الذكرى العاشرة لحصار العراق
![]() |
![]() |
![]() |
د. فيصل القاسم:
تحية طيبة -مشاهدي الكرام- على الهواء مباشرة من بغداد.. بغداد التي ضحكت أخيراً ومَنْ يضحك أخيراً يضحك كثيراً، فها هي سنوات العراق العشر العجاف في طريقها إلى الزوال، وسنواته السمان بدأت تطل برأسها مبشرة بمستقبلٍ زاهرٍ لهذا البلد الذي عانى من ظلم الأشقاء قبل الأعداء، ها هو العراق -ورغم سنوات الحصار والمؤامرات الأميركية والعربية- يثبت أنه مازال قوياً لم يركع ولم يستسلم، وقدم مثالاً في الصمود وكظم الغيظ، ولم يفقد إيمانه بعروبته، ومازال يطلق على أبنائه أسماء علي وعمر وخالد ومحمد ورشيد، وليس (بوش) و(كلينتون). ها هو العراق يقدم أكثر من مليار يورو للانتفاضة الفلسطينية، بينما يتجادل الآخرون للتهرب من دعم الانتفاضة وتجفيف ينابيعها.
هل مازال هناك مبرر للحصار على العراق بعد عشر سنوات؟
ماذا حقق مؤيدو الحصار غير الفشل والخيبة والانتقام الأعمى؟
أليس مطلوباً من الشعب العربي من المحيط إلى الخليج أن يهب هبَّة رجل واحد لنصرة العراق بعدما انفضحت المؤامرة الأميركية الصهيونية على العرب أجمعين؟
أين السلام الموعود؟
مَنْ استفاد مِنْ حصار العراق غير إسرائيل؟
هل نجحت كل الخدمات التي قدمها العرب لأميركا في حربها لتدمير العراق في استعادة الحرم القدسي الشريف إلى السيادة العربية؟
إلى متى يظل الإرهاب الأميركي سيفاً مسلطاً على رؤوس العرب؟ هل تتجه الدول العربية إلى فك الحصار عن العراق ونقله إلى الكويت التي ستجد نفسها وحيدة في مواجهة الجميع؟
ألم يفشل أعداء العراق من العرب في كسب الأصدقاء وتحييد الأعداء والحفاظ على الحلفاء؟
ماذا جنى أعداء العراق سوى فضلات اليورانيوم المنضب الذي يهدد الخليج والعراق بالسرطان القاتل على السواء؟
لكن في المقابل: هناك مَنْ يرى أن كل هذا التطبيل والتزمير لتفتيت الحصار ليس أكثر من هواء ساخن. هل هناك أي مؤشر على زوال الرقابة على أسلحة العراق؟
أما زالت السيطرة على ريع النفط العراقي قائمة؟
أما زال حظر الطيران موجوداً في الشمال والجنوب؟ هل طائرات التعاطف التي تأتي إلى بغداد من هنا وهناك أكثر من مظهر استعراضي لا يستفيد منه إلا النظام إعلامياً، ولا يسمن ولا يغني عن جوع؟
هل فشل الحصار المفروض على العراق بعد عشر سنواتٍ فعلاً، أم أنه حقق الكثير من أهدافه؟
يقول أحد المعلقين الخليجيين في هذا السياق: إن سياسة الحصار أفلحت في احتواء العراق، فالسنوات العشر الماضية هي أول عشر سنوات تمر على العراق بلا حرب بعد أن أمضى الثلاثين سنةً الماضية في حروبٍ داخليةٍ وخارجية، ولولا الحاجز العسكري ومنطقة حظر الطيران واستمرار الطلعات الجوية لعشنا العشر سنوات الماضية في حروب بين العراق وبعض جيرانه. ويردف المعلق قائلاً إن الحظر أفلح في استقرار المنطقة وحماية الجيران.
هل استفاد العراق من تجاربه، أم أنه مازال متمسكاً بالخطاب الذي أدى إلى الكارثة في المقام الأول؟
ألا يجب أن يدرك العراق أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة يمر عبر لغة الحوار والدبلوماسية المرنة؟
لماذا يواصل العراق سياسة خلق الأعداء واختلاق حروب (دون كيشوتية) لا داعي لها؟
هل صحيح أن العراق لا يستطيع العيش إلا على الأزمات؟
لماذا هذا الخطاب التصعيدي من جانب بغداد في الذكرى العاشرة لاجتياح الكويت؟
أليس هو نفس الموقف الذي فجر الحرب قبل عشر سنوات؟
هل صحيح أن هناك مصلحة للعراق في إبقاء الحصار؟
أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هنا في بغداد على السيد داوود الفرحان (رئيس تحرير صحيفة "الزمن" العراقية). وعبر الأقمار الصناعية من (واشنطن) على الدكتور شفيق الغبرا (أستاذ العلوم السياسية، مدير مكتب الإعلام الكويتي في واشنطن). للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال عبر قناة (الجزيرة) في الدوحة على الرقم 4888873(974+)، وهناك استفتاءٌ مطروحٌ على الصفحة الرئيسية في موقع الجزيرة، على الإنترنت www.aljazeera.net ، والسؤال هو: هل آن الأوان لرفع الحصار عن العراق؟ نعم أو لا. وهناك أيضاً على الصفحة الرئيسية نقاشٌ حي.
[فاصل إعلاني]
د. فيصل القاسم:
سيد فرحان. في البداية: هل هناك.. يعني يبدو أن بغداد تحتفل منذ فترة بالذكرى العاشرة لعاصفة الصحراء.. لحرب الخليج الثانية، سمها ما شئت، هناك جو احتفالي في بغداد في هذه الأيام، وقد ازدانت بغداد بالكثير من اللافتات و.. و(القارمات) التي تحتفل بهذه المناسبة. ما الذي يدعو إلى الاحتفال بهذه المناسبة؟
داوود الفرحان:
نعم.. نعم، أود أن أصحح في هذا الاتجاه أنه ليس احتفالاً بالحرب نفسها، إنما احتفالاً بالنصر الذي حققه العراق، احتفالاً بالصمود الذي واجه به الشعب العراقي عشر سنوات من الحصار. كل هذه المظاهر التي تتحدث عنها حضرتك هي من مظاهر زيادة التعبئة العامة باتجاه تعزيز صمود العراقيين، باتجاه إذكاء روح النصر، وتعزيزها لديهم بما يؤدي إلى أن نَعْبر بسلام –فعلاً- صفحة الحصار التي بدأت تتآكل وتتمزق تباعاً.
د. فيصل القاسم:
تتحدث عن.. يعني تحدثت عن محورين رئيسيين، الأول: هو صمود الشعب العراقي في وجه هذا الحصار الذي يعني مازال قائماً منذ أكثر من عشر سنوات الآن، وتحدثت عن يعني أن هناك احتفالاً بالنصر، ما هو النصر الذي تحقق برأيكم؟
داوود الفرحان:
النصر الذي تحقق أنه العراق مازال باقياً رغم كل الحرب التي.. الكبيرة التي قادتها أميركا ضدنا في..في عام 91، لقد أريد من الحرب -في الدرجة الأولى- تدمير البنيان العراقي، تدمير القوة العراقية وجعلها خارج الموضوع. الآن ثبت -بعد عشر سنوات من الحصار- أن العراق باقٍ، وهو قوي، وربما أقوى مما كان.
القوة لا تقاس بما لديك من أسلحة فقط وإنما بمعنويات شعبك، بإمكانياتهم، بإرادتهم وعزيمتهم على انتزاع حقوقهم بشتى السبل، نحن.. فعلاً نحن نشعر في داخلنا كعراقيين إننا لم نهزم في هذه الحرب، وإنما الطرف الآخر هو الذي هُزِم بدليل إنه مازال يحتمي بالقوات الأميركية التي تصول وتجول وحولت الكويت إلى محمية من محميات الولايات المتحدة و(بريطانيا).
د. فيصل القاسم:
ذكرت في الوقت نفسه أن الحصار يلفظ أنفاسه الأخيرة، هل تعتقد أن ذلك فعلاً حاصل؟
داوود الفرحان:
أنا.. فعلاً يعني الحصار يتآكل، الموضوع اللي أحب أركز عليه إنه رفع الحصار كان مطلباً عراقياً طوال عشر سنوات، الآن رفع الحصار أصبح مطلباً دولياً، العالم الآن يطالب برفع الحصار عن العراق. هذا الصوت القوي الذي عبر عنه العالم بمهرجان الطائرات التي حطت في مطار صدام الدولي خلال الأشهر الأربعة الأخيرة بعشرات الوفود العربية والأجنبية التي جاءت تحج إلى بغداد.. بين قوسين (تحج) لأنها فعلاً تجربة غنية من تجارب الشعوب الحية القادرة على انتزاع حقوقها والوقوف بثبات أمام التسلط والطغيان الأميركي الذي نراه الآن في الساحة الدولية.
د. فيصل القاسم:
دكتور شفيق الغبرا في واشنطن، لا أدري إذا كنت قد استمعت إلى السيد الفرحان، السيد فرحان يتحدث هنا عن أن العراق صمد وحقق انتصاراً كبيراً على كل الذين وقفوا في وجهه خلال فترة الحرب وخلال فترة الحصار، وتحدث أن.. أن العراق هو المنتصر والآخرون أو الآخرين –إذا صح التعبير- هم المهزومون، والدليل على ذلك أنَّ هذا الحصار بدأ يتآكل وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. كيف ترد؟
د. شفيق الغبرا:
يعني الانتصار يقاس بماذا؟ الانتصار بغزو إيران وخسارة العراق الكثير من ثرواته إبان الحرب مع إيران؟! كان العراق يملك 36 مليار دولار في العائدات في الخارج خسرها وخرج مديوناً بـ 80 مليار دولار، دخل بحرب ثانية في عام 1990م خسر 250 مليار دولار ومطلوب تعويضات كمان 240 مليون دولار، ودمر البنية التحتية العراقية، أساء إلى الشعب العراقي، أساء إلى الكويت، أساء إلى الأمة العربية، مزق العالم العربي، أضعف القضية الفلسطينية أكبر ضعف من خلال الصراع -بداية- مع إيران، ثم شق العالم العربي على أوسع نطاق، حتى الآن لم نستطع أن نعقد -إلا منذ فترة قريبة- مؤتمر للقمة عربي نتيجة ما قام به العراق تجاه العالم الإسلامي وتجاه الكويت، وتجاه المملكة العربية السعودية، وتجاه دول الخليج.
لا نحتفل بانتصار.. لا يوجد منتصر في هذه الكارثة الكبيرة -الكارثة الإنسانية العربية- ولا يوجد سوى أن نرثي لحالنا بعد كل ما حصل، أن نبحث عن خطاب سياسي جديد يخرجنا من هذه العقلية نحو روحية لا تعتبر أن ما حصل عام 90 وما حصل بعد ذلك انتصار. أعود إلى مسألة العقوبات، وكنت قد سألتني عن مسألة العقوبات..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
بس دقيقة.. بس دقيقة دكتور.. دكتور الغبرا.. دكتور الغبرا..
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
وكل العرب مع رفع العقوبات التي.. نعم.
د. فيصل القاسم:
يا دكتور الغبرا.. دكتور الغبرا بس ثانية واحدة، سنأتي على موضوع العقوبات لكن هناك الكثير من الكلام الذي جاء على لسانك أريد أن أعطي السيد الفرحان، الكثير من الكلام.. يعني قال كلاماً مهماً. لماذا نحن متمسكون بهذا الخطاب حتى الآن بالرغم من كل ما حصل؟
داوود الفرحان:
أولاً.. أولاً: أود أن أقول شيئاً هو تحدث عن الخسائر.. خسائر العراق، نحن لا نحسبها بهذه الطريقة، المبادئ تحتاج إلى تضحيات، هذا هو قدرنا، العراق لما قال إنه هو حزب قومي يقود.. يقود السلطة، حزب قومي تحرري ينادي بالوحدة العربية، وينادي بإعادة الأراضي المغتصبة، ويطالب بعودة فلسطين إلى أهلها، ويطالب بإعادة جميع الأراضي العربية المحتلة من الكيان الصهيوني ومن غير الكيان الصهيوني، يفترض أنه يدفع تضحيات مقابل هذا، التضحيات اللي قدمها العراق سعيد بأنه قدمها، لأنها في خدمة الأمة العربية، وهو قدمها أيضاً في الحرب العراقية-الإيرانية التي أشار إليها..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طيب كيف سعيد؟ كيف.. كيف قدمها لخدمة الأمة العربية وهو يقول.. تحدث عن شق العالم العربي، وشق العالم الإسلامي وكل ذلك؟
داوود الفرحان:
اسمح لي.. سأعود إلى.. سأصل إلى هذا، هذا الحرب.. الحرب العراقية-الإيرانية كانت بالدرجة الأساس دفاعاً عن هؤلاء الذين يحاولون الآن حصار شباب العراق وأطفال العراق ونساء العراق، ودفعهم إلى الموت البطيء. الحرب العراقية- الإيرانية كانت للدفاع عن هؤلاء الذين ثبت أنهم لا يستحقون، ولكن العراق القوي العربي الأبي ينتصر للمبادئ أولاً ولا ينتصر لهؤلاء الأزلام.
موضوع.. يعني هذه الاتهامات تحتاج.. ممكن إنه هو يكتبها أي كاتب أو منظر، لكنها ليست اتهامات تستحق الوقوف عندها، لأنها يعني.. هي ترد على نفسها بنفسها.
د. فيصل القاسم:
هل تعتقد أنك رديت على هذا الكلام القوي الذي جاء على لسان الغبرا، أعتقد لم ترد يعني بصراحة.
داوود الفرحان:
ماذا تريد.. ماذا تريد بالظبط يعني؟
د. فيصل القاسم:
أنا أريد أن ترد عليه، يعني هذه.. هذه مجرد أكليشيهات أو شعارات، أنا أريد أن ترد عليه.
داوود الفرحان:
هو الذي ردد شعارات، شعارات معادية للعراق، موضوع أنه هو المسؤول عن الحرب، وأنه شق العالم العربي، الحرب لم تبدأ بسبب دخول العراق إلى الكويت، هو يعرف هذا والعالم العربي كلهم يعرفون هذا، هذا هو القميص الذي تسترت به (الولايات المتحدة) لضرب العراق.
تدمير العراق كان هدف إسرائيلي معلن وهدف أميركي معلن بدليل إنه مجموعات كبيرة من الكتب والأفلام وحتى ألعاب الفيديو قبل حرب 91 كانت كلها تتحدث عن تدمير العراق، كان هو العدو الوهمي الذي تنادي به الدعاية الأميركية لتدمير العرب بشكل أساسي، العراق كان يعني العرب.
القميص الذي تستروا به هو دخول العراق إلى الكويت؟ لماذا دخل العراق إلى الكويت، دخول العراق إلى الكويت كان دفاعاً عن النفس ليس إلا، لم ندخل إحنا غزاة، دخلنا دفاعاً عن الكويت، الكويت كان رأس الحربة في المؤامرة الصهيونية-الأميركية التي استهدفت العراق بعد خروجه منتصراً من الحرب العراقية-الإيرانية. لقد خرجنا نعم، خرجنا وأقول عليه بجزم: إنه خرجنا من الحرب العراقية-الإيرانية منتصرين بدليل إن الولايات المتحدة و(إسرائيل) جيشتا ثلاثين دولة لمحاربة العراق تحت شعار تحرير الكويت.
د. فيصل القاسم:
طيب.. دكتور الغبرا في واشنطن.
د. شفيق الغبرا:
نعم.
د. فيصل القاسم:
دكتور الغبرا.
د. شفيق الغبرا:
فيصل.. لا أسمعك. نعم..
د. فيصل القاسم:
آه.. لا تسمع.. طيب لم تسمع ما قاله السيد فرحان؟
د. شفيق الغبرا:
الآن أسمع، تكلم.
د. فيصل القاسم:
طيب، ألم تسمع ما قاله السيد فرحان.
د. شفيق الغبرا:
لا.. لا سمعته جيداً.
د. فيصل القاسم:
طيب، تفضل.
د. شفيق الغبرا:
نعم سمعته.
د. فيصل القاسم:
تفضل، كيف ترد على هذا الكلام؟
د. شفيق الغبرا:
دكتور.. لكن.. فيصل لا تقاطعني، وإذا قاطعتني اسألني مزيداً من الأسئلة، يعني أرى أنك تفتح حواراً طويلاً مع السرحان [الفرحان] لكنك لا تفتحه معي.
د. فيصل القاسم:
طيب.. تفضل.. تفضل.. سيأتيك الدور، لا تخف، سيأتيك الدور، تفضل.
د. شفيق الغبرا:
جيد.. جيد.. جيد، يعني أبدأ بمسألة ما قاله عن الغزو الذي.. والاعتداء الذي وقع على الكويت عام 90 في وصفه بأن هذه كانت مؤامرة كويتية. الكويت وقف مع العراق -وهو يعرف ذلك جيداً- طوال الثمانينات وطوال السبعينات وطوال الستينات، الكويت دائماً كان مع العراق وأيد العراق في الكثير من الأمور، ولكن يبدو أن الفشل الكبير الذي دخل به العراق في حربه مع إيران، وليتذكر أنه خرج ضعيفاً رغم إعلان الانتصار، إلا أنه خرج في نفس النقطة الذي بدأ فيها الحرب بخسائر كبيرة.
الدول العربية المحيطة ساعدت العراق ووقفت معه بعد الحرب واحتفلنا جميعاً، وأذكَّر أن سمو أمير دولة الكويت كان في زيارة إلى العراق، وتسلم أعلى وسام شرف قبل الغزو العراقي إلى دولة الكويت بشهور!! كيف يبرر هذا؟ وعلى أي أساس يُسلَّم سمو أمير دولة الكويت أعلى وسام شرف؟! بالمحصلة لو كان هناك مؤامرة، كيف تعامل العراق مع المؤامرة؟ سار بها بأرجله وبأيديه، ما علاقة المؤامرة باحتلال الكويت؟! ما علاقة المؤامرة بنهب نص مليون سيارة، بنهب كتب جامعة الكويت، بحرق آبار النفط؟ وعمل أكبر كارثة بيئية لمنطقة الخليج والكويت حتى الآن..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طيب.. طيب، دكتور الغبرا، طيب. دكتور الغبرا.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
الأسماك التي نأكلها تسبب السرطان. إذن..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طيب، يا دكتور الغبرا، طيب، دكتور الغبرا..
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
إذن ما علاقة هذه المؤامرة؟ إنهم المؤامرة والمحصلة.. لحظة واحدة معلش –فيصل- اسمح لي، فيصل، ملاحظة أخيرة.. ملاحظة أخيرة.
د. فيصل القاسم:
تفضل.. طيب.
د. شفيق الغبرا:
كنا نعارض الوجود الأجنبي في الكويت وفي دول الخليج وفي المملكة العربية السعودية، العراق هو الذي جاء بالوجود الأجنبي، وكلما سعينا للتخلص خلق أزمة لكي نعود مرة ثانية للتمسك بهذا الوجود!! أين الموقف القومي؟ هو الذي أبعدنا عن القضية الفلسطينية وأبعد نفسه. وماذا قدم للقضية الفلسطينية على مدى السنوات منذ جاء هذا النظام إلى الحكم؟! حروب متتالية مع مسلمين ومع عرب، كم مرة.. كم.. كم إسرائيلي قتل النظام العراقي، سوريا قاتلت، لبنان قاتل، المصريين قاتلوا، الأردنيين قاتلوا، الفلسطينيين قاتلوا، ولازالوا يقاتلون، ماذا فعل العراق؟
داوود الفرحان:
لقد قاتل العراقيون بشرف في جميع المعارك التي خاضتها الأمة العربية ضد إسرائيل، هذا تعرفه جيداً وتتغاضى عنه.
د. فيصل القاسم:
تفضل.. أيه.
داوود الفرحان:
نعم، المؤامرة الكويتية كانت واضحة جداً، ونبه إليها السيد الرئيس القائد صدام حسين في مؤتمر القمة الذي عُقِد في بغداد في أيار 1990م، نبه إلى أن قيام دولة الكويت -كما تسمي نفسها- بتخفيض أسعار النفط وزيادة الإنتاج هو مؤامرة دولية لإضعاف العراق الذي خرج تواً من حرب طويلة وقاسية ومكلفة. كان.. كان ينبغي أن تبادر الكويت إلى حل هذا الإشكال مع العراق. بالشكل الأخوي الذي تنادي به، ولكنها أمعنت في مؤامرتها ضد العراق، وهي مؤامرة مخطط لها ومدروسة، وسبق أن نبه لها العراق الرؤساء العرب، وطلب منهم أن يتدخلوا لحل هذه المشكلة قبل استفحالها، وفعلاً استجاب العراق لدعوات عديدة -عربية عديدة- قبل أن يدخل.. يسمح لقواته بدخول الكويت، وكان آخرها اجتماع الرياض الذي حضره السيد عزت إبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي.
د. فيصل القاسم:
طيب، كي لا.. يعني كي لا نجتر التاريخ كثيراً.. طيب.. آه..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
نعم.. نحن لا نريد أن نُقِّلب صفحات الماضي.. الدكتور شفيق يحاول أن يُقلِّب صفحات الماضي، ونحن نريد أن ننتقل إلى المستقبل.
د. فيصل القاسم:
طيب كيف تنتقلون.. على أي حال سأعطيك المجال فيما بعد.
[موجز الأخبار]
د. فيصل القاسم:
دكتور الغبرا في واشنطن، لا أدري إذا كنت تسمعني، أنت تقول: أنه يعني ليس من حق العراق أن يتحدث عن انتصار بعد عشر سنواتٍ من.. من.. من حرب الخليج.. من عاصفة الصحراء إلى ما هنالك، لكن هناك من يقول: بأن من حق العراق أن يفتخر بهذا الانتصار!! العراق تعرض لأكبر عدوان في التاريخ الحديث: العدوان الثلاثيني، أُسقط على العرق أكثر من سبع قنابل.. يعني بحجم سبع قنابل نووية من النوع الذي أسقط على (هيروشيما).
بعد كل هذا الحصار الجائر الذي منع حتى أقلام الرصاص من دخول العراق، الذي منع كل أنواع الأدوية في فترة من الفترات من دخول العراق!! ها هو العراق يعود إلى الحظيرة الدولية بقوة، والكثيرون يتهافتون الآن على العراق، وليتك تأتي إلى بغداد لترى الفنادق ممتلئة بكل أنواع الجنسيات، الطائرات تحط يومياً في مطار.. في مطار صدام الدولي هنا في.. في.. في بغداد، وانظر كيف تفرع العراق في أكثر من اتجاه عربياً.
الآن يتحدثون ليس عن حصار العراق بل عن حصار الكويت التي وجدت نفسها وحيدة في الساحة معزولة تماماً. كيف ترد؟
د. شفيق الغبرا:
يعني بداية لم أسمع بالتاريخ بدولة قاتلت ثلاثين دولة فيها بعض أكبر دول العالم، ولا أستطيع أن أجزم ما هي الروحية والنفسية والعقلية التي ساهمت في دولة تسعى إلى أن تقاتل ثلاثين دولة، لأذكِّر في مسألة رئيسية هنا، لأذكر في مسألة رئيسية، اسمح لي أنا سمعت.
د. فيصل القاسم:
تفضل.. تفضل.
د. شفيق الغبرا:
توسل القاصي والداني للعراق.. توسل القاصي والداني للرئيس العراقي صدام حسين لينسحب من الكويت قبل بدء العمليات العسكرية.. وعلى مدى شهور..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
يا دكتور.. يا دكتور.. دكتور الغبرا.. دكتور الغبرا.. أرجوك يا دكتور الغبرا، لا أريد أن أحول الحلقة لاجترار الماضي، أنا أتحدث عن الآن، أتحدث عن الآن، أرجوك أن نبقى في الآن ولا أريد أن أحلل، لأنه الموضوع يعني سيضيع من يدنا، تفضل.
د. شفيق الغبرا:
يعني الآن.. الآن السيد عُدي صدام حسين يقول: أنه يجب أن يغير الخارطة لتكون الكويت جزء من العراق، السيد طه ياسين رمضان يقول 99% من العراقيين مع إعادة ضم الكويت..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طيب يا سيد.. يا سيد.. يا سيد الغبرا.. يا سيد الغبرا.. أرجوك سآتي إلى هذا المحور، سآتي إلى هذا المحور..
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
وإلى آخره من أمور.. طيب..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
يا دكتور الغبرا.. دكتور الغبرا، سآتي إلى هذا المحور، أنا أسألك عن إنه العراق بعد كل ذلك يعود إلى الساحة سالماً معافى بكل.. أنا أريد أن تجيب على هذا الكلام.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
دعني.. دعني أنا.. أنا أريد أن.. أنا أريد.. هذا سؤالي السابق.
د. فيصل القاسم:
دقيقة.. دقيقة.. دقيقة.. أنا أسأله سؤالاً، والمحاصر الآن الكويت وليس العراق، لا أريد أن.. سآتي على المحور الذي تفضلت به، تفضل.
د. شفيق الغبرا:
جيد.. جيد.. يعني.. يعني الشيخ زايد منذ أيام قال: أنه مع الكويت، المملكة العربية السعودية مع الكويت، كافة الدول العربية مع الكويت، علاقات الكويت اليوم.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
(..) في ماذا.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
مع العديد من الدول العربية حتى التي لم تكن العلاقة جيدة معها في عام 90-91 وهنا أشير إلى اليمن والمملكة الأردنية الهاشمية وغيرها، وأيضاً على صعيد السلطة الفلسطينية اليوم العلاقات جيدة وإيجابية وتسير إلى أحسن، الكويت في حضن العالم العربي..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
نحن لسنا ضد هذا.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
وهي في حضن دول الخليج ومجلس التعاون. أعود إلى الآن المسألة العراقية هل يحق للعراق أن.. أن.. أن يحتفل؟ هل يحق للعراق أن يفتخر بما حصل؟ أعتقد لا يحق لأحد لا للعراق..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
أنا أريد أن أسألك سؤالاً.
د. فيصل القاسم:
بس دقيقة.. دقيقة..
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
ولا لغير العراق أن يفتخر بما حصل..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
أريد أن أسألك سؤالاً يا أستاذ شفيق..
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
وأن يحتفل بانتصار اليوم..
داوود الفرحان:
من حقنا أن نحتفل وهذا شأننا، نحن نحتفل بهذا الانتصار ونسميه انتصاراً فعلاً..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
دعني أكمل يا.. يا..
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
ولكن أسألك سؤالاً يا دكتور شفيق وأنت أستاذ في الشؤون السياسية..
د. شفيق الغبرا:
جيد.. اسألني سؤالاً.
داوود الفرحان:
هل تعتقد.. نعم، هل تعتقد فعلاً أن حرب تحرير الكويت أدت إلى تحرير الكويت؟ هل كل ما حدث إنهم استبدلوا الجندي العراقي العربي الشقيق.. شقيق الجندي الكويتي بقوات أميركية وبريطانية احتلت الكويت منذ عام 90 حتى الآن ولا أحد يعلم متى ترحل هذه القوات الغازية، أي تحرير يتحدث عنه الكويتيون؟
د. فيصل القاسم:
ومن الذي أتى أصلاً بهذه القوات؟!
داوود الفرحان:
هم الذين أتوا بهذه القوات.
د. فيصل القاسم:
كيف أتوا بهذه القوات؟ كيف؟
داوود الفرحان:
هم الذين طلبوها وهم الذين أتوا بها وسهلوا وجودها حتى الآن، ومن قواعدهم الآن تطير الطائرات الأميركية والبريطانية لضرب العراق وأطفال العراق، بعد هذا تريدنا أن.. أن نصمت؟! نعم، نحن انتصرنا في حرب 1990م..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
هل بإمكاني أن أعلق؟
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
بدليل إنه النظام العراقي مازال قائماً، ومازال منتصراً، والآن الانفتاح.. العالم كله يطالب برفع الحصار عن العراق، لأن العراق لا يمكن إلغاؤه من الموازنة الدولية لا.. لا أمنياً ولا سياسياً ولا اقتصادياً.
د. فيصل القاسم:
طيب ممتاز، شفيق الغبرا، سمعت هذا الكلام إنه يعني، العراق مازال باقياً صامداً إلى ما هنالك، تفضل.
د. شفيق الغبرا:
فيصل؟؟ دكتور فيصل.. يعني هل الجوهر هو بقاء النظام السياسي أم بقاء الشعب؟ يعني الشعب العراقي شعب عظيم، شعب عريق، شعب مثقف، شعب مبدع في كافة المجالات..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
النظام.. النظام السياسي في العراق هو جزء من الشعب العراقي، ليس نظاماً مفروضاً على الشعب.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
العلمية والاقتصادية والإنسانية. النظام العراقي أساء إلى هذا الشعب على كل صعيد وأنت تعرف ذلك..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
إنه نظام منتخب من الشعب العراقي، ويعبر عن آماله وتطلعاته، وهو جزء منه في.. في جميع معالمه..
د. فيصل القاسم:
بس دقيقة.. بس دقيقة.. تفضل.. تفضل. يا دكتور شفيق.. تفضل.
د. شفيق الغبرا:
يعني الشيء.. أعتقد إحدى النقاط.. إحدى النقاط التي ذكرها السيد الفرحان أنه اعتبر أن هناك تبديل لجنود.. يعني يبدو لي أنه لم يكن على علم بما حصل في الكويت عام 90-91، ولم يكن على علم بأننا رفضنا –ككويت- أي مساعدة، ووقعت الكويت في احتلال وفي نهب وسرقة وتدمير بيئة و قبلنا بـ..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طيب.. طيب، يا دكتور شفيق.. يا جماعة.. يا جماعة.. يا دكتور شفيق.
[حوار متداخل غير مفهوم]
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
…بعد أن وقع الاحتلال، أضيف مسألة أخرى.. أضيف مسألة أخرى.
داوود الفرحان:
لو سمحتم.
د. فيصل القاسم:
بس دقيقة.. بس دقيقة.. يا دكتور شفيق، دكتور شفيق.
د. شفيق الغبرا:
أضيف مسألة أخرى معلش.. أيوه.
د. فيصل القاسم:
يا دكتور شفيق، أرجوك.. أرجوك أن نبقى في الآن. يعني هل.. أريد أن أسألك سؤالاً، يعني دكتور شفيق يبدو أنك لا تستطيع الدفاع عن موقفك الآن في هذه الظروف فلهذا تريد أن تجر الحلقة بأكملها إلى عشر سنوات مضت. أنا أريد أن تتحدث الآن.
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
جيد، الآن.. الآن.. الآن.
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
الآن معظم الدول العربية تتقرب من العراق دعني.. تحدثت عن الإمارات العربية المتحدة لها الآن سفارة في العراق، البحرين لهم سفارة، قطر لهم سفارة، مصر أعادت العلاقات، سوريا هناك تقارب بين العراق و العراق[سوريا]، انظر إلى الوفود الأجنبية الآن، أنا أريد أن تجيبني على هذه النقطة بشكل خاص، حتى الأميركان يريدون أن يدخلوا بطريقة أو بأخرى، أنتم المعزولون الآن. أريد الجواب. أيه.. نعم.
د. شفيق الغبرا:
دكتور فيصل.. دكتور فيصل.. الكويت لا مشكلة لديها في أن يعيد العراق علاقاته مع مَنْ يريد، المشكلة ليست في هذا، للعراق كانت علاقاته من أفضل ما يكون مع عدد كبير.. مع معظم دول العالم قبل عام 90 بأسابيع وبأيام!! وبالتالي ليست هذه المشكلة. المشكلة في العقلية، في الخطاب الإعلامي، في السياسة نعم هذه علاقات تبنى الآن، ولكن مَنْ يعرف ماذا ستقومون به غداً.
هذه هي الإشكالية، هل تعلمَّ العراق؟ هل غير خطابه السياسي؟ السيد الفرحان منذ قليل يقول: الكويت –كما تسمي نفسها- وكأنه لا يعترف ولا يقر بوجود دولة الكويت رغم أننا نقر بالعراق..
د. فيصل القاسم:
سنأتي على هذا.. نعم.
د. شفيق الغبرا:
وبقيمة العراق كدولة وكحضارة وكشعب.
[فاصل إعلاني]
د. فيصل القاسم:
سيد الفرحان، هنا. أنا أريد أن يعني أدخل في نقطة مهمة جداً أنت تحدثت في البداية أنه هذا الحصار بدأ ينهار، يتآكل، يتفتت، في نزعه الأخير، يلفظ أنفاسه الأخيرة، توافق على هذا الكلام؟!
داوود الفرحان:
أيوه طبعاً.
د. فيصل القاسم:
طب، كيف يلفظ أنفاسه الأخيرة؟! هناك من يقول: أن هذه الطائرات –ما يسمى بطائرات التعاطف- التي تأتي إلى بغداد بين الحين والآخر ليست أكثر من مظهر استعراضي إعلامي لا يستفيد منه إلا النظام بالدرجة الأولى.
أنا أقرأ لك شيئاً. يقولون: أن حركة الطائرات باتجاه العراق ولَّدت انطباعاً خاطئاً مفاده أن الحصار الظالم يتداعى، وهذا الانطباع –ياريت تسمع- شديد الضرر حيث سيقود إلى استرضاء القوى التي تعمل على رفع الحصار على خلفية اقتناعها بأن قضيتها قد انتصرت، وأن المسألة باتت مسألة وقت عدا عن وقف وقطع التفاعل العربي وغير العربي مع مأساة الشعب العراقي، وتَخُّفف المسؤولين العرب من الحرج الذي ولَّده الضغط الشعبي عليهم.
يعني هذا كلامك عن زيادة الـ.. انتهاء الحصار يأتي بأضرار على العراق، يأتي بأضرار.
داوود الفرحان:
يا سيدي.. يا سيدي.. نعم.. يا سيدي، وصول الطائرات إلى العراق مظهر من مظاهر انتهاء الحصار وليس هو الهدف الأساسي..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
بس قلت أنت.. الحصار يتآكل وينتهي.. أيه.
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
لأنه أولاً: ليس هناك حظر دولي شرعي على الطيران من وإلى العراق، ما هو الفرق بين وصول السفن أو سيارات إلى العراق ووصول طائرات؟ هذه.. هذه ليست مشكلة، المشكلة.. الموضوع يعني الأساسي إنه الحصار بدأ يتآكل بدليل.
د. فيصل القاسم:
بدليل كيف..أيه؟
داوود الفرحان:
بدليل إنه قناعة العالم الآن إنه استمرار الحصار يؤذي الآخرين أكثر مما يؤذي العراق، أو إذا أردنا أن نخففه يؤذي العراق ويؤذي الآخرين بنفس.. نفس المقياس. الآن أصبح اقتناع لدى العالم إن الحصار جريمة دولية بيعاقب عليها القانون، إنها جريمة دولية بحق الناس..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طيب.. مَنْ يقول هذا الكلام؟ أنا أريد..
داوود الفرحان:
جريمة بحق أطفال العراق الذين يموتون يومياً.
د. فيصل القاسم:
لا نختلف على هذا الكلام، لكن هل تسمع هذا الكلام من الأمم المتحدة؟!
داوود الفرحان:
المنظمات الإنسانية الدولية اليونسيف واليونسكو..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
أي منظمات إنسانية؟! ما محلها من الإعراب في كل هذا الصراع؟!
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
ومنظمة الصحة العالمية والمنسقين الإنسانيين، ومبعوثين الأمم المتحدة في العراق أنفسهم تحدثوا عن هذا.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
أنا.. أنا.. أنا أتحدث عن القوى الفاعلة، ما محل هذه المنظمات من الإعراب؟
داوود الفرحان:
جميع القوى في العالم تطالب برفع الحصار باستثناء دولتين هما أميركا وبريطانيا وتابعيهما الكويت والسعودية، الآن..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
مَنْ.. مَنْ الذي..؟ هل تريد أن تقول لي: (روسيا) تريد أن ترفع الحصار؟! لا تريد أن ترفع.
داوود الفرحان:
نعم.
د. فيصل القاسم:
دقيقة.. (فرنسا) تريد أن ترفع الحصار؟ كله يلعب على الأحبال.
داوود الفرحان:
نعم، تريد أن ترفع الحصار.. نعم، المناور السياسية موجودة، لكنه لجميع هذه الدول مصلحة في رفع هذا الحصار، مثلما للعراق مصلحة في ذلك. السبب الآخر اللي يدعو إلى أنه القناعة الكاملة إنه الحصار بدأ يتآكل إنه المخطط الأميركي لاحتواء العراق فشل فشلاً ذريعاً باعتراف الأميركان نفسهم والعالم أيضاً، الإدارة الأميركية الجديدة تبحث الآن عن سبل جديدة لما تسميه تفعيل العقوبات أو أي شكل من أشكال..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
فشل في احتواء العراق؟!
داوود الفرحان:
فشل في..
د. فيصل القاسم:
الحظر.. طيب كيف ترد على الذين يقولون في الاتجاه الآخر: بأن -في الواقع- أن هذا الحظر حقق أهدافه، والدليل على ذلك أن أهدأ عشر سنوات يعيشها العراق في تاريخه الحديث..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
مَنْ قال هذا؟
د. فيصل القاسم:
أهدأ عشر سنوات هي سنوات الحظر، لم يفعل أي شيء العراق.. ساكت!!
داوود الفرحان:
بالعكس.. بالعكس الآن.. الآن المنطقة خلال ها العشر سنوات على كف عفريت، الآن بدليل إنه تصريح لمسؤول عراقي واحد يقلب الدنيا في الكويت، ويجعل وزارة الخارجية تهب عن بكرة أبيها باتجاه العالم رافعة شكاوى، وتطالب بعطف العالم عليها، العالم.. الأزمة..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
سنأتي إلى ذلك لا شك، لكن أنا أريد أن أبقى، كيف تفسر للعالم العربي إنه الحصار فعلاً بدأ يتآكل ومظاهره موجودة للعيان؟ أنا أريد أن تعطيني.. ترد على كلامي، على هذا الكلام. طب، أنا إذا سألتك 3 أسئلة، ما هي مرتكزاتك؟
داوود الفرحان:
بدليل.. نعم.. دعني أقول لك.
د. فيصل القاسم:
تفضل.
داوود الفرحان:
اللي تفضلت به حضرتك الآن، فنادق بغداد كاملة العدد، رجال أعمال، تجار، شركات، دول، ممثلي دول يطالبون بتحقيق عقود واتفاقيات مع العراق، اتفاقيتي السوق الحرة التي وقعت مع مصر وسوريا والتي لم يمكن.. لم يكن ممكناً عقدها قبل فترة قصيرة. الـ.. مهرجان الطائرات نفسه.. نفسه هو مظهر من مظاهر التآكل.. تآكل الحصار، لأنه الحاجز النفسي..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
التآكل، بس أنت قلت قبل قليل أنت، بس يا سيد فرحان..
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
الحاجز النفسي الذي كان يمنع وصول الطائرات الآن انهار، انهار.
د. فيصل القاسم:
بس يا سيد الفرحان، جاوبني على هذا السؤال: أنت تعلم أن حظر الطيران لم يكن منصوصاً..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
عليه في قرار..
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
عليه قانونياً في قرارات الأمم المتحدة، ولهذا هناك من يقول بأنه: يجب أن لا نطبل ونزمر له كثيراً.
داوود الفرحان:
صارت أكذوبة صدقها البعض أنه هناك حظراً دولياً على الطيران.
د. فيصل القاسم:
طيب، بس أنا أعطيك شوية، أنا..، يقولون: إن للحصار هيكلة محددة يمكن أن نميز بين عناصرها الرئيسية من الثانوية. فاللرئيسي منها عناصر -يعني في الرئيسي من عناصر الحصار- ثلاثة مرتكزات: الرقابة على الأسلحة العراقية، السيطرة على المال العراقي.. المال العراقي الذي يتوفر من خلال بيع النفط العراقي، هذا مرتكز ثاني. المرتكز الثالث: حظر الطيران فوق الشمال والجنوب، ويقولون في هذا السياق: إن أي مبادرة لا تؤدي إلى إنهاء هذه المرتكزات لا تؤدي -في نهاية المطاف- إلى إنهاء الحصار.
أما بقية آلية الحصار فثانوية ولا يقود كسرها إلى إحداث تغيير جوهري في الوضع. أريد أن تجيب؟
داوود الفرحان:
نعم.. نعم، التفتيش.. موضوع التفتيش موضوع انتهينا من عنده نهائياً، وأصبحت قناعة لدى العالم أنه العراق لن يقبل التعاون مع المفتشين الدوليين أو الجواسيس بأي شكل من الأشكال، لا من خلال القرار 1284 ولا من خلال أي قرار آخر، إلا إذا كانت.. إذا طبقت الفقرة 14 من القرار 687 بفرض رقابة على جميع دول المنطقة فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل. العراق حاله حال بقية الدول، لن.. ليست هناك عودة لموضوع التفتيش، انتهينا منه، هذا أحد مظاهر..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
كيف انتهيت منه؟ كيف انتهيت منه؟
داوود الفرحان:
لن نسمح بهذا..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
أنت لا تسمح به لكن هناك قرار دولي.
داوود الفرحان:
الآن بدليل مضى سنتين بدون وجود أي مفتشين!!
د. فيصل القاسم:
لكن القرار الدولي.. أنت تسمع الكثيرين الآن..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
القرار الدولي لن نتعامل معه، هذا حبر على ورق.
د. فيصل القاسم:
كيف.. طيب حتى روسيا.. حتى روسيا تشترط.. تشترط أن ترفع العقوبات بعد أن يقبل العراق بعودة التفتيش، وكذلك فرنسا، وكذلك كل الأصدقاء الذين تأتي طائراتهم إلى هنا مازالوا متمسكين بالقرار.
داوود الفرحان:
يا سيدي، أنت.. أنت تريد الحديث عن القرار 1284.
د. فيصل القاسم:
بالضبط.
داوود الفرحان:
1284، القرار.. ماذا ينص القرار؟ يعني الذي يروج له إنه رفع الحصار.. تعليق الحصار يتم بعد تعاون العراق الكامل مع المفتشين الدوليين، لكن القرار موجود أمامي، ليس فيه فقرة واحدة تنص على هذا التعليق بعد رفع الحصار.
د. فيصل القاسم:
طيب، طيب، ماشي.. ماشي، سأعطيك المجال لكن لدي الكثير من المكالمات، فاضل الشاوي من (الدنمارك) تفضل يا سيدي.. سيد شاوي من الدنمارك تفضل. يبدو أن الخط غير واضح تماماً، هند يونس سوريا تفضلي يا ستي.
هند يونس:
مرحباً.. مرحباً أستاذ فيصل.
د. فيصل القاسم:
يا هلا.. يا هلا.
هند يونس:
إيش لون أستاذ فيصل؟
د. فيصل القاسم:
الحمد لله، بألف خير تفضلي يا ستي.
هند يونس:
نشكركم على البرنامج هذا طبعاً، أنا عراقية من العراق بس مقيمة في سوريا.
د. فيصل القاسم:
تفضلي.
هند يونس:
أول ما.. يعني ده شو اسمه؟ طبعاً هذا الحصار والشغلات اللي.. اللي عملوها كلتها طبعاً هاي مؤامرة أميركية على العراق، وعلى الشعب العراقي، ونحن طبعاً من قبل عشر سنوات إحنا ما قبلنا يعني هذا الشغلة يعني تصير، بس هي مؤامرة ضد العراق. حتى الحرب الإيرانية.. حتى الحرب الإيرانية طبعاً هي (عملت) مؤامرة من أميركا.
العراق ما له ذنب والنظام ما له ذنب، وهو السبب كلته شغل أميركا هذا، دمرت العراق ودمرت الشعوب العربية كلها طبعاً. يعني نحنا تأذينا، الشعب تأذى، الدول العربية تأذت، كلها من ورا شغلات.. شغلات أميركا، يعني لولا أميركا العراق ما يمد إيده على الكويت ولا له شغل بالكويت.
د. فيصل القاسم:
طيب.. طيب يا ستي، أشكرك جزيل الشكر سيدة يونس من سوريا. دكتور الغبرا، لا أدري إذا سمعت السيد الفرحان هنا والمكالمة الأخيرة تفضل.
د. شفيق الغبرا:
نعم، سمعت ولكن لي ملاحظة لك –فيصل- أنك تعطي ضيفك في الاستديو الكثير من الوقت ولا تعطيني أي من الوقت، وتقاطعوني عندما أبدأ بالحديث يعني..
د. فيصل القاسم:
خد الوقت.. خد الوقت.. خذ الوقت الكافي، تفضل.
د. شفيق الغبرا:
يعني أتوقع منك.. لن.. لن.. آخذ الكثير من الوقت، ولكن أتوقع منك أن تتوجه بأسئلة تسمح بتوضيح الصورة أيضاً من جانبك.
د. فيصل القاسم:
تفضل، تفضل.
د. شفيق الغبرا:
وذلك لأهمية الموضوع والمواضيع المطروحة.
د. فيصل القاسم:
طيب.. طيب، تفضل.
د. شفيق الغبرا:
بداية دعني أقول لك: أنك -دكتور فيصل- أصبت كبد الحقيقة، النظام بالعراق يتصرف وكأن العقوبات قد انتهت!! أعطيك أمثلة. على سبيل المثال هناك 15 مليار دولار في صندوق العقوبات.. في الصندوق الخاص بالدواء والغذاء وغيره في البنك في فرنسا، العراق لم يستخدم هذا المبل!!. هناك تخفيف لصادرات النفط العراقية على مدى عدة أسابيع خسر العراق من جرائها 600 مليون دولار. هناك 100 مليون دولار قدمه العراق لفقراء أميركا!! وكأن فقراء أمريكا أهم من الشعب العراقي واحتياجاته!! كافة المطالب وكافة المتطلبات التي تطرحها الأمم المتحدة..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
هذه.. هذه حالة إنسانية.
د. فيصل القاسم:
بس دقيقة.. دقيقة.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
على العراق فيما يتعلق بالأدوية، الأغذية، احتياجات الأمهات، الحليب، وغيره من القضايا الرئيسية العراق يأخذ 10% أو 20% من المطلوب ويخبئ بقية المال في الصندوق الموجود في فرنسا. ما أريد أن أقوله..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
أين يخبئ ذلك؟ أين يخبئ ذلك؟
د. فيصل القاسم:
بس دقيقة.
د. شفيق الغبرا:
هناك إشكالية في العقلية، ويبدو أن.. معظم الجهد العراقي يعود -مرة ثانية- باتجاه عرض عسكري بألف دبابة بعد عشرة سنوات من حرب كارثة على العراق والكويت والأمة العربية والإسلامية.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
نعم.. نعم.. الجيش العراقي مفخرة للعرب وينبغي أن نتباهي به.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
فهذه المظاهر، هذه السياسات تؤكد ما أنت قلته في هذا الإطار.
د. فيصل القاسم:
طب، بس يا دكتور.. يا دكتور.. دكتور الغبرا.. دكتور الغبرا، أنت ذكرت الاستعراض العسكري، وفعلاً كان هناك استعراض عسكري عراقي من الطراز الأول وبـ.. يعني كان هناك.. يعني عرض بكل معنى الكلمة. ألا.. ألا يطرح هذا الاستعراض أو هذا العرض سؤالاً كبيراً: أين التشدق الأميركي والتشدق العربي وإلى ما هنالك بأن قوة العراق ضُرِبت، وبأن العراق أصبح أعزل وإلى ما هنالك؟ يبدو من هذا العرض أن العراق بألف خير، بقوة، ولديه جيش يمكن أن يفتخر به وإلى ما هنالك من هذا الكلام. هذا يرد على كل المزاعم.
داوود الفرحان:
هو يفترض أن يفتخر الأستاذ شفيق أيضاً بهذا الجيش العربي إذا كان هو أيضاً إحساسه عربياً معنا، وأرجو أن يكون كذلك.
د. فيصل القاسم:
تفضل.. طيب.. تفضل، شرِّف يا دكتور.
د. شفيق الغبرا:
باختصار شديد يعني (الاتحاد السوفييتي).. الاتحاد السوفييتي الذي سقط خلال أيام وشهور امتلك أكبر قوة عسكرية في العالم!! ماذا فادت القوة العسكرية الاتحاد السوفييتي؟! إن الأساس هي العقلية، هي النفسية، هي وسائل العمل السياسي والديمقراطي الداخلي، هي في التراحم فيما بين الشعب العراقي، هي في التحاور، هي في روحية السلم وبناء الثقة مع الجيران ومع الآخرين، هذا هو الجوهر. (اليابان) لا تملك سلاحاً نووياً، ولا تمتلك جيشاً جباراً كبيراً، ربما لو دخلت الحرب مع العراق ينتصر العراق على اليابان وهي ثاني اقتصاد في العالم، (ألمانيا) لا تمتلك الأسلحة النووية، علينا أن نتخلص من هذه العقلية، أن نفكر بمؤسسات اقتصادية..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
أي عقلية؟
د. فيصل القاسم:
دقيقة.. دقيقة.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
بروحية اقتصادية عالمية، هذا.. هذا مؤسف ما أسمعه من السيد الحاضر.
داوود الفرحان:
هذا هو الفرق.. هذا هو الفرق بين العراق والعقلية التي تحكم الكويت، نحن نفتخر بوجود جيش عراقي قوي لخدمة القضايا العربية والدفاع عن مقدساتها، أما أنتم فهمُّكم الاقتصاد، واكتناز الأموال، وشراء الأسلحة التي تخزنونها في الصحراء ولا نعرف هل ستحررون بها الأندلس، أم ستحررون بها بلاد السند؟ سيدي، تحدثت عن موضوع العقود..
د. شفيق الغبرا:
يعني ما يمكن.. أعتقد من المهم.
داوود الفرحان:
العقود والمواد التي يخزنها العراق.
د. فيصل القاسم:
بس دقيقة.. بس دقيقة.
داوود الفرحان:
لا، أتحدث عن هذا وينبغي.. ينبغي أن أرد عليها.
د. فيصل القاسم:
بس دقيقة.. سأعطيك المجال.. بس دقيقة سأعطيك المجال.. يا ريت.. بس.. دقيقة.. سأعطيك المجال.. تفضل يا دكتور.. تفضل.
د. شفيق الغبرا:
يعني أعتقد.. طبعاً أنا.. أنا أعتقد أنه عندما.. عندما تفتح العراق على الشعب العربي وعلى الشعوب العربية، ويبدأ العراقيين بالسفر إلى الدول العربية المحيطة من المملكة العربية السعودية، إلى الكويت، إلى دول الخليج الأخرى، إلى المغرب، إلى الأردن وغيره، مزيداً من الانفتاح، سيُصدَم الشعب العراقي بمدى الجريمة التي ارتكبت بحقه من ِقبَل النظام العراقي في سياساته على مدى العشرين عاماً الماضية، سيتأسف على ما حصل، وربما هذا يكون عاملاً مهماً في دفعه نحو النهضة ونحو التخلص من هذا النمط من الحكم.
دعني أقول ربما المسألة الرئيسية –وأنا أؤيد في هذه رفع العقوبات عن العراق- عدم مبادلة الغذاء والدواء بالنفط، وإنما مبادلة النفط بالحرية والديمقراطية في العراق.
داوود الفرحان:
الحرية والديمقراطية وبلدي -يا دكتور شفيق- بخير، أود أن أطمئنك على هذا. الحريات العامة مصانة، ولدينا مجالس منتخبة ورئاسة منتخبة، وجمعيات ونقابات منتخبة ومعروفة ومنضمة إلى اتحادات عربية ودولية، هذا.. لا.. لا.. أرجو ألا تتباكى على حريات الشعب العراقي.
نحن -وأنا أكلمك وأنا شخص غير منتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي- أنا مواطن عراقي مستقل، ولكنني أفخر بأن حزب البعث العربي الاشتراكي يقود بلادي، وأفخر بأن الرئيس صدام حسين يقود هذه المسيرة.
أقول لك: إن شعب العراق بخير، اطمئن تماماً، ولا.. ولا حاجة للدولة العراقية أن تخبئ الأدوية والمستلزمات الإنسانية التي تحدثت عنها. العراق حصل على مواد بقيمة تسعة مليارات و617 مليون دولار فقط، بينما حصلت الأمم المتحدة على 13 مليار و 600 مليون دولار!! العقود المعلقة والمؤجلة التي تحدث عنها-، والذي قال: إنها موجودة في البنك الفرنسي- تجاوزت قيمتها 11 مليار دولار!! عُلِّقت هذه العقود بسبب المندوبين الأميركي والبريطاني للذين يتباكيان الآن، لأنه كيف العراق يتبرع للشعب الفلسطيني والشعب العراقي في حاجة إلى هذه الأموال؟!
الشعب العراقي يفخر وله الشرف أن يتقاسم خبزه مع الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض إلى مذبحة جماعية تحت سمع وبصر الولايات المتحدة التي تتباكى على حقوق الإنسان.
د. فيصل القاسم:
طيب.. طيب، وهذا.. وهذا -يا دكتور- الغبرا يعني يقودنا إلى سؤال، يعني أنت تقول: لماذا يتبرع العراق؟ يعني في واقع الأمر إذا نظرنا إلى الواقع الآن نرى فعلاً أن العراق أعلن عن أنه سيقدم للفلسطينيين حوالي –أو أكثر- من مليار يورو في الوقت الذي يتجادل فيه بقية العرب كيف سيوصلون هذه.. يُوصِلون هذه الأموال إلى الفلسطينيين؟
هناك حديث عن أن هناك لجنة عراقية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة تقدم المعونات بشكل يومي من أموال العراق للفلسطينيين المتضررين هناك، أما في.. أنت تعلم يعني بعض الدول العربية الأخرى عم بتعير.. عم بتعير..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
هذا يؤكد جوهر السياسة العراقية.
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
دقيقة.. عم بتعيِّر الفلسطينيين بأن عالجنا لكم كم جريح وكم مريض يعني إلى ما هنالك من هذا الكلام. ما العيب في أن يقدم العراق.. يتقاسم هذا الخبز مع غيره من.. هذا موقف قومي يعني يُحسَب له؟
د. شفيق الغبرا:
جيد، لا يوجد مشكلة، بالعكس، يعني هذا جيد بمعنى..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
ماذا قدمت الكويت للانتفاضة الفلسطينية؟ ماذا قدمت الكويت للفلسطينيين باستثناء طردهم من الكويت؟
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
أنه على الجميع أن.. أن يؤيد، وأن يتعاطف، وأن يقدم للقضية الفلسطينية، هذا شيء أساسي ومهم. ولكن ما نخشاه أن العراق يقدم هذا لأسباب دعائية نعرفها جميعاً، لقد أضر النظام العراقي بالقضية الفلسطينية..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
لا داعي لهذه الخشية.. لا داعي لهذه الخشية.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
(أكثر).. أكبر الأضرار على مدى السنوات، وحتى الآن لازالت هذه الأضرار حاضرة في الواقع الفلسطيني وفي الساحة الفلسطينية. لن تُحَل هذه المسألة من خلال بعض التبرع هنا أو ذاك، هنا المشكلة فيما يتعلق أن القضية الفلسطينية أكبر وبالتالي ليس هذا الأساس..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
أية أضرار؟! الأضرار التي تسبب بها وزير الدفاع الأميركي الذي ينتقل من الكويت مباشرة إلى (تل أبيب)؟
د. فيصل القاسم:
بس دقيقة.. دقيقة.. دقيقة.. طيب، محمد ظاهر من فرنسا، تفضل يا سيدي .
محمد ظاهر:
آلو، السلام عليكم.. آلو.
د. فيصل القاسم:
وعليكم السلام.
داوود الفرحان:
عليكم السلام.
د. فيصل القاسم:
يا هلا تفضل يا سيدي.
محمد ظاهر:
أولاً: أريد أن أشير للإخوة المشاهدين حول تعتيم إعلامي حول حقيقة دخول العراق الكويت. فبالمعلوم أن العراق دخل الكويت بعلم من الولايات المتحدة الأميركية، كانت تعلم الولايات المتحدة الأميركية أن العراق سوف يدخل الكويت، وبهذا أقنعت الكويتيون والسعوديين بهذا، وأتت القوات الأميركية، هذا يجب أن يعرفه الجميع فيه تعتيم إعلامي على الموضوع.
إذن كانت أميركا على علم بدخول العراق، وكانت تريد هذا، قالت: أنتو عرب واتفقوا مع بعض وليس لنا علاقة، وبعد أن دخل العراق دمرت العراق أميركا. هذا شيء يجب أن يعرفه الجميع لأنه فيه تعتيم إعلامي عليه.
غزى.. القضية الأخرى بالموضوع: يتكلم الدكتور شفيق الغبرا عن أن العراق غزو إيران، وأنا أتفاجئ هو في الحقيقة لأن العراق دخل إيران.. غزو إيران هذا صحيح، مَنْ الذي أيد العراق؟ الذي أيدته هي الكويت والسعودية، أليس كذلك؟ وكان يُقال أن العراق..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طيب.. دول الخليج، طيب، بس يا سيد.. يا سيد ظاهر.. سيد ظاهر.. كي لا نريد.. لا نريد أن نجتر هذه الأحداث لأنه الوقت لا يسمح لنا، خلينا بموضوع عشر.. عشرة أعوام على الحصار المفروض على العراق، إذا كان لديك أي شيء بهذا الخصوص تفضل، يعني لا نريد أن نجتر الماضي لأنه ممكن نخصص له حلقاته، تفضل.
محمد ظاهر:
سأقول شيء.. لأ.. لأ، فيه تناقض في كلامه يعني فيه تناقض –عفواً- فيه تناقض في كلامه، يقول: أن العراق.. أن العراق غزو إيران ومعهم هم.. مَنْ الذي أيد العراق؟ اللي أيد العراق الكويت والسعودية، فيه تناقض في كلامه، طب أنا أقول لك فيه تناقض.
د. فيصل القاسم:
طيب أشكرك جزيل.. أشكرك جزيل الشكر، زاد زاد ألمانيا، تفضل يا سيدي.
ازاد ازاد:
تحياتي إلك يا دكتور فيصل.
د. فيصل القاسم:
يا هلا.
ازاد ازاد:
موضوعي هي حول حصار العشر سنين على الشعب العراقي. الملاحظ حول البرنامج بأنه ما.. ما موجود فصل ما بين الشعب العراقي والنظام العراقي، والأستاذ داوود الفرحان ده يحاول أن يجيِّر دائماً موضوعة كسر الحصار بصالح النظام العراقي، حتى مصر وسوريا والكل يؤكدون على مسؤوليتهم مسؤولية لصالح الشعب العراقي، بالوقت اللي هم يتحدثون حول الحصار وموت الأطفال وإلى آخر شي أكو صار.. صار في الحكومة العراقية 2000 مليون.. 2 مليار دولار لبناء 84 قصر رئاسي، ومجمع صدامية الثرثار المكون من 625 فيلا!! وهو الآن يوزع.. وإذا عند أتحدث لك الآن قبل 3 أشهر موزع 300 ألف قطعة أرض على عناصر الميلشيات مالته!! هاي واحد.
اثنين: أتمنى.. أتمنى إلك إقامة في بلدي العراق، وأنت في بغداد الآن، هل بإمكانك أن تتمشى على أبو نواس؟ هل بإمكانك أن تشوف القصور للسيدة زوجة الرئيس وعدي وإلى آخر شي؟ أنا كنت.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
هذا كلام خارج الموضوع، هذا الكلام خارج الموضوع.. أخ ازاد..
د. فيصل القاسم:
طيب، يا سيد.. يا سيد يا سيد.. ازاد.. يا سيد أزاد.. يا سيد ازاد.. يا سيد ازاد أنا إذا أردت أن تسألني شخصياً أريد.. يعني أستطيع أن أجيبك: أنا فعلاً تجولت في كل شوارع بغداد -ولا أقولها للدعاية- ولا.. ومشيت في كل أنحاء بغداد بكل حرية، وشاهدت كل شيء فهذا أريد أن أطمئنك يعني -ولا أريد أن.. يعني أقدم أي نوع من الدعاية للعراق ولا من هذا الكلام- تجولت في كل أصقاع بغداد بكل حرية، ذهبت إلى النواس وربما أذهب إلى أبو نواس اليوم لأكل السمك (المسقوف) يعني، فعلى أي حال..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
هل يعتقد الأخ ازاد أنه النظام العراقي يعني من حملة الجنسية الألمانية مثلاً أو الجنسية التشيكية؟! هم عراقيون اختارهم الشعب العراقي، هم جزء من الشعب العراقي يتحملون ما يتحمل، وانتهاء الحصار يصب في خانة النظام العراقي -كما يسميه- وكما نسميه نحن القيادة العراقية مثل ما يصب في خانة الشعب العراقي.
د. فيصل القاسم:
طيب، لكن إذا تحدثنا يعني الرجل تحدث.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
عن موضوع توزيع الأراضي على.. على..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
لا.. موضوع يعني هذه..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
يعني وزعت على مَنْ؟ وزعت على الشعب العراقي، الآن توزع الأراضي رغم الحصار، وهناك خطة شاملة لإعادة.. لإسكان الناس وبناء مجمعات سكنية للجميع، وُزِّعت على جميع موظفي الدولة اللي هم ذوي الدخل المحدود.
د. فيصل القاسم:
طيب.. طب، السؤال المطروح الآن: نحن قلنا -قبل قليل- أن العراق يتحدث دائماً عن أن هناك مشكلة في السيولة بسبب الحظر الدولي المفروض عليه، وأن هناك نقصاً في المواد، وإلى ما هنالك من.. من.. من هذا الكلام، وإنه الحصار ظالم، وقلة الموارد المالية بسبب اقتطاع الكثير من الأجزاء منها. طب، السؤال المطروح: إذا قدمنا للانتفاضة الفلسطينية مليار يورو فعلاً، هذا عمل قومي لا شك لا أحد يستطيع أن يشكك، لماذا تقدم لفقراء أميركا هذا المبلغ وتعلن.. يعلن عنه العراق ويفتخر ويعتز بأنه قدمه؟! طب، أليس العراقيون في داخل العراق يعني أولى بهذا المبلغ؟ أليس الأقربون أولى بالمعروف؟
داوود الفرحان:
كان واحضاً في ديباجة القرار.. كان واضحاً في ديباجة القرار إنه قرار اتخذ لأسباب إنسانية. أنا قبل هذا..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طب أليس الأقربون أولى بالمعروف؟
داوود الفرحان:
مَنْ؟
د. فيصل القاسم:
العراقيين الذين.. يعني هناك الكثير من العراقيين الذين تأذوا من.. من الحصار، لماذا تقدمونهم إلى فقراء أميركا؟!
داوود الفرحان:
هذه سياسة دولة، سياسة دولة.
د. فيصل القاسم:
كيف تدافع عن هذه السياسة؟
داوود الفرحان:
أدافع عنها لأنه هو اتخذ قرار، وواضح جداً إنه اتخذ لأسباب إنسانية، وفي يقيني الشخصي أيضاً إنه جزء من رد على ما خصصته المخابرات الأميركية لمجموعة من المرتزقة الذين يسمون نفسهم بالمعارضة العراقية ولا أساس لهم داخل العراق، خصصت لهم أيضاً 100 مليون دولار توزع عليهم لاقتسامها.
د. فيصل القاسم:
بس ألا تعتقد أن هذا الرد يعني غير منطقي بأي حال.. لماذا؟ بس دقيقة..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
هو هذا (…) الشخصية.. هو الرد..
د. فيصل القاسم:
دقيقة.. إذا.. إذا أميركا قدمت للمعارضة العراقية الذي أنت.. التي أنت تصفها يعني بأنها معارضة هزيلة وأصبحت مهزلة المهازل برأي الكثيرين، لكن السؤال المطروح الآن.. السؤال المطروح.. السؤال المطروح: هذا الموضوع مختلف تماماً، مختلف تماماً، أميركا تدفع للمعارضة العراقية كي تنال من العراق، كي تضر بالعراق، يعني تستخدمها كمخلب قط، كيف أنتم تستخدمونها؟
داوود الفرحان:
نعم.. نعم، وإحنا..نحن.. نحن ندفع لأسباب ثانية، نحن نظام يؤمن بالإنسانية، ويعطي درس للأميركان إنه هو كما ينتصر للقضايا العربية ينتصر أيضاً للقضايا الإنسانية، إنه الزنوج الأميركان هم في قاع المجتمع الأميركي، وبالعكس أنا أعتبرها ضربة معلم إنها جزء من الخطاب السياسي العراقي، جزء من المحاورة العملية للرد على..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
بس ألا تعتقد أن مثل هذا التصرف قد يقلل من تعاطف الناس مع الشعب العراقي ومع.. ومع العراق بشكل عام؟
داوود الفرحان:
أنا لا أعتقد
د. فيصل القاسم:
لا تعتقد. سيد الغبرا، تفضل، دكتور الغبرا.
د. شفيق الغبرا:
جيد، أعتقد أن لب المسألة في كل ما هو قائم مرتبط بإثبات العراق لنواياه السلمية لجيرانه وتطبيق العراق للقرارات الدولية، دول مجلس التعاون اجتمعت منذ أسابيع قليلة، وخرج عنها بياناً هادئاً طيباً إيجابياً عبر عن إجماع كل دول مجلس التعاون بما فيها الكويت والسعودية، ناشدت العراق أن يفتح حواراً مع الأمم المتحدة، وناشدت العراق أن يطبق القرارات الدولية بطريقةٍ تساعد العراق على أن يخرج من هذا الوضع.
ما نلاحظه حتى الآن هو تمادي في التعنت، واعتبار أن الوسائل الملتوية هي التي تؤدي.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
بعد عشر سنوات تطالبون العراق بتنفيذ القرارات الدولية؟! أي قرارات دولية؟
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
ولا مانع ليسقط.. ليسقط الكثير من الأبعاد، ولكن تبقى الأمور الرئيسية التي تضر بالشعب العراقي، لابد من أن تكون القيادة العراقية من المسؤولية أن تتصرف بمسؤولية تجاه محنة الشعب العراقي، وأن تتصرف سياسياً تجاه هذه المحنة على الصعيد الدولي، وهذا ما تقوله روسيا، و(الصين)، وفرنسا، وكل دول مجلس الأمن للعراق، وهو حتى الآن لا يَسمَع.
داوود الفرحان:
القيادة السياسية العراقية تتصرف بحكم مسؤولياتها الداخلية والعالمية، الخطاب السياسي العراقي يهتدي بهذه السياسة، ويعني.. يعني لابد من يعني إيجاد حل المشكلة بشكل من الأشكال.
د. فيصل القاسم:
طيب.. ماشي، الدكتور محمد سعيد البوريني من واشنطن، تفضل يا دكتور.
د. محمد سعيد البوريني:
نعم يا خوي، طبعاً أنا بأسمع لـ.
د. فيصل القاسم:
تفضل يا سيدي.
د. محمد سعيد البوريني:
بأسمع بشكل يعني اهتمام كثير بالأشياء اللي بيقولوها الإخوان. أول شيء: بأحب أذكر إنه الحصار إذا فكوا الحصار الاقتصادي لازم يكون هناك فيه إعلام كويس وأنا موجود في أميركا. يعني أضرب لك مثل: من حوالي أسبوعين أنا ضرت اجتماع للجنة المركزية للحزب الديمقراطي في منطقتي، فسألت الموجودين قلت لهم: بدنا بمناسبة عشر سنوات على حرب الخليج، شو بتحبوا نوجه رسالة إلى السيد صدام حسين؟ تعرف إيش قالوا لي كلهم بدفعة واحدة؟ We Want cheap oil، بدنا بترول رخيص.
د. فيصل القاسم:
رخيص.
د. محمد سعيد البوريني:
ما قالوا على الأيتام، ولا على اللي ماتوا من الأطفال وشي من ها النوع، بيهمهم الشغلة هاي، ليش؟ لأنه الإعلام –مع الأسف- ما موجود هنا فيه إعلام، تحسين صور العراق مهم جداً، وهذا الأمر أنا كنت فيه بشكل طبيعي يعني كرئيس اللجنة العربية الأميركية ضد التدخل بالخليج، الإخوان عارفيني بالعراق وصلت هناك، وحاولت أبين لهم..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طب بس.. بس يا سيد البوريني، يا دكتور البوريني.. يا دكتور البوريني.. يا دكتور البوريني، أنت تتحدث عن مشكلة الإعلام كما لو كانت مشكلة تتعلق فقط بالعراق، يعني أنت تعلم أن الإعلام العربي -بشكل عام- لا هَمَّ له ولا شيء آخر إلا التطبيل والتزمير للحكام والأنظمة إلى ما هنالك.
يعني السؤال المطروح الآن: إنه المشكلة ليست مشكلة عراقية، يعني موضوع الإعلام ليس هو المشكلة بالنسبة للعراق، كل الإعلام العربي غير قادر على توصيل القضايا العربية للغرب، هو لا يستطيع أن يوصلها إلى.. إلى العرب يعني بين بعضهم، فكيف أن يوصلها إلى.. إلى الغرب وأميركا بشكل خاص، خاصةً وأن الإعلام الصهيوني هو المسيطر؟!
يعني المشكلة ليست مشكلة إعلام عراقي، المشكلة أكبر من ذلك. ماذا تريد أن تقول؟
د. محمد سعيد البوريني:
اسمح لي -دكتور فيصل- أنا ما بأقصد الإعلام العراقي هنا، أقصد هنا في داخل أميركا والأهمية للوصول إلى القواعد الشعبية الأميركية والتي لا تسيطر عليها الصهيونية. أنا أهتم بقضية المسلمين اللي موجودين هنا إنهم يصوتوا وينتخبوا، بعدين أنا أنتقد العراقيين هناك، أول شيء: يركزوا على الشؤون الداخلية، بعدين أنا ذكرت لهم إنه يهتموا بشغلة إحضار العقليات العربية الممتازة الموجودة في الخارج يجيبوها إلى العراق، وتكون دولة اقتصادية مهمة جداً، والدليل على ذلك –زي ما ذكرنا- في ألمانيا واليابان اللي هم انكسروا بالحرب العالمية ودُمِّروا، شوف قد إيش عظمتهم وقوتهم الآن العالمية كلها!!
ولذلك أنا بأفكر إنه التفكير الموجود في العراق يجب أن يتجه إلى الشؤون الداخلية، وإلى تقوية الاقتصاد، وإلى الحرية، وإلى شغلات من ها النوع. وبعدين الأمور اللي بتكون فيها العراق من ناحية الانفتاح الاقتصادي مع مصر، ومع سوريا، ومع الأردن، هذا ممتاز جداً ويا ريت إنهم يمدوا أيديهم إلى إيران، وعلى فكرة بس أقول: إيران ها دول إخوانا عبارة عن استراتيجية، العمق الاستراتيجي للأمة العربية، ليسوا بفرس ها دولا، ومعركة الفاو ليس معركة القادسية، ها دولا إخوانا ويجب أن يكون هناك شيء استراتيجي معاهم، وأنا بأعتقد تماماً إذا ما مدوا أيديهم إلى.. إلى الكويت وإلى الدول هاي الأخرى فيه إمكانيات هناك إنه الصدع يرجع مرة ثانية.. الوحدة معه أو الاتفاق يرجع مرة تانية.
و.. لابد أن يكون هناك اتجاه، والإخوان العراقيين مع الأسف.. أنا ألوم الأشخاص اللي حول الرئيس صدام حسين، وخاصة ألوم طارق عزيز بالذات، هذا إنسان مثقف وكان يعيش في الغرب.. وكان ييجي على الغرب باستمرار وعارف، فأنا بأستغرب إنه يوم اجتمع.. عندما اجتمع قبل الحرب بعدة أيام مع (جيمس بيكر) رفض الرسالة، ومش عارف إيش، وقال: هذه إهانة!! يا أخي، ماعندهم إنه يعرفوا إنه هناك فيه كان اتجاه لتدمير العراق؟ ما كانوا عارفين إنه هذا الحكي كان العراق وبالأخص..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طب، يا دكتور.. يا دكتور.. أشكرك جزيل الشكر، أشكرك جزيل الشكر، الكثير من.. من النقاط، وكما قلت يعني لا أريد أن أعود إلى الماضي كثيراً، لأنه الوضع.. يعني هناك الكثير من النقاط التي يمكن أن نركز عليها في الآن. أشكرك جزيل الشكر. أحمد العتيبي مع الإمارات، تفضل يا سيدي.
أحمد العتيبي:
شكراً يا أخ فيصل، في الحقيقة أنا بأطرح على السيد –الحقيقة- داوود الفرحان من خلال إنه العراق الآن بدأ في التقارب الآن بين دول الخليج.. مع دول الخليج، وبدأ يفتح أبواب –الحقيقة- على هذه الدول للتقارب. لكن فيه أصوات الآن –الحقيقة- تنادي إنه هذا التقارب إذا كان راح يكون عن نية صادقة، فيه قضية لحد الآن لم تحل وهي قضية الأسرى الكويتيين، طبعاً يمكن ترد عليَّ تقول لي لأ، هذا خارج نطاق نقاشنا، لكن في الحقيقة ما هو خارج نطاق النقاش، لأن أصوات خليجية، وأصوات كويتية، وأسرى حتى من دول يعني غير الكويت -من السعودية ومن دول عربية- أُسروا داخل الكويت. فهذه الأصوات تنادي الآن -إذا كان هناك نية صادقة لفتح هذه الجسور للتقارب- أن يفتح صفحة جديدة، ويكشف أموره في المصارحة عن مصير هؤلاء الأسرى.
فإذا كان.. يعني يذكر الأخ السيد داوود الفرحان إنه هناك قرارات أو من النظام العراقي حول المصير هذا أو ما فيه أسرى من هذا القبيل، لأ، فيه أسرى موجودين، وفيه أدلة على ذلك موجودة، وأدلة أنا أنقلها من واقع النظام لمَّاَ حصل بين إيران والعراق حول موضوع الأسرى الإيرانيين.. العراقيين، أنكرهم و..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
وهذه حالة مختلفة، هذه حالة مختلفة أخ أحمد.
أحمد العتيبي [مستأنفاً]:
لأ، أنكرهم وبعد ذلك فعلاً أقر في وجودهم، فإحنا نريد أن نخرج.. أن نخرج من.. عفواً أخ دكتور قاسم، نريد أن نخرج من هذا الموضوع تحت أي مسمى، تحت أي مسمى، يعني يخرج تحت أي مسمى يعني.. بس يخرج الأسرى بطريقة مناسبة وطريقة فعلاً يخرج بيها تحت أي مسمى، وأنا أقبلها.
داوود الفرحان:
أخ أحمد.
د. فيصل القاسم:
طيب.. نعم.. أشكرك جزيل الشكر.
داوود الفرحان:
أخ أحمد، أنت تتحدث عن إخراج الأسرى وكأنهم موجودون فعلاً.
د. فيصل القاسم:
كبادرة حسن النية يعني.
داوود الفرحان:
في كل حرب أو كارثة إنسانية يعني هناك مفقودون، الولايات المتحدة نفسها مازالت حتى الآن تبحث عن مفقودين من جنودها في حرب (فيتنام). العراق أعلن مراراً إنه ليس لديه أي أسرى، إطلاقاً، بالعكس هو لديه 1500 مفقود عراقي فقد.. فقدت آثارهم في الكويت نفسها. السؤال.. السؤال..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
هل تريد أن تقول أن هناك أسرى عراقيين في الكويت؟
داوود الفرحان:
أنا لا أقول: أسرى، أنا أقول: مفقودين. السؤال هو ما مصلحة العراق؟ يعني السؤال المنطقي اللي يطرح: ما هو مصلحة العراق في الإبقاء على هؤلاء المفقودين الكويتيين داخل العراق؟! هل لاستخدامهم كورقة ضغط؟ إذا كان ذلك ممكناً فلماذا لم يستخدمه طوال عشر سنوات لرفع الحصار؟! لأ.. يا أخي.. هناك لجنة ثلاثية، وهناك عناصر من العراق من الأجهزة الأمنية دخلت إلى الكويت بمعرفة لجنة الصليب الأحمر الدولية منذ سنوات، وأوضحوا لهم إن هناك قتلى عراقيين وكويتيين خلال مراحل الانسحاب العراقي من الكويت.
هناك فعلاً أسرى.. مفقودين.. أسرى كويتيين جلبتهم القوات العراقية معها، ولكنها فقدت آثارهم في الحرب الأهلية التي نشبت في أعمال العنف اللي.. ولكن لا وجود لهذه الحكاية بأرجو.. هذه ورقة مستهلكة ويعني لا..
د. فيصل القاسم:
طيب.. طيب.. يعني كيل لا.. كثيراً.. طيب، ورقة مستهلكة، لكن لماذا لا..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
العراق مع (..) الانتفاح.
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
بعد عشرة أعوام بعد عشرة أعوام مع الانفتاح.. (إذا) كنت مع الانتفاح يعني بعد عشرة أعوام يعني لماذا لم يقدم العراق.. يعني أي بوادر حسن نية كما يقول الجانب الآخر؟ يعني العراق مثلاً.. الكويت رضيت عندما يعني عقدت القمة الإسلامية في الدوحة –في الآونة الأخيرة- عقدت بأن يشار إلى الموضوع العراقي الكويتي بالحالة العراقية بعد أن كان يسمى بالعدوان العراقي على الكويت.
داوود الفرحان:
هل هذا هو الموضوع؟!
د. فيصل القاسم:
دقيقة.. بس دقيقة، هذا شيء، هذا تقدم.. هذا تقدم من جانب الكويت، الكويت حضرت..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
والطائرات الأميركية والبريطانية التي تطلع من الأراضي الكويتية والسعودية هل تنثر الورود على أطفال العراق؟!
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
لكن الكويتيين يقولون: أن هذا غير صحيح.. أنه غير صحيح، طيب هذا السؤال لشفيق الغبرا. دكتور شفيق.
د. شفيق الغبرا:
قبل أن أتحدث عن الطائرات والورود وما هذا، أبقى مع قضية الأسرى لأهميتها، من كل ألف كويتي هناك أسير، قضية حساسة ومهمة في الكويت، المسألة الرئيسية المطروحة أمام العراق هي فتح سجون العراق أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الكويت فتحت سجونها للجنة الدولية للصليب الأحمر، يستطيع الصليب الأحمر أن يدخل إلى أي سجن كويتي ويفتش وإن وجد أسرى أو غيره أو مفقودين تقدم، لا يوجد، لكن العراق يرفض أن يتعامل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. هذا هو جوهر الأشكال، والعراق يقاطع الاجتماعات منذ عامين يقاطع الاجتماعات
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
بس يا دكتور.. يا دكتور.. يا دكتور، بس دقيقة خليني أسأل سؤال، بس يا دكتور شفيق يا دكتور شفيق.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
..العراق يتعاون مع اللجنة الدولية، العراق إنه.. العراق مستعد للتعاون مع اللجنة الدولية ولكن بشرط عدم حضور المندوبين الأميركي والفرنسي وأيضاً المندوب البريطاني لأنه لا علاقة لهم بالقضية، القضية تخص العراق والكويت والصليب الأحمر.
د. فيصل القاسم:
طب، أنا أريد أن أسأل سؤالاً هنا يا دكتور شفيق في نفس الاتجاه أنتم في الكويت تتحدثون عن قضية الأسرى.. بس دقيق..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
لماذا؟ لكي تأخذوا منا مزيد من الأسرى؟! يعني يمكن هيك تأخذوا والوفد،..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
بس دقيقة..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
فلا هذا بحاجة أن يبقى في إطار الشرعية الدولية، لأنه فيه قرار مجلس أمن، فيه قرار دولي بموضوع الأسرى والمفقودين، وكل التزاماتكم تجاهنا حتى اعترافكم بنا جاء تلبية لقرارات دولية وارتباطاً بقرارات دولية ووضع دولي أحدثتموه بعد عدوانكم على الكويت.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
قرارات دولية أغلبها قرارات متعسفة.
د. فيصل القاسم:
بس يا دكتور يا دكتور، يا دكتور الغبرا، أنا أريد أن أسأل سؤالاً أنت تتهم العراق بأنه لا يتعاون بموضوع الأسرى.. أنا أريد أن أقول لك شيئاً..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
يعني هل تقول لي أنك ترفض القرار الدولي الذي يعترف بسيادة الكويت؟
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
بس دقيقة، بس دقيقة، سآتي على هذا، أنا أقول..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
قل لي.
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
أنه هناك كلام في العراق على أن العراق أعرب عن استعداده أكثر من مره لفتح هذا الموضوع، وقال أننا مستعدون لمناقشة هذا الموضوع بأي طريقة تريدون. وأنا أقول لك شيئاً أنا حاولت أن أقدم في فترة من الفترات حلقة من هذا البرنامج عن موضوع الأسرى، وفعلاً أعرب العراقيون عن استعدادهم للمشاركة وعينوا شخصاً مهماً للحديث في هذا الموضوع، الذي امتنع عن المشاركة هو الكويت، يعني من جهة يتحدثون عن موضوع الأسرى وعندما نريد أن نناقش هذه القضية فعلاً بالتفاصيل يهربون من مناقشتها.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
يا أخي عرضوا أسماء 3000 اسم أسير كويتي في بداية الاجتماعات لكنهم توصلوا أخيراً إلى 610 أسير.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
دقيقة، دقيقة، بس دقيقة، خليه يجاوب..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
معلهش، معلهش، هذا.. هذا.. طيب.
د. فيصل القاسم:
اتفضل يا دكتور
د. شفيق الغبرا:
يا دكتور فيصل، هناك ممثل دولي لشؤون الأسرى من مجلس الأمن من الأمم المتحدة اسمه (فورنسوف) وهو روسي الجنسية، جاء و زار المنطقة، وهو المسؤول عن ملف الأسرى، عدم تعاون العراق يعتبر عدم تلبية للقرارات الدولية في هذا الشأن، ماذا يريدون؟ أن يدخلوا من البوابة الخلفية ويحلوا المشكلة من خلال بوابة خلفية لا نعرف أين تبدأ وأين تنتهي؟
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
العراق متعاون، هذا رأيك الشخصي، العراق متعاون والكويت غير متعاونة، الكويت والسعودية ترفضان حضور اجتماعات اللجنة إلا إذا حضر المندوبون الفرنسي والأميركي والبريطاني، وهذا ما يرفضه العراق. القضية تخص الكويت والعراق، وهناك مفقودون في الحرب ولكن لا يوجد أي أسير عراقي وأنا أؤكد ذلك بناءً على تقارير رسمية.
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
اللجنة.. اللجنة.. لا تعقد اجتماعاتها بغيابكم.
د. فيصل القاسم:
نعم تفضل يا دكتور، تفضل يا دكتور الغبرا.. تفضل.
د. شفيق الغبرا:
اللجنة تحضر اجتماعات، واجتماعاتها تسير بغياب العراق..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
بس دكتور، دكتور كي لا نركز كثيراً، كي لا نركز كثيراً على الموضوع.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
عدم التعاون يساهم سلباً.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
لن يحضر العراق هذه الاجتماعات بوجود هؤلاء الناس الذين لا علاقة لهم وإنما يمثلون الطغيان الأميركي.
د. فيصل القاسم:
طب، دكتور الغبرا.
د. شفيق الغبرا:
يعني.. يعني تريد يعني.. الآن فهمت أميركا وفهمت بريطانيا..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
مستعدون.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
ولكن لماذا تضع الفيتو على صديقتكم فرنسا أيضاً؟!
داوود الفرحان:
فرنسا لا علاقة لها، لا علاقة لها بالموضوع، هل لدى فرنسا أسرى فرنسيين لدى العراق؟! لتقحم نفسها في هذه القضية؟ هذا موضوع آخر.
د. شفيق الغبرا:
يعني لماذا.. لماذا لا تكونوا مع الشرعية؟ لماذا لا؟ طالما أنكم لا تخشون من شيء وطالما أنكم..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
نحن.. نحن مع الشرعية التي تتحدث عنها والتي أعتبرها -شخصياً- لا شرعية.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
تشعرون أن الحقيقة معكم وأنكم أنقياء فيما تقولون، لماذا لا تقبلون؟
داوود الفرحان:
نعم، نقبل بماذا؟ نقبل بماذا دكتور؟
د. شفيق الغبرا:
هذا تصرف غير مسؤول من جانبكم؟
داوود الفرحان:
أي تصرف أنت الذي تتحدث عنه؟ أي تصرف؟
د. شفيق الغبرا:
تقبل بأن تعود وتشارك في اللجنة الدولية وأن تفتح -نعم- وأن تفتح المجال للتفتيش على صعيد قضية الأسرى اللهم إلا إذا كانت السجون العراقية فيها الكثير من المشكلات.
داوود الفرحان:
لقد.. لقد تجاوبنا مع القرارات الدولية طوال عشر سنوات، فماذا استفدنا من ذلك؟ ماذا استفدنا من تعاوننا مع القرارات الشرعية التي تتحدث عنها طوال عشر سنوات؟ لقد نفذنا كل القرارات، ماذا جنينا؟!
د. شفيق الغبرا:
لم تتعاونوا تماماً..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
هذا سؤال وجيه دكتور الغبرا، دكتور الغبرا.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
تعاونتم بأمور وأخليتم بأمور كثيرة.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
ولماذا تطلب من العراق فقط أن يلتزم بالقرارات الدولية؟
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
أذكر.. أذكر.. أذكر في عام 94، في عام 94..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
لماذا لا تلتزم الكويت أيضاً بالقرارات الدولية؟! لماذا لا تلتزم أميركا وبريطانيا باحترام سيادة العراق؟ القرارات الدولية تنص على احترام سيادة العراق، على احترام حدوده الدولية، لماذا هذا الخرق اليومي المتعمد للحدود العراقية لضرب المدنيين؟! ماذا تسمي هذا؟! هل تسمي هذا شرعية دولية؟! أي قرار دولي من مجلس الأمن يجيز للولايات المتحدة وبريطانيا أن تقصف يومياً العراق، وأن تتلقى الإسناد السوقي والدعم المالي من السعودية والكويت علناً وجهاراً وبلا خجل؟!
أي شرعية دولية تتحدث عنها يا دكتور؟! لماذا مطلوب من العراق فقط أن يلتزم؟!
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
أستطيع أن أوضح هذه النقطة دكتور فيصل؟
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
لماذا يكون هو وحده الضحية؟!
د. فيصل القاسم:
تفضل يا دكتور.. تفضل.
د. شفيق الغبرا:
جيد، يعني لا تقاطعني.. لا تقاطعني في هذه النقطة..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
يعني لماذا مطلوب فقط من العراق يعني أن دائماً يبقى في نقطة الصفر.. نقطة الصفر. تفضل تفضل.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
هو المطلوب منه فقط أن يلتزم، والآخرين يستهينون بالقرارات.
د. فيصل القاسم:
تفضل تفضل.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
إذا أردنا أن نحترم القرارات ينبغي أن نحترمها جميعاً وننفذها جميعاً.
د. شفيق الغبرا:
جيد.. جيد.
د. فيصل القاسم:
تفضل.. تفضل يا دكتور، شرِّف يا دكتور، شرِّف يا دكتور.
د. شفيق الغبرا:
يعني..عدم المقاطعة من الجانبين.
د. فيصل القاسم:
يا أخ.. اتفضل اتفضل.
د. شفيق الغبرا:
بداية شروط وقف إطلاق النار.. شروط وقف إطلاق النار بعد حرب تحرير الكويت فرضت منطقة حظر جوي جنوب العراق، والتزم العراق بهذا.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
هذا ليس صحيح.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
وكما تذكرون عندما وقعت الانتفاضة العراقية ضد النظام العراقي طلب المسؤولين العراقيين أن يستخدموا المروحيات وسُمح لهم، في الجوهر يسمح للعراق بالمروحيات ولا يسمح له بالطيران فوق منطقة الحظر الجوي، وبينما كانت هذه القضية في وضع عادي مع انسحاب القوات الأميركية والبريطانية ودول التحالف -مصر وسوريا وجمعيها- من الكويت حشد العراق جيشه على حدودنا ووصل إلى عشرة كيلو مترات من الأراضي الكويتية مما فرض توسعة لمنطقة الحظر الجوي، وأيضاً فرض منعاً لبعض الأسلحة المدفعية الثقيلة في منطقة الحظر الجوي. وعلى هذا الأساس تمت توسعة -أيضاً-.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طب يا دكتور.. يا دكتور، أشكرك.. يا دكتور..
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
منطقة الحظر الجوي في الشمال مع الأكراد، وعلى هذا الأساس فُرض عندما يتحدى العراق هذه المناطق تقع الاشتباكات.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
يا دكتور أشكرك، يا دكتور.. يا دكتور، سأعطيك المجال، طب سأعطيك المجال، يا دكتور للأسف الشديد.. للأسف الشديد.. يا دكتور سأعطيك المجال كي تكمل.
[موجز الأخبار]
د. فيصل القاسم:
أعتقد تود أن ترد على الدكتور شفيق.
داوود الفرحان:
نعم نعم، تحدث إلى.. عن موضوع –الدكتور- تحدث عن موضوع الحظر الجوي، الحظر الجوي -كما يعلم الجميع- قرار أميركي بريطاني لا علاقة له بالشرعية الدولية.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
حتى فرنسا تقف ضده.
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
حتى فرنسا أيضاً تنصلت منه وتوقفت عن المشاركة في الطلعات الجوية، يهدف هو إلى اختراق سيادة العراق، المقولة التي ذكرت إنه يهدف إلى حماية الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال ثبت بالملموس أنه لا أساس لها من الصحة، بدليل إن جميع الضحايا الذين يموتون من الأطفال والنساء والشيوخ في الجنوب والشمال أيضاً بفعل القصف اليومي..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
هم من مواطني هذا.. تلك المنطقة.
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
هم من مواطني هذه المنطقتين، هذا يسقط الادعاء الأميركي الفارغ، أما..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
و المثل الآخر أنه عندما يعني عندما كان هناك بعض القلاقل في تلك المنطقة انسحبت القوات الأميركية العاملة في الشمال والجنوب، وتركت هؤلاء الأشخاص دون أي دون أي شيء، يعني وهذا يدل على أنها لا تريد أن تحمي أحداً في واقع الأمر.
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
لا.. هذه أكذوبة أكذوبة كبيرة، أما تحركات الجيش العراقي داخل حدود البلاد فهذا من حقه.. حق من حقوق السيادة الوطنية، من حقه أن يعيد انتشار قواته في أي وقت يجده مناسباً وفي أي مكان يراه مناسباً.
د. فيصل القاسم:
طيب، دكتور الغبرا، يعني من خلال الكلام الذي تفضلت به قلت -من خلال هذا الكلام- أن الحديث عن انهيار الحصار المفروض على العراق كلام لا أساس له من الصحة ومن الخطأ أن تتصرف أو يتصرف العراق على هذا الأساس. وتريد أن تقول بعبارة أخرى أن هذا الحصار مستمر ويجب أن يبقى مستمراً، وتحدثت عن وجوب الفصل بين النظام ويعني الشعب..
د. شفيق الغبرا مقاطعاً]:
لم أقل هذا.. لم أقل هذا.
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
بس دقيقة.. دقيقة لأ أنت قلت أن.. هل أنت.. أنت عندما قلت أن هذا الحصار مازال مستمراً تريد أن تقول أنه مستمر ويجب أن يستمر.. آه.. أنا أريد أن أسأل سؤالاً يعني، هناك من يقول..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
لم أقل أنه مستمر ويجب أن يستمر، أنا مع رفع الحصار والعقوبات عن الشعب العراقي، وأن الشعب العراقي يستحق الغذاء و..، لا يستحق الغذاء مقابل النفط وإنما يستحق النفط مقابل الحرية والديمقراطية ويجب أن يُنصف الشعب العراقي. أما النظام السياسي العراقي وكيف يتصرف مع جيرانه فهذا أمر آخر يتعلق بين الحكومات والدول والقرارات الدولية أيضاً.
د. فيصل القاسم:
بس يا دكتور.. يا دكتور.. أنا أريد أن أسأل سؤالاً هناك من يقول إن الذين يتشدقون بمثل هذا الكلام عن الحرية والديمقراطية هم في واقع الأمر يريدون.. يعني هو حق يراد منه باطل بعبارة أخرى، يعني كيف تريد من العراق أن يفعل كل ذلك وأنت تتحدث عن العراق كما لو أنه حالة فريدة في العالم العربي، وتتحدث لي عن الخليج كما لو أنه واحة الديمقراطية والحرية المزدهرة، يعني لماذا نسوق مثل هذا الكلام الذي لا أساس له على..، يعني إذا تحدثت عن العرب في موضوع الديمقراطية كل العرب في موضوع الديمقراطية متخلفون، وتريد من العراق أن ينفتح إلى ما هنالك؟ هل تريد أن تحول العراق إلى أفغانستان أو صومال أخرى؟ إن الذين يريدون للعراق أن يتصرف بهذه الطريقة في واقع الأمر يريدون أن يقسموه أشلاء.. يقسموه أشلاء. يعني أنت قاعد في واشنطن تتحدث لي عن ديمقراطية وبلد ينهار.. يعني بلد يتضور جوعاً في بعض الأحيان تحت الحصار وتحت القصف اليومي وتحت كل ذلك وتأتي لتتحدث عن ديمقراطية بعد عشر سنوات؟!
د. شفيق الغبرا:
طبعاً، فيصل عجبتني هاي أنت قاعد بواشنطن تحكي بالديمقراطية، يعني لو ركبت الطيارة وقعدت بالكويت أو بسوريا أو بالقاهرة وتحدثت عن الديمقراطية بيصير كلامي منطقي؟!
د. فيصل القاسم:
على كل حال موضوع الديمقراطية نحن كما قلت..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
دعني أوضح بعض المسائل.
د. فيصل القاسم:
تفضل.
د. شفيق الغبرا:
دعني أوضح بعض المسائل، لا يوجد في أي دولة عربية نظام استعمل الأسلحة الكيميائية مع شعبه، لا يوجد في أي دولة عربية من قام بسلوك ضد شعبه كما حصل في (الأنفال) التي أدت إلى 170 إلى 180 ألف كردي ضحية ما حصل مع الأكراد في أواخر الثمانينات، لا يوجد في أي دول عربية 17 ألف مفقود داخل الدولة موثقين مسجلين في الأمم المتحدة كمفقودين ومختفين، كانت الأرجنتين الأعلى في العالم، اليوم العراق هو الأعلى في العالم من حيث عدد المفقودين.. 17 ألف.. وتقول لي مثل بقية الأنظمة!! لا..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
أخي أنت تتحدث الآن.. أخي أنت تتحدث الآن..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طيب، هذا الكلام للسيد الفرحان.. سيد الفرحان.. سيد الفرحان..
د. شفيق الغبرا:
تقول لي مثل.. لا السعودية ولا الكويت ولا القاهرة ولا الأردن ولا أي دولة ولا المغرب عندها هذا السجن.
داوود الفرحان:
أنت تتباكى على الشعب العراقي، لماذا لا تتحدث عن أكثر من مليون طفل توفوا نتيجة الحصار، لماذا لا تتباكى على الشعب العراقي؟!
د. فيصل القاسم:
مليون شهيد.
داوود الفرحان:
مليون.. أكثر من مليون شخص توفوا خلال هذه السنوات العجاف. لماذا لا تتحدث عن هذا؟ تتحدث عن تهم أميركية دعائية ثبت بطلانها.
د. شفيق الغبرا:
أقول لك: أنا مع الشعب العراقي والشعب العراقي مع نفسه، والشعب العراقي يعاني منذ من ضيمين.. من مشكلتين: العقوبات عليه وعقوباتكم أنتم عليه.
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
والقيادة السياسية جزء من الشعب العراقي، نحن راضون بذلك، هذه هي قيادتنا.
د. فيصل القاسم:
طيب، بس خليني أسأل سؤال، وأريد أن أدخل في محور آخر لكن أريد أن أنتهي من هذا طالما الدكتور شفيق يتهمني..
د. شفيق الغبرا [مقاطعاً]:
يعني طبعاً هو راضي، هو مسؤول في هذا يعني.
د. فيصل القاسم:
بس دقيقة يا دكتور، بس يا دكتور.. بس دقيقة يا دكتور شفيق أنت تتهمني دائماً أني لا أسألك أني لا أسألك، على أي حال سأسألك سؤالان.
[فاصل إعلاني]
د. فيصل القاسم:
دكتور الغبرا، تتهمني بأني لا أسألك الكثير من الأسئلة، أريد أن أسألك في واقع الأمر كيف ترد على الذين يقولون أن يعني الحديث عن إبقاء العقوبات على العراق -وإذا قلت إنه ليس على الشعب العراقي- على النظام إلى ما هنالك من هذا الكلام، هو في واقع الأمر لا يخدم إلا إسرائيل، إن الهدف الأساسي من تحييد العراق منذ عشر سنوات من الحصار هو لتمرير السلام العربي الصهيوني الزائف، وأنت تعلم يعني ماذا كسب العرب وماذا جنوا من هذه الخدمات الجليلة التي قدموها لأميركا، هل استعادوا.. هل استعادوا السيادة على الحرم القدسي الشريف؟ هذا هو الجزار الصهيوني (شارون) يعود إلى الواجهة من جديد، وها هي عملية السلام تتدهور، فلماذا في هذه الحالة لا يعود العراق؟ إن يعني.. يقولون إن فراغ القوة بالعراق هو من أبرز أسباب اختلال التوازن الراهن بين طرفي الصراع العربي الصهيوني. ألا تعتقد أن الكلام عن هذا الماضي يجب أن ننساه ونتوجه إلى ما يحدث الآن، يعني.. انظر ماذا يحدث في إسرائيل، السفاح يأتي للوقوف في وجه كل العرب، عملية سلام وقعت، كل هذا الكلام.
د. شفيق الغبرا:
يعني في مؤتمر القمة العربي الأخير يعني كيف عقد مؤتمر القمة العربي الأخير؟
عقد في إطار تفاهم عربي –عربي، وفي إطار موقف واضح من الكويت، وأيضاً من العراق في حينها لعدم إثارة القضايا العالقة، ونتج عن ذلك رفع حالة التضامن مع الشعب الفلسطيني في انتفاضته الباسلة، هذا أمر يجمع عليه كل الشعب العربي. ولكن كيف يعود العراق؟
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
ولكن.. قدموا له وعود..
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
المسألة في حالة عودة.. في حالة عودة العراق، العراق عليه مهام كبيرة، ومهام العراق هي في استنهاض وضعه الداخلي لا في بناء الجيش، هذا.. ميزان القوى العسكري في الشرق الأوسط لن يتغير الآن، هناك أمور أهم وأعقد أمام العراق: التعليم، التنمية، التكنولوجيا، الانفتاح، السفر، الثقافة، النهضة، والقوة اليوم مرتبطة بالاقتصاد وليست مرتبطة بالجيوش..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
أفهم من هذا أنك.. أنك ضد قيام جيش عراقي قوي.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
وكما قلت لك في البداية الاتحاد السوفيتي كان أقوى دولة بالعالم.
د. فيصل القاسم:
طيب، سمعت هذا الكلم، أنا أريد أن..أنا أريد أن أسألك سؤالاً -سيد الفرحان- كيف ترد على الذين يتهمون العراق بأنه لا يستطيع أن يعيش إلى على الأزمات، لا يستطيع أن يعيش إلا على الأزمات؟ يعني بعد عشر أعوام.. طب دقيقة.. بعد عشرة أعوام العراق بدأت تنتفح أبوابه أمام المستثمرين، والكل يأتي إلى العراق، وإلى ما هنالك من هذا الكلام، فجأة يخرج كلام من العراق يدعو إلى إبقاء الكويت جزءاً لا يتجزأ من الخارطة الموضوعة في المجلس الوطني الكويتي [العراقي]. ونسمع كلاماً أقوى من هذا من نائب.. من نائب الرئيس العراقي يقول إن هذا الكلام لا يؤيده أو لا تؤيده المؤسسة الحاكمة في العراق، لكن 99% من العراقيين يؤيدون هذا الكلام. لماذا هذا الخوض في المعارك الدورنكيشوتية التي لا نفع منها؟ يعني لماذا تختلقون دائماً هذه العداوات؟ أصبحتم بارعين في خلق العداوات.
داوود الفرحان:
من قال هذا؟
د. فيصل القاسم:
من قال؟! هذه الموجودة الآن.
داوود الفرحان:
لقد أبدى الأستاذ عُدي رأيه الشخصي وهو رأي أغلبية العراقيين الساحقة، إنه الكويت تاريخياً هي جزء من العراق، ومن حقه أن يقول رأيه هذا بصفته -أولاً- مواطناً عراقياً، وبصفته -ثانياً- عضواً في المجلس الوطني.
هل من حق الكويت أن تمنع مواطناً عراقياً أو عضواً في المجلس الوطني أن يقول رأيه في قضية ما؟ من حقه أن يقول ذلك.
د. فيصل القاسم:
هل تريد أن تقول لي أنه مجرد تعبير عن رأي فردي أم أن هناك سياسة عامة بهذا الخصوص؟
داوود الفرحان:
يا أخي.. يا دكتور فيصل، لقد وافقت الحكومة العراقية على قرارات مجلس الأمن رغم عدم مشروعية كثير منها، وهي ملتزمة بتواقيعها. أما هذا الرأي فهو رأي شخصي عبر عنه الأستاذ عدي بصفته عضواً في المجلس الوطني وبصفته نائباً.. مواطناً عراقياً. ولكني أسأل هل الطائرات الأميركية والبريطانية -التي أعود إليها مجدداً لأنها هي القضية الآن- هل الطائرات الأميركية والبريطانية التي تقصف يومياً العراق من الكويت بشكل أساسي، ومن السعودية ترش ورود على الشعب العراقي وعلى أطفال العراق؟! لماذا يعني تثير هذه الكلمة الصغيرة القيامة في الكويت، ولا تثير عمليات القصف اليومية شعرة في ضمير العالم؟!
د. فيصل القاسم:
طب، بس ألا تعتقد أن مثل هذا الكلام قد يدفع بشخص مثل (كولن باول) وزير الخارجية الأميركي الجديد الذي كان مسؤولاً في.. في حرب (عاصفة الصحراء) ألا تدفعه يعني لأن يجيش الجيوش مرة أخرى.. ويستفز المنطقة.. ويستنفر المنطقة مرة أخرى؟ يعني لماذا..؟
داوود الفرحان:
هذا الرجل أفلس عسكرياً وأنا أتوقع أنه هو أيضاً مفلس سياسياً، بدليل أنه بدأ يجتر نفس التهديدات الجوفاء الأميركية السابقة التي أثبتت عدم جدواها، ونحن تعرضنا لكثير من العدوانات، في 98 و 96 وقبلها وحرب، ما الذي حدث ما الذي تغير؟!
د. فيصل القاسم:
طب، بس.. بس لماذا.. لماذا لم تقابلوا الدعوات الكويتية أو المبادرات الكويتية بشيء من.. من..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
أي مبادرات؟! أي مبادرات؟! الكويت ترفض الحوار مع العراق باستمرار أي مبادرات؟
د. فيصل القاسم:
..بس دقيقة، في الوقت الذي دقيقة.. بس دقيقة، بس دقيقة دقيقة بس دقيقة، في الوقت الذي كانت فيه صحيفة "الرأي العام" الكويتية تنشر مقالاً افتتاحياً تدعو فيه إلى رفع الحظر عن الشعب العراقي كانت بعض الصحف العراقية تنشر خارطة تظهر فيها الكويت جزءاً لا يتجزأ من العراق. صباح الأحمد -وزير الخارجية الكويتي- عندما سُئل عن هذه المقالة الداعية إلى رفع الحصار عن العراق قال: إنني كنت أول الذين اتصلوا بجاسم بدي وهنأت أبو..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
قرأت هذا التصريح.
د. فيصل القاسم:
قرأت هذا التصريح.
داوود الفرحان:
ولكنه كلام دعائي بحت، بدليل إنهم الطلعات الجوية ما زالت مستمرة..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طب لماذا لا.. طب لماذا..
داوود الفرحان [مستأنفاً]:
الكويت ترفض.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طب لماذا لا تلعبون نفس اللعبة؟ يعني بدلاً.. أنا أسألك سؤالاً الكويت عندما تسألها الآن إذا كانت.. إذا كانت تسمح للطائرات الأميركية بالخروج من أراضيها؟ تنفي هذا الكلام نفياً قاطعاً.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
من أين تأتي إذن؟! تأتي من الفضاء؟!
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
تلعب لعبة.. دقيقة.. تلعب لعبة إعلامية، يعني هي تنفذ.. تنفذ.. تنفذ وتخفي، أما أنتم..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
يا أخي هذا مصير شعب، شو نلعب لعبة يعني مصير شعب، مصير دولة.
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
أما أنتم.. أما أنتم.. بس يا أخي.. أما أنتم تعلنون ولا..، يعني مجرد فقاعات في نهاية المطاف تنتهي.
داوود الفرحان:
ليس فقاعات، لا أبداً، لا أبداً.
د. فيصل القاسم:
وبالغنى عنها يعني.
داوود الفرحان:
يعني لماذا لا تطلب من العراق أن يحترم القرار الدولي ولا تطلب من الجانب الآخر الجانب المعتدي المستمر في العداء.. العداء العملي وليس العداء اللفظي؟ لماذا لا تطلب منه احترامه للقرارات، احترام القرارات الدولية؟ احترموا القرارات الدولية ونحن نحترم القرارات الدولية.
د. فيصل القاسم:
طيب.. طيب دكتور الغبرا، سمعت هذا الكلام.. سمعت هذا الكلام دكتور الغبرا، السؤال المطروح.. السؤال المطروح يا دكتور الغبرا، اسمعني بس تاني وحدة، السؤال المطروح لماذا نأخذ على العراق ونثير كل هذه الضجة.. على هذا التصريح العراقي البسيط؟ العراق يصرخ.. يصرخ يريد الآخرين أن يسمعوا، بعد عشرة أعوام يرى نفسه في نقطة الصفر، وما العيب في أن نرجع إلى نقطة الصفر في هذه الحالة إذا كان الوضع لم يتغير، الحصار موجود، والجميع مازالوا يتآمرون على العراق، من حقه أن يصرخ ومن حقه أن يقول هذا الكلام، أنتم لم تتحركوا في الجانب الآخر لازلتم تعتدون على العراق، لازلتم تسمحون للطائرات.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
لماذا يرفضون الحوار؟ لماذا لا يتحاورون مع العراق؟
د. فيصل القاسم [مستأنفاً]:
لماذا لا تتحاورون؟ تفضل.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
لماذا التركيز على ملفات الماضي فقط؟
د. شفيق الغبرا:
دكتور فيصل، عندما.. عندما..
د. فيصل القاسم:
تفضل.
د. شفيق الغبرا:
خرج (حسين كامل) الرجل الثاني في العراق من العراق إلى الأردن -وبإمكانك أن تراجع أحاديثه ومؤتمره الصحفي الشهير- قال: أن العراق، الرئيس العراقي، النظام العراقي في حشد أكتوبر 1994م كان ينوي مهاجمة الكويت والدخول إلى الأراضي الكويتية وإعادة الاحتلال. نحن نأخذ ما نسمعه محمل الجد، لأننا مررنا بتجربة كريهة وصعبة وقاسية، ولهذا لا نلام، كلما خففنا من التواجد العسكري في بلدنا اختلق العراق أزمة دولية جديدة فرضت علينا توجهاً آخر، منها أكتوبر 94، منها حشد عراقيين على الحدود الكويتية، منها الهجمات السياسية والإعلامية الدائمة، منها الاحتفال بالنصر في كل عام.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
طب لماذا لا نجلس إلى مائدة حوار ونحل المشكلة؟ لماذا لا نتحاور ونبتعد عن ملفات الماضي؟
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
وفي كل عيد جيش العراق، إلى آخره من استمرار..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
دعك من هذا الكلام يا دكتور.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
النظام العراقي منذ فترة قريبة دعا جميع الحكام.. دعا جميع الشعوب العربية إلى إزاحة أنظمتهم والثورة على أنظمتهم، ما هذه المسؤولية؟ على أي أساس تتصرفون في العمل السياسي أو العمل الدعائي؟!
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
طب بس يا دكتور، بس يا دكتور.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
ما هذا الأسلوب؟ وما هذا الحوار؟
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
بس يا دكتور.. بس يا دكتور.. أنا أريد أن أسأل، لدي هنا مقطع من صحيفة، يعني أنت تتهمون العراق بأنه هو يستفز دائماً ويحرض ضدكم وإلى.. يعني هناك من يتساءل.. من ينتقد العراق وبعض تصريحاته الاستفزازية عليه أن يفعل الشيء نفسه مع الكويت، وأن يطالبها بضبط سفهائها، وما أكثرهم!! وتذكيرهم بأحجامهم وخطورة ما يقدمون عليه. يعني إذا نظرت إلى الجانب الآخر في الكويت وفي السعودية وإلى ما هنالك، يعني لماذا نتهم العراق إذا أثارت بعض المقالات الصحفية وفي الجانب الآخر يقدمون على ما هو أبشع بألف مرة بشهادة الصحف؟
د. شفيق الغبرا:
هناك.. هناك حالة أمنية في منطقة الخليج، وبالمناسبة.. و بالمناسبة لأزيدك من الشعر بيتاً هناك إجماع في السياسة الأمنية في منطقة الخليج، نعم إذا بحثت في منطقة الخليج، في كل المنطقة هناك ترتيبات عسكرية فرضت وجاءت نتيجة الغزو العراقي لدولة الكويت، ونتيجة التهديدات المستمرة، ونتيجة الحرب الدائمة التي شنها العراق علينا، لو غيّر العراق، لو تحدث بخطاب آخر، لو فتح العراق من جانبه صفحة جديدة، لو أوقف هذا الخطاب السياسي..
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
العراق يريد الأمن.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
بس دقيقة.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
لو ثقف الناس برؤية مختلفة أعتقد كنا بادلنا هذا.
د. فيصل القاسم:
طب مهم جداً، أنا أريد أن أسأل سؤالاً في هذا الاتجاه، هناك من يقول أو يتساءل هل صحيح أن العراق لا يريد رفع الحصار أو تخفيفه، لأن استمرار الحظر يساعده على أن يظهر وكأنه الطرف المظلوم، ليستدر عطف الرأي العام، مما يساعده بالتالي على البقاء في السلطة؟ هناك من يتحدث عن أن هناك مصلحة للعراق في بقاء هذا الحصار. كيف ترد على مثل هذا الكلام؟
داوود الفرحان:
كلام.. كلام أجوف هذا.
د. فيصل القاسم:
كلام فارغ؟
داوود الفرحان:
كلام فارغ تماماً، يعني لا يستحق حتى الرد، إذا النظام العراقي أو الدولة العراقية تجد لها مصلحة في استمرار.. استمرار الحصار، لماذا إذاً تطالب برفع الحصار؟!
د. فيصل القاسم:
طب. كويس، برفع الحصار. دكتور الغبرا، كيف ترد بأقل من نص دقيقة، يقول إن مثل هذا الكلام كلام فارغ.. هراء.
د. شفيق الغبرا:
يعني العراق.. النظام العراقي افتعل كافة الكوارث التي أحاطت بالعراق منذ مجيء هذا النظام إلى الحكم، ولازلنا مع هذه الكوارث حتى الآن ولم ننتهِ منها.. ونعم هناك قناعة أن النظام -لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي- يختلق الأزمات ويختلق المشكلات ويبقي على حصار نفسه، ولكن يجب أن يُرفع الحصار عن الشعب العراقي، ويجب أن تفتح وتغلق هذه الصفحة.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
دكتور الغبرا.. دكتور الغبرا.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
ولكن فيما يتعلق بالنظام العراقي..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
دكتور الغبرا، أشكرك، للأسف الشديد.. خلص الوقت..
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
عليه أن يبذل جهداً مختلفاً داخلياً وخارجياً ليصل إلى قلوب الناس.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
أشكرك جزيل الشكر، أشكرك جزيل الشكر.
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
وإلى حقيقة بناء سلام حقيقي في المنطقة.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
العراق..
د. شفيق الغبرا [مستأنفاً]:
شكراً لك.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
أشكرك جزيل الشكر.. أشكرك جزيل الشكر، يا جماعة يا جماعة يا جماعة.
داوود الفرحان [مقاطعاً]:
العراق يريد الأمن والاستقرار والرخاء للمنطقة و…
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]:
يا جماعة.. دقيقة أشكرك جزيل الشكر.. أشكرك جزيل.. مشاهدي الكرام.. مشاهدي الكرام.. مشاهدي الكرام، أشكركم جزيل الشكر، أريد أن أنوِّه إلى أن عدد الذين شاركوا في استفتاء الليلة على السؤال التالي هل آن الأوان لرفع الحصار المفروض على العراق؟ أجب بنعم أو لا.
عدد الذين صوتوا في هذه الليلة سبعة عشر ألفاً وثمانمائة وتسعون شخصاً. 92.. 92.9% كلهم قالوا نعم لرفع الحصار عن العراق. 7.1 فقط صوتوا لصالح إبقاء الحصار على العراق. والتصويت -بالمناسبة- مستمر يوم غد على صفحة الجزيرة الرئيسية في الإنترنت.
لم يبق لي إلا أن أشكر ضيفينا الدكتور شفيق الغبرا في واشنطن (المدير أو مدير المكتب الإعلامي الكويتي هناك أستاذ العلوم السياسية)، وهنا السيد الفرحان (رئيس تحرير جريدة الزمن العراقية). نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من بغداد، إلى اللقاء.