الشعوب العربية والثورات
مقدم الحلقة: | فيصل القاسم |
ضيوف الحلقة: | نادر أسعد بيوض التميمي: عقيد متقاعد أحمد بن محمد:أستاذ جامعي ومعارض جزائري |
تاريخ الحلقة: | 23/12/2003 |
– مدى ملائمة الوقت الحاضر لتغيير الأوضاع العربية
– الأسلوب الأمثل للتغيير في العالم العربي
– مدى إمكانية أن يضحي الحاكم العربي من أجل الوطن
– الآثار المترتبة على الثورات الحمراء
– أسباب رغبة الشعوب العربية في اختيار الثورة الحمراء
فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام.
نزعم أننا عربٌ، لكننا خراف.
ليس تماماً، إنما في ظاهر الأوصاف.
نُقاد مثلها؟ نعم.
نُذعن مثلها؟ نعم.
نُذبح مثلها؟ نعم.
تلك طبيعة الغنم.
لكن يظل بيننا وبينها اختلاف.
نحن بلا أردية، وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف.
نحن بلا أحذية، وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف.
وهي لقاء ذلها تثغو ولا تخاف.
ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف.
وهي قبيل ذبحها تفوز بالأعلاف، ونحن حتى جوعنا يحيا على الكفاف.
هل تستحق أو هل نستحق يا تُرى تسمية الخراف؟
هل أخطأ الشاعر في وصفنا؟
لماذا تتحرك كل أمم الأرض لتغيير أوضاعها إلا نحن؟
هل اتعَّظ العرب بسقوط الرئيس الجورجي؟
أين هم من الشعوب الحيَّة؟
لماذا يتذرعون دائماً ببطش الحكام وقمعهم؟
ألا يقاوم الفلسطينيون بالحجارة والسكاكين؟ يتساءل أحدهم.
ألم يسقط (ماركوس) في الفلبين و(سوهارتو) في إندونيسيا و(ميلوسوفيتش) في صربيا و(تشاوشيسكو) في رومانيا و(بري) في الصومال؟
لماذا ينتظر الشعب الجورجي من الأميركان أن يحرروه من رئيسه الفاسد؟
إلى متى ينتظر العرب المخلِّص الخارجي؟
هل توجَّه الجورجيون إلى الكنائس من أجل أن يتقبل منهم ربهم دعاءهم ويزيل عنهم رئيسهم أم قرروا أن يزيلوه بأيديهم؟
هل فكر المصلون في المساجد العربية أن يحولوا صلواتهم إلى انتفاضات شعبية بدلاً من الدعاء إلى الله كي يدِّمر أعداء المسلمين وأن ينصر المؤمنين وأن يحل لهم مشاكل الدنيا والدين؟
هل تغيرت أوروبا لولا الثورة الفرنسية وغيرها؟
هل خرج المسلمون من مكة لولا الجهاد؟
أليست القوة هي مصدر كل السلطات وإن العنف والاغتصاب هو العنصر الملازم لكل حركة في التاريخ البشري؟
لكن في المقابل: ألم تشهد بعض الدول العربية انتفاضات مسلحة ضد الأنظمة وانتهت بالفشل وفرض قوانين الطوارئ على الجميع؟
أليس من الخطأ الانجرار إلى العنف؟
أليس هذا ما تريده الأنظمة العربية التي لم تتقن على مدى خمسين عاماً سوى أساليب البطش والقمع؟
لماذا لا يفكر الشعب العربي إذن بالعصيان المدني بدلاً من المواجهة، خاصة وأن المطربين لا يستطيعون أن يغنوا في الأعراس إلا بإذن من أمن الدولة في بعض الدول؟
أليس من السذاجة أن نراهن على الجيوش وأجهزة الأمن العربية في الوقوف إلى جانب الانتفاضات الشعبية كما فعلت مثيلاتها الجورجية؟
هل لدينا جيوش وأجهزة أمن وطنية أصلاً أم أنها مجرد أدوات قتل وإبادة بيد الحكام؟ يتساءل أحد الكتاب.
هل نريد انقلابات دموية جديدة يحل فيها طاغية محل آخر؟
نرجو الخلاص من غاشم بغاشم، لا ينقذ النخاس من نخاس.
مَنْ هو الزعيم العربي المستعد أن يتنازل طوعاً عن الحكم؟
ألم يعتد الحاكم العربي أن يضحي بالوطن لا بنفسه؟
هل لدينا حكام وطنيون أصلاً؟
أليس من السذاجة تشبيه جورجيا بالبلدان العربية؟
هل تسمح أميركا لأي حاكم عربي حتى بالاستقالة من منصبه؟
هل تجد أفضل منهم؟ يتساءل أحدهم.
أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على الدكتور العقيد/ نادر أسعد بيوض التميمي، وعلى الدكتور أحمد بن محمد (الأستاذ الجامعي والمعارض الجزائري).
للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالرقم التالي: 4888873
وفاكس رقم: 4890865 وبإمكانكم المشاركة بمداخلاتكم عبر الإنترنت على العنوان التالي:www.aljazeera.net
وللتصويت على موضوع الحلقة: أيهما أفضل لتغيير الأوضاع العربية: الثورة البيضاء أم الحمراء؟
يمكنكم التصويت على الأرقام التالية:
من داخل قطر: 9001000
من جميع أنحاء العالم: 009749001900
[فاصل إعلاني]
مدى ملائمة الوقت الحاضر لتغيير الأوضاع العربية
د.فيصل القاسم: أيهما أفضل لتغيير الأوضاع العربية الثورة البيضاء –على غرار الثورة الجورجية طبعاً- أم الحمراء؟
58% يريدون ثورة حمراء، و42% يريدون ثورة بيضاء.
دكتور تميمي، في البداية هل تعتقد أن الوقت مناسب لتغيير الأوضاع العربية على على ضوء ما رأيناه في جورجيا وفي العراق إلى ما هنالك من.. من هذا الكلام وما هي السبل لتحقيق ذلك؟
د.نادر أسعد بيوض التميمي: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم أعني على قول الحق ولو كان مُراً.
يا أمتي يا خير أمة أُخرجت للناس إن التزمتي بثلاثة شروط: تأمرين بالمعروف، وتنهين عن المنكر، وتؤمنين بالله، وأي منكر أكبر من أن تُغتصب عندنا السلطة، ويحكمنا الرويبضة؟ قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: "التافه يتكلم في شؤون العامة"، لو وُضع سياج حول مؤتمر القمة تجد الأُمي، تجد الشاذ، تجد الإنسان التافه يتكلم في مصير أمة، نحن خير أمة أُخرجِت للناس، كنا. لما وقف عمر يوماً على المنبر يقول: "أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم"، وقف له رجل قال: لا سمع ولا طاعة.
فوقف منافق أراد أن ينافق لأمير المؤمنين كيف.. كيف تقول لأمير المؤمنين لا سمع ولا طاعة؟ قال: "اسكت لا خير فيهم إن لم يقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها" ماذا تريد؟ قال: أريد أنه جاءت إلى أهل المدينة أثواب من اليمن، فوُزعت على أهل اليمن.. من اليمن إلى أهل المدينة فوُزعِّت على أهل المدينة، وبالكاد يكاد الثوب يكفينا نحن كأناس أقصر منك، ونجدك قد كساك الثوب، يحاسب عمر على الثوب، فهل قال هذا من مالي أم ماذا قال؟ قال: قم يا عبد الرحمن اجبه، قال: لقد أعطيت ثوبي لأبي فكساه، قال: الآن سمعاً وطاعة.
إذا كان الحاكم يُحاسَب على ثوب.. على متر قماش، فكيف بمن يبيعون الأوطان؟ كيف بمن يسمحون لبلدانهم أن تغزو بلداً آخر ليُستعمر؟ كيف بمن يتآمرون مع الأعداء في فلسطين مع أميركا؟ هؤلاء هل يبقوا علينا إلى متى؟
أنا أقول لكم يا إخوتي في العالم العربي والإسلامي، لا تسموها الدول العربية ولا الإسلامية، بل قولوا المزارع العربية الخاصة، لأن كل دولة أصبحت مزرعة للحاكم وأولاده وأتباعه وأصبحنا في مؤخرة الركب، هنالك دمار سياسي، دمار اجتماعي، دمار اقتصادي لا نُصنِّع شيئاً، عبيداً لغيرنا..
د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب.. طيب
د.نادر أسعد بيوض التميمي: إلى متى يبقى هذا؟ فلذلك هذه مقدمة للحديث.
د.فيصل القاسم: آه.. طيب يعني باختصار يعني شاهدنا قبل فترة الشعب الجورجي يخرج بالآلاف وأسقط الرئيس الجورجي، أليست هذه وسيلة ممكنة لدينا يعني؟ ما هي الوسيلة؟ أن نخرج بهذه الطريقة أم ماذا؟
د.نادر أسعد بيوض التميمي: عندنا الحل نحن قبل هؤلاء، الرسول صلى الله عليه وسلم..
د.فيصل القاسم: عليه الصلاة والسلام.
د.نادر أسعد بيوض التميمي: يقول "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" تغيير اليد قادرون عليه، هذه الجيوش التي تقف لحماية هذه الأنظمة لماذا لا تتحرك ليس انقلابات كانقلابات الستينات والخمسينات ليحكموا؟ إنما ليتركوا للشعب أن يختار الأفضل، هذا الأفضل يأتي ويُحاكم أمام الناس، إن أخطأ أو قَصَّر، وليس هكذا يفعلون ما يريدون والجيوش تحميهم، وأدوات القمع تقمع كل من يقول لا، إذن نحن عندنا الخيار من ربنا، من ديننا.. ثم بعد ذلك إن رضينا نحن بذلهم، الذليل لا يدخل الجنة، الله –سبحانه وتعالى- ماذا يقول عن الذليل..
د.فيصل القاسم: طيب.. طيب.. طيب
د.نادر أسعد بيوض التميمي: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ) بيصلي.. بيصوم.. يعني عامل أعمال كثيرة عبادية (قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ) ليش داخل على الجنة؟ (قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ) يعني أذلاء (قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) طبعاً هذا الإنسان لا يهاجر بعد فتح مكة، لأن الرسول يقول: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية" ولذلك يجب أن يكون هنالك عمل لتغيير الواقع الذي نعيش فيه.
د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: وهنا.. ما نوعية هذا العمل، بجملة واحدة؟
د.نادر أسعد بيوض التميمي: العمل.. كل حسب قدرته، لما يكون هنالك مقدرة عند الجيوش لتتحرك..
د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب وإذا لم يقدروا؟
د.نادر أسعد بيوض التميمي: إلى الشعوب لتقوم كما فعلوا، الآن نحن إذا.. إذا أنت تبدأ بالكلمة وانتهت الكلمة، منذ الاستعمار القديم ومع عملائه الذين جاءوا من بعده ونحن نُحكم بهذه الأنظمة ونحاول أن نتعايش معها..
د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب.. طيب..
د.نادر أسعد بيوض التميمي: ولكن لم تغيِّر ولم تبدِّل ولم تفلح هذه..
د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب إذن ما الحل؟ الحل؟
د.نادر أسعد بيوض التميمي: القوة.
د.فيصل القاسم: القوة.. تفضل.
د.أحمد بن محمد: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم. السلام عليكم أيها الإخوة المؤمنون..
د.فيصل القاسم: وعليكم السلام.
د.نادر أسعد بيوض التميمي: عليكم السلام.
د.أحمد بن محمد: الدكتور نادر وصف هذه الأنظمة بأنها مزارع، ربما ذهبت إلى أبعد من ذلك، يقولون عنها أنها حكومات، يا ليتها كانت حكومات هي محكومات، والدليل على ذلك ما جرى أمس مع عقيد أو قعيد ليبيا الآن صار قعيداً، الذي رجع بعد تيهه القومي وضلاله العنصري فيما يخص إفريقيا كالعبد الآبق إلى أميركا..
د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: لا نريد.. لا نريد.. لا نريد أن نجرِّح بأحد بهذه الطريقة..
د.أحمد بن محمد: لأ أنا لم..
د.فيصل القاسم: يعني ما نتحدث عنه أوضاع عربية، الوضع العربي يحتاج..
د.أحمد بن محمد: لا، الآن هم ليسوا.. الحكام ليسوا أكرم منا، ويستحقون منا كل.. كل الكلمات التي لا تُنقص من أقدارهم لأنهم جميعاً أو في معظم الحالات ليست لهم أقدار..
د.فيصل القاسم: طيب.. كويس.
د.أحمد بن محمد: هذه النقطة الأولى ليسوا حكومات، هم محكومون.
د.فيصل القاسم: هذه متفقون..
د.أحمد بن محمد: النقطة الثانية..
د.فيصل القاسم: مع.. مع الدكتور فيها..
د.أحمد بن محمد: النقطة الثانية: لقد حللت مشكلاً كبيراً يا دكتور عندما لم تطرح السؤال: هل نغيِّر هذه الأنظمة أم أننا لا نغيرها؟ وإنما قلت: كيف نغيرها؟
د.فيصل القاسم: بالضبط.
د.أحمد بن محمد: لابد من إزالة هذه الأنظمة، وهذه الضرورات دنيوية وأخروية، أهلكت الحرث والنسل..
د.فيصل القاسم: طيب.. طيب..
د.أحمد بن محمد: كيف تُزال هذه الأنظمة؟
د.فيصل القاسم: كيف.. كيف؟ هذا هو.. هذا هو لب الموضوع.
د.أحمد بن محمد: لو سمحت لي عندي تعليق.
د.فيصل القاسم: اتفضل.
د.أحمد بن محمد: يزيد فضلك، قلت أن هناك استفتاءً، أنا جئتك باستفتاء من الجزائر قبل أيام، عندي ثلاثون مليون شاهد، وعندي 200 ألف شهيد، إثر هذه المحنة التي لازلنا نعاني منها لحد الساعة، هذه الملايين تشهد، ويشهد الشعب الجزائري بصفة عامة، لأنني أنا ابن الأمة، ولكنني هذه اللحظة سامحوني إن أحببت الجزائر أكثر من اللازم، الجزائريون أعطوا درساً للإخوة العرب، للإخوة المسلمين وللدنيا، بأن المستعمر.. بأن المحتل لا يغادر أرضنا إلا بالقوة، مليون ونصف مليون شهيد، مثلما أعطى الشعب الجزائري درساً آخر اليوم للشعوب بأن الحرب الأهلية ليست حلاً، لأنها تطيل في عمر الظالمين، المجرمون الحكام العرب بصفة عامة يقتاتون من أشلائنا، ويشربون من دمائنا، وبالتالي..
د.فيصل القاسم: إذن.. وبالتالي..
د.أحمد بن محمد: فلابد من استعمال القوة، ولكن أية قوة؟ سنجيب خلال هذه الحلقة بإذن الله.
د.فيصل القاسم: طيب.. لأ أي قوة؟ الدكتور يدعو إلى القوة الحمراء، أنت قادم من الجزائر هل نفعت معكم القوة..؟
د.أحمد بن محمد: القوة الحمراء في إطار الحرب الأهلية لا تنفع.
د.فيصل القاسم: أيوه.
د.أحمد بن محمد: الذي ينفع أن نزيل هذه الأنظمة، لا أن نسيء إلى الجيش، ولا أن نسيء إلى الإسلاميين، ولا أن نسيء إلى السلطة، الشعب من هنا نعاج ومن هنا نعاج، الذئاب هي التي تأكل من هذا وتأكل من هذا، وتتفرج علينا، وبالتالي استسمحك في أن أعود إلى الوراء قليلاً، هناك خمسة أساليب لإزالة الأنظمة الطاغية، خمسة أساليب، أربعة عُلِّم.. عُلِّمها الناس، وخامسة أو الأسلوب الخامس أضافه العرب، إما أن يذهب الطغاة بالحراب -جمع حربة- وفشل هذا الأسلوب عندنا في الجزائر، لأن الحرب كانت حرباً أهلية.
الأسلوب الثاني: الانقلاب، والمجرمون في الجزائر مثلاً وتَّروا العلاقة بين الجيش والإسلاميين، حتى لا تتكرر تجربة السودان على ما فيها من مآخذ.
الأسلوب الثالث: الانتخاب، لكن النظام هو الذي يقَوْلبه، وهو الذي يختار المترشحين، أو المرشحين وهو الذي يُزكِّي، ولذلك في الجزائر اليوم الانتخابات المنتظرة، النظام يريد..
د. فيصل القاسم: طيب.. طيب..
د. أحمد بن محمد [مستأنفاً]: عفواً دكتور فيصل يريد.. يريد نعجة أو نعيجة أو في أسوأ الحالات نعجة قرناء، في حين أن الشعب يحتاج إلى أسد هصور لينقذه من مخالبه، الأسلوب الرابع –إذا سمحت لي- إذن أسلوب الحراب..
د. فيصل القاسم: أسلوب الانقلاب وأسلوب الانتخاب..
د. أحمد بن محمد: الأسلوب الرابع الجميل وهو أسلوب الإضراب..
د. فيصل القاسم: إضراب..
د. أحمد بن محمد:أسلوب مخاصمة النظام، وهو الذي لم تجرِّبه جورجيا أولاً، جربته إيران، اقتداءً بسيدنا موسى، كما قال الشهيد الباقر الصدر، أما الأسلوب الخامس الذي أضافه عملاء الاستعمار هو أن يُغيَّر الطغاة –وهم طغاة- بالأغراب كما حصل في العراق.
الأسلوب الأمثل للتغيير في العالم العربي
د. فيصل القاسم: طيب إذن باختصار دكتور تميمي سمعت هذا الكلام، يعني الأخ قادم من الجزائر وجربَّوا الدماء، وجربوا الحرب الأهلية، وجربوا الانتفاضات الشعبية، وهو لم يرَ في أي من كل هذه الخيارات إلا خيار.. يعني سماه الإضراب، وهناك آخرون يسمونه بالعصيان المدني، لم يبقَ أمامنا إلا العصيان المدني، فما رأيك بهذا الحل؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: أولاً نحن ضد الحرب الأهلية في أي مكان، هذا ليس أسلوباً قط، القوة لا تعني هذا. نحن لو لم تُفرض القوة..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: كيف لا تعني.. لا تعني ذلك؟ عنت ذلك في الجزائر وأدت إلى حرب أهلية؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: لا لأ.. هذه –لو سمحت لي – الفتن.. الفتن التي تؤدي نحن ضدها، ولذلك جبهة الإنقاذ أنا أعرفها جيداً وعلى علاقة بقيادتها أعرفهم، جبهة الإنقاذ لما بدأت الحكومة تغرس في وسط الجبال من يقتل الأطفال والنساء –مثل ما طلع- لأنه عشرات الضباط حكوا هذا، سحبت.. أو منعت مقاتليها، طلبت منهم إيقاف إطلاق النار، حتى لا يُسَّجل باسمها، هذه الفتنة من الحكومة، أما أنا أقول: نحن أصحاب القوة، لو لم يُفرض الجهاد، هل خرجت الدعوة من مكة ووصلت إلى الصين والمغرب؟ الجهاد عنف، ولكنه عنف حقيقي صحيح، لتغيير الباطل، ثم الوحدة التي تمت بعد الفرقة في الحرب الصليبية، صلاح الدين ماذا فعل؟ حطَّم الأنظمة العميلة التي في الشام وفي مصر، (شاور) حاكم مصر كان متحالف مع الصليبيين، فذهب إليه وحَّرر مصر منه، ثم جاء بالعملاء الذين في الشام بعد الحروب المتواصلة، وقال لهم: لماذا اشتغلتم مع الصليبيين ضد أمتكم؟ قالوا كنا مُجبرين، فذبحهم بيديه، ثم جاء قطز أيضاً في الحرب التترية، وذبح عملاء التتار أيضاً مرة ثانية، ثم بعد ذلك الغرب.. الغرب لم يغيِّر واقعه إلا بالعنف، كل ما حصل في الغرب الآن من تمكُّن الشعوب من حكم نفسها كله جاء بعد الثورة الفرنسية التي امتدت إلى أوروبا وأميركا، ثم الوحدات التي حصلت الوحدة الألمانية بقيادة (باسمارك) حصلت بالقوة، احتل باريس، وجعل باريس توافق على اتفاقية "فرانكفورت" التي فيها ضم مقاطعة (الزاس) و(لورين) إلى.. إلى ألمانيا، ثم إيطاليا بعد عشر سنين حروب داخلية، وُحِّدت إيطاليا، ثم أميركا بعد أربع سنوات من الحروب الأهلية.. من الحروب الأهلية وُحِّدت أميركا الحالية.
القوة تنفع في مجالات، والسلام ينفع في مجالات، أما قضية الانتخابات التي تحصل في العالم العربي فهي مَهْزأة إذا كانت انتخابات الرئاسات الملكية هذه التي تدعي أنها جمهورية، فبعضهم صار من أجل الانتقاد الكثير الذي يوجَّه إليه يأتي بموظف ويقول له: لتنافسني في الانتخابات..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب.. نعم.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: ثم يتنازل، بدل 99.99 إلى آخره، يقول له أخذت 75، هذه للضحك على الذقون..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: صار فيه تنزيلات بالانتخابات العربية يعني.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: تنزيلات وبالنسبة..
د. فيصل القاسم: بدل 99، 75.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: آه، وبالنسبة للنيابات في العالم العربي هنالك كوتة للمعارضة تعارض كما تشاء، ولكن بعد ذلك تُباع الأوطان باسم النواب، ترتفع الضرائب باسم النواب، يُسحق الشعب باسم النواب، ويقول لك هكذا يريد الشعب، مَنْ قال هذا؟ إذن هذا ليس تغييراً أيضاً، فلذلك.. أما قضية العصيان المدني التي قالها الأخ الدكتور أحمد، إذا كان العصيان سيؤدي إلى التغيير، لأن العصيان. ما معنى ذلك؟ عدم طاعة الحاكم في أوامره، سيؤدي بعد ذلك إلى أن الشعب سيشتبك مع هذا النظام حتى يسقط، أنا مع هذا أيضاً، لأنه هذا سيؤدي إلى التغيير أيضاً.
د. فيصل القاسم: آه يعني أنت تعتقد أن العصيان يبدأ مدنياً وينتهي عسكرياً وعنفياً؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: ثم ينتهي عسكرياً ومن يسكت على ملكه وسلطانه؟ يسكتون؟ قد يجيش الجيوش والجيش سينضم إلى أهله وإخوته وأبنائه، أي نعم. هذه قوة.
[موجز الأخبار]
د. فيصل القاسم: لدينا تصويت عبر الهاتف: أيهما أفضل لتغيير الأوضاع العربية الثورة البيضاء، أو الحمراء.
للتصويت من داخل قطر: 9001000.
من جميع أنحاء العالم: 009749001900.
على أي حال النتيجة حتى الآن 59% يريدون ثورة.. يريدون تغييراً من خلال الثورة الحمراء، 41% يريدون تغييراً من خلال الثورة البيضاء.
لديَّ مشاركة أيضاً عبر الإنترنت من يوسف حناشي بودله من الجزائر: أخي.. يقول: تُعتبر الجزائر مثالاً حياً على الحروب الدموية التي خاضتها خلال عشرية كاملة، إذن لابد من الخيار السلمى ومواجهة السلطات والدولة التي بإمكان الشعب الوصول إلى الحكم بواسطة الرجال.
وهذا يصب في.. في طرحك دكتور أحمد بن محمد، لكن في الوقت نفسه سمعنا الدكتور تميمي يقول قبل قليل، يُعطيك أمثلة من التاريخ.. من التاريخ الإسلامي، من التاريخ الأوروبي إلى ما هنالك من هذا الكلام، وقال لك يعني العصيان المدني الذي يدعو له الكثيرون، يعني قوموا اعصوا، قال: العصيان المدني قد يبدأ مدنياً، لكنه سينتهي عنفياً، إذن هذا يدحض مقولتك.
د. أحمد بن محمد: لا.. يبدأ سلمياً ويلتحق الجيش بالشعب، لأن الجيش شعب والشعب أبو الجيش، لدى تجارب أخرى ذكرها الدكتور نادر.
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس كيف؟
د.أحمد بن محمد: عفواً.
د.فيصل القاسم: بس دقيقة كيف.. كيف يلتحق الجيش؟ كيف يلتحق الجيش؟ أنت تتحدث تستلهم -لا شك- تجربة جورجيا، حيث التحق الجيش..
د. أحمد بن محمد: تجربة إيران..
د. فيصل القاسم: الجيش.. وإيران، يا أخي، هل تعتقد أن الجيوش العربية وأجهزة الأمن العربية مثل أجهزة الأمن في جورجيا؟
د. أحمد بن محمد: لأن المعارضة في البلدان العربية لم ترتقِ بعد إلى مستوى المعارضة الجورجية، ومستوى المعارضة الإيرانية أيام الشاه، العيب فينا، ولذلك علينا –نحن المعارضين- أن نبدأ بتغيير ما بأنفسنا، ألا نساند الأنظمة المجرمة عبر المشاركة في الانتخابات المزيَّفة مثلاً، في البرلمان وغير البرلمان، علينا أن نستعد –نحن المعارضين- لتقديم رقابنا لهذه الأنظمة، وأن نحافظ على الشعب من جهة، وأن نحافظ على الجيش من جهة، أن نتقدَّم نحن للشهادة، هذا هو المطلوب منا، علينا أن نغيِّر نحن ما بأنفسنا، علينا أن نتغلب على الخوف الذي هو موجود فينا، وعلينا أن نقول في أنفسنا ولأنفسنا، ولشعوبنا بأن هذه الأنظمة جبانة، وبأن الطاغوت بيته كبيت العنكبوت، وعلينا أن نعلم أن هذه الأنظمة من الجبن بحيث لا تستحق أن نجابهها بأبنائنا من هنا وأبنائنا من هناك..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: طب لكن ماذا فعلتم أنتم في الجزائر؟ يعني أنت دكتور –تسمح لي- أقول لك أنك تناقض نفسك في بعض الأحيان، من جهة أو قبل أن تدخل البرنامج تقول أنه نحن جربنا الثورة الحمراء والانتفاضات المسلحة وانتهينا بأكثر من مائتي ألف قتيل، فعلينا ألا ننجر، هل تريد أن تجر الشعوب؟ هذا هو السؤال.
د. أحمد بن محمد: أنا لا أريد أن.. أن يموت جزائري آخر، ولكن في نفس الوقت..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: ولا عربي آخر.
د. أحمد بن محمد: ولا عربي ولا مسلم آخر.. آخر، أريد ما يمكن أن نسميه الحامض السياسي (la acid bolitiqu) الذي منعوه في المعارضة، فتنهار هذا الأنظمة، أنا لا أريد دماً، أريد قوة شعبية وراءها معارضة قوية، وهذا ما نفتقده في العالم العربي، وهذا ما نفتقده في الجزائر الآن، الجنرالات ليسوا أقوياء نحن الذين نطيل في إعمار حكمهم بأخطائنا وبأخطائنا، وأؤكد لك بأن تجربة الجزائر ليست وحدها هناك تجربة سوريا حماه، تجربة مصر مع الجماعة الإسلامية، أنا لا أشكِّك في نيَّات إخواننا هنا أو هناك وهم مظلومون، والظالمية والأظلمية تبقى في سقف الأنظمة، ولكن النتائج ها هي أمامنا، إنني أقول وأردِّد بأن الدم الجزائري، والدم العربي، والدم المسلم (…) الأنظمة الظالمة، وبالتالي فإن إخواننا الذين يريدون التغيير بالسلاح على مظلوميتهم، إنما يريدون أن يطفئوا النار بالبنزين، هم يقوون الأنظمة، النظام المصري فقد السادات ورحم الله خالد الإسلامبولي، ولكن النظام الذي جاء بعد أنور السادات أنكى، الطوارئ لم تُرفع لحد الآن منذ 1981، هل يعتقد إخواننا أن.. أن النظام السعودي يتهدد أو يزول بموت شرطي بريء أو جندي بريء في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة؟ أنا لا أبكي الأميركان الذين يموتون في الرياض، أنا أبكي المسلمين، لا أتملق الأميركان، أنا عندي من الضحايا ما أحتاج إلى البحار من الدموع لأبكي ضحاياي، فلا أبكي الأميركان ولو كانوا أبرياء، لأنهم لم يبكوا ضحايانا، أنا عندي الملايين من ضحايا المسلمين من ضحايا هذه الأنظمة، ولكنني لأحزن عندما أسمع أن مسلماً تُوفِّي أو قُتل في المدينة المنورة أو في مكة المكرمة مع أن النظام السعودي نختلف معه في ألف مسألة ومسألة، إذن القضية قضية فشل هذا الدواء، هذا.. عفواً هذا العقار، أنا لا أتهم أصحابه، أنا أتهم نتائجه.
د. فيصل القاسم: حلو.. كويس جداً، ممتاز، سمعت هذا الكلام لا لست.. لست..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: التغيير.. التغيير.
د. فيصل القاسم: يعني لسنا بحاجة أي.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: لابد له من الدماء، ولم يحصل تغيير في التاريخ حقيقي وكبير إلا بالدماء، إخراج الاستعمار كيف تم؟ تم بالسلام أم بالدماء؟ حتى ثورة إيران في أسبوع واحد، في الأحد الأسود خمسة آلاف قتلوا من الدبابات التابعة للشاة، دماء..
د. فيصل القاسم: مع أنها كانت ثورة شعبية.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: نحن نقول إخواننا في الجزائر، كان على الإخوة في الجزائر أن يعملوا العصيان المدني منذ أن أُلغيت الانتخابات ووُضع أصحابها في السجن وما هو العصيان؟ هو طاعة لله، لأن الله يقول "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"..
د. فيصل القاسم: بس يا دكتور.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: ولذلك -لو أكمِّل لك- فالعصيان سيؤدي أن الشعب لن يطيع هذه الحكومة، ستشتبك معه، وتنزل الدماء، إذن هي قوة، ولذلك أنا مع هذا لأنه قوة، ولذلك القوة هنا ليست الفوضى، ليس أن يرمي واحد قنبلة هنا، أو واحد قنبلة هناك، هذا أدى إلى فشل، لأنه غير منظَّم وأصبح على شكل حلقات صغيرة.
د. فيصل القاسم: طب بس دقيقة..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: أما أنا أريد الجماهير والأمة تتحرك حركة الحياة، ليذهب الضحايا في سبيل التغيير.
د. فيصل القاسم: لكنه قال لك أنه ليس مستعداً أن يرى مسلماً آخر يموت أو عربياً آخر..
د. أحمد بن محمد: نموت نحن.. نموت نحن..
د. فيصل القاسم: بس دقيقة، بس دقيقة كيف يعني؟ كيف؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: هو إذا قال..
د. فيصل القاسم: تريد أن تضحي..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: لو سمحت لي.
د. فيصل القاسم: بس يا سيدي تريد أن تضحي.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: لن أكون..
د. فيصل القاسم: تريد أن تضحي بالآلاف، لقد سقط الآلاف في أكثر من انتفاضة مسلحة في الدول العربية، عطاك أمثلة كثيرة، وقال لك يجب أن لا ننجر إلى ملعب الأنظمة، الأنظمة العربية لم تتقن على مدى خمسين عاماً -وهذا الكلام له- سوى لغة البطش والقمع والقتل، وهو.. والدم هو سيرومها هو الغذاء الذي تتغذى عليه، فلماذا أنت..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: أنا.. أنا.
د. فيصل القاسم: فلماذا أنت تسقط في ملعبها؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: لا.. لا، أنا.. أنا معه في نقطة مهمة، النقطة المهمة العصيان المدني عدم طاعة الحاكم وعدم الخضوع لأوامره.
د. أحمد بن محمد: حيَّاك الله.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: سيحصل بعد ذلك قتل وقتال، مَنْ قال أن هذا العصيان سيمر بسلام، ولكن القيادات الفاعلة في المجتمع هي في المقدمة، هي المضحية، أما أنه سيحصل مجرد أن الناس.. ليست المظاهرات.. المظاهرات لا تفعل شيء، المظاهرة تأتي..
د. فيصل القاسم: طب يا أخي.. يا خيي.. يا سيدي.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: لو سمحت لي.
د. فيصل القاسم: بس دقيقة، نحن لماذا نذهب بعيداً؟ موضوعنا كيف نستلهم الثورة الجورجية البيضاء، مظاهرة في جورجيا أنزلت الرئيس من عليائه، هذا الكلام..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: هذا لن يحصل في العالم العربي.
د. فيصل القاسم: لماذا لا يحصل؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: لأن عندنا الحكومات قد تعودت كالكلاب البوليسية على العض والرفس والقتل، عندنا الأحرار في السجون، عندنا الذين يريدون التغيير لا تجدهم الشمس حتى إذا خرج تجد أن عيناه لا تبصر جيداً، لأنه لم ير النور منذ زمن بعيد، جرَّبنا السجون وجرَّبنا الزنزانات مترين في متر، وجرَّبنا التعذيب، هذا كل الأحرار هكذا في عالمنا العربي، إذن ليبدأ العصيان، غيِّروا ما.. ما هذه الأنظمة، ما هو الحكم يا أخي. ما هو الحكم؟ هو عقد اجتماعي.
د. فيصل القاسم: بس.. بس.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: بين الشعب والقيادة.
د. فيصل القاسم: بس يا دكتور دقيقة، أعود إلى موضوع جورجيا، لماذا طيب؟ أنت لماذا من جهة تقول لي إنه هذه أنظمة كرتونية وبيت عنكبوت، ومن جهة أخرى يعني تتندر بظلمها وبطشها وقمعها، أنا لديَّ.. يعني لديَّ.. خليني أحكي لك شوي، لدينا مشهدان، يعني أحد الكتاب صورَّ لنا مشهدين على ضوء ما حدث في جورجيا، المشهد الأول: مئات الآلاف من المسلمين يصلُّون في الحرم الشريف يدعون الله أن يُولي أمورهم خيارهم، أو يولي أمورهم خيارهم، المشهد الثاني: مئات الآلاف من الجورجيين يخرجون في مظاهرات يطالبون رئيسهم بالاستقالة، عما يبحث اللاهثون بالدعاء في المشهد الأول؟ وفي ماذا يأمُل الخارجون إلى الشوارع في المشهد الثاني؟ الفريق الأول.. الفريق الأول المصلون كان يدعو لأن يدمِّر الله أعداء المسلمين، وأن ينصر المؤمنين، وأن يحل لهم مشاكل الدنيا والدين، أما الفريق الثاني من الجورجيين فلم يذهبوا إلى الكنائس -يقول لك –في سباق محموم من أجل أن يتقبل عنهم ربهم دعاءهم ويزيل عنهم رئيسهم، بل قرروا أن يتظاهروا ويمشوا إليه، فلماذا أنت لا تفعل الشيء نفسه..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: أعطيك.. أعطيك.
د. فيصل القاسم: لماذا لا تفعل الشيء نفسه؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: أعطيك فتوى؟
د. فيصل القاسم: أي.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: أعطيك فتوى؟
د. فيصل القاسم: نعم، وأنت مفتي.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: الذي يصلي ويصوم ويحج وزكاة ويقبل بهذه الأنظمة، هذا ذليل لن يدخل الجنة وجبت الآية بأكملها الآن (إن الذين قالوا ..) (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ) أنتم عندكم صلاة وصوم وعبادة قالوا (كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ)، من استضعفكم؟ هل الأعداء أم الحكام؟ أي إنسان يستضعف كمن رضي المذلة من نفسه غير مكره..
د. فيصل القاسم: هذا.. هذا نحن لسنا..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: فليس.. لو سمحت لي..
د. فيصل القاسم: بس لسنا مختلفين على هذا.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: أكمل لك، إذن مَن يدعو ولم يحدِّث نفسه بالجهاد لإزالة الطاغوت، الجهاد فُرِضَ لإزالة الطغيان، ولذلك من مات -في الحديث- ولم يغزُ ولم يحدِّث نفسه ضد مَنْ؟ ضد أي طاغوت، الجهاد فُرض لتحطيم القوة المادية التي تقف في وجه الحق، هكذا عُلِّمنا.
د. فيصل القاسم: بس يا دكتور..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: ولذلك..
د. فيصل القاسم: الجهاد أنت تتحدث عن الجهاد.. الجهاد استخدم في الماضي لمقارعة الأعداء ومحاربة يعني الناس في الخارج، أعداء الأمة، فلماذا تريد أن تستخدم الجهاد والعنف ضد هؤلاء؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: الرسول دعا بنا لذلك.
د. فيصل القاسم: أبناء.. أبناء جلدتك يعني.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: من.. من الذين يشتغلون مع الاستعمار، مع عملاء الاستعمار، ألم تسمع ماذا قال الرسول –صلى الله عليه سلم- حديث صحيح رواه عبادة بن الصامت قال دعانا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأخذ علينا السمع والطاعة –للحكام- في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله، أصحاب الأهل اللي هم بويعوا من الناس، قال إلا أن ترى كفراً بواحاً فيه.. بُواحاً، فيه عندكم من الله برهان.
أي كفر من وراء كفار؟ أي كفر من سرقة الأموال، أي كفر من قتل الناس بغير حق، هؤلاء لا يحكمون بما أنزل الله، فهم كافرون.
د. فيصل القاسم: طيب.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: ولذلك هنا.. ولذلك هنا الرسول يدعونا إلى أن نقف ضد هؤلاء بالسيوف، هذه من رسول الله وليس مني..
د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً، كويس جداً.. بس.. بس دقيقة.. بس دقيقة سأعطيك المجال، وهذه نقطة مهمة، عبد الرحمن زهران السعودية، تفضل يا سيدي، عفواً عبد العزيز الزهراني، تفضل يا سيدي.
عبد العزيز الزهراني: هل تسمعني؟
د. فيصل القاسم: تفضل يا سيدي، تفضل.
عبد العزيز الزهراني: أريد أن أقول للدكتور الذي تكلم قبل قليل إنني أستمع إلى أسامة بن لادن الآن، في تفكيره وفي طريقة كلامه، وإذا أردنا أن نتحدث بطريقة افتراضية عن خارطة العالم العربي التي يرسمها لنا هذا الرجل، فإن هذا يعني أن أمامنا مجموعة احتمالات، أن أمامنا عالم عربي غارق في الدماء، لا يُعرف منه الحاكم من المحكوم، لا وجود لولي أمر ناصح، لا وجود لمواطنين ناصحين، كيف تريد منا يا أخي الكريم أن نفكر في هذا التفكير؟ كيف تريد منا أن نسير بالدماء، وأن نسير بالسيوف، لماذا نتحدث بهذا الخطاب الفج؟ الأسلوب الخطابي الذي ما عاد حتى يصلح للجوامع، أصبح فقط يصلح فقط لاستهلاك الكلام، وفي نوادي الإنترنت الأقرب ربما إلى الغباء بعض الشيء.
أريد أن أقول أيضاً للدكتور: نعم نحن ربما لا نبكي على الأميركان لأنهم لا يبكون على ضحايانا، ولكن هل ينطبق ذلك على من في بورندي ورواندا أنهم لا يبكون علينا، وبالتالي لا نبكي على ضحاياهم؟ أنا أعتقد أن النفس الإنسانية معصومة في كل الأمور، وفي كل الجنسيات والطوائف، وبالتالي ليس من حقنا أن نعتدي على أي نفس بشرية معصومة بحكم المعاهدة إذا لم يؤذونا نحن، لماذا لا نعترف بتغير الواقع؟
د. أحمد بن محمد: أنا لم.. أنا لم..
عبد العزيز الزهراني: لماذا لا نعترف بالضرورة؟
د. أحمد بن محمد: أخي.. أخي عبد الرحمن..
د. فيصل القاسم: طيب أخي..
د. أحمد بن محمد: عفواً دكتور.
عبد العزيز الزهراني: أخي العزيز.
د. أحمد بن محمد: أنا لم.
عبد العزيز الزهراني: بس أنا هأخلص وأمشي.
د. فيصل القاسم: طيب، تفضل باختصار.. باختصار..
عبد العزيز الزهراني: هأخلص وأمشي، أرجو رجاءً مخلصاً يا جماعة أن نتجنَّب هذا الخطاب، لأننا في النهاية سنصل إلى بحر من الدماء أقرب إلى سيراليون مثلاً، هل تريد أن تعيش في سيراليون يا دكتور؟ شكراً لك.
د. فيصل القاسم: حلو، شكراً جزيلاً، لديَّ.. لدي مشاركة من.. E-mail عبر الإنترنت، من دكتورة سعاد من السعودية تقول –لا أدري إذا كانت رد أيضاً، يمكن أن تكون رد- هناك حقيقة بسيطة، العرب معظمهم مسلمون، والثقافة الإسلامية تحرِّم الخروج على الوالي، وتأمر بإطاعة ولي الأمر، هذه الثقافة هي التي خدَّرت عقول العرب، وأقعدتهم عاجزين، فالأرجنتين، فنزويلا، أو جورجيا مثلاً، عندما ترفع الحكومة سعر الوقود يخرج المواطنون إلى الشوارع يصرخون ويهددون، ويسبون ويلعنون رئيس حكومتهم، في مظاهرات صاخبة، واحتجاجات ضخمة وفي اليوم التالي إضراب عام يشل الحياة اليومية وإذا لم يستجب لهم اقتحموا البرلمان، وأخذوا حقهم بأيديهم، في المقابل في الدول العربية عندما يأكل الحاكم ثروات شعبه، ويسحقه، ويقمعه، ويرفع سعر الوقود، يقول العربي: لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنه إليه راجعون، (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) ويسكت، الشعوب العربية مخدَّرة، وخائرة، وضعيفة بسبب هذه الثقافة البائدة، دكتور.
د.أحمد بن محمد: أن أعلِّق فقط على الأخ السعودي، أنا لم أقل بأن دماء الأميركان كلهم مستباحة، أنا أقول حتى.. قلت حتى ولو كان هؤلاء الأميركان أبرياء، فإننا لا نبكيهم، لأن عندنا من الضحايا ما يكفي، بالنسبة للدكتور نادر.
د.فيصل القاسم: باختصار.. باختصار.. باختصار.
د.أحمد بن محمد: نعم.. نعم، بالنسبة للدكتور نادر، أنا معك مليون في المائة، معك لإزالة هذه الأنظمة المجرمة، وهؤلاء الطغاة، ولكن..
د.فيصل القاسم: طيب ولكن..
د.أحمد بن محمد: كيف؟ هل نشعلها حرباً في فلسطين بين الجهاد وحماس من جهة، والفتحويين من جهة أخرى؟ هل تريد أن تقول بأن على الأردنيين أن يخرجوا في حرب ضد عبد الله؟ أنا أريد أن يذهب هؤلاء الحكام واحداً واحداً، ولو أنهم في الشر متفاوتون.
د.فيصل القاسم: طب أنت تحلم يعني، أنت تحلم..
د.أحمد بن محمد: أنا لا أحلم، في الجزائر.. في الجزائر.
د.فيصل القاسم: يا أخي.. طب أنا أريد أن أسألك سؤالاً، مَنْ هو؟ أنت لماذا يعني، أنت تُنظِّر وكأنك في.. في.. في برج عاجي؟ يا دكتور، أنا أسألك..
د.أحمد بن محمد: كيف؟
مدى إمكانية أن يضحي الحاكم العربي من أجل الوطن
د.فيصل القاسم: يعني أنت تستلهم الكثير من التجارب، هل تعتقد أن هناك حاكماً عربياً، مثل (إدوارد شيفرناذرة) في.. في جورجيا؟ هل تعلم؟ يعني الكثيرون يقولون، أن الحاكم العربي اعتاد أن يضحي بالوطن، ولن يضحي بنفسه أبداً، من هو الحاكم العربي الذي استقال إلا إلى القبر؟ وإنك..
د.أحمد بن محمد: موازين القوى يا دكتور
د.فيصل القاسم: أي موازين قوى؟
د.أحمد بن محمد: الشارع لم نحرِّكه يا أخي العزيز.
د.فيصل القاسم: أي شارع؟
د.أحمد بن محمد: أعطيك مثال، هل يُعقل مثلاً أن معارضاً جزائرياً مرموقاً يسكن في سويسرا، أُجرِيت معه مقابلة أخيراً، قال: إنني لن أدخل الجزائر حتى تُعطى.. تُعطى لي ضمانات كي أُحاكم هناك، سي أيت أحمد، يا سي أيت أحمد، قدرك كبير من الناحية التاريخية والوطنية، ولكن عليك أن تدخل معنا إلى الجزائر، كي نقوم بإتمام عملية..
د.فيصل القاسم: التحرير.
د.أحمد بن محمد: تحرير الاستقلال.
د.فيصل القاسم: تحرير الاستقلال سلمياً.. سلمياً.
د.أحمد بن محمد: تحرير الاستقلال سلمياً، وبالقوة السلمية الشارعية الشعبية، ونحن نكون متقدِّمين، نحن الذين نموت ولا نريد أن يموت شعبنا.
د.فيصل القاسم: كويس جداً بالرغم من ذلك، نتيجة التصويت: أيهما أفضل لتغيير الأوضاع العربية، الثورة البيضاء أم الحمراء؟
للتصويت من داخل قطر: 9001000
من جميع أنحاء العالم: 009749001900
نتيجة التصويت 65% ارتفع.. ارتفعت الأصوات معك دكتور نادر، بالرغم من الهجوم، 65% يريدونها ثورة حمراء، 35 يريدونها ثورة بيضاء، نشرك.. نشرك من لندن السيد محمد العربي زيتوت، تفضل يا سيدي.
محمد العربي زيتوت: تحياتي يا دكتور.
د.فيصل القاسم: يا أهلاً وسهلاً، تفضل يا سيدي.
محمد العربي زيتوت: حقيقة القضية كما طُرحت لم تعد هل يبقى هؤلاء الحكام أم يرحلون؟
د.فيصل القاسم: بالضبط، بالضبط، كيف؟
محمد العربي زيتوت: ولكن السؤال هو كيف يرحلون؟ القضية الآن هذه الشعوب العربية جربت، كثير من الشعوب العربية جربت الكثير، جربت طرق متعددة، جربت الانتخاب، جربت الانتفاضات، جربت العمل المسلح، التجربة الجزائرية في هذه حقيقة تجربة، يجب أن نتعلم منها جميعاً، عملية التغيير بالسلاح أدت إلى كوارث حقيقية، هذه الأنظمة لا تعرف، وليست.. ليس لها خبرة إلاَّ بالقمع والقهر، إن الدخول معها في معترك السلاح، يعني أنك تدخل إلى أرضيتها، وأنت تعطيها مزيد من المبررات لمزيد من القمع والقهر، القضية الآن الجزائر عندما كانت فرنسا موجودة في الجزائر 130 سنة، استطاع الجزائريون بتضحيات جبارة أن يخرجوها في سبع سنوات، وكان الغرب كله وراء فرنسا، حقيقة اليوم الجنرالات أيضاً وراء.. وراءهم الغرب، ولكن بعد 12 سنة، وبعد مقتل أكثر من ربع مليون جزائري، لازال المأساة في.. في.. في.. في قمتها، تجربة علينا أن نتعلم من ذلك، إن الانتفاضات الشعبية هي الحل الوحيد، وقضية العراق هذه هي..
د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب لكن يا سيد.. لكن ألم تجربوا الثورة الشعبية والانتفاضة الشعبية في عام 1988 في الجزائر؟ عندما خرج الجزائريون بالآلاف، قبل.. قبل الانتخابات، ماذا كانت النتيجة بالله عليك؟
محمد العربي زيتوت: حقيقة جُربِّت، وكانت النتيجة فيما بعد أنهم استطاعوا أن يُؤدُّوا بهذه التجربة إلى.. إلى.. إلى غموض رهيب، ولكن كانت، مهما كانت تجربة 88 هي التي فقط في اعتقادي الآن، وفي هذا الوضع العالمي، لأن لابد أن نأخذ بعين الاعتبار الوضع العالمي والوضع الدولي، بدونه لن نفهم..
د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب بس.. بس سؤال بسيط، أنت تقول: إنه يجب أن لا تنجر الشعوب إلى ملعب الأنظمة، حيث تتقن لغة العنف، ألا تعتقد أنك تبالغ في مثل هذا الكلام؟ الأنظمة ضد العنف، ولا تريد العنف، وتخاف العنف، ولا تريد التغيير بهذه الوسيلة، وهي خائفة جداً يعني، كيف؟
محمد العربي زيتوت: لا حقيقة الأنظمة برغم ما تبرره، وبرغم ما تريد أن تظهر..، شفنا هذه الأيام في السعودية ما يحدث، وفي دول أخرى، هنا كان.. كان الوضع في السعودية مثلاً، كان النظام في وضع حرج للغاية، لكن بعد ما حدث من القنبلة الأخيرة في.. في حي من الأحياء، الرياض، انقلب النظام ليصبح في وضع هجومي، وأصبح الإصلاحيون الذين كانوا في وضع قوي، أصبحوا مستضعفين، لأن أصبح يقال لكل من يريد التغيير، أنت مساند للإرهابيين، وأنت تعلم أن قضية الإرهاب الآن أصبحت لمن يريد أن يقمع شعب، أو يذبح شعب، فليتهم جزء منهم بالإرهاب، القضية الآن، إن فقط الحل.. الانتفاضات السلمية، والانتفاضات العميقة، مهما كانت، قد تؤدي إلى الدماء، ليست.. ليس في ذلك عيب، الشعوب التي لا تدفع ضريبة الدم لن تتحرر، ولكنها ستجعل الغرب، لأن القضية الآن علينا أن ننظر في اتجاه الغرب، ستجعل الغرب في وضع حرج للغاية، إما أن يساند انتفاضات الشعوب وإما أن يظهر على وجهه القبيح.
الآثار المترتبة على الثورات الحمراء
د.فيصل القاسم: طيب، أشكرك جزيل الشكر، دكتور تميمي، عليك هجوم عنيف طبعاً من.. من الأخ الذي اتصل قبل قليل، لكن مع ذلك 67% يؤيدون كلامك، وأنا يجب أن أكون على الحياد، يقول البعض إن الإكراه بقوة السلاح لإزالة الإكراه القائم بقوة السلاح، يستبدل الإكراه بالإكراه، ويحل السيف محل السيف، ويكرر إنتاج ثقافة مزوَّرة، ويستبدل الحجَّاج بأبي مسلم الخراساني، كما يستبدل (السداء) بـ(قولنج) المرارة، والتوفائيد بالسم، إنها مثل قوانين الرياضيات، ها من جهة، من جهة أخرى يعني هل تريد أن تعيش في سيراليون؟ سألك الأخ قبل قليل، هل تريد أن تغرق مدننا وقرانا بالدماء؟ هذا الكلام أنت تُذكِّر الناس بالإرهاب. وهذا كلام ينم عن.. عن عقلية إرهابية.
د.نادر أسعد بيوض التميمي: يا سيدي.. يا سيدي.. يا سيدي.. يا سيدي.. أولاً: الأنظمة لها أزلامها بدهم يتصلوا، مش معقول الشعب كله بده يتصل (…)
د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: هؤلاء أزلام الأنظمة.
د.نادر أسعد بيوض التميمي: هؤلاء يتكلموا باسم الأنظمة، لأنه خايفين عليها، أنا عندي قاعدة، الحكومة التي ليست منبثقة عن الشعب لا وجود لها من الناحية الشرعية، ولا من ناحية شعبية، الشعبية هي الشرعية للحاكم، شعبية شرعية.. شرعية شعبية، هو الذي ينتخب أنا.. أنا.. ماذا تعارف الناس عن الحاكم؟ هو عقد اجتماعي بين القيادة.
د.فيصل القاسم: بس هذا ليس موضوعنا، بس دقيقة، أنا أريدك أن تجيب على كلامي..
د.نادر أسعد بيوض التميمي: حتى آتي لو سمحت لي.. حتى أسحب من يده البساط، حتى أسحب من يده البساط.
د.فيصل القاسم: باختصار ادخل فيها.. ادخل فيها رجاءً..
د.نادر أسعد بيوض التميمي: عقد اجتماعي بين الشعب وبين قيادة، على أن يكون هذا الحاكم خادم لهذا الشعب، وليس إلهاً يُعبد، والكل يصفِّق له، والإعلام، الأموال له، الكل هذا يريد منا، أنا أقول شغلة، إذن إذا أردنا أن نأخذ برأيه ورأي أمثاله، ماذا نفعل؟ نقول: ليرجع أوروبيين قبل الثورة الفرنسية، لأنها كانت دماء، ليرجع صلاح الدين عن توحيده للمنطقة، وليبقَ الصليبيون، ليرجع قطز، ليرجع محمد –صلى الله عليه وسلم- على رأيه إلى مكة.
د.فيصل القاسم: كويس.. عليه الصلاة والسلام.
د.نادر أسعد بيوض التميمي: ولا ينطلق إلى العالم، فتحها بالدماء، تغيير هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه، لا يتم إلا بالدماء، ولكن ليس بالفوضى..
د.أحمد بن محمد: ولكن..
د.فيصل القاسم: طيب بس دقيقة.
د.نادر أسعد بيوض التميمي: وليس.. وليس بالحرب (الأهلية).
د.فيصل القاسم: بس دقيقة، بس أنت سمعت الدكتور أعطاك أمثلة كثيرة، في مصر وفي سوريا، وفي بلدان كثيرة، وفي الجزائر، ماذا كانت النتيجة؟ قوانين طوارئ تجعل الإنسان لا يستطيع أن يغني في عرس إلا بأمن.. إلا بإذن من الأمن الدولي، أو أمن الدولة أو ما بأعرف شو بيسموه؟ فلماذا تريد أن تعيدنا إلى هذا المربع؟ كفانا..
د.نادر أسعد بيوض التميمي: لو سمحت لي، أنا أعطيتك من أمثلة التاريخ عندنا وعند غيرنا ما يكفي، أما تجربة الفشل إذا كانت فاشلة في الجزائر، ما نعتبرها غير فاشلة حتى الآن، لأن الشعب يغلي، والتغيير إذا حصل كما قال العصيان مدني سيتغير الواقع في الجزائر، لأنه كله يبني على بعض، تراكم.. تراكم بالجهاد، وكذلك أما في سوريا –كما قلت- لا يجوز أن نقضي على نظام ونتعاون مع نظام آخر من أجل القضاء عليه، لا نلعب هذه اللعبة.
د. أحمد بن محمد: لا الاستعمار خارج اللعبة.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: أيوه ولذلك نحن نقول.
د. أحمد بن محمد: مفروغ منه.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: نحن نقول..
د. فيصل القاسم: يعني هل تريد أن تقول أن الذين قاموا ضد الأنظمة عبارة عن مرتزقة لأنظمة أخرى؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: أنا لا أقول هذا، أعرف أن هناك صراع بين أنظمة استعملت ناس ضد ناس.
د. فيصل القاسم: طيب.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: هذا لا أقبلها، أنا أريد التغيير الداخلي من الشعب لتغيير الواقع الذي نعيشه.
د. أحمد بن محمد: ولكن يا دكتور نادر أنا لو سمحت.. نادر لو سمحت لي..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: تفضل يا دكتور..
د. فيصل القاسم: طيب.. طيب.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: دكتور لو سمحت عفواً.
[فاصل إعلاني]
د. فيصل القاسم: نشرك بعض الإخوة من الإنترنت يقول أحمد حسن بكر من مصر يقول: أود أن أقول إن الحكام العرب ينظرون إلى الشعوب العربية على أنها شعوب تُساق ولا تُساس، لذا لن نتوقع منهم أي تغيير بثورات بيضاء، الحل الوحيد لإزاحة هذه الأنظمة العربية الغير شرعية يجب أن يقوم بثورات شعبية دموية كما فعلت دول الكتلة الشرقية وخاصة رومانيا.
مراد من الجزائر يقول: الحكام العرب لا يستطيعون التخلي عن كراسيهم، لأن الأمر ليس بأيديهم بل هو بأيدي أسيادهم الأميركان، فهم في خدمتهم، والشعوب العربية لا تستطيع فعل أي شيء، لأن همها الوحيد هو الأكل والشرب والنوم، باختصار..
د. أحمد بن محمد: عندي تعليق على أحد الإخوة المتداخلين عبر الإنترنت.
د. فيصل القاسم: تفضل.. تفضل.
د. أحمد بن محمد: الاشتراكيات السابقة التابعة لموسكو لم تسقط بالدماء، وإنما بالحامض السياسي، وإن كانت هناك عوامل خارجية، أعود إلى الجزائر.
د. فيصل القاسم: فسر لنا الحامض السياسي باختصار.
د. أحمد بن محمد: الحامض السياسي هو الذي يوضع عبر الثقافة المدنية.. ما يُسمى في الغرب بالثقافة المدنية بالـ civic culture
د. فيصل القاسم: بس يا دكتور أي civic culture أي ثقافة مدنية، أنت لا تستطيع.
د. أحمد بن محمد: عندنا..
د. فيصل القاسم: بس دقيقة..
د. أحمد بن محمد: اسمح لي دكتور فيصل..
د. فيصل القاسم: بس دقيقة، لأ أنا بدي أسألك أنا فهمان عليك، أنت تريد أن تغير بالوسائل المدنية وبالمجتمع المدني ووسائل المجتمع المدني مش هيك؟
د. أحمد بن محمد: بالقوة السياسية.
د. فيصل القاسم: المدنية..
د. أحمد بن محمد: بالقوة الشارعية..
د. فيصل القاسم: بس دقيقة، أين أنت تستطيع يا أخي، أنا قلت للدكتور قبل قليل في بعض الدول بحكم قوانين الطوارئ لا تستطيع أن تغني يا ليل يا عين..
د. أحمد بن محمد: هذا في المشرق..
د. فيصل القاسم: لا تستطيع.. لا تستطيع.. بس دقيقة ما هو المشرق يعني..
د. أحمد بن محمد: … يختلف عن المغرب.
د. فيصل القاسم: بس دقيقة.. دقيقة.. دقيقة لا تستطيع يعني فيه هناك أغنية بيقول لك علي صوتك، علي صوتك بالغنا، لسه الأغاني ممكنة، حتى الأغاني لم تعد ممكنة في بعض البلدان.
د. أحمد بن محمد: أفهم هذا.
د. فيصل القاسم: في الأعراس أنت بحاجة لأمر من الأمن كي تغني، وتقول لي تغير بالـ..، كيف تُغيِّر؟ كيف؟
د. أحمد بن محمد: اسمح لي.. اسمح لي دكتور، أعطيك الآن نموذجاً عينة حية في بلاد القبائل في الجزائر، المسلمون هناك في القبائل قاموا بتخويف النظام وهدَّدوا أركانه، ولايتان أو ثلاثة أو أربع ولايات، تحركت عبر ما يُسمَّى بالعروش، رغم أنه المخابرات تدخلت في اللعبة، صدِّقني هددوا النظام، الآن لا يدفعون الكهرباء في القبائل، لأن المجرمين لا يدفعون الكهرباء، الوزراء والولاة وكبار اللصوص، فالشعب أيضاً لا يدفع الكهرباء، الأساتذة قاموا بإضراب، هدَّدوا حكومة بو يحيى، هددوها، إذن، في الجزائر نحن سامحني.. سامحني دكتور فيصل متقدمون جداً على مسيرة تحرر، دفعنا فاتورة، الدكتور نادر يقول: لابد من فاتورة، دفعناها، حوالي 200 ألف نحسبهم جميعاً شهداء إن شاء الله، دفعنا.. الجزائر ليست مصر، الجزائر ليست ليبيا وفي كل الخير، نحن تقدمنا صدِّقني ستأتيكم الأخبار عن الجزائر قريباً، سنتين، ثلاث، أربع، خمس، لا أدري، سيسقط النظام.
د. فيصل القاسم: بالثورة الشعبية.
د. أحمد بن محمد: بالثورة..
د. فيصل القاسم: البيضاء..
د. أحمد بن محمد: بالثورة السلمية، لأننا جربنا الدماء، قمنا بتقويته والآن بقي السلاح الوحيد أمامنا..
د. فيصل القاسم: وهكذا فعل الآخرون.
د. أحمد بن محمد: وهكذا ستفعلون أنتم في المشرق، رويداً رويداً ستتحررون، لقد ضرب المثل في المسلمين في هذا القرن، المسلمون في إيران رغم أننا نختلف معهم في مسائل كثيرة هم شيعة ونحن لسنا شيعة، ولكن صدِّقني النموذج التحريري لم يقترحه الإمام الخوميني جاء به سيدنا موسى، ألم يقل مولانا الكريم على لسان سيدنا موسى لفرعون (أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ)، الإسلام دين تحرير وتوحيد، توحيد لله -تبارك وتعالى- في ألوهيته في ربوبيته وفي تشريعه وتوحيدٌ وتحريرٌ بالشعوب، صدقني نحن قاب قوسين أو أدنى من إسقاط الأنظمة..
د. فيصل القاسم: من جورجيا..
د. أحمد بن محمد: وسنعطيكم نموذجاً آخر عبر الثورة السلمية الشارعية عبر التوعية مثلما أعطاكم أيها الأشقاء شعب الجزائر درساً في القضاء على الاستعمار على المحتل المجرم.
د. فيصل القاسم: طيب نشرك يحيى بلال أميركا، تفضل يا سيدي.
يحيى بلال: سلام عليكم.
د. فيصل القاسم: وعليكم السلام.
يحيى بلال: أخي الحبيب، أنا عندي نقطتين، النقطة الأولى للشيخ التميمي عندما بدأنا.. بدأ في خطبة نارية، وأخذ فيها مثال الخليفة الإسلامي عمر بن الخطاب والكثير من استشهد بالصحابة، وخصوصاً الخلفاء بقصة موضوعة مكذوبة لا تدل على أي صلة بالصحابة أو في واقع الصحابة، ونحن في كفاية عندنا من تاريخنا..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: مين.. مين قال..
د. فيصل القاسم: طيب.
يحيى بلال: ومن كتابنا القرآن الكريم، ما فيه الأمثلة الحية الصحيحة السليمة.
النقطة الثانية التي أود أتكلم فيها أن الإخوة يركِّزون على مثالين، مثال جورجيا ومثال إيران، والحقيقة أن هذا الأمر في واقعه يدل على أن المجتمع الإسلامي -بشكل عام- لم يفهم الواقع السياسي للأمة الإسلامية بشكل دقيق والخفايا التي تجري في.. في بيننا أو بين الأمم الأخرى، فأنا أعترض كل اعتراض على هذا الأمر، وخصوصاً أن تجربة الجزائر التي تطرح الآن هناك كانت النصائح الكثيرة، وأذكر هذه النصائح وأنا عندما كنت في الأردن، النصائح الكثيرة للقيادة هناك أن لا تفعلوا ما تفعلون، ولكن للأسف الشديد لم ينصاعوا، الحقيقة أن الأمة تفتقد في.. في.. الأمة في الحقيقة تفتقد إلى القيادة، وهناك اطلعت على تقرير قبل أن آتي إلى أميركا لإحدى المؤسسات العالمية ولا أود أذكر اسمها الآن، تقول أنه قد اطمئننا جيداً على أن الأمة الإسلامية في الشرق لا توجد لها قيادة حقيقية تخيفنا، والسلام عليكم.
د. فيصل القاسم: طيب وعليكم السلام، نتائج الاستفتاء: أيهما أفضل لتغيير الأوضاع العربية، الثورة البيضاء أم الحمراء؟ النتيجة ترتفع أيضاً لصالحك دكتور تميمي بالرغم من هذا الهجوم عليك، 70% يريدونها ثورة حمراء، 30% يريدونها ثورة بيضاء، للتصويت من داخل قطر: 9001000 من جميع أنحاء العالم: 009749001900
من الـE-mail جمال عباس يقول: لو خرجت الشعوب للتظاهر أو لقامت مجموعة.. أو لو قامت مجموعة من المجموعات بانقلاب أبيض أو أحمر لأُبيدت عن بكرة أبيها، وها أنت ترى بعينيك أن الرئيس العراقي ليست لديه أي مشكلة بالتضحية بكل الشعب العراقي في سبيل أن يبقى هو بل ولا مشكلة لديه في التضحية بأولاده في سبيل ذلك، يعني أن حب السلطة يولِّد لدى الحكام ما يسمى بأنا ومن بعدي الطوفان، لذلك فالشعوب لا حول ولا قوة لها، وتتحمل وأجرها على الله وتنتظر اليوم الذي يأتي بالفتح على أيدي الأميركان فوق دبابات بيضاء، جبريل الدينالي، ألمانيا، تفضل يا سيدي.
جبريل الدينالي: مساء الخير دكتور فيصل.
د. فيصل القاسم: تفضل يا سيدي.
جبريل الدينالي: وتحية لضيفيك أحدهم حالم والآخر واعظ، أخي فيصل، رغم إن الطغاة العرب أجبن من فار، منهم من حفر حفرة ومنهم من جهز طائراته الخاصة للهرب بها وعائلته، لكنك أخي فيصل لن تجد في هذه المنطقة من الصحراء إلى الصحراء مثل (شيفرنادزة) حتى لو في اللوتو.
د. فيصل القاسم: في اليانصيب..
جبريل الدينالي: الوضع العربي.. الوضع العربي -أخي فيصل- ليس فقط متعفِّن، وإنما متقيح ومتدوِّد، حكامنا انتهت صلاحيتهم التاريخية.
د. فيصل القاسم: طيب.
جبريل الدينالي: منذ الكواكبي..
د. فيصل القاسم: طيب هذا.. هذا الكلام.. هذا الكلام.. يعني الضيفان يعني متفقان عليه، ما.. ما هو الحل؟
جبريل الدينالي: الحل، الحل يا عزيزي هو..
د. فيصل القاسم: المقاومة الفلسطينية؟
جبريل الدينالي: عفواً.. عفواً.. الحل.. الحل.. الحل هو.. هو الشعب الوحيد الحي الموجود في المنطقة هو الشعب الفلسطيني، الذي يواجه (شارون) بالحجارة وبالصدر العاري، العرب الذين يتباكون على الشعب الفلسطيني وعلى آلامه وهو بكاء زائف، أو يحدثون مظاهرات أندر من المطر في الصحراء، الشعب الفلسطيني ليس في حاجة إلى بكائهم وغنائهم ومساعداتهم البخيلة، الشعب الفلسطيني يقول لهم: انقذوا أنفسكم من شاروناتكم، انتفضوا مثلنا، موتوا مثلنا، قدموا الشهداء مثلنا، تخلصوا من.. من المحتلين الوطنيين الذين على استعداد للقبول بلجان تفتيش من سادة الفرنجة حتى لملابسهم الداخلية، لتكن ثورة حمراء، أو بيضاء، أو قرمزية، أو ليلكية، أو زنك أو كما يراها الآخرين من الألوان، الوقت ليس وقت الأحلام، الوقت وقت الدم، وقت الشهادة، ينظروا.. ينظروا إلى الشرفاء في فلسطين، يكفوا عن الميلودرامات الكاذبة والأفلام المصرية التي تنتهي بزواج البطل من البطلة، وليخرجوا مثلهم مثل الفلسطينيين، في ظل الجوع وفي ظل الفقر وفي ظل البؤس وهدم البيوت، ما الذي يختلف عن طغاة العرب عن شارون؟ بل أن شارون أشرف من طغاة العرب، على الأقل شارون يدافع عن شرف اليهود، وعن مجد اليهود، وعن دولة اليهود، وعن مستقبل اليهود، وهو لن يكون بأي حال من الأحوال حاكم للأبد، ولن يورثه إلى ابنه (عُمري)، بينما نحن نعيش في العفن، العفن الذي شرَّحه لنا الكواكبي، لكن الحقيقة الإدانة لهذه الشعوب الخاملة التي لازالت تعيش في مرحلة التفكير البطني..
د. فيصل القاسم: طيب.
جبريل الدينالي: ولم تصل بعد إلى مرحلة التفكير العقلاني، إنها تزيِّف نفسها.
د. فيصل القاسم: طيب.
جبريل الدينالي: وتغش بعضها البعض، وترشوا بعضها البعض، وتبث على بعضها البعض، وتقتل بعضها البعض، وتُشنِّق بعضها البعض..
د. فيصل القاسم: طيب.
جبريل الدينالي: إنها العفونة بعينها..
د. فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر.
جبريل الدينالي: إنها العفونة بعينها.
د. فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، وصلت الفكرة، من الإنترنت مشاركة من ناصر أحمد هاوس، مشاركة 29، يقول: لن تنهار الأنظمة لطالما أنها تخدم الإمبريالية والصهيونية، بل لن تسقط حتى ينتهي دورها العميل لأميركا، وما جرى في العراق خير دليل، يستلم عميل بدل عميل.
الدكتور عيسى حداد من فرنسا يقول: علينا ألا نخدع أنفسنا ونتعلل بالأوهام، فالمنطقة العربية ليست جورجيا ولا رومانيا ولا شرق أوروبا حتى يتقبل المسيطرون على النظام العالمي مسار الانفراج الديمقراطي لها، فهؤلاء المسيطرون المتمثلون اقتصاديات بالشركات المتعددة الجنسيات وسياسياً بالتحالف العضوي الأميركي الصهيوني لا يرون في هذه المنطقة أكثر من بقعة استراتيجية هامة، عائمة على بحر من النفط، ولهذه الأسباب فهم عاملون بكل السبل لإحكام السيطرة عليها، وهم يعلمون حق العلم أن الديمقراطية ستُنتج حالة سياسية معادية لكل أشكال الهيمنة، كما يحدث حالياً في أميركا اللاتينية، غير أن حظ أميركا اللاتينية أفضل من حظ منطقتنا العربية، من حيث كون موقعها أقل أهمية من الناحية الاستراتيجية الشاملة وأقل نفطاً ولا يقع على حدودها نظام معادي لمنطق التاريخ وبنية المجتمعات كإسرائيل، دكتور.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: بارك الله فيك، الذين يخافون من الدماء.
د. فيصل القاسم: حالم وواعظ، أنت واعظ..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: هذا يتكلم..
د. فيصل القاسم: والواعظ لا يوصلنا يعني جيد الوعظ..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: الواعظ الجيد أن تجذب الناس نحو الخير، لأنه لابد من الوعظ، يعني هو..
د. فيصل القاسم: بالضبط قال لك.. قال لك لماذا لا.. لماذا يعني..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: هو أوحى لي بالفكرة..
د. فيصل القاسم: لماذا لا يحذوا العرب حذو الفلسطينيين الذين يقاومون بصدورهم؟ هل تتفق مع هذا الرأي؟
د. نادر أسعد بيوض التميمي: يا سيدي الفلسطينيون لهم الآن مائة سنة، وشلال الدم لم يتوقف، هل نقول لهم كفانا دماءً؟ هذا لم يجد بعد ذلك الحكام، إذا لم تشتبك لتغيير هذا الواقع، هم يقتلون الناس، أي حاكم لم يرتكب مجزرة في حق شعبه بدون ما يعمل عليه ثورة؟ يرتكبون الفظائع.
د. فيصل القاسم: كما ارتكبت إسرائيل بحق الفلسطينيين.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: وأكثر من ذلك، أنا أعرف بعض الدول ويسمعني بعض أتباع هذه الدول، بعضهم يضع الناس، يرميه في صحراء قاحلة من الطائرات، بعضهم يحفر لهم الخنادق، وهو حي ويدفن، بعضهم يوضع في آبار، هذا هؤلاء يئِّنون، لماذا؟ إذن القتل حاصل، والظلم حاصل، إذن لماذا لا نستشهد في سبيل التغيير؟ لأننا إن غيَّرنا وملكنا أمرنا، وانتخبنا من يقوم على خدمتنا، تغير واقعنا، نحن نريد الوحدة، هل الحكام يقومون بالوحدة؟
د. فيصل القاسم: إذن أنت لست واعظاً كما يقول الأخ؟ أنت تتفق معاه..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: هذا هو يقول كما.. قال عن سيدنا عمر هذا اللي بيقول لك المكذوبة، عمر كان يلبس مُرقَّعة من 17 رقعة، وحطم دولة فارس والروم، وفتح مصر، هذا الرجل العملاق، يقول لك مكذوبة، أي أنت الصادق، الذي جئت تقول لو وعظنا عباسي مدني وغيره، بتعطي نصائح عمالك.
أسباب رغبة الشعوب العربية في اختيار الثورة الحمراء
د. فيصل القاسم: طيب.. طيب نتائج التصويت، أيهما أفضل لتغيير الأوضاع العربية، الثورة البيضاء أم الحمراء؟
للتصويت من داخل قطر: 9001000.
من جميع أنحاء العالم: 009749001900.
نتيجة التصويت مازالت تميل باتجاهك، 72% يريدونها ثورة حمراء، 28% يريدونها ثورة بيضاء، سيد يعني كيف.. كيف ترى في هذه النتيجة؟ لماذا ترى.. لماذا.. يعني العرب سمعوا من الاثنين، ويبدو أنهم يتجهون أكثر فأكثر باتجاه استخدام العنف؟ ليس على الطريقة الجورجية؟
د. أحمد بن محمد: الجواب بسيط، ليست النائحة الثكلى، كالنائحة المأجورة، وليس الابن المفجوع كابن العم المعِّزي أو المتفرج، كم عدد المصوتين؟ 800، كم عدد المصوتين؟
د. فيصل القاسم: يعني حوالي الألف.
د. أحمد بن محمد: حوالي ألف، أنا أتيتك بشهادة ثلاثين مليون جزائري، واسأل أي جزائري في السلطة، غير.. في أجزاء من الجيش، أجزاء كبيرة جداً من الجيش، في ما عدا الجنرالات بصفة عامة، أو عدا معظم الجنرالات، فإن الشعب توَّاق إلى التغيير السلمي، مائتين ألف قتيل يا دكتور ليست سهلة.. ليست سهلة..
د. فيصل القاسم: كويس جداً ممتاز، نشرك، وبالمناسبة نشرك (القائد الإسلامي الجزائري) السيد عباسي مدني، تفضل يا سيدي، لعلك سمعت، وأعتقد أنك قد لا تختلف مع الدكتور أحمد بن محمد فيما يخص الوضع الجزائري بشكل خاص، تفضل.
عباسي مدني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. فيصل القاسم: وعليكم السلام، تفضل يا سيدي.
عباسي مدني: إن ما يحدث ينبغي أن نراعي شروطه، من ذلكم أولاً: نظراً لما حدث في العراق، إن الأوان.. أوان تغيير النظم، هذه النظم التي فقدت مبرر بقائها لعجزها على مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا في كل مكان، بالنسبة لما يحدث في الجزائر، إن ما يجب أن نقوم به هو أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم شعباً وجيشاً، مدنيين وعسكريين، كباراً وصغاراً، أن يتحدوا جميعاً، أن تجمعهم المصلحة العامة من أجل إنقاذ الوطن من الاستعمار، أن يقفوا متناسين آلامهم، جراحهم، ما أصابهم لكي يتحدوا ويتآخوا ويتعاونوا جميعاً من أجل إنقاذ البلاد، هذا أولاً، ثم إن الأمر بالنسبة للنظم انتهى، لم تستطع أن تتحمل مسؤوليتها، ولن تستطيع، الآن مسؤولية الشعوب، أن تقف كرجل واحد، أن تقف كرجل واحد من أجل التغيير على الأسس المشروعة بالطرق السلمية..
د. فيصل القاسم: طيب أشكرك يا سيدي..
عباسي مدني: ثانياً إذا.. إذا سمحت.
د. فيصل القاسم: تفضل.
عباسي مدني: وبالمناسبة يا شعبنا الجزائري، كن على استعداد، إننا عما قريب –إن شاء الله- ننادي بإيقاف النزيف الدموي، عليك أن تكون مستعداً شعباً وجيشاً، وكل من استطاع أن يعمل من أجل إنقاذ البلاد، وشكراً جزيلاً.
د. فيصل القاسم: طيب أشكرك جزيل الشكر يا سيدي، شيخ سمعت هذا الكلام، يعني عباسي مدني أحد القادة الذين يعني له تجربة كبيرة في الجزائر، يدعو إلى الحل بالطرق السلمية، ولدينا.. يعني أنت يعني تبدو متشائماً، وليس لديك إلا خيار القوة، مع أنه الآن 73% من المصوتين يصوتون لصالحك، السؤال المطروح يعني، لدينا أكثر من تجربة في العالم العربي، طيب سقط المجلس العسكري الذي كان يترأسه الجنرال عبود، إبراهيم عبود في.. في السودان بتظاهرة للطلاب في جامعة الخرطوم، ما لبثت أن استقبلها الرأي العام السوداني بالترحيب، يعني قامت فانضمت إليها جماهير الأحزاب، انضموا إلى الطلاب، ورفع المتظاهرون شعارات ضد جنرالات الحكم، وإلى الثكنات يا حشرات، إلى الثكنات يا حشرات، كانوا يقولون للجنرالات، الذين يعتبرونهم مصيبة هذه الأمة، وبعد هذه التظاهرة، وعدم ترحيب صغار الضباط في تنفيذ أوامر، تنفيذ الأوامر، استسلم جنرالات المجلس العسكري، هذا حدث في السودان، في.. في فترة من الفترات، وفي 85 أيضاً أزاح السودانيون جعفر النميري بطريقة مشابهة، فلماذا أنت تأتي؟ يعني لدينا تجارب عربية يمكن أن نستلهمها، يعني هناك من يقول أن الجورجيين استلهموا المثال السوداني.
د.نادر أسعد بيوض التميمي: أولاً: تحية للأستاذ عباسي مدني، لأني على علاقة طيبة بهذا الإنسان، وتحية للمجاهد أيضاً علي بلحاج في الجزائر، أنا اشتركت معهم في المسيرات المليونية من أجل تصحيح قانون الانتخابات، اتصلوا بي في عمان، وتكلمت على التليفون في الساعة الثالثة والساعة التاسعة، مرتين.
د. فيصل القاسم: باختصار.. باختصار.. باختصار..
د. نادر أسعد بيوض التميمي: كنت أقول للشعب الجزائري، يا شعب الجزائر المجاهد، يا جيش الجزائر الحر، هذا الشعب خرج للشارع من أجل أن يقيم دولة الإسلام، فلا تقاتلوهم، يا شعب الجزائر قَدِّم لجيشك باقات الورد والمصاحف، وفعلوها، ولكن كُوفئ هؤلاء بأن وضعوا بدل أن يستلموا الحكم بعد أن أخذوا.. أخذوا 83%، وُضِعَوا خلف الزنازين، في الزنازين، خلف القضبان، ولم يخرجوا إلا حديثاً، أليس هذا أكبر ظلم على أن هذه الأنظمة لا تفهم لغة الحوار، وأنها يجب أن تضحي.. الشعوب يجب أن تضحي، أنا أقول.. الأخ يقول الآن العصيان المدني، ليقم العصيان المدني، لأنه فيه قوة، العصيان المدني فيه قوة، لأنه هذا الشعب لن يطيع الحكومة وإنما يريد الحكومة المنتخبة التي تحكمه كما يريد.
د. فيصل القاسم: طيب كويس جداً، إذن أنت أجبت على هذا السؤال، سيد عادل، نشرك السيد عادل المعاودة (نائب رئيس مجلس النواب البحريني)، تفضل يا سيدي.
عادل المعاودة: السلام عليكم ورحمة الله.
د. فيصل القاسم: وعليكم السلام.
عادل المعاودة: في الحقيقة أخشى أن يتداركني الوقت، ولكن أريد أن أعرف..
د. فيصل القاسم: باختصار لو تكرمت.
عادل المعاودة: أي نعم في الحقيقة أولاً نحب الجميع في الله، وإن خالفناهم في بعض الآراء، فأولاً أُذكِّر الأخ الدكتور نادر بأنه في هذه الدعوة الحماسية الشديدة، وتفسيره للطاغوت، وأمرنا بأن نتحاكم للطاغوت، وقد أُمِرَنا أن نكفر به، فقوله أن الحكم للشعب هو من.. من أين هذا القائد، (إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)، فليس حكم الشعب ولا غير الشعب، الحكم حكم الله عز وجل، سواء كان بالحكام الموجودين، أو بغيرها أو بمجالس أو غيرها، هذا هو الأصل.
ثانياً: من المتناقضات في الساحة أن هذا الخط الأحمر المتزايد الآن، أظنه لن يتعدى جلوس أمام الإنترنت، والتصويت التي..
د. فيصل القاسم: لأ هي ليس عبر الإنترنت، هي بالهاتف في الواقع..
عادل المعاودة: إن.. معلش أعتقد إن هي يعني لن تتعدى مشاركة وهو جالس في البيت، وأما في ساحة العمل لا تجد منهم أحد.
د.فيصل القاسم: كويس.
عادل المعاودة: كما مثال على ذلك الأخ المناضل الأكبر جمال الذي اتصل من ألمانيا، ويدعو إلى النضال وهو جالس في ألمانيا، وليته يبقى في فلسطين للم الحجارة، وهذا من متناقضات هذه الأمة، أقول وخاصة لمثل الشيخ الدكتور نادر وغيره، أن الأصل أن نكون واقفين عند أمر الله عز وجل، ماذا يقول في قضية الخروج للحكام؟ في قوله النبي صلى الله عليه وسلم.
د.فيصل القاسم: عليه الصلاة والسلام.
عادل المعاودة: "هل نناقضهم؟ هل نقاتلهم؟ قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة"، أليس هذا نص نبوي، يجب أن نتوقف عنده؟
د. فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، وصلت، أشكرك، باختصار، باختصار.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: يا أخي أولاً أنا قلت الحكم لله، أولاً وأخيراً، ولكن الحاكم لا يكون له شرعية إذا لم ينتخبه الشعب، هذا حصل في الخلافة الراشدة، وليس بالأمويين والعباسيين والعثمانيين، كان بيعة صغرى وبيعة كبرى، ولذلك هذه اللي علمناها للغرب، الآن الحزب الجمهوري والديمقراطي يرشح واحد، ثم يرشحوه للناس وكان.. كان الصحابة يرشحون أبو بكر وعمر يرشحوه للناس فينتخبونه، أخذوه عنا، أما الحكم فهو لله.
ثانياً: أنت تقول الأخ -ما سامحه الله- أحد المدافعين عن إحدى المذابح العربية، نحن نقول أن هذا يقول إنه الأوضاع ممتازة، والخروج على هؤلاء الحكام مصيبة.
د. فيصل القاسم: مادام يصلي.
د. نادر أسعد بيوض التميمي: ما دام يصلي.. الصلاة لأنه فسر حديثاً آخر، قالوا: هل نضرب بالسيف قال: "إلا أن ترى الكفر بواحاً" هو إذن الصلاة هي ركن دل على كل الأركان، كاللي يقول عتق رقبة، هل مقصود بعتق الرقبة أم الجسم كله؟ إذن الجسم كله، إذن الصلاة هي الإسلام..
د. فيصل القاسم: طيب باختصار، الكلمة الأخيرة لك، ماذا تريد أن تقول؟ الحمراء مازالت في ارتفاع، هل هي عملية فقط تنفيس؟
د. أحمد بن محمد: تبقى.. تبقى هذه مجرد.. هذا مجرد ترف سياسي، ترف فكري، الناس جالسون في بيوتهم وعددهم قليل حوالي ألف، الأستاذ.. بالأمس الشعب الجزائري، الدم للاستعمار، والأستاذ الشعب الجزائري واليوم السلم وإسقاط الأنظمة المجرمة، وإسقاط النظام المجرمين في الجزائر.
د. فيصل القاسم: والاتعاظ بجورجيا.
د. أحمد بن محمد: بالسلم، والاتعاظ بسيدنا موسى.
د. فيصل القاسم: وبالثورة طيب.. والثورة الجورجية الأخيرة يجب أن تكون.
د. أحمد بن محمد: وإيران.. إيران قبل جورجيا.
د. فيصل القاسم: طيب نتيجة الاستفتاء الأخيرة 73% يريدونها ثورة حمراء، 27% يريدونها ثورة بيضاء، ليست (..) لك إياها.
مشاهدي الكرام، لم يبقَ لنا إلا أن نشكر ضيفنا الدكتور أحمد بن محمد (الأستاذ الجامعي والمعارض الجزائري)، والدكتور العقيد/المفتي نادر أسعد بيوض التميمي، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.