الاتجاه المعاكس

رفض العرب للمشروع الأميركي في العراق

لماذا تريد الأنظمة العربية للمشروع الأميركي في العراق أن يفشل؟ أتخشى هذه الأنظمة أن يتسبب ذلك بانهيارها؟ ولم لا تسانده الشعوب العربية؟ وهل يحمل الأميركيون إلى العراق مشروعا في الأصل كي نراهن على فشله أو نجاحه؟

مقدم الحلقة:

فيصل القاسم

ضيوف الحلقة:

نديم قطيش: كاتب ومحلل سياسي
مصطفى بكري: رئيس تحرير صحيفة الأسبوع القاهرية

تاريخ الحلقة:

21/10/2003

– تداعيات الاحتلال الأميركي للعراق على المنطقة العربية
– رفض الشارع العربي للتهديدات الأميركية

– الإصلاحات الجارية في الوطن العربي خوفا من التدخل الأميركي

– الاحتلال الأميركي للمنطقة وحجة تصدير الديمقراطية


undefinedد. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهديَّ الكرام.

لماذا يصور لنا البعض أن الأنظمة العربية متخوفة من نجاح المشروع الأميركي في العراق كما لو أن الغزو جاء رغماً عنها؟ هل وصلت جحافل الغازي الأميركي إلى بلاد الرافدين أصلاً لولا الدعم العربي الهائل لها؟

أليست الحكومات القريبة والبعيدة متورطة حتى أذنيها في الاحتلال الأميركي للعراق؟

ألم تتآمر مع العم سام في واحدة من أكبر وأبشع الخيانات القومية التي عرفها التاريخ؟

كيف لنا أن نقول إذن إن هذه الأنظمة تريد للتجربة الأميركية في العراق أن تفشل؟ فلو كانت تريد لها الفشل -أصلاً- لعرقلتها قبل أن تنطلق، لكنها مضت في دعمها وإنجاحها.

هل يحمل الأميركيون إلى العراق مشروعاً أصلاً غير مشروع النهب والسلب الاستعماري؟

لماذا لا يلقى هذا المشروع سوى المقاومة والرفض من الشارع العربي لو لم يكن مشروعاً استعمارياً خالصاً؟

أليس من السخف الشديد أن نتوسم خيراً بهذا الغزو وإفرازاته؟

لماذا يبدو ضيفنا في الأستوديو أكثر تحمساً للغزو الأميركي للعراق من المثقفين الغربيين؟

لكن في المقابل: ألم ترتعد أوصال بعض الأنظمة الشبيهة بنظام صدام خوفاً من أي نجاح بسيط يحرزه الأميركان في العراق؟

لماذا لا نقول إن نجاح التجربة العراقية قد يتسبب في انهيار بعض الأنظمة العربية عاجلاً أم آجلاً؟

ألم يصبح العراق مشروع التغيير الوحيد المطروح في المنطقة بالمقارنة مع تجارب الإصلاح السخيفة والهزيلة التي تدَّعيها بعض الأنظمة الشمولية في المنطقة؟

أليست أي مقارنة بين الاستعمار الأميركي والأنظمة العربية ستكون لصالح المستعمر؟

فالأنظمة العربية تخشى من الوجود الأميركي في العراق لأنه يكشف عوراتها الكثيرة؟

ما العيب أن يرفع الإنسان العربي شعار "اللهم ادفع الظالمين بالظالمين"؟

ألم يشكل سقوط التماثيل الصدَّامية هزة كبرى للتماثيل الأخرى في الساحات العربية؟

ألا يشكل الزلزال العراقي بداية نهاية الأنظمة الشمولية؟

أليس نعي صدام هو أيضاً بطاقة نعوى للحكومات المشابهة في المنطقة؟

ما العيب أن تستثمر أميركا انتصارها في العراق لترويض الأنظمة العربية الأخرى التي تحوي مئات الصدَّامات؟

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة عبر الأقمار الصناعية من القاهرة على مصطفى بكري (رئيس تحرير صحيفة "الأسبوع" القاهرية)، وهنا في الأستوديو على (الكاتب والمحلل السياسي) نديم قطيش. للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالرقم التالي: 4888873 وفاكس رقم: 4890865 وبإمكانكم المشاركة بمداخلاتكم عبر الإنترنت على العنوان التالي: www.aljazeera.net

وللتصويت على موضوع الحلقة: هل يجب مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق؟

بإمكانكم التصويت على الأرقام التالية، من داخل قطر: 9001000

من جميع أنحاء العالم: 009749001900

[فاصل إعلاني]


تداعيات الاحتلال الأميركي للعراق على المنطقة العربية

د. فيصل القاسم: لو بدأنا هنا في الأستوديو مع نديم قطيش، هل تعتقد أن هناك فعلاً حالة ذعر ورعب في أوساط بعض الأنظمة العربية بسبب النجاح الذي بدأ يحرزه الأميركان في العراق، وبسبب النجاحات التي حققوها في.. في الآونة الأخيرة من ارتفاع مستوى المعيشة، يعني تحرر العراقيين إلى ما هنالك، هل فعلاً بدأت الأنظمة العربية تخاف على نفسها من هذا الزلزال؟

نديم قطيش: في الواقع لا أرى أي سبب آخر دكتور فيصل، بس قبل ما أجاوب على السؤال عندي توطئة بسيطة بجملتين، لست متحمساً للاحتلال أكثر من المثقفين الغربيين.

د. فيصل القاسم: طيب.

نديم قطيش: وأكثر.. وأكثر تهمة خطورة هي أن يتهم الديمقراطي والليبرالي بأنه من جلب الاحتلال، علينا أن نعلم أن من جلب الاحتلال إلى العراق هو نظام صدام حسين، ومن سيجلب الاحتلال إلى أي عاصمة عربية أخرى هو النظام الديكتاتوري الحاكم في هذه العاصمة. هذا أولاً.

أما من ناحية سؤالك عن الذعر، بالتأكيد لم نجد هذه الأنظمة في أي لحظة من اللحظات بهذا الذعر، لم نجد هذه الأنظمة بهذا الخوف وهذه الخشية، والسبب أن سقوط نظام صدام حسين لا يمس صدام حسين نفسه كشخص ولا يمس نظام صدام حسين كنظام بعثي فقط في العراق، وإنما هو سقوط لمرحلة وسقوط لنظام من السياسات والأفكار والقيم، هو سقوط نظام يحاول أن.. أو يدعي بأنه يريد محاربة إسرائيل في نفس الوقت الذي يدمر فيه مجتمعاته ومجتمعه المدني والسياسي، ينقلب على النقابات وعلى الأحزاب وعلى.. وعلى مجالس النواب المنتخبة، لا تستطيع أن تحارب إسرائيل ولا تستطيع أن تحارب أميركا بنظام عربي عفن كما هو النظام العربي الحالي.

د. فيصل القاسم: طب يعني كيف.. كيف يمكن أن.. أن تصف لنا هذه الحالة.. حالة الذعر يعني؟ أليس من المبالغة أن تقول هناك حالة ذعر؟ يعني كيف؟

نديم قطيش: إنه كنت بتشوف انتخابات بالسعودية بلدية لو ما صار فيه شيء بالعراق؟ هل كنت ترى مثلاً بعض المنتديات التي تتحرك في هذه العاصمة أو في تلك؟ أنا لا أريد.. لا أريد أن أدين هذه العاصمة أو تلك، أنا أتحدث عن مرحلة بكاملها، أتحدث عن نظام قيم، عن نظام سياسات، كل هذه.. كل هذه النظم وجدت نفسها أمام امتحان حقيقي، أما أن تلتحق.. يعني الآن نحن أمام مسرح ديمقراطي وكل واحد يقدم بعرض، كل واحد يتقدم بعرض إنه يا شباب أنا ديمقراطي وشوي.. عندي شوية ديمقراطية والمرأة عندي مصانة، عندي شوية نقابات، عندي شوية انتخابات بها المحل أو بذاك المحل، لم نكن لنجد هذا الأمر لو لم يأتِ الأميركي إلى بغداد، كنا.. كنا نرى فقط ونسمع فقط عن حفر الباطن والصحاري المحيطة بالسعودية والصحاري المحيطة بهذه العاصمة أو تلك المليئة بالسجون، والتي أصبحت السجون فيها أكثر من المستشفيات والمدارس وإلى ما هنالك.

د. فيصل القاسم: طب، لكن يعني ألا يمكن أن.. أن نستشف نوعاً من التناقض في كلامك، يعني من جهة تقول أن هذا القدوم الأميركي إلى المنطقة -إن صح التعبير- حرك المياه الراكدة، ودفع بعض الأنظمة العفنة -كما سميتها أنت- إلى إجراء بعض الإصلاحات حتى لو كانت شكلية، لكن يعني هذا شيء إيجابي، في الوقت نفسه كيف تقول لنا إنه هذه الأنظمة تخشى من النجاح الأميركي في العراق، لأنه سيجرفها؟

نديم قطيش: هي تعتقد بأن بعض الإجراءات التجميلية على وجه نظامها الاستبدادي سيحيلها إلى صورة ديمقراطية بهية، وبالتالي تعفي نفسها من.. من.. من امتحان السقوط، في الواقع أن هذه الأنظمة لا تمتلك أي شرعية لنقل موظف من دائرة حكومية إلى دائرة أخرى، وهي فاقدة للشرعية بأن تنقل مجتمعاتها من مرحلة إلى مرحلة، هي تحاول هذه زفرات الموت الأخيرة فقط لا غير، هذه الأنظمة عاجزة لأنها لا تمتلك لا الأدوات، ولا الثقافة، ولا الآليات، ولا تمتلك أي شيء، يعني كيف تريدني يا أخي إنه اليوم أنا أجي ألوم صدام حسين ما تؤاخذنا في صدام في 35 سنة من القمع راح أسامحك فيهم واتفضل اعمل ديمقراطية، وصدام حسين أو غير صدام حسين.

د. فيصل القاسم: إذن يعني كل شيء لا يمكن أن يتحقق، سيد مصطفى بكري سمعت هذا الكلام، يعني نستشف من كلام السيد قطيش هنا في الأستوديو أن هذا الزلزال العراقي -إذا صح التعبير- أو.. أو الاحتلال الأميركي للعراق بدأ يحدث نتائج إيجابية في.. في المنطقة العربية وعلى الشعب العربي أن يرحب بها لأنها ستخلصه من هذه الديكتاتوريات القابعة على قلبه منذ أكثر من أربعين عاماً؟

مصطفى بكري: نعم، تعالَ أولاً نتفق على مجموعة من الثوابت المهمة، الثابت الأول: أنه لا يجوز لأي دولة كائن من كان أن تتدخل في شؤون دولة أخرى فتفرض عليها أجندتها وتغير نظامها السياسي، بل وتغير خريطتها الجيوسياسية..

نديم قطيش [مقاطعاً]: فلتكفوا عن التدخل بالسودان يا دكتور بكري..

مصطفى بكري: وهذا الأمر.. لو تسمح يا أخ نديم أنا لم أتحدث.. لم أقاطعك أثناء حديثك..

د. فيصل القاسم: اتفضل.. اتفضل..

نديم قطيش: اتفضل.

مصطفى بكري: فأعتقد إن إحنا في حاجة إلى أن.. فبأتصور إنه لابد أن يكون هناك موقف واضح لعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، هذا الأمر ليس من عندياتي، بل أقرته الأمم المتحدة، وأقره اجتماع وزراء الخارجية العرب في شهر ديسمبر من عام 2002 عندما رفض مسألة التدخل المباشر لتغيير أي نظام سياسي في المنطقة العربية، ومن ثم..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طب بس سيد مصطفى.. سيد بكري..

مصطفى بكري [مستأنفاً]: فإن التدخل الأميركي..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: أرجوك.. أرجوك سيد بكري.. سيد بكري هنا.. هذه نقطة مهمة، وأريد أن توضحها لنا، يعني تريد أن تقول لنا لا نريد لأحد أن يتدخل في عمليات القمع المنظم والبطش المنظم والتعسف المنظم بالمواطنين العرب من المحيط إلى الخليج. أرجوكم ابتعدوا عنا، هؤلاء هم مواطنونا ولنا الحق أن ندوسهم ونلعن أبوهم ليل نهار، أرجوكم لا تتدخلوا؟ اتفضل.

مصطفى بكري: هذا.. هذا أمر مرفوض بالتأكيد يا دكتور، لماذا تنصب الولايات المتحدة الأميركية نفسها راعية لحقوق الإنسان؟ الأولى بها أن تنظر إلى واقعها وإلى سجلها التاريخي المدون والمعروف.

أولاً، نحن الآن عندما تدخلت الولايات المتحدة الأميركية وقامت بعدوانها على العراق، أنا أتذكر تاريخ العراق القديم، أتذكر الجنرال (مود) عندما جاء مستغلاً وقوف تركيا إلى جانب ألمانيا وتدخلت القوات البريطانية وغزت من الجنوب أراضي العراق، يومها وبعد الاتفاق مع الشريف حسين على أن بريطانيا يمكن أن تمنحه استقلالاً، يومها وبعد هزيمته في معركة الكوت عام 1916 استطاع أن يدخل بغداد في عام 1917، قدم خطاباً، ماذا قال فيه؟

قال: جئنا إليكم..لم ندخل إليكم مجرد فاتحين محتلين، ولكننا دخلنا إليكم محررين، دخلنا لنرفع عنكم الظلم الذي وقع على الشعب العراقي من أيام المغول إلى أيام الأتراك، دخلنا حتى نعيد مجد بغداد إحدى عجائب الدنيا مرة أخرى، دخلنا حتى نعيد الديمقراطية والنهضة إلى الشعب العراقي.

بعدها بفترة قليلة كان هناك اتفاق (سايكس بيكو)، وكانت بريطانيا تتفق مع فرنسا على.. بعد أن كانت الموصل إحدى النقاط التي قُسمِّت لصالح الفرنسيين، كانت بريطانيا تطلب الإذن من فرنسا لضم ولاية الموصل مقابل تقديم حصة من النفط، وعندما قام العراقيون بثورة 1920 مطالبين بحكومة.. حكومة.. حكومة وطنية مؤقتة لم يجد البريطانيون أمامهم إلا خيارين إما أن تحصلوا على حكم محلي وإما أن يُقسَّم العراق إلى دولتين دولة في الشمال ودولة في الجنوب، والأخطر من ذلك أن البريطانيون بدءوا.. أن البريطانيين بدءوا في هذا الوقت إدخال النظام الإداري والقانوني الذي تطبقه الإدارة البريطانية في الهند في العراق، بل أرادوا إلحاق جنوب العراق بولاية.. بالإدارة البريطانية الموجودة في الهند.

باختصار أنا أقول أتذكر الجنرال مود وأتذكر (جورج بوش) الذي تحدث عن عراق ديمقراطي حر، الذي تحدث عن الثأر من النظام الديكتاتوري السابق، ها هو العراق الآن. ها هو المسرح العراقي الآن، تتضح الصورة كاملة يوماً بعد يوم، الهدف لم يكن التحرير، الهدف هو تفكيك الكيان العراقي من الأساس، ضرب الدولة العراقية وتاريخها الإداري والسياسي والثبوتي..

نديم قطيش [مقاطعاً]: أي دولة يا.. يا سيد مصطفى بكري أي دولة؟

مصطفى بكري: حتى ذاكرة العراق..

نديم قطيش[مقاطعاً]: يا صديقي أي دولة.. أي دولة؟

د.فيصل القاسم: طيب بس دقيقة.

نديم قطيش: أي دولة؟

مصطفى بكري: يا سيدي دولة.. العراق كان دولة، كان دولة وحقق معدلات كبرى..

نديم قطيش [مقاطعاً]: كان شركة عائلية يحكمها صدام حسين وابنيه عدي وقصي..

مصطفى بكري: في النهضة التنموية وكان لديه جيش قوي..

نديم قطيش: يا.. يا أستاذ بكري، كان شركة عائلية يحتكرها صدام حسين فقط لا غير أي دولة.. أي دولة؟

مصطفى بكري: يا أستاذ لا تختصر.. لا تختصر.. لا تختصر الأمور بهذا الشكل.. لا تختصر الأمور بهذا الشكل، أنا أتكلم على كيان دولة.. لا أتكلم..

نديم قطيش: أكثر.. أكثر من ربع قرن من عمر العراق محكوم بجزمة صدام حسين، أي دولة؟!

مصطفى بكري: أنا لا أتكلم الآن.. أنا أتكلم..

نديم قطيش: لقد حول العراق إلى مقبرة جماعية وإلى سجن جماعي..

مصطفى بكري: أنا لا أتكلم الآن عن ممارسات نظام.. أنا لا أتكلم الآن عن ممارسات نظام، أنا أتكلم على دولة ومجتمع يراد تفكيكهم كما أراد البريطانيون في يوم من الأيام تفكيك المجتمع العراقي، الآن أين هي سلطة الدولة؟ أين هو كيان الدولة؟ (كونداليزا رايس) الآن بعد تحويل الملف من (رامسفيلد) الآن تفكر جيداً بناء على اقتراح من ستين من أعضاء الكونجرس في تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، في الشمال وفي الوسط وفي الجنوب، المجتمع العراقي الآن..

نديم قطيش [مقاطعاً]: إذا.. إذا كان هذا ما يريده الشعب العراقي..

د.فيصل القاسم: بس دقيقة..

نديم قطيش: إذا كان هذا ما يريده الشعب العراقي فليكن..

د.فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة..

مصطفى بكري: من قال أن هذا ما يريده الشعب العراقي؟

نديم قطيش: ولكن الشعب العراقي والشعب العراقي.. الشعب العراقي..

مصطفى بكري: يا سيدي.. يا سيدي

د.فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة..

نديم قطيش: (..) برأيه..

مصطفى بكري: يا سيدي.. يا سيدي.

د.فيصل القاسم: بس كي لا نخرج من الموضوع كي لا نخرج عن الموضوع..

مصطفى بكري: يا أستاذ.. يا أستاذ..

د.فيصل القاسم: بس دقيقة واحدة سيد مصطفى بكري. الكثير من النقاط..

مصطفى بكري: نعم.. نعم اتفضل.


رفض الشارع العربي للتهديدات الأميركية

د.فيصل القاسم: يعني أنا أريد أن أسألك سؤالاً، يعني كي لا يكون موضوعنا نكرر نفس الكلام، نحن نتحدث عن تأثيرات هذا المشروع الأميركي الذي تسميه على المنطقة العربية والخوف العربي منه ومبررات هذا الخوف، لنبقَ في الموضوع كي لا نخرج كثيراً، يعني على ضوء ما قاله مصطفى بكري الآن، وعلى ضوء التصويت، يعني لديَّ موضوع مطروح للتصويت: هل يجب مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق؟ لديَّ 89% من المصوِّتين حتى الآن مع مقاومة وإفشال هذا المشروع الأميركي الذي تبشِّر به في العراق..

نديم قطيش: طبعاً حكماً..

د.فيصل القاسم: كيف حكماً؟

نديم قطيش: أنا مستغرب إنه 89% لازم يكون 99%.

د.فيصل القاسم: كيف؟ طب يعني بعدما..

نديم قطيش: ببساطة شديدة..

د.فيصل القاسم: بعدما رأى الشعب العربي ما رآه على مدى الستة أشهر الماضية من خراب ودمار وتفكيك وإلى ما هنالك وضحك على الذقون في العراق، فكيف تريد أن تقنعه الآن بأن يدعم هذا المشروع ويؤيد التهديدات الأميركية للمنطقة؟

نديم قطيش: أولاً.. أولاً: دعنا دكتور فيصل أن ندقق بالمصطلحات التي تستخدمها في وصف الحالة العراقية، بالتأكيد وأؤكد لك وأمامي رسالة من عبد الوهاب والي في "الشرق الأوسط" بحديث عائلي مع أهله في العراق حول العراق، لندقق قليلاً بالصورة العراقية، 80 لـ85% من الأعمال العسكرية التي تتم الآن في العراق محصورة في نطاق ضيق في.. في جنوب غرب بغداد ok، وهناك عراق دولة مديدة جداً، فيه بعض الأقاليم تنعم بالديمقراطية وبعض الأقاليم تنعم ببعض الأمن ويعني بعد.. كمان بعد 35 سنة من حكم صدام حسين من الصعوبة بمكان ألا يفرز المجتمع العراقي حالات من اللاتوازن وحالات من عدم الاستقرار، إنما الصورة العراقية الآن ليست كما تصورها (الجزيرة)، وبالتأكيد ليست بوردية ما تصوره "الفوكس نيوز" إنها صورة بين الاثنين، يعني عن أي دمار عم تحكي؟ وين فيه دمار؟ شو.. شو هو الدمار؟ الدمار اللي شوفناه اليوم في العراق يوازي الدمار اللي شوفناه عن صدام حسين وسجون صدام حسين؟ يعني ما.. خلينا نكون.. خلينا نكون واقعيين، خلينا نكون واقعيين كلنا شاهد الحرب، وكلنا شاهد سقوط.. سقوط التمثال، وكلنا شاهد ما.. الفرح العارم الذي كان يعني يعم أفراد الشعب العراقي، بينما كان هناك جنازة حزن في العالم العربي..

د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: على المستوى الرسمي أو الشعبي؟

نديم قطيش: الرسمي والشعبي…

د.فيصل القاسم: طب كيف تفسر يعني لماذا.. لماذا تأتي في هذه الحالة، يعني أنتم الليبراليين دائماً تتشدقون بأحلام الشعوب، ورأي الشعوب، وخيارات الشعوب إلى ما هنالك، لماذا عندما تقرر الشعوب شيئاً ما تصبح شعبوية برأيكم وتصبح أفكارها..

نديم قطيش[مقاطعاً]: لأ ليست شعبوية.. ليست شعبوية..

د.فيصل القاسم: وتصبح أفكارها غير..

نديم قطيش: خلينا في..

د.فيصل القاسم: غير مناسبة..

نديم قطيش: خلينا ما نستعمل مصطلحات..

د.فيصل القاسم: على كيفكم يعني.

نديم قطيش: لأ مش على كيفنا.. مش على كيفنا، خلينا معلش.. خلينا نستعمل مصطلحات أول شيء تليق بالشعب العربي وتليق بحقيقة الواقع العربي ok، بعد خمسين سنة من اختصار قضايا الشعب العربي بالقضية الفلسطينية -على قداسة القضية الفلسطينية- ولكن بعد خمسين سنة وأكثر من خمسين سنة باختصار كل عناوين الداخل العربي بالقضية الفلسطينية، حتى أصبحنا شعوب القضية الواحدة، وحتى أصبحنا شعوب خارجية لا داخل لها، وكأنه دولنا ما فيها داخل، ما فيه عندنا مطالب بالتعليم وبالطبابة وبتحسين وضع المرأة، وبتحسين وضع الطفل وإلى ما هنالك، ما عندنا مطالب. عندنا بس القضية الفلسطينية، بعد خمسين سنة من هذا الواقع لابد وأن تكون مجتمعاتك مجتمعات ستالينية، وهذا ما تلعب عليه الأنظمة، ولكن فيه نخب واقعية، وفيه نخب جدية، وفيه نخب حقيقية ترى بأن الواقع مهترئ إلى حد يتطلب حتى تدخل الشيطان، يعني معلش هأعطيك أمثلة بسيطة من.. من.. من إيران ومن غير إيران، 86% من الطلبة الإيرانيين بإحصاء لجريدة "اللوموند" توقفوا عن الصلاة، 75% من الشعب الإيراني توقف عن الصلاة، الوثيقة التي رفعها المثقفون الإيرانيون وأساتذة الجامعة الإيرانيون ونواب في البرلمان الإيراني للسيد (خامنئي) تقول التالي -ركبَّت معادلة شديدة التعقيد وشديدة الدقة بنفس الوقت- تقول التالي: إما حريات وانفتاح.. إما حريات وانفتاح وإصلاح وإما تهاون اضطراري بالاستقلال، هذا في إيران..

د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: بماذا تقصد يعني تهاون اضطراري في الاستقلال؟

نديم قطيش: بمعنى أيه إذا ما قدرنا نعيش بكرامة فليأت من أيًّا يكن لتخليصنا ببساطة شديدة وبعدين..

د.فيصل القاسم: وهل.. وهل يمتد ذلك إلى.. إلى الشارع العربي؟

نديم قطيش: إلى كل الشارع العربي.. إلى كل الشارع العربي، الشارع العربي عنده.. عنده، يعني فيه بعدين.. فيه تناقضين، وهذا التناقض موجود عند العراقيين وعند غير العراقيين، بمعنى آخر بنفس الوقت أنت ضد النظام، بنفس الوقت أنت مستاء من نظامك، بنفس الوقت أنت شاعر بأنك مهان ومداس إلى ما هنالك، وبنفس الوقت لا تريد التغيير أن يأتي من الخارج، لأننا أبلسنا الخارج، لم يحدث أي تغيير، وبأعتقد الدكتور مصطفى بكري بيوافقني على ها النقطة، لم يحدث أي تغيير في التاريخ إلا بتضافر عاملي الداخلي والخارج من الثورة البلشفية عام 1917 إلى قناة السويس اللي بيعرفها كثير منيح دكتور مصطفى بكري، لم تشق قناة السويس إلا بتضافر عوامل الداخل والخارج، بل أن الولايات المتحدة الأميركية عندما تدخلت في المنطقة، وأول تدخل جدي للولايات المتحدة في هذه المنطقة كان عام 56 لصالح العرب ولرفع العدوان الثلاثي عن مصر، إذن لم.. أنا.. أنا ابن لبنان، لبنان لم ينشأ أصلاً كدولة إلا بتضافر عوامل الداخل وعوامل الخارج، العراق نفس الشيء، أنت ابن سوريا وسوريا نفس الشيء.

[موجز الأخبار]

د.فيصل القاسم: لو أخذنا بعض المشاركات من الإخوة المشاهدين، شرف كريم من العراق يقول: على من يدعو للمقاومة في العراق أن يشعر بالخجل، لأن الأميركان جاءوا لتصحيح خطأ فادح في العراق.

بالنسبة للتصويت هناك يعني المعادلة مختلفة، لدينا التصويت يقول: هل يجب مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق؟ 89% يؤيدون مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق، 11% لا يؤيدون.

على أي حال بإمكانكم التصويت على هذا الموضوع على الرقم من داخل قطر: 9001000 من جميع أنحاء العالم: 009749001900

مصطفى بكري في القاهرة، سمعت ما قاله يعني نديم قطيش هنا في الأستوديو، يعني ألا تعتقد أن هناك تناقضاً في.. في مثل هذا الطرح، يعني من جهة نسمع كلاماً بأن الأنظمة العربية متخوفة من نجاح المشروع الأميركي في العراق، وفي الوقت نفسه نحن نعلم جميعاً بأن الغزو الأميركي للعراق لم يتحقق لولا الدعم العربي شبه الكامل والتآمر العربي شبه الكامل -إذا صح التعبير- على.. على العراق كيف ترد؟

مصطفى بكري: بالتأكيد، نحن لو عدنا إلى الخلف قليلاً في قمة بيروت وفي قمة شرم الشيخ كان الموقف واضحاً، اعتبار أي تهديد لأي بلد عربي هو تهديد للأمة العربية كلها، ومطالبة الدول العربية جميعها بعدم تقديم أية تسهيلات عسكرية لأي قوة معادية يمكن أن تندلع أو تقوم بعدوان ضد بلد عربي آخر.

على أرض الواقع تسعة قواعد من التي كانت تنطلق منها الصواريخ والطائرات سبعة منها في دول عربية، أربع مداخل أساسية للغزو ثلاثة منها في دول عربية، لم يعبأ أحد بقرارات القمة ولا بقرارات مجلس وزراء الخارجية العرب، لأني أعتقد بالفعل أنه لولا التواطؤ العربي، ولولا أن فتح العرب لأول مرة في تاريخ العمليات الاستعمارية لأول مرة تفتح الأراضي والأجواء والممرات لعدوان نحن ندرك من البداية أهدافه، ونحن أيضاً أمام تناقض، إذا كنتم قد اتخذتم هذه القرارات، فكيف يمكن بالفعل أن تقفوا على النقيض منها، وأن تساعدوا العدو على احتلال بلد عربي آخر؟

أنا أعتقد أن كثيرين كانت تحكمهم النظرة الضيِّقة، فلننتهي من صدام حسين، ونسوا أو تناسوا أن المخطط أكبر بكثير جداً من صدام حسين، القضية ليست قضية إسقاط نظام سياسي، ولكن القضية بالأساس قضية إسقاط دولة واحتلال دولة من..

د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: وتهديد غيرها.

مصطفى بكري: سقط صدام حسين.

د.فيصل القاسم: صح.

مصطفى بكري: أين.. ما هو الموقف الآن؟ الآن الوضع مشتعل أمام سوريا.. في مواجهة سوريا ذات الحجج، تأوي المقاومة، ربما يكون لديها أسلحة دمار شامل، تساعد المقاومة العراقية، وقس على ذلك كثيراً، وهذه لغة يمكن تفسيرها على لبنان يا أخ نديم، السعودية أيضاً تتهم الآن بأنها تنتج الإرهاب، اليمن تتهم كذلك، أي بلد.

غداً الكويت يمكن أن تتهم بأن لديها تيار إسلامي قوي، فعليها أن تتخذ مواقف، وإلا فأنها ستلحق بولاية العراق، وهكذا الحال، إذن نحن علينا من البداية أن ندرك أن هناك تناقضاً ما بين حقيقة الأهداف الاستعمارية المعلنة ويفترض أن نتعلم.. يفترض أن نتعلم من التاريخ، يا أخي (نابليون) عندما دخل مصر في.. في يوم من الأيام وزع منشوراً وقال: جئت لإنقاذ المصريين من الظلم اللي واقع عليهم، وادعى أنه مسلم، وقال أنه يحترم القرآن، وبعد شهور قليلة كان يدخل الأزهر بخيوله، ويدنس الأزهر، وكانت ثورة القاهرة الأولى، المعتمد البريطاني قال: جئنا لننقذ المصريين المسحوقين من الظلم، فكان الاستعمار البريطاني 75 عاماً، الولايات المتحدة الأميركية عندما أرادت أن تضم الشمال الأميركي من المكسيك، وتستولي على العديد من الولايات، مثل تكساس، ولوس أنجلوس، وكاليفورنيا، وكثير من الولايات الأخرى، من البداية قالت إننا نريد إدخال المدنية في المكسيك، ثم اتضح أنهم يريدون احتكار تجارة القطن في تكساس، فاستولوا على تكساس، وخرج الرئيس الأميركي في هذا الوقت ليعلن بالفعل أن الولايات المتحدة الأميركية أصبحت تحتكر، المحتكر الوحيد لتجارة القطن، كذلك الأمر الادعاءات التي نراها متعددة في.. في فيتنام، في فيتنام بعد أن تدخلوا تحت زعم أن فيتنام ضربت الطرادين.. الطرادين الأميركيين في المياه الدولية، خرجت لجنة في الكونجرس بعد فترة من الوقت لتكذب الادعاءات، وتوجه الاتهامات إلى البنتاجون وإلى المخابرات المركزية الأميركية، أنهم ضحكوا على الرئيس الأميركي (جونسون) في هذا الوقت، وقالوا أنها ضربت في المياه الدولية، والحقيقة أن الطراد الأميركي دخل للمياه الإقليمية في فيتنام، فدفعت أميركا ثمن 57 ألف قتيل بعد أن دفعت بنصف مليون قتيل إلى فيتنام، واضطرت أن تنسحب تجر أذيال الخيبة والعار.

لا يجب أن نصدق المستعمر بأن أهدافه هي إنقاذ الشعب العراقي، إنقاذ الشعب العراقي، انظر إلى المشهد العراقي الآن، انظر يا أخي إلى ما يجري الآن في فلسطين، ما يجري الآن في فلسطين ما كانت إسرائيل..

نديم قطيش: ما به.. ما به المشهد العراقي، يا.. يا أستاذ مصطفى ما به المشهد العراقي؟ ما به المشهد العراقي؟ مجلس حكم تمثيلي يعد.. يعد، يا أخي مجلس حكم تمثيلي..

مصطفى بكري: ما كانت إسرائيل تجرؤ.. ما.. خراب ودمار..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.

نديم قطيش: يا سيد مصطفى.. اسمعني.

مصطفى بكري: الشعب العراقي انظر.. انظر إلى ما يجري في العراق، يا أخي.. أخي..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة دقيقة.

نديم قيطش: كي لا نلقي الكلام على عواهنه، لا يصح.. لا يجوز.. لا يجوز أنت تأخذ المسألة بشعارات، أنت تأخذ المسألة بشعارات فقط لا غير.

مصطفى بكري: يا أخي، اليوم خرجت مظاهرات، اليوم.. اليوم خرجت مظاهرات حاشدة في العراق لأن الأميركان اعتقلوا سيدة لأنها رفضت التفتيش، أين هي كرامة العراقي الآن؟

نديم قطيش: مجلس الحكم العراقي.

د. فيصل القاسم: دقيقة بس يا جماعة.. بس دقيقة.. يا جماعة بس دقيقة شوية، سيد مصطفى.. سيد مصطفى.. بس دقيقة واحدة.

مصطفى بكري: نعم.

نديم قطيش: يا أخي، العراق هو الذي.. فيه عندك عراقي الآن يتحدث على الإنترنت، يا أخي نحن أمام فضيحة، شعب عربي يريد مقاومة، وشعب عراقي يقول: لا أريد مقاومة، يا أخي هذه فضيحة.

مصطفى بكري: القضية.. القضية (..) الإنترنت..

نديم قطيش: أنت كنت تتحدث عن عدم التدخل في الشؤون العربية، فلتترك العراق وشأنه، فلتترك العراق وشأنه.

مصطفى بكري: من قال؟ ما.. ما هذا الذي يحدث كل يوم؟ يا أستاذ.. يا أستاذ.. يا أستاذ.. يا أستاذ لا يمكن.. لا يمكن.. لا يمكن.. لا يمكن، يا أخ نديم أخ نديم.

نديم قطيش: يا أخي، النخب العراقية اليوم تقول: لا نريد مقاومة، المقاومة يقوم بها بعض.. بعض المنتفعين من النظام السابق في ثلاث أقاليم صغيرة، مجلس الحكم الانتقالي، المجلس التمثيلي الوحيد.. التشكيل السياسي الوحيد في العالم العربي، الذي يحظى بهذه التمثيلية في.. في العالم العربي.

مصطفى بكري: أستاذ نديم.

د. فيصل القاسم: يعني أكثر الأنظمة ديمقراطية الآن موجودة في العراق؟

نديم قطيش: طبعاً.

د. فيصل القاسم: آه.

نديم قطيش: يا أخي عندك مجلس حكم تمثيلي.

مصطفى بكري: يا أستاذ نديم.

نديم قطيش: هو المجلس.. التشكيل السياسي الوحيد في العالم العربي، الذي يحوي أمين عام الإخوان المسلمين إلى جانب أمين عام الحزب الشيوعي، ليس تفصيلاً أن يكون وزير خارجية العراق كردياً، ليس تفصيلا، ليس تفصيلاً أن يكون الشيعة اليوم فاعلية سياسية رئيسية في العراق، بعد أن جاء علي حسن المجيد، الملقب بعلي الكيماوي، ووضع على دبابته عام 91 "لا شيعة بعد اليوم"، هذه ليست تفاصيل في حياة الشعب العراقي، والأستاذ مصطفى بكري يقول بأن على العرب، أو عليه الأميركيين أن لا يتدخلوا في شؤون العرب، أنا أقول له بأن هذا الصوت القومجي عليه أن لا يتسرب إلى العراق، لأنه قادر على تفجير المعادلة العراقية، وأنا أذكر السيد مصطفى بما حدث في لبنان..

د. فيصل القاسم: يعني السيد مصطفى صوته قومجي؟

نديم قطيش: طبعاً.. طبعاً، وأنا.. أنا مبسوط يا أستاذ مصطفى أنك عم تقول ها الكلام من القاهرة مش من قطر، وإلا كنت اتهمت بتهريب آثارات.

د. فيصل القاسم: كيف تهريب آثارات؟

نديم قطيش: لأنه هذا كلام يعني يتبع للمتاحف الأثرية السياسية في العالم العربي.

د. فيصل القاسم: يعني الكلام الذي تفضل به يعود إلى المتاحف.

نديم قطيش: طبعاً يا أخي لنتذكر.. لنتذكر تجربة لبنان، بنى المسيحيون في لبنان واحدة من أرفع الإدارات كفاءة في العالم العربي، وهذا بشهادة كل الأنظمة العربية.

مصطفى بكري: يا أستاذ.. أستاذ نديم.

نديم قطيش: للأسف الشديد في لحظة ما.

مصطفى بكري: يا أخي العزيز.

نديم قطيش: كان هناك بعض الرجعية المسيحية التي التقت مع.. مع تدخل الخطاب الوطني، وأدت إلى تفجير المعادلة اللبنانية عام 75، يعني خلينا نتذكر كيف اتدخل العامل الوطني وفجر الحالة اللبنانية؟ وقبله فجر المعادلة الأردنية، هذا الصوت الذي نسمعه الآن، والذي عنوانه: عرب يريدون المقاومة، وعراقيون لا يريدون، فلتتركوا العراقيين وشأنهم، فلتتركوا العراقيين وشأنهم، بس مش أكثر من هيك، إذا العراقي بده يقاوم فليقاوم، بس.

د. فيصل القاسم: طيب بس لكن.. لكن يعني لم تجب على نقطة.

مصطفى بكري: يا سيدي.. يا سيدي، أريد أن أوضح.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة مصطفى بكري، لم تجب على نقطة مهمة جداً حتى الآن، ألا وهي أنه يعني كيف يمكن أن.. أن توازن بين القول بأن الأنظمة العربية الآن مرتعبة -إذا صح التعبير- من الوجود الأميركي في المنطقة ومن مضاعفات هذا الزلزال بأن تحدث بعض التغيرات، وفي الوقت نفسه الأنظمة العربية -كما قال لك مصطفى بكري- هي التي مهدت لهذه الغزوة.

نديم قطيش: هي تقدم رشاوى..

د. فيصل القاسم: كيف رشاوى..

نديم قطيش: تقدم رشاوى على أمل.. على أمل أن يرضى عنها النظام الأميركي، طبعاً.. يعني طبعاً الموقف الأميركي، الغطرسة الأميركية الحالية غطرسة لا يمكن الدفاع عنها بأي شكل من الأشكال، ولكن هذه الأنظمة ترى بأنه يا أخي بنبيع الأميركان بها المحل بنفوتهم على.. على.. على ها الصحراء، بنفوتهم على ها القاعدة الأميركية، نفتح طيران، إلى ما هنالك، على أمل.. على أمل أن نبقى في الحكم، وليس كما حدث في المعادلة التركية، أن مجلس النواب صوَّت ضد إرسال الجنود أو ضد فتح الجبهة الشمالية والمشاركة في الحرب، ليس حفاظاً على النظام.. ليس حفاظاً على النظام، لأنه النظام يعرف بأنه سيذهب، وسيأتي من ضمن آلية تداول السلطة، وإنما حفاظاً على العقد السياسي التركي، حفاظاً عل المؤسسات، حفاظاً على دستورية القرار السياسي في تركيا، وليس كما حدث في العالم العربي، حفاظاً على الكرسي، هذه الأنظمة المتمسكة بكراسيها، تريد أن ترشي الأميركي هنا وهناك، لأنه الأميركي وقف إلى جنبها في يوم ما، النظام الأميركي دعم ديكتاتوريات في العالم العربي، وانقلب على ديكتاتورية في العالم، أنا لا أدافع عن الأميركيين، إنما أقول جاء الأميركيون وخلصونا من جحيم صدام حسين، وعلينا أن نذهب إلى جنة ديمقراطية بأرجلنا وليس بأرجل الأميركيين، الأميركي مش دير للرهبان، البيت الأبيض مش دير للرهبان، ولا الأميركان حابين يطلعوا على الجنة، الأميركيين عندهم مصالح تبدأ من النفط وتنتهي بالموقع الاستراتيجي لهذه المنطقة، وهذه مصالح معروفة ومكشوفة، ولا يعني لا.. لا تحتاج إلى شطارة. من الصحافة أو غير للقول بأنه.

د. فيصل القاسم: ولكن.

نديم قطيش: عندها مصالح يا أخي.

د. فيصل القاسم: ok ولكن كيف نستفيد نحن من.. من هذا؟

نديم قطيش: فيه حالة عراقية، يعني كلام مصطفى بكري بيرد العدوان الأميركي، كلام مصطفى بكري بيرد العدوان الأميركي؟ كلام مصطفى بكري لا يؤدي إلا إلى إبقاء السيد الرئيس المناضل الأخ القائد صدام حسين متربعاً على كرسيه، ولا يؤدي إلا إلى إدامة السكين الصدامي في نخاع العراق، فقط لا غير.

د. فيصل القاسم: طيب وكيف يعني كيف يمكن أن يتأثر العالم العربي بهذا الوجود الآن يعني؟

نديم قطيش: يا أخي، أنت.. أنت رأيت كيف أن سقط نظام.. سقط تمثال صدام حسين في ساحة بغداد، وارتعشت بقية.. بقية التماثيل في بقية العواصم العربية، وإحدى النكت، يعني الهمس من وراء ظهر المحكوم، النكتة دليل سياسي، إحدى النكت كانت تقول بأن هذا النظام العربي (×) منع استيراد النعال.

د. فيصل القاسم: الأحذية.

نديم قطيش: الأحذية حتى لا تضرب تماثيلهم عندما يسقط النظام، يعني نحن أمام حالة فظيعة، هذه أنظمة فاقدة للشرعية، هذه أنظمة، الناس بتدافع عن كرامتها يا دكتور فيصل، الناس بتدافع عن مصالحها، الناس بتدافع عن.. عن حياتها، بدك تدافع عن شو بالعراق؟ تدافع عن موتى، تدافع عن مساجين لا يعرفون بأن النظام البائد قد انقرض؟

د. فيصل القاسم: طب وهل ينطبق ذلك.. كيف ينطبق ذلك على بقية العالم العربي؟ هذا أنت.. هناك حالة عراقية، لماذا تريد أن تعممها على العالم العربي؟

نديم قطيش: ماذا يحدث في السعودية الآن؟ ماذا يحدث في سوريا الآن؟ ماذا يحدث في الأردن؟ ماذا يحدث في بيروت؟ ماذا يحدث في كل العواصم العربية؟

د. فيصل القاسم: ماذا يحدث؟

نديم قطيش: شو..؟ مش عم تقرأ صحف؟

د. فيصل القاسم: لأ، أنا عم أسألك يعني؟ أنا أريد أن أعرف؟

نديم قطيش: يا أخي.. يا دكتور فيصل، قلت لك في بداية هذه الحلقة، نحن أمام نهاية لهذا النظام الذي يريد أن يحارب إسرائيل بتدمير مجتمعاته. هذه.. هذه الشعوب يعني باللبناني قرفت وزهقت، وما عاد عندها أي حد أدنى من.. من آليات الصمود، تريد الخلاص بأي شكل، إجا الأميركي أو ما إجا الأميركي.

د. فيصل القاسم: طيب بس يا سيدي، إذا كانت تريد الخلاص، أنا لدي شارع الآن يصوت على.. على.. بالتليفون، يعني يرفع الهاتف ويصوت في هذا البرنامج، على سؤال هو: هل يجب مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق؟ عدد 83% من المصوتين يريدون إفشال ومقاومة المشروع الأميركي في العراق، هذا ينسف كل مقولاتك، كل مقولاتك حول التأثيرات الإيجابية للزلزال العراقي على بقية الأنظمة العربية، الناس ضد كلامك يا أخي، فيعني كيف تدعي أنك تمثلهم وتنقل مشاعرهم؟

نديم قطيش: أنا قلت لا أدعي بأني أمثل أحد، .. لم أصل إلى هذا الكرسي بالانتخابات.

د. فيصل القاسم: لكنك تنقل مشاعر.. ما الذي.. ما الذي أقنعك بأن الشعب العربي يفكر بالطريقة التي تفكر بها أنت؟

نديم قطيش: السجون، المدارس، يعني إحدى البلدان العربية بدون ما نذكرها، 6% من.. من شعب هذه الدولة يمتلك 86% من.. من دخلها ومن ثرواتها، وهذا.. هذا المثل ينطبق على أمثلة عديدة في العالم العربي، إنما أقول لك بأن فيه أعطال جدية بحداثتنا، فيه أعطال جدية بعلاقتنا مع الاستعمار، كان عم يحكي إنه.. إنه نابليون وصل، وتفاصيل نابليون، ولكن ينسى الدكتور مصطفى بكري بأن نابليون أو حملة نابليون أدخلت مصر والعالم العربي في الحداثة آنذاك.

د. فيصل القاسم: والحضارة.

نديم قطيش: ينسى.. ينسى الأستاذ مصطفى بكري بأن التأريخ لما يسمى بالنهضة العربية بدأ عام 1882 مع الاحتلال البريطاني، ينسى هذا الشيء، إنما ما حصل.. إنما ما حصل هو انقلابنا على ما حمله الاستعمار من قيم حدثية، وأُصبنا بما أصاب الذي رمى الطفل مع الغسيل الوسخ، كبينا الحداثة، انقلبنا على.. على.. على البرلمانات.. البرلمانات المنتخبة، ضربنا الجامعات، ضربنا الإرساليات، حولنا مجتمعاتنا إلى مجتمعات ستالينية، فقط لأن الحداثة كانت من محمولة الاستعمار، والآن نفعل نفس الشيء، نفعل الشيء، نقول بأن يا أخي.

د. فيصل القاسم: بحجة مكافحة الاستعمار؟

نديم قطيش: أنه.. أنه يا أخي الديمقراطية جايبها الأميركيين (يعرضوا) لنا إياها، هاي بدنا إياها والديمقراطية ضرورية، وإذا كان فيه أي مشروع لتحرير فلسطين، فلا يمكن إلا عبر مشروع ديمقراطي شرعي يحرر فلسطين، أما أي كلام آخر فكلام فاضي، والدليل جيش القدس الذي بناه الأخ القائد المناضل صدام حسين، يريد أن يحرر القدس فسقطت بغداد، يا أخي، هايدا مش.. يعني.. يعني مش.. مش.. مش لحظة هاي فيه نقفز عنها ونتجاوزها إلى كلام شعاراتي، وكلام خاوي، وتمثل حالة جوبلزية، بمعنى جوبلزية بدون هتلر..

د. فيصل القاسم: إله علاقة بوزير إعلام هتلر.

نديم قطيش: بجوبلز بالضبط.. بالضبط، يعني السخونة اللفظية، والهواء الساخن والخطابات من دون أي قوة تسندها، هذا كلام فاضي وكلام فارغ.


الإصلاحات الجارية في الوطن العربي خوفا من التدخل الأميركي

د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً، طيب سيد مصطفى بكري، سمعت هذا الكلام يعني على عن.. عن.. ونحن.. ونحن

مصطفى بكري: أريد أرد وأعطيني الفرصة لو سمحت.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس خليني أسألك سؤال، ونحن نبقى في يعني خلينا نلم الموضوع كي لا نبتعد قليلاً عن.. عن النقطة الأساسية في هذا البرنامج، ألا وهي تأثيرات.. تأثيرات الوجود الأميركي في المنطقة الآن بما يحدث من إصلاحات وحركات وإلى ما هنالك من.. من هذا الكلام، طيب السيد قطيش عاد بك إلى ما قبل الحملة الفرنسية على مصر قبل أكثر من مائتي عام، أنت تعلم أن مصر في ذلك الوقت.

نديم قطيش: المماليك.. المماليك.

د. فيصل القاسم: في عهد المماليك، كانت تعيش ما قبل التاريخ من حيث الحضارة، جاء الفرنسيون فتحركت البلاد وبدأت النهضة، وإلى ما هنالك من هذا الكلام، الشيء نفسه أنت تقول: أن التاريخ يعيد نفسه، فعلاً التاريخ يعيد نفسه، المنطقة العربية في حالة سبات، في حالة جمود كامل، في حالة ديكتاتورية لا.. لا تريد أن تصلح، يعني تصلح من نفسها قيد أنملة، المجتمع العربي تحجر سياسياً واقتصادياً وثقافياً وفكرياً، واجتماعياً، لا أحد يتحرك إلا بفعل الحذاء الأميركي، فمرحباً بهذا الحذاء كما يقول لك سيد قطيش.

مصطفى بكري: اتركني أتحدث يا دكتور بعد إذنك يعني.

د. فيصل القاسم: تفضل.

مصطفى بكري: أولاً: بداية لا يمكن بأي حال من الأحوال القول بأن النهضة الحضارية في مصر بدأت مع الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882، وإلا نحن نتجاهل المشروع النهضوي لمحمد علي، الذي بدأ منذ عام 1805، ونتجاهل قبل ذلك الدور التأثيري والحضاري والفاعل للحضارة العربية الإسلامية، عندما كان الأوروبيون في الكهوف، وعندما كانت جامعة قرطبة يرسل إليها الفاتيكان برجاله، حتى يستطيعوا أن يتعلموا.

نديم قطيش: طبعاً أنا إحنا نتكلم عن النهضة فقط.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.

مصطفى بكري: كانت هناك نهضة حقيقية، أنا أريد أن أقول أولاً: قضية الديمقراطية ليست قاصرة، غياب الديمقراطية ليس.. أو التخلف الديمقراطي بمعنى صحيح ليس قاصراً على الدول العربية فحسب، ولكنها ظاهرة تمتد إلى غالبية دول العالم الثالث، بل أيضاً إلى الدول الكبرى، يا أخي أنا أقول لك مقولة قالها في يوم من الأيام عام 1979 حاكم (كليفلاند) في الولايات المتحدة الأميركية ماذا قال؟ قال بالنص: لا.. ليس لدينا ديمقراطية حقيقية، ليس لدينا إلا حزب سياسي واحد يدافع عن رجال الأعمال، هو خليط من الجمهوريين والديمقراطيين، هذه هي حقيقة الديمقراطية الأميركية، دي واحدة.

اثنين: إحنا بنقول أن هناك يوجد بالفعل قصور في.. ويوجد تخلُّف ديمقراطي نتيجة غياب بعض القيم الفكرية والثقافية الحقيقية، وأيضاً وجود بعض التقاليد البالية، ولكن هنا نستطيع القول أن هذا التخلف هو نتيجة وليس سبب، وعندما تطرح الولايات المتحدة الأميركية نفسها كنموذج فلا يجب أن تطرح نفسها كنموذج بقوة السلاح، ولكن قدرة التجربة في أن تكون ملهمة للآخرين، فيتجاوبوا معها بالأساس، نحن أمام سياسة أميركية معروفة، وديكتاتورية أميركية تعبر عن نفسها في مواجهة كل الحركات الديمقراطية، أمامك درس سيلفادور الليندي، أمامك درس (…)، أمامك وقوفهم مع الشاه، أمامك (…) اسمعني أكمل يا دكتور..

د. فيصل القاسم: طيب بس مصطفى بكري.. بس دقيقة واحدة.. بس دقيقة واحدة..

مصطفى بكري: أكمل أنا لا.. يمكن.. أنت أعطيته فرصة كاملة.

د. فيصل القاسم: أرجوك بس دقيقة وأعطيك المجال، بس دقيقة.. سأعطيك المجال، بس أنا بدي أسألك سؤال، اسمح لي أسألك سؤال.

مصطفى بكري: تفضل.

د. فيصل القاسم: السؤال المطروح أنت تتحدث عن النموذج الأميركي الآن في العراق كما لو أنه الشيطان الرجيم، والمعلومات القادمة من العراق ليست كما تسمعه في وسائل الإعلام دائماً، الوضع مختلف، وهناك تقارير كثيرة تتحدث عن يعني مئات الجرائد بدأت تظهر في العراق، مستوى المعيشة ارتفع بشكل كبير، أستاذ الجامعة في العراق كان يحصل على أقل من 50 دولار في الشهر، الآن يحصل على 1500 دولار، حركة التجارة ازدهرت، حركة الاقتصاد ازدهرت، المظاهرات بالشوارع، طيب لماذا نحن نريد أن نرفض كل هذه المظاهر الحداثية الديمقراطية القادمة مع ما تسميه الاحتلال الأميركي؟ هذا مش أفضل من أنك إذا واحد حكى عن أسعار البصل المعطن تحطه بالسجن 200 سنة يعني بحجة حماية الوحدة الوطنية والكلام الفارغ هذا؟ تفضل.

مصطفى بكري: يا دكتور.. يا دكتور، الديمقراطية في العراق قال عنها (رامسفيلد) في عمليات النهب والسلب، قال من حق الناس أن يقدموا أعمال إبداعية، ومن حقهم أن يسلبوا وينهبوا كما يريدون، هذه هي الحرية، هذا هو مفهوم رامسفيلد، الحرية الآن هي معناها تفكيك الوطن العراقي، هي معناها أن يأتوا بمجلس حكم انتقالي، قال عنه الرئيس (كلينتون) في يناير 99: لقد خصصنا 97 مليون دولار للقوى السياسية الآتية: المؤتمر الوطني العراقي، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، الحزب الوطني الكردستاني.. الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني، الحركة الدستورية الملكية، الحركة الكردية الإسلامية، الوفاق الوطني إياد علاوي، هذا كلام قاله، لماذا نتجاهل؟ لماذا يعني ذلك؟ يعني أن هؤلاء طبيعة في المغتصب الأميركاني نعم…

د. فيصل القاسم: طيب.. طيب بس أليس ذلك.. يا مصطفى بكري.. يا مصطفى بكري.. أليس ذلك.

مصطفى بكري: اسمعني.. نعم.

د. فيصل القاسم: أليس ذلك أفضل من الرئيس الأوحد والزعيم الأوحد المناضل الكبير صدام حسين وغيره؟ أليس ذلك أفضل منه إنه يكون عندك مجتمع مدني؟

مصطفى بكري: يا سيدي.. يا سيدي.. يا سيدي، إذا كان الأمر كذلك فلتذهبوا إلى جيش إسرائيل، ولتتخذوا من شارون إلهاً، إذا كان الأمر كذلك… نديم قطيش: ما العلاقة؟ لا إذا بتريد.. لا اعملوا معروف إذا بتريد، إذا يتريد..

مصطفى بكري: أما عن العراق صاحب الحضارة، صاحب الحضارة والتاريخ، يا سيدي.. يا سيدي يا سيدي اسمعني اكمل.. اكمل.

نديم قطيش: مصطفى بكري اعمل معروف.. اعمل معروف.. لأ مش أول الشيء مش أنت اللي بتوزع الشهادات بالوطنية على الناس.

مصطفى بكري: يا أخي، لماذا لا تعطيني الفرصة؟ لماذا لا يعطيني؟ يا أخي تحدثت كثيراً.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة..

نديم قطيش: الدمج بين إسرائيل، الدمج بين المجتمع الإسرائيلي والحديث عن الديمقراطية في العراق هذا اتهام مغرض وكلام حق أريد به باطل، هذا كلام حق أريد به باطل..

مصطفى بكري: إسرائيل هي أميركا وأميركا هي إسرائيل، يا أستاذ.. يا أستاذ.. يا أستاذ.. يا أستاذ.. أميركا.. (جورج بوش) يسمى شارون رجل السلام، جورج بوش يسمى الاعتداء على سوريا دفاع عن النفس.

نديم قطيش: يا أخي، لا أحد.. لا أحد يدافع عن جورج بوش.. لا أحد يدافع عن جورج بوش.. لا أحد يدافع عن جورج بوش.

مصطفى بكري: جورج بوش يقتل الشعب العراقي. يا سيدي.. يا سيدي.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. يا جماعة دقيقة..

مصطفى بكري: ماذا تقول؟ أنا أقول لك: هذا المجلس عندما جاءوا به، واحد اعتبر احتلال العراق عيد وطني، اثنين: أقسم اليمين أمام (بول بريمر)، ثلاثة: لا يستطيع أن يتخذ قراراً لأن بول بريمر هو الذي عينهم، وهو الذي له حق النقض.. حق الفيتو، هؤلاء مجرد إمَّعات، ثم تعالَ يا أخي، الذين يبحثون عن الديمقراطية، أليس أولى بهم أولاً أن يمتثلوا لحكم القضاء في الأردن وأن يسلموا السيد أحمد الجلبي، الذي سرق 300 مليون دولار من بنك البتراء، وحصل على حُكم صدر ضده حكم بـ 20 سنة؟ وفعل الأمر لديكم في لبنان، وفعله في سويسرا، أية شفافية؟ وأية كلام؟ تسلم القط مفتاح الكرار؟

نديم قطيش: يا أخي.. نحن

د. فيصل القاسم: طيب بس دقيقة.

مصطفى بكري: انظر إلى عمليات السلب والنهب التي جرت.. انظر إلى عمليات السلب والنهب التي جرت في العراق، هل تعرف أن الفتاة العراقية تباع الآن بـ 200 دولار، الفتاة العراقية تباع بـ 200 دولار، وتحدثني عن ديمقراطية، النساء يعتقلن، يعبث في أجسادهن يا أخي. أي ديمقراطية التي تتحدث عنها؟

د. فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر، كويس جداً.. سؤال مهم.. بس، طيب.. طيب كويس جداً..، إبراهيم مسلماني فرنسا، تفضل يا سيدي، إبراهيم مسلماني فرنسا.

إبراهيم مسلماني: مساء الخير دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم: اتفضل.. اتفضل.

إبراهيم مسلماني: أحيي الأستاذ بكري، وأقول للسيد قطيش أن العراق لكل مسلم وعربي مسيحي من المحيط إلى الخليج، عندما قام نابليون بغزو مصر قام سليمان الحلبي بقتل (كليبر)، وعندما قام العدوان الثلاثي على مصر قام جورج رمال بضرب البارجة البريطانية.

د. فيصل القاسم: سليمان الحلبي تقصد نعم.

إبراهيم مسلماني: أقول للشيخ السيستاني بالعراق عضو مجلس الحكم، الذي تشكر بوش، عار عليه وعلى إدعائه الإسلام أنه يتشكر بوش والولايات المتحدة لتحرير العراق، أقول: أن صدام كان ظالماً وأرسل الله له ظالماً أقوى منه ليدمره…

د. فيصل القاسم: طيب.. طيب بس سيد.. سيد مسلماني ما العيب؟ هذا كلام مهم جداً، ولدينا مقولة أنت تعرفها يعني موجودة مقولة دينية، "اللهم ادفع الظالمين بالظالمين"، يعني ما العيب أن يكون ذلك؟ يعني خلي ها الظالمين يصفوا بعضهم، خلي ها الظالمين الأميركان يصفوا ها الظالمين الثانيين هذا كلام تسمعه كثيراً بالشارع العربي الآن، يعني إن شاء بيجي الشيطان ويكبهم، هذا هو السؤال، أريدك أن تجيب عليه، ما بدنا ألف وندور ونحكي عن إنه وطنية وقومية وكذا، والشعب.. والشعب العربي في داخله يحن إلى أي.. للشيطان الرجيم كي يخلصه الآن، لازم نفهم، لازم نعرف إنه الشعب العربي الآن، الظالمين بالظالمين.

إبراهيم مسلماني: نعم.. العيب العيب.. الشيطان اللي صار.. الشيطان ذهب ولم يعد، الشيطان.. دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم: تفضل.. تفضل يا سيدي.

إبراهيم مسلماني: الشيطان صدام نسخة عن إبليس ذهب ولم يعد، وعار على الأنظمة العربية التي دعمت بوش بحربها على الشعب العراقي.

نديم قطيش: طب كيف..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة، طب كويس جداً.

إبراهيم مسلماني: هل هم؟ هل هم سعيدون باغتصاب أخواتهم العراقيات على يد الجنود الأميركيين؟ هل هم سعيدون بنهب آثار العراق؟ نهب بترول العراق على يد شركات بوش و كونداليزا رايس، ودونالد رامسفيلد، سوريا لا تخاف لا من أميركا ولا من إسرائيل، الدليل على ذلك مقولة رامسفيلد، أن 40% من المقاتلين والمجاهدين الأشراس هم من السوريين، هذا وسام شرف لسوريا.

د. فيصل القاسم: كويس.

إبراهيم مسلماني: يجب مواجهة القوات البريطانية والأميركية، هذا وسام شرف، ماذا تنتظر حكومات دول.. حكومات دول دعمت الولايات المتحدة؟ وباعت قيمها العربية والإسلامية من أجل بقائهم في الحكم، أو من أجل خلافة ابن الرئيس حسني مبارك جمال، لكي يحكم مصر بعد.. بعده من ذلك، أو حاكم قطر لكي يبقى في الحكم وتدعمه خوفاً من المملكة العربية السعودية، أليس هذا عار؟ أليس هذا عار طام في الأمة العربية والإسلامية؟ إلى متى؟ انهارت فلسطين وانهارت العراق؟ ماذا تنتظرون؟ ضرب سوريا وضرب الرياض؟

د. فيصل القاسم: كويس.. طيب كويس جداً، دكتور عصام نور الدين بيروت، تفضل يا سيدي.

د. عصام نور الدين: تحياتي لك يا دكتور فيصل.

د. فيصل القاسم: يا هلا.

د. عصام نور الدين: وتحية للأستاذ مصطفى بكري، وبداية أحب أن أقول إن السيد نديم قطيش لا يمثل كل اللبنانيين، ولا يمثل آراء اللبنانيين، وفي لبنان رجال أحرار لا يريدون الجنسية الأميركية، أو لا يحملونها ولا يسعون وراءها، ولا يسعون من أجل الحصول على جنسية أجنبية حتى يقولوا ما يقولون، الديمقراطية العراقية أو الديمقراطية الأميركية في العراق ما هي؟ هي تقسيم العراق إلى ثلاث دول.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب بس كي لا نكرر نفس الكلام هذا سيد عصام الدين، نحن سمعنا هذا الكلام، نحن نريد أن لا نكرر هذا الكلام، قاله السيد مصطفى بكري، نريد أن نتحدث عن التأثير الأميركي على المنطقة.

د. عصام نور الدين: هذا ليس ذلك، التأثير الأميركي على المنطقة هو تقسيم العراق، وتقسيم الدول العربية، ومحاصرة سوريا ولبنان، بغية جعل الطريق سالكة أمام الاحتلال الإسرائيلي لسوريا وللبنان ولبقية الدول العربية.

د. فيصل القاسم: حلو.

د. عصام نور الدين: والاحتجاج بصدام حسين، أن الدخول إلى العراق كان من أجل تخليص الشعب العراقي من صدام حسين يشبه تماماً مقولة شارون ومقولة الليكود الإسرائيلي بأن عرفات هو الذين يقف عثرة ضد السلام.

يا أخي، الديمقراطية في.. الأميركية في العراق هي ديمقراطية الجزمة، هي ديمقراطية تحويل بنات العراق -كما قال قبلي المتصل الكريم- إلى غانيات، هي حرق العراق هي تقسيم العراق، ونحن نرى كل يوم حتى على (الجزيرة) المظاهرات التي تطالب برحيل الأميركان، فلماذا لا يرحلون؟

د. فيصل القاسم: طيب.

د. عصام نور الدين: يا أخي العزيز، قتال الأميركيين في العراق وفي غير العراق واجب وطني وإنساني وقومي، أما الإدعاء ببعض الألفاظ القومجية وما إلى ذلك، فهو هرب من المشكلة الحقيقية، أميركا جاءت -كما قلت -لتطويق سوريا وإذلالها، ولتطويق الإيرانيين وإذلالهم، ولتطويق المملكة العربية السعودية وتقسيمها، ولفرض الإرادة الصهيونية من أجل إقامة إسرائيل الكبرى، وكل محاولة غير ذلك هي.. وكل كلام غير هذا الكلام يصب في مصلحة إسرائيل، نحن لا نستطيع أبداً أن نفصل الوجود الأميركي في العراق عن الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة.

د. فيصل القاسم: حلو.

د. عصام نور الدين: ولذلك كما نقاتل، كما قاتلنا الإسرائيليين في لبنان وكما هزمناهم، وكما يقاتل شعبنا العربي اليوم في فلسطين المحتلة، وكما يقاتل أهلنا في العراق، العراقيون يقومون بأروع أنواع المقاومة، يعني في.. عندما دخلت إسرائيل إلى لبنان انتظرنا شهراً أو بعض شهر حتى بدأت المقاومة، في العراق بدأت المقاومة من اليوم الأول، وأما الادعاء بأن هذه المقاومة هي سُنية أو شيعية أو ما إلى ذلك، فما ذلك إلا دعاية صهيونية، هي تسخيف للمقاومة، هي محاولة..

د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً.

د. عصام نور الدين: هي محاولة إلغاء هذه المقاومة ولإعطائها وجها إرهابياً.

د. فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، الفكرة وصلت أشكرك جزيل الشكر.

[فاصل إعلاني]


الاحتلال الأميركي للمنطقة وحجة تصدير الديمقراطية

د. فيصل القاسم: بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة: هل يجب مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق؟ للتصويت من داخل قطر 9001000 ومن جميع أنحاء العالم 009749001900

على أي حال النتيجة 80% يدعون إلى مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق، بدأت تخف، 20% يعارضون مقاومة الأميركان، وإفشال مشروعهم في العراق.

نديم قطيش، طبعاً هجوم عنيف على أفكارك المتأمركة والمتصهينة، بين قوسين، وأنا أريد أن أقول لك يعني.. أنت قبل قليل دخلت في التاريخ، وكيف المماليك يعني خلصوا مصر، عفواً كيف أن الفرنسيين خلصوا مصر من ظلم المماليك وانحطاطهم وإلى ما هنالك، ووضعوهم على طريق الحضارة، لكن لماذا لا نستعيد التاريخ أيضاً بطريقة مختلفة، إذا استعدنا كيف احتلت فرنسا الجزائر في قصة بسيطة جداً، أنت تعلم القنصل الفرنسي في الجزائر ضرب من قبل الداي بكشاشة الـ.. بكشاشة الذبان كما تعلم، واعتبرتها فرنسا يعني..

نديم قطيش: إهانة عظيمة.

د. فيصل القاسم: إهانة عظيمة وإلى ما هنالك، وبموجب هذه.. هذا يعني الحجة الضعيفة جداً غزت الجزائر، وبقيت فيها تعرف كم بقت 130 سنة، ولم تكتفِ بالجزائر، بل احتلت بعد ذلك تونس والمغرب، نفس الخطة الأميركية الآن تطبق أمام أعيننا، بحجة تصدير الديمقراطية وحقوق الإنسان، والكلام الفارغ

نديم قطيش: مش كلام.. كلام..

د. فيصل القاسم: نأتي إلى العراق، والآن نهدد سوريا، ونهدد لبنان، ونهدد إيران، ونهدد السعودية، يعني نفس السيناريو الفرنسي قبل مئات السنين يندرج أمامنا، ونحن نتحدث عن هذه.. تفضل.

نديم قطيش: هايدي.. هايدي.. هايدي المقدمات الطويلة.. تغيب السؤال الرئيسي، من الذي أتى بالأميركي ليهدد سوريا؟ وليهدد إيران؟

د. فيصل القاسم: من؟

نديم قطيش: يا أخي، النظام نفسه، تخلف النظام نفسه.

د. فيصل القاسم: النظام العربي.

نديم قطيش: طبعاً.. طبعاً أنا بدي أنا بدي أوافق معه..

د. فيصل القاسم: طب كيف.. يعني بس قل لي بس.

نديم قطيش: أنا بدي أوافق معه الأستاذ مصطفى..

د. فيصل القاسم: اشرح لي إياها، كيف يعني؟ كيف تخلف النظام العربي؟ ما بدي كلام يعني فقط كلاشيهات.

نديم قطيش: إذا.. إذا أنت مشاركتك بالاقتصاد بالعالمي لا تتجاوز 1% أو 2%، وفيه عندك واحد مجنون اسمه صدام حسين بيقول: أنا بدي أوقف النفط عن الأميركان، إنه كيف.. كيف بدها تسمح لحالها حضارة بحجم الحضارة الأميركية واقتصاد بحجم الاقتصاد الأميركي..

د. فيصل القاسم: طيب يا أخي تعود وتدور.. طيب لنفترض أن صدام حسين كان نشازاً في المعادلة الدولية، وتخلصوا منه، لماذا الآن تمتد اليد الأميركية إلى مناطق أخرى؟

نديم قطيش: لأن الأنظمة العربية تختلف عن صدام حسين بالدرجة وليس بالنوعية.

د. فيصل القاسم: كيف؟

نديم قطيش: هذه أنظمة صدامية، إنه صدام شيخ طريقة بالعنف والديكتاتورية، عنده طريقة خاصة صوفي بها المحل، ولكن الأنظمة العربية الأخرى معلش خلي يعني خلي الدكتور عصام نور الدين يقول لي شو مآثر الديمقراطية بالعالم العربي، وين شايف هو، وين في وضع كويس ومنيح لحتى ندافع عنه بالعالم العربي؟ وين؟ خليه يخبر يرجع يتصل مرة ثانية ويخبرنا وعلى كل حال أنا بأعرف يحكي لي بيروت ويخبرني وين مآثر الديمقراطية، بعدين الحكي عن من..

د. فيصل القاسم: بس قضية تفسر لي الفكرة هذه كيف يعني تريد أن تشبه يعني بشخطة قلم تشبيه هذا صدام حسين ببقية الأنظمة العربية؟ كيف يعني؟

نديم قطيش: يعني أنا ما بأعرف ليش مصر إنك ما تشوف الشبه، بس إنه.. طيب، السجون العراقية ألا يوجد لها شبيه في.. في.. في بقية الدول العربية. بكاملها بكل العواصم دون أي استثناء يعني عم بيقول إنه البنت العراقية صار حقها 200 دولار مش هيك؟ على القليلة يعني سخيف المثل اللي راح أقوله، بس يا أخي كان عدي.. عدي كان يغتصبهم ويقتل أخواتهم ويقتل أبوهم يعني.. يعني عيب الآن.. عيب الآن الإشارة.. الإشارة إلى هذا..

د. فيصل القاسم: يعني الحاكم.. الحاكم المحلي يغتصب ويلعن أبو.. يعني مش مشكلة، أما الغرب..

نديم قطيش: طبعاً.. يا أخي طبعاً يا أخي، اغتصب يا أخي اغتصب.. اغتصب نساء و اغتصب، وكان يرسل شرائط لضباط الجيش العراقي الذين أخطأوا أخطاء بسيطة وهو يغتصب نساءهم، يعني عيب.. عيب هذا ها الصحوة الإنسانية..

د. فيصل القاسم: الأخلاقية..

نديم قطيش: التي يراد بها باطل الآن في الوقت اللي ما سمعنا، اللي زاروا العراق لكسر الحصار، واللي زاروا ليبيا لكسر الحصار وبيناتهم مصطفى بكري حكيوا عن انتهاكات حقوق الإنسان، وحكيوا عن السجون وحكيوا عن.. المهم أنا بدي فيه عندي كذا نقطة بدي أرد عليها إذا سمحت لي.

د. فيصل القاسم: أيه تفضل.

نديم قطيش: أولاً: يعني كلام إنه متصهين ومتأمرك كلام مرده على نفس المتحف اللي حكينا عنه بداية الحلقة اللي هو كلام أثري، أنا أزعم بأنه إذا كان فيه تيار يريد محاربة إسرائيل، فهو التيار الذي أمثله، التيار الديمقراطي، التيار الليبرالي، التيار الذي يحق له أن يدافع عن حقوق الأقلية العربية، لأنه لم ينتهك حقوق.. حقوق الأكراد، ولم ينتهك حقوق الأشوريين، ولم يسحل الشيعة، ولم.. ولم.. ولم.. وإلى ما إلى ذلك، إذن من يريد أن يدافع عن حقوق الأقلية العربية في إسرائيل، ومن يريد أن يدافع عن الفلسطينيين عليه أن يكون ديمقراطي، عليه أن يكون أخلاقي.

د. فيصل القاسم: ويحترم شعبه في الداخل.

نديم قطيش: وعليه أن يحترم شعبه في الداخل، هذه نقطة.

المقارنة بين المقاومة اللبنانية والمقاومة العراقية يعني مقاومة.. مقارنة سخيفة ومقارنة تطال من.. من.. من معنى المقاومة في لبنان، هذه المقاومة التي أنجزت مشروع تحرير تحت عنوان وطني، مقر بدستور وكان عنوانها واضح، كلنا نعرف مشروع السياسي لهذه المقاومة، وكلنا نعرف المشروع السياسي لحزب الله الذي اضطر لتحويل والتأقلم مع آليات الديمقراطية في لبنان، وحول مشروعه من مشروع دولة إسلامية إلى مشروع..

د. فيصل القاسم: وطني.

نديم قطيش: وطني وحزب يشارك وعنده نواب في البرلمان، ومرشح أن يدخل الحكومة، ونريد لحزب الله أن يدخل الحكومة، ونريد لحزب الله أن يكون حزب سياسي في لبنان، ونريد له أن يكون فاعلا ضمن اللعبة الديمقراطية والحزب على وعي كافي وعلى دراية كافية وقيادة الحزب على دراية كافية بهذه الناحية، أما المقارنة فهي مقارنة يعني سخيفة ويراد منها..

د. فيصل القاسم: طيب.

نديم قطيش: ويراد منها تفخيخ، لأ اسمح لي.. اسمح لي هذا الكلام لازم يتوضح، هذه مقارنة يراد منها تفخيخ المعادلة الديمقراطية في العراق، مثل ما قلت لك مثل ما تسرب الخطاب الوطني على بيروت وفجَّر المعادلة الديمقراطية والمعادلة الحديثة وحولنا إلى.. إلى إلى بلد يعاني من الفساد، أيضاً سيحدث نفس الشيء في العراق..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.

نديم القطيش: أما الكلام عن أحمد الجلبي.. لحظه بس.. بس.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة بس.. بس خليني نقطة فيه نقطة مهمة تعود يعني تحور وتدور وتتحدث عن الديمقراطية القادمة مع الأحذية الأميركية، يعني صرت مكرر لي إياها 9500 مرة

نديم قطيش: طيب.

د. فيصل القاسم: أنا أريد أن أقرأ لك ما قاله بالحرف الواحد قبل أيام، (جيفري ساش) في "الفاينانشيال تايمز"، وهي من أهم الصحف البريطانية، بالحرف الواحد قال: أميركا ليست في العراق لخلق الديمقراطية، ولا لتسريع التنمية الاقتصادية، ولا لمصادرة أسلحة الدمار الشامل ولا لمقاتلة الإرهابيين بل لخلق قاعد سياسية وعسكرية طويلة الأمد لحماية تدفق نفط الشرق الأوسط، وهذا أمر معروف في كل منطقة الخليج، حيث الشعوب المحلية هناك عوملت طيلة قرن باحتقار، أولاً من جانب الإمبراطورية البريطانية، ثم من الولايات المتحدة، فعقداً بعد عقد كانت هاتان القوتان تعارضان الحكم الديمقراطي، وتسقطان الحكومات الشعبية، وتقفان مع الحكام الأوتوقراطيين والفاسدين وهذا دوماً من أجل النفط.

نديم القطيش: يا أخي هذا كلام نعرفه هذا الكلام نعرفه.. هذا كلام نعرفه..

د. فيصل القاسم: دقيقة هذا بالنسبة لجيفري شاس، (مايكل ميتشلر) وزير البيئة البريطانية في الفترة بين أيار 97 وحزيران 2003، قال: حصيلة كل التحليلات هي أن الحرب العالمية ضد الإرهاب لها كل معالم الأسطورة السياسية التي تُنشر لتعبيد الطريق أمام جدول أعمال مختلف كلياً، وهو الخطط الأميركية للسيطرة على العالم، من خلال تأمين السيطرة على إمدادات النفط بالقوة، وبتيجي بتضحك علينا بالديمقراطية يا سيد قطيش.

نديم قطيش: أنا مش عم بأقول لك الأميركان جايين لحتى يجيبوا ديمقراطية، ولا عم أقول لك تعالَ ندافع على الأميركان، وتعالَ ندافع على الاحتلال، ولا.. لا.. لا متأمرك ولا متصهين عم، بأقول بساطة شديدة: هذا الاحتلال وفر فرصة في العراق لم يكن ليوفرها بقاء نظام صدام حسين هذا أولاً، وهي أن الآن فيه نوع من الوحدة الوطنية العراقية، فيه مجلس تمثيلي يضم كافة شرائح المجتمع، بما فيهم أحمد الجلبي، اللي يعني عندنا تحفظات على ملفه المالي و..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طب هذا بالنسبة للعراق، احكي لي عن الدول العربية الأخرى كيف يعني موضوعنا نحنا التأثيرات الأميركية على الدول العربية، احكي لي عن.. كيف يعني استفدنا نحنا منها، قل لي بكيف استفدنا؟ أو كيف يمكن أن نستفيد؟ كيف يمكن؟

نديم قطيش: أولاً.. أولاً: نستفيد يعني من يعني من يريد.. من يريد للعراق أن يستقل، عليه أن يدين هذه المقاومة، لأنها تؤخر إنجاز أي مشروع مؤسساتي في العراق، لأنها تؤخر أي إنجاز حقيقي وجدي ديمقراطياً ومؤسساتياً ودستورياً في العراق، عليه أن يدين هذه المقاومة ليفسح المجال أمام تأسيس بنية دستورية وشرعية في العراق، وبالتالي تحصين هذه البنية بشرعية عربية في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، لمنح.. لانتزاع المزيد من الصلاحيات، لانتزاع المزيد من.. من الشرعية مقابل الأميركي، وبالتالي مطالبة الأميركي بالانسحاب.

د. فيصل القاسم: عراقياً.. عراقياً احكي لي عربياً.

نديم قطيش: هذا أولاً.. هذا أولاً.. هذا أولاً هذا أولاً.. ثانياً: اللي مشغول اللي مشغول بمحاربة الأميركيين في العراق من أمثال الأستاذ مصطفى بكري أو آخرين عليه أن يذهب، يعني ما يحكى لنا عن الفساد، معلش ما.. يعني ما حدا يتبجح اليوم بالحكي عن فساد أحمد الجلبي بالعراق، يروح يحكي عن الفساد بمصر، يروح يحكي عن الفساد بمصر، اللي عم بيحكي عن الفساد بلبنان وعم بيحكي عن المقاومة يروح يحكي عن الحالة المزرية اللي وصل لها الاقتصاد اللبناني.

د. فيصل القاسم: 30 مليار دولار ديون.

نديم قطيش: اللي عم يحكي.. بكل دول العربية، من الرباط إلى بيروت لا أستثني أحداً.

د. فيصل القاسم: هذه قصيدة مشهورة لـ.. يعني.

نديم قطيش: مظفر النواف.

د. فيصل القاسم: مظفر النواف، طيب تفضل.

نديم قطيش: أما الحديث..

د. فيصل القاسم: لا أدري إذا كنت تقصدها بنفس الطريقة.. تفضل.

نديم قطيش: أما الحديث.. أما الحديث.. أما الحديث عن أحمد الجلبي..

مصطفى بكري: يا دكتور..

نديم قطيش: أما الحديث عن أحمد الجلبي، الصحافة الليبرالية اللبنانية، كتبت وطالبت أحمد الجلبي بالتنحي ليعني ترتيب هذا الملف المالي والملف الاقتصادي -اسمح لي- وملف الفساد كي لا يبقى بقعة على الثوب العراقي، اسمح لي.. اسمح لي، أحمد الجلبي اليوم جزء من الواقع العراقي وجزء من الراهن العراقي، وجزء من الحالة السياسية زي اللي عم بيقود معارضة وكان، لا أدافع عنه، وإنما فلنترك الآليات الديمقراطية العراقية تسقط أحمد الجلبي في انتخابات حرة، فلنترك القضاء العراقي بكل ما يملكه من أدوات..

د. فيصل القاسم: يقتص من أحمد الجلبي، كويس جداً.

نديم قطيش: أن يقتص من أحمد الجلبي لا أن.. لا أن نقف ونتبجح اليوم بكل هذه بكل هذه.

مصطفى بكري: يا دكتور، أريد أن أتحدث يا دكتور يا دكتور.

د. فيصل القاسم: كويس جداً.

نديم قطيش: فيه.. فيه زلزال حدث في العراق لا يجب يا أخي يا فيصل لا يجب أن نضيء على هذه النقطة هنا وتلك النقطة هناك، للقول بأن ما حدث في العراق.

د. فيصل القاسم: كويس جداً، يجب أن نكون.. لا نكون انتقائيين، سيد مصطفى بكري، سمعت هذا الكلام، وأنت تحدثت عن الفساد وفساد.

مصطفى بكري: يا دكتور.. أقول لك أنا على.. بسرعة

د. فيصل القاسم: بس دقيقة خليني أسألك سؤال.. خليني أسألك سؤال، الفساد وإلى ما هنالك، وإنه هذا مشروع نهب وسلب واغتصاب إلى ما هنالك، بس بالله عليك سمعت نديم قطيش قبل قليل يقول إن في إحدى الدول العربية التي تتشدق بالاشتراكية 6% من الشعب يملك أكثر من 80% أو 85% من الثروة، وهذا يمتد على معظم الدول العربية، فقر مدقع في معظم الدول العربية بينما قلة قليلة تستأثر بالقرار المالي والاقتصادي، والاحتكار، حتى أن في بعض الدول العربية ليس هناك تمييز بين المال العام والخاص، ونأتي ونصب كل اللعنات على الاستعمار والذي يريد أن ينهبنا ويسرقنا وإلى ما هنالك، يا أخي ما هم اللي سارقينا، سارقين ها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج ويتشدقون علينا بالاشتراكية والديمقراطية وإلى ما هنالك، يعني جاوبني على هذا الكلام؟

مصطفى بكري: أولاً: يا دكتور لا يختلف أحد على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المزري في العالم العربي، وربما عكس تقرير التنمية الاجتماعية الذي صدر عن الأمم المتحدة حقيقة هذه الأوضاع، وكلنا نناضل من أجل تغيير هذه الأوضاع، وفي هذا الإطار عندما يتحدث عن الفساد في مصر، ويقول ما موقفنا؟ لا، نحن نكشف الفساد، ونتحدث ونجد أحياناً آذاناً تسمع ما نقوله في الصحف بدون خوف وبدون أي تردد.

النقطة الثالثة: أنا أستعين هنا بمقولة للجنرال (كلارك) المرشح للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي وهو أحد رجال البنتاجون والذي شارك في حروب عديدة، منها البوسنة الهرسك مؤخراً ويوغسلافيا، قال: أن النية كانت مبيتة منذ التسعينات لاحتلال العراق وخمس دول عربية أخرى في البنتاجون، هذه الدول هي سوريا، لبنان، السودان، ليبيا، الصومال، هذا كلامه منذ أسبوعين، مرشح يا أخي وجنرال في الجيش الأميركي.

د. فيصل القاسم: نعم صح.

مصطفى بكري: ثم نأتي نحن لننفي ونقول أن أميركا جاءت كمخلص، أنا أقول: القضية الأساسية، ما هو فهم أميركا لقضية الإرهاب حتى توصمنا به؟ الإرهاب الآن في نظر أميركا هو كل مسلم وكل عربي إرهابي.

د. فيصل القاسم: هذا ليس موضوعنا مصطفى بكري.. هذا ليس موضوعنا

مصطفى بكري: الإرهاب في نظر أميركا يا دكتور.

نديم قطيش: إذا كان.. إذا كان إذا كان..

د. فيصل القاسم: هذا ليس موضوعنا بس دقيقة هذا ليس موضوعنا، أريد أن تجيب عن النقاط التي طرحت please .

مصطفى بكري: حيث.. طيب اسمح لي أعطيني.. أعطيني فرصة يا دكتور أن أتحدث.

د. فيصل القاسم: طيب اتفضل.. اتفضل.

مصطفى بكري: الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن تكون هدفت إلى تحرير العراق، طرحت شعار أسلحة الدمار الشامل، طلع الشعار كاذب وادعاءات كاذبة، وكل المتأمركين الذين روجوا أسلحة دمار الشامل، لم نسمع لهم صوتاً وأتمنى أن يوروا وجوههم خجلاً من الجماهير العربية، قالوا أن لنظام صدام علاقة تنظيم القاعدة..

نديم قطيش: لا أبداً سلاح الدمار الشامل في العراق هو صدام حسين، سلاح الدمار الشامل في العراق هو صدام حسين..

مصطفى بكري: يا راجل.. شوف..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.

مصطفى بكري: يا راجل شوف (ديفيد كاي) ماذا قال يا راجل! الحاجة الثالثة اللي إحنا عايزين نقولها بالأساس، إنه مشروع القرن الأميركي الجديد موضوع من سنة 92، وموضوع عبر ثلاث مؤسسات، مؤسسة المحافظين الجدد المتشددين (ديك تشيني)، (رامسفيلد)، (ريتشارد بيرل)، (بول وولفويتس)، مؤسسة مالية وتجارية كانت تخطط من ناحية أخرى بقيادة بوش الأب وتمتد من عائلة (روكفلرت) للبنك الاحتياطي، لسوق الأوراق المالية في نيويورك، مروراً بباحثين من عينة (كيسنجر) ومن عينة (بريجينسكي) وانتهاءً بـ(كونداليزا رايس)، ثم مجموعة السياسات الخارجية الأميركية، وهذه المجموعة كانت تخطط لدراسات استراتيجية حول العالم العربي.

مشروع القرن الأميركي الجديد يقوم على نقطتين أساسيتين، واحد: الهيمنة على العالم، واعتبار أن الشرق الأوسط أو نتاج الشرق الأوسط يوجب أن يوضع على رأس هذا المشروع الإمبراطوري الجديد.

نديم قطيش: كيف تواجه؟ كيف تواجه؟

مصطفى بكري: اثنين: تأمين إسرائيل وإطلاق يدها في المنطقة العربية.

نديم قطيش: طيب كيف تواجه؟ يا أستاذ مصطفى كيف تواجه؟

مصطفى بكري: أنا أواجه بالمقاومة، يا سيدي.. يا سيدي في يوم من الأيام دُمرت اليابان، اليابان استطاعت عندما أغلقت على نفسها أن تبني نفسها.

نديم قطيش: اليابان لم تقاوم في عام 1852 عندما حاصرها.. يا صديقي.

مصطفى بكري: وليس.. وليس أسوداً نعم.. نعم أخذت المقاومة..

نديم قطيش: بس خلينا نقرأ التاريخ بطريقة صحيحة معلش.. معلش اليابان حوصرت عام 1852..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة بس دقيقة.

نديم قطيش: من الأسطول الأميركي، وقال لها وقال لها قائد الأسطول الأميركي، وقال لها وقال لها قائد الأسطول إما أن تفتحي الأسواق اليابانية أمام السلع الأميركية وإما.. وإما الإبادة.

مصطفى بكري: نعم.. نعم، أخذت المقاومة اليابانية نعم، أخذت المقاومة..

يا سيدي، النتيجة أن أميركا.. تستطيع..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة مش سامعين شيء، بس دقيقة.. بس دقيقة

مصطفى بكري: يا أستاذ، النتيجة أن أميركا تستطيع أن تدمر صناعة اليابان، وأن تحتله في أي وقت، لأن اليابان بلا قوة عسكرية حقيقية، نحن مستهدفون بالأساس، مشروعنا الثقافي مستهدف، عقيدتنا مستهدفة، انظر يا أخي إلى رؤيتهم للإرهاب الفكري والثقافي لدى الأمة العربية والإسلامية، انظر يا أخي إلى تصريحات (وليام بويكن) أول أمس، الذي اتهم الإسلام بالوثنية، وطالب.. ويا أخي نشروا.. أذاعوا له شريط فيديو يوضح.

نديم قطيش: طبعاً هذا تصريح سخيف.. هذا تصريح سخيف، ولا يجاريه سخافة إلا تصريح مهاتير محمد بأن اليهود يحكمون العالم..

مصطفى بكري: تصريح سخيف، ماذا قال عنه رامسفيلد؟ ماذا قال عنه رامسفيلد؟ ماذا قال عنه رامفسيلد، ماذا قال عنه (ريتشارد مايرز) ماذا قالت عنه كونداليرزا رايس؟

نديم قطيش: هذان التصريحان سخيفان وينمان عن العفن الذي (..) هذا المشروع وذاك المشروع.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة.. يا جماعة مش عم بأسمع، هذا دقيقة..

نديم قطيش: أبداً ولكن عليك أن تتذكر بأن كونداليزا رايس قامت بإدانة هذا الكلام

مصطفى بكري: لم يهان لأن هذا هو الهدف يا أستاذ..

نديم قطيش: وقامت بالتعليق على هذا الكلام..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا.. يا نديم.. يا نديم مش سامعين شيء.

نديم قطيش: حصل..

مصطفى بكري: لم تطالب بإدانته..

نديم قطيش: حصل.

د. فيصل القاسم: استغفر الله.. بس دقيقة بس دقيقة.

مصطفى بكري: رامسفيلد اعتبرها وجهة نظر، وريتشارد مايرز اعتبرها أيضاً وجهة نظر في إطار الحرية.

نديم قطيش: لا مش مضبوط ها الكلام أبداً.. أبداً

مصطفى بكري: اقرأ التصريحات يا أخي، أقرأ التصريحات.

نديم قطيش: اقرأ التصريحات.. أقرأ أنت تصريحات كونداليزا رايس

مصطفى بكري: وعندما يخرج مهاتير محمد ليتحدث عن حقائق واقعية تقوم الدنيا ولا تقعد، هل إحنا.. نحن فقط الذين أصبحنا الحيطة الواطية، العرب والمسلمين؟ هذا هو العدو لهم الآن القضية أن هناك مشروع اسمه مشروع القرن الأميركي الجديد، يريد فرض الهيمنة..

نديم قطيش: لماذا أصبحنا لماذا أصبحت حيطاً واطياً يا مصطفى بكري، لماذا أصبحت حيطاً واطئاً، لماذا أصبحت حيطاً واطئاً، أجبني يا أخي أجبني؟

مصطفى بكري: نعم؟

نديم قطيش: لماذا أصبحت حيطاً واطئاً؟ لماذا..

مصطفى بكري: نعم يا سيدي.

نديم قطيش: لماذا فقدت القدرة على المواجهة وفقدت القدرة على المقاومة؟ لماذا أوروبا تستطيع أن تقف موقف شجاع أمام الهيمنة الأميركية.. أمام الهيمنة الأميركية، لماذا تستطيع أن تقف وتواجه.

مصطفى بكري: لأنك.. لأنك في الاستراتيجية الأميركية، لأنك تمتلك لأنك يا أستاذ.. يا أستاذ هأجيبك يا أخي أنا أريد أن أجيبك.. أريد أن أجيبك..

د. فيصل القاسم: بس يا جماعة مش سامعين..

نديم قطيش: ولماذا لا تستطيع أنت أن تواجه.

مصطفى بكري: أريد أن أجيبك.

د. فيصل القاسم: تفضل.

مصطفى بكري: اسمعني هأجاوبك والله، لأنك تمتلك 25% من احتياطي النفط الاستراتيجي في العالم، لأنك تمتلك 30.5% من احتياطي الغاز، لأنك صاحب موقع جغرافي فريد، لأن إسرائيل زُرِعَت عندك في المنطقة، ومطلوب أن تسيطر على المنطقة لأن عقيدتك، وفكرك، وثقافتك، ومنظومة القيم تتناقض مع هذا الغرب المنحط..

نديم قطيش: إذا كنت تمتلك مثل هذه المقومات للمواجهة يا أخي..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.

مصطفى بكري: تتناقض مع هؤلاء الذين يريدون أن يبنوا حضارة أن أن يبنوا.. حضارة، يا سيدي أنا أتحدث عن بناء مقومات المقاومة، أول شيء: هو المقاومة لابد أن نتمسك بالمقاومة الفكرية والنضالية، انظر ماذا فعلت المقاومة الفلسطينية داخل إسرائيل، 250 ألف إسرائيلي هاجروا من الداخل إلى الخارج، 10% انخفضت الهجرة من بره، خراب اقتصادي 17 مليار دولار خسرتهم إسرائيل في عامين فقط.

د. فيصل القاسم: عوضتهم في العراق..

نديم قطيش: يا أخي يا أخي.. يا أخي يا أستاذ مصطفى.. يا أستاذ مصطفى.. يا أستاذ مصطفى

مصطفى بكري: معنويات منخفضة، 27 طيار يعلنون الإضراب، نحن لم نهزم ولن نهزم يا أستاذ.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة يا جماعة.

نديم قطيش: يعني لنأخذ لحظة.. اسمعني.

د. فيصل القاسم: طيب.. طيب سيد مصطفى، بس دقيقة.. بس دقيقة أرجوك، جاوب يا سيد.

مصطفى بكري: يا سيدي.

د. فيصل القاسم: اتفضل.

نديم قطيش: أنت تتحدث بأن هناك معركة قومية وبأن هناك معركة يجب أن نواجهها.

د. فيصل القاسم: باختصار.. باختصار، بسرعة شوية

نديم قطيش: لنقلب المعادلة، ألا.. ألا تعتبر إسرائيل نفسها بأنها في معركة وجود؟ لماذا استطاعت إسرائيل أن تخوض معركة الوجود هذه بمعزل عن ضرب المشروع الديمقراطي؟

د. فيصل القاسم: لأنه كل الغرب وراءها.

نديم قطيش: لماذا.. لماذا نجحت إسرائيل في أن تقوم بمعركة..

مصطفى بكري: لأن أميركا معها والغرب معها.

نديم قطيش: وفي ونفس الوقت في بناء مشروع ديمقراطية إسرائيل في مؤسسات وفيه تداول على السلطة وفيه.. وفيه….

مصطفى بكري: من قال أن هذا مشروع ديمقراطي؟

نديم قطيش: وصار يتفاوضوا مع عرفات

د. فيصل القاسم: كلهم عساكر..

نديم قطيش: مش مشكلة، هذه.. هذه بنية المجتمع الإسرائيلي فليغيرها المجتمع الإسرائيلي، ليس شأني هذا الأمر، وإنما أقول بأن لا يجب أن تكون المعركة القومية أداة لإجهاض المشروع الديمقراطي في العالم العربي.

د. فصل القاسم: هل هي كانت؟

نديم قطيش: هي.. هي ما.. هذا ما يحدث الآن، وإذا كان السيد مصطفى بكري وآخرين خبراء كشف مؤامرات لماذا وضعنا يعني يتدحرج من سيئ إلى أسوأ، يا أخي، إذا ها القد قدرانين يكشفوا مؤامرات، وإذا ها القد قدرانين يوصلوا لمعلومات وعندهم ها خرائط مبنية، ليش صوتوا المسلمين مع بوش؟ ليه؟ ليش المسلمين بأميركا صوتوا مع بوش؟ لأنه معتقدين بأنه (ليبرمان) نائب الرئيس (آل جور) فيما لو نجح سيكون نائب رئيسه يهودي، وبالتالي سيقوم اللوبي اليهودي باغتيال الرئيس الأميركي (آل جور)، وإحلال نائب رئيس مكانه، رئيس أميركي يهودي، تخيلنا مؤامرة ومشينا على أساسها وصرنا بها الـ…

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طب يعني باختصار.. باختصار بدي كلمة واحدة، هل يجب مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق؟ باختصار.

نديم قطيش: باختصار أنا أعود.. لا يجب، ويجب أن ينجح العراق لما فيه من مصلحة للعرب.. وأستعيد معركة.. أستعيد..

د. فيصل القاسم: طيب.. كويس جداً لا دقيقة بس دقيقة، يجب.. يجب ألا يفشل المشروع الأميركي في العراق، مصطفى بكري، الكلمة الأخيرة لك.

مصطفى بكري: المشروع الأميركي سيفشل، والعراق، والأمة العربية ستنتصر..

نديم قطيش: بماذا سينتصر؟ بماذا؟

مصطفى بكري: وسندحر أميركا، وسندحر إسرائيل، لقد دخلوا إلى المستنقع، يا سيدي أميركا دخلت المستنقع والآن تبحث عن مخرج.

نديم قطيش: بماذا سينتصر.. افرض بأن الأميركيين خرجوا العراق افرض بأن الأميركيين خرجوا من العراق افرض بأن الأميركيين..

د. فيصل القاسم: بس يا جماعة.. يا جماعة لا نسمع..

مصطفى بكري: لأننا نمتلك إرادة أقوى من السلاح لأننا نمتلك إرادة أقوى من السلاح، إرادة لا يعرفها المستسلمون، ولا الخانعون، ولا المتأمركون، ولا المتصهينون.

نديم قطيش: يا أخي بلا شعر، هذه شعارات وشعر (…) يا أستاذ مصطفى..

مصطفى بكري: ما.. هذا ليس شعر، بل هناك فارق، بل أن تكون لديك إرادة، الجندي المصري انتصر في أكتوبر ودحروا العدو الصهيوني، والجندي السوري انتصر، المقاومة الفلسطينية تنتصر والمقاومة العراقية تنتصر…

نديم قطيش: يا أخي، ما هو المشروع هذه المقاومة وما هو المشروع العربي البديل؟ يا أخي فيه أميركيين جم اغتصبوا وطنك، شو المشروع البديل؟

مصطفى بكري: يا أخي مشروعي هو المقاومة، المقاومة في كل المجالات..

د. فيصل القاسم: يا جماعة، خلص الوقت.. يا جماعة، خلص الوقت.

مصطفى بكري: المقاومة ضد المشروع الأميركي.. المقاومة ضد العولمة الأميركية.

نديم قطيش: ما هو المشروع البديل؟

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. بس دقيقة، أنا أشكرك مصطفى بكري.. مصطفى

مصطفى بكري: واحترام التراث والثقافة والنضال، (..) الإرادة والقوة.

نديم قطيش: كيف.. كيف وأنت من تخلف إلى تخلف ومن سيئ إلى أسوأ.

د. فيصل القاسم: مصطفى..مصطفى يا جماعة.. يا جماعة.. يا جماعة.. يا جماعة، خلاص الوقت، أشكرك جزيل الشكر.. أشكرك جزيل الشكر.

مصطفى بكري: يا سيدي.. يا سيدي ليس الحل هو الاستسلام ولا الخنوع.. ليس الحل هو الاستسلام ولا الخنوع.

د.فيصل القاسم: يا مصطفى، خلاص الوقت، أشكرك جزيل الشكر، أشكرك.. أشكرك.

نتيجة التصويت: هل يجب مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق؟

عدد المصوتين حتى الآن 1531، 79% يريدون مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق.

21% لا يريدون مقاومة وإفشال المشروع الأميركي في العراق.

لم يبقَ لنا مشاهدي الكرام إلا أن نشكر ضيفينا الكاتب والمحلل السياسي نديم قطيش هنا في الأستوديو، وعبر الأقمار الصناعية من القاهرة السيد مصطفى بكري (رئيس تحرير صحيفة "الأسبوع" القاهرية).

نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين، ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.