الاتجاه المعاكس

ردود الفعل على تصريحات رئيس الوزراء الماليزي

لماذا ثارت أميركا وأوربا والصهاينة احتجاجا على تصريحات رئيس الوزراء الماليزي حول النفوذ اليهودي في العالم؟ ألم يصب الرجل كبد الحقيقة؟ إلى متى تعيش البشرية تحت رعب فزاعة معاداة السامية؟ هل يحتاج العالم إلى مزيد من التوتر؟

مقدم الحلقة:

فيصل القاسم

ضيوف الحلقة:

علي سالم: كاتب
د. إبراهيم علُّوش: جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية

تاريخ الحلقة:

28/10/2003

– ردود الفعل حول تصريحات محاضر محمد عن اليهود
– تعاظم النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة

– أسباب الهجمة العالمية على تصريحات محاضر محمد

– تأزم العلاقات بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي

– سبل مواجهة المد الصهيوني المسيطر على العالم

– ابتزاز اليهود للعالم بزعم المحرقة ومعاداة السامية


undefinedد. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهديَّ الكرام، وكل عام وأنتم بألف خير.

لماذا قامت قيامة أميركا وأوروبا والصهاينة لمجرد أن رئيس وزراء ماليزيا (محاضر محمد) أشار إلى النفوذ اليهودي الهائل في العالم؟ لقد قال إن اليهود يحكمون العالم بالوكالة، هل كفر الرجل بالله عز وجل؟

إلى متى يرهبون العالم ويبتزونه بحجة معاداة السامية؟

أليس عجيبا ومريباً أن يملئوا الدنيا صراخاً فقط لأن أحداً أشار بإصبعه إلى اليهود.

أليس رد الفعل الهائل على تصريحات محاضر تأكيداً لسيطرة اليهود على العالم؟ يتساءل أحدهم.

لماذا بإمكانك أن تعادي أمك وأباك وأهلك وبلدك والله -عز وجل- ولا يمكنك التعرض لليهود بكلمة يتيمة؟ يتساءل آخر.

لماذا يحيطون أنفسهم بهذه الهالة الشيطانية من القداسة والعصمة؟ يتساءل أحدهم.

لماذا تنحر الحضارة الغربية قيمها على مذبح الصهيونية؟

لماذا هذا الانقياد الغربي الأعمى وراء الباطل الصهيوني ودمغ كل ما ينتقد إسرائيل بأنه معادٍ للسامية؟

إلى متى يبقى سيف معاداة السامية مسلطاً على رقاب البشرية؟

متى ينتفض العالم ويتحرر من العبودية الصهيونية؟ يتساءل أحدهم.

أليس حرياً بكل شعوب الأرض أن تقول كفى؟

لماذا لم تثر ثائرة أوروبا وأميركا على تصريحات نائب وزير الدفاع الأميركي الذي اتهم المسلمين بأنهم عبدة أوثان؟

متى يتعلم الصهاينة أن سيف معاداة السامية باتر، لكنه ذو حدين إذا ما تمادوا في إذلالهم لشعوب الأرض؟

أليس حرياً بالعالم الإسلامي أن يقف إجلالاً وإكباراً للدكتور محاضر لتصديه لخرافات الصهاينة وأساطيرها التي تحكم بها العالم؟ بينما يختبئ بقية القادة العرب والمسلمين كالفئران المذعورة في جحورهم؟ لقد علق محاضر الجرس، فهل يسير المسلمون على خطاه؟

لكن في المقابل: هل يحتاج العالم في هذا الوقت بالذات إلى تأجيج نار صراع الأديان الذي يسمونه تهذيباً بصراع الحضارات؟

لماذا صفق قادة العالم الإسلامي بحرارة لخطاب محاضر إذا كانوا يريدون التعايش السلمي مع الغرب؟

ألا تخدم تصريحات محاضر نظرية (هنتنجتون) و(فوكاياما) الداعيتين إلى التصادم الحضاري بين العقائد الروحية؟

ألا تغذي الصهيونية المسيحية التي تحكم أميركا الآن؟ يتساءل آخر.

ألا تعيد فتح ملف السامية برمته على حساب طرح الموضوع الفلسطيني؟

أليس من الخطأ أن ننزل إلى مستوى الصهاينة والإنجيليين؟ يتساءل كاتب آخر.

أليس حرياً بدول العالم الإسلامي أن تتوقف عن محاكاة اليهود والتماهي معهم قبل أن تتهمهم بالعنصرية والسيطرة على العالم؟

من الذي يحكم العالمين العربي والإسلامي؟

أليس أقليات قليلة تسخر البلاد والعباد من أجل مصالحها الضيقة؟

أليس هناك شعب مختار في كل دولة عربية تقريباً؟

أليس حرياً بالعرب أن يتعلموا من اليهود بدلاً من إدانتهم؟

لماذا لا يتعلمون من التضامن الصهيوني؟

لماذا لا يدافعون عن قضاياهم كما تدافع الصهيونية عن مصالحها؟

لماذا صوَّت ملايين العرب لمطربة صاعدة في برنامج تليفزيوني، بينما لم يحركوا ساكناً للدفاع عن دينهم الحنيف الذي يتعرض للطعن من كل حدب وصوب؟

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على الكاتب علي سالم، وعلى الدكتور إبراهيم علوش (المسؤول الإعلامي في جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية).

للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالرقم التالي:4888873وفاكس رقم: 4890865

وبإمكانكم المشاركة بمداخلاتكم عبر الإنترنت على العنوان التالي:

www.aljazeera.net

وللتصويت على موضوع الحلقة: هل أصاب محاضر محمد عندما قال إن اليهود يحكمون العالم بالوكالة؟

بإمكانكم التصويت على الأرقام التالية:

من داخل قطر:9001000

من جميع أنحاء العالم: 009749001900

[فاصل إعلاني]

ردود الفعل حول تصريحات محاضر محمد عن اليهود

د. فيصل القاسم: علي سالم، لو بدأنا بنتائج التصويت، لدينا على.. يعني موضوع مطروح للتصويت بسيط: هل أصاب محاضر محمد (رئيس وزراء ماليزيا) عندما قال: إن اليهود يحكمون العالم بالوكالة؟ النتيجة حتى الآن يعني أعتقد لأول مرة مائة في المائة من الأصوات حتى الآن تؤيد تصريحات محاضر محمد وهذا إن دل على شيء تدل على أن أو يدل على أنها لاقت إعجاباً واستحساناً كبيراً في العالمين العربي والإسلامي، كيف ترى هذه النتيجة 100% أكثر من الانتخابات العربية.

علي سالم: هو نتيجة مريحة جداً، هي مريحة تماماً يعني، هذا العالم يحكمه اليهود، هم أقوياء الكذا مليون دولت بدولتهم اللي تيجي حي من أحياء مصر، أقوياء لدرجة إنهم يحكمون العالم كله، وبالتالي إحنا مش قدهم وما نعرفش نعمل أي حاجة، ما نقدرش نحقق أي تقدم، ما نقدرش نحقق أي قدر من الديمقراطية، ما نقدرش نعمل أي تنمية لأن أعداءنا أقوى من أي حاجة..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: ولهذا مريح.

علي سالم: مريح تماماً للتفكير، لأنه هنا الشخص لن يطالب نفسه بفهم المشكلة اللي هو واقع فيها، إحنا واقعين في مشكلة كبيرة جداً، مش المنطقة العربية فقط، سكان المنطقة دي بأكملها، إحنا واقعين في مشكلة، الكرة الأرضية تمر.. تمر الآن بحالة حرب بدأت ضد المتطرفين الإسلاميين أو الإسلامويين، ولكن بالشكل دا هي داخلة في طريقها إنها تكون حرب بين الغرب المسيحي والشرق المسلم، وبدأت تتردد بكثرة في أجهزة الإعلام وفي الجرائد، تعبير الغرب المسيحي ما كناش نعرف التعبير ده، إحنا نعرف الغرب الأوروبي فقط، دا اللي نعرفه، وكنا نعرف عن المشكلة الفلسطينية أصلاً.. الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أصلاً إنه قضية سياسية، مشكلة سياسية ولابد من التعامل معها على إنها مشكلة سياسية قابلة للحل، لكن بتديين القضية وبالقفز إلى أن اليهود يحكمون العالم، مسألة يعني تهدد بعدم حل هذا الصراع للأبد وتتحول المسألة إلى حرب دينية، مش بيننا وبين الإسرائيليين فقط، بل بيننا وبين الغرب كله، دا الخطأ.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: يعني.. هل.. هل الموضوع بهذه البساطة يعني؟ أليس من الإجحاف الشديد أن تبسط الموضوع وتقول يعني إنها مجرد يعني مريحة؟ يعني هل تعتقد أن العالم العربي والإسلامي يعني ساذج إلى هذا الحد ليقول مثل هذا الكلام لمجرد أنه مريح؟

علي سالم: ما هو قاله يا أستاذ فيصل هو قاله عند حضرتك.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: هل مريح فقط لأنه مريح؟

علي سالم: لا استنى هو قاله.. أنت عاوز.. أنا مش بأبسطها، أنا بأعقدها جداً، لأن علشان ما نبسطهاش اللي قالوا لك الكلام دا، اللي قالوا هذا الرأي يبقى عندهم العالم ودارسين كيفية حكمه واكتشفوا بالأدلة إن اليهود بيحكموا العالم، دا في هذه الحالة ما أبقاش بأبسطها، يبقى عندهم حق، ولو إحنا وصلنا إن عندهم حق يبقى مش..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: اليهود عندهم حق.. اليهود آه..

علي سالم: لأ.. اللي عندهم حق اللي قالوا الكلام دا، اللي صوتوا على كلام محاضر بالفعل اليهود يحكمون العالم، طب هنعمل إحنا أيه؟ إحنا كعرب واقعين في مشكلة معاهم هنعمل أيه؟ إذا دُول ناس أقوياء لدرجة بيحكموا العالم يبقى إذن هي دعوة لأننا ما نعملش حاجة.

تعاظم النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة

د. فيصل القاسم: طيب هل تفهم النتيجة بهذا الشكل، إبراهيم علوش؟

د. إبراهيم علوش: بالتأكيد لأ يا دكتور..

د. فيصل القاسم: مائة في المائة يعني.. نعم، تفضل.

د. إبراهيم علوش: أولاً: أود أن أقول أني مع نزع الصفة الشيطانية عن اليهود كي نتمكن من فهمهم فهماً صحيحاً وموضوعياً، ولكن أريد أن أذكر بأن (ديزمون توتو) الحائز على جائزة نوبل لعام 84 المناهض للعنصرية في جنوب إفريقيا كان أيضاً قد قال يوماً أن الدعم الأميركي لدولة العدو إسرائيل سببه اللوبي اليهودي القوي، وآنذاك ثارت عاصفة كبيرة.

دعونا نتحدث بالأرقام ولدي بعض يعني الدراسات هنا حسب الكاتب اليهودي (بنيامين جنسبرج) اليهود 2% من السكان في الولايات المتحدة الأميركية، ولكنهم نصف البليونيرات يعني مش.. مش أصحاب الملايين، أصحاب البلايين، يسيطرون على أكبر ثلاث شركات تلفازية، على أكبر أربع استوديوهات للسينما، أكبر دار لإصدار الصحف، جريدة الـ "نيويورك تايمز" أكبر الجرائد وأعظمها أثراً، الكاتب المؤرخ المراجع (مارك وبر) أميركي تعرض لاضطهاد وحرق معهده.. معهد المراجعة التاريخية، يقول في دراسته: اللوبي اليهودي القوي 15% من المناصب الرسمية في أميركا، 17% من رؤساء المنظمات التطوعية والعامة الهامة، 25% من الصفوة في عالم النشر والصحافة تذهب لليهود الـ2%.

دراسة أخرى (سيمور ليبسوت) و(أير راب) يقول.. يقولان: بأن 50% من أهم مائتي مثقف أميركي هم من اليهود، 20% من أساتذة الجامعات الأميركية الرئيسية من اليهود، 40% من كبار المحامين في العاصمة السياسية واشنطن، والعاصمة الاقتصادية نيويورك من اليهود، كما أن 59% من الكتاب والمخرجين والمنتجين لأهم المسلسلات التليفزيونية والأفلام هم من اليهود، إذن فلنضع جانباً..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: هذه الحقائق..

د. إبراهيم علوش: هذه.. فلنضع جانباً الدعوة أو الادعاء، فلنسمه ادعاءً الذي يقول بأن اليهود يحكمون العالم، دعونا على الأقل نعترف بأن هنا شريحة تملك قوة سياسية واقتصادية ونفوذ إعلامي لا يتناسب على الإطلاق مع عددها، فالقضية بالتأكيد ليست قضية دولة لا تبلغ عدد. لا يبلغ عدد سكانها حي من أحياء القاهرة، القضية قضية حركة صهيونية عالمية لها امتداد دولي وبالذات لها وجود في أكبر دولة إمبريالية هي الولايات المتحدة الأميركية ناهيك عن وجودها في أماكن أخرى ونشاطاتها في أماكن أخرى مثال (سوروس) ومثال مليونيرات الإعلام وغيرهم في روسيا وإلى ما هنالك..

د. فيصل القاسم: وأستراليا..

د. إبراهيم علوش: ولكن بالتأكيد نستطيع أن نتحدث بالحد الأدنى حسب الأرقام عن قوة سياسية غير متناسبة مع الـ15 مليون يهودي الموجودين والمنتشرين في العالم يعني بشكل عام، أريد أن أضيف ملاحظة صغيرة -دكتور- وهي أن العلاقة بين اليهود والولايات المتحدة أكثر تعقيداً، لدينا مدرستان في الوطن العربي، مدرسة تبرئ اليهود بحجة أن أميركا تستخدمهم كأداة استعمارية.

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: دولة وظيفية..

د. إبراهيم علوش: دولة وظيفية، هذه المدرسة تبرئ اليهود، وتتحدث عن إمكانية التعايش معهم باعتبارهم ضحايا، هي امتداد لعقلية اليهود الضحية، وهناك مدرسة أخرى تبرئ أميركا بحجة أن اليهود يسيطرون عليها، والحقيقة أن الطرفين مذنبان، هناك علاقة عضوية ما بين أميركا -الشرائح الحاكمة في أميركا- وما بين يعني الحركة الصهيونية العالمية، وهذه العلاقة العضوية هي التي تجعل تأثير اليهود على العالم من خلال أميركا يتم من داخل النخبة الحاكمة وليس من خارجها..

د. فيصل القاسم: طب لكن يعني كيف يختلف هذا الكلام عما تفضل به علي سالم قبل قليل، عندما قال لك يعني لنفترض أن هذه قوة وإلى ما هنالك من هذا الكلام يعني نحن بهذا التصويت أو بهذا الكلام يعني نرتاح من العملية ونقدم حلاً مريحاً لكل مشاكلنا، خلاص هم أقوى شيء في الدنيا نرتاح.

د. إبراهيم علوش: يعني بالتأكيد القضية ليست بهذه البساطة..

د. فيصل القاسم: البساطة.

د. إبراهيم علوش: المسألة ليست أننا نصورهم يعني أشخاص أقوياء وبالتالي لا يقهرون، كيف وصلت إلى تلك النتيجة؟ نعم هم أقوياء ويستخدمون هذه القوة بطرق ظالمة ومضطهدة للعرب بشكل عام، ولكن من أين وصلت من هذه المقدمة إلى النتيجة القائلة أن هذا يعني أننا لا يمكن أن نقهرهم؟ لأ، القضية هي أن هناك أكثر من لوبي يهودي وأكثر من سيطرة يهودية على الإعلام، يوجد حركة صهيونية عالمية منتشرة، وهذه الحركة قوية فعلاً، ولكن لدينا أيضاً عوامل قوة كامنة لا نستخدمها، وبإمكاننا لو استخدمناها أن نهزم الحركة الصهيونية وأن نهزم أميركا من خلفها..

د. فيصل القاسم: طيب، علي سالم سمعت هذه الكلام، يعني يجب أن نعرف شيئاً يعني، ما العيب أن يقال مثل هذا الكلام ويؤيده الكثيرون في العالم العربي أو مائة في المائة أو 99% الآن؟ من الناس يعني إذا كانت.. إذا كانت هذه القلة القليلة تتحكم بالدولة التي تحتل بلادنا الآن، تغزو بلادنا الآن، تهدد الكثير من الدول العربية الآن، تحاول أن تقضي على كل شيء إيجابي في.. في هذه المنطقة ألا وهي أميركا، يعني أليس من حق محاضر محمد والكثيرين غيره أن.. أن يتفوهوا بمثل هذه الحقيقة وينشروها على الملأ؟

علي سالم: لا هو من حق محاضر محمد رئيس دولة ممتاز وقفز ببلاده في التنمية قفزات واسعة جداً، لكن أنا كعربي هنا عندي مشكلة، هي الصراع العربي الإسرائيلي، أو بالتحديد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عملياً ومادياً يعني دا اللي عندي أنا، هو بيتكلم عنها كمسلم، إحنا بنتكلم عنها كعرب، أنا بأقول لحضرتك المشكلة أصلاً سياسية، الدكتور ذكر.. كل اللي قاله دي مفردات بداية الستينات، هذه بداية الستينات، الإحصاءات بقى، إنه بيملكوا "النيويورك تايمز" لكن هو السؤال بقى الجميل يبقى أجمل لو عرفنا هل "النيويورك تايمز" في يوم من الأيام اشتغلت لصالح اليهود؟ اللي عايزين نقوله المواطن هناك إحنا لو حسبناها هنا بطريقتنا في القياس الله. دا 50% يهود هنا و20% يهود هنا.. هناك، المواطن الأميركي هيفضل مصلحة إسرائيل عن مصلحة بلده إلا في حالة واحدة إذا تطابقت المصلحتان لكن لما أميركا تمسك جاسوس أميركي يعمل لحساب إسرائيل (جوناثان بولارد) تمسكه في قضية تجسس ويتحكم عليه بـ 25 سنة وكل حكام إسرائيل كلهم بلا استثناء يعملوا البدع علشان يخرج لأ ما ما يخرجش، ما يخرجش، لأنه أميركي متهم بالتجسس ما ينفعش، فيه شيء اسمه حكومة أميركية وفيه مواطن أميركي حريص على مصالح بلده، المواطن دا أميركا مالهاش دين، أميركا دولة علمانية، المواطن دا يهودي، مسلم، مسيحي، دا ما يهمهمش هناك، إحنا ما نقدرش ننكر إنهم كأقلية مترابطين متماسكين أقرب للعبقرية في ميادين فنية عديدة، ما نقدرش ننكر دا، لكن هل دا بوصفه يهودي، بوصفه يهودي بيعمل لي مشكلة أنا، ما أعرفش أتكلم معاه بالمنطق والمصلحة، وبعدين هنبقى قادرين على هزيمة إسرائيل ممكن وأميركا، يبقى دخلنا في حقل الكلمات فقط، هذا حقل كلمات إن إحنا نقدر نهزمهم، هي أيه المعركة اللي بيننا وبينهم؟ ما هو الأول لازم نعرف المعركة اللي بيننا وبينهم علشان نعرف هو هزيمتهم مطلوبة أم مش مطلوبة، يمكن نفكر في التعايش السلمي، يمكن نمضي اتفاقية سلام مع أميركا، وبالتالي ما نحاربهاش وما نهزمهاش، علشان كده أنا بأقول هذه المفردات تربيت عليها.. عليها، أنا أيضاً تربيت عليها.

[موجز الأخبار]

د. فيصل القاسم: إبراهيم علوش، سمعت علي سالم قبل الأخبار قال بما معناه أن رئيس الوزراء الماليزي محاضر محمد والذين يؤيدون طرحه بما يخص اليهود ونفوذهم في العالم مازالوا يعيشون في الستينات وإلى حد أنه قال أنه يربأ بمحاضر محمد الذي نهض ببلاده اقتصادياً وحقق قفزات كبيرة أن يقول مثل هذا الكلام يعني المخرف -إذا صح التعبير- الذي يعود إلى القرن الماضي أو نصف القرن الماضي.

د. إبراهيم علوش: يعني أتفاجأ من هذا التشخيص، لأن محاضر محمد في الستينات كان في الحرب الباردة في صف أميركا وليس ضدها، وبشكل عام يعني إذا رأيت ردود أفعال محاضر محمد، قال بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اعتقدنا أن أصحاب الحق هم الذين انتصروا، وأن أصحاب الباطل هم الذين انهزموا، ثم ندمنا على زوال الاتحاد السوفيتي، يعني إذا كان محاضر محمد من جيل أو من الذين يفكرون تفكير الستينات، فقد لجأ أو توصل إلى هذا التفكير بعد تجريب التفكير الآخر، وهو تفكير التعاون مع أميركا، اسمح لي..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: عاد إلى صوابه يعني؟

د. إبراهيم علوش: يعني اسمح لي أن لا أريد أن أقول ذلك، ولكن أريد أن أذكر تاريخ الرجل بدأ في الحرب الباردة في صف أميركا..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: كويس.. كويس..

د. إبراهيم علوش: ونهوض ماليزيا الاقتصادي مثل نهوض النمور الأسيوية لم يأتِ نتيجة عوامل ذاتية، بل نتج.. جاء ضمن استراتيجية احتواء الشيوعية في الحرب الباردة، وهذا موثق ولكن ليس موضوعنا.

ما أريد قوله دكتور لو سمحت لي.

د. فيصل القاسم: تفضل.

د. إبراهيم علوش: يعني ذكر بعض الأشياء لابد من الرد عليها معلش هل يستفيد اليهود من السيطرة على الإعلام لمصلحتهم؟ سأجيب بدراسة للـ (Palestine Media Watch) تقول أن 80% من المساحة المخصصة في صفحات الرأي في الصحف الرئيسية تذهب للأصوات المؤيدة للصهيونية..

د. فيصل القاسم: بأميركا..

د. إبراهيم علوش: في أميركا وقس على ذلك بالنسبة لوسائل الإعلام وهناك أكثر من كتاب يتحدث عن كيفية تصوير العرب السلبية والمسلمين وطريقة تصوير اليهود الإيجابية في.. من خلال الأفلام والمسلسلات التليفزيونية، بالنسبة للمثال الذي أُعطى عن (جوناثان بولارد) سأعطي مثالاً مضاداً أهم منه، (ريشارد بيرل) رئيس السياسة الدفاعية في البنتاجون كان طبعاً استقال بعد فضيحة ما، طُرد من مكتب عضو مجلس الشيوخ (خانريد جاكسون) في السبعينات، بعد أن ألقت وكالة الأمن القومي ( NSA ) National Security Agency القبض عليه وهو يهرب وثائق أمنية إلى السفارة الإسرائيلية، وأصبح فيما بعد رئيساً للمجلس الاستشاري الدفاعي في البنتاجون..

د. فيصل القاسم: وهو أحد المخططين لغزو العراق.

د. إبراهيم علوش: لا شك بذلك، طبعاً هناك أمثلة كثيرة (إليوت إبراهامز) الذي كُلف بملف الشرق الأوسط الصراع العربي الصهيوني -وليس الفلسطيني – الإسرائيلي- في مجلس الأمن القومي إليوت إبراهامز أُدين في فضيحة إيران كونترا وعفا عنه بوش الأب، وهو أيضاً يهودي طبعاً أنا أتحدث عن يهود هنا، نفس الشيء بالنسبة لريتشارد بيرل، هو أيضاً يهودي صهيوني، وهناك أمثلة كثير..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: ترد على مثال (جوناثان بولارد).

د. إبراهيم علوش: نعم، هناك أمثلة كثيرة ولكن لا أريد أن أدخل في مواضيع..

علي سالم [مقاطعاً]: للأسف لم يستطيعوا..

د. إبراهيم علوش: عفواً أنا لم أقاطعك.

د. فيصل القاسم: بس دقيقة..

علي سالم: هذه ليست مقاطعة..

د. إبراهيم علوش: أنا لم أقاطعك لو سمحت لي..

علي سالم: أنا أتكلم معك.

د. إبراهيم علوش: أنا لم أقاطعك..

علي سالم: أنا أتكلم معك.

د. إبراهيم علوش: عفواً.. عفواً.. عفواً..

علي سالم: كصديق على المقهى..

د. إبراهيم علوش: أنا لا أسمح لك أن..

علي سالم: أنا أتكلم معك..

د. إبراهيم علوش: لا تقاطعني..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة..

علي سالم: لا أقاطعك، أتكلم معك..

د. إبراهيم علوش: لا تقاطعني كي لا أقاطعك..

علي سالم: لا دا أنت تخطب في يا صديقي..

د. إبراهيم علوش: لا تقاطعني..

علي سالم: لا أنا أريدك أن تكلمني.

د. إبراهيم علوش: أنا سمعت لك فاسمع لي..

د. فيصل القاسم: طيب بس دقيقة..

د. إبراهيم علوش: لو سمحت..

د. فيصل القاسم: اتفضل.. اتفضل، كي لا نضيع الوقت، تفضل سأعطيك المجال كي ترد عليه، يا ريت تحط..

علي سالم: بس أنا كنت أود إن إحنا نتكلم مع بعض.

د. إبراهيم علوش: عفواً لا تود ولا حاجة هلا دوري بالكلام..

علي سالم: من فضلك تكلم معه.. تكلم معه..

د. إبراهيم علوش: دوري الآن دوري..

د. فيصل القاسم: طيب بس دقيقة..

د. إبراهيم علوش: لو عاوز المقاطعة..

علي سالم: من فضلك تكلم معه..

د. فيصل القاسم: يا جماعة كي لا نضيع الوقت والله..

د. إبراهيم علوش: تقاطع نقاطع، ما عنديش إشكال، أنت مش قدها يعني.. بأحكي لك هذا الموضوع..

علي سالم: .. كفى عني، مش قدها..

د. فيصل القاسم: يا.. يا إبراهيم أرجوك تفضل.. تفضل، بس أرجوك أن ترد على، يعني علي سالم يريد أن يقول إنه يريد أن..

د. إبراهيم علوش: عفواً دكتور فيه قضايا..

د. فيصل القاسم: تتكلم معه.. تفضل.. تفضل..

د. إبراهيم علوش: فيه قضايا أساسية تضيع في هذه المهاترات، لماذا استهدف محاضر محمد؟ أريد أن أحدد نقطة أساسية من الـ 2003، قبل سنتين ذهب الفرنسيون والألمان إلى مختلف دول العالم وطالبوها أن تُحوِّل احتياطاتها النقدية إلى اليورو بدل الدولار، بين كل دول العالم وافقت ثلاث دول فقط على ذلك هي إيران والعراق وكوريا الشمالية، فوضعت في محور الشر، محاضر محمد لديه مشروع لتحويل التعامل بالنفط إلى المقياس الذهبي لا إلى اليورو ولا إلى الدولار.

د. فيصل القاسم: الدينار الذهبي.. الدينار الإسلامي عنده كمسلم.. نعم.

د. إبراهيم علوش: نعم.. نعم.. وقد تم الاتفاق في اللقاء الذي عقد في كوالالمبور هذا العام، أن يعقد اتفاق في المؤتمر الإسلامي القادم في السنغال.. للتعامل على أساس المقياس الذهبي هذا بدل الدولار، فوراً نشرت قضية العداء للسامية واستخدمت ضد محاضر محمد، أنا أقول هذا الأمر ليس لأن ثمة مؤامرة يهودية على محاضر محمد، قد يكون هذا صحيح وليس بعيداً على القوى الحاكمة الإمبريالية الأميركية أو الحركة الصهيونية أو أذنابها في الوطن العربي أن يتآمروا، نعم هم يتآمرون، ولكن هناك تضاد في المصالح، وأنا النقطة الأساسية، هي أن ثمة تضاد في المصالح بيننا وبين الأميركان واليهود، وهذا التضاد في المصالح هو الذي يجعل الخلاف بيننا وبينهم غير قابل للحل عن طريق التفاوض أو ما شابه ولا يمكن أن يحل إلا بتحررنا.

أسباب الهجمة العالمية على تصريحات محاضر محمد

د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً، نشرك من باريس الكاتب الفرنسي المعروف (باسكال بونيفيس) الذي ألَّف كتاباً قبل فترة وأثار ضجة في.. في فرنسا تحت عنوان "من يجرؤ على انتقاد إسرائيل" وهو معنا الآن من باريس على الخط، كي يعلق لنا، يعني سيد بونيفيس، لا أدري إذا كنت استمعت قبل قليل، كيف ترى هذه الهجمة الكبيرة من أميركا وأوروبا والصهاينة في كل مكان على تصريحات محاضر محمد الأخيرة بخصوص أن اليهود يحكمون العالم بالوكالة إلى ما هنالك من هذا الكلام، وأنت تعرضت لحالة مشابهة تقريباً، كيف ترد؟

باسكال بونيفيس: في الواقع، ما يجب أن يلاحظ هو هذه العبارة أمام مؤتمر القمة الإسلامي، وهذه العبارة علمها العالم، لأن الشخص الذي قالها معروف جداً، وأثارت انتقادات كثيرة وعلى ذلك نريد أن نقول أن هذا الأمر وهذه التصريحات أيضاً أُسيء تفسيرها في أوروبا، وربطوا هناك بين اليهود وبين النازيين، وفي الواقع ليس هذا هو الموقف الذي يمكن أن يقارن بأشياء أخرى، ولكن.. قالها ونحن نريد أن نقول إننا نسعى في هذا الإطار لتحقيق السلام بين كل الأطراف، هذه أمور في الواقع موجودة في العالم وهناك في الواقع أمور ينظر إليها بعينين أو برأيين مختلفين في بعض الأحايين، هناك أيضاً ما يعرف بالقانون الدولي الذي يمكن أن يفسر أشياء مثل هذه.

د. فيصل القاسم: طيب سيد بونيفيس، يعني أنا أريد أن تعلق لنا باختصار على إنه يعني أنت كتبت كتاباً تحت عنوان "من يجرؤ على انتقاد إسرائيل" ونفهم من هذا الكتاب أن كل مَنْ يعني ينبس ببنت شفة، أي بأي كلمة عن اليهود أو إسرائيل يتهم مباشرة بمعاداة السامية، السؤال المطروح يعني، هل تعتقد أن هذا أصبح سيفاً مسلطاً على رقاب البشرية من أقصاها إلى أقصاها؟ وكيف تضررت أنت؟

باسكال بونيفيس: في الواقع، ما أردت أن أقوله هو.. ما أريد أن أقوله هو أن.. إسرائيل أصبحت حقيقة، وتصرفات.. تصرفات (شارون) تثير الضيق الشديد، ونحن نريد أن نقول إن الأمر لا يمكن أن يكون على إطلاقه عداء للعرب، يجب أن يكون هناك نوع من حسن التقديم لما يراد به مهاجمة أي طرف من الأطراف، ولكن سياسة شارون وما تقوم به إسرائيل ليس في صالح السلام.

د. فيصل القاسم: لكن، أنا سيد بونيفيس لا أسألك.. لا أسألك أن تحلل لي الصراع العربي الإسرائيلي، أسألك كيف أنت واجهت؟ يعني كتبت كتاباً تقول فيه أن كل من يتكلم كلمة واحدة يصبح معادياً للسامية، كيف تقارن تجربتك بتجربة محاضر والضجة الأخيرة؟

باسكال بونيفيس: في الواقع، لا أريد أن أقارن.. أن أقارن بين ما قلته في كتابي وبين ما قاله مهاتير محمد.. محاضر محمد ولكن الأمر في نهايته يقول أو يسير في اتجاه عدم موافقتنا على سياسات شارون وعدم موافقتنا على ما يقوم به شارون وحكومته، لأن في هذه الحالة الأمر لا يكون في صالح السلام.

د. فيصل القاسم: طيب.

باسكال بونيفيس: ولكن.. فيما يتعلق بما قاله مهاتير محمد أو محاضر محمد ضد اليهود، أمر لا يخدم أيضاً السلام.

د. فيصل القاسم: طيب، أشكرك جزيل الشكر سيد بونيفيس من باريس، علي سالم أريدك كان هناك الكثير من النقاط ذكرها إبراهيم علوش.

علي سالم: هو يعني أنا عايز بسرعة شديدة جداً، أقول أن اليهود على الورق كده يهود دول بعضهم ضد إسرائيل.. ومش ضد إسرائيل، وضد قيام الدولة أصلاً، هو يعلم ذلك جيداً، واليهودي العبقري اللي يعمل في الإعلام أو في الصناعة أو.. أو.. إلى آخره، يتحرك بوصف أميركي، أيوه إذا إسرائيل محتاجة دعم يديها، لكن اللي وقفوا ضد إسرائيل في الانتفاضة الأولى عدد كبير جداً منهم كان يهود داخل إسرائيل وخارجها.

مرة أخرى بأقول نقل القضية إلى أن تكون صراعاً دينياً بين المسلمين في كفة واليهود في كفة أخرى مع الغرب المسيحي ليس في صالح العرب، قد يكون في صالح أسامة بن لادن والملا عمر، في صالحهم بالتأكيد، لأن دي معركتهم، إنما على أي عربي مسؤول أن يعلم جيداً فين هدفه؟ يحدده، إيه هدفنا، هدفنا الشعب الفلسطيني والحصول على دولة ليه، ويحكم ديمقراطياً، وهدفنا في المنطقة الحصول على الحرية السياسية والديمقراطية..

د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس يا سيد علي سالم الذي قال الكلام، يعني نعود إلى النقطة الأساسية الذي قال الكلام هو محاضر محمد رئيس وزراء دولة إسلامية قطعت أشواطاً كبيرة، ويقول كلاماً.. يعني كلاماً خطيراً جداً، يعني لماذا نحن نحاول أن.. أن نسخف الحقيقة؟

علي سالم: هو رجل سياسة.. هو رجل سياسة ولا يمكن تباينك، بأقول لحضرتك مافيش مرجع عندنا، يعني نمسك كده آدي فنلندا وآدي أميركا، تقول لي أهو اليهود بيحكموا أهو، دا التراث هو دا التراث الإسلامي والعربي، إن اليهود بيحكموا العالم كله، لأن لهم تأثير في العالم، معترفين بهذا التأثير، لكن أن يحكموا العالم، دي هتغمض عينينا على أن هذا العالم يُحكم في مجمله ومعظمه ديمقراطياً وخصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، هذا عالم يحكمه المواطن العادي اللي ماشي في الشارع، بغض النظر عن جنسه أو عرقه..

د. فيصل القاسم: لكن محاضر قال..

علي سالم: دا العالم المعاصر..

د. فيصل القاسم: بس محاضر قال بالحرف الواحد بأن اليهود هم الذين اخترعوا الديمقراطية وحقوق الإنسان وكل هذا الكلام كي يعني يحسن وضعه، من أجل مصالحهم بالدرجة الأولى، ومساواتهم ببقية الشعوب، هذا الكلام لمحاضر أيضاً في الخطاب الأخير.

علي سالم: يعني هذا الكلام برتوكولات صهيون، إنه حتى لما يقول لك عمل طالبوا بالديمقراطية علشان يذلوا الآخرين وطالبهم بمش عارف إيه علشان يفسدوا، دا الكلام يعني ما، إنما أنا عاوز أعرف أيه الوكالة؟ بالوكالة عن أيه عن أميركا؟ عن أميركا؟ يعني بيحكموا العالم بالوكالة عن مين، يعني عن أميركا أم عن الحركة الصهيونية أم عن إسرائيل، أنا مُصر في النهاية، إن تديين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأنه فلسطيني إسرائيلي الآن..

د. فيصل القاسم: أو العربي.. العربي الإسرائيلي..

علي سالم: كان عربياً إسرائيلياً، الوقتي فلسطيني إسرائيلي، لأن عُرِضَ السلام كان محتاج مساندة من ناس كثير ما حصلش، نتيجة إن إحنا شغالين في حكاية اليهود وما كناش بنستخدم الكلمة دي على مدى أربعين سنة في الخمسينات والستينات في القرن الماضي ما استخدمناش اليهود.

د. فيصل القاسم: طيب.

علي سالم: ما جبناش سيرتهم.

د. فيصل القاسم: كويس جداً.

علي سالم: بنتكلم عن الإسرائيليين والحركة الصهيونية.

د. فيصل القاسم: كويس جداً.. كويس جداً، بس أنا أريد أن أسأل سؤالاً كي أنتقل لإبراهيم علوش، طيب برأيك يعني هل كفر الرجل بالله -عز وجل- عندما قال مثل هذا الكلام؟ يعني لماذا كل هذه، أنا سؤالي البسيط هو معاداة السامية، يعني بمجرد الإشارة إلى اليهود تصبح فجأة معادياً للسامية ويلاحقك الـ.. الـ.. الغرب بكافة أنواعه، لمجرد خطأ بسيط، يعني إلى متى يشهر هذا السيف في وجه كل من يريد أن ينبس ببنت شفة عن اليهود؟

علي سالم: هو حضرتك بتكلمنى كما لو كنت أنا المسؤول عن الحملة..

د. فيصل القاسم: لأ.. مش مسؤولا..

علي سالم: لا بس أنا أقول لحضرتك، في نفس الوقت ما فيه تصريحات مروعة من (فويكل) ضد المسلمين..

د. فيصل القاسم: سنأتي عليها.

علي سالم: لا أحد.. لا أحد، سابه يعدي ما حدش في الصحفيين المحترمين سابه يعدي بالكلام دا وطالبوا بإقالته فوراً، وأولهم فريد زكريا في "النيوزويك"، يعني عاوز أقول أيه، الناس حساسة حالياً بعد 11 سبتمبر للتحدث عن أديان الآخرين، البشر كلهم حساسين جداً في النقطة دي، فمحاضر محمد جه على الجرح مرة أخرى الحديث عن إن اليهود بيسيطروا على العالم، فطبعاً فيه تحليلات كما قال الكاتب الفرنسي لو هي كده يبقى خطأ لأنه ضد السلام الكلام دا..

د. فيصل القاسم: كويس جداً..

د. إبراهيم علوش: دكتور، يعني القول إن تصريحات محاضر محمد تصب في تديين الصراع وأن هذا يخدم بن لادن، الحقيقة يدل مع احترامي بأن المتكلم لم يقرأ خطاب محاضر محمد، خطاب محاضر محمد بالمناسبة موجود على موقع محاضر محمد على الإنترنت، الخطاب يوجد فيه 59 فقرة، في الفقرة رقم 39 يوجد ثلاث أسطر ونصف، واحدة من الجملتان اللي فيها تتحدث عن ما يسمى المحرقة اليهودية والأصح أن تسمى المخرقة اليهودية..

د. فيصل القاسم: المخرقة..

د. إبراهيم علوش: مخرقة لأنها ليست صحيحة.

د. فيصل القاسم: لم تحدث، ليس آه.

د. إبراهيم علوش: والجملة الأخرى يقول فيها مرة واحدة محاضر محمد: أن اليهود يحكمون العالم بالوكالة ثم انظر إلى فقرات بأكملها طويلة قبل وبعد تلك الفقرة، كل الخطاب مكرس لإدانة العمليات الاستشهادية، وللتهجم على فكرة التغلب على الغرب من خلال السلاح الغرب.. الخطاب أصلاً فيه نقطتان..

د. فيصل القاسم: سبعة وعشرين كلمة بالمناسبة عن اليهود فقط، في كل هذا الخطاب..

د. إبراهيم علوش: الخطاب في نقطتان دكتور.

النقطة الأولى: أن على المسلمين أن يتعلموا العلوم الدنيوية.

والنقطة الثانية: أننا حسب رأيه -وأنا أختلف معه في ذلك- أننا يجب أن نتخلى عن أسلوب العمل المسلح والعمليات الاستشهادية، وهو يهاجم الذين يرسلون الناس الذين يمارسون العمليات الاستشهادية، فالغرب من شدة انخفاض سقف حريته وهذا رداً على الإدعاء بأن العالم تحكمه الديمقراطية ما هذه الديمقراطية التي لا يسمح فيها لشخص أن ينتقد اليهود، لا بل أن الانتقادات التي تعرض لها محاضر محمد تثبت شيئاً مما قاله، وهو لم يقل كل شيء بمعنى أنا لا أقبل أن تختزل السياسة الدولية بجملة أن اليهود يحكمون العالم، المسألة أشد تعقيداً من ذلك، كما قلت هناك علاقة عضوية، اليهود يشكلون في أميركا جزء من النخبة الحاكمة، ولهم مصالح متقاطعة مع النخبة الحاكمة، في الهيمنة على هذه المنطقة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وغير ذلك، ولكن عندما يتعلق الأمر ببعض الأولويات، دعني أعطيك مثال الفريق الوزاري الذي أتى به (بوش) منهم الكثيرون من الشركات النفطية، مثلاً (كونداليزا رايس) كانت مع شركة..

د. فيصل القاسم: شيفرون.

د. إبراهيم علوش: شيفرون، ديك تشيني كان مع شركة هاليبرتون.

د. فيصل القاسم: هاليبرتون.

د. إبراهيم علوش: وهناك الكثير يعني غيرهم لا أريد أن أسرد يعني طريق كل واحد منهم.

د. فيصل القاسم: طيب.. كويس.. كويس..

د. إبراهيم علوش: الفريق هذا مثلاً قد يفضل حسب قراءاته أن تكون الضربة التالية بعد العرق لإيران، كي يستكمل السيطرة على المربع النفطي بعد السيطرة على نفط يعني بحر قزوين، بينما اللوبي الصهيوني، قد يدفع باتجاه أن تكون الضربة الثانية لسوريا، ومن هنا يأتي يعني الموضوع بمعنى إذا حدثت تعارضات، وهناك تعارضت ضمن العائلة الواحدة، ونحن نتحدث هنا عن النخب حاكمة فيها شرائح أحد هذه الشرائح هو النخبة اليهودية، وقد تُفضِّل هذه النخبة التعرض لسوريا أولاً، والتخلص من مشكلة حزب الله، والتخلص من مشكلة حماس والجهاد والقوى المجاهدة في فلسطين، عندئذٍ يصبح الخلاف داخلياً، أين الأولوية الآن؟

د. فيصل القاسم: طيب كويس.

د. إبراهيم علوش: كويس، دكتور بس أريد أن أقول.

تأزم العلاقات بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي

د. فيصل القاسم: كي لا نذهب بعيداً في التحليلات، أنا خلينا في صلب الموضوع، أنت تقول أنه ما هذه هي الديمقراطية العالمية، التي لا تسمح بأن تقول كلمة أو كلمتين عن اليهود، طب السؤال المطروح أيضاً هل هذا هو الوقت لتأجيج الصراعات الحضارية الدينية -بين قوسين- في وقت يعني.. أنت ترى ما يحدث في العالم، الغرب، يعني هناك تأزم كبير في.. في الخلاف بين الغرب المسيحي -بين قوسين- والشرق الإسلامي إلى ما هنالك من هذا الكلام، يعني محاضر محمد عندما طرح مثل هذا الكلام، وضع يده على جرحٍ نازفٍ أصلاً، فلماذا يضع يده على جرح نازف؟ أليس من الأفضل السكوت.. وعدم إثارة هذه الحساسيات التي يعني أضرت بالعالم كثيراً في الماضي؟

د. إبراهيم علوش: دكتور، المسألة ليست لها علاقة لا بالأديان ولا بحوار الأديان ولا بصراع الأديان، وعندما يعني خاض فيها محاضر محمد، يعني هو ربما لديه طموح بأن يكون هناك كتلة اقتصادية إسلامية تنافس الكتلة الاقتصادية اليهودية ربما لديه طموح من هذا النوع، ولكن هذا ليس قائماً الآن، لأن هناك حالة من التفكك والتبعثر، أنا لست من الذين يعتقدون بصراع الحضارات أصلاً، فكرة صراع الحضارات رُوِّج لها عند انتهاء الحرب الباردة من أجل تبرير الكثير من السياسات التي تقوم بها أميركا والحركة الصهيونية في بلادنا..

د. فيصل القاسم: بعد أن سقطت يعني حجة الخط الأحمر.

د. إبراهيم علوش: ولكن.. ولكن.. ولكن يا دكتور هذا لا يمنع، وأنا أقول بوضوح أن النخب الحاكمة في أميركا تحكمها مصالح مالية واستراتيجية وجغرافية سياسية وأن اليهود في هذه اللعبة هم في آن عينه أداة في فلسطين، ولكنهم ليسوا فقط أداة هم جزء من أصحاب القرار الدولي.

د. فيصل القاسم: كويس..

د. إبراهيم علوش: نحن لا نتحدث هنا عن دولة وظيفية مثلاً كما كانت دولة فيتنام الجنوبية في حرب فيتنام أو (بينوشيه) في تشيلي، نحن نتحدث عن طرف أساسي في المؤسسة الحاكمة على مستوى عالمي.

د. فيصل القاسم: كويس.

د. إبراهيم علوش: ولكن بالرغم من ذلك يا دكتور لا نستطيع أن نهمل البعد الحضاري للمسألة، بمعنى..

د. فيصل القاسم: البعد الديني يعني..

د. إبراهيم علوش: نعم، البعد الحضاري للمسألة بمعنى عندما ننظر إلى ما يحدث في فلسطين، الصهيونية هل نزلت من المريخ؟ أم أن الصهيونية تم تفريخها ضمن اليهودية واليهود، نعم أنا أعرف بعض تاريخ الصهيونية بأنها جاءت كحركة ارتداد حركة التنوير اليهودية، المعروفة باسم (الهسكالات)، ولكن هذا الارتداد الذي أصبح فيما بعد التأويل الأساسي لليهودية لم يأتِ من فراغ، لو لم يوجد في اليهودية مواد تجعل هذا التأويل ممكناً وسائداً، لما تمكن من أن يسيطر بهذا الشكل، يعني لو قرأت كتاب (إسرائيل شاحاك)، وأنا أنصح كل القراء لو تمكنوا من الحصول على نسخة من كتاب إسرائيل شاحاك، "الديانة اليهودية.. التاريخ اليهودي، وطأة ثلاثة آلاف عام"، في هذا الكتاب يقوم إسرائيل شاحاك بالخوض في يعني أعماق التلمود والتوراة، يتحدث ويفصل، كيف تتحدث اليهودية بأن مساعدة غير اليهودي إذا كان يغرق حرام، فكرة الإبادة الجماعية، ويعني كيف نجدها في سفر يوشع، على سبيل المثال، كيف يجب التخلص من كل امرأة وطفل وهدم البيوت واقتلاع الأشجار، إسرائيل شاحاك يقول وهو يهودي بالمناسبة: أننا لا نستطيع أن نفسر ما يجري في فلسطين فقط من خلال الصراع الجغرافي السياسي، هناك جزء من المسألة، نحن بحاجة لتبرير إضافي لا يمكن أن نجده.

د. فيصل القاسم: طيب.

د. إبراهيم علوش: إلا من خلال التعصب الديني اليهودي، هذه حقيقة.

د. فيصل القاسم: طيب.

د. إبراهيم علوش: إذن في ظل وضع من هذا النوع.. في ظل وضع من هذا النوع، وأنا أكرر أنا لا أتحدث عن صراع حضارات.

د. فيصل القاسم: طيب.. طيب.

د. إبراهيم علوش: هل هذه قضية يعني، بعد هذا الكلام الفصل بين اليهودية والصهيونية بالشكل التبسيطي الذي كان يحدث في الستينات عندما كان يقال: نحن ضد الصهيونية ولسنا ضد اليهود، اليهودي الذي يقول لي: أنا أؤيد الحقوق الفلسطينية، طب ماذا تفعل في أرضي وبيتي إذن إذا كنت تؤيد الحقوق الصهيونية [الفلسطينية] لماذا لا ترحل..

د. فيصل القاسم: كويس جداً.. طيب.

د. إبراهيم علوش: عن أرضي وبيتي، واليهودية التي تفرخ الصهيونية لم تأتِ من فراغ، أتت من اليهودية.

د. فيصل القاسم: كويس جداً، طيب مشاهدينا الكرام، بإمكانكم التصويت على موضوع الحلقة: هل أصاب محاضر محمد عندما قال إن اليهود يحكمون العالم بالوكالة؟

للتصويت من داخل قطر 9001000

من جميع أنحاء العالم 009749001900

النتيجة حتى الآن 98% يؤيدون محاضر محمد، 2% لا يؤيدون محاضر محمد.

من لبنان السيد فيكتور شلهوب، تفضل يا سيدي.

فيكتور شلهوب: مساء الخير دكتور.

د. فيصل القاسم: يا هلا.. يا أهلاً وسهلاً، تفضل سيدي

فيكتور شلهوب: أنا بأحكيك.. أنا بأحكي معك من الإمارات.

د. فيصل القاسم: يا أهلاً وسهلاً عفواً.

فيكتور شلهوب: يا هلا فيك، يمكن إنه الدكتور محاضر محمد بالغ بمعنى إنه استخدم عبارة حاكمين، الأصح أعتقد أن اليهود متنفذين وبما لا يتناسب مع حجمهم فهم لا يحكمون ولا يتحكمون مثلاً بالسياسات اليابانية والصينية والروسية على سبيل المثال، على أية حال، السيد محاضر سلَّط -وبشجاعة- الضوء على واقع، لكن للإنصاف الرجل لم يدعُ إلى الاستسلام لهذا الواقع، فالتسليم به شيء والاستسلام شيء آخر، النقطة الأساسية هنا هي ردة الفعل الصهيونية والتي لها وظيفة أساسية كانت ولازالت، وهي إخراس أي اعتراض وإسكات.. إسكات أصحابه وتخويفهم وليس فقط السياسات الإسرائيلية، بل أيضاً السياسات الغربية والأميركية بالتحديد التي تحتضن السياسات الإسرائيلية، هذه هي مداخلتي وشكراً للوقت.

د. فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، نُشرك من أميركا السيد محمد سعيد البوريني، تفضل يا سيدي.

محمد سعيد البوريني: يا أخي الكريم، أولاً بالنسبة للدكتور محاضر محمد فطبعاً أنا أعتز بشجاعته وعمق تفكيره، وأنا أدعوه بالمحُاضر لأنه هو في الحقيقة محاضر المحاضرين، أما الدكتور محاضر فلم يمس الديانة اليهودية بل هو ركز في الحقيقة على اليهود الصهاينة المسيطرون على العالم، وإذا كانت بروتوكولات آل صهيون يشار إليها بالملفقة، فإن ما يحصل على الساحة الأميركية، يا أخي هو تطبيق أسوأ بكثير بما في هذه البروتوكولات، صحيح إن هناك فيه يهود يعني معتدلين ومحبون للسلام، ولكن هؤلاء أقلية جداً قد لا يزيدوا عن 10% .

الشيء الآخر يا أخي إنه ما هو الحل؟ هاي النقطة المهمة، طبعاً لا شك إنه إذا وقفنا على الإعلام وعلى السياسة وعلى الـ Entertainment وعلى هوليوود كل اليهود مسيطرين عليها، لا شك، أيش الطريقة إذن اللي نقدر نتخلص من هذا الشيء؟ أنا في نظري وهذا ما بدأنا نعمله في أميركا هو التركيز على إسرائيل إن هي مأساة المآسي، هي اللي وقَّعت أميركا في المشاكل في العراق، في كذا، في كل مكان وإنه الآن نصرف حوالي بليون دولار بالأسبوع، بالرغم إنه بحاجة إلى هذه الأموال هنا، واليهود الصهاينة هم اللي بيثيروا.. بيستعملوا أميركا كدولة مسيحية ضد الإسلام وضد كذا لمصالح إسرائيلية، فإذن الطريقة الوحيدة نوصِّل إلى الشعب الأميركي بأنه هي إسرائيل مصيبة المصائب، فإحنا بدأنا الآن في حركة بيسموها هنا، تجمع front for America fair not Israel يعني عبارة على أميركا بالأول وليست إسرائيل، ولازم نركز على هاي النقطة، إحنا لا نريد نوصل 100% زي ما عندكم 98%، إذا استطعنا نوصل إلى 20% و25% إلى الشعب الأميركي بهاي الفكرة، تأكد تماماً هيصير تغيير كبير جداً، ولذلك يا أخي أنا أحض الإخوان العرب والمسلمين في أميركا ويزيدوا على سبع ملايين، يجب أن يحاولوا أن يكسبوا قلوب وعقول الشعب الأميركي، ومتأكد أنهم يفهموا هذا الشيء.

د. فيصل القاسم: طيب.

محمد سعيد البوريني: وأنا شخصياً نازل في الانتخابات كمرشح في عن مجلس الشيوخ في الولاية على هذا العنوان America fair not Israel

د. فيصل القاسم: طيب.

محمد سعيد البوريني: يجب ذكر كلمة إسرائيل لأن هاي نقطة مهمة جداً.

د. فيصل القاسم: طيب، وهذا يؤكد يعني كلام محاضر محمد.

[فاصل إعلاني]

د. فيصل القاسم: علي سالم، سمعت هذا الكلام، يعني.. يعني يجب أن.. أن، البعض يقول يجب أن نقف إجلالا وإكباراً لمحاضر محمد في هذا الوقت بالذات، يعني عندما يلقي الضوء على أمور خطيرة جداً، ذكر آخرها طبعاً السيد البوريني من أميركا، عندما قال: إن اليهود -وهم قلة قليلة في أميركا- يستخدمون أكبر قوة في هذا العالم والغرب بشكل عام لتحقيق مصالحهم، إذا أخذنا الوقت الحالي الآن، أنت تعلم إسرائيل كانت ترفع دائماً شعار من الفرات إلى النيل، صح أم لا؟ هذا الشعار أصبح حقيقة واقعة الآن، يعني الأميركان يقومون بنفس المهمة نيابة عن الصهاينة في العراق، وأنت تعلم أن للصهاينة قواعد عسكرية عند منابع النيل في.. في إفريقيا، إذن "من الفرات إلى النيل" هذا الشعار أصبح متحققاً على أرض الواقع..

علي سالم: لأ.. لأ معلش.

د. فيصل القاسم: وإذا.. دقيقة واحدة

علي سالم: لا أعترض.. أعترض..

د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. أنا بأعطيك معلومات تقال، هذا ليس رأياً، والشيء الآخر إذا نظرت إلى المخططين العسكريين والسياسيين للغزو والأميركي للعراق تجد يعني أنت تعرف أن -إبراهيم علوش- (بول وولفويتس) الذي نجا بالأمس في.. في فندق الرشيد..

د. إبراهيم علوش: للأسف.

د. فيصل القاسم: في.. في.. في -أنت تقول- في العراق، ريتشارد بيرل ومجموعة كبيرة كلهم يعني تقريباً أو معظمهم من اليهود، فإذن محاضر محمد مشكور، وضع يده على الجرح الذي يجب أن يعرفه كل شخص، طبعاً هذا يعني يقال.

علي سالم: إذا أنا صدقت الكلام دا كله فعلاً يبقى العالم بيحكمه اليهود، بس هيبقى ناقصنا، طب نعمل أيه علشان نغير وضع دا، كويس دا يبقى موضوع ثاني بقى في حلقة أخرى، ماذا نفعل كعرب ومسلمين ومسيحيين علشان نغير القصة المؤلمة دي جداً اللي موجودة في التراث اليهودي نفسه، في الدين نفسه، هنعمل أيه، يبقى ده موضوع ثاني.

لكن حكاية إسرائيل من النيل إلى الفرات، دي فعلاً دعوات المتطرف اليهودي بطبيعته، دي دعوات حقيقية ومش كده بس لو.. لو قدر يأخذ إفريقيا كلها يأخذها، لأنه بيفكر من منظور ديني ويرى كده إن دي تبع .. وعدهم بها الرب، لكن إذا قلنا ما هي أميركا أصلها في جاردن سيتي، السفارة بتاعتهم يبقى مكملة، يبقى إحنا بنحط أبو قرش على أبو قرشين.

د. فيصل القاسم: في القاهرة قصدك يعني جاردن سيتي نعم.

على سالم: آه جاردن سيتي في القاهرة، يبقى نحط، زي اللي بيقول لك: والسفير الأميركي احتل حي بأكمله، لأنه حطوا حاجات أسمنت كده حوالين السفارة يعني، القضية مازالت -يا أستاذ فيصل- نخسر الكثير إذا مشينا في القضية دي، على أساس ديني، نخسر الكثير، ومش الحكومات بس اللي هتخسر، الحرب الدائرة الآن على العالم كله ميادينها العالم كله، والأفراد، التطرف.. التطرف لم ينتج عن.. لم ينتج عنه سوى 11 سبتمبر إلا إذا قلت لي إن الأميركان عملينها في نفسهم علشان يجوا عند العراق، إذا هنتكلم سياسة، يبقى ناويين نحل مشاكلنا، إذا هنتكلم تطرف ديني يبقى ناويين نعقدها ونسعد بتعقيدها.

د. فيصل القاسم: طب مَنْ الذي يُعقدها؟ بس دقيقة.. من الذي يعقدها إذا سمعنا نائب وزير الدفاع الأميركي قبل.. قبل أيام، يعني أنت ذكرته قبل قليل اتهم المسلمين بأنهم عبدة أصنام وأوثان، وقال نحن نقوم بمهمة مسيحية روحانية لمحاربة الشيطان وإلى ما هنالك، طب لماذا لم نسمع ضجة كبيرة حول هذه التصريحات العنصرية السافلة التي ضد الإسلام، ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد ضد محاضر محمد؟

على سالم: لأ، قم، اعملها، ابتدي اعملها، يعني أنت كعربي ابتدي أعملها بقى، يعني أنت حتى التليفزيون، ابتدي قول الراجل قال كده ليه مين الراجل دا، بيشتغل أيه إلى آخره، وهوجم هجوم شديد من الكُتَّاب الأميركان، أنت متصور حضرتك إن فيه متطرف مسلم هنا واسمه متطرف مسيحي هناك ومتطرف يهودي هناك، التطرف.. آليات التطرف واحدة، الثوري والسياسي والديني، نفس الآليات، مش طايق الواقع، الواقع دا كله لابد من إزالته، الواقع دا كله لابد من إزالته، وأقوى ما في هذا الواقع هو السبب في ضعفي، دي آليات معروفة، فأنت عايز متطرف هنا مش عاوز متطرف هناك.

د. فيصل القاسم: كويس.

علي سالم: الخطر فيها إنه متطرف يشغل وظيفة كبيرة، ودي شغلة الأميركان بقى.

د. فيصل القاسم: كويس جداً، طيب، إبراهيم علوش سمعت هذا الكلام، يعني نحن..

د. إبراهيم علوش: بالنسبة للسؤال اللي سألته يا دكتور.

سبل مواجهة المد الصهيوني المسيطر على العالم

د. فيصل القاسم: بصراحة لدينا لدينا بس دقيقة سأعطيك المجال، لكن خليه يعني يكون فيه توزيع للوقت يعني نحن نقيم الدنيا ولا نقعدها، دائماً اليهود والصهيونية، اليهود كذا كذا، طب يا أخي السؤال مطروح، لماذا لا تتعلم من اليهود ومن الصهاينة، كف نتضامن مع بعضنا البعض، كيف ندافع عن مصالحنا، أنت تعلم قبل فترة قصيرة جداً كان هناك برنامج تليفزيوني لمطربين صاعدين، صوَّت في ذلك البرنامج أكثر من 20 مليون عربي لمطربة صاعدة، طيب ماذا فعل العرب والمسلمون للدفاع عن دينهم الحنيف في وجه.. في وجه الأميركان وغيرهم الذين يعتدون على؟ هذه من جهة.

من جهة أخرى دائماً نتحدث عن إنه اليهود قلة قليلة ويحكمون العالم، بالله عليك من الذي يحكم العالم العربي والإسلامي، أليست قلة قليلة أيضاً؟ أليس هناك شعب مختار في كل دولة عربية وإسلامية؟ شعب مختار بدون.. يعني مرة بيكون بالعائلة، ومرة بيكون بالعشيرة، ومرة بالقبيلة مرة بالطائفة، لكن نظرية الشعب المختار موجودة في كل الدول العربية والإسلامية تماهياً مع اليهود، تماهياً مع الصهيونية، ننتقد الصهاينة ونفعل مثلهم تماماً.

د. إبراهيم علوش: دكتور، أولاً أريد أن أقول أن اليهود لا يحكمون العالم لوحدهم، اليهود…

د. فيصل القاسم: بس باختصار، الوقت يداهمنا.

د. إبراهيم علوش: اليهود يحكمون العالم بالارتباط مع الاحتكارات الكبرى التي تحكم الولايات المتحدة الأميركية، وهذا موضوع طويل، كتل مالية، كتل إعلامية، كتل اقتصادية، اليهود ربطوا مصيرهم بها، هلا هل تريد أن أتحدث عن هذه الكتل، اسألني عنها لاحقاً، لأني لا أريد أن أضيع.

د. فيصل القاسم: لا الوقت يضيق خلينا نبقى في الموضوع، نعم لو سمحت

د. إبراهيم علوش: نعم.. نعم.. نعم، نبقى في الموضوع، ولكن بالنسبة للبعد الحضاري للمعركة، أنا أعترض على هذا التهجم على الإسلام، بمعنى أن هناك قوة نستطيع أن نستخدمها للدفاع ضد هجمة ثقافية تقع علينا، وأنا لا أقول بأننا يجب يعني كما قال محاضر محمد أنا مع العلوم الدنيوية، يجب أن ندرس كل شيء ليس فقط الرياضيات والفيزياء والكيمياء، بل كل النظريات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يمكن أن نستفيد منها، ولكن لا يجب أن ننسى من نحن، ولا يجب أن ننسى الهجمة علينا، هناك علاقة، وهذا الكلام يعني تقرأ كُتَّاب قوميين ويساريين يقولونه، لا يصدر بالضرورة يعني ليس كل من يقول ذلك متطرف إسلامي، هذا ليس صحيحاً، هذه هوية حضارية لكل سكان المنطقة هي اليوم عرضة للهجوم تحت شعار تغيير المناهج الدراسية، تحت شعار تغيير كل العادات والسلوك والثقافة والحياة، هم يعطون لأنفسهم الحق أن ينتقدوا كل شيء في الحياة العربية من سن الزواج إلى التكاثر السكاني إلى طبيعة العلاقات الاجتماعية، وأنا لن أدخل فيما هم محقون فيه أو مخطئون، ولكن لماذا لا يحق لنا أن ننتقد أشياء يعني مثل العلاقة الأميركية الصهيونية على سبيل المثال أو وزن اليهود على الصعيد أميركا أو عالمي؟

د. فيصل القاسم: بس جاوبني على سؤال بسيط يعني، كيف ترى هذه ردة الفعل الغربية من أوروبية وأميركية وصهيونية، على تصريحات محاضر محمد، يعني هل صحيح أنه القيم الغربية..

د. إبراهيم علوش: دكتور هذا..

د. فيصل القاسم: تذبح.. تذبح على.. على…

د. إبراهيم علوش: ليس صحيحاً، الذي حدث بحكم الهيمنة أن المسيطر حوَّل قيمه إلى بديهيات، فصار كل من يتعرض لهذه البديهيات عرضة للمسائلة…

د. فيصل القاسم: معادي للسامية..

د. إبراهيم علوش: معادي.. مثل معاداة السامية مثل فكرة المخرقة اليهودية، وأن كان غرف غاز مزعومة، وأن هناك حملة إبادة ضد اليهود وأن ست ملايين منهم ذبحوا لم يكن هناك منهم أصلاً ثلاث ملايين بكل أوروبا في الحرب العالمية الثانية، رغم ذلك أصبح المساس بفكرة المخرقة اليهودية مسألة خطيرة جداً مع العلم أن هذه المخرقة تستخدم من أجل تبرير كل السياسات الصهيونية واحتلال فلسطين و فكرة الضحية اليهودية، هلا ما أريد قوله اليهودي الذي يؤمن أن فلسطين أرض الميعاد، هذا يعني احتلال بالنسبة إلي، اليهودي الذي يؤمن بأنه شعب الله المختار، هذا يعني عنصرية بالنسبة لي، اليهودي الذي يؤمن أن الله أعفاهم من كل القيود الأخلاقية في التعامل مع الأغيار -كما قال إسرائيل شاحاك- سواء في السرقة أو النصب أو القتل أو غيره، هذا يعني كل الممارسات التي نشاهدها على صعيد عالمي، ولكن هذا لا يعني أن اليهود، يعني من يدرس تاريخ الحركة الصهيونية عندما كانت بريطانيا مسيطرة، ربطوا أنفسهم ببريطانيا، وعندما أصبحت أميركا مسيطرة بعد مؤتمر (بالتيمور) سنة 41 ربطوا أنفسهم بأميركا، اليهود ربطوا أنفسهم تاريخياً بالقوى المهيمنة.

د. فيصل القاسم: الصاعدة..

د. إبراهيم علوش: أيوه، القوى المهيمنة الإمبريالية، ولذلك كان لهم وجود في هولندا عندما كانت قوية وإلى ما هنالك.

د. فيصل القاسم: طيب، نشرك السيد صبحي غندور من أميركا (رئيس مركز الحوار العربي) تفضل يا سيدي.

صبحي غندور: تحياتي لك يا دكتور فيصل..

د. فيصل القاسم: يا أهلاً وسهلاً، تفضل يا سيدي.

صبحي غندور: أنت والأستاذ إبراهيم والأستاذ علي عندك.

صبحي غندور: الحقيقة عندي فقط مداخلة سريعة فيها تأكيد على شيء سمعته في البرنامج ولكن أيضاً عندي إضافة بسيطة، أولاً: من حيث الشكل اسمه هو مآثر محمد وليس محاضر أو مهاتير، وهذا الاسم أعطاه أياه جده بالسابق، على أي حال هو ما قاله دكتور مآثر محمد يعني فيه من وجهة نظري الصحة من حيث المضمون، ولكن فيه ربما الخطأ من حيث الشكل، أنا مع ما سمعته الآن في هذا البرنامج من خطأ تصوير الصراعات على أنها صراعات دينية، هو أمر غير مفيد غير صحيح وغير مجدي بل أعتقد أنه فيه ضرر لنا كعرب ومسلمين، رغم وجود حملة طبعاً عمرها سنوات على الإسلام وعلى العرب، لكن أعتقد إن الحملة التي تتم التي حصلت من تصريحات مآثر محمد تؤكد يعني ربما من ناحية يعني صحة مضمون تصريحاته، ولكن من ناحية ثانية أريد أن أنبه هنا إن ما قاله وربما تعرض لذلك أستاذ ناجي.

د. فيصل القاسم: إبراهيم.

صبحي غندور: إن ما قاله مآثر محمد الهدف منه أساس دعوة المسلمين في والعالم في كلمة المؤتمر الإسلامي للتمثل لما فعله اليهود في العالم من استخدام العمل السياسي المنظم، من استخدام التأثير الإيجابي في المجتمعات، من استخدام العقل والعلم، ودعا أيضاً في كلمته في استخدام.. إلى عدم استخدام العنف المسلح وما يمكن تشبيهه بأسلوب المناطحة إذا صح التعبير.

أعتقد حبذا يعني لو الإعلام في العالم الإسلامي والدول العربية وفي مقدمة ذلك تليفزيون (الجزيرة) لو يركز على هذا الجانب الذي دعا له مآثر محمد لمناقشته بغض النظر عن الموقف، يعني أنا أعتقد المنطقة العربية الآن في حالة من الضعف والفراغ بحيث أنه يملأ هذه المنطقة الآن تصريحات تأتي من رئيس وزراء في ماليزيا أو في مكان آخر، هذه المنطقة كانت تقود العالم الإسلامي، كانت مراكز العلم وعلوم الدين فيها هي التي توجه وترشد العالم الإسلامي، الآن هناك فراغ يتم ملئه من أشخاص وحكومات مثل ماليزيا ورئيس وزراءها السابق، أعتقد وهنا أختم هذه المداخلة ما قاله المفكر الإسلامي الجزائري المعروف مالك بن نبي مهم جداً أن نتذكره الآن، بأننا كعرب وكمسلمين نعاني من حال القابلية للاستعمار وبأن مكامن الضعف هي عندنا، وكما قال هو نفسه بأنه سنتقدم وسنربح قضايانا حينما نتحدث عن ما لدينا من حالة ضعف وقابلية للاستعمار أكثر مما نتحدث عن الاستعمار نفسه، خاصة أن (الجزيرة) والكثير من المؤسسات الإعلامية العربية تخاطب المشاهدين العرب، وبالتالي في رأيي من المهم إدراك إنه المشكلة ليست فقط في قوة اللوبي الإسرائيلي في الخارج أو في أميركا تحديداً التي أعيش فيها الآن، بل في ضعف الوضع العربي، في ضعف المنطقة العربية، في غياب التنسيق العربي، في غياب القرارات السياسية الفاعلة، يعني أعطي على سبيل المثال حينما تركيا عام 2000، في خريف عام 2000، حينما كان يدرس في الكونجرس الأميركي قانون محاسبة تركيا عن مجازر الأرمن لم يكن هناك لوبي تركي فاعل في الولايات المتحدة ليمنع ذلك، فقط هددت تركيا الولايات المتحدة بإلغاء قواعدها العسكرية ووقف شراء صفقات الأسلحة التي كانت تتعدى آنذاك بلايين الدولارات، في هذا.. في هذه الحالة امتنع الكونجرس عن دراسة المشروع وكان ذلك أيام الرئيس (كلينتون) وجَّه البيت الأبيض الكونجرس لسحب هذا الموضوع بالكامل، هذا الأمر لا ينطبق على الواقع العربي، هناك الكثير من القضايا التي تحدث ولا يتم التأثير على الإدارة من خلال المنطقة العربية، وليس فقط من خلال الحديث عن قوة اللوبي الإسرائيلي في أميركا. شكراً.

د.فيصل القاسم: طيب، أشكرك جزيل الشكر، علي سالم، سمعت هذا الكلام طبعاً، يعني وهناك نقطة ذُكرت في واقع الأمر يعني تدحض ما قلته في بداية هذا البرنامج من أن يعني ماذا بإمكاننا أن نفعل؟ يجب أن نُسلِّم بهذا إنه النتيجة مريحة..

علي سالم: إذا سلمنا.. إذا سلمنا..

د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: العكس تماماً.. العكس تماماً يجب أن يفهم من تصريحات محاضر.. مآثر.. مهاتير محمد -سمه ما شئت يعني، هناك أكثر من تسمية له- أنه يعني الرجل دعا إلى التمثل باليهود قائلاً أن ثلة قليلة من البشر لا تساوي سوى 2% من سكان الولايات المتحدة يعني تحكم العالم بالوكالة؟

علي سالم: برضو فيه إصرار على إنه يعني المقولة دي أنا بأتكلم بأناقش المقولة صحيحة أم ليست صحيحة، دا اللي طرحته عليك، قلت لك ليست صحيحة، ولا توجد طريقة لإثبات صحتها أو نفيها، وبعدين هو فعلاً ما حدش ركز على كل اللي قاله محاضر محمد، لأنه الـ27 كلمة دولت يقال إنهم في معرض تحفيز..

د.فيصل القاسم: العالم الإسلامي..

علي سالم: العالم الإسلامي، لكن من ناحية منهجية التفكير، طب أنا بأتساءل إنكار المحرقة والسخرية منها دا يفيدنا في أيه؟ يعني إنكار..

د.فيصل القاسم: سؤال وجيه.

علي سالم: إنكار إن النازية الأوروبية مسكت اليهود فيما يسمى بالحل النهائي وقتلت منهم عدد مش لازم نقوله لأن اللي أنكروا المحرقة قالوا إنهم مليون بس، إنما الدكتور بيقول لك هيسميها المخرقة، اللي أنا عايز أقوله لا يفيدنا في شيء، السخرية من أي دين أو تصور إنه هناك دين معين وراءه شرور، وخصوصاً عندما نبدأ بأن ننزع الشكل الشيطاني عن اليهود، ونسير في الطريق ونلبسهم كل متر ملمح شيطاني..

ابتزاز اليهود للعالم بزعم المحرقة ومعاداة السامية

د.فيصل القاسم: طب بس أنا بدي أسألك سؤال بسيط يا سيد، طب السؤال المطروح وهو لب هذه الحلقة أنت في الغرب كما تعلم بإمكانك أن تعادي الله -عز وجل- تعادي أمك وأباك وبلدك وبإمكانك أن تقدم الأفلام وأنت كتبت مسرحيات، تكتب مسرحيات عن السيد المسيح، وهناك فيلم غريب جداً "الإغراء الأخير للسيد المسيح" صوروا فيه السيد المسيح وهو يضاجع إحدى الفتيات، وما عندهم مشكلة بذلك أبداً، أما أن تقول إن عدد الذين ماتوا في المحرقة ثلاثة ملايين إلا نصف واحد تقوم الدنيا ولا تقعد، طب إلى متى يبتز العالم بسيف معاداة السامية؟ بس جاوبني على هذه الكلمة، إلى متى؟ أنت مع هذا الابتزاز؟

علي سالم: أيوه.. أيوه، إلى متى.. إلى أن يتوقف الناس عن التفكير بمنظور ديني متطرف، يقوم دا يقف لوحده أنت بتتكلم دلوقتي على فرنسا..

د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: يعني المشكلة ليست.. بس دقيقة..

علي سالم: أنت بتتكلم على فرنسا..

د.فيصل القاسم: يعني المشكلة ليست في مَنْ يرفعون سيف معاداة السامية ويسلطونه على الجميع، بل في الطرف الآخر الذي يعادي السامية، مش هيك هذا بتقصد؟

علي سالم: سامية إحنا ساميين يا أستاذ، أنت بكده لخبطتنا، ما إحنا ساعات نُتهم بمعاداة السامية..

د.فيصل القاسم: ونحن ساميون..

علي سالم: وإحنا ساميون أصلاً يعني.

د.فيصل القاسم: بس جاوبني على السؤال: المشكلة بمن؟

علي سالم: المشكلة حقيقة بِنَكء جراح معينة وطبقاً للقانون، وبعدين أيه هو في الديمقراطية.. الديمقراطية مراكز قوى ومستويات قوى، عاوز تعمل مسرحية ضد اليهود إنهم أوغاد وعندهم ماحصلش إنهم ماتوا اعملها وادفع الثمن ودا الفكر، قول اللي بتؤمن به وادفع الثمن، ما حصلش حاجة..

د.فيصل القاسم: طب ما رأيك بالابتزاز؟

علي سالم: ليس ابتزاز..

د.فيصل القاسم: هذا.. هذا ليس ابتزاز.

علي سالم: هذا ليس ابتزاز

د.فيصل القاسم: آه .. كويس

علي سالم: دا سلوك طبيعي من جماعات، سلوك طبيعي من مراكز الثقل في المجتمعات مش ابتزاز..

د.فيصل القاسم: معاداة السامية ليس ابتزازاً..

علي سالم: مش.. مش معاداة السامية.

د.فيصل القاسم: أو تهمة معاداة السامية..

علي سالم: لا يعني مش.. مش، أنت بتتكلم على رئيس وزراء صرح بكلمة من حقه ألف مرة يصرح باللي عايز يقوله، من حقه ومن حقه أن يخوض معركة أيضاً، لأن هيترتب عليها سياسة، فيه مراكز ثقل، فيه مراكز قوى، فيه ناس داخلة معركة ممكن تستغلها علشان تنجح فيها، يعني عاوز يقول هذا الذي حدث طبيعي، أنا كنت بس عاوز أقفز منها إلى إنه..

د.فيصل القاسم: باختصار..

علي سالم: الطريق دا يوصلنا لأشد أنواع الخسران..

د.فيصل القاسم: كويس جداً، سمعت باختصار الوقت يداهمنا وأرجوك..

د.إبراهيم علوش: قضايا.. قضايا كبيرة..

د.فيصل القاسم: لأ، تهمة معاداة السامية ليست ابتزازاً وليست سيفاً هذه لعبة يجب أن تلعبها، والمشكلة ليست في الصهاينة الذين يرفعون سهام أو مثلاً سيف معاداة السامية، المشكلة في الذين يعادون السامية. باختصار.

د.إبراهيم علوش: المشكلة ليست فقط في الصهاينة، أقول ذلك، المشكلة في الصهاينة وفي النخبة الحاكمة في أميركا، فليكن ذلك واضحاً أميركا..

د.فيصل القاسم: بس رد لي على هذه النقطة، أرجوك.. الوقت.. معي دقيقتين.

د.إبراهيم علوش: أميركا ليست.. بس بالنسبة للمحرقة يا دكتور هاي قضية مهمة، المحرقة أصبحت أيديولوجية الحركة الصهيونية في العصر الحديث، المحرقة تستخدم اليوم لتبرير فكرة الملاذ الآمن لليهود من لا سامية هذا العالم، يعني احتلال فلسطين، المحرقة تستخدم اليوم لابتزاز الدعم المالي والعسكري من الرأي العام الغربي، المحرقة تستخدم اليوم من أجل تبرير السياسات الصهيونية في العالم بحجة أنهم عانوا كما لم يعانِ أحد في التاريخ، للمعلومات المؤرخون المراجعون الذين ناقشوا قضية المحرقة وأثبتوا عدم وجودها لم يقولوا بأن يهوداً لم يموتوا في الحرب العالمية الثانية، بل قالوا لم توجد غرف غاز، قالوا لم تكن هناك سياسة إبادة منهجية من قبل (هتلر) وتفنيد هذه الأمور ضروري لتحطيم..

د.فيصل القاسم: كويس جداً، الوقت يداهمنا.

د.إبراهيم علوش: الأيديولوجية الصهيونية..

د.فيصل القاسم: بس جاوبني على السؤال اللي سألتك إياه.

د.إبراهيم علوش: طب فيه نقطة أهم دكتور.. اتفضل.

د.فيصل القاسم: بس يا لله جاوبني، خلص الوقت.. المشكلة خلص، قال لك السيد يعني أعود لنفس الكلام أنه تهمة معاداة السامية التي تُشهر عَمَّال على بَطَّال ليست ابتزازاً..

د. إبراهيم علوش: كيف؟

د. فيصل القاسم: والمشكلة ليست في الصهيونية التي ترفع معاداة السامية بل في الذين يعادون السامية وعندما يتوقف الحروب الدينية والتهكمات الدينية وإلى ما هنالك، وأنا أسألك -بالله- سؤال بسيط قبل أن..

د. إبراهيم علوش: اتفضل.

د. فيصل القاسم: بالنسبة للعنصرية قبل فترة قصيرة طردت وزيرة بريطانية من منصبها بسبب أنها قالت نكتة فسرت بأنها عنصرية ضد الباكستانيين في بريطانيا، إذن الأوروبيين عانوا الأمرين من العنصرية وحروب الأديان والفاشية وإلى ما هنالك وهم محقُّون في أن يتصدوا لمحاضر محمد وغير محاضر محمد، ثم العالم الإسلامي المسلمون القادة الإسلاميون كلهم صفقوا بحرارة لمحاضر محمد بعد أن (..) باختصار.

د.إبراهيم علوش: من يريد أن يتحدث عن العنصرية فليذهب إلى فلسطين ويرى كيف يتعامل اليهود مع سكان الأرض الأصليين، الطريقة التي تطلق..

د.فيصل القاسم: جاوبني على السؤال أرجوك يا دكتور إبراهيم خلص الوقت

د.إبراهيم علوش: دكتور السؤال يتعلق..

د.فيصل القاسم: سألتك سؤال بالنسبة لمعاداة السامية، أرجوك ما تروحليش على فلسطين أرجوك..

د.إبراهيم علوش: ما هو معاداة.. معاداة السامية هي اليوم تتمثل بمعاداة العرب ومعاداة الفلسطينيين، معادة السامية..

د.فيصل القاسم: بس ما جاوبتني على السؤال، خلص الوقت أرجوك عم بيقول لك سيف معاداة السامية ليست تهمة، يعني تهمة معادة السامية ليست ابتزازاً، جاوبني عليها أم متفق معه؟

د.إبراهيم علوش: كيف ليست ابتزازاً؟ تهمة معاداة السامية هي من أكبر وسائل الابتزاز في التاريخ وهي أنا قلت عندما تحدثت عن المحرقة فكرة معاداة السامية بتستخدم اليوم لابتزاز المال من ألمانيا ومن أميركا ومن كل دول العالم ولابتزاز الدعم العسكري ولإسكات كل الأصوات المعارضة وبعد ذلك يقال أنها ليست ابتزازاً، هذه مسألة بديهية يا دكتور فيصل لا تحتاج إلى مناقشات.

د.فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر.

في نهاية هذه الحلقة نتائج التصويت: هل أصاب محاضر محمد عندما قال إن اليهود يحكمون العالم بالوكالة؟ النسبة هي 98% متفقون مع ما قاله رئيس وزراء ماليزيا، 2% يعارضون ما قاله محاضر محمد.

لم يبق لنا مشاهديَّ الكرام إلا أن نشكر ضيفينا، الدكتور إبراهيم علوش (من جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية) و(الكاتب) علي سالم.

نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، وحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، وإلى اللقاء.