
أزمة العلاقة بين العراق وجامعة الدول العربية
مقدم الحلقة: | فيصل القاسم |
ضيوف الحلقة: |
د.محمد جواد علي: مدير مركز الدراسات الدولية في جامعة بغداد |
تاريخ الحلقة: | 12/09/2000 |
– أسباب الحملة الإعلامية العراقية على الأمين العام للجامعة العربية
– تقييم موقف جامعة الدول العربية تجاه العراق
– السياسة الخارجية للعراق تفقده الدعم العربي والدولي
![]() |
![]() |
![]() |
د. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهديَّ الكرام.
لماذا شهد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أخيرًا معركة كلامية عنيفة بين الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية العراقي؟
"أنت تـتقيَّأ سُمًّا" هكذا خاطب الصحَّاف عبد المجيد الذي رد بدوره قائلاً:
"تعلم كيف تتحدث مع الكبار، أنا أعلمك، وأعلم عشرة زيك" فأجابه الصحاف: احترم نفسك..
لماذا وصل هذا الأمر.. أو لماذا وصل الأمر إلى هذا الحد بين العراق والجامعة العربية؟
هل تتواطأ جامعة الدول العربية مع الكويت ضد العراق؟
لماذا اتهمت بغداد الأمين العام للجامعة بمعاداة العراق ومجافاة المنطق؟
هل هناك إهمال وتجاهل من الجامعة للعراق؟
لماذا التزم أمين عام الجامعة الصمت حيال الغارات الأميركية والبريطانية التي تنطلق من الأراضي الكويتية والسعودية لضرب المدنيين في العراق؟
لماذا تتهم الصحافة العراقية الجامعة العربية بالتقصير في واجب الوقوف مع الشعب العراقي؟
هل أصبحت الجامعة مجرد دمية تحركها أميركا كيفما تشاء كما يقول البعض؟
لماذا بدا الرئيس الفنزويلي أكثر شهامة وشرفًا من الكثير من العرب في تعامله مع العراق؟
لماذا وصل الحد بالعراق إلى اتهام السعودية والكويت بالخيانة؟
لماذا تتهم بغداد نظامي السعودية والكويت بالإصرار على قتل المزيد من أطفال العراق ورجاله ونسائه وتخريب بيوتهم وتدمير ممتلكاتهم؟
هل السعودية والكويت مسؤولتان عن استمرار الحصار؟
أليس من حق العراق أن يرفع صوته عاليًا للفت أنظار العالم إلى أكبر جريمة بحق شعب في العصر الحديث؟
متى تتوقف الكويت عن حملاتها الاستفزازية ضد العراق؟
أليس هناك هم آخر للإعلام الكويتي سوى التشنيع بالعراق قيادة وشعبًا؟
لكن في المقابل لماذا أصبح العراق متخصصًا في صناعة الأعداء؟
أليس من الإجحاف الشديد اتهام الجامعة العربية وأمينها العام بمعاداة العراق؟
ألم يؤكد الدكتور عصمت عبد المجيد: أن المسألة العراقية أمانة في عنقنا جميعًا،
وأن مسؤوليتنا القومية تحتم علينا السعي نحو استعادة العراق إلى موقعه الطبيعي؟
ألم تلعب الجامعة دورًا كبيرًا في محاولة رفع العقوبات؟
ثم ألم يصف الأمين العام الغارات الأميركية والبريطانية اليومية على العراق بأنها غير مفهومة وغير مبررة؟
ألم يكن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مصيبًا عندما قال:
إن التصعيد العراقي ضد الجامعة وبعض الدول العربية يحول الاهتمام عن القضية الفلسطينية ومشكلة القدس التي تتصدر الاهتمام العالمي الآن؟
ألا يضر السلوك العراقي الحالي الاستقرار والأمن في المنطقة؟
أما آن الأوان لأن يغير العراق لهجته في التعامل مع الخارج؟
أليس العراق بحاجة إلى خطاب سياسي ودبلوماسي جديد يكسب فيه الأصدقاء بدلاً من تكريس العداوات؟
لماذا لا يعرف العراق إلا لغة التصعيد والخصام؟
لماذا فشل العراق في إعادة قضيته إلى ساحة العمل العربي المشترك بعد ما كان نجح لفترة في كسب تأييد عربي ودولي؟
لماذا فتح العراق جبهة جديدة بالأمس مع دولة الإمارات العربية المتحدة المعروفة بمواقفها القومية المشرفة تجاه القضية العراقية؟
لماذا لا يستخدم العراق الحنكة الإنجليزية التي دعت صحيفة "بابل" للعمل بها مؤخرًا؟
ثم ألم يقل الأمين العام للجامعة العربية: إن الكويت لا تقف في وجه المصالحة العربية لأنها تعي تمامًا أن رأب الصدع العربي هو في مصلحة الأمة العربية؟
ثم ألم تصف وزارة الخارجية الكويتية الأمين العام للجامعة العربية بأنه أفضل من تولى هذا المنصب؟
أسئلة أطرحهاعلى الهواء مباشرة على الدكتور محمد جواد علي (مدير مركز الدراسات الدولية في جامعة بغداد) وهنا في الأستوديو على الدكتور وحيد عبد المجيد (رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي).
للمشاركة في البرنامج يُرجى الاتصال بالرقم التالي: 4888873 وهو عبارة عن أربعة خطوط، ورقم الفاكس 4885999 ، وعبر البريد الإليكتروني:
Oppdir@qatar.Net.Qa.
[فاصل إعلاني]
أسباب الحملة الإعلامية العراقية على الأمين العام للجامعة العربية
د. فيصل القاسم: دكتور علي من بغداد في البداية لماذا هذه الحملة الإعلامية الشعواء على الأمين العام لجامعة الدول العربية؟
محمد جواد علي: شكرًا أستاذ فيصل على هذا الطرح، بحقيقة الأمر إن من المفروض بأمين عام الجامعة العربية إذا كان هو أمين لجامعة الدول العربية بحق وحقيقة أن يُسمي الأشياء بمسمياتها قبل أن يطلق هذه العبارات حينما فسر خطاب الرئيس العراقي بأنه هو تهديد لجيرانه السعودية والكويت، الرئيس العراقي لم يطلق أي تهديد لجيرانه السعودية أو الكويت، إنما قال ما نصه: عار وشنار على الدول التي تسمح لاستعمال أراضيها ومياهها الإقليمية لضرب قلب العروبة العراق أم الحضارة، هذا ليس بتهديد، هذا شكوى ونقد لمواقف عربية، فالمفروض بأمين عام جامعة الدول العربية أن يقرأ الخطاب، ويقرأ فحوى الخطاب، ولا يفسر الأشياء بغيرها، كما فسرت الولايات المتحدة والصهيونية من ورائها عام 1990/1991م حديث السيد الرئيس في خطابه لما تحدث وأكد على: أن أي تهديد لأي قطر عربي هو تهديد للعراق، وأن أي تهديد أو ضرب من إسرائيل لأي قطر عربي سيرد العراق بكل قوة، فسروا أن هذا تهديد، ويحاول العراق الاعتداء على إسرائيل، وهذا حقيقة..
فيصل القاسم[مقاطعًا]: طيب، دكتور هل تريد أن تقول أو تتهم في هذه الحالة الأمين العام لجامعة الدول العربية بأنه يقف في صف دول معادية للعراق؟
محمد جواد علي: نعم.. الأمين العام لجامعة الدول العربية يفسر الأشياء بما تريده الخارجية الأميركية، وليس بما يريده الأمة العربية، لو نلاحظ حتى التقرير اللي أمامي اللي رُفع لجامعة الدول العربية يتكلم عن مسألة القضية العراقية، كلها عبارات تنقل عن الخارجية الأميركية، يعني لنفرض فرضية يتباحث في مسألة أساسية أنه ما يعانيه أهالي وأسرى -في الفقرة 75- ما يعانيه أهالي وأسر المفقودين والأسرى الكويتيين، هذه مسألة نوقشت في جامعة الدول العربية، واقترح عليها العراق عدة مقترحات:
تشكيل لجان مشتركة، العراق عند تسع مقترحات أمام جامعة الدول العربية يتهم العراق أنه هنا يعمل على تأخير مسألة المفقودين الكويتيين، يرجع ينتقد بفقرة أخرى في الفقرة 76 يقول: إن العراق رفض أن يستقبل مبعوث الأمم المتحدة (فورستوف) لمسألة.. مناقشة مسألة قضايا الأسرى، ويعلق أمين جامعة الدول العربية مسألة المفقودين والأسرى الكويتيين بمسألة رفع الحصار، هل من الممكن ومن المعقول أنه تضع في مسألة المفقودين هي تتعلق بمسألة الحصار؟
بمعنى ذلك أن أمين عام جامعة الدول العربية يردد.. يردد قرار 1284 لما يربط رفع الحصار بمسألة المفقودين، مسألة المفقودين هي مسألة موجودة في كل العالم
خلِّنا نبحث المسألة..
فيصل القاسم[مقاطعًا]: طيب دكتور هل تر يد أن تقول باختصار هل تريد أن تقول: أن الجامعة العربية وأمينها العام تعمل لصالح الكويت مثلاً أو بلدان عربية أخرى؟
أنا أريد جوابًا على هذا السؤال كي..
محمد جواد علي [مقاطعًا]: العراق.. أستاذ فيصل، العراق هو من الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية، وهو عضو فعال ومساهم في كل فاعليات جامعة الدول العربية ومقترحاته ومشاريع العراق المقدمة لجامعة الدول العربية بشأن المياه، بشأن القضايا النووية، بشأن جعل المنطقة خالية من الأسلحة الدمار، هذه كلها مقترحات من العراق، ومؤيدة من مجلس الجامعة، لكن المفروض بأمين عام جامعة الدول العربية أن يسمح للعراق بالحديث والدفاع عن حقوقه، وألا يهاجم أي بلد عربي لا إعلاميًّا أكو نقاش أكو جلسات سرية تناقش بها، لكن يطلع يصرح ضد قطر عربي يعاني من حصار ومن معاناة عشر سنوات من ضرب أطفاله ومن ضرب بيوته، يرجع هو ما يؤيد عدوان، ينعت العراق بأنه يهدد، إلا أن العراق يعاني من عدوان مستمر عشر سنوات بحدود المائة وواحد وخمسين ألف غارة من عام 1991م إلى اليوم على العراق، قُتل من عام 1998م إلى هذا اليوم بحدود ثلاثمائة وتسعة عشر قتيل إلى أكثر من ألف ومائتين جريح، أين هي جامعة الدول العربية؟
أين هو الأمين العام إذا كان هو أمين..؟
فيصل القاسم(مقاطعًا): طيب، الكثير من الأسئلة دكتور وحيد عبد المجيد كيف ترد على هذا الوابل؟
وحيد عبد المجيد: هو الحقيقة الدكتور محمد بيتهم الأمين العام للجامعة العربية بأنه أساء تفسير خطاب الرئيس صدام حسين، ما أراه هنا هو أنه الإخوة في العراق هم الذين أساءوا تفسير موقف الأمين العام للجامعة العربية من هذا الخطاب، أنا راجعت ما قاله الدكتور عصمت عبد المجيد عن هذا الخطاب، ولم أجد فيه اتهامًا للعراق بأنه يمارس تهديدًا، ما فهمته من موقف الأمين العام للجامعة العربية تجاه هذه الخطاب أنه أراد أن يوصل رسالة للقيادة العراقية فحواها إنه حل مشكلة العراق يقتضي تحسين الأجواء العربية، وأنه هذه الأسلوب في تصعيد المواجهة مع بعض الدول العربية لا يخدم المشكلة العراقية، وأعتقد أن الأمين العام للجامعة العربية كان حريصًا في هذا على..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: عفوًا أخ وحيد إذا تسمح لي.
وحيد عبد المجيد: تفضل.
محمد جواد علي: هو يقول لي إذا يصعد الموقف.. من ذا يصعد الموقف؟ أنا سؤالي هنا: من ذا يصعد الموقف؟ استمرار ضرب الطائرات وانطلاقها من الأراضي السعودية والكويتية وضرب الأطفال والبيوت العراقية أم العراق بيصعد؟
أنا سؤالي هنا هذا ماذا يصعِّد؟
د. فيصل القاسم: طيب هذا سؤال وجيه.
وحيد عبد المجيد: شوف يا دكتور محمد، هو لو كان تصعيد الخطاب وتوجيه الاتهامات يحل المشكلة العراقية لكان الأمر سهلاً، لكن حل المشكلة العراقية يحتاج إلى أسلوب آخر تمامًا، ما قصده الأمين العام -كما فهمته- هو أن يتيح فرصة لتنقية الأجواء العربية، إنه يريد هذه الفرصة، وأنه هو ضد التصعيد من الجانبين سواء من الجانب العراقي أو من الجانب السعودي والكويتي، في كل الأحوال..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: المفروض.. المفروض أن الأمين العام يكتب تقرير حيادي.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: لحظة يا دكتور.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: لا.. العفو، المفروض الأمين العام يرفع تقرير حيادي عن مسألة العراق، مو يرفع تقرير متحيز إلى موقف الكويت والسعودية ضد العراق.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: هنيجي للتحيز أيضًا، سنأتي لموضوع التحيز.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: نعم السيد وزير الخارجية لما ناقش.. لما ناقش في الجلسة السرية ناقش تقرير رفعه الأمين العام يطعن في موقف العراق، وتعاون العراق مع جامعة الدول العربية ومسألة حل مسألة الكويت ومسألة الخلافات العراقية الكويتية، إن هنا المسألة المهمة ووزير الخارجية لماذا انفعل؟ لأن السيد الأمين العام رفع تقرير كله ضد العراق.
وحيد عبد المجيد: يا سيدي الانفعال لا يحل المشاكل، يعني انفعلتم كثيرًا، وانفعل غيركم أكثر، لكن نحن نريد حلاًّ للمشكلة، يعني ليت الانفعالات تحل المشاكل، الواضح أنه فيه سوء فهم من الجانب العراقي لدور الجامعة العربية ودور الأمين العام للجامعة العربية ربما يكون الجانب العراقي لديه بعض الحق فيما يتعلق بأن الأمين العام للجامعة العربية ربما إذ يهتم بموضوع الأسرى الكويتيين أكثر من اللازم، لكن القول بأنه بربط بين رفع الحصار على العراق وحل مشكلة الأسرى الكويتيين في الحقيقة لا أساس له على الإطلاق، أنا قبل أن آتي إلى هنا راجعت..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: العفو.. بالتأكيد.
د. فيصل القاسم: دقيقة.. دقيقة.
وحيد عبد المجيد[مستأنفاً]: لو سمحت يا دكتور محمد.. لو سمحت اسمعني زي ما سمعتك، لو سمحت.
د. فيصل القاسم: دقيقة يا دكتور، تفضل.
محمد جواد علي: أي نعم.
وحيد عبد المجيد: راجعت تصريحات ومواقف الأمين العام للجامعة العربية، كي نتحدث على أساس، وأنت المفروض رجل علم، وتدير مركز دراسات، وتدرك أهمية المعلومات، وأن يكون كلامك موثقًا، فأنا راجعت تصريحات ومواقف الأمين العام للجامعة العربية منذ أن تولى منصبه هذا في مايو عام 1991م وحتى الآن، لم أجد أساسًا لهذا الادعاء بالربط بين رفع الحصار عن العراق وحل مشكلة الأسرى الكويتيين.. هناك وجدت ما يقرب من خمسين تصريحًا للأمين العام للجامعة العربية يتحدث فيها عن رفع الحصار عن العراق، ولا ذكر فيها لموضوع الأسرى الكويتيين، ومنذ البداية كان حديثه في هذا المجال واضحًا، يعني عندي ملخص لهذه التصريحات من 17 مايو 1991م وحتى أول أغسطس سنة 2000م يعني قبيل أن تبدأ الحملة العراقية عليه، أقول بشكل سريع جدًّا ما قاله في آخر تصريحات له قبل هذه الحملة، آخر تصريحين للأمين العام للجامعة العربية قبل الحملة كان تصريح في مجلة "الأهرام العربي" نُشر في عدد 3 يونيو، 3/6 سنة 2000م دعا فيه المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على مجلس الأمن للشروع بأسرع ما يمكن في رفع الحظر المفروض على العراق، مؤكدًا أن الاعتبارات الإنسانية للشعب العراقي يجب أخذها في الاعتبار، هنا بيتكلم عن الاعتبارات الإنسانية للشعب العراقي، وليس على الأسرى الكويتيين، وشَدَّدَ على أهمية دور المجتمع الدولي في الضغط على مجلس الأمن في هذا المجال، تصريح بعده بأيام في آخر يوليو، في آخر شهر 7 أكد فيه الأمين العام للجامعة أنه من ضمن المسؤولية القومية للعرب العمل على استعادة العراق إلى موضعه الطبيعي ضمن الأسرة العربية، ودعا إلى الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية التي يتعرض لها الشعب العراقي، وتزيد من معاناته، وطالب برفع الحصار عن العراق لتخفيف المعاناة التي يكابدها الشعب العراقي منذ فترة طويلة، هذا هو آخر ما قاله الأمين العام للجامعة العربية قبل أن تبدأ الحملة العراقية عليه مباشرة، وهذا كلام واضح تمامًا -يا أخي العزيز- في دعمه للموقف العراقي، وفي سعيه إلى رفع الحصار عن العراق.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: نعم.. نعم.. إحنا أكاديميين.. إحنا أكاديميين.
د. فيصل القاسم: طيب دكتور.
محمد جواد علي: إحنا أكاديميين في مراكز دراسات، إحنا ما نستعمل التصريحات، التصريحات غير معتمدة، إحنا نستعمل الوثائق الرسمية.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: ما أنت كنت بتقول من شوية إنه ما بيقولش، منذ قليل.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: مسألة مهمة جدًّا، الوثيقة الرسمية اللي رفعها لجامعة الدول العربية هذه أمامك في الكاميرا، نص المادة الفقرة 76 من تقرير اللي رفعه لجامعة الدول العربية يقول: مسألة بحث مسألة الأسرى والمفقودين الكويتيين ستسهم في رفع العقوبات عن العراق، هذه وثيقة رسمية..
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: أيوه ستسهم، لكن هذا ليس ربطًا بين القضيتين، ليس ربطًا على الإطلاق.
محمد جواد علي[مستأنفاً]: إحنا خلِّينا نترك الجرائد والمجلات، التصريحات كثيرة، هذا بيربط، يربط يرجع في فقرة أخرى لو تلاحظ في فقرة 77 أيضًا في نفس التقرير يقول: ضرورة تضافر الجهود لكسر الجمود الحاصل في أعمال اللجنة الثلاثية بسبب مقاطعة العراق لها، اللجنة الثلاثية بالأساس هي متكونة من العراق والكويت والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، العراق رفض حضور لأن ما عنده معلقات بين بريطانيا والولايات المتحدة، معلقاتنا بين السعودية..
وحيد عبد المجيد(مقاطعًا): العراق كان بيحضر قبل كده يا سيدي.
محمد جواد علي[مستأنفًا]: نعم، كان يحضر، لكن بعد عدوان 1998 بعد ضرب العراق في 16 شباط 10،18 بالصواريخ واعتدائهم على العراق، العراق قاطع بعد انسحاب الأنسكوم وانتهاء المراقبة الدائمية، فأي علاقة بعد انتهت، يعني هي الأمم المتحدة، هو سحب كل لجنة الأنسكوم، إذن أي علاقة معنا؟
يرجع يؤكد الأستاذ عصمت في فقرة أخرى في 78 لاحظ هذه الفقرة إحنا خلينا نترك الصحافة، بس لاحظ التقرير الرسمي شي يقول: كما توصلت الأمانة العامة عن طريق بعثاتها لدى الأمم المتحدة بنص مذكرة المؤتمر الإسلامي توضح فيها موقفها من القضية، والتمثيل في إبداء تعاطفها مع الأسرى ومجهولي المصير من المواطنين الكويتيين وغيرهم في العراق، هذا بحد ذاته الأستاذ عز الدين العراقي هو رفضها، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وأكثر الأقطار العربية رفضته حتى ماليزيا رفضت هذا القرار، يرجع هو يتبناه في تقرير رسمي؟!
بهذا السبب انفعل وزير الخارجية العراقي، يا أخي إحنا خلينا نناقش الوثائق الرسمية، وأمامي وثيقة رسمية أخرى، خلنا نشوفها الاجتماع التشاوري للسادة وزراء الخارجية العرب في 24/1/1991م هذا 24/1/1991م بعد العدوان على العراق في 16/12/1998م هذا في عام 1999م شي ينص؟ الاجتماع التشاوري شي اتخذ قرار؟
يقول: يصر وزراء الخارجية العرب، يعرب وزراء الخارجية العرب عن عمق انزعاجهم وقلقهم للخيار العسكري ضد العراق، تصور: للخيار العسكري مو العدوان؟ وتصور يصدر بهذه العبارة.
أكثر دول العالم قالت: عدوان.
حتى روسيا والصين وفرنسا ومصر الكل سموه عدوان، يرجع جامعة الدول العربية بأمينها العام تورد هذا النص، يعربون عن قلقهم لاستخدام الخيار العسكري، كل هذا الضرب هو خيار عسكري؟ انطلاق الطائرات، والتهديد اللي يواجه به الجيران العرب والجيران الغير عرب.
[موجز الأخبار]
تقييم موقف جامعة الدول العربية تجاه العراق
د. فيصل القاسم: دكتور وحيد عبد المجيد سمعت كلام السيد علي، يعني يلف ويدور ويريد أن يقول باختصار بأن الجامعة العربية منذ البداية متآمرة، ولها مواقف مخجلة تجاه العراق، يعني هذا هو لب الكلام.
وحيد عبد المجيد: هو أنا أوضحت -قبل قليل- جانب من مواقف الأمين العام للجامعة.
د. فيصل القاسم: نعم، بالضبط، نعم.
وحيد عبد المجيد: وفي الحقيقة يعني كويس إن الأخ الدكتور علي أثار موضوع الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في يناير 1999م، في الحقيقة أنا مندهش هل الدكتور علي لا يعرف كيفية عمل الجامعة العربية وآليات عملها، أم يعني كيف يفهم الأمور على هذا النحو؟و هو يعرف جيدًا الطريقة التي تحدد بها المواقف، وكيف تصدر البيانات، الأمين العام للجامعة والأمانة العامة لا تستطيع أن تفرض على الدول الأعضاء، لا في الجامعة العربية، ولا في غيرها من المنظمات الإقليمية أو حتى المنظمات الدولية والدول الأعضاء هي دول مستقلة ذات سيادة لا يستطيع أحد أن يفرض عليها.
وأنا معه في أن هذا النص فعلاً نص ضعيف، لكن المفارقة المهمة هنا، والتي كان ينبغي أن ينتبه إليها هي أن هذا النص الضعيف صادر بالتوافق بين الدول العربية..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: هناك نصوص أخرى.. هناك نصوص أخرى.
د. فيصل القاسم: دقيقة.. دقيقة دكتور.. يا دكتور علي دقيقة واحدة بس، تفضل.
وحيد عبد المجيد: إذا قارنا الوضع الآن في هذا الاجتماع، والآن أيضًا بعد عامين، أو ما يقرب من عامين بما كان عليه في وقت الأزمة، وقت الغزو العراقي للكويت سنجد أنه عندما كان العراق غازيًا ومعتديًا كانت هناك بعض الدول العربية، كان فيه على الأقل ثلث الدول العربية متعاطفة معه في موقفه، الآن بعد أن أصبح العراق مُعتدياً عليه، وعلى أرضه ومعرضًا لحصار غاشم بالفعل، وبعد عشر سنوات العراق فقد تعاطف الدول التي كانت معه قبل عشر سنوات.
د. فيصل القاسم: انقلبت الآية يعني.
وحيد عبد المجيد: أليس هذا يستحق التفكير؟ ألا يعني ذلك أن هناك خطأ جسيمًا في كيفية تعامل العراق مع المشكلة؟ في الحقيقة البيان فعلاً ضعيف، لكن قارنه، أنت تتهم الأمين العام للجامعة العربية، قارنه بما أعلنه الأمين العام للجامعة العربية قارن هذا النص الذي اعترضت عليه، وأنا أيضًا معترض عليه معك بما أعلنه موقف الأمين العام، موقف الأمين العام وقتها أدان العدوان على العراق إدانة صريحة حاسمة، ما تكلمش عن انزعاج ولا قلق، تحدث عن إدانة صريحة واضحة..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: ماذا قدم الأمين العام لقضية العراق خلال عشر سنوات من وجوده؟ ماذا قدم؟
وحيد عبد المجيد[مستأنفاً]: أدان الدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية القصف الصاروخي الأميركي البريطاني الذي تعرض له العراق كذا، واعتبر هذا القصف رضوخًا واضحًا للتقرير السلبي الذي قدمه كبير المفتشين الدوليين (ريتشارد باتلر) والذي وضح إصراره على التحرش بالعراق وعدم التزامه بالحياد والموضوعية وبمهام تكليفه من قبل مجلس الأمن، هذا هو ما أعلنه الأمين العام، البيان يا سيدي بيصدر بالتوافق بين الدول الأعضاء، عندما يفقد العراق تعاطف حتى الدول العربية التي كانت معه في أغسطس 1990م هذا معناه أن هناك خطأ حقيقي وليس خطأ فقط، العراق ليس لديه سياسة، هناك غياب حقيقي للسياسة، وأنا..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: هذه تصريحات صحفية.. أستاذ وحيد هذه تصريحات صحفية، أستاذ وحيد أنا أسألك سؤال: الأمين العام لجامعة الدول العربية ماذا قدم لقضية العراق خلال وجوده لعشر سنوات في السلطة؟
وحيد عبد المجيد[مستأنفاً]: وأنا أرجوك، أنت في موقعك أنا أعرف القيود المفروضة عليك، وأدرك هذا جيدًا، ومتعاطف معك الحقيقة.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: لا.. ما تسميها قيود، ليش تسميها قيود؟
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: لكن كل ما نتطلع إليه هو أن تحاولوا نصح القيادة العراقية بأن تعدل طريقة تعاملها مع.. العراق بيخسر كل يوم أصدقاءه، ما قالته جريدة بابل بالفعل صحيح قبل عدة أيام عندما انتقدت وزير الخارجية السيد محمد سعيد الصحاف رغم أنه طبعًا هاجمت أيضًا الأمين العام.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أي نعم هو ليس انتقاد.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: لكن كان الشق الصحيح في هذا المقال الذي نُشر في جريدة "بابل" هو أن العراق يخسر أصدقاءه، ويخسر أصدقاءه بالفعل بشكل منتظم، وما حدث في الاجتماع التشاوري، وما يحدث في اجتماعات الجامعة العربية هو دليل على هذا، موقف الأمين العام للجامعة العربية في الحقيقة أكثر تقدمًا من موقف الإجماع أو شبه الإجماع العربي الراهن، ماذا يستطيع أن يفعل الأمين العام منفردًا؟
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أستاذ وحيد اسمح لي.. أستاذ وحيد ماذا قدم الأمين العام..؟
وحيد عبد المجيد[مستأنفاً]: الأمين العام كان موقفه متقدمًا على الدول العربية أو على كثير من الدول العربية، أنتم تريدون أن تخسروه الآن..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: ماذا قدم الأمين العام خلال عشر سنوات للعراق؟ لقضية العراق؟
د. فيصل القاسم: دكتور علي، يا جماعة، دكتور، أنا أريد أن أقرأ يعني، كي، إذا بقينا في الموضوع إذا قرأنا مما جاء في صحيفة "بابل" التي ذكرتها قبل قليل..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أستاذ فيصل أنا بدي أسال عن الأمين العام، هل الأمين العام حمل حقيبته وجاء للعراق والكويت؟
فيصل القاسم[مقاطعاً]: دقيقة يا دكتور دقيقة واحدة، تقول أيضًا أنه في الوقت الذي كان.. أنت تقول: إن العراق فقد الكثير من التعاطف بعد أن أصبح معتديًا عليه أكثر مما كان في الماضي.
وحيد عبد المجيد: عندما كان معتديًا.
د. فيصل القاسم: طيب، في الوقت الذي هذا الكلام لصحيفة "بابل": في الوقت الذي كانت فيه الأجواء مهيأة تمامًا للمزيد من التفاعل والتعاطف تمكن عصمت عبد المجيد -كما تقول الصحيفة- بخبثه الشيطاني من سحب البساط وتحويل موضوع إدانته وانحيازه المفضوح إلى نوع من المجادلة والمهاترة الكلامية لاستدراج خارجيتنا إلى الشرك الذي نصبه، كيف ترد على كلام "بابل"؟
وحيد عبد المجيد: والله هو كأنه لا أظن أن وزير الخارجية العراقي طفل غرير يمكن لأحد أن يستدرجه أو أن يغرر به، هو في الحقيقة الأمين العام بيعرض تقرير، يختلف معه وزير الخارجية العراقي كما يشاء، وأنا شخصيًّا بأختلف مع كثير مما يطرحه الأمين العام للجامعة ومع غيره، ولكن هناك فرق بين المناقشة الموضوعية والحوار وبين الاتهامات والمهاترات التي تؤدي إلى أن العراق يخسر كل يوم أصدقاءه.
فيصل القاسم[مقاطعاً]: من المسؤول عن ذلك؟
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة التي هي من أكثر الدول العربية تقدمًا في موقفها من العراق، هوجمت هجومًا شديدًا جدًّا في الصحافة العراقية بسبب خلاف مع..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: خلينا في موضوعنا، الأمين العام لجامعة الدول العربية..
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: ما ورد في كلمة دولة الإمارات في قمة الألفية، هل هذا أسلوب؟
يعني تناقش الخلافات، اختلف يا سيدي كما تريد، لكن هذا الأسلوب الاتهامات، الاتهامات والشتائم، هذا الأسلوب يؤخر القضية العراقية، ويؤدي إلى خسارة العراق لأصدقائه، وفعلاً شيء نحن نأسف له لأننا نريد فعلا حل المشكلة العراقية..
د. فيصل القاسم: دكتور سمعت هذا الكلام..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: نعم أستاذ فيصل الاتهامات التي تُوجه.
فيصل القاسم[مستأنفاً]: الدكتور عبد المجيد تحدث عن غياب سياسة لدى العراق يعني لا توجد سياسة لدى العراق، السياسة هي عدم وجود أي نوع من السياسة، كيف ترد على هذا الكلام؟ وقال: إن هذه المهاترة، هذه المهاترات التي حصلت -كما وصفها- في الجامعة العربية هي الجانب العراقي هو المسؤول عنها، وبأن وزير الخارجية يعني لم يكن بحاجة.. يعني هو ناضج وواعٍ وإلى ما هنالك من هذا الكلام، ولا يمكن استدراجه بهذه البساطة.
محمد جواد علي: الاتهامات، نعم أستاذ فيصل الاتهامات اللي وُجهت إلى العراق من قبل الأمين العام في الاجتماع المغلق وجه في نهاية حديثه اتهام، أن العراق قد اعتدى على الكويت ولابد له أن يعتذر، يعني بمعنى ذلك إنه إدانة المتهم وإقرار قرار الحكم على المتهم قبل محاكمته، يعني أنت مذنب، وأنت يجب أن تعتذر، أستاذ فيصل: هل إن الأمين العام لجامعة الدول العربية ماذا قدم لمشكلة العراق مع الكويت خلال عشر سنوات؟ هل حمل حقيبته وجاء زار العراق والكويت؟ أو هل شكل فريق لتقريب وجهات النظر؟
مرة واحدة زار العراق عام 1998م لمسألة.. كمبعوث وليس كأمين عام، مبعوث من رئيس مؤتمر القمة العربي لعام 1996م مبعوث من حسني مبارك لبحث مسألة المفقودين والأسرى، وقبل ما يـيجي للعراق أخذ موافقة مجلس الأمن، الأمم المتحدة، حتى يزور العراق، مو مثل رئيس الدولة الفنزويلي زار العراق مباشرة بدون موافقة الأمم المتحدة، هذا أمين عام مجلس جامعة الدول العربية، أنا الآن أسأل الأستاذ وحيد لماذا لا نعود إلى تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية عام 1993م حينما تحدث، وجاء في تقريره: لابد أن تكون هناك مصارحة ومصالحة، والعراق أيد هذا الطرح ورفع به، ثاني دولة عربية وافق عليه، ورفع بحدود عشرين ورقة مطالبة بالمصارحة، ثم المصالحة حتى يصير بها الاتهامات، إضافة إلى هذا: التقرير الاستشاري التشاوري اللي رفعه لأمين عام جامعة الدول العربية بعث فيه نسخة الرئيس العراقي الرئيس صدام حسين، الرئيس صدام حسين رد على هذا التقرير في 1/2/1999م برد جميل أقرأ لك الفقرات (..).
لأمين العام لجامعة الدول العربية ما نصه، وهذا هو خطاب الرئيس العراقي الرئيس صدام حسين قال للرئيس في نصه، اقترح اقتراحين.. الاقتراح الأول: فإنني أبلغكم بأن العراق مستعد لحضور اجتماع عربي سواء على مستوى القمة أو على مستوى مسؤول آخر لبحث كل هذه الأمور بأسلوب موضوعي وشفاف، وعلى أساس الصراحة والعدالة، وبدون تمييز، إنني آمل أن يتم ذلك كما أرى أن يتم تأجيل أعمال اللجنة التي شكلت في الاجتماع التشاوري لحين عقد هذا الاجتماع، يعني إحنا ندعو إلى مصارحة ومواجهة مع الأقطار اللي تشعر إنه أكو خلاف بينها وبين العراق، أو الاقتراح الثاني اللي اقترحه الرئيس العراقي أن نطوي صفحة بعد عشر سنوات، لا نبقى أنه نبدي التاريخ، ونبدي نكشف من المعتدي ومن المعتدى عليه، ونبدي صفحة جديدة للحوار، فأمامه مقترحين أمامه المصارحة والمصالحة أو الحوار، الكويت والسعودية لماذا يرفضون الحوار مع العراق عبر جامعة الدول العربية عبر اللقاءات الثنائية؟ حتى العراق دعا عوائل المفقودين لزيارة العراق لماذا؟
كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية تواجهوا، فيتنام وأميركا تواجهوا، حتى العرب بأطرافهم تواجهوا مع الكيان الصهيوني، إذن العراق والكويت والسعودية لماذا لا يتواجهون؟
أشقاء يا أخي أشقاء إحنا بقينا أشقاء بيننا تاريخ مشترك، تاريخ طويل لماذا لا نتواجه؟! ونحن من حقنا نقطة معلقة.
[فاصل إعلاني]
د. فيصل القاسم: دكتور وحيد عبد المجيد.. سمعت طرح الكثير من التساؤلات، وخاصة حول زيارة الأمين العام للجامعة العربية للعراق على مدى فترة طويلة يعني العديد من السنوات، يعني تُتهم الجامعة العربية بأنها لم تقم بأي شيء، وعندما ذهب الأمين العام إلى العراق ذهب كمبعوث للرئيس مبارك، وليس كأمين عام للجامعة العربية، كيف ترد على هذا الكلام؟ أنه لم تقم بأي مبادرات يعني، ليس هناك أي مبادرات، مثلاً هناك من يقول: إنه جدول أعمال المجلس الوزاري الأساسي في الجامعة العربية يخلو تمامًا من أي بند خاص بمناقشة الملف العراقي، ملف العراق معلق في مجلس الجامعة، يناقشون الملف اللبناني، الملف الفلسطيني، ملف العراق..
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: لا.. لا.. أعود مرة أخرى لأذكِّر بأن الأمين العام للجامعة العربية لا يملك عصا سحرية، وأنه ليس رئيسًا للدول العربية، أو لرؤساء الدول العربية، والدكتور محمد يعرف هذا جيدًا، ومع ذلك أعتقد أنه في حدود إمكانياته، وفي حدود الوضع الحالي الضعيف للأمانة العامة للجامعة العربية، وهنا أنا عايز برضو أقول بين قوسين: (إنه من بين الدول العربية التي ساهمت -تاريخيًّا- في إضعاف الأمانة العامة للجامعة العربية إلى هذا الحد كانت العراق في مقدمة هذه الدول مع دول عربية أخرى)، تم إضعاف الأمانة العامة للجامعة العربية تاريخيًّا إلى حد أنها أصبحت عاجزة عن المبادرة، ثم بعد أن أضعفناها نأتي الآن، ونقول: لماذا لا تتحدى كل الدول العربية؟ ولماذا لا تملك عصا سحرية لتفعل وتفعل؟
ومع ذلك أعتقد أنه في حدود الوضع الضعيف للأمانة العامة للجامعة، وأنا أعتقد أنه ضعيف بالفعل، هذه الأمانة فعلت ما تستطيع أن تفعله، سأضرب مثالاً واحدًا أشار إليه بسرعة أو مر عليه بدون أن يتوقف عنده الدكتور محمد، وهو ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي تحدثنا عنه منذ قليل، لأنه هذا الاجتماع طبعًا ما ذكرناش أيضًا أنه تم بمبادرة من الأمين العام للجامعة العربية، عقب الاعتداء الأميركي البريطاني علي العراق، لأنه كان اجتماعًا غير عادي..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: لكن العفو كان مبادرة من الرئيس اليمني، وليس من الأمين العام للجامعة العربية.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: لا يا سيدي، الرئيس اليمني دعا إلى قمة عربية.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: نعم الرئيس اليمني دعا إلى قمة عربية.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: وأنت تعرف إنه كل يوم والتاني بتطلع دعوات إلى عقد قمة عربية، وليس في كل مرة يدعو فيها أحد القادة العرب إلى قمة عربية يبادر الأمين العام للجامعة العربية بدعوة وزراء الخارجية العرب للاجتماع، لأنه بمعدل كل شهر أو كل شهرين هناك رئيس عربي أو ملك عربي يدعو لعقد قمة عربية، وبالتالي هنا المبادرة لم تأتِ من الداعي إلى القمة العربية، وإنما جاءت من الأمين العام للجامعة العربية..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: نعم، الرئيس اليمني حينما دعا إلى عقد قمة في مصر بين عدد من رؤساء العرب لتنظيم هذه المسألة..
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: أكمل بس لو سمحت يا دكتور محمد في هذا الاجتماع كان أهم ما تم الوصول إليه، وتم الوصول إليه في ظل ظروف بالغة الصعوبة يعرفها الدكتور محمد والإخوة في العراق في وضع أغلبية الدول العربية ليست متعاطفة فيه مع العراق تم انتزاع بند بالغ الأهمية وهو تشكيل لجنة عربية -لأول مرة- لمتابعة موضوع الحصار المفروض على العراق، وأن تقوم في إطار التعاون مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن بجهودها لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق وفق برنامج محدد وكذا هذه كانت أول مرة يتم فيها تشكيل لجنة عربية ولجنة عربية ملتزمة لا يستطيع أي من أعضائها أن يتخلى عن هذا الالتزام، العراق على مدى شهرين كاملين وأنت تعرف هذا قام بتعويض اجتماع هذه اللجنة..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أستاذ وحيد.. أستاذ وحيد.. أي لجنة عربية؟ العراق ما هو بها المتعدى عليه، الطرف المعتدى عليه مو بها، السعودية عضوة بها، والأردن ومصر، ودولة مغاربية، لكن اُستُبعد منها العراق وهو المعتدى عليه، كيف؟
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: يا سيدي أنت تعرف الظروف التي تم فيها انتزاع هذا القرار..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: في الحرب العراقية الإيرانية اجتمعت الدول العربية، شكلت لجنة العراق فيها عضو، كيف يُستبعد العراق من اجتماع لجنة..؟ لا.. أستاذ لو تراجع عقد الاجتماع التشاوري..
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: يا سيدي.. هذا الموضوع كغيره في الجامعة العربية بيتم وفق المساومات، الأمين العام لا يملك عصا سحرية، لكن كونه أن يبادر بتشكيل هذه اللجنة هذا يحسب له..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: نعم ضمن المساومات.. ضد مصلحة من؟ ضد مصلحة الطرف المعتدى عليه؟! كيف؟
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: أما أن تختلف على عضوية السعودية فيها، فهناك دول عربية أخرى كان فيها مصر وسوريا، وفيها دولة الإمارات، وفيها دولة الأردن، ألا يكفيك ومنها دولة مغاربية لم تُحدد بعد..؟
محمد علي جواد[مقاطعاً]: لماذا؟ أنا لا أرفض عضوية السعودية، ليش العراق مو بيها.. ليش العراق مو بيها في هذه اللجنة؟ الطرف المعتدى عليه مو عضو فيها؟!
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: يعني بافتراض أنكم ترفضون موقف السعودية، لكن هناك خمس دول عربية أخرى يا دكتور محمد، هل كل هذه الدول لن تعمل لرفع الحصار عن العراق؟
محمد علي جواد[مقاطعاً]: نعم، العراق وين دوره؟ لماذا لا يكون العراق عضو لماذا لا يكون العراق عضو وهو الطرف المعتدى عليه؟ لماذا؟
وحيدت عبد المجيد[مستأنفًا]: يا سيدي.. العراق وقتها وضع العقدة في المنشار، لأنه هذا القرار صدر نتيجة مساومات بالغة الصعوبة، وكانت مصر بتدير أيضًا هذا الموضوع، وتسعى إلى تشكيل هذه اللجنة، لكن لا أحد يستطيع أن ينفرد بالقرار، هناك مساومات وهناك حلول وسط لابد من اتخاذها في الاعتبار، لأن العراق فقد حتى التأييد الذي كان له في بداية الأزمة، ومع ذلك وصلنا إلى..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: مساومات ضد العراق! أستاذ وحيد هذا الاجتماع التشاوري، وأنا أقول لك هذا البيان..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: يا دكتور لم تجب على نقطة مهمة قالها الدكتور عبد المجيد أكثر من مرة، وهي أن العراق فقد التأييد العربي بطريقة يعني مذهلة، لم تجب على.. بسبب الطريقة الخاطئة التي يتصرف بها العراق إعلاميًّا وغير إعلاميًّا.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أبدًا.. العراق لم يفقد التأييد العربي، وإثباتًا على ذلك، أعطيك مثال على ذلك خطاب وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي يتهم العرب اتهام كبير في الاجتماع الأخير، أقرأ لك نص الأستاذ يوسف بن علوي: إن أزمة العراق التي تعرفونها جميعًا بجميع تفاصيلها هي أزمة عربية عربية، عجز مجلس الأمن عن إيجاد مخرج لها، فهل عجز العرب عن القيام بجهد مشترك لإنهاء ما تبقى من ضرورات أساسية لإعادة ثقة العرب بأنفسهم كأمة قادرة على الانتصار لنفسها وعلى نفسها؟ هذا وزير خارجية عُمان، لماذا لا تتحرك الأمة العربية؟
فيصل القاسم[مقاطعًا]: يا دكتور.. رجاءً، من الذي يستطيع.. ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه جامعة الدول العربية في هذا؟ الدكتور وحيد عبد المجيد قال لك بأن الجامعة.. يعني أنتم الذين أضعفتم أمانة الجامعة، وأوصلتوها إلى هذا الحد، وبالتالي تريدون منها الآن أن تنهض وتضغط على الدول العربية، لتفعل شيئًا.
محمد جواد علي: أستاذ فيصل.. من خلال حديث الأستاذ وحيد، ده يتهم السيد الأمين العام بعجزه عن حل المشاكل، فلماذا لا يترك الأمين العام هذا المنصب؟
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: ليست مشكلة الأمين العام، هذه مشكلة هيكلية.
محمد جواد علي[مستأنفًا]: ويترك للعراق ولشعبه في إيجاد حلول.. هوده يتهم، يتهم الأمانة العامة بشخص الأمين العام إنه عاجز عن حل المشاكل العربية بحديثه، إحنا ما نتهمه، لكن هو في حديثه يقول: عاجز عن حلها، فليترك المجال للآخرين في حل هذه المشكلة، إحنا نواجه مشكلة، نواجه أهوال..
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: شوف يا سيدي أنا متأكد إنه لو كان تغيير الأمين العام يحل المشكلة، أعتقد إنه الدكتور عصمت عبد المجيد ما كان يتردد في هذا، لكن المشكلة وأنت تعرف هذا جيدًا أنها مشكلة هيكلية، وليست مشكلة شخص، بالعكس.. ده لولا هدوء أعصاب عصمت عبد المجيد وطول باله ما استطاع أن يتعامل مع بعض المسؤولين العراقيين الذي يتسمون بالحدة طول الوقت حتى الآن، دا هذا من حسن حظ العراق والمشكلة العراقية أن هناك أمين عام هادئ الأعصاب إلى هذا الحد ولا يُستفز بسهولة، ويُشتم كل يوم، ثم يقول: لا أريد أن أدخل في سجال دعونا نتحاور حوارًا موضوعيًّا، أنقدوني نقدًا موضوعيًّا..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: لا يُستفز.. لكن دكتور ألم ترَ الجواب الذي تفضل به أمين عام جامعة الدول العربية ردًّا على وزير الخارجية العراقي؟
يعني أنا بتعلم كيف خاطبه بلغة لو كان الآخر تلميذًا يعني قال له: تعلم كيف تخاطب الكبار، وأنا بأعلمك وبأعلم عشرة زيك..
وحيد عبد المجيد: لا.. خاطبه بلغة متعالية نتيجة للسلوك الذي صدر عن وزير الخارجية العراقي، يعني تخيل لو أنك في اجتماع، وأي شخص قال لك مثل هذا الكلام، و أنك تـتقيأ سمًّا وأنك متآمر وخائن، ثم يكفي أنه لم يرد عليه بالمثل، أصله تبادل الاتهامات يا أخي من أبسط الأمور، والاتهامات الموجهة إلى العراق كثيرة جدًّا أيضًا، ونحن لا نحب أن ندخل فيها، لأن الأمين العام للجامعة العربية يستطيع أن يردد ما يقال عن العراق منذ 17 تموز 1968م حتى الآن، فيه كلام كثير جدًّا، وسهل جدًّا يعني توجيه الاتهامات، وترديد الإشاعات وهذا الكلام من هذا القبيل من أسهل الأمور، لكن الحوار الموضوعي هو الذي نريده، هو الصعب في الأجواء العربية.
د. فيصل القاسم: يا دكتور وهل تريد أن تقول: أن العراق غير قادر على إدارة حوار موضوعي مع الجامعة؟
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أين هو الحوار الموضوعي أين هو النقاش؟
وحيد عبد المجيد: نعم، حتى الآن العراق لم يستطع أن يدير حوار موضوعي مع الجامعة، في بعض الفترات فعل هذا، لكنها فترات قصيرة، والفترات التي فعل فيها العراق هذا كان بيحدث تقدم، يعني في سبتمبر من العام الماضي في عام 1999م، كان الوضع مختلف اختلاف كبير جدًّا، وكان وزير خارجية العراق سيد محمد سعيد الصحاف بيرأس اجتماع الدورة 112 لمجلس الجامعة العربية..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: وكان اجتماعًا ناجحًا.
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: وكان اجتماعًا ناجحًا، وكانت الأجواء بدأت تتحسن، والأمور بتتقدم، صحيح بتقدم ببطء، لكن أفضل من لا شيء، ثم العراق لا يترك الفرصة للتقدم لأن يصل إلى مداه، ما أن يبدأ في حوار موضوعي، حتى تفلت أعصاب المسؤولين العراقيين فجأة، ويبدءوا في شن الحملات والهجوم، الذي يعيدنا إلى الوضع رقم 1 مرة أخرى، فنبدأ من البداية عندما يحدث تقدم تحدث نفس الدورة، نقول ما نتمناه هو إعطاء فرصة للحوار الموضوعي وللجهود البناءة، هذا لمصلحة العراق وللمصلحة العربية العامة..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أستاذ وحيد.. ما هو دور جامعة الدول العربية لوقف الاعتداءات الجوية على العراق؟
د. فيصل القاسم: طيب عمار جبار هولندا، تفضل يا سيدي.
عمار جبار: من فنلندا العفو أستاذ فيصل القاسم، السلام عليكم.
د. د. فيصل القاسم: وعليكم السلام.
عمار جبار: تحياتي للضيف محمد جواد علي وللضيف وحيد عبد المجيد، وأرجو منه أن يكون منصف في القضية العراقية أنا مواطن عراقي من البصرة، أول شيء بالنسبة قبل شوية ذكر يقول: الاتهامات بسيطة، العراق يريد يدافع عن نفسه، وعن أطفاله اللي يتعرضوا وأنا من الجنوب وطالع من العراق منذ 1997م، ويعني وضع ما هو منصف للعراق، بده العراق يدافع عن نفسه، فيتهمونه بالتهديد، قبل شوية يجوز من أبسط الأمور، بالنسبة (..) وغيرها على مستوى الأمين العام للجامعة العربية الأجدر بالأمين العام للجامعة العربية، كي يروح جنوب العراق وشمال العراق ووسط العراق، لأي مستشفى عراقي، يشوف أطفال العراق، يشوف نساء العراق، يشوف شيوخ العراق، حتى العراق صار ما هوش آدمي، حتى العراق صار مو زين.. ستة ملايين مصري يشتغلون بالعراق والعراق زين معافي.. بس العراق (..) حتى صدام حسين صار مو زين، حتى الشعب العراقي (..) العرب، أيش يكون وين وصولا العرب مع الرئيس الفنزويلي…
محمد جواد علي: أستاذ فيصل.. أستاذ فيصل..
د. فيصل القاسم: طيب.. دقيقة سيد.
محمد جواد علي: أستاذ فيصل.. الأمين العام لجامعة الدول العربية يحمل حقيبته، يروح يحضر بالكويت حفلة ختان أطفال الخليج، لكن ما يـيجي يزور أطفال العراق وأطفال البصرة.. هذا مو مؤلم، أنا أسألك سؤال، وأسأل الأستاذ وحيد يروح يحضر دعوة لختان أطفال في الكويت، والعراق والبصرة لا تتجاوز عن الكويت كيلو مترات ما يزور أطفال البصرة والضرب المبرح على أطفال البصرة يوميًّا.
أستاذ فيصل الطائرات التي تنطلق من الكويت والسعودية حتى مخازن الغذاء دمرتها، أي غذاء؟ الغذاء اللي هو مستورد عبر الأمم المتحدة بورقة الغذاء والدواء، غذاء مستورد من الدول اللي تنطلق منها الطائرات، إحنا مستوردينها من السعودية الأغذية، انضربت وانقصفت من طائرات العدوان، آه جرح مؤلم يا أخي يا أخ وحيد، يا أستاذ وحيد، العراق يُجرح، والعرب تتفرج، أين أنتم أيها العرب؟!
د. فيصل القاسم: طيب الدكتورة حميدة نعنع فرنسا.. تفضلي يا ستي.
د. حميدة نعنع: مساء الخير، أولاً أعرف أن الحديث عن الكبار صعب، ولكن سأتحدث للعرب عن الصغار، حيث يوجدون على حد تعبير الراحل نزار قباني، فهناك يوجد ضمير للأمة حي، وهذا الضمير هو مع الشرفاء لا مع الكبار المرتهنين للأجنبي وحضارة العراق التي أسست الحضارة العربية، هي التي بنت وعينا، وكونت تفكيرنا، هذه بداية أريد أن أقولها، وأريد أن أقول: أن نزاهة الدكتور عصمت عبد المجيد سأبدأ من البداية، وأسمح لنفسي أن أتحدث الآن عن الكبار نزاهة الدكتور عصمت عبد المجيد منذ استلامه للجامعة العربية مطعون بها.
سوف أروي الحادثة التالية كنا في معهد (إيفري) التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، وقد طُرح عليه سؤال من أحد المتواجدين، وهم نخبة من المثقفين، قالوا له: لقد ورطتم الولايات المتحدة الأميركية في حرب الخليج، ودعوتوها إلى النزول للعراق وللمنطقة، فغضب غضبًا شديدًا الدكتور عصمت عبد المجيد وقال: هذا غير صحيح ولولانا نحن، ولولا مصر لما استطاع جندي أميركي واحد أن ينزل في حرب الخليج بالجزيرة العربية، نحن الذين جررنا بوش إلى هذه الحرب وليس العكس، هذه بداية والأشخاص الذين كانوا متواجدين متواجدين.
ثانيًا: قبل الدكتور عصمت عبد المجيد أن يترأس جامعة عربية مشروخة ومطعون في قانونيـتها، لأنه عندما كسروا عظم العرب في اجتماع الأمة العربية، عندما صوتوا خطأ عفوًا بالأعداد وليس بالإجماع على قرار مصيري كسر عظم الأمة العربية وقسمها إلى قسمين، قَبِل الدكتور عصمت عبد المجيد أن يتولى رئاسة الجامعة العربية بعد ذلك، ماذا فعل منذ تولى حتى الآن؟
لا شيء زاد جيوش الموظفين، الموظفين المحسوبين على دول عربية معينة، ولأحدد دول بترولية، زاد عدد الموظفين في مملكته التي يديرها الآن في القاهرة، نحن نعرف أن الجامعة العربية-تاريخيًّا- هي جزء أو ملحق-إذا شئت- بوزارة الخارجية المصرية، ولكن الآن موقف وزارة الخارجية المصرية أعلى وأرفع وأرقى من موقف الجامعة العربية، عشر سنوات، السيد عصمت عبد المجيد لم يترك مكانًا في الأرض لم يذهب إليه، من الكويت، إلى السعودية، إلى الإمارات، إلى سلطنة عمان، إلى فرنسا، ولكن لم يشعر حتى بحرج إنساني وأخلاقي أن يذهب إلى العراق، ويرى ما يجري للعراق، كل يوم الطلعات الجوية من السعودية ومن الكويت تضرب العراق، ولا يجرؤ عصمت عبد المجيد أن يُسمى تسمية كيف تخرج هذه شو اسمها الطائرات؟ ماذا فعل؟ هل شكل لجنة لدراسة أحوال العراقيين الإنسانية واحتياجاتهم الإنسانية وكيفية مساعدتهم وإمكانية مساعدتهم على هذا المستوى هذا أقل مستوى ممكن تعمله الجامعة العربية، هل شكل لجنة؟
لم يشكل لجنة! هل قام بوساطة؟ صحيح الجامعة العربية أيام عبد الرحمن عزام كانت ضعيفة، ولكن عبد الرحمن عزام كان شخصية قوية، هل شكل وساطة ما بين الكويت وما بين العراقيين بحسن نية وبشكل جدي، وتوسط لدى هؤلاء وهؤلاء؟
محمد جواد علي[مقاطعاً]: لم يشكلها لليوم، لم يشكلها إلى هذا اليوم.
د. حميدة نعنع: حتى هذا اليوم لم يشكل أي شيء، ولم يبذل أي جهد، ولذلك عليه أن يستقيل وعليه أن يترك الأمور لسواه، ربما يأتي رجل أقل منه متاعبًا وأقل منه استسلامًا للوضع القائم، ويقوم بدور أفضل يعني منذ يومين كان الدكتور عصمت عبد المجيد..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: وأقل منه محاباة للإدارة الأميركية، وأقل منه محاباة لوزارة الخارجية الأميركية.
د. حميدة نعنع: الجامعة العربية هي جامعة السعودية والكويت هي جامعة السعودية والكويت والإدارة الأميركية.
محمد جواد علي: بأموالهم نعم.
د. حميدة نعنع: والذي يقرأ مذكرات (بيكر) يرى أي صفقة عُقدت لضرب العراق ولتدمير العراق ولإدخال الجيوش الأجنبية إلى المنطقة، منذ يومين كان الدكتور عصمت عبد المجيد في حوار على الفضائية الكويتية، وكان يتبنى ويساند إلى حدود التعلق طروحات المحاور الكويتي، في حين كان قبل أسابيع وفي نفس البرنامج عبر الشاذلي القليبي عن المطلوب، وواجه محاوره بالحقائق خاصة موضوع دول الضد التي اخترعتها الكويت بنظرة شجاعة وأداء مهم إلى آخره، يجب على الدكتور عصمت..
فيصل القاسم [مقاطعاً]: يا دكتور، يا دكتورة، الكثير من النقاط، دكتور وحيد عبد المجيد: كل هذا الكلام موجه لك سمعت الدكتور كي أسرد ما قيل بأن أمين عام الجامعة يذهب لحضور حفل ختان في الكويت، والشعب العراقي يموت جوعًا وفقرًا، ويُدمر يوميًّا على بعد كيلو مترات، ولا يفعل أي شيء، سمعت ما قالت حميدة نعنع أيضًا، هناك كلام أيضًا قيل بطريقة غير مباشرة يريدون أن يقولون إن الجامعة العربية مرتشية يعني بطريقة أو بأخرى، هذا هو الكلام، أعتقد هذا هو فحوى الكلام، كيف ترد؟ يعني كلام خطير وقوي.
وحيد عبد المجيد: هو كلام مطلق على عواهنه، وسبق أن قاله الأخ محمد برضو، أولاً يعني أهم ما قيل في كلام الست حميدة، هو الحقيقة الوحيدة التي قالتها إنه الجامعة العربية مشروخة..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: يعني كل كلامها هراء.. كلام فارغ..
د. وحيد عبد المجيد: لا ما أقولش هراء، أنا لا أحب استخدام هذا ال.. إنما غير صحيح أو كلام يعني اعتقاد لا أساس له من الواقع، إنما الحقيقة فعلاً اللي قالتها إن الجامعة العربية مشروخة، وهذا هو ما حاولت أن أوضحه منذ البداية، وهذا الشرخ القائم الآن في الحقيقة.. نحن نعود إلى الماضي دائمًا نريد أن ننطلق إلى المستقبل، ولكن مع ذلك نضطر إلى العودة إلى الماضي، ونقول: إن هذا الشرخ حدث بسبب الغزو العراقي للكويت، ونقول: إنه قبل هذا الغزو كانت الأوضاع العربية بدأت في التحسن بشكل ملموس، كان النصف الثاني من عقد الثمانينات كنا نسميه مرحلة وقف التدهور العربي، وكانت الأوضاع مشجعة، وعُقدت القمة العربية في بغداد وكان هناك تقدم كبير جدًّا إلى حد أنه كان هناك اتفاق على عقد القمة العربية سنويًّا، بشكل دوري وهو ما لم نستطع أن نحققه حتى الآن، كان هناك تقدم حقيقي في الوضع العربي، ومن يعود إلى هذه الفترة سيدركه، والأخ محمد يعلم هذا، الشرخ حدث بسبب الغزو العراقي للكويت، ومع ذلك حدث الشرخ، هل نلغي الجامعة العربية.. ما هو مؤدى كلام الست حميدة إنه الجامعة العربية كانت مشروخة؟ وهو قبل أن يتولى أمانتها العامة، ماذا نفعل؟
فيصل القاسم[مقاطعاً]: ليست مشكلة الأمين العام بأي حال من الأحوال.
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: هل نغلق الجامعة العربية لأنه حدث فيها شرخ أم نسعى لإصلاح الوضع فيها؟ ونسعى لإصلاح الوضع فيها بأي كيفية؟ قلت: إن الأمين العام لا يملك عصا سحرية للإصلاح، ولكن يحتاج إلى تعاون كل الدول العربية، ويحتاج إلى تعاون العراق بصفة خاصة، لأن العراق يتحمل مسؤولية أكبر عن هذا الشرخ الذي حدث، ويجب أن نعترف بهذا، الكويت أيضًا تتحمل مسؤولية لا أقول إن العراق فقط..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: الأمين العام فشل في إصلاح هذا الوضع..
أستاذ وحيد.. حينما يردد أمين عام جامعة الدول العربية بأن العراق معتدي
وأن العراق يجب أن يعتذر، هذا افتراء باطل، وهذا..
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: لكن العراق يتحمل مسؤولية أساسية، وينبغي أن يساعد الأمين العام على رأب الصدع الذي حدث، لا أن يفعل العكس اسمعني بس زي ما أنا بأسمعك..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: دقيقة يا دكتور.
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: يعني خلينا نحاول نوصل إلى شيء في النهاية بدل ما نفضل..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: يعني تريد أن تقول: إن العراق لا يساعد الأمين للجامعة العربية ولا الجامعة العربية في التوصل إلى شيء، دائمًا هو الذي يفسد الأمور.
وحيد عبد المجيد: العراق لم يساعد، لا.. مش عايز أقول إنه بيفسد الأمور، لأنه ليس العراق وحده، الكويت أيضًا تتحمل مسؤولية أساسية في هذا المجال، لكن العراق له مصلحة أكبر، ينبغي أن يكون أكثر عقلانية، الكويت مرتاحة إلى الوضع الراهن، العراق هو المظلوم في هذا الوضع الراهن، هو الذي يعاني أزمة حقيقية، وبالتالي يجب أن يكون أكثر إيجابية، لا يساوي نفسه بما تفعله الكويت.. الكويت لا تريد إصلاح الوضع العربي الراهن.. فليكن، هذا لأنها مرتاحة إلى هذا الوضع، العراق ليس مرتاحًا فليساعدنا، يساعد مصر، ويساعد الجامعة العربية، ويساعد الدول التي تريد إعادة العراق إلى موقعه الحقيقي والطبيعي، ولا يقول: إن الكويت تفعل فأفعل مثلها، فإذا الكويتيين أخذوا موقفًا حادًّا فيصعده في المقابل، هذا لا يفيد القضية العراقية، ولا يفيد المصلحة العربية العامة، لأنه حل المشكلة العراقية ضروري للمصلحة العربية..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: يعني هناك خطأ في التناول طب يا دكتور علي..
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: طيب أكمل.
د. فيصل القاسم: دقيقة يا دكتور، تفضل تريد أن تكمل؟
وحيد عبد المجيد[مستأنفاً]: لأن عصمت عبد المجيد فعل ما يستطيع حتى الآن بدون مساعدة عراقية، وليس صحيحًا إنه جيوش الموظفين كلها.. العراق له حصة من موظفي جامعة الدول العربية، مثله مثل أي دولة أخرى، وما زالت هذه الحصة، لم يحدث مثلاً مع العراق ما حدث مع مصر، وهو ما أصرت عليه العراق في وقتها، ولا نريد أن نعود إلى الماضي، لم يُطرد العراق من الجامعة العربية رغم أنه انتهك ميثاق الجامعة انتهاكًا حقيقيًّا، طُردت مصر أو جُمدت عضويتها رغم أنها لم تنتهك ميثاق الجامعة، وإنما نهجت سياسة اختلفت مع رأي الأغلبية، العراق موجود في جامعة الدول العربية، ولا يستطيع أحد أن يقول إن هناك أي تمييز ضده أو ضد موظفيه، لو إن الجامعة العربية مرتشية ما كانت في أزمة مالية دائمة، وما أعرفش الدكتور محمد يعرف أم لا، وليسأل الإخوة العراقيين في الجامعة العربية، إن موظفي الجامعة العربية بيقعدوا شهور ما بيحصلوش على رواتبهم.
د. د. فيصل القاسم: دون أن يتسلموا رواتبهم، بالضبط.
د. وحيد عبد المجيد: لو إن السعودية والكويت يحبون عصمت عبد المجيد إلى هذا الحد لكانوا قد سارعوا بدعمه، وهم ينفقون المليارات في إنفاقات لا معنى لها، وكل ما تحتاجه الجامعة العربية ملايين قليلة، ومع ذلك لا تحصل عليها، لو إنه فعلاً الجامعة العربية مرتشية أو لو أن عصمت عبد المجيد مرتشي كانوا حلوا الأزمة المالية للجامعة، لكن هذه الأزمة مقصودة، لأنه لكي يستمر ضعف الأمانة العامة للجامعة العربية..
فيصل القاسم[مقاطعًا]: صح.. بأيدٍ عربية!
وحيد عبد المجيد: بأيد عربية، والإخوة العراقيين لا يريدون أن يفهموا هذا، ويريدون أن يخسروا كل يوم أصدقاء لهم،بلاش أصدقاء، لا تعتبروا عصمت عبد المجيد صديق، لكنه لم يسيء إلى العراق، عصمت عبد المجيد بيتحرك، أنا أرى إنه موقفه ضعيف بالفعل، لكن أي واحد في مكانه لا يستطيع أن يفعل أكثر من هذا، وبالعكس ده هو هدوء أعصابه بيتيح له فرصة أفضل من شخص آخر، إنما حتى لو لم يكن صديقًا للعراق، حتى لو الإخوة العراقيين يرون أن لهم تحفظات على هذا الموقف أو ذاك له فليحاوروه حوارًا موضوعيًّا، بدلاً من هذا التصعيد الذي يترك مرارة في النفس..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: وليس بالشتائم، وليس بالانفعال.. طيب دكتور الكثير من النقاط
وحيد عبد المجيد[مستأنفًا]: نحن ننصح الإخوة العراقيين بألا يفقدوا أصدقاءهم كل يوم.. خسارة فعلاً وللمصلحة العربية العليا..
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أستاذ وحيد نحن محتاجين إلى أمين عام متوازن عادل، وموازن في أقواله.
السياسة الخارجية للعراق تفقده الدعم العربي والدولي
د. فيصل القاسم: يا دكتور علي، يا دكتور.. دقيقة، هذا الكلام في غاية الأهمية، وقبل قليل ذكر الدكتور وحيد عبد المجيد الهجوم الذي تعرضت له دولة الإمارات العربية المتحدة من العراق بالرغم من المواقف القومية المشرفة التي اتخذتها الإمارات تجاه القضية العراقية، وأنت تعرف ذلك قبل الجميع، لكن نرى فجأة أن الصحافة العراقية تكيل الشتائم والاتهامات لدولة الإمارات فكان هذا الرد، يعني هناك من يقول: إنه ليس هناك أبرع من بغداد في كيل التهم والشتائم، وهي التي لا يهدأ لها بال إن لم تكن دائرة خلافاتها إلى اتساع دائمًا، وتحديدًا مع محيطها العربي وبخاصة أولئك الأحرص منها على شعبها، وعلى وجوب إخراجه من معاناته، وعلى إنهاء حصار تفرضه أميركا وبريطانيا عليها، بغداد فقدت بوصلة الاهتداء إلى بر الأمان منذ زمن، وتحديدًا منذ غزو العراق للكويت عام 1990م، وهي تصر يوميًّا تقريبًا على محاولة إشعال الحرائق من حولها، ولا تجد غير الدول العربية مادة شبه يومية لخطابها السياسي والإعلامي الذي يقترب من كل شيء إلا من الصواب والحقيقة والواقع وكلام مهم جاء اليوم في افتتاحية صحيفة الخليج، كيف ترد؟
محمد جواد علي: أستاذ فيصل إحنا محتاجين إلى أمين عام جامعة دول عربية متوازن وعادل في طروحاته، حينما يطرح ويبحث مسألة المفقودين الكويتيين المفروض يطرح مسألة المفقودين العراقيين، حينما يتهم العراق بشيء، المفروض ألا يكون بشكل علني وإعلامي، أن يطرحه في الاجتماعات المغلقة، وإن الخلافات العربية مع أقطار الخليج هي ليست خلافات تصل إلى مستوى التشابك كما تصوَّروها، لأ خلافات عربية عادية مع مصر، مع سوريا.
د. فيصل القاسم: يا دكتور علي، يعني إذا كان الأمين العام للجامعة العربية تفوه بمثل هذه التصريحات البسيطة التي تفضلت بها هل نقيم الدنيا ولا نقعدها من أجل ذلك هل نكيل له الاتهامات، ونصفه بكل النعوت لمجرد أنه قال ذلك؟
يا أخي الأمور هناك من يقول لا تعامل بهذه الطريقة، يجب أن يغير العراق خطابه السياسي والدبلوماسي، يفتح عداوات كل يوم مع الكثير من الدول، هناك من يقول يجب أن يعرف، يعني ألا يعرف العراقيون مثلاً عن شخص اسمه (ميكيافيللي) السياسة هي لعبة شطرنج، وليس ردود فعل انفعالية كما يفعل العراق؟
محمد جواد علي: أستاذ فيصل، العراق يدعو إلى حوار، حوار مع الأقطار العربية جميعًا، حوار مع الكويت، حوار مع السعودية إلا أن السعودية والكويت الاثنين يتنصلون من الجلوس مع العراق للحوار، أكثر من هذا الطلب نحن نتحاور ونتكاشف ونحدد من هو المعتدي ومن هو المعتدى عليه، إلا أنهم يصرون على ضرب العراق واستمرار الطائرات وانطلاقها من أراضيهم، ثلاث قواعد عسكرية موجودة في الكويت، وثماني قواعد عسكرية موجودة في السعودية، إذا شو الفائدة من اللقاء؟ نحن ندعو إلى حوار، أين هو الحوار؟
فيصل القاسم[مقاطعاً]: يا دكتور سؤال مهم .. سؤال مهم
محمد جواد علي:هم بدءوا بالحوار؟
عقدوا مؤتمر قبل أشهر في الكويت: مستقبل العلاقات العراقية الكويتية كله كان تهجم على العراق، كله كان اتهام على العراق، هل هو دعوة لحل مشكلة أم لتأزيم مشكلة؟
أستاذ فيصل الكويت هو مو لصالحه أن تبقى العلاقة متأزمة مع العراق، نحن جارين، جارين جغرافيين، والجغرافيا لا تبدل، وهذا شرح للأجيال، جيل عمره عشر سنوات الآن يعاني واللي هيطلع بعد سنة يعاني، الكويت لازم تحذر من الأجيال القادمة..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب يا دكتور سؤال وجيه، يا دكتور لنأخذ بعض المكالمات، أبو بندر من السعودية.
أبو بندر: حياك الله يا دكتور فيصل.
د. فيصل القاسم: يا هلا بك.
أبو بندر: مساء الخير.
د. فيصل القاسم: يا ميت هلا.
أبو بندر: أحيـيك، وأحيي (الجزيرة) بأطروحاتها القومية.
د. فيصل القاسم: شكرًا يا سيدي.
أبو بندر: ويا سيدي بالنسبة لموضوع الجامعة العربية والعراق، فالعراق ما هو دولة مجهولة ولا هو من دويلات أندلس، وأتمنى لو كان في الحوار الدكتور محمد المسفر ليرد على هذا، فالموضوع لا الكويت ولا الخليج العربي كلهم لهم تاريخ مثل العراق، العراق دولة لها تاريخ حوالي يمكن أربعة آلاف أو خمسة آلاف سنة قبل التاريخ، لكن الآن أقول لك: لا يمكن.. لا يمكن الدول العربية تسكت على موت أطفال العراق وأموال العراق وكل شيء للعراق، عشان إيش؟ عشان الكويت؟
الكويت ما هي مشكلة، الكويت خلت (..) ودمروا العراق، والكويت تعرف الآن إنه بعد نضوب البترول هيـبيعوها الأميركان وغير الأميركان (ميكيافللي) وغير ماكو، غير ميكيافيللي، ولكن إحنا عرب، إحنا عرب يا دكتور فيصل اسمعني.
د. فيصل القاسم: طب أخ أبو بندر طرحت الكثير من النقاط، ولدي الكثير من المكالمات، شاكر جدًّا لحضرتك، حسين علي من الكويت تفضل يا سيدي.
حسين علي: مرحبا، مساك الله بالخير دكتور.
د. فيصل القاسم: يا ميت هلا.
حسين علي: شو أخبارك.
د. فيصل القاسم: هلا بيك.
حسين علي: إن شاء الله بخير.
د. فيصل القاسم: يا هلا تفضل.
حسين علي: فيه عندي سؤال للأخ الدكتور محمد، أنا طبعًا عراقي، ولادتي في العراق، وعندي عشت بالعراق أبوي وجدي وكلهم، وقاعد أحكي لك باللهجة العراقية بنفس الوقت.
د.محمد جواد علي: حياك الله أستاذ حسين.
حسين علي: أهلاً وسهلاً دكتور، أنا من الناس اللي انضريت من الحكومة العراقية الحالية لازم نفصل الموضوع نعمله شقين: واحدة الحكومة العراقية، والشق الثاني هو الشعب العراقي.
د. فيصل القاسم: يا سيد حسين علي، يا ريت نبقى بصلب الموضوع لأن الموضوع العراقي موضوع متشعب وطويل جدًّا، هل لديك مداخلة في صلب الموضوع لو تكرمت؟ موضوع العلاقات العربية العراقية إذا صح التعبير.
حسين علي: السؤال اللي أوجهه للدكتور محمد، إنه لازم تكون المصالحة داخل الشعب العراقي، داخل العراق نفسه أول قبل ما يروح، ويريد يصالح الجيران لأنه لحد الآن، أنا ما شفت يوم من الأيام ما عنده مشكلة وي أي جار من جيرانه وشكرًا.
د. فيصل القاسم: طيب شكرًا جزيلاً، الدكتورة عايدة دباس من الأردن.
محمد جواد علي: أطمئنك، العفو، دقيقة، لو تسمح لي.
د. فيصل القاسم: دقيقة يا دكتور، الدكتور عايدة دباس من الأردن تفضلي يا سيدتي.
د.عايدة دباس: السلام عليكم.
د. فيصل القاسم: وعليكم السلام.
د. عايدة دباس: أولاً أود أن أؤكد للدكتور وحيد أنه باسم اللجان الشعبية في الأردن أن الشعب الأردني والشعوب العربية مع العراق، ومع الشعب العراقي وتخجل من تخاذل الحكومات العربية تجاه الحصار على العراق، أحد أسباب إنشاء جامعة الدول العربية هو حل الخلافات العربية-العربية، وهذا أمر لم تقم به جامعة الدول العربية في قضية الخلاف العراقي الكويتي، أو في الدفاع عن العراق في وجه العدوان الغير شرعي والمستمر على العراق من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، والتي تستخدم الأراضي الكويتية والسعودية لاقتراف هذه الجرائم مخالفة ميثاق جامعة الدول العربية، نحن جميعًا نعرف إن العراق طبق جميع قرارات الأمم المتحدة، ودفع أكثر من مليون ونصف شهيد حصار، وأنا أعرف أيضًا أن هذا لن يفيد لأن الأمم المتحدة فعليًّا أداة بيد الحكومة الأميركية، ومن الواضح للجميع أن الجامعة وأمين عامها وقفت، وتقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان الواضح، السؤال هو: بما أنه من الواضح أن جامعة الدول العربية فقدت دورها الحيادي، وأصبحت ردَّات فعلها مطابقة للمواصفات الأميركية، هل يمكن اعتبارها أيضًا أداة في يد الحكومة الأميركية؟ ولصالح من؟
والسؤال الثاني آخذين بعين الاعتبار ردة فعل جامعة الدول العربية تجاه دخول العراق.. الكويت، هل سكوت جامعة الدول العربية عن الاعتداءات اليومية للسعودية والكويت على العراق من خلال السماح للجيش الأميركي باستخدام أراضيها للهجوم العسكري اليومي على العراق، نتيجة التهديد المباشر أو غير المباشر من قبل هاتين الدولتين لسحب الدعم المالي من جامعة الدول العربية؟ وهذا السؤال موجه للدكتور وحيد.
د. فيصل القاسم: للدكتور وحيد لا شك، شكرًا جزيلاً، دكتور وحيد.
محمد جواد علي: أستاذ فيصل عندي مداخلة بسيطة.
د. فيصل القاسم: دقيقة يا دكتور، رجاءً دقيقة دكتور وحيد سمعت الكثير من الأسئلة، يعني أنت تقول إنه لابد للعراق أن يتخذ خطًا أكثر إيجابية، ويبادر ويسلك إلى ما هنالك من هذا الكلام، يقول لك الدكتور -قبل قليل- بأن العراق يريد أن يحاور، يريد أن يصالح، يريد أن يفتح خطًا، لكن الطريقة التي تتحاور بها الكويت والسعودية مع العراق هي بالسماح للطائرات الأميركية بأن تنطلق من القواعد السعودية والكويتية لضرب المدنيين، يعني ثلاثمائة وأكثر من ثلاثمائة قتيل مدني قتلوا بسبب هذه الضربات الجوية الأميركية التي تدمر الأخضر واليابس، هل.. يعني من نلوم؟ من الذي يستفز الآخر؟ من الذي يعتدي على الآخر في هذه الحالة؟
من المتهم بعدم القبول بالحوار؟ هذا من جهة، من جهة أخرى يعني الجامعة العربية لماذا لا تدين الجامعة العربية سماح الكويت والسعودية بانطلاق الطائرات الأميركية من أراضيهما؟ هذا سؤال، يعني سؤال آخر، كيف نجيب على مثل هذا الكلام؟
وحيد عبد المجيد: شوف يا سيدي العزيز، هو الأخ محمد قال من البداية إنه المواقف لا تحُدَّد بالتصريحات، العراق من وقت لآخر يقول إنه يريد حوارًا، ونحن نتمنى أن يكون سلوكه مطابقًا لهذا القول بالفعل، يعني العراق يقول إنه يريد حوارًا، ونحن نؤيده في هذا، ونسعى إلى هذا الحوار بالفعل، ونتمنى أن يأتي الوقت الذي نستطيع فيه كعرب أن ندير حوارًا موضوعيًّا جادًّا بعيدًا عن المهاترات والاتهامات، ولكن السلوك العراقي -كما قلت من قبل- لا يساعد على تهيئة الأجواء و..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: ماذا تريد من العراق؟ ماذا تريد من بلد يتعرض يوميًّا للقصف يعني هناك من يقول بأنه مثلاً.. بس دقيقة شوية..
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: أريد.. أريد فقط ما قلته أنت منذ قليل عندما سألت الأخ محمد إنه كيف يخسر العراق أصدقاءه كل يوم، وضربت مثالاً محددًا بدولة الإمارات العربية المتحدة وأخر مثال، وأخر سلوك عراقي في هذا المجال، هو ده بالضبط اللي بيجيب على السؤال بتاعك.. أنت أجبت على هذا السؤال بنفسك في السؤال السابق للأخ محمد..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: لكن السؤال المطروح.. لماذا الجامعة العربية؟ لماذا لا يكون موقف الجامعة العربية من الكويت؟
محمد جواد[مقاطعاً]: أخ وحيد العراق لم يخسر أصدقاءه! العفو مداخلة بسيطة أستاذ فيصل لأنني أريد أن أوضح.
د. فيصل القاسم: دقيقة.. دقيقة يا دكتور.. طيب.
محمد جواد[مستأنفاً]: يجب أن أوضح للأستاذ وحيد أن العراق لم يخسر أصدقاءه، بالعكس العراق علاقاته الآن أقوى وأقوى من أي وقت مضى، علاقاته مع روسيا، ومع الصين ومع فرنسا، حتى من الأقطار العربية.. راجع علاقات العراق.. راجع علاقات العراق مع سوريا قبل 1990 والآن.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: خلاص هم دول أصدقاؤكم يا أخ محمد، لا تريدون العرب إذن، إذا كان كل ما يهمكم هم الصينيين والروس الذين ينظرون إلى أموال العراق، ويريدون أن يأخذوا أموال العراق خلاص بتبكوا على الوضع العربي ليه؟ إذا كان هُمْ دول أصدقاءكم، ولا تريدون منا شيئًا يبقى أين الانتماء العربي؟
هل أنتم صينيون وروس، أم أنتم عرب يا دكتور محمد؟
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أنا أتكلم.. أنا أتكلم أيضًا عن علاقاتنا أيضًا مع الدول العربية، علاقاتنا أيضًا مع الدول العربية، علاقاتنا مع مصر الآن أقوى أقوى علاقات.. لا اسمح لي أستاذ وحيد.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: أين ما تحدثت عنه الست حميدة منذ قليل عن دول الضد، قالت كانت هناك دول ضد من عشر سنوات، أين ذهبت دول الضد هذه الآن، كان فيه الأردن؟ كان فيه منظمة التحرير الفلسطينية، كان فيه اليمن، كان فيه السودان، كان فيه سبع أو ثماني دول عربية متعاطفة مع العراق، واتخذت مواقف ضد السياسات الكويتية أين هم الآن؟ خسرهم العراق وبيخسر كل يوم.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: اسمح لي أستاذ وحيد العلاقات العربية أيضًا تعمقت، تعمقت العلاقات العراقية العربية من عشر سنين إلى الآن، علاقاتنا مع سوريا، علاقاتنا مع مصر، علاقاتنا مع المغرب، علاقاتنا مع اليمن، مع قطر، مع الإمارات، مع جميع الأقطار العربية وما تزال علاقاتنا وثيقة جدًّا مع أكثر الأقطار العربية، حتى مع مصر.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: دولة الإمارات العربية المتحدة هي آخر من يريد العراق أن يخسرها، لأنه عينه على الصين.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: ليه هانخسرها، أخ وحيد ليش هنخسر علاقتنا مع الإمارات؟
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: عينكم على الصين، وعلى روسيا، والصين وروسيا لم يفعلوا شيئًا من أجلكم يعني أريد أن أؤكد لكم هذا، إذا ظننتم أنكم تستعيضون عن الوضع العربي بالصين وروسيا ستخسرون أكثر، صدقني، أعطوا فرصة للحوار، عندما بدأت الحملة على الجامعة العربية سمعنا أن العراق سيوفد الدكتور.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أستاذ وحيد.. أستاذ وحيد الحصار لا يرفع أبدًا بالسلام، الحصار لا يرفع إلا بقوة عراقية.
د. فيصل القاسم: دقيقة يا دكتور.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: سمعنا أن العراق سيوفد الدكتور نبيل نجم وكيل وزارة الخارجية العراقية إلى القاهرة لإجراء حوار مع الجامعة، مع عصمت عبد المجيد، وتفاءلنا كثيرًا بهذا لأن نبيل نجم نعرفه جيدًا، ونعرف أنه هادئ وأنه موضوعي، ويستطيع فعلاً أن يحقق تقدمًا في الحوار، لم يأتِ الدكتور نبيل، لو كان قد أتى فعلاً قبل اجتماع مجلس الجامعة الأخير لكنا وفرنا ما حدث فيه، ووفرنا أسابيع من الاتهامات والمزايدات التي لا معنى لها، ومع ذلك لم يأتِ نبيل نجم رغم أنه يعرف الوضع جيدًا في الجامعة العربية، ويفهمه جيدًا، وكان يستطيع أن يصل إلى نتيجة ممتازة، مع ذلك لم يأتِ نبيل نجم، لماذا لم يأت لحل المشكلة؟ أليس هذا تراجعًا عن الحوار؟
إحنا لما سمعنا نبيل نجم جاي تفاءلنا فعلاً، قلنا أن العراق يخطو خطوة فعلاً مهمة، وكنا نريد فعلاً نبيل نجم يأتي، لكنه لم يأت لماذا؟
د. فيصل القاسم: دكتور سأعطيك المجال.
محمد جواد علي: أستاذ وحيد معي مؤشرات، ما هي مؤشرات تحسن العلاقات العراقية العربية لحظة، لحظة اسمح لي.
د. فيصل القاسم: يا دكتور سأعطيك المجال.
[موجز الأخبار]
د. فيصل القاسم: دكتور وحيد عبد المجيد أريد أن أنتهي من هذه النقطة، أريد جوابًا يعني مختصرًا عن هذا الكلام إنه: ماذا فعلت الجامعة العربية بخصوص الضغط مثلاً على البلدان التي تسمح للطائرات الأميركية بالانطلاق من أراضيها؟
هذا سؤال، السؤال الآخر: كيف تفسر أن علاقة العراق بالجامعة العربية أو بالأمين العام للجامعة العربية علاقة متوترة في معظم الأحيان -وشاهدت الملاسنات الأخيرة- وأن هذه العلاقة تتسم بكثير من الحميمية بين الجامعة والكويت إلى حد أن ماجد الشاهين وكيل وزارة الخارجية الكويتية وصف الأمين العام للجامعة العربية بأنه أفضل من تولى هذا المنصب، كيف ترد؟
هل هي قضية صدفة يعني؟
وحيد عبد المجيد: أولاً الجامعة العربية أو الأمانة العامة للجامعة العربية لا تستطيع الضغط على أي دولة، وإلا كانت ضغطت على العراق من قبل كي لا يغزو الكويت، أو كي ينسحب من الكويت قبل أن تحدث الكارثة، لو كانت الأمانة العامة تستطيع الضغط لكان الوضع العربي كله تغير، وبالتالي لا يستطيع أحد في الجامعة العربية، لا الأمين العام، ولا الأمانة العامة الضغط على أي دولة من الدول حتى لو كانت أصغر دولة عضو في الجامعة.
د. فيصل القاسم: طيب، كيف تفسر هذا التناقض بين المواقف بين البلدين؟
وحيد عبد المجيد: نعم هذا أفسره تفسيرًا بسيطاً وهو ذكاء كويتي، في مقابل عدم قدرة العراق على..
فيصل القاسم[مقاطعاً]: التعامل السياسي.
وحيد عبد المجيد: التعامل السياسي، إنه العراق تغيب عنه السياسة أحيانا، وربما في معظم الأحيان، يعني ربما حتى عندما تكون هناك سياسة خاطئة يمكن إصلاحها، لكن عندما لا تكون هناك سياسة على الإطلاق يحدث تخبط، فمرة يخبط هنا، ومرة يخبط.
د. فيصل القاسم: يعني ليس هناك سياسة في العراق؟
وحيد عبد المجيد: لا، لا توجد سياسة في العراق، وأدعو الأخ محمد، طبعًا أنا أعرف إنه أحد لا يستطيع أن ينصح القيادة العراقية، والإخوة هناك نقدر ظروفهم، ونعرف المعاناة التي يعانونها، لكن نريد من القيادة العراقية أن تنتهك سياسة، لا أن تغير سياستها، لأن ليست لديها سياسة في الحقيقة، إنما مرة بتخبط في مصر، مرة تخبط في سوريا، مرة تخبط في الكويت، مرة تخبط في إيران، مرة توقع اتفاق مع إيران تـتنازل فيه عن جزء من الحقوق العراقية والعربية، ومرة أخرى تشن عدوانًا على إيران، مرة تهاجم سوريا، مرة.. يعني هذا التخبط نتيجة غياب سياسة، الإخوة في الكويت أكثر ذكاءً، بيتعاملوا مع الوضع، الوضع الآن في مصلحتهم بيديرونه للحفاظ عليه، وهو وضع لا ينبغي الحفاظ عليه، فعلاً وضع ينبغي تغيـيره، الوضع العربي بأكمله، لكن الإخوة في الكويت يريدون الحفاظ على هذا الوضع، ويتعاملون بشكل أكثر ذكاءً.
فيصل القاسم[مقاطعاً]: أنت تقول.. أنت تقول أن الكويت أكثر ذكاءً، العراق يتهم الكويت.. العراق يتهم الكويت بأنها تمول الطلعات اليومية التي تضرب العراق، ويقولون أنها تدفع أكثر من خمسة عشر مليار دولار سنويًّا بطيب خاطر من أجل إدامة العدوان على العراق، هذا كلام العراق.
وحيد عبد المجيد[مقاطعاً]: نعم، هذا موقف مرفوض طبعًا، هذا موقف مرفوض، وبالفعل يعني أنا شخصيًّا ضد هذا الموقف الكويتي، لكن كل ما يحدث الآن هو نتاج ما حدث في أغسطس 1990م، يعني نتاج رفض العراق حل الأزمة قبل أن تحدث الكارثة، الوجود الأجنبي الأميركي اللي الموجود في المنطقة هو وجود مرفوض، لكن من الذي أتى به؟
الذي أتى به هو الغزو العراقي للكويت، الكويت مستفيدة من هذا الوضع، ونحن نريد للعراق أن يساعدنا على تغيير هذا الوضع.
محمد جواد علي[مقاطعاً]: أستاذ فيصل، لو تسمح.
فيصل القاسم[مقاطعاً]: يا دكتور علي.. يا دكتور علي دقيقة يعني كما سألت هنا أريد أن أسال في الطرف الآخر، يا دكتور هناك من يقول بأن افتعال العراق لهذه الحرب الكلامية الآن مع بعض الدول العربية ومع الجامعة العربية يخدم في واقع الأمر إسرائيل بالدرجة الأولى، وقد سمعنا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يقول: بأن ما يفعله العراق الآن من استفزازات ومهاترات هو في نهاية المطاف يحول أنظار العالم بأكمله عن القضية الرئيسية ألا وهي قضية القدس والقضية الفلسطينية، ويُدخل العالم العربي في منازعات جانبية، كيف ترد على هذا الكلام؟
محمد جواد علي: نعم، العراق ما له دخل بهذه المسألة، أكو هناك مسألة مهمة: إسرائيل أو الكيان الصهيوني هو الشيء اللي يريده عبر الولايات المتحدة، وعبر ضغوطاتها تطبقها في المنطقة، العراق اعتراض، أو عارض أي دولة عربية، أو اختلف مع أي دولة عربية، أو بحث قضيته، أو طرح قضيته ما الذي يقدم أو يؤخر من غلو إسرائيل وفرضها لحلولها على المنطقة العربية؟ لا يكون العراق هو شماعة للتعليق إلى أي مشكلة عربية إن سببها هو العراق.
أحب أن أوضح للأستاذ وحيد: إنه لماذا هذه المقارنة بين العراق … نجاح الكويت وفشل العراق في السياسة حسب ما يطرحها، لأن الكويت أكثر تآمرًا، والعراق أكثر مبدئية وإيمانًا بقضيته القومية، لهذا السبب هناك فرق بين العراق والكويت، إضافة إلى هذا الأخ السائل من الكويت العراقي مع تحياتي إليه وتحياتي لكل عراقي، أحب أن أطمئنه إن الجبهة العراقية الداخلية جبهة متماسكة وقوية، حتى إن الولايات المتحدة في وضعها للحصار على العراق غامرت بذلك حينما وضعت تاريخ محدد بحدود سنتين إلى ثلاثة سنوات لتبديل وإسقاط النظام في العراق، الآن الولايات المتحدة في ورطة، هو كيفية الخروج من مأزق الحصار على العراق، مع وجود تماسك جبهة داخلية قوية مع النظام في العراق، لأن هم كل ما زاد غلهم مع العراق، وزاد ضربهم مع العراق، العراقي يزيد تماسكًا، وهي حقيقة، هي حقيقة مسلم بها، يمكن يمارسوها بغير أقطاب وبغير بلدان بالعالم.
إضافة إلى هذا ما طرحه الأستاذ وحيد حول العلاقات العراقية مع الدول العربية، لأ، العراق تطورت علاقاتها مع أكثر الأقطار العربية من عام 90 إلى اليوم، ومؤشر تطور العلاقات هو بتطور العلاقات الاقتصادية، تطور العلاقات الاقتصادية مع سوريا، تطور العلاقات الاقتصادية مع الأردن وتطور العلاقات الاقتصادية مع لبنان، مع المغرب، حتى مع مصر كانت العلاقات الاقتصادية، التبادل الاقتصادي قبل التسعين هو ثلاثين مليون دولار مع قمة التعاون العراقي المصري في مجلس التعاون العربي، هل تعلم الآن مدى التبادل التجاري بين العراق ومصر؟
إلى أي حجم وصل؟ إلى مليار دولار من طرف واحد، من جهة مصر المستفيدة، ألم تكن هناك علاقات وثيقة الآن مع مصر؟ لا نضع شرخ بين العلاقات العراقية المصرية باسم جامعة الدول العربية أو باسم أمينها، لأ، علاقتنا وثيقة مع أكثر الأقطار، مع أقطار الخليج، مع قطر، مع البحرين، مع الإمارات، مع عُمان، الآن أكو خلاف عراقي إماراتي، هذه سحابة صيف ستزول، علاقتنا وثيقة والسفارات والتبادل الدبلوماسي بين الطرفين موجود الآن، ورُفع العلم العراقي في الإمارات، فهي سحابة صيف، غمامة ستزول بكل بساطة، لا نؤجج المواقف، هذا موقفنا إحنا كعراق.
[فاصل إعلاني]
د. فيصل القاسم: دكتور عبد المجيد أعتقد كلام مهم، يعني وإذا نظرنا إلى الجانب الاقتصادي وهو الأهم أعتقد، هناك معطيات على أرض الواقع.
وحيد عبد المجيد: الحقيقة يعني إذا كان الأخ محمد يرى إنه بعد عشر سنوات من الأزمة إنه تظل علاقات العراق مقطوعة مع هذا العدد من الدول العربية، وإنه يحدث فقط تطور في العلاقات الاقتصادية نتيجة مشاركة بعض الدول العربية في برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء، إذا كان يرى أن هذا هو يعني منتهى الأمل في العلاقات العراقية العربية فهذا في الحقيقة يمثل صدمة لنا، لأننا كنا نتصور إنه بعد هذه الفترة الطويلة تكون كل الخلافات، ويكون الصدع الذي ترتب على أزمة الخليج الثانية قد تم رأبه، لكن أن يبقى التطور في العلاقات العراقية العربية في هذه الحدود الضيقة اقتصاديًّا، في الوقت الذي يقل تعاطف الدول العربية التي كانت متعاطفة مع العراق أصلاً وهو معتدي، يقل تعاطفها معه عندما أصبح العراق معتديًا عليه وهي ما كان يسمى بدول الضد كما كانت تسميه الكويت بدول الضد، أظن أن هذا أمر يحتاج إلى مراجعة، وإذا كان الأخ محمد بيرى إنه المشكلة مع العراق هي سحابة صيف، فلماذا تخلق سحابة الصيف أصلاً؟
يعني لماذا تخلق سحابة الصيف، ثم تسعى إلى إزالتها، وتبذل جهدًا في إزالتها بعد ذلك؟ لماذا خلقتها من الأصل؟ يعني أنت اختلفت مع خطاب ألقي في قمة الألفية باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، هل هذا الخلاف يستحق كل هذه الاتهامات؟ وأنه جاهل وغافل وإلى آخره، أم إنه من السهل أن يوجه إليه الانتقاد، إلى الإخوة في الإمارات؟
د. فيصل القاسم: أو معاتبة.
وحيد عبد المجيد: أو معاتبة أو حوار، يُستأنف الحوار،والقنوات أصبحت موجودة، والعلاقات أعيدت بين الإمارات والعراق، وكان هذا هو ما يفعله مع الدولة الوحيدة التي أعادت علاقتها مع العراق منذ سنة 90.
د. فيصل القاسم: وهذا ما عاد إليه وهذا ما دعا إليه في الواقع، يعني دعت إليه صحيفة "بابل" دعت إلى استخدام الحنكة الإنكليزية، لا ندري إذا كانت ستستخدم الحنكة الإنكليزية من الآن فصاعدًا.
وحيد عبد المجيد: نرجو إن الأخ محمد وإخوانه هناك يحاولوا أن ينصحوا بهذا يعني.
د. فيصل القاسم: طيب السيد الدكتور زياد الآلوسي من سوريا تفضل يا سيدي.
زياد الآلوسي: مساء الخير.
د. فيصل القاسم: يا هلا.
زياد الآلوسي: عندي مداخلة أحب إنه.
د. فيصل القاسم: تفضل يا سيدي، تفضل.
زياد الآلوسي: أولاً: المداخلة تتكون من جانبين، الجانب الأول: يجب أن نؤكد، ونعترف بأنه كل القضايا التي دارت هي من قِبَل صدام حسين هذا جانب.
الجانب الآخر: بالنسبة إلى الجامعة العربية، الجامعة العربية حقيقة طيلة هذه الفترة، العشر سنوات، طيلة العشر سنوات لم تفعل شيئًا على الإطلاق للعراقيين، لا يوجد غير تصريحات كلام في كلام، لا يوجد برنامج عملي
عصمت عبد المجيد هذا الرجل إنه يمثل السياسة، السياسة المصرية، السياسة المصرية على طول الخط كانت دائمًا تعلن وتعلن بإعلانات مع الشعب العراقي ماذا فعلت للشعب العراقي؟
لم تفعل شيئًا، حقيقة هذه الإعلانات وهذه المقولات بالنسبة للمصريين كان الهدف منها إقامة علاقات تجارية مع العراق وحقيقة كانت بحدود أربعمائة مليون دولار، العلاقات التجارية، حاليًا زادت أكثر من مليار دولار، وتصل إلى مليارين دولار، هذه هي الاستفادة هي عمليًّا أنه ذر الرماد في عيون الناس وإقناع الناس بأنه موقف مصر إنه هكذا وعصمت عبد المجيد هذا الرجل قد مثل السياسة المصرية فعلاً، إنه من خلال الجامعة العربية، والجامعة العربية لم تقم على الإطلاق بأي شيء تجاه الشعب العراقي الذي يعاني طيلة هذه العشر سنوات من الألم والموت والحرمان.
هذه يا أخي مسألة إنسانية يجب على كل إنسان إذا كانت إرادة حقيقية يجب أن يكون هذا البرنامج العملي إزالة هذا الحصار، لأن الحصار بالأساس لم يضر إلا الشعب العراقي، الشعب العراقي هو المتضرر، فإذا كانت نيات حسنة عند الموجودين في الجامعة العربية اتجاه هذا الشعب العراقي، الذي يعرفون المعاناة تمامًا.
د. فيصل القاسم: طيب يا دكتور.
زياد الآلوسي: اسمعني، الرجاء أن أكمل.
د. فيصل القاسم: يا دكتور، كي لا تكرر نفس الكلام اللي قيل قبل قليل يعني، أريد كلامًا جديدًا.
زياد الآلوسي: هذا الكلام إنه يجب على العرب، وعلى الجامعة العربية أن تتخذ موقف وبرنامج عملي لإزالة الحصار عن العراق لأنه أصبحت المسألة مسألة أكبر من هذا، شعب قاعد يموت، شعب عشرين مليون، إن إنسان قد مات، بدأ ينهار والبنية التحتية انهارت.
فيصل القاسم[مقاطعاً]: يا دكتور هذا الكلام قيل أكثر من مرة خلال هذه الحلقة، والدكتور وحيد عبد المجيد أجاب عن مثل هذا الكلام بأن الجامعة يعني ليست هي كل شيء وهي عبارة في نهاية المطاف عن تجمع، هل لديك أي شيء آخر؟
زياد الآلوسي: هذا هو الذي اللي أريد أن أؤكد عليه إن الجامعة العربية حاليًا تمثل سياسات إنه مصر، وسياسات إنه دول الخليج التي تريد تحطم العراق، وتريد إنهاء العراق، و يبدو لي أن الدكتور عصمت عبد المجيد كأنما يريد يثأر من قمة بغداد التي عزلت مصر بعد مؤامرة (كامب ديفيد) التي حدثت في أميركا، هذا شيء، وطبعًا إحنا لا نريد ندخل في كثير من هذا، إن العراق له امتداد حضاري، ويجب أن يعود إلى الصف العربي، لكن أنا أؤكد لك أن مشكلتنا ذات شقين: الشق الأول: إنه الذي قلت به إنه معاناة من قبل الدولة، والشق الثاني: إنه العرب يجب أن يكسروا هذا الحصار يا أخي يا دكتور، بالنسبة إن الحصار الدولي اللي كان على ليبيا، من الذي كسره؟
د. فيصل القاسم: كسره الأفارقة الفقراء.
زياد الآلوسي: الأفارقة، وماذا فعلت أميركا؟ وماذا فعلت أميركا؟
لم تفعل أي شيء، إنه هكذا العرب يجب أن ينـتفضوا، الأفارقة لا تمت لليبيا بأي شيء، نحن عرب إخوة في الدم، وفي كل شيء وفي المصير.
د. فيصل القاسم: طيب يا دكتور.
زياد الآلوسي: يجب أن يكونوا كالأفارقة، ويكسروا هذا الحصار، لأن الشعب هو المتضرر الأول، لو كانت إنه الدولة هي المتضررة لا نقول هذا.
د. فيصل القاسم: شكرًا جزيلاً يا دكتور، هذا الكلام قيل أكثر من مرة، دكتور تريد أن تجيب عليه أموجه لك؟
وحيد عبد المجيد: هو يبدو الأخ زياد لا يتابع السياسات العربية جيدًا، ولا يعرف إنه طوال السنوات العشر السابقة، وبالذات خلال الست سنوات الأخيرة كانت كثير جدًّا من السياسات العربية والتحسن الذي حدث في السياسات العربية كان نتاج التنسيق المصري السوري، وبالتالي فإذا كان يرى أن السياسة المصرية كما وصفها فهذا ينطبق بالدرجة الأولى على السياسة السورية، وعليه أن يقول لحكومته هذا الكلام لا يقوله لنا هنا، لأن سوريا كانت شريكة مشاركة كاملة في كل ما حدث على مدى السنوات الماضية.
النقطة الثانية: إنه الحقيقة أنا عايز أنبه إلى النزعة القطرية الشعوبية الشديدة التي ساهمت تاريخيًّا في إضعاف الأمانة العامة للجامعة العربية، وهي القول بأن الأمين العام للجامعة مصري، هذه نزعة غير عروبية، مضادة للعروبة، وهذه النزعة بسبب رفض عدد من الدول العربية لأن يكون الأمين العام للجامعة مصريًّا، اتبعت سياسات منظمة لإضعاف الأمانة العامة، ولتخريب الجامعة العربية بأكملها، وعلينا أن نكف عن ذلك، وينبغي إن الأخ زياد يدرك هذا، نحن الآن في مرحلة نريد أن نعيد فيها بناء الجامعة العربية نريد أن ندعم الأمانة العامة، ومثل هذا الكلام في الحقيقة لا يُلحق إلا مزيد من الضرب للأمانة العامة للجامعة العربية، والمطابقة بين الجامعة العربية ومصر في الحقيقة ليس لها أساس، ومن يقول ذلك لا يعرف شيئًا عن حقيقة العلاقات العربية.. العربية، فضلاً عن الضرر الشديد جدًّا والنزعة الضيقة اللي تـثير الألم في الحقيقة في هذا الكلام.
د. فيصل القاسم: طيب، يا دكتور، دكتور علي تفضل.
محمد جواد علي: أستاذ فيصل ما يُؤسف له في حديث الأخ السوري أحب أن أوضح له إن الإرادة لدى القيادات العربية هي إرادات مسلوبة، إرادات تُوجه من خارج البلدان العربية، وبالذات نحن في عالم الأحادية القطبية من الولايات المتحدة، الولايات المتحدة توجه كل القرارات، وهي التي تقرر حتى أن الاجتماع التشاوري اللي انعقد عام 99 وصدر عنه البيان، أتصور إنه الولايات المتحدة وبريطانيا ترحب بالنتائج وبالبيان، تؤيد البيان، فبهذا الشكل العرب هم مسلوبي الإرادة، ما عندهم إرادة، لا يمتلكون هذه الإرادة، نحن محتاجين إلى وقفة حقيقية، إلى ثورة مع أنفسنا حتى نقف موقف عربي واحد أمام مشكلاتنا، مو بس المشكلة العراقية، المشكلة الفلسطينية.
د. فيصل القاسم: طيب يا دكتور، يا دكتور.
محمد جواد علي: أستاذ قاسم.. أستاذ قاسم أضرب لك مثل واحد، اجتمعوا في اجتماع كامب ديفيد، الرئيس المصري يروح للسعودية، الولايات المتحدة تنتقد زيارته، وتوجه إليه التوبيخ لكونه زار السعودية أثناء انعقاد المؤتمر أين هو مؤتمر القمة العربية؟ لماذا يؤجل، ولا يعقد؟
د. فيصل القاسم: للأسف الشديد ما عاد لدي وقت، شكرًا جزيلاً يا دكتور، للأسف الشديد لم يبقَ لديَّ وقت، أود أن أشكر عشرات الفاكسات التي انهمرت على البرنامج، يعني الكثير منها متناثر أمامي شكرًا جزيلاً، وأعتذر بسبب ضيق الوقت.
مشاهدينا الكرام لم يبقَ لنا إلا أن نشكر ضيفينا الدكتور وحيد عبد المجيد (رئيس تحرير التقرير الإستراتيجي العربي)، ومن بغداد الدكتور محمد جواد علي (مدير مركز الدارسات الدولية في جامعة بغداد)، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين، هاهو فيصل القاسم يحيـيكم من الدوحة، إلى اللقاء.