الانتخابات اللبنانية لعام 2000
مقدم الحلقة | فيصل القاسم |
ضيوف الحلقة | – ناصر قنديل، مرشح ورئيس المجلس الأعلى للإعلام الوطني في لبنان – أدموند صعب، مدير تحرير صحيفة النهار اللبنانية |
تاريخ الحلقة | 29/08/2000 |
![]() | |
![]() | |
![]() |
فيصل القاسم:
تحية طيبة مشاهدي الكرام على الهواء مباشرة من (بيروت) التي تشهد هذه الأيام معركة انتخابية ربما الأكثر إثارة للجدل في تاريخ لبنان الحديث إلى حد جعل أحد الساسة اللبنانيـين يصف الحملة الانتخابية بأنها عبارة عن (عصفورية) أي بيت مجانين.
لماذا استسهل اللبنانيون الوصول إلى البرلمان؟
لماذا تحولت الانتخابات اللبنانية من ساحة صراع بين الأفكار والآراء والتيارات السياسية إلى صراع بين محادل وبوستات وسماسرة الدولارات والكسارات والأجهزة الأرضية والفضائية؟
هل هي انتخابات ملعوبة سلفا بفضل تقطيع المناطق وتفصيل القوانين وافتعال التحالفات والذهاب بسلاح المال إلى أقصى قذاراته؟
لماذا لم يـبق من التعددية اللبنانية سوى كثرة الصور وفوضويتها؟
لماذا غابت البرنامج المقنعة عن حملات المرشحين، وحل محلها حضور فادح لشعارات فارغة ومكررة؟
لماذا تعود اللبنانيون من انتخاباتهم النيابية أن تتحول إلى ما يشبه السرك وحفلات التهريج والدجل والزجل السياسي؟
كيف تجرى انتخابات ديمقراطية في بلد تتهم فيه الحكومة بأنها الخصم والحكم؟
ما مدى صحة الاتهامات الموجهة لأجهزة الأمن اللبنانية والإقليمية بالتدخل في الانتخابات؟
هل تصلح القوانين الانتخابية المعمول بها في لبنان لأن تكون أساساً لديمقراطية سليمة؟
كيف تعيش الديمقراطية في لبنان و حقوق الطوائف تتقدم على حقوق الإنسان وتمثيل المذاهب على التمثيل الشعبي؟
ألم يدع الكثير من المرشحين إلى تعديل القوانين لوقف المحادل البشرية والأوامر من الكواليس المخابراتية؟
هل يعاني لبنان من تشوه سياسي تحول المواطنون في ظله إلى رهائن وعبيد؟
لكن في المقابل ألم تثبت نتائج انتخابات الجبل والشمال عكس ما ذهب إليه المشككون في نزاهة الانتخابات؟
ألم يفشل الشاكون من تدخل الأجهزة وانحيازها في تقديم أي دليل ملموس على ذلك؟
هل هناك بلد واحد في العالم خال من هذه المشكلات؟
هل من انتخابات مثالية ديمقراطيا في العالم أجمع؟
ألم يقل كبار المرشحين: إن انتخابات عام 2000م هي أهم انتخابات في تاريخ لبنان الحديث؟
ألا تعتبر الحوادث التي سجلت في الانتخابات أقرب إلى الفولكلور منه إلى الفوضى؟
أليس من الإجحاف القول: إن الناخب اللبناني تحول إلى دمية؟
هل استطاع أحد إرغام الناس في لبنان على الاقتراع لفلان وضد فلان؟
ألا يمتلك المواطن فرصة التعبير عن رأيه وفرصة الاحتجاج عن طريق اختيار من يرى فيه الأهلية والكفاءة؟
ثم ألم يتراجع التدخل الإقليمي إلى أبعد الحدود وأن المرض كان ولا يزال أهليا محليا؟
ألم تأخذ (دمشق) على نفسها البقاء في موقع المراقب رافضة التدخل في الانتخابات اللبنانية بأي حال من الأحوال، وأن الفيصل في الانتخابات هو الناخب اللبناني أولاً وأخيرا والدليل على ذلك نتائج الانتخابات في (الشمال) و(جبل لبنان)؟
ثم ما هو المشروع السياسي المتوفر لدى منـتقدي الانتخابات والمشككين فيها غير مشروع التحريض ضد الدولة والانعزال عن الآخر؟
أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هناك في بيروت على المرشح (ناصر قنديل) رئيس المجلس الأعلى للإعلام الوطني في لبنان، والسيد (أدموند صعب) مدير تحرير صحيفة النهار اللبنانية.
للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالأرقام التالية:
(009613620253) و(009613620254)
ورقم الفاكس: (009611826581)
[فاصل للإعلان]
في البداية أود أن أشير إلى أنه كان من المفترض أن يكون معنا السيد (جبران تويني) رئيس تحرير صحيفة النهار، لكنه انسحب في اللحظات الأخيرة من البرنامج متذرعا بأن البرنامج كان من المفترض أن يكون يوم الأربعاء، وليس في هذا اليوم، بالرغم من أننا كنا على اتصال معه يوميا، وهو على علم بموعد البرنامج بالدقيقة والثانية، لكنه أؤكد أن جبران تويني انسحب لأسباب لا نعرفها، هذا من جهة.
من جهة أخرى أطلت علينا صحيفته اليوم بافتتاحية تطبل و تزمر و تزاود على الصحافة المحلية في التهليل للانتخابات، أي أنه لف هو والزمرة التي يمثلها 180 درجة، وهذا السؤال أود أن أطرحه هنا في الأستوديو على السيد
أدموند صعب.
سيد (أدموند صعب) ما هي الأسباب التي حدت بتيار الانعزال والانغلاق وعدم قبول الآخر في لبنان على هذا التحول المفاجئ؟ هروب إلى الأمام.. يعني وجدنا هذا الكلام يأتي من الكثير من القطاعات التي رفضت الانتخابات.
أدموند صعب:
ما بعرف إذا كان حضرتك عندك خبرة بالحياة السياسية في لبنان أو الحياة الصحفية.. بلبنان صحافة حرة، والأستاذ (جبران تويني) مثله مثل كل لبناني صحفي حر، هو حر في رأيه، وهو وجد في هذه الانتخابات أنها كانت حرة، وأن الدولة لم تـتدخل، وأن ما أشيع، أو ما كان من مقدمات قد ساهم ربما في أن تلتزم الدولة بوعودها، ويلتزم رئيس الجمهورية، وفي لبنان احترام كبير لرئيس الجمهورية، عندما يعد رئيس الجمهورية بأنه سيحترم القانون وسيدافع عن حرية الانتخابات يجب أن نصدقه، وجبران تويني قد صدق رئيس الجمهورية، وأثنى على هذا الأمر، وهذا يدل على أنه لبنان منفتح، والصحافة في لبنان صحافة منصفة وليست صحافة مغرضة ولا صحافة لها مواقف هذا من جهة. من جهة ثانية لدي اعتراض على كلمة ثانية..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
قبل ذلك أنا أريد أن أطرح سؤالا.
أدموند صعب:
لا. لا. معذرة قبل أن تطرح سؤالا..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
دقيقة، أنت تقول أن الصحافة حرة، يعني عزيت الموضوع بأكمله إلى وجود صحافة حرة في لبنان، لكن لماذا أقامت هذه الصحافة الدنيا ولم تقعدها قبل الانتخابات؟ يعني لم تترك اتهاما إلا ووجهته للحكومة اللبنانية والنظام اللبناني بأن هناك أشباح وبأن الانتخابات معلبة، وبأن كل هذه الأمور.. فجأة 180 درجة، هذا هروب إلى الأمام.
أدموند صعب:
لا.. أنا أريد أن أكمل لأنك بدأت بالهجوم على الأستاذ (جبران تويني) لأنه لم يحضر، واعتبرت أنه تهرب، واعتبرت أن في (النهار) زمرة، باللغة اللبنانية (زمرة) أمر كثير سيئ، وزمرة يعني هي شلة فوضوية..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
مجموعة من الناس.
أدموند صعب:
لا. لا. في لبنان: شلة من الخارجين على القانون وغير الأخلاقيين.
فيصل القاسم:
أنا لم أقصد ذلك العيب.
أدموند صعب:
لهالسبب ليست مشكلة كبيرة أن يتخلف الأستاذ (جبران تويني) عن المشاركة في هذا البرنامج..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
طيب، كي لا يكون موضوعنا..
أدموند صعب [مقاطعا]:
خليني أكمل، أنت بدأت بالهجوم، وربما حاولت أن تعطي هذه الحلقة نبض قوي بأن فيها تحدي، والأستاذ (جبران) حر يشارك أو لا يشارك حر كما أن الأستاذ قبل شوي قبل لحظات كنا نقول ممكن ماييجي الأستاذ نصار كمان.
فيصل القاسم:
كي ننتقل إلى لب الموضوع.
أدموند صعب:
بدي [أريد] كمل.. أنا لهالسبب الأستاذ جبران تويني حر في رأيه و هو وجد..
ناصر قنديل [مقاطعا]:
أنا لبيت بناء على وعد أن الأستاذ (جبران) جاي [قادم]، وبناء على التزامي مع الدكتور فيصل، وأنا ألبي بهذا الالتزام.
فيصل القاسم:
بالضبط.
أدموند صعب:
ولهالسبب ما بتصور أنه راح يتغير شيء في هذا الموضوع، إذا كان الأستاذ (جبران) موجود، أو أنا موجود عن (النهار) هاي شغلة..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
أريد أن ننتقل إلى لب الموضوع.
ناصر قنديل:
بالعكس أنت زميل عزيز يا أستاذ أدموند.
أدموند صعب:
لهالسبب أستاذ جبران حر في رأيه مثلما أن أي إنسان حر.
فيصل القاسم:
وصلت الفكرة، أريد أن تجيب على السؤال.
أدموند صعب:
أجيب على السؤال، أنا أقول أن الإعلام قام بدور كبير جدا، ربما كان له الدور المسموع وهو الذي أجبر الدولة أن تلتزم حدودها، وأن يبر رئيس الجمهورية بوعده بتأمين الانتخابات، لأن كل المقدمات التي سبقت الانتخابات كانت توحي أن الانتخابات لن تكون حرة، ولن تتأمن النزاهة اللي كانت مطلوبة، لهالسبب أنا أعتبر أن كل ما قيل عن الإعلام: فلتان إعلامي وتجاوز، لم يكن تجاوزا، هذا هو الإعلام، هذا هو لبنان، يجب أن يقال كل شيء من فوق السطوح وتحت السطوح، يجب أن تفضح الأمور، لكن يجب ألا يكون هناك تجن، يجب أن يكون هناك..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
لكن هناك الكثير من التجني، وهذا سؤال أوجهه لناصر قنديل، كيف ترد؟
ناصر قنديل:
الحقيقة يا دكتور فيصل.. طبعا أنا برحب بأن يكون الأستاذ (جبران) كتب ما كتب اليوم، لأنه أعتقد أن الشهادة لهذه الانتخابات واجب على كل مواطن لبناني وشريف، ولكن أنا الحقيقة أقول: في فقرة ناقصة مما كتب الأستاذ (جبران) وهي الإشارة إلى أن التشكيك لم يكن من موقع الضغط من أجل التصحيح، لأن التشكيك لم يطل الشق اللبناني حصرا فيما تم تناوله، التشكيك كان موجها بصورة مباشرة بسهامه نحو سوريا، حيث قيل إن سوريا بتدخلها، ورفع الكثيرون ولا أريد أن أخصص أحدا غير موجود على هذه الطاولة.. رفع الكثيرون شعار أن الانسحاب السوري بات شرطا من شروط نزاهة وديمقراطية الانتخابات في لبنان، قرأنا ذلك، وسمعنا ذلك..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
سنأتي على الملف السوري..
ناصر قنديل:
فقط أنا أريد أن أقول أنه كان.. وهذه كل مرة تـتكرر معنا؛ تبدأ المقاومة، يقف البعض ويقول: إن هذه المقاومة انتحارية وسوف تجلب الدمار للبنان، تحقق المقاومة انتصارات، يسابقوننا إلى التهنئة بالانتصارات.
فيصل القاسم:
يهربون إلى الأمام.
ناصر قنديل:
نحن مع أن يكونوا إلى جانب انتصار المقاومة شرط أن يعترفوا بأنهم أخطؤوا عندما شككوا بفاعليتها..
يأتي الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، يقولون: إن هذا الانسحاب فتنة وسوف يترتب عليه حرب أهلية جديدة وعلى الدولة أن ترسل جيشها اليوم قبل الغد، تمر بردا وسلاما على الجنوب، فلا يقولون: لقد أخطأنا وحذرنا من فتنة لم تقع وهولنا بفتنة لم تقع ونحن الآن علينا أن نقول للناس بأن الناس و بأن الدولة و بأن المعنيين كانوا أنضج وأقدر..
تلوح لنا الأمم المتحدة وفرنسا: ما لم ترسلوا جيشكم إلى الجنوب فإن الكارثة ستقع، تتلقف الدعوة قوى وأقلام لبنانية وتواكبها، ثم يثبت أن موقف رئيس الجمهورية كان صحيحا، وأنه من موقع التأجيل في إرسال الجيش تمكن من استعادة 17 مليون متر مربع بالمفاوضات القاسية والشرسة مع أمريكا وإسرائيل والأمم المتحدة..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
ونفس هذه الأقلام.
ناصر قنديل:
هي المساحة التي تساوي ضعف مساحة (طابا) التي أخذت عشر سنوات حتى استعيدت، ثم تعود هذه الأقلام والأصوات فتقول: نعم إن ما أنجز كان عظيما.
أنا أقول: هذا سليم؛ أن نقول إن ما أنجز كان عظيما..
فيصل القاسم:
ولكن؟
ناصر قنديل:
ولكن الفقرة الناقصة دائما والمتكررة النقص هي أننا أخطأنا، وعلينا أن نعترف بالخطأ.
فيصل القاسم:
ولم يعترفوا..
ناصر قنديل:
هذه هي المسألة تتكرر مع الانتخابات، نقول: إن الانتخابات معلبة ونتائجها جاهزة وإن المقاطعة قد تكون هي الأسلم، شاركوا فقط من أجل المشاركة.. تأتي الوقائع لتقول: إن من غامر من بين دعاة المقاطعة، وشارك اخترق اللوائح، إن الجماهير التي اشتركت في الانتخابات وبالتحديد القطاعات المسيحية من الجماهير التي شاركت في الانتخابات غيرت وجهة نتائج الانتخابات.. ويثبت أن ما من توقع قد صاب حول من سيفوز ومن سيهزم في هذه الانتخابات..
الحديث عن الثوابت، كتب الكثير لماذا تتمسك سوريا بهذه الثوابت وتجعلها قدرا للحياة السياسية في لبنان؟ تأتي الانتخابات لتقول: ليس هناك من ثوابت..
فيصل القاسم:
وهذا سنأتي عليه، سيد صعب.
أدموند صعب:
ما بعرف إذا كان الميدان الذي طرحه الأستاذ (ناصر) هو الميدان اللي كان مفترض أنه يكون موضوع الحديث، لأنه ذهب إلى الجنوب و..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
لا. هو قدم مقدمات على أن..
أدموند صعب:
أنا لست في موقع الأشخاص اللي عناهم الأستاذ ناصر، ولن أدافع عن أحد في هذا الموضوع، أنا كان موقفي موقف سليم من هذا الموضوع، وأنا عندي موقف مع المقاومة، موقف لا يناقش، لأن هذا الموقف موقف معروف جدا، ولهالسبب ماني معني، بس معني بأمر واحد -معلش- أنا كتبته، أنا أعتبر أن الشعب هو الذي انتصر، لأن هذا الشعب مورس عليه كثير من العنف من يوم أعد قانون الانتخابات، وقسمت الدوائر، الدوائر التي كان يفترض أن تكون دوائر صغيرة، لأن لبنان بلد تعددي ومؤلف من 18 طائفة، وكان يفترض أن تحترم القوانين الديمقراطية وهو أن المواطن يعرف مرشحه. اليوم قسمت دوائر لغايات معينة، وجُعلت منذ إنجاز الطائف سنة 1989م لم يعد لمجلس النواب دور التشريع والرقابة على السلطة بمقدار ما أصبح له دور الموافقة على نوع من تركيبة سياسية تنـتظر حلول السلام حتى توافق على صيغة معينة من السلام.
من هنا الدور الإقليمي أعطي لسوريا في لبنان، ولا أعتقد أن سوريا تنكر هذا الأمر، ولا لبنان ينكر هذا الأمر، ولهالسبب كان يعطى تفسير أن هذا تلازم المسارين يفرض هذا الأمر.. ولهالسبب الحكومات في لبنان تتألف مع سوريا، وقوانين الانتخابات تدرس مع سوريا بما يلبي هذه الرغبات، والحكومات تحكم ولا تحاسب، تفسد وتنشر الفساد ولا أحد يغيرها، حتى رؤساء الحكومات كانوا يعترفون أنهم لا يستطيعون الاستقالة ولا يستطيعون حتى إقالة أي وزير من هذه الوزارات متذرعين بأن هناك اعتبارات إقليمية تملي هذا الأمر.
فيصل القاسم:
طيب، الكثير من النقاط (ناصر قنديل) سمعت هذا الكلام، مورس على الشعب الكثير من العنف، قسمت الدوائر لغايات معينة، مجلس النواب أصبح دوره بالدرجة الأولى الموافقة والبصم، إلى ما هنالك من هذا الكلام، وهي أبرز التهم الموجهة للانتخابات اللبنانية التي تجرى الآن.
ناصر قنديل:
الحقيقة في منطقين في العمل السياسي: في منطق يحاول أن يقرأ هذه الوقائع ليستنتج بأن الوضع ميؤوس منه، وأن قانون الانتخاب الذي وضع والذي أنا لا أوافق عليه وبأن الصيغة التي تتم من خلالها الانتخابات النيابية فيها الكثير من الشوائب، في كل بلد من العالم يوجد من يجد في قانون الانتخاب صيغة مخالفة لرؤيته، رؤيته في الدوائر الصغيرة قد تكون رؤيتي في إلغاء طائفية النيابة وإنشاء مجلس للشيوخ، ولكن ذلك لم يدعني للحظة من نهار أن أقول أن الانتخابات فاسدة مفسدة معلبة، أقول: إن الشعب.. هذا هو الفارق بين منطقين بين من يضع هذه المقدمات ليخلص إلى استنتاج أن على الشعب أن يؤمن بأن أصواته هي التي ستقرر نتائج الانتخابات أيا كانت الدوائر المقسمة، وأيا كانت الصيغ الممارسة من ضغوط، وأيا كانت محاولات التأثير على النـتائج، وبين الذي يريد أن يقول: إن قدرا قد ركب لكم أيها اللبنانيون، فما عليكم إما أن ترضخوا له، وإما إن تنكفئوا عن الحياة السياسية. نحن نناقش هنا، لا أحد هنا على هذه الطاولة موجود ليدافع عن قانون الانتخابات أو ليقول بأن ما بين أيدينا هو صيغة مثالية.
أما لجهة الدور الإقليمي فعلينا أيضا أن نقول أنه لولا أن هناك قرار سياسي كبير على مستوى القيادة السورية بقيادة سيادة الدكتور (بشار الأسد) أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وبعد إنجاز التحرير في جنوب لبنان باتت الملفات السياسية اللبنانية الداخلية في مقام الأولوية، ولذلك باتت مهمة المجلس النيابي اللبناني والحكومة اللبنانية أن تتولى شؤونها بأيديها ممثلة لإرادة الشعب، ولذلك تركت اللعبة الانتخابية مفتوحة..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
طيب هذا الكلام، هذا محور لا شك أنه سيأخذ حيزا كبيرا، لكن أريد جوابا على الكلام الذي تفضل به السيد (صعب) قبل قليل وقال.. كيف ترد على كلامه أنه كان انتصارا للشعب اللبناني وبعبارة أخرى خسارة فادحة وانكسارا للدولة اللبنانية؟
ناصر قنديل:
بالعكس.
فيصل القاسم:
أي أن الدولة اللبنانية أصيبت بإحباط شديد، وفوجئت أيما مفاجأة من خلال هذه النتائج التي ظهرت في (جبل لبنان) و(الشمال).
ناصر قنديل:
دعنا نقول: من يقصد بالدولة اللبنانية؟ هل هو رئيس الجمهورية؟
فيصل القاسم:
الحكومة اللبنانية لنقل؟
ناصر قنديل:
الحكومة؟ إذا كان المقصود الحكومة فأعتقد أن الحكومة قد راكمت من نقمة اللبنانيين طوال سنة ونصف ما كان يكفي لكي تصل بمرشحيها إلى مواقع الضعف، هذا أمر لا أعتقد أن ثمة اثنين في لبنان يختلفان حوله، إن هذه الحكومة خلال سنة ونصف قد غرفت من رصيد رئيس الجمهورية، وقد فرطت وهدرت الكثير من رصيد رئيس الجمهورية حتى جعلت من القوى المعارضة قدرة تمثيلية شعبية ظهرت بقدرة الوزيرة (جنبلاط)، ظهرت بقدرة الرئيس (الحريري) في الشمال، وأتوقع أن تظهر في بيروت.
فيصل القاسم:
وأعتقد أن هذا الكلام قد يدخل في إطار الدعاية الانتخابية لنفسك أم لا؟
ناصر قنديل:
لا. لا. في الحقيقة أنا أقرأ الآن نجاح (أحمد فتفت) في الشمال منفردا في مواجهة لائحتين، يخرق اللائحتين، مغلقتين لا مقاعد شاغرة فيها، ويفوز بأعلى نتيجة بين الأصوات فوق كل مرشحي اللوائح، ألا يعني -وهو مشرح تيار الرئيس (الحريري)- ذلك مؤشرا سياسيا؟
في طرابلس (مصباح الأحدب) مرشح فرد منفرد وخارج اللائحتين المتقابلتين المغلقتين، ولا مقاعد شاغرة، يخرق اللائحتين وينال نسبة جيدة من الأصوات. الوزير (وليد جنبلاط) يأتي بكل مقاعد (الشوف) قد يكون ذلك أمرا متوقعا، أما بفارق عشرين ألف صوت لم يكن ذلك متوقعا. في (عالي بعبدة) ربما لو لم يترك بعض المقاعد الشاغرة لكان بعض مواقع الذين فازوا في خطر.
أقول: هذه مؤشرات، السؤال المطروح: الشعب انتصر؟!.. نعم، إنما الشعب انتصر على الذين دعوه إلى اليأس من الحالة السياسية في البلاد، وانتصر لصالح الذين دعوه أن يمارس حقه في تقرير مصير هويته..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
والذين يمثلهم السيد صعب..
ماهر قنديل:
لا أريد للسيد صعب أن يمثلهم.
[فاصل لموجز الأنباء]
فيصل القاسم:
سيد (صعب) كان هناك وابل من الكلام من السيد..
أدموند صعب [مقاطعا]:
عظيم.. ممتاز.. ممتاز جدا، أنا أعتبر أن الشعب قد رد على كل ما رُتب لمنعه من المشاركة في الانتخابات، وكانت هناك غضبة كبيرة من الشعب اللبناني إلى درجة أن..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
إذن هناك ترتيبات لمنع الشعب من..
أدموند صعب [مقاطعا]:
إن قانون الانتخاب بحد ذاته؛ تقطيع الدوائر يعرقل مشاركة الناس في الانتخابات، يعني هو يجعل انتقال الناس صعبا، ويجعل التعاطي مع الناس كمان صعبا.
فيصل القاسم:
لوجستيا.
أدموند صعب:
لوجستيا بدون شك، ويجعل عامل المال عاملا مؤثرا، لأن الذي يدخل في قائمة عليه أن ينفق مبالغ طائلة لإحضار الناس من سوريا، ومن مصر، ومن الأردن بالطائرات وبالباصات.
فيصل القاسم:
وهل تم ذلك في الانتخابات؟
أدموند صعب:
ويعطيهم أموالا، ويغريهم حتى يأتوا ليصوتوا، فقد جاءت مئات الحافلات من سوريا وشاركت في الانتخابات، وكل الحافلات نالت مالا حتى جاءت، لأن اللبناني الذي لا يملك سوى بطاقة هوية وموجود في سوريا، هذا يفتكر فيه [يتذكره] المرشح مرة كل أربع سنوات، وهذا ليس مستعدا أن يأتي إلى لبنان، ويتجشم كل مخاطر وكل تعب السفر من أن يأتي ويختار، ينـتخب شخصا لا يعرفه، ولم يسمع به إطلاقا، يعني هذا نموذج عن الديمقراطية اللبنانية اللي ممكن أن نـتحدث عن تزييف في هذه..
فيصل القاسم:
انتخابات الرزم يعني؟
أدموند صعب:
سنأتي إلى الرزم، هذا من جهة. من جهة ثانية هناك مثلا وزير الداخلية هو أكبر مرشح ولديه كل أجهزة الأمن بتصرفه، كان لديه فريق من رجال الأمن وظيفتهم الاتصال بالمفاتيح والمخاتير ورؤساء البلديات، ولديه كذلك تنظيم آخر يهتم بالمجنسين حديثا، بشكل أنه كل مجنّس زارته بعثة من ثلاثة أشخاص ثلاث مرات قبل موعد الانتخاب تدعوه إلى الانتخاب، وتحذره، وتضرب له موعدا في الوقت المحدد أن تحضره كما تحضر الشاة إلى المسلخ؛ ليست له إرادة، يعطى ورقة لينـزلها في الصندوق، وأعرف مجنّسين كانت لهم مواعيد يوم الأحد فغادروا منازلهم باكرا حفاظا على كرامتهم، هناك مهندس وهناك طبيب؛ عربيان يقيمان في لبنان منذ مدة طويلة حصلا على التجنس، شعرا بالإهانة والإذلال لأنه شعرا أنهما سيجران جرا إلى مركز الاقتراع، وهما لا يعرفان لا المرشح، ولا يعرفان لمن سينتخبان، وقيل لهما أنه هناك سنعطيكما مغلفا، وتضعونه في الصندوق، ولا تهتموا، لكن إياكم أن تتخلفوا لأنكم لن تُسَروا.. حتى الآن هناك مندوبين في بعض مراكز في الواقع ضمن منطقة وزير الداخلية تعرضوا ليلة الانتخاب إلى إنذارات بأن لا يحضروا إلى مراكز الاقتراع كممثلين مندوبين لمرشحين مناوئين.
[فاصل للإعلان]
[إدموند صعب]
وقد أثبت البطريرك الماروني – الذي هو مرجعية وطنية ليس للمسيحيين فحسب، بل لكل اللبنانيين – أن التدخل حاصل، وأن الأجهزة قد تدخلت عند تأليف اللوائح، وتدخلت لإدخال أشخاص معينين في لوائح، ومنعت أشخاص من الترشح منفردين لأنهم يضرون بأشخاص يهمهم أمرهم في اللوائح، وقال البطريرك بالكلمة الواحدة قال: قضية الحريات هي دائما جوهرية في لبنان وفي غيره، وفيما يتعلق بالانتخابات هناك من يؤكد أنه لا يمكن أحداً أن يدخل لائحة إلا إذا كان من المرضي عنهم، ومن ليس مرضيا عنه يستحيل عليه أن يدخل لائحة. وهناك من كانوا يريدون أن يترشحوا وحدهم فمنع عليهم ذلك كي لا يأخذوا بعض الأصوات من أمام الذين تمكنوا من أن يكونوا في لائحة، وهذا دليل على أن الحرية ليست كما يجب أن تكون.
فيصل القاسم:
سيد (قنديل) أعتقد اتهامات خطيرة جدا، لا أدري كيف ترد عليها.
ناصر قنديل:
مرة أخرى للحقيقة، يعني أنا أعتقد..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
هناك وقائع، أنا أريد أن ترد على الوقائع بوقائع، وليس بكلام عام.
ناصر قنديل:
لا.. الأمر مانو هالقد معقد [أي ليس معقداً لهذه الدرجة]، أنا كنت بقبل هذا الكلام لو كانت النتائج جاءت معلبة كما يفترض هذا الاستنتاج إذا ذهبنا به إلى نهايته المنطقية، عندما يجري الحديث عن اللوائح، وعندما يجري الحديث عن التركيبات وعندما يجري الحديث عن الضغوطات، وعندما يجري الحديث عن الأشباح وعندما يجري الحديث عن المال وعندما يجري الحديث عن جلب الناخبين من الخارج..
فيصل القاسم:
في الحافلات؟
ناصر قنديل:
في الحافلات، ذلك يعني إشكالية مفارقة، علينا أن نحل هذه المفارقة.. الذين ركّبوا الدوائر هم الذين ركبوا اللوائح، وهم الذين جلبوا الناخبين، وجاءت النتائج معاكسة لإرادتهم.
فيصل القاسم:
صحيح.
ناصر قنديل:
إذن ثمة شيء ما غير مفسر في هذه المعادلة، الحقيقة في هذه المعادلة هي أن حجم المشاركة الشعبية هو الطريق الوحيد لإلغاء أية قاعدة يمكن أن يبنى عليها أي تعليب وأية ضغوط..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
وهذا ما حدث؟
ناصر قنديل:
وهذا ما حدث، نحن لا نتناقش حول ما إذا كان هناك محاولات من بعض الناس في مواقع الترشيح أو في مواقع التأثير أو في مواقع النفوذ لاستغلال نفوذهم، هذا أمر يحصل في كل بلدان العالم.
فيصل القاسم:
في كل انتخابات العالم؟
ناصر قنديل:
في كل انتخابات الدنيا، يحصل أن هناك مال، وأن هناك بعض الشواذات، طبعا نحن نطمح أن يكون لدينا قانون انتخابات أكثر عدالة.
فيصل القاسم:
في الولايات المتحدة لا يستطيع أن يصل أحدهم إلى الكونغرس إلا إذا أنفق أكثر من 500 مليون دولار.
ناصر قنديل:
تماما، نحن لا نتناقش حول هذه الوقائع، نحن نتناقش بين منطقين؛ نقول: إن الطريق مفتوح أمام تصحيح المعادلة الانتخابية عبر المشاركة الشعبية..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
وليس..
ناصر قنديل:
أم ثمة من يقول: الطريق مغلق، فعبثا تحاولون.. هذا هو النقاش المفتوح في لبنان منذ عام 92م حتى اليوم، للأسف أن التصحيح لم يأت لا من النخب السياسية، ولا من المرجعيات الدينية، ولا من القيادات السياسية، وكلها نجل ونحترم ونتحاور من موقع الاختلاف، التصحيح جاء من موقع الإرادة الشعبية المباشرة، أي أن الأقلام التي تحرص على الديمقراطية، المواقع الإعلامية التي تنطق من موقع الحرص على الديمقراطية، المواقع السياسية التي تتحدث ليل نهار عن الحاجة للحرية والديمقراطية لم تختم انتقاداتها بالدعوة إلى المشاركة الكثيفة..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
بل دعت..
ناصر قنديل:
باعتبارها البحر الذي تذوب فيه أملاح التدخل، دعت إلى..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
إلى المقاطعة..
ناصر قنديل:
شككت ثم شككت ثم شككت، وفي نهاية المطاف قات: الخيار يعود لكم، من يريد أن يشترك فليشترك، ومن لا يريد فلا يشترك.
فيصل القاسم:
هروب إلى الأمام؟
ناصر قنديل:
أنا أقول: ما جرى الآن هو فرصة لجميع اللبنانيين، لجميع القوى السياسية في لبنان لإعادة القراءة، كما كان انتصار المقاومة فرصة، أنا هنا لا أدمج الأمور ببعضها، أقول: عندما انوجدت إسرائيل كثير من اللبنانيين كانوا يفكرون أن هذا الأمر لا يمكن معالجته إلا من خلال المعادلات الدولية، وعلى لبنان أن يتوصل إلى صيغة ما في المعادلات، هناك عقل سياسي بوليسي يحكم الطبقة السياسية والثقافية في لبنان، يتصور دائما أن كل شيء مدبر، يتصور دائما أنه قدر لا يرد، هناك وقائع جرت في المياه اللبنانية، هذه الوقائع أكدت أن بالإمكان رد القدر إذا تبلورت الإرادة، مرة في المصير الوطني العام في مواجهة واقعة الاحتلال، وأخرى..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
في الانتخابات..
ناصر قنديل:
جاءت يوم أمس وقبل أمس في الانتخابات النيابية عندما أثبتت أن كثافة الانتخاب تذيب هذه المواقع المنظمة في العملية الانتخابية.
فيصل القاسم:
سيد (صعب) كيف ترد على هذا الكلام؟ يعني كل الكلام الذي قلته قبل قليل عن أنه ليس هناك إرادة، الناس أتوا بهم في الحافلات كالشاة التي تأتي إلى المذبح، التدخل حاصل.
أدموند صعب:
هذا صحيح.
ناصر قنديل:
هل هؤلاء الذين غيروا نتيجة الانتخابات؟
فيصل القاسم:
السؤال المطروح: الأمور تقاس بعواقبها.
أدموند صعب:
الذين جيء بهم في الحافلات، والذين جيء بهم كالأغنام قد ربّحوا جماعاتهم.. لكن الشعب انتفض.. انتفض على تيئيسه.. ومن المؤسف..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
كيف ربحوا جماعاتهم؟ هذا كلام خطير، أنا أريد أن أسألك..
أدموند صعب [مقاطعا]:
ربحوا جماعاتهم لأنهم انتخبوا كالغنم.
فيصل القاسم:
أنا أستطيع أن أدفع لك فلوس، لكن أنا أدخل في نهاية المطاف إلى حجرة الاقتراع، ولا أحد يعرف بأي حال من الأحوال لمن صوتّ، هل تستطيع أن تعرف؟ كيف يمكنك أن تعرف؟
أدموند صعب:
هذا أمر حصل، لكن حصل مع الفئات اللي حصل عندها وعي، والأستاذ (وليد جنبلاط) عندما سئل: ماذا حصل معك؟ لماذا هاجمت الأجهزة وتحدثت عن تعليب وأنك قدت تيار الرفض لما يبيّت الانتخابات؟ قال: كانت صحوة ضمير لدي، بالأمس لم تكن لدي صحوة ضمير، لقد حصلت لدي صحوة ضمير. إن ما حصل بالنسبة للبنانيين كان صحوة ضمير، ومع الأسف أن السوريين و اللبنانيين القلة الذين دعوا إلى المقاطعة قد شارك الفريقان في تيئيـس اللبنانيين، الفريق الأول عن طريق قانون انتخاب لا يمكّن ولا يسهل المشاركة الفاعلة، والآخرون عن طريق دعوة إلى المقاطعة، والدعوتان كان فيهما تيئيس، لهذا السبب كانت هناك صحوة ضمير عند اللبنانيين أن يمسكوا مصيرهم بأيديهم، وأن يعتبروا أن هذه الورقة التي سيضعوها بصندوق الاقتراع هي ورقة المستقبل وورقة المسؤولية، لهالسبب ستكون لهذه الانتخابات إشارات، وسيكون لها معنى أوسع وأكبر من الانتخابات السابقة، لأنها ستكشف عما قاله الأستاذ جنبلاط: أنه صحوة ضمير من اللبنانيين.
فيصل القاسم:
السيد جنبلاط أصبح كلامه مهم جدا، في الماضي لم يكن كلامه مهم.
أدموند صعب:
بدون شك، لأنه كان مشاركا في عملية التعليب والبوستات والمحادل.
فيصل القاسم:
فجأة بدأ التهليل لجنبلاط! (علي المري) من الإمارات تفضل.
علي المري:
مساء الخير دكتور فيصل، بالنسبة لمرشح الكونجرس ممكن يدخل بدون 500 مليون دولار دكتور لو كان لوبي صهيوني، ممكن يدفعوا عنه.. هذا بداية، ثاني حاجة: أقول اتركوا لبنان للبنانيين نفسهم – صراحة يعني – في جميع الحاجات بالنسبة للانتخابات أو ما شابه، ثالث حاجة: عايز حاجة.. عايز رأي من اللبنانيين، وما يمثل الرأي السوري طبعا في مزارع (شبعا) هل هي لبنانية أو سورية يا دكتور (فيصل) ؟
فيصل القاسم:
سؤال وجيه.. سيد (سليم ضياء) لبنان، تفضل يا سيدي.
سليم ضياء:
أستاذ (فيصل) أنا بحييك على مواقفك الوطنية اللي بتشرفنا فيها دائما، يعطيك العافية أستاذ ناصر وأستاذ أدموند.. أنت حكيت عشان الأستاذ (تويني) الأستاذ (تويني) معروف أنه… في عنا مثل بلبنان يقول (الهريبة ثلثين المراجل)، بس يكون في واحد بحاور مثل الأستاذ (ناصر قنديل) ما بفتكر أن الأستاذ تويني بده ييجي يحضر..
فيصل القاسم:
شكرا جزيلا، هذا ليس الموضوع على أي حال.
ناصر قنديل:
مع احترامنا للأستاذ (جبران) وهذا ليس محله، هو زميل عزيز وغالي.
فيصل القاسم:
على كل حال ليس موضوعنا.
ناصر قنديل:
الحقيقة موضوع مزارع (شبعا) أعتقد أن الجواب بات معلنا، موقف سوريا أعلن بعد إعلان تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في شهر (أيار) حول أن مزارع (شبعا) لا تخضع للقرار (425) إنما للقرار (242)، أعلن وزير الخارجية السوري بأن على إسرائيل إذا أرادت أن تنفذ القرار (242) أن تعيد مزارع شبعا إلى لبنان، وأن تعيد بقية الجولان إلى سوريا.
فيصل القاسم:
طيب.. هذا موضوع.. على كل حال.. كيف ترد على السيد أدموند صعب؟
ناصر قنديل:
أنا في الحقيقة أقول: إن النقاش لا يدور حول الحديث عن ثغرات، ما هو حجم هذه الثغرات في صياغة نتيجة العملية الانتخابية؟
في كل بلاد العالم إما أن نحمل الثغرات (قميص عثمان) ونقول: إن العملية الانتخابية فاسدة، وإما أن نتحدث عن الثغرات بصفتها دروس يجب تلافيها في كل مرة إلى مرة حتى نتطور ونسير في سياق التقدم، النقاش يدور بين منطقتين في لبنان؛ هل انتهينا من هذا النقاش؟ لا مانع عندي أن نكون انتهينا وأصبحنا في منطق واحد، يقول: إن هذه الثغرات هي ثغرات تفصيلية، إنه حتى لو كان قانون الانتخابات قانونا غير عادل، حتى لو كان قانون الانتخابات مفصلا على قياس فلان وفلان، فإن الإرادة الشعبية تستطيع أن تعبر عن ذاتها بصورة حرة، وبعيدا عن كل أشكال التعليب المتوقعة أو المقررة أو المعدة مسبقا.. إذا كنا نقف على أرضية هذا الموقف جميعا يصبح النقاش تفصيلي؛ كيف يمكن أن يكون لدينا قانون أفضل لسقف النفقات الانتخابية؟ كيف يمكن أن يكون لدينا قانون أفضل لتكافؤ الفرص في استخدام الإعلام؟ النقاش ليس هنا..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
إذن المشكلة في التفاصيل، وليس في اللب؟
ناصر قنديل:
النقاش.. تماما.. النقاش، الانتخابات أيا كان قانون الانتخاب، وأيا كانت الظروف المحيطة فيها، هذه الانتخابات جاءت حرة نزيهة، هذا أمر لا يستطيع أحد يناقش فيه، الأمر الثاني: نعم.. القوى التي استطاعت أن تشكل حضورا مميزا عالي المستوى هي قوى ذات جذور شعبية (وليد جنبلاط) لا يقوى بحافلات، وليد جنبلاط يعبر عن عمق شعبي حقيقي في جبل لبنان، وجاءت نتائج الانتخابات تجسد هذا العمق الشعبي الحقيقي، بهذا المعنى لا يمكن لأحد أن يتحدث عن نتائج الانتخابات بصفتها تعبير عن حافلات أو عن أموال، قد يلعب المال دورا معينا في حملة هذا المرشح وحملة ذاك المرشح، في تعزيز هذا الموقع أو ذاك الموقع، الأمر هنا هو في نسب لا تتعدى الـ 5% والـ 10% عندما نتحدث..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
لكن يا سيد قنديل.. هناك من يقول: إن مبدأ المال هو الذي ساد وحده، وهو الذي أصبح قادرا على شراء الضمائر والعقول، وإن ثروة المرشح تكفيه بديلا واقعيا عن كل المؤهلات المطلوبة والمزايا الشخصية لدى المرشحين للبرلمان، هنا تكمن الخطورة، هذا من جهة. من جهة أخرى: كيف ترد على أشخاص مثل (نجاح واكيم) حذروا من انطلاق شرارة حرب جديدة بسبب قانون الانتخابات ونتائجها؟ فهناك تشوه سياسي في لبنان، حيث تقوم الانتخابات على أساس عصبية طائفية وخدمات وتوظيف يحوّل من خلالها المواطنون إلى رهائن وعبيد؟
ناصر قنديل:
المسألة هنا تذكرني دائما بقول نستخدمه باستمرار عندما يجري الحديث عن أمراض ممارسة الحرية في لبنان، نحن من المؤمنين بأن الحرية وأمراضها لا تداوى إلا بالمزيد من الحرية، الفارق هنا مرة أخرى؛ نعم هناك طائفية، وهناك استخدام لنظام المنافع ولدورة الخدمات من أجل إعادة إنتاج الطبقة السياسية لنفسها..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
ولكن!
ناصر قنديل:
ولكن السؤال هو السؤال بين من ينكفئ كالنائب (نجاح واكيم) الذي أخذ خيارا انكفائيا ربما يكون لحسابات ما، ولكن في الحقيقة هل هو الخيار الأسلم؟ أم أن الخيار الأسلم هو بالروح الاقتحامية في مواجهة الواقع السياسي من خلال الرهان على الإرادة الشعبية؟
الصراع كان في لبنان – منذ الطائف – بين هذين المنطقين..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
ومازال موجودا.
ناصر قنديل:
السؤال المطروح: لو شارك المسيحيون بحجم المشاركة التي مارسوها اليوم عام 92م..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
والـ 96م..
ناصر قنديل [مكملا]:
ألم نكن قد اختصرنا ثماني سنوات من الفراغ السياسي في حياة البلاد؟ هذا هو السؤال.
فيصل القاسم:
سيد (صعب).. سؤال وجيه.
أدموند صعب:
من قال إن المسيحيين راضين عن هذا الوضع؟ أنت تفترض أن المسيحيين راضين عن هذا الوضع..
ناصر قنديل:
أي وضع؟ عم قول: لو شاركوا عام 92م مثلما شاركوا اليوم..
أدموند صعب:
لا.. ولم يشاركوا اليوم كما يجب، ولو شاركوا كما يجب لكان انقلب السحر على الساحر، لهالسبب هناك حملة تيئيس – معلش – هناك حملة تطفيش للقيادة المسيحية، ليس في لبنان قيادة مسيحية، لقد بقيت كل القيادات الأخرى صافية، القيادات المسيحية إما مهجّرة أو منفية أو مسجونة، لهالسبب لا يمكن أن تقود شعبا كأنك تقود قطيع من الماعز، لا يمكن أن يقاد المسيحيون كما تحاول سوريا أن تقودهم، حاولت تيئيسهم، حاولت تهجيرهم، إن من يهاجر سنويا من لبنان يقدر بمائة ألف إنسان ومعظمهم مسيحيون، لم يبق في لبنان لبنانيون حتى ينتخبوا..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
لماذا يهاجرون؟ لأنهم يريدون كل شيء، وفي لبنان يجب أن تتقاسم الأشياء مع الآخرين.
أدموند صعب:
لم يعد في لبنان هذا الشيء الذي يتقاسمه كل الناس، كان في لبنان خلال العقدين الماضيين أو العهد الماضي والنصف كان هناك (ترويكا) مشتركة مسيحية إسلامية تقاسمت خيرات هذا البلد، وتقاسمت كل ما فيه، وسلمت حكما للرئيس (لحود) ينوء تحت عبء ثقيل جدا، حتى اليوم الحكومة كلما تطلب منها مطلب تقول لك (إني أرزح تحت هذا النير)، لكن أنا أريد أن أقول أن وليد جنبلاط في كل تصريحاته كان يقول أنه يقود معركة ضد المخابرات، يقود معركة ضد الأجهزة، ولم يقل أنه يقود معركة سياسية ضد أقران سياسيين، وهو يعتبر اليوم أنه انتصر على الأجهزة وانتصر على الدولة التي عملت ضده، هذا من جهة.
من جهة ثانية هناك رئيس الحكومة يقول: لا يمكن أن أكون حياديا في الانتخابات، أنا مرشح الانتخابات أخوض الانتخابات..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
فهو الخصم والحكم؟
أدموند صعب:
نعم..
ناصر قنديل [مقاطعا]:
ويستعمل أدوات الدولة في المعركة الانتخابية، وأجهزة الدولة في المعركة الانتخابية!
أدموند صعب [مكملاً]:
..لا تطلبوا مني أن أكون حياديا، كيف ممكن أن تتصرف حيال هذا الموقف؟!
وزير داخلية يمسك بكل الأمن، ويستعمله لمصلحته، ثم رئيس الحكومة يقول لك: لا تطلب مني أن أكون حياديا، أنا أريد أن أستعمل الدولة للدفاع عن نفسي..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
والإعلام أيضا!
أدموند صعب [مكملاً]:
وللوصول إلى المكان الذي يجب أن أصل إليه، لأني أنا رئيس الحكومة، لا يمكن أن تطلب مني الحياد، تطلبوا مني الحياد أن أؤمن للمواطن حقه في الانتخاب، وأن تكون الانتخابات نزيهة، لكن أنا لا يمكن أن أكون حياديا، كيف نريد أن نفسر أن رئيس الحكومة ليس حياديا في الانتخابات ونطلب في النهاية انتخابات نزيهة وحيادية ومنصفة وإلى ما هنالك؟! في مفارقة..
ناصر قنديل [مقاطعا]:
أنا بآخر واحدة بتفق معه.. بتفق بآخر وحدة، إنما..
أدموند صعب [مكملاً]:
في مفارقة غير واضحة، أن رئيس الحكومة مرشح وغير حيادي ونطلب من الدولة أن تكون حيادية في الانتخابات!
فيصل القاسم:
أنا أريد أن أسأل سؤالا تعقيبا على هذا الكلام: يقولون: إن الخطوة البارزة في مسلسل التلاعب تمثلت ليس فقط بإشراف حكومة سياسية فيها عدد كبير من المرشحين على العملية الانتخابية، بل إن هذه الحكومة حكومة مواجهة، والبعض يقول: إنها حكومة ثأر وانتقام لا حكومة توافق.
ناصر قنديل:
أنا طبعا أوافق على هذا الكلام.
فيصل القاسم:
لأنك الآن على لائحة تعارض الحكومة طبعا؟
ناصر قنديل:
أنا موجود على هذه اللائحة بقناعة – الحقيقة – وأنا أقول: إن هذه الحكومة فرطت – كثيرا – بالآمال التي عقدها اللبنانيون على خطاب القسم لفخامة الرئيس وأضاعت الكثير من الرصيد اللي وصل به رئيس الجمهورية إلى سدة الحكم. المسألة التي أريد أن أناقشها هي موضوع الحضور المسيحي السياسي في لبنان.. هناك محاولة لتقزيم هذا الحضور السياسي المسيحي واختزاله بمجموعة من الرموز القيادية التي خاضت تجاربها، وباءت إلى الفشل..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
من الذي يقف وراء التقزيم؟
ناصر قنديل:
هذه المحاولة الفكرية السياسية التي نسمعها الآن من الأستاذ (أدموند) تريد أن تختزل المسيحيين؛ أنهم غير موجودون سياسيا إلا إذا وجد فلان وفلان وفلان.. يأتي الرئيس (أمين الجميل) ويقف في الحياة السياسية في لبنان، وكان في الماضي يصنف بين علامات القهر للمسيحيين؛ يترشح ابنه للانتخابات..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
ويفوز!
ناصر قنديل [مكملاً]:
يفوز ابنه في الانتخابات، ويخترق لائحة وزير الداخلية، لا يُكتب مقال.. بالعكس كتبت مقالات خونت الرئيس (أمين الجميل) وقالت: يا من بُعت السيادة من أجل مقعد نيابي.. المطلوب أن يبقى المسيحيون في علبتهم، هذه القيادات تعيش على منطق زرع الرعب والخوف بين المسيحيين..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
والانغلاق.
ناصر قنديل [مكملاً]:
قالت لهم عام 75م: الفلسطيني يريد أن يأكلكم، فما عليكم إلا أن تقفوا ورائي، ثم المسلم يريد أن يأكلكم، ثم السوري يريد أن يبتلعكم.. في الحقيقة هذا الفكر السياسي ليس فكرا مسيحيا، الفكر المسيحي كما عبر عنه قداسة البابا (يوحنا الثاني) عندما وقف في الشباب المسيحيين في (بازيليك حريصة) وهم يهتفون له باللغة الإنجليزية والفرنسية يقول لهم: قولوها بالعربية، مذكراً بأن أهميتكم ليست في أنكم مليونان أو ثلاثة أو أربعة في مئات ملايين المسيحيين في العالم، قيمتكم تأتي من امتلاككم لهذه اللغة في وسط إسلامي تخلقون معه عيشا مشتركا يشكل نموذج لإطفاء نيران الحروب الأهلية المستعرة في البلقان، وفي إفريقيا، وفي شرق آسيا بين المسلمين والمسيحيين.
ثمة من لا يريد للمسيحيين أن يسلكوا هذا الطريق، لقد تمرد المسيحيون على هؤلاء، وشارك.. نعم.. نسبة المشاركة في الانتخابات لم تكن ضئيلة إلا في (ببشرّي) وهذا أمر مفهوم، لأن التضامن المعنوي بين أبناء (بشري) وقائد القوات اللبنانية ابن المدينة الدكتور (سمير جعجع) أمر طبيعي ومفهوم، ولا يمكن أن يشكل غضاضة عند أحد، أما في سائر المناطق.. نعم وصلت المشاركة المسيحية إلى 35% وهي المعدل الوسطي للمشاركة في الانتخابات في كل مناطق لبنان عام 96م. إذن نعم هناك مشاركة مسيحية ومشاركة حقيقية، لكنها ليست مشاركة معلبة، ولذلك الذين لا يريدون للمسيحيين أن يشتركوا في خيارات الوطن إلا من خلال العلب والأقنية التي يتصورونها أطرا وحيدة لحياة المسيحيين السياسية يريدون حتى أن يغمضوا أعينهم ولا يروا هذه المشاركة، يريدون أن يروا أن المسيحيين لم يشتركوا في العملية الانتخابية.
فيصل القاسم:
طيب.. سعد الدين من إيطاليا.. سأعطيك المجال كي ترد، في نقاط مهمة بالمناسبة.. سيد سعد الدين.
سعد الدين:
مساء الخير.. أنا أريد أن أحييك على هذه المقابلة الحلوة، وبدي أسأل الدكتور (ناصر قنديل) لما أنتم عم تحكو عن مجلس النواب إنه هذا مستشفى للمجانين..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
هو لم يتم الحديث عن مجلس النواب كمستشفى للمجانين، تم الحديث عن الحملة الانتخابية، يعني هناك فرق بين التعبيرين.
سعد الدين:
أنا معك يا دكتور (فيصل) بس إذا سمحت.. أنا لي 21 سنة ما نزلت على لبنان، ومش قادر أصرح بأي تصريح مشان بلدي أحكي فيه، اسمح لي بعد إذنك في أربع خمس دقائق لأحكي اشوي عن بلدي، لأني ممنوع ببلدي أحكي، بدي أحكي اشوي معك.
فيصل القاسم:
طيب.. تفضل.
سعد الدين:
لما بيحكوا عن الانتخابات وقانون الانتخابات، ما شفنا بعد لا نائب ولا وزير مبسوط بهذا القانون، وعم نشوف المحادل ماشية بقوة على المجلس، والمحادل للأسف تتعبأ بمازوت سوري، والشعب أثبت أن الضغط السوري على البلد؛ مقاومة الشعب أقوى من مقاومة الاحتلال السوري بالبلد، وهذا يثبت.. بدي أنا أحكي مع المسؤول هنا عندك، وعن حزب الله اللي بيسمح لنفسه أنه ينزل (إيلي حبيقة) معه اللي عمل مجزرة (صبرا وشاتيلا) في المسلمين وكان عميل لليهود الذي طردوه السوريون بالبلد، والشعب أثبت أنه الشعب اللبناني ما بتهمه الاحتلالات بالبلد.. وهذا أثنته.. بنحكي مع حزب الله اللي بيسمح لحاله نائب حزب الله (علي عمار) بلائحته ينزل إيلي حبيقة معه..
فيصل القاسم:
طيب. هذا سؤال وجيه عن طبيعة التحالفات التي حصلت فعلا، هناك الكثير من الكلام سيد سعد الدين عن أنه كان هناك خليط لا يستطيع فهمه الكثيرون، يعني كان سمن على لبن على تمر هندي على عسل.. يعني مخلوطة إذا صح التعبير، سأعطي المجال لنصار قنديل كي يرد، لكن قبل ذلك دورك سيد صعب ترد على (ناصر قنديل) وما قاله بخصوص وضع المسيحيين، أنا أريد قبل ذلك.. هل بالإمكان أن أقول لك شيئا، السؤال المطروح أنه ما هو المشروع الذي قدمه المسيحيون أو المشككون أو المقاطعون أو أصحاب هذا الخطاب الذي تتفضل به؟ ما هو المشروع البديل؟ هل هناك مشروع عدا رفع شعار خروج القوات السورية، ورفع (دمشق) يدها عن القرار اللبناني؟ علما أن هؤلاء رفضوا ولا يزالون يعني رفض اتفاق الطائف، أي بمعنى آخر لا هم مع اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب، ولا هم مع حركة سياسية متعاونة مع الدولة، ولا مشروع سياسياً لديهم عدا انتقاد سوريا وحلفاءها في لبنان، فما الذي لديهم وماذا يملكون؟ وماذا يقدمون للبنان بعد عشر سنوات من انتهاء الحرب الأهلية؟ وتأتي وتقول.. لا كلام لديكم إلا أنه..
أدموند صعب [مقاطعا]:
طيب.. خلينا نحكي، أنت عم تحكي عنا..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
أنا أطرح عليك قضايا.
أدموند صعب:
أولا: هناك خطأ كبير أن يحصل تعميم بالنسبة للوضع المسيحي، ويمكن أن تكون هناك فئات مسيحية يائسة أو ميئسة تدعو للمقاطعة، وتدعو إلى إقامة دويلات وكانتونات إلى ما هنالك، لكن الأكثرية الساحقة من المسيحيين ليس لديها سوى المشروع الوطني، ليس هناك عند المسيحيين مشاريع طائفية أو مشاريع انفصالية أو كانتونات، هناك مشروع وطني، وهذا المشروع الوطني يقوم على أن لبنان يجب أن يكون سيدا سيادة كاملة، قراره السياسي في يده، ويجب أن يعبر عن هذا القرار من ضمن مؤسسات منتخبة شرعيا، ويجب ألا يكون هناك أي تدخل فيها، لهالسبب أنا فوجئت بأن الأستاذ قنديل يتحدث عن رئيس جمهورية سوريا الأستاذ (بشار الأسد) كأنه هو رئيس جمهورية لبنان، أنه قرر وهو يعمل، وهو يتصل، وهو يستدعي، استدعى حتى الآن.. لم يبق سياسي في لبنان إلا استدعي في سوريا، وأنا أتساءل ماذا يفعل رئيس لبنان، إذا كان رئيس سوريا يستدعي قائد الجيش ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة السابق ورئيس الحكومة الحالي، ويستدعي قائد حزب الله، ويستدعي الرئيس الهراوي السابق ويستدعى (نواف سلام) وممكن يستدعي جنبلاط، ويستدعي (فرنجية) ويستدعي (مئاتي).. أنا أتعجب، أنا مواطن في لبنان لست مسيحيا ولا مسلما أتساءل في هذا البلد، في هذا الوطن: ماذا بقي للسيادة؟ ماذا بقي للياقة؟ ماذا بقي للسياسة؟ و هل يا ترى أفلس اللبنانيون حتى يجب أن يذهبوا كلهم لسوريا، أو يجب أن يستدعوا لسويا؟! لا.. أنا أقول: يجب أن تكون هناك ما دام الشعب هجم على..
ناصر قنديل [مقاطعا]:
أنت قلت: استدعى.. استدعى.. استدعى من أين أتيت بهذا الكلام؟
أدموند صعب:
كلهم استدعوا، الرئيس الحص عم بيقول: استدعيت لهناك..
ناصر قنديل:
ما قال الرئيس هيك؟ إذا بتريد أقرأ لي أين الرئيس الحص قال استدعي؟ الرئيس الحص طلب موعد مع الرئيس بشار الأسد.. استدعيت عم بيقول الرئيس يا أستاذ أدموند؟ عيب هذا الكلام، وين.. جيبلي إياها يا أخي!
أدموند صعب:
بل هي السبب، سوف أحضرها لك.
ناصر قنديل:
جيبلي إياها فرجيني.. استدعى! بنزت كلام على عواهنه قدام الناس بنشوه الحقائق، قل لي وين قال استدعي؟ أنا عم قول لك.. فرجيني وين قال استدعي!
أدموند صعب:
إنها جاءت بناء على دعوة من الرئيس بشار الأسد..
ناصر قنديل [مقاطعا]:
استدعيت معناها؟! هذا كلام؟! رئيس حكومة عندما يوجه له دعوة لزيارة دولة بيكون استدعي؟! معيب هذا الكلام!
أدموند صعب:
يا سيدي.. دعيت كل الدولة، أنا ما بقبل أن يكون في عندي رئيس جمهورية، وفي رئيس جمهورية ثاني ببلد ثاني يستدعي كل الدولة.
ناصر قنديل:
أبدا، في دولة لها سيادة وعلى رأسها رئيس جمهوريتها، ولكن هذه الدولة عندما يكون قادتها السياسيين مقتنعين بأن ثمة ما يريدون التشاور حوله مع قيادة سوريا، هذا أمر لا ينتقص أبدا من السيادة اللبنانية.
أدموند صعب:
لازم يكون التشاور مع قيادة بلادهم..
ناصر قنديل:
من قال: ما عم يتشاوروا مع قيادة بلادهم؟ حاجة نحط الرز بالبصل يا أستاذ (أدموند).. نتائج الانتخابات النيابية اللي إجت ثاني يوم بعد هذه اللقاءات، ما إجت تقول كانت المداخلة السورية من أجل تنفيس الاحتقانات الإعلامية والسياسية الموجودة، وضمان أفضل شروط لانتخابات نزيهة؟!
أدموند صعب:
ما لازم تحتد إذا كان قبالك مواطن عم يستغرب هذا الأمر.
ناصر قنديل:
أولا: سمحت لنفسك تحكي باسم المسيحيين، من فوضك تحكي [تتكلم] باسم المسيحيين يا أخي؟
أدموند صعب:
خليني أكمل، ما عم بحكي باسم المسيحيين، حضرتك فصلت وضع المسيحي وحكمت على المسيحيين.
ناصر قنديل:
أبدا، المسيحيين هم جزء عضوي من لبنان، يريدون وطن حقيقي، والقيادات السياسية المعلبة هي التي تبعد عن هذا المشروع، وقد تمردوا عليها في هذه الانتخابات، وأخذوا خيارهم الحر.
أدموند صعب:
لم يأخذوا خيارهم الحر، والذي أبعدهم عن الحياة السياسية أنت تعرف.. الطائف أبعدهم عن الحياة السياسية.
ناصر قنديل:
يا أخي شو تغير من الطائف؟ يا أخي شو تغير من الطائف إلى اليوم؟ 92م انتخاباتها على أساس الطائف، والـ96 على أساس الطائف، والـ 2000م على أساس الطائف، ليش إجت انتخابات الـ 2000م بمشاركة مسيحية لتغير النتائج ولم يحصل ذلك في 92م و96م؟ لأن القيادات المسيحية اللي بـ 92م و96م بدها الشعب المسيحي يكون بحضنها إلها هي بتقرر مصيره هي بتقول له روح ولا تروح، تمرد عليها اليوم وأخذ قراره الحر المستقل، ونزل انتخب وثبت له بالملموس أن اللي ترشح عنده أفق بيوصل، واللي انتخب بيقدر يقرر مصير من اللي بيوصل.
أدموند صعب:
ما تنغش!
ناصر قنديل:
أنا ماني مغشوش، أنا عم بقرأ وقائع.
أدموند صعب:
ما تنغش، وما بتقدر تقول.. يعني ما بتقدر تفترض في نفسك أنك تملك الحقيقة المسيحية وتقول كيف تصرف المسيحيون..
ناصر قنديل [مقاطعاً]:
تقصد عم تحكي لي إن المسيحيين، ما قلت لك إن المسلمين أنا.. أنا بقول: إن اللبنانيين
جميعا متفقون على وطن يريدونه حر وديمقراطي.
أدموند صعب:
إن اللي أخذ القرار السياسي من اللبنانيين فرض على المسيحيين ممثلين لهم.
ناصر قنديل:
لم حدا أخذ القرار السياسي..
أدموند صعب:
يا سيدي.. فرض على المسيحيين الممثلين لهم أحد هؤلاء الممثلين كان السيد
(إيلي حبيقة) كان هو ممثلنا غصباً عنا عشرين سنة.
ناصر قنديل:
طلع السيد إيلي حبيقة من حزب الكتائب قائدا للقوات اللبنانية التي كانت رمز المسيحيين قبل 85م.
أدموند صعب [مقاطعاً]:
تشرفنا.
ناصر قنديل [مكملاً]:
طلع نائبا 92م و96م بأصوات الذين شاركوا بسبب مقاطعة المسيحيين اللي ردوا على قيادات كانت تريد أن تبقيهم علب لحركتها السياسية، رفض المسيحيون البقاء في العلب.. معذرة.. خلينا نحكي كلام لبناني سياسي.
أدموند صعب:
تحكي لي هذا الكلام الكبير.. أولاً..
ناصر قنديل:
بدك كلام صغير؟ ما عندي كلام صغير.
أدموند صعب:
اللي قبالك عم تحاكيه مسيحي ماروني.
ناصر قنديل:
على رأسي، لبناني أولا..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
لماذا هذا التشدد؟
أدموند صعب:
خليني احكي.
فيصل القاسم:
لماذا هذا التشدد بالطائفية السياسية؟
أدموند صعب:
أولا: لا.. أنا أتابع لا لـ(إيلي حبيقة) ولا للقوات لبنانية، ولا لحزب الكتائب، أنا عم بحكي عن الأكثرية الساحقة من المسيحيين اللي أنا هون بمثلهم.
ناصر قنديل:
أنت اعتبرت أن المسيحيين ممنوعين من العمل السياسي، لأنه في قائد محبوس وفي قائد برّه وفي قائد.. اختصرتهم في هذه القيادات، إيلي حبيقة كان واحد من هذه القيادات.
أدموند صعب:
طيب ليه ما بتخلينا نحكي؟
ناصر قنديل:
والشعب المسيحي لما..
أدموند صعب [مقاطعا]:
هاي صفّت عليه هالحلقة! يا خي جاي تعمل محاضرات أم جاي تسمع؟
ناصر قنديل:
أنا جاي أحكي وأسمع.
أدموند صعب:
أول شيء ما بتعرف بالحوار، طيب اسمعلي وبعدين جاوبني!
ناصر قنديل:
شرّف.
أدموند صعب:
بدك تفرض رأيك على الكل، مفروض تحكي بالمسيحية وبالإسلام وبسوريا وبكل شيء..
ناصر قنديل:
بعد ما حكيت عن الحريري أنا.
أدموند صعب:
أول شيء.. بتأسف أقول لك أنك عم تحاور شخص ما بتعرفه، وعم تحاور مسيحي بتجهله، وعم تحاورني كأني أنا من القوات اللبنانية، ومقاتل جاي من الخندق.
ناصر قنديل:
أنا بحترم القوات، ماني ضد القوات.
أدموند صعب:
عظيم.. أنا من الناس اللي ضد منطق القوات اللبنانية، وضد الخندق، وضد الحرب، ونحن اللي ظلمنا بالحرب، لأن سوريا والمجتمع الدولي عمموا أنه في ناس عندهم مشروع ورايحين على إسرائيل وبدهم يعملوا كانتون، فإذن كل هالمسيحيين، وكانوا القوات اللبنانية وحزب الكتائب عم يعملوا كل جهدهم ليحصل هالتناحر.
فيصل القاسم:
دقيقة واحدة، كي نبقى في موضوع الانتخابات، ولا نجرد التاريخ اللبناني على مدى عشر سنوات..
أدموند صعب:
لأنه هو عم بيعمم غلط..
فيصل القاسم:
طيب، أنا أريد أن أبقى في ملف الانتخابات وعلاقة.. يعني الموضوع الانتخابات، كي لا يتحول الموضوع، ممكن يأخذ منا عشرين ساعة في نهاية المطاف، السيد
(يعرب معتوق) من لبنان، تفضل يا سيدي.
يعرب بن قحطان:
السلام عليكم، قلبي على لبنان صاحب الخصوصية، يعرب بن قحطان من سوريا.. بكل حزن وأسف، أنا أحترم مشاعر الجميع مهما كان الذي يجلس أمامنا للحوار، من آداب الحوار أن نحترم مشاعر بعضنا..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
سيد يعرب بن قحطان.. كي لا نأخذ محاضرة الآن في الأخلاق وفي كذا.. ادخل في الموضوع رجاء.
يعرب بن قحطان:
الانتخابات.. يعرب يشجب مسرحية الانتخابات الأولية، ويقول بصراحة: لم تعد الديمقراطية صيغة حضارية لممارسة الانتخابات الشريفة والنزيهة، في الوطن العربي ككل، وفي لبنان بخاصة، فالديمقراطية أعطت نتائج ضد مصلحة الوطن والأمة، وضد الهوية والانتماء، وضد وحدة الشعب اللي يتكلم عن العنصرية وعن الطائفية وعن التمزق الداخلي والتمزق في الهوية السياسية، هاهي النتائج تتكلم يا إخوان، إن الديمقراطية التي اتخذها البعض ستارة للأهواء الصهيونية والتهديدات العنصرية والطائفية، أنا..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
سيد (يعرب بن قحطان) موضوعنا على كل حال يتحدد في الانتخابات اللبنانية وللأسف الشديد ليس هناك مكان لدراسة موضوع الديمقراطية ربما نخصص له حلقة أخرى، أشكرك جزيل الشكر.. (أجود الحلبي) من سويسرا تفضل يا سيدي.
أجود الحلبي:
السلام عليكم، أقول للأستاذ قنديل: احتراماتي إلك، وتحياتي إلك يا أستاذ، بما أنك مدير عام وزارة الإعلام..
ناصر قنديل [مقاطعا]:
لا.. رئيس المجلس الوطني للإعلام غير مدير عام، لست جزءا من الوزارة أو الحكومة.
أجود الحلبي:
اللي عايزه منك جواب صريح وصحيح، هو بتشكل على الشكل التالي: حضرتك أو حضرته.. حضرة القناة (7) في الأسبوع اللي فات بكامله عندما تبث برامج ضد الرئيس رفيق الحريري والرئيس وليد جنبلاط على التلفزيون ضدهم وتوطين وبعض أشياء.. بالرئيس رفيق الحريري، هذا الشيء خطأ.
ناصر قنديل:
جوابي أنا أعلنته أكثر من مرة هنا في لبنان من بدء هذه العملية غير المشروعة في استخدام تلفزيون لبنان لصالح المعركة الانتخابية لفريق مرشح للانتخابات ضد فريق آخر مرشح، وأنا ما عم بحكي هذا الكلام بصفتي مرشح على لائحة كرامي، أنا عم بحكي كرئيس للمجلس الوطني للإعلام، نحن رفعنا مذكرة لمجلس الوزراء تحدثنا فيها عن مخاطر الاستخدام الإعلامي غير المنظم وغير الديمقراطي وغير المتكافئ في العملية الانتخابية، واقترحنا صيغة تستبعد التشهير، صيغة تنظيم تكافؤ الفرص، وصيغة تضمن أن تتاح الفرصة لعدم استبعاد أي من المرشحين من استخدام الهواء السياسي للمؤسسات الإعلامية.. للأسف لم يؤخذ بها من قبل مجلس الوزراء، وأعتقد أن ما هو مطلوب من القطاع الخاص في المجال الإعلامي مطلوب ضعفه من المؤسسات الإعلامية العامة لأنها ملك يموّل من جيب المكلف اللبناني، ولا يحق لأحد أن يستخدمها، هذا لا يعني أننا كنا نرضى في الماضي لو كانت تستخدم من قبل من كان في الحكم، على الإطلاق، هذه المؤسسات هي ملك عام، استخدامها في الحملات بهذه الطريقة، على الأقل لبنان لم يشهد في تاريخ تلفزيون لبنان.. مرة استخدم هذا التلفزيون للتشهير بواحد من رؤساء الحكومات السابقين، أو من رؤساء اللوائح الانتخابية..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
أنا أريد أن أقول هل نفهم من هذا الكلام سيد ناصر قنديل أن هذا الدفاع..
ناصر قنديل [مقاطعا]:
بدي بس أختم بنقطة قبل، لولا قرار فخامة رئيس الجمهورية قبل يومين بالدعوة لوقف الحملات الانتخابية الإعلامية الدعائية التي تلجأ للتشهير، لما توقف الأمر عند هذا الحد، كان على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها في هذا المجال قبل أن يضطر رئيس الجمهورية للتدخل.
فيصل القاسم:
أنا أريد أن أسألك سؤالا، هل كان يمكن لك أن تقول هذا الكلام لو أنك لست مرشحا على قائمة الحريري.
ناصر قنديل:
يا سيدي اللي بيعرفوني أنا بيعرفوا جيدا.. أولا أنه الكلام عن موضوع الإعلام الانتخابي سابق بكثير؛ يوم طرح مشروع قانون الإعلام والإعلان الانتخابي من قبل الحكومة أنا كنت على حلقة في تلفزيون المستقبل، وكنت أدافع عن مبدأ وضع قانون لسقف النفقات الانتخابية، ويضع إطارا لتنظيم استخدام الإعلام المرئي و المسموع في الحملات الانتخابية يضمن تكافؤ الفرص، ويضمن عدم استبعاد الرأي الآخر، وكان الرئيس الحريري شريكا في الجزء الأخير من النقاش من موقع الاتفاق في بعض الآراء والاختلاف في بعض الآراء، يوم كان الرئيس الحريري رئيسا للحكومة وكنت نائبا لرئيس المجلس الوطني للإعلام، كانت لدي خلافات معلنة على بعض القضايا في الملف الإعلامي، ولكن أنا أعتبر أن التهجم والتجريح على أي شخصية معنوية في البلاد هو أمر يسيء للجهة التي تقدم عليها قبل أن يسيء للجهة المستهدفة، ولذلك فإن الحكومة دفعت ثمنا كبيرا لحملتها الإعلامية في نتائج انتخابات الجبل والشمال، وأعتقد أنها ستدفع التتمة الباقية في انتخابات بيروت.
فيصل القاسم:
أعتقد سيد (صعب) يبتسم، وأعتقد أنه وجد ضالته المنشودة.
أدموند صعب:
لا، هو الأستاذ (ناصر) أخيرا وافقني على أن الحملات الإعلانية، يعني الإعلام، دور الإعلام كان مؤثرا في إلزام الدولة أن تلتزم بالمحافظة على نزاهة الانتخابات وحماية أمن المواطنين، لأن القوة الأمنية اللي نزلت الشارع كانت رادعا لأي شخص يتسبب، يقولون أنه لم يحدث ضربة كف.. صحيح، وهذه الانتخابات كانت في السابق يسقط فيها قتلى وجرحى، لهالسبب أنا بعتبر أن الإعلام قام بدور كبير، وحتى لو كان الإعلام المشوه اللي حكى عنه الأستاذ قنديل هو استغلال لوسيلة إعلامية لغايات غير شريفة ولغايات فيها نوع من التجريح الشخصي اللي هو غريب عن الإعلام إجمالا، يعني هو من القدح والذم، في الحالات العادية قد تحصل ملاحقة خصوصا أن هذا الإعلام كان يستفيد من مطبوعة تصدر في الخارج، وهنا أعود إلى الأجهزة والأشباح، إن الأجهزة في لبنان أجهزة وأشباح تزود مطبوعات تصدر في الخارج..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
هل بالإمكان تعرفنا ما معنى الأشباح؟ ربما المشاهدون العرب لا يعرفون ماذا تعني كلمة أشباح في الانتخابات اللبنانية.
أدموند صعب:
الأشباح بالانتخابات اللبنانية يعني هو أن يتصرف جهاز بطريقة غير مسؤولة، ويدس في أجهزة الإعلام معلومات أو يدس تصريحات بعضها يعتبر صادرا عن مصادر رسمية وزارية أو مصادر حكومي، وتستغرب كل المصادر الحكومية أن يكون صادرا عنها مثل هذا التصريح أو مثل هذا الكلام، لهالسبب.. وتقوم الدولة كلها تبحث عن هذا الجهاز، ويقول رئيس الحكومة أنه وجد الجهاز وقد حذره ألا يعيد الكرة في المرة المقبلة، هذا عندما الحكومة تقول نعم في أجهزة، وهناك أشباح تتسلل بالليل إلى الوكالة الوطنية للإعلام، وإلى أجهزة إعلام رسمية، وتبث فيها، وتحضّر برامج كاملة وتعطيها للتلفزيون لتبثها، وتقول الدولة لا دخل لي في هذا الأمر، من جاء بها؟ من هو الذي افتعل هذا الأمر؟ من أعطى..؟ أشباح..
ناصر قنديل:
ghosts
أدموند صعب:
ghosts نكاد نقول إن البلد مليء بالأشباح..
ناصر قنديل [مقاطعا]:
والحملة التي صارت على التلفزيون من يتحمل مسؤوليتها؟
ناصر قنديل:
مضبوط.. صحيح.. هاي متفقين عليها معك أستاذ.
فيصل القاسم:
طيب (حسام أبو القيس) البرازيل تفضل يا سيدي.
حسام أبو القيس:
مساء الخير، السؤال للسيد (قنديل).. سيد (قنديل) هل هناك زعامات مسيحية بثقل وحجم بيت (الجميل) العائلة الوطنية العريقة في لبنان؟
ناصر قنديل:
أنا الحقيقة ما بدي أدخل.. قد يكون..
حسام أبو القيس:
عفواً.. أنا ما خلصتش كلامي سيد قنديل.. وليش عم تتخبأ بخيل إصبعك يا سيد (قنديل) فتقول إن الوزير جنبلاط يحق له أن يصل وأنه من عائلة عريقة، لكن فخامة الرئيس (الجميل) لا، وهل بهذا الكلام الذي تتكلم عن الرئيس الجميل تعتبر نفسك ديمقراطيا؟
ناصر قنديل:
بالعكس، ما أحب، فهمتني خطأ أستاذ حسام، لو بتسمح أستاذ حسام قبل أن تكمل.
حسام أبو القيس:
عفوا دعني أكفي..
ناصر قنديل:
لا، لا ما بدي أخليك تكفي، أقول لك ليش، لأنك فهمتني خطأ، يا حبيبي أنا عم قول: أعتبر أن وصول الرئيس الجميل إلى لبنان يشكل خطوة تنطلق من القناعة بالنظام الديمقراطي، واشتراك ابنه بالانتخابات يشكل خطوة مماثلة، وفوز ابنه بالانتخابات يشكل خطوة مماثلة، وبالتالي الذين كانوا يعتبرون الرئيس (جميل) رمزا من رموز المسيحيين فتحوا عليه النار لمجرد أنه أتى إلى لبنان، ولمجرد أن ابنه اشترك في الانتخابات، أنا لا آخذ عليه هذا القرار آخذ على الذين أنكروه قائدا لأنه اتخذ هذا القرار.
حسام أبو القيس:
سيد (قنديل) أنا ما بفتكرش أن القيادات المسيحية أنكرته قائدا للرئيس جميل..
ناصر قنديل:
يا سيدي بيان صادر عن القوات اللبنانية.. شكك فينا الرجل..
حسام أبو القيس:
وما الذي يثبت لنا أن هذه الانتخابات ديمقراطية؟ وهل سقوط (الخطيب) و(إيلي حبيقه) يدل على هذه الديمقراطية؟ فأرجو من وزير الداخلية أو رئيس الجمهورية اللي كنا نسميه الوزير المل.. على نسيب لحود يدل على هذه الديمقراطية، وتهجمه وكلامك على التلفزيون وكأنه رئيس الجمهورية للبنان، بدنا نفهم نحن من رئيس الجمهورية بلبنان وليش هذا التهجم لوزير الداخلية هل هو وزير الداخلية أم رئيس الوزراء؟..
ناصر قنديل:
نحن عم نحكي يا أستاذ حسام على نتائج الانتخابات أنها انتصار للديمقراطية، وما عم ندافع أبدا عن كل السياق الذي رافق العملية الانتخابية والتحضير للعملية الانتخابية، وما دخل عليه من شوائب، لا يمكن أن تستقيم الديمقراطية إلا بانتقادها المستمر ومواجهتها المستمرة، ونحن من المنتقدين والمواجهين لهذه الشوائب، إلا أن ذلك لا نقبل أبداً.. هذا هو النقاش منذ الأصل لا نقبل أبدا أن يكون مدخلا للوصول إلى استنتاج أن الديمقراطية في لبنان ميؤوس منها، لأنني اعتبر أن هذه الجولة الانتخابية قد أثبتت أن أفق التغيير الديمقراطي في لبنان مفتوح أمام المشاركة الشعبية واسعة النطاق.
فيصل القاسم:
سيد (أبو القيس) أشكرك جزيل الشكر، لكن أنا أريد أن أسأل سؤالا لم تجب عليه، موضوع هذه التركيبة لأول مرة في تاريخ لبنان الحديث نشاهد تركيبة غريبة عجيبة، يعني تحدث أحد المشاهدين عن أنه كيف – مثلا – حزب الله يتحالف مع إيلي حبيقة؟ كيف يتحالف مثلا ناصر قنديل مع الحريري وهو كان من ألد أعدائه في السابق؟
ناصر قنديل:
ألد أعدائه مش صحيحة، أنا بالأصل ما في يوم كنت في موضع عداء لأحد على مستوى الساحة السياسية الوطنية، وأنا أعتبر أنه الثوابت الوطنية والقومية التي تشكل أي أرضية سياسية لعمل مشترك مع أي فريق هي ثوابت متفق عليها..
فيصل القاسم [مقاطعاً]:
يعني ليس هناك أشخاص مفروضون على لوائح معينة؟
ناصر قنديل:
خليني قول لك، الدوائر الانتخابية بالطريقة التي قسمت فيها منطقة (عالي بعبدة) فرضت مجموعة من التحالفات ثبت أنها كانت ملصّقة فأدت إلى نتيجة للذين تحالفوا، هذه حقيقة، وبالتالي أنا لن أدافع عن صيغ التحالفات التي قامت، أنا قناعتي بأنه طالما بقيت تركيبة النظام السياسي قائمة على أساس طائفية النيابة فسيبقى تقسيم الدوائر خاضعا في كل دورة انتخابية لميزان قوى طوائفي، حيث كل طائفة تسعى لأن تتمثل بالدائرة التي تملك فيها ثقلا، طائفة كبرى تريد محافظة، طائفة صغرى تريد قضاء، طائفة وسط تريد قضاءين أو ثلاثة، تكون النتيجة دائما قانون انتخابي مسخ هجين لا يمكن أن يتناسب مع فكرة العدالة، ولكنني أقول: عندما نضع هذه النتيجة هل نبني عليها اتجاها بالدعوة لليأس والاستنكاف أم نبني عليها أنه أيا كانت الصيغة الانتخابية فإن الإرادة الشعبية قادرة على تغيير معادلاتها؟ تقسيم بيروت إلى ثلاث دوائر؛ ليس خافيا على أحد أنه كان يرمي إلى إضعاف الحجم التمثيلي للرئيس الحريري، على قاعدة أن دائرة له ودائرة لسواه ودائرة لثالثهما، الحقيقة جاءت تقول أن التوجه الذي اعتمده الرئيس الحريري بلائحة موحدة للدوائر الثلاث وتعبئة الجمهور للمشاركة الواسعة، وسنرى النتيجة يوم الأحد..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
طيب، سأعطيك المجال.
[فاصل موجز الأنباء]
فيصل القاسم:
سيد (صعب) كنت تود أن ترد على موضوع القوائم وتركيبة القوائم، كي نخرج من هذا الموضوع.
أدموند صعب:
رأيي أنه يجب ألا نختصر الانتخابات فيما جرى في جبل لبنان وفي الشمال، هناك مرحلة كمان مرحلة صعبة، ومرحلة ستكون شديدة الوطأة على المواطنين خصوصا في منطقة البقاع وفي الجنوب، لأن هناك منطقتان تعرضتا لتعليب حقيقي، وهناك صعوبات حالياً في الجنوب لإنجاز التعليب.
فيصل القاسم:
ما هي مظاهر هذا التعليب؟
أدموند صعب:
مظاهر التعليب هو فرض عناصر معينة على لوائح معينة إلى درجة أنه في مناطق فيها درجة مرتفعة من المتعلمين، يوجد قوائم عليها مرشحون.. أو إذا قلنا فيها مرشحَين لا مجال للاختيار بينهما لأنهما أميان.
فيصل القاسم:
أميان، يعني لا يقرءان ولا يكتبان ومع ذلك مفروضين على القوائم.
أدموند صعب:
نعم، مفروضون على القوائم، هناك قائمة أساسية هي قائمة البوسطة فيها مرشح..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
ماذا تعني بقائمة البوسطة؟
أدموند صعب:
المرشح هو رئيس قائمة، جبروه أن يأخذ معه مجموعة من الناس مفروضين عليه، وما كان عنده مجال للاختيار، وهو يعترف إنه أنا لم أستطع أن أختار إلا نفسي، وأبلغ إنه بس أنت تأتي وكل الناس الآخرين، وعنده قاعدة شعبية يجب أن يأخذ كل الركاب بمستوى عام، يعني أنا لو بدي أروح أقترع في هذه الدائرة سأجد أمامي أميَين، ويجب أن أختار بين هذين الأميين، لا يمكن أن نفكر أن هناك عقل مدبر ممكن أن يختار بشكل جيد لمصلحة الشعب ولمصلحة تطوره وإنمائه عندما يضعك أمام هذا الحائط المسدود ولا مجال – حتى زي ما عم يقول الأستاذ – أن الشعب سيهجم، الشعب يجب أن يهجم، يجب ألا ييأس، الشعب كذلك يجب أن يشارك بكثافة، لكن عندما تخلق له الظروف الموضوعية، أنا أفهم أن هناك عشرين شخصا أختار منهم أنا اثنين أو ثلاثة أو أربعة، لكن أنا أمامي شخصين مفروضين لا ثالث لهما، وكان هناك مرشح، وهو مرشح محامي، وضغط عليه لإخراجه من الحلبة، فخرج من الحلبة، أخرج المحامي، وكان في هناك محامي آخر، كذلك أخرج، أخرج المحاميان، وبقي الأميان، فماذا نفعل؟
ناصر قنديل:
أنا أعتقد أن هذا اختزال كاريكاتيري، هو متأثر يمكن شايف كاريكاتير الأستاذ
بيير صادق في آخر صفحة من النهار، أنا أعتقد أن تصوير اللوحة الانتخابية بهذه الطريقة الحقيقة لا..
أدموند صعب:
أولاً..
ناصر قنديل:
معلش يا أستاذ أدموند خليني.. قد تكون ظاهرة بمحل موجودة ممكن معلش.. عم قول نقول اختزال العملية واللوحة الانتخابية..
أدموند صعب [مقاطعاً]:
أنا مش عم قول اختزال، عم قول أنا بدي أصوت فيها. مش اختزال..
ناصر قنديل:
ترشح أنت، أنت المثقف الصحفي المتعلم بالدائرة..
أدموند صعب [مقاطعاً]:
بس هؤلاء المرشحين من طائفة أخرى ما بيفيد ترشيحي أنا، في ناس مرشحين جيدين.
ناصر قنديل:
في من طائفتهم ناس جيدين..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
دقيقة، أنا أريد أن أقرأ عليك..
أدموند صعب:
ما خلوني أترشح.
ناصر قنديل:
من ما خلاك؟
أدموند صعب:
اللي عم بيرشح.
ناصر قنديل:
ليش ما تترشح، وتتحدى اللي ما خلاك؟
أدموند صعب:
كيف؟
ناصر قنديل:
بيير أمين الجميل، سمحوا له يترشح ليترشح؟
أدموند صعب:
نعم، نعم.
ناصر قنديل:
هاي هي بس الواحد يتحدى قرارات المقاطعة بيصير أخذ إذن، وإذا رضخ لقرارات المقاطعة يكون آدمي ومرتب وكويس، وبيكون معبر عن الرأي العام المسيحي، المسيحي اللي بيختار المشاركة بصير مثل ما عم يقول؛ ما ترشح إلا لأنهم سمحوا له، ولو سمحوا له دبروه بلائحة.
أدموند صعب:
ما تقلب الأمور.
ناصر قنديل:
ما بصير هيك، صار هلأ بيير أمين الجميل سمحوا له يترشح ليترشح؟
أدموند صعب:
أول شيء.. شو بدك ببيير أمين الجميل؟ وما تحكي بأشياء تجهلها.
ناصر قنديل:
علمنا.. إذا كنت أنت موسوعة العلم فعلمنا.
أدموند صعب:
بدي أعلمك أنه في دائرة كبيرة فيها لسته [أي قائمة] وهالليسته فيها واحد أمي والليسته الثانية فيها واحد من طائفته..
ناصر قنديل [مقاطعاً]:
ممكن.. وطول عمر لبنان كان يطلع فيه خمسة وستة وسبعة نواب أميين بمجلس النواب.
أدموند صعب:
يا أخي حاجة تبرر [أي يكفي تبرير]، بررت المصاري، وبررت الأمية، وبررت التدخل السوري، وبررت تأليف اللوائح، شو بعد في.. ما عاد في لزوم لا للانتخاب ولا للديمقراطية.
ناصر قنديل [مقاطعاً]:
هذا اللي فهمته من اللي قلته؟
أدموند صعب[مكملاً]:
يا سيدي في ناس راهنوا..
ناصر قنديل [مقاطعاً]:
طول بالك.. روق.. أنت فهمت من كلامي أني بررت هاي وبررت هاي وبررت هاي؟!
أدموند صعب:
كله كله بررتوه حتى قلت بأمريكا بيدفعوا مصاري كمان.
ناصر قنديل:
روق..روق.. بأمريكا بدفعوا مصاري وغلط دفع المصاري، بس أمريكا بقيت ديمقراطية هذا الذي قلته، وبقول بلبنان نعم بيترشح أميين اثنين، ما بنتخب حدا، بروح حط ورقة بيضاء بس بنتخب، أنا ما عم بحكي عم أبرر، أنا عم قول هذا المنطق هدفه يقول إن الصورة سوداوية فاقنطوا يا لبنانيين.
أدموند صعب:
لا.. لا.. لا.
ناصر قنديل:
أنا هذا اللي عم أناقشه، أنا ما عم قول الصورة..
أدموند صعب:
عم نقول [كلمة غير واضحة] ما عم تفرض نوعية.. عم تفرض مثل إيلي حبيقة بقي ممثل لي أنا الماروني.. بقي عشر سنين يمثلني غصبا عني بكل الحكومات، وما قدرنا شلناه ولا قدرنا حاسبناه ولا قدرنا حاكمناه حتى فرضوه على حزب الله في اللحظة الأخيرة.
ناصر قنديل:
بس تخلص قل لي..
فيصل القاسم:
أنا أريد أن أقرأ شيئا إن ما تولده..
ناصر قنديل [مقاطعا]:
بس تخلص قل لي، بيعيط علينا، وبس نحكي يقول إنك عم تعيط واسكت وبدنا نعلمك..
فيصل القاسم:
يا جماعة تعليقا على هذا الكلام، لدي كلام يقول أن ما تولده الحالة الحاضرة هي عبارة عن كتل أو زمر صغيرة من الدمى المتحركة ومحترفي الاستزلام والمرتزقة ومشتري الجاه والنفوذ، أما الساسة الحقيقيون فمطلوب تحجيمهم وإلغاؤهم وتقزيمهم، أريد أن أنتهي من هذه النقطة التي.. كيف ترد؟
ناصر قنديل:
خليني أقول لك: أنا توقعي لهذا المجلس النيابي القادم هو مجموعة كتل نيابية كبرى، وهذه الكتل النيابية الكبرى سيكون على رأسها زعامات شعبية حقيقية متجذرة، ما أعتقد حدا بيقدر يقول عن (نبيه بري) إنه مرتزق، أو عن (وليد جنبلاط) أو عن (رفيق الحريري) أو عن (سليمان فرنجية) سيكون لدينا مجلس نيابي مكون من كتل نيابية كبرى بالـ 15 والـ 20 والـ 25 نائب، وعلى رأسها زعامات شعبية حقيقية ممتدة الجذور، صاحبة تاريخ، نبتت زعامتها من موقع علاقتها بالناس. هلأ الحديث عن المجلس النيابي المبعثر والمكون من هذا، أنا أعتقد انتخابات الجبل والشمال قطعت الطريق على هذه الفرضية، وأسقطت المبشرين بهذا الاحتمال، أنا دائما لما الواحد بيقول النصف المليء من الكأس مش عم يتجاهل النصف الفارغ، عم بيقول للي عم يتجاهل يا أخي ما تتجاهل النصف المليء من الكأس، عم نوصف المشكلات، ونحن مشتركين في وصف هذه المشكلات، أنا مرشح وعم عاني من هذه المشكلات، أنا عم أعاني من سوء استخدام الإعلام، أنا عم أعاني ضمن لائحة من الحملات الافترائية، مع لائحتي عم نتعرض لتهجمات، عم نتعرض لتشهير، عم نتعرض لسوء استخدام، عم نتعرض لتوظيف بلدية بيروت بنزع صورنا دون سواها، ولكن هل يدفعنا ذلك للاستنكاف؟ هذا النقاش، ليس النقاش في مكان آخر.
فيصل القاسم:
بس أنا أريد أن أسأل سؤالا، نحن تحدثنا عن تدخل الأجهزة كما تحدث السيد؛ استغلال الإعلام، أن الحكومة هي الخصم والحكم، كيف تنظر إلى – مثلا – ترشيح ابن رئيس الجمهورية للانتخابات؟ كيف يمكن أن نفهمه؟
أدموند صعب:
أنا بعتبر أن هذا من الأمور الطبيعية اللي كانت تصير بلبنان، يعني الشيخ (أمين الجميل) كان ابن الشيخ (بيـير الجميل) اللي عملوا نواب الاثنين بمجلس نيابي واحد، ولم يكن الأمر موضع انتقاص من التركيب الديمقراطي للبلد، النقاش بيصير.. هل أن الانتخابات التي جرت في المتن؛ اللبنانيين كانوا ناطرين ليشوفوا انتخابات المتن سيترتب على ترشيح ابن رئيس الجمهورية تدخل من رئيس الجمهورية من أجل فرض إنجاحه وإسقاط خصومه، بعتقد النتيجة اللي صارت تحديدا على مستوى المقاعد المارونية أكثر من مقنعة بأنه يمكن نجاحه جاء على حساب أحد حلفائه باللائحة بينما الخصوم اللي كان عندهم المقومات أن يخترقوا اللائحة فاخترقوها.
فيصل القاسم:
طيب، تريد أن ترد على هذا الكلام أو آخذ مكالمة يا سيد صعب؟
أدموند صعب:
خذ مكالمة.
فيصل القاسم:
طيب (بهجت الحمدان) من سوريا، تفضل يا سيد.
بهجت الحمدان:
تحياتي إلك يا أستاذ ناصر قنديل، وتحياتي إلك يا أستاذ أدموند صعب، كنت أتمنى يا أستاذ ناصر قنديل أن يكون الشخص الآخر اللي قبَالك أنه يكون من تل أبيب لأن نفس الشيء راح يكون نفس الشيء مثل أدموند صعب، هذه الناحية الأولى، الناحية الثانية يرفض حتى أنه ييجي السيد رئيس الحكومة (سليم الحص) على سوريا، بده إياه يروح على تل أبيب.. يعني هذا أفضل؟ هذه ناحية أولى، ناحية ثانية بيستكثر على سوريا اللي ضحت بـ 15 ألف شهيد بلبنان أن تشارك ولو مشاركة قليلة برأي خاص، وشكرا لك يا دكتور فيصل.
فيصل القاسم:
طيب، هذه النقطة نريد أن.. كيف ترد على الذين قالوا بأن نجاح (جنبلاط) الساحق كان نتيجة لتمسكه بالخطاب السيادي في لبنان؟ كيف ترد على هذا الكلام؟
ناصر قنديل:
خليني قول، الحقيقة الوزير (جنبلاط) معروف دائما بخصوصية خطابه السياسي، هذا أمر ليس جديد على الحياة السياسية في لبنان، والوزير جنبلاط موقعه في عمق العلاقة القومية والعروبية مع سوريا أعتقد أيضا مرت أحداث كبيرة لم تهز هذا الانتماء في عمقه، لذلك من موقع هذا الانتماء ما في شك عنده قراءة خاصة لمفهوم الحياة السياسية في لبنان، نتقاطع في نقاط، نختلف في نقاط إنما تحت سقف الالتزام بمعسكر وطني واحد. أريد أن أقول ما يلي: خاض الوزير جنبلاط لخطابه السياسي تجربة، أثبتت هذه التجربة نجاحا في أماكن أساسية من حيث أنها نجحت بفتح حوار بينه وبين المسيحيين، هذا الحوار بينه وبين المسيحيين نقطتي التقاطع الأساسيتين فيه النظرة نحو صيغة النظام السياسي في لبنان والحاجة لأوسع مشاركة سياسية في تركيبة النظام، والنقطة الثانية الحاجة لنقاش هادئ حول الاعتراضات المسيحية تجاه مفهوم العلاقات اللبنانية السورية. أنا من المتفائلين بأن الوزير جنبلاط سينجح في تثمير هذا الانفتاح المسيحي من أجل الوصول إلى مرحلة يكون فيها الاقتناع المسيحي والاقتناع لدى الشرائح اللبنانية الأخرى بأن مرحلة جديدة في العلاقة بين لبنان وسوريا قد بدأت فعلا، ليس لأن مفهوم العلاقة السابقة كان خاطئا، بل لأنه بعد الانسحاب الإسرائيلي زالت الكثير من الضوابط والموانع التي كانت تحيط بالحياة السياسية اللبنانية الداخلية من وجهة نظر رغبة سوريا في التخلص من الكثير من الأعباء اللبنانية، وباتت العلاقة اللبنانية السورية مدخلها الاقتصاد، مدخلها التكامل الاقتصادي، مدخلها المصالح المشتركة.
فيصل القاسم:
هل تريد أن تقول هناك من يقول بأن جنبلاط قد يصبح القاطرة أو قاطرة مهمة يعبر من خلالها المسيحيون باتجاه سوريا؟
أدموند صعب:
لا، أعتقد أن جنبلاط الذي يملك يدا ممدودة إلى المسيحيين، ويدا أخرى تشابك اليد السورية، يستطيع أن يكون أحد أبرز جسور التواصل.
فيصل القاسم:
أريد تعليقا باختصار على موضوع أنه كان هناك تدخل سوري، وإلى ما هنالك من هذا الكلام، بالرغم من أننا سمعنا من وزير الخارجية السوري (فاروق الشرع) بأن التدخل السوري أصبح شبه معدوم، وهناك الكثير من الحالات في الانتخابات تثبت بأن سوريا ظلت على الحياد تراقب من بعيد دون أي تدخل، والدليل النتائج.
ناصر قنديل:
حتى الذين تحدثوا عن التدخل السوري قد استردوا كلماتهم ومسحوها، لأن النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات تجاه ما كان يسمى بثوابت أكد أن التدخل السوري الوحيد الذي كان هو تدخل التأكيد على اللاتدخل، وهذا الذي كان موضع الإبلاغ كما علمنا من الذين زاروا دمشق إما بدعوة وإما بطلب زيارة وليس باستدعاء بالتأكيد، أنهم تبلغوا من القيادة السورية بأنها لا ترغب في أن يكون لها أي تدخل في مجرى العملية الانتخابية في لبنان.
فيصل القاسم:
سيد صعب تريد أن ترد على هذا الكلام؟
أدموند صعب:
قد لا يكون التدخل السوري كما كان في العام 92م و96، لكن التدخل السوري إذا قلنا لم يكن هناك تدخل نكون نجافي الحقيقة، لأن سوريا موجودة في لبنان، موجودة في الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، لهالسبب التدخل السوري هو جزء طبيعي من الحضور السوري في لبنان..
فيصل القاسم [مقاطعاً]:
لكن ما هي الإثباتات؟ ليس لدينا أي إثباتات، جرى الكثير من الأمور في الانتخابات الأخيرة تؤكد وتبرهن على عدم وجود أي يد سورية في مثل هذا الموضوع، يعني لدينا مثلا، انظر للذي حدث مثلا (لزاهر لخطيب) وغيره.. يعني هناك الكثير من اللوائح التي شكلت تؤكد أنه لا دور لسوريا في كل هذه اللعبة.
أدموند صعب:
ممكن تكون لسوريا خطة للإدارة الحالية أنه يكون عندها (low profile) أكثر من الأول، وأن تـتولى الأمور.
فيصل القاسم:
أن يكون لديها (low profile)..وهذه الكلمة بالإنجليزية، أي لا يكون لديها حضور.
أدموند صعب:
ألا يكون تدخلها ظاهرا، وأنه ممكن تكون أوكلت الأمور الأساسية إلى الأجهزة اللبنانية، لهالسبب هذه المرة..
فيصل القاسم:
يمكن.. يعني ليس لديك أي إثباتات؟
أدموند صعب:
لا ما عندي إثبانتات.. لهالسبب تصاعدت الضجة على الأجهزة اللبنانية أكثر مما جرى حديث حتى من أخصام سوريا حول التدخل السوري السافر في لبنان، ويجب أن نكون منصفين في هذا الأمر، لكن أريد أن أقول شيء آخر؛ لا يجوز أن نتحدث عن المسيحيين كأنهم كميات أكياس بطاطا سنضعهم في قاطرة جنبلاطية إلى سوريا، المسيحيون هم أساس المعادلة، والمعادلة يجب أن تكون معادلة وطنية، هناك نقص، حصل نقص بعض الطوائف، لم تتألف حكومة وحدة وطنية، ولم تجر مصالحة في البلاد، قبل أن تتألف وحدة وطنية وتجري مصالحة في البلاد، لا يمكن أن يكون هناك أي كلام عن أي حوار لا مع سوريا ولا مع غير سوريا، لأن الحوار مع سوريا ليس هو المطلوب حاليا، المطلوب حاليا أن يعيد اللبنانيون ترتيب منزلهم، وأن يبدءوا بالمصالحة التي خطا الخطوة الأولى فيها جنبلاط، لأنه قفز فوق مجموعة من المحرمات عندما اعتبر أن الذين سقطوا في الجانب الآخر من الجبهة في الحرب هم كذلك شهداء مثل الذين سقطوا في جانبه، وأن الفريقين كانوا يقاتلون من أجل لبنان لكن كل واحد من أجل فكرة، وعندما يطلب أنه يجب أن تكون هناك مصالحة وننسى الماضي؛ نرجع نجدد العيش المشترك، هذا جنبلاط كان عم يمهد الطريق إلى وضع طبيعي جدا، ولما يصبح الوضع طبيعي جدا في لبنان، لا يعود هناك أي مشكلة لسوريا، لأن المشكلة أن الوجود السوري بلبنان نابع من عدم ثقة، وعدم اطمئنان للوضع اللبناني.
اليوم – مثلما قال الأستاذ قنديل – حصل انسحاب إسرائيلي، ما عاد في خطر موجود، حتى اللي تعاملوا مع إسرائيل قد ندموا وطلبوا الغفران في هذا الأمر، وثبت أنهم كانوا أقلية واعترفوا بخطئهم، ويجب ألا نعول – كما يخطئ الأستاذ قنديل – على الذين يدعون للمقاطعة ويعتبرون الذين يعودون خونة، ولا الذين يمدون أيديهم إلى جنبلاط خونة، لأن هؤلاء في الأساس ذهبوا إلى الانتحار، ولهذا السبب نحن رفضنا.. الأكثرية الساحقة من المسيحيين رفضوا الذهاب إلى الانتحار.
فيصل القاسم:
سيد قنديل.. كيف ترد باختصار، السيد صعب أخذ الكلمة الأولى، والكلمة الأخيرة لك.
ناصر قنديل:
أنا أحب أن أقول في النهاية إن هذه الانتخابات هي أكثر الانتخابات ديمقراطية في تاريخ لبنان، هي أكثر انتخابات مصيرية بتاريخ لبنان، لأنها الانتخابات الأولى التي تجري بعد التحرير، الانتخابات الأولى التي تجري بعد اتفاق الطائف والتحرير معا، لأنه بعد اتفاق الطائف بقي الاحتلال فبقيت الحياة السياسية محكومة بالحاجة للحفاظ على الحد الأدنى من جبهة موحدة داخليا في مواجهة المحتل. الآن الملفات السياسية والاقتصادية ستفتح، هذه الانتخابات هي الأولى التي تتم بعد فشل الحكومة الحالية في تطبيق خطاب القسم لينتج عن هذا المجلس حكومة جديرة بحمل لواء خطاب القسم، لكنها ممثلة لأوسع شرائح المجتمع السياسي اللبناني.
فيصل القاسم:
شكرا جزيلا، مشاهدينا الكرام لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا، السيد
ناصر قنديل رئيس المجلس الأعلى الوطني للإعلام في لبنان، والسيد أدموند صعب مدير تحرير صحيفة النهار، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين هاهو فيصل القاسم يحييكم من بيروت، إلى اللقاء.