خيارات المعارضة والمقاومة العراقية
– الموقف من الانسحاب الأميركي وتأثيره على الأطراف
– أشكال المقاومة ودورها في التحرير
– القوى المناهضة للاحتلال بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي
– ضرورة العودة وإمكانات العمل السياسي في الداخل
غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم. ما أن نتذكر العراق حتى نستحضر بألم صيحات الكارثة العراقية الفضيحة وما أن نتحدث عن العراق حتى يداهمنا واقع مرير مؤلم، على الأقل لا يداهم مشهديتنا البصرية والذهنية إلا ما هو قاتم. من خطأ التعميم بنقل صورة واحدة وحيدة عن العراق ومنه صورة القتل والتفجير والفساد والانقسام والتقسيم والطائفية والمذهبية المقيتة ناهيك عن التخلف والفقر والإفقار فهذا واقع قائم لكنه ليس كل العراق وليس العراق كله. ومن خطأ التعميم بنقل صورة جميلة عن مناهضي الاحتلال في الداخل والخارج فبين هؤلاء مقاومون حقيقيون وبينهم قتلة فعليون أيضا، بينهم معارضون جديون وبينهم تجار مواقف أيضا، بينهم وطنيون زاهدون حقا وبينهم سماسرة وطنية ونهابو مال أيضا، كما هو في الداخل بين أوساط الطبقة السياسية الجديدة الحاكمة والملتصقة بالسلطة بين هؤلاء المناهضين للاحتلال فعل مقاومة لا نقاش فيها ولا جدال حولها وفعل عمل مسلح على الورق والفضائيات لا غير. اليوم خرجت قوات الاحتلال الأميركية من المدن في العراق فهل هو انسحاب جدي أم مجرد إعادة انتشار شكلي يخفي سطوة كاملة للقرار الأميركي الأمني والسياسي والإستراتيجي على السلطة أو السلطات القادمة في بغداد أو في غير بغداد؟ ومن ثم أي دور أو أولوية لمناهضي الاحتلال في الداخل والخارج؟ ثمة من يدفع بقوة للعودة إلى الداخل تحت عنوان ملء الفراغ السياسي للقرار الأمني وعدم الاكتفاء بأعمال مسلحة جزئية تفتقد الجدوى الإستراتيجية وإن كانت تحت عنوان المقاومة كما يقول أصحاب هذا الموقف، وثمة من يجزم ساخرا هذه أوهام وأحلام يقظة فلا انسحاب أميركيا ولا دولة قائمة ولا سيادة موجودة ولا سلطة تحترم نفسها ولا معارضة سياسية إلا من داخل الديكور السياسي الأميركي الوهمي وعليه فلا خيار سوى الاستمرار في خيار المقاومة ولا شيء غير المقاومة كما يدافع أصحاب الرأي عن هذه الحجة. والحقيقة أن هذا التباين كان يمكن أن يبقى نقاشا بل وحتى سجالا سياسيا للعمل لكنه بات تناقضا جوهريا بين الرؤى التي أعلنت مناهضتها للاحتلال منذ البدء لذا يسعدنا أن نستضيف هنا في العاصمة السورية دمشق الدكتور عبد الأمير الركابي الأمين العام للتيار الوطني الديمقراطي العراقي، ومن القاهرة الدكتور مثنى حارث الضاري الناطق باسم أو المسؤول الإعلامي باسم هيئة العلماء المسلمين، هنا بيننا أيضا شبان وطلبة عراقيون موجودون في العاصمة السورية دمشق سوف نتشارك وإياهم ببعض الرأي والموقف والسؤال والتحليل، كما أفيد وأشير إلى أن ربما هذا الحضور الكريم سيتبنى رأيا واحدا حرصنا في الحقيقة على أن يكون أيضا من بين الحضور الكريم رأي مخالف تماما ولكن تعذر علينا لأسباب لا تعنينا، تخص ربما الأطراف الأخرى، لذا سوف نعوض أيضا هذه الثغرة من خلال مداخلة كريمة لشخص سياسي وكاتب معروف السيد علاء اللامي من جنيف، مرحبا بكم أيها السادة جميعا.
الموقف من الانسحاب الأميركي وتأثيره على الأطراف
غسان بن جدو: دكتور عبد الأمير أنت سيدي العزيز تجزم بالقول "الغريب في وضع المعارضة والقوى المناهضة للاحتلال أنها لم تبد حتى الآن أي تحسس بالمأزق الذي أصاب وضعها في الآونة الأخيرة ناهيك عن أن يصدر عنها ما ينم عن استعدادها ورغبتها في مواجهة ما طرأ عن أوضاعها من تراجع" عن أي مأزق تتحدث وعن أي تراجع تشير والحال أن هذه المعارضة المناوئة للاحتلال تتباهى في هذه اللحظة أنه بعد ست سنوات هي التي أجبرت القوات الأميركية على أن تعلن على الأقل انسحابها من المدن الكبرى؟
عبد الأمير الركابي: يعني أنا لا أريد يعني أتحدث سوى في الوقائع، قبل ثلاثة أشهر حاول أحد مراكز الأبحاث الذي اعتاد على عقد مؤتمرات لهذه المعارضة حاول أن يعقد مؤتمرا ولكنه اعتذر فيما بعد بسبب عدم اكتمال النصاب كما يقولون، المؤتمر التأسيسي الذي هو ركن أساسي من أركان هذه المعارضة أعلن أمينه العام في بغداد -وهو موجود الآن في بغداد- عن حل هذا المؤتمر التأسيسي وهذا ركن أساسي من أركان المعارضة..
غسان بن جدو: تقصد من، الشيخ جواد الخالصي؟
عبد الأمير الركابي: الشيخ جواد الخالصي وهو موجود الآن ويتبنى فكرة العودة إلى الداخل والعمل في الداخل. أعتقد أن ما يحدث على الأرض يحرج هذه المعارضة سواء من نتائج الانتخابات والموقف الذي اتخذه المجتمع العراقي إزاء مسألة الطائفية والمحاصصة وما إلى ذلك وكل جوهر العملية السياسية الأميركية أو ما حدث خلال أيام ويعني أنا أرى أن هنالك ارتباكا تاما في تقييم هذا الحدث، ارتباكا تاما في تقدير انسحاب الأميركيين..
غسان بن جدو: ارتباك من قبل المعارضة أو القوى المناهضة؟
عبد الأمير الركابي: من قبل المعارضة غير قادرة المعارضة لحد الآن على أن تتخذ موقفا يعني له علاقة في السياسة..
غسان بن جدو: طيب أين يتجسد هذا الارتباك؟
عبد الأمير الركابي: يتجسد الارتباك في عدمية في النظرة إلى الأشياء، أرض.. إذا انسحب الأميركيون من أي شبر من الأرض العراقية فهذا نصر للعراقيين فما بالك بأن القوات الأميركية انسحبت فككت أكثر من 185 موقعا فقط في بغداد؟ كيف من الممكن أن أتحدث عن هذا الموضوع وما عبارات من قبيل إعادة الانتشار، ماذا تعني إعادة الانتشار؟ حتى لا يفسرون ما يقولون! إعادة الانتشار هذا مفهوم تقني عسكري تقوله القوات عندما تنهزم يعني القوات العراقية أعادت انتشارها بعد خروجها من الكويت، القوات.. هذا تعبير العسكريون يحافظون فيه على معنويات جنودهم. الأميركيون منهزمون الآن، هم في طور لملمة أوضاعهم في العراق والتهيؤ للخروج إلى العراق ولكنهم لن يخرجوا إذا لم تتوفر خطة مناسبة لكيفية مواجهتهم وهذا أمر يقع على عاتق المعارضة بالدرجة الأولى وعلى المقاومة طبعا، هل يستطيع أحد أن يقول لي بأن المقاومة هي التي دفعت الأميركيين للخروج من.. فقط المقاومة لوحدها؟ هنالك قوى وهنالك حراك اجتماعي موجود في الداخل. أحد الأخوان -ويعني اسمح لي لأن الموضوع نشر- الشيخ حارث الضاري بعث لي رسالة يقول لي فيها إن الدعوة إلى العودة إلى العراق غير صحيحة وأورد بيت شعر للمرحوم الشاعر الكبير الرصافي يقول "علم ودستور ومجلس أمة.." وإن هذه الحكومة غير شرعية. الرصافي قال بيت الشعر وهو عضو في البرلمان والحركة الوطنية العراقية الحديثة كلها تأسست في ظل الحكومة غير الشرعية، عام 1922 الحزب الوطني بقيادة جعفر أبو التمن طلب إجازة من الحكومة غير الشرعية، زعيم الحزب الوطني الديمقراطي كامل الشادرشي كان وزيرا في الحكومة، جعفر أبو التمن استوزر عدة مرات، مهدي كبة زعيم حزب الاستقلال القومي العروبي كان موجودا في هذا البلد داخل البلد وكل الأحزاب الأخرى ما عدا حزب البعث تأسست في ظل الحكومة الشرعية.. أيضا هو تأسس في ظل الحكومة غير الشرعية، وهذه القوى هي التي ناضلت على مدة 38 سنة إلى أن أسقطت الحكومة غير الشرعية وأخرجت الإنجليز من البلاد.
غسان بن جدو: على كل حال هي مناسبة دكتور مثنى حارث الضاري لحوار مباشر وعلى الهواء فربما السؤال الأساسي طبعا أكيد لديك عدة نقاط للتعليق عليها على ما تفضل به الدكتور الركابي ولكن سؤالي أيضا هل إن انسحاب القوات الأميركية من المدن الكبرى أحرجكم؟
مثنى حارث الضاري: بسم الله الرحمن الرحيم. الحقيقة أن انسحاب قوات الاحتلال المدعى من المدن العراقية أو من مراكز المدن العراقية لم يحرج إلا من يدافع عن الحكومة لم يحرج إلا الحكومة نفسها، كل الادعاءات بتحقيق النصر من قبل الحكومة عن طريق المفاوضة السياسية وأنها هي التي أجبرت الاحتلال على الخروج هذا كله خطاب ومن قبيل الفرحة الزائدة والاستعجال في إظهار هذه المعالم. نحن لم نحرج بالعكس نحن نفرح كثيرا عندما تخرج قوات الاحتلال وخاصة أن خطاب القوى المناهضة للاحتلال وفي مقدمتها الهيئة منذ عام 2004 يركز على موضوع خروج الاحتلال وطرحنا آلية الجدولة، إذاً خروج قوات الاحتلال يصب في صالح تحقيق الأهداف التي نريدها ونعتقد أن عدم خروج قوات الاحتلال يحقق أهداف الحكومات المتعاقبة حكومات الاحتلال الأربع وإن ادعت خلاف ذلك، فنحن نفرح ونعده نصرا وقد ذكرنا هذا قبل الخروج بثلاثة أشهر عندما وجهنا أيضا بيانا ورسالة للشعب العراقي وقلنا بأن هذا انتصار للمقاومة العراقية إن تحقق فعلا، لم؟ لأن المقاومة هي التي استطاعت أن تجبر قوات الاحتلال على إعادة انتشارها وهزيمتها كما قال ضيفكم في البرنامج، فإذاً الفعل المقاوم المصحوب بفعل سياسي مناهض للاحتلال هو الذي حقق هذا الأمر لذلك نحن لسنا في وارد الإحراج لأن خطابنا منذ السنة الأولى يجد صداه واضحا على الأرض من خلال اضطرار الأميركان لما فعلوه ومن خلال استجابة الشعب العراقي. أما النقاط التي أود التعليق عليها فحقيقة في البداية حضرتكم قلتم بأن الضيوف من جهة واحدة أو يعبرون عن رأي واحد وإنكم ستستعينون بالسيد علاء اللامي من جنيف، وأنا هنا أقول هذا دليل آخر لأني بمجرد معرفة اسم السيد علاء اللامي عرفت بأن الجمهور معكم في الأستوديو يميل إلى رأي القوى المناهضة للاحتلال وإلى المقاومة وإلا لما اضطررتم للاستعانة بالسيد علاء اللامي وهو من نفس الجهة التي فيها أو يمثلها السيد عبد الأمير الركابي، هذه قضية أولى. القضية الثانية، القوى المناهضة للاحتلال ليست في ارتباك ولم تفشل وما أشار إليه من مؤتمرين -وأنا لا أدري لماذا يكرر الكلام عن المؤتمر التأسيسي بهذه الطريقة، أنا أعرف السبب هي منافسة قديمة منذ عام 2004 والكل يعلمها ويعرفها فهي قضية شخصية أتمنى أن لا ينساق الحوار إليها- المؤتمر الأول لم ينعقد لأسباب لعل من أبرز هذه الأسباب أنه لم تكتمل الإجراءات التحضيرية له ونحن لم نكن طرفا فيه وكنا من تأييد تأخيره قليلا لكي تنضج الاتصالات بين القوى المناهضة للاحتلال، وأما المؤتمر التأسيسي فأظن أن حشره في هذا الكلام لا أصل له ولا زال المؤتمر التأسيسي موجودا على الرغم من الضغوط والأمور التي تعرض لها، وبالمناسبة الشيخ جواد الخالصي موجود بين ظهرانيكم في دمشق وليس في بغداد الآن عاد قبل أيام وهو من دعاة العمل المناهض للاحتلال في الداخل وليس من دعاة العودة للعمل مع الحكومة كما قد يفهم البعض من كلام السيد الركابي. أما بالنسبة لقول السيد الركابي أن الشيخ الضاري بعث له رسالة، لا أدري هذه الظاهرة الركابية متى تنتهي من خلال هذا التدليس الواضح، السيد الركابي بعث هو برسالة عن طريق مبعوث وهذا المبعوث ليس عراقيا وهو رجل فاضل وصديق مشترك ونعرفه ونثق به وجاء بالرسالة إلى عمان إلى مقر سكنى الأمين العام للهيئة والأمين العام للهيئة أبلغه الجواب بعد أيام شفهيا ولم نكن مضطرين لجواب تحريري ثم بعد ذلك بعثنا بجواب تحريري معه لتأكيد هذه القضية وإذا بنا نفاجأ بالسيد الركابي في نفس اليوم أو قبلها بيوم يكتب مقالا يعرّض فيه بالهيئة وهذا يتنافى مع أصول اللياقة، كيف ترسل إلى جهة تدعوها إلى العودة للعراق وفي الوقت نفسه تنتقدها علنا؟ فلذلك كانت رسالة ومخاطبة ومفاتحة من الحكومة الحالية كلف بها السيد عبد الأمير الركابي ورد عليها أمين عام الهيئة بفاكس وقد نشرنا هذا في وقته على الموقع الرسمي للهيئة وفي كثير من المواقع الصحفية، فأرجو أن تكون الأمور بهذا الوضوح والصراحة من البداية..
غسان بن جدو (مقاطعا): عفوا دكتور مثنى يعني هل تعتقد بأن هذا الأمر.. أفهمك دكتور يعني أنت تقول الآن إن ما حصل من قبل الدكتور الركابي هو كان بتكليف من الحكومة العراقية يعني بتكليف من السيد المالكي؟
مثنى حارث الضاري: نعم لأنه بعد عودته من العراق وجلوسه مع المالكي وذكر هذا في مقاله والمقال موجود أمامي بأنه وجد ارتياحا وأن المالكي قدم له كل ما كان في باله وقطع الطريق عليه ولذلك بدأ بهذا الحراك من أجل.. سواء كان مبادرة من عنده أو بالاتفاق اتفاق الرؤى مع المالكي فالنتيجة مؤداها واحد، شخص يعود من الخارج ويجلس في بغداد ويتحاور مع الحكومة حكومة الاحتلال الرابعة ثم يوجه رسالة ونرسل له جوابا مؤدبا، وبيت الشعر حقيقة أنا أستغرب أنها أمثال كما يقال تضرب ولا يقاس عليها، والعبرة ببيت الشعر لا العبرة بقائله وأين كان يجلس في مجلس النواب أو غيره. ثم من الذي أنهى الأمور في العراق؟ أنا أذكر فقط في عام 1930 كانت هناك معاهدة عراقية بريطانية في نفس التوقيت في 30 حزيران وقعت واستمرت وجددت في معاهدة بورتثموث عام 1948 وثار الشعب عليها واستمر مفعولها إلى 1958 حينما قامت ثورة 14 تموز أنهت الاتفاقية فإذاً الاحتلال لم ينته في العراق من خلال اتفاقيات أو عمل نيابي في العهد الملكي.
غسان بن جدو: أستسمحك أخي مثنى على ما أعتقد اللحظة الآن تستدعي منا كلاما عن هذا الواقع الحالي، يعني أنا هناك نقطة ذكرها الدكتور أنا سأعود إلى..
مثنى حارث الضاري (مقاطعا): أنا أرد، أنت قلت بأن هناك ملاحظات تستدعي الرد، أنا رددت، للأمانة.
غسان بن جدو: نعم، نعم معك حق، ليست مشكلة دكتور..
مثنى حارث الضاري: حتى لا تبقى الأمور هكذا.
غسان بن جدو: ليست مشكلة أخي العزيز، ولكن الآن هناك نقطة أظن بأنها جوهرية طرحها الدكتور الركابي..
مثنى حارث الضاري (مقاطعا): يجب أن توضح الأمور.
غسان بن جدو: ليست مشكلة أخي العزيز، أنا قلت على كل حال هذه ربما أول مرة أنتم تتحاورون فيها على الهواء مباشرة. هناك وصف ذكره الدكتور الركابي أعتقد أنه وصف جوهري..
مثنى حارث الضاري (مقاطعا): لا، التقينا معك في حوار مفتوح مرتين.
غسان بن جدو: ليست مشكلة، قبل سنوات، المهم بعد هذه الأزمة الحالية. هناك وصف ولكنه وصف سياسي، قال إنكم تعانون الآن من عدمية يعني صحيح تطلقون المواقف ولكن هناك عدمية، نحن نتحدث عن عدمية بمعنى عدمية سياسية عدم وجود خطة سياسية عدم وجود برنامج سياسي عدا رفع بعض الشعارات. هل هذا الكلام دقيق من قبله؟
مثنى حارث الضاري: هذا الكلام ليس دقيقا وأنا حتى منذ البداية أقول بأن دعاة العودة إلى الداخل والعمل مع الحكومة غير موجودين، هذا خطاب الحكومة فيما يدعى المصالحة الوطنية أما هذه الفكرة العودة إلى الداخل ونبذ العدمية والعمل في المشروع الوطني وملء الفراغ هذه لم يتكلم بها إلا السيد عبد الأمير الركابي منذ مدة فلا توجد قوى معارضة كما يسمونها ونحن لسنا معارضة نحن قوى مناهضة للاحتلال ومقاومة، المعارضة في نظام سياسي وبدون احتلال، نحن لا نعترف بشرعية الوضع القائم. فإذاً لا توجد قوى حقيقية مناهضة للاحتلال تطرح هذا الطرح، العدمية غير موجودة لأن الرؤية للحل موجودة منذ عام 2004 وكل ما قلناه يتحقق الآن كقضية الجدولة قضية إنهاء المحاصصة الطائفية والعرقية قضية نبذ هذا الدستور وكل هذه القضايا كان يطالب بها السيد عبد الأمير الركابي، ثم ما اتفقنا عليه في مؤتمري القاهرة كان بمثابة مشروع سياسي مناسب لإخراج العراق من أزماته ولكن الموجودين في الحكومة الآن قطعوا الطريق على الجميع. فإذاً العدمية السياسية عندما تبدل القوى من مواقفها وتعود إلى الداخل اضطرارا للاحتماء أما عندما تكون في أوج مجدها والاحتلال هكذا عزم على الخروج -وإن لم يكن خروجا حقيقيا- ومقولاتهم السياسية تجد صداها عند الشعب العراقي فأظن أننا الآن في قمة العطاء في إطار الحركة الوطنية المناهضة للاحتلال.
أشكال المقاومة ودورها في التحرير
غسان بن جدو: أخ عبد الأمير الآن هناك ملاحظات ذكرها وأرجو أن نتجاوز الاعتبارات الشخصية لأنه نحن الآن أعتقد أن العراقيين ينتظرون الآن منا مواقف سياسية لأن هناك جدلا ونقاشا وهذا يهم العراق بكامله. ربما أنت من حقك أن تعلق على بعض النقاط ولكنك تجزم في الوقت نفسه دكتور عبد الأمير، وإن كنت الآن أشرت إلى أن انسحاب القوات الأميركية جاء أيضا بفعل المقاومة وأسباب أخرى..
عبد الأمير الركابي: طبعا، مؤكد.
غسان بن جدو: ولكنك كتبت أيضا بأنك تعتبر بأن المقاومة فشلت في التحرير، أخفقت في التحرير.
عبد الأمير الركابي: المقاومة أخفقت في التحرير وهذا ليس عيبا، ثورة العشرين أخفقت في تحرير العراق وهذا ليس عيبا..
غسان بن جدو (مقاطعا): لكن المقاومة ألا تعتبر المقاومة مستمرة الآن؟
عبد الأمير الركابي: لا، لا، المقاومة لم تخرج الاحتلال ولن تستطيع إخراج الاحتلال في المستقبل، هذا رأيي يا أخي هذه وجهة نظري، المشكلة في الجماعة الأخوان يعني سمعت هذا الخطاب هذا الخطاب المناكف وليس المناقشة، لا يريد أن يناقش، أولا هو يضع اتهامات، بعثتني الحكومة أنا مبعوث إلى حارث الضاري وهذه كذبة -ولا تحلم بها يعني- هذه كذبة وممكن أقول أي شيء عن أي إنسان آخر، المؤتمر التأسيسي حل، حل علنا بالصحافة حله الأمين العام وعمل شيئا جديدا اسمه المؤتمر التنسيقي، هذه واقعة كيف ينفيها؟ لا أعرف، فهذه مسألة أنه والله كان عندنا مؤتمر وبعض الإجراءات وما إلى ذلك، خرج الرجل أمام الإعلام وقال إحنا عاجزون عن عقد مؤتمر. فبس حتى أوضح بعض الأمور..
غسان بن جدو (مقاطعا): طيب هذه مسائل جزئية ولكن..
عبد الأمير الركابي: هذه مسائل جزئية..
غسان بن جدو (متابعا): لكن الآن تذهب أبعد دكتور ركابي..
عبد الأمير الركابي (متابعا): ولكن هذا ليس كلامي..
غسان بن جدو: الآن في إجابتك الحالية..
عبد الأمير الركابي: لا، هو يقول أنت نذهب.. في نقطة مهمة جدا هو يركز عليها، أنه أنا أدعو إلى الذهاب للعمل مع الحكومة، أنا ضد الحكومة ضد العملية السياسية ضد وجود الأميركيين، مناهض للاحتلال -وقلت هذا في بغداد في المؤتمر الصحفي- وأنا أدعو إلى تفكيك العملية السياسية والانتقال إلى العملية السياسية الوطنية، أنا استجبت لمظاهر اجتماعية قالها المجتمع العراقي ضد الطائفية ضد المحاصصة مع تعديل الدستور مع إخراج المحتلين من أرض العراق، أنا مع العودة إلى العراق لمناهضة الاحتلال داخل العراق لكي يصبح لعمل المقاومة جناح سياسي حقيقي موجود على الأرض. هنالك من يخافون من الذهاب إلى هناك، هذا موضوع يخصهم، أو غير مقتنعين بهذا الأمر أو هذه الفكرة ما تزال يعني بعيدة عن قدرتهم على هضمها، الوقائع هي التي تؤكد ذلك، هنالك أناس كثر موجودون في الداخل ومقاومون ومعارضون وأنا ذهبت ليس لكي أعمل مع الحكومة إطلاقا وأنا ضد الحكومة وضد المالكي -وعلى رؤوس الأشهاد- وضد العملية السياسية وأدعو إلى تفكيك العملية السياسية ولكن من داخل العراق وليس من خارج العراق..
غسان بن جدو: وهل يُسمح لك يعني؟
عبد الأمير الركابي: يُسمح أو لا يُسمح..
غسان بن جدو: كيف يُسمح؟
عبد الأمير الركابي: سُمح أو لم يُسمح..
غسان بن جدو: لا، أنت ذهبت إلى بغداد..
عبد الأمير الركابي: أنا ذهبت..
غسان بن جدو: وأنت أشرت بإيجابية للوضع في بغداد..
عبد الأمير الركابي: نعم..
غسان بن جدو: وقلت لقد التقيت بالسيد المالكي..
عبد الأمير الركابي: نعم.
غسان بن جدو: وسمعت كلاما إيجابيا..
عبد الأمير الركابي: نعم.
غسان بن جدو: طيب هذا الذي تتفضل به الآن خصوصا أنك رجل..
عبد الأمير الركابي: هذا الرجل، طيب ماذا أفعل؟
غسان بن جدو: اسمح لي سيدي، أنت طرحت مشروعا كاملا، وطرحت مشروعا متكاملا في بنود متعددة..
عبد الأمير الركابي: الآن..
غسان بن جدو: عفوا، تتحدث عن اتفاق على اعتبار موعد الاتفاقية الأمنية هذه لخروج الاحتلال بمثابة جدولة انسحاب أنت تعتبر بأن هناك فترة ممتدة بين الساعة وحتى موعد خروج المحتلين فترة انتقالية تمارسون فيها العمل السياسي، أنت تتحدث عن تشكيل لجنة مشتركة تكون مهمتها التمهيد لمؤتمر عام يعقد بعد خروج المحتلين لا يشمل الاتفاق المذكور حق أي جهد للمقاومة ولكن يعني أنت في لديك مشروع متكامل. ولكن أجبني الآن..
عبد الأمير الركابي (مقاطعا): لا، لا..
غسان بن جدو (متابعا): أنت ما تتحدث عنه..
عبد الأمير الركابي (متابعا): هذا في نقطتين..
غسان بن جدو: لا، أنا سؤالي فقط سؤالي، أنت التقيت بالسيد المالكي وأشرت بإيجابية إلى الواقع الموجود هناك والآن أنت تقول أنا ضد المالكي وسأعود إلى بغداد. هل يسمح لك بالنشاط السياسي انطلاقا من هذه القاعدة؟
عبد الأمير الركابي: سمح لي، سمح لي. بعد ستة أشهر من الكلام قبل ذهابي قلت أنا سأعود كما أنا في الخارج وذهبت إلى هناك، ماذا أفعل؟ إذا قلت كل ما أريد والرجل وافق وعندما خرجنا قال لي لقد تأخرتم. شو بأعمل؟ أشتمه؟ يعني هذا أوباما، أوباما إجا إلى المنطقة العربية وتحدث حديثا مختلفا، طيب ماذا نقول له؟ نشتمه على هذا الحديث؟ مع أنه أنا ضد الإمبريالية وأعرف أن في الأعماق هنالك سياسات معادية للشعوب ومعادية للعراق و.. و.
غسان بن جدو: نعم. أنا أود أن أسمع رأي الأخوان هنا، ربما نتناقش مع الدكتور. تفضل، أحدكم إذا سمحت، تفضل نتعرف عليك.
سعد فوزي رشيد/ رئيس الاتحاد العام لشباب العراق: طبعا يعني أود أن أطرح بعض أسئلة للأستاذ عبد الأمير..
غسان بن جدو: إذا سمحت.
سعد فوزي رشيد: إذا سمحت لي. يعني يطالب بعودتهم إلى العراق، هل يضمن سلامة المناهضين يعني..
غسان بن جدو: للاحتلال، هذه واحدة.
سعد فوزي رشيد: كشخصيات كرموز سياسية معروفة من عدم التصفية؟ ماكو شيء مضمون من هذه الناحية. ثانيا يقول إنه تفتقر.. عدمية المناهضة للاحتلال، القوى المناهضة للاحتلال تعمل موجودة قيادتها بداخل العراق، نعم عندها تنظيم خارجي وعندها تنظيم هذا بس موجودون داخل العراق ولها جناحها السياسي والمقاومة مثل اللي هو أنا أختلف وياه بنقطة يقول المقاومة ليست وحدها، لا، المقاومة هي التي أخرجت.. سبب انسحاب القوات الأميركية من الشارع العراقي وهي أيضا اللي رح تكون السبب الرئيسي في انسحابهم خارج العراق وليس أي شيء ثاني، البندقية وحدها هي اللي سوف تكون أنه..
غسان بن جدو (مقاطعا): أنا سؤالي لك أخي العزيز عندما تتحدث عن..
عبد الأمير الركابي (مقاطعا): وين السؤال؟
غسان بن جدو: هل تضمن سلامة هؤلاء؟ عمن تتحدث يعني بالتحديد، عمن؟
سعد فوزي رشيد: يعني كل القوى المناهضة للاحتلال مثلا قيادة البعث الرموز المعروفة اللي هذا مطلوب تصفيتها في الداخل، ومع أنه موجودة بالداخل القيادة الرئيسية والمركزية موجودة بالداخل وتقود 36 فصيلا مقاوما قيادة عليا وجهات تحرير وعندها وموجودة.. الأستاذ عبد الأمير يقول إنه ما عندها يعني جناح سياسي أو إنه ما عندها..
غسان بن جدو: إستراتيجية سياسية.
سعد فوزي رشيد: إستراتيجية، لا، الإستراتيجية موجودة ومعروفة والشروط السبعة معروفة بس طبعا أنه نرفض العمل يعني نرفض عملية سياسية ندري بها القرار أميركي.
غسان بن جدو: تفضل سيدي.
عبد الأمير الركابي: يعني أولا لا يوجد لا في العمل السياسي ولا في النضال ضمانات شخصية، هذا موضوع يعني ما أحد يقدر يعطي ضمانة لأحد، أنت لأن هذا بلدك ولأنه محتل إذا اقتنعت بوسيلة من الوسائل أنها تؤدي إلى نتيجة فالمفروض تقوم بهذا العمل بغض النظر عن النتائج، ليش أنا أضمن حالي؟ أنا ما أستطيع أن أضمن حالي و لا في جهة في العراق تستطيع ضمان أمن أحد، العراق الآن ليس فيه دولة تستطيع ضمان فلان أو فلان لا يُقتل أو لا يُغتال، هذا غير موجودة دولة مش..
غسان بن جدو: لكن هو ذكر حزب البعث على سبيل المثال وحزب البعث على ما أعتقد يلاحق من خلال قانون اجتثاث البعث، هل أنت مع استمرار هذا القانون؟ لأنه انطلاقا من هذا القانون كل بعثي سيجتث يعني كل بعثي قيادي بطبيعة الحال.
عبد الأمير الركابي: أنا ضد هذا القانون منذ بدايته أنا ضد هذا القانون، أنا مع الاحتكام إلى القانون وليس مع شو يسموه.. المهم ما يتعلق باجتثاث البعث، أنا أعتقد أن هنالك قانونا يجب أن يسود في البلد، الذي ارتكب جريمة أو قتل أو عمل يقدم إلى القانون والقانون يحتكم به..
غسان بن جدو (مقاطعا): لكنه هو قال لك هؤلاء الذين تصفهم بالعدمية وعدم الوجود إنهم موجودون في الداخل وينشطون وهناك 36 فصيلا على ما تقول من المقاومة وهناك جناح سياسي إذاً هناك حالة سياسية مقاومة موجودة على الأرض، هذا ما يقوله الأخ.
عبد الأمير الركابي: أنا أتحدث عن لحظة من اللحظات بدأت هذه السنة هذه اللحظة بين فيها الشعب العراقي موقفا واضحا من خلال الانتخابات، إذا أردت رح إلى هناك ويعني تطلع على الأوضاع وتشوف الناس وتشوف مزاجهم العام وما إلى ذلك، أعتقد أن هنالك ضرورة لوجود قوى واضحة مناهضة للاحتلال لديها موقف لديها وجهة نظر تستطيع أن تنقل وجهة نظرها هذه إلى الناس وإلى الشعب وتعبئ الناس. أنا أعتقد أن هنالك يعني نخرج من الأيديولوجيات والكلام الأيديولوجي ومن الشعارات والكلام أنه فلان أدى و.. لا توجد قوى سياسية لا توجد، هناك قوى مناهضة للاحتلال موجودة في العراق طبعا ونحن عندما عقدنا المؤتمر الصحفي عقدناه وكان موجودا الأمين العام للتيار العربي زيدان خلف موجودا على المنصة معنا وهذول 13 تنظيما موجودا وأنا رحت تغديت في الخالدية، عُزمت من قبل قوى مناهضة للاحتلال..
غسان بن جدو (مقاطعا): نعم، لكن مع ذلك دكتور هنالك أطراف موجودة بالفعل بالداخل وهيئة العلماء موجودة في الداخل والدكتور ضيفنا مثنى حارث الضاري يتنقل بين بغداد وأكثر من عاصمة، لذا أنا سأسمع حجته ورأيه ولكن بعد هذه الوقفة، مشاهدي الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا وقفة نعود بعدها لاستكمال حوارنا المفتوح من دمشق.
[فاصل إعلاني]
القوى المناهضة للاحتلال بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي
غسان بن جدو: أهلا بكم مشاهدينا الكرام. دكتور مثنى بطبيعة الحال أي رؤية إستراتيجية هي دائما تخضع أو على الأقل تتناغم وتتكيف مع الظروف المؤاتية، نعم عندما يرفع شعار قبل سنوات ما ربما هذا الشعار قد يكون يتمسك بالثوابت ولكنه على الأقل يتكيف مع الوقائع. هناك من حجة على الأقل الذين يدعون الآن إلى ضرورة العودة إلى العراق أولا هناك إدارة أميركية جديدة بخطاب جديد برؤية جديدة وربما هذه الرؤية التي يدعو إليها الرئيس أوباما لا تريد أن تغرق أكثر في المستنقع العراقي، هناك أيضا واقع عربي جديد يتفاعل مع بغداد إيجابيا، أنت تعلم هناك علاقات مستجدة بين بغداد وبين عواصم عربية هناك سفارات قد فتحت، أيضا هناك يعني استفتي الشعب العراقي في الداخل أكثر من مرة ويقال بأن مشاركة واسعة وعريضة من هؤلاء شاركوا في العملية السياسية وفي الانتخابات، ألا يدفع هذا بكم إلى وأنتم موجودون حتى في داخل الساحة العراقية أن وإن تريدون التمسك بالمقاومة كخيار للتحرير ولكن مع ذلك أن تنشطوا في إطار سياسي داخلي من دون أن يتناقض ذلك مع شعار المقاومة؟
مثنى حارث الضاري: أنا أريد أن أجيب عن هذا السؤال من خلال تحليل الوقائع التي ذكرتها الآن والتي ذكرها السيد الركابي وأقول الآتي، أولا الأصل في البلد المحتل أن تكون هناك مقاومة للاحتلال بشقيها المسلح وغير المسلح وأعتقد أن هذا الأصل لا يختلف عليه اثنان. الأمر الثاني أن الثوابت في هذا المجال غير خاضعة للمتغيرات سواء كانت هذه المتغيرات سياسية خارجية أو سياسية داخلية لأن الاحتلال ما زال موجودا وواقع الأشياء وواقع العملية السياسية في ظل كل حكومات الاحتلال الأربعة لم يعط شيئا جديدا للعراقيين، الإدارة الأميركية الجديدة إلى الآن لا نسمع منها إلا خطابا جميلا ونشهد تراجعات على أرض الواقع عن كثير مما وعدت به، الواقع السياسي في العراق لم يتغير، الانتخابات الأخيرة التي استشف منها السيد الركابي بعض المؤشرات هي مؤشرات نسبية وصغيرة جدا وهي دليل على وعي الشعب العراقي وانسجامه مع خطاب القوى المناهضة للاحتلال من خلال رفضه للطرح الطائفي وعودته للخيار الوطني الشامل العام وتمسكه بخروج الاحتلال ومطالبته بكل القضايا التي وعدت بها الحكومات ولم تنفذها من مصالحة حقيقية إلى تعمير وبناء إلى إخراج معتقلين وما إلى ذلك، فإذاً معطيات الواقع السياسي على الأرض في العراق -ونحن أدرى بها لأننا أقرب وأكثر تعايشا معها- تقول بأن الطرح الذي طرحناه منذ سنوات يزيد يوما بعد يوم وأن مقتضيات التوافق معه من الشعب العراقي هي الأكثر والدليل على ذلك أن الخطاب الذي تبنته كل القوى السياسية الموجودة في الساحة قبل الانتخابات وفي أثنائها وبعدها الآن تناغم المشروع الوطني والطرح الوطني وما إلى ذلك، هذه قضية. القضية الثانية السيد الركابي في عام 2006 تكلم عن مؤتمر القاهرة وعن اشتراك الهيئة والمؤتمر التأسيسي فيها والمؤتمر كان فرصة مناسبة لإثبات التعاطي الإيجابي للهيئة وللقوى المناهضة للاحتلال مع الطروحات في وقتها مع الاحتفاظ بالسقف العالي للمقاومة وخرج بحصيلة في وقتها أن الهيئة قد انتهت، فما دام الهيئة قد انتهت في ذلك الوقت لم الحديث عنها ولم الاتصال بها هي والقوى المناهضة للاحتلال؟ أما قضية الرجوع إلى الداخل والعمل أنا أسأل فقط سؤالا..
عبد الأمير الركابي (مقاطعا): من وين تجيب هذا الكلام؟ جيب لي نصا يقول إنه أنا قلت الهيئة انتهت، جيب لي نصا، ما تحكي كلاما هيك على عواهنه، عيب، قل كلاما موثقا، متى قلت إن الهيئة..
مثنى حارث الضاري (مقاطعا): أنا لا.. عيب، رجاء، رجاء، موجود الكلام، رجاء أنا لا أتكلم هكذا على العواهن كما يقولون وهذه ثاني مرة تتجاوز فيها..
عبد الأمير الركابي (مقاطعا): وين موجود؟
مثنى حارث الضاري (متابعا): وأنا الآن متمسك بحدود الأدب، أرجو من السيد غسان أن ينبه على هذه القضية. هذا النص يقول -وأنا أقرأه لك الآن- في لقاء مع العربية نت على الهاتف، لحظة رجاء، في 23 فبراير 2006 ميلادية مراسل العربية نت مع أمين عام التيار الوطني العراقي وفيه النص، يقول "وتعتبر الهيئة بالمقاييس السياسية طارئة ومفبركة وها هي قد تهاوت بعد أن دفعت نحو موقف سياسي قاتل"، ليس هذا ما أريده ولكني أقول أين هي المعارضة السياسية الحقيقية للاحتلال والعملية السياسية الموجودة في الداخل؟ لا توجد الآن إلا القوى التي ترضى بالعملية السياسية والدليل أن خطاب المالكي وكل أركان العملية السياسية يقولون الإرهابيون والمعارضون للعملية السياسية، إذاً مبدأ المعارضة للعملية السياسية مرفوض في الداخل وإلا أريد دليلا واحدا على أن هناك قوى حقيقية معترف بها على الأرض تعارض النظام الحالي الموجود في العراق صراحة وعلنا وهي موجودة؟ لا يضمن أحد وجود هذه القوى ونحن في الداخل وفي الخارج ونعرف ما تتعرض له هذه القوى. أما محاولة خلق قوى جديدة..
غسان بن جدو (مقاطعا): هذا سؤال جدي..
مثنى حارث الضاري (متابعا): مدجنة وذكر اسم إحدى الجهات وأنا مع احترامي لهذه الجهة وتقديري، لماذا عندما تذكر الهيئة والمقاومة والقوى المناهضة للاحتلال لا يؤبه لها وهي جزئية وطائفية وما إلى ذلك، ثم مجموعة قومية -ونحترمهم تماما ولنا عمل وتنسيق معهم- يكبر من حجمها وكأنها جناح كبير جدا في الساحة العراقية؟ وهنا أقول فقط بأن السيد الركابي قبل قليل قال لست مبعوثا عن الحكومة، وأنا قلت، قلت توافقات انسجام حوار، وهنا في لقاء معه أيضا أو في مقالة له في القدس العربي يقول "لم أجامل الرجل على الإطلاق والتقيت مبعوثيه إلى باريس وآخرهم وزير مقرب منه جدا -والخطاب عن المالكي- ما أدهشني فالرجل الذي أمامي بلا ماض في قيادة الدولة لم تعرف عنه البراعة ولا الإبداعية" كلام ومديح، ماذا نفهم من هذا المديح من هذا التمجيد للرجل؟ الأصل أن تجلس معه وتسمع منه ثم تعود إلى القوى المناهضة للاحتلال، يا جماعة التقينا مع المالكي ولديه آراء جيدة تسمعه، أما هكذا بعد..
غسان بن جدو: يعني محضر لك السيد مثنى دكتور، محضر لك منيح يا سيدي.
عبد الأمير الركابي: لا، شو أنا نشرت بالصحف..
مثنى حارث الضاري: لا، لا، هذه وقائع منشورة..
غسان بن جدو: نعم، ولكن يعني أجب على النقاط..
مثنى حارث الضاري (مقاطعا): أما آتي بالطائرة من باريس إلى بيروت إلى بغداد..
عبد الأمير الركابي (مقاطعا): منشورة، أنا ناشره..
مثنى حارث الضاري (متابعا): وأتكلم عن هذا الموضوع..
غسان بن جدو: أوضح هذه النقاط..
مثنى حارث الضاري (متابعا): أين هي القوى المناهضة للاحتلال التي تحاورت معها قبل أن تذهب؟ من خولك بهذا؟
غسان بن جدو: هناك سؤال جدي ومعنا الأخ علاء وسأستفيد منه، ولكن هناك سؤال جدي..
عبد الأمير الركابي: ما هو؟
غسان بن جدو: يقول أين هي القوى المناهضة للاحتلال والمعارضة السياسية جديا الناشطة في بغداد؟
عبد الأمير الركابي: لو كانت موجودة لما دعونا، نحن نتحدث عن بداية آلية وندعو لها، نحن نقول إن الظروف في البلاد بدأت تتبلور فيها ملامح تسمح بعودة المعارضة والمناهضة للاحتلال إلى البلاد وهنالك أحداث وقعت منها الانتخابات منها انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية وأنه يجب استغلال الفرصة وهذا تحسين في وضع هذه القوى ووضعها في وضع تستطيع فيه أن تضغط أكثر وأن تؤثر أكثر وأن تؤثر على العملية السياسية أكثر لا أن تبقى تتنقل ما بين مخابرات الدول في الخارج يعني، هذا موضوع أعتقد أنه انتهى والسنوات الماضية الستة كانت كافية، هنالك الآن متغيرات داخل العراق ليس المالكي الذي صنعها الشعب العراقي هو الذي صنعها والمقاومة صنعتها والقوى المناهضة للاحتلال صنعتها خلال تاريخها ولكن هنالك مرحلة جديدة يجب أن ننتقل إليها، يجب..
غسان بن جدو (مقاطعا): لكن هيئة العلماء لا أعتقد بأنها تتنقل بين مخابرات وأخرى والدليل على ذلك بأن فصائل أساسية من المقاومة رشحت بل طلبت من الشيخ حارث الضاري أن يكون الناطق باسمها.
عبد الأمير الركابي: وماله؟ أنا أعتقد هذا تراجع في وضع المقاومة.
غسان بن جدو: تراجع؟
عبد الأمير الركابي: نعم.
غسان بن جدو: تراجع أن تطلب من الشيخ حارث الضاري أن يكون الناطق باسمها؟ كيف هي تراجع؟ على أي أساس تراجع؟
عبد الأمير الركابي: طبعا، هذا تراجع، أولا هذا تكريس للطائفية، هذا بكره تيجي مجموعة من القوى المقاومة شيعية كمان تفوض شخصية شيعية والتركمانية تفوض واحدا تركمانيا والقومية تفوض واحدا.. يعني ندخل في باب.. إحنا كنا نتحدث سابقا عن موضوع تحويل المقاومة من مقاومة جزئية إلى مقاومة شاملة، محاولة إيجاد صيغة لهذا الإطار وكل هذا الكلام اللي ينحكى كله خلفيته طائفية، يريدون فقط للطرف الآخر ألا يكون موجودا..
غسان بن جدو: لكن لم يعرف عن الشيخ حارث الضاري أنه تحدث بخطاب طائفي..
عبد الأمير الركابي: نعم، الشيخ حارث الضاري..
غسان بن جدو: لم يعرف عنه أنه طائفي.
عبد الأمير الركابي: الشيخ حارث الضاري لا يقول إنه طائفي ولكن هنالك واقع هناك سلوك عملي يومي وسياسي.
ضرورة العودة وإمكانات العمل السياسي في الداخل
غسان بن جدو: طيب ربما من حق الأخ مثنى أن يعلق على هذه النقطة ولكن اسمح لي أخي العزيز أن أنتقل إلى الأخ علاء اللامي، مرحبا بك سيدي من جنيف، ربما أستسمحك عذرا لقد أطلت عليك. سيدي أنت بعد ثلاثين عاما عدت إلى بغداد، هل إنك بالفعل الآن مقتنع بضرورة أن تعودوا من أجل المشاركة والعمل السياسي في داخل الساحة العراقية وأنتم تناهضون الاحتلال وتعارضون الحكومة والسلطة القائمتين؟
علاء اللامي: أولا مساء الخير أستاذ غسان لك ولضيوفك..
غسان بن جدو: مساء النور سيدي العزيز.
علاء اللامي: ومساء الخير للأخ مثنى حارث الضاري. حقيقة كنا نود أن نسمع كلاما بناء ولكن يبدو عندكم بالأستوديو الوضع متوتر جدا، على هذا رح..
غسان بن جدو: كلا، هو نقاش وأعتقد أنه نقاش أيضا في حدود الأدب حتى هذه اللحظة.
علاء اللامي: لا، لحد الآن طبعا أكيد، لا، بس إحنا أردناه يكون أقل توترا من هذا حتى يكون الكلام بناء..
غسان بن جدو (مقاطعا): وسنكون إلى آخر الحلقة، ثق من كلامي، تفضل أخي العزيز.
علاء اللامي: لا، يعني حقيقة إحنا أردنا يعني هذا يعطيك صورة أستاذ غسان عن التوتر والتشنج الموجود لدينا في خندق مناهضة الاحتلال، الأخ مثنى والأخ عبد الأمير الركابي -على فكرة عبد الأمير الركابي ليس دكتورا، أصحح هذه المعلومة- ويعطيك صورة أن التوتر والتشنج موجود لدينا في خندقنا يعني الطرفان يريدان طرد الاحتلال إنهاء الاحتلال تصحيح العملية السياسية ولكن سوء فهم من هنا وحفاظ على مكتسبات أو على صفة سياسية من هناك جعلت النقاش يتوتر ويحتد بهذا الشكل. على أية حال ما أريد قوله يعني بعد ثلاثين سنة أنا عدت عودة شخصية يعني ذلك في سفرة عائلية عادي بعد غياب طويل ورجعت وكتبت سلسلة من المقالات عن رؤيتي للأحداث هناك وعن مشاهداتي، سافرت خصوصا يعني شفت بغداد العاصمة، الجنوب العراقي، الفرات الأوسط وهناك استنتاجات كثيرة..
غسان بن جدو (مقاطعا): طيب أخي العزيز هو السؤال الجوهري هل أنت مقتنع بضرورة العودة من أجل النشاط السياسي في الداخل؟ هناك إمكانات لنشاط سياسي في الداخل أم لا؟
علاء اللامي: بالنسبة للنشاط السياسي إذا كان المقصود به نشاط مناهض للاحتلال يا أخي النشاط السياسي موجود هناك قوى سياسية حتى في البرلمان، جبهة الحوار الوطني بقيادة صالح المطلق، الصدريون، حزب الفضيلة هؤلاء الناس يشتمون الأميركان علنا ينتقدون حكومة المالكي يظهرون فسادها فساد الوزارات، هؤلاء ليسوا عراقيين؟ يعني علينا أن نضع الأمور في نصابها يعني ليست المعركة الآن صراع على الزعامة بين فلان وفلان، هناك ناس يجب أن نعترف بأنهم يقاومون ويناهضون الاحتلال شئنا أم أبينا. بالنسبة إلى خروج الاحتلال الآن من المدن العراقية بالفعل حدث بفضل المقاومة الباسلة العراقية، المقاومة العراقية الجزئية كانت في المنطقة الغربية سنية وفي الجنوب وفي انتفاضات النجف كانت شيعية ولكنها تبقى يعني مقاومة عراقية أجبرت المحتل على أن يعيد حساباته ويلجأ إلى هذه الصفقات ويقترح الاتفاقية الأمنية ثم ينسحب، ماذا في ذلك؟ يجب أن نفرح من أجل ذلك. حدث تطور نوعي بعد الانتخابات الأخيرة، الانتخابات الأخيرة الشعب العراقي وجه لطمة شديدة جدا إلى الاحتلال وإلى حكم المحاصصة الطائفية القائم، قالوا لهم بأن الطائفية لن تمشي ولن تدوم وهذا ما حدث. لماذا عبد الأمير الركابي بعد سفرته إلى بغداد أعلم أنه قال إنه دافع.. وأنا عندي خلافات كثيرة حول تفاصيل ما يقوله الأخ عبد الأمير الركابي ولكن هناك معطيات حقيقية موجودة على الساحة، يعني مثلا مسألة الاجتثاث، الآن آخر الأخبار -ونشر هذا الكلام- بايدن نائب الرئيس الأميركي يضغط من أجل عدم استثناء حزب البعث -بشقيه شق السيد الدوري وشق السيد يونس الأحمد- من المصالحة وهناك الآن همروجة سياسية كبيرة عريضة طويلة وكأن المناهضين للاحتلال هم فقط البعثيون! وهذا تدليس وهذا كلام غير صحيح، هناك قوى إسلامية عربية وكردية وتركمانية ضد الاحتلال وهناك قوى يسارية -وهذا ما اعترف به المالكي نفسه- وهناك قوى قومية وناصرية موجودة ضد الاحتلال، علينا أن ننتهي من هذه المرحلة مرحلة الشطب والإلغاء واعتبار أنه فقط من لديه الإعلام ولديه مؤسسة هو الوحيد الذي يجب أن يقود..
غسان بن جدو: شكرا أخ علاء على هذه..
علاء اللامي: الآن المناسبة واضحة جدا و..
غسان بن جدو: شكرا جزيلا على هذه المداخلة وربما سنستفيد منك في مرات أخرى حضورا. أخي عمر تفضل قبل.. الأخ عمر فقط لأنه انتهى الوقت تقريبا، حتى نعطيه فرصة إذا سمحت.
عمر الحمداني: أستاذ غسان.. ذكرتم الانسحاب فهل تعتقدون أن الانسحاب كامل كون القوات الأميركية..
غسان بن جدو (مقاطعا): أخ عمر حتى نتعرف عليك كاملا.
عمر الحمداني: عمر الحمداني. تعتقدون أن الانسحاب كامل؟ وهل يأخذ العراق سيادته كاملة كونه ولا زال تحت البند السابع، الله أعلم ويش وقت يطلع من تحت البند السابع، وهل تعتقدون أنه بعد ما يطلع أو هل سيخرج الاحتلال من العراق 2011 نهاية 2011 كما أعلن خاصة أن اليوم جون بايدن اليوم أعلن حسب وكالة الأنباء الفرنسية أنه هو هدد المسؤولين العراقيين بطريقة ما أنه إذا رجعت الطائفية ستسحب أميركا دعمها للحكومة العراقية؟ هذا سؤالي وشكرا.
غسان بن جدو: تفضل أخ عبد الأمير.
عبد الأمير الركابي: يعني السؤال هل يخرج الاحتلال أولا؟
عمر الحمداني: هل يخرج الاحتلال أو لا؟ و..
عبد الأمير الركابي: أولا البلد ما يزال محتلا، الاحتلال ما يزال موجودا في العراق، هنالك خطوة تحققت على الطريق، بـ 2011 إما أن يخرج الاحتلال أو حسب معلوماتي وحسب اعتقادي ستكون هنالك مقاومة شاملة في العراق.
غسان بن جدو: سيد مثنى حارث سيدي العزيز هناك سؤال نود أن نفهمه بشكل دقيق إذا سمحت، هل أنتم ترفضون عودة مناهضي الاحتلال في الخارج إلى الداخل من أجل النشاط السياسي المعارض كما يتفضل الأخ عبد الأمير بكل هذا البرنامج ويقول إنه يرفض الحكومة ويرفض الواقع بالكامل أم إنكم باختصار شديد ترفضون أي نشاط سياسي أي عمل سياسي في ظل الواقع العراقي والشعار الوحيد الخيار الوحيد في رأيكم هو المقاومة المسلحة؟
مثنى حارث الضاري: أنا أعتقد ان هذا السؤال هو أهم سؤال في الحلقة. نحن منذ بداية الاحتلال إلى الآن نفرق بين عملية سياسية في ظل الاحتلال وعمل سياسي، ولا يمكن لعاقل أن يقول بأن العمل المسلح لوحده يمكن أن يخرج احتلالا، العمل المسلح يراد له عمل سياسي مرافق وهذا قلناه منذ الأيام الأولى ولذلك قامت الهيئة والقوى المناهضة للاحتلال بهذا الدور منذ الساعات الأولى للاحتلال وقبل أن تنطلق حتى المقاومة المسلحة ولذلك نحن لا نرفض العودة لأنه أصلا المقاومة موجودة في الداخل القوى المناهضة للاحتلال موجودة في الداخل أما الكلام عن هذه القضية أعتقد أن فيه نوعا من تغيير المفاهيم وأنها محاولة لجر البساط والادعاء أو إفهام الناس بأن القوى المناهضة للاحتلال هي خارج العراق، القوى المناهضة للاحتلال من سياسيين وغيرهم هي مع المقاومة في الداخل وكما قلت قبل قليل كثير من رموز هذه القوى المناهضة للاحتلال سواء كانت الهيئة أو القوى الأخرى ومنها المؤتمر التأسيسي موجودة في الداخل وتزاول عملها السياسي ولها صحف ولها منابر إعلامية ولها مجلات ولها جرائد تطبع وتوزع في بغداد ضد الاحتلال أما الادعاء بأنها ترفض العودة مطلقا لا أعتقد بأن عاقلا يقول بهذا الكلام. ونقطة أخرى، العبرة هي ليست في المكان، الجسم الأكبر للقوى المناهضة للاحتلال هو في الداخل وإذا كتب على بعض الشخصيات والقيادات وبعض القوى الأخرى أن تعمل في الخارج لضرورات فأعتقد أن هذه الضرورة منطقية وطبيعية لكل حركات التحرر، والمعارضة نفسها التي تحكم الآن العراق كانت في الخارج والسيد الركابي كان منها فإذاً القضية ليست قضية رفض العودة وإنما هي رفض العودة للاندماج في العملية السياسية من خلال الإيحاء بأن هناك معارضة حقيقية، هذه خطوة أولى لتدجين القوى المناهضة للاحتلال. أما موضوع التخويل والتراجع وما إلى ذلك أنا أعتقد أن هنالك فهما سقيما في هذا الموضوع، قضية التخويل التي تكلمتم عنها الناظر لها سيرى أنها ضربة لصميم الطائفية، لم؟ لأن هناك عدة مجموعات للمقاومة يصطلح على أنها سنية والتخويل صدر من مجموعة فلو كانت القضية طائفية لالتف السنة جميعا حول شخص حارث الضاري وأعطوه هذا التخويل ولكنهم التفوا حول مبادئ عندما رأوا أن هناك مساع أميركية وأن هناك مساع غربية وأن هناك مساع عربية رسمية لوأد مشروع المقاومة والضغط على القوى المقاومة من أجل الاقتناع بفرضية أنه لا يمكن إلا العمل من داخل العملية السياسية فكان هذا التخويل لقطع الطريق، وأعتقد أن السيد عبد الأمير الركابي لو قرأ الموضوع جيدا لفهم هذه القضية وأعتقد أنه فهمها لأنها تصب أو تنحر طروحات المالكي بعودة القوى المناهضة للاحتلال للدخول في العملية السياسية. وفقط هنا أشكر السيد علاء اللامي، طرحه كان موضوعيا وأعتقد أن هذا الطرح فيه تكفير لما بدر منه في حق الهيئة. وفقط أقول له قضية، ليست القضية قضية من يقود من لديه مؤسسات يقود، لا، القضية ليست كذلك وليست في هذا الموضوع. وأقول له إننا والسيد الركابي لسنا في خندق واحد كما قلت لأنه منذ البداية السيد عبد الأمير الركابي تناقض في مرات عديدة وأخرج نفسه من الإطار الوطني وخلق للأسف مشاكل عديدة في هذا الإطار كنا في غنى عنها. أما أن الصدريين والفضيلة والحوار في مجلس النواب يشتمون الأميركيين، هذا ما يريده الأميركان يشتمونهم وهم في صلب العملية السياسية ووقعوا على الاتفاقية -باستثناء الصدريين- وقعوا على الاتفاقية وعززت من حظوظ ترسيخ العملية السياسية في الداخل.
غسان بن جدو: ربما صعب شوي، صعب شوي سيد مثنى عندما تقول إن الرجل خرج من الصف الوطني. مع ذلك أنا أسألك سيدي العزيز..
عبد الأمير الركابي: لا، كله بيخرجوه من الصف الوطني.
مثنى حارث الضاري: لا، ليس من الصف الوطني، ليس من الصف الوطني..
غسان بن جدو: هل أنك وأنت تدعو إلى العودة ستعود؟
مثنى حارث الضاري: عفوا، من إطار القوى المناهضة للاحتلال وخلق لها مشاكل وشغلنا في مشاكل عديدة في وقتها، هذا ما أقصده.
غسان بن جدو: نعم سيدي، تفضل.
عبد الأمير الركابي: وأنتم خلقتم مشاكل، أنتم خلقتم الكثير من المشاكل أيضا لأنفسكم ولغيركم، أنا مستغرب يا أخي ليش..
مثنى حارث الضاري (مقاطعا): ما.. إن شاء الله للاحتلال، هذه وجهة نظرك أنت.
عبد الأمير الركابي (متابعا): يعني منذ بداية الكلام وهو لا يريد أن يناقش، هو يريد أن يهاجم لا أعرف لماذا يعني هذا موضوع يخصه..
غسان بن جدو (مقاطعا): هو بقيت لك فقط دقيقة واحدة حتى تختم..
عبد الأمير الركابي: قل لي ما هو السؤال؟
غسان بن جدو: هل ستعود أم لا؟
عبد الأمير الركابي: طبعا سأعود..
غسان بن جدو: وعلى أي قاعدة؟
عبد الأمير الركابي: طبعا سأعود..
مثنى حارث الضاري (مقاطعا): نكشف الحقائق، هذا دورنا.
عبد الأمير الركابي (متابعا): نحن سنصدر جريدتنا في الداخل، "البديل العراقي" سوف تصدر في 14 تموز إن شاء الله..
غسان بن جدو (مقاطعا): على أي قاعدة؟ في ختام الحلقة هي فرصة لتقول على أي قاعدة على أي نقاط؟
عبد الأمير الركابي: على قاعدة مناهضة الاحتلال والعملية السياسية والعمل مع الناس ومع الجماهير ضد الطائفية ضد المحاصصة، من أجل تغيير الدستور من أجل الانتقال إلى عملية سياسية وطنية والخروج بالبلاد من كل هذه الأوضاع الشاذة والاستثنائية للتحول مجددا إلى بلاد قادرة على أن تنهض من مشكلاتها لأن العراق وراءه خمسة عقود من المصائب ومن الكوارث ومن الحروب، هذه هي المسألة الأساسية التي يجب أن ينظر لها بجانب مسألة إخراج الاحتلال، من دون وحدة وطنية لا يمكن إخراج الاحتلال أيضا لا يمكن ولن يحدث في التاريخ لم تتمكن مقاومة من إخراج المحتل بدون وحدة وطنية.
غسان بن جدو: شكرا لك سيد عبد الأمير الركابي شكرا السيد مثنى حارث الضاري شكرا أيضا للأخ علاء اللامي شكرا للحضور الكريم شكرا لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة، طوني عون، أحمد نجفي، جهاد نخلة، غازي ماضي، رونالد عيد، نعيم صابر، جورج عاجوري، سركيس عكاري، رامي أبي عبد الله، وسيم معروف. طبعا أود أن أشكر صاحب المنتجع ألف ليلة وليلة -لأنه لربما اخترناه لربما يذكرنا بالعراق، لا نريد أن نذكر العراق فقط من خلال بؤسه وقتله- السيد ياسر حبوش، شكرا للدوحة جميعا عبير العنيزي، باسم حبيب وعماد بهجت، طبعا شكرا لمدير مكتب الجزيرة في دمشق عبد الحميد توفيق والأخ جورج كدر، مع تقديري لكم، في أمان الله.