د. عزام التميمي/ مدير معهد الفكر الاسلامي في لندن
الاتجاه المعاكس

المعايير الإعلامية في العالم

تناقش الحلقة المعايير الإعلامية العالمية وهل يجب أن تلتزم بها كل وسائل الإعلام ؟ أم إن الإعلام كالسياسة يبقى محكوماً بالثقافات المحلية رغماً عن العولمة؟ ولماذا يحاول الغرب فرض مقاييسه على وسائل الإعلام الأخرى؟

مقدم الحلقة:

فيصل القاسم

ضيوف الحلقة:

عزام التميمي/ مدير معهد الفكر الإسلامي في لندن
محمد أحمد باهي/ كاتب صحفي
فيصل دواجي/ مدير عام مؤسسة سبن الإعلامية في جنوب أفريقيا
ستيف تيثم/ الناطق العسكري البريطاني

تاريخ الحلقة:

13/07/2004

– توحد المعايير الإعلامية في العالم
– القوى المهيمنة على وسائل الإعلام
– الدور الفردي ودور منظمات المجتمع المدني
– أهمية اللقاءات الإعلامية الدولية وتنوع الإعلام الغربي
– وضع الإعلام العربي ومبادرته
– معالجة وسائل الإعلام الغربية للحرب على العراق


فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدينا الكرام، ما جدوى البحث عن قواسم مشتركة بين وسائل الإعلام العالمية إذا علمنا التاريخ أن القوة المهيمنة هي التي تفرض معاييرها في السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام شاء من شاء وأبى من أبى؟ أليست إذاً كل الجهود المنصبة في إطار البحث عن أرضية مشتركة لوسائل الإعلام المختلفة مضيعة للوقت والجهد والمال في آن معا، يتساءل أحد المعلقين هل هناك إعلام عالمي بديل للإعلام الغربي المسيطر أم أن الجميع يتهافتون لارتداء الثوب الإعلامي الغربي وتبني مفاهيمه؟ لكن هناك من يعتقد في الوقت نفسه أن العكس هو الصحيح فلم يعد الإعلام الغربي برأيهم صاحب اليد الطولى بل أصبحت الساحة الإعلامية تعج بلاعبين كثر مما يجعل عملية البحث عن قواسم ومعايير إعلامية مشتركة أمرا ضروريا في عالم يزداد انفتاحا على بعضه البعض، كيف يمكن أن تؤثر هذه التعددية الإعلامية المتنامية على التأثير الإعلامي الغربي وجعله يقبل بشروط اللعبة الجديدة، ألن تؤدي تقنية المعلومات مثلا إلى تعزير التنوع الإعلامي والثقافي بسبب تدني تكلفتها وبالتالي باتت في متناول الجميع، ما مدى إمكانية تضافر الجهود لجسر الهوة بين وسائل الإعلام الدولية هذه الموضوعات وغيرها نطرحها في حلقة نقاشية خاصة على هامش منتدى الجزيرة الإعلامي أو العالمي مع كل من الدكتور عزام التميمي مدير معهد الفكر الإسلامي في لندن ومع الكاتب الصحفي محمد أحمد باهي ومع السيد فيصل دواجي مدير عام مؤسسة سبن الإعلامية في جنوب أفريقيا ومع الناطق العسكري البريطاني السيد ستيف تيثم وللمشاركة في هذا البرنامج يرجى الاتصال بالرقم التالي 4888873 وفاكس رقم 4890865 وبإمكانكم المشاركة من مداخلاتكم عبر الإنترنت على العنوان التالي www.aljazeera.net وللتصويت على موضوع الحلقة أيضا، هل تتوحد المعايير الإعلامية في العالم بإمكانكم التصويت على الأرقام التالية من داخل قطر 9001000 من جميع أنحاء العالم 009749001900 وبإمكانكم التصويت أيضا على نفس السؤال على موقع الجزيرة نت في صفحة البرامج وفي الصفحة الرئيسية، نبدأ النقاش بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]

توحد المعايير الإعلامية في العالم

فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس، لو بدأنا بالتصويت الموجود لدينا عبر الإنترنت هل تتوحد المعايير الإعلامية في العالم، 89.5% لا يعتقون أن ذلك ممكن 10.5% فقط يعتقدون أن ذلك ممكن، دكتور عزام التميمي كيف تنظر في البداية إلى هذه النتيجة؟ يعني هناك مؤتمر للحديث عن إمكانية إيجاد قواسم مشتركة بين وسائل الإعلام الدولية ونرى من خلال هذا الاستفتاء أنه هذا يعني درب من الأحلام كيف تنظر إلى مثل هذه النتيجة بداية؟

عزام التميمي: بسم الله الرحمن الرحيم هناك فرق بين أن يتوقع الناس وأنا معهم ألا يحصل إجماع عالمي على معايير معينة وبين أن نسعى إلى إيجاد معايير يوافق عليها أو يتفق عليها من يتفق ويخالفها من يخالف، يعني نحن كمسلمين الله سبحانه وتعالى يخاطبنا في القرآن الكريم يحثنا على أن نبحث عن أرضية مشتركة وعن شيء يجمعنا مع الآخرين {يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنا} إذاَ نحن علينا نسعى، نحن نعتقد أن هناك معايير أخلاقية ثابتة ينبغي نظريا أن لا يختلف عليها البشر؛ منها الصدق، تحري الحقيقة، عدم الظلم إلى أخره، لكن نعرف أيضا أن من سنة الحياة ومن سنن الأمم التي سبقتنا أن المتكبرين المتغطرسين الذين يعتزون بقوتهم لا يأبهون بهذه الدعوات ولا يهتمون بها ولذلك لا ينبغي أن يثبطنا أن بعض الناس وخاصة المتنفذون منهم سوف يرفضون مثل هذه الدعوات، علينا أن نسعى وأظن أن هذه تجربة التي قامت بها الجزيرة في هذا المؤتمر تجربة جيدة ورائدة وينبغي أن تستمر وقد شاهدنا كان معنا في المؤتمر إعلاميين.. إعلاميون من كل مكان في الأرض من الصين واليابان وأوروبا وأميركا وجنوب أفريقيا إلى أخره، هذا الجو يقرب الناس بعضهم من بعض فهو مفيد في نظري ويجب أن نحاوله..

فيصل القاسم: طيب يعني وما محل هؤلاء الذين شاركوا مثلا -مع الاحترام للجميع- من الإعراب إذا كان هناك قوة أقوى منهم بكثير تسيطر وتهيمن يعني وهذا ما علمنا إياه التاريخ هناك من يتحدث الآن عن إعلام الـ (One way) فهو الإعلام السائد اليوم والذي يقولب البشرية في قالب واحد يريد للمجتمعات أن ترتدي زي الإمبراطورية الموحد وتتعلم عادة واحدة وتنسخ عادات وتتعلم ثقافة واحدة وتنسخ ثقافات ثم تطيع الأخ الأكبر طاعة كاملة على طريقة من هو ليس معي فهو ضدي، يعني من الجميل أنك تتكلم وتدعو وإلى ما هنالك لكن من يسمع لك؟ من يسمع لك إذا كان كل شيء يفرض الآن؟

عزام التميمي: هذا الرأي الذي قرأته كان ينطبق على الأوضاع إلى ما قبل عشرين عاما، أظن أننا الآن نعيش في أجواء جديدة كسر فيها احتكار الإعلام المملوك من قبل القوة الكبرى، اليوم لا يحتكرون المعلومة بل اليوم هم يشكون من أنه دخل في ساحة الإعلام مؤسسات جديدة ووسائل جديدة مثل الإنترنت، يعني إذا لا نريد أن نتكلم عن الفضائيات الجديدة التي تغيظهم بما تنشره والكل يعلم ليس سرا الضغوط التي تمارس على الجزيرة وعلى غيرها من الفضائيات، أيضا وسيلة الإنترنت ليس بإمكانهم أن يحتكروها، اليوم بن لادن يستطيع أن يخاطب العالم بنفس القدر الذي يخاطبه جورج دبليو بوش، إذاً ليس صحيحا أن هناك (Own way) وأن هناك خط واحد وطريق واحد.

فيصل القاسم: جميل جدا سيد دواجي هل أنت متفائل إلى هذا الحد؟ هل فعلا كسر هذا الاحتكار بحيث يعني يبدأ اللاعبون على مختلف الساحات الإعلامية بالحديث عن أرضية مشتركة أو قواسم إعلامية مشتركة؟

فيصل دواجي: أعتقد أنه سيكون من الأسهل لك أن تجعل جورج دبليو بوش يعترف بكذبه حول أسلحة الدمار الشامل من أن تجمع منظمات صحفية لتعمل سويا، أعتقد أن المفهوم هنا يختلف والقضية تبقى هي ما هو الذي يدفع الصحفيين ليكتب؟ ما هي الأجندة الأكبر ولو نظرت إلى مثلا إلى مؤسسات إعلامية مثل فوكس نيوز سكاي و(C.N.N) فلديهم أجندات تدفعهم إلى ما ينشرون وكيف سينسجم هذا مع فكرة معايير دولية وعالمية موحدة، لو نظرت أيضا إلى الكيفية التي وسائل الإعلام تتهيكل بها فالمسألة تبقى هي الحد الفاصل النهائي وهو اكتساب الجمهور المشاهد والحصول على المال ولو لم تحصل على المال فعلا ستفقد جمهورك ووظيفتك، إذاً هذه هي الدوافع وراء الأخبار وهذا أمر خطير للغاية لأن المعايير العالمية الكونية المتعلقة بالاستقامة والنزاهة والتحري عن الحقيقة لم.. هي تتحدث بالمقابل مساس الإعلام للحصول على سبق مهما كان الثمن ولو كنت في الشرق الأوسط أو في أفريقيا أو في أميركا أو في أوروبا كيف ستستطيع أن تجعل هذه الاختلافات في وجهات النظر والثقافات تتوحد سويا؟ هذه هي الصعوبة.

فيصل القاسم: سيد تيثم سمعت هذا الكلام وأنت يعني اختصاصك في المجال العسكري لكن كمراقب للوضع الإعلامي في العالم العربي وأنت قادم من بريطانيا، كيف تنظر إلى ما قاله السيد دواجي؟

ستيف تيثم: إن علينا أن نتعامل مع الإعلام من كل مناطق العالم، فنحن نقر أن وسائل الإعلام لديها أفكار وأجندات مختلفة ومستويات مختلفة من الخبرة وعلينا أن نفهم متطلبات الميديا وعلينا أن نعمل معهم وهذا في الحقيقة أمر صعب للغاية، فهناك دوما علاقات متأزمة متوترة بين الحكومات ووسائل الإعلام حتى في زمن السلام ولكن في الزمن الحاضر تصبح أكثر تأزما وهذه مشكلة صعبة لأناس من أمثالي من الذين يعملون كناطقين عسكريين للمؤسسة العسكرية ويعملون كجسر بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسة العسكرية ولهذا السبب نحن نرحب إلى حدا كبير بالمؤتمر بالندوة التي عقدت على مدى اليومين الماضيين لنبدأ بفهم بعض الدوافع وراء عمل الجزيرة.

فيصل القاسم: سيد الباهي يعني لا أدري إلى أي حد يعني لدينا أفكار مختلفة، السيد التميمي مثلا يقولك أنا كمسلم وكعربي ديني وثقافتي تحضني على البحث عن قواسم مشتركة مع الآخرين في الثقافة في السياسة في الاقتصاد وفي الإعلام بالدرجة الأولى، السيد يعني فيصل من جنوب إفريقيا يقول كلاما مختلفا بحيث يعني من الصعب جدا أن تجد أرضية مشتركة للتحرك على أساسها لأسباب سياسية لأسباب ثقافية لأسباب تجارية بالدرجة الأولى.


حقوق الإنسان تفرض احترام الثقافات والحضارات والآراء المختلفة، فلا يمكن بناء مجتمع برأي واحد، فالصحافة منذ نشأتها ضد الرأي الواحد

محمد أحمد

محمد أحمد باهي: نعم أنا أعتقد الإعلام أساسا ما لم يكن متركز على التعددية واحترام الرأي الأخر لا يعتبر إعلام، نحن عندما نتحدث عن معايير دولية واحدة في مجال الإعلام فإنما نتحدث عن الجانب المهني ليس عن الجانب الثقافي والحضاري لكل الشعوب ولكل البشر، معناه أنه التعددية واحترام الرأي والرأي المختلف هو أساس إعلام حديث نقدر نقول، لأنه بدون ما نكون عندنا احترام تعددية واحترام الرأي الأخر نكون تجاوزنا خط حقوق الإنسان، حقوق الإنسان تفترض احترام الثقافات والحضارات والآراء المختلفة، لا يمكن بناء مجتمع برأي واحد نحن أعتقد أن الصحافة منذ نشأتها كانت ضد الرأي الواحد ضد احتكار حتى السلطة في الدول على انفراد كنا ضد احتكار الدولة فما بالك باحتكار دولة لوسائل الإعلام.

القوى المهيمنة على وسائل الإعلام

فيصل القاسم: لكن ألا تعتقد أن هناك الآن اتجاها لقولبة يعني الإعلام في قالب واحد وخاصة من القوة المهيمنة عالميا على مبدأ إذا لم تكن معي فأنت ضدي؟

محمد أحمد باهي: نعم فيه اتجاه للسيطرة والهيمنة على وسائل الإعلام وعلى العقل البشري يأخذ مسميات كثيرة وأشكال متنوعة، أنا أعتقد أنه ما يسمى اليوم بالإرهاب الدولي أعطى فرصة للحكومات وأعطى فرصة لمن يريدون الهيمنة على العالم فرصة التهديد وترهيب الدول وترهيب الحكومات وترهيب المنظمات المحلية أو الوطنية للهيمنة على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الثقافي وعلى المستوى السياسي، أعتقد أن المشكل هو الآن كيف يواجه الرأي العام الدولي والإعلام في جهات مختلفة لأن روح الهيمنة ناتجة عن إدعاء تهديد الإرهاب الدولي.

فيصل القاسم: دكتور تميمي.


وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم وخاصة في أميركا وأوروبا فيها أفراد وإن كانوا قلائل يتعاطفون مع قضايا الحق والعدل ويدافعون عنها

عزام التميمي

عزام التميمي: أنا أعتقد أن كسر احتكار القوة المهيمنة على وسائل الإعلام لا يمكن أن يتحقق إلا إذا بادرنا بإقامة جسور مع الإعلاميين كأفراد، ننسى المؤسسات لدورها أنا لاحظت حتى مندوب فوكس الذي كان معنا وفوكس معروفة أنها من أكثر المحطات عداوة وخصومة لقضايا العرب والمسلمين وأبعد المحطات عن الإنصاف وتحري الحقيقة إلا أن وجوده في مثل هذا الجمع لابد أن يؤثر عليه كإنسان، إذا لم نؤثر على هؤلاء الناس ونحن نعرف أن في وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم وخاصة في أميركا وأوروبا هناك أفراد وإن كانوا قلائل يتعاطفون مع قضايا الحق والعدل ويدافعون عنها نحن نريد أن نكثر من أعداد هؤلاء ولا يمكن كسر الاحتقار إلا إذا زاد..

فيصل القاسم [مقاطعا]: بس يا دكتور تميمي ألا تعتقد أنك تبسط الأمور ويعني.. كيف بإمكانك أن تغير هؤلاء من مجرد أنك تلتقي هناك أجندات دولية، هناك مخططات، هناك برامج، هناك سياسات وراء هذه المحطات ووراء وسائل هذه الإعلام وهذه.. يعني هل تريد أن تقول لي أنك يمكن أن تؤنسن هؤلاء، هناك بعض الصحفيين الغربيين يتعاطفون معك ومع قضاياك وإلى ما هناك من هذا الكلام، لكن هل يستطيع أحدهم أن ينشر كلمة مناهضة أو معادية للخط العام، يذهبون إلى فلسطين ويرون الفظائع لكن عندما يعودون إلى أميركا وإلى الغرب لا يستطيعون أن ينبثوا ببنت شفة عن ما شاهدوه وقد شاهدنا ذلك فأنت تبسط الأمور يعني كثيرا.

عزام التميمي: وأنت يا دكتور فيصل تعمم وتبالغ في التعميم، يعني هناك حالات أنا قلت ضمنت لنفسي خط الرجعة بأن قلت أعداد قليلة منهم ولكن هذه الأعداد القليلة هي لأفراد في غاية الشجاعة يتكلمون ويقولون وأنا كنت قبل يومين جئت من لندن وشهدت المعركة الحامية الوطيس التي شنها أو الهجمة التي شنها اللوبي الصهيوني على الشيخ يوسف القرضاوي والآن نجد في وسائل الإعلام البريطانية من يقف مدافعا عن الشيخ مقابل أولئك الذين هاجموه، إذاً أنا لا أفقد الأمل من إنسان طالما كان على قيد الحياة، أنا أقول أوافق مع الأخ فيصل هنا بأن هذه المؤسسات لها أجندات وأجندات مالية واقتصادية بالدرجة الأولى قبل أن تكون سياسية، بل السياسة تسخر لتحقيق المنافع المادية ولكن أتكلم عن الأفراد كأفراد أنا بحاجة إلى أن أكسبهم خاصة أن الآن لم يعد بإمكانهم أن يحتكروا إطلاقا وللأسف لو أنه إحنا عندنا في العالم العربي مزيد من الشجاعة يعني لو فيه شجاعة أكبر وتزداد المحطات الفضائية المشابهة للجزيرة ودعم شبكات الإنترنت لأمكن أن نتقدم خطوة أكبر.

فيصل القاسم: جميل جدا سيد دواجي سمعت هذا الكلام هل تعتقد يعني أن العملية بأكملها تحل على أساس فردي وعملية التفاؤل المفرط بموضوع كسر الاحتكار، أي كسر الاحتكار أنا أريد أن أسألك متابع لهذا الموضوع 75% الإنترنت من مواقع الإنترنت في العالم تتحكم فيها الولايات المتحدة، حتى مفتاح الإنترنت موجود على إحدى حاملات الطائرات الأميركية في البحار يعني بكبسة زر بيطفوا عنك الإنترنت وتحكي لي عن احتكار الإنترنت، هل أنت متفائل؟

الدور الفردي ودور منظمات المجتمع المدني

فيصل دواجي: أنا أعتقد أن الأمر الأول الذي يجب أن نفعله هو أن نحطم تلك الأسطورة عندما نتحدث عن ما هو إعلام غربي، لا يوجد إعلام غربي واحد علينا أن نتحدث عن إعلام موجودة في بلدان موجودة جغرافيا في الغرب وعندما نقسم هذه المنظومة سنصل إلى استنتاج مفاده أن بعض وسائل الإعلام كانت تنتقد ما يحدث في الشرق الأوسط، بعض الأفراد من الصحفيين كانوا يتخذون مواقف مثل روبرت فيسك على سبيل المثال هو يعمل لصحيفة الإندبندنت شجاع بمنتهى الشجاعة ولكنه أيضا يشكل جزءا من السياسة..

فيصل القاسم [مقاطعا]: سيد دواجي أنت أيضا تدخل في عملية التبسيط يعني كم واحد في الغرب؟ نحن نتحدث عن ميكنة إعلامية هائلة كلما ذهبنا يمينا وشمالا غربا وجنوبا ونتحدث عن روبرت فيسك أو عن غور فيدال في أميركا أو عن ناعوم تشوميسكي ثلاثة أشخاص نتحدث عنهم منذ أكثر من خمسين عاما؟

فيصل دواجي: بالطبع وبالتأكيد هذه النقطة التي أريد أن أثيرها، إذ عدنا إلى الدوحة بعد خمسة سنوات من الآن وعدنا إلى الشرق الأوسط بعد خمس سنوات وهناك جزيرة واحدة فنحن في مشكلة حقيقية وخطيرة، التشديد هنا على تفعيل المنظمات المدنية ومنظمات المجتمع المدني لتأخذ الضغوط وتتصدى لها وتبدأ بإنشاء المؤسسات الإعلامية والصحف، هنا يجب أن يكون التشديد لا تعتمد على الحكومات، الحكومات لن تحقق أي شيء، لكن من دون دعم شعبي ودعني أضرب هنا مثلا في جنوب أفريقيا لدينا أربعة وسائل مؤسسات إعلام تسيطر على كل الإعلام في البلد، ماذا يجب أن نعمل؟ يجب أن نعمل نكافح ونجاهد لإيجاد بدائل للوصول إلى الشعب هذا ما عليك أن تفعله وكل عام وبعد عام كل حديث ندخل فيه نحن ننتقد ونصرخ ضد الإعلام الغربي لكن ماذا نفعل، الأمر يبدو وكأننا لم يكن هناك إعلام عربي قبل الحادي عشر من سبتمبر، لماذا هذا الانطباع؟ كل صحفي تتحدث عن صحفي عربي الشيء الوحيد الذي تستطيع أن تتحدث عنه هو انتقاد فوكس و(C.N.N) و(B.B.C) مهما كان الانتقاد عليك أن تلوم نفسك أيضا، ماذا فعلت أنت لتهيئة البيئة المناسبة لوجود حوار صحي؟ للأسف لم نفعل الكثيرين والسبب في ذلك لأنك تتهم وسائل الأعلام هذه في الدول الغربية بكونها ناطق رسمي وتتبع رأي وخط الحكومة هل كان الأمر مختلفا في الشرق الأوسط؟ ربما كان أسوأ هنا.

فيصل القاسم: طيب بس لكن السؤال المطروح.. يعني السؤال المطروح القضية بالنسبة لنا يعني أنت تتحدث كما لو كان لدينا مجتمع مدني ونقابات ومؤسسات وإلى ما هنالك تستطيع أن تتحرك لكنها لا تتحرك لكن الوضع غير ذلك بالنسبة لبلداننا، القضية سياسية بالدرجة الأولى لها علاقة بالأنظمة السياسية الحاكمة وليست بالمجتمع المدني الذي أنت تتحدث عنه ربما في جنوب أفريقيا؟


قناة الجزيرة تدع الناس يتصلون هاتفيا ويتحدثون في ما يريدون، لا يحدث هذا في بلدان أخرى في الشرق الأوسط، وهذا أمر عظيم ومثير ومشوق يجب تشجيعه

فيصل دواجي

فيصل دواجي: بالضبط هذه هي النقطة التي أنا أتحدث عنها ما هو الدور الذي يملكه المجتمع المدني لإعطاء صوت لمن لا صوت لهم، لو نظرت إلى الجزيرة كمثل على ما أقول أنه أمر عظيم ومثير ومشوق يجب أن نشجعه، دع الناس يتصلون هاتفيا ويتحدثون فيما يريدون، هل يحدث هذا في بلدان أخرى في الشرق الأوسط؟ لو كان من الممكن أن يحدث هنا بالإمكان أن يحدث في أماكن أخرى ولكن هل علينا أن نعتمد على مؤسسات تؤيدها الدولة..

فيصل القاسم: أين الإرادة السياسية؟ نحن بحاجة لإرادة سياسية كل هذه المشاريع الإعلامية العربية هي إرادة سياسية بالدرجة الأولى ليس لديك مجتمع مدني يعني هذه هي النقطة.

فيصل دواجي: أقول لك شيئا لو كنت أنا ما بي لأجبت هذا لا أستطيع أن أقوله، الأمر متروك للناس وأيضا عليك أن تجد التزاما من قبل الناس لو كانت الجزيرة مثلا علينا نكرره في أماكن أخرى.

فيصل القاسم: مشاهدينا الكرام نعود إليكم بعد موجز الأنباء من غرفة الأخبار، إلى اللقاء.

[موجز الأنباء]

أهمية اللقاءات الإعلامية الدولية وتنوع الإعلام الغربي

فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في حلقة خاصة من برنامج الاتجاه غير المعاكس هذه المرة والموضوع هو المعايير الإعلامية وإمكانية إيجاد أرضية مشتركة بين وسائل الإعلام الدولية، بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة هل تتوحد المعايير الإعلامية في العالم؟ لدي 1454 مصوت عبر الإنترنت 89.8% لا يعتقدون بإمكانية توحيد المعايير أو إيجاد أرضية مشتركة 10.2 يعتقدون بذلك، لو توجهت للسيد تيثم كيف تنظر إلى مثل هذه الآراء أو المواقف المتنافرة إذا صح التعبير؟ هذا من جهة لكن قبل أن تجيبيني على هذا السؤال تحدث السيد التميمي قبل قليل عن أهمية هذه اللقاءات الإعلامية الدولية كمنتدى الجزيرة العالمي وإمكانية التفاعل بين الإعلاميين من الشرق والغرب من الشمال والجنوب إلى ما هنالك وتحدث عن إمكانية التأثير الفردي إذا صح التعبير (كلمة بلغة أجنبية) فإلى أي حد يمكن أن تفيد مثل هذه اللقاءات على الصعيد الفردي؟

ستيف تيثم: أنا أتفق بشكل مطلق وكامل مع زميلي، فهذه اللقاءات حاسمة حيوية وأن تقوم الجزيرة بترتيب مثل هذا اللقاء هذا أمر مرحب به وكوني العسكري الوحيد بين كم هائل من الصحفيين هذا أمر مرحب به وأيضا يدل على أن المؤسسة العسكرية البريطانية راغبة في أن تحضر إلى هنا وتدخل في هذه العملية عملية الحوار هذه، تحدثت عن المواقع المتنافرة أو المتخالفة في وسائل الإعلام أنا عندما أتعامل مع وسائل الإعلام وبرغم الاختلافات في خلفياتها سواء كانت تمثل فوكس أو إعلام جنوب أفريقيا أو غير ذلك، الجميع يأتون إلينا يريدون المعلومات والوصول للمعلومات وقبل وقت طويل قبل حرب الفوكلاند وزارة الدفاع البريطانية نشرت وثيقة تقول أننا نواجه مشكلة جوهر النجاح في الحرب هو المحافظة على السرية والكتمان وجوهر الإعلام هو كشف ونشر المعلومات، هذا التصريح يقوم على أساس الأسود والأبيض والتناقض لكن من حيث إقامة العلاقة وعلى مستويات شخصية التي تحدثت أنا في الندوة يوم أمس وشجعت الناس على أن يلتقوا بنا على أساس شخصي وفردي أحيانا كثيرة يمكن أن يحدث أننا يمكن أن نعمل على هذا المستوى الفردي للتوصل إلى التفاهم..

فيصل القاسم: أريد أن أسال في الوقت نفسه ولا أستطيع أن أحملك مسؤولية الإعلام الغربي بشكل عام وأعتقد يعني ليس بإمكانك أن تمثل وجهة النظر الإعلامية الغربية بشكل عام، لكن كمراقب إعلامي كناطق عسكري كمشتغل في حقل الإعلام هل صحيح أنه ليس بإمكاننا أن نتحدث عن إعلام غربي As such)) يعني وهناك أكثر من إعلام مثلا السيد دواجي السيد عزام التميمي تحدثا عن.. يعني قالا لا يمكن الحديث عن خرافة، خرافة الإعلام الغربي الإعلام الغربي ليس واحدا هل هذا صحيح فعلا ما مدى إمكانية التنوع (Diversity)؟


يوجد في المملكة المتحدة وسائل إعلام ميالة إلى التحري والتحقيق ولا تخاف من الدخول في عمق وأغوار القصة وهو ما يؤدي إلى انزعاج الكثيرين

ستيف تيثم

ستيف تيثم: أعتقد وأنا آتي من المملكة المتحدة حيث يوجد لدينا وسائل إعلام ميالة إلى التحري والتحقيق ولا تخاف من الدخول في عمق وصبغ أغوار القصة وكثيرا ما تؤدي إلى انزعاج الكثيرين وانطلاقا من هذه الخلفية لا توجد لدي أية صعوبة في التعامل مع التنوع الفكري في الأفكار وفي الأجندات، صعوبتي تكمن وكما هو الحال مع الكثيرين من زملائي أننا نأتي من أوروبا ولدي فهم واسع عما الأجندات واختلافها في أوروبا، صعوبتنا عندما ننخرط في الشرق الأوسط ومع الشرق الأوسط لا نمتلك ذلك الفهم للثقافة السائدة ويستغرقنا وقت طويل لإقامة علاقة ولهذا السبب جئت إلى هذه الندوة في اليوم الماضي.

فيصل القاسم: طيب لكن سيد تيثم أنت تتحدث عن إعلام بريطاني إعلام غربي مغرم بالتحقيق و(Delving in two things) إلى ما هنالك لكي نوصل الفكرة.. لكن هذا صحيح بالنسبة للإعلام الغربي على الصعيد الداخلي على الصعيد الداخلي فعلا الإعلام يغوص في أعماق الحقائق في أعماق المواضيع إلى ما هنالك لكن عندما يتعلق الوضع بالقضايا الخارجية نرى أن الإعلام الغربي يتصرف ككورس كمجموع، لا يستطيع أحد أن يشد عن الخط العام، نحن في الإعلام الغربي في الإعلام البريطاني لا نتحدث ألا عن صوت عن (decedent) وحيد ألا وهو روبرت فيسك ومن قبله إلى حد ما ديفد هارست في الغارديان والجميع يتفقون يعني.. أنا بس سؤال (Sorry) ما بدي أتأخر يعني عندما يتعلق الأمر بصدام حسين عندما يتعلق بكاسترو الغارديان والتايمز والديلي تلغراف وكل الصحف البريطانية والإعلام البريطاني يصبح يتحدث ككورس.

ستيف تيثم: أنا لست متأكدا من أنني يمكن أن أتفق معك تماما ولو نظرت إلى الأحداث التي سبقت حرب العراق في العام الماضي فإن هناك أجزاء معينة من وسائل الإعلام قامت بجهد لقيادة حملات معارضة للحرب كان هناك أفراد مثل روبرت فيسك وغيره ولكن كانت هناك منظمات أخرى مثل صحيفة الديلي ميرور على وجه خاص والتي أخذت خطا مناهضا للحرب بشكل واضح، أنا أفهم ما تقول عندما تتحدث عن الإعلام الغربي يمكن أن ينظر إليه ويفهم على أنه متناغم وضمن كورس كما سميته ولكن إذا نظرت بشكل أعمق إلى بعض القضايا بعينها لرأيت أن وسائل الإعلام المختلفة اتخذت مواقف متفقة وهو أمثلة أتذكرها منذ وقت طويل كانت هناك اختلافات في وجهات النظر في بريطانيا.

فيصل القاسم: سيد باهي لعلك سمعت هذا الكلام لا أدري ما إذا كانت الترجمة تصل كاملة كيف تعلق على هذا الكلام، ما مدى إمكانية فعلا يعني اختراق مبنى كلمة قوية شوية اختراق الساحة الإعلامية الغربية وبالتالي التقارب مع الإعلاميين والتوصل في نهاية المطاف إلى نوع من الأرضية المشتركة على ضوء كلام السيد تيثم؟

محمد أحمد باهي: أنا أعتقد أن اليوم في ندوة الجزيرة توصلنا إلى ما يمكن تسميته ميثاق شرف، أعتقد يلزمنا كصحفيين في هذا الملتقى عرب وغيرهم من بنوده الأساسية التعامل الموضوعي مع التنوع الذي يميز المجتمعات البشرية بكل ما فيها من أعراق وثقافات ومعتقدات، نحن إذا التزمنا بهذه المبادئ الأساسية للإنسانية السامية، كيف نقنع طرف آخر بأن يساير تطلعاتنا ورغبتنا في إعلان يستند لمعايير أخلاقية أولا ومعايير تحترم المعاهدات الدولية وعلى رأسها أنا دائما أعود إلى حقوق الإنسان؟ ولنتساءل في النهاية ما هي أهداف الإعلام في وقتنا الحاضر بصفة خاصة؟ نحن في عصر تميز لون أو يسمى العولمة، العولمة على جميع المستويات ما هي أهداف الإعلام في هذه.. هل أهداف الإعلام هي خلق كما قلتم أوركسترا تعزف سيمفونية واحدة أو قطعة واحدة أم أننا يجب أن نعود إلى احترام الآراء والأفكار والحضارات والمجتمعات البشرية كما هي؟ نحن فرق بين عالمنا والعالم الغربي أعتقد نحن مشكلتنا في العالم العربي بالخصوص وأنا أعود للإعلام العربي أننا نعاني من قدر كبير من هيمنة واحتكار الدولة والحكومات للإعلام، هذا يمنعنا من الانطلاق ومن مواجهة الإعلام الغربي، حكومتنا تقع واقعة تحت إرهاب آخر ومجتمعاتنا تعاني، طرح من قبل موضوع دور المجتمع المدني الآن يطرح هنا موضوع مجتمعاتنا العربية تعاني من الفقر تعاني من الأمية تعاني من الاستغلال، إذا اجتمعت هذه الحواجز الثلاثة لا يمكن انتظار خلق أو إبداع إعلام في مستوى ما يواجهنا لدى الغرب ولدى أميركا.

وضع الإعلام العربي ومبادرته

فيصل القاسم: سيد تميمي سمعت هذا الكلام ألا تعتقد أن نحن كعرب نعطي لأنفسنا أهمية على ضوء الكلام الذي تفضل به السيد باهي أخيرا، يعني أكثر مما نستحق على الساحة الإعلامية؟ الآن نحن نتحدث عن مواثيق شرف ونريد أن العالم يمشي عليها وإلى ما هنالك من نحن إعلاميا أولا؟ قال لك أن الإعلام العربي وهذه ليست سرا بل حقيقة واضحة للجميع هيمنة واحتكار الحكومات يعني إعلام استقبل وودع يعني خرجت الجزيرة عن السرب ولكن الجزيرة لا تكفي لا تستطيع أن تنافس هذا الكم الهائل من الإعلام العالمي والغربي تحديدا، ما الذي يجعلك تتفاءل؟ ما الذي يجعلك تتنافس؟ ما الذي يجعلك تتنطع وتواجه؟

عزام التميمي: لحظة تاريخية نحن في لحظة تاريخية غير مسبوقة، أنظر إلى هؤلاء الإعلاميين الذين يشعرون بالخجل من انجرارهم وراء جورج بوش وتوني بلير، جورج بوش وتوني بلير الآن تصدر فيهم التقارير التي تؤكد أنهما كذبا على شعوبهما وأنهما غررا بالإعلام وأنهما دخلا حربا بدون مبرر، الإعلام الذي انساق وسمعنا خلال المؤتمر قصص وحكايات عن إعلاميين من الذين كانوا مع الجيش الأميركي ويتقيدون به في العراق، كيف أن هذه الساعات التي كانوا يقضوها والأيام التي كانوا يقضونها مع الجيش الأميركي كانت أسوأ لحظات عملهم الإعلامي لأنهم لم يكونوا يتمتعوا بالحرية هذه اللحظة..

فيصل القاسم: دقيقة .. دقيقة كيف لا يتمتعوا بالحرية؟ أنا شاهدت الكثيرين من الصحفيين البريطانيين على الطائرات الأميركية والبريطانية وكانوا أكثر تحمسا للحرب من الجنرالات ذاتهم ولا أريد أن أذكر أسماء كي لا أحرج أحدا من الذين كانوا، كانوا متحمسين أكثر.. كانوا يعني تلقيت الكثير من الرسائل من أميركان ومن بريطانيين يقولون بالله عليك أوقفوا هذه المهزلة كل الصحفيين تحولوا إلى التغني بأمجاد الحرب والتغني بأمجاد جورج بوش وبلير وإلى ما هنالك، كيف تقول لي لم يعيشوا أي لحظة سيئة كانوا ماشيين مثل القطيع.

عزام التميمي: ربما بعضهم كان كذلك لكن بعضهم يشعر بأن تلك اللحظات كانت لحظات أفقدته كرامته الإنسانية كإعلامي كان ينبغي عليه أن يتحرى وأن يبحث وأن يقول الحقيقة لكنه لم يكن يتمكن من أن يقول الحقيقة لأسباب مختلفة، أنا أقول أن هذه اللحظة التاريخية هي التي جردت هذه المؤسسات الإعلامية الكبيرة من المصداقية كما جردت جورج بوش وتوني بلير ومن صار معهم في هذه الحرب من المصداقية، نحن الآن حينما نأتي بمبادرات والمبادرة هي المهمة أنا مهم بقدر ما تكون مبادرتي مهمة، لست مهما إذا كنت جلست في بيتي ولم أعمل شيئا..

فيصل القاسم: بس لم تجيبني على موضوع أنت تحدثت عن اغتنام اللحظة التاريخية، أي فقدان المصداقية لدى الإعلام الغربي فنحن يجب أن نملأ الثغرة وما إلى هنالك، لكن من أنت من أنت؟

عزام التميمي: أنا مبادر كل من يبادر أنت إذا أتيحت لك الفرصة أن تصل إلى الجماهير أن تعبر عن رأي لا تخشى وتخف، يعني أنا مثلا عندما كنا في بريطانيا في عز الحملة تبعة المواجهة ضد الشيخ القرضاوي جاءنا بعض الناس من المسلمين في بريطانيا وقالوا يا جماعة أنتم لا تستطيعون أن تواجهوا اللوبي الصهيوني، اللوبي الصهيوني وراءه إسرائيل ووراءه أميركا ووراءه المال ووراءه الصحف وورائه وقفنا لهم وقلنا لهم إذا كان كل هؤلاء وراءهم فنحن وراءنا الله سبحانه وتعالى، نحن يجب أن نقوم بواجبنا عندما أصرينا أننا نقوم بواجبنا أنظر كيف تحولت المعركة ضدهم هم الآن في خزي وفي ندامة على ما قاموا به، إذاً لا يجب أن نيأس لا يجب أن نجلس في غرفنا ونغلق الأبواب ونقول لا فائدة، أنا أقول يجب أن نبادر والأنبياء نماذج لنا، يعني النبي حينما.. موسى عليه السلام حين كان يقف أمام فرعون ربما كان يمكن أن يقال له هذا فرعون لن يتغير هذا فرعون لن يسمع منك ولكنه ذهب أمام فرعون وتحداه ليس لكي يحول فرعون وإنما لكي يحول قدر الإمكان هؤلاء الذين يجندهم فرعون لحماية ملكه وجبروته.

فيصل القاسم: جميل سيد دواجي هل يمكن أن تطبق هذه الحكاية الدينية على وضع الإعلام الغربي بالدرجة الأولى وإعلام العالم الثالث إذا صح التعبير من الناحية الأخرى؟

معالجة وسائل الإعلام الغربية للحرب على العراق

فيصل دواجي: أعتقد أن هذا النقاش يثير قضايا أساسية حول الحقيقة وغياب الحقيقة والنزاهة وهل أن الناس قد كذب عليهم أو غرر بهم أعتقد أن الكليشة الشعبية إن التي تقول أن الحقيقة هي أولى ضحايا الحرب هي حقيقية عامة وأعتقد أن الحقيقة سقطت حتى قبل بدأ الحرب وعندما تحولت وسائل الإعلام إلى ناطقة باسم الحكومات وتدافع عن الحرب قبل حتى اندلاع الحرب ولو نظرت إلى الكيفية التي تغطي بها وسائل الإعلام مثل هذه القضايا سواء كانت الحرب أو جورج بوش من هو إرهابي في نظرك مدافع عن الحرية في نظري، الطاغية في رأيك هو الرئيس الذي لم يكن منتخبا بل سرق الانتخابات، هل تعلم إن بعض وسائل الإعلام تتحدث عن جورج دبليو بوش على أنه لم ينتخب ديمقراطيا؟ أنه في أعين الكثيرين حاكم غير شرعي وهل نسمع ذلك في وسائل الإعلام الغربية أم هذه قصة أخرى، الكل يثيروا الكثير من الضجة حول فهرنهايت الحادي عشر من سبتمبر الفيلم السينمائي لو أنك تعيش في الشرق الأوسط وفي بلدان ما هي ما لماذا هذه الضجة؟ نحن نعلم هذا منذ سنوات هل كان للأب أب جورج بوش الأب علاقات مع أعداد معينة من الناس وأصبح غنيا بين ليلة وضحاها من يأبه بهذا، نحن نعلم ذلك منذ زمن طويل وما يهم حول الحادي عشر من سبتمبر هو أن يتثقف الأميركيين ويعلمون ما يقوم به رئيسهم وما تقوم به إدارتهم هل ترى وسائل الإعلام تتحدث عن رمسفيلد يقابل صدام في 1983 و1984؟ لا أحد يتحدث عن ذلك هل الصحفيون الآن يسألون رمسفيلد عندما يظهر على شاشات التلفزيون؟ كنت أشاهد (B.B.C) وكان ديفد روست يقابل رمسفيلد في نصف ساعة لم يصدر ولا سؤال حتى عن أسلحة الدمار الشامل، أعتقد أن حان الوقت أن تخلص من ما يسمى بالصحافة الجايزة تخلصوا منهم لقد رأينا ما فيه الكفاية نريد صحافة حقيقية..

فيصل القاسم: لكن السؤال جميل..جميل جدا هل تعتقد أنها لحظة الحقيقة الآن لحظة الانقضاض يعني الإعلام الغربي في حيص بيص إذا صح التعبير في وضع يرثى له خاصة بعد تورطه أو تخبطه في حربي أفغانستان والعراق وأنه بإمكان وسائل الإعلام الأخرى لنتحدث عن وسائل إعلام العالم الثالث هل بإمكانها أن تأخذ زمام المبادرة الآن وتدخل الساحة لتعديل الموازيين لفعل شيء ما؟

فيصل دواجي: أولا وقبل كل شيء نحن لسنا في سباق. واجب أن لا نتسابق مع(B.B.C) و(C.N.N) وأي مؤسسة إعلامية أخرى، لماذا؟ لماذا تريد منا ما هي المعايير التي وضعوها لكي نتطلع إليها قدما، دعونا نضع معاييرنا الخاصة بنا ودعني هنا أشير إلى مسح ودراسة أجريت في ولاية ماريلاند في الولايات المتحدة حول فوكس نيوز ووجدوا أن 80% من مشاهدين فوكس نيوز أكثر بلبلة وتشوشا من أي مشاهدين آخرين، كانت هناك ثلاثة أسئلة والرد كان كآلاتي إن 80% من مشاهديهم شعروا بأن أسلحة الدمار الشامل قد عثر عليها في العراق، أن الرأي العام العالمي كان يدعم الغزو وأنه كانت هناك علاقة بين العراق والقاعدة، 80% من مشاهديهم وماذا كانت نتيجة الدراسة من قبل الجامعة أن هناك علاقة بين سوء الفهم ودعم الحرب، إذاً كيف أنت الآن تكسر هذه الهوة هوة المعلومات..

فيصل القاسم: بإعلام بديل كالجزيرة؟

فيصل دواجي: بالتأكيد تماما ومئات من الجزيرات الأخرى لو عندك الموارد الكافية لذلك، طور صحفييك ومعاييرك بالتأكيد..

فيصل القاسم: طيب السؤال المطروح تتحدث أنه كيف لنا يعني لسنا بحاجة لأن نتنافس مع(B.B.C) و(C.N.N) مع وسائل الإعلام الأميركية إلى ما هنالك من هذا الكلام لأنها لم تضع لنا أي معايير يمكن أن.. أن يعني أن نتطلع إليها إذا صح التعبير، لكن السؤال المطروح مازلنا نعاني أو العالم كله يعاني من مما يسمي (Euro centrism) والآن نسميها (U.S centrism ) طب أنت تضع معايير إعلامية جديدة لكن هل بإمكانك أن تفرضها أو تجعل الآخرين يسيرون وراءك أو يمشون على هذه المعايير، العالم كله محكوم اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وفكريا بما يسمى بالـ(Euro centrism) المركزية الأوروبية المركزية الغربية.

عزام التميمي: بس ليس صحيحا أنه لا توجد معايير وتوجد معايير ولكنهم لا يلتزمون بها يعني هناك..

فيصل القاسم: لكن سيد دواجي يقول لك ما هي المعايير المتوفرة لديهم كي نسمو إليها؟

فيصل دواجي: دعني أقول لك شيئا إن الشعار الذي تتبناه فوكس نيوز هي أنه تغطية عادلة ومتوازنة وأحد المحللين الإعلاميين قال إن الحقيقة الوحيدة في ذلك الشعار هو كلمة (و) فقط هل تريد أن تسمو وتتطلع إلى شيء كهذا أكثر الإعلام عنصرية وكراهية للإسلام في العالم، هل تريد أنت أن ترفع معاييرك أو تخفضها بذلك بالتأكيد لا، إذاً ما هي المعايير العالمية الدولية التي يمكن أن تطبقها على صحفيين مراسلين في الميدان، هل تريد أن يكون لك مراسلين ملحقين بالقطاعات العسكرية أنا لا أسميهم في الفراش بدلا من كلمة مزروعين أو ملحقين بالقطاعات العسكرية. وسائل الإعلام تستخدم الحكومات تستخدم تشعر بالارتياح لذلك، إذاً من الخطأ في المعنى أن تقول إنهم يقمعون بعضهم البعض..

فيصل القاسم: جميل جدا أعتقد أن كنت أتوجه تيثم لكنه أثير مسبقا دون أن أسأله تفضل.

ستيف تيثم: نعم إن هذه المصطلحات حول تعابير الحقيقية ومعايير لكلمة ملحقين بالقطاعات عسكرية أو نام معهم في الفراش وما إلى ذلك، أنا تابعت عمل كثريين من هؤلاء الملحقين بالقطاعات العسكرية ونحن وفرنا لهم البيئة والسكن والطعام وما إلى ذلك، لكن في خاتمة المطاف ما أنتجوه من تقارير كان متروكا لهم، أضرب لكم مثلا إحدى دبابتنا ضُربت بنيران أميركية وأخذ الجرحى إلى سفينة إنقاذ وسفينة مستشفى وأحد المراسلين قام بمقابلة مع المصابين والعنوان الرئيسي كان كآلاتي (Cow boy) أميركي قتل صديقي عمدا ولو كنا نسيطر على وسائل الإعلام لما سمحت أنا أبدا بعنوان رئيسي لأن يخلق مثل هذه الفروقات بين قوات التحالف ولكن النظام لم يسمح لي ولا أرغب أنا في ذلك بأن أفرض رقابتي بهذه الطريقة، الشيء الوحيد الذي استطعت أن أحذفه من هذه ذلك المقال هو إشارته كيف إنهم أشاروا إلى الطائرة الأميركية بأنهم كانوا يقاتلون يضربون قطاعات صديقة لذلك لم أرد للعراقيين أن يعرفوا ذلك وأيضا هذا المسح الذي قام به أكاديميون في المملكة المتحدة بطلب من الـ (B.B.C) قالوا إلى حد ما حول مسألة مدى انحياز هؤلاء الملحقين لكن العملية برمتها كانت جيدة.

فيصل دواجي: هل يمكنني أن أعلق على ذلك؟ أعتقد أننا يجب أن نميز بين ما هو ملحق بقطاع عسكري من مراسل من مراسلين عندما قالوا إننا نريد أن نقول.. طلبوا أن يلحقوا فأنهم اتخذوا موقفا بذلك، أنا أتحدث عن مؤسسات مثل سكاي فوكس و(C.N.N) والـ (B.B.C) هذا قرار متعمد لو أنك تجلس في بلد نامٍ تشاهد سكاي فوكس أو الـ (C.N.N) لا تستطيع التمييز بين الناطقين الرسميين بأسماء الحكومات وما كان يخرج من أفواه المراسلين، تحدثوا جميعا عن إننا نتعرض لهجوم إننا من تقصد نحن من؟ كجيش أو كمراسل أنت ترتدي بثة عسكرية مضادة للرصاص هو الجندي يحمل بندقية وأنت تحمل كاميرا تصوير دلالة المعنى هي واحدة لو نأخذ الأمر ونطبقه على وسائل الإعلام المكتوبة، لماذا نتساءل حتى يومنا هذا عندما تسأل مؤسسات الإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحافة كم من العراقيين المدنيين قد قتل حتى يومنا هذا؟ لا يجيبون جواب وتسألهم عن كم جندي أميركي أو بريطاني قتل لديهم جواب على الفور، إنه موقف تبنوه واتخذوه ولا يستطيعون نكران ذلك، عندما ذهب الجنود إلى ساحات الحرب وسائل الإعلام ذهبت إلى الحرب معهم. وسائل الإعلام كانت ترفع العلم الأميركي ولو نظرت إلى الـ (C.N.N) وفوكس نيوز ووسائل الإعلام الأخرى كم منهم أستخدم كلمة الصدمة والترويع من دون أي تساؤل لدرجة إن بعضهم أستخدم ذلك بعنوان رئيسي مثل أميركا ترد بالمثل ما هي الرسائل التي تنقلها..

ستيف تيثم: أنت تعمم هنا الآن لو سمحت لي بالطبع هذا حصل مع بعض المؤسسات تتحدث عن فوكس نيوز التي كانت ترفع شعار عملية تحرير العراق..

فيصل القاسم: عفوا سيد تيثم لكن هذا لا ينطبق فقط على فوكس أريد أن أعطيك بعض المحطات البريطانية بعض المراسلين البريطانيون كانوا ينافسون مراسلي فوكس في نفس الموضوع فلا يعني وبإمكاني أجيب لك إياها وأطلع لك إياها، أتفضل.

ستيف تيثم: أنا أتفق مع ذلك أنا فقط أستشهد بمثل واحد ولكن على أية حال مازال هذا تعميما ولو نظرت إلى ما فعلناه في وزارة الدفاع على مدى كامل من العمليات نعم كانت هناك مراسلون كذلك أنا لست هنا لأعلق عليهم فأنا لست صحفيا ولكن أيضا هناك الكثيرين ممن لم يتبعوا هذا الخط على سبيل المثال كانوا أكثر تعبيرا أو تمثيلا لما كان يشعر..

فيصل القاسم: لا بس عادة يا تيثم يعني عندما تسمع أو عندما يتحول مثلا الكثيرون وصفوا وزير الدفاع الأميركي خلال الفترة فترة التحضير للحرب وخلال الحرب وصفوه بأنه وزير إعلام في واقع الأمر وإلا لا يعني كان عبارة عن وزير إعلام بالإضافة على كونه وزير دفاع وقد شاهدنا الكثير من الفرمانات التي أصدرها رمسفيلد ووزارة الدفاع الأميركية التي تقول مثلا على كل المراسلين والصحفيين الذين يغطون الحرب أن ينضموا تحت لواءنا وإلا كل صحفي لا ينضوي تحت اللواء الأميركي أو البريطاني فهو مسؤول عن نفسه ومعرض للضرب وللقتل بما معناه إذا لما تغطي كما نريد فاعتبر نفسك يعني إحدى ضحايا الحرب كيف ترد؟

ستيف تيثم: أنا لست متأكدا من أنني ممكن أن أتفق مع هذا بشكل كامل. وسائل الإعلام الاستراتيجية الإعلامية البريطانية كانت على أربع مستويات نعم كان لديها مراسلين ولكن هذا لم يكن التركيز من خلال حملتنا بإمكانهم أن يوفروا رؤية أو صورة صغيرة ربما هي مثيرة للاهتمام لوكالات الإعلام لكنها تبقى صغيرة وقد شعرنا دوما أن مركز المعلومات في الدوحة والبحرين والكويت يجب أن توفر تلك الصورة الاستراتيجية الأكمل وتقدم ضباط كبار يشرحون ما.. مجريات الأمور في صحة الحرب، لكن للأسف حدثت أمور كثيرة جعلت من الملحقين المرسلين الملحقين عامل أساسي وبشكل أساسي يعود إلى ذلك إلى أن الولايات المتحدة تعاملت معهم بشكل مختلف عما كنا نتعامل معهم وإذاً أصبح مشهد أو صور المراسل الحربي ذات أهمية كبيرة في المؤسسات وللأسف الكثير من المراسلين العاملين بمعزل وباستقلالية عن الملحقين أصيبوا أو قتلوا وهذا ليس فنا وعلما دقيقا، الولايات المتحدة.. بريطانيا مثلا لها مراسلين حربين منذ الحرب القرم قبل مائة وخمسين عاما ولكن تم الأمر على نطاق واسع هذه المرة وتبقى القضية طفرة كبيرة في تفكير المؤسسة العسكرية البريطانية ومخاطرة أيضا أن يكون كل هذا العدد موجود ولنرى كيف نحصل على وجهات نظر متنوعة.

فيصل القاسم: لكن هناك نقطة دقيقة، دقيقة سيد دواجي هناك نقطه قالها فيصل دواجي قبل قليل مهمة جدا وأعتقد أنت الشخص الأمثل في واقع الأمر كي تجيب عليها، أن الحقيقة يقولون دائما أن الضحية الأولى لأي حرب هي الحقيقة وسيد دواجي قال أن الحقيقة كانت الضحايا حتى قبل الحرب (Before the war) والإعلام الغربي كان يتصرف بمثابة (Task force) إذا صح التعبير يعني كان يقوم بمهمة استكشافية ليس مهمة استكشافية واستطلاعية بل مهمة تحريضية وتحضيرية في الوقت نفسه كيف ترد وأنت ناطق عسكري؟

ستيف تيثم: لا يوجد صحفي كان قد ألحق بالقوات البريطانية وعمل معي جلس معي وقال لماذا عليّ أن أكتب؟ لم يحدث ذلك، ربما جلسوا إليّ وقالوا أن أكد لي بأن هذا المصطلح صحيح أو أن المعلومة الفنية صحيحة أن أتقبل وجهة النظر القائلة بأن بعضهم رفع راية الحرب وهناك الكثير من الدراسات الأكاديمية حول ذلك، أنا لست صحفيا ولا أمتلك أي ميل بهذا الاتجاه أو ذاك ولكنني من خلال خبرتي وتجربتي أن هناك صحفيين كثيرين معظمهم بريطانيين بالطبع تعاملت معهم كانوا عادلين وموضوعيين في تقاريرهم بقدر الإمكان، نعم بعضهم جاء من مؤسسات لها أجندتها على سبيل المثال من الديلي ميرور التي كانت مناهضة للحرب وأيضا كانت له أجندته الخاصة وأيضا هي مؤسسة تجارية وبإمكاننا أن نفعل ذلك.

فيصل القاسم: جميل جدا سأعطيك مجال لكن بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني ]

فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة هل تتوحد المعايير الإعلامية في العالم؟ 89.6 ما زال يعتقدون لا 10.4 يعتقدون نعم، سيد الباهي ما مدى إمكانية يعني على ضوء كلام السيد تيثم يعني الموضوعية وهذا الشرح يعني شرح معقول ومنطقي وإلى ما هنالك على ضوء هذا الشرح ما مدى إمكانية التعاون والتوافق وإيجاد الأرضية المشتركة؟

محمد أحمد باهي: ليس من الصعب إيجاد أرضية مشتركة أو إذا اقتنع الطرف الأخر أو إذا أتفق الجميع على معايير أخلاقية أساسا.

فيصل القاسم: ما المشكلة تقولي هذا الكلام وكأنك يعني تريد أن تعني ضمنا بأن هذا مستحيل على ضوء (Euro centrism) أو يعني المركزية الغربية؟

محمد أحمد باهي: نعم مستحيل لأنه ليس جديدا على الإعلام الغربي تعامله معنا نحن منذ خمسين سنة ونعرف أن الإعلام الغربي يعاملنا معاملة..

فيصل القاسم: تابعين.

محمد أحمد باهي: تابعين أو شعوب من الدرجة الثانية، نحن خرجنا من الاستعمار منذ خمسين سنة وما زال ينظرون إلينا يعني نظرة الشعوب البدائية أعتقد..

فيصل القاسم: لكن هذه مشكلة من سيد الباهي يعني لماذا دائما نحمل الغرب، الغرب قال لك فيصل دواجي قبل قليل دائما الغرب، الغرب أسطورة الغرب ماذا عملنا نحن؟ ماذا عملنا نحن؟ عندما خرجت يعني لا أريد أنا من الجزيرة لا أريد أن أطبل وأزمر للجزيرة لكن عندما ظهرت قناة عربية قناة أجنبية استطاعت أن تنافس يعني أنت تعلم أنه في حرب العراق وفي حرب أفغانستان استطاعت قناة بمفردها أن تقف في وجه كل هذا الكم الإعلامي الهائل وتصمد لماذا نحن متشائمون؟

محمد أحمد باهي: لسنا متشائمين ولكن وضعيتنا تفرض علينا النظرة إلى الأخر بحذر، لأن بلداننا ودولنا لم تستطيع تطبيق الديمقراطية في مجتمعاتها، فقدان الديمقراطية في دول العالم الثالث بصفة عامة هو الذي يجعل شعوبها غير قادرة على التعبير، لا ننتظر من إنسان في حالة أوضاع العالم الثالث عنده قدرة على التعبير للخلق لما جت قناة الجزيرة اعتبرها الإخوان ظاهرة في العالم العربي استطاعت أن تواجه لأنها تملك قدر كبير من الحرية ومن الجرأة ومن التخلص من عقدة الرقابة الذاتية التي فرضت علينا في العالم العربي في كثير من دول العالم الثالث، الرقابة الذاتية هي عقدتنا في الإعلام العربي أولا، انعدام الديمقراطية في لدى دولنا هي العائق الثاني، ثالثا نظرتنا إلى العالم نظرة التابعين نتيجة تراكمات السنوات الماضية، أنا ذكرت قبل قليل أننا نسبة الأمية في العالم العربي وفي القارة الإفريقية لا تسمح لنا بالمنافسة إذا صح التعبير، الإعلام الحديث بإمكانياته التقنية الحديثة وبانفتاح العالم لا يمكن أن يتساوى فيه الشمال والجنوب الأغنياء والفقراء لا يمكن أن ننتظر من شعوب ما زالت تتطلع إلى الديمقراطية والحرية والتخلص من الانتخابات المزيفة أو البرلمانات المزيفة..

فيصل القاسم: لقمة الخبز نعم.

محمد أحمد باهي: أعتقد هنا مشكلتين أما ما يتعلق بالتضليل والخداع في وسائل الإعلام الغربية فلقد تعودناه وأصبح يكاد يسري في دمنا هذا الخداع لا ندري كيف نتخلص منه خاصة وأن الثقافات يمكن أن نسميه الغزو الثقافي والغزو الفكري والغزو الإعلامي يجعلنا دائما نتحرك في مكانا لا نستطيع أن نتقدم إلى الأمام.

فيصل القاسم: جميل جدا وهذا بس دقيقة فيصل دواجي هذا لك عزام التميمي يعني نحن نتحدث الآن بنوع من التفاؤل وبنوع يعني هيك شوية شفت النفس أنه يجب أن نستغل هذه الثغرات التي بدأت تظهر هنا وهناك في الإعلام إلى ما هناك وننافس وكذا لكن في الوقت نفسه هناك من يقول أننا في واقع الأمر نلهث وراء المفاهيم والمعايير يعني المعايير والمفاهيم والمقاييس الغربية، نحن لا ننافس ولا نطالب بإيجاد أرضية مشتركة بل نحن نلهث وراءهم وخليني أقرأ لك شيء وصلني عبر الإنترنت من أبو عمر حوراني يقول ملاحظاتي على الإعلام العربي أنه إعلام متصهين من الطراز الأول فكثير من المحطات العربية والصحف أيضا معها تنطق وتكتب بالعربية ولكن بنفس متصهين والطامة الكبرى أن هذا الإعلام قد ادعى الحيادية في نقل أخبار العراق وكأن الإعلام الغربي كان حياديا ألم يعلم جهابزة الإعلام العربي أن الإعلام الغربي قد كان الطلقة الأولى والأخيرة في الحرب على العراق وهذا يؤكد كلام فيصل دواجي فإعلامنا المتصهين يعني يستخدمها مرة ثانية لا يتوان على النقل المباشر لكل ما يقذفه مسؤولون البيت الأبيض والبنتاغون من بيانات وتصريحات لحظة بلحظة، أما الأمر الذي يزيد من صهينة الإعلام العربي هو نقله وتبنيه الكامل والمستمر على مدار الساعة لتحليلات الـ (C.I.A) عن وجود وخطر شخصيات وهمية مثل أبو مصعب الزرقاوي، أما أقوى مثال على صهينة الإعلام العربي فهو عرضه لشريط مقتل الأميركي بيرغ عدة مرات في اليوم ولمدة تزيد على عدة أسابيع ولكن دون عرض تصريحات والد بيرغ الذي اتهم بارونات الحرب في البيت الأبيض والبنتاغون بالمسؤولية إلى ما هنالك من هذا الكلام، إذاً عملية يعني في واقع الأمر أنت لا تنافس أنت يعني بتمسحلهم على الجوخ يعني تمسح لهم جوخ.

عزام التميمي: لاشك أن من علامات اليأس التعميم والتعميم ينال من الإنصاف وأنا أود أن نكون منصفين في كل الأحوال، يعني هذا يعمم على الإعلام العربي كما نحن بعضنا مبكرا عن الإعلام الغربي، يعني هل القدس العربي مثل الشرق الأوسط ما معقول هذا الكلام، يعني لابد أن ننصف يعني هل الجزيرة مثل بعض المحطات الأخرى التي تنشر الفساد والإفساد، إذاً لابد أن يكون الإنسان في المحطة الفلانية الصحفي الفلاني الجريدة الفلانية، أيضا في الإعلام الغربي يجب أن نميز بين..

فيصل القاسم: بس هل تستطيع أن تنكر أن الفضائيات العربية يعني أصبحت تسير أيضا تتصرف كالكورس يعني شو بيسموها بالكورس الجوقة إذا صح التعبير، كلمة يطلع واحد أميركي أو بريطاني يلا طلع له السلام عليكم يعني كلام هذه.. هذا كيف تفسير هذا السير الأعمى وراء كل ما يطلع من الغرب.

عزام التميمي: البعض يمكن أن يتصرف كذلك لكن ليس الكل ولا إن كانت صدرت مني سلبيات كفرد تظهر مني إيجابيات، فأنا أنظر إلى السلبيات فقط وأترك الإيجابيات يعني نحن نحتفل منذ سنوات بهذه الظاهرة الإعلامية العربية غير المسبوقة، نحن الآن في حال أفضل بكثير مما كان من قبل كنا بالأول المصدر الوحيد للأخبار الصحيحة أنا أعتبره إذاعة الـ (B.B.C) العربية الآن عندنا الجزيرة عندنا بعض الفضائيات الأخرى التي حاولت أن ترتقي إلى مستوى الجزيرة وللأسف أصابتها انتكاسات، لكن أنا أريد أقول يا دكتور فيصل أيضا لابد أن نميز بين الوضع الأميركي والوضع البريطاني وفي أوروبا بين الوضع البريطاني والأوضاع الأخرى، جل الشعب البريطاني كان مناهضا للحرب..

فيصل القاسم: 84% حسب الديلي ميل.

عزام التميمي: وهذا عكسته وسائل الإعلام البريطانية ليس كما حصل في أميركا، يعني لماذا لا نتكلم عندما نتكلم عن فوكس نيوز فلنتكلم عن فوكس نيوز لماذا ندخل معها أشياء أخرى حصل فيها نوع من التنوع، أنا كنت من العناصر الموجودة في الحملة المناهضة للحرب وكنت دائما أنطق وأتكلم في المهرجانات المليونية باسم الرابطة الإسلامية وكان يقف معنا على المنصة إعلاميون بريطانيون وكانت الديلي ميرور وكانت الغارديان وكانت بعض الناس في الـ (B.B.C)، الـ (B.B.C) خسرت مديرها ورئيس مجلس إدارتها لأنها وقفت موقفا مبدئيا يعني لابد أن نذكر هذا من حسنات الناس نقول للمسيء أسأت ونقول للمحسن أحسنت.

فيصل القاسم: لكن ألا.. يعني هذا الكلام ألا يدل على تناقض أيضا في الطرح؟ تقول أنه دفعت هذا إن دل على شيء يدل على ما يسميه البعض بدكتاتورية وطغيان المؤسسة الغربية الحاكمة وتعاملها وطريقة تعاملها مع الإعلام حتى في بلد مثل بريطانيا يعتبر أكثر ديمقراطية بألف مرة من أميركا.

عزام التميمي: هذا لا ننكره نحن هنا لا نناقش المواقف السياسية وهذا أمر أخر حصل أيضا، أننا خلطنا بين الإعلام وبين صناع القرار السياسي، صناع القرار السياسي انتهينا منهم وكاذبين وعملت عنهم برامج كثيرة أنت وغيرك لكن نحن نتكلم عن الإعلام، الإعلام فيه تنوع وهذا الثمن الذي دفعته الـ (B.BC) صح كثير من الناس العاملين في الـ (B.BC) وفي خارجها ليه؟ لأن هذه المنظومة الديمقراطية التي كان دائما يتشدقون بها ويمنون علينا بقيمهم الديمقراطية هم بدؤوا يشعرون بأنها تتآكل وبأنها في خطر، منظومتهم نفسها في خطر أصبحنا نحن أعلى نموذجا منهم ولذلك قلت لك مسبقا يا دكتور فيصل بأن أمامنا فرصة تاريخية لا ينبغي أن نترك اليأس يقتلنا ويعزلنا، نحن يجب أن نهجم يجب أن ندخل إلى الميدان ونحاول أن نستقطب الناس ونقنعهم بمواقفنا.

فيصل القاسم: جميل هل المنظومة الإعلامية الغربية فعلا في خطر وعلينا أن ننتهز الفرصة؟

فيصل دواجي: حسنا أعتقد أن النقطة الأولى هي كالأتي أن إعلام حر مستقل وقوي هو جزء من العملية الديمقراطية، الآن بعد أن قلنا ذلك الديمقراطية هو مثل جميل ومفهوم جميل لكن الديمقراطية ليست شيئا كاملا وأحيانا يعني أن كل الحمقى في معسكر واحد وفي نفس الخط هذه مشكلة كبيرة وجرى ما يحدث الآن سواء كان الأمر يتعلق برمسفيلد أو وولفويتز والكل في هذا الطرف يقول دعونا نذهب إلى الحرب هذه عملية ديمقراطية الكل اتفق على ذلك وافق بـ 70% من الناس أيد بوش عندما شن الحرب، إذاً ماذا كان دور الإعلام في ذلك؟ كان دعم ذلك بغض النظر عن كل الأمور الأخرى هذه هي النقطة المهمة وسائل الإعلام أيدت هذه القرارات حتى قبل إعلان الحرب عندما ذهب كولن باول للأمم المتحدة وكذب كان هناك من أشار عليه بأن لا يتحدث عن قضبان اليورانيوم التي اشتراها صدام من النيجر ولكنه أدخلها ضمن كلمته وكانت تلك كذبة وعلم بذلك قليل من الناس تحدث عن ذاك ولكن كشفت كذبة لماذا هل هذه هي المعايير التي تصبوا إليها؟ لا أعتقد ذلك أعتقد أن علينا أن نخلق الكثير من الأصوات المتنوعة لأنه لا توجد حقيقة واحدة نحن وقعنا فيه هذا الفخ فخ الحقيقة..

فيصل القاسم: جميل تريد التنوع تريد أن يكون هناك أكثر من مصدر للمعلومات أكثر من مصدر للحقيقة لكن أنت علمت ما حصل لبعض القنوات عندما أرادت أن تنشر الحقيقة أو أن تخالف الرأي المسيطر أو المهيمن إعلاميا ألا وهو الرأي الأميركي، الجزيرة فقدت شهيدا في العراق لأنها كانت صوت لأن صوتها لم يكن مطلوبا أو مرغوبا فيه، أنت.. مكتب القناة أيضا أنا لا أتحدث عنها كان لكن كمراقب مكتب القناة أيضا قصف في أفغانستان ودمر والزميل تيسير هرب قبل ذلك يعني وإلا كان راح ضحية أيضا، فإذاً يعني كيف بإمكانك هناك قوى لا تسمح لك حتى أن تشذ عن الخط العالمي، الآن اللي بيرفع رأسه بينخبط بالسياسة بالثقافة بالاقتصاد، شيوعية جديدة بيسموها عولمة شيوعية جديدة، فكيف تتعامل معها؟

فيصل دواجي: أنا أتفق معك أنا لا أعتقد أن الناس الذين شرعوا بشن الحرب كانوا معنيين بالحقيقة والاستقامة والعدالة هذه ليست حرب من أجل معايير عليا ومُثل أسمى وحرية هذه حول جشع وأشياء حالكة السواد، الناس واضحون في ذلك وعليه عندما يقتل صحفي من الجزيرة أو من قنوات تلفزيون أخرى كانت هذه عملية مقصودة لعمل ذلك تذكر ما قال الراحل إدوارد سعيد تحدث الحقيقة في وجه القوة هذا ما عليك أن تفعله كصحفي واجه وكن شكوكيا عندما يطلق وزير حكومة تصريحا، تحداه لماذا عليك أن تقبل ما يقول؟ لأن أي وزير في أي حكومة أي رئيس أي مسؤول أي رسمي في مبنى حكومي هو فقط إنسان أخر ليس إلا، لماذا يجب أن يكون له معايير أعلى من غيره؟ تساءل عن ذلك شكك فيه تحقق منه كن شكوكيا حول أي شيء يصدر من فم مصدر حكومي هذا كان مصدر إخفاق ما حدث في العراق..

فيصل القاسم: يعني بعبارة أخرى أنك متفائل بإمكانية أن تكون مستقلا إعلاميا في هذا العالم الذي تهيمن عليه قوى مؤثرة جدا وبالتالي بإمكانك أن تفرض معاييرك ومقاييسك وتجعلها تتواءم مع المعايير والمقاييس الأخرى المهيمنة طبعا.


لو كان هناك شخص واحد في أفغانستان يتفرج فدع التقرير يكون له تأثير عليه مثل التقارير التي تصدر من وسائل الإعلام المؤثرة في المواطن البريطاني

فيصل دواجي

فيصل دواجي: حسنا هذا هو العالم الحقيقي الذي نعيش فيه في هناك قوى متصارعة متنافسة إما أن تصبح لاعبا أو لو أردت أن تكون لاعبا كن لاعبا جادا، لو أن الجزيرة تريد أن تترك بصمتها في المسرح العالمي ضع كل مواردك فيها، طور مراسليك وصحفيك، أفعل الأمور التي هي مهمة حقا لو أن شخصا ما يجلس في قرية ما في أفغانستان عندما لو أن لديه الكهرباء ليمتلك جهاز تلفاز وفرصة ليتفرج دع تقريرك يكون له تأثير عليه كما هي الحال مع التقارير التي تصدر من وسائل الإعلام الأخرى التي تؤثر في المواطن البريطاني في قرية بريطانية..

فيصل القاسم: سيد تيثم على ضوء هذا الكلام في واقع الأمر أنت كناطق عسكري وكمراقب إعلامي وبصدق كيف تنظرون إلى اللاعبين الجدد الآن على الساحة الإعلامية العالمية؟ هل تنظرون إليهم بروح التعاون معهم وإيجاد أرضية وقواسم مشتركة معهم أم تنظرون إليهم بعين الحقد وتنظرون إليهم يعني مَن هؤلاء لينافسونا؟ مَن هؤلاء؟ يعني أنا أطرح عليك ما قاله رئيس تحرير صحيفة أوروبية بالحرف الواحد عندما بدأت بعض المحطات غير الأميركية والأوروبية بإسماع صوتها للعالم قال هذا رئيس التحرير هذا بالحرف الواحد قال أتعجب من هذا الرئيس الأميركي لماذا لا يضربهم ويقضي عليهم من ضربة واحدة، يعني حتى أنه أستكثر على هذه القنوات الصاعدة أنها تسمع صوتها للعالم يريد أن يخمده بقوة البارود ويعني وأنتقد الرئيس بوش كيف تنظر إلى مثل هذه الأصوات التي تسمع في الغرب هل أنت معها كيف تنظرون؟

ستيف تيثم: دعني أعود إلى طبيعة عملي ومهنتي مهنتي تقوم على أساس العمل كجسر تواصل بين المؤسسة العسكرية والإعلامية وأنا أراعي مصالح وسائل الإعلام أيا كان، هل تسألني أنني سأرحب بهم بالطبع لو ما كان الأمر كذلك لما جئت إلى الدوحة للتحدث إلى الجزيرة واستغلال الفرصة، لكن الصعوبة تكمن في كل ما تزايدت وسائل الإعلام واختلفت أجنداتها وتزايدت يزداد الأمر صعوبة لنا أن نفهم ونتعامل مع المؤسسات المختلفة من دون أن يكون لنا الوعي التاريخي والثقافي، إذاً بالوقت الذي نرحب بذلك أنه يزيد من صعوباتنا أيضا وبالطبع أحيانا يؤدي ارتكاب أخطاء ولكنني أرحب بها..

فيصل القاسم: لكن ألا تعتقد في الوقت نفسه لكن ألا تعتقد في الوقت نفسه سيد تيثم أن يعني معايير الـ (Cow boy) هي التي تفرض الآن بطريقة أو بأخرى وبما إننا بصدد الحديث عن الإعلام معايير الـ (Cow boy) هي التي تفرض إعلاميا وذكرت يعني للسيد دواجي قبل قليل كيف أن الأصوات التي لا تعجب هذا الـ (Cow boy) بين قوسين، طخ يعني شوط.

ستيف تيثم: أنا لا أرى معايير الـ (Cow boy) هذه بعض المؤسسات أصبحت أثر مهنية من غيرها، أنا إنسان مهني وأتعامل بمهنية مع الناس لو أنهم لا يتعامل معي بنفس المهنية هذه مشكلتي عليّ أن أحتوي وأستوعب كل وجهات النظر وأن أستمر في العمل معهم وعليّ أن أستمر طالما أنا في مهنتي.

فيصل دواجي: هل لي أن أقول شيئا؟ نحن نتحدث عن أرضية مشتركة وقواسم مشتركة والعمل سويا دعني أعطي مثل على صعوبة ذلك وكونه تصورا مجردا، عندما جاء كولن باول وتحدث أمام وسائل الإعلام في بغداد أو عفوا ذهب إلى مقر القيادة المركزية لست متأكدا، الصحافي العربي الذي وقف وأحتج والصحافيين وقفوا واحتجوا وخرجوا يوم مقتل أثنين من مراسلي العربية..

فيصل القاسم: باختصار إذاً أريد كلمة واحدة الكلام عن قواسم مشتركة أو أرضية مشتركة (Abstract) كلام مجرد (Yes or no) كلام مجرد..

فيصل دواجي: نعم هو كذلك.

عزام التميمي: يجب أن نسعى إليه..

فيصل القاسم: السيد تيثم تحدث عن وجوب التفاعل وهو يستقبل وهو يرحب بالآراء الأخرى وبالإعلام الأخر إلى ما هنالك كيف تنظر بكلمة واحدة؟

محمد أحمد باهي: نعم، نحن كذلك ننتظر ذلك..

فيصل القاسم: تنتظر ذلك متفائل بإمكانية التعاون وإيجاد قواسم مشتركة بين الإعلام العالمي باختصار؟

ستيف تيثم: بالتأكيد وإلا ما كنت أنا لو لم أكن كذلك.

فيصل دواجي: هل لي أن أنهي نقطتي؟

فيصل القاسم: أنا بودي جدا أعطيك بس المخرج يعني يصر على الإنهاء، مشاهدي الكرام عماد بهجت دائما يصر على أن ننهي قبل لا يعطينا ليس كريما كثيرا في الوقت في بعض الأحيان، مشاهدي الكرام لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيوفنا الدكتور عزام التميمي والسيد محمد أحمد باهي والسيد فيصل دواجي والسيد ستيف تيثم، مع تحياتي وتحيات مها الشريطي وطبعا المخرج عماد بهجت، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة إلى اللقاء.