صورة عامة - حوار مفتوح
حوار مفتوح

تأثير السينما الفلسطينية في الرأي العام

تتناول الحلقة السينما الفلسطينية بين الأمس واليوم، انطلاقة بتصوير الثورة والفدائيين والحملات العسكرية الإسرائيلية مرورا بمشهد الحياة في الداخل وحماية الهوية.


– ماهية وتعريف السينما الفلسطينية
– المنهج التجريبي ومصاعب العمل
– القضايا التي تعكسها الأفلام الفلسطينية
– مسيرة الفيلم الفلسطيني وآفاقه

[مقاطع من أفلام]

ماهية وتعريف السينما الفلسطينية

 غسان بن جدو
 غسان بن جدو
مصطفى أبو علي
مصطفى أبو علي
نزار حسن
نزار حسن
هاني أبو أسعد
هاني أبو أسعد

غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم. نحن بالتأكيد لا نتمنى أي هزة أرضية للناصرة ولا لأي حبة تراب مقدسة داخل الأراضي الفلسطينية أراضي الـ48 أو أراضي الضفة الغربية وغزة، ولكن هذه الطفلة كانت تتحدث بعفويتها وبراءتها وقد سجلتها عدسة كاميرا المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد في شريطه أو فيلمه الذي شاهدتموه الآن أو مقتطفات منه في هذه المقدمة  "الناصرة 2000″، حلقتنا هذه ستناقش بشكل أساسي سينما فلسطين أو السينما الفلسطينية أو سينما عن فلسطين ولكننا سنتناول بشكل أساسي نقاط ثلاث مركزية، هل هذه السينما هي سينما تتحدث عن السياسة والثورة فقط أم يمكن أن تتحدث عن الإنسان الفلسطيني بهمومه ومعاناته بأفراحه وآلامه؟ هل إن هذه السينما وخاصة ونحن نتحدث في هذا العام عن ستين عاما على هذه النكبة هل هي أيضا جزء للأسف الآن الانقسامات الفلسطينية الحاصلة أم ليست معنية بكل هذه الأمور لا من قريب ولا من بعيد؟ إن السينما هي قيمة إن السينما هي أدب إن السينما هي بالأساس تحاكي الإنسان أينما كان بأي طريقة كانت من دون أن تتدخل في هذه الانقسامات بشكل أساسي إلا إذا انخرطت في الصراع الحزبي المباشر. وسنتحدث أيضا هل إن هذه السينما لديها خطاب خاص، آليات خاصة، جمهور خاص؟ وأين سينما الـ 48 من كل هذا المشهد، مشهد الهوية الفلسطينية؟ يسعدنا كثيرا أن نستضيف في هذه الحلقة الخاصة عميد المخرجين الفلسطينيين الأستاذ مصطفى أبو علي الذي عاد إلى بيروت أخيرا بعد سنوات ربما عشرين أو ربما ربع قرن وسوف نتحدث عن هذه النقطة. يسعدنا كثيرا أن نستضيف المخرج المبدع نزار حسن الذي قدمنا في هذه المقدمة الآن شريطه أو فيلمه "استقلال" تماما كما بدأنا في المقدمة بشريط "ليس له وجود" للمخرج مصطفى أبو علي، وكما قلت يسعدنا أن نستضيف أيضا صديق البرنامج هاني أبو أسعد، مرحبا بكم أيها السادة جميعا. أستاذ مصطفى، هذه السينما باعتبارك منذ عقود وأنت تحاكي هذا المشهد بالكاميرا وتتحدث عن الهوية الفلسطينية، هل هي السينما الفلسطينية سينما فلسطين أو سينما عن فلسطين؟

إعلان

مصطفى أبو علي: أعتقد أن اللي أنتجناه نحن في إطار المنظمة يمكن وصفها بأنها هي سينما فلسطينية خالصة وهي عن فلسطين أيضا، فأعتقد هذا نموذج من الأفلام اللي أنتجت بتمويل من المنظمة وعملها شباب فلسطينيين..


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني ألا تجدون فرقا بين السينما الفلسطينية كما نتحدث عن السينما اللبنانية سينما مصرية سينما تونسية سينما مغربية سينما أميركية سينما هندية سينما فلسطين سينما عن فلسطين، يعني بمعنى آخر هل المخرج الفلسطيني نقول إنها سينما فلسطينية لأن مخرجها هو فلسطيني ولأن الذين يتناولون هذا الإبداع هم فلسطينيون أم يمكن أن تكون السينما عن فلسطين؟ بمعنى آخر إذا وجدت مخرجا فلسطينيا يتحدث عن زمبابوي مثلا هل هي جزء من السينما الفلسطينية أم العكس؟ أستاذ نزار إذا سمحت.

السينما الفلسطينية وطنية وصفية تشرح للعالم القضية الفلسطينية لذلك جمهورها خارج الجمهور الفلسطيني وتختلف عن السينما العربية التي بها تواصل دائم بين الجمهور والمخرج والمنتج

نزار حسن: اليوم كنا بمخيم شاتيلا وانطرح نفس السؤال، خلينا نكون صريحين يعني بالعالم العربي السينما بمعنى أو مشابهة للسينما اللي بيسموها سينما وطنية باعتقد بس موجود السينما المصرية، السينما بدون ما تكون تلاقي الأشخاص اللي هنن موضوعها بمعنى أبطالها يعني إذا السينما الفلسطينية بتحكي عن الفلسطينيين أنا الشخص الفلسطيني أو اللي مرات بيسموني الإنسان الفلسطيني إذا ما هي تعرض إلي وهو بيكون الجمهور الأساسي والمشاهد الأساسي تبعها على أساس بالنهاية يكون محاسبة لصانع السينما أو للفنان السينمائي ففيها إشكالية كبيرة، بس بهذه الشغلة السينما الفلسطينية تختلف أبدا عن السينما اللبنانية أو عن السينما التونسية أو أي سينما ثانية اللي لا تعرض في دور العرض وما بيشوفها في الأساس الجمهور، يعني أنا متأكد وبعرف أنه في إشكالية كبيرة في السينمات العربية بخصوص العلاقة مع الجمهور خارج نطاق السينما المصرية اللي في تواصل دائم بين الجمهور والمخرج والمنتج إلى آخره، مش معناته هذا الشيء بيعمل السينما أحسن أو لا، هذا موضوع ثاني، فلذلك طول ما أن الجمهور تبعنا هو جمهور خارج الجمهور الفلسطيني في إشكالية. الإشكالية الثانية هو أنه بدنا نسأل حالنا سؤالا نحن المخرجين إن كنا فنانين أو صانعين بما معناه إذا كنا بدنا نعمل مهنة أو كنا بدنا نختار لغة سينمائية، مين جمهورنا؟ في رأيي في نهاية المطاف السينما الفلسطينية بلشت في شكل، إذا منحكيها بعد الـ67 مش اللي قبل هيك، بلشت في أنه بدنا نعرض القضية الفلسطينية بدنا نفرجي للعالم القضية الفلسطينية العالم كان جدا مصغر العالم هو أوروبا وأميركا، فلذلك كانت هي وصفية يعني توصف الحالة ما كانت تحليلية، بما معناه تدور مين نحن؟ شو النية اللي بدنا نبنيها..


غسان بن جدو (مقاطعا): وهذه النقطة الأساسية، يعني أخ هاني عندما أسأل بشكل أساسي لماذا بالتحديد نطرح سؤال هل السينما الفلسطينية أم السينما عن فلسطين أم سينما فلسطين؟ بالبساطة التامة لأن القضية الفلسطينية قضية مختلفة عن كل القضايا، يعني عندما نتحدث عن السينما المصرية إيه سينما مصرية تتحدث عن الذات المصرية بمخرجين مصريين بإنتاج مصري، سينما لبنانية سينما تونسية إلى آخره، لكن على سبيل المثال يعني إذا وجدت شخصا غير فلسطيني أنتج شيئا وأخرجه عن فلسطين، هل هو جزء من سينما القضية الفلسطينية أم هو خارج؟ هذا هو الذي أريده بالتحديد.

إعلان

هاني أبو أسعد: صعب التحديد لأنه بالأساس صعب التحديد مين الفلسطيني يعني تعريف الفلسطيني يعني شيء مجرد، في نظري الهوية الفلسطينية كثير مركبة ما بتقدر تحددها في هذا التصوير يعني، فبما أنه أنا باعتقد أنه برضه في إشكالية في تحديد الهوية الفلسطينية فإنه مين الفلسطيني يعني العايشين على الأرض ولا بره الأرض ولا اللي يعني ولا اللي..؟ بس يعني مثلا خلينا نقول الفلسطينية اللي عايشين على الأرض وبيعدوا حالهم إسرائيليين هلق هنن فلسطينيين يعني كله هذا يعني كله متشابك ببعض، عم بحاول مرات أبسط الأمور وباعتقد أنه مين هو الفلسطيني حاليا بالنسبة إلي؟ هو الإنسان إذا كان موجود على الأرض أو مش موجود على الأرض الفلسطينية رافض للمشروع الصهيوني، هذا تعريفي بيجوز هو مش تعريف صادق وصحيح أنا مش سياسي أعرف أو مش عالم اجتماع أعرف مين هو الفلسطيني أو.. بس علشان هيك صعب كمان تحدد مين هي السينما الفلسطينية.


غسان بن جدو: لا هو تحتاج تعديل لأن أستاذ مصطفى ليش أنا أسأل وسأختم هذا المحور بشكل أساسي أنت تعلم جيدا عندما تتحدث حتى عن المنظمة، منظمة التحرير الفلسطينية تعلم جيدا بأن طبعا العصب الأساسي هم الفلسطينيون 90% بطبيعة الحال، لكن تعلم أنه من كل أحرار العالم تقريبا انضموا إلى هذه القضية وناضلوا من أجلها ولا يزالون يناضلون من أجلها، صحيح أم لا؟ طيب هؤلاء الذين الآن هم جزء من العملية السياسية الفدائية الفلسطينية هم يعتبرون أنفسهم جزء من هذه الثورة الفلسطينية يدافعون عن القضية الفلسطينية عندما نحدد نقول هذا شاعر فلسطيني هذا مخرج فلسطيني هذا سينمائي فلسطيني هذا طالب فلسطيني، لكن السينما بحد ذاتها هل هي سينما ينبغي أن تقتصر عليكم كفلسطينيين أم تتحدث عن القضية الفلسطينية والثورة الفلسطينية؟ هذا ما أود أن أحدده خاصة وأنك مخضرم يعني منذ عقود وأنت تحاكي هذا الأمر ومن مؤسسيه بطبيعة الحال؟

السينما الفلسطينية عام 1972 كانت تعبر عن الانتماء النضالي لفلسطين ولكن عندما زاد عدد الأفلام والسينمائيين الفلسطينيين غير المنتمين نضاليا أصبح بإمكاننا عمل تقسيمات أكثر لتعريف السينما الفلسطينية

مصطفى أبو علي: أحكيك شغلة نحن بالـ 1972 كنا نحكي أن السينما الفلسطينية هي الانتماء النضالي لفلسطين، 1972 كنا نحكي هذا الشيء وهذا بيشمل بيجوز في ذلك الوقت كنا متأثرين أكثر بكل عدد الأفلام اللي أنتجت عن القضية الفلسطينية وكنا حابين نكبر المساحة اللي كانت متوفرة ولذلك أعطينا هذا التعريف وأعتقد أن هذا التاريخ لايزال صالحا لحد الآن، ولكن مع الزمن ومع تطور أو زيادة عدد الأفلام اللي أنتجت واللي أنتجت من فلسطينيين وغير فلسطينيين وأجانب أيضا يعني عرب وأجانب كلها تقريبا كان موضوعها فلسطين، هلق لأنه صار عدد كبير من السينمائيين الفلسطينيين اللي هم من أصل فلسطيني قصدي ليسوا منتمين نضاليا، فقط صار بإمكاننا في المرحلة الحالية نفصل قليلا يعني نعمل تقسيمات أكثر من هذه العمومية اللي كنا نحكي فيها اللي هي انتماء، نضال..


غسان بن جدو (مقاطعا): فالانتماء للأرض أصبح محددا إذاً؟

مصطفى أبو علي (متابعا): بعدين في مشاكل تقنية أيضا، مثلا الفيلم دائما يحسب على جنسية المنتج في العادة، بس نحن عندنا ميل ومنحب هذا الميل أنه لو كان المنتج أجنبي والمخرج فلسطيني نقول إن هذا الفيلم فلسطيني.


غسان بن جدو: جميل ربما نشاهد الآن "ليس لهم وجود" وبعدين نناقش تلك الحقبة.

[مقطع من فيلم ليس لهم وجود]

المنهج التجريبي ومصاعب العمل

غسان بن جدو: أستاذ مصطفى شعرت وأنا أشاهد هذا الفيلم كأنني أشاهد مقالا مصورا بفواصل بعناوين بتسلسل زمني، هل شعوري ممكن أن يكون أنه مقبول هو مقال مصور بس فيه إبداع يعني فيه عمل.

مصطفى أبو علي: لك الحق أن تراه كما تشاء ما في شك يعني ما فيش عندي مانع على اللي بتقوله، ولكن هذا الفيلم اللي هو مكون من تسع فقرات في محصلتهم هو الفيلم وليست أي فقرة منها، ونحن في تلك الفترة كنا نبحث عن لغة سينمائية تعبر عن نضال شعبنا، فهذا الفيلم تجريبي بتقدر تقول يعني ضمن المسعى للبحث عن لغة سينمائية، الأفلام الأخرى برضه كانت في نفس المنهج التجريبي يعني هناك فيلم مثلا "عدوان صهيوني" سيعرض في المهرجان هذا كله صامت ما فيش ولا كلمة بتنحكى برضه أسلوب آخر، كنا نبحث عن لغة سينمائية تستطيع التعبير بلغة بسيطة.

إعلان


غسان بن جدو: جميل في هذا الشريط أستاذ مصطفى طبعا نحن عرضنا فقرات قصيرة لكن في الفقرة الأولى بدأت بتصوير مخيم النبطية أطفال صغار وربما حتى شاهدناه في المقدمة ولكن استخدمت موسيقى أعتقد من حفل لأم كلثوم إذا لم أكن مخطئا وبعدئذ..

مصطفى أبو علي (مقاطعا): لرياض السنباطي الرباعيات.


غسان بن جدو: نعم لأم كلثوم، وعندما في الفقرة الرابعة على ما أعتقد عندما بدأت تظهر لنا الطائرات استخدمت سيمفونية، وعندما الفدائيين استخدمت الفدائي تلك يعني الشهيرة لكم، أود أن أفهم يعني استخدامك لهذه الموسيقى موسيقى مختلفة تماما، لماذا استخدمت بهذه الطريقة، أم كلثوم، فدائي بطبيعة الحال مشهورة جدا، وسيمفونية وتتحدث عن طائرات لماذا؟ أنت تبحث عن لغة سينمائية ونحن نتحدث الآن عام 2008 ولكن نريد أن نعود بك إلى عام 1974 أو 1972 على ما أعتقد.

مصطفى أبو علي: شوف وسائل المخرج هي الصوت والصورة، والصوت ممكن يكون الكلمة أو التعليق ممكن يكون الموسيقى أيضا وزاد الصورة، هذه عناصر تكوين الفيلم الأساسية، أنا كنت أجرب بهذه العناصر..


غسان بن جدو (مقاطعا): أنا أفهمك، لماذا استخدمت هذا النوع من الموسيقى؟ يعني أم كثلوم وأنت تتحدث عن مخيم النبطية يعني مثلا لو ربما شخص آخر وهو يتحدث عن مخيم النبطية شو يعني مخيم؟ أنتم عندما تريدون أن تظهروا المخيم يعني أنتم تريدون أن تظهروا لنا المعاناة تريدون أن تظهروا لنا الناس كيف عايشة فأنا لم أكن أتوقع، مش أنا كغسان بن جدو يعني شخص آخر ربما يتوقع أغنية أخرى تتحدث عن المعاناة والبكاء والحزن ولكن استخدمتم أم كلثوم، عندما الفدائيين كان طبيعيا جدا أن تستخدم فدائيين لكن عندما جاءت طائرات استخدمت سيمفونية..

مصطفى أبو علي (مقاطعا): أستاذ هي لباخ كونسرتو.


غسان بن جدو: باخ نعم، هل إن مثلا.. أنا أقول لك ما الذي فهمته وقل لي من فضلك إن كان فهمي صحيحا أم لا، فهمت عندما صورت لنا مخيم النبطية بكل معاناته، وأنا اخترت بالمناسبة الأطفال يعني الأطفال اللي ربما أصبحوا الآن كهولا، كأنك قلت إن هؤلاء بشر يسمعون أم كلثوم ويسمعون فيروز، ليسوا بالضرورة أن يسمعوا فقط الأغنية الفلسطينية الثورية، وعندما استخدمت فدائي كان طبيعيا متناغما مع الفدائيين، وعندما استخدمت سيمفونية باخ مع الطائرات الإسرائيلية كأنني شعرت هكذا أنك تتهكم من الفلسطيني أو تقول إنهم نازيون وهم يتفرجون وهم يتلذذون، يعني بمعنى آخر هم يستمعون إلى السيمفونيات ويغنون ويرقصون ولكن يرسلون طائراتهم يقتلوننا، هل فهمي دقيق أنا كمشاهد؟

مصطفى أبو علي: فهمك صحيح أستاذ.

عندما استخدمت سيمفونية باخ مع الطائرات الإسرائيلية مثل ذلك مشهدا تاريخيا لأنه عبر عن الحضارة الغربية التي جاءت بسيمفونيات والوجه الآخر لها طائرة تكلف المليارات لقتل الأطفال في النهاية

هاني أبو أسعد (مقاطعا): وأنا بحب أجاوب على السؤال مع أني مش أنا المخرج، بس في نظري قراءتي كان يعني هذا مشهد تاريخي في نظري لأن المشهد عن شو عبر؟ عن الوجه الآخر للحضارة الغربية اللي هو شو يعني أن الحضارة الغربية اللي جاييتنا بسيمفونيات مركبة والوجه الآخر هي طيارة بتكلف مليارات بس بتقتل أطفالا بالنهاية فكان تركيبا موفقا على الآخر، وفي نظري مشهد تاريخي يعني لأنه ورجا..


غسان بن جدو (مقاطعا): أنا معك أنه مشهد تاريخي لذلك أنا قلت وربما أن كل واحد ممكن شو بيشعر وشو بيحس ولكن كأنك قلت أنت لم تظهر وهم القادة الفلسطينيين – وغولدا مائير هي في ذلك الوقت بالمناسبة- لم تظهر الحاكم الإسرائيلي وهو يستمع إلى باخ ويرسل طائراته من دون أن تظهره ولكن هكذا شعرنا. على كل حال هي لغة سينمائية ينبغي أن نتحدث أنا وأنت نتحدث في منتصف السبعينيات بتلك الآليات بتلك الطريقة، أنا قلت إنه مقال مصور ولكنه مقال مصور مبدع وأنا أحرض الناس على أن يشاهدوا ذلك الفيلم، 1972 أو 1974 وبعدئذ نناقش استقلال الناصرة 2000، ولكن بعد هذا الفاصل. مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا لنعود معها لاستكمال حوارنا المفتوح مع ثلاثة مبدعين سينمائيين فلسطينيين.

[فاصل إعلاني]

 [مقطع من فيلم استقلال]

غسان بن جدو: يبدو أن الأخ حسين سليمان لم يصبح أول وزير عربي داخل إسرائيل، أولا قبل أن ندخل حيثيات هذا الشريط أخ نزار هو سؤال أولا كيف تعملون في الداخل؟

نزار حسن: من أي ناحية يعني؟


غسان بن جدو: في نهاية الأمر يعني أنتم تطلبون الإذن من السلطات الإسرائيلية لتعملوا شريطا، يعني هل في رقابة معينة هل في تضييق هل في أنه لازم تقدموا مثلا السيناريو إلى السلطات الإسرائيلية السلطات الأمنية إلى سلطات معينة لست أدري من؟

إعلان

نزار حسن: لا أبدا أبدا بيتعلق وين بتصور أنت ويتعلق شو بتعمل وإلى آخره فهذه خلينا نكون صريحين يعني ما في.. نحن ما منشكل كسينمائيين أي نوع من التهديد، على الشيء الموجود يمكن على صعيد متواصل وشغلة ثانية خلينا نقول نحكي بصراحة يعني أن هم ما بيخافوا من الشريط السينمائي الفلسسطيني أو السينما الفلسطينية لأنها بتصارعهم بالحلبة تبعتهم الحلبة تبعتهم هي أوروبا وأميركا وهناك هم محفوظون لأنهم جزء من النسيج الأوروبي والأميركاني، فعلى كل فيلم فلسطيني في شي ثلاثين فيلم إسرائيلي وإلى آخره وبرمجة أفلام فلسطينية في التلفزيونات الأوروبية إلى آخره، بيقابلها دائما برمجة إسرائيلية وفي كمان المسؤولين عن البرامج اللي بيبرمجوا أفلامنا هم يهود في..


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني هذا الرقم الآن دقيق؟ يعني 1 من 30 عن كل فيلم فلسطيني..

نزار حسن (مقاطعا): يعني OK لازم أكون دقيقا ما بقدر بس أكيد أكيد أكيد 1 لـ 20 أكيد يعني أفلام تسجيلية إسرائيلية بدون شك في تقريبا مائة فيلم في السنة في الحد الأدنى مقابل شيء ثلاثة أو أربعة فلسطيني من كل أنحاء العالم.

القضايا التي تعكسها الأفلام الفلسطينية

غسان بن جدو (مقاطعا): طبعا ذكرت نقطة دقيقة ولكن ربما سنناقشها لاحقا مع الأخ هاني يعني قضية أنهم لا يخشون الفيلم الفلسطيني لأنه يبقى هناك، هم يخشون ربما أن تخاصمهم في الساحة الغربية أو الساحة الأوروبية أو الساحة الأميركية. قصة هذه المدرّسة أنا لاحظت يعني طبعا نحن حكينا القصة في البداية في المقدمة لكن لاحظت في بداية الشريط نحن ما أظهرنا الحقيقة أنه أحدهم قال لك بلاش هالقصة يعني ما تحكي لنا الله يخليك عن هذه القصة وحتى الأخ الأخير بعد إلحاحك وهو محجم عن الحديث، في خوف؟

نزار حسن: الفيلم بدون شك فيه خوف بس نحن منحكي عن 1994 وكان في خوف كبير يمكن فيلم "استقلال" هو الفيلم اللي أظن  كسر هذا الخوف كسره كسره يعني وبلاش أتحدث وبلاش كمان أن آخذ لحالي إطراءات على هذا بس بعرف أن فيلم "استقلال" كسر هذا الخوف وكان في.. طبعا قبل كمان انحكى عن الموضوع بس ما انحكى بشكل صريح وبشكل جماهيري وأن الكل يحكي عنه بس الفيلم بالذات هو جاي يحكي عن الضحية اللي بدها صراع البقاء بدها تضلها في وطنها بدها تعيش الحياة اليومية وإلى آخره، أول شيء بتتقمص خطاب القوي أو كيف القوي بده يشوفني فطول الوقت أنا مستعد أغني له عيد استقلاله وإلى آخره، وبالخفاء لو تابعت الشريط كمان نحن كنا نسمع قصصا ثانية أن هي مش دولة إسرائيل هي فلسطين يحكوا لنا عن 48 وإلى آخره، فأنا حاولت أشوف كيف ممكن الضحية أول شيء تبلور خطابها نفسه وتحكي مع القوي في هذا الخطاب، وشغلة ثانية كيف صراع البقاء تبع الضحية اللي..


غسان بن جدو (مقاطعا): جميل، هناك نقطة إذا لاحظت في البداية عندما سألتهم أعتقد المدرّسة أن هذا العلم ما الذي يرمز لكم؟ واحد قال البحر المتوسط يعني هو هكذا فهمه مع أن هي من البحر إلى نهر الفرات والآخر قال أنا بحرقه وصار في جدل والمدرسة قالت لهم لا خليه يناقش. طيب اللي حابب أفهمه أن هذه مدرسة كلهم عرب يعني تلاميذ التلامذة كلهم فلسطينيون هناك، طيب هل هذا يعكس انقساما أيضا داخل الفلسطينيين أنفسهم؟ هناك من هو ذائب يعتبر بأنه بالفعل إسرائيلي ويفهم هذا العلم وهذا اليوم الاستقلال؟ يعني في انقسام بهذه الطريقة واحد يشعر بنفسه غير السياسيين؟ يعني هناك سياسي ربما عنده مصالح أخرى بس حتى..

نزار حسن (مقاطعا): في شغلة واحدة قصة الذائب، ما في ذائب ما في ذائب أبدا، ذائب بما معناه أنه انتهى ثقافته العربية ثقافته الفلسطينية إلى آخره..


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني هذا الوزير الآن بالحكومة الفلسطينية وبالكنيست شو بتسميه؟

نزار حسن: لا، لا، في شغلة واحدة اللي هي كمان الوطنيين الكبار يعني في إشكالية كبيرة، السؤال المطروح هو ودائما انطرح وهذا سؤال وما تنساش أن الفيلم هذا أجا جواب كمان على أوسلو في 1994 أصاب خيبة مرعبة الفلسطينيين في الداخل أن نحن طلعنا من المعادلة الفلسطينية ككل، بتذكر بسام أبو شريف شو مع المستوطنين اللي في الضفة الغربية؟ فقال ما عندكم أنتم العرب إلا أنتم، كانت صدمة لكثير كثير ناس أنه أنت بتقارننا مع.. يعني شيء.. هلق الناس هناك بدها تعيش هل أنا بقدر أحل مشاكلي؟ السؤال دائما هل بقدر أحل مشاكلي من خلال النضال الفلسطيني ولا من خلال الاندماج في المنظومة التي تسمى إسرائيل؟ هذا هو السؤال اللي كان في حالة أوسلو لما أجت وقالت انتهينا منكم صار في بلبلة مرعبة يعني وبلبلة هي أنه فجأة ظهرت هذه الوجوه اللي بتقول بالعكس بدنا نفوت في النضال في الكنسيت وإلى آخره، يعني المشكلة مش مع رئيس المجلس إنما المشكلة مع اللي طرح طروحات وطنية بس في داخل دولة إسرائيل.


غسان بن جدو: ممكن تضيف في هذه النقطة أستاذ هاني قبل أن نشاهد الآن فيلمك الناصرة 2000، حول هذه النقطة بالتحديد قضية الهوية قضية الاندماج قضية الصراع قضية.. لأني أفهم الآن بعد أوسلو الناس أصبحت تقول أين نحن؟ ما الذي يمكن أن نفعله؟ كيف ممكن تعبر عنه؟

هاني أبو أسعد: لا هو مش بس أوسلو اللي وضعنا طول الوقت في مأزق كنا نحن من الـ 48 بلش المأزق تبعنا لأنه طول الوقت كان في مشاريع مختلفة من الكيان الصهيوني علينا وكل مرة كنا نأخذ يعني تقمص جديد كيف أن نضلنا موجودين على الأرض وبنفس الوقت نحافظ على هويتنا العربية الفلسطينية وبنفس الوقت ما نطردش من الأرض، فهذا التخبط موجود من 48. أوسلو طبعا زاد التخبط، لا، نحن كنا معدودين على الشعب الفلسطيني داخليا وعلى المنظمة، والمنظمة فجأة قالت إنه أنتم بره المعادلة فصار يعني في فراغ وصار في طرح جديد لـ.. طيب وين نحن موجودين؟ وصار في طروحات اللي هي كمان أساءت، منها أساءت ومنها حسنت لأنه في نظري اليوم شو عم يصير أنه في كثير في وعي ووعي جاد من قبل الأجيال الجديدة على وين هنن موجودين بالخارطة السياسية الفلسطينية.


غسان بن جدو: هذا عن فلسطين الداخل بشكل عام، ولكن ماذا عن الناصرة بشكل أساسي منها أنت ومنها أخونا نزار؟ "الناصرة 2000" لهاني أبو أسعد.

[مقطع من فيلم الناصرة 2000]

غسان بن جدو: بس هذا كان عام 2000 أخ هاني يعني أنت كنت في أمستردام بعدين أصبحت في هوليوود يعني في الولايات المتحدة الأميركية كانت عم تحكي معك السيدة الوالدة المحترمة يعني قبل سنوات، الآن تغربت كثيرا هل ستعود أم ستبقى؟

هاني أبو أسعد: لا عدت صار لي حوالي أربع أشهر تركت في السكنى يعني شغلي بعده مربوط بهوليوود بس بيتي الأساسي رجعته على الناصرة.


غسان بن جدو: لماذا؟

هاني أبو أسعد: لأني حاليا أنا موجود في فترة الأولويات تبعاتي هي المجتمع وعلاقة الإنسان بالمجتمع، فبأول طلعتك شابا بتكون الأولويات تبعتك وين بتقدر تتعلم بعدين بتصير الأولويات وين بتقدر تشتغل، حاليا الأولوية الأساسية تاعتي أنه كيف علاقتي أنا مع المجتمع، هذا أهم بكثير من شغلي أو من وين بقدر أتعلم..


غسان بن جدو (مقاطعا): مقطع الناصرة 2000 بطبيعية الحال تتحدث عن تلك القصة التي حصلت بين مسيحيين ومسلمين حول مسجد وحول كنيسة وحول أرض، ولا نريد أن نعود إلى تلك المرحلة الأليمة بطبيعة الحال ولكن لخصتها. أنا سؤالي الآن سأتحدث معك كسينمائي يعني، كيف مقبول أنك بلغتك السينمائية – وسأتحدث بعدين مع الأستاذ مصطفى حتى يلخص لنا اللغة السينمائية- أن تأخذ من عائلتك نموذجا؟ يعني حضرتك، السيدة الوالدة، جدتك، شقيقتك، وابنة شقيقتك اللي حكت في البداية عن الزلازل، كيف هذا؟

هاني أبو أسعد: يعني متبع جدا وأنا ما جبت شيء عندي من جديد وعادة السينمائي دائما بيحاول يدور على علاقته مع محيطه، ففيلم "الناصرة 2000" كنت أدور على شغلتين علاقتي أنا بالسينما وعلاقتي مع وطني مع بلدي اللي هي الناصرة وعلاقة السينما فيي، فكانت هي محاولة بحث.


غسان بن جدو: يعني ربما طبيعي سؤالي عندما ذهبت والتقيت الشهيد الكبير ياسر عرفات لأنه في المقدمة شفناها كيف صار هذا الأمر؟

هاني أبو أسعد: يعني أنا صريح يعني كنت لازم أوفق أن نحن ننتمي إلى الشعب الفلسطيني وبالنسبة لنا عرفات ما أنه بعد أوسلو على الأوراق تخلوا عنا، بس بالأفلام اللي كنت حابب أطرحه أن نحن ننتمي لهذا الشعب يعني مش خارجين، فمهم عنا السيد الشهيد ياسر عرفات شو كان يفكر يعني وشو بيفكر عنا..


غسان بن جدو: شو رأيك بهذه النقطة أستاذ نزار؟

نزار حسن: يعني ما في اليوم ما في أي.. خلينا نحكيها بطريقة مختلفة كليا، الشعب الفلسطيني مقسم موجود في محلات كثيرة اقتصاديا مختلف كليا اجتماعيا صار مختلفا كليا في شيء بيوحده الآن هو ثقافيا، أنا كثير سعيد أن..


غسان بن جدو (مقاطعا): ثقافيا؟

نزار حسن: ثقافيا..


غسان بن جدو (مقاطعا): فقط؟

نزار حسن: لحظة شوي خليني بس أكملها، أنا كثير سعيد أنه نحن اللي موجودين هون من خلال السينما متمسكين كل هالقد بأن نبني شي هوية فلسطينية فوق الحدود اللي موجودين فيها الفلسطينيون إن كان في لبنان إن كان في تونس إن كان في أمستردام أن كان في الناصرة أو في أي مكان، نحن في السينما باللاوعي وبالوعي تبعنا منحاول نتمسك أنه في شعب فلسطيني فلذلك في نهاية الأمر قديش ممكن نهاجم السينما اللي نحن بنعملها؟ عملت شغلة واحدة هي الخيط الرفيع المهم جدا جدا اللي ماسكنا لحد الساعة، في محاولات كثيرة برأيي اللي قاعدة تنزله من هون ومن هناك حتى.. وبالذات عنا في الداخل في سينما برأيي قاعدة تبلش اسمها سينما عربية إسرائيلية خلينا نعترف فيها، وهي خطيرة جدا برأيي خطيرة جدا اللي بتشوف أن القصة بلشت في أنني أنا مواطن داخل دولة إسرائيل وليس شخصا أنتمي إلى شعب، ولذلك اللغة كمان السينمائية تبعتهم كثير كثير بتشبه السينما الإسرائيلية ولا تشبه السينما اللي نحن ومصطفى بيحكي عنها اللي هي طول الوقت في الصراع مع ذاتها اللي طول الوقت بتحاول توجد قواعد جديدة لها OK؟ فمن هذه الناحية بدون شك بالوعي واللاوعي تبعي يعني عنا جدالات طويلة عريضة مع القياديين بس منعترف أنه في شيء، ولذلك برأيي أنه ما في أي فلسطيني اليوم منقدر نقول إن هذا فلسطيني هذا مش فلسطيني ويروح يوقع أن فلسطين هي الضفة ولا فلسطين هي الناصرة، لا.

مسيرة الفيلم الفلسطيني وآفاقه

غسان بن جدو: أستاذ مصطفى، هل تشعر بعد كل هذه العقود بأن ما بدأتم به كان وتادا صغيرة أصبحت إمبراطورية كبيرة ليس بالمال ليس بالإنتاج، ولكن من حيث تأثيرها ومن حيث امتدادها إليكم إلى الموجودين في الخارج إلى الموجودين في الداخل حتى 48؟

مصطفى أبو علي: تقصد أستاذ غسان السينما الفلسطينية؟


غسان بن جدو: نعم السينما يعني هذه السينما الموجودة في 48 هي طبعا سينما فلسطينية بمفهومك أليس كذلك؟

مصطفى أبو علي: ما في شك.


غسان بن جدو: بلا شك، طيب هل تشعر بعد هذه العقود هل تشعر بأن هذا الجنين الذي بدأتم به عن سينما فلسطينة أصبح شابا كبيرا يافعا ومؤثرا، السينما الفلسطينية أو سينما فلسطين؟

مصطفى أبو علي: طبعا، يعني صحيح أن نحن بدأنا مبكرا، هو اللي حصل بالضبط أنه دخلت أجيال جديدة لهذه السينما وهذا شيء جميل، وازداد العدد أضعافا يعني نحن كنا بيجوز نفر قليل ثلاثة أشخاص بلشنا هذا النشاط عام 1968، الآن إذا بتعد السينمائيين بيجوز تلاقي..


غسان بن جدو (مقاطعا): عام 1968 يعني أربعين عاما يعني 2008 نحن الآن أربعين عاما.

مصطفى أبو علي: بالضبط صار لنا نحن في هذا الاتجاه، بس الآن إذا بتحسب كم مخرج وكم سينمائي أعداد كبيرة جدا أعتقد تتجاوز المائتي شخص حاليا هدول لم يعرف عنهم، ولكن بالرغم من هذا العدد الكبير لا يزال نحن بحاجة أن نجد مصادر لمساعدة هؤلاء السينمائيين، لا زال السينمائي الفلسطيني لا يعرف أين يتوجه، يعني القليلين أمثال الأستاذ هاني بيجوز نزار حل مشاكل التمويل نوعا ما، بس الغالبية الغالبية لسه..


غسان بن جدو (مقاطعا): ما هي مشاكل التمويل؟

مصطفى أبو علي (متابعا): ما بيعرفوش وين يروحوا لا في قطاع خاص ولا في قطاع عام يعني ما فيش عنا منتج سينمائي هذه مشاكل نحن منواجهها.


غسان بن جدو: هي ربما بتصور بسيطة، على الأقل الأن ممكن نقول لمن تبرع على سبيل المثال لإحدى حدائق الحيوانات في إحدى العواصم العربية بعشرة مليون دولار، يمكن مثلا أن يخصص خمسة مليون دولار لمثلا للإنتاج السينمائي الفلسطيني..

مصطفى أبو علي (مقاطعا): إيدي بحزامك اقنع لنا ياه.


غسان بن جدو: طيب كثير كويس، آخر سؤال أستاذ هاني، عندك هذه التجربة كما قلت يعني في الداخل وفي الخارج والنقطة التي أثرتها مع الأخ نزار بشكل أساسي، هل إن خطابكم السينمائي الفلسطيني يختلف من الجمهور الفلسطيني والجمهور العربي إلى الجمهور الغربي؟ يعني "paradise now" الجنة الآن مختلفة عن "الناصرة 2000" مختلفة عن كل هذه الأفلام؟

هاني أبو أسعد: يعني اللي تفضلته مظبوط أن كل فيلم مختلف عن الآخر وأن كل فيلم تجربة جديدة وكل فيلم بحث جديد..


غسان بن جدو (مقاطعا): الخطاب الموجه للخارج، الأخ نزار طرح نقطة في غاية الدقة وفي غاية التعقيد، الإسرائيلي لا يخشى الأفلام التي أنتم تروجونها في الداخل يخشى أنه ربما تصبحون مؤثرين في الخارج.

هاني أبو أسعد: لا هو قاصد بالعكس.


غسان بن جدو: كيف بالعكس؟

هاني أبو أسعد: قصد أن إسرائيل ما بتخافش من الأفلام اللي منعرضها بالغرب لأن الغرب معركة خسرانة مسبقا لإلنا لأن إذ كان نحن منقدر نعرض فيلما..


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني إسرائيل تخشى الأفلام الموجودة في الداخل؟ تخشاكم؟

هاني أبو أسعد: طبعا طبعا.


غسان بن جدو: بس هذه نقطة مهمة جدا إذاً عملتم ثورة.

نزار حسن: بدون شك عملنا ثورة..


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني السينما في الداخل الآن أصبحت مؤثرة بشكل كبير.

هاني أبو أسعد: لا تفزعش علينا..


غسان بن جدو: لا بالعكس.

نزار حسن: لا بس بدي أحكي لك شغلة جدا بسيطة في الآخر، يعني أنه في شيء كثير ملفت للنظر أنه السينما المستقلة الفلسطينية اللي بعد الجيل تبعي تقريبا خلقت في الناصرة، يعني عندك ميشيل خليفة عندك هاني أبو أسعد عندك إيليا سليمان عندك نزار حسن وفي كثير، عندك علي نصار..

مصطفى أبو علي (مقاطعا): ميشيل خليفة.

نزار حسن: حكيته أول واحد ميشيل خليفة كيفه، ففي سؤال مهم جدا ليش هناك خلقت السينما الفلسطينية؟


غسان بن جدو (مقاطعا): يعني نحن نتفق على أن هذا الملف ينبغي أن يفتح من جديد ينبغي أن لا يغلق أبدا من خلالي ومن غيرنا، ونحن شاكرون جدا لما تفضلتم به من مشاركة ومن كلام وربما خلال هذا العام سوف نستضيفكم لاحقا، سيكون لنا شرف كبير أن نستضيفكم لاحقا بشكل متخصص أكثر. شكرا لك أستاذ مصطفى أبو علي عميد المخرجين السينمائيين، شكرا لك الأخ العزيز نزار حسن، شكرا لك عزيزي هاني أبو أسعد، شكرا لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة، أود أن أشكرر أو أكرر الشكر بشكل خاص للأخت إيليان الراهب شكرا لوداد بكري، جهاد نخلة، ناجي بحوث، نعيم صابر، غازي ماضي، جورج نصار، جوني نمر، داني عاقوري، شادي شلهوب، طوني عون، مصطفى عيتاني، مع تقديري لكم، في أمان الله.

المصدر: الجزيرة