حوار مفتوح - حرية الصحافة - صورة عامة
حوار مفتوح

حرية الصحافة

تتناول الحلقة حرية الصحافة بين حق الناس في الشفافية ومعرفة الواقع، وضوابط الحكومات والتضييق الأمني. من يحدد السياسات الإعلامية في قضايا الأمة الساخنة؟ أهناك حياد في الإعلام؟

– محددات التجربة الإعلامية والمؤثرات على الإعلاميين
– إشكاليات الإعلام المحايد والحريات الإعلامية

– وظيفة الإعلامي ودوره تجاه القضايا الساخنة

– العلاقة بين الإعلاميين والسلطات وأولويات المهنة

– العلاقة بين إعلاميي المشرق والمغرب

غسان بن جدو
غسان بن جدو
فايز الشهري
فايز الشهري
هيثم يوسف
هيثم يوسف

غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم. تخيلوا معي مشهدا حواريا افتراضيا، أصحاب قرار وإعلاميون في غرفة واحدة، طبعا طالما أن طرفا النقاش أولي أمر فنحن نفترض حاسمين جازمين أن غرفتنا أو قاعتنا تلك هي من فئة الخمس نجوم والحمد لله وليست من تلك الكالحة السوداء وراء أقبية، يقول السادة أصحاب الألقاب المفخمة والمعظمة أنتم الإعلاميون كارثة الكوارث أنتم فتانون نمامون مثيرو شغب ومشكلات وفوضى وعبث، أنتم مصيبة المصائب تحرضون الجماهير على الحكام باسم حرية وديمقراطية، افتعلتم خلافات بيننا نحن أصحاب الجلالة والسمو والعظمة والفخامة والدولة والمعالي والسعادة والعطوفة باسم شفافية وحرية تعبير. يرد إعلاميون بما تيسر لهم من بقية ألسنة ماذا نحن فاعلون وروائح الفساد لم تعد تتحمله حتى روائح النفايات الطبيعية تلك المسماة زبالة؟ وماذا نحن فاعلون ومنطقتنا هي الأكثر سخونة في العالم؟ وماذا نحن فاعلون أمام صمتكم على الاحتلال وعجزكم عن نصرة شعب فلسطين وتواطؤ بعضكم على العراق وشعبه وذهولكم والسودان سيقسم وقلة حيلتكم ومياهنا تنهب وإخفاقكم في إنشاء بيئات سياسية مجتمعية سليمة واستئسادكم بالقبضة البوليسية القهارة الجبانة؟ يتدخل إعلاميون آخرون مستطردين ربما معترضين، زملاءنا الإعلاميين نحن أبناء مغربستان نعاني إقصاء نرجسيا منكم أنتم أهل مشرقستان، فيلقي بعض من مشرقستان لومهم على أهل خليجستان أنتم زملاءنا هناك صنعتم ثقافة مركزية استعدائية تجعل منا جميعا فئات دنيا، يغضب بعض من خليجستان أيها الزملاء من مشرقستان ومغربستان كفوا بربكم عن شكاوى بليدة وتزييف ظالم، ألسنا نحن من فرش البساط أمام الثورة الإعلامية الحقيقية في وطن عربستان كله وبتنا جميعا رقما صعبا في عالمستان بما فيها أميركستان وأوروبستان؟ ما سلف نكرر حوار افتراضي ربما يظهر ما يخفى في قلوب ونفوس وعقول أهل العرب من المشرق والخليج والمغرب العربي فعليا لكنه بالتأكيد يعكس واقعا سياسيا مختلفا ووعيا ثقافيا متنوعا وبالتالي تجارب إعلامية متمايزة، تلك نبحث فيها وعنها اليوم في حلقتنا هذه من حوار مفتوح من عمان على هامش ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الثالث. يسعدنا أن نستضيف في هذه الحلقة السيد هيثم يوسف رئيس ملتقى الإعلاميين الشباب العرب والدكتور فايز الشهري الأكاديمي والجامعي والكاتب أيضا في الإعلام الجديد. طبعا نحن على هامش ملتقى الإعلاميين الشباب العرب ويسعدنا كثيرا أن يكون ضيوفنا الأساسيون هنا هم هؤلاء الإخوان الإعلاميون من غزة من فلسطين من رام الله من العراق من لبنان من تونس من ليبيا من الأردن من أقطار عربية متعددة أستسمحكم إذا غفلت عن أي بلد ولكن سوف نتحدث عن قضية أساسية كيف يتعاطى الإعلاميون مع القضايا الساخنة.

محددات التجربة الإعلامية والمؤثرات على الإعلاميين


غسان بن جدو: دكتور فايز إذا تحدثنا معك باعتبارك أكاديميا لست منخرطا مباشرة وإن كنت كاتبا بطبيعة الحال ولكن لست منخرطا مباشرة في العمل الميداني، ما الذي يحدد التجربة الإعلامية في رأيك، هل يحددها البلد، تحددها وسيلة الإعلام أم تحددها القناعة السياسية والأيديولوجية للإعلام بذاته؟


فايز الشهري: شكرا لك وتحية للحضور الكرام من جميع أنحاء الوطن العربي. هناك فرق بين نظرة المؤسسة الإعلامية وبين نظرة الفرد الصحفي سواء كان هذا الفرد عربيا أو غير عربي، عادة ما يكون الصراع بين الفرد العامل في المؤسسة الصحفية والإعلامية وبين المؤسسة التي يمثلها وقد شاهدنا وشهدنا في السنوات السابقة استقالات جماعية من بعض الصحفيين من مؤسسات تابعين لها لأنها اصطدمت مع القناعات الشخصية والمبادئ التي يمكن يؤمن بها صاحبها, النظرية تقول بأنه ينبغي على الصحفي أن يؤمن بالمثل العليا للصحافة والإعلامية أخلاقيات عمل وعمل مهني أن يبحث عن الحقيقة وأن يتحرى الموضوعية ولكن في عالم مضطرب تختلط فيه الرؤى وتختلط فيه الأيديولوجيات وتمثل المؤسسات الإعلامية إلى حد ما تمثل وجهات نظر وتمثل أيضا سياسات تفرض على الناس لم يعد الخيط الأبيض من الخيط الأسود بينا في موضوع..


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني ما الذي يحدد في نهاية الأمر، أخ هيثم ما الذي ينبغي أن يحدد؟ هل هو يحدد القناعة السياسية؟ نحن عندما نتحدث عن قضية ساخنة أساسية ومركزية أحيانا تكون قضية ساخنة في البلد ذاته يعني على سبيل المثال إذا تحدثنا عن بلد معين تجرى انتخابات وهناك من يقول إن هذه الانتخابات ليست نزيهة وإن ثمة تزييف وتزوير، ما الذي يحدد تعاطي هذا الإعلامي مع هذه القضية المحلية؟ إذا كانت قضية ساخنة تهم الأمة قضية العراق قضية فلسطين قضايا أخرى ما الذي يحددها برأيك؟


هيثم يوسف: أنا أعتقد أن الدولة تلعب دورا مهما في تحديد هذه القضية..


غسان بن جدو (مقاطعا): الدولة بمعنى السلطة؟


هيثم يوسف: الدولة السلطة نعم، والشيء الثاني المؤسسة الإعلامية التي ينتمي لها هذا الصحفي نعاني نحن الصحفيين للأسف من ظاهرة تماثل القيم الظاهر أننا نمتثل لهذه المؤسسة الإعلامية فإذا أنا كنت في حزب معين وانتقلت إلى محطة إخبارية أخرى تنتمي لحزب آخر يصبح لدي انتماء لهذا الحزب وأعتقد هذه شغلة غصب عن الصحفي بتكون حتى بتعرف أن الصحفي ليس لديه القدرة المالية يريد أن يتحقق هذا الموضوع من خلال امتثاله للمحطة الإخبارية، فأنا أعتقد أن موضوع السلطة السياسية أو الدولة، الشيء الثاني المؤسسة الإعلامية لها دور كبير في هذا الموضوع.


غسان بن جدو: أخ لطفي الزعبي زميلنا كان في قناة الجزيرة والآن زميلنا في قناة العربية، ربما أنت قليل الحرج لأنك في الرياضة يعني لو كنت في السياسة كانت هناك مشكلة إذا سألتك الفارق بين التجربتين ولكن نتحدث حتى ولو في الرياضة ولكننا نتحدث عن مؤسستين والحلقة هي على قناة الجزيرة بس انس قناة الجزيرة تماما، أنت كنت في قناة الجزيرة والآن في قناة العربية، عندما نتحدث عن انتقال بين مؤسستين ما الذي يحدد؟


لطفي الزعبي: يعني السؤال له أبعاد غسان الواضح يمكن إلى حد لم يصل إلى جميع المتابعين الموجودين هون في القاعة، أنت تتحدث عن أكثر من جانب، جانب له علاقة بسياسة القناة التي تعمل فيها وجانب آخر له علاقة بالمعطيات الموجودة أمامك في الساحة، أنت عندما تغطي حدثا عليك أن تنقل الصورة الموجودة 100% لكن أحيانا أنت ربما بإرادتك تغيب جانبا معينا لأنه سيؤثر سلبا على المجتمع أو على الرأي العام أو ليس له اهتمام..


غسان بن جدو (مقاطعا): طيب في التجربتين في التجربة في القناتين ما الذي يحدد؟


لطفي الزعبي: يعني أنا إذا بدي أقارن لك يعني أنا أريد أن أتحدث ليس بصورة شخصية عن تجربتي الشخصية ولكن..


غسان بن جدو (مقاطعا): لا، تجربتك الشخصية نحن ما بدنا كلام عام، ليش خائف؟ عندك مشكلة؟

لطفي الزعبي: أبدا أبدا أنا على العكس هذه تجربة يعني عملي في الجزيرة أضاف لي الكثير وهي تجربة ممتازة وأثرت حياتي المهنية وتجربتي في العربية أيضا عززت ثقتي ومعلوماتي وإمكاناتي المهنية واستفدت منها الكثير..


غسان بن جدو: جميل..

لطفي الزعبي: وقبل ذلك لا بد أن أؤكد أن التلفزيون الأردني هو الذي صنعني ووضعني على خط..


غسان بن جدو: طيب ممتاز جدا طلما في التلفزيون الأردني رسمي.


لطفي الزعبي: نعم.


غسان بن جدو: طالما في التلفزيون الأردني رسمي وقناة الجزيرة اللي عندها سياسة معينة وقناة العربية اللي عندها سياسة أخرى، حدثنا بالداخل ما في مشكلة أنت بالرياضة.


لطفي الزعبي: غسان أنت عندما.. إذا أردت أنا أن أتحدث عن الرياضة يعني أنت تتحدث عن خبر رياضي في المملكة الأردنية الهاشمية وأنا كصحفي عندما كنت أغطي هذا الخبر كنت أقول رعى جلالة الملك الحسين مباراة الفيصلي والوحدات التي انتهت بكذا، كان الحدث الرئيسي بالنسبة لي هو الشخصية لكن كان الحدث الراعي مهم بموازاة الحدث، في الجزيرة كان الحديث الأهم بالنسبة لي هو الحدث نفسه عندما أقول تغلب المنتخب الأردني على المنتخب القطري هو الحدث بالنسبة لي، إذا حضر الشيخ حمد أو حضر جلالة الملك أو حضر.. هو يكون في الترتيب ثالث أو رابع وممكن أتجاوزه، بالعربية نفس الشيء، العربية هي نفس يعني موازية للجزيرة تقريبا بنفس السياسة إنما أسلوب التنفيذ، العربية هناك ربما أنت تلاحظ جميل عازر وأنت والشباب كيف.. حتى من تجربتي الشخصية عندما غادرت الجزيرة وذهبت إلى العربية بقيت ستة أشهر والزملاء هناك مناكفات أثناء البرامج أو أثناء الأخبار..


غسان بن جدو (مقاطعا): حتى تترحرح أكثر في جلستك وفي كذا..


لطفي الزعبي: لسه جامد مش قادر أتحرك معهم بس بعد ستة أشهر تقريبا لما فكيت وبدأت الآن أستطيع أن ألقي النكات أثناء النشرة وأثناء البرنامج..


غسان بن جدو (مقاطعا): طيب طريقتي أنا بتنفع وين يعني بالجزيرة أو بالعربية بهالطريقة اللي..


لطفي الزعبي: أنت ممكن تنفع بالعربية.


غسان بن جدو: جميل جدا. تفضل يا أخي.


نايف البشايرة: السلام عليكم، نايف البشايرة معد برامج متخصص في إعداد البرامج الشبابية تلفزيون الراي الكويت. أنا أتكلم عن تجربة حقيقية رح أطرح السؤال لإخوانا الصحفيين الموجودين الإعلاميين بما في ذلك حضرتك، في عام 2008 حصل أحد الشباب العرب جائزة الجائزة هذه كانت عبارة عن مسابقة في هولندا على المخترعين والمبدعين ملخص هذه الجائزة توثق وتقول إن هذا الشاب العربي اللي ما تجاوز عمره عشرين سنة هو أذكى شخص في العالم في عام 2008، هل في أحد يعرف من هو هذا الشخص؟ هل الإعلام العربي غطى وتكلم عن هذا الشاب؟ المشكلة أننا أصبحنا مسيرين سيرنا أنفسنا إجبارا إكراها طوعا نبحث عن الأخبار السياسية المشاكل المواضيع، لو تنظر..


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني من يسيرك -عفوا- من يسيرك؟

نايف البشايرة: السياسة الدولة، إحنا كإعلام كتلفزيونات بحجة أنه لا يوجد رعاة لا يوجد سبونسر معلنون فمضطرون أن نساير أحداثا معينة مضطرون أن نعلق أن.. في جملة شهيرة الجميع يرددها، الجمهور عاوز كده، للأسف إحنا شنو قاعد نقدم للجمهور؟ قاعد نقدم -مع احترامي لكل القنوات الفضائية- مسلسلات أغاني يعني هل قدمنا برنامجا هادفا أو إعلاما هادفا ورفض الجمهور أن يشاهد هذا البرنامج؟


غسان بن جدو: هذا النقاش الذي ربما تسمعه دكتور فايز فيما يتعلق بالإعلام الذي يحدده هي البيئة يعني البيئة هي التي تحدده البلد هو الذي يحدده، الآن بقطع النظر عن الجانب الرسمي وغير الرسمي يعني في نهاية الأمر هناك من يقول إنه حتى وإن كان الأردني يشكو واقعا إعلاميا قد يجد فيه ضروبا ما من التضييق أو هناك المصري أو التونسي أو المغربي أو الجزائري أو السوداني وغيره كل واحد من ذلك البلد يقول إنه أنا يفترض يكون أفضل لكن عندما تكون هناك إشكالية بين بلدين فتجد ذلك الإعلامي من البلد نفسه يغلب البعد القطري على القضية الأخرى فحينئذ يصبح الإعلامي بدل أن يكون هو إعلامي صاحب رسالة في آخر الأمر يعود ذلك الإعلامي اللي هو موجود في ذلك البلد وينبغي أن يتحدث عن تلك النقطة، المثال الصارخ عندما حصل ما حصل في الرياضة بين الجزائر ومصر وجدنا ما حصل يعني يفترض كنا أمام ظاهرة أخرى فوجدنا الإعلامي في الجزائر لازم يدافع عن الجزائر مهما كانت التكاليف والإعلامي في مصر لازم يدافع عن مصر مهما كانت التكاليف إلا ما ندر بطبيعة الحال وحتى العالم العربي انقسم بالمناسبة انقسم أيضا من هو مع الجزائر ومن هو مع مصر مش لأن الفريق الجزائري أو المصري أفضل لا، على حسب السياسة اللي عاجبه السياسة المصرية هو مع مصر اللي ما عاجبته السياسة المصرية هو بالضرورة مع الجزائر.


فايز الشهري: هي المأساة أن المواطن العربي خلال السنوات الماضية من التكوين الثقافي والسياسي والاجتماعي سيس هذا المواطن، لم يعد مواطنا مشغولا بهمومه وتطوير أدواته وتطوير إنتاجه وتطوير عمله..


غسان بن جدو (مقاطعا): بس أليس هذا جميلا؟


فايز الشهري: ليس جميلا..


غسان بن جدو: عفوا دكتور، عندما تقول لي بأن المواطن العربي أصبح مسيسا هذه قيمة هذه شيمة.


فايز الشهري: ليس مسيسا بالوعي السياسي هو مسيس بعقلية القطيع تديره المحطات ونحن نعلم في الستينات كيف كانت محطة عربية تدير الناس في الشوارع يخرجون من مكاتبهم ثم رأينا في فترات لاحقة كيف كانت قناة، ربما قناة الجزيرة اتهمت كيف كانت تثير بعض المشاكل في بعض الدول العربية أو تثير الناس على الحكومة أو الحكومة على الناس كل هذه جعلت المواطن العربي ليس لديه وعي سياسي يستطيع أن يميز أن هذه الأدوات وهذه الوسائل الإعلامية هي أداة من أدوات السلطة تستخدمها للتوازنات وللمصالح وللضغط ولفرض القرارات وحينما تصبح أجندة الإعلام يحددها الإنسان في الشارع لا بد أن تتأثر بغبار الشارع، كنت في القاهرة أثناء مباراة مصر والجزائر وشاهدت القنوات الفضائية كيف كانت تؤجج الناس ثم ظهرت المزايدات ممن يمكن يكونوا نخبا سياسية لاستجداء عطف الشارع حينما يزايدون بكلمات انفعالية على الجزائر أو على مصر وهذا واقع مؤلم، يجب أن يكون دور الإعلام هو رفع مستوى الوعي السياسي حتى يستطيع الإنسان العربي أن يميز بين هذه الوسيلة الإعلامية وتلك وغرضها وأهدافها، كل المؤسسات الإعلامية في العالم العربي تتبنى أجندات معينة..


غسان بن جدو (مقاطعا): كلها؟


فايز الشهري: نعم كلها..


غسان بن جدو: كلها بلا استثناء؟


فايز الشهري: في العالم كله لا يوجد..


غسان بن جدو: في العالم كله؟


فايز الشهري: في العالم كله لا يوجد وسيلة إعلام محايدة..


غسان بن جدو: ممتاز.


فايز الشهري: لا يوجد وسيلة إعلام محايدة، كل وسيلة إعلام تخدم مجموعة ضغط سواء كانت تجارية أو اقتصادية أو عسكرية وإلا لما استثمرت الولايات المتحدة في الحرة وغيرها في العالم العربي..

إشكاليات الإعلام المحايد والحريات الإعلامية


غسان بن جدو (مقاطعا): هذه نقطة أساسية، هل هناك من يؤمن بالإعلام المحايد؟ تفضل يا أخي العزيز.


هاني الشناوي: شكرا أستاذ غسان. أنت ميلت إلى الإعلام الرياضي..


غسان بن جدو: نتعرف عليك من فضلك.

هاني الشناوي: هاني الشناوي من المجلس الوطني في ليبيا وإعلامي رياضي، نحيي أستاذ غسان، جبت نفسك للرياضة بعض الشيء، فيما حدث في توظيف الإعلام العربي أصبح الإعلام العربي يعرف الحرية المطلقة فساد مطلق، في بعض الأحيان يجب السلطة في الدولة تتدخل لإيقاف كارثة قد يسببها الإعلام وأقرب مثل شهدناه فيما حدث ما بين مصر والجزائر في الرياضة بل هناك من أصبح يوظف هذه المشكلة ممكن شركات ممكن راعيات ممكن سياسة الدول وانقسم العالم العربي، هنا كان يجب أن السلطة تتدخل لأن الانضباط الإعلامي لازم يكون موجودا الأخلاق الإعلامية لازم تكون..


غسان بن جدو (مقاطعا): السلطة ينبغي أن تتدخل؟


هاني الشناوي: نعم تتدخل السلطة يجب..


غسان بن جدو: هل هناك من يريد أن يناقشه في هذه القضية؟


مشارك1: تعقيبا على نفس النقطة أنا بتصوري..


غسان بن جدو (مقاطعا): ليس تعقيبا، أريد أن تناقشه من فضلك حول تدخل السلطة.

مشارك1: بتصوري حتى تكون مؤثرا جدا وحتى يكتمل تأثيرك يجب عليك كإعلامي أن تنفلت من المكان والزمان، ما دمنا مرتبطين بأماكن عربية وبأزمنة عربية محددة أنا أراهن على أن تأثيرك غير كامل. جميل جدا أن الحوار بدأ..


غسان بن جدو (مقاطعا): لا، خليك هيك تفضل يا أخي ناقشه بالأول.


هاني الشناوي: أنا أتحدث عن الانضباط الإعلامي يعني عندما تعطى حرية مفرطة للإعلام، أنا مع الحرية للإعلام ولكن عندما تبقى حرية مفرطة يعتبر فسادا مفرطا تؤدي إلى كارثة..


غسان بن جدو: (مقاطعا): ما الذي تعنيه الحرية المفرطة؟


هاني الشناوي: يعني ندعي حرية الإعلام أي شيء بنحكيه لكن في أخلاق وفي ثوابت إعلامية وفي انضباط إعلامي..


غسان بن جدو: أعطني مثلا.

هاني الشناوي: أقرب مثل ما حدث في مباراة مصر..


غسان بن جدو: إنس الجزائر ومصر، حتى ما نجعلها..

هاني الشناوي: لا، لا، أنا..


غسان بن جدو: كواقعك الآن أنت إعلامي أعطني مثلا في ليبيا تعتبره يصبح إعلاما حرية مفرطة في ليبيا، ما هي القضية التي يمكن أن تعتبر بأنها حرية مفرطة؟


هاني الشناوي: لا، في حرية ولكن بانضباط وأخلاق الإعلامي، يجب الإعلامي يكون منضبطا وأخلاقي ويعرف قيمة الخبر اللي بيقدمه..


غسان بن جدو (مقاطعا): أجبني من فضلك ما هي القضية التي يمكن اعتبارها في ليبيا عندك بأن فيها حرية مفرطة؟


هاني الشناوي: ما وصل عندي السؤال..


غسان بن جدو: طيب نحول السؤال..

هاني الشناوي: أعطني السؤال كويس..

مشارك1: نكمل الحوار بس معلش، نكمل الحوار؟


غسان بن جدو: تفضل.

مشارك1: أتصور يعني مش كثير قضية يعني نشوف خلاف عليها عربي على كرة قدم، الإعلام العربي اختلف على غزة الأمة العربية بعض القنوات تنكرت للدماء وهذا شيء مخز جدا وللأسف الشديد أنا أتمنى أن يكون الساخن في عمان هو الساخن في الدوحة وهو الساخن في بيروت وهو الساخن في كل مكان، للأسف الشديد أن قنواتنا الفضائية تتفاوت عندها درجة سخونة هذه الأحداث من البرودة إلى الحرارة.


غسان بن جدو: خلينا نعطي الأخوات من الخلف من فضلكم.


هاني الشناوي (مقاطعا): أستاذ غسان بس أنهي نهايتي، أنت سألتني في مجال ليس مجالي أنا مجالي الرياضة..


غسان بن جدو (مقاطعا): يا أخي لماذا الرياضة؟ أنا أتحدث معك كصحفي الآن..

هاني الشناوي: صحفي رياضي..


غسان بن جدو: لماذا تريد أن تخصص نفسك؟ أنت قدمت نفسك باعتبارك من المجلس الوطني، أحدثك الآن كشاب يعني أنا مثلا إذا الآن حدثتني عن الرياضة بدي أحكي لك عن الرياضة وأعرف أسماء الفرق وأحب فرق فليست مشكلة أنه أنت في الرياضة، حدثني عن السياسة حدثني عن القضايا الأخرى.

هاني الشناوي: أنا لا أنا كإعلامي لا أتدخل فيما لا أفهم فيه.


غسان بن جدو: آه والله؟!


هاني الشناوي: آه لا أفهم فيها السياسة لأني أنا عن الرياضة.


غسان بن جدو: معقول هذا الكلام أخي العزيز؟ خائف.. تفضل أخي تفضل، لا، خليك واقفا أنت تجربة ممتازة، لا يتدخل فيما لا شأن له به!

هيثم يوسف: لو كنت تعمل في مؤسسة مش حكومية هل ستكون هذه هي قراراتك وستكون هذه هي نظرتك؟ أنت تعمل في المجلس الوطني وهي حكومية معروفة بحتة، لو انتقلت..

هاني الشناوي (مقاطعا): لا، لا، جمعية أهلية مؤسسة أهلية.

هيثم يوسف: لو انتقلت إلى مؤسسة خاصة هل أنت ستغير قناعاتك؟

هاني الشناوي: لا أغير قناعتي..

هيثم يوسف: متأكد من ذلك؟


هاني الشناوي: نعم متأكد من ذلك.


غسان بن جدو: تفضل.


منى حوا: السلام عليكم، منى حوا صحفية سودانية من أصل فلسطيني، أنا أتفق مع الأخ، ربما هو لم يقصد تماما أنه يتدخل التدخل الحكومي في تلك المسألة، في السودان في الفترة الماضية كان هناك تشجيع كبير من بعض الصحفيين ولا أتمنى أن أذكر أسماءهم حول المسألة الانفصالية وتم إيقاف هذه الصحف وإيقاف هؤلاء الصحفيين لأن المسألة تهدد الأمن القومي للمنطقة وتهدد أمورا كثيرة تخالف عرفنا واعتقادنا وأمورا كثيرة خلاف التي نبني عليها أفكارنا وخلافه ولذلك يجب أن تتدخل الحكومة، أولا ليس هناك حياد أبدا في الإعلام يجب عليك أنت كشخص أن تتبنى رأيك مع التزام الموضوعية إضافة إلى ذلك يجب أن يكون هناك غطاء أكبر، صحيح هناك السياسة التي تقمع الصحافة لكن هناك أيضا سياسة يعني توصل الفكرة بطريقة أفضل وتحمي المجتمع من الأفكار يعني مش كل من هب ودب بده يحكي بده يطلع رأيه ويسميها تحت حرية، برضه الحرية لها قواعد ولها أسس.


غسان بن جدو: الأخ بالثوب العربي إذا سمحت تفضل.


سالم الغاندي: سالم الغاندي جريدة الشرق الأوسط. أنا أعتقد في البدء هي الإشكالية تكمن في تحديد هوية هذه الحرية، الحرية لدينا في الوطن العربي هي كائن هلامي يتم تشكيله بحسب عقلية المؤسسة الإعلامية التي تنتمي إليها، إذا أردت أن تنشر شيئا يجب أن ينشر بحسب ما يريد مؤسس الصحيفة أو توجه الصحيفة سواء توجهها للدولة أو توجهها للنشر، أنت عندما تريد أن تنشر خبرا أو تنشر موضوعا تعتقد أنه يخدم قضية من الخطأ أن تقول هناك حياد، لا يوجد حياد حقيقي في الإعلام هذه الإشكالية، الإشكالية تكمن أنه لا يوجد هناك حيادية في الإعلام، أنت مسير سواء من الجريدة بسياستها أو من الدولة التي أنت تطبع مطبوعتك داخلها.

وظيفة الإعلامي ودوره تجاه القضايا الساخنة


غسان بن جدو: جميل. أنا الآن في قضية ساخنة معينة في حيرة من أمري أنا مقتنع على سبيل المثال بقضية ما أنا كشخص مقتنع بها، وسيلتي الإعلامية عندها سياسة تحريرية والدولة عندها مصالح أخرى، ما الذي أفعله أنا كصحفي؟ أنتم شبان أنتم شباب ما الذي تفعلونه؟ واحد يجيبني على هذه النقطة بشكل مباشر, تفضل يا أخي.


يحيى نافع: يحيى نافع صحفي من فلسطين. أعتقد أن الصحفي في البداية ينطلق من تغطية الحدث حسب وسيلة الإعلام وسياسة وسيلة الإعلام التي يتبع لها لأنه في النهاية هي مصدر الرزق لهذا الصحفي، قناعة الصحفي بصراحة توضع جانبا عندما يغطي قضية ما لأنه سيتبع سياسة وسيلة الإعلام لكن هناك بعض الصحفيين إذا لم يقتنع بهذه السياسة ينسحب..


غسان بن جدو (مقاطعا): خلينا مع هذه النقطة، جميل جدا أنت مقتنع بهذه النقطة يعني الواحد في وسيلة الإعلام ينبغي أن يحفظ لقمة عيشه ورزقه إذا يعني يغلب لقمة عيشه على قناعته الشخصية أليس كذلك؟

يحيى نافع: بالتأكيد.


غسان بن جدو: من وين جاي من فلسطين؟ عفوا.

يحيى نافع: من رام الله.


غسان بن جدو: يا هلا، خليك معي. في حدا يمكن..


فايز الشهري: أستاذ غسان تعليق، تعليق لو تكرمت.


غسان بن جدو: نعم؟


فايز الشهري: تعليق فقط.


غسان بن جدو: تفضل.


فايز الشهري: الآن أرجو ألا يفهم الشباب ونحن مع شباب الصحافة والإعلام أن هذه دعوة للتمرد على القوانين، في النهاية المؤسسات الإعلامية هي مؤسسات اجتماعية يجب أن تنتظم مثلها مثل كل مؤسسات المجتمع ضمن نظام عام يشمل الدولة لأنه حينما يكون المزاج الشخصي هو المعيار للنشر والبث ستصبح الدنيا فوضى، نحن عالم عربي المركب الاجتماعي مريض بالعقد الطائفية والتيارات السياسية والمذهبية والفكرية حينما يكون المعيار هو قناعة الصحفي الشخصية لن يكون هناك إعلام وكل المؤسسات العربية التي تعيش الآن هي مؤسسات عادة توفق بين هذه المحددات ولذلك الولايات المتحدة الأميركية حينما أرادوا أن يفرضوا إعلاما ما إعلاما توجيهيا للناس فالقانون والدستور الأميركي يمنع أن يبث في الولايات المتحدة الأميركية إذاعة سوا وقنوات الحرة الآن المبثوثة على العالم العربي هي قنوات موجهة لتوجيه فكر معين لكن يمنعها القانون الأميركي.


غسان بن جدو: الأخت تفضلي، حول هذا الأخ مباشرة أليس كذلك؟ من وين جاي من فلسطين؟


ثراء صمودي: ثراء صمودي الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية من الأردن. أنا ردي طبعا على زميلي هناك عم يحكي أن الصحافة لقمة عيش، طبعا أول شيء أنا مش إعلامية..

يحيى نافع: ليست لقمة عيش.

ثراء صمودي: عفوا بس أرد على حضرتك، أنا مش إعلامية بس أنا رأيي الشخصي طبعا أن الصحافة رسالة أسمى بكثير من أنها تصير وسيلة للقمة عيش، هلق أنت عم توصل رسالة الصحفي عم يوصل رسالة فما بينفع أن هي تصير وسيلة لقمة عيش، فأنا صراحة لو حدا بده يخيرني بأي موقف مهما كان رح يكون السقف الأعلى لي القضية رح أتبنى القضية الرسالة بعد هيك رح أفكر في الأشياء الثانية رح أظل طبعا ضمن سياسة الدولة مش رح أتجاوز رح ألتزم بالقوانين بس ما رح أروح على مؤسسة وأتبنى رأيها لأنه أنا لازم أتبنى رأيي أنا بالقضية بقناعتي بهذه القضية.


غسان بن جدو: يعني أنت الآن، شكرا جزيلا..


يحيى نافع (مقاطعا): أخي غسان..


غسان بن جدو: تفضل أخي.


يحيى نافع: أود التنويه هنا يعني يبدو أنني فهمت بطريقة خاطئة..


غسان بن جدو (مقاطعا): شكرا جزيلا أريد صحفيا يناقشه في هذه القضية..

يحيى نافع (متابعا): أعتقد أن الصحفي، نتابع نشاهد صحفيين كثر يعملون فرضا في قناة الجزيرة عندما ينتقل إلى قناة أخرى مثلا قناة العربية تختلف طريقته في تناول الأخبار وتناول القضايا هذا شيء واضح يعني صحيح أنه عندما يكون في الجزيرة يتبع سياسة هذه المحطة وعندما ينتقل إلى العربية طريقة مختلفة في معالجة الأخبار يتبع سياسة المحطة هذا ما أردت قوله يعني تحديدا.


غسان بن جدو: لا، لا، هذه مختلفة أخي العزيز هذه مختلفة، أنت تتحدث عندما تصطدم قناعتك الشخصية مع طريقة..


يحيى نافع (مقاطعا): عندما تصطدم قناعتك الشخصية تنتقل أو تستقيل من المحطة التي تعمل بها.


غسان بن جدو: لا، عندما تصطدم قناعتك الشخصية مع تغطية وسيلة الإعلام تلك فأنت تفضل بقاءك في وسيلة الإعلام من أجل لقمة العيش وأنا أقول لك إن هذا رأي صريح وجريء، أنا يعني لا أريد أن أعطي موقفا أو رأيا في قولك ولكني أقول أحييك لأنك تحدثت معنا بصراحة وبجرأة وكنت أتمنى من صحفي آخر يقول لي بجرأة وبصراحة أنا كصحفي أتقاضى راتبا مائة دولار بالشهر لو تصطدم قناعتي مع وسيلة الإعلام فسأترك، أهناك من شخص زميل أو زميلة صحفية يقول لي هذا؟ تفضل يا أخي.


مشارك2: إذا كان تعقيبا فأقول الإعلاميون تقع عليهم مسؤولية كبيرة لأنهم غير مؤهلين أنفسهم حتى يتحملوا أو حتى يكون لديهم هامش حرية، حقيقة. أقول من من الزملاء الصحفيين والإعلاميين لديه الجرأة بأن يقول بأنني سوف أستقيل من مؤسستي الإعلامية حينما أجد أنها تخالف رأيي وتخالف معتقداتي؟ هذا سؤال أرجو أن يوجه للإعلاميين.


غسان بن جدو: الأخ يعيش تجربة، هل ترون بأن الصحفي يحمل مسؤولية أكثر من طاقته؟ يعني بمعنى آخر عندما يقال للصحفي أنت صاحب رسالة وإذا وجدت نفسك في قضية ما يا أخي كن رجلا وتستقيل، ألا يحمل الصحفي أكثر من طاقته؟ تفضلي يا سيدتي.

مشاركة1: يعني أنا عايزة أقول إن في تجارب كثير لصحفيين فعلا استقالوا لأسباب تخص رؤيتهم الفكرية والسياسية على سبيل المثال عند إقالة إبراهيم عيسى من "الدستور" وجاء مالك جديد حنلاقي أن فضلت الدستور تطلع إنما غالبية المحررين في جريدة الدستور وكلهم شباب ومرتباتهم ضئيلة وزهيدة جدا اعتصموا في نقابة الصحفيين وأكدوا أنهم لن يعودوا للعمل إلا بوجود إبراهيم عيسى، طبعا إبراهيم عيسى ما رجعش فتعاونوا معه وبعد يعني توصلوا مع النقيب وبيطلعوا دلوقت نسخة إلكترونية من "الدستور" تحت رئاسة تحرير إبراهيم عيسى غير النسخة الورقية حسب المالك الجديد.


غسان بن جدو: جميل. تفضل خلي الأخت حدك مباشرة إذا سمحت.


سامية صلاح الدين: سامية صلاح الدين جامعة القدس فلسطين. بس بدي أوجه سؤالا لزميلي الصحفي اللي حكى أنه استقال من المؤسسة الإعلامية اللي بيشتغل فيها لأجل أنها تتنافى مع الأفكار والمبادئ اللي هو بيتبعها، شو هو السبب اللي خلاك أنك تعمل بهالصحيفة من أول ما رحت تشتغل فيها؟ أنا بأعرف أن عمل الصحفي هو عمل مخابرات والصحفي لما بده يشتغل في مؤسسة إعلامية لازم يعرف الشروط والمبادئ والأفكار اللي بتشتغل فيها هذه الصحيفة واللي بتعمله فيها. كمان بدي أنوه لشغلة..


غسان بن جدو (مقاطعا): عفوا عفوا ماذا، الصحفي شو؟

سامية صلاح الدين: أن الصحفي مثل المخابرات يعني أنه بده يبحث عن المعلومات بده يجمع حقائق بده يجمع أي إشي عن المؤسسة الصحفية قبل ما يعمل فيها فهو المفروض قبل ما يعمل في هذه الصحيفة أن يكون عارفا كل إشي عنها..


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني إحنا الصحفيين الآن بنشتغل مخابرات؟! يا ساتر! كيف هذه أختي؟


سامية صلاح الدين: هو يعني بده يكون مثل الباحث أو..


غسان بن جدو (مقاطعا): منين جبتي هالمعلومة وهالمعطى هذا؟ من وين جبتيه؟

سامية صلاح الدين: هو كدور الباحث يعني..


غسان بن جدو (مقاطعا): خليك معي خليك معي، نعم؟

سامية صلاح الدين: هو مخبر صحفي أو باحث بده يكون يجمع معلومات يجمع أفكار مبادئ هذه الصحيفة ما بده يروح يعمل فيها عالعمى يعني أو على ضلال.


غسان بن جدو: جميل. تفضل أخي بسرعة.

مشارك2: شكرا للزميلة الصحفية. يبدو ما لاحظت أني ذكرت بأني كنت أعمل في مؤسسة تغير صاحب هذه المؤسسة صاحب رأس المال، هذا أولا. ثانيا هناك صحفيون يعملون في مؤسسات إعلامية خاصة يأتي صاحب هذه المؤسسة الإعلامية بفصل عدد من الزملاء كما ذكرت الدكتورة، يجب على الصحفيين الزملاء البقيين أن يتضامنوا معه أو هو أن يأخذ موقفا شجاعا وألا يقبل على نفسه أن يكون في موقف ضعف وهو إعلامي.


غسان بن جدو: أنا مضطر للعودة إلى الدوحة من أجل فاصل وبعده مباشرة سوف نطرح بعض القضايا مباشرة قضية ربما بعض القضايا الساخنة في بلادنا العربية كيف يتم التعاطي معها، قضية العلاقة بين المشرق العربي والمغرب العربي والخليج كيف يمكن التعاطي معها وما الذي يحدد كيفية التعاطي معها. مشاهدي الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا وقفة نعود بعدها لاستكمال حوارنا المفتوح من هنا من عمان.

[فاصل إعلاني]

العلاقة بين الإعلاميين والسلطات وأولويات المهنة


غسان بن جدو: أهلا بكم مشاهدينا الكرام نستكمل حلقتنا حول دور الإعلاميين الشباب خصوصا أو دور الإعلام بشكل عام مع القضايا الساخنة كيف يتم التعاطي معها وما الذي يحدد هذه السياسة. أود أن أبدأ مباشرة ليس مع قضية ساخنة فقط ولكن أيضا مع نقطة ساخنة، الإخوان من غزة تفضلوا.


عمر يوسف بشير: مساء الخير لكم جميعا، أنا اسمي عمر يوسف بشير صحفي من قطاع غزة.


غسان بن جدو: أنت قادم من غزة حدثني كصحفي من غزة ما الذي يمكن أن تقوله يعني في نهاية الأمر أنت تتعرض إلى ضروب من التضييق عندك حرية عندك مشاكل؟ حدثنا عن هذه المسائل اللي ممكن تفيد بها الناس والمشاهدين.


عمر يوسف بشير: يعني ربما كل الزملاء الأعزاء من كل الدول العربية وصلوا إلى هنا بدون أدنى مشاكل يعني نستطيع أن نقول إن أي صحفي يستطيع أن يصل إذا كانت طائرته بعد ساعتين يحجز في الطائرة ويغادر، نحن واجهنا عقبات وهي بداية خرجنا من قطاع غزة صباح يوم الخميس توجهنا إلى مصر دخلنا مصر الحمد لله واستقبال رائع وأيضا استقبال أروع في المملكة الأردنية الهاشمية لكن ما يواجهنا في غزة من مشاكل هو ربما إغلاق بعض الدول العربية حدودها لنا لأننا من غزة، يعني للأسف حدود الدول الأوروبية مفتوحة لنا لكن بعض حدود الدول العربية مغلقة أمامنا والسؤال المطروح يعني بماذا نختلف عن باقي أبناء العالم يعني كإنسان وليس كصحفي بماذا نختلف عن كل البشر؟ يعني نحن تربينا أن فلسطين بلدنا لكن حدودنا من مراكش للبحرين، اليوم نواجه صعوبة في دخول بعض الدول العربية نتمنى أن نحل لأنه بالمستوى الإنساني وليس الصحفي نحن بشر لا نختلف عن أي شخص موجود هنا أو أي شخص في بلده العربية.


غسان بن جدو: هذه فرصة أيضا حتى واحد يحكي لنا عن مشاكل صحفيين، تفضل أخي.


محمود حريبات: مساء الخير للجميع، محمود حريبات منسق إعلامي في الإغاثة الزراعية وصاحب فكرة فعاليات فلسطين. اللي حابب أن أحكيه في هذا الموضوع هو موضوع مهم، الزملاء في بداية الحوار والحديث تكلموا عن قضية الرياضة وتوجهوا إلى الرياضة..


غسان بن جدو (مقاطعا): أخي الحبيب أنا قلت من لديه مشكلة..


محمود حريبات (متابعا): ولكن أود أن أناقش قضية جوهرية هي في فلسطين قطاع غزة والضفة الغربية ماذا يحصل للصحفي في قطاع غزة وماذا يحصل للصحفي في الضفة الغربية، هل أنا كصحفي أستطيع أن أقول مثلا أنا مراسل للجزيرة هل أنا صحفي أستطيع أن أقول حكومة الانقلاب؟ لا أستطيع مثلا، أو هل أنا.. يوجد بيننا صديق لنا صحفي قبل فترة كان وهو الآن ضمن الملتقى اعتقل من ضمن المخابرات الفلسطينية، الصحفيون في فلسطين وفي الضفة الغربية كان لهم موقف مع الزميل جورج وهو الآن موجود بيننا وكان هنالك تنديد وكانت وقفة وهو الآن هنا مشترك، هل نستطيع أيضا الصحفي الفلسطيني في غزة أن يقف ضد الانتهاكات الفلسطينية ضد الصحفي الفلسطيني؟ هذه مشكلة هذه قضية يجب أن نقولها ويجب..


غسان بن جدو (مقاطعا): حضرتك من وين جاي؟ عفوا.


محمود حريبات: أنا من رام الله، أنا أصلي خليلي ولكن أشتغل في رام الله.


غسان بن جدو: جميل، خليك هنا لأن هذا سؤال مركزي، في حدا من غزة ممكن يجيبنا عن هذه النقطة؟ تفضل أخي خليك معي لو سمحت.


عبد الناصر أبو عون: يعطيكم العافية، عبد الناصر أبو عون صحفي فلسطيني من قطاع غزة فلسطين. الحقيقة بالفعل يعني إحنا نحاول كصحفيين أن نبعد كثيرا عن الانقسام ونحاول أن نتجمع وأن نكون بمنأى ولكن للأسف الشديد هناك يعني أجندات سياسية مختلفة ليست للصحفيين ولكنها هي قرارات سياسية واتفاقيات..


غسان بن جدو (مقاطعا): سألك بوضوح هل تستطيع أنت في غزة أن تحتج على قرار تعتبره سلبيا؟


عبد الناصر أبو عون: ربما..


غسان بن جدو: هو احتج، أنت تقول.. قرب المايكرفون، ماذا؟

محمود حريبات: يا أستاذ غسان أنا لا أريد أن أحرج زملائي الصحفيين لأنهم سيعودون إلى غزة لا أريد أن تشدد على هذا السؤال لأن زملائي الصحفيين سيعودون إلى غزة..


غسان بن جدو: لماذا يا أخي أنت تقول.. كأنك تصور السلطة الموجودة في غزة بأنها سلطة قمعية جائرة وأن الصحفي الذي سيعود إلى غزة سيدخل السجن؟

محمود حريبات: يا أستاذ غسان أنا بدي أناقشك، هو حوار مفتوح..


غسان بن جدو (مقاطعا): لا، لا، عفوا عفوا لماذا تقول بهذه الطريقة؟

محمود حريبات: هو حوار مفتوح..


غسان بن جدو: يعني أنت عندما ستعود إلى رام الله تعود معززا مكرما لا أحد يعني يشير إليك بإصبع البنان بس هو في غزة..


محمود حريبات (مقاطعا): إذا لم أعد معززا مكرما فهنالك تكتلات صحفية وحقوقية ستقف خلفي ولكن غزة من سيقف خلفهم؟


غسان بن جدو: قل لي، أجبه.

عبد الناصر أبو عون: أنا أشكر زميلي رغم أن المسافات قريبة ولكن هي بعيدة جغرافيا بيننا وللأسف الشديد والانقسام والاحتلال لكن أتحدث أنه بالرغم من حالة الحصار المفروض على قطاع غزة وبالرغم من حالة الاحتلال والانقسام يستطيع الصحفيون أن يعلوا صوتهم ببعض الوقفات الاحتجاجية، ندرك أن الحرية في مجمل الوطن العربي هناك في كبت للحريات وقطاع غزة ليس يعني بعيدا عن الأراضي الفلسطينية والأرض العربية وهو جزء منها بالتالي في الحرية كما استخدم ليست مطلقة هناك معايير للحرية بالتالي القضية ربما غابت بعض الجزئيات عنها.


غسان بن جدو: على كل حال أنا شاكر جدا ونحن نحيي هذا النقاش لأنه في نهاية الأمر يعني كلكم أبناء وطن واحد وكلنا معكم بالمناسبة هو هذا النقاش ممكن يكون ليس فقط بين رام الله وغزة ممكن يكون بين الخليل ونابلس وبين بعض المدن أو بعض الأحياء في قطاع غزة تماما كما يحصل في داخل بلد عربي وغيره فهذا الحوار ربما يعبر عن الحيوية أكثر منها شيء آخر. هذه دكتور هيثم في هذه النقطة بشكل أساسي، الآن عندما نجد إعلاميين شبانا أو إعلاميين شباب بشكل عام، نحن نتحدث عن الإعلاميين الشباب وإن كان الوضع يخص جميع الإعلاميين بدون استثناء، هل إن قضية حرية الإعلاميين هي الأولوية أم المهنية والانضباط للقانون العام هي الأولوية؟


هيثم يوسف: أنا أعتقد أن الحرية بالدرجة الأولى هي الأولوية ومن ثم الانضباط بالأخلاقيات المهنية يعني الإنسان نحن كصحفيين أو إعلاميين شباب لا نستطيع أن نكون مهنيين ولا نستطيع أن نكتب شيئا ولا نستطيع أن نكون موصلين للحقيقة لولا وجود حرية ووجود سماء أو فضاء واضح، نحن بحاجة إلى فضاء واضح سواء كان أون لاين أو كان إعلاما تقليديا تلفزيونيا أو كان إلكترونيا أو صحفيا نحن بحاجة إلى سقف حرية لا نريد سقوفا واطية لا، نريد سقف حرية عال، كملتقى إعلاميين شباب عرب نحن كإعلاميين متواجدين الآن معنا من كافة الدول العربية كانت مطالباتنا خلال هذه الجلسات بوجود سقف للحرية، الكلام موجود والحقيقة أمامنا ولكن نريد الحرية.


غسان بن جدو: تفضل.


طارق يوسف: طارق يوسف من نابلس فلسطين. أول شيء أنا رد على الأخ اللي قال من رام الله يعني صور الضفة الغربية وكأنها جنة وحرية للإعلام، هذا غير صحيح، السلطة الفلسطينية -وأنا أعرف لما أعود رح أحاكم على هذا الأمر- السلطة الفلسطينية أصبح الإعلام والسلاح والمال هو يعني تبحث عنه وكأنه كالمخدرات، من قال؟ عشرات الصحفيين والإعلاميين الآن موجودون في سجون السلطة، كم؟ السيدة جيفارا كانت موجودة هون السيدة جيفارا، كم من التقارير منعت أن تصور كم من الأمور الأخبار منعت أن تنشر؟ كن واقعيا يا أخي في هذا الأمر. إضافة أخرى على ما تكلم عنه سابقا، في قضية يجب أن الحياد اللي كنا ندرسه في الجامعات بعيد كليا في أرض الواقع وبالتالي من الحياد في بعض المرات أن تنحاز إلى بعض الأمور أن تكون منحازا لقضية إما مثلا الجزائر أو مصر، حماس أو فتح، قضايا لازم تنحاز، ما في أمور صحفي هلامي، في وقت من الأوقات يجب أن يحدد وأن يكون في قضية معينة مع طرف. شكرا.


غسان بن جدو: تفضل أخي.


عبد الرحمن العصيمي: مساء الخير، عبد الرحمن العصيمي صحفي سعودي. أنا سأحكي تجربة شخصية لي، أنا قمت بعمل تغطية صحفية لمواطنين يشتكون من إحدى الجهات في السعودية التجارية قمت بالتغطية وخرجت في الصيف ظهرا وقمت بالتصوير مع المواطنين ونقلت شكاويهم وعندما ذهبت إلى رئيس التحرير رفض هذا الموضوع لأن هذه الشركة معلنة في صحيفتنا، ففي الخليج المعلن والسياسة السلطة السياسية هي التي تتحكم، لا يوجد لدينا حرية في العالم العربي يعني أنا كصحفي شاب يجب أن أعلم هذا ولا أخدع نفسي بهذه الشعارات، لدينا حرية جزء بسيط في الإعلام الجديد في المدونات في المواقع وحتى هذه المواقع تغلق في السعودية أغلقت صحف إلكترونية فلا يوجد لدينا حرية تامة بل حرية تحت أمر رئيس التحرير والسلطة السياسية.

العلاقة بين إعلاميي المشرق والمغرب


غسان بن جدو: دكتور فايز هناك من يقول إن خصوصا من أبناء المغرب العربي الذين ينتقدون بأن المشرق العربي وربما حتى الخليج يمارس معه عملية استعلائية يعني هناك فجوة قائمة هذه الفجوة القائمة ليست فجوة جغرافية فقط ولكن كأن في المشرق العربي كل قضايا الأمة ينبغي أن تكون هناك كل الإعلاميين ينبغي أن يكونوا من المشرق العربي ومن الخليج، هل تراها بهذه الطريقة أم هناك شكوى كما قلت قبل قليل يعني مبالغ فيها وربما حتى بليدة؟


فايز الشهري: ينبغي أن نفرق بين الاهتمام الإعلامي والاهتمام السياسي والاهتمام الثقافي، الاهتمام الثقافي موجود وكتب المغاربة والمشارقة تتبادل بشكل ممتاز، أحلام مستغانمي كاتبة جزائرية الآن كتبها في الخليج توزع بأكثر من كتاب الخليج أنفسهم ككاتبة وروائية، الآن المبدعون من المغرب العربي هم أساتذة المشهد الإعلامي وأنت مثال لذلك في المشهد الإعلامي في الخليج لكن والقضايا السياسية أيضا أذكر أن الخلافات كانت دول الخليج السياسيون الملك فهد رحمه الله تدخل بشكل شخصي في الخلاف بين الجزائر والمغرب وعقد صلح لفترة من الفترات فهي موجودة ولكن قضية فلسطين هي قضيتنا المركزية.


غسان بن جدو: تفضلي.


سارة بن حميدة: سارة بن حميدة سفيرة ملتقى الإعلاميين الشباب العرب في المغرب العربي. بداية أنا لا ألوم دول المشرق العربي ودول الخليج على ربما تهميش قضايا المغرب العربي ولكنني بدرجة..


غسان بن جدو: هو في تهميش؟

سارة بن حميدة: نعم قليلا، ولكنني ألوم بدرجة أولى إعلاميينا في المغرب العربي لعزلتهم ثم لتوجههم خاصة إلى الغرب وإلى الدول التي استعمرتنا سابقا خاصة فرنسا وحتى مؤسساتنا الإعلامية في المغرب العربي تسيطر عليها اللغة الفرنسية ولذلك طبيعي جدا أن نجد بعدا بين المشرق والمغرب. مشكلة أخرى أريد أن أتطرق لها بسرعة هي مشكلة.. هناك عدد كبير من المؤسسات الحكومية يعني الإعلامية ولكن لا يوجد مؤسسات إعلامية خاصة لاستقطاب الشباب في المغرب العربي الإعلاميين ولذلك نجد حرية الصحفي المغاربي محدودة جدا. أريد أن أتطرق لنقطة أهم وهي قانون الأمن الاقتصادي في تونس هو قانون يحد من حرية الصحفي وهنا أريد أن أتساءل هل الإعلامي العربي مؤهل في هذه اللحظة للحصول على هذا القدر الكبير من الحرية خاصة عندما يستشهدون بمسألة العراق الذي تم إغواء شعبه بمسألة الديمقراطية والحرية ونجده الآن تحت الاحتلال فأصبحت وكأنها نقطة تستغلها الحكومات والسلطات العربية احذروا لو حصلتم على الحرية فسوف يتم احتلالنا.


غسان بن جدو: شكرا جزيلا، أريد أن أبقى في هذه النقطة التي كنا نتحدث عنها فيما يتعلق بالعلاقة بين المغرب العربي والمشرق العربي أهي فجوة قائمة أم هو أمر مبالغ فيه؟


هيثم يوسف: لا، الحقيقة ما تحدثت به زميلتنا سارة هو أمر غير مبالغ به، إحنا لاحظنا كتجربة شخصية علاقتنا نحن كملتقى إعلاميين شباب عرب يوجد هناك فجوة كبيرة ما بين المشرق والمغرب العربي، أنا كنت أتأمل أن يكون هناك أساتذة كبار من الإعلاميين والصحفيين من تونس وليبيا والجزائر وموريتانيا يحظون بجوائز ملتقى الإعلاميين الشباب العرب نقرأ لهم كتبا في الأردن وفي الخليج، للأسف هناك فجوة فعلا كبيرة..


غسان بن جدو (مقاطعا): بالنسبة لأين، هم لا يأتون أم أنتم لا تدعونهم؟


هيثم يوسف: لا، بالعكس نحن ندعو ولكن هم بعزلة.


غسان بن جدو: تفضل أخي.


حمزة العبد الله: أنا بدي أحكي عن موضوع هو تسليط نقاط ساخنة، النقاط الساخنة اللي تعالج ضمن الإعلام لا تعالج برؤية هي رؤية تكون حيادية، أنا رح أضرب على سبيل المثال موضوعين حاصلات الآن، موضوع الانقسام اللي بالسودان أو السودان الجنوبي والسودان الشمالي الإعلام لاحظنا بالفترة الماضية أن الإعلام كله بدأ يجهز لانقسام السودان بينما إحنا نلاحظ.. أنا رح أحكي، أنا من أصول سورية أنا إسباني من أصل سوري، رح أحكي عن قضية حقوقية سورية اليوم هي الساخنة لم تناقش بالإعلام هي قضية استغلال السلطة لجوازات السفر ووثائق الإثبات، اليوم في نسبة غير قليلة من الشعب السوري اللي يقيم في الشتات هو ممنوع من جوازات السفر إلا بالنزول إلى سوريا وأخذ الموافقة من المخابرات السورية وهذا يهدد حياتهم، الموضوع لم يطرح إلا بخجل ضمن قناة الجزيرة ضمن ساعة واحدة كان بشريط الأخبار لم ألاحظه بقناة أخرى، هناك خلل في موازين النقاط الساخنة بالوطن العربي، اليوم إحنا نمشي ضمن سياسات عامة القضايا اللي يسمح لها بمقص الرقابة أنه تمشي تمشي واللي ما يسمح لها تحجب.


غسان بن جدو: شكرا جزيلا، تفضل أخي.


محمد المدني: بسم الله الرحمن الرحيم. أستاذ غسان طرحت مشروع النقاط الساخنة، لا ننس الموضوع الساخن ما بين إيران والعرب، النقطة اللي قبل هيك بالنسبة للمغرب العربي قناة الجزيرة فتحت نافذة على المغرب العربي ولكنها أجهضت، أنا لن أتهم، المكتوب يقرأ من عنوانه. النقطة الساخنة هي حديث العرب الآن وحديث العالم الغرب يعمل على شيطنة إيران، طبعا مصلحتنا ليست في الاستعداء ونشترك في حروب مجانية، طبعا إحنا موقفنا واحد من إيران من موقفها من المقاومة الأصيلة في أفغانستان وللمقاومة العراقية الأصيلة في العراق موقفنا واحد منها فليس من مصلحتنا أن نستعدي إيران تشن الحروب بالنيابة عن.. لها الحق في أن يكون لها مشروعها النووي كما حق الأردن في أن يكون له مشروعه النووي، المشروع النووي الإسرائيلي في ديمونة يبعد عنا كيلومترات لو ذهبت إلى شرفات عمان الغربية تشاهد أنوار القدس فيجب ألا نكون كالببغاوات نردد ما يردده الإعلام الغربي، شكرا لكم.


غسان بن جدو: شكرا جزيلا. تفضل أخي.


محمود قزموز: محمود قزموز جامعة القدس فلسطين. أول إشي بدي أحكي عن قصة لقمة العيش اللي بيحكوها، دائما حط في رأسك أن ربنا اللي بيبعث الرزق وانس كل شيء وخليك على مبادئك اللي أنت تربيت عليها وبس. بدي أحكي بس عن تجربة صغيرة صارت معي في الجامعة بأتمنى الكل يستفيد منها، هي بسيطة بس الواحد بيتعلم منها درسا، في يوم من الأيام طبعا تقريبا قبل شهر ونصف إجا عنا استقبلنا وفدا من رؤساء وأعضاء مجالس الاتحاد الأوروبي استضفناه عنا في جامعة القدس فإحنا قاعدين معهم سألتهم سؤالا واحدا أسألهم أنتم شو نظرتكم في أوروبا للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، للعلم أنهم قبل ما يجوا لعنا يزورونا في جامعة القدس كانوا في الجامعات الإسرائيلية وأجوا لأنه إحنا بنعرف واحدة منهم كان لها تعامل مع العلاقات العامة في الجامعة وأجوا على مسؤوليتهم الشخصية، ممنوع يجوا عنا على فلسطين خائفين، سألناهم شو أنتم بتنظروا للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني؟ قالوا لنا قبل ما نجي عندكم بنعتبركم شعبا إرهابيا شعبا مشكلجيا، بعد ما زرناكم وزرنا الشعب الإسرائيلي انتقلت الصورة هذه وتغيرت 180 درجة لأنه عايشناكم وشفناكم. لو الصحفي العربي عنا أو الصحفي الفلسطيني ينقل الصورة صح تيجي الصورة صح من أول مرة بنصل للي بدنا إياه بس للأسف فيش شيء.


غسان بن جدو: تفضلي.


ليلاس دلغموني: طالبة إعلام سنة رابعة. الموضوع أنه ما في حد بيفرق بين حرية خط أحمر مسؤولية اجتماعية وحماية للصحفي نفسه، أنا طالبة في جامعة اليرموك عملت بإذاعة يرموك إف إم في الانتخابات النيابية الماضية قمت بتغطية للانتخابات في مدينة إربد كان المطلوب منا إيش ما نشوف نحكي وللأسف شفنا أشياء كثير غلط وطلعت على الإذاعة اللي كنت أنا أعمل فيها وحكيت أنه في تزوير في المنطقة اللي أنا موجودة فيها، طلع مسؤول وقال إنه لا ما في وأنا حكيت له لا في، يحكي لا ما في أحكي لا في، للأسف بعد اللي صار هذا أنا تعرضت لمساءلة قانونية، من اللي حماني؟ ما في أي حدا، أنا تابعة للجامعة والجامعة ما سألت فيني طبعا، الإذاعة اللي أنا بأشتغل فيها ما حمتني ولا 1% وبعد هيك أنا كملت شغلي في الإذاعة وتعرضت لإساءة ثانية داخل الإذاعة وهي أني كنت أعمل برنامج لايف..


غسان بن جدو (مقاطعا): والخلاصة ما هي؟ الخلاصة التي تودين القول إنه عندما الإنسان يتعرض إلى ضغوط لا المؤسسة تحميك ولا الزملاء يحمونك، هذه هي الخلاصة؟


ليلاس دغموني: أيوه وما منعرف شو الخطوط الحمر اللي إحنا لازم ما نتعداها.


غسان بن جدو: جميل. هل أصبح الدكتور فايز -في نهاية الحلقة تقريبا- هل أصبح فعلا الإعلام مؤثرا بهذه الطريقة والصحفي أكثر تأثيرا حتى من السياسيين في البلاد العربية؟


فايز الشهري: هذا صحيح ولذلك أنا أدعو أن نتواضع قليلا إعلاميا نحن في لقاء إعلامي والشباب يسمعون، لسنا قضاة لسنا فوق المجتمع لسنا الطاهرين الذين نحدد الصواب من الخطأ، نحن بشر نتأثر ونضعف أمام الرشوة وأمام الفساد وأمام السلطة، بطاقة الصحفي العربي للأسف الشديد أحيانا تكون سلطة يهدد بها المسؤول الموظف الضعيف في طابور الخبز أمام المخبز العربي إذا لم يحصل على.. أنا صحفي بكره أصورك صورة وأفضحك. يجب أن نتواضع قليلا، لسنا قضاة نحن نقدم إن نجحنا في أن نقدم رسالة للمجتمع ولا في النهاية هي مهنة، ماذا عن الطبيب الذي ينقذ عشرات الأطفال والمرضى يوميا؟ ماذا عن المحامي الذي يدافع عن المظلومين أليس صاحب مهنة ورسالة؟ لماذا نحتكر الحقيقة ونحدد السلطة ونحدد البلد التي ينبغي أن نعيش فيها أو لا نعيش فيها ونحتكر النجومية أيضا، الإعلامي كل شاب يتمنى أن يكون نجما مثل فلان أو فلان، ليست هذه الوظيفة الحقيقية للإعلام الوظيفة الحقيقية للإعلام أن يكون وظيفة من وظائف المجتمع وأن يقدم لهذا المجتمع ما ينير له الطريق وما يساعده في التنمية، ليست وظيفة الإعلامي أن يثير المعارك السياسية وليست وظيفة الإعلامي أن يشتغل نجما على حساب ضحية أو على حساب إنسان مسكين أو على حساب قرية منكوبة وبالتالي تصبح مصائب الناس هي أفراح للإعلام، ينبغي أن نتواضع قليلا وأن نعرف أن رسالة الإعلام في النهاية هي جزء من المجتمع وللمجتمع وأن هناك وظائف تقدم للمجتمع أشياء حقيقية يومية تطعمه الخبز، الخباز الذي يقدم الخبز يوميا في قرية ربما اشرف من مائة إعلامي ويجب أن نتواضع قليلا وألا نضع أنفسنا فوق البشر يعني هذه حقيقة لا بد أن أقولها أمام طلاب وشباب الإعلام حتى لا يضحك عليكم مثلنا ونبحث في السراب ونصبح نبحث عن النجومية وكيف نصارع الديوك في الفضائيات وبالأقلام في الصحافة الإلكترونية وغيرها.


غسان بن جدو: أخ هيثم يوسف دكتور فايز الشهري الإخوان جميعا بدون استثناء أستسمحكم في عدم الاستطاعة لإكمال النقاش مع الجميع بدون استثناء، ربما بعض النقاط أطلنا فيها بعض النقاط كان يمكن أن نناقشها أكثر ولكن هذه طبيعة حوار مفتوح مع جمهور عريض بهذه الطريقة وأعود وأقول كلكم كنتم ضيوفا أساسيين. شكرا لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة الفريق التقني بدون استثناء مكتب الجزيرة هنا في عمان ومديره ياسر أبو هلالة طبعا المخرج طوني عون والإخوان في الدوحة بدون استثناء مع عبير العنيزي مع تقديري لكم في أمان الله.