مراكز البحوث والدراسات الغربية
مقدم الحلقة: | فيصل القاسم |
ضيوف الحلقة: | سعد جبار/ المستشار في المعهد الملكي البريطاني للشؤون لدولية فيصل جلول/ كاتب صحفي وباحث |
تاريخ الحلقة: | 08/06/2004 |
– مصداقية مراكز البحوث الغربية
– استقلالية مراكز الأبحاث عن الحكومات
– التقارير البحثية الملفقة
– تقارير التنمية البشرية
– ثقافة البحوث والدراسات العربية
فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام، ألم تفقد مراكز البحوث والدراسات الغربية مصداقيتها بعد الغزو الأميركي والبريطاني للعراق بعد أن كانت تدّعي بأنها رمز الموضوعية والنزاهة والتحليل العلمي؟ لماذا أصبح معظمها عبارة عن مطية تستخدمها الحكومات الغربية لتمرير سياستها الاستعمارية البغيضة في منطقتنا؟ ألم يتبين أنه كان هناك تواطؤ مفضوح بين مراكز البحوث والدراسات والحكومتين الأميركية والبريطانية مثلا؟ ألم يصدر بعضها تقارير مضللة وكاذبة لتبرير الغزو الأميركي والبريطاني للعراق؟ ألا يعتبرون أن أحد أهم مهام أجهزة الاستخبارات الغربية هو وضع الدراسات والبحوث والتقارير كي تساعد صانعي القرار في اتخاذ قراراتهم؟
ألم تُمنى الاستخبارات بفشل ذريع بعد أن قدمت تقارير مغلوطة وكاذبة حول أسلحة الدمار الشامل في العراق؟ كيف نصدقها بعد أن ذاب الثلج وبان المرج؟ أليس حريا بنا أن نؤسس مزيدا من المراكز الوطنية وندعم الموجود منها ونتوقف عن التعامل مع كل ما يصدر عن المراكز الغربية كما لو كان كلاما مقدسا؟ لكن في المقابل أليس من الإجحاف الشديد وضع كل المراكز الغربية في سلة واحدة؟
ما ذنب المراكز المحترمة إذا كانت الحكومتان البريطانية والأميركية اعتمدتا على مراكز دراسات وبحوث متواطئة معها؟ أليس من الخطأ الاعتقاد بأن كل المراكز الغربية عبارة عن أدوات في أيدي أجهزة الاستخبارات ومراكز القوى الحاكمة؟ هل يمكن الاعتماد على مراكز البحوث والدراسات العربية الهزيلة؟ هل تؤمن حكوماتنا أصلا بمراكز البحث التي تعتبر العقل المسيرة للدول الغربية؟ أليس معظم مراكزنا عبارة عن أذرع مفضوحة لأجهزة المخابرات الهدف منها ليس خدمة المجتمع بل خدمة الأنظمة؟ لماذا يستثمر العرب في كل شيء إلا في البحث والدراسة كم مركز لدينا مختص بالدراسات الأميركية مثلا؟ لماذا نتهم أميركا بأنها تتدخل حتى في نومنا بينما ليس لدينا مركز واحد للدراسات الأميركية؟
أسئلة أطرحها هنا في لندن على سعد جبار المحامي الدولي المستشار في المعهد الملكي الأميركي البريطاني للشؤون الدولية نائب مدير مركز دراسات شمال أفريقيا بجامعة كامبردج وعلى فيصل جلول الكاتب الصحفي والباحث سابقا في معهد الإنماء العربي صاحب العديد من المؤلفات وسينضم إلينا لاحقا السيد خير الدين حسيب رئيس مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت والسيد ضياء رشوان من مركز دراسات الأهرام، نعود إليكم بعد هذا الفاصل.
[فاصل إعلاني]
مصداقية مراكز البحوث الغربية
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس، لو بدأنا مع سعد جبار، سعد جبار أنت تعلم أن أكثر ما تتفاخر به الدول الغربية هو مراكز البحوث والدراسات وما يسمى بالـ(Think tanks) والدول الغربية أنت تعلم يعني مشهورة بها وهي تعتبر العقل المسير والمدبر للحكومات الغربية تشارك في صناعة القرار تضع الدراسات إلى ما هنالك لكن هناك من يقول بأن كل هذا المجد الذي بنته كمراكز الدراسات الغربية والبحوث قد سقط بعد الغزو الأميركي والبريطاني للعراق أنت لاحظت وقعت هذه المراكز في أخطاء تحليلية ومعرفية فادحة زد على ذلك أنها كشفت عن وجهها المتواطئ بشكل مفضوح مع الأنظمة الغربية كيف ترد؟
” نوعان من المعاهد والمراكز: الأول يقدم دراسات وتحليلات موضوعية ولا يحرص على إسماع الحكومات ما تريد سماعه وإنما يسعى وراء الحقيقة، والآخر يحرص على إرضاء الحكومة ويبرر لها ما تقوم به ” سعد جبار |
سعد جبار: هذا سؤال هام نعم هنالك بعض المراكز التي وقفت إلى جانب الغزو وقدمت كل مبررات هذا الغزو ولهذا يجب أن نميز ونفرق بشكل جدي لأن الموضوع في غاية الأهمية وأنا أشكر الجزيرة على مناقشتها لهذا الموضوع، هنالك نوعان من المعاهد والمراكز, مثلا المعهد البريطاني الملكي للشؤون الدولية أقدم معهد في العالم الغربي هذا لا يقدم للحكومات الرأي والحكم بل يقدم دراسات وتحليلات وتعليقات موضوعية ولا يُسمِع الحكومة ما تريد أن تسمعه تستفيد منه الشركات السفارات العربية والأجنبية كلها أعضاء فيه كلية بشفافية.
المشكلة الأساسية في قضية العراق هنالك نوع آخر من مراكز البحوث التي تقدم نفسها وكأنها تتميز بالموضوعية والشهرة والمصداقية التي تتميز بها مراكز مثل المعهد البريطاني للشؤون الدولية وكذلك مجلس العلاقات الخارجية في أميركا لكن لديها برنامج ومشروع خاص في أميركا بالذات مَن قدم المبررات والرأي القانوني والسياسي لغزو العراق مجموعة تُدعى المحافظون الجدد من مراكز تُعرّف أساسا أنها تؤمن إيمانا مطلقا بأنه يجب الحفاظ على إسرائيل وأن أميركا وإسرائيل ترتبطان بقيم مشتركة ألا وهي الديمقراطية والإيمان بالله والحداثة بينما العالم العربي يعتبر مصيبة ويجب البدء في تدمير نظام بعد الآخر أي إتباع نظرية التدمير وإعادة البناء لهذه الدول طبقا للنظرية الأميركية التي تقول إن أردت أن تمتلك شيئا عليك بتدميره وإعادة بنائه..
فيصل القاسم [مقاطعاً]: كما يفعلون الآن في العراق.
سعد جبار [متابعاً]: ثم نقيم نظاما ديمقراطيا يقبل بالدور الرئيسي لإسرائيل، هنا على المفكرين العرب والغربيين أن يدركوا شيئا أساسيا ألا وهو أن هذه النخبة من المفكرين والتي يقودها أبرز أعضائها هو ريتشارد بيرل الذي كان رئيسا لمجلس الشؤون الدفاعية والمجلس الاستشاري للشؤون الدفاعية التابع للبنتاغون كيف يؤسسون من الناحية الفكرية يرون بأنه على المحافظين هؤلاء المحافظين وأنا أقولها بصراحة معظمهم إن لم يكن كلهم من اليهود صهاينة يؤمنون بالتحالف مع الأصولية المسيحية الأميركية ولهذا نقول يجب أن نبين أن مصدر القرار أو مصدر الإيحاء ومصدر الروحانيات للرئيس بوش وتابعه بلير لأسبابه كانت هذه المجموعة وأقول لك المعهد الملكي البريطاني معهد الشؤون الدولية كان أعضاؤه ضد غزو العراق وتم تصويت داخل المعهد.
عندما جرت مناظرة في محاضرة عامة حضرها من يؤيد ومن هو ضد العراق من النخبة البريطانية السياسية والديبلوماسية والاقتصادية ورجال المال والأعمال وإلى أخره وكانوا ضد غزو العراق ثم بعد غزو العراق جرت مناظرات أخرى للتبرير القانوني لغزو العراق فكان الحاضرون أيضا صوتوا ضده والأكثر من ذلك أن المستشارة القانونية في وزارة الخارجية البريطانية استقالت وهذه حدثت لأول مرة منذ حرب السويس استقالت احتجاجا على عدم شرعية غزو العراق وهي الآن بمعهدنا رئيسة قسم القانون الدولي وعليه نحن نقول إذا كان هنالك خوف من الأصولية في الدول المتخلفة دولنا متخلفة بالنسبة للأميركية يخشون من الأصولية التي تتحرك بالـ(Manual) يعني بالديزل بالمازوت بينما هنالك أصولية خطيرة متحالفة مع الصهيونية وهي ببلد أكبر بلد في العالم أكبر قوة في العالم ويمكن هذا هو الخطر الأصولي الحقيقي على العالم لذلك يجب أن ننبه إليه إنما أختم احتراما لك واحتراما للوقت بالقول المعاهد ذات المصداقية والشهرة الدولية محللوها وكتابها ومستشاروها كانوا ضد غزو العراق وحتى لما تم الغزو طالبوا الحكومتين الأميركية والبريطانية إن كان لهم برنامج لإعادة بناء العراق والهيكلة فلم يجدوا شيئا بل أنهم هؤلاء المحافظون الجدد كانوا يطالبون بتدمير سوريا وبتدمير إيران لخلق ماذا شرق أوسط وكأن هذه هي الكارثة الآن التي يجب على المفكرين..
فيصل القاسم: يعني تصرفت يمكن القول أن الحكومتين البريطانية والأميركية تصرفتا على غير العادة كالحكومات العربية بدون برنامج بدون دارسات بدون..
سعد جبار: بالضبط اسمح لي أقولك هذا هو بيت القصيد نعم اسمح لي شوف النقطة الأساسية في هذا كله هنالك جنون العظمة الذي قاد صدام والذي أدى ببلاده إلى الهلاك والكارثة فهو نفس جنون العظمة الذي كذلك أصاب الرئيس بوش ومن ورائه بلير لأنهم لم يستمعوا إلى صوت العقل وللخبراء وللذين يعرفون المنطقة وللذين يعرفون تاريخ العراق.
فيصل القاسم: كلام جميل تماما فيصل سمعت هذا الكلام، فيصل جلول سمعت هذا الكلام يعني المشكلة ليس في معاهد البحوث والدراسات بل المشكلة تكمن في أن الحكومتين البريطانية والأميركية لم تستمعا إلى مراكز البحوث إذاً لماذا نحن نتهم هذه المراكز ونخونها وإلى ما هنالك من هذا الكلام؟
فيصل جلول: يعني المشكلة بنظري بعمقها في مراكز الأبحاث وليست في قرارات الحكومات وأنا أتمنى أن نناقش الموضوع بعيدا عن الحدث العراقي لأن الموضوع أعمق بكثير من الحدث العراقي..
فيصل القاسم: بالضبط نحن ننطلق من الحدث العراقي كي نربطه فيه.
فيصل جلول: في كلية لندن للدراسات الشرقية والأفريقية شعار شهير يقول المعرفة قوة، في حملة نابليون بونابرت على مصر اصطحب معه جيشا من المثقفين عازف بيانو عشر اختصاصيين في الأدب العربي 35 ألف جندي وحوالي مائة مثقف لماذا؟ لأنه السيطرة بالعقل الغربي منذ حملة نابليون ومما بعد حملة نابليون تقوم على شيئين؛ على السلاح الفعلي العادي العسكري وسلاح المعرفة أن يخطئ هذا المركز وأن يصيب في تحليل قضية مثل قضية العراق أن يقدم هذا المركز دواعي للغزو فاشلة هذا تفصيل لكن عموما مراكز الأبحاث في الغرب لديها مهمة واحدة هي خدمة هذه الدول بطرق وأشكال مختلفة قد يكون هناك باحث تافه قدم بقضية العراق رأي متسرع لخدمة إسرائيل وهذا شيء صحيح وهذا يلبي أساسا ما تريده الحكومات وهذا يعبر عن ارتباط وثيق بين هؤلاء الباحثين وبين مراكز الأبحاث وبين الحكومات ومواكبتهم لسياسة هذه الحكومات أعطيك مثال من فرنسا حتى ما نظلنا بأميركا يعني باحث في الإسلاميات اسمه أوليفيير وا معروف شهير في العالم العربي لديه تلاميذ والذي أعلن يعني ما يعرف باسم فشل الإسلام السياسي هذا الرجل قبل غزو أفغانستان أدلى بعدة آراء من ضمنها كيفية التعامل مع القبائل أن تُدفَّع فلوس لهاى القبيلة وفلوس لهاي القبيلة بينقسموا بيجوا على يعني القوات الأميركية بيصيروا أصدقاء هكذا حصل بالفعل إذاً هناك معرفة تُوظَّف في خدمة الغزو وفي خدمة..
فيصل القاسم: السياسات الشريرة.
فيصل جلول: هذه السياسات الشريرة فيه شرير مباشر وفيه شرير غير مباشر من بعد سنأتي إلى دور مراكز الأبحاث الـ(Archeology) الأثرية في كيفية تظهير الحضارات العربية الحضارات القديمة في العالم العربي على حساب إهمال الحضارة العربية الإسلامية كيف تعطي قيمة للفترة الفرعونية وتستثمر فيها فلوس وتستثمر فيها إمكانات وتهمل الفترة العربية الإسلامية وبالتالي للقول بأنه العرب هم ظاهرة طارئة في هذه المنطقة وإنه المنطقة أصلها أو روماني أو أصلها بربري أو أصلها حضارة سبأ أو ما شابه ذلك وإنه العرب ظاهرة تافهة سخيفة حضارة طارئة وهذا إذا بدنا نحكي عن الجانب هايدا يعني هنحكي بعدها عن جوانب أخرى في سياق الحديث، ألخص للقول بأن مراكز الأبحاث في البلدان الغربية تعمل لخدمة أهداف المباشر منها هو عسكري وسياسي غير المباشر هو السيطرة على العقول السيطرة على حقول المعرفة السيطرة على مجالات البحث وهذا الأمر يحصل بشكل يومي أن تقول لي بأنه بالمعهد الملكي فلان صوت ضد العراق وفلان صوت مع العراق مع غزو العراق أو أخذوا موقف مختلف هاي أمر يعني طبيعي وتفصيلي ونعيشه دايما بهاي البلدان هايدا الشيء اللي بيسموه..
سعد جبار: أسمح لي..
فيصل القاسم: ولكن بس دقيقة..
فيصل جلول: بس أستاذ سعد ألخص الجملة.
فيصل القاسم: ولكن هذا طبيعي بس عاوز تفسر لي إيها يعني إنه يعني لا يمكن أن مثلا تضحك علينا هذه المعاهد أو التي يمثلها مثلا سعد جبار بإنه فلان صوت ضده وكذا إذاً هاي عملية تفصيلية بسيطة والأهداف والغايات أعمق وأخطر بكثير.
فيصل جلول: أنا اعتقد بأنه التصويت هو أمر آني شكلي بالقياس للدور الأساسي التي تلعبه هذه المراكز..
سعد جبار: اسمح لي خليني أقول حاجة دليل أنك.. هذه المصيبة لدي العرب وخاصة في أوساط المثقفين العرب وأنا أفتخر أنني عربي ومستشار بذلك المعهد لو عرفت أنه في عملي يضر بأمتي لما عملت به يوما واحد هذه نقطة واحدة..
فيصل جلول: أنا ما عم بأحكي عن معهدك أنا مش عم بأحكي عن معهدك.
سعد جبار: أنت تحكي شوف إحنا لازم يجب في نظر المشاهد ألا نسقط في الخطأ العربي المعروف وهو التعميم، ثانيا من جَهِل شيئا عاداه، ثالثا يا أخي أنت عمرك ما تعرف كيف آليات العمل وطرق العمل وتقاليد العمل داخل المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية، أنا قلت لك فيه معاهدة بما فيه في هذا المعهد ممكن أناس لا يحبون العرب لكن يجب ألا نحكم دون أن نعرف نعم أنه هذه البلدان ونحن كعرب وكمتعلمين ولا مثقفين ومفكرين زي ما توصفنا زي ما تريد نوصف بعضنا يجب أن نعرف فعلا كيف هذه الدول تُوظِف المعرفة المعرفة (Is power) صحيح هذا من العهد اللاتيني موجود من عهد الرومان (كلمات غير مفهومة) لأن تلك المدرسة أُنشئت بعد الحرب العالمية الأولى من أجل دعم الإمبراطورية البريطانية بالمتحدثين بلغات تلك البلدان بينما هنالك معاهد ذات مصداقية دورها الوحيد هو أنها لا تميل إلى أي حزب سياسي كامل وإلى أي رأي..
فيصل جلول: أي سياسة.
سعد جبار: داخل بريطانيا وغيرها، أبحاثهم الآن تتحدث استشرافيا مثلا بعد نهاية الحرب الباردة كيف ستكون عليها المجموعة الأوروبية هناك أبحاث موضوعية تناقش ومن كل ما هو عضو يشارك فيها هنالك شفافية ثم هنالك طاولات مستديرة، ثالثا لما تقول لي والله ناس انتخبوا أعضاء يا أخي الأعضاء هدولا مش أي شخص يجي من الشارع هذه نخبة انتخبت وقالت للحكومة أنتِ مخطئة في ذلك أنت محق لو تعرف كل ما حدث أنا بأقول لك مثل الـ(Council of foreign relations) في أميركا أتخذ نفس الموقف، المعاهد التي ليست لديها دور لوبي فيه المعهد اليهودي مثلا في أميركا أو معهد الشرق الأدنى هذا عندهم دور للتأثير في القرار وأجندة معينة..
فيصل القاسم: معهد دراسات الشرق الأدنى كويس جدا بس دقيقة.
فيصل جلول: لو سمعتني بس يعني يا ليتك أستمع إلي كما ينبغي، أنا قلت بوضوح أنه المسألة أبعد من اتخاذ موقف سياسي في هذه القضية أو تلك المسألة أعمق من ذلك بكثير..
فيصل القاسم: بس دقيقة.
فيصل جلول: هناك سلطة للمعرفة يجب ألا أخطئ أنا يعني أربأ بأن أختلف معك على تحديد هذا المفهوم، المعرفة سلطة ليست المعرفة تفصيل والسلطة..
سعد جبار: صحيح لا أنت ما تعرف شو عم تحكوا هذه المصيبة اسمح لي..
فيصل القاسم: بس دقيقة يا أستاذ سعد والله بس دقيقة.
فيصل جلول: لحظة ما تأخذنا على السياسة دايما عم بأقولك المعرفة سلطة في عدة مجالات مش بس بالسياسة مش تفصيل أنه هذه الدول تسيطر على العالم ليس بالقوة المسلحة حجمها ديمغرافيا تافه بالقياس لبقية العالم تسيطر على العالم بالمعرفة وبالإدارة هذا معروف، نحن إذا أردت أن نناقش بالسياسة وبالجانب المتصل بعمل مراكز الأبحاث في القضايا السياسية فلنحصر النقاش في هذا الموضوع أما إذا أردتم نقاش لموضوع مراكز الأبحاث ودورها وعلاقتها بهذه الدول وكيفية يعني تصرف الحكام تجاه هذه المراكز فأنا معك فيه نظام ديمقراطي ببريطانيا لا يمكن لأحد أن يفرض على المعهد الملكي شيء أنا بعرف هالشيء لست بحاجة.. ولا أنت يمكن لأحد أن يفرض عليك شيء ويطلب منك أن تخون عروبتك أو تخون أمتك وأنت لم تفعل ولن يُطلّب منك ذلك هناك (System) بيسموه نظام قائم هذا النظام القائم مبني على حلقات متصلة البعض منها متصل بالسياسة والبعض الآخر كما ذكرت قبل قليل ناتج عن حسابات حول موقع بريطانيا بأوروبا وعلاقة بريطانيا بأوروبا وضرورة استشراف ذلك البعض الآخر له علاقة باستشراف علاقة أوروبا بالعالم الثالث هذا أمر شرعي ومعروف وبعض دولنا العربية تتراكض كما قلت أستاذ سعد تزحف على البطون مش فقط لمعرفة ما يدور للحصول على تقرير بسيط عما يدور هذا أنا أعرفه وأنت تعرفه..
سعد جبار: لا تسمح لي خليني أقول حاجة..
فيصل القاسم: ولكن بجملة ولكن بعد كل ذلك؟
فيصل جلول: أنا أعتقد بأنه النظر إلى مسألة مراكز الأبحاث في الغرب يجب أن تكون نظرة معمقة ويجب ألا تكون نظرة طفولية رفض هذه المراكز والقول صهاينة إذاً نحن نبتعد لا يجب أن تكون هناك علاقة لمعرفة وفهم الدور الحقيقي لهذه المراكز وماذا تلعب هذه..
فيصل جلول: الخطير لهذه المراكز وبالتالي التصرف في بلداننا بطريقة مختلفة.
فيصل القاسم: كويس جدا سأعطيك المجال لكن بعد موجز للأنباء من غرفة الأخبار في الدوحة إلى اللقاء.
[موجز الأنباء]
استقلالية مراكز الأبحاث عن الحكومات
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس يأتيكم من لندن بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة هل تشكك في مصداقية مراكز البحوث والدراسات الغربية واستقلاليتها النتيجة حتى الآن 45.8% يشككون 54.2% لا يشككون يعني النتيجة تميل لصالحك سعد جبار بالرغم من إنه يعني الضجة التي أثيرت في العالم العربي حول الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها بعد المراكز، سعد جبار أنا أريد يعني جميل أن تقول علينا ألا نضع كل هذه المراكز في سلة واحدة وبأن هناك مركزا مهما كمركزكم المعهد الدولي مثلا غير يعني غير مجبر بأن يقدم ما تحب أن تسمعه الحكومة البريطانية لكن أنت تعلم في الوقت نفسه هناك مراكز مهمة أخرى كالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وهو معهد يعني فاضح العالم بأهميته وكذا أن تعلم أنه في فترة من الفترات عقد مؤتمر دعى إليه معظم وسائل الإعلام العالمية ليقول بالحرف الواحد إن لدى العراق صواريخ قادرة أن تُحمَّل بأسلحة نووية خلال 45 دقيقة وأن تضرب الدنيا كليتها وكل هذا الكلام والحكومة البريطانية عندما قررت أن تغزو العراق اعتمدت على تقارير وأبحاث هذا المركز العالمي الدولي حطه بين قوسين طيب إذا كان مركزك هكذا لكن هناك العديد من المراكز في بريطانيا التي أنت تعمل فيها مراكز ارتكبت أخطاء فاحشة معرفية وتحليلية؟
سعد جبار: صحيح كلامك عن ذلك المعهد لكن الحكومة البريطانية لم تعتمد على تقرير ذلك المعهد والذي كان خاطئا واعترفوا بخطأهم لكن اعتمدت على تقارير المخابرات ونحن نعرف ما حدث لأنه وقع فيها بتر للحقيقة، النقطة الأساسية في حديثنا نحن كعرب وهذه اللي تهمنا لازم إحنا نعرف كيف هذه المعاهد تعمل وكيف يمكن الاستفادة منها ونحن دورنا كعرب علينا إذا سنحت لنا الفرصة أن نقول الحقيقة لهذه الحكومات الغربية حول واقعنا وحول المآسي التي تعيشها شعوبنا، أنا أقول لك نقطة أساسية إحنا نحددها أولا لماذا نخشى من الغرب؟ خشيتنا من الغرب ليس لأننا نكره الإنجازات الحضارية التي حصلت لأننا نريد أن نكون جزءا منها ونحن لا نحسده على ما توصل بل نريد أن نكون جزءا منه مشكلتنا هي التالية الجرح العميق فيما يجري في فلسطين كذلك فيما يجري في العراق الآن كذلك في دعم الغرب وخاصة الدول الديمقراطية التي.. أميركا لا تنسى أنها الدولة الوحيد التي منذ أن نشأت..
فيصل القاسم: كي لا نبعد كثيرا عن..
سعد جبار: اسمح لي مهم جدا راح أقول الكلام هذا اسمح لي إحنا نقول لا ننسى أن أميركا الدولة التي نشأت وهي ديمقراطية إذاً نقاط الجروح بالنسبة للغرب هي النقاط الثلاثة هذه نحن بدورنا أنا بدوري مثلا إذا تحدثت مع الصحافة أو كل من يتصل بي يجب أن نعطي الصورة الحقيقية كيف يشعر ذلك العربي الموجود في المغرب اسمح لي قرار مهم أن أعطي الحقائق أنا دوري أن أقول هو يهمنا أن نوصل حقيقة لجميع هذا لكن هذا لا ينفي أن نقول شيء أساسي لهؤلاء كذلك هنالك خوف كبير وهناك إدانة كبرى لما حدث في المركز التجاري من قِبَّل جماعة بن لادن في العرب من أمثالي يجب أن يكونوا شجعان ويقولوا لهؤلاء..
فيصل القاسم: بس سعد كي لا يعني ينحرف موضوعنا باتجاه صراع الحضارات والصراع بين الشرق والغرب خلينا بموضوع شو اسمه أنت خلينا بموضوع المعاهد موضوع المعاهد أنت يعني تمر عليها إنه المشكلة إنه الحكومتين البريطانية وهذا لم تسمعا لمعهدكم مثلا أو المعاهد المحترمة لكن السؤال مطروح أنه يجب أن يُفضَّح الدور الذي يقوم به مراكز البحوث والدراسات الغربية التي يؤخذ كلامها على أنه مُنزل في الدول العربية الحكومة البريطانية اعتمدت على تقرير الدراسات – دقيقة – ثانيا هل تستطيع أن تنكر أنه الحكومة البريطانية حتى وصل بها الأمر إنه تسرق بحثا لطالب عراقي معتر وتعتمده كأساس..
سعد جبار: من جامعة كامبريدج.
فيصل القاسم: من جامعة فإذاً خليني بموضوع المصداقية وموضوع التلفيق وإنه هذه المعاهد ومراكز البحوث أصبحت عبارة عن مطية عن أداة رخيصة في يد الحكومات الغربية لتبرير هذه السياسات ويجب أن يُفضَّح أمرها.
سعد جبار: شوف الأخ فيصل أنت الآن قاعد في عم تشوش بدون.. أنت تتحدث عن الحكومة البريطانية اختلست وزيفت تقريرا أصدره شخص بجامعة كامبريدج منذ عشرة 12 سنة هذا مَن قام بهذا الفعل ليس مراكز الأبحاث الحكومة ولذلك فإن توني بلير..
فيصل القاسم: يا أخي ولكن المعهد الدولي قدم معلومات خاطئة وكاذبة إلى الحكومة البريطانية.
سعد جبار: أنا قلت هذا المعهد اسمح لي مركز الدراسات الاستراتيجية أخي ده معهد آخر معروف أنه يركز وهو المعهد الوحيد تقريبا في العالم الذي ينشر ميزان القوى والذي كانت تعتمد عليه الحكومات الغربية كأساس للتفاوض حول الأسلحة الاستراتيجية مع الاتحاد السوفيتي، أنت تتحدث عن معهد أنا لا أقول ولم أقل أنه لا توجد هنالك نوايا خبيثة وأوساط خاطئة وأوساط تريد تضلل لكن الذي يريد أن يضلل ويستعملها ليست كل هذه المراكز بل الحكومات، أنا خليني نراجع لك النقطة أنا قاعد أقول لك الآن إحنا كعرب في المراكز هذه نريد أن نعرف كيف تعمل وكيف يمكن أن نوصل صوت العربي الجريح في نطاقنا الأساسي..
فيصل القاسم: جميل جدا فيصل سمعت هذا الكلام موضوع المصداقية والوقت يداهمنا.
” مراكز الأبحاث ليست جمعيات خيرية تقدم الدراسات والأبحاث من أجل العلم والحقيقة وإنما لديها أغراض لخدمة سلطة المعرفة في البلدان التي تتبعها لذا وجب النتعامل معها في ضوء مصالحنا ” فيصل جلول |
فيصل جلول: أولا أنا أعتقد بأن الحكومات الغربية ليست على سوء فهم لأوضاعنا يعني عندما نقول يجب أن نوصل لها الحقيقة أنا أظن أن هذا القول ليس يعني مفيدا..
سعد جبار: ليست الحكومات فقط وإنما الرأي العام نحن يتحدث مع الصحافة مع النواب نحن نتحدث مع الرأي العام من خلال موقعنا لذلك اليهود يركزون في مراكز الأبحاث هم الذين يتحدثون مع الصحافة وهو الذين يتحدثون مع سائر الرأي العام هذه النقطة الأساسية..
فيصل القاسم: بس دقيقة.
فيصل جلول: يا أخ سعد الحكومات تسمع من الأذن التي تحبها هذه الحكومات البريطانية وغير البريطانية تسمع من الأذن التي تحبها وبالتالي تسمع من الصهاينة عندما يكون مناسبا لها أن تسمع منهم ولا تسمع من غيرهم عندما يعني لا يكون مناسب أن تسمع المهم في الموضوع أنا أظن بأن ما تفعله هذه ليس جمعيات خيرية يا سعد مراكز الأبحاث ليست جمعيات خيرية لا تدرس ولا تنجز علما من أجل العلم ليست مراكز فن للفن لديها أغراض إذا اتفقنا أن هذه الأغراض لخدمة السلطة العامة وسلطة المعرفة في هذه البلدان نفهم ساعتها إذاً كيف نتعامل معها وأنا أظن مرة أخرى بأنه يجب أن نتعامل معها في ضوء مصالحنا وليس في ضوء المشاعر وفي ضوء..
سعد جبار: هذه النقطة الأساسية..
فيصل القاسم: خلينا بس دقيقة لا بس دقيقة كفي موضوع المصداقية والتسييس يعني نحن عندما يصدر تقرير عن هذه المعاهد تتلقفه الدول العربية.
فيصل جلول: سؤال جوهري وفي غاية الأهمية فيصل هذا سؤال بغاية الأهمية والسبب في ذلك أنه نحن خاضعون لهذه العقول التي تنتج معرفة هنا بلداننا لا تنتج معرفة بلداننا تنتج العلوم التي تُنتَّج في بلداننا تنتج منذ القرن العاشر علوم دينية وليس علوم وضعية وليس علوم حديثة منذ القرن العاشر ونحن فصلنا بين العلم الأجنبي والعلم الديني هذا الفصل..
سعد جبار: مش هذا المشكل..
فيصل جلول: لحظة هاي تراث، ابن خلدون يحتقر المثقف احتقار هائل ويقول – لحظة شوية سعد – اسمعني – ابن خلدون يقول المثقف في العالم العربي دوره أن يكتب أفعال الحاكم ما فعل الحكام يسجل أفعال الحاكم لا يسجل أفعال الشعب لا يسجل أفعال الأمة أهل القلم وأهل السلطة أنت قرأت ابن خلدون وأنا قرأت ابن خلدون..
سعد جبار: قرأت ابن خلدون وقرأت من قبله ما بدون نتيجة.
فيصل جلول: أهل القلم وأهل السلطة فإذاً فيه بتراثنا شيء يجعلنا في حالة ضعف ونقص تجاه ما بيسميه فيصل الأشياء المُنزّلة عندما يأتي هذا الشيء المنزل حاسة النقد عندنا ما بتشتغل..
سعد جبار: لو سمحت تسمحي لي شوية.
التقارير البحثية الملفقة
فيصل القاسم: بس دقيقة بما إنه حاسة النقد عندنا لا تشتغل ولدينا الآن الفرصة في هذا البرنامج أن نشرح لهذا المشاهد العربي هل يجب أن نأخذ كلام هذه المعاهد الغربية كيف هذا هو السؤال؟
فيصل جلول: إطلاقا تقول المعاهد الغربية لنأخذ تصريحات أو دراسات (Washington Institute) حول التنمية في العالم العربي يقول التقرير مباشرة بأنه إذا تغيرت الحكومات العربية سيقفز النمو بنسبة 1% أكثر من آسيا النمور الآسيوية كلام ملفق تلفيق كذب..
سعد جبار: خليني أترجم كلمة..
فيصل القاسم: بس دقيقة.
سعد جبار: لا اسمح لي هو يحكي لك عن المعهد بتاع واشنطن اسمح لي..
فيصل القاسم: بس دقيقة يا أخي سجلها بس خليه يكفي فكرته.
فيصل جلول: تقارير التنمية حول العالم العربي التي نعرف كيف تمت يعني تقول بصراحة أن مشاكلنا الذاتية في حين أن مشاكلنا ليش قبل العلاقة مع إسرائيل بشكل محسوم وثابت و100% ونغمض عيونا وبنحكيها نحن نشأنا كدول مع نشوء دولة إسرائيل هي العالم كله طب عليها وقعد معها ونحن عم بنكافح منذ نشوء دولة إسرائيل لحتى نحافظ على أرضنا إذاً نحن عندما هاي التقارير تنطوي على مغالطات مصيرية التقرير لما بيطلع عن الجزائر إنه يجب منع الانتخابات الجزائرية بالقوة لأنه هذه الانتخابات ستأتي بالإسلاميين والإسلاميين ضد الديمقراطية، أنا سامع من جاك بيرد قول صريح يا أخي قال لي صراحة إذا الإسلاميين بيستلموا السلطة بالجزائر لن يتمكنوا خلال الثلاث شهور إنه يدفعوا أجور البريد وسيسقطوا هكذا قال لي إذاً عندما.. لحظة عندما تصدر تقارير حول أوضاعنا وتنطوي على هذا النوع من الأحكام ونحن نصدقها ونأخذها كأشياء..
فيصل القاسم: ونتلقفها.
فيصل جلول: ونتلقفها ونتصرف على هذا الأساس معنى ذلك إنه نحن عم نصنع هزيمتنا به.
” |
سعد جبار: شوف لو استمعت بدون أن أعرف هذه المؤسسات والمعاهد راح نشعر نفس الشعور بنفس الطريقة العربية اللي دائما نؤمن بنظرية المؤامرة وفعلا هي موجودة إلى حد ما، أنت ذكرت معهد واشنطن هذا ما قلته هذا معهد صهيوني معروف يتصل بالصحافة ويفتح أبوابه ويساعد كل من له تأثير أو نفوذ للوصول للرأي العام الأميركي أو الغربي فيكونوا جاهزين، الآن نأتي لأنفسنا كعرب أنا ما أتفقش معك في تحليل ابن خلدون وكيف ينظر إلى المثقفين راح نرجع الآن نحن نعيش في عالم القرن الواحد والعشرين ويؤسفني أن أبدأه بالقول التالي الأمة الوحيدة الكبرى التي تتكون من 22 دولة الدولة الوحيدة اللي لقيوه قاعدة تُغتصَّب سيادة واحدة من أعضائها أمام العالم كله الأمة الوحيدة اللي موجودون بها اليوم فلسطينيين يُضرَّبون والأمم المتحدة وغيرها أو أميركيا تعمل فيتو لماذا؟
فيصل جلول: الخلاف مش على الموضوع هيك يا سعد..
سعد جبار: اسمح لي..
فيصل جلول: ما هو خلافنا هذا..
سعد جبار: اسمح لي يا أخي تقديم الموضوع إحنا نقول كلمة اسمح لي.
فيصل القاسم: بس أرجوك الوقت يداهمنا ما تطلعليش بأسماء خلينا بموضوع الدراسات.
سعد جبار: أسف أنا هأقول لك ليش إحنا الآن يجب ألا ننسب كل فشلنا إلى غيره إلى هذه نحن نريد أن نفهم كيف تعمل هذه المعاهد وكيف تعلق وتحلل وتساعد حكوماتها أو شركاتها أو الشركات الأخرىـ الآن ماذا يجري اليوم في العالم العربي من دورنا الآن المعرفة يا أخي تتناقض مع الاستبداد أنت تنظيماتك مستبدة هنالك نخبة عربية جيدة ممتازة في تحليلاتها وفي عملها لكن لا يوجد لها النفوذ ولا التحضير ولا معاهد في بلداننا، الآن الاتحاد الأوروبي خلق ما يسمى بشبكة المعاهد المتخصصة في العلاقات الدولية والسياسة والتعاون بينا وبين دول الجنوب أكثرية عشرة أكثرية كلها دول عربية ماذا يقول لي بعض العاملين في هذه الشبكة يؤسفني أننا لم نجد معاهد نتعامل معها ونطور النقاط المشتركة بيننا وبين هذه الـ(Euromesco)، النقطة الثانية أتمنى أن يسمع الحكام العرب إلى هذه المراكز (Ford Foundation) و(Brookings Institute) إنهم يقدمون بعض الأبحاث الذين يقولون أيها العرب..
فيصل جلول: يا سعد مش راح يسمعوا يا سعد فيه ثلاثين مركز أميركي بالقاهرة ثلاثين مركز أبحاث راند من ضمنهم بالقاهرة فرع..
سعد جبار: طيب اسمح لي نقول لك خليني أقول لك أستاذي لحظة خليني أكمل نقطة واحدة أنت..
فيصل القاسم: بس دقيقة.
فيصل جلول: لو قرأت شوية سعد فيه ثلاثين مركز بحث أميركي فروع لراند وفروع لغيرها بالقاهرة..
سعد جبار: (Ford foundation) تعمل مع العديد..
فيصل جلول: محمد حسنين هيكل يشكو من دفع مائة مليون دولار تدفعها (Ford Foundation) على الدراسات والأبحاث عم يدبحوا دبح مركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام فيه تحويل يا سعد فهع محاولة رهيبة للتدخل يقال بأنه في مصر تصنع الثقافة العربية والرأي العام العربي..
سعد جبار: أنا لا أتفق مع هذه المقولة.
فيصل جلول: وأنا لا أتفق لكن هم يعتقدون بأنه هناك تصنع الرأي العام العربي والمراكز هاي الأميركية تعمل ليل نهار..
سعد جبار: ليش نخشى من هذه المراكز؟
فيصل جلول: الآن لحظة شوية بنخشى مما..
سعد جبار: خلينا نقول بلاش نخشى..
فيصل القاسم: بس دقيقة.
فيصل جلول: يا سعد..
سعد جبار: الحكومات تخشى من الشرق أوسطية وهي مقترحات الحكومات والأنظمة تخشى من الأفكار لأنها ليست لها أفكار بديلة..
فيصل القاسم: جميل طيب دقيقة اتفضل.
فيصل جلول: هاي الأفكار أنت فكرك الحكومات تخشى منها هذه الدول لا تريد أفكار عندنا تريد طغاة تقول أفكار..
فيصل القاسم: بس يا فيصل بس دقيقة واحدة بس دقيقة واحدة بس دقيقة هناك نقطة مهمة جدا بخصوص هذه يعني سعد يقول لك إنه هذه الحكومات لا تريد أفكار لأن الفكر يتعارض مع الاستبداد والطغيان إلى ما هنالك من هذا الكلام طيب ما العيب – بس دقيقة – من أن يكون لديك كل هذا الكم الهائل من مراكز البحوث والدراسات المستوردة من الغرب والداخلية الوطنية المُموّلة خارجيا، مشكلة الأنظمة العربية إنها لا ترحم ولا تدع رحمة الله تنزل عليه، في أكثر من بلد عربي حوصرت مراكز البحوث والدراسات لأنها تتلقى دعما غربيا في أكثر من بلد وأنت تعرفها وبعض رؤساء هذه المعاهد وُضِع في السجن إذاً المشكلة يعني لا عاوزين هذه المعاهد المدعومة خارجيا ولا عاوزين هذه المعاهد المستوردة كيف؟
فيصل جلول: أنا عندي رد على هذا الموضوع.
فيصل القاسم: كيف باختصار؟
فيصل جلول: المشكلة باختصار شديد أنه طالما في السياسة عندنا ما حصل شيء لا هيحصل بالبحث مجالات البحث ولا بالفن ولا بأي شيء آخر، في عهد عبد الناصر كانت مراكز الأبحاث المصرية رائدة بأفريقيا وبغير أفريقيا..
سعد جبار: لكن موجهة.
فيصل القاسم: لحظة شوية.
فيصل جلول: هايدي مش موجهة يا سعد هذه المعاهد..
سعد جبار: خليني نقول لك.
فيصل القاسم: المعاهد الغربية.
فيصل جلول: موجهة ولا مش مواجهة..
فيصل القاسم: طيب ما حكيت لي يا أخي أعطيني إياها لإنه المشاهد لسه ما قلت له موجهة ولا مش موجهة كيف موجهة؟
سعد جبار: قل لنا هيا.
فيصل جلول: لما بيطلع تقرير مثل عم بيحكي عن (Washington Institute) وقصته حول العالم العربي..
سعد جبار: بيحكي عن إسرائيل..
فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة.
فيصل جلول: وحول مستقبل المنطقة لا يمكن أن يستقيم إلا عبر قيادة تركيا وإسرائيل للعالم العربي..
سعد جبار: أصحاب إسرائيل إحنا قلنا عليه هذا المعهد اسمح لي فيه معاهد أخرى قدمت أبحاث وتدعو العرب..
فيصل جلول: شو قل لي أعطيني مثل؟
سعد جبار: اسمح لي نقول لك جاي لك المثل مثل الـ(Institute for democracy) بأميركا أجرى بحوث..
فيصل القاسم: معهد الديمقراطية.
سعد جبار: قيمة جدا معهد الديمقراطية أجرى بحوث جميلة جدا ودقيقة جدا وأتمنى أن تتطلع عليها بالإنجليزية أنا ذهلت لما حاولت أشوف حول ديمقراطية والإصلاحات في العالم العربي وقالت هنالك فيه ناس خيرين يريدون الخير ويعتبرون العرب جزء من هذا العالم وبالتالي أن استقرار هذا العالم وامتزاجه وتضامنه يقوم على التضامن ويقوم على التكامل وليس على صراع الحضارات فيه ناس كثير بما فيها لما تنظر للمعهد هذا ماذا يقول؟ أجرى دراسة في الدول العربية التي تعتبر نفسها ديمقراطية وتعددية مثلا تونس في 1956 دائما تحكي لها عن حرية المرأة كل مرة تحكي لأي حريات أخرى يدخل لك حرية المرأة وينسى الحريات الأساسية الأخرى تحكي عن الجزائر مثلا كيف خلقوا من كل شيء زوج إذا فيه حزب علماني خلق له حزب علماني آخر إذا فيه حزب إسلامي خلق له حزب إسلامي بمعنى دولة أو نظام يبقى مسيطرا، في الدول الأخرى فحدث ولا حرج إحنا العرب نعم فيه كفاءات الذين أنتجوا تقارير التنمية العربية كانت تقاريرهم رائعة لكن لا يوجد لهم إطار في الاستمرارية..
فيصل جلول: استند عليها بوش وقال إن العرب يقولون يجب أن نضرب العرب..
سعد جبار: جورج بوش..
فيصل القاسم: كوبس جدا دقيقة بس دقيقة يا جماعة نقطة مهمة جدا بس دقيقة وأنت تقول يعني باختصار إنه هذه التقارير يجب أن نحصر الموضوع ما نبعد كثير إنه هذه التقارير الصادرة عن مراكز الدراسات والبحوث الغربية أو التي يصدرها بعض العرب بدعم وبتمويل وبكذا عن إنه هذه يعني إذا أخذنا مثلا سأعود إلى موضوع التنمية البشرية أنت تعود وتقول لي إنه لا يمكن الاعتماد على التقرير اللي أصدره مثلا معهد..
فيصل جلول: واشنطن.
فيصل القاسم: لا مش بس معهد واشنطن معهد واشنطن بيعتبره صهيوني، المعهد الثاني اللي هو معهد الدراسات الدولية طب أنا أعطيك شغلة هل تنسى ما رأيك بمنظمة العفو الدولية؟
سعد جبار: نعم اتفضل.
فيصل القاسم: منظمة العفو الدولية تعتبر رائدة وإلى ما هنالك في تقاريرها وتملأ الدنيا ضجيجا حول انتهاكات حقوق الإنسان هل تستطيع أن تنكر أن الرئيس الأميركي الأسبق جورج الأب أعتمد على أحد تقارير منظمة العفو الدولية الذي أعدته عن مستشفى كويتي إنه الجنود العراقيين قاموا بسرقة حضانات الأطفال وإلى ما هنالك وتبين أن هذا التقرير الذي أعدته منظمة (Amnesty International) كان كاذبا 100% لكن الرئيس بوش أعتمد عليه وجند العالم لغزو المنطقة إلى ما هنالك من هذا الكلام هذا يعني هي عبارة.. تقارير هذه المعاهد عبارة عن سلسلة من الأكاذيب والمبررات تتخذها الأنظمة وكل مرة بنقول هذه غلطة واحد كيف غلطة هذه سلسلة من الأكاذيب؟
سعد جبار: نعم شوف الأنظمة العربية والأجنبية كلها تقرأ الدعاية العربية ضد بعضهم البعض كلهم يستعملون ما يفيدهم من تقارير منظمة العفو الدولية وهي منظمة نبيلة وأؤيدها وسأؤيدها الآن نعود..
فيصل القاسم: ونحن نؤيدها.
سعد جبار: اسمح لي ما ذنب (Amnesty) إذا أستغل.. إذا بتر الرئيس بوش أو وقعت في خطأ لكن قدمت أعمال جليلة لحقوق الإنسان في العالم ولم تسكت عما وقع في أبو غريب ولم تسكت فيما وقع في السجون العربية وفي غيرها، الآن النقطة الأساسية إحنا كعرب هل ندخل القرن الواحد والعشرين نبدأ فقط نقوم ونقيم سياستنا على نظرية المؤامرة أم نبقى مسؤولين على أفعالنا ونقول يجب أن نتحمل مسؤولياتنا كأفراد وكتنظيمات وكحكومات ونعمل من أجل أن نكون شركاء في وطننا ونعتمد الوسائل والأساليب التي يعتمدها الآخرون..
فيصل القاسم: الغربية التي نهتم بها.
سعد جبار: هذه التكنولوجيا لماذا أنت شريك نفط وغيرها تعتمد على شركات استشارية أجنبية؟ لماذا دبي هذه كانت عبارة عن بلد لأنها اعتمدت على شركات استشارية في اليوم صبحت في الخريطة أنت الآن أو الدول الخليجية لا غيرها فإذا كان هنالك شيء جميل أتمنى للدول العربية أن تقرأ وأتمنى الأخ فيصل أن يقرأ ما هو موجود وهذا جزء منها يتحدثون عن خريطة المعرفة كنت تحكي عن عبد الناصر، عبد الناصر كان يجري أبحاث فيما يفيده في المناطق الأخرى لكن المشكلة مركز الأهرام مع الأسف هذا المركز مازال يسير بالطريقة العثمانية بطريقة الكروج عندنا في المغرب العربي..
فيصل القاسم: طيب لكن هناك مراكز محترمة..
سعد جبار: ميتة ولدت ميتة.
فيصل القاسم: دقيقة بس دقيقة مركز دراسات الوحدة العربية معنا نشرك من بيروت رئيس هذا المركز السيد خيري الدين حسيب وهو غني عن التعريف تفضل يا سيدي.
خيري الدين حسيب: أخ فيصل ألو.
فيصل القاسم: اتفضل يا سيدي اتفضل.
خيري الدين حسيب: نعم.
فيصل القاسم: اتفضل يا سيدي.
خيري الدين حسيب: نعم.
فيصل القاسم: طيب مش سامعنا.
خيري الدين حسيب: ألو.
فيصل القاسم: ياريت تخفف التليفزيون عندك لو سمحت، اتفضل يا سيدي.
خيري الدين حسيب: أولا بحب أشكرك على إثارة هذا الموضوع في حلقتك الأسبوعية وكما أشكر الأخوان سعد وفيصل على ما قاموا فيه، أبغي تعطيني شويه وقت..
فيصل القاسم: اتفضل يا سيدي.
خير الدين حسيب: حتى أتناول موضوعين فيما يتعلق بمراكز الدراسات الأجنبية الغربية بشكل خاص وأنا أتكلم عن معرفة محدودة ولكن بالنسبة للمراكز الأميركية والبريطانية عندي معرفة أكثر مثل ما قال الأخ سعد يجب عدم وضعها كلها في سلة واحدة، مراكز الدراسات الأميركية تساهم أكثر في صنع القرار وتعمل لمصلحة الإدارة الأميركية مفيد من لم يعرف كيف يُصنَّع القرار في أميركا يتطلع على كتاب أصدره مركز دراسات الوحدة العربية حول كيفية صنع القرار في أميركا وعلى كتاب مهم جدا صدر بعد غزو العراق على سلسلة من المقالات في أحد المجلات وجهة نظر في مصر للأستاذ محمد حسنين هيكل ثم نشره في كتاب كيف يُصنَّع القرار هذه من أهم الدراسات اللي طلعت واللي أتمنى من يريد يطلع عليها، في أميركا الدور هناك ثلاثي فيه المؤسسات الصناعية والمالية وفيه بعض مراكز الدراسات الأساسية وفيه الإدارة الأميركية.
المؤسسة الصناعية والمالية هي تمول أبحاث لأغراض هي ترتئيها وكذلك عندها صلة في الإدارة الأميركية وهذه مراكز الأبحاث تسوق أهداف هذه المؤسسات الصناعية والمالية في مراكز الأبحاث وهذه تساهم بدور رئيسي وكبير فيه مراكز رئيسية في أميركا تعمل في هذا الإطار، في بريطانيا الموضوع بيختلف تأثير مراكز الدراسات البريطانية على صانع القرار أقل مما يحدث في رأيي أقل مما يحدث في أميركا ولكن هذه كذلك تختلف من مركز إلى مركز لا نستطيع أن نعمم عليها يجب أن نفتش عن التمويل من يمول هذه المراكز ومنها تعرف مدى استقلاليتها لكن عموما حتى المستقلة حتى المعهد الملكي للشؤون الدولية اللي أتفضل عنه الأخ سعد هذا لا يعني أنه لا يوجد هناك اتصال بينه وبين الحكومة البريطانية ووزارة الخارجية تحصل اجتماعات ويستفيدوا من خبرتهم وملاحظاتهم لكن هما لا يعملوا لمصالح الحكومة كما تريدها هي، بالنسبة لمركز دراسات الوحدة العربية يا أخ فيصل نحن صار لنا الآن 26 سنة المركز يعني هو عاش فترة الحرب الأهلية كلها يعني المركز حاول قدر الإمكان أن يعطي نموذج ممكن يُستفاد منه وممكن يشع عربيا مركز دراسات الوحدة العربية حتى الآن أصدر أربعمائة وسبعين دراسة وعنده مجلة شهرية المستقبل العربي يوزع الآن منها عشرة الآلاف نسخة في الوقت الحاضر وصار له 26 سنة من الكتب اللي أصدرها المركز نحن بايعين أكثر من مليون ومائتين ألف نسخة من المجلة بايعين أكثر من مليونين نسخة وفي الوقت اللي يتكلموا الناس عن موت القومية العربية أو إلى أخره نحن صار السنوات الثلاثة الأخيرة عندنا زيادة سنوية في المبيعات السنة الماضية مبيعاتنا زادت 30% السنة نتوقع زيادة..
فيصل القاسم: طيب سيد حسيب لكن كيف ترد بس دقيقة واحدة كيف ترد على الذين يقولون يعني نحن نتهم المراكز الغربية ابحث عن التمويل ويعني فتش عن التمويل من يمولها وعلاقتها بدوائر القرار وإلى ما هنالك في.. طب لكن سعد جبار كان يتحدث قبل قليل على إنه بعض مراكز البحوث والدراسات العربية تدار بعقلية عثمانية وهي أيضا موجهة وأنتم يعني مركزكم غير منزه عن هذا يعني اسمه مركز دراسات الوحدة العربية ذو اتجاه معين وذو سياسات معينة وغير محايد يعني وإلى ما هنالك من هذا الكلام وغير موضوعي يعني لماذا نحن نتهم الآخرين ولا نتهم أنفسنا؟
خير الدين حسيب: أخ فيصل مثل ما بيقولوا البينة على من أدعى واليمين على من أنكر، مركز دراسات الوحدة قد يكون من المراكز القليلة في العالم مش بس في العربية اللي سنويا فيه عدد شباط فبراير أو آذار مارس ينشر تقرير عن السنة السابقة وما يتوقع خلال السنة الجارية في التقرير هذا يذكر كل شيء بما فيه الوضع المالي كل قرش منين جانا ووين صرفنا هذه هي بتفاصيل بحيث ممكن أي واحد يريد موضوع يتطلع يستطيع أن يطلع من ألف دولار إلى خمسين مائة ألف دولار إلى أخره كل التمويل، أنا بأحب أقول لك المركز أهم رصيد عند مركز دراسات الوحدة العربية هو استقلاليته، المركز في البيان الأول اللي صدره هو ليست له علاقة بأي حزب أو تنظيم ولا يسعى إلى هذه العلاقة ويعمل بمستقل للعمل الفكري المتوجه لقضية الوحدة العربية، المركز بدأ العمل فعلا أُعلِن عنه في 1975 بدأ العمل في واحد واحد 1978 بسبب ظروف الحرب الأهلية..
فيصل القاسم: طيب سيدي أريد أن تُجمِل لإنه الوقت يداهمنا ماذا تريد أن تقول باختصار بجملة؟
خير الدين حسيب: أنا بأقول لك نحن صار لنا عشرين سنة لم نتلق مليم واحد من أي حكومة عربية، نحن نعتمد أساسا على مبيعات مطبوعاتنا اللي يسدد تختلف من سنة لسنة ما بين 50 إلى 70% البقية تبرعات من أشخاص أصدقاء أعضاء مجلس الأمناء ومذكورة أسمائهم جميعا في التقرير، في مزايا مركزنا الأساسية هو أولا استقلالية..
فيصل القاسم: طيب قلت هذا الكلام.
خير الدين حسيب: لأنه صعب الواحد يتصور مركز مستقل لكن اعتقد الآن فيه إجماع في لبنان وفي الوطن العربي كله على استقلالية المركز كذلك فيه طابع المؤسسة..
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر يا سيدي، الاستقلالية وطابع المؤسسة إذاً شهادة يعني يعتد بها، موفق محادين الأردن نشرك أيضا أتفضل يا سيدي.
موفق محادين: هذه المراكز إبتدأً هي امتداد لتقارير الاستشراق المعروفة..
فيصل القاسم: التقارير الغربية المراكز الغربية.
موفق محادين: مراكز.. نعم مراكز الدراسات الغربية هي امتداد لتقاليد الاستشراق الغربي المعروفة إبان مرحلة الاستعمار البريطاني الفرنسي مرحلة الاستعمار الكلاسيكي، نحن الآن أمام شكل جديد من هذه المراكز لإنتاج ما يمكن تسميته بأيديولوجيا العولمة الجديدة حيث تقوم هذه المراكز بدوريات استطلاع وتحضير لهذه الأيديولوجية أخطر ما في هذه المراكز هو إن تفكيك الأجندة الكبرى، نحن إزاء تفكيك الديمقراطية كأجندة كاستراتيجية وطنية التعامل معها كأجندة صغيرة قضايا النساء قضايا الطوائف قضايا البيئة إلى أخره وأخطر ما فيها الحديث عن الأقليات، أريد أن أشير هنا إلى تقرير لمركز أو لمؤسسة راند وهي مؤسسة أميركية تابعة لوزارة الدفاع الأميركية تشرف عليها أو يشرف عليها بعض المفكرين والكتاب اليهود هذه المؤسسة جنبا إلى جنب أيضا مع معهد واشنطن الذي يديره اليهودي أيضا مارتن أندك هؤلاء قدموا تقرير حول العراق هذا التقرير يجري ترجمته بالحرف الواحد الآن، هم تحدثوا عن تفكيك العراق تحويله من دولة مركزية إلى دولة فدرالية هم تحدثوا عن إعادة وبعث المسائل الطائفية من جديد، المضحك والغريب أنه حيث كان النظام الاستبدادي السابق نظام صدام حسين يدفع المجتمع في سياق ديكتاتوريته يدفع المجتمع نحو تقاليد مدنية وجدنا مجلس بريمر والاحتلال يتجاوز قوانين الأحوال الشخصية ويعيد العراقيين..
فيصل القاسم: طيب كي لا يكون نقدا للسياسة الغربية خلينا بموضوع.. موضوعنا هو يعني مراكز باختصار ماذا تريد أن تقول عن مراكز البحوث والدراسات الغربية امتداد..
موفق محادين: هذه المراكز في بعدها العام مراكز هي مطابخ لتخريب الوعي العام لتحطيم العقل بالمناسبة حتى الاتفاق على الليبرالية هي لا تنتج ثقافة ليبرالية ولا تريد أن تنتج أنظمة ليبرالية هي عمليا أعادتنا يعني عشرات السنين إلى الوراء هذا للبعد العام البعد الخاص..
فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر أشكرك وصلت الفكرة نعود إليكم مشاهدينا الكرام بعد هذا الفاصل.
[فاصل إعلاني]
تقارير التنمية البشرية
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة هل تشكك في مصداقية مراكز البحوث والدراسات الغربية واستقلاليتها 44.3% يشككون 55.7% لا يشككون، فيصل جلول أريد أن أعود إلى نقطة مهمة جدا أنت ذكرتها قبل قليل كي لا تمر وآتي على ما جاء في المداخلات موضوع تقارير التنمية البشرية يعني سعد امتدحها وإلى ما هنالك وبينتنا إلى ما هنالك لكن هناك من يرى فيها وأنت لمحت إلى ذلك على أنها كانت عبارة عن توطئة لاستعمار المنطقة من جديد كانت مغرضة والهدف منها ليس تبيان وضع العالم العربي وضعفه بل اعتمدتها الإدارة الأميركية لمشروع الشرق الأوسط الكبير مثلا ومشاريع استعمارية وإلى ما هنالك من هذا الكلام وكل الكون تحدث عنها وبالمناسبة يعني عندما صدر تقرير 2002 وتحدث عن أزمة العالم العربي كل وسائل الإعلام الغربية تلقفته وعملت عنه برامج وأذاعته أما عندما أصدر تقرير 2003 الذي وضع الحق على إسرائيل والإرث الاستعماري في سبب تخلف العرب لم يتحدث عنه أحد إذاً كيف تفسر ذلك؟
فيصل جلول: تفسير قائم منذ انطلاق الحديث في هذا الموضوع وهو أن..
فيصل القاسم: أسرع لأن الوقت يداهمنا.
” هناك تقارير دولية مغرضة تسعى لأن تظهر إسرائيل على أنها معرضة للانهيار والسقوط على الأمد البعيد ومهددة من الإسلاميين ويتوجب على العالم العمل على إنقاذها وحمايتها ” فيصل جلول |
فيصل جلول: يعني هذا النوع من التقارير هي تقارير كشافة تُستخدَّم من قِبَّل القوى التي تريد السيطرة على المنطقة كدلائل وكإثباتات أنتم لا تستحقون أن تكونوا هكذا تستحقون أن تكونوا كما نريد وهذا البرهان يأتي من عندكم من كتابكم، إسرائيل يجب أن تكون في موقع آخر غير الموقع المطروحة فيه الآن وهو دولة معرضة للانهيار والسقوط على أمد بعيد ومهددة من الإسلاميين وإلى أخره إذاً يجب للعالم أن يتجه اتجاه آخر بعيدا عن إسرائيل حسنا قلت أنه عندما ذُكِرت إسرائيل في تقرير 2003 ودورها ومسؤوليتها تبين أن خرج هذا الأمر عن الخط المرسوم واتجهت المسائل باتجاه آخر لكن مازال بوش يستخدم التقرير كحجة ضد العرب والمسلمين دعني أعود قليلا فقط لحظة سريعة..
فيصل القاسم: باختصار
فيصل جلول: لحظة سريعة يعني أنا فاجأني الدكتور خير الدين حسيب عندما تحدث عن يعني المسائل الإجرائية والمالية للمركز كنا نتمنى من الدكتور خير الدين أن يحدثنا عن استراتيجية هذا المركز وعن الصعوبات التي واجهها لكن مع الأسف يعني يبدو أن الفرصة ضاعت أما بالنسبة للحديث الدائم عند الدكتور خير الدين وعند يعني أخي سعد حول أنه بعض المراكز مستقلة عن الحكومات يعني هذا حديث لا يمكن..
فيصل القاسم: أن يهضم.
فيصل جلول: لسبب وحيد لسبب..
سعد جبار: خير الدين حسيب كان حاضر في التصويت كان حاضر أكثر المحاضرات في المركز أنت ماكنتش حاضر..
فيصل جلول: والله يا سعد مش تفكير المؤامرة يا سعد لا أنا عم بحكي..
سعد جبار: الدكتور خير الدين حسيب كان حضر عدة محاضرات وهو عضو في المعهد الملكي.
فيصل جلول: جملة واحدة بس أنا اللي بدي أقوله إنه هاي الباحثين ومراكز الأبحاث لك تتشرف إنه تشتغل مع دولتها ليش عم بتحطها أنت بتضاد مع دولتها هاي المراكز بتحب تشتغل مع دولتها..
فيصل القاسم: حلو بتحب تتواطأ مع دولتها.
فيصل جلول: طبعا شو يعني عم تحط لي إياها إنه ضدها دولتها كيف ضد دولتها ما هم ضد دولتها هايدا ما فيه شيء اسمه مثال فيه ناس عام والدولة على رأسه كلهم بيخدم الدولة يشرف أوليفيير وأنه يخدم بلده يشرفه جيل كابيل يخدم بلده يشرف كل الاختصاصيين المستشرقين يخدموا بلدهم عاشوا مع الإدارات الكولونولية سعد أنت بلدك محتل بالجزائر المستشرقين لعبوا دور بترسيخ الاحتلال أنت بتعرفه ما بدي أناقشك فيها.
ثقافة البحوث والدراسات العربية
فيصل القاسم: طيب كويس جدا أنا أسألك سؤال على ضوء كلام خير الدين حسيب إذاً على ضوء هذا الكلام نحن لدينا مراكز ولدينا إمكانية لماذا لا نستثمر في مراكز البحوث والدراسات العربية وندعم المراكز الموجودة مثل مركز دراسات الوحدة العربية الذي يعاني في بعض الأحيان بدلا من الهرولة وراء استيراد مراكز بحوث غربية وإلى ما هنالك من هذا الكلام كيف ترد لدينا مراكز يا أخي؟
سعد جبار: هو الأخ فيصل معلوماته قديمة جدا تنتمي أحيانا للخمسينات لأن المراكز اللي تحكي عليها بعض المراكز مقدمة دراسات موضوعية جدا وتفيدنا وقرأناها وهي موجودة، دكتور حسيب حاضر في كثير من المحاضرات في المعهد اللي أنا موجود فيه وقارئ عدة.. وبالمناسبة مجهوداته..
فيصل جلول: بس أعطيني مثل واحد يا سعد أعطيني مثل أنت تقول الخمسينات وتطلعني أنا متخلف أعطيني مثل قل لي بهالمجال لأناقشك.
سعد جبار: اسمع لي أنت متقدم في نظرية (كلمة غير مفهومة)القدامى في قضية نظرية التآمر أنا نقول لك لماذا؟ بالنسبة لنا إحنا موجودة عدة دراسات..
فيصل جلول: بس أنا كنت بأتمنى عليك ما تتهم هذا الاتهامات..
سعد جبار: عدة دراسات موجودة تقول لنا حتى بوش في خطابه لما قال أتمنى أن أكون من الذين كنا ندافع عنهم لأننا نريد الاستقرار عليهم الانفتاحي، العالم العربي يواجه حالتين يا إما أن نبقى على الوضع الحالي والاستبداد الحالي، لا تنسى أن ما هذا لغزو العراق هو وجود نظام استبدادي بهدل شعبه أكثر من.. اسمعني..
فيصل القاسم: طيب كويس جدا يا سيدي هذا مو موضوعنا.
فيصل جلول: ما بنرجع للنظام الاستبدادي نعرفها هاي.
سعد جبار: اسمح لي بدي أحكي لك نظام مفيش نظام ديمقراطي خليني أكمل..
فيصل القاسم: جاوبني على سؤالي معي عشر دقائق جاوبني.
سعد جبار: دقيقة واحدة تعطيني أعطيته كلام الدكتور..
فيصل جلول: بس أعطيني المثل يا سعد.
سعد جبار: سأعطيك المثال اسمح لي نقول لك النقطة الثانية الاختيار الثاني هو يا إما إحنا لازمنا إحنا كدول نقوم بالإصلاحات وتغيير الديمقراطية..
فيصل القاسم: يا أخي مش هذا موضوعي الموضوع ده عندي الأسبوع الجاي.
سعد جبار: اسمح لي موضوعك الجاي ولا لا هذا مرتبط ببعضه البعض لأنه التفكير والسماح للمفكر العربي أن يكون منتجا..
فيصل القاسم: طب هذا منتج هذا مركز دراسات الوحدة العربية.
سعد جبار: هذا نحتار في الكتاب ونقرأه كل شهر..
فيصل القاسم: هذا مركز دراسات لماذا لا يُدعَّم؟
سعد جبار: لا أنا نقول لك هذا لأنه رجل دولة..
فيصل القاسم: عندك الأهرام.
سعد جبار: خليني نحكي لك، هذا رجل احترمه أوده لأنه يقدم شيء بمجهود ذاتي وبمجهود مجموعات معينة وتبقى محدودة هذه الفاعلية الآن إذا أردنا أن نتحاور مع الذات ونبقى دائما أن نقنع نحن بعضنا البعض..
فيصل جلول: ليش نتحاور مع الذات؟
سعد جبار: خليني نحكي لك..
فيصل جلول: ليش نتحاور مع الذات يا سعد؟
سعد جبار: أولا نحن نبدأ مع بعضنا البعض وكذلك نُفهِم الآخر هذا مشكلنا إحنا..
فيصل جلول: مش مختلفين يا سعد.
فيصل القاسم: بس يا سعد والله جاوبني على السؤال جاوبني على موضوع المعاهد والدراسات الوطنية دعم المراكز لماذا لا نستثمر في مراكز البحوث والدراسات العربية بدلا من الهرولة وتلقف التقارير الغربية جاوبني؟
” هناك تناقض في طبيعة الأشياء بين النظام الاستبدادي ومراكز الدراسات المستقلة، بل وتحرص مثل هذه الأنظمة على إنشاء مراكز أبحاث لتوزيع الشر وتوفير تكنولوجيا التعذيب ” سعد جبار |
سعد جبار: الجواب واضح هنالك تناقض في طبيعة الأشياء بين النظام الاستبدادي الذي الرئيس أو الملك يعتبره روحه لا يحتاج إلى نصائح ولا يحتاج أن يقرأ أي شيء بل يقرؤون أو يعني لديهم مراكز أبحاث توزيع الشر هم يستوردون تكنولوجيا التعذيب ويستوردون كل قضايا..
فيصل القاسم: الأنظمة العربية.
سعد جبار: شوف بيعرفوا شركات العلاقات العامة أحسن شركات في العالم يستعملونها لتبييض الوجوه يعرفوا كيف يعملوا الـ(Lobbies) للحشد لهم هم لكن للأنظمة وليس ما يفيد الشعوب..
فيصل جلول: هلا أنا مختلف وياك حول هذا الموضوع؟ مش مختلف معك حول هذا الموضوع.
فيصل القاسم: بس دقيقة يا فيصل خليني أسألك كمان بالاتجاه، بس دقيقة.
فيصل جلول: هلا عاملي قومي ومتخلف..
فيصل القاسم: يا جماعة بالله شوية.
سعد جبار: أنت من مركز الأهرام شوف مركز الأهرام فيه أشخاص عناصر جيدة جدا لكن حتى هي الأخرى تعمل في إطار نظام ديناصوري كان نظاما بدأ ثوريا في 1952 وانتهى إلى ثوري ملكي يريد أن يخلف ابنه وهذا ما جاء على ابن مركز بن خلدون وسعد الدين إبراهيم يعاني وسُجِن.
فيصل القاسم: طيب كويس جدا أنا أسألك سؤال يعني أنا أريد يعني أنت تتفق معه لكن لماذا نحن مثلا أنت تريد أن تشكك في التقارير الغربية وارتباطها بالمخططات الغربية الهادفة إلى استعمار المنطقة وإلى ما هنالك وإسرائيل ولكن في الوقت نفسه أيضا كيف يمكن أن نبني ثقافة البحوث والدراسات والحاكم العربي لا يؤمن بكل ذلك، أنا يعني لدي فاكسات وصلني من شخص طبيب في إحدى المستشفيات العربية الغراء وصله مريضان مصابان بتسمم خطير وعلى وشك أن يموتا فهذا الطبيب سأل ما.. قالوا له أن المريضين شربا ماء فأخذ نوعية الماء وبدأ يحلل الماء بعد قليل دخلت أجهزة المخابرات وأخذت صادرت المختبر وصادرت الطبيب وصادرت الدنيا كلاتها وقالوا له ليس من حقك طيب إذا أنت لا تستطيع أن تحلل الماء كيف تستطيع أن تبني مراكز بحوث؟ هذه من جهة من جهة ثانية أسألك سؤال حتى أنت إذا تريد أن تعمل مثلا دراسة أو بحث تريد أن تبني مصنعا للبطاطا رقائق البطاطا هل تستطيع أن تنزل إلى الشارع في أي دولة عربية لتسأل المواطنين إذا أكانوا يحبوا البطاطا المقرمشة..
فيصل جلول: الـ(Crisps)
فيصل القاسم: الـ(Crisps) الحارة أو كذا بتمسكك المخابرات مباشرة أنت تهدد الأمن القومجي صح ولا لا فكيف تريد إذاً ليس لدينا إلا أن ننظر إلى ما يفعله الغرب شاء من شاء وأبى من أبى؟
فيصل جلول: أنا ضد هالمنطق ضد الخاتمة اللي فيها شوية تخلي أما القول يعني يجب أن أضيف على قولك يمكن ما تسمح لي اسأل بس يمكن تسمح لجواسيس أجانب يجيوا يسألوا بدون أي مشكلة هايدي محسومة المهم أنا بأعتقد بأنه المخرج الوحيد هو الحرية والديمقراطية هم متفقين عليهم بدونهم ما بينعمل لا مراكز أبحاث ولا شيء البحث هدفه كشف الحقيقة كل الدول العربية لا تريد كشف الحقيقة إذاً البحث بالأصل مضروب اتجاه البحث مضروب..
سعد جبار: يخوفون بالخارج ويخوفون من مشروع خارجي..
فيصل القاسم: بس دقيقة.
فيصل جلول: لحظة أنا أعتقد بأنه الحل سيأتي عن طريق آخر، الآن نلاحظ ظاهرة في العالم العربي لم يلق الضوء عليها كفاية التيارات الإسلامية المعتدلة بدأت تضرب النظرية القديمة التي تقول فصل العلم الأجنبي عن العلم العربي وبدأت تجارب الآن..
فيصل القاسم: باختصار.
فيصل جلول: في هذه التيارات قد تفتح أفق ما أما قولك يا سعد إنه أنا قومي خمسيني متخلف فلن أغفر لك ذلك..
فيصل القاسم: جيد جدا من باريس نشرك الباحث الموريتاني بدي ولد ابنو تفضل يا سيدي.
بدي ولد ابوه: دكتور فيصل القاسم بعد التحية ليس من شك في أن مراكز البحث الأوروبية والغربية كفاعلية علمية وشبه علمية ليس بشك أنها تلعب دور استقطابي متصاعد الآن في الخطاب السياسي والأيديولوجي السائد عربيا وعالميا وبديهي كما تفضل الأستاذ فيصل جلول كما تفضل وهذه المراكز لم تُؤسَّس وتُموّل مجانا وبدون رعاية هذا بديهي ولا أعتقد أنه يحتاج إلى تكرار لأن هذه المراكز أسست لأغراض وأهداف وهذا من بديهيات الأمور، ينبغي فقط أن ندرك ونفهم أنها لا يمكن النظر إليها في إطارين مختلفين ثمة هيئات تتمتع بقدر لا بأس به من الجدية والأكاديمية ولكن غالبا ما تحاول قنوات الضغط أن توجهها وتستثمرها أيديولوجيا بشكل غير مباشر خصوصا عبر الانتقائية والتأويلية في تنسيق ما يصدر عنها وأنت تعرف التلاعب بوسائل الإعلام كما يحدث حاليا ونحن نشاهده وصدر منذ أيام تقرير مهم جدا أثار في الساحة قضية الإسلام والحجاب وتم بشكل لا بأس به علميا ولكن أجهزة الإعلام تلاعبت به ويعني طرق طبخ الخطاب السياسي وجهته توجيها قد لا يتناسب مع مصداقية أولئك الذين صنعوا..
علينا إذاً أن نعترف للأستاذ سعد جبار أن بعض هذه الجهات يضم أفرادا يصرون مقاومة كل استتباع واستناد ولكن كيف نتعامل نحن مع هؤلاء لدي أمثلة قد لا يسمح الوقت بعرضها بالمقابل وفي المستوى الثاني دكتور فيصل القاسم ثمة مراكز تمثل خلايا استخباراتية مموهة تموه أهدافها وهدفها هو إعطاء مصداقية علمية وأكاديمية لخطاب يراد تمريره وفرضه إعلاميا على الرأي العام عبر التنسيق الممنهج لأسماء ولهيئات وللافتات يتم تكريسها ويتم تنصيبها بقوة الحضور والضخ الإعلامي ففي كل يوم يوجد لو سمحت دكتور فيصل القاسم كلمة يوجد أعضاء طاقم الإدارة الأميركية الحالية مراكز جديدة موجهة للعالم العربي الإسلامي شراء ذمم واستقطاب حتى بعض حسن النية ولو المصداقية الذين يجرون أحيانا دون معرفتهم، أخيرا لو سمحت دكتور فيصل السؤال هو ماذا فعل العرب في المقابل؟ لو كانت ثمة مراكز بحث عربية تمنت وتغيت اكتساب مصداقية ما كان لحديثنا هذا الموضوع نحن اليوم في عصر صراع الموضوعيات وأنا أعطيك مثال أخير ما كان ينبغي أن يحصل على صعيد مراكز البحث وتماما ما حصل بالفعل على مستوى القنوات الفضائية فقد كشف ظهور الجزيرة مثلا ومثيلاتها كشف أن الرأي العام العالمي أخذ يقارن مثلا بين موضوعية بين مزدوجتين الـ(CNN) وبين موضوعية مزدوجتين الجزيرة بمنطلقاتهما ومبادئهما المختلفة، أحد المستشرقين الفرنسيين وهي كلمتي الأخيرة جيل كابيل يعترف في كتابه الأخير (كلمة بلغة أجنبية) عن حروب الشرق يعترف بأن ظهور قناة الجزيرة جعل حرب أفغانستان أول حرب حديثة تروى بلغة غير أوروبية بما لذلك من دلالات بالغة إذاً الذي يبقى هو أن تكون لدينا مراكز بحوث يمكن أن تخلق موضوعية خاصة بمبادئها الخاصة وتفرض موضوعيتها على الموضوعيات الأخرى..
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر وصلت.. الوقت يداهمنا أشكرك بدي، سعد جبار أنت قبل قليل تحدثت عن إنه كيف إنه بعض مراكز البحوث العربية التي تُموّل غربيا تعاني في بعض الدول العربية وتحدثت عنها لكن يا أخي هناك من يقول في واقع الأمر أن هذه المراكز البحوث العربية التي تمول غربيا هي تغني على ليل إذا صح التعبير الممولين وهي في الجامعات العربية والمراكز العربية هي عبارة عن كتّابة تقارير هي تكتب تقارير تحب أن يسمعها الأميركيون والغربيون بشكل عام مثل فيه مرتزقة بيكتبوا تقارير للمخابرات العربية بفرنكين وبفرنك ونصف هذه شو اسمه المراكز العربية هي كتّابة تقارير.
سعد جبار: تكتب تقارير للغربيين..
فيصل القاسم: تكتب تقارير عندما يحب أن يسمع الغربيين.
فيصل جلول: أو عضويتها مليون دولار مثل مؤسسة الفكر العربي..
سعد جبار: لم أسمع بها قبل هذه اسمح لي شوف أنا أقول لك حاجة واحدة فعلا هناك من العرب من يريد أن يُسمِع ما يريد الغربيون سماعه أو ما يطلبه المستمعون الغربيون فعلا لاستقطاب التمويل هذا موجود وبذلك هم يلعبون ورقة دعم السلام مع إسرائيل وقضية المرأة في حين أنهم فعلا هم يخدمون الأجندة كذلك ليدخلوا في إطار مراكز الأجندة الأخرى لكن هذا لا ينفي قول الحقيقة نحن كحكومات عربية نتحدث عن الشؤون العربية الحكومات العربية تخشى هذا اللي ينرفزني الحكومات العربية سمعت بوش خطب وقال يا أيها العرب اعملوا ديمقراطية إصلاحات فيه شرق أوسطية لماذا يخشون من ذلك لو كان فعلا صادقين مع شعوبهم؟ هذا هو المشكل أنتم أخيرا تقوموا بالإصلاحات قبل أن تُفرّض عليكم لأن الآخرون لم يأتوا لنا بالديمقراطية إلا إذا كان في صالحهم..
فيصل القاسم: كويس جدا أخيرا فيصل نحن نعلم أنه وسائل الاستخبارات الغربية ليست كوسائل الاستخبارات العربية، وسائل الاستخبارات العربية هي إرهاب الناس وقمع الناس ودوس كرامات الناس ومنعهم من العودة إلى أوطانهم وإلى ما هنالك من هذا الكلام وتخريب البلدان أما الاستخبارات الغربية فهي معروفة بأنها مراكز دراسات وبحوث بالدرجة الأولى يهمها المعلومة ألا تعتقد أن بعد حرب العراق يعني سقطت سقوطا مريعا بعد أن فشلت حتى في موضوع الأسلحة وإلى ما هنالك؟ عندك عشرين ثانية.
فيصل جلول: أنا أعتقد بأنها بالفعل سقطت سقوطا مريعا وأعتقد بأنها تحتاج لإعادة ترميم مصداقيتها جهود كبيرة جدا لا يمكن أن تتم بسرعة وبسهولة لكن أعود إلى شيء..
فيصل القاسم: باختصار عشر ثواني.
فيصل جلول: أعود لشيء أساسي في البداية قلته في البداية وهو أننا نحتاج في العالم العربي إلى مراكز أبحاث تعتبر كشافات لمستقبلنا كما هي كشافات لمستقبلهم.
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر نتيجة التصويت مشاهدي الكرام هل تشكك في مصداقية البحوث والدراسات الغربية واستقلاليتها 44.3% يشككون 55.7% لا يشككون، لم يبق لنا مشاهدي الكرام إلا أن أشكر ضيفينا سعد جبار على يساري وفيصل جلول على يميني وهذا هو فيصل القاسم يحييكم من لندن إلى اللقاء.