الاتجاه المعاكس

السفراء العرب

الدبلوماسية العربية بين الفساد والعمل على ثوابت الأمة، دور السفارات العربية في الخارج، السفراء والدبلوماسيين ودورهم في الإعلام الغربي، مدى حقيقة تحول السفارات العربية إلى أجهزة أمنية، تعامل السفارات العربية مع رعاياها في الخارج.

مقدم الحلقة:

فيصل القاسم

ضيوف الحلقة:

محمد العربي زيتوت: دبلوماسي جزائري سابق
د. أحمد الصياد: سفير يمني

تاريخ الحلقة:

23/07/2002

– الدبلوماسية العربية بين الفساد والعمل على ثوابت الأمة
– دور السفارات العربية في الخارج

– السفراء والدبلوماسيين ودورهم في الإعلام الغربي

– مدى حقيقة تحول السفارات العربية إلى أجهزة أمنية

– تعامل السفارات العربية مع رعاياها في الخارج


undefinedد. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام.

هل شاهدتم السفراء والدبلوماسيون العرب إلا وهم يتبادلون الأنخاب ويلتفون مع عقيلاتهم حول الموائد العامرة بما لذ وطاب من الطعام والشراب؟

ألا تمتلئ صفحات المجلات والصحف بأخبار حفلاتهم وولائمهم؟

لماذا لا ينشط سفراؤنا إلا في حشو كروشهم إلى حد أنهم أصبحوا خبراء في فن الطبيخ، يعرفون كل أنواع المأكولات والحلويات والفاكهة، هل يبقى لديهم بعد الانتقال من حفل استقبال إلى آخر وقت لخدمة القضايا العربية والقيام بواجباتهم تجاه الرعايا العرب المنتشرين في هذا البلد أو ذاك؟

ما هي وظائف السفارات العربية في الخارج؟

أليست من بينها خدمة المواطنين العرب في المهجر؟

لماذا يدعو المواطنون العرب في الغربة إلى الله -عز وجل- ليلاً نهاراً ألا تضطرهم الظروف إلى أن تكون لهم حاجة في سفارات بلدانهم؟

لماذا أصبحت مراجعة السفارات العربية أشبه بمراجعة مخافر أمن الدولة ودوائر الاستخبارات في بلدانهم؟
هل السفارات العربية موجودة في الخارج لخدمة علية القوم وأولاد المسؤولين ومن لف لفهم عندما يزورون هذا البلد أو ذاك؟

هل هم سفراء لبلدانهم أم للطغم الحاكمة؟ يتساءل أحدهم.

هل يحرك الدبلوماسي العربي ساكناً فيما لو تعرض مواطن مغترب إلى مكروه؟ بالطبع لا.

كيف نتوقع من السفراء العرب أن يهتموا بالمغتربين إذا كان هؤلاء السفراء ممثلين للحكام العرب الذين بدورهم قلما يعنيهم أمر المواطن في الداخل أو الخارج؟ يتساءل أحدهم.

ماذا فعل السفراء العرب مثلاً في أميركا بشأن المئات الذين اعتقلتهم السلطات الأميركية؟

لماذا لا يتحركون إلا عندما يتعلق الأمر بأصحاب النفوذ؟

إعلان

هل يعرف السفراء والدبلوماسيون العرب أسماء رؤساء تحرير الصحف والصحفيين في الغرب؟

لماذا تمتلئ السفارات العربية بأصحاب الأصحاب والمنتفعين وليس المثقفين وأصحاب الكفاءات؟

ولماذا فيها مُلحقون أمنيون ومستشارون أكثر من الهم على القلب وليس فيها ملحقون إعلاميون وعلاقات عامة وأساتذة جامعات يعرفون كيف يخاطبوا الرأي العام؟

ألا يجهل بعض السفراء لغات البلدان التي يخدمون فيها؟

لكن في المقابل: أليس من الإجحاف الشديد تعميم هذه الاتهامات على كل السفارات العربية؟

ألا تمتلئ بعض السفارات بخيرة الدبلوماسيين، كيف نتوقع من السفير العربي أن ينشط إذا كان كغيره من المسؤولين في الدولة العربية مجرد رجل كرسي؟ يتساءل أحد الدبلوماسيين.

ثم ألم ينشط العديد من السفراء على نحو واضح في خدمة القضايا العربية في العواصم الأميركية والأوروبية وغيرها؟

أليست حفلات الاستقبال جزءً لا يتجزأ من العمل الدبلوماسي العام؟

من قال إن السفارات العربية لا تخدم رعاياها؟

ألا تعتبر بعض السفارات بيتاً واسعاً وحضناً دافئاً للمغتربين؟

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هنا في لندن على (السفير اليمني) أحمد الصياد، وعلى (الدبلوماسي الجزائري السابق) محمد العربي زيتوت.

بإمكانكم المشاركة في البرنامج على الرقم التالي: 00442075870156، أو رقم الفاكس: 00442075873618، وعبر الإنترنت على العنوان التالي:

[فاصل إعلاني]

الدبلوماسية العربية بين الفساد والعمل على ثوابت الأمة

د. فيصل القاسم: محمد العربي زيتوت، في البداية سمعت منك قبل البرنامج بأنك يعني تركت أو تخليت عن العمل الدبلوماسي لأنه -على حد قولك- هو مرتع للفساد والإفساد ولم تستطع أن تتحمل هذا النوع من.. من العمل، أليس من الإجحاف الشديد أن.. يعني أن يصل الأمر بك إلى وصف العمل الدبلوماسي بهذه الكلمات؟
محمد العربي زيتوت: نعم، كان هذا في حقيقة الأمر أحد سببين ودعاني لأن أترك الجهاز الدبلوماسي الجزائري وأنا مؤهل لأعلى المراتب سنة 95 وأستقيل منه، ليس إجحافاً إطلاقاً، في واقع الأمر سأبدي ملاحظة عامة ابتداءً ثم أفرد أو أفصل في هذا الأمر.

الملاحظة العامة ونحن نتكلم على هذه الظاهرة وعلى هذا الوضع العام، فإننا سنتكلم إجمالاً وستكون هناك أحكام عامة بالتأكيد لها استثناءات، ولكن في رأيي أن حتى هذه الاستثناءات ما هي إلا تأكيد للقواعد العامة، الجهاز الدبلوماسي العربي إجمالاً وعموماً هو للأسف جهاز فاسد وجهاز يتميز بالشكلية والمظهرية جهاز يتميز بأنه في خدمة الحاكم وليس في خدمة الدولة، وهناك فرق بين أن تخدم الدولة وبين أن تخدم الحاكم. عندما يتحول الأمر -وربما هذا كان من الأسباب الرئيسية، كما قلت لك، لأن غادرتُ- أنك تشعر أنك في خدمة نظام وليس في خدمة الدولة، أنك في خدمة مجموعة من الناس وأحياناً غير شرعية أصلاً وجودها بالحكم غير شرعي أصلاً، تجد نفسك أنك مرتزق، لا يحق لك ذلك إذا كان لك ضمير أن تبقى في هذا.. هذه الخدمة..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: يعني تريد أن تقول أن الدبلوماسيين والسفراء العرب بشكل عام عبارة عن ثلة من المرتزقة؟ يعني كلام كبير.

محمد العربي زيتوت: بشكل عام نعم.

إعلان

د. فيصل القاسم: ثلة من المرتزقة.

محمد العربي زيتوت: مرتزقة مع بعض الاستثناءات كما قلت لك.

د. فيصل القاسم: البسيطة.

محمد العربي زيتوت: البسيطة، لماذا؟ لأن الدبلوماسيين العرب لا يخفى عنهم وربما هم أكثر الناس علماً وإطلاعاً خاصةً مع وجودهم في دول خارجية وحيث المعرفة متوفرة وحيث الأخبار وحيث وحيث، يعلمون أن هذا النظام العربي هو نظام.. النظام الرسمي العربي هو نظام رديء ونظام عاجز ونظام فاسد بشكل عام، وعندما تخدم أنت الفساد عندما تخدم أنت الرداءة، عندما تخدم أنت هذا الوضع وتقدم وتحسن صورته. عندما تبيع الـ.. بتاعه، عندما تبيع الكوارث بتاع النظام تصبح مشاركاً له وخادماً له وفي أحسن الأحوال مرتزق.

د. فيصل القاسم: طيب، سعادة السفير، سمعت هذا الكلام، هجوم عنيف على العمل الدبلوماسي العربي في الخارج، مرتزقة فساد، إلى ما هنالك من هذا الكلام يعني، دون استثناءات بسيطة يعني.

د. أحمد الصياد: قبل الوصول إلى الحديث عن هذه الظواهر التي أشار إليها الأستاذ محمد أود أن أوضع منذ البداية أني سفير يمني سابق، كنت سفير اليمن لدى اليونسكو، والآن أنا مسؤول عن العلاقات الخارجية لمنظمة اليونسكو ولكني في هذا اللقاء الهام لا أتحدث باسم اليونسكو، أرجو أن يكون ذلك واضحاً إلا إذا استدعى الأمر أن نتحدث عن المؤسسات الدولية بما فيها اليونسكو فيمكن الحديث عن ذلك.

د. فيصل القاسم: نحن نتحدث عن العمل الدبلوماسي بصفتك سفير يعني نعم.

د. أحمد الصياد: بشكل عام، فلتكن هذه واضحة.

د. فيصل القاسم: بالضبط وهو المطلوب.

د. أحمد الصياد: النقطة الثانية أعتقد أن مرجعية هذا الحوار هي تلك الهجمة، تلك المقالات التي شفناها في الصحافة الأوروبية بشكل عام والصحافة الأميركية بشكل خاص، والتي كان آخرها مقال "واشنطن بوست"، التي نعتت الدبلوماسية العربية بكثير من الشتائم وكما لو كانت بقدرة قادر حريصة على الحق العربي بشكل عام والحق الفلسطيني بشكل خاص، والواقع أن المتابع للسياسة التحريرية، للسياسة الإعلامية لهذه الصحافة، وخاصة الصحافة الممولة من قبل لوبي معادي للقضية العربية يعرف الأبعاد الحقيقية لمثل هذه الصحافة، فهي لا تتخلى عن نعت العرب بالتخلف الفكري والثقافي والإعلامي وإذا استطاعت أن تقول أنهم متخلفين حضارياً ولكنها لم تقل حتى الآن لأنها صعب أن تتحدث عن الحضارة العربية والإسلامية.
الشيء الآخر أو النقطة الثالثة -في اعتقادي- أن جمع الدبلوماسية العرب في سلة واحدة فيه تجاوز على الواقع العربي كما هو كائن وليس كما نريد له أن يكون، الدبلوماسية العربية تمثل أنظمة عربية متباينة وأحياناً أستطيع أن أقول أنظمة عربية متناحرة وكما هو معروف أن السياسة الخارجية لأي دولة هي انعكاس لسياستها الداخلية والدبلوماسية هي تجسيد لهذه السياسة الخارجية، فبالتالي لا يوجد لدينا دبلوماسية عربية واحدة، كل سفارة تدافع عن مصالح البلد الذي تنتمي إليه، هناك ثوابت.. هناك ثوابت في العمل الدبلوماسي..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: هناك ثوابت وقواسم مشتركة كثيرة بين السفارات العربية ويعني كله مثل بعضه، هذه هي العادة، يعني لا يمكن، صحيح أنه مختلفة.. مختلفة من حيث الشكل، كما قال لك العربي الزيتوت، لكنها في نهاية المطاف هناك قواسم مشتركة اسمها العمل الدبلوماسي العربي.

د. أحمد الصياد: دعني أحدثك عن هذه الثوابت، وأنا أتفق أن هناك ثوابت لا يجب التفريط عنها، وهي مهمة أي سفير عربي، هذه الثوابت يدافع عنها السفراء جامعة الدول العربية، وحقيقة أن لهم باع طويل في هذا المجال وهناك شخصيات معروف لها في مختلف الدول الأوروبية تعمل بشكل جدي.

الشيء الثاني: في كل سفير لابد أن يتقيد بهذه الثوابت وأعتقد أن هناك إنجاز في هذه الثوابت، أقصد بهذه الثوابت أنه على سبيل المثال لا الحصر قضية.. القضية الفلسطينية هناك ثوابت لا يستطيع أي سفير إلا أن يدافع عن هذا الثابت، عن هذا الحق الفلسطيني، وأعتقد أنهم يقوموا بهذا العمل، قد يتوفقوا أو لا يتوفقوا ولكنهم يبذلوا جهود جيدة وأصحاب جهود موحدة.

إعلان

الموقف الدبلوماسي الأخير الذي لاحظناه أمام القضية العراقية موقف دبلوماسي عربي متميز، لأول مرة يقول العرب نحن هنا ونحن ضد أي قصف عسكري ضد الشعب العراقي، إذن هناك ثوابت أصبحت من أبجديات العمل الدبلوماسي العربي وهي.. وهي..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: ويتمثل فيها الدبلوماسيون والسفراء العرب في الخارج.

د. أحمد الصياد: نعم.. نعم، ولكن دعني أن أوضح لك الظرف الذي يعمل فيه الدبلوماسيين العرب وخاصة في أميركا وخاصة في أميركا، أي نعم، تفضل.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: سنأتي على كل ذلك لكن نأخذ شيء شيء، يعني سمعت هذا الكلام محمد العربي زيتوت.

محمد العربي زيتوت: نعم، نعم.

د. فيصل القاسم: يعني هناك ثوابت، أنت تريد يعني إذا هناك كلام عن موضوع إنه أو اتهام يوجه للعمل الدبلوماسي العربي والسفراء العرب بأنهم قلما يشاهدون إلا وهم يعني يلتفون حول موائد عامرة بما لذ وطاب من الطعام، يعني هذه هي دائماً لا ترتاح، أريد أن تتكلم هنا عن هذه النقطة.. كيف؟

محمد العربي زيتوت: نعم، للأسف هو.. للأسف هو هذا.. هو هذه الصفة البارزة وهذه الصفة الظاهرة، افتح المجلات العربية الصادرة في أي عاصمة غربية انظر ماذا تجد في الخلف؟ ستجد السفراء وحرم السفير وكريمة السفير..

د. فيصل القاسم: وهي تستعرض أحسن ما تلبسه..

محمد العربي زيتوت: أحدث ما تلبسه.

د. فيصل القاسم: من مجوهرات وحلي وأزياء وإلى ما هنالك، والناس تموت بالبلد هذه.

محمد العربي زيتوت: لأ، هناك دول ومنها سعادة السفير ومنها أنا فيه أكثر من نصف الشعب يعيش على دولار واحد في اليوم، يعني فيه السكان هناك 17 مليون في الجزائر من أصل 30 مليون يعيشون على دولار واحد في اليوم أو أقل، يعني وصل الخط الفقر كما تحدده الـ..، في نفس الوقت تجد أن السفير وسعادة السفير وحرم السفير، يعبثون بأموال هذا الشعب ويصرفون تلك عشرات الآلاف من الدولارات، شاهدتها بأم عيني، أنا لم أقضي وقتاً طويلاً، ولكن كان وقتاً كافياً، عشرة أعوام وقتاً كافياً لتحكم على الشيء، ومن يقل لي أنه بعد عشرة أعوام لا يستطيع أن يحكم على شيء، فهذا ارتزاق، ولذلك كان قرار اليوم شاهدت أن.. أن السفارات العربية خاصة في العواصم الكبرى..

د. فيصل القاسم: البذخ.

محمد العربي زيتوت: البذخ، مش كلمة البذخ لا تصف.

د. فيصل القاسم: أكبر من ذلك.

محمد العربي زيتوت: يعني الإسراف الذي لا تتصور وأنت ترى أن المأكولات على ما لذ وطاب وهي ستصبح محل نقاش فيما بعد، عندما تنتهي الـ Reception عندما ينتهي الـ Parties شاهدت أن الناس تصرف على المصور وعلى الكاميرامان آلاف الدولارات لياخدوا صور..

د. فيصل القاسم: ووضعها في الصفحات الأخيرة من المجلة.

محمد العربي زيتوت: ووضعها في الصفحات الأخيرة من المجلة وتُدفع طبعاً لتلك المجلات أيضاً وليس المجلات العربية فقط، لكنها أيضاً لمجلات غربية تُدفع لها من أموال.

د. فيصل القاسم: الشعب..

محمد العربي زيتوت: السفارات ومن أموال الشعب تُدفع لها من أجل إظهار تلك الصور وهذه.. وعلى آخر الموديلات والموضات وإلى آخره، والكارثة الأكبر أن هذه الصور لا تمثل الشعوب، هذا العرى لا يمثل الشعوب، هذه الصورة التي يقدمونها لا يمثل الشعوب، تريد أن تظهر صورة للغرب ليست بصورة الشكل والمظهر، والدبلوماسية كما أعرفها وكما لدي التعريف من Encyclopedia Britannica يعني الدبلوماسية ما هي في آخر المطاف؟ هي الدفاع عن مصالح الدولة ورعايا الدولة وهي فن إدارة العلاقات الدولية بالتفاوض أساساً، عندما تتحول الدبلوماسية من هذا..

د. فيصل القاسم: إلى استعراض.

محمد العربي زيتوت: إلى استعراض وإلى مجون وإلى..

د. فيصل القاسم: مجون..

محمد العربي زيتوت: خمور وإلى.. إلى صعلكة حقيقية على الـ.. في العواصم الغربية، هنا تجد نفسك أن هناك أمر ما ليس صحيح.

د. فيصل القاسم: طيب، طيب.. نعطي المجال لسعادة السفير سمعت هذا الكلام، أريد أن ترد على.. على هذا الوصف للدبلوماسية العربية وهذا المجون وهذا الخمور وهذه الصعلكة وهذا البذخ وإلى ما هنالك كلام من عنده يعني من عند الـ..

د. أحمد الصياد: أنا في اعتقادي أنه الأستاذ محمد ينتمي إلى مدرسة دبلوماسية جيدة وهي المدرسة الجزائرية، مدرسة عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يمثل تجربة في السياسة الخارجية، وبالتالي لديه خبرة عن العمل الدبلوماسي أقدرها كل التقدير، ولكن أريد أن أضيف تعريف للدبلوماسية ربما يعطيه معنى أكثر شمولية، الدبلوماسية هي فن الاتفاق حول قضايا مختلف عنها بالطرق السلمية، بالطرق السلمية. تحدثتوا عن قضية الاحتفالات وعن قضية البذخ وعن قضية الحفلات، الواقع أن هذا النقاش ليس وليد اليوم، سبق أن نوقشت هذه النقطة بالذات في المحافل الدبلوماسية قبل قرن ونصف يا سادتي، قبل قرن ونصف، وأتت الإجابة من اللورد (بيرل ستون) الذي كان آنذاك وزير خارجية المملكة المتحدة البريطانية، ماذا قال حول هذه الاحتفالات؟ ماذا قال حول هذه الوجبات؟ قال بالحرف الواحد: إن الوجبات والاحتفالات هي روح الدبلوماسية، هي روح الدبلوماسية.

إعلان

د. فيصل القاسم: ما شاء الله.

د. أحمد الصياد: هذا ليس.. ليس من رأسي ثم أن هناك دبلوماسي هندي له باع طويل في مجال الدبلوماسية في منتصف القرن الماضي قال: لقد حليت معظم المشاكل العالقة بين بلدي والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس عن طريق الاحتفالات والوجبات، فهذا حقيقة أنا لا.. لا ألوم الدبلوماسي العربي الذي لا يعمل هذه الأشياء، أنا ألوم ذلك الدبلوماسي العربي الذي لا يحضر الاحتفالات الرسمية، أنا ألوم ذلك الدبلوماسي العربي الذي لا يستدعي صحفي، أنا ألوم الدبلوماسي العربي الذي لا ينظم حفلة، أنا ألوم الدبلوماسي العربي الذي لا يقيم علاقة مع السلطة والمعارضة في نفس الوقت، أما هذه الأشياء التي تحدثتم عنها فهي من أبجديات العمل الدبلوماسي وأنا أنصح كل سفير ناجح أن يقوم بهذا.

د. فيصل القاسم: يقوم بهذا بس سعادة السفير أنا أسألك سؤالاً يعني كما قال محمد العربي زيتوت قبل قليل بأنه يعني لا نرى من.. من نشاط الدبلوماسية العربية في الخارج إلا هذه الحفلات، يا ترى هل يبقى لديهم وقت بعد الانتقال من حفل استقبال إلى آخر ومن وليمة إلى وليمة ومائدة إلى مائدة، هل لديهم وقت أن يقوموا بالعمل الدبلوماسي على.. على أصله، على أصوله؟

د. أحمد الصياد: هو كما قلت أنه إقامة الحفلة ليس حباً في الحفلة، صدقني أن أي سفير عربي -والأستاذ محمد يعرف هذه القضايا- أنه يفضل أن يعود إلى بيته ويتعشى مع أسرته أفضل من عشرات الحفلات الأخرى ولكنه يقيم هذه الأشياء أو يحضر هذه الأشياء، لأنها جزء من واجبه الدبلوماسي، وكثير من الأشياء.. لابد أن يتم..

محمد العربي زيتوت[مقاطعاً]: يا سعادة السفير، هذا هو الاستثناء.. سعادة السفير، هو هذا هو الاستثناء والحديث عن الولائم وعن الحفلات ليس هو خطأ في حد ذاته عندما يبقى في الحدود العمل الدبلوماسي حقيقة، ولكن عندما يصبح لب العمل الدبلوماسي هو الحفلات والمجون عندما يصبح..

د. فيصل القاسم: المجون.. إلى هذا الحد؟

محمد العربي زيتوت: والمجون، المجون حقيقة، يعني عندما يتحول الدبلوماسي العربي إلى مظهر وفزلكة لفظية وحلو الشكل، عندما يتحول الدبلوماسي العربي أن يقضي ساعتين أمام المرآه قبل أن يخرج أكثر من عروس في ليلة زفافها، عندما يتحول، هنا تكون الكارثة، وفي نفس الوقت أنت تعيش وضعاً دولياً في قمة الخطورة، أنت تعيش وضع، نحن لسنا في الستينات ولا حتى السبعينات، وأنا أتشرف بالمدرسة الدبلوماسية التي أنتمي لها والتي كانت.. والتي هي انقلابية الآن، هي عكس تماماً ما كانت عليه في الستينات والسبعينات كما ذكرت في أيام عبد العزيز بوتفليقة، هي الآن مدرسة تبيع الإرهاب للغرب وتقول تعالوا الإرهاب كذا، سنعود ربما لهذا الموضوع، عندما يتحول في هذا الوضع القاسي والدقيق على مستوى العلاقات الدولية، وأنت ترى الإمبراطورية الأميركية وهي تضع العالم في حالة الطوارئ وتضع رجلها على هذه الكرة الأرضية، وتضع من أقصاها إلى أقصاها قواعد ومخابرات وتحول هذه الدويلات العربية إلى مراكز المخابرات في حقيقة الأمر لم يعد يستحي أحد أنه الـ FBI والـ CIA مفتوحة لها مكاتب في العواصم العربية عندما تتحول.. في هذا الوضع فإن الدبلوماسي يصبح في حالة المفروض، يصبح في حالة طوارئ.. استنفار كبيرة لحماية مصالح الشعب ولحماية مصالح الدولة التي يدافع عنها، الكارثة -كما قلت لك- تأتي من أن الدولة تحولت إلى رهينة لدى أنظمة عاجزة فاسدة، أظهرت الأحداث خاصة السنتين الأخيرتين ابتداء من الانتفاضة فما بعد 11 سبتمبر إلى أن هذه الأنظمة لا تعبر عن الشعوب العربية ولا تخدم مصالح الشعوب العربية، وأن الذي يخدم هذه الأنظمة سواء كان في المخابرات أو في الدبلوماسية أو في الشرطة أو في القضاء يصبح في أقل الأوصاف هو مرتزق يحق له أو يجوز له، كان المفروض في هذه الحالات أن يكون أمامك خيارين، الخيار الأول أن تنسحب وتستقيل، تقول أنا لا أخدم لهذا هذه الأمور تحولت من خدمة الدولة ومصالح المجتمع إلى خدمة أفراد وأسرهم وربما سنأتي.

د. فيصل القاسم: سنأتي على هذا.

محمد العربي زيتوت: على هذا الموضوع، إلى.. إلى هذا، لأ أنا أسف أو تتحول أنت من ذاتك ومن داخلك إلى عمل مضاعف يصبح في الـ Reception والحفلات هي الاستثناء، هي لخدمة مصالح الشعب وليس لمجون عارم..

د. فيصل القاسم: طب بس.. بس محمد العربي زيتوت سؤال يعني كي نخرج من موضوع الـ Receptions والحفلات وإلى ما هنالك من هذا الكلام، لكن هذا الأمر لا ينطبق فقط على السفراء العرب والسفارات العربية، الجميع يقوم به، فلماذا نحن يعني تستفرد بالسفارات العربية..

محمد العربي زيتوت: هناك قواعد.. هناك قواعد لهذه، في الغرب عندما تأخذ أي سفارة غربية، أي مكان في العالم لديهم (…) لديهم قواعد يتحكمون بها، لديهم Budget يمشي عليه، لديه ميزانية.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: أما نحن فنجد السفراء العرب يوميا يولِّمون شخصاً.. يعني لا شيء لهم..

محمد العربي زيتوت: ليس لهم.. ليس لها حدود ليس لها قواعد، ليس لها حدود، قضية الولائم هذا جزء من العمل الدبلوماسي في شكلها أو في.. من مظاهره، لكن عندما تصبح في السفير العربي يحتفي ويغترف من.. من مخزون الدولة ومخزون أموال السفارات التي كان المفروض أن تذهب لرعاية الجاليات، كان المفروض أن تأتي.

[موجز الأخبار]

دور السفارات العربية في الخارج

د. فيصل القاسم: نشرك بعض الأخوة من الإنترنت..تهاني جعيدي من فلسطين يقول: لماذا لا يعترف الحكام والدبلوماسيون والسفراء العرب بأن وظيفتهم لا تتعدى التجوال ما بين اعتلاء العرش وملء الكرش والنوم على أنعم الفرش، ناهيك عما يمارسونه ضد شعوبهم من شتى أنواع البطش؟

لدينا أيضاً مشاركة 16 من الخنساء العمرية تقول:

رأيت القوم قد لاحت بطون.

من الأتخام، ليت القوم غابوا.

هذا حال رؤساء العرب وسفراءهم ومواطنيهم ولسانهم يلهج بنفسي نفسي وإن ادعوا غير ذلك. سعادة السفير.

د. أحمد الصياد: هو حقيقة أنا تفاجئني إطلاقاً أسئلة من هذا القبيل، لأنه هناك نظرة من قبل الشارع العربي وربما يكون محق إلى الزعيم ويعطي هذا الزعيم نمط معين، وينظر إلى السفير تقريباً في هذا الإطار، خاصة ونحن نعرف أنه العاملين في مجال السلك الدبلوماسي هم شخصيات لا شك إنه هو لهم مصالح معينة وقد تكون لهم أوضاع مادية أفضل من غيرهم، ولكن هذه ملموسة في الشارع العربي، هذه ملموسة، أنا لا أتوقع في الشارع العربي أنه يأتي ويقول هذا السفير العربي هو السفير الناجح وهذا الزعيم العربي هو الزعيم الناجح، هناك نغمية لابد أن نعرفها وهي تعود قضية إلى الشخصية إلى قضية ما يتعلق بحقوق الإنسان، إلى قضية وضع المواطن داخل هذا البلد أو ذاك.

ولكن حقيقة أنه السفير العربي الذي أشار الأستاذ محمد أن يقضي ساعتين، 3 ساعات أمام المرأة، حقيقة أنا لم أعرف في حياتي سفير من هذا القبيل هذا حبا نرجسياً، حب الذات أن يقضي طيلة الأيام للبحث عن مكياج ومن هذا القبيل.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طب كيف سعادة السفير؟ أنا أسألك سؤالاً.. أنا أسألك سؤالاً..

د. أحمد الصياد: يعني مبالغ في كاريكاتير.

د. فيصل القاسم: طب أنت انظر إلى الصحف والمجلات، يعني هناك مجلات يعني كان هناك بعض السفراء العرب في أوروبا خاصة، يعني لا هم لهم إلا أن تظهر صورهم في.. في.. الصفحات الأخيرة من المجلات يعني، يظهرون في المجلات كما جاء لي بعض الفاكسات أكثر من فيفي.. يعني من فيفي عبده، هذه مهمتهم، هذا مهمتهم يعني.

محمد العربي زيتوت: يعني القضية قضية..

د. أحمد الصياد: لا شك، تعرف عندما تكون هناك حفلة تدعي لها سفارة عربية يدعي لها سفير عربي، لابد أن تدعى لها وسائل الإعلام، وأنا أحبذ أنه كل الأشياء تقام بنوع من الشفافية وأن أشارك الجميع، إذن أن يظهر السفير في هذه الحفلة أو ذاك، يكفي أن تلاحظ "الفيجارو مجازين" في فرنسا أو "بريما تش" أيضاً سفراء فرنسا يظهروا في احتفالاتهم وهذا لا عيب، أنا لا أنظر في قضية الحفلة هذه في حد ذاتها وفي قضية الصورة في حد ذاتها هل أنجز شيء لبلده؟ هل أنجز شيء للدبلوماسية لبلده؟ هل أنجز شيء للقضية الفلسطينية؟ أنا بأقول أنه في ظل هذا الوضع العربي المبلد بالغموض والظلامية أنه لا يوجد لدينا انتصار عسكري، الجيوش العربية تشتري الأسلحة وينتهي.. تنتهي مفعوليتها، قبل أن تستخدم، لا يوجد إنجاز اقتصادي لا توجد ثورة اجتماعية في الوطن العربي، الإنجاز الذي يحقق وبهدوء هو الإنجاز في المجال الدبلوماسي، فدعوا الدبلوماسية العربي تتحدث..

د. فيصل القاسم: يعني كل.. يعني كل القطاعات العربية فاشلة إلا.. إلا يعني مجالكم يا سعادة السفير، المجال الدبلوماسي هو اللي ما شاء الله.

د. أحمد الصياد: ما.. ما هو الانتصار العسكري الذي لاحظته خلال القرن الأخير؟

د. فيصل القاسم: وما هو الانتصار الدبلوماسي؟

د. أحمد الصياد: ما هو الثورة.. ما هي الثورة الاجتماعية التي رأيتها خلال القرن الأخير؟

د. فيصل القاسم: وما هو الانتصار الدبلوماسي؟

د. أحمد الصياد: سوف أحدثك.. سوف أحدثك.

د. فيصل القاسم: ما هو؟

د. أحمد الصياد: سوف أحدثك عن الانتصار.

أحمد العربي زيتوت: آسف..

د. فيصل القاسم: دقيقة بس دقيقة.. دقيقة.

د. أحمد الصياد: لا.. لا سأعطيك الكلمة، سوف أحدثك عن الانتصار على المستوى القطري وعلى المستوى الدولي أبدأ بالمستوى القطري، وأبدأ من قطر، قطر عندما حلت مشاكلها السياسية بينها وبين البحرين حلتها بالطرق الدبلوماسية وباللجوء إلى محكمة العدل الدولية، بينما كان الجميع يتمنى ذلك اليوم الذي يرى فيه حرب الأغنياء…

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: ما علاقة لها.. ما علاقة هذا بالعمل الدبلوماسي؟ نحن نتحدث عن السفارات العربية الموجودة في الخارج وما تقوم به من إنجازات للعرب.

د. أحمد الصياد: هذا عمل دبلوماسي، هذا عمل دبلوماسي..

محمد العربي زيتوت: يا سعادة السفير.

د. أحمد الصياد: أجيب لك مثال آخر، أجبت لك مثال آخر: كانت اليمن حققت ثلاث إنجازات في مجال الدبلوماسية اليمنية استعادت أرضها، استعادت جزرها عن طريق محكمة العدل الدولية عن طريق مفاوضات دبلوماسية. رسمت حدودها مع السعودية ومع دولة عمان وبطرق دبلوماسية وبرباطة جأش..

د. فيصل القاسم: بس يا سعادة السفير.. هذا.

د. أحمد الصياد: إذن هذا عمل دبلوماسي.. أيش..

د. فيصل القاسم: هذا اسمه حل.. هذا اسمه حل سلمي وليس.. لا له علاقة بالعمل الدبلوماسي.

محمد العربي زيتوت: هذه.. هذه مصيبة هذه الأمثلة هذه مصيبة هذه الأمثلة..

د. فيصل القاسم: كيف مصيبة؟

محمد العربي زيتوت: لأنها بين دول عربية يفترض أساساً أن الخلافات بينها..

د. فيصل القاسم: خلينا ندخل بالموضوع.. الوقت يعني.

محمد العربي زيتوت: نعم، هي أساساً هذه الأمثلة ليست صحيحة.

د. فيصل القاسم: يقول لك إنه الإنجاز الوحيد قد يكون دبلوماسياً عند العرب، كيف ترد؟

محمد العربي زيتوت: هو الأجهزة.. الأجهزة القائمة يعني الخادمة للأنظمة القائمة الدبلوماسية تظهر هي الأسوأ، بل هي الأكثر سوداوية كل.. في كل.

د. فيصل القاسم: كيف.. كيف؟

محمد العربي زيتوت: كيف.. أنت الآن لديك وضع عالمي محيط بكثير من العدوان ضد كل ما تمتلكه من شخصية، من ثقافة من لغة، من دين، من..

د. فيصل القاسم: كويس.

محمد العربي زيتوت: ودور الدبلوماسي هو إزاحة أو دخول هذه المعركة، المعركة اللفظية الكلامية الكتابية، المعركة التي يلتقي فيها بكبار الصحفيين، المعركة التي يلتقي فيها بكبار صناع الرأي، المعركة التي يلتقي فيها بالبرلمانيين وهنا المجتمعات مفتوحة، هنا ليس هناك أي برلماني أو صحفي إذا طلبه السفير أو نائب السفير أو الشخصي الثالث أو السابع داخل السفارة قد يرفض مقابلة هذا وذاك، بل بالعكس..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يعني تريد أن تقول أن صحيفة "واشنطن بوست" كانت محقة عندما قالت إن السفراء العرب والدبلوماسيين مقصرون إلى أبعد الحدود في التعريف بالقضايا العربية والدفاع عنها؟

محمد العربي زيتوت: بكل تأكيد..

د. فيصل القسم: مؤكد.

محمد العربي زيتوت: بكل تأكيد، ربما لها حساباتها الخاصة، لا يهمني ذلك ولكن..

د. فيصل القاسم: لكن هذه حقيقة..

محمد العربي زيتوت: هذه حقيقة وحقيقة مركزية يعرفها العام والخاص، هن السفراء يخافون من العلاقات العامة لعدة أسباب، لأن ربما أيضاً لماذا السؤال لماذا؟ أولاً أحيانا هناك قضية اللغة، تجحد ناس بيتلعثم في الإنجليزية عنده 12 سنة في البلد لا يتقن اللغة.

د. فيصل القاسم: يعني الدول العربية ترسل دبلوماسيين وسفراء لا يتقنون اللغة..

محمد العربي زيتوت: ترسل دبلوماسيين لا.. لا يتقنون اللغة.

د. فيصل القاسم: يعني فقط لأنه ابن عم فلان وابن خال فلان.

محمد العربي زيتوت: لأنه من الأسرة الحاكمة أو لأنه من الخدمة أو الحاشية المقربة أو لأنه مغضوب عنه، فأحيانا أرسل اللواء الفلاني وأرسل للجنرال الفلاني هناك، في الجزائر سفير الجزائر في برن في سويسرا جنرال، تعود ذبح الشعب الجزائري، فأرسلوه بعد خلافات داخل المؤسسة الحاكمة إلى سويسرا كمثال.. كمثال

د. فيصل القاسم: سنأتي على طبيعة السفراء، طبيعة السفراء.

محمد العربي زيتوت: يعني لأنك من أين يأتي هؤلاء؟ هذا هو السؤال، هل يأتوا من مدارس كبرى؟ هل يأتون من معاهد كبرى؟ هل يأتون من معاهد متخصصة؟ على استثناء واحد أو اثنين، ليس هناك ربما استثناء واحد في مصر، ولكن حتى في مصر من هي الطبقة التي تدخل المعهد الدبلوماسي؟ الطبقة الأرستقراطية أبناء الدبلوماسيين، لأن السفير يريد أن يورث، هناك توريث الآن، حتى الدبلوماسية أصبحت تورث، تورث للابن وللبنت ولابن الابن، يعني السفير يريد أن يخرج لا يخرج من السفارة إلا وابنه أيضاً في الدبلوماسية، وابنته في الدبلوماسية كارثة، تحولت الأمور إلى وراثة في كل شيء، أنت الآن إلى الجمهوريات التي تورث، الرؤساء اللي يورثون أبناءهم، أصبح كل شيء توريث، ملكيات أصبح كل شيء نوع من الاستهتار بقيم الشعب والتي هي المفروض من الكفاءات هي التي تخرج..

د. فيصل القاسم: الكفاءات، طيب..

محمد العربي زيتوت: للعمل العام وخاصة في الدول الغربية صعبة والعمل فيها ليس سهلاً.

السفراء والدبلوماسيين ودورهم في الإعلام الغربي

د. فيصل القاسم: طيب، كويس جداً سعادة السفير، سمعت هذا الكلام، أنا أريد جواباً فعلاً محدداً على هذا الموضع بخصوص إنه فعلاً نرى أن هناك يعني خوفاً كبيراً لدى.. ليس خوفاً.. كسلا كبيراً لدى الأوساط الدبلوماسية العربية أنا أعطيك مثالاً، أنا لن (…) السفير أو السفارة، لكن في فترة من الفترات أنا مثلاً تحدثت مع سفير عربي بمكان ما دعوته إلى برنامج أو إلى.. إلى.. إلى أن يظهر على الشاشة كي يدافع عن قضايا وطنه أو من قضايا القومية التي تهم الأمة، فكانت زوجته موجودة، هل تعلم ماذا قالت لي؟ اكفينا شرك، يعني لا نريد أن نظهر على التليفزيونات ولا نريد أن نظهر على كذا، قلت وما عملكم كسفير؟ قال نحنا جايين من شانها الكام ألف دولار، بما معناه يعني، وهذا ينطبق على كل السفراء العرب.. معظمهم، تنفيعة يعني تنفيعه يعني تنفيعة ينفعلوا (……..) لبعضهم على السفارات، خلونا نتعيشوا وعمره.. ما يشتغل يعني تفضل.

د. أحمد الصياد: سيدي هذا ليس سفير، هذا حمال حطب -مع احترامي لكل من يحمل الحطب بجهده- ولكن هذا سفير أن تدعيه لبرنامج تليفزيوني، أن تدعيه جريدة أن يكتب فيها أو يوضح سياسة دولته الخارجية والداخلية ويمتنع، هذا ليس سفير، هذا ليس سفير…

د. فيصل القاسم: يا سيدي كلهم يمتنعون

د. أحمد الصياد: بالنسبة لي أوضح.. أوضح.

د. فيصل القاسم: يعني أنت من تكون الوحيد يعني الذي قبلت أن تشارك في هذا البرنامج قي لي من هو السفير العربي الذي يتجرأ أن يظهر على التليفون في مثل هذا البرنامج أو في مقابلة صغيرة؟ كلهم.. معظمهم منتفعون..

محمد العربي زيتوت: هي نظرية اكفيني شرك لأنه لما يظهر فهو أمام أمرين..

د. أحمد الصياد: من لا يمكن ها الشيء لا يعطيه.

محمد العربي زيتوت: هو أمام.. هو أمام أمرين، أم الواحد فقط في هذه هو أمام أمرين الكارثة حقيقة، يعني إذا أصاب فلن.. يعني فلن يلتفت إليه أحد، إذا أخطأ فتلك كارثة بالنسبة إليه.

وهو لأنه يتعيش ومرتزق من الوظيفة، لأن.

د. فيصل القاسم: مرتزق؟

محمد العربي: زيتوت نعم.

د. فيصل القاسم: السفراء مرتزقة؟

محمد العربي زيتوت: مرتزقة لا.. لا يريد لهذه الوظيفة أن تكون ذات أبعاد وذات مدلول، وأن يكون هو في الوظيفة وليس سواه…

د. فيصل القاسم: طيب قال لك سعادة السفير إنه هذا حمال حطب وليس سفيراً، لكن هل هذا ينسحب على كل.. حمالين.. كلهم حمالين حطب؟

محمد العربي زيتوت: هذه.. حمال الحطب.. حمالين الحطب شرفاء، لأنهم يشتغلون بعروقهم وجهدهم.

د. أحمد الصياد: وفي هذا متفق معاك في..

محمد العربي زيتوت: وربما يأتي وهو مطمئن البال في نهاية اليوم، لكن ذاك السفير أو ذاك الدبلوماسي، أو رقم 2 أو رقم 5 داخل السفارة، الكارثة أنه يعلم أنه موجود هنا، وفي أغلب الأحوال -كما قلت لك- دائماً سنتحفظ ببعض الاستثناءات، أنه يعلم أنه جاء لجمع الدولارات، لجمع الباوندات، لجمع..

د. فيصل القاسم: وكي تشتري زوجته المجوهرات وتظهر يوميا على.. على الصفحات أكثر من الفنانات.

محمد العربي زيتوت: ولكي تتباهى عندما تعود على الصفحات وتتباهى عندما تعود، ومرات السفير الفلاني، وزوجه الدكتور..

د. فيصل القاسم: وكذا و..

محمد العربي زيتوت: إلى آخره.

د. فيصل القاسم: بالضبط.

محمد العربي زيتوت: هذه.. هذه الشكلية التي تتحول على العمل الدبلوماسي، على العكس، هو ذكر المثال الفرنسي، أنا أقول لك باختصارٍ شديد، الدبلوماسية الفرنسية مثل الدبلوماسية البريطانية تساهم بنسبة 40% في التجارة الخارجية البريطانية والفرنسية لأنهم كلهم تجار، والسفير يجب أن يكون تاجراً، ويجب.. لدولة، إحنا المشكل..

د. فيصل القاسم: ومن قال لك أن السفير العربي ليس تاجراً؟

محمد العربي زيتوت: آه هذه القضية.. المشكلة أن السفير العربي يتاجر لحسابه الخاص بأموال الشعب، وليس لأنه مدفوع له و..

د. فيصل القاسم: معظمهم رجال أعمال.

محمد العربي زيتوت: كلهم رجال أعمال ولكن لحسابه الخاص، بل بالعكس يستخدم هذه العلاقات وهذه السفارة بهذه.. لخدمة الحالة الخاصة.

د.فيصل القاسم: كويس جداً، سعادة السفير أريد منك دفاعاً يعني كي لا نظلم السفراء العرب يعني، أنت موجود هنا كي تدافع

د.أحمد الصياد: لا.. لا أولاً

د.فيصل القاسم: بس دقيقة لإقرأ لك شغلة واحدة، يروي دبلوماسي عربي سابق لدى الأمم المتحدة في نيويورك أنه قرر خلال مأدبة جمع قبل أعوام السفراء العرب لدى المنظمة الدولية أن يطرح عليهم سؤالاً، فخاطبهم قائلاً: بما أنكم الآن مجتمعون هنا وأحدثكم.. وأحدثكم عهداً بنيويورك عُيِّن قبل سنتين، أريد أن أسألكم: هل بينكم من يعرف اسم رئيس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" ساد القاعة صمت مطبق!! وهذا ينطبق على الجميع، أنا لا أريد أن أحرجك وأسألك عن بعض.. عن رؤساء التحرير في فرنسا مثلاً.

د.أحمد الصياد: لا.. لا.. لا بالعكس بالعكس، أحرجني فيما تريد، نحن هنا للنقاش، والنقاش فيه أخذ وعطاء، لهذا ما أشار إليه الأستاذ محمد تواً حول بعض المغضوب عليهم في السلك الدبلوماسي، الواقع أن هذا كان خلال فترة الستينات ومطلع السبعينات بعدما كانت المنطقة العربية تشهد الانقلابات الواحد تلو الآخر، كان النظام القادم يحاول أن يتخلص من خصومه ويعينهم في السلك الدبلوماسي، ولكن الأمور الآن تغيرت، الآن لا يوجد رئيس.. لو سمحت.. لو سمحت، لا يوجد الآن ملك غبي، لا يوجد رئيس جمهورية غبي إنه يرسل خصومه إلى..

د.فيصل القاسم: لكي يمثلوه في الخارج صحيح

د.أحمد الصياد: يمثلوه، أصبحت القضية هذه.. هذه.. هذا

محمد العربي زيتوت: أنا سأعطيك أمثلة

د.أحمد الصياد: بالنسبة للغة وأنت على حق، وأنت على حق يعني الواقع، أنا أتكلم عن الدبلوماسية المحترقة، أنا أتكلم عن الدبلوماسية المحترفة، الدبلوماسية المحترفة التي أركز عليها، في اعتقادي أنه لابد أن يكون السفير المناسب في المكان المناسب ولدينا الآن نخبة حقيقة أنها متميزة أنا لا أقول الكل، أنا لا أقول الكل..

د.فيصل القاسم: لكن لدينا نخبة من

د.أحمد الصياد: لدينا نخبة متميزة تجيد اللغات تعرف الثقافات

د.فيصل القاسم: وأين هي.. يعني أين هي؟ يعني، في السجون.. في السجون

د.أحمد الصياد: لا.. لا.. لأ فيه.. فيه.. فيه سفراء.. فيه سفراء يعرفوا مهامهم ويجيدوا

محمد العربي زيتوت: شوف سعادة السفير شوف سعادة السفير

د.أحمد الصياد: ولكن ليست قاعدة عامة وأنا أنصح كل زعيم عربي، كل ملك عربي.. كل رئيس عربي أن يختار السفير المناسب في المكان المناسب إذا أراد أن تكون الدبلوماسية مجدية بالنسبة لبلده

محمد العربي زيتوت: فاقد الشيء لا يعطيه.

د.أحمد الصياد: أيضاً أنا أثرت قضية الصحافة الأميركية، قضية الصحافة الأميركية.

د.فيصل القاسم: طب بس دقيقة، أنت بدك تحكي عن الصحافة الأميركية.

د.أحمد الصياد: أي نعم، نعم.

محمد العربي زيتوت: في كتاب نشره أحد الباحثين العرب في أعقاب حرب الخليج في العام 1991 هناك فصل مخصص لاستقصاء أجراه الكاتب مع أكبر عدد ممكن من المذيعين والمذيعات والإعلاميين الأميركيين المرموقين سألهم فيه: لماذا لا يدعون عرباً إلى برامجهم التي تناقش أوضاع المنطقة العربية؟ فأجابه معظمهم بأنهم يفعلون دائماً، لكنهم.. أو يقولون لكننا لا ندري لماذا لا يلبون دعواتنا إذا كان الوقت في الصباح الباكر يحتج سعادة السفراء، وبعد الظهر هو وقت غير مناسب، أما المساء فلديهم ارتباطات -طبعاً عزايم- في النهاية توقفنا عن المحاولة، هذا كتاب استقصاء، إجراء مسح.. مسح يعني مسح

محمد العربي زيتوت: يا دكتور فيصل..

د.أحمد الصياد: أولاً كما.. كما أوضحت لك في البداية..

د.فيصل القاسم: بس دقيقة

د.أحمد الصياد: كما أوضحت لك في البداية حول هذه النقطة في اعتقادي أن السفير الناجح هو الشخص الذي يقيم علاقات أكيد مع وزارة الخارجية في الدول المعني بها ولكن أيضاً الذي يخلق علاقات مع وسائل الإعلام.. مع وسائل الإعلام، صحيح أنه في أميركا- وسوف نأتي إلى ذلك- وسائل الإعلام مسيطر عليها من قبل لوبي معادي للقضية العربية إجمالاً وللقضية الفلسطينية تحديداً، ولكن أنا حقيقة..

محمد العربي زيتوت: ولكن يا سعادة السفير هذا.. هذا

د.أحمد الصياد: أي سفير يدعى الإسهام إعلامياً ويقول أنا لا أحضر فهذا سفير غير متمكن من شغله، ولربما قد يعود إلى…

د.فيصل القاسم: كم عدد.. كم عدد.. كم نسبة هؤلاء

د.أحمد الصياد: هذا استثناء

د.فيصل القاسم: هذا استثناء.. هذا استثناء يا محمد العربي زيتوت، لأ بدك تجاوبني، هذا استثناء..

محمد العربي زيتوت: ليس استثناء.. ليس استثناء تماماً

د.فيصل القاسم: كيف.. كيف؟

محمد العربي زيتوت: أقول لك بالاختصار الشديد، القول بأن هذه الصحافة تخضع للوبي الصهيوني وكذا، هذا حق أريد به باطل، هي حقيقة صحافة تخضع للوبي، لكن هذا اللوبي ما هو، هل هو جنون؟ هل هم أشياء شو..؟ يعني هذه.. هذا عمل، 50 سنة قبل كان اليهودي هو أسوأ ما تجده ربما في لندن، يعني يدخل.. لا يدخل الكلاب واليهود

د.فيصل القاسم: وكذلك في أميركا.. نعم.

محمد العربي زيتوت: أو في بلاد الأميركان، كيف وصل هؤلاء إلى هذا الوضع؟

د.فيصل القاسم: بالضغط وبالعمل

محمد العربي زيتوت: بالعمل الدبلوماسي والإعلامي، والعمل الدبلوماسي أساساً، صحيح دخل فيه الأموال، دخل فيه أشياء أخرى، ولكن العمل الدبلوماسي يغطي هذه الجوانب كلها، وبدون عمل دبلوماسي لن تخلق لوبيات، ونعرف كثير من العرب في أميركا وهنا مستعدين لبذل أنفسهم وأموالهم وأوقاتهم فقط من أجل إظهار وتحسين الصورة، لأن قضية الصورة كارثة الآن كارثة، صورة العربي المسلم في العالم الغربي خاصة بعد 11 سبتمبر كارثة، ونحن الذين نعيش هنا نشعر كم هو ثقل، تحولت بريطانيا.. تكاد تتحول إلى سجن بالنسبة لنا معنوياً على الأقل، القضية إذن هذا استثناء ليس صحيح، هذه هي القاعدة العامة..

د.فيصل القاسم: طب، شو أسبابها؟

محمد العربي زيتوت: أسبابها كانت..

د.فيصل القاسم: يعني أنا.. بس دقيقة واحدة يعني هناك من يقول، لدي كلام: يقول بإنه مثلاً السفير العربي الذي يأتي إلى دولة أوروبية أو دولة آسيوية أو سمها ما شئت يعني أول ما يصل يبدأ يضع قوائم سوداء لأنه من عقلية القوائم السوداء، لا يفهم.. لا يفهم أن يتعامل مع الصحفيين..لا يفهم أن يتعامل مع الناس، جاي بعقلية مخابرات مباشرة بده يعمل قائمة سوداء.

محمد العربي زيتوت: لأ ولو استطاع.. لو بإمكانه أن يسجن هذا المعارض أو هذا الصحفي أو هذا..

د.فيصل القاسم: خلينا بالصحفي الآن.

محمد العربي زيتوت: لعملها، هذه الكارثة هو أنه يأتي بتلك القوائم.. هذا ضد البلاد.. هذا ضد مصلحة.. ثم قضية مصلحة الوطن أصلاً يعني، اليوم قد تكون مصلحة الوطن (سين) وغداً قد تكون (شين)، لأنه يحددها الحاكم كيفما شاء حسب الانقلابات وحسب الأوضاع وحسب، ليس هناك سياسة ثابتة أنت ترى مصر -وهي أم الدول العربية كما يقال -سياسيات في الهواء يعني وزير الخارجية يأتمر بأمر (شارون) لكي يزور عرفات، كما نشرت الصحف في أبريل، والآن يذهب 3 وزراء دول عربية يبدو أنها أرادت أن تعمل شيء لتنفيذ اتفاق (بوش) أو خطاب (بوش) وهو أصلاً خطاب رفض أصلاً من.. من حلفاء الغربيين.

لكن دعني أعود إلى هذا الموضوع، هو قال أنه كانت في الستينات والسبعينات كان يرسل المغضوب عليهم إلى السفارات ومن ثم ربما جاء، هذا ليس صحيح، سيدي باختصار بسيط ممكن أن أعطيك عشرات الأمثلة في المثال الجزائري في التسعينات في سنة 2000، لا أعطيك ببساطة عندما ترسل جنرالاً لسفارة بأي عقلية.. هو أصلاً فاشل في الحرب كيف أصلاً سيدير سفارة؟ بينما يرسل أفضل الدبلوماسيين ولدي أصدقاء ولدي زملاء ومازلت على علاقة بالكثير منهم

د.فيصل القاسم: خلينا بالدبلوماسيين الآن لأنه

محمد العربي زيتوت: يرسلون إلى.. إلى.. إلى الكونغو وإلى أنجولا.

د.فيصل القاسم: وبوركينا فاسو، وساحل العاج

محمد العربي زيتوت: بوركينا فاسو، هادول.. هادول عقول الدبلوماسية الحقيقية، بينما ترسل إلى العواصم الغربية أصحاب الوساطات وأصحاب العلاقات..

د.فيصل القاسم: حسب الراتب أعلى يعني..

محمد العربي زيتوت: حسب.. طبعاً..

د.فيصل القاسم: نشرك السيد يحيى أبو زكريا من السويد، تفضل يا سيدي.

مدى حقيقة تحول السفارات العربية إلى أجهزة أمنية

يحيى أبو زكريا: أخ فيصل تحياتي لك ولضيفيك الكريمين، في الواقع لقد أخفقت الدبلوماسية العربية في تحقيق ما كنا نصبو إليه حيث كان الأمل معقوداً في أن تنجح هذه الدبلوماسية في نقل قضايانا المصيرية إلى دوائر القرار في الغرب، ولقد أصبح السفراء العرب في الواقع أشبه بسعاة البريد، حيث ينقلون الأوامر الأميركية والغربية إلى رؤسائنا في العواصم العربية، والأكثر من ذلك فإن السفراء العرب وعلى امتداد نكباتنا وانتكاساتنا لم يكرسوا غير خيارات الاستسلام والتسوية، ثم لا يجب أن ننسى أن السفراء العرب هم امتداد للمنظومة السياسية الرسمية القائمة في الوطن العربي، وإذا كان النظام الرسمي العربي عاجز عن تسيير بلدية وعاجز عن تسيير قنوات الصرف الصحي، فكيف يوفق إلى إدارة معالم الدبلوماسية حيث الدبلوماسية في الكل، السياسة والحوار والذكاء والـInteligensia، والواقع أن سفراءنا ناشطون في شيئين بارزين وهما: كتابة التقارير وجمع ملفات عن أشخاص ومعارضين ولا ننسى أن العديد من التصفيات السياسية والخطف السياسي الذي حدث في أوروبا على وجه التحديد اضطلعت به سفارات عربية والتي هي في الحقيقة خلايا أمنية، وأتذكر أنني كنت أشرب قهوة ذات يوم مع دبلوماسي عربي، وبعد حين من وجودي في مكتبه سمعت صوت ذر مسجلة، وعلمت أنه كان يسجل كلامي بطريقة بدائية، وحتى التجسس على المواطنين المغتربين تقوم به السفارات العربية على الطريقة البدائية السائدة في العالم العربي.

أما الأمر الثاني هو نقل تقارير وملفات لعواصم غربية وفي كثير من الأحيان يتبارى بعض السفراء العرب في نقل ملفات عن حركات ومواطنين وشخصيات إلى الدوائر الأمنية الغربية.

وإليك أخي فيصل هذه المسألة، لقد تمكنت سفارة عربية من تسليم دائرة أمنية غربية ملفاً كاملاً عن مشروع نووي يقام في دولة عربية، وجرت عملية التسليم في عاصمة غربية في فندق من الفنادق، وسفارة أخرى سلمت بعض الدوائر الغربية ملفاً كاملاً عن حركة سياسية معينة لها امتداد في بعض الدول الغربية، ومازلت أتذكر أيضاً دبلوماسياً عربياً كلف بمهمة إلى وزارة الخارجية البلجيكية فسقط مغمياً عليه من كثرة السكر حيث ذهب إلى وزارة الخارجية البلجيكية وهو سكران إلى أقصى درجة.

د.فيصل القاسم: ما شاء الله.

يحيى أبو زكريا: هذا ناهيك عن تزوير أصوات المواطنين المغتربين، ففي يوم من الأيام شهدت حفلاً انتخابياً في سفارة غربية في الغرب، ورغم أن عدد الحضور كان قليلاً فقد أمر السفير العربي أن يكتب في التقرير أن نسبة المقترعين بنعم كان 100%.

والأمر المهم الذي يجب أن نشير إليه هو أن للمخابرات العربية حصة الأسد في السفارات العربية حيث تملك نسبة 60 إلى 70% من عدد العاملين في السفارات العربية في الخارج.

وأنا هنا أوافق كل الموافقة ما ذهب إليه أخي محمد العربي زيتوت حيث أؤكد له أن بعض السفراء الجزائريين على وجه التحديد هنا في شمال العالم كانوا مدراء للأمن الوطني ومدراء في خلايا التجسس الخارجي التي يترأسها إسماعيل العماري، فبربك أخي فيصل، سفراء تدربوا على الأمن كيف ينجحوا في تعزيز العلاقات مع دول صارت تخرم كل واقعنا وصارت تهزمنا يوماً تلو الآخر، ومن هذا القبيل أيضاً أؤكد لك أنه جرى خطف بعض الشخصيات السياسية وإرسالها بطريقة معينة إلى عواصم عربية وهنالك حركات كبيرة جداً في الكواليس واتصالات بالجملة لا تظهر إلى العلن، فالسفارات العربية ما هو دورها عندنا؟ هل هي امتداد لأجهزة المخابرات في العالم العربي؟ أم أن وظيفتها نقل قضايانا؟ ثم بعد كل هذا نتساءل لماذا أخفقنا؟ لماذا انهزمنا؟

إن السفارات العربية نقلت معها إلى العواصم الغربية وحتى القارات المتخلفة كأفريقيا مبدأ الأمن، مبدأ الاستئصال، مبدأ التجسس على المواطنين، مبدأ بيع الملفات، وللأسف الشديد هنالك حسابات سرية لبعض السفراء في سويسرا حصلوا عليها جراء بيعهم لملفات كاملة فهم يؤدون مهمات مزدوجة، مهمة لأجهزة في بلادهم ومهمات لأجهزة الأمن هنا في الغرب، وبعدها لا داعي أن نتساءل لماذا يعرفون عنا كل شيء.

د.فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر.

[فاصل إعلاني]

د.فيصل القاسم: سعادة السفير، تريد أن ترد، الكثير من يعني الهجوم، أنا أريدك أن تدافع في واقع الأمر، يعني وبعدين السفراء العرب بيزعلوا علينا كثير، اتفضل.

د.أحمد الصياد: لا حقيقة مثل ما أوضحت في البداية شيء متوقع.. شيء متوقع أن تثار هذه الضجة على السفراء العرب ولكن أن نصل إلى حدود معينة.

د.فيصل القاسم: وهناك اتهامات محددة، اتهامات محددة.

د.أحمد الصياد: إلى حدود معينة نقول إنه السفارات العربية هي عبارة عن أوكار للأمن بنسبة 60%

د.فيصل القاسم: 70%

د.أحمد الصياد: 70%، أنا في اعتقادي أن هذا شيء مبالغ فيه.

د.فيصل القاسم: مبالغ فيه وتجني.

د.أحمد الصياد: أولاً.. أولاً أنا في اعتقادي أن السفير الذي يحترم نفسه لا توجد له أي صلات أمنية، لأنه ليس المسؤول عن هذا القضايا، ليس المسؤول عن هذا القضايا، ولا أعتقد أن السفير العربي الجيد مرتبط بأجهزة الأمن في هذا البلد أو ذاك، لماذا؟..

د.فيصل القاسم: حلو.. حلو..

د.أحمد الصياد: لماذا؟ لأنه -كما هو معروف في كل السفارات الغربية أو العربية- هناك رجل أمن.. هناك رجل أمن في كل السفارات ينتمي مباشرة إلى جهاز الأمن في بلده وأحياناً يختلف مع السفير وأحياناً يختلف مع السفير أيضاً.

د.فيصل القاسم: وهو يعتبر السفير الأصلي في الواقع..

د.أحمد الصياد: الشيء.. الشيء الآخر أنه حتى الدول الغربية، لماذا نتحدث عن الدول العربية فقط؟ لا توجد سفارة لدولة غربية في العالم العربي وبالعالم الأوروبي…

د.فيصل القاسم: إلا وفيها ملحق.. صحيح، صحيح

د.أحمد الصياد: إلا وفيها رجل أمن، إذن هذا.. هذه قضية محسوم فيها، ولكن.. ولكن السفير..

محمد العربي زيتوت: تحت إمرة السفير

د.أحمد الصياد: السفير أن يكون مخبر أعتقد هذا.. هذا شيء مشين في حق العمل الدبلوماسي العربي ولا أعتقد أن فيه سفير محترف وأنا أركز على السفير المحترف أن يقوم بهذا العمل

د.فيصل القاسم: كويس جداً، بدي جواب.. بدي جواب محدد على هذا.. جواب محدد

محمد العربي زيتوت: سعادة السفير.. أنت عندما تذكر أن ضباط الأمن في الدول الغربية، وهنا السفير هو الذي يرأس.. كله تحت السفير، وكله تحت الجهاز الدبلوماسي الذي يمثل السفير، وليس العكس، لدينا العكس تماماً، أن ضابط المخابرات هو الذي يدير السفير، إلا استثناءات قليلة. بدي أقول لك استثناءات قليلة، حدثت واقعة أمامي.. في 94 في الجزائر.. 93

د.فيصل القاسم: طيب كي لا يكون الكلام كله على الجزائر.

محمد العربي زيتوت: لا مش على الجزائر، لكن أنت تعطي.. لأنك.. لأن هنا قضية عامة.. قضايا عامة، فلابد أن تعطي أمثلة خاصة..

د.فيصل القاسم: أنا أريد أن..

محمد العربي زيتوت: حتى لا يكون هناك تجني على بعض الجهات الأخرى، يعني ضابط الأمن يكتب تقرير للسفير.. السفير بيندهلي يقول لي شايف والله لو معنا أمه لكتب بها التقرير شايف، يعني بعثوا له نسخة بعدين أصدقاؤه، الكارثة هو عندما تتحول.. أنا معاك يعني كون بعض المخابرات موجودين في السفارة والملحق العسكري هذا شيء طبيعي شيء طبيعي.

د.فيصل القاسم: ومن هنا يعني السفارات الغربية كلها فيها ملحقون أمنيون وعسكريون، لماذا نحن فقط نركز على السفراء العرب والسفارات العربية؟ من حقها.. من حقها.

محمد العربي زيتوت: شيء.. شيء ولكن، الملحق العسكري الملحق العسكري الملحق العسكري الغربي يتجسس، أو قل -بين قوسين- يبحث عن المعلومات لصالح بلد، وليس العكس، ضابط المخابرات الغربي يحمي مصالح بلده في تلك البلد وليس يعادي المواطنين ويضربون حتى بعض المواطنين داخل بعض قصور السفراء

د.فيصل القاسم: بدنا نيجي على معاملة المواطن.

محمد العربي زيتوت: فضابط الأمن الغربي والعربي.. مقلوبة الصورة.. العربي

د.فيصل القاسم: قال لك إنه ليس هناك سفراء يحترمون أنفسهم يعني مرتبطون أمنياً، وهذا كلام يعني حرام نظلم الناس

محمد العربي زيتوت: لأ ما هو.

د.فيصل القاسم: كيف؟

محمد العربي زيتوت: لو كانوا.. لو كانوا يحترمون.. أغلب السفراء لو كانوا يحترمون أنفسهم لانسحبوا لأن هذا واقع..

د.فيصل القاسم: طب أنت تريد مثالياً يعني خلينا بعيد عن المثاليات الكبيرة.

محمد العربي زيتوت: ليس.. ليس مثالياً كبيراً يا دكتور فيصل هذه هي المشكلة، لابد أن يكون هناك مبادئ وأخلاق للعمل، علينا أن نتحول..

د.فيصل القاسم: طيب خلينا بموضوع الأمن.. الموضوع الأمني.

محمد العربي زيتوت: الموضوع الأمني.. ضباط الأمن داخل السفارات العربية في أي مكان هي أولاً..

د.فيصل القاسم: هل هم 60 أو 70% كما قال يحيى أبو زكريا؟

محمد العربي زيتوت: أحياناً تفوق..

د.فيصل القاسم: تفوق

محمد العربي زيتوت: بالنسبة لبعض الدول تفوق، هي ليست متساوية كل الدول العربية، لكن بالنسبة لبعض الدول العربية هم 100%.. هم كل شيء، يعني السفير هو خادم آخر لديهم يعني، لا يستطيع أن يفعل أي شيء، لأنه يعرف أنه لو تدخل، لأنه أكثر من نظام أمني وعسكري ومخابراتي لو تدخل سيرسل في.. في الطائرة القادمة، الأمنيون داخل السفارات العربية هي اضطهاد الرعايا، اضطهاد المعارضين، محاربة الصحفيين.. تجد.. تجد كوارث.

د.فيصل القاسم: طيب بس بدي أسألك سؤال أنت قلت لي قبل يعني قبل أن ندخل أريد أن استوضح منك هذا الموضوع يعني لم أفهمه، تحدثت عن أجهزة أمن الزبالة في السفارات العربية، ماذا كنت تقصد يعني؟ هذا كلام ما فهمته.

محمد العربي زيتوت: سفارات عربية هنا من المغرب العربي وإذا شئت أذكر لك الأسماء.

د.فيصل القاسم: خلينا بشكل عام، نعم.

محمد العربي زيتوت: تقوم بكارت خصم من بين 93 لـ97، كانت تذهب إلى مزابل المعارضين.

د.فيصل القاسم: مزابل؟

محمد العربي زيتوت: مزابل.

د.فيصل القاسم: يعني الفضلات اللي بترمى

محمد العربي زيتوت: والله الفضلات اللي بترمى، اللي بيأخذها المفروض البلدية بتيجي تأخذها بالليل، كانوا يذهبون قبل البلدية فيأخذون المزابل لعلهم يجدون ورقة أو كتابة أو.. أو أوراق، لغاية ما وصلت أخبار فيما بعد واضطر الأمن البريطانيين أن يلفتوا انتباههم لأن هذا عمل ما وجدوش له وصف الحقيقة

د.فيصل القاسم: لازم يدفعوا له.. لازم يدفعوا له.

محمد العربي زيتوت: ما وجدوش وصف، لكن في آخر المطاف أن هذا معارض لمهمتهم، سفراء وقناصلة.. القنصل.. القناصلة الآن هم أمنيون، كل القناصلة في غالب الأحوال بالنسبة لبعض الدول خاصة ما يسمى بالجمهوريات، بين قوسين، هم ضباط أمن من الداخل، ليس لهم علاقة بالعمل.. بالعمل الدبلوماسي.. هم ضباط شرطة في الأصل، هم ناس كانوا يعذبون الناس في السجون وفي المعتقلات، ثم يرسلون إلى عواصم الغرب، طبعاً لنوع من الارتياح ولنوع من أخذ نفس لأن هو سيعود للوظيفة الأصلية.

د.فيصل القاسم: شوية دولارات…

محمد العربي زيتوت: شوية دولارات في نفس الوقت وشوية هدايا للمسؤول وللجنرال واستقبال لأولاد الجنرال ونساءهم وكذا، لما بيرسلوهم طبعاً على الصيفيات والشتويات.

د.فيصل القاسم: مش بس الجنرالات كل.. كل.. معظم السفارات تشتغل لعلية القوم.

محمد العربي زيتوت: تشتغل لعلية القوم، ولكن فالقضية هنا، فتذهب الهدايا.. وطبعاً الهدايا من ميزانيات.. من ميزانيات السفارة اللي هي مؤهلة للجالية المفروض للمدارس المفروض للعمل الدبلوماسي.

د.فيصل القاسم: كويس جداً، سنأتي على الكثير من النقاط، حسني الرباط.. سأعطيك المجال بعده، حسني الرباط من إريتريا، تفضل يا سيدي.

حسني الرباط: شكراً، أحييك دكتور فيصل وضيوفك الكرام…

د.فيصل القاسم: شكراً

حسني الرباط: وكذلك الأخ.. الأستاذ يحيى من السويد، حبيت على السريع دكتور فيصل، أولاً دولة خليجية تبرعت بـ3 ملايين جنيه استرليني لحديقة حيوانات في بريطانيا.. وكذلك دولة خليجية أخرى تبرعت أكثر من مرة بنصف مليون لعلاج طفلة بريطانية مع.. علماً العلاج مجاناً في.. في بريطانيا، السفارة.. السفارة الخليجية ما أريد أسميها.

د.فيصل القاسم: معروفة.

حسني الرباط: مكتوب.. طلب.. طلب في سفارة خليجية أخرى مكتوب في طلب الفيزا بتاعه إذا بتحمل جنسية أوروبية أيش جنسك الأصلي، هذا عنصرية.. حتى الأوروبيين اللي أعطوك الجنسية لا يمكن يسألونك من أصل هذا، ممكن أنت تقاضيهم يعني، نقطة أخيرة بالنسبة للأخ الجزائري الأستاذ السفير سابقاً قال مثلاً أنه هادول مرتزقة، أنا كنت يعني جواز بلدي عشان أحمله السفارة بتاعنا بتطلب مننا فلوس كثيرة، هي أصلاً قمة المرتزقة هي بلدي اللي.. اللي بتطلب منك، يعني تدفع رسوم أكثر، وكأنها هي حكومة ولا جمعية خيرية بتطلب من.. من مواطنيها اللي في الخارج تدفع، فهي قمة المرتزقة هي حكومة بلدي وليس الدول العربية، شكراً..

د. فيصل القاسم: طب أشكرك.. أشكرك جزيل الشكر أبو البراء الخليدي بريطانيا، تفضل يا سيدي.

أبو البراء الخليدي: آلو، مساء الخير.

د. فيصل القاسم: يا هلا.

أبو البراء الخليدي: أنا أريد أن أقول في البداية أن سفراءنا العرب هم فقط سياح في الدول الغربية أو غيرها.

د. فيصل القاسم: مليح، حلو.

أبو البراء الخليدي: أي نعم، فأقول ماذا فعلوا لنا نحن في أوروبا؟ ماذا فعلوا للسجناء؟ هل زاروهم هل سووا أي شيء للطلاب أو مدارس أو مساجد؟

محمد العربي زيتوت: هذه قضية..

أبو البراء الخليدي: ماذا سووا للسجناء في كوبا؟ ما.. ما سووا أي شيء يذكر، أنا.. أنا لا.. أنا لا يوجد أي.. أي.. أي لا أنا.. أنا أقول ما هو مشكلة أنهم يسووا أي.. أي يعني مخابرات، إلى آخر هذه الأشياء، بس بالمقابل أن يفعلوا لنا شيء مقابل هذا، فقط لا يأخذوا مننا ولا يعطونا، فأنا أريد أن أسأل السفير.. فخامة السفير هذا وأقول له: بالله عليك ما هو عملكم كسفيراً؟ أجب عن على هذا السؤال.

د. فيصل القاسم: للمواطنين، طيب تفضل سعادة.. أريد أن ترد على كل ما جاء.

د. أحمد الصياد: طيب، أول شيء يعني..

تعامل السفارات العربية مع رعاياها في الخارج

د. فيصل القاسم: بس أرجوك إنه يعني تدافع عن السفراء رجاءً يعني، لأ شايفك يعني هيك وهيك في بعض الأحيان سعادة السفير.

د. أحمد الصياد: لا.. شوف.. هو الحقيقة… لكن الكرة…

محمد العربي زيتوت: هو تعليقاً (………) في الحقيقة، ولكن لا يجد من يدافع عنه.

د. أحمد الصياد: لا.. لا.. لا، أنا.. أنا بودي أعطي لمثل هذا البرنامج الهام نوع من المصداقية، يعني فيه أخذ وعطا.. في أخذ وعطا.

د. فيصل القاسم: بس أنا أريد أن.. نعم.. نعم.

د. أحمد الصياد: فيه قضايا قد نتفق حولها، وفيه قضايا يجب نختلف حولها، قضية أنا ألاحظ إلى أنه فيه تهميش بشكل أو بآخر للعمل الدبلوماسي، وركزنا وكما لو كان قضية ارتزاق، قضية حفلات، قضية جاسوسية، حقيقةً هذه الفقرات، هذه العبارات مش موجودة في القاموس الدبلوماسي…

د. فيصل القاسم: طيب كيف ترد.. كيف ترد..

د. أحمد الصياد: اسمح لي.. اسمح لي..

د. فيصل القاسم: طيب كيف ترد على محمد العربي الزيتوت عندما قال لك إنه كانوا يتجسسوا على زبالة المعارضة كيف؟

د. أحمد الصياد: أوضح لك.. أوضح لك.. أوضح لك.. أوضح لك، أنا في اعتقادي، وأنا كما قلت أتحدث عن السفير المحترف، السفير المحترف هو ذلك الإنسان الذي يدافع عن مواطن بلده سواءً كان في السلطة أو في المعارضة.

د. فيصل القاسم: حلو.

د. أحمد الصياد: مثله مثل رئيس الجمهورية، لأنه أيضاً يمثل رئيس الجمهورية، ورئيس الجمهورية في الوطن العربي عندما ينتخب إذا انتُخب يفترض أن يمثل أولئك الذي في السلطة.. وأولئك الذي في المعارضة، وينتهي دوره..

د. فيصل القاسم: هذه في الدولة التي تحترم نفسها.

د. أحمد الصياد: ويفترض أن.. ويفترض أن نعممها في المنطقة العربية، إذن السفير.. السفير.. لحظة.. لحظة.

د. فيصل القاسم: يعترف بها.

محمد العربي زيتوت: سعادة السفير فرنسا للجو الفرنسي، وهذا شيء جميل، لكن للأسف ليس هذا الجو ليس غير عملي سعادة السفير، لا لأ، لكن ليس هذا الوضع.

د. أحمد الصياد: السفير.. السفير، يا سيد محمد، السفير عندما.. السفير الجيد.. السفير الجيد هو ذلك الذي يفتح أبواب السفارة لكل المواطنين، أنت تتكلم عن ماذا الآن؟

د. فيصل القاسم: يا سعادة السفير أنا لا أسألك عن.. أنا لا أسألك.. أنا لا أسألك.. أنا لا أسألك عن كيف تقيم لي السفير الجيد، كل واحد ممكن يقيم لنا السفير الجيد، ونحن كلنا بنحب يكونوا، بس أنا عم بأسألك عن السفراء العرب هل هم جيدون؟

د. أحمد الصياد: السفراء العرب أنا أقول أنه لا يوجد سفير عربي جيد أن يقفل أبواب السفارة في وجه المواطن العربي، يفترض ألا يعمل، يفترض.. يفترض.

د. فيصل القاسم: صحيح، هناك دبلوماسيون وسفراء أنا أعرفهم شخصياً من خيرة الناس ومن أطيب الناس، فعلاً، تفضل.

د. أحمد الصياد: هذا أولاً، إذاً، هناك ممارسات، يجب نتكلم عن سلطة ضابط الأمن، وضابط الأمن هذا أنا ضده، أنا ضد ضابط الأمن يعني بشكل أو بآخر.

د. فيصل القاسم: أنت ضده، مش مختلفين عليه، بس هو موجود، شئت أم أبيت، موجود بسفارتك.

د. أحمد الصياد: لحظة.. لحظة، أنا.. أنا لم أقول.. أنا لم أقول إنه مش موجود، أنا لم أقول إنه مش موجود مثلما هو موجود في السفارة الغربية، إحنا الآن نتلمس للغرب وكما لو كان الغرب كل شيء، هذا موجود في السفارة الغربية مثل ما هو موجود في السفارة الشرقية.

محمد العربي زيتوت: طيب والناحية.. مختلفة يا سيد.. يا سيد.. مختلفة أنا أظن..

د. أحمد الصياد: كل ما في الأمر إنه قد يكون هناك سفير تكون سلطته أقل لأنه يعود إلى تكوينه، يعود إلى شخصيته، يعود إلى خوفه وسياسته.

د. فيصل القاسم: طيب بس ماذا عن التجسس، ماذا عن التجسس بس يا سعادة السفير؟

د. أحمد الصياد: وفي هذه الحالة يكون سلطة ضابط الأمن أكثر من سلطة السفير.

د. فيصل القاسم: طب بس ماذا عن التجسس على الرعايا؟ قال لك التجسس على الرعايا.

د. أحمد الصياد: هذا.. هذا.. هذا عمل محرم.

محمد العربي زيتوت: التجسس أن.. وعلى فكرة نشرتها الصحافة البريطانية يعني.. نشرتها الصحافة البريطانية، وجات فضايح يعني، جرائد بريطانية كتبت عن أخذ زبالة المعارضين تأخذها سفارات معنية، وتأخذها بالليل يعني، وقد.. وقد..

د. أحمد الصياد: يعني.. يعني.. يعني يقصد إنه فيه ضابط أمن في السفارة قد يأخذها، وعلى كلٍ أي نظام هذا ليس بحاجة.. بحاجة إلى أنه يتجسس على المعارضة في الخارج، المعارضة في الخارج تاريخياً لم تجدي، المعارضة الأساسية لأي نظام عربي، وأنا مع المعارضة.. أنا مع المعارضة أنه أي نظام صحيح لابد أن تكون له معارضة، إذن المعارضة لابد أن تكون من الداخل، وبالتالي النظام ليس بحاجة إلى تجميع الزبالة، فهو موجود أمامهم يعني، ولكن يفترض أن نعطي المعارضة حقها سواءً في الداخل أو في الخارج.

محمد العربي زيتوت: سعادة السفير كلامك كلام.. سعادة السفير كلامك..

د. فيصل القاسم: إحنا لا نريد التحدث في المثاليات سعادة السفير.

محمد العربي زيتوت: كلام جميل حقيقة، لكن للأسف.

د. فيصل القاسم: كلام مثالية.. مثالية.

محمد العربي زيتوت: باختصار بسيط سأعطيك ملاحظات على السريع.. فيه أكثر من مواطن جزائري جاي.

د. فيصل القاسم: لأ.. كي لا.. لا كله جزائري كله.. كله في الهوا سوا.. كله في الهوا سوا.

محمد العربي زيتوت: مواطنون يأتون إليك.

د. فيصل القاسم: عرب.. عرب.

محمد العربي زيتوت: عرب يأتون إليك يقول لك: أن السفارة تطلب منهم جمع معلومات عنك، والله يستحي أن يقول لك، لكن أنا جيت عشان ضميري ما ارتاحش، فيه عدد من.. من المسؤولين العرب والسفراء العرب رتبوا لعملية اغتيال في الخارج لمعارضين، ذكر العقيد سمراوي كان مرة على قناة (الجزيرة) كيف أنه كانوا يرتبون، وأن جاءت التعليمات وبمشاركة دبلوماسية لاغتيال معارضين في الخارج في أوروبا.

د. فيصل القاسم: وهذه بأكثر من.. من بلد عربي.

محمد العربي زيتوت: أكثر من بلد، سمعنا قبل يومين أن في بلد بدأ ترحيل دبلوماسييها، أعتقد من ألمانيا، لأنهم أعتقد أنهم متورطون في قضايا من هذا النوع، بلد عربي مشرقي، قضايا كارثية بالنسبة للمواطن، ترى أن القنصل يتحول، يقول لشخص أنه عندما يشتاق للبلد يذهب إلى القنصل، قلت لماذا؟ كيف؟ قال عندما أذهب وأسمع الصراخ وأسمع العويل، وأسمع السب، وأسمع الشتم فإن السياق يذهب، وأعود إلى بيتي مرتاح، وهذا الشخص عمره 20 سنة من..

د. فيصل القاسم: يعني تريد أن تقول أنه السفارات العربية تحولت إلى دوائر.. مخافر شرطة و..

محمد العربي زيتوت: مخافر شرطة، فيه.. فيه في بعض القنصليات ناس ضربوا، ولدينا شهادات مكتوبة.

د. فيصل القاسم: مخافر شرطة وضرب..

محمد العربي زيتوت: مخافر شرطة وسب وأخذ جوازات سفر.

د. فيصل القاسم: ومعاملة حقيرة سافلة.

محمد العربي زيتوت: معاملة حقيرة، وتعميمهم على أساس إنهم يكونوا عملاء وجواسيس و.. يعني ينتقل ضابط المخابرات، لأنه جاء ضابط المخابرات أصلاً هو من بلده الأصلي، ينتقل إلى القنصلية في هذا البلد الغربي، في هذه الحرية في.. في.. في..، ويحول تلك المكنونات والمفهومات.. هذه الدبلوماسية إلى.. إلى.. إلى هذه.. ويصبح المواطن يشعر أنه كارثة، هذه قنصليته!! هذه سفارته!! تنتهي بالنسبة إليه، ويصبح قضية الاشتياق حتى للبلد تبدأ تذهب وتبدأ تكون هناك بعيد.. هذا تمثيل لأن القنصلية هي ماذا؟

د. فيصل القاسم: هي تمثيل دبلوماسي، نعم.

محمد العربي زيتوت: هي صورة مصغرة للبلد.. هي صورة مصغرة للبلد، عندما ترى كل هذه الأشياء، وتحدث أمامك هذه الأشياء، ويروي لك الناس هذه الأشياء، بربك كيف تريد للدبلوماسيين حتى لو كان فيهم ناس أفاضل وناس شرفاء.. كيف تريد لهم أن يكون لهم أي تقدير؟ كيف تراهم الرأي العام العربي؟ كيف يراهم؟ يراهم مقصرين من كل شيء.

د. فيصل القاسم: طيب سعادة السفير أريد جواب على هذا والله لو تكرمت.

د. أحمد الصياد: أول.. أول.. أول حاجة إنه اسمح لي.. اسمح لي والله.

د. فيصل القاسم: إنه السفارات العربية.. السفارات العربية في كثير من الأحيان تحولت يعني إلى مكان مرعب.

د. أحمد الصياد: أولاً..

د. فيصل القاسم: يعني المواطنون العرب يدعون الله عز وجل ليلاً نهاراً كي لا يذهبوا إلى سفارة عربية لأنه بتبهدل أبوهم.

د. أحمد الصياد: أولاً أنا في اعتقادي أن أي سفارة تتحول إلى وكر أمني هذه لم تعد بسفارة.. لم تعد بسفارة، وأي سفير.. وأي..

د. فيصل القاسم: أنت.. دعنا من المثاليات شويه.. سعادة السفير، دعنا من المثاليات شويه.

د. أحمد الصياد: لا.. لا.. لا، أن أنتم.. أنتم عممتم القضية كالقضية، وكما لو كانت كل السفارات أصبحت مخافر للشرطة، هذا مش صحيح.

د. فيصل القاسم: مش صحيح، كويس.

د. أحمد الصياد: يعني ممكن إنه رجل الأمن كما قلت في السفارة قد يلجأ إلى هذه الأساليب وهي أساليب لابد أن تدان، سواءً داخلياً أو خارجياً، أي تعذيب لرجل معارضة أو لرجل سلطة في الداخل أو في الخارج لابد أن تدان بنفس الأسلوب وبنفس التنديد من المعارضين.

د. فيصل القاسم: طيب بس هذا المعاملة طيبة، يعني معاملة الناس..

د. أحمد الصياد: معاملة الناس.

د. فيصل القاسم: يعني الناس.. الناس.. الناس يقول لك إنه فيه بعض الناس بطلوا يروحوا على السفارات العربية حتى من شان تمديد جوازاتهم لأنه يتعرضون إلى أسفل أنواع المعاملة.

محمد العربي زيتوت: روح مد الجواز شوف كم بيروقراطية، شوف كذا..

د. فيصل القاسم: انظر يعني عملية تغيير الجواز أصبحت حلم المواطنين في بعض الأحيان، حلم مواطن..

د. أحمد الصياد: يبدو.. يبدو أنه في عند الأستاذ محمد بعض الأمثلة في بعض السفارات.

د. فيصل القاسم: هذا كلام محمد زيتوت.

د. أحمد الصياد: قد يكون.. قد يكون.. قد يكون لديه بعض المعطيات، ولكن لا نستطيع أن نعمم هذه القضية، أنا أعرف أن كثير من المواطنين يذهبوا إلى سفاراتهم لتجديد الجوازات، يتناولوا القهوة مع بعض الدبلوماسيين، وبالتالي يفترض أن تكون مفتوحة للجميع، يفترض أن تكون مفتوحة للجميع.

محمد العربي زيتوت: هذه كذبة.

د. فيصل القاسم: طيب، أنا أسألك سؤال، لماذا تحولت.. وهذه أسئلة من هنا يعني من.. من الناس اللي بتشارك، لماذا تحولت السفارات العربية إلى.. إلى مكان لخدمة علية القوم؟ يعني الكثير من السفارات لا هم لها إلا أن تذهب إلى المطارات وتجهز.. تدفع الملايين على استقبال أولاد المسؤولين وأولاد الشيوخ وأولاد الدنيا، وإلى ما هنالك، لا هم لهم إلا استقبال علية القوم، وليذهب المواطنون في تسعة آلاف مليون داهية، معظم شغلتهم فقط لترتيب زيارات هؤلاء الناس.. علية القوم.

د. أحمد الصياد: يا سيدي هذا شيء.. هذا شيء طبيعي، هناك شخص قد يُعنى بالعلاقات العامة في أي سفارة، وبالتالي عندما يأتي أي وزير، عندما يأتي أي مسؤول، عندما يأتي أي..

د. فيصل القاسم: أو ابن.. أو ابن خالة عمته مثلاً أو.. أو هكذا.

د. أحمد الصياد: لا.. لا.. لا، مش إلى هكذا، مش إلى هذا الحد، فمن واجبه إنه لابد أن يسهل له، وهذه من.. من ضمن أعمال.. ليس.. ليس السفير، ولكن لابد أن تكون هناك خدمة معينة في السفارة لتسهيل هذه الأشخاص.

محمد العربي زيتوت: أما يكون هناك سفير مش السفير، أما يكون هناك سفير.

د. أحمد الصياد: والسفير ليس من الضرورة إنه كل يوم في المطار ذهاباً وإياباً، أنا..

محمد العربي زيتوت: أنا أعرف سفراء لهم غرف.. أنا أعرف ناس سفراء لهم غرف في الهيلتون على الهيلتون..

محمد العربي زيتوت: يعني على 24 ساعة.

د. فيصل القاسم: لماذا؟

محمد العربي زيتوت: دوره أنه يروح يستقبل..

د. فيصل القاسم: ابن فلان وابن علان.

محمد العربي زيتوت: ابن علان وابن علان، والشيخ الفلاني والوزير الفلاني، وأحياناً مش حتى أحياناً حتى رتبة صغيرة يعني رتبة ضابط مخابرات.

د. فيصل القاسم: ابن ست عمة خالته، لابن عمته..

محمد العربي زيتوت: وهو يقول لك.. يقول لك والله ما أنا قادر أعمل شغلة يا جماعة، لكن طيب أنت..

د. فيصل القاسم: تحولوا إلى شو يعني؟ إلى.. إلى وكلاء للحكام؟

محمد العربي زيتوت: يعني سائق.. سائق مرَّات، سائق السيارة بيزعل، السفير يقول له لا ما بتزعلش يعني إحنا شغلنا في آخر المطاف، يعني تحول أنه السفير بدل ما يقوم بخدمة الدولة وكذا إلى نوع من السياقة للمسؤولين وأبناء المسؤولين وأقارب المسؤولين و.. تحولوا إلى تقزيم.. تقزيم..

د. فيصل القاسم: وكيل.. وكيل.. وكيل.. وكيل سياحي.. وكيل سياحي.. وكيل سياحي.

محمد العربي زيتوت: وكيل سياحي.

د. فيصل القاسم: سعادة السفير يعني أنا أريد أن أسألك، سأله الأخ من إريتريا، قال ماذا يفعل السفراء والدبلوماسيون والقناصلة لشخص يعني تعرض لمكروه؟ ماذا فعلوا؟ يعني مثلاً أنا لديَّ تقارير واردة من أميركا.. واردة من أميركا، المواطنون العرب في أميركا يستصرخون السفراء وخاصة الخليجيين، لكن السفراء لا يدافعون إلا عن عيال الكبار، ثم اعتقال المئات في أميركا، لكن السفراء لم يسجلوا أي فعل لصالح المعتقلين، وعندما طالت الاعتقالات أولاد بعض المسؤولين بدأت التحركات الدبلوماسية في أميركا، وتم إرسال جوازات دبلوماسية لهم كي يغادروا أميركا فوراً، هل السفراء يتساءلون موجودون لخدمة الجميع أم لخدمة يعني كما قلنا الكبار وإلى ما هنالك من هذا.. من هذا الكلام؟

د. أحمد الصياد: لابد أن يكونوا موجودين.. لابد أن يكونوا موجودين وخاصة في خدمة أولئك الناس الذي هم بحاجة إليهم، وبالتالي إذا يوجد مواطن في دولة خليجية أو غيرها من الدول، في أحد السجون الأميركية -وهم كثير الآن.. وهم كثير الآن وأعتقد اللي هنتحدث عن المشكلة الأميركية- أعتقد أنه من أبجدية العمل الدبلوماسي.. من أبجدية واجب السفير هو أن يتابع قضية هذا المسجون بصرف النظر عن انتمائها السياسي، بصرف النظر عن انتمائها السياسي.

د. فيصل القاسم: يا رجل أنت.. أنت تتحدث لي مثاليات يا سعادة السفير.. مثاليات.

د. أحمد الصياد: إذن أنتم تتحدثوا عن ماذا؟

د. فيصل القاسم: مثاليات طيب بس أنا بدي أسألك هذه مثاليات؟

د. أحمد الصياد: هذا من أوليات السفراء.. هذا من أولويات السفراء.

د. فيصل القاسم: عم بيقول لك الرجل.. يتحدث عن مثاليات، كيف ترد؟

محمد العربي زيتوت: حضرت.. حضرت.. حضرت واقعة في اليمن، مجموعة من الشباب أرسلهم أحد المتنطعين.

د. فيصل القاسم: باختصار.

محمد العربي زيتوت: باختصار شديد لضرب يبدو قيل أنه لضرب مصالح غربية ومنها بريطانية في اليمن، تدخل القنصل البريطاني لأنهم يحملون جوازات سفر بريطانية على هؤلاء.. وهؤلاء كانوا عرب ومسلمين، تدخل لدى السلطات اليمنية للطلب منهم عدم التعذيب والوقف عن تعذيب هؤلاء الأشخاص.

د. فيصل القاسم: بالرغم من إنه كان سيضربوا السفارة..

محمد العربي زيتوت: بالرغم من إنه كان هيضربوا السفارة بتاعه، القنصلية بتاعه، لكن هو القاعدة هو أن يحمي المواطن الذي يحمل جواز سفر بلده مهما فعل ومهما كان، والعكس.. العكس تماماً، آلاف الجزائريين وآلاف العرب الآخرين الآن في السجون هنا، في.. في دول في فرنسا وفي بريطانيا، وخاصة بعد 11 سبتمبر.

د. فيصل القاسم: ولا يسأل عنهم السفراء، ولا جاءوا يعني.

محمد العربي زيتوت: ولا.. مش بيسألوا بيروح يغرقهم، يأخذوا ملفات أنهم إرهابيين.

د. فيصل القاسم: أيوه.

محمد العربي زيتوت: الجزائر سلمت ثلاث آلاف وخمسمائة ملف لأشخاص متواجدين في الدول الغربية على أساس إنهم إرهابيين، يعني أميركا صرفت..

د. أحمد الصياد: أريد أن أوضح هذه نقطة مهمة.

د. فيصل القاسم: يعني لا يتدخلوا بس دقيقة أنا بدي أسألك سؤال، يعني أنا وصلني رسالة من.. من شخص يقول إنه يحمل جنسية بلد أوروبي، هو مواطن عربي، في أحد المطارات أوقفوه وعذبوه وإلى ما هنالك، فاتصل بسفير الدولة العربية، فرد عليه طبعاً عامل المكتب قال له يا عم أنت شوف فكر حالك، سعادة السفير مشغول وعنده أشغال أهم منك بألف مرة، وحاول الاتصال فيما بعد وإلى ما.. لم.. لم يأت أحد لمساعدته، أخيراً فكر أنه يحمل جواز سفر غربي- فاتصل بالسفارة، خلال خمس دقائق كان القنصل موجوداً في المطار، أين نحن؟ أين السفراء العرب من هذا العمل الحضاري المحترم؟ أين هم من الاحترام؟

د. أحمد الصياد: فيه.. فيه بعض الأمثلة ممكن تشير إلى هذا، وأنه السفراء ممكن يقوموا بهذا العمل، أرجع إلى ما قاله الأستاذ محمد تواً، وهو عن الكيل بمكيالين بالنسبة للدبلوماسية البريطانية، بالنسبة لقضية اليمن بالذات.

د. فيصل القاسم: باختصار.. باختصار.. باختصار.

د. أحمد الصياد: بالنسبة لقضية اليمن بالذات، أولاً بريطانيا تدعي أنه لا التعذيب، وكما لو كانت بقدرة قادر حريصة على مصالح اليمنيين أكثر من اليمن نفسها، وهي تتنكر، وترفض عندما اليمن تطلب مجرمين يحملوا جنسيتها وموجودين هنا، وجنسية دول أخرى، وترفض أن يسلموا للجانب اليمني، إذن هذا الكيل وهذه الازدواجية.. وهذه الازدواجية..

محمد العربي زيتوت: بينما اليمنيون.. بينما اليمنيون يسلمون عرب ويسلمون يمنيون لدول غربية، وهذا كارثة..

د. أحمد الصياد: هذه.. هذه.. هذه الازدواجية والكيل بمكيالين للدبلوماسية..

د. فيصل القاسم: كويس جداً.. كويس جداً، محمد العربي زيتوت، أنا سمعتك تقول أيضاً إنه بعض الدبلوماسيين الصغار في السفارات العربية في الخارج أصبحوا زعماء، يعني كبار بفضل خدمات قدموها للمسؤولين عندما أتوا، ماذا تقصد؟

محمد العربي زيتوت: في.. في روى لي أكثر من شخص أنه بعض الدبلوماسيين اللي كان في آخر الرتبة، ربما في الرتبة الـ 17 داخل السفارة أصبحوا سفراء بين عشية وضحاها.

د. فيصل القاسم: أو أصبحوا مسؤولين في بلادهم.

محمد العربي زيتوت: ومسؤولين كبار في.. في مراكز كبرى وفيه سفراء، لأنه باختصار بسيط، وأنا يعني
شديد التألم وأنا أقول هذا الكلام وعلناً..

د. فيصل القاسم: لماذا؟

محمد العربي زيتوت: يعني يقدمون حسناوات ونساء لمسؤولين، يعني فيه وقائع حدثت.

د. فيصل القاسم: يعني.. يعني.. يعني تريد أن تتهم لي بعض الدبلوماسيين العرب في الخارج بأنهم قوادون؟! حرام.

محمد العربي زيتوت: يعني هذا اللفظ أقل ما يقال.. أقل ما يقال للأسف.. للأسف الشديد.

د. أحمد الصياد: أنا.. أنا..

محمد العربي زيتوت: صحيح أن هذا ربما يمثل استثناء داخل.. لكن حتى هذه حدثت، وهؤلاء تقدموا بهذه الخدمات -بين قوسين- للوصول لهذه المناصب، عندما يصل فيما بعد إلى هذا المنصب وإلى هذا المركز كيف سيتصرف؟ سيتصرف بنفس العقلية، وسيتطلب أو سينظر للموظفين الذين يقودهم ويتزعمهم أن يقدموا له نفس الخدمات. هناك كوارث -سعادة السفير- أنا أحترم فيك أنك رجل مليء بالديمقراطية وبالمثالية ولكن للأسف كلامك جميل، ولكن لا ينطبق على الواقع.. لا ينطبق على الواقع تماماً.

د. فيصل القاسم: الكلمة الأخيرة لسعادة السفير.. الكلمة الأخيرة لك.

د. أحمد الصياد: أود أو أوضح.. أود أن أوضح للأستاذ..

د. فيصل القاسم: أريد أن ترد على هذا الكلام لأن هناك إجحاف.. هناك إجحاف شديد من.. من طرف الأخ
محمد العربي زيتوت، أريدك أن..

د. أحمد الصياد: أولاً.. أول شيء.. أول شيء أنا لا أرد على كلام هذا، وليسمح لي الأخ محمد أنه..

محمد العربي زيتوت: اتفضل.

د. أحمد الصياد: أن نقول بأن هناك أصبحوا دبلوماسيين قوادين، فأنا لن آتي إلى هنا للدفاع عن قوادين، ولن أسمح لنفسي في الدخول في هذه المتاهة، أنا أتكلم عن دبلوماسية عربية استطاعت أن تنجز الأشياء الكثيرة خلال هذه الفترة بالذات، أما عشان المسؤول الكبير لا.. ليس محتاج، هناك قيم عربية، هناك ثقافة عربية.

د. فيصل القاسم: يا رجل أي قيم عربية؟ أي قيم عربية؟

د. أحمد الصياد: أن تقول.. أن تقول هذا الدبلوماسي روح أعطيني امرأة!! أين.. أين قيم الدبلوماسية؟! أين قيم الدبلوماسية العربية؟! أين..

محمد العربي زيتوت: للأسف.

د. فيصل القاسم: يا راجل لديَّ كلام.. لديَّ بعض الكلام إنه معظم.. الكثير من السفراء والدبلوماسيين شغلتهم الحسناوات والشقراوات، ومع إياها، ما راح نفضح الناس يعني.

د. أحمد الصياد: أنا.. أنا لا.. هذه القاموس الدبلوماسي، ولن أسمح لنفسي أن أدخل في هذه المتاهة.

محمد العربي زيتوت: طيب ولذلك أنا.. باختصارٍ شديد..

د. فيصل القاسم: للأسف الشديد، مشاهدي الكرام، لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا (سعادة السفير اليمني) أحمد الصياد، و(الدبلوماسي الجزائري السابق) محمد العربي زيتوت، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين
ها هو فيصل القاسم يحييكم من لندن، إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة