الاتجاه المعاكس

القضية الفلسطينية وأسامة بن لادن

من الذي استفاد أكثر من الآخر القضية الفلسطينية أم أسامة بن لادن؟ هل ركب بن لادن الموجة في اللحظة الأخيرة، أم أنه أفاد القضية إعلاميا في الغرب أكثر مما أفادها الإعلام العربي على مدى خمسين عاما؟ هل أعاد البعد الإسلامي للقضية؟.

مقدم الحلقة

فيصل القاسم

ضيوف الحلقة

مأمون أسعد بيوض التميمي، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
مهدي عبد الهادي، رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية في القدس

تاريخ الحلقة

27/11/2001

– تأثير خطابات بن لادن على تحرك الغرب تجاه القضية الفلسطينية
– بن لادن وإدراج حركات المقاومة الفلسطينية على لائحة الإرهاب الأميركية
– إيجابيات وسلبيات أحداث 11 سبتمبر/ أيلول على القضية الفلسطينية
– بن لادن بين المتاجرة بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها
– الاستفادة الإعلامية للقضية الفلسطينية من خطاب بن لادن

undefined
undefined
undefined

د. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام، لماذا أهملت الإدارة الأميركية عملية السلام منذ مجيئها إلى السلطة قبل أكثر من عشرة أشهر، لكن سرعان ما راحت تلتفت إليها لأول مرة شيئاً فشيئاً بعد أحداث أميركا إلى حد القبول بقيام دولة فلسطينية؟ فقبل أيام كان خطاب وزير الخارجية الأميركي بشأن عملية السلام، وها هما المبعوثان الأميركيان (زيني) و(بيرنز) يصلان إلى المنطقة.

هل أجبر أسامة بن لادن (بوش) و(بلير) على الاعتراف بالقضية الفلسطينية؟ يتساءل الكاتب البريطاني الشهير (ديفيد هيرست).

ألم يربط المستشار الألماني فرص نجاح مكافحة الإرهاب في العالم بحل قضية الشرق الأوسط؟ هل حقق بن لادن للقضية الفلسطينية أكثر مما حققها لها، أو حققته لها عملية السلام على مدى ثمانية أعوام؟

ألم تستفد القضية الفلسطينية من خطابات بن لادن إعلامياً في الغرب أكثر مما أفادها الإعلام العربي على مدى خمسين عاماً؟

ألم ينجح في ترسيخ القضية في أذهان الملايين في أميركا وأوروبا؟

هل ركب بن لادن موجه القضية الفلسطينية في اللحظات الأخيرة، أم أنها كانت دائماً حاضرة في توجهاته؟ لكن في المقابل يرى الكثيرون أن بن لادن أضر بالقضية ضرراً هائلاً عندما ربطها بما حدث في أميركا، ويتساءل البعض إذا كانت فلسطين فعلاً هي السبب في الهجوم على أميركا، لماذا ذهبت يا بن لادن إلى أفغانستان أثناء الانتفاضة الأولى لمحاربة السوفييت؟ ولماذا ذهبت إلى نيويورك أثناء الانتفاضة الثانية لمحاربة الأميركان بعد المرور طبعاً بالبوسنة، و(ألمانيا) والشيشان؟

لماذا لم تبرز القضية الفلسطينية في خطاب بن لادن وأتباعه إلا في الآونة الأخيرة؟ هل كان يتاجر بها كما فعل الكثيرون من قبله؟

كيف أفاد بن لادن القضية الفلسطينية وهو الذي جعل أميركا تنظر إلى الانتفاضة وبقية حركات المقاومة بوصفها إرهاباً بحتاً؟

إعلان

هل نجحت أحداث أميركا فعلاً في دفع الغرب إلى حلٍ للقضية، أم أن كل ما نسمعه يدخل في إطار جبر الخواطر وتمارين في العلاقات العامة؟ وإلا لماذا سمعنا الأمين العام للجامعة العربية يتحدث عن عملية نصب سياسي في المنطقة في إشارة طبعاً إلى لعبة غربية مكشوفة لاستمالة الدول العربية والتغطية على الحرب في أفغانستان بدلاً من طرح حلٍ حقيقي للقضية؟

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على الدكتور مهدي عبد الهادي (رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية في القدس). وعلى (الكاتب والمحلل السياسي) محمد أسعد بيوض التميمي.

للمشاركة في البرنامج يُرجى الاتصال بالرقم التالي: 4888873 وفاكس رقم: 4885999، وبإمكانكم المشاركة بمداخلاتكم عبر الإنترنت على العنوان التالي: www.aljazeera.net

[فاصل إعلاني]

تأثير خطابات بن لادن على تحرك الغرب تجاه القضية الفلسطينية

د. فيصل القاسم: سيد تميمي، في البداية كما تعلم الدبلوماسية الأميركية نشطت في الآونة الأخيرة بعد أحداث 11 سبتمبر في موضوع عملية السلام في الشرق الأوسط، وأنت متابع طبعاً الأحداث، آخر الأحداث وصول مبعوثين أميركيين إلى المنطقة بهذا الإطار، يعني يتساءل الكثيرون الآن: هل نجحت أحداث 11 سبتمبر؟ هل نجحت خطابات بن لادن في تحريك القضية الفلسطينية وتحريك الغرب لفعل شيء، أم ماذا؟

محمد أسعد بيوض التميمي: بالفعل نحن الآن نعيش عصر ما بعد 11/9، ما قبل 11/9، أحداث 11/9 وبعد.. تغير التاريخ وتغير مجرى الأحداث، فربط أحداث سبتمبر اللي حصلت في أميركا بالقضية الفلسطينية أحدث.. بدأ يُحدث تغيير واضح وملموس على صعيد القضية الفلسطينية، وهذا التغيير بدأ أول ما بدأ، بدأ على عدة صُعد، فأول صعيد بدأ في هذا التغيير على الصعيد الإعلامي.

د. فيصل القاسم: قبل أن ندخل في الصعيد الإعلامي، يعني كيف، يعني كيف استفادت، كيف استفادت القضية الفلسطينية؟ هل فعلاً استفادت؟

محمد أسعد بيوض التميمي: استفادت فعلاً، أنا بداية أحلل الأحداث هنا وليس بالضرورة أني مؤمن بما يجري من أحداث، يعني بإقامة دولة فلسطينية على جزء من التراب الفلسطيني، أما.. من.. بكامل التراب الفلسطيني، بفلسطين كاملة غير منقوصة، ولا أقبل بإسرائيل ولو بشبر على أرض فلسطين، بس كمحلل سياسي أحدث الأحداث على صعيد القضية الفلسطينية وانعكاس الأحداث الدولية على هذه.. أحداث 11 سبتمبر على هذه القضية.

د. فيصل القاسم: ما هي هذه الانعكاسات؟

محمد أسعد بيوض التميمي: أول انعكاس فيه تغيير ملموس وواضح ويكاد يكون جذري في الخطاب السياسي الأميركي والغربي عامة، فبعد أحداث 11/9 مباشرة بدأ الرئيس بوش يتحدث عن دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وأنها يجب أن تتوفر لها عوامل البقاء والاستمرار، هذا ما كنا نسمعه سابقاً، وأعاد هذا الرئيس بوش، أعاد هذا الخطاب وكان خطاباً مكتوباً في هيئة الأمم في 10 نوفمبر، 10/11 الحالي، وقال أنه يجب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وتتمتع بأسباب البقاء والاستمرار، وذكر اسم فلسطين لأول مرة في خطاب إله 10 عشر مرات متكررة، ذكر اسم فلسطين وهذا تغير في الخطاب الأميركي، لأول مرة تذكر اسم فلسطين، اسم فلسطين مشطوب بالسياسية الأميركية، بيتحدثوا عن فلسطينيين، مشكلة شعب، طائفة، ناس اسمهم فلسطينيين، ما إلهم وطن اسمه فلسطين، فتحدث لأول مرة عن فلسطين، وهذا ملفت للانتباه، و10 مرات ذكر فلسطين وتحدث لأول مرة عن دولة فلسطينية وليس عن وطن، فتحدث عن دولة للفلسطينيين وليس وطن، يعني أي وطن، أي هذا، لأنه فلسطين هُمَّ عندهم إنه هذه أرض إسرائيل، ما فيه شيء اسمه فلسطين، فيه أرض إسرائيل وشعب إسرائيل، وهذه الطائفة تعيش في.. في أرض إسرائيل يوجد إلها حل حكم ذاتي بأي شكل من الأشكال، فهذا تغيير جذري، وجاء (باول) وزير خارجية أميركا…

إعلان

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب نقطة نقطة، ناخدها نقطة نقطة، دكتور سمعت هذا الكلام، يعني السيد تميمي يعتقد إنه يعني كان لأحداث سبتمبر وقع يعني إيجابي جداً على القضية الفلسطينية، والدليل أنه الأميركان بدأوا يهتمون بها، وسمعت ما قال طبعاً.

د. مهدي عبد الهادي: يعني هنالك خلط في الأمور، عدة قضايا يجب أن لا تخلط مع بعض القضية الفلسطينية جُرح فلسطيني عربي إسلامي ينزف.. وإنساني ينزف منذ مائة عام، ليست قضية جديدة ولا طارئة ولا حديثة، أحداث 11 سبتمبر غيرت فعلاً في التفكير الأميركي في علاقاتها في العالم، غيرت قناعاتها في سياساتها الخارجية، السياسة الأميركية إذا تابعتها تختلف كلياً عما هو مطروح الآن، لكن إذا تكلمنا -كما تفضل الأخ- عن إنه فيه تغيير جذري وفيه حديث عن الـ Vision عن دولة فلسطينية هذا ليس أمراً جديداً، الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال مفاوضات مع الرئيس الأميركي (كلينتون) في كامب ديفيد عُرض أكثر من ذلك، لم يتحدثوا عن رؤية، عن Vision تحدثوا عن واقع، عن حدود الأرض، عن السكان، عن المياه، عن القدس، كان فيه تفاصيل التفاصيل عن الدولة، لكن الخلاف كان نحن لا نقبل دولة منقوصة الأرض، منقوصة السيادة، منقوصة القدس، منقوصة الحرية، منقوصة حق تقرير المصير، منقوصة اللاجئين، السياسة الخارجية الأميركية منذ كامب ديفيد الأولى أيام السادات وكارتر وبيجن كانت مطروحة بتفاصيلها في مراحلها، والرؤية واضحة، ليس أمراً جديداً البحث عن الدولة، الأمر الجديد الآن المطروح على السياسة ما هو مستقبل السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة ككل وليس الموضوع الفلسطيني فقط، الموضوع الفلسطيني لا يزال ينزف، الذي.. حادثة 11، أحداث 11 سبتمبر هو رد في القضية الفلسطينية، رد إلى الوراء، تهميش للموضوع الفلسطيني، أصبحت نقطة في بحر، شاهد معي وتابع معي الجرحى والقتلى والشهدا في فلسطين أين هم الآن بالرأي العام العالمي؟ ماذا يؤثروا؟ نحن نقول للعالم ككل، أو بالتحديد للعرب والمسلمين، إذا أحببت فاظهر، وإذا استغضبت فاغضب، إذا أحببت فلسطين ماذا فعلت لفلسطين؟ أنت أسأت لفلسطين عندما فتحت جبهة أخرى في أفغانستان، أو في العراق، أو في الكويت، أنت أسأت إلى هذا الجُرح بدل أن تلحمه، بدل أن تضمد جراحة، وبدل أن تسعى لحمايته، أنت فتحت جبهات أخرى وحوَّلت السياسات الخارجية للدول الكبرى في مصالح أخرى.

د. فيصل القاسم: كويس جداً، سيد تميمي طبعاً هذا يرد على كل كلامك بأنه هناك تغيير.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي الأستاذ لا يفرق بين التغيير، الفرق بين التغيير في الخطاب السياسي والموقف السياسي، أنا ما قلت فيه تغيير في الموقف السياسي، قلت فرق.. قلت فيه تغيير في الخطاب السياسي هو مقدمة للتغيير في الموقف السياسي، فالأميركان بدأوا يغيروا بخطابهم السياسي، لأن لا يمكن أن يسبق تغيير الموقف تغيير الخطاب، الخطاب يسبق تغيير الموقف دائماً معروف سياسياً هذا، فالخطاب السياسي الآن بدأ يتغير، الآن فيه أشياء بدأنا نسمع فيها ما كنا نسمع فيها سابقاً، قبل أحداث 11 سبتمبر، أقول إنه الدم الفلسطيني ينزف مع كل النزف وكانت أخبار.. وأخبار الانتفاضة تتصدر نشرات الأخبار في العالم ووسائل الإعلام في العالم، ومع هذا كان الجميع يقول: فليذبحوا، فليتقتلوا، فلدماؤهم تسيل، ما أحد سأل في الشعب الفلسطيني.

د. فيصل القاسم: حتى لو كانت تغطى إعلامياً؟

محمد أسعد بيوض التميمي: ولو تغطى إعلامياً، وأصبحت مملة حتى عند كثير من الناس يعني إنه.. لأنه أصبح فيه إحباط عند الناس، ما حدا يفازع للشعب الفلسطيني حتى نفس الفلسطينيين صاروا في إحباط، الآن الأحداث هذه أجبرت الإدارة الأميركية على تخطيء.. تغيير خطابها السياسي، تمهيد لتغيير موقفها وفيه مؤشرات واضحة على ذلك.

إعلان

د. فيصل القاسم: طيب بس لكن قال لك السيد، يعني الدكتور قبل قليل بأنه موضوع الدولة الفلسطينية ليس جديداً، طُرح في.. يعني في مباحثات كامب ديفيد..

د. مهدي عبد الهادي: كامب ديفيد.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي فيه الدولة الفلسطينية جديد، ولكن لأول مرة كان فيه موضوع الدولة الفلسطينية ضبابي غير واضح، ما هي سيادة.. غير سيادة، فيه الآن نص واضح يقول الرئيس بوش -لا، النص لا يحتمل الاجتهاد- "دولة ذات سيادة مستقلة".

د. فيصل القاسم: تتمتع..

محمد أسعد بيوض التميمي: تتمتع بأسباب البقاء والاستمرار، إذن الأمور واضحة ما فيها لبث، الآن..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: لا.. لا.. الموافقة.. موافقة إسرائيل ومن خلال المفاوضات مع الاعتراف بحماية واستقلال وسيادة الدولة العبرية على أرض فلسطين.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي، أصلاً كل الحلول المطروحة على الساحة تتضمن الاعتراف بدولة إسرائيل، ما جاب شيء جديد، يعني أنت بدك دولة فلسطينية، أنا قلت من البداية أنا ضد دولة.. أنا ضد وجود إسرائيل في أي.. بس كل الحلول المطروحة تتضمن كامب ديفيد، 242، ولأول مرة الأميركان في رؤية باول في أمام.. في جامعة ليوفيل في كنتاكي في 19/11 بيقول باول: إنه لحل القضية الفلسطينية ها رؤية القيادة الأميركية بجميع مستوياتها، الرئيس والخارجية والدفاع يجب أن تكون على أساس 242، و338، وأن تكون الأرض مقابل السلام، ولأول مرة باول يقول أن.. أن هناك معاناة وعذاب للفلسطينيين على الحواجز وفي الضفة والقطاع، وأن أطفالاً تقتل، لأول مرة يقول أن الأطفال الفلسطينيين يقتلهم الجيش الإسرائيلي، هذا التغير، إذن تحت وطأة أحداث 11/9 لأنه أميركا لا تفهم إلا لغة القوة، ولا منطق القوة، بدأت تستشعر إنه في حالة غضب واحتقان في الأمة الإسلامية لأنه تعرف، بدأت تعرف إنه هذه القضية قضية المسلمين في الأرض، وابن لادن ما جاء من فراغ، ولا تبنى قضية ليست قضية، هي بالأساس قضيته، لأنها قضية كل مسلم في الأرض هذه القضية، فهذه القضية عقائدية، قضية الأقصى هذه، قضية أولى القبلتين، قضية ثالث الحرمين..

د. مهدي عبد الهادي: إذا سمحت.. إذا سمحت لي..

محمد أسعد بيوض التميمي: فابن لادن لما تبنى قضية فلسطين ما تدخل فيما لا يعنيه، تدخل فيما يعنيه، لأنه هذه قضية كل مسلم، وأكبر جريمة ارتكبت بحق القضية الفلسطينية ارتكبها اليسار الفلسطيني، والعلمانيين الفلسطينيين إنه حاولوا أن يفرغوا هذه القضية من مضمونها العقائدي وبعدها العقائدي.

د. فيصل القاسم: سنأتي على كل هذا، دكتور..

د. مهدي عبد الهادي: يا سيدي، القضية الفلسطينية قضية أرض وشعب وحقوق وشرعية دولية، ماذا فعل بن لادن لهذه القضية؟ هل سمعنا بن لادن قبل 11 سبتمبر يقول شيئاً عن فلسطين؟

د. فيصل القاسم: طيب هذا سؤال مهم جداً، لكن قبل ذلك، قبل أن يمر هذا السؤال فجأة، أنت حضرتك قلت قبل قليل إنه موضوع الدولة الفلسطينية ليس جديداً وقد طُرح في مفاوضات كامب ديفيد وكلينتون والقيادة الفلسطينية تباحثا مطولاً في هذا الموضوع، لكن السؤال المطروح، ألا ترى تغيراً، يعني أنت تعلم أنه منذ قدوم الإدارة الأميركية الجديدة إلى الحكم منذ أكثر من عشرة أشهر كان هناك إهمال واضح للقضية الفلسطينية ولا يريدوا أن يتدخلوا بأي حال من الأحوال، لننسى كلينتون، ولننسى كامب ديفيد، هناك معطيات جديدة تماماً، يعني يقولون: لولا لم تحدث مثلاً أحداث سبتمبر.. يعني لطال الأمر وبقيت القضية معلقة إلى أبد الآبدين.

د. مهدي عبد الهادي: الخلاف الوحيد بين سياسة وإدارة كلينتون وبوش حول القضية الفلسطينية في مداخلها، كلينتون ركز كلياً على قضية الشرق الأوسط، بمعنى الصراع العربي الإسرائيلي، في حين إدارة بوش نظرت إلى الشرق الأوسط كقضية كلية، جمعت بين ملف العراق، وبين ملف إسرائيل، وما بين ملف إيران وسوريا، ولبنان وبدأت تبحث عن رؤية شمولية للشرق الأوسط في مجموعها ككل، بعكس نظرة الديمقراطيين برئاسة كلينتون، كلينتون خصص في الموضوع المباشر لاعتبار واضح جداً أن الإدارة الأميركية في ذلك الوقت كان يحكمها ويسيسها ويديرها أميركان صهاينة يهود في الخارجية الأميركية معروفين، المجموعة اللي كانت في.. في..

د. فيصل القاسم: بالظبط.

د. مهدي عبد الهادي: في وزارة الخارجية الأميركية والذين تبنوا فعلياً كل مقولة حزب العمل في تلك المفاوضات، الآن إدارة بوش عندما بدأت تنظر إلى الشرق الأوسط كقضية كلية، وتحديداً مركزيتها من وزارة الدفاع عن العراق ورؤيتها لمصلحتها في إيران وإسرائيل وغيرها جاءت أحداث 11 سبتمبر لتحول هذه القضية كلياً إلى أفغانستان.

إعلان

[موجز الأخبار]

د. فيصل القاسم: دكتور -قاطعتك قبل الأخبار- كنت تتحدث عن السياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط.

د. مهدي عبد الهادي: ألا بغض النظر عن هذه السياسة، الشارع العربي والإسلامي فيه تعاطف كامل مع بن لادن، لأنه وقف في وجه سياسة أميركا، الشارع العربي عليه أن يتابع الأحداث وتفاصيل المعلومات، بمعنى من هو بن لادن؟ من أين جاء؟ ولماذا تخصص في معركة في أفغانستان؟ من سلحه؟ من دربه؟ كيف تعامل مع عبد الله عزام من فلسطين في فتح مكتب خاص للخدمات، ثم تحول هذا المكتب إلى استقطاب الفلسطينيين والعرب والمسلمين من كل أقطاب العالم لمحاربة الروس، وهزيمة الروس، حرب 20 سنة في أفغانستان استثمرت فيها العالم كل أموالها، كل طاقاتها، ملايين الدولارات صُرفت هناك، النتيجة كانت الآن في كشف وتعرية السياسات الأميركية للعالم، لكن مردودها الآن ندفع ثمنه، بمعنى بعد أن كانت الإدارات الأميركية والغرب يفاوض ويتحدث مع الحركات المقاومة الفلسطينية إن كانت حماس أو الجهاد، أو الشعبية، أو الديمقراطية، الآن أصبحت على لائحة المنظمات الإرهابية، بعد أن كانت كل الشارع العالمي يتعاطف مع الحركة الوطنية الفلسطينية بالانتفاضة الأولى والثانية جماهير الناس خرجت للشوارع تتعاطف مع كل فلسطيني وكل جريح، بعد أن شاهدنا العالم كله يقف معنا، الآن التهمة واضحة، أنت فلسطيني، أو عربي، أو مسلم، أنت إرهابي، هنالك الآن ردَّة في الغرب ضد العرب، ضد الفلسطينيين، ضد المسلمين سبب هذه الردة ليس فقط معارك أفغانستان، سبب هذه الردة أنك تجرأت في جرح كبرياء الولايات المتحدة الأميركية التي تفرض نفسها الآن كقوة عظمى في العالم، شاهدنا رئيس أميركي مجروح غاضب ويقول للعالم: إما معي وإما ضدي، وبالتالي سأنتقم وسيدفع الثمن، هذا أدى إلى تعاطف مع بن لادن، أدى أيضاً إلى غضب، أو.. أو بلغة أخرى رفض للسياسة الخارجية الأميركية، لأنه كل الرؤساء الأميركيين لهم معاركهم الخاصة، بسرعة سريعة جداً (ترومان) كانت.. كانت معركته في كوريا، (أيزنهاور) في كوبا، (كنيدي) و(جونسون) في فيتنام، (نيكسون) في كمبوديا، (فورد) و(كارتر) في إيران، (ريجان) في لبنان والكاريبيان وليبيا، (بوش) في بنما.. بنما والعراق، (كلينتون) في كوسوفو والسودان والصومال و(بوش) في أفغانستان.

د. فيصل القاسم: صحيح.

د. مهدي عبد الهادي: فالسياسات الخارجية الأميركية عبر 11 رئيس توجهت إلى معارك وحروب بالخارج، دخلنا نحنا هذا النفق من خلال أفغانستان، ورطنا العرب والمسلمين والفلسطينيين بالتحديد في معركة ضد الروس، بعد أن جاؤوا الأميركان لتسليح بن لادن وتدريب مجموعات المسلمين والعرب والمتطوعين انقلبوا الآن إلى أجندة خاصة، أجندة خاصة في عالم.. حركة عالمية إسلامية ضد الغرب، وهذا الكلام مرفوض، لأنه نحنا نبحث عن تكامل وتواصل، وليس عن صدام وصراعات.

د. فيصل القاسم: حلو جداً، طيب سيد تميمي سمعت هذا الكلام، يعني أنت تتحدث عن إيجابيات لأحداث سبتمبر وتقول يعني كنت تريد أن تقول، يعني ماذا كنت تريد أن تقول بالضبط يعني؟ أنت تقول إنه كل ما حدث هو بفضل بن لادن، يعني ماذا من خلال كل هذا الكلام؟

محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي هو سياسة أميركا في العالم قائمة على.. على منطق القوة، وعلى الشر، وعلى الظلم، والحروب اللي عددها الأستاذ عبد الهادي تدل على مدى ظلم وعدوانية وشر الولايات المتحدة، وأنها لا يهدأ لها بال إلا وهي تشن الحروب على الشعوب باستمرار، وهذا شهادة ضد الولايات المتحدة، وشر الولايات المتحدة، وظلم الولايات المتحدة للبشرية، وليس إنه هي التي تشن الحروب على الشعوب دون مبررات ظلماً وعدواناً، هي تريد أن تصبح إلهاً في الأرض يُعبد من دون الله، وأن يجب البشرية كلها تركع وهو ما يطالبنا فيه الآن الأستاذ عبد الهادي.

د. مهدي عبد الهادي: لا لا، لا لا..

محمد أسعد بيوض التميمي: يجب أن لا نصادم أميركا، يجب أن نخنع لها، يجب أن نخضع لها، نحن نتكامل مع الغرب، الغرب هو يحترم القوة، يحترمك لماذا الغرب؟ على ماذا يحترمك؟ أنت تستورد منه رغيف الخبز يتصدق به عليك، يتصدق به عليك، نحن أمم وشعوب متسولة.

د. مهدي عبد الهادي: لا لا، استعجلت.

محمد أسعد بيوض التميمي: حكامنا جعلونا.. أفقدونا كرامتنا، وأنت تريد أن نتكامل مع الغرب، الغرب أذلنا، سرق بلادنا، من الذي أعطى فلسطين التي لا يملكها.. لا تملكها بريطانيا أعطاها لليهود؟ وتبحث عن التكامل معه، من اللي انتزع فلسطين وشعب فلسطين من أرض فلسطين، من اللي انتزع الفلسطينيين هذا الشعب الوادع الذي كان يعيش في أرضه آمناً مطمئناً، كان مصدراً لحضارة البشرية…

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب ماذا تريد أن تقول، أنت تحدثت بس سيد.. بس سيد..

د. مهدي عبد الهادي: أنا.. أنا بأنصحك، أنا بأنصحك..

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: أن (.…..) ونبحث عن التكامل معه، يجب أن نحترم أنفسنا، يجب أن نكون أقوياء حتى يحترمنا الآخرين، أما بذلة وبكلام معلوك نبحث والله إنه نتكامل مع الغرب ومع أميركا ومع بريطانيا، أي تكاملٍ هذا؟ بوش الذي يقول إما معنا وإما ضدنا، بوش الذي يقول.. يكذب الحكام العرب في.. في فوراً يكذبهم، يقول.. يقول حكام العرب وعدنا بوش بكذا ويكذبهم ثاني، هذا.. هذا لا يحترمون أحد، هؤلاء حضارة الـ Cow Boy، هؤلاء مجرمون.

د. مهدي عبد الهادي: إذا سمحت لي..

د. فيصل القاسم: ماذا يحترمون؟ طيب ماذا يحترمون؟

محمد أسعد بيوض التميمي: ولذلك هذه.. من هذا المنطلق.. من هذا المنطق ابن لادن إذا هو عمل هذا الفعل، وإذا هو وراء هذا الفعل، وحتى الآن لم يثبت، إذا كان هو وراء هذا الفعل، هو نتيجة الاحتقان، نتيجة القهر، نتيجة الغضب الذي شُحن فيه ابن لادن من الظلم الأميركي، ابن لادن لم تأتِ به أميركا، ابن لادن.

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: لا لا استعجلت، لا لا بن لادن تم تدريبه وتسليحه في أفغانستان من خلال المؤسسات الأمنية الأميركية، لا تنكر حقائق التاريخ واضح، من سلحه ودربه وحارب؟..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب بس دقيقة.. بس دقيقة خليه.. خليه، طب بس خلينا بموضوع القضية الفلسطينية، يا جماعة كي لا نخرج.. كي لا نخرج كثيراً عن موضوع.. الموضوع الفلسطيني، الموضوع.. الموضوع الفلسطيني كي لا نخرج، يعني ماذا تريد أن تقول تلخص لي الموضوع إنه كيف تغيرت السياسات الأميركية؟ وهل هي بفضل بن لادن؟

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا ألخص الموضوع.

د. فيصل القاسم: هل هي..؟ هذا هو السؤال..

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا ألخص الموضوع بأن أميركا لا تفهم إلا لغة القوة ولغة المنطق، وأصيبت بضربة بالرأس في 11/9، وربطت هذه الأحداث بالقضية الفلسطينية، حتى أن زعماء العرب المحسوبين على أميركا أول تصريح لهم على الأحداث وتعليق على الأحداث، قالوا هذه سببها القضية الفلسطينية، وصرح أكثر من زعيم عربي وقالوا لـ (بوش) إنه هذه سببها القضية الفلسطينية، وكانت وكل العالم يقول أن هذا سببها القضية، فإذن ربط الموضوع بهذا الشكل حتى من عملاء أميركا بالقضية الفلسطينية جعل الأميركان يعيدوا النظر في سياستهم إنه وجدوا هذه الآن مصدر خطر على أمنهم القومي، وعلى مصلحتهم العليا في المنطقة مصالحهم، وأمنهم القومي، إنه الآن أميركا في عقر دارها غير آمنة بسبب هذه القضية، بسبب الدعم المفرط الغير معقول وحتى قالوا بعض.. بعض الصحفيين والكُتَّاب الأميركان، قالوا دعمنا لهذا الكيان اليهودي، هذا دعم غير معقول سبب لنا الآن حقد في البشرية وحقد عند العرب، حقد عن المسلمين علينا، فهذه أحد ظواهر الانفجارات اللي حصلت إنه ظاهرة بن لادن هي تعبير عن هذا الحقد وهذه الكراهية، فلذلك الأميركان الآن –أنا بتصوري- خطابهم.. تغيير خطابهم السياسي سيتلوه تغيير في الموقف السياسي، وستبدأ وضع آلية حقيقية لتنفيذ هذا التغيير بتشكيل لجنة برئاسة زيني وبيرنز، بيرنز اللي وصلوا اليوم -أظن- لفلسطين المحتلة، الآن بده هادولا يدرسوا كيف وضعية الآلية للحل، وأنا أتوقع إنه شارون في زيارته يمكن بكره، أو بعد بكره زيارته لأميركا سيتم الآن إفهامه ولجمه من جديد، وإعادة العقال إلى عنقه، وضبطه خوفاً الآن من إبقاؤه منفلتاً أن تحدث كارثة أخرى، فأنا أتوقع أنه سيطرأ تغيير فعلي على القضية الفلسطينية في الأيام القادمة.

د. فيصل القاسم: بفضل؟

محمد أسعد بيوض التميمي: بفضل أن القوة.. أن أصحاب منطق القوى لا يفهمون إلا منطق القوة، وتحت وطأة أحداث 11/9، أنا مقتنع إنه هذا التغيير حصل وعندي شواهد كثيرة على تصريحات كثيرة لزعماء أوروبيين وأميركان يدل وراء زي ما ذكرت بوش وذكرت باول، بلير اشتغل وزير خارجية عند بوش بعد الأحداث، كان يفر المنطقة كوزير خارجية أو كساعي بريد، يتنقل بين المنطقة ويُبشر بدولة فلسطينية ويقول هذا رأي الإدارة الأميركية، وأنا أفر المنطقة بناءً على طلب من الإدارة الأميركية، أعلنها في كل زياراته، زيارته الأولى اللي قبل.. بعد الأحداث والزيارة الأخيرة اللي قبل شهر.

د. فيصل القاسم: طيب، طيب ماشي، دكتور.

د. مهدي عبد الهادي: أنا لا أختلف في تفسير الرحلات المكوكية والسياسية لرؤساء وزراء أوروبيين في الشرق الأوسط، لكن الوفد الأميركي الحالي بفلسطين ليس وفداً يعني نازل بباراشوت ذهبي، هذا وفد سيأتي بعده وفود أخرى، لأنه القضية لن تُحل، الآن مشكلتنا الكبرى بفلسطين بغض النظر إلى الانعكاسات السلبية التي أدت بنا بعد معارك أفغانستان، مشكلتنا بفلسطين الآن أن هنالك يمين إسرائيلي يحكم برئاسة شارون، 80% من الرأي العام الإسرائيلي الآن ضد أي تفاهم مع الشعب الفلسطيني، ضد أي تفهم لدولة فلسطينية، ضد الاعتراف بمنظمة التحرير، رؤيتهم للسلطة الوطنية لا تزال رؤية سلبية وليست رؤية شريك للمستقبل، مشكلتنا الأساسية الآن..

د. فيصل القاسم: هل هذا بسبب أحداث أميركا، أم.. أم بسبب الانتفاضة؟ يعني لماذا نربطها..

د. مهدي عبد الهادي: بطبيعة.. بطبيعة الحال..

د. فيصل القاسم: لماذا.. لماذا تعزوها لبن لادن وللانتفاضة.. عفواً لأحداث أميركا؟

د. مهدي عبد الهادي: أنا بأقول أحداث أميركا الآن جزء لا يتجزأ من هذه المعادلة ككل، أنا ما بأقدر أفرق القضايا عن بعضها البعض.

د. فيصل القاسم: أيوه، كويس، نعم.

د. مهدي عبد الهادي: ماذا يتم في.. الآن في واشنطن له انعكاساته في تل أبيب، هنالك تحالف استراتيجي عسكري أمني قائم بين واشنطن وتل أبيب وعليَّ أن أتعامل معاه، لكن رؤيتي الآن للأحداث على.. على ضوء ما يتم يجب على الناس أن تعرف التفاصيل، على سبيل المثال، مثال بسيط جداً في.. في 93 عندما كانت هنالك مفاوضات أوسلو شاهدنا وتابعنا الحلف الاستراتيجي بين إسرائيل وتركيا يبحثوا على مفاوضات ولقاءات مع طالبان في واشنطن لمجابهة إيران، وإن انقلبوا عليهم بعد ذلك، يعني فيه تحت الطاولة لقاءات وحوارات ومفاوضات ومصالح، أنا يجب ألا أكون جزء منها كحركة وطنية فلسطينية، ولا أدفع ثمنها لمصالحهم، عليَّ أن أبعد قضيتي، التكامل الآن الذي أتحدث عنه في حوار مع الآخر وفهم الآخر، وليس التصادم مع الآخر، لأننا نعيش في بُعد عالمي واحد، أنا كمسلم مؤمن لا أؤمن بالحرب للحرب، أؤمن بالحرب للدفاع عن النفس، للدفاع عن المال، للدفاع عن العرض، للدفاع عن الأرض، للدفاع عن المستقبل. ولكن أنا أحمل ما تم في أفغانستان الآن سلبياً عليَّ في القضية الفلسطينية، أنهم لم يستثمروا لحماية الأرض، لم يستثمروا لحماية الإنسان، لم يستثمروا لحماية الحق الفلسطيني، وجهوا المال والرجال والسلاح والحياة في معارك أخرى على حساب قضيتي، على حساب مستقبلي الآن أنا في حالة رد لأن أنا متهم كإرهابي أينما ذهبت، 11 سبتمبر إذا.. إذا أدت بشيء جديد للعالم كله تغيير (استاتوسكو) بمعنى أن السلطات الأمنية والآن العسكر سيحكموا المستقبل، أنا لا أستطيع أن أسافر من مكان إلى آخر بدون مراجعة، وبدون محاسبة وبدون توقيف ليس فقط لأني مسلم، أو لأني فلسطيني، أو لأني عربي، لأن أصبح الآن فراغ الثقة، غياب الثقة، سقوط الثقة والبحث عن حماية للأمن للدول وللمصالح، وبالتالي أنا حديثي ومراجعتي لقضية بن لادن بغض النظر عن هذا الرجل أين وقف وأين.. وماذا فعل، علينا أن نبحث لماذا فعل ما فعل؟ لماذا توجه هذا التوجه؟ ما هي الأجندة التي طرحها؟ هل طرح منظور إسلامي عالمي لكل العالم أم بحث عن دولة إسلامية.. إسلامية فقط في أفغانستان؟ أم بحث عن مصالح لبن لادن شخصياً في السعودية، أم بحث على مصارعة من كانوا معه ومولوه وسلحوه ودربوه.

د. فيصل القاسم: وانقلبوا ضده..

د. مهدي عبد الهادي: ودربوه من اليوم الأول؟ وبالتالي يجب ألا أسقط تحت عناوين الشعارات وتحت عناوين الكلام الكبير، على أن أبحث عن الحقيقة، الحقيقة تقول لي أن هنالك انعكاسات سلبية على العرب، على الفلسطينيين، على المسلمين.. بهذه المرحلة..

محمد أسعد بيوض التميمي[مقاطعاً]: يا سيدي نحنا حتى الآن عندما تقزمنا.. عندما تقزمنا..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة واحدة، بس دقيقة واحدة..

محمد أسعد بيوض التميمي: وأصبحنا أضحوكة الأمم، إذا واحد بيتحدث عن صراع وروح التحدي في الأمة، يُتهم بالشعارات الكبيرة…

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: تحدي ليش تحدي؟

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: ويتهم بالكلام الكبير..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: أنت.. أنت..

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: طبعاً كلام كبير هذا على الأقزام أما اللي عنده روح التحدي..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: تحدي على أيه؟

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: عنده روح التحدي.. رجل عنده روح التحدي، يتحدى أكبر قوة في العالم، هو عنده حساب.. حسابات، هو باع نفسه لله، يعرف أنه إذا قُتل.. هو ليس طالب دنيا، وهذا هي روح الجهاد، هذه هي روح الاستشهاد.

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: أيش الأجندة.. أيش..

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: فلذلك إحنا نريد أن نقتل روح التحدي في الأمة..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: هل تبحث..

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: بتقول هذه شعارات كبيرة أن نتحدى، إنه شعارات كبيرة، وبعدين مين قال لك أميركا بتقول لي إنها كانت حماس والجهاد وأبصر أيش كانت.. حماس والجهاد والمنظمات الفلسطينية كانت أميركا تتحاور معها، وبعد أحداث 11 صارت والله إرهابية، أول مرة والله -الله يبشرك بالخير- أول مرة بأعرف أميركا إنها بتعترف بحركة الجهاد وحماس كحركات جهادية.

د. فيصل القاسم: وحزب الله..

محمد أسعد بيوض التميمي: وحزب الله، وإنها كانت تقاتل إن أميركا بتدعم حركات المقاومة وحركات التحرر وحركات الجهاد، وبتدافع عن المستضعفين في الأرض، وهذه رسالة أميركا، وليس رسالتها رسالة الشر ورسالة الشيطان ورسالة العدوان ورسالة القهر، أنا أتكلم كواحد من أبناء الشعب، من أبناء الأمة عايش، أنا لا صاحب منصب رسمي ولا صاحب هذا، أنا سلاحي قلمي، أكتب بقلمي بدون أجر وبدون مقابل، أؤدي رسالة نحو أمتي، فلذلك..

د. مهدي عبد الهادي: لا بأس..

محمد أسعد بيوض التميمي: أعبر عن ضمير أمتي بصدد..

د. مهدي عبد الهادي: لا بأس عليك..

محمد أسعد بيوض التميمي: أعبر عن ضمير أمتي ولا أتلقى تمويل من أي جهات.

د. فيصل القاسم: طيب دقيقة بس..

محمد أسعد بيوض التميمي: ولذلك أعبر عن ضمير أمتي بصدق نحن الآن في ظرف خطير، وفي مصير..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: ما هي رؤيتك؟ ما هي رؤيتك؟

محمد أسعد بيوض التميمي: وأصبح الآن بن لادن، لأنه قال لأميركا إنه الشعب الفلسطيني لازم ياخد حقه، ولازم يستقر ويأمن أصبح مجرم، لأنه حرض أميركان علينا، متى كانوا الأميركان مش متحرضين علينا؟ وبعدين بأحكي لك شغلة، بالنسبة لأميركا وإسرائيل..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة واحدة.. بس دقيقة واحدة.. بس دقيقة واحدة..

[فاصل إعلاني]

بن لادن وإدراج حركات المقاومة الفلسطينية على لائحة الإرهاب الأميركية

د. فيصل القاسم: دكتور عبد الهادي، السؤال المطروح، أنت قلت -قبل قليل- أن أحداث أميركا وما فعله.. أو تصريحات بن لادن جعلت الغرب وأميركا بشكل خاص تنظر إلى الكثير من حركات المقاومة أو إلى كل حركات المقاومة كإرهابي، السؤال المطروح.. السؤال المطروح –كما سأله يعني السيد تميمي- أنا أنقله بصيغة أخرى كي نحرك النقاش إنه متى كانت أميركا تنظر إلى هذه الحركات إلا بصفتها حركات إرهابية؟ يعني كانت حماس، حزب الله، الجهاد، حتى فتح،حتى يعني.. في فترة من الفترات ينظرون كل.. كل هذه الحركات على اللائحة الأميركية لائحة الإرهاب الأميركية، إذاً ليس هناك بجديد يعني أن تعزو كل هذه النظرة الأميركية الجديدة لبن لادن وأعمال بن لادن.

د. مهدي عبد الهادي: فيه فرق كبير بين ما تقول نزلت الآن على لائحة وزارة الخارجية الأميركية، هذه المنظمات كمنظمات إرهابية، وهناك مطالبة رسمية من السلطة الفلسطينية بتسليم رؤوسها ومطالبة من العرب بمقاطعتها وتسليمها، وهنالك تنسيق أمني دولي الآن لاعتقال ومتابعة ومحاكمة كل من انتمى إلى هذه التنظيمات، هذا الآن الواقع، فيما بين كان الواقع السابق التعامل مع هذه المنظمات ومع هذه المؤسسات مع هذه الفاعليات ضمن المصالح الأميركية، أنا لا أختلف مع أحد أن هنالك سياسة أميركية واضحة ضد هذه الحركات، لكنها لم تجرؤ أن تضعها على هذه القائمة، ولم تجرؤ أن تطالب برؤوسها، وبسجنها، وباعتقالها كما هو الواقع الآن في.. في الماضي على سبيل المثال قضية بسيطة جداً، وكلنا تابعناها عندما كانت هناك محاولة للموساد في اغتيال خالد مشعل في الأردن، وغضب الملك حسين، وفرض على الولايات المتحدة الأميركية إطلاق سراح الشيخ ياسين من سجون إسرائيل، وإنقاذ حياة خالد مشعل، هذا الأمر الآن تحت أي ظرف من الظروف أن يكرر، لأنه أصبح هؤلاء الآن أعداء ومطلوبين.. مطلوبين فعلياً، هنا الردة التي تمت..

د. فيصل القاسم: هنا الاختلاف.

د. مهدي عبد الهادي: هنا الردة الفعلية التي تمت بين أن تتعامل مع حق إنسان بالحياة، وبالعمل، وبالكفاح، وتتعامل معه من خلال منظور سياسي وأمني، والآن تتعامل معه من خلال منظور سياسي وأمني، والآن تتعامل معه من منظور عدو، الآن انقلبت الآية أصبحنا هنالك أعداء، وليس هنالك علاقات سياسية أو تحالفات أو مصالح، هذا.. هذا الشرخ الذي تم بعد أفغانستان، هؤلاء الناس وجهت إليهم أصابع الاتهام كأعداء، والآن هنالك مطالبة فعلية، وعلينا أن.. أن نتجاوز هذه المسألة في احتضان كل هذه الحركات داخل البيت الفلسطيني وداخل البيت العربي لتحقيق الحلم الوطني في إقامة الدولة المستقلة على التراب الوطن. مشكلتي الآن الأساسية أنني خسرت خسرت هذا العاطف الدولي مع العرب ومع الفلسطينيين..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس دكتور أنا أريد أن أسأل سؤالاً: يعني أنتم دائم تركزون على موضوع التعاطف الدولي، ماذا حقق لكم هذا التعاطف الدولي؟ ماذا حقق التعاطف الدولي للقضية الفلسطينية على مدى عشرات الأعوام؟ ألا تعتقد أن هواء ساخن ليس إلا يعني؟

د. مهدي عبد الهادي: فيه أيضاً فيه هناك فرق كبير بين الشعار العام وبالواقع الحالي، عندما يتحرك الشارع في أوروبا ويؤثر على صاحب القرار، وصاحب القرار يتحدث مع واشنطن في.. أو مع موسكو في هذه القضايا يختلف الوضع. الآن عندما تحركت الرياض، والقاهرة، وعمان مباشرة مع واشنطن، وبالتحديد بعد أحداث أيلول لتقول لهم بشرط واضح: الجرح الفلسطيني الذي ينزف مائة عام آن الأوان لاحتضانه، آن الأوان لعدم توظيفه..

محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: يعني تغيير.. يعني التغيير في الخطاب السياسي الأميركي جاء نتيجة للضغوطات العربية؟

د. مهدي عبد الهادي: لا لا لأ، ما تغيرش الخطاب.. الخطاب السياسي الأميركي لم يتغير.

محمد أسعد بيوض التميمي: يعني الدول العربية.. الخطاب.. يعني هم شكلوا ضغط على القيادة الأميركية يا سيدي.

د. مهدي عبد الهادي: لا لا ما فيش..

محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي الأميركان ينظروا إلى كل.. ينظروا إلى معظم الأنظمة العربية كمنظومات من الأصفار، لا يأخذوها لا بالاعتبار، ولا وزن، ولا قيمة..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: لا.. لا.. هذا كلام شعارات..

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: ولا ممكن يغيروا أي موقف نتيجة الضغط العربي، لأنهم الإيقاع السياسي العربي مضبوط مع إيقاع السياسي الأميركي وصاحب القرار الأميركي، ولا يمكن أن يغيروا ويبدلوا نتيجة..، والدليل على ذلك.. والدليل على ذلك أن الآن فيه حملة شعواء على المملكة السعودية في الصحف الأوروبية والأميركية، لأنه ابن لادن سعودي ومعظم المتهمين بأحداث 11 سبتمبر سعوديين، ومع هذا هجمة شرسة على إن هذا.. لو أنها بحاجة إلى موقف زعماء عرب كان توقف الحملة، ولذلك.

د. مهدي عبد الهادي: طب اسمح لي.. اسمح لي.. اسمح لي..

محمد سعد بيوض التميمي: هي ليس.. لا.. أميركا لا تأخذ أي قرار.

د. مهدي عبد الهادي: معلش.. اسمح لي.. اسمح لي.

محمد أسعد بيوض: أميركا قوة غاشمة، لا عقل، ولا قيم، ولا مبادئ، ولا منطق عندها..

د. مهدي عبد الهادي: بس اسمح لي، ما ينفعش الكلام ده.

محمد أسعد بيوض التميمي: الآن أميركا تقود العالم بمنطق البلطجة، ومنطق القوي، وصاحب السلطة العليا في الأرض.

د. مهدي عبد الهادي: اسمعني بس.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: وتقود البشرية نحو كارثة محققة إذا استمرت، لأن الشعوب تحتقن.

أنا أدعو أميركا أن تعيد النظر في سياستها الظالمة والشريرة ضد الشعوب، أن.. أن تستأصل النفوذ اليهودي في المؤسسات الأميركية الذين يحاولوا أن يختطفوا القرار الأميركي، لأنه إذا هذا حصل..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: خيلنا نرجع.. نس اسمح لي.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: إذا هذا حصل.

د. فيصل القاسم: طب بس.. بس كي كي.. يا سيد تميمي، كي.. كلي نبقى في الموضوع.

د. مهدي عبد الهادي: بس أنا هون لي نقطة واحدة.

د. فيصل القاسم: بس.. أيه..

د. مهدي عبد الهادي: نقطة واحدة، عليك أن تقرأ وتتابع ما قاله الأمير عبد الله (ولي عهد السعودية) يوم أمس في خطاب واضح وصريح للعالم من خلال المؤسسة الأمنية السعودية في لقاء واسع بعد الإفطار، الإسلام هي رسالة، وعقيدة، وإيمان ولا يمكن أن نقبل التهجم عليه، والمملكة السعودية جزء لا يتجزأ من هذا العالم العربي، وأي هجوم علي إليه بالإعلام معروف مصادرة ومخارجه ومستقبله وعلاقاتنا نحكمها نحن ونحن أصحاب القرار.

هذا النهج وهذا الكلام إذا استمعت له حقاً، تستطيع الآن أن تقول: أن النظام العربي ليس كما تدعيه، أنه مهلهل، وأنه تابع وأنه متبوع، وأنه مرتزق، هنالك محاولة واضحة وجادة..

محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: هو يا ريت.. يا ريت يعني تابع بس، إنه يعني فيه إشي، عبارة يعني الأميركان..

د. مهدي عبد الهادي: لا تستخف.. لا تستخف.

محمد أسعد بيوض التميمي: مش أنا اللي بأستخف.. مش أنا اللي باستخف الأميركان اللي بيستخفوا.

د. مهدي عبد الهادي: لا تستخف.

محمد أسعد بيوض التميمي: الأميركان يصفعوهم صباح مساء.

د. مهدي عبد الهادي: لا تستخف.

محمد أسعد بيوض التميمي: صباح مساء الأميركان يهينوا الأمة، ويهينوا معظم زعمائها، ومع هذا..

د. مهدي عبد الهادي: ما هي الأجندة..؟

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: لا أحد يستطيع أن يقول للأميركان أنتم.. أنتم مجرمون.. أنتم مخطئون.

د. مهدي عبد الهادي: دعني.. دعني أقبل.. دعني أقبل كلامك، دعني أقبل كلامك.

محمد أسعد بيوض التميمي: لا يستطيع، أميركا لن تغير سياساتها تجاهتنا إلى إذا وضعنا يدنا في عينها، وقلنا لها أنت مجرمة أنت مخطئة، نحن معذبون بسبب سياساتك.

د. مهدي عبد الهادي: هل تدعو..؟

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا ما ذنبي ابن الخليل أنا.. 30 سنة، ما أدخل مدينة الخليل…

د. فيصل القاسم: طب بس دقيقة.. بس دقيقة.

د. مهدي عبد الهادي: هل تدعو إلى حرب؟

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا –يا دكتور فيصل- ابن الخليل..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة واحدة.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: بسبب دعم الهائل، الدعم الأميركي لإسرائيل من رغيف الخبز حتى الطائرة، هذا الظلم أنا ابن الخليل 30 سنة ما أخش مدينتي، وابن الفلاشا وابن هولندا وبولندا اللي جاي لي، وعصابات شيكاغو، وعصابات بروكلن جايين لي على الخليل، وبيقولوا إحنا خلايله..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: أنا مثلك.. أنا مثلك.. معك.

محمد أسعد بيوض التميمي: وأنا ابن الخليل اللي أساساً عندي..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة..

محمد أسعد بيوض التميمي: أرض الخليل قبل الإسلام..

د. مهدي عبد الهادي: بس اسمح لي.

محمد أسعد بيوض التميمي: وجاء الإسلام وأسلم..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.

د. مهدي عبد الهادي: أخ فيصل.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا سيد تميمي.. بس كي.. كي نبقى في الموضوع.

محمد أسعد بيوض التميمي: إنه.. النظام العربي.. النظام العربي سبب بلانا كله من النظام العربي.

د. مهدي عبد الهادي: الخليل وقعت 54 يوم.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة.. بس دقيقة.

د. مهدي عبد الهادي: ممنوع التجول وحصار كامل.

محمد أسعد بيوض التميمي: بسبب مين؟

د. مهدي عبد الهادي: ماذا قدمت للخليل.

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا؟!

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة..

د. مهدي عبد الهادي: ماذا قدم بن لادن للخليل؟ 54 يوم.

محمد أسعد بيوض التميمي: ابن لادن، ابن لادن قدم للخليل.

د. مهدي عبد الهادي: آه.

محمد أسعد بيوض التميمي: إذا كان هو وراء 11.. 11/9.. إذا كان هو لحد الآن هو مشتبه..

د. مهدي عبد الهادي: الفقر والجوع والمرض.

محمد أسعد بيوض التميمي: ضرب رأس الحية التي تمون هؤلاء المستوطنين، وهؤلاء اللصوص المجرمين الذين سرقوا وطني.

د. مهدي عبد الهادي: كان يجي يضربوا.

محمد اسعد بيوض التميميك ويدعوا إنه أرض الميعاد، أنا ما عمري سمعت في التاريخ إنه فيه أرض ميعاد للصوص.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. أيه.

محمد أسعد بيوض التميمي: سرقوا وطني.

د. فيصل القاسم: بيقولك يجي يضرب.

د. مهدي عبد الهادي: يجي يضرب تل أبيب، يضرب تل أبيب..

محمد أسعد بيوض التميمي: يجي يضرب رأس الحية.. رأس الحية أميركا، رأس الحية أميركا، ولذلك.

د. مهدي عبد الهادي: اللي جوع.. اللي جوع الخليل.

محمد أسعد بيوض التميمي: إذا.. إذا ضربت رأس الحية فالذَنَب سيموت، رأس الحية أميركا، أنتم تخشون أن تقولون الحقيقة.

د. مهدي عبد الهادي: أية حقيقة؟

محمد أسعد بيوض التميمي: لأنكم مهزومين داخلياً، لا تقولون الحقيقة..

د. مهدي عبد الهادي: أنت بتدعي إن إحنا مهزومين.

محمد أسعد بيوض التميمي: لأنه.. الأمور.

د. مهدي عبد الهادي: أنت بتدعي إن إحنا مهزومين.. صمودنا بالقدس.. صمدنا بالقدس..

محمد أسعد بيوض التميمي: لا.. مهزومون ما دام تتكلم بهذه اللغة، الصمود بالقدس، وشعب القدس على رأسي وعيني، وهذا الذي يتحدث بهذه اللغة المهزومة..

د. مهدي عبد الهادي: مهزومين!!.. حماية الأقصى هادول مهزومين؟!! حماية الأقصى دول مهزومين؟!!

محمد أسعد بيوض التميمي: حماية الأقصى لست أنت منهم.

د. مهدي عبد الهادي: نعم؟!

محمد أسعد بيوض التميمي: الذي يتكلم بهذه اللغة، هؤلاء، حماة الأقصى الذين يذهبون بصدور عارية..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: هل تقف مع حماية الأقصى؟!

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: يحاربون ويستشهدون، ويقاومون بقنابلهم عبر باب الأقصى، أما لا يتكلمون بلغتك ولا بمنطقك أنا أعرف.. أنا أعرف من يحمي القدس والأقصى..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طب دقيقة.. يا جماعة.. يا جماعة.. يا جماعة، بس دقيقة واحدة، فهد المريشد، السعودية تفضل يا سيدي.

فهد المريشد: آلو، السلام عليكم.

د. فيصل القاسم: عليكم السلام.

فهد المريشد: أهلاً دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم: يا هلا بيك.. تفضل يا سيدي.

فهد المريشد: أحييك وأحيي ضيوفك الكرام.

د. فيصل القاسم: يا هلا.. يا هلا.

فهد المريشد: أولاً: يعني.. الحلقة، أنا شايف يعني يثار من الأخ الدكتور بربط شو اسمه، القضية ما حصل في واشنطن ونيويورك بالقضية الفلسطينية.

أولاً: إلى الآن لم يثبت إن اللي قام بهذا العمل مسلمين، ويعني سمعنا إحنا نقاشات كثيرة وعديدة من أول ما حصلت الأحداث إلى الآن، ولن يثبت يعني اللي حصل.. اللي.. عملها يعني مسلمين، فلماذا يعني ربطها بالقضية الفلسطينية، أو إذا تعطي أثار سلبية على القضية الفلسطينية؟ هل القضية الفلسطينية مثلاً، يعني قبل 11 سبتمبر كانت يعني متجهة فعلاً للحل، أو هل كانت المفاوضات فعلاً يعني كانت جارية وكانت على قدم وساق، بالعكس يعني.. ما.. ما.. قبل 11 سبتمبر كان فيه توقف في المفاوضات، وكانت الانتفاضة، يعني تقريباً كام شهر قبلها أو حوالي عشرة أشهر.

القضية قضية يعني.. شبه.. الحل السياسي شبه يعني متوقف تماماً قبل 11 سبتمبر، الآن بعد أحداث 11 سبتمبر يعني فعلها من فعلها، يعني لا ندري من فعلها، ولكن يعني رغم.. طبعاً إنكارنا لما حدث، وطبعاً ما فيه إنسان يتعاطف يعني –إيش اسمه- مع أحداث بهذا الشكل وهذا العنف، لكن يعني قد تكون يعني ضارة نافعة، لماذا.. لماذا.. يعني إحنا شفنا نوع من التحرك نحو حل القضية الفلسطينية، فلماذا يعني ربط العملية بأنها فعلاً آثارها سلبية 100% على القضية الفلسطينية؟ لو..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يعني السؤال.. السؤال المطروح. السؤال المطروح يعني تريد أن تقول: إنه رب ضارة نافعة، ولماذا يعني نفترض بأنها أضرت بالقضية الفلسطينية؟ السؤال واضح جداً، أشكرك جزيل الشكر.

نشرك من القاهرة الكاتب البريطاني الشهير السيد (ديفيد هيرست)، سيد هيرست، لا أدري إذا كنت تستمع أم لا، لكن السؤال المطروح باختصار.. طيب، يبدو أن السيد هيرست ليس معنا حتى الآن، لكنه سيكون معنا بعد قليل، سيد عبد الهادي، تفضل.

إيجابيات وسلبيات أحداث 11 سبتمبر/ أيلول على القضية الفلسطينية

د. مهدي عبد الهادي: رب ضارة نافعة، الآن بعد انتهاء معارك أفغانستان، أين تتجه الإدارة الأميركية؟

د. فيصل القاسم: سؤال وجيه.

د. مهدي عبد الهادي: لا تتجه إلى فلسطين، هذه مسكنات في إرسال وفد صغير ومتابعة وزيارات، الآن تتجه الإدارة الأميركية إلى معركة أخرى في العراق.

د. فيصل القاسم: بس.. بس يا دكتور.. يعني السيد التميمي قال الكثير من الأمور، أريد أن ترد عليها كي تتوضح للمشاهد، كيف لا تتوجه؟ كيف لا تتوجه؟ يعني نحن لدينا نسق من الأحداث ذكرها السيد تميمي وأريد التذكير بها: أولاً: خطاب (باول) ثانياً: (بوش) لأول مرة يذكر القضية الفلسطينية عشرات المرات في خطابه، يتحدث عن الدولة الفلسطينية هذه، (بلير).. يعني رئيس وزراء بريطاني جاب المنطقة لهذا الغرض، ذهب.. أول رئيس وزراء بريطاني يذهب لسوريا منذ عشرات السنين، المستشار الألماني قال كلاماً مشابهاً، الرئيس الفرنسي قال كلاماً مشابهاً، الجميع يحاول ربط ما حدث في أميركا بالقضية الفلسطينية، وأنا أنقل كلام سيد تميمي كي نبقى على الحياد يعني، فكيف تقول لي في هذه الحالة بإنه أضرت وأميركا لا تريد أن.. يعني لدينا.. لدينا.

د. مهدي عبد الهادي: أنا أقول.. أنا.. أنا أقول بأن كل هذه التحركات ليس بسبب الربط، ليست ربط، هذه التحركات، لأن هنالك قناعة لدى هؤلاء الناس، كلهم بلا خلاف أن سبب المشاكل الآن من الفقر، والجوع والاضطهاد، و الظلم، وعنوان هذا الظلم هو في فلسطين، وهذا النزيف في فلسطين يتم توظيفه في أكثر من موقع، وظف في السودان، وظف في الصومال، وظف في أفغانستان، قضية فلسطين أصبحت قميص عثمان لكل من أراد أن يقوم بحركة معينة ضد اتجاه معين.

د. فيصل القاسم: يعني بن لادن يستخدم القضية الفلسطينية كقميص عثمان كـ.. كماذا؟

د. مهدي عبد الهادي: في هذه المرحلة؟

د. فيصل القاسم: كشماعة.

د. مهدي عبد الهادي: أول مرة أنا بحياتي سمعت بن لادن يتكلم عن القضية الفلسطينية بعد 11 أيلول، لم أسمعه قبل ذلك، أين كان بن لادن في الانتفاضة الأولى؟

د. فيصل القاسم: طيب سؤال وجيه جداً.

د. مهدي عبد الهادي: أين كان بن لادن عندما أخذت الأراضي وهجر الناس في.. في 82 عندما قصفت لبنان كلها في حرب لبنان كاملة؟ أين كان بن لادن؟ كان يتعامل مع المخابرات الأميركية في سلاح وفي تمويل للتوجه إلى أفغانستان، هذه حقائق يجب الناس أن تعرفها، الآن بن لادن بعد أن وضحت الأمور أراد أن يتعاطف الناس معه، والآن الناس تتعاطف مع بن لادن.

د. فيصل القاسم: والدليل على.. نعم.. نعم.

د. مهدي عبد الهادي: ليس.. ليس لقضية فلسطين، يتعاطفوا معه، لأنهم ضد السياسة الخارجية الأميركية، وأنا واحد من الناس ضد السياسة الخارجية الأميركية، لا ننكر ذلك، ونهاجم الأميركان في مواقفهم وسياستهم، ونطالبهم بتصحيحها، ولكن بأجندة واضحة، هل نملك الآن سيناريو واضح لحرب عالمية، هل لدينا أجندة أو أيديولوجية معينة لنستقطب كل العالم ضد واشنطن؟ لا نملك ذلك، ما نملك هو الحوار، هو التفاهم، هو كشف وتعرية الظلم.

محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: يعني الأميركان..

د. مهدي عبد الهادي: الظلم الذي..

محمد أسعد بيوض التميمي: الأميركان بيقبلوا إنه تتحاوروا، بيقبلوا إنه يتحاوروا معنا الأميركان.

د. مهدي عبد الهادي: يتحاوروا..

محمد أسعد بيوض التميمي: يعني عشان.. يكتشفوا الحقيقة من خلال الحوار، ممكن نروح نحاور الأميركان، يقعدوا معي أنا وإياك، يعني ند إلى ند، وعلى طاولة مثل هاي ونتحاور، ونقول لهم: تعالوا يا جماعة إحنا.. أنتو فهمانينا غالط، تعالوا نتحاور عشان تفهموا الحقيقة.

د. مهدي عبد الهادي: فيه شعب.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي الأميركان فاهمين الحقيقة.

د. مهدي عبد الهادي: لأ، فيه شعب وفيه حكومة، أنت لا تجمع بين اثنين، فيه شعب كامل، فيه شعب أميركي.

محمد أسعد بيوض التميمي: هل تعرف إنه الشعب الأميركي لا يعرف أنه هناك قضية اسمها القضية الفلسطينية.

د. مهدي عبد الهادي: هذا كمان..

محمد أسعد بيوض التميمي: ولا شعب اسمه الشعب الفلسطيني، لم يسمع بالقضية الفلسطينية إلا بعد 11/9.. نيوزويك.

د. مهدي عبد الهادي: مش صحيح.. مش صحيح هذا.

محمد أسعد بيوض التميمي: لأ، صحيح، نيوزويك عملت استفتاء.

د. مهدي عبد الهادي: مش صحيح هذا الكلام، مش صحيح هذا الكلام.

محمد أسعد بيوض التميمي: راجع نيوزويك.

د. مهدي عبد الهادي: يا سيدي مش صحيح.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة. بس دقيقة.

محمد أسعد بيوض التميمي: نيوز ويك عملت استفتاء..

د. مهدي عبد الهادي: صحيح فيه جهل، بس مش لهذه الدرجة..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة بس دقيقة..

محمد أسعد بيوض التميمي: نيوزويك.. نيوزويك عملت استفتاء عن القضية الفلسطينية بعد 11/9، بعد الضربة تبين أن 58% من الشعب الأميركي لا يعرف.. لم يعلم ولم يسمع بإشي اسمه "فلسطين"، ولا بشعب أنه شعب مقهور، ومظلوم، ومقتلع من أرضه ومن وطنه، ويعيش حياة الضنك وحياة الشقاء، بسبب أميركا وسياسات أميركا..

د. مهدي عبد الهادي: الحكومة..

محمد أسعد بيوض التميمي: إلا سمعوا فيها بعد 11، وتيجي تقول نتحاور.. يقبلوا هم يتحاوروا معنا..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يعني ماذا.. يعني تريد.. بس دقيقة بس.

محمد أسعد بيوض التميمي: اعتبر.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. ماذا تريد أن تقوله.

د. مهدي عبد الهادي: البديل أيه؟.. البديل أيه؟

محمد أسعد بيوض التميمي: البديل ألا نخضع ولا نركع للأميركان.

د. مهدي عبد الهادي: مين قال إننا نخضع؟

محمد أسعد بيوض التميمي: أن الشعب الفلسطيني الذي يتحدى بالحجر، يتحدى الـ F16، ويتحدى الدبابات بصدور عارية..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: إلى متى.. إلى متى هذا النزيف؟

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: ويقاوم الأقصى ويدفع عن الأقصى بعقيدته، تقول بأننا نعمل، أقذر ما يضرب لنا مثل بأضعف خلق الله.. بأضعف شعب الآن، الشعب الفلسطيني.

د. مهدي عبد الهادي: بدك تصرخ تصرخ.. هذا صراخ.. هذا صراخ.

محمد أسعد بيوض التميمي: بصدوره العارية يدافع.. عشان ما.. عشان ما تموت فينا روح التحدي..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة.. بس يا سيد، يا سيد تميمي.. بس دقيقة يا جماعة يا جماعة بس دقيقة.. بس دقيقة.

د. مهدي عبد الهادي: هذا صراخ.. هذا صراخ..

محمد أسعد بيوض التميمي: هذه حقيقة أنتو تريد تقتلوا روح التحدي في الأمة، شو تملك؟ لازم نعبد أميركا، شو نعمل؟ لام نطلع لأميركا.

د. مهدي عبد الهادي: لأ، ما قولناش هيك، ما قولناش هيك.

محمد أسعد بيوض التميمي: نتحاور..

د. مهدي عبد الهادي: ما قولناش هيك.. هذا صراخ.. هذا صراخ مش حوار.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة..بس يا جماعة.. بس دقيقة. سيد تميمي، يا سيد تميمي.

محمد أسعد بيوض التميمي: والله ما هو صراخ يا حبيبي، والناس تشاهد هذا الحوار، وتعرف إني أنا أعبر عن ضمير هذا الناس، لا لي ناقة ولا جمل، أنا لا موظف ولا صاحب مركز دراسات، أنا بقلمي هذا أكتب به ما اقتنع به..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا سيد تميمي، بس.. طيب يا.. يا سيد تميمي هل.. يتساءل الكثير يا جماعة.. يا جماعة.. بس دقيقة، كنا بحاجة، يعني السؤال الكثير من.. يعني هل كنا بحاجة -وهذا مقتطف من صحيفة- إلى مقتل آلاف الأميركيين كي.. كي نحرك القضية يعني ألا تعتقد أن هذه الطريقة خاطئة جداً؟ تذهب إلى الأبرياء وتقتلهم كي تحرك قضية معينة، هل هذا هو المطلوب.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا رجل.. يا رجل، ردة الفعل دايماً الظلم الظلم ردة الفعل اللي حصلت في أميركا..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: اضرب في إسرائيل، اضرب في تل أبيب.

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا لا أعرف.. أنا لا أتهم بن لادن. لأن أنا ما عندي دليل، ما عندي دليل، أميركا ما عندها دليل.

د. فيصل القاسم: ماشي.. ماشي..

محمد أسعد بيوض التميمي: ولكن اللي حصل في 11/9 هو ردة فعل طبيعية على ظلم فادح، يعني هذا.. لو..، ولذلك ردة الفعل الاحتقان والغضب والقهر.

د. فيصل القاسم: طيب.. سمعنا..

محمد أسعد بيوض التميمي: يولد.. يولد ردة فعل عمياء، لا يميز لا صغير ولا كبير، يريد أن ينتقم، يريد أن يزلزل الأرض تحت رجل الظالم والذي يظلمه، ولذلك إنه حاسب الظلم أولاً..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: بعد سكوت المدافع ماذا نعمل؟

محمد أسعد بيوض التميمي: وبعدين قول ليش حصل؟

لما واحد يروح يرتكب جريمة نتيجة ظلم معين، ابحث بأسباب الجريمة ما الذي حصل؟ ما الذي دفع هذا..؟ إذاً أحاكم الذي سبب بهذه، اللي سبب هذا الموضوع هي السياسة الأميركية الظالمة..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: ليس الشعب الأميركي.

محمد أسعد بيوض التميمي: تستغل الشعوب.

د. مهدي عبد الهادي: وليس الشعب.

محمد أسعد بيوض التميمي: وتستغل حكام الشعوب، يعني إحنا كأمة عربية وإسلامية، يعني الظلم طبقات تعلوها طبقات، ظلم حكامنا وبدعم أميركي، ومعظم حكامنا جاؤوا على الدبابات، وجابتهم أميركا والمخابرات المركزية، وصنعوا منهم ثوار، ضيعوا الضفة، وضيعوا غزة، وضيعوا سيناء، وهادول وبحماية أميركية، وبيسحقوا الشعوب، وبيسحقوا كرامتنا، وبيسحقوا إنسانيتنا، وبنقول لك يا أخي الأميركان لازم نحاورهم، يا أخي، الأميركان كل معاناتنا، الأميركان متعهدين..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: يعني أنت تدعو الإسلام للحرب ضد الأميركان؟

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا؟

د. مهدي عبد الهادي: تدعو الإسلام بحرب؟

محمد أسعد بيوض التميمي: أدعو إلى روح التحدي بالأمة.

د. مهدي عبد الهادي: بأيش؟ أيش الأجندة؟ مش.. اعطيني.. اعطيني.

محمد أسعد بيوض التميمي: الشعب الفلسطيني ليش يقاوم بالحجر..

د. مهدي عبد الهادي: أيه؟

محمد أسعد بيوض التميمي: لو قلت لك الشعب الفلسطيني.

د. مهدي عبد الهادي: هذا كل ما أملك، كل ما أملك هو الحجر.

محمد أسعد بيوض التميمي: الآن الشعب الفلسطيني لما أقول لك بيقاوم بالحجر بتستهزئ؟ نستطيع أن تستهزئ بيه؟

د. مهدي عبد الهادي: نحن.. لا.. كل.. كل ما نملك..

محمد أسعد بيوض التميمي: هل تستطيع أن تستهزئ بيه، إذا بأقول لك الشعب الفلسطيني بيواجه الـ F16 بالحجر.

د. مهدي عبد الهادي: بعد.. بعد.

محمد أسعد بيوض التميمي: (شارون) يا رجل، هذا الخنزير المنفلت، واللي فلتته أميركا، أميركا جابت (باراك)، فيه مقولة لـ (كلينتون) كلينتون قبل مؤتمر كامب ديفيد اللي فشل كتب مقال في نيويورك تايمز، كتب مقال في نيويورك تايمر، قال: فليعلم الفلسطينيين.. فليعلم الفلسطينيون إذا لم يوقعوا في مؤتمر كامب ديفيد، فستكون هناك مزيداً من الدماء، والدموع الضحايا، وبعدها يعودوا ليوقعوا نفس الاتفاق، وعلى نفس الطاولة، وعلى نفس الطاولة، ولذلك عندما رفض عرفات..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: لا لا، لم نوقع.. لم نوقع ولن نوقع.. لم نوقع ولن نوقع.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: لما رفض ياسر عرفات يوقع على قضية اللاجئين والقدس أطلقوا يد (باراك) قالوا له: اذبح الشعب الفلسطيني وركعه، ركَّع الشعب الفلسطينيين، فشل باراك، وكانوا يخوفونا بالبعبع شارون، جابوا لنا شارون، وأعطوه مائة يوم، أطلقوا يده مائة يوم الأميركان وقالوا له: استئصل الشعب، اذبحه ودمره وخليه يرجع إلى كامب ديفيد صاغر..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: يا سيدي، المقاومة الفلسطينية مستمرة.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: ومستسلم وراكع، ماذا حصل؟ جددوا له كمان مائة يوم، وكمان مائة يوم في النهاية الآن.. الأميركان سيجلبون شارون إلى أميركا، وأنا سأتواجه أنا وياك، وسيقولون له: انتهى الدرس يا غبي!! انتهى الدرس يا أحمق!! أنت أعطيناك الوقت الكافي لتركِّع هذا الشعب، وما استطعت، ولو أعطيناك ألف يوم أو عشرة آلاف لن تستطيع..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بسبب شو؟.. طيب كيف تربطها..

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: والآن أصبح العالم يا غبي بعد 11/9 يختلف عن العالم قبل 11/9، يا أحمق، هكذا سيقولون لشارون، وسيعيدون له لجامه وعقاله إلى عنقه.

د. فيصل القاسم: بسبب؟

محمد أسعد بيوض التميمي: لأنه بسبب 11/9، لأنه قد يشكل عليهم الآن.. أميركا همها الأكبر حماية أمنها القومي، الآن الأولوية العظمى هي حماية أمنها القومي، لماذا (بلير) اشتغل وزير خارجية بوش.. عند بوش مرتين؟ ليش؟ لأن الأميركان همهم الأعظم الآن حماية أمنهم، والآن (شارون) الآن من أحد الضحايا اللي راح تكون بعد 11/9 راح يكون شارون.

د. فيصل القاسم: طيب ماشي.. ماشي.

محمد أسعد بيوض التميمي: (شارون) بيقول لي الآن بيدمر.. وبيقتل، (شارون) الآن في الوقت الضايع، ولذلك سيعمل الآن.. سيذهب سيذهب إلى واشنطن ويحاول.

د. فيصل القاسم: طيب دقيقة بس.. بس.

د. مهدي عبد الهادي: هذا.. هذا الغبي.. هذا الغبي (شارون) وأجندته المسجلة التي تقتل يومياً شبابناً وبناتنا، وتدمر بيوتنا، ونغتال..

محمد أسعد بيوض التميمي: أعانك الله عليه.

د. مهدي عبد الهادي: وتغتال كل قيادتنا، إلى متى سيستمر هذا النزيف الفلسطيني؟ المقاومة ستستمر مائة سنة، مش هيك؟ بس الآن الأجندة المطروحة أمامي أنا كحركة وطنية فلسطينية، إلى متى هادول الشباب، والبنات، والبيوت، والمستقيل يهدم ويدمر وأنا أنتظر حلاً مِنْ مَنْ؟ مِنْ مَنْ؟ لا أملك السلاح.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة.. بس دقيقة.

د. مهدي عبد الهادي: لا أملك السلاح، لا أملك الجيش، لا أملك الحليف الاستراتيجي، ومهدد يومياً بالتصفية، قياداتي تصفى وتسمى "إرهاب" إرهاب، أبو علي مصطفى أصبح إرهاب، أبو هنُّود أصبح إرهاب، مقدساتي تداس.. وتزيف الآن وتسمى Temple mount بدل المسجد الأقصى المبارك!! إلى متى سيستمر هذا النزيف الفلسطيني إذا لم الآن أقف وقفه صدق مع نفسي، وأراجع نفسي في بحث عن ذاتي مَنْ أنا؟ كيف أتعامل مع هذا الغبي شارون؟ وكيف أيضاً أتعامل مع من يموله ويسلحه في واشنطن إذا خاطبتهم بهذا الخطاب، إذا كانت لهجني هكذا وإذا اكان حواري هكذا؟

د. فيصل القاسم: طيب ماشي.. إبراهيم أبو محمد الإمارات، تفضل يا سيدي.

إبراهيم أبو محمد: ألو.

د. فيصل القاسم: تفضل يا سيدي.

إبراهيم أبو محمد: لو سمحت عندي مداخلة.

د. فيصل القاسم: تفضل.

إبراهيم أبو محمد: أول شيء: مع الأسف أن الدكتور مهدي يتكلم بلغة.. لغة الحكام أو.. الخطاب الرسمي العربي الذي أظهر فشله كلما ظهرت أزمة وأن أسامة بن لادن هو مسلم زي كل مسلم، فهو يعبر عما تشعر به كل الشعوب الإسلامية، وأرجو من الدكتور مهدي ألا يتهم الشعوب العربية وبعض.. وبعض الأنظمة العربية بالتخلي عن الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني هو في قلوب كل عربي وكل مسلم، وأن أسامة بن لادن عبر عن.. عن الشعور العربي والإحباط من السياسة الأميركية والسياسة الغربية، وأن الأيام الأخيرة أظهرت الحملة الصليبية.. الشرسة على المسلمين من خلال وسائل الإعلام الغربية، إلا أن الدكتور مهدي هذا لا ندري على أي.. أي سياسة ينتهجها العرب تجاه من يظلمهم ومن يضربهم يومياً؟ وشكراً.

د. فيصل القاسم: شكراً.. طيب دكتور.

د. مهدي عبد الهادي: الشعب العربي شعب أصيل ما حدا أنكر تحالفه وتضامنه مع الجرح والنزيف الفلسطيني، ما حدا أنكر إنه فتحت المستشفيات لجرحى الانتفاضة، ما حدا أنكر إن الأمير عبد الله والحكام العرب ذهبوا إلى مؤتمر إسلامي ومؤتمر قمة عربي ويمولوا، ودعموا الآن الحركة الوطنية الفلسطينية، لكن.. وما حدا عم بينكر الموقف السياسي للحكام الآن العرب بمجابهتهم للسياسة الخارجية الأميركية، لكن المطلوب الآن هذا الإنسان العربي، هذا الإنسان المسلم إذا وقف ليسأل نفسه: ماذا فعلت اليوم من أجل القدس؟ ماذا فعلت من أجل حماية الأرض؟ أين هو الصندوق الذي يحمي الأراضي ويحمي الإنسان..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب بس دكتور خلينا هذا موضوع كبير جداً، ويعني لنبقى في إطار يعني.. نحصر الموضوع في موضوع أحداث أميركا والقضية الفلسطينية. نشرك الآن السيد ديفيد هيرست (الكاتب البريطاني المعروف) من القاهرة، سيد هيرست، لا أدري إذا كنت نستمع، لكن السؤال ببساطة: هل أضر بن لادن بالقضية الفلسطينية، أم أفادها، أم ماذا؟ هكذا يدور الحوار.

ديفيد هيرست: من الواضح أن أسامة بن لادن –كسياسي- يستغل أي قضية تأتي في صالحه، والقضية الفلسطينية هي أكثر القضايا الشرعية التي يمكن أن يستفيد منها، وبطبيعية الحال فقد لجأ إلى ذلك بشكل كبير عندما خاطب الرأي العام العربي والمسلم.. و الإسلامي.

د. فيصل القاسم: طب السؤال المطروح سدي هيرست، يعني شاهدنا في إحدى مقالاتك تسأل سؤالاً، يعني هل أجبر بن لادن (بوش) و(بلير) على الاعتراف بالقضية الفلسطينية على الاقتراب من القضية الفلسطينية؟ ما هي نتيجة هذا الاستغلال –كما سميته- للقضية الفلسطينية من قبل بن لادن طبعاً؟

ديفيد هيرست: أولاً: إن كان له بعض التأثير، بالطبع فإن الرئيس (بوش) ورئيس الوزراء (بلير) لم يكن من الممكن أن يعترفوا علانية بأنهم كانوا يغيرون مواقفهم تجاه القضية الإسرائيلية الفلسطينية بسبب ما فعله بن لادن، ورغم ذلك فمن الواضح –بالنسبة لي- أنه كان له تأثيره بالفعل على مواقفهم، وقد أقنع الرجلين بأن يأخذوا مبادرة تجاه فلسطين، وكان ذلك ساراً لبعض العرب في البداية، ولكنني لا أعتقد بأن هذا التدخل الأميركي البريطاني قد دعم نفسه، ربما لأن الأميركيين يشعرون بأن بن لادن طليق وعلى وشك أن يتعرض للهزيمة، لذلك فإن موقفهم لم يتغير كثيراً الآن، وآخر المبعوثين المفوضين إلى المنطقة تم إرسالهم دون أي آلية محددة تشجع الفلسطينيين.. بحدوث أي تغيير.. جذري.

د. فيصل القاسم: سيد ديفيد هيرست، أشكرك جزيل الشكر، سيد تريد أن ترد، طبعاً سمعت.

د. مهدي عبد الهادي: أنا.. أنا متفق مع ديفيد هيرست في مقولته إن السياسة الخارجية الأميركية والسياسة الأوروبية موضوعة ومطروحة وعم بتتابع الموضوع، التأثير اللي أثره بن لادن الآن هو في تحريك.. في تحريك هذه.. هذا المسار، لأنه كانت رؤيتهم رؤية شمولية.

د. فيصل القاسم: طب بس هذا كلام يتناقض مع ما قلته في البداية، يعني.. يعني هو حرك القضية الآن.

بن لادن بين المتاجرة بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها

د. مهدي عبد الهادي: لا لا لأ، لأ.. لم.. القضية موجودة مع بن لادن قبل ومعه وبعده، القضية لن تزول ولن تختفي، هو جاء في أجندة أخرى كاملة، هو حرك الموضوع في أفغانستان، بعد عربي وبعد إسلامي، والبعد العربي والإسلامي لا يقتصر فقط على فلسطين، وبالتالي تحرك..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: هل هذا خطأ؟ يعني هل أخطأ عندما أعطاها بعداً إسلامياً مثلاً؟

د. مهدي عبد الهادي: طبعاً.

د. فيصل القاسم: أخطأ.

د. مهدي عبد الهادي: طبعاً لأن الآن.. الآن المطروح..

محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: كيف أخطأ؟ بن لادن أخطأ يعني؟

د. مهدي عبد الهادي: أنا بأقول لك بكل وضوح، بكل صراحة، أنت تطرح الآن قضية في دولة تريدها أفغانستان دولة إسلامية لمجابهة الاتحاد السوفيتي، ثم تفتح في أفغانستان تحالفات وتجمعات لعرب وغير عرب تحت مظلة العقيدة لمحاربة الذين لا يؤمنون بالعقيدة، ويوظفوا هؤلاء لمصالح أخرى، الآن انتهت المهمة ضد السوفيتي، بحثوا بمهمة أخرى لهم، ومجابهة من مولهم بالأساس وهي الولايات المتحدة الأميركية، والآن بعد هزيمتهم بهذا النحو الذي تم، ما هو مستقبلهم؟

د. فيصل القاسم: طب سؤال وجيه جداً، سيد تميمي بس أنا خليني.. بس دقيقة أنا أريد أن أسألك، بس دقيقة، يعني السؤال اللي طرح أكثر من مرة وهو سؤال بسيط يعني، أين كان بن لادن في الانتفاضة الأولى، يعني لماذا ذهب مثلاً إلى.. دقيقة.

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا بس أريد.. أريد..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة، لماذا في ذهب إلى أفغانستان لمحاربة السوفييت في الانتفاضة الأولى، ولماذا ذهب إلى نيويورك لمحاربة الأميركيين في الانتفاضة الثانية؟ طبعاً مروراً بالبوسنة وألبانيا والصومال وإلى ما هنالك من..من هذا الكلام يعني أين كان كل ذلك الوقت؟ لماذا ركب الموجة في اللحظة الأخيرة، لماذا ركب الموجة في اللحظة الأخيرة؟ هذا هو السؤال؟ يعني سأله السيد..

محمد أسعد بيوض التميمي: بس فيه.. فيه نقطة يجب أن أرد عليها..

د. فيصل القاسم: بس أريد أن تجيب عليها.

محمد أسعد بيوض التميمي: قبل أن أجيب، إنه ينفي عن القضية الفلسطينية صفة أنها قضية عقائدية وإنها ليست قضية إسلامية، وهذه أنا أعتبرها جريمة كبرى في حق القضية..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: استعجلت أنت، تستعجل بقراءتي.. بفهمي، أنا ما قلت لكش القضية الفلسطينية مش قضية عقائدية..

محمد أسعد بيوض التميمي: قلت أنت أخطأ لأنه أعطاها بعد إسلامي..

د. مهدي عبد الهادي: أراد أن يوظف الإسلام.. قلت فيه العقيدة فيها.

محمد أسعد بيوض التميمي: إذاً.. إذاً ما معنى إسلامي، معنى أنها دين إسلامي، يعني قرآن وسنة، يعني هذه القضية مذكورة في القرآن والسنة ومن هنا أخذت بعدها الإسلامي..

د. مهدي عبد الهادي: الآن..

محمد أسعد بيوض التميمي: يعني وبعدها العقائدي إذا لم تعرف أعرف أن هذه القضية عقائدية، هذه قضية الأقصى، قضية الذين يسجدون لله ويركعون..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: أنا ما تحكي ليش شعارات..

محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: ولا تتزعزع أبداً هذه، أنا بأحكي لك عقائد، أنت قد يمكن صحيح من سكان القدس، بس يمكن ما تذهبش إلى الأقصى ولا تصلي للأقصى، لأنه تعتبره رمز تاريخي، أنا بأعتبره عقيدة، أنا أعتبره عقيدة، ولذلك هذه القضية..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: ماذا فعل بن لادن للأقصى؟

محمد أسعد بيوض التميمي: قضية بن لادن وقضية..

د. مهدي عبد الهادي: ماذا فعل بن لادن للأقصى؟

محمد أسعد بيوض التميمي: الأقصى يا سيدي.. عمل بن لادن..

د. مهدي عبد الهادي: ماذا فعل؟

محمد أسعد بيوض التميمي: إذا كان بن لادن هو الذي ضرب أميركا فلذلك ابن لادن.

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: بنى مساجد في أفغانستان، لم يرسل.. لم يرسل شيء للأقصى..

محمد أسعد بيوض التميمي: بن لادن.. بن لادن بن لادن عمل للقدس، إذا كان هو الضارب هيك.. دقيقتين كلمتين في دقيقتين، في ثواني معدودة..

د. مهدي عبد الهادي: شعارات.. اتفضل.

محمد أسعد بيوض التميمي: ربط فيهم أحداث سواء فهو اللي فعل أو ما فعل، ربط فيهم أحداث نيويورك وواشنطن جعل القضية الفلسطينية في كل عقل أميركي وفي كل فرد بأميركا وفي كل بيت أميركي وجعل الشعب الأميركي يسمع أن هناك قضية اسمها القضية الفلسطينية، وشعب مضطهد مقتلع من أرضه اسمه الشعب الفلسطيني، وجعل السياسة الأميركية الآن تعيد صياغة من خطابها السياسي تمهيداً لتغيير موقفها، وأنا مقتنع بذلك..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس لم تجب على سؤالي، أريد أن تجيب على سؤالي..

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: ولذلك أما بالنسبة..

د. فيصل القاسم: أين ذهب؟ لماذا ذهب..

محمد أسعد بيوض التميمي: أما بالنسبة لابن لادن والأفغان اللي ما يسموا بالأفغان..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: ركب الموجة الأخيرة.. ركب الموجه..

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: أفغان العرب ما ينطبق عليه ينطبق عليهم، اللي هم الآن يذبحون بالسلاح الأميركي، وامبارح ذبحوا 600 أفغاني عربي في مزار الشريف، ذبحوهم بالطيران الأميركي، ضربوهم بالـ.. منتهى الإجرام ويقول (رامسفيلد): "يجب أن يحرقوا بكهوفهم أحياء"، الآن ترتكب فيهم البشاعات..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: فيه مليون ونصف أفغاني قتل.

محمد أسعد بيوض التميمي: هادول الأفغاني يا سيدي..

د. مهدي عبد الهادي: مليون ونصف.

محمد أسعد بيوض التميمي: الأفغان هادول، هادولا مساكين ظلموا، يعني كل عربي ومسلم راح على أفغان صار عميل لأميركا.. يا سيدي.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس، أين كان بن لادن في الماضي، هذا هو السؤال اللي طرحه عليك. لماذا لم يأت إلى فلسطين.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي كان بن لادن في الماضي إذا كان.. لماذا لم يأتي إلى فلسطين.

د. فيصل القاسم: لماذا لم يدعم..

محمد أسعد بيوض التميمي: هذا سؤال يطرح يا دكتور فيصل؟ هذا سؤال يطرح؟ هل..

د. مهدي عبد الهادي [مقاطعاً]: طبعاً.. طبعاً.. طبعاً.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا رجل فلسطين لا يمر عليها عصفور على الحدود عصفور لا يمر على حدود فلسطين.

د. مهدي عبد الهادي: مين اللي قال.

محمد أسعد بيوض التميمي: بدك ابن لادن يأتي بجيوش جرارة من أفغانستان، أفسحوا له الطريق يفتح..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: كل الشهداء.. كل الجرحى.. كل اللي.. كل اللي دخلوا.. كل اللي قاوموا…

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: نعم، كم.. كم دورية تقتل على الحدود؟ كم دورية تقتل على الحدود؟…

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: مليون ونصف أفغاني قُتلوا مع الروس…

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: من دول الطوق، كم دورية تُقتل أحياناً وتمسك على الحدود، بدك أنت بن لادن.

د. مهدي عبد الهادي: إذا بتستسلم وتروح..

محمد أسعد بيوض التميمي: عندنا الطريق مفتوح..

د. مهدي عبد الهادي: وتروح أفغانستان.

محمد أسعد بيوض التميمي: يعني أنت والله بارك الله فيك أنت فهمتنا إنه الطريق اللي بده يحارب من فلسطين مفتوحة..

د. مهدي عبد الهادي: روح على أفغانستان..

محمد أسعد بيوض التميمي: واللي بيروح للشهادة متخاذل..

د. مهدي عبد الهادي: ليش؟

محمد أسعد بيوض التميمي: يعني المجال مفتوح، أنا والله هاي معلومة يعني جاب إياها، والله أنا..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: بعيد عن الجهاد، بعيد عن حماس، بعيد عن حزب الله..

محمد أسعد بيوض التميمي: وأنا بأعرف شو علاقاته وعم بدك تسألني عن..

د. مهدي عبد الهادي: عم بيدعم في أفغانستان..

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا بأعرف شو علاقاته، إذا أنت بتعرف إنه بيدعم ومابيدعمش بديش أنا، أنا ما بأعرف..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طب، بس بدي أسألك سؤال سيد تميمي..

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: أما هذا الرجل.. هذا الرجل.. هذا الرجل فُتحت عليه الدنيا، ويمتلك إمبراطورية اقتصادية، إمبراطورية يعني تستطيع أن تشتري دول، يعني يستطيع يشتري جزيرة، ويستطيع يشتري جمهورية في أفريقيا ويعمل حاله إمبراطور زي (بوكاسا) شايف..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: أنا اسمح لي..

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: وإذا هو هذا.. إذا أراد أن يستغل القضية بهذا الشكل، زي ما بتقول إنه أراد يستغل القضية، وهو بيشتري إمبراطوريات، هذا بفلوسه، وهل لذلك هجر كل الدنيا، وهجر هذا النعيم والترف وترك القصور، ويذهب أن يعيش إلى الكهوف والمغارات وفي الآخر تقول لي عميل؟ والله أنت بتستخف عقولنا، هذا الرجل..

د. مهدي عبد الهادي: سأعطيك معلومة تانية، سأعطيك معلومة جديدة..

د. فيصل القاسم: هذا الرجل.. نعم..

د. مهدي عبد الهادي: بأعطيك أنا لحظة.. لحظة..

محمد أسعد بيوض التميمي: هذا الرجل يا سيدي.. هذا الرجل..

د. مهدي عبد الهادي: بأعطيك معلومة جديدة.. بأعطيك معلومة جديدة.

محمد أسعد بيوض التميمي: باع الدنيا.. باع الدنيا..

د. مهدي عبد الهادي: مركز الدراسات..

محمد أسعد بيوض التميمي: كما يقول هو وفي تصريحاته وفي خطاباته، هو كما يقول، وأنا استشهد بمقالات، لأني لا أعرف، ولا اجتمعت فيه..

د. فيصل القاسم: طيب.. طيب باختصار.

محمد أسعد بيوض التميمي: ولا هذا.. ولكن كواحد مسلم.. كأي مسلم في الأرض متعاطف معه، لأنه يمثل ضميري، لأنه ضد الظلم، ضد القهر، ضد العدوان.. كما يقول في خطاباته..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. دكتور طيب.. معلومة..

د. مهدي عبد الهادي: أنا بأعطيك معلومة جديدة.. معلومة جديدة..

محمد أسعد بيوض التميمي: ولا بتعطينا معلومات كثيرة.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة..

محمد أسعد بيوض التميمي: مثل ما قلت لنا والله الدول العربية مفتوحة، واللي بده يجاهد يللا..

د. مهدي عبد الهادي: مركز الدراسات.. مركز..

محمد أسعد بيوض التميمي: والله إنه معلومة.. والله أنا ما كنت بأعرفها.. أنا كنت..

د. مهدي عبد الهادي: ما تصرخش.. ما تصرخش..

[حوار متداخل غير مفهوم]

د. فيصل القاسم: بس يا جماعة.. بس دقيقة.. بس دقيقة..

د. مهدي عبد الهادي: مركز الدراسات الإسلامية في (أكسفورد)، Oxford Center for Islamic Studies فيه كرسي [Course] للدراسات الإسلامية في هذا المركز كرسي بتصرف عليه آل بن لادن، هذا الكرسي للدراسات الإسلامية في أكسفورد بيتولى هذا الكرسي دكتور أميركاني يهودي، سؤالي كان للي اجتمعوا معانا في أكسفورد: ليش ما فيش كرسي للدراسات الفلسطينية أو الإسلامية..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب، بس سأعطيك المجال بس سؤال وجيه..

د. مهدي عبد الهادي: في فلسطين، تصرف عليه بن لادن، ليه..

[موجز الأخبار]

د. فيصل القاسم: دكتور، تفضل.

د. مهدي عبد الهادي: كنا نتحدث عن السياسة الخارجية الأميركية الآن، فيه نقمة وغضب ورفض كامل للشارع العربي، وعند صاحب النظام عن هذه السياسة، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نكون ضد الولايات المتحدة الأميركية كشعب، كدولة، الآن الحوار المطلوب في هذه المرحلة، وخاصة بعد ما تم في أفغانستان، وبعد تجربتنا المريرة في استقطاب شبابنا؟ زينة فلسطين كلها، شباب فلسطين عم بتروح كلها الآن ضحايا وشهدا في معارك صغيرة من أجل المعارك الكبيرة في أماكن أخرى، الآن المطلوب أن نبحث عن الذات، نبحث عن المصالح…

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: كي نبقى في موضوع بن لادن والقضية الفلسطينية كي لا نبعد كثيراً رجاءً.

د. مهدي عبد الهادي: حتى لا تتكرر مأساتنا مع بن لادن ليس في مجابهة السياسة الخارجية الأميركية من خلال شخص أو من خلال تجمع أو من خلال موقع، حتى لا تتكرر هذه المعادلة، علينا أن نثبت الحق، إذا تحالفنا كلنا من أجل هذا الحق في قضية فلسطين هي الأرض والشعب والحقوق والشرعية الدولية، ماذا يقدم الناس لهذه الأرض لحمايتها حتى لا تذهب استيطان ومصادرة؟

ماذا يقدم الناس لهذا الشعب، حتى يحافظ على ذاته وعلى مؤسساته وعلى بيوته وعلى مستقبله؟

وماذا يقدم الناس لهذه الحقوق في التحالف معها والاعتراف بها؟

الآن المطروح وكان مطروح الدولة الفلسطينية في حدود الـ 67، هل هذا الكلام قادرين الآن على تطبيقه خارج إطار المفاوضات؟ وإذا كانت بدون.. إذا كانت من خلال المفاوضات نحتاج إلى حلفاء عرب وأوروبيين وبالتحديد..

د. فيصل القاسم: الولايات المتحدة..

د. مهدي عبد الهادي: صانع القرار في الولايات المتحدة الأميركية..

د. فيصل القاسم: طيب، طب نشرك بعض المشاركات من الإنترنت، مشاركة 19 تقول: كيف تقول بأن بن لادن –وهذا موجه لك يا دكتور- لم يهتم بفلسطين إلا بعد 11 سبتمبر، وهو له الكثير من الأشرطة والتي خطبها في المساجد عام 85، لكي يعد العدة للجهاد في فلسطين بعد أفغانستان يعني، هناك كلام عن لسانه أفغانستان أولاً، ثم فلسطين يعني، لم.. لم.. لم تأت من فراغ يعني ربطه الأخير..

د. مهدي عبد الهادي: يعني تماماً كما كانت تقول بعض الحركات، علينا أن نحرر عمان حتى نحرر القدس، علينا أن نحرر القاهرة، حتى نحرر القدس، هذا توظيف سياسي لمصالح سياسية، الرجل صاحب معركة وصاحب موقف في أفغانستان، أراد أن يوظف هذا الموقع ويستفيد من القضية الفلسطينية في إشاعة….

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: يعني هل تريد أن تربط.. هل تريد أن تربط ما فعله بن لادن، تصريحات بن لادن بما حدث في حرب الخليج، عندما أيضاً رُبط الخروج من الكويت بخروج إسرائيل من فلسطين، يعني هل.. هل هذا ما تريد أن تقوله؟

د. مهدي عبد الهادي: أنا أقول وأكرر إن نحنا مأساتنا الآن في حرب الخليج.

د. فيصل القاسم: يعني تقول من قبل..

د. مهدي عبد الهادي: مازال ندفع ثمنها لليوم.

د. فيصل القاسم: يعني القضية الفلسطينية استغلت في حرب الخليج، وها هي تُستغل الآن مرة أخرى؟

د. مهدي عبد الهادي: وستستغل مرة أخرى في مكان آخر، إن لم نسارع لملمة هذا الجرح، وبالتالي هنا التحرك لملمة هذا الجرح قبل فوات الأوان.

د. فيصل القاسم: طيب، مريم من الإمارات، تفضلي يا ست.

مريم: آلو.. آلو..

د. فيصل القاسم: يا هلا تفضلي.. يا هلا تفضلي يا ست.

مريم: السلام عليكم.

د. فيصل القاسم: وعليكم السلام، تفضلي.

مريم: حبيت أرد على الأخ مهدي.. الدكتور مهدي، بالنسبة لما هو قاله: ماذا عمل بن لادن للقضية الفلسطينية؟ نحنا ما نقول بن لادن عمل للقضية الفلسطينية ولا نقول أي دولة أو أي أخ.. أو أي حد عمل شيء للدولة الفلسطينية، ولكن أحب أقول أن الدولة الفلسطينية مشاكلها من زمان، مش جديدة ها المشاكل، وكل حد عايش هاي مشكلتها وعايش السياسة فيها والأشياء اللي تحصل لها، بس أنا أبغى أقول أن بن لادن تكلم كلام، يعني قال شيء، حرك شيء كان تقريباً.. يعني مجمد، ما حد يقدر يوصل بلا.. يعني.. أي إنسان ما قدر يوصل الكلمة هذه للشعب الأميركي اللي هو ما يوصله الخبر، ولا يعرف عن شيء هنا بالعالم الثالث، اللي هو عالمنا نحنا، فاليوم مثلاً الشعب الأميركي على الأقل حسوا أن فيه صوت أو فيه قضية أو فيه إرهاب الإسرائيلي على إخواننا الفلسطينيين فهذا.. هذا قضية قديمة، صح مثل ما يقول الأخ مهدي، ولكن انولدت من اليوم.. من اليوم اللي طلع فيه الصوت لهذه القضية، وبالنسبة.. بن لادن وماذا عمل لفلسطين، بن لادن مجاهد صغير مش مجاهد من 100 عام يعني عرف الجهاد، هو يجاهد في كل القضايا التي تهم المسلمين، ولا نعتقد أن هو اللي قام بهذا الشيء، الأحداث 11 سبتمبر، ولكن إحنا نقول أنه على الأقل: إذا هو يعتبرون الإرهاب اللي في أميركا حصل إرهاب في أميركا، ما هو إرهاب يومي في فلسطين، والعالم قاعد يدعمهم بالأكل والملابس ولو ما فيه دولة دعمتهم بالسلاح أساساً يقدرون يقفون في وجه إسرائيل، وإسرائيل تُدعَّم بالسلاح من قبل أميركا، ونحنا نعرف وكل كبير وصغير عارف أن هذه إسرائيل تُدعم من أميركا، العبارة إرهاب أميركي في فلسطين، ونحنا نقول هذا الـ 5000 من الأميركان إحنا ما نقول هاي ما راحوا ضحية ولكن مش همَّ المقصودين ولا نعتقد إن نحنا المسلمين قصدنا هذا الشيء، ولكن همَّ إرهابهم قاصدين علينا إن إحنا كدولة مسلمة و.. على الشعب الفلسطيني وإذا قال كلمة بن لادن وقال هذا شعب وهذه قضية كل مسلم، هو ما خص المسلمين الفلسطينيين، خص المسلمين كأمة، هذه قضية المسلمين لأن فيها الحرم القدسي، والحرم القدسي هذا بالنسبة إلنا يهمنا كقضية وكل.. أنا أي إنسان يتكلم في الأرض هذه يتكلم عن قضية، مش يتكلم عن فرد أو يتكلم عن شخص..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب، أشكرك.. أشكرك الكثير من النقاط، أشكرك جزيل الشكر يعني السؤال..

د. مهدي عبد الهادي: سيدتي.. سيدتي، الولايات المتحدة الأميركية الآن لم تستيقظ على قضية فلسطين من أحداث 11 سبتمبر، الولايات المتحدة الأميركية الآن الشارع وصاحب القرار والمؤسسة والإعلام والرأي العام استيقظ على قضية أخرى، طرحها بن لادن، طرحها في (manifesto) كامل طرحه في عام 87 عن الإسلام ودور الإسلام ومجابهة الإسلام للغرب، الآن العربي والمسلم في أوروبا وفي أميركا مُتهم ومضطهد والآن يحاولون ترحيله، رُحل شبابنا وبناتنا من كل هذه الدول، فقط بسبب هذا الغضب الذي جاء به بن لادن على العرب وعلى المسلمين.

د. فيصل القاسم: بس.. بس.. بس دقيقة.. طيب..

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا بدي دوري على ها النقطة هاي.. إنه قضية الإسلام والمسلمين..

د. فيصل القاسم: باختصار.. باختصار.. باختصار..

محمد أسعد بيوض التميمي: لمعلومات الدكتور إنه الآن اللي دخلوا في الدين الإسلامي في أميركا بعد أحداث 11 سبتمبر، 25 ألف أميركي..

د. مهدي عبد الهادي: من 200 مليون.. من 200 مليون..

محمد أسعد بيوض التميمي: طب هاي ظاهرة، 200 مليون أو.. هذه ظاهرة، إذاً فيه هناك اتجاه نحو.. الـ 25 سيصبحوا 25 مليون في يوم من الأيام.

د. مهدي عبد الهادي: بدك تحول العالم كله على الإسلام يعني؟

محمد أسعد بيوض التميمي: سيصبحوا.. أي نعم، سيصبحوا مسلمين العالم..

د. مهدي عبد الهادي: لما بدك أنت تعمل حركة جهادية في العالم.

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا معجب.. أنا هذا.. آه أنا مقتنع.

د. مهدي عبد الهادي: وهذا هو الحل؟ هذا هو المستقبل..

محمد أسعد بيوض التميمي: أي حل؟! هل تعلم أنه لا يوجد الآن في الغرب..

د. مهدي عبد الهادي: أن تنفي الآخر، هل تريد أن تنفي الآخر..

محمد أسعد بيوض التميمي: ألا يوجد.. هذا الآخر..

د. مهدي عبد الهادي: لا وجود..

محمد أسعد بيوض التميمي: أين آخر هذا، أنا مش فاهم شو الآخر..

د. مهدي عبد الهادي: الآخر هنالك..

محمد أسعد بيوض التميمي: تظل تقول لي الآخر، وكل الندوات والمثقفين إنه الآخر..

د. مهدي عبد الهادي: الآخر من هو لست أدري..

محمد أسعد بيوض التميمي: شو الآخر..

د. مهدي عبد الهادي: الآخر من هو لست أنت، غيرك، أنت تريد العالم كله أن يكون أنت؟

محمد أسعد بيوض التميمي: شو الآخر، شو الآخر اللي غيري.

د. مهدي عبد الهادي: بدك العالم كله يكون أنت على صورتك على فكرك وعلى مسيرتك..

محمد أسعد بيوض التميمي: يا راجل إحنا الآن.. الآن..

د. فيصل القاسم: بس يا جماعة..

محمد أسعد بيوض التميمي: الآن لا يوجد مصحف، مصحف.. مصحف مترجم في المكاتب الأميركية أو كتاب يتحدث عن الإسلام، لم يبق و الطبعات تتوالى بالملايين في فرنسا، في بريطانيا، في أميركا..

د. مهدي عبد الهادي: هذا فكر معين.

محمد أسعد بيوض التميمي: الكل بدأ يدرس ما هذا الإسلام الذي يُشوه بصورة وأبشع صورة في الغرب، ويصور المسلم..

د. مهدي عبد الهادي: مش غلط، يا سيدي يدرسوا.

محمد أسعد بيوض التميمي: بأنه إنسان حاقد، إنسان جهول، إنسان لئيم، إنسان غدار لا خلق عنده، ونحن في الحقيقة..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: هل تريد العالم يصبح عالم إسلامي، كل العالم؟

د. فيصل القاسم: يا جماعة.. بس هل تريد.. بس دقيقة.. يعني.. هل..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: ما فيش حاجة في العالم إلا الإسلام.

محمد أسعد بيوض التميمي: وظيفتي أن أدعو العالم إلى الإسلام.

د. مهدي عبد الهادي: كل العالم؟!

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة..

د. مهدي عبد الهادي: أنت في عقيدتك.

محمد أسعد بيوض التميمي: لا أكره أحد على ديني..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة ياجماعة.. يا جماعة..

د. مهدي عبد الهادي: أنت عقيدتك كمسلم تؤمن باليهودية والمسيحية وجزء من الإسلام.

د. فيصل القاسم: يا جماعة بس دقيقة.. دقيقة..

د. مهدي عبد الهادي: أنت بعقيدتك تؤمن بالعقيدة.

محمد أسعد بيوض التميمي: جزء من الإسلام؟ جزء.. جزء أنا أؤمن بأن..

د. مهدي عبد الهادي[مقاطعاً]: ألا تؤمن بعيسى؟

محمد أسعد بيوض التميمي: أؤمن.

د. مهدي عبد الهادي: ولا تؤمن بموسى؟

محمد أسعد بيوض التميمي: أؤمن.

د. مهدي عبد الهادي: ومحمد جاء ليكمل الرسالات، وليس بديلاً للرسالات..

محمد أسعد بيوض التميمي: أؤمن.. لا يتم إيماني إلا بهؤلاء الأنبياء.

د. مهدي عبد الهادي: إذاً.. إذاً.. إذاً..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة.. بس دقيقة..

محمد أسعد بيوض التميمي: ولكن الرسالات.. الرسالات..

د. مهدي عبد الهادي: إذاً لا تنفي الآخر.

محمد أسعد بيوض التميمي: غيروها (..) تغيير.. وتحريف.

د. مهدي عبد الهادي: لا تنفي الآخر.

د. فيصل القاسم: دقيقة يا جماعة كي لا يتحول الموضوع..

محمد أسعد بيوض التميمي: والإسلام جاء يصلح..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة، يا جماعة..

محمد أسعد بيوض التميمي: أما أهل الكتاب فلا أعاديهم أنا، أهل الكتاب..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. هذا غير.. هذا ليس موضوعنا..

محمد أسعد بيوض التميمي: اللي فيه عهد وميثاق بيني وبينهم.

د. فيصل القاسم: بس يا سيدي.. يا سيدي..

محمد أسعد بيوض التميمي: من مات في الإسلام..

د. فيصل القاسم: يا سيد تميمي.. يا سيد تميمي..

محمد أسعد بيوض التميمي: من مات دفاعاً عن ذمي مات شهيداً، من مات دفاعاً عن مال.. ذمي مات شهيداً..

د. مهدي عبد الهادي: هذا صحيح..

محمد أسعد بيوض التميمي: مادام معاهداً..

د. فيصل القاسم: يا سيد تميمي خلينا بالموضوع..

محمد أسعد بيوض التميمي: ما دام فيه بيننا وبينهم عهد وميثاق..

د. فيصل القاسم: خلينا بالموضوع..

محمد أسعد بيوض التميمي: أما الأميركان، كل اللي بيننا وبينهم، اليهود، أنت إذن بتقول لي إن اليهود الآن المحتلين فلسطين، اللصوص هؤلاء، اللي جايين من الفلاشا ومن بولندا وهولندا ومش عارف من وين جايين لي، على فلسطين تقول هذا.. هذا مجتمع لصوص سرقوا أرضي ووطني وتقول لي أنا أعترف فيهم…

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة، بس دقيقة..

محمد أسعد بيوض التميمي: منبع الشر في الأرض، تقول لي..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: بس دقيقة.. بس يا جماعة خلينا بالموضوع.. يا سيد عبد الهادي.. يا سيد عبد الهادي.

[حوار متداخل غير مفهوم]

محمد أسعد بيوض التميمي: (…) الحرقة على اليهود، تقول لي أنت تؤمن بهم، أنا لا أؤمن بهم.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة، يا سيد عبد الهادي.. يا سيد عبد الهادي، خلينا بالموضوع وسؤال السيدة.. السيدة مريم، قبل قليل إنه..

محمد أسعد بيوض التميمي: أنا و(…) الحق بين وبين اليهود..

الاستفادة الإعلامية للقضية الفلسطينية من خطاب بن لادن

د. فيصل القاسم: إنه يعني، بما معناه، يا جماعة خلينا بالموضوع، إنه يعني تريد أن تقول إنه من خلال هذا الخطاب أنه بالتهديد إنه لن تنعم أميركا بالأمن وإلى ما هنالك والكلام معروف لبن لادن، إنه أفاد القضية يعني أكثر مما أفاد الإعلام العربي أكثر على مدى خمسين عاماً، يعني هذه هي..

د. مهدي عبد الهادي: أنا بأعتقد أساء ولم يفد هو أراد أن يوظف هذا الموضوع لمصالحه السياسية، لعلاقاته، لموقفه، هو أساء ولم يفد، أساء بماذا؟ أساء بأن حرك الرأي العام إلى انعكاسات سلبية ضد كل من هو عربي ومسلم وبالتحديد فلسطيني في هذه المرحلة، وهنا أنا خسرت التعاطف والتفاهم للحق الفلسطيني، عليَّ الآن أن أقنعهم مرة أخرى..

د. فيصل القاسم: وهذا.. هذا..

د. مهدي عبد الهادي: أبو هّنُّود جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية وليس إرهابي، وقتله جريمة..

د. فيصل القاسم: طيب بس كمان سيد تميمي، هذا بس دقيقة..

د. مهدي عبد الهادي: وقتله جريمة..

د. فيصل القاسم: سؤال بالاتجاه الآخر، (سترفيلد) معاون وزير الخارجية الأميركي، وصل به الحد قبل فترة إلى وصف الانتفاضة بأنها عملية إرهابية مستمرة ومتصاعدة طبعاً على أثر عمليات أميركا، فكيف استفادت القضية الفلسطينية، لم نكن نسمع من الأميركيين مثل هذا الكلام قبل 9.. قبل 11 سبتمبر.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا رجل أنت (سترفيلد) عبارة عن موظف سياسي من الدرجة العاشرة، أنا أحدثك عن أصحاب القرار الصف الأول، يعني القادة، يعني الرئيس بوش ووزير الخارجية وبلير وشيراك و..

د. فيصل القاسم: شرويدر.

محمد أسعد بيوض التميمي: وشرويدر بتاع ألمانيا، ماذا يقول شرويدر، بلير.. بلير ماذا يقول؟ يقول لقد اختطف بن لادن القضية الفلسطينية، يقول.. شيراك.. يقول يجب أن نحل.. يجب أن تربط أحداث 11/9 بالقضية الفلسطينية وأن تكون دافع لحل القضية الفلسطينية شيراك وشرويدر بيقول يجب ألا نفصل ما حصل في 11/9 عن القضية الفلسطينية.

د. فيصل القاسم: لكن بوش..

محمد أسعد بيوض التميمي: هؤلاء قادة أوروبا وقادة أميركا وتقول لي ماذا حصل…

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: بس دقيقة.. بس دقيقة..

[فاصل إعلاني]

د. فيصل القاسم: نشرك السيد زياد أبو غنيمة من عمان، تفضل يا سيدي.

زياد أبو غنيمة: السلام عليكم.

د. فيصل القاسم: وعليكم السلام.

زياد أبو غنيمة: أولاً أستغرب من الأخ مهدي في أنه منزعج أن ينتشر الإسلام، أعود إلى الموضوع، بعيداً عن العواطف والمواقف المسبقة بكل موضوعية، سأشهد شهادة أرجو أن ترضي الله ولا يضيرني أن تغضب أميركا وعملاءها، سأشهد أن المجاهد الرمز أسامة بن لادن بتبنيه لقضية فلسطين أفاد القضية الفلسطينية في أكثر من نقطة.

أولاً: انتشل القضية الفلسطينية من مستنقع أوسلو الذي حولها إلى مجرد قضية أيتام على مائدة اللئام من الأميركان والصهاينة وعملائهما الذين نسخوها إلى مجرد جثة مقطعة الأوصال وأعادها إلى إطارها الصحيح قضية صراع بين حق يمثله أهلنا في فلسطين تساندهم أمتهم العربية والإسلامية وشرفاء العالم وبين باطل يمثله الصهاينة المحتلون تساندهم الإدارات الأميركية المتصهينة وفراخها من الأنظمة الأوروبية وعملاؤها في المنطقة.

ثانياً: فضح المجاهد أسامة بن لادن بتنبيه للقضية الفلسطينية سياسة النفاق الأميركية في تعاملها القضايا العربية والإسلامية حين تحداها أن تفرض الأمن والأمان لشعب فلسطين في مواجهة الوحشية اليهودية التي يمارسها شارون، فبدلاً من تحقيق الأمن والأمان لشعب فلسطين ها هي الإدارة الأميركية بنفاقها و كيلها بمكيالين تمد الوحوش الصهاينة بأحدث إفرازات صناعاتها الحربية والتجسسية لتحويل حياة أهلنا في فلسطين إلى جحيم لا يطاق.

ثالثاً: لقد أفاد المجاهد أسامة بن لادن القضية الفلسطينية حين نجح في إعادة إقحامها في قلب وفي عقل وفي وجدان كل عربي ومسلم وكل شريف في هذا العالم بعد أن كان تجار القضية وحواتها قد نجحوا في تجريدها من بعديها العربي والإسلامي.

رابعاً: مع قناعتي بأن الكلام المعسول الذي يصرفه بوش وباول لزعماء عرب عن تعاطفهم مع القضايا العربية لا يخرج عن نطاق الآية الكريمة (يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم) فإنني أجزم أنه لولا اتهام بن لادن للأميركان بالانحياز للصهاينة ما كان بوش ولا باول يتحدثان عن رؤية أميركية لدولة فلسطينية.

د. فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، الوقت يداهمنا، الكثير من النقاط لكن في الوقت نفسه أريد أن أسأل السيد تميمي إذا كانت..، أنت متفائل كثيراً بما فعله بن لادن وتصريحات بن لادن، كيف تفسر يعني مثلاً سمعنا كلاماً من الأمين العام للجامعة العربية تحدث عن عملية نصب سياسي في المنطقة العربية إنه كل هذه الإجراءات الغربية والحديث عن دولة فلسطينية هي عبارة عن تمارين في العلاقات العامة أو جبر خواطر للتغطية على الحرب في أفغانستان، ومن.. كما حدث في حرب الخليج، الكثير من الوعود الأميركية قدمت للعرب في ذلك الوقت، إنه قفوا معناها وما إلى هنالك، وقفوا معهم وانظر ماذا كانت النتيجة والكثيرون يرون بإنه الشيء نفسه يعني سيحدث هذه المرة إنه نتكلم وكذا وعود وفي نهاية المطاف نجن في صدد نصب سياسي، كما وصفها الأمين العام.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا سيدي.. يا سيدي، نصب سياسي قد يكون على أناس يمتلكون إرادتهم ويمتلكون أن يقولوا للأميركان لا، من هو النظام العربي الذي يستطيع..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: باختصار.. باختصار.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: أن يقول لا للأميركان ويستطيع أن يرفض أمر لأميركا، ولو أرادت أميركا الآن تجحفل كل الجيوش العربية إلى أفغانستان ستتجحفل وراء بوش ولن تتخلف كما حصل أثناء الهجوم على العراق تجحفلت كل الجيوش العربية إلا من رحم ربي وراء.. وراء بوش الأب..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: ماذا تريد باختصار.. باختصار.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: ولذلك النصب إذا أميركا كانت تأخذ حكام العرب بالاعتبار يكون هناك نصب وإذا هي تنظر إلى المنظومة العربية كمنظومة أصفار فأين سيقع النصب؟ هي نقول: قل أولاً تقل، افعل أو لا تفعل.

د. فيصل القاسم: كويس جداً.

محمد أسعد بيوض التميمي: هذا.. هذه هي السياسية الأميركية وهكذا تتعامل..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس يا سيد.. ماشي.. سؤال.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: أما النصب فهذا نوع من..، يعني (..) اعتباره نحن نستطيع أن نجابه أميركا ولتلف علينا يعني عشان..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس دقيقة.. بس دقيقة، سيد عبد الهادي، في نفس الوقت لدي كلام يقول.. لدي..

محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: الجامعة العربية تقول بدها تعريف للإرهاب.. سبب كل بلانا من الجامعة العربية..

د. فيصل القاسم: طيب لدينا كلام إنه.. إنه الكلام بس.

محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: لا يجرؤ.. الأمين العام للجامعة العربية لا يجرؤ زيارة العراق.

د. فيصل القاسم: يا جماعة.. يا جماعة بس دقيقة.. بس دقيقة.

محمد أسعد بيوض التميمي: لا يجرؤ زيارة العراق.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة الكلام لدينا كلام آخر إنه.. أنت تعلم من الجبهة التي أقامها أسامة بن لادن قبل سنوات يعني "الجبهة العالمية لمحاربة اليهود". إذن البعد الفلسطيني كان موجوداً منذ زمن وليس كما قلت أنت أكثر من مرة بإنه ركب القضية في آخر لحظة.

د. مهدي عبد الهادي: لأ.. أنت تستطيع أن ترفع هذا العنوان "الجبهة الإسلامية لمحاربة الصليبية واليهودية" لكن ماذا فعل هذا العنوان، هذا العنوان وظف لهدف سياسي محدد في وقع محدد في أفغانستان، أنا كنت أسأل وأطالب بهذا الرجل المجاهد بن لادن إذا تعامل مع..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: تعترف بأنه مجاهد؟!

د. مهدي عبد الهادي: إذا.. إذا كان مجاهد فعلاً، هذا عبد الله.. تعامل مع عبد الله عزام..

محمد أسعد بيوض التميمي [مقاطعاً]: خانه لسانه وطلعت منه..

د. مهدي عبد الهادي [مستأنفاً]: تعامل مع عبد الله..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة.

د. مهدي عبد الهادي: تعامل مع عبد الله عزام وتعامل مع مصريين وتعامل مع سودانيين وتعامل أفغان وتعامل مع كل العالم، أين كان دوره في فلسطين؟ ماذا فعل لفلسطين؟ عندما ساعدونا الناس في تحرير أراضي أو في بناء بيوت أو في لملمة جراحنا أو في حماية مقدساتنا، أين كان هذا الرجل؟

محمد أسعد بيوض التميمي: يا رجل.. يا رجل.. يا رجل.

د. فيصل القاسم: الكثير من الأسئلة بس للأسف لم يبق لدينا وقت.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا رجل لو فتح الحدود (سيأتي) أي مسلم في الأرض..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: لم يبق لدي وقت، كل هذا الكلام.. لم يبق لدي..

محمد أسعد بيوض التميمي[مستأنفاً]: والله الآن لو تعلن الجهاد كل المسلمين في الأرض سيأتوا..

د. فيصل القاسم: لم يبق.. بس لم يبق لدي وقت.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: افتح لهم الحدود سوف يحرروا الأقصى وسيبذلوا دماءهم مدراراً في سبيل تحرير الأقصى..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: يا جماعة، دقيقة بس، ليس لدينا وقت.. يا جماعة لم يبق لدينا وقت.

محمد أسعد بيوض التميمي [مستأنفاً]: بس افتحوا الحدود.. افتحوا الحدود.

د. مهدي عبد الهادي: اذهب أنت أولاً.. اذهب أنت.. اذهب أنت أولاً.

د. فيصل القاسم: لم يبق لدينا وقت.. لم يبق لدينا وقت.

محمد أسعد بيوض التميمي: يا ريت تفتح لي الحدود.. إذا أنا اللي على الحدود لا أستطيع، إذا أنا.. تريد أن تلوم اللي في أفغانستان يا رجل..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: لم يبق لدينا وقت.. لم يبق لدينا وقت، مشاهدي الكرام لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا السيد محمد أسعد بيوض التميمي (الكاتب والمحلل السياسي) والدكتور مهدي عبد الهادي (رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية في القدس).

نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين، ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة