع حقيقة، تحفظاته على أنها تعطي نوع من الدعاية لدولة قطر، هذا ما فيه مانع أن تعطي، نحن قضيتنا.. وهذا نحاول أن نجعل المحور الرئيسي..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
أنا أكلم حضرتك..
د. سليمان الشمري [مقاطعًا]:
لو سمحت، أود أن أكمل، المحور الرئيسي في هذا الجانب هو مظلة الحرية الإعلامية اللي ندافع عنها، هذا هو الجانب الرئيسي فيه. كونها تخدم دولة قطر هذا موضوع آخر بالنسبة لنا.
الإشكالية بالنسبة لنا قوانين المطبوعات في الوطن العربي هي التي قتلتنا من الداخل كلمة "يحظر، لا يجوز، يمنع".. الرقابة الذاتية عبارة هو أن يقرأ الصحفي كل ما يكتبه بعين الرقيب المتصلة برأس السلطة، لا بعين..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
ده فين يا دكتور؟ ده فين حضرتك؟
د. سليمان الشمري:
حتى الإشكالية هذه موجودة في مصر، اسمع..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
لا غير موجودة في مصر.
د. سليمان الشمري:
لا، موجودة في مصر.
سليم عزوز:
لو سمحت تكلم على حدودك الجغرافية.
د. سليمان الشمري:
لا، أتكلم حتى عن مصر، في كتاب، موجود التعريفات..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
لا، لا.
د. سليمان الشمري:
لا يا أخي العزيز، طبعًا أنا أحترمك في هذا الجانب لأنني أدافع عن قناة الجزيرة بصوت هادئ، أتمنى أن أستمر على الصوت الهادئ.
سليم العزوز:
استمر، استمر.
د. سليمان الشمري:
سأعطيك التعريف عن الرقابة الذاتية من الصحفيين المصريين، هو مصطلح يعني في باطنه تدجين الصحفيين، ويهدف إلى تربية جيل من الصحفيين مقلم الأظافر والأقلام يخدمون الواقع القائم أكثر مما يخدمون الحقيقة.
أعطيك تعريفات للصحفيين العرب في لندن أيضًا اللي يعيشوا تحت مظلة الحرية الموجودة في بريطانيا.
التعريف الأول: خنق الحرية وطمس الحقيقة، استيعاب كامل للقمع ووسائل العيش معه، السيطرة عن بُعد، سيف مسلط من الداخل، من يأكل من خبز السلطان يضرب بسيفه.. هذه تعريفات ما هي من عندي أنا، من الصحفيين، فتأتي في الأخير.. أنا أشكرك عن الدفاع المستميت عن قناة الجزيرة، والتحفظات بالنسبة لأمير قطر.
أذكر قصة في العالم الماضي عندما نزلت من المطار وتوجد لوحة صغيرة مكتوب فيها (يا رب احفظ الشيخ حمد).. أول مرة في حياتي أقول آمين إكرامًا لقناة الجزيرة؛ لأني أحس أنها أفضل القنوات الموجودة في الوطن العربي، لأن الرقابة الذاتية فيها محدودة. طبعًا بالنسبة لي اليوم أنا الرقابة الذاتية الموجودة عندي رميتها خارج الأستديو، وحآخذ راحتي في النقاش.
فيصل القاسم:
طيب، سليم عزوز.
سليم عزوز:
أيوى يا أفندم، أولاً ما أود أن أقوله على ملاحظات على قناة الجزيرة حتى ندخل في الموضوع مباشرة إنها يؤخذ على البرامج الحوارية فيها أنها كرست لصراع الديوك، إذ تتحول المناظرات في الأغلب الأعم إلى مشاجرات وتنابذ بالألقاب بين الضيوف وسباب بين المتحاورين والردح بأسلوب لا يليق بمحبطة معتبرة ومثقفين عرب، ده أولا.
[موجز الأخبار]
سليم عزوز:
أنا أريد أيضًا أن أضيف أنه بالإضافة إلى أن قناة الجزيرة في قطر كرست لصراع الديوك، أنه أيضًا يلاحظ أن المذيع أو مدير الحوار ليس محايدًا على الإطلاق، فهو ينحاز إلى أحد المتحاورين ويقويه، ويعمل على تسفيه الآخر، ليس فكره فحسب، ولكن التسفيه يصل إلى شخصه، ويتم استضافة أصحاب المداخلات الذين يتم اختيارهم على الفرازة للسير في اتجاه المذيع.
ولا مانع عندي من أن يكون للمذيع وجهة نظر، بل إنه مطلوب من المذيع أن يكون صاحب رأي وصاحب رؤية، ولكن ما يؤخذ عليه أن يستخدم كل إمكانياته للانتصار على أحد مخالفيه ولو بالمخالفة لكل الأعراف والقيم الإعلامية التي يتكلم عنها الدكتور سليمان الشمري.
ثالثًا: يلاحظ أن هذه المحطة عملت كل جهدها من أجل تمزيق الصف العربي الممزق بالفطرة.
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
طيب سيد عزوز، سأعطيك المجال، نقطة نقطة، سنأتي على تمزيق الصف العربي، لكن أعطي الكلام للسيد الشمري.
سليم عزوز [مقاطعًا]:
أنا أكمل لك..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
لا، لا، دقيقة سنأتي نقطةً نقطةً؛ كي لا نأخذ كل النقاط، سنأتي على تمزيق الصف العربي، دكتور الشمري.
د. سليمان الشمري:
طبعًا أنا سعيد بالأخ سليم العزوز بهدوئه الرائع جدًّا، بالنسبة لقضية صراع الديكة نحن بحاجة إلى مئات السنين القادمة إلى هذه النوعية من البرامج، لا توجد إشكالية، إذا كان في هدوء واحترام زي ما أنا الآن محترم الأستاذ سليم عزوز ولو أنه اختلف تمامًا وانقلب بشكل 180 درجة ودافع..
سليم عزوز[مقاطعًا]:
أنا لم أنقلب يا حبيبي، أنا لم أنقلب، أنا أردت فقط أن أضع النقاط فوق الحروف، يا دكتور أرجو أن تكون محددًا.
د. سليمان الشمري:
أشكرك، فالقضية في هذا الجانب بالنسبة لصراع الديوك، نحن بحاجة إلى سنوات قادمة لحد ما القوانين اللي ذكرتها في البداية تنتهي..
فيصل القاسم[مقاطعًا]:
كيف بحاجة إلى صراع الديوك؟ يعني هل نحن بحاجة للغوغائية والإثارة وإلى ما هنالك من هذا الكلام؟ هل نحن بحاجة إلى مثل هذه البرامج الغوغائية؟
د. سليمان الشمري:
بحاجة إلى الصراخ، لأننا مكبوتين طوال السنوات الماضية، بحاجة إلى أن نصرخ، بحاجة إلى أن نرفع الصوت، إلى متى ونحن مستكنين نلتزم الكذب والمجاملة، أصبح الشخص الشريف الآن هو المجامل، الشخص الصادق يُرمى في مزبلة التاريخ، وهذه كارثة، حتى لو في سلبيات في برنامج الدكتور فيصل القاسم أو في حركات الدكتور فيصل القاسم أشياء سلبية، أنا ما تعنى لي أي شيء في هذا الجانب، ولا تعنيني أنها تخدم سياسات قطر أو أي جانب آخر. أنا ما يعنيني في لقاء أو في برنامج محدد هل سمعت نقاط إيجابية أو صادقة في هذا الشيء..
فيصل القاسم[مقاطعًا]:
لكن هناك اتهامات للقائمين.. أو الذين يديرون الحوارات بأنهم غير محايدين، بأنهم يسفهون آراء الآخرين، بأنهم يختارون مداخلات تكون مدبرة، كل هذه الاتهامات، تريد أن..
د. سليمان الشمري[مقاطعًا]:
أخي العزيز سنوات قصيرة، أربع سنوات ليست كافية لنا لكي نحكي على قناة الجزيرة، أو نستورد من المريخ أو الكواكب الأخرى أشخاص غير..، إحنا أبناء العروبة.
هناك دراسة ذكرها نبيل الجردي أو قراءة عن موضوعها؛ لأنه اختار عينات من الولايات المتحدة، إحنا في مجتمع آخر، في مجتمع الدول العربية التي فيها القمع، فيها السحق، فيها الرقابة الذاتية الصارمة السيئة، إلى متى ونحن نظل.. ثم نرفع أصواتنا في قضية أو في برنامج ونقول والله هذا السياق صراع الديكة، والله إحنا نتحمل هذا البرنامج والشخص اللي ما يبغى يقفل التلفزيون، لكن يجب ألا نتحمل حكوماتنا السيئة..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
طيب، سليم عزوز، كيف ترد على موضوع الصراع وما إلى هنالك؟
سليم عزوز:
لا والله، أنا شايف أن الدكتور سليمان الشمري رجل متيم ومعجب إعجابًا بلا حدود بقناة الجزيرة، ومن أجل هذا فهو كما يقول المثل المصري عندنا أن حبيبك يبلع لك الزلط، فهو يتصرف بهذا الشكل. على أي أساس أنا أقدم حاجات وحوارات المثقفين العرب بهذا الشكل، وتقول لي إحنا كعرب، وإحنا مكبوتين، وأنه مطلوب منا كعرب أن نظل نشتم في بعض ونُقطَّع في هدوم بعض لغاية عشرين سنة!
أنا كنت أتمنى فقط أن يكون معنا في هذا البرنامج أحد أصحاب محطة الجزيرة عشان خاطر نود أن نسأله بعض الأسئلة، لأنه في كلام يقال لا نجد إجابة شافية عليه.
فيصل القاسم:
سنأتي على كل هذه الأسئلة، ولكن نقطةً نقطةً، سيدي أنت يبدو أن لديك رأيًّا معاكسًا تمامًا للطريقة التي تدار بها برامج الجزيرة إلى ما هنالك من هذا الكلام، وأنا أريد أن أسأل سؤالاً..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
وبرنامجك على وجه التحديد يا دكتور فيصل…
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
كويس جدًّا، لكن أنا أريد أن أسأل سؤالاً، لماذا نحن.. لماذا لدينا الكثير من الطهارة، نتحدث عن طهارة سياسية، طهارة ثقافية، طهارة إعلامية، لماذا لا ننظر إلى ما يحدث – هذا كلام يقال دائمًا – إلى ما يحدث في البرلمانات الغربية، والبرلمانات الغربية هي عبارة عن مكان يتدارس فيه أعضاء البرلمان قضايا الأمة وهمومها. انظر إلى الطريقة التي يتحدثون فيها مع بعضهم البعض، حتى وقت قريب كان أعضاء البرلمان في إيطاليا يتحاورون بالكراسي إلى أن جاء أمر من السلطات بتثبيت الكراسي بالأرض بالأسمنت المسلح!
انظر إلى الطريقة التي يتحاور بها أعضاء البرلمان البريطاني على مدى أكثر من أربعمائة عام، فهؤلاء يتحدثون، هناك في البرلمان ما يسمى بالعريف Speaker مهمته تسكيت الأطراف المتنازعة Order..Order..Order، كيف ترد؟
سليم عزوز:
إحنا أصحاب قيم عن دول كثير.
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
الطهارة العربية المعروفة!
سليم عزوز:
لا، مش الطهارة العربية المعروفة، إحنا أصحاب.. يعني لو اللي حصل عندك، وبيحصل أحيانًا في بعض البرلمانات العربية أشياء قريبة من هذا الأمر، لكنه يظل أمرًا مستهجنًا، والذي يفعل ذلك تسقط عنه الثقة والاعتبار حتى عند ناخبيه من المواطنين الذين أعطوا له أصواتهم، فالمسألة ما هياش مسألة أن هذا يحدث في بريطانيا، طيب بيحصل ده على طول؟ بيحصل كل يوم؟ بيحصل زي ما بيحصل عندك في برنامجك الاتجاه المعاكس أنك أنت تظل تسلط الناس على بعضها بهذا الشكل، ولما تتزنق في واحد تجلب له واحد على الهواء مباشرة، فييجي يشرشح له ويشتمه ويجرجره ويشوه سمعته ويتطاول عليه، وإذا ما عرفش يتطاول عليه النهارده يتطاول عليه في الحلقة الجاية.. فهل هذا منطق يا دكتور فيصل؟ هذا افتعال.
فيصل القاسم:
دكتور الشمري..
د. سليمان الشمري:
الأستاذ سليم عزوز ذكر قضية نحن أصحاب قيم، إشكالياتنا هذه شماعة، نضع عليها قضية القيم وأيضًا الإسلام في هذا الجانب، ونتحدث بصدق، نحن عندنا حقوق إنسان موجودة في البلاد العربية، نحن كارثة، أجرمنا في حق القيم، وأجرمنا في حق الإسلام..
فيصل القاسم:
طيب، ذكر كلمة أنا أريد بموضوع الحياد، هناك اتهام خطير، كيف ترد على الحياد وأنت أجريت بعض الدراسات في هذا الإطار؟
د. سليمان الشمري:
بالنسبة للحيادية في برنامج الاتجاه المعاكس..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
كي لا يكون يعني عن.. تفضل..
د. سليمان الشمري:
بالنسبة لبرنامج الاتجاه المعاكس.. طبعًا الدكتور فيصل القاسم يركز على قضية الإثارة، هذا هو الجانب وهذا هو الرزق هو الراتب الشهري للدكتور فيصل القاسم، ما نقدر ننكر هذا الجانب، لكن بالنسبة لنا لابد أن نُفَرِّق بين التحيز وبين قضية الإثارة، الدكتور فيصل إذا شاف البرنامج هادئ حاول أن يشعل البرنامج، وطبعًا أنا لاحظت التعبيرات، عندما لاحظت على الأستاذ سليم العزوز موافقته ودفاعه عن قناة الجزيرة لأنك تود أن تكون في النقيض من قضيتنا..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
وهذا هو هدف البرنامج..
د. سليمان الشمري:
وهذا هو هدف البرنامج، لكن أنا سعدت كثيرًا بوجود الأخ سليم.
فيصل القاسم:
لكن موضوع الحياد هذا مهم.
د. سليمان الشمري:
موضوع الحياد، يجب أن نرضى عن قضية الحياد حتى ولو كان بنسبة 20%. أعطني البديل، أعطني قنوات أخرى أكثر مصداقية، أعطني كتب تدرس الأطفال عن الصدق في مدارسنا وثانوياتنا والجامعات، ثم نستطيع أن ندافع أو نطلب قضية الحياد.
الحياد.. ما في أي كتاب بكتب الأطفال والمدارس عن الصدق والحيادية، رسول الأمة صلى لله عليه وسلم قال عندما سُئل -بما معناه- وقيل له: هل يسرق المؤمن؟ قال: نعم، قيل: هل يزني؟ قال: نعم، قال: هل يكذب؟ قال: لا.
إشكالياتنا كعرب نحن آخر شيء نطيل اللحى، نقصر الثياب، لكن إشكالية الصدق آخر نقطة نتحدث عنها، أتتنا القناة البسيطة هذه قناة الجزيرة، وكل يوم مقالات إرهابية بشكل كبير ضد هذه القناة أو ضد أيضًا حكومة قطر، والجوانب السلبية كثيرة بالنسبة لوزير الخارجية وتشويه سمعته في الصحافة التونسية وفي أغلب الصحف العربية حتى إنهم اتهموه بالشذوذ الجنسي، واتهموه بأشياء أخرى…
سيلم العزوز [مقاطعًا]:
لم يتهمه أحد، يا دكتور أنت رجل عام أو باحث محترم، لم يتهمه أحد بذلك..
د. سليمان الشمري [مقاطعًا]:
لا اتهمت..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
إن الذي قال ذلك.. يا دكتور فيصل أنا عاوز أوضح نقطة؛ لأنكم تخلطون بين الأوراق في بعضها بشكل غريب جدًّا، حضرتك لما قلت على الرئيس السادات لما راح كامب ديفيد نتيجة تحشيشة، فكتب الأستاذ إبراهيم سعدة رئيس تحرير أخبار اليوم في مصر، وقال: يعني أنتم ترضون لنا نقول إن رئيس الوزراء مثلاً شاذ جنسيًّا؟ المسألة بهذا الشكل، يعني ما تحملش الأمور يا دكتور سليمان أكثر مما تحتمل أرجوك.
فيصل القاسم:
طيب سيد عزوز، بما أنه ذُكِرت هذه الكلمة، هذه لم يقلها.. هذه نقلت من كتاب ولم يقلها أحد، لا أنا ولا غيري، كي يكون هناك تصحيح لهذا الموضوع.
[فاصل]
فيصل القاسم:
بعض المكالمات، نبيل البرادعي من تونس، تفضل يا سيدي.
نبيل البرادعي:
يا أخ فيصل، أنا لاحظت، أنا نبيل البرادعي مدير عام ورئيس تحرير مجلة العدل التي تنشر من تونس، لاحظت أن الحوار الدائر يدور حول القشور وليس حول اللب، أنت طرحت – في الأول أرجو أن تعطيني الفرصة حتى أجيب، أنا أستمع لك دائمًا ومن حقي أن تستمع لي – لُب القضية: من يقف وراء الجزيرة؟ أنا أقول لك: إسرائيل، عندي معلومات.
أنا سأسأل سؤال: في.. نشرة الأخبار – نحن صحفيون محترفون – تجد أن الخبراء مثلاً يقول أن مثلاً إسرائيل قصفت جنوب لبنان كذا كذا.. خلفية الخبر يقول: وذلك ردًّا على هجوم قامت..، يعني يبرر لإسرائيل. نجد مثلاً الجزيرة استضافت كثيرًا (شمعون رُميح) وهو ضابط كبير في المخابرات الإسرائيلية الشاباك للتعليق في برامجها الإخبارية المختلفة على القضايا مثار الخلاف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتم تقديمه في هذا البرنامج على أنه خبير عسكري إسرائيلي، نجد أيضًا مثلاً أن غير رميح.. لا، لا أرجوك، يا فيصل أرجوك ..
فيصل القاسم:
تفضل..تفضل.
نبيل البرادعي:
تستضيف مثلاً عقيد سابق في الموساد يدعى (بيجال كرمون) يدير مؤسسة بحثية ذات توجه يميني عنصري، ينطبق هذا الأمر على المعلق الإسرائيلي (شاؤول منشي) الذي تولى من خلال علمه في إذاعة صوت إسرائيل باللغة العربية حملة دعائية مضادة للدول العربية.
أنا أريد أن أسأل سؤالاً وأنت تجاوبني وأنت ابن القاسم، أنا أخاطبك كإبن القاسم العربي السوري: من هو الشخص الموجود في لندن – لن أسميه – اللبناني من قرية (أرنون) الذي يتعامل مع إسرائيل والذي كان صلة الوصل في بيع الغاز القطري وهو الذي موَّل ويُمول الجزيرة بطرق عديدة؟ وما هي صلة الجزيرة بـ (يديعوت أحرنوت) الصحيفة الإسرائيلية؟
نحن نعلم أن هذا الشخص يمول مجلات في لندن وفي باريس، وهناك نشرة أيضًا باللغة الإنجليزية تصدر في لندن، نحن نعرف كل هذه الأشياء، أريدك أن تجيب كإبن القاسم وليس كموظف في قناة الجزيرة.
فيصل القاسم:
أشكرك جزيل الشكر، لكن أنا لدي معلومة وصلت إلي قبل قليل بأن حضرتك نبيل البرادعي تتصل بالجزيرة عشر مرات في اليوم، تريد أن تتدخل وتقول أي شيء لمجرد قول هذا الشيء، وهذا كلام مؤكد من أحد الذين تتصل بهم.. هناك الكثير من الأسئلة – لا شك – أسئلة يمكن الإجابة عليها، وأسئلة وجيهة دون أدنى شك، أشكرك جزيل الشكر، أعتقد أوجه لك هذه الأسئلة؟
د. سليمان الشمري:
طبعًا بالنسبة لقضية هو يتهم قناة الجزيرة بأن إسرائيل تقف وراءها، هذه أول مؤامرة نسمعها في هذا، نسمعها أنها تؤدي إلى الجانب الإيجابي.. عادة المؤامرة تكون سلبية بالنسبة للعرب، ما أتوقع أن إسرائيل تحاول أن تعمل شيء لصالح الأمة العربية، فهذه ملاحظة جديدة أول مرة أسمع أن هناك مؤامرة إيجابية تخدم صالح الشعب العربي..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
تعتقد حتى ولو كانت مؤامرة، فهي مؤامرة إيجابية؟!
د. سليمان الشمري:
مؤامرة إيجابية، وهذه غير واردة في سنة الحياة أن يكون هناك مؤامرة إيجابية..
فيصل القاسم:
وإسرائيل لم تقدم إلا المؤامرات السلبية، تريد أن تقول؟
د. سليمان الشمري:
وهذا الواقع، وهذا المستعمر ذاته لم يقدم إلا المؤامرات السلبية بالنسبة للشعوب العربية. طبعًا هناك المفكرون العرب بدءوا بقضية أو مصطح جديد بدأ يستبدل قضية المؤامرة بالاستراتيجية وهي تصب في نفس الخانة.
فيصل القاسم:
طيب، سيد عزوز.
سليم عزوز:
هو أنا مازلت مُصرًّا على أنه كان ينبغي أن يكون معنا أحـــد أصحاب قناة الجزيرة القطرية حتى يستطيع أن يرد على كثير من الاتهامات الموجهة إلى قناة لجزيرة. أنا شايف برضه أن الدكتور سليمان الشمري ليس دوره أن يرد على كل هذه الاتهامات، لا سيما وأنه رجل واضح أنه راجل يبرر كل شيء، ومع الجزيرة بالباع والذراع ولا يستطيع أحد أن يلومه على ذلك، لكن الأخ البرادعي الذي اتصل الآن من تونس كانت لديه ملاحظات لم يجد أحدًا يرد عليها ردًّا كافيًا.
أنا أيضًا لديَّ ملاحظات في هذا الشأن وهي أن قناة الجزيرة جاءت في إطار مشروع إعلامي قطري ضخم تم إعداده ويتم، ويتردد أن هذا المشروع أعده وزير الخارجية القطري مع (ديفيد كمحي) مؤسس قسم الشرق الأوسط في الموساد. وأن الهدف من هذه القناة هي الإساءة إلى الرموز العربية والتشهير بحرب أكتوبر والتعامل معها كما لو كانت هزيمة، وتمزيق الصف العربي خدمة لإسرائيل، فهي لا تخدم سوى أهداف إسرائيل في بث الفرقة والخلاف بين الدول العربية والإساءة إلى الدول الكبرى حتى لا يعد هناك كبيرًا في المنطقة سوى إسرائيل، أيضًا هناك..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
طيب..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
لو سمحت يا دكتور، حقول نقطة واحدة ثم أترك لك المجال، أيضًا هناك ملاحظة نشرتها بعض الصحف وهي أن قناة الجزيرة عندما تنشر خريطة الوطن العربي ما تجيبش "دولة فلسطين المحتلة"، دي بتجيب "دولة إسرائيل".
كنا عايزين حد مسؤول في قناة الجزيرة الموقرة، يكون مسؤولاً عنها: وزير الخارجية، مدير المحطة، أي حد مسؤول عن هذه القناة العظيمة لكي يرد على ما يشاع من اتهامات لم تجد من يرد عليها حتى الآن إلا كلمات تطييب الخاطر التي يقولها الدكتور الشمري.
فيصل القاسم:
دكتور، تطيب خاطر، أنا أريد كلامًا، كيف ترد على هذا الكلام؟ لأن كلامك عام وبسيط جدًّا، أنا أريد.. كيف ترد عليه بصراحة؟
د. سليمان الشمري:
أخي العزيز بالنسبة للمتغير، وهو الجانب الاقتصادي، من يقف وراء قناة الجزيرة، هذا متغير واحد، أننا نركز عليه طيلة الساعتين، هذه كارثة، نحن نركز على الحرية الإعلامية الموجودة لدى المواطن، المواطن الذي بدأ يعني شيء اسمه الرأي والرأي الآخر.
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
لكنه يقول لك إن وراءها أغراضًا مشبوهة إلى ما هنالك من هذا الكلام، هل تريد أن ترد؟
د. سلميان الشمري:
خليه يتهم إلى نهاية الكون.
فيصل القاسم:
كيف ترد على اتهامه؟
د. سلمان الشمري:
هذا اتهام داخلي بالنسبة للشخص، من حقه أن يتهم في هذا الجانب، هل توجد لديه أدلة بأن إسرائيل تقف وراء القناة؟ من حقه أن يتهم في هذا الجانب، ومن حقه أن يسمع رأيي..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
هناك قرائن يا دكتور، هناك قرائن تصل إلى مرتبة الدليل.
فيصل القاسم:
أنا أريد في هذا الخصوص في واقع الأمر لدي تصريحات لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط حول قناة الجزيرة يقول بالحرف الواحد: الشيء الوحيد حول قناة الجزيرة – وأنا أتحدث عن السيد (ووكر) هنا (تاد ووكر) مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط يقول -"الشيء الوحيد حول قناة الجزيرة وهي محطة تليفزيون مقرها قطر وتغطي العالم العربي بأكمله ومعظم الناس يشاهدونها؛ لأنها شنيعة فظيعة -utrageous- الشيء الوحيد الجيد على ما أعتقد هو أن الجميع يكرهها، ما أقصده هو أن جميع القادة العرب يكرهونها جميعهم، ولذا وعلى أقل تقدير لدينا حلفاؤنا على هذه الجبهة، (يعني هو متحالف مع العرب الذين يكرهون قناة الجزيرة) ونستطيع أن نجد حلفاء في مناطق أخرى أيضا، ولذا يجب علينا أن نجلس سويًّا وأن نخطط لبرنامج يمكننا من رؤية ما يمكن فعله لبناء أو لمعالجة هذه المشكلة، أقصد لبناء طريقة التعامل مع هذه القناة في المستقبل.. كلام لمساعد وزير الخارجية الأمريكية، أنا لديَّ وثائق، أنت ليس لديك أية وثيقة، كيف ترد؟
سليم عزوز:
ليست لديَّ وثائق، إزاي؟ وما تفعلونه، وما يقال، واللي قالهولك الدكتور البرادعي الآن من تونس، والذي قلته الآن أنا من مصر، وبعدين كلام هذا الرجل ليس موضوعي بالمرة؛ لأنه ليس كل الأنظمة العربية ضدكم، بل بالعكس أن معظم الأنظمة الرجعية معكم، ومش عايزين نقول ولا نكرر ولا نقول أسماء، ولا نقول أي حاجة من هذا القبيل، لأن الواحد مش جاي النهارده عشان يخسر كل الأنظمة العربية دفعة واحدة.
ليس صحيحًا أن كل الأنظمة العربية ضدكم، هناك أنظمة عربية بينها وبين إسرائيل.. بينها وبين أمريكا دعوى على حِجر قناة الجزيرة، والخلاف الذي يحدث بين الحين والآخر هو مسألة تطييب خواطر، وهي مسألة أنهم ما كانوش عاتبانين أكثر من كده، فما تقدرش تقول لي وثائق ومستندات، وأنا قلت كلام لا رديت عليه، والأخ البرادعي من تونس قال كلام ولا رديتوا عليه، ولا أي أحد يرد على أي شيء.
فيصل القاسم:
حسنًا تمامًا، فتحي عبد الباقي من فرنسا تفضل يا سيدي.
فتحي عبد الباقي:
شكرًا، إجابة عن السؤال: هل أن قناة الجزيرة أحدثت إضافة نوعية للإعلام العربي أو أنها تسببت في العديد من المشكلات مع بعض الدول العربية وطبعت مع الكيان الصهيوني؟ أجيب وبكل بساطة وأقول: أن قناة الجزيرة أحدثت رجة حقيقية في جمود الإعلام العربي المزيَّف من المحيط إلى الخليج والذي دام عدة عقود. إن قناة الجزيرة أحدثت رجة حقيقة في أذهان الشعوب العربية، كما أعانتها على إعادة الثقة بنفسها من خلال تكسير جدران الصمت المضروبة عليها، ومن خلال تقديم منبر إعلامي مستقل حر ونزيه.
أقول وبكل بساطة أيضا إنها مؤامرة ضد قناة الجزيرة، وهي الأمل الذي عَلَّق عليه كل الأحرار في العالم العربي آمالهم. صحيح أن الجزيرة تميزت عن نظيراتها بالنزاهة والموضوعية، صحيح أن الجزيرة حريصة على الحصول على الخبر من مصدره. صحيح أن الجزيرة تحاول أن تعطي الفرصة لكل الأطراف للتعبير عن وجهات نظرهم بما في ذلك المحتلين الصهاينة والذين هم أعداء لنا، وهذه قمة الموضوعية وليست تطبيعًا. صحيح أن الجزيرة تمردت على التقاليد الإعلامية الرديئة مثل التمجيد والتطبيل والتملق. صحيح أن في الجزيرة صحفيين محترفين أكفاء، يفوقون خبرةً نظراءهم في أكبر القنوات الغربية المتخصصة. صحيح أن الجزيرة حصلت على ثقة وقلوب الملايين داخل الوطن العربي وخارجه أيضًا.. كل هذه الأسباب جعلت من قناة الجزيرة هدفًا لكل الذين يريدون للعالم العربي أن يبقى جامدًا غير متطور وغير مواكب للعصر.
كل الذين يريدون أن تبقى دار لقمان على حالها.. كل الذين يريدون ألا تنكشف عوراتهم.. كل هؤلاء لن يبقوا مكتوفي الأيدي وسيكيدون للجزيرة مكائد عدة عوضًا عن أن يصلحوا ما في أنفسهم، ويبنوا على منوال قناة الجزيرة، وذلك بإرساء قواعد ديمقراطية وإعلامية وسياسية حقيقية داخل بلدانهم، فيكيدون للجزيرة وللبلد الذي يأوي الجزيرة، ومثال ذلك ما قامت به السلطة التونسية في المدة الأخيرة من حملة إعلامية مخابراتية سخيفة ومنحطة ضد دولة قطر ومسؤوليها وصحفيي الجزيرة بعد أن فشلت كل محاولات الضغط الخفي، وأنتم على علم بذلك.
فيصل القاسم:
أشكرك جزيل الشكر، أعتقد أن معظم هذا الكلام يمكن أن يوجه للسيد عزوز، وليس لك يا دكتور.
سليم عزوز:
أنا سمعت خطبة جمعة جميلة جدًّا من الخطب المنبرية الجميلة الرائعة، لكن الأخ معجب بقناة الجزيرة ومعجب بدولة قطر، وشايف أن هناك مؤامرة ضد هذه القناة الرائعة العظيمة. أنا نفسي أقول له إنه في تقرير لرويتر – إذا كانت المسألة مسألة تقارير – صدر في أغسطس 98م يقول إن دولة قطر من أكثر الدول ممارسة للرقابة على وسائل الإعلام. فتيجي دلوقتي وتقول لي إن قناة الجزيرة يعني.. إن قطر الآن أصبحت منحازة إلى حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الإعلام وأنها مدفوعة بالأحزاب التي تزدحم بها وتداول السلطة القائم على قدم وساق هناك.. ده كلام مش منطقي.
فيصل القاسم:
دكتور، أنا أريد أجوبة ليس كلمتين تطييب خاطر، كما قال، أنت تطيب خاطر، هل لديك ما تقول، أو إذا ليس لديك أي شيء كي نعرف، تفضل.
د. سليمان الشمري:
طبعًا بالنسبة لوجود الرقابة في دولة قطر فهي أخف من بقية دول الخليج، والقفزة الهائلة التي بدأت تنافس حقًّا الصحافة الموجودة في الكويت، سحبت البساط الصحافة القطرية من أسفل الصحافة الكويتية، النقطة الرئيسة في هذا الجانب لو قفزنا، هو الآن يتحدث عن هناك حرية؟ كان في لقاء برنامج "بلا حدود" مع وزير النفط القطري تحدث عن الحمائم والصقور عندما سئل هذا السؤال، فهو أنكر: لا توجد حمائم ولا صقور داخل منظمة الأوبك، بعد ربع ساعة غيرت أنا القناة، وفعلاً أتمنى أن هذا الوزير لا يستمر في وزارة قطرية..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
هذا ليس موضوعنا على أية حال.
د. سليمان الشمري:
على أية حال غيرت هذا البرنامج إلى..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
ماذا تريد أن تقول كي لا يتحول الأمر إلى حكاية؟
د. سليمان الشمري:
أقول: إلى الجانب الآخر إن مظلة وزير الخارجية هي التي تمتعنا في هذا الجانب، هي التي تحمي قناة الجزيرة، عندما غيرت القناة إلى قناة L.B.C تحدث وزير الخارجية بكل الصدق قال: توجد هناك مشاكل داخل الأوبك.. إحنا كجمهور هذا هو الهدف، أن نسمع أين توجد الحقيقة في هذا الجانب..
فيصل القاسم:
لكن كيف ترد عليه؟ لم تجب لم ترد حتى الآن، لم ترد، تحدث لك عن تقارير، هل لديك.. ماذا تريد أن تقول؟
د. سيلمان الشمري:
هذه اتهامات من عنده..
فيصل القاسم:
طيب يا أخي كيف ترد عليها، فسرها، فندها، كيف ترد عليها؟
د. سيلمان الشمري:
من حقه في هذا الجانب، يكفي أن قناة الجزيرة موجودة تتنفس تحت أوكسجين العولمة في هذا الجانب، هذا أهم دفاع في هذه القضية، كونه يزف مجموعة من الاتهامات، أنا أستطيع أن أرد عليه لأنه أثني على القناة في البداية، وأنت سحبته لهذا الجانب لعله يأخذ الجانب السلبي ضد قناة الجزيرة. هو في البداية كان قد دافع باستماتة عن قناة الجزيرة، ثم في الأخير سوّى نوع من النكوص واختلف على قناة الجزيرة، هذا من حقه في هذا الجانب، في ملايين البشر يستطيعون أن يدافعوا أيضًا عن قناة الجزيرة، وأنا مرتاح بشكل كبير لهذه القناة التي تنفس عن الجميع.
فيصل القاسم:
طيب، سيد عزوز كيف ترد على هذا الكلام، هل تستطيع أن تنكر بأن هذه القناة كسرت هذا التقليد العربي الأصيل الذي لا هم له إلا التطبيل والتزمير وتلميع صورة الحكام ليس إلا؟ جاءت هذه القناة فأصبحت صوتًا لمن لا صوت له، وهذا يؤكده كلام السيد عبد الباقي الذي تحدث من فرنسا والذي تهكمت على كلامه؟
سليم عزوز:
لا هو أنا عايز أقول حاجة مهمة جدًّا في هذا الإطار، الدكتور الشمري بين الحين والآخر يقول أنني نكصت عن وجهة نظري، وتراجعت عن رأيي وإلى آخره، أنا قلت إن المسائل لا تؤخذ – يا دكتور شمري – إما أنا أبقى متيّم بقناة الجزيرة، وإما أن أكون ضدها، لا أجد فيها على الإطلاق أية ميزة.. فأنا ذكرت ميزات قناة الجزيرة في البداية حتى انتقل بعد ذلك إلى مسالبها، وأعتقد أنني بذلك رجل موضوعي بشكل كبير جدًّا، لكن حضرته أنا شايفه معجب بهذه القناة ومتيم بها..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
طيب لم تجب سيد عزوز، لم تجب عن سؤالي.
سليم عزوز:
لو سمحت يا دكتور، هو قال اتهام أنا عايز أرد عليه حتى ما ندخلش في حارة الاتهامات، أنا رجل أحببت أن أبدو موضوعيًّا، فذكرت ما لقناة الجزيرة من محاسن، ذكرتها أن هذه القناة حركت ركودًا في..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
أنت قلت هذا الكلام.
سليم عزوز:
لو سمحت حركت ركودًا في العالم العربي، أنها نجحت..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
قلت هذا الكلام..
سليم عزوز:
لو سمحت، ما هو أنا عايز أقول لك، وهذا الكلام أنا كتبته في مقالاتي، مقالاتي التي احتوت سبًّا وذكرت فيها هذه المثالب كلها، ذكرت أيضًا فيها ما ذكرته الآن، وتصوره الدكتور الشمري أنه..؛ لأنه شايف عشان خاطر يبقى مع قناة الجزيرة يبقى معجب بها مدى الحياة ولا يرى فيها سوء ولا مثلب ولا أي شيء من هذا القبيل، بس أنا اللي عايز أوضحه في هذه الجزئية. أنا أول من قال – وليس الأخ الذي تحدث الآن من باريس – أنها حرَّكت ركودًا في الإعلام العربي، وخلقت هامش من الحرية داخل هذا الإعلام.
والمسألة دلوقتي مسألة: هل هي صوت من لا صوت لهم؟ طيب لماذا لم تكن هذه القناة صوت من لا صوت لهم في قطر؟ يعني لماذا هي صوت من لا صوت له لمن يريد النظام القطري إذا أراد أن يلوي ذراع نظام ما فتح الباب على مصراعيه للمعارضين في هذا البلد، ثم يجد نفسه بعد ذلك لا تكون هذه القناة صوتًا لمن لا صوت لهم في قطر؟
يعني ما حصلش أنها غلطت ولو لمرة واهتمت بمناقشة قضية حقوق الإنسان في الشقيقة الكبرى قطر وكأنها مصونة لا تمس! ولم يتم التعرض ولو عن طريق الصدفة البحتة لقضية احتكار السلطة، ولم تناقش قضية طرد الصحفية مريم آل سعد ورئيس تحرير جريدة الراية القطرية لمجرد أن دَعَيا إلى اتقاء الله في المال العام، ولماذا لم تناقش قضية استئثار طائفة أو قبيلة من القبائل بكل شيء في قطر، وكأنهم من سلامة لم يخلق منها القطريون فيحصل الواحد الفرد منهم مثلاً على منحة شهرية قدرها خمسة آلاف دولار وإلى آخره..
إذا كانت قضية قناة الجزيرة هي صوت من لا صوت لهم، فلماذا لم تفتح الباب على مصراعيه لتكون بالفعل صوت من لا صوت له في كل أنحاء الوطن العربي، بما في ذلك قطر، ليه بنيجي عند قطر ونرجع مائة كيلو للوراء؟
فيصل القاسم:
دكتور.
د. سليمان الشمري:
بالنسبة لقضية الرضا في بعض الأحيان يجب أن نكون صادقين ونرضى حتى لو كانت بنسبة 80%، ما هو شرط أني أناقش أيضا قضايا قطر، إذا هو يستطيع الآن أن يناقش مخصصات (جمال) و(علاء) ابناء (حسني مبارك) فخله يعطينا من المعلومات عن المخصصات بالنسبة لما يأخذان من الأموال..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
هل يوجد لديك دليل؟
د. سليمان الشمري:
لا، لو أنت تستطيع أن تناقش أعطني المعلومات عن الأموال التي يصرفها (علاء وجمال).
سليم عزوز [مقاطعًا]:
لا، اديني المعلومات وأنا أناقش، لكن لا توجد لديك معلومات، هذه التي تتحدث عنها يا مولانا دي بقانون ومراسيم بقانون بتحصل، ولم يحدث أن قناة الجزيرة التي حضرتك متيم بها وقطر الشقيقة اللي أنت معجب بها أنها فتحت الباب وناقشت مثل هذه الأمور..
فيصل القاسم:
طيب، لدينا منير حسن منير – السعودية- تفضل يا سيدي.
منير حسن منير:
السلام عليكم، أولاً: أنا أقول إن مساحة المناورة الآن – وأنا أتحدث كإعلامي، أنا صحفي أولاً – ومساحة المناورة الآن أصبحت ضيقة جدًّا أمام أجهزة الإعلام العربية المدجنة في عصر الإنترنت وثورة المعلومات.
ثم ثانيًا: أن الحياد في بعض الدول العربية يفهمه الجميع تقريبًا بأنه جريمة تطبيقًا لمبدأ إذا لم تكن معي فأنت ضدي، في دول عربية.. أولاً اتهام تليفزيون الجزيرة بأنه تسبب في خلافات الدول العربية، الدول العربية تعاني وهي غارقة لشوشتها في الخلافات قبل إيجاد قناة الجزيرة بزمن طويل، وقناة الجزيرة – في اعتقادي أنا، وفي تصوري أنا وفي تقديري أنا كإعلامي يعيش هذا الجو يوميًّا – هي طاقة صغيرة لدخول الهواء النقي لرئة المتابع العربي، ولن يرتاح بال البعض إلا إذا نجحوا في غلق هذه الطاقة، هذا اعتقادي الشخصي.
ثم مداخلة السيد من تونس نبيل البرادعي من أن إسرائيل هي التي تمول هذه القناة وأن علاقتكم بصحيفة إسرائيلية هي.
فيصل القاسم:
إبديعوت أحرنوت.
منير حسن منير:
إيديعوت أحرنوت وكذا، هي إسرائيل أصبحت للأسف شماعة لتعليق كل أخطائنا عليها، وهو اتهام ساذج ومرفوض، وأنا أسأل الأستاذ نبيل البرادعي: لماذا لم تقطع تونس علاقاتها مع فرنسا حين بدأت فرنسا فتحت ملفات تونس في قضية حقوق الإنسان وغيرها، وحين تحدث تليفزيون الجزيرة حاولت تونس أو قطعت علاقاتها أو هددت أو لوحت..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
سيد منير أنا لديَّ ما يشبه الفاكس أو كلام من هذا القبيل، لماذا مثلاً – عن تونس التي يتحدث منها السيد البرادعي – لماذا تفتح أبوابها على مصراعيها لليهود لكي يسرحوا ويمرحوا على كيفهم ولا تسمح – كما يقولون – للمعارضة التونسية التي إما في غياهب السجون وإما في المنافي؟ وهذا من فاكس لأبو أحمد.
منير حسن منير:
نعم.. في إضافة بسيطة وأخيرة دكتور فيصل، وهو الرد على هؤلاء، لماذا يطلب المثقف العربي أو المتابع العربي من الشخص العادي يتابع الأخبار من خلال B.C.C أو (مونت كارلو) أو صوت أمريكا؟ والآن أصبح – كما قلت – عصر الإنترنت وقنوات الإنترنت تدحض كل هذه الاتهامات وتسقط هؤلاء الذين يتحدثون عن هذه الأمور في حفرة لن يستطيعوا أن يخرجوا منها، وشكرًا للمداخلة.
فيصل القاسم:
شكراً جزيلاً, عادل العربي من إيطاليا، تفضل يا سيدي.
عادل العربي:
السلام عليكم دكتور فيصل، في البداية أريد أن أهنئ قناة الجزيرة على هذا النجاح الباهر بنسبة 99,6%، وليس كانتخابات تونس، وعلى تجسيدها لكل شعاراتها بدون استثناء، أما فيما يخص انتقادات الحكومات العربية لها، فهذا طبيعي لأن الكل يريد أن تذكر محاسنه دون مساوئه، وما حيلة قناة الجزيرة إذا كانت مساوئ الحكومات العربية أكثر من محاسنها؟
على سبيل المثال العقيد معمر القذافي كان قد شكر قناة الجزيرة، ولكن عندما استضافت القناة معارضًا ليبيًّا ليبدي رأيه في مردود نظام بلده تكون النتيجة قطع العلاقات أو سحب السفير.
أما بالنسبة لحكومة وطني العزيز تونس، فالمسألة وصلت إلى حد لا يتوقعه أحد، حيث هاجمت الصحف التونسية القيادة القطرية ووزير خارجيتها، وشككت في سيادة الدولة التي احتضنت قناة الجزيرة العزيزة.
أما قبل عرض برنامج أكثر من رأي حول الحملات الصحفية المتبادلة بين فرنسا وتونس بحوالي شهر، كتبت إحدى الصحف التونسية التي هاجمت الجزيرة نفسها، بالبنط العريض (إفاضة كبيرة من عروض الشغل في دولة قطر) يعني عندما تعرض دولة قطر عروض شغل للعمل في دولة قطر، نعم هي دولة.. أما إذا هاجمت؛ حتى نفهم الواقع الذي نعيشه في تونس، يعني تصبح دولة قطر رقعة ترابية! وأعتذر في هذا الإطار إلى الشعب القطري، وإلى حكومة قطر، وإلى القيادة القطرية، وقناة الجزيرة عما صدر من الصحف التونسية كتونسي وأعبر عن الرأي في تونس، عن الرأي العربي.
وأنا أقول أن السيد هذا السيد عزوز الذي يتكلم من مصر قد حضر كمنافق في برنامج وجهة نظر ردًّا على برنامج أكثر من رأي في الجمهورية التونسية. ثم إن حرية الصحافة المفقودة في الدول العربية عمومًا وفي تونس خاصة، يعني هذا الشباك – كما ذكر السيد منير حسن قبل قليل – شباك يتنفس الشعب العربي صراحة؛ لأن الحكومات العربية في حقيقة الأمر لا تمثل رأي العرب، وهي التي طبَّعت مع إسرائيل.. لو وقع استفتاء شعبي للشعب العربي هل نطبع مع إسرائيل أم لا؟ لكان الجواب لا تمامًا.
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
حسنًا، سيد. .
عادل العربي [مكملاً]:
لحظة يا دكتور فيصل حتى أكمل الفكرة، أحيي سمو أمير دولة قطر، وأشكره على مساندته للقناة، وأدعوه إلى عدم الاكتراث بالخلاف والاختلاف مع الحكومات العربية حول قناة الجزيرة، وحتى إن سحبت جميع الدول العربية سفراءها من دولة قطر، فالشعب العربي مع قطر، ومع القيادة القطرية، ومع قناة الجزيرة. أشكركم بلا حدود دكتور فيصل وأحييكم وأعتذر كذلك لزميلكم دكتور أحمد منصور عما صدر كذلك من الصحف التونسية.
فيصل القاسم:
شكرًا جزيلاً، سيد عزوز، وصفك قبل قليل بالمنافق، تفضل.
سليم عزوز:
أنا دلوقتي لاحظت حاجة كنت أعيبها على الدكتور فيصل، وهو أنه لما حد يجد أن أحدا ضده في الرأي فيحاول أن يحضر له أحدًا على الهاتف يهزأه والأخ الذي اتهمني..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
من قال؟ ما هي الإثباتات لديك؟ ما هي الإثباتات؟ أريد أن تثبت لي ذلك؟
سيلم عزوز:
ما هي الإثباتات؟! أنا أريد حد ييجي على الخط ويقول على الدكتور الشمري إنه منافق للجزيرة ومنافق لقطر، في حين..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
سيد..
سليم عزوز [منفعلاً]:
حأرد على الاتهام يا دكتور.. الله..
فيصل القاسم:
دقيقة، دقيقة، هذه الفاكسات كلها نظرت إليها – وبإمكانك أن تطلع عليها، كل هذه الفاكسات لم أجد انتقادًا واحدًا، لدىَّ فاكس واحد يقول بالحرف الواحد "إلى الدكتور فيصل القاسم، دكتور الفتنة، إن من دواعي السخط الذي حل بالفضائية الجزيرة هو وجود زمرة من أمثالك الذين لا هم لهم إلا العربدة التليفزيونية واستعراض العضلات أمام الضيوف تستغلهم لبث سمومك في أبناء الوطن العربي. فباستثنائك فإن إطار الجزيرة نظيف، ولا تشويه يشوب مثل هذه القناة، فمن الأفضل التخلص من أمثالك يا فيصل المقسوم لأنك أنت رأس الحربة، وأنت الذي جعلت قناة الجزيرة كأنها ملك أهلك وعشيرتك، فأنت الحكم والخصم وأنت الذي يعربد، ويتذرع.." وإلى ما هناك من هذا الكلام، أنا أقول إن هذا هو الفاكس الوحيد، وأنا أقرأه على الملأ، تفضل.
سليم عزوز:
أنا عايز أقول نقطة في إطار حدوتة المنافق الذي قالها الأخ من إيطاليا، وهي اتهامات لا تعنيه كثيرًا ولا يهتم بها، ولا يكترث بها على الإطلاق، الذي يريد أن ينافق ينافق قطر وينافق دول الخليج لأن في أيديهم ما لا يوجد في أيدي أحد من قبل. وأنا والحمد الله لا أنافق قناة الجزيرة، ولا أنافق أحدًا على الإطلاق كما فعل الأخ الذي تحدث الآن من إيطاليا، وأنا لما سافرت إلى تونس وشاركت في أحد البرامج في الفضائية التونسية للأسف الشديد أنهم لم يعطوني حريتي كاملة لكي أقول في قناة الجزيرة أكثر مما قلته، بل بالعكس، أنا شفت هناك أن مديري الحوار والمسؤولين التونسيين الذين شاركوا في هذا البرنامج أنهم منعوني حتى من أن أقول رأيي، وقد كتبت هذا في مقال لي. أنا شايف أننا دخلنا في قصة تونس والذي منافق لتونس و..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
هذا ليس موضوعنا، على أي حال.
سليم عزوز:
لو سمحت، أنت سبته يقول كل حاجة، وأكمل على أي حال، فمن حقي أن أقول.
فيصل القاسم:
تفضل.
سليم عزوز:
حضرتك قلت الآن إن كل الإخوة الذين تحدثوا سواءً من فرنسا أومن إيطاليا قالوا إنهم أخذوا على الصحف التونسية – وأنا لا أدافع عنها، ولا يعنيني بها أية علاقة – أنها هاجمت قطر في حين أنهم لم يأخذوا على قناة الجزيرة أنها تتطاول على تونس ليل نهار بمبرر وبدون مبرر.
فيصل القاسم:
لنعد إلى الموضوع، كان هناك بعض التقييمات، وهناك الكثير من الفاكسات حول هذا الموضوع. مثلاً كان هناك تقييم أكّاديمي أجري في أحد الأقسام هنا في جامعة قطر توصل إلى نتيجة، مثلاً ترجم بعض المواد التي تبثها الجزيرة، وخاصة هذا البرنامج، وأعطاها لطلاب أمريكيين، فحصل البرنامج على واحد من عشرة 1/10 أي صفر وشوي، كيف ترد على هذا الكلام؟ هذا الكلام مطروح، وهو كلام علمي أيضًا.
د. سليمان الشمري:
ممكن أن تكون قضية المنهجية في هذا الجانب ضعيفة، عندما يحاول أن يترجم.. برنامج الاتجاه المعاكس هذا برنامج خاص بنا كعرب، لأن قضية الضيوف من العرب، الثقافة عربية، المضامين كلها عربية، كارثة جدًّا إذا أخذوا.. أنا مستغرب أن هذا ممكن Ph.D Holdes حاصل على الدكتوراه في هذا الجانب، ويثق بالنسبة للقضية..
فيصل القاسم [مقاطعاً]:
هل تُشكَّك؟
د. سليمان الشمري:
أشكَّك في هذا الجانب.
فيصل القاسم:
هل تريد أن تقول ليس هناك منهجية؟ كيف منهجية؟ هذه منهجية واضحة.
د. سليمان الشمري:
منهاجية بماذا؟ عندما آخذ Content Anatylsis موضوع أو مضامين في برنامج الاتجاه المعاكس وأقدمها لأمريكان في الولايات المتحدة يعيشوا تحت ظل الـ First Mendment.
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
التعديل الأول..
سيلمان الشمري:
التعديل الأول في أمريكا، هذه كارثة في هذا الجانب، ثقافتهم مختلفة، ما يعنيهم برنامج الاتجاه المعاكس أو المضامين أو الثقافة العربية هذا الموضوع تماما مختلف، وأشك في المنهجية التي اعتمد عليها الدكتور نبيل الجودي.
فيصل القاسم:
وفي واقع الأمر هناك الكثير من الفاكسات حول موضوع التقييم الذي حصل لقناة الجزيرة يقولون، يعني لدي فاكس يقول: إذا أردتم أن تتعرفوا على مكانة قناتكم فانزلوا إلى الشارع العربي ولا تعتمدوا في تقييمها على ما يُسمون أنفسهم بالخبراء، فهؤلاء الخبراء هم وراء خراب الإعلام العربي وانحطاطه والدكاكين الموجودة هنا وهناك، نرجوكم ألا تستشيروهم واستشيروا بدلاً منهم المشاهدين الحقيقيين. لقد كان تقييم أحد الأكاديميين للقناة يبعث على الضحك ويدل على غباء أكاديمي وجهل حتى بأبسط قواعد الإعلام.. تتفق مع هذا الرأي؟
د. سليمان الشمري:
اتفق مع هذا الرأي، أيضًا بالنسبة هناك رأي آخر للأستاذ (عبد الباري عطوان) عندما تحدث عن قناة الجزيرة في برنامج (بين السطور): إن محطة الجزيرة التي استطاعت أن تتطور بطريقة شيطانية وفي فترة قصيرة من الزمن بحاجة إلى أن تستمع إلى آراء الخبراء في هذا الجانب. حبذا لو وجه هذا السؤال أو هذه الملاحظة إلى صحيفة القدس الموجودة في لندن؛ لأن همه 24 ساعة هو نقد المملكة العربية السعودية والتغاضي عن الإشكالات الموجودة بالنسبة للنظام العراقي أو النظام السوداني؛ لأنه لم يستطع أن يصل إلى الدرجة التي وصلت لها قناة الجزيرة في قضية الحيادية فشتم في قناة الجزيرة.
فيصل القاسم:
خالد بن عامر، ألمانيا، تفضل يا سيدي.
خالد بن عامر:
السلام عليكم يا أخ قاسم، قبل كل شيء كعربي في المهجر، وكل العرب الموجودين هنا في المهجر، تشرفنا قناة الجزيرة كقناة حيادية وموضوعية، وجماهير البلاد العربية متعطشة لكلمة حق وخبر صحيح.
لأن الشعوب العربية سئمت "استقبل الرئيس" و"ودّع الملك" وإلى غير ذلك، نتمنى لكم التوفيق وإلى اللقاء في أكثر من رأي والاتجاه المعاكس وإلى غير ذلك، بارك الله فيكم.
فيصل القاسم:
شكرًا جزيلاً، سيد عزوز.
سليم عزوز:
لي بعض الملاحظات بعيدًا عن نظام (بالروح بالدم)، هو أنه يلاحظ أن قناة الجزيرة لا توجد معايير ثابتة للحكم فيها في أي قضية، فالأمر يخضع لموقع هذا الحاكم أو ذاك من الإخوة في قطر، ففي فترة من الفترات كان الهجوم مكثفًا على مصر لأنها وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل، وسمح الدكتور فيصل لنفسه أن يتطاول على الرئيس السادات ويقول إنه فعل ما فعل بسبب..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
يا سيد، يا سيد عزوز أنا شرحت موقفي وقلت لك لم يُقلْ هذا الكلام، وبإمكانك أن تعود إلى الأشرطة، لا نريد أن نردد أقاويل، أو قيل عن قال وإلى ما هنالك من هذا الكلام، هذا الكلام وُضَّح قبل فترة طويلة جدًّا، فلا نريد أن نكرر اتهامات لا أساس لها من الصحة، يعني بالإمكان أن نعود إلى الأشرطة.
سليم عزوز:
أنا عندي الشريط حبعتهولك، يبدو أنك قلت هذا الكلام ونسيته أو سحبته ما فيش مانع.
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
أنا لم أسحب أيَّ شيء، ومستعد أن أقوله على كل حال، نحن لسنا بصدد.. نحن عندما نقول شيئًا ننقله عن آخرين أو عن كتب وإلى ما هنالك من هذا الكلام، فبإمكانك تكمل تفضَّل.
سليم عزوز:
طيب، أنا عايز أقول ملاحظة أخرى وهي أنه يلاحظ أن هذه القناة لم تُضف كثيرًا في مجال الأخبار، فهي تحولت شأنها شأن الإعلام العربي عمومًا إلى آلة استهلاكية تتلقف ما تبثه وكالات الأنباء العالمية والتي قد تكون سيئة النية في كثير من الأحيان، وتحتفي به قناة الجزيرة، وتذيعه كما هو دون فحص أو تمحيص أو محاولة لعرض وجهة النظر الأخرى.
أريد أن أضرب على ذلك مثالاً إذا كان الكلام يجر بعضه بعضًا، بتونس، فالشاهد أن هناك حملة فيما حدث مؤخرًا، الشاهد أن هناك حملة فيما حدث مؤخرًا، الشاهد أن هناك حملة فرنسية عنصرية كانت تستهدف ابتزاز تونس التي دخلت في سكة التعريب وانتصرت للهوية العربية وأنهت زمن الهيمنة الفرنكوفونية، فكان العنصريون وبعض وسائل الإعلام الفرنسية ينطلقون لكي يبحثون عن شيء يهدفون من ورائه الافتراء بهدف الابتزاز ولَيِّ الذراع.
فيصل القاسم:
طيب..
سليم عزوز :
أنا أريد أن أقول واقعة، واقعة بن بريك الذي رفعتوه إلى أعلى عليين إلى درجة ونتيجة ما أذيع في قناة الجزيرة، وأنا كنت أتصور بالفعل نتيجة ما أُذيع أن بن بريك محبوس، واكتشفت أنه لا محبوس ولا يحزنون، وأن قناة الجزيرة كانت تأخذ كل الكلام الذي يبثه الإعلام الفرنسي وتذيعه بعبله كما هو، وأن المسائل بهذا الشكل، وأنا بالفعل كنت أتصور نتيجة مشاهدتي لقناة الجزيرة أن بن بريك محبوس، فهي أخذت هذه القضية وحولتها كما حولها أيضًا الإعلام الفرنسي العنصري من حبَّة إلى قُبَّة وحولته إلى زعيم إلى درجة أنها تستضيف أحد الزملاء ليقول لو أن هناك عشرة من بن بريك لكان حال العالم العربي تغير وكنا أعظم دول في المنطقة.
فيصل القاسم:
شكرًا جزيلاً، السيدة توجان الفيصل من عمان تفضلي.
توجان الفيصل:
مساء الخير.. ثلاث نقاط أمامي حتى لا آخذ كثيرًا من وقتكم..
أول شيء الفضائيات العربية كلها تأتي عندي، عندما أفتح لكي أسمع أخبار عربية أجد نصف ساعة من أخبار الحكام على كافة الفضائيات فأمل وأتركها وأعود إلى الجزيرة، صراحة، فهاي واحدة.
الأمر الآخر أن الخبر المحلي الذي يخصنا نحن في أقطارنا ويكون أسخن خبر وأهم خبر، وليس في الأردن وحده، في الأردن، وفي مصر، وفي كل دولة عربية أخرى، نجده معَّتم عليه في إعلامنا نحن فنبحث عن الحقيقة، نفتح على الجزيرة، هذه حقائق لا نستطيع أن ننكرها.
النقطة الثالثة أنه سهل جدًّا أن نهاجم دولة من الخارج ونتهمها، أنا سمعت هجوم شديد على قطر الآن، الأخ الجالس الآن من القاهرة، أريد أن أُذكِّره بدول تحل أحزاب قائمة وتصادر صحف قائمة، وتقول إنها ديمقراطية! قبل أيام حُلَّت أحزاب عندكم وصودرت صحف.
أنت تعرف قصة أن مجلس النواب سيد نفسه، المحاكم عندكم حكمت بتزوير المجلس، فقام المجلس وقال: سيد نفسه، وبقى في الحكم.
أنا أريد من الدكتور فيصل أن يعقد ندوة؛ لأنه عندما نتحدث عن دولة ونهاجمها، الأولى والأشراف والأجرأ أن نتحدث عن داخل دولنا، ومعروف عني أنا أبدأ ببلدي انتقد فيه قبل أن أنتقد العالم العربي، أريد منه أن يعقد ندوة عن اكتمال الديمقراطية وغياب الفساد في الأردن ومصر، ويستضيفني أنا والأخ من القاهرة..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
وقطر يا ماما، وقطر يا دكتورة، وقطر..
توجان الفيصل:
لحظة، خليني أكمل، معلش..
سليم عزوز:
كملي زي ما إنت عايزة، لكن لا تكون قطر هي النموذج، أنا معارض مصري..
توجان الفيصل [مقاطعًا]:
عفوًا، خلني أكمل، رجاءً اسمعني، رجاءا……
فيصل القاسم:
دقيقة سيد عزوز.
سليم عزوز [مقاطعًا]:
أنا جريدة "الأحرار" التي أعمل بها جرنال معارض، لكن ما تبقاش قطر هي النموذج، الأمة العربية العظيمة، وتبقى مصر والأردن..
توجان الفيصل [مقاطعًا]:
اسمعني أنت، طول الليل على الساعة، أنا صارلي ساعة على التليفون أحاول أن أصل إليكم، اسمعني على الأقل.
سليم عزوز [مقاطعًا]:
يا شيخة!
توجان الفيصل:
النقطة الرابعة، أريد أن أحكي كلمة إنصاف لقطر، أنا حضرت قطر مراراً، ولم أجد هنالك ثورات تطالب بديمقراطية، ومع ذلك أعرف عن قرار جاء من القيادة القطرية لإجراء انتخابات بلدية. أحد كبار السياسيين في الأردن، ولا أريد أن أذكر اسمه، لست في مجال تشهير، نصح قطر بألا تمشي في هذا الطريق لأنه سيؤدي إلى البرلمان، فكان رد فعل قطر قبل إجراء البلدية، طالب الأمير بوضع دستور وإجراء انتخابات نيابية، وخليني أقول على الأقل هي مبادرة، إحنا عندنا دستور فيه نيابة.. أو بزوروا المجالس النيابية. فهنا طلبي الأخير..
سليم عزوز [مقاطعًا]:
إذن قطر أحسن بلد.
توجان الفيصل:
ورجائي إلى الجزيرة هو أن ليس فقط تستمر في خطها وفي برامجها، طلبي منها أن توجد إما قسم أو ساعات بث تبثُّ بالإنجليزية، وتبث للعالم لكي تصل وجهات النظر الأخرى، والوعي السياسي الموجود والحقائق السياسية، لأن حكامنا يعطون نسخًا مزورة بإعلامنا، والغرب مستعد أن يعمم التزوير ذاك. أريد أن يصل صوت الشعوب العربية لكي نُحتَرم في العالم، ويعاملونا كبشر. شكرًا.
فيصل القاسم:
شكرًا جزيلاً.
[فاصل لموجز الأخبار]
يصل القاسم:
الشمري ذكر الكثير من النقاط وخاصة في موضوع الأخبار.
د. سليمان الشمري:
ممكن أن نرجع إلى النقطة السابقة بالنسبة لقضية، لأنه زيَّف الحقيقة في هذا الجانب عندما ذكر لم تُضف قناة الجزيرة أي شيء لصناعة الأخبار، وطبعًا مع وجود أو محاولة الـ CNN والـ B.B.C أن تنقل مجموعة كبيرة من الأخبار نقلاً عن الجزيرة..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
نقلاً عن الجزيرة، خاصة أثناء العدوان الأمريكي على العراق.
د. سليمان الشمري:
عن الجزيرة.. فهذا تزييف للحقيقة، بالإضافة أو بالنسبة للعمل الاحترافي داخل الجزيرة على مستوى الـ C.N.N أو B.B.C أو أي قناة أخرى متقدمة.
فيصل القاسم:
إذا تحدثنا دكتور هناك نقطة ذكرها السيد عزوز أكثر من مرة، ولم نُجبْ عليها، لدينا بعض النقاط: تمزيق العرب، تمزيق الشارع العربي، وتمزيق العرب، وإثارة البلبلة والفُرقة إلى ما هنالك، هذا الكلام مرَّ مرور الكرام، مَرَّ دون أن نُعلق عليه، كيف ترد على كلام السيد عزوز؟ يعني ذكره أكثر من مرة أن مهمتها تمزيق الشارع العربي، تمزيق العرب.
سيلمان الشمري:
بالعكس، أنا في رأيي أشبهها بالجهاز العصبي، اللي يحرك الجسم العربي اللي هي قناة الجزيرة في هذا الجانب، هو كان يركز أيضًا بالنسبة لقضية قطر والموضوعات التي تناقش سلبًا، عندما يسمي قطر دويلة صغيرة في هذا الجانب إذن ليست بحاجة لأن نركز على القضايا الصغيرة الموجودة داخل دويلة قطر الصغيرة، يجب أن نركز على الدول الكبيرة والدول القيادية في هذا الجانب.
أما بالنسبة لقضية تمزيق الصف العربي في هذا الجانب أتوقع أنها خدمت الصف العربي وجعلت منه..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
كيف خدمت الصف العربي؟
د. سليمان الشمري:
خدمت الصف العربي بمناقشة القضايا المهمة، بالنسبة للقضايا الثقافية، الفكرية، السياسية في هذا الجانب..
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
التي تهم العرب أجمعين.
د. سليمان الشمري:
التي تهم العرب أجمعين في هذا الجانب. هامش الحرية اتسع في هذا الجانب. طبعًا هي تذكرني أي قناة الجزيرة بأن عندي قناة جزيرة صغيرة أو أصغر التي نعتبرها وهي زاوية الأستاذ (داوود الشريان) في صحيفة الحياة، أنا عندما أشتري صحيفة الحياة أول شيء أطالعه أكون صادق معك في هذا الجانب، التي هي أضعف الإيمان بالنسبة للأستاذ داوود؛ لأننا متعطشين إلى سماع أو قراءة الأخبار الصادقة.
فيصل القاسم:
طيب، سيد عزوز.
سليم عزوز:
أنا قرأت لك حوارًا دكتور فيصل نُشر في إحدى الصحف قلت فيه أن الدكتور الشمري أعدّ دراسة قالت أن 90% من البرامج التي تقدمها حضرتك في الاتجاه المعاكس هي برامج حيادية وأن الـ10% الآخرين هم ليسوا كذلك، أنا كنت سمعت من أحد الباحثين أيضًا يقول أن قناة الجزيرة في قطر تكرس لفكر التخلف والفكر الرجعي والفكر.. فكنت عايزه يرد على هذا الكلام بصفته باحث، يبدو أنه باحث في شئون قناة الجزيرة فقط.
د. سليمان الشمري:
لا، أخي العزيز، لا نركز في هذا الجانب، أنا لو رجعت.. طالما أنه اتهمني بالتركيز بالنسبة لقناة الجزيرة، أنا بحث الماجيستير في الولايات المتحدة أهديته إلى روح (توماس جيفرسون) في هذا الجانب لمقالته الشهيرة (لو خُيرت بين حكومة بلا صحافة وصحافة بلا حكومة لاخترت الأخيرة في هذا الجانب). طبعًا أبحاثي أنا سبقت قناة الجزيرة حول متغير الحرية أو هامش الحرية قبل إنشاء قناة الجزيرة في هذا الجانب، وهذا هو الذي جعلني أهتم بقناة الجزيرة.
فيصل القاسم:
ذكر موضوع الحياد وأنت أجريت دراسة أعتقد وهي موجودة معك أم لا؟
د. سليمان الشمري:
الحيادية بالنسبة لي.. ولابد أن نفرق – ذكرت أنا في هذا الجانب – لابد أن نفرق ما بين الإثارة والانحياز، طبعًا ذكرت أنا في البداية أن الدكتور فيصل يركز على الإثارة، وهذا جانب قوي بالنسبة للبرنامج.
أما بالنسبة للحيادية ذكرت فقط هي حلقة واحدة التي استضفت فيها الشيخ يوسف البدري واتهمك بالعلمانية، والأسبوع الماضي اتهمك الأخضر عفيفي (العفيف الأخضر) بالإسلامية.
فيصل القاسم:
بالأصولية؟ !
د. سليمان الشمري:
أو الأصولية في هذا الجانب.
[فاصل إعلاني]
فيصل القاسم:
دكتور يعني أنت منذ البداية تُغدق بالثناء والإطراء على قناة الجزيرة وبرامجها وإلى ما هنالك، كيف تفسر أنها ضربت عرض الحائط بميثاق الشرف العربي، ولهذا السبب استُثنت من الانتماء إلى بعض المؤسسات الإعلامية العربية.. ميثاق الشرف يعني.
د. سليمان الشمري:
طبعًا أنا أعتبر أن قناة الجزيرة أشرف من ميثاق الشرف الإعلامي في الوطن العربي؛ لأن الحالات أو الـ Cases الأخرى في هذا الجانب أضعف، فلماذا أنا أتهجم وأسب قناة الجزيرة في هذا الجانب؟ الذي يوميًّا مصطلح الرأي والرأي الآخر هذا سمعناه من قناة الجزيرة، لم نسمعه من القناة الفضائية المصرية.. دَرَّسَت الشعوب العربية أعطتها Courses نحن الآن في المستوى الرابع في محو الأمية أو السنة الرابعة في محو الأمية السياسية.
فيصل القاسم:
حسنًا سيد عزوز كيف ترد على هذا الكلام بخصوص عدم الالتزام بميثاق الشرق العربي؟ السيد شمري قال كلامًا قويًّا هنا.
سليم عزوز:
أنا شايف أن الكلام الذي قاله الدكتور سليمان الشمري، أنا لا يعنيني ميثاق الشرف العربي أو الالتزام به أو عدم الالتزام به؛ لأنه في النهاية خالص لا يعني شيئًا، إنما يعني ميثاق شرف وضعته الحكومات، أنا شايف أنه لا يمكن لأي قناة ستخرج على الخط أو تسبب قلق للأنظمة يمكن أن ينطبق عليها هذا.. ده مش هو بيت القصيد في هذا الأمر، ولكن أنا مش مع الكلام الذي قاله الدكتور سليمان الشمري في أنها شريفة و(خضرة الشريفة) وأنها أعظم قناة شهدتها المنطقة العربية وأنها أعظم شيء في الكون، وأنه يعني يا حبيبتي يا قناة الجزيرة!
وإن كنت أريد أن أضيف ملحوظة، أنا كنت متصور أنه في الدراسة التي أعدها على برامج قناة الجزيرة أن هناك 10%، كنت مصمم 10% في كل الحلقات التي أذعتهم يا دكتور فيصل طوال الأربع سنوات الماضية، فاتضح أنهم بخصوص برنامجين، وهذان البرنامجان لأنك تهزأت فيهم أو لأن في أحد تطاول عليك فأصبح البرنامج مش حيادي لأنك سمحت لأحد أن يتطاول عليك فيها، فبرضه قناة الجزيرة بالنسبة له نسبة 100% عظيمة ورائعة وجميلة، وأكثر الله من أمثالها!
فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طيب أنا أريد أن أسألك سؤالاً، في موضوع الشرف، أنا أريد أن أسأل، أريد أن نتكلم قليلاً، لماذا يتغير مفهوم الشرف عند العرب حسب الطلب؟ مثلاً يتهمون قناة الجزيرة بأنها تلعب على المكبوت السياسي، لماذا لا أحد يتحدث مثلاً عن أن هناك عشرات القنوات العربية المهاجرة التي تلعب على المكبوت الجنسي؟ وكما تعرف الشرف دائمًا عند العرب ارتبط بالمرأة، وهذه القنوات لا تقدم إلا الفساد والدعارة وإلى ما هنالك، عندما يتعلق الأمر بالجزيرة يتحول الشرف تمامًا، يصبح شرف الأخبار وإلى ما هنالك! كيف ترد على هذا الكلام؟ أو شرف السياسة إن صحَّ التعبير؟
سليم عزوز:
لا.. هو بالنسبة لقناة الجزيرة، أنا قلت لحضرتك دلوقتي أن حدوتة أن القناة خرجت على ميثاق الشرف الصحفي أو ما خرجتش عليه لا هنا حيشرفها ولا هنا حيسيء إليها، لا هي ولا غيرها من القنوات الأخرى.
ولكن أن مسألة الشرف، أنا شايف أننا إحنا في مصر وفي غير مصر قُدْنا حملة شديدة في صحفنا، صحف المعارضة وغيرها، أيضًا الصحف الحكومية، على القنوات اللي هي تقدم الابتذال الجنسي، وأنها بتستهين بعقلية المشاهد، وتقدم العفاريت والجن والبتاع والقصص دي كلها، فالقضية ليست خاصة بقناة الجزيرة وحدها التي أراها أيضًا إنه بالإضافة إلى تمزيق الصف والذي منه – الذي لم يجب عليه الدكتور – أنها تتطاول على الزعامات العربية، وأنها بتطلع ناس من التُرب علشان تُهينهم، وأنها لا تجد سوء في الدنيا كلها إلا.. ده كله لحساب من يا جماعة؟ كل الذي يحدث.. ألا توجد ميزة في أي بلد عربي (مصر، تونس) تستحق أنها تذاع وتنشر وتعرض في قناة الجزيرة غير أننا نقعد نتطاول ونسب الملل ونكفر الناس؟! ده مش ممكن..
فيصل القاسم:
طيب، السيد أحمد الزايدي لندن، وهو باحث في الإعلام أجرى دراسة مقارنة بين الـ C.N.N والجزيرة، تفضل يا سيدي.
أحمد الزايدي:
مساء الخير، رغم إني أشارك السيد عزوز بعض تحفظاته على قناة الجزيرة، إلا أنه ليس هناك حيادية مطلقة في أي وسيلة إعلامية في العالم بما في ذلك طبعا الـC.N.N والـB.B.C. فهاتان القناتان رغم ما يتمتعان به من حرية، هما يعرضان العالم بعيون أمريكية وبريطانية، أيضًا قناة الجزيرة ليست فقط الاتجاه المعاكس، فالجزيرة تحوي برامج أخرى كأكثر من رأي، وبلا حدود ونقطة ساخنة، وغيرها من البرامج المفيدة وغير المثيرة للجدل أو أقل إثارة للجدل. أغرب ما سمعت الحقيقة في أن قناة الجزيرة تُموَّل من إسرائيل، سمعت اتهامات كثيرة، لكن هذا أغرب ما سمعت!
وطبعًا أنا أتحفظ على العرض الكبير لإسرائيل وغيرها من الأمور هذه، إلا أنني أعتقد أن قطر ليست دولة فقيرة، الجميع يعلم أن قطر دولة غنية، وهي يعني ليست بحاجة إلى مصادر خارجية لتمويل قناة تلفزيونية.
فيصل القاسم [مقاطعًا]:
30 مليون دولار سنويًّا، وهي عبارة عن فكّة بالنسبة لبلد يمتلك ثالث احتياطي للغاز الطبيعي في العالم.
أحمد الزايدي:
سؤالي الآن، سؤالي للأستاذ عزوز هو: على افتراض أن قناة الجزيرة فيها مساوئ كثيرة وعليها تحفظات، السؤال هو: هل مساحة الحرية المتاحة للمشاهد العربي هل هي في صالح الشعوب العربية أم ضدها؟ ومَنْ هو المتضرر هل هي الشعوب أم الأنظمة العربية؟ أرجو أن يجيب بالتحديد على هذا السؤال؛ لأننا في النهاية نحن لا يهمنا كثيرًا ما يقال عن تمويل وعن أهداف وغيره، يهمنا الإنتاج الذي نشاهده في قناة الجزيرة، هل هو مفيد للمشاهدين العرب أو غير مفيد؟
فيصل القاسم:
سؤال وجيه، السيد ياسر النحلاوي من سوريا، تفضل يا سيدي.
ياسر النحلاوي:
مساء الخير، الحقيقة الجزيرة كسرت قوالب الإعلام العربي التقليدي، وأصبحت نافذة إعلامية كونية، حققت قفزة نوعية تتلاءم مع المتغيرات، لكن حينما ولدت الجزيرة كنا نأمل أن يكون كل الهواء الذي يأتينا منها نظيفًا ونقيًّا، لكن بعض الهواء كان يحمل معه بعض الجراثيم. في كثير من الأحيان اختلط الحابل بالنابل لديكم. مرات عديدة تابعنا برامج خلناها تدافع عن الحق، فإذا هي حق يراد به باطل. وكثيرة هي المرات التي اكتشفنا أننا أمام برامج هدفها إشعال فتنة نائمة أو تصيد مكامن للخلاف لا مبرر له بدل التركيز على ما يجمع العرب لا على ما يفرقه، نحن لا نريد لبرامجكم وأرجو أن يتسع صدركم لهذه الملاحظة.. أن تبدو وكأنها مسرحيات دراماتيكية كصراع الديكة، وأن يصل بعضها إلى مهزلة لا يفهم فيها أحد على أحد. أنا أقدر للدكتور فيصل أنه لم يستقبل إسرائيليين في برامجه، لكن برامج أخرى أدخلت التطبيع إلى غرف النوم العربية، وأعطت للإسرائيليين مساحة من الحضور والاحتفاء في محاولة لتطبيع العقل العربي وتطويقه لقبول الخطاب الإسرائيلي والتعامل معه على أنه رأي أو أكثر من رأي. نحن لا نريد تجاهل أحد، لكنْ ثمة فرق بين التجاهل وبين الوقوع في الأحضان، بين العلاقة الموضوعية وبين المحبة والصداقة، بين ما تبيحه الضرورات من المحظورات وبين الانفلات إلى الاستسلام المذهل للخطاب الإسرائيلي وترديد مصطلحاته. أرجو من الجزيرة ألا تسمح لأعدائنا التسلل إلينا من النوافذ التي فتحتها، نحن نريدها صوتًا عربيًّا خالصًا تدافع عن قضايانا كما تفعل مثلا أبو ظبي أو غيرها من الأقنية.
تحدثتم عن الحياد، السيد الشمري أنا أقول: هل يمكن لإعلامي عربي أن يكون حياديًّا مثل عالم الفيزياء؟ هل يمكن لإعلام عربي متقن أن يكون على الحياد في معركة أمته؟ وأسأل: هل أنتم على الحياد في الصراع العربي الإسرائيلي؟ هل هناك يا تُرى محطة أجنبية غربية تلفزيونية تقف على الحياد في هذا الصراع؟ كلا، الإعلام الغربي والأمريكي ليس محايدًا، بل هو على الجانب الآخر غالبًا. أرجو إن كنتم مُصِّرين على الحياد أن تعدلوا، لا تمنحوا المتسكعين على أبواب الموساد ذات المنبر وذات الزمن الذي تمنحونه لمن يمثلون وجدان الأمة وطاقاتها؟
نحن في سوريا نشتم رائحة عداء مستتر من بعض العاملين في محطة الجزيرة، يحس شعبنا من سؤال المذيع أو مقدم البرنامج أنه يُكن لسوريا كراهية، وأنه يحاول تصيد الأخطاء وترصد الهفوات، نشعر أنه يضيق ذرعًا بصمود سوريا والتفافها حول ثوابتها. بعض الأحيان نرى بحجة الحديث عن الحريات والانفتاح والتطبيع والعقلانية والواقعية يراد لآخر معقل عربي صامد أن ينهار. اليوم والبارحة دكتور فيصل تابع العرب عبر الجزيرة وغيرها درسًا مشرفًا عميق الصلة بالموقف السوري ألا وهو انتصار المقاومة في جنوب لبنان، والتي تطلق محطتكم على من قضى في الدفاع عن الأرض مصطلح قتيل بدلاً من كلمة شهيد! وأظن أنه من هاجم المقاومة طويلاً في محطتكم سيراجعون أنفسهم ومواقعهم في مسألة الحوار التي طرحها أيضًا الدكتور الشمري.
نحن لا نرفض الحوار، ولكننا نرجو من الإعلام العربي كله حوارًا عاقلاً متزنًا يمثل الأطراف المتكافئة والمتعادلة في الحضور والفاعلية، فليس من الإنصاف أن يُمنح أعداء العروبة وأعداء الإسلام وأعداء الوطنية وأعداء الكفاح المساحة نفسها وذات الاهتمام..
فيصل القاسم:
أشكرك جزيل الشكر، تريد أن ترد باختصار على هذا الكلام؟ شلومو، نيسان، شاؤول، كل ذلك دخل إلى البيوت العربية عبر قناة الجزيرة، ألا يعتبر ذلك نوع من الاختراق الصهيوني للعقل العربي، باختصار.
سليمان الشمري:
من الصعوبة الجزم في هذا الجانب سلبًا أم إيحابًا، في هذه المرحلة الراهنة في الوقت الحاضر نحن نعيش مع معمعة السلام في الوطن العربي، فإذا قناة الجزيرة التزمت الحياد في عملية التغطية سلبًا أو إيجابًا، إذا ابتعدنا عن الانبطاح للإسرائيليين وأصبحنا نخدم شعوبنا أكثر من قضية الانبطاح، فأعتقد ما في إشكالية من نقل الأخبار الإسرائيلية أو أي خبر ثانٍ طالما أن يدنا بيد الأمريكان وسفارات الولايات المتحدة موجودة في كل مكان في الوطن العربي وفي العالم.
فهذا الجانب، الانبطاح، اللي إحنا مقدمينه بالنسبة للأمريكان أتوقع أن الأمريكان والإسرائيليين في خندق واحد.
فيصل القاسم:
طيِّب، مشاهدينا الكرام للأسف الشديد لم يبق لدينا وقت، مشاهدينا الكرام لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا من القاهرة السيد سليم عزوز نائب رئيس تحرير جريدة الأحرار القاهرية والدكتور سليمان الشمري أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود بالرياض.
نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.