صورة عامة - حوار مفتوح
حوار مفتوح

التنظيم السري المتنفذ في تركيا

تفتح الحلقة ملف التنظيمات السياسية السرية التي تتحكم في المؤسسة العسكرية بتركيا، وذلك في ضوء الكشف عن تيار سري يرى كثيرون خطورته على الجميع في تركيا.

– ماهية وتركيبة تنظيم آرغاناكون
– أهداف التنظيم وهيكليته
– دلائل أسلوب الاغتيالات
– الرجل رقم واحد وآثار كشف العملية

غسان بن جدو
غسان بن جدو
فهمي كورو
فهمي كورو
شامل طيار
شامل طيار
آسر قاركاش
آسر قاركاش

غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم. ليس غريبا أن نتحدث عن تداخل السياسة والعنف في تركيا الحديثة، المستغرب أن يستمر هذا الحال في تركيا الديمقراطية والانفتاح السياسي الكبير، والسؤال من سينتصر في تركيا، التواقة للاستقرار والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أم السياسة أم العنف؟ ليس غريبا أن نتحدث عن التيارات السرية في تركيا القديمة والجديدة، المستغرب هو كشف تيار سري ذي خطورة بالغة على الجميع، والسؤال هل يذهب أصحاب القرار في الحكومة والسلطة والجيش بعيدا ويتم الكشف عن تفاصيل وخبايا وخفايا هذا التنظيم السري المعني إلى نهاية؟ ليس غريبا أن يتدخل الضباط في الأجهزة العسكرية والأمنية في شؤون الحكم والمجتمع والسياسة وكل شيء، المستغرب هو الجرأة في الإعلان لا بل اعتقال ضباط كبار في الجيش والأمن يشتبه في تورطهم في تفجيرات واغتيالات، السؤال من هو القائد الفعلي لهذا التنظيم السري الذي يوصف بالإرهابي والذي كان يخطط لانقلاب على سلطة حزب العدالة والتنمية؟ باختصار نتحدث عن تنظيم سري يسمي نفسه تنظيم آرغاناكون نسبة لأسطورة تركية تاريخية وهو تنظيم معقد الانتماءات الأيديولوجية اليسارية واليمينية والمحافظة ومركب الأعضاء من عسكريين وكتاب وإعلاميين ورجال مال وأعمال ويقال إنه يعمل منذ نحو ثلاثين سنة وهو فرع أو امتداد لشبكات مماثلة خطيرة في دول بالحلف الأطلسي الناتو. ما هي قصة آرغاناكون هذه وإلى أين يمكن أن تصل؟ يسعدنا أن نستضيف في هذه الحلقة من حوار مفتوح التي يقدمها لكم من اسطنبول السيد فهمي كورو الكاتب والإعلامي المعروف في تركيا وأحد المتخصصين في هذه القضية، يسعدني أن أستضيف أيضا السيد شامل طيار مؤلف كتاب عملية آرغاناكون، ويسعدني أن أستضيف الدكتور آسر قراكاش وهو أستاذ الاقتصاد في جامعة باتشا شهير هذه الجامعة التي تستضيفنا والجامعة الجميلة والمطلة على مضيق البوسفور كما تشاهدون.

إعلان

ماهية وتركيبة تنظيم آرغاناكون

غسان بن جدو: أبدأ معك سيد فهمي، باختصار تنظيم آرغاناكون هذا، يعني إذا أردنا أن نحدد ماهيته، هويته، تعريف ماذا نقول؟

هذا التنظيم تمتد جذوره إلى مرحلة تأسيس الدولة حيث كان العسكر يهدفون إلى تأسيس نوع من السيطرة والتحكم على المدنيين، التنظيم كان له دور خلال الحرب الباردة على دول حلف الناتو

فهمي كورو: في الحقيقة إن الذي نعيشه في تركيا يجعلنا لا نشعر بالغرابة عندما نرى تنظيما هذا شأنه فإننا عندما ننظر إلى الماضي فإننا نعرف أن لهذا التنظيم أصولا قديمة والذي خرج على الساحة في آخر الزمن إنما هو ظهور لشيء له أصول في الزمن الماضي، إن هذا التنظيم تمتد جذوره إلى مرحلة تأسيس الدولة إلى مرحلة محاولة العسكر إلى تأسيس نوع من السيطرة والتحكم على المدنيين في مرحلة نشأة الدولة من البداية، إن هذا التنظيم كان له أيضا دور في عام 1907 وأثناء الحرب الباردة لقد كان له تأثير كبير في دول حلف الناتو، إن هذا التنظيم أخذ يمارس فعاليات بدأت ربما عام 1950 واستمرت إلى عام 1980 ولكن ماهية هذا التنظيم عندما كان الانقلاب عام 1980 تغيرت ماهيته وتغيرت نشاطاته حيث أنه كان قبل عام 1980 له طبيعة غير محلية كانت تستغل من قبل الـ(سي. آي. إيه) أميركا ولكن بعد عام 1980 صار يستخدم من قبل الذين يطالبون بمحاربة الإرهاب، ويمكن القول إن هذه المنظمة صارت تقوم ما بين عام 1980 و 1990 بالقيام بفاعليات تخدم مصالح القائمين على هذه المنظمة، وقد أعلنت هذه المنظمة عن كثير من الشعارات أو حملت الكثير من الشعارات حملت شعارات القومية وحملت شعارات محاربة الإرهاب ولكن أخذت تخدم بشكل ما مصالح الذين يقومون عليها، إن النسخة نسخة الآرغاناكون التي نراها أمامنا هي النسخة الأخيرة للآرغاناكون وهي الصورة المتكاملة الأخيرة لهذه المنظمة.


غسان بن جدو: يعني في الحقيقة سيد فهمي الآن ذهبت بنا بعيدا بكل صراحة نحن كنا نتحدث عن تنظيم آرغاناكون الذي يقال بأن عمره 30 عاما، أنت ذهبت بنا أبعد، يعني لتأسيس الدولة الحديثة التركية منذ عشرات السنين، فسيد شامل طيار هل إن فعلا تنظيم آرغاناكون بهذه الخطورة؟ يعني يعود إلى تأسيس الدولة التركية وكان فعلا تحت سيطرة الـ(سي. آي. إيه) المخابرات الأميركية وكل هذه المسائل يعني حدثنا وخاصة وأنك صاحب كتاب عملية آرغاناكون هذا تفسر فيه كل التفاصيل تقريبا، حدث لنا بهذه التفاصيل لأنه ذهب بنا بعيدا سيد فهمي كورو بهذه الطريقة.

شامل طيار: في الحقيقة إن الأستاذ فهمي تناول الموضوع من ناحية تاريخية ولخصها بطريقة ممتازة ولكن مع ذلك أنا أريد أن أضيف هذه الإضافة، إن الآرغاناكون تستخدم في مجالين أول مجال هو على الصعيد، صعيد المحاكم والصعيد الثاني هو صعيد الحديث، الحديث عن منظمة نشأت في آواخر الدولة العثمانية وأخذت بعد ذلك تكبر وتصبح تسمى بالدولة العميقة أو الدولة الغامضة، إن المتهمين الذين تم القبض عليهم في المرحلة الأخيرة إنما هم أعضاء لمنظمة عمرها عام 1999 فهم من الأبناء المتأخرين لهذه المنظمة، وبعد عام 1999 أقصد بعدما، بالتحديد، بعدما وصل حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم 2002 أخذت هذه المنظمة تحاول أن تعرقل حركة حزب العدالة والتنمية وتضع العوائق في طريقه ومن ناحية ثانية أخذت تحاول أن تضع العوائق في طريق تركيا في الاتجاه نحو الاتحاد الأوروبي وبالتالي في هذا المجال فإننا يمكن أن نقول، فإن تركيا أخذت تواجه ما بين 2003 و 2004 سيناريوهات مختلفة من سيناريوهات الانقلاب أو محاولات الانقلاب والحقيقة بعدما لم تنجح أيا من هذه السيناريوهات للانقلاب أخذ هنالك مفهوم الانقلاب يتبلور عندهم..

إعلان


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني عفوا، الانقلاب، يعني انقلاب عسكري، الجيش ينقلب أم ماذا؟

شامل طيار: نعم إذا تحدثت عن 2003 و 2004 نعم هي انقلابات عسكرية ولكن بعد 2005 أخذت أعمالهم تختبئ وراء الكواليس وقد حصل حادث سمي حادث سوسورلوك هذا الحادث أخرج ما وراء الكواليس أخرج إلى الساحة بعض الأسماء وبالتالي ظهرت لنا بعض الاتفاقات التي كانت تعقد في السراديب واستطعنا أن نرى كثيرا من الصور الواضحة مثل صورة شمدلي ما حصل في شمدلي وكذلك هنالك حوادث أخرى أظهرت هذا التنظيم مثل ما حصل في مثلا في محافظة مرسين، ما حصل في محافظات أخرى، إن هدفهم الآن هو أن يقوموا بتأسيس بنية تحتية لانقلاب عسكري خاصة وأنهم لم يستطيعوا أن يقوموا بهذا الانقلاب في 2003، 2004 كانوا يخططون للقيام بانقلاب عسكري في عام 2009 وفي الحقيقة كما تعلمون لقد اكتشفت مجموعة من القنابل في أحد  البيوت في حي العمرانية وهذا الاكتشاف وتلك المداهمة البوليسية لهذا البيت كشفت الكثير من الأسماء، من أسماء أبطال هذا الانقلاب وبعد ذلك بعد هذه المداهمة وبعد اعتقال مجموعة من أعضاء هذا التنظيم أخذت التحقيقات تظهر سلسلة من الأسماء الغامضة ولكن مع ذلك فإننا إلى الآن لم نتوصل إلى اسم الرجل الأول في هذا التنظيم، ولكن إذا أردتم أن ألخص الموضوع إن آرغاناكون في الماضي كانت عبارة اسم لعملية غامضة والآن بدأت تظهر لنا ملامح وجهها، الأنف والعينان والأذنان وغير ذلك.


غسان بن جدو: طبعا أنا سأحدثك في بعض التفاصيل بعدئذ، أنا أعرف أنك شامل طيار تتكتم عن الكثير من القضايا، وكما شكرت الدكتور آسر الذي استضافنا في جامعته هنا نود أن نشكر فعلا سيد شامل طيار والسيد فهمي كورو اللذين لبيا دعوتنا لأنهما يتحدثان كثيرا في تركيا في هذه المسألة وأصبح وضعهم الأمني بكل صراحة وهم حتى يتنقلان بوضع حرج للغاية. طبعا في بعض المعلومات التي يذكرها السيد شامل طيار والسيد فهمي كورو ربما تكون معروفة لدى الأتراك مثل بعض العمليات، هذه القضايا ربما تفصيلية كثيرة ولكن أود أن أشير فقط إلى أن من بين ما ذكره السيد شامل طيار هي ربما محاولة أو عملية اغتيال أحد القضاة وبعدئذ اتهم فيها جماعات إسلامية وكانت هناك حملات للضغط على هذه الجماعات، عملية العمرانية التي يذكرها هي ربما فعلا الخيط الذي كشف هذه المسألة وفي أحد ضباط الجيش تم كشف عدد من المتفجرات تماما كما اليوم بالتحديد على الأقل ذكر بأن عميدا جديدا للجيش متقاعد تم إلقاء القبض عليه واعتقاله وقد كشف مع ثلاثة أشخاص آخرين بأنهم في بيتهم أعداد كبيرة مئات من المتفجرات والعبوات الناسفة. سيد آسر، دكتور آسر الآن عندما نسمع ما يقولونه الآن حول هوية وماهية تنظيم آرغاناكون هل يفاجئك أن في هذا التنظيم هناك من عسكريين ورجال أعمال وإعلاميين صحفيين وكتاب ومثقفين ومن اليمين ومن اليسار، تركيبة غريبة لآرغاناكون بهذه الطريقة؟

آسر قاركاش: أشكركم شكرا جزيلا، في الحقيقة إن، أنا أؤمن أن منظمة الآرغاناكون سوف تتضح معالمها أكثر في المرحلة القادمة وإن لهذه القضية صبغة بوليسية وهذه الصبغة البوليسية سوف تظهر في المرحلة القادمة، أنا في الحقيقة لا أريد أن أرجع بهذه المنظمة إلى مرحلة تأسيس الجمهورية أنا أريد أن أتحدث عن عشرين سنة الماضية.


غسان بن جدو: لكن أعود سيد فهمي، أنا سألته للدكتور آسر حول تركيبة آرغاناكون، يعني فيها من اليسار فيها من اليمين فيها من القوميين فيها من المحافظين وحتى قيل إن سكرتيرا خاصا قديما لرئيس الوزراء أردوغان عندما كان عمدة لاسطنبول وبعدئذ أصبح نائبا كأنه كشف أيضا كان عضوا في آرغاناكون وهو الآن هارب إلى الخارج، يعني تركيبة معقدة ومنوعة وأنت قلت تفضلت قبل قليل بأن الـ(سي. آي. إيه) هي التي كانت تديره أو تشرف عليه، يعني حدد لنا نوعية هذه التركيبة وأين هم نافذون بشكل أساسي حتى أنهم يستطيعون كما قال السيد شامل أنهم كانوا يخططون لانقلاب عام 2009؟

إعلان

فهمي كورو: في الجواب الذي أجبته المرة الماضية أو قبل قليل أنني كنت أريد أن أقول إن هذا التنظيم يمثل أمام عينينا كتنظيم، هذا صحيح، ولكن إذا ما رجعنا إلى الماضي فإننا نجد أن روسيا بالمشاركة مع الـ(سي. آي. إيه) كانت قد حاولت بعد الثمانينات أن تستفيد من وجوده ولكن بعد 1990 بعدما انهار الاتحاد السوفياتي كان ينبغي أن يبحث عن عدو جديد وبما أن الاتحاد السوفياتي قد انهار وبما أن الشيوعية قد انهارت فإن العدو الذي أخذ يمثل أمامهم أو أخذوا يصورون العدو هو ما يسمونه بالارتجاع الديني، أخذوا يستهدفون، يحاولون أن يظهروا الدين على أنه ارتجاع، مثلا في عام 1997 عندما كانت حكومة الرفاه الحاكمة بقيادة أربكان فإن هؤلاء أبناء هذه التنظيم كانوا يحاولون أن يقوموا بفاعليات تحاول أن تطيح بحكم الرفاه وكانوا يحاولون أيضا أن يستخدموا بعض الأخبار التضليلية من التضليل الإعلامي، يستخدمون الكثير من الجرائد الكثير من وسائل الإعلام واتضح فيما بعد أن هذه المعلومات كلها كانت خاطئة وكانت من باب التضليل الإعلامي. إذا ما أتينا الآن إلى يومنا هذا إلى التاريخ الذي نعيشه اليوم فإننا نرى أن الحزب الحاكم الآن بقيادة رجب طيب أردوغان وبقيادة حزبه، حزب العدالة والتنمية فإننا نجد أن هذا الحزب الحاكم علاقته بأمثال هذا التنظيم ليست جيدة وهم يعتبرون هذا الحزب عبارة عن خطر على وجودهم، عندما حصل هذا الحزب على نسبة 47% من الانتخابات شعروا فعلا بأن هذا فعلا خطر كبير عليهم وبالتالي أخذوا يحاولون معاداة هذا الحزب، ولكن من أي الطرق؟ من طريق العسكر، طبعا حاولوا أن يستفزوا العسكر، كانوا يحاولون أن يحركوا العسكر ضد حزب العدالة والتنمية حتى يقوموا بانقلاب يطيحون به بحكم هذا الحزب.

أهداف التنظيم وهيكليته

غسان بن جدو (مقاطعا): في هذه النقطة سيد فهمي، في هذه النقطة بالتحديد من فضلك، سؤال دقيق، هل إنهم كانوا يريدون إحداث فوضى والتحريض واستفزاز الجيش ودفعه نحو الانقلاب العسكري أم إن آرغاناكون متغلغل داخل الجيش والمؤسسة الأمنية؟

فهمي كورو: الذي قلتموه صحيح، إن هذا الحزب حزب العدالة والتنمية الذي انتخب بطريقة مشروعة كانوا يحاولون أن يتخلصوا منه عن طريق إثارة الفوضى في البلد عن طريق تفجير بعض القنابل في أماكن مختلفة عن طريق اغتيال كثير من الشخصيات وبالتالي كانوا يحاولون أن يثيروا نوعا من الفوضى ومن ناحية أخرى يحاولون أن يستفزوا الجيش في نفس الوقت خاصة وأن تاريخ هذا البلد حافل بالانقلابات حيث سبق هذا الانقلاب المنشود ثلاثة أو أربعة انقلابات ولكن الذي لاحظناه فيما حصل أن الجيش لم يقم بهذا الانقلاب، لم يصل إلى مرحلة أن يقوم بالانقلاب، تردد الجيش وامتنع عن ذلك لذلك يمكن وصف هذا التنظيم بأنه فشل الآن حيث أنه كان كلما استفز الحكومة في السابق كلما استفز الجيش في السنوات السابقة كان ينجح في تأسيس الانقلاب أو في إثارة الانقلاب أما هذه المرة الأخيرة فقد فشل وهذه نقطة مهمة جدا.


غسان بن جدو: طبعا سيد شامل أنا فقط بعض الأسماء لأنه حتى نفهم عندما نتحدث عن شخصيات كبرى على الأقل يتم الحديث عن قائد الدرك السابق شانار آريوغون أنه كان ربما رقما أساسيا حتى يقال إنه ربما يكون رقم اثنين لأن الرقم الأول حتى الآن غير معروف، نتحدث عن خورشيد طولون وهو عميد سابق وضابط كبير سابق في الجيش، نحن نتحدث عن رئيس غرفة التجارة في أنقرة، نحن نتحدث الصحافي والإعلامي المعروف مصطفى بلباي من صحيفة الجمهوريات، نحن نتحدث عن أفوك بويكشلبي وهو رئيس تحرير في صحيفة ترجمان، نحن نتحدث عن.. اعتقلوا شخصيات أساسية في أنطاليا وفي اسطنبول وفي شمال البلاد، إذاً هي تركيبة معقدة هل تستطيع من فضلك سيد شامل أن تعطينا وتوضح لنا هيكلية تنظيم آرغاناكون، نتحدث عن تركيا فقط أم هو أيضا مرتبط أيضا بالخارج، الهيكلية ما هي بالتحديد، كيف تقسيم آرغاناكون؟

هذا التنظيم خاص بتركيا ولا شك أن لديه علاقات مع جهات خارجية مع دول البلقان وغيرها خاصة وأن هذه التنظيم يستطيع أن يحرك الجيش وبالتالي يستطيع أن يغير الكثير من المعادلات السياسية في تركيا

شامل طيار: في الحقيقة إن هذا التنظيم هو تنظيم خاص بتركيا ولكن مع ذلك لا شك أن له علاقات في جهات خارجية، إذا ما وضعنا نصب أعيننا أن هذه المنظمة تستطيع أن تحرك الجيش، تستطيع أن تستفز الجيش وأن تغير بعض المعادلات في هذا البلد لذلك فإننا يمكن أن نتصور بسهولة أنه لابد أن يكون لها علاقات بجهات خارجية، لا شك أن كثيرا من دول البلقان أو دول أخرى تستهدف تركيا أو ليست لها علاقات جيدة بتركيا أنها تحاول أن تستخدم مثل هذا التنظيم، إن هذا التنظيم في الحقيقة ظهر لنا أنه ليس تنظيما قوميا ليس حريصا على مصلحة البلد ولكن له إرتباطات خارجية حتى أن له علاقات بأميركا وإسرائيل وبالتالي فإننا يمكننا، ولكن مع ذلك لا يمكن أن نقول بكل بساطة إن هذا التنظيم هو تنظيم مستخدم بشكل كامل من الـ(سي. آي. إيه) أو من قبل الموساد، ولكن يمكننا أن نقول إنه له علاقات مختلفة مع جهات مختلفة في ألمانيا مثلا، في روسيا، في أكثر من دولة، مثلا إذا ما تناولنا أحد الأمثلة البحتة أو الواضحة على ما يقوم به الآرغاناكون، نأخذ مثلا أحد الضباط المتقاعدين وهو الضابط لفند أرسس الذي كانت له علاقات في مجال استيراد الأسلحة من روسيا وهذا في الحقيقة جعل من منصبه هذا أو من عمله هذا يمكنه من القيام بأعمال خطيرة وجعل من دول مختلفة مثل أميركا، إسرائيل وربما إيران أيضا تستطيع أن تستخدم هذا التنظيم ضد تركيا، وهذه قضية مهمة جدا ونحن استطعنا أن نثبتها عن طريق الوثائق.

إعلان


غسان بن جدو: طيب عفوا، ربما فهمنا الـ(سي. آي. إيه) فهمنا الآن روسيا، الموساد كيف وإيران كيف؟

شامل طيار: دعوني أوضح بهذه الطريقة، إن من المواضيع التي يخلط بها الناس هو الموضوع التالي، أن هناك تنظيما مركزيا فعلا ولكن هذا التنظيم ليس مركزيا بشكل كامل حيث أنه أحيانا يستخدم ما يمكن أن نسميه بالمقاولة في مجال المافيا، يستخدم بعض المافيا التي تأخذ الأموال في ممارسة بعض ما يخدم مصالح هذا التنظيم، فأحيانا ربما تكون هناك مصالح مشتركة بينه وبين الموساد مصالح مشتركة بينه وبين دول مختلفة وبالتالي يمكننا أن نؤكد هنا أن بنية هذا التنظيم ليست بنية متجانسة حيث أن ارتباط هذا التنظيم بجهات مختلفة جعلت هناك نوعا من أنواع الاختلاف والنزاع داخل التنظيم نفسه، حتى إن حادثة سوسورلوك، أنا لا أقبل أن حادثة سوسورلوك هي مجرد صدفة أو مجرد حادث أنا أؤمن أن هناك خلافا كان داخل بنية المنظمة تنظيم الآرغاناكون هي التي سببت وجود هذا الحادث حادث سوسورلوك وبالتالي فإنني أرى أن هذه الحادثة كانت نتيجة لنزاع داخل الحزب أفصح عن الكثير من  المعلومات التي كنا نحتاج إليها.


غسان بن جدو: ما هي هذه الحادثة بالتحديد؟

شامل طيار: من حيث، ليس من السهل أن نصنف الأيديولوجيات بشكل حدي، إن ما حصل في حادثة سوسورلوك أسفر عن ظهور..


غسان بن جدو (مقاطعا): ما هي حادثة سوسورلوك هذه، نريد أن نفهم، ما هي حادثة سوسورلوك هذه؟

شامل طيار: إن هناك بعض الناس استخدموا بعض أجهزة الدولة سواء كانوا من السياسيين أو من رجال الشرطة، قامت شاحنة كبيرة بالاصطدام بسيارة مرسيدس كان داخل هذه السيارة يوجد رجال من رجال السياسة منهم نائب من النواب منهم كذلك أحد عارضي الأزياء كان خليطا داخل هذه السيارة، مختلف من الناس داخل هذه السيارة، داخل هذه السيارة وجدت مجموعة من الأسلحة لفتت انتباه الإعلام وأخذت تدفع الدولة إلى التنبيش إن صح التعبير تحت منظمة آرغاناكون وبالتالي فإن هذه الحادثة ربما تعتبر نقطة بداية المرحلة الجديدة للآرغاناكون أو إظهار آرغاناكون بشكل في المرحلة الأخيرة.


غسان بن جدو: نعم، هو اللافت أن هذه المنظمة يعني تقتل أعضاء وشخصيات، ربما نتحدث عن هذه القضية لاحقا. مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا، وقفة نعود بعدها لاستكمال حوار مفتوح، قصة التنظيم السري آرغاناكون.

[فاصل إعلاني]

دلائل أسلوب الاغتيالات

غسان بن جدو: مشاهدينا الكرام أهلا بكم من جديد. دكتور آسر، نائب المدعي العام في اسطنبول هنا، تورهان كولاكادي يقول إن الاتهامات ضد المحتجزين أو الموقوفين أعدت وسيحاكمون بتهمة الإرهاب، وبالمناسبة المحكمة التي الآن تحاكم هؤلاء قريبة منا جدا، نحن نطل على المضيق هنا لا نستطيع ولكن هي وراء خلف هذه الجامعة مباشرة، ورئيس الأركان الجديد إلكرباشبوك يقول وهذا المهم، تركيا تمر بأيام عصيبة علينا جميعا التصرف بحكمة وحذر أكبر ومسؤولية أكبر، إذاً هي منظمة خطيرة عصابة مثل ما وصفها السيد فهمي ومتهمة بالإرهاب ورئيس الأركان يقول علينا التصرف بحكمة، ما الذي يعنيه التصرف بحكمة وبمسؤولية أكبر، هل يعني هذا بأنه لن نذهب بعيدا جدا في كشف تنظيم آرغاناكون أم ماذا بالتحديد؟

آسر قاركاش: سألتني السؤال الأصعب، إن التصرف بحكمة، أنا أفهم من التصرف بحكمة هذا الذي سأقوله الآن، هنالك نزاع سياسي قاس جدا في تركيا تتدخل فيه عناصر كثيرة ولكن أهم عنصرين هو أول شيء هو المجتمع الغامض أو الطرف الغامض والطرف الثاني هو الطرف أو المجتمع الظاهر، هنالك بعض الأحزاب تمثل المجتمع الغامض أو الساكت وهناك بعض المنظمات التي تقوم بتمثيل المجتمع الظاهر إن صح التعبير وهم الذين أخذوا يحاولون تمثيل منظمة آرغاناكون بشكل خفي، إن عملية محاولة الانقلاب عام 2003 و2004 التي تحدث عنها العدالة والتنمية لم تكن تستهدف العدالة والتنمية فقط ولكنها كانت تستهدف عملية الديمقراطية نفسها، لم تكن هذه المنظمة تريد للديمقراطية أن تتحكم وأن تتبلور هيكليتها بشكل واضح وحيث أن الزمن الذي حكم أو العهد الذي حكم فيه حزب العدالة والتنمية شهد تطورا لمفهوم الديمقراطية وقدرة الشعب على اختيار من يمثله، هذا من جانب، من جانب آخر أخذت تركيا تتجه نحو الاتحاد الأوروبي، هذان الأمران لم يروقان لهذه المنظمة وبالتالي فإن منظمة الآرغاناكون أخذت تحاول أن تجد ذريعة تستطيع من خلالها أن تهاجم حزب العدالة والتنمية حتى تهاجم هدفها الأول وهو الديمقراطية ولو كان، دعوني أقول لكم أوضح المسألة بشكل آخر أيضا، لو كانت آرغاناكون هي منظمة علمانية فعلا ولو كان صراعها مع حزب العدالة والتنمية هو صراع علمانيين مع حزب العدالة والتنمية إذاً لماذا لا تجد فيها أحدا يؤيد أميركا أو يقف مع علمانيي أميركا مثلا؟


غسان بن جدو: سيد فهمي كورو هل إن هذه المنظمة فعلا كانت تغتال نفسها من أجل اتهام الآخر، يعني تقتل أعضاءها تفجر بعض القريبين منها وبالأخير حتى تصفي حساباتها السياسية مع الطرف الآخر؟ إذا كان هذا الأمر دقيقا، هل لديك من أمثلة ملموسة؟

فهمي كورو: في الحقيقة إن أكثر شيء يدعو للاستغراب في هذه المسألة هو مسألة رسم العلاقة أو توضيح العلاقة الصحيحة بين المنظمة نفسها وبين أولئك الذين ضحي بهم في المنظمة. إذا ما رجعنا إلى تاريخ هذه المنظمة أو عفوا إلى تاريخ المنظمات الشبيهة بهذه المنظمة فإننا نجدها مرت أيضا بحقب زمنية تشبه الحقبة الزمنية التي مرت بها آرغاناكون الآن، إذا ما نظرنا مثلا عام 1990 فإننا نجد أحد الشخصيات المثقفة وهو أستاذ في الجامعة تم قتله وبعد خمس سنوات تقريبا أو أقل في أواخر عام 1993 بدأت عملية الاغتيال السياسي تتسارع أكثر وأكثر والحقيقة أن أولئك الذين يستهدفون كانوا يحملون صبغة إعلامية بشكل واضح، وبعد ذلك واجهنا حادثة أخرى حصلت في أحد الفنادق في إحدى المحافظات في تركيا حيث أن هنالك 37 شخصا كانوا داخل فندق واحترق الفندق عليهم وماتوا، والحقيقة أننا إذا ما نظرنا إلى الوثائق التي بين أيدينا نجد أن تلك الاغتيالات السياسية التي تحصل كانت قد حصلت في كل المنظمات التي تشبه منظمة آرغاناكون في إحدى حقبها الزمنية لذلك يمكنني أن أقول إن الحرب التي أخذت تظهر بين العلمانيين ومخالفي العلمانية أخذت تأكل بنفسها أخذت تغتال أفرادها وهذا هو موضوع يدعو إلى الاستغراب والذي لا يمكن فهمه بسهولة.


غسان بن جدو: وكيف يمكن أن تفهمه أنت سيد فهمي؟

فهمي كورو: إن هنالك احتياج لعدم الاستقرار في تركيا بين زمن وآخر.


غسان بن جدو: لا، كيف تفهم من أن هذه المنظمة تغتال أعضاءها وتغتال حلفاءها وتغتال أنصارها بهذه الطريقة، هل هي عملية تضليل، عملية حرف الأنظار، عملية تصفية حسابات مع طرف آخر لتلبيسه الاتهامات، الهدف؟

فهمي كورو: لا، ليست هذه هي القضية، القضية، ليست المسألة مسألة محاسبة ذاتية داخل أعضاء المنظمة، إن هنالك في تركيا بعض الذين يمكن أن نقول إنهم مجددون وهنالك من هم أعداء للتجديد، يمكن أن أقول إن هناك من يريدون أن يجعلوا تركيا بلدا ديمقراطيا يمنع تدخل العسكر في السياسة وهناك من يريدون أن يقفوا في وجه هؤلاء المجددين، يريدون أن يوقفوا عجلة الديمقراطية في تركيا حتى يحفظوا لأنفسهم مناصبهم، فهم مثلا يريدون أنه حتى ولو كان هناك حزب حاكم يريدون أن يقولوا إن قولهم هو النافذ وبالتالي فإنهم في سبيل تحقيق هدفهم هذا لا يترددون في اختيار بعض الشخصيات حتى ولو كانت تنتمي إليهم أنفسهم..


غسان بن جدو: معسكرهم يعني، نعم.

فهمي كورو (متابعا): وبالتالي فإنهم وهم يستخدمون بعض الأشخاص ويستخدمون بعض القناصة المستأجرين، يطلبون وأن هؤلاء القناصة المستأجرين يقومون بتنفيذ الأوامر دون أن يعرفوا طبيعتها ولا ماهيتها.

الرجل رقم واحد وآثار كشف العملية

غسان بن جدو: رغم أننا في في نهاية الحلقة ولكن مع ذلك أود أن، حابب أريح شوي الأخ إبراهيم لأنه هو المترجم الوحيد الآن من التركية إلى العربية، فقط أود أن أشير إلى السادة المشاهدين، آرغاناكون هو أنا قلت في البداية إنه أسطورة تاريخية تركية، هي باختصار شديد القصة كالتالي، أسطورة تقول إنه في زمن من الأزمان عندما كان الأتراك في مأزق في آسيا الوسطى فأرادوا الهروب والخروج وبعدئذ لاذوا بأحد الجبال ثم بعدئذ فتتوه ولكنهم لم يعرفوا كيف يخرجوا فجاءهم ذئب، ذئب أنثى، آرغاناكون، وهو الذي دلهم على الطريق الذي ربما يخرجهم من هذا المأزق، فكأن تنظيم آرغاناكون أو هذه القصة آرغاناكون  هي التي تريد أن تخرج تركيا من مأزقها. سيد شامل هذا كتابك هو الكتاب الأخير عنوانه قوة الظل أو اقتدار الظل، والأساس هو هذا، العنوان الذي يهمني، على خطى البحث عن الرقم واحد، سؤالي هو كالتالي من هو الرقم الأول في تنظيم آرغاناكون، هل هو تركي أم غير تركي؟ وثانيا هل إن تنظيم آرغاناكون هو تنظيم عقائدي سياسي أم أصبح تنظيما من المافيا أو المرتزقة؟

شامل طيار: إنه ليس مافيا في الحقيقة، إننا نصغر من شأنه إذا قلنا إنه مافيا، هو أكبر من مافيا في الحقيقة، إن الرجل الذي يتربع على قمة هرمه هو الذي يمكننا أن نسميه رقم واحد، لماذا نسميه رقم واحد؟ لماذا لا نسميه ملكا؟ لماذا لا نسميه سلطانا؟ نسميه رقم واحد، السبب هو أنه ليس هناك هيكلية واضحة أو تسلسل قيادي واضح لهذه المنظمة لذلك نسميه واحد، لذلك إن التعبيرات التي قد نستخدمها مسؤول أو أمير أو ملك لا يمكن أن تعبر عن طبيعة هذا التسلسل الإداري لذلك أنا سميته الرجل رقم واحد لأنها تعبر عن تربعه على قمة هرم التنظيم. في الحقيقة إننا نتحدث الآن عن منظمة أخذت تضعف وأخذت تخسر كثيرا من قواتها فهي ليست كما كانت عليه في الماضي القريب ومن هناك فإننا نقول إن تناول المحكمة لشخصيات هذا التنظيم يعني أنها سوف تسحب رجالاته واحدا واحدا حتى أنها قد تصل إلى تصفية الرجل رقم واحد في هذه المنظمة..


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني عفوا من يصفي الرقم واحد، المنظمة نفسها ستصفي الرقم واحد؟

العملية القضائية إذا استمرت بشكلها التي هي عليه الآن فإنها سوف تقوم بتصفية أولئك الذين يعرقلون حركة عجلة الديمقراطية

شامل طيار: هنالك رجل واحد على رأس المنظمة وهو المدير رقم واحد وهذا ما نسميه برأس المنظمة ولكنهم لم يصلوا إليه بعد، وإن ورقة الادعاء التي قدمت للحكومة وضع فيها تسلسل إداري وقيل إن هنالك رجل يقف على رأس هذه المنظمة وهذا الرجل لم يتعرف على شخصه بشكل واضح وإن كنا قد تعرفنا على بعض المواصفات المتعلقة بمكان إقامته بعدد أطفاله ببعض المواصفات العامة عنه ومن هنا فإننا يمكن أن نقول إن هنالك بعض الناس الآن يحاولون أن يستخدموا كي يكونوا طعما لوهم المحكمة حتى تقوم بتناولهم وتصفيتهم على أساس أنهم الرجل الأول وهذا يزيد المسألة تعقيدا. إن ما قاله السيد آسر حول موضوع يشار بيوك أنوت وعما قاله عن رئيس الأركان الحربية الذي سوف يأتي فيما بعده فإنني أرى أن تقييمه لم يكن دقيقا جدا من حيث دور هذين الرجلين في هذه المعادلة، أنا أرى أن العملية القضائية إذا استمرت بشكلها التي هي عليه الآن فإنها سوف تصل إلى الرجل رقم واحد وأنها سوف تقوم بتصفية أولئك الذين يعرقلون حركة عجلة الديمقراطية.


غسان بن جدو: أنا أعلم سيد شامل بأنك لا تريد أن تتحدث عن من هو الرقم واحد، لقد أعلنت هذه المسألة ولكن فهمت بأنك قلت من تعتقد بأنه الرقم واحد إلى المدعي العام أليس كذلك؟

شامل طيار: الرجل الأول في رأيي، الرجل الأول، كل واحد له تصور مختلف لأن كل واحد منا عنده تصور مختلفة ولكن أنا الذي أتوقع أن يكون هو الرجل الأول هو قائد أركان الحربية، أو قائد للأركان الحربية متقاعد وذلك لأن هنالك بعض المواصفات تنطبق عليه، الذي في بالي هو قائد أركان حربية متقاعد.


غسان بن جدو: يعني هذا خبر كبير يقوله لنا السيد شامل. قبل أن أختم مع الدكتور آسر سيد فهمي أود أن أسألك هل تعتقد بأن الأمر يمكن أن يذهب إلى النهاية أم هناك صفقة كما يقال بين جزء من الجيش وحزب العدالة والتنمية لوضع حد لهذه المسألة؟

فهمي كورو: أنا في الحقيقة من البداية ومنذ البداية، إن هناك الكثير من السيناريوهات التي أنتجها بعض الصحفيين في تركيا تناسب لسؤالكم هذا وهي في الحقيقة أحيانا قد تشوش الصورة أكثر مما توضحها، أنا لا أظن أن الأمر على ما تقولونه، إن هنالك وثيقة ادعاء مكونة من 350 صفحة والحقيقة أن هذه الوثيقة مدعمة بالكثير من الدلائل والملحقات وهذه الدلائل والملحقات غير موجودة في أيدي المحامين، موجوة في أيدينا نحن، وبالتالي..


غسان بن جدو (مقاطعا): نحن، يعني أنتم الإعلاميون؟

فهمي كورو: طبعا، طبعا، هذه الوثائق في أيدينا نحن الإعلاميين وأنا في ظني أننا بإمكاننا أن نشير بإصبعنا إلى الرجل الأول من خلال استخدام هذه الوثائق وتلك المعلومات.


غسان بن جدو: هل لديك الرقم الأول؟

فهمي كورو: أنا أفكر بهذه الطريقة أن الرجل الأول في الماضي يجب أن يكون في الماضي يتقلد منصبا مهما وأظن أنه الآن قد تقاعد وقد يكون الآن موجودا في السجن الآن، أنا أتصور أنه عسكري موجود في السجن الآن.


غسان بن جدو: دكتور آسر ما هي الآثار الاقتصادية لكشف عملية آرغاناكون؟

آسر قاركاش: أنا أريد أن أجيب منطلقا مما تحدث منه الأخ فهمي، أنا أرى أن العملية البوليسية يجب أن تستمر إلى النهاية حتى نصل إلى الرجل الأول، إنني أريد أن أقول إن الديمقراطية إذا استطاعت أن تصل إلى مرحلتها الأخيرة إذا استطاعت أن تلغي الدستور الذي وضع عام 1980 إذا استطاعت أن تحكم النظام الديمقراطي على شتى الصعد فهذا يعني أن حركة الآرغاناكون قد انتهت بشكل كامل، أما إذا صار العكس يعني إذا تعرقلت عجلة الديمقراطية وإذا وقعنا في وضع محرج في وجه الأوروبيين وإذا حكم بعض الناس بشكل ديكتاتوري عندها تكون جمعية أو جماعة آرغاناكون قد استطاعت أن تنتصر وتحقق النصر وعندها يمكن فعلا أن نقول إن آرغاناكون  قد انتصرت في ذلك الحال.


غسان بن جدو: شكرا دكتور آسر قاركاش، شكرا السيد فهمي كورو، شكرا السيد شامل طيار على هذه الحلقة، شكرا لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة، أود أن أشكر طبعا المترجمين العزيزين الدكتور برهان كورو أوغلو والأخ إبراهيم الحلالجة، طبعا شكر خاص ومميز للأخ فكري شعبان من مكتب الجزيرة في اسطنبول، الأخ يوسف الشريف مدير مكتب الجزيرة في تركيا ومصطفى أوزباش، طبعا شكر دائم ومتصل للمخرج طوني عون، مع تقديري لكم في أمان الله.

المصدر: الجزيرة