الجزيرة: صورة عامة مع غسان بن جدو- حوار مفتوح
حوار مفتوح

تدهور الأوضاع في المنطقة العربية

تبحث الحلقة في سبب الفتن المتنقلة في المنطقة العربية، اقتتال داخلي في فلسطين، وعنف بالعراق وتفجيرات واغتيالات في لبنان، لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد من التدهور عربيا؟

– أبعاد التدهور الأمني على الساحة الفلسطينية
– الاقتتال الداخلي الفلسطيني ودور القوى الخارجية
– تداعيات أحداث غزة على الواقع الفلسطيني


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، نحتاج كلاما أكثر من صريح في مرحلة عربية أكثر من حرجة وواقع إقليمي أكثر من معقد وإطار دولي أكثر من ضاغط، نحتاج كلاما أكثر من صريح عن مفردات الساحة الفلسطينية المرتبكة والمربكة لأن الكل يسأل لما الحرب المفتوحة بين حركتي فتح وحماس، نعم لا أحد راض بالدم الذي سال ولا يزال لكن بعيدا عن الكلام المكرر عن رفض الاقتتال الداخلي وصراع الأخوة أهو صراع على السلطة؟ عن أي سلطة؟ أهو صراع على قطف ثمرة تسوية؟ أهناك أصلا مفاوضات كي نتحدث عن تسوية التسوية ذاتها التي بات ذكرها بمثابة مهزلة، أهو صراع على قيادة الشعب الفلسطيني وتثبيت شرعية ما؟ أهو صراع رؤى استراتيجية متباينة وربما متناقضة حول حاضر ومصير القضية الفلسطينية بكاملها؟ أهو صراع قوى خارجية على ما بقي من تراب فلسطيني بأيدي فلسطينية أم ماذا بالتحديد؟ نحتاج كلاما صريحا عن الكارثة العراقية الفضيحة المستمرة بلا خجل من صانعيها ولا وجل من أدواتها ونحتاج كلاما عن هذا العنف الذي يحصد مدنيين ويستهدف مقدسات ولا نتحدث هنا طبعا عن عمليات المقاومة ضد قوات احتلال، نحتاج كلاما صريحا عن الجرح اللبناني النازف أمنيا بالتفجير والقتل الاغتيال والنازف سياسيا بهذا التشظي المحير في رداءته والعناد البائس في لا مسؤوليته، نحتاج كلاما مباشرا عن سؤال مباشر أهناك رابط يلف العنق العربي لينزله إلى هذا الدرك الأسفل من التدهور الذي نعيشه رابط يسميه البعض مؤامرة وخطة موضوعة وتنفذ بدراية منهجية أم أن ما يجري في لبنان وفلسطين والعراق وغيرها من الساحات منفصل عن بعضه؟ وإذا جاز لنا أن نفكر في أفق منظور لحاضر لم يعد يحتاج منظارا فإننا نسأل هل نحن مقبولون على تغييرات استراتيجية إزاء كل ما يجري بمعنى تغييرات في حجم وكيفية الهيمنة الأميركية وفي الحضور العربي أكان مصريا أو سوريا أو سعوديا أو أردنيا أو إيرانيا بالإضافة إلى تأثيرات ما يجري في غزة فلسطينيا وإقليميا وحتى مستقبل حركات المقاومة في المنطقة؟ نستفيد في هذه الحلقة بمتابعة الباحث وقراءة الاستراتيجي السيد أنيس النقاش منسق شبكة أمان للدراسات الاستراتيجية ونستزيد من القاهرة بخبرة الدبلوماسي وتحليل القريب من دوائر القرار الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب المصري طبعا وكالعادة معنا حضور كريم هذه المرة اخترنا فقط أن يقتصر على حضور كريم فلسطيني فأنتم في قلب الساحة والساحة هي الحدث، مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا على وقفة نعود معها مباشرة للبدء في حوارنا المفتوح.

[فاصل إعلاني]

أبعاد التدهور الأمني على الساحة الفلسطينية

غسان بن جدو: مشاهديّ الكرام أهلا بكم أذكر وأشير بأن حلقتنا هذه هي على تخوم مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية التي تشاهدونها الآن، سيد أنيس النقاش هي فتن متنقلة من فلسطين للعراق إلى لبنان على الأقل هذه الساحات الآن التي فيها يعني هذا التدهور الأمني والتشظي السياسي الكبير، هل هي فتن متنقلة مترابطة بأزمة واحدة يسمونها ويسميها البعض بالمؤامرة أم هي كل واحد منفصلة عن الأخرى؟

أنيس النقاش – منسق شبكة أمان للدراسات الاستراتيجية: أستاذ غسان قد يكون الحدث في الليلة بعد ما رأيناه في غزة هو حدث مؤلم بطبيعته بسبب قربه لعقول وقلوب الأمة العربية والإسلامية لأن ما حصل حصل على أرض فلسطين وهي القضية المركزية لهذه الأمة وحصل بين قوتين مناضلتين من المفترض أنهم يجاهدون ويقاتلون ويقاومون عدو مشترك وأن الشعب الفلسطيني بتاريخه العريق من القتال والنضال كان من الصعب التصديق بأن يفقد البوصلة أو أن يختلف على تحديد من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء ولذلك الحدث جدا خطير وكبير ولكن اليوم عندما سنكشف ما لدينا من معلومات ونحلل طبيعة الأحداث وخلفياتها كما أعتقد سيكتشف المشاهد أن حجم المؤامرة وحجم الخطط وحجم الأموال التي وضعت لهذه المسائل ولهذه الأهداف هو الذي يفسر عمق الجرح وخطورة الصورة ولكنه في نفس الوقت يعطينا أمل لأننا الحمد لله وبعونه نسير على هدى ونحن نعرف كل هذه المخططات ونعرف كل أبعادها ولذلك سنؤكد كما أيضا في هذه الحلقة بالتحليل كيف أن كافة هذه المؤامرات تنقلب على الأعداء بحيث تبقى وتصبح كما قال أحد كتابهم الأوهام الكبرى التي سقطت فيها الولايات المتحدة وقد تكون آخرها في فلسطين بإذن الله، سؤالك هل أن هذه الأمور مترابطة؟ نعم هي مترابطة ضمن استراتيجية واحدة وهذه الاستراتيجية بدأت في أفغانستان ولم تبدأ في العراق ولم تنتهي في فلسطين، بدأت في أفغانستان لأننا رأينا أن العدو عندما قرر الهجوم على أفغانستان لم يستعمل قواته ولم ينزل جنوده إلى الأرض بل درس طبيعة الصراعات الأفغانية فوجد أن هناك تحالف الشمال اتصل به كما كتب بوب وودوارد بالتفاصيل بأن الولايات المتحدة خاضت حربها في أفغانستان عن طريق القصف الجوي ومائة وخمسين ضابط (CIA) كانوا مقسمين إلى ثلاثة فرق، الفرقة الصغيرة هي حاملي حقائب التي كانت تذهب لشراء مسؤولي تحالف الشمال والعشائر والقبائل التي كانت مختلفة مع طالبان لعدة أسباب والقسم الآخر هو حاملي (GPS) وأجهزة اتصالات الذين كانوا يحددوا المواقع ويرشدوا الطائرات والقسم الثالث هو الذي كان مخول إعادة تدريب تحالف الشمال وتجهزيه ومده بالسلاح وتوجيه خطاه للمعركة وبالتالي الولايات المتحدة خاضت حربها في أفغانستان عن طريق التناقضات الأفغانية التي أدت أن تكسب الحرب من خلال القصف الجوي فقط وانتصار تحالف الشمال على طلبان، جئنا إلى العراق قبل دخول المعركة رصدنا كم هائل من المقالات بما يسمى الخطة الإعلامية لتسميم العقول في المنطقة، كانت خلفية هذه الخطة تهيئة ساحة المعركة ليس من الناحية العسكرية فقط بل من الناحية النفسية والاجتماعية والسياسية، وجدنا كم هائل من المقالات في الصحف العربية وليست فقط في الصحف الدولية تتحدث عن التناقضات المذهبية وعن تقسيم الشعب العراقي بالأسماء المذهبية بالتالي لكي تحضر ساحة المعركة بأن يكون الشعب العراقي منقسما بين فصائله، هم لم ينطلقوا من فراغ كان هناك أسس ولكنهم درسوا هذه الأسس ودرسوا هذه التناقضات وحضّروا مسرح العمليات بوقائع انطباعية، هذه تسمى عمليات سيكولوجية لتحضير ساحة المعركة فبالتالي انقسم الشعب العراقي بين مَن يريد المقاومة ومَن لا يريد المقاومة إلى أن أتينا وشاهدنا حجم الانقسام الذي يحصل على الساحة العراقية من مجازر من انقسامات، هذا التقرير الذي بين يدي اليوم كل مَن يطالعه لا يحتاج لا للبحث على أنه هل هناك مؤامرة، هذه خطة استراتيجية تدرّس في جامعة العمليات الخاصة المشتركة في الجيش الأميركي تدرس للضباط عنوانها كيف نقسم الأعداء، قُسمت إلى فصل أول متخصص في أفغانستان وتحدثت مختصر عنه، جاء إلى العراق وتحدث كيف قسمنا الشعب العراقي هم يتحدثون عن كيف تقسيم الأعداء يعني لكي لا نستعمل كل قدراتنا النارية لنتركهم أن يتقاتلوا.

غسان بن جدو: ما علاقة كل ما يحصل في غزة بما يحصل هناك؟

أنيس النقاش: سنأتي إلى غزة هذا ما حصل في أفغانستان وهذا ما حصل في العراق، في غزة الإحصاءات الأميركية تقول نسبة المقاومة في الشعب الفلسطيني هي أعلى نسبة في العالم بنسبة ارتباط المقاومة لنسبة عدد السكان 3.5% وهذه المقاومة على مر السنين لم تستطع إسرائيل أن تقمعها ولم تستطع أن تقضي على انتفاضتها الأولى ولا انتفاضتها الثانية وهي اليوم بعد انسحابها من غزة لا تستطيع أن توقف قصف الصواريخ على سيدروت ولا تستطيع أن تتخيل حجم الانتفاضة الثالثة القادمة نتيجة استعداد الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال بعد هزيمة العدو الصهيوني في لبنان وفى حرب تموز واندحاره من لبنان، فإذاً لا يمكن لهذه القوى أن تنتصر على المقاومة عليهم أن يلجؤوا لنفس الأسلوب الذي استعملوه في أفغانستان واستعملوه في العراق وهو تقسيم الشعب، الذي حصل اليوم أنهم درسوا الخطاب الفلسطيني لأنه هناك خطابين، خطاب يعتقد وهذا حق له هذا عقله يحب هذا الشكل أن ليس هناك إمكانية أن نحقق شيء من خلال المقاومة وأنه ليس علينا إلا أن نقبل ما يعرضه علينا العدو ومن ورائه الولايات المتحدة وما يسمى بالمجتمع الدولي والرباعية الدولية وخطاب آخر يقول لا علينا أن نستمر بالمقاومة لأن وضع العدو الصهيوني مختل ويمكن أن نحقق انتصارات ونأتي بمكاسب للشعب الفلسطيني أكثر من ذلك، ضمن هذا الخطاب الذي هو خطاب مشروع في التحليل تبدأ العملية السرية التي تهدف إلى تربيط الشبكات مع الأطراف المختلفة ومدها بالمال وبدء عملية إعلامية من أجل رسم صورة من الضبابية تخون الطرف الطرف الآخر.

غسان بن جدو: حدد مَن يعني مَن يدفع؟

أنيس النقاش: اليوم لكي نأتي إلى نتيجة هذه العملية لأنها أخذت مدة طويلة نأتي إلى نتيجة اليوم نأخذ صور توضح المسألة، كل إنسان فلسطيني يستطيع أن يقف غدا أمام المرآة ويسأل نفسه قوى الأمن الفلسطيني التي اليوم هُزمت في غزة، أنا لا أسمي هذا انتصارا لطرف على طرف ولكن ضربت مقارها الأمنية وتقريبا لم يعد لها وجود في غزة، مَن المسؤول عن تدريبها مَن المسؤول عن تسليحها؟ جنرال أميركي اسمه دايتون فليحفظ كل إنسان فلسطيني بكل الفصائل الفلسطينية هذا الاسم وليعرف ويتحدث أمام المرآة غداً أن الجنرال دايتون هو المسؤول منذ فترة عن تدريب وتسليح وتمويل طرف فلسطيني لا نصفه بأي شيء إلا أنه مسؤول عن هذا التسليح وهذا التدريب وهذا التمويل، بأي هدف تأتي الولايات المتحدة وتأتي مصر معها وتأتي دول عربية أخرى لكي تجهز هذه القوى بما أسميه أنا استراتيجية الأمن المركزي؟ ما هي استراتيجية الأمن المركزي؟ هي استراتيجية خيار عربي بعد حرب 1973 لم يعد للجيوش العربية أي دور في الصراع مع العدو الصهيوني بل أصبح للأمن المركزي الداخلي دور أساسي في قمع الجماهير وهذا تمظهر أكثر ما تمظهر في مصر في الأمن المركزي الذي أصبحت اليوم ميزانيته وتعداده تفوق ميزانية القوات المسلحة المصرية وعدد القوات المسلحة المصرية، هذا النموذج يجب أن ينتقل إلى كل مكان في العالم العربي، يجب أن ينتقل إلى لبنان لسحب سلاح المقاومة ويكون هناك دولة في لبنان قوية تابعة للولايات المتحدة عندها تسلحها الولايات المتحدة وتدعمها لكي لا يكون هناك مقاومة..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: عفواً سيد أنيس نقاش سأذهب إلى الدكتور.

أنيس النقاش [متابعاً]: وفى فلسطين أيضا قوة أمنية تحافظ على حدود ما يسمى حدود بين الدولة الفلسطينية التي ستأتي مع العدو الصهيوني.

غسان بن جدو: عفواً سأذهب إلى الدكتور مصطفى ولكن يعني ما شاهدناه في غزة عناصر حماس هي التي هاجمت قوى الأمن وليس العكس.

أنيس النقاش: نعم.

غسان بن جدو: عندما تتحدث عن مؤامرة وهذه سلحت لكن في نهاية الأمر ليست قوى الأمن الفلسطيني هي التي هاجمت حماس.

أنيس النقاش: هل هناك شك أن الجنرال دايتون مكلف بهذه المهمة؟

غسان بن جدو: كيث دايتون بالمناسبة هو اسمه كيث دايتون مسؤول العسكرية.

أنيس النقاش: هل هناك شك أن هناك سبعين مليون دولار قد خصصتها الولايات المتحدة لدعم بعض الأجهزة وبضع حرس الرئاسة؟ هل هناك شك أن هناك خمسة آلاف مقاتل اليوم في مصر يتدربون وأن قدومهم كان خلال أسابيع قادمة إلى غزة؟ هذا لا شك فيه فإذاً مسرح العمليات أداة العمليات وسائل العلميات قد حضرت، ما الذي حصل؟ أن هناك مناوشات كانت تحضر مسرح العلميات بالشكل الساخن لكي عندما تكتمل هذه الاستعدادات يكون الهجوم.. لنتصور هجوم بالشكل العكسي أن حماس لم تهاجم المقرات ولم ترد على هذه الاستفزازات ولكن التزمت مقارها والتزمت مواقعها في حين أن الخطة الثانية هي التي أتمت استعداداتها وقامت تحت حجة الفلتان الأمني بالهجوم على كل مقرات حماس وعلى إمكانات حماس وعلى الخط المقاوم في غزة، كيف كانت ستكون عليه الصورة بانتصار لنأخذ الرمز الجنرال محمد دحلان في غزة على قوى المقاومة مع قوى أمن مركزي فلسطيني يقول لقد انتهت عملية الصراع مع العدو الصهيوني ما الذي سيستطيع أن يحصده عندها من العدو الصهيوني؟

غسان بن جدو: دكتور مصطفى الفقي إذاً أن السيد أنيس النقاش يتحدث عن ليس فقط ارتباط كل هذه الفتن المتنقلة بطبيعة الحال ولكنه يجزم بأن هناك خطة مدروسة استراتيجية أمنية وذهب أكثر من ذلك يقول حتى مصر وبعض الدول التي ربما توصف بأنها معتدلة متواطئة في هذا الأمر، المجال مفتوح أمامك.

"
هناك اختلاف ضخم من الناحية الأيديولوجية بين فتح وحماس، فتح تؤمن بالتسوية السلمية ويتحدثون عن دولتين وحماس يؤمنون بالمقاومة ويرفضون الاعتراف بدولة إسرائيل
"
  مصطفى الفقي

مصطفى الفقي- رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري: الأخ الأستاذ أنيس النقاش أنا سعدت بمقابلته مرة في منزل السفير المصري في طهران وتحاورت معه وأعرف خلفيته الفكرية ولذلك لم أندهش من التوجه الذي يبديه اليوم ولكنني أريد أن أعلق بعض التعليقات على ما تفضل به الأخ العزيز، أولا أصبح الآن الوطن العربي في غير حاجة إلى أعداء من الخارج ففيه ما يكفيه أنظر إلى كل بلد عربي تجد عدم الاستقرار الداخلي سمة أساسية فضلا الاقتتال الحقيقي في بعض أقطاره مثلما يحدث في فلسطين وفى العراق، الأمر الثاني الذي أريد أن أؤكده لو أن صوتا عاد من الماضي وتسائل كيف حال العرب سنقول تمزق كامل، كيف حال الفلسطينيين سوف نقول له قتال بين حماس وفتح، كيف حال المسلمين قتال بين الشيعة والسُنة، وضعنا لا يسر أحد أنا مع الأخ أنيس أن هناك مؤامرات تحاك ولكنني ضد الاستسلام للتفسير التآمري للأحداث، الأصل أن يتآمر الكل على الكل ولكن أن تسقط فريسة مؤامرة تلك هي الخطيئة وذلك ما وقع فيه الفلسطينيون مؤخراً، كنا نباهي دائما بصلابة الوحدة الوطنية الفلسطينية ونراها الركيزة الأساسية التي اعتمد عليها عرفات طوال فترة قيادته للنضال الفلسطيني، الآن هذا الانقسام لا يجب أخذه من زاوية معينة يعني أنا أتحدث بصراحة، الأخ أنيس يميل إلى تغليب وجهة نظر حماس في مواجهة فتح أنا لا آخذ الجانب الآخر ولكني آخذ جانب المصلحة الفلسطينية العليا، قد تختلف الرؤى قد تختلف الاجتهادات وهو نفسه كان منصفا عندما قال إن لأنصار فتح وجهة نظر قد لا يتفق معها ولكنه يحترمها، إذاً ما هو الضير من تدريب كوادر فلسطينية في مصر من أجل حفظ الأمن واستقرار الدولة؟ دعني أسأل ما هو أكثر من ذلك بافتراض أن هناك جنرال أميركي يقوم بتدريب بعض الكوادر العسكرية الفلسطينية، القضية هي كيف يتجه هؤلاء ما هو فكرهم ما هي خلفيتهم؟ التدريب عملية أمنية لا أستطيع أن أوصم فتح وفلسطين وقيادة الحكم الذاتي بأنها عملية هذا أمر يبدو خطير للغاية ولا يخدم القضية الفلسطينية في النهاية، أنا أتفهم أن حماس تعبر عن الشارع الفلسطيني وأؤمن أن لها شرعية حقيقية في الانتخابات الأخيرة ولكن دعنا لا نضع رأسنا في الرمال وننكر الحقيقة هناك اختلاف ضخم من الناحية الأيديولوجية بين توجهات كوادر فتح وكوادر حماس، هؤلاء يؤمنون بالتسوية السلمية ولا زالوا يراهنون عليها ويتحدثون عن دولتين، الأخوة في حماس لهم وجهة نظر أخرى أن المقاومة لابد أن تتواصل ويرفضون الاعتراف بالكيان الصهيوني أو دولة إسرائيل على ما هي عليه ويريدون مواصلة المقاومة إلى ما لا نهاية، إذاً يجب أن يجلس الفلسطينيون في شكل مؤتمر عام ليتفقوا على رؤية مشتركة وأرضية واحدة بدلا من هذا الذي نراه، يعني لا أستطيع أن أقول أبداً بتخوين بعض القيادات، لا أستطيع أنا أعرف محمد دحلان معرفة شخصية وأعرف قيادات من حماس معرفة شخصية الكل يسعى من وجهة نظره إلى تحرير فلسطين، لابد أن يجلس الفلسطينيون جميعا ليتفقوا على شيء، نحن في مصر معنيون بما يجري لأننا دولة حدود مباشرة وما يحدث في غزة لابد أن يعنينا بالدرجة الأولى، تفضل الأخ أنيس وقال أن الأمن المركزي المصري تولى بديلا للجيوش أو الجيش المصري، أريد أن أذكره أن الأمن المركزي المصري أُنشئ في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تحت إشراف وزير الداخلية الراحل شعراوي جمعة، إذاً هذه أمور لا يجب ربطها، من السهل أن أربط ربطا تحكميا بين أحداث لأصل إلى استنتاجات معينة، هل يستطيع أحد أن يقول أن مصر.. ربما تكون أكون معك صريحا تكون وجه نظر مصر أقرب إلى وجه نظر فتح في تبني التسوية السلمية وهكذا الأردن وربما السعودية وربما غالبية الدول العربية، أنا متأسف أن أقول هذا ولكن لا ينكر أحد أن نضال حماس في الشارع ومشاركتها في الانتفاضة خصوصا الانتفاضة الأولى والثانية له وزنه وله قيمته في تاريخ النضال الفلسطيني الذي أتفق مع الأخ أنيس في أن الفلسطينيين دفعوا أغلى فاتورة في تاريخ حركات التحرير المعاصرة التي نعرفها جميعا، إذاً نحن أمام وضع لا يجب فيه أن نتحدث عن جانب أمام جانب آخر يجب أن نتحدث عن أرضية فلسطينية واحدة، يجب أن يتفق الفلسطينيون على تصورهم ورؤيتهم للمستقبل والتعامل معه إنما ما يحدث الآن هو قمة المأساة، يعني يا فرحتي عندما نقول أن هذا هو التحرير الثاني لغزة..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: دكتور مصطفى إذا كانت تسمعني من فضلك الآن نحن نتحدث أو تتفضل الآن بكلام جميل يلامس تمني كل عربي في الوطن العربي بدون استثناء لكن نحن الآن نتحدث عن واقع، لقد جزمت بكل صراحة وأنت تتحدث الآن نحتاج كلاما صريحا وقلت وهذا ما سألناه في المقدمة على الأقل ما هي المشكلة بين الطرفين قلت أنت مقتنع بأن هناك تناقضا أيديولوجيا وربما حتى استراتيجيا في الرؤية لحل القضية الفلسطينية بين الطرفين هذه جزء من المشكلة الداخلية الفلسطينية، سؤالي الآن عندما نتحدث عن هذه المنظومة العربية المشكلة التي طرحها السيد أنيس نقاش والتي يتبناها عدد كبير من النخب العربية وحتى ربما جزء من الرأي العام العربي يقول التالي: لم تعد المسألة مرتبطة بفصائل فلسطينية نحن الآن أمام مشروعين أمام رؤيتين استراتيجيتين متناقضتين في كل منطقة طرف يؤمن بهذا التوجه يحميه دول تسمى بدول الاعتدال العربي وطرف يؤمن بتوجه مناقض تسانده أطراف تؤمن بالمقاومة أو تسمى بأنها دول متشددة ونتحدث إليك كمصري وأعرفك جيدا مصر تنبذ باللقب على الأقل أو على الأقل يشار إليها بسلبية في هذه القضية ويقال بأنها تخلت عن دورها المركزي كأب لكل هذا المشروع وهي أصبحت طرفا في هذه المعركة التي يسميها السيد أنيس النقاش بأنها مؤامرة أميركية.

الاقتتال الداخلي الفلسطيني ودور القوى الخارجية

مصطفى الفقي: دعني أذكرك يا أخ غسان دعني أذكرك بأن الوجود المصري لدى السلطة الفلسطينية وفى غزة تحديدا معروف، لدينا بعثة أمنية على أعلى مستوى بذلت جهودا ضخمة حتى أن قرار مجلس جامعة الدول العربية أمس بإجماع الدول العربية ثمّن على الجهود المصرية وباركها، نحن لا نقف في هذه الحالة مع فتح ضد حماس هذا غير صحيح وأستطيع أن أقول لك أن مجموعة من قيادات حماس قد تأتي إلى القاهرة قريباً، مصر تقف على مسافة واحدة وإن كانت ترى أن الموقف المتشدد المتعصب بغض النظر عن سلامته قد لا يكون مفيدا في هذه المرحلة، نحن أمام تحديات كبيرة، الأخ النقاش تحدث عن دعم مالي أميركي لبعض المشروعات أنا أقول لك أيضا أن هناك أموال أتت من دول مجاورة دول إسلامية لا أريد أن أسميها وأحترمها، إذاً ما يحدث في فلسطين ليس صراعا فلسطيني فلسطيني فقط..

غسان بن جدو: تقصد إيران قدمت أكثر من مائتي مليون دولار.

مصطفى الفقي: مَن لا أسمعك؟

غسان بن جدو: تقصد ربما إيران التي قيل أنها قدمت أكثر من مائتي مليون دولار للحكومة الجديدة برئاسة السيد هينة.

مصطفى الفقي: ربما، لكل دولة الحق في أن تدافع عن أجندتها في المنطقة من خلال معطيات معينة في فلسطين أو في لبنان أو أي مكان، هذا حق لا أستطيع أن أحكم على سياسة دولة من وجهة نظري لكن من وجهة نظر مصالحها العليا، أنظر إلى مصر ماذا تفعل؟ مصر دولة حدود مباشرة ومهددة في أي لحظة باندفاع آلاف الفلسطينيين عبر الحدود كلاجئين جدد بسبب الأوضاع المتردية في غزة، مصر تريد أن تحافظ على الكيان الفلسطيني قدر ما تستطيع وعلى الوحدة الوطنية الفلسطينية وأتحدى مَن يقول بغير ذلك، اتفاق مكة نفسه كان تتويجا للجهود المصرية باعتراف كل الأطراف وأولهم الطرف الفلسطيني نفسه، يعني مصر لا توظف جهودها لخدمة طرف ضد طرف آخر هذا غير صحيح وإن كنا نرى أن العزلة التي تعاني منها دعني..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: بعض الشيء لأن اتفاق مكة كان في مكة وليس في القاهرة على كل حال خاصة يتوج مساعيها كما تقول، سيد أنيس نقاش إذا المشكلة الآن ليس كما تفضلت بالقول هي مؤامرة أميركية وبعض الأطراف هو الآن وحتى لم يعد كما سمعنا لم يعد صراعا بين حركتي فتح وحماس رؤيتين استراتيجيتين هناك إذا طرف عربي وإقليمي إيراني سوري حزب الله إلى آخره كل هذه الأطراف التي توصف بأنها رديكالية متشددة ربما أرادت أن تقيم تجربة اختبار في غزة وإذا نجح هذا الاختبار في غزة قد يمتد نراه لاحقا في العراق نراه لاحقا في لبنان عن طريق حزب الله نراه لاحقا بإيران بالمنطقة إلى آخره.

أنيس النقاش: أنا أولا أريد أنبه لم أخون أحد بكل ما قلته، قلت أن أميركي يهتم ويتحرك ولنا نسأل أنفسنا خلال كل طريق القضية الفلسطينية ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل ما حدث حتى تقول اليوم الولايات المتحدة حريصة على مصلحة الشعب الفلسطيني؟ هذا هو السؤال الذي أطلب من كل فلسطيني كان مسؤول كبير أو مواطن بسيط أن يسأل نفسه عن الدور الأميركي لكي نعرف هل هناك مؤامرة أو لا، اثنين لكي نفكر في السياسة أنا أتعجب من كل هذه الجبهة الأخرى التي تصر على أنه عندما يكون الأميركي أو الإسرائيلي منتصر فخيارها هو خيار السلام بنفس الوتيرة وعندما يكون الأميركي والإسرائيلي مهزوم فأيضا هو خيارها السلام في نفس الوتيرة، يعني هي أصبحت عندها نوع من الأيديولوجيا العقائدية أن ليس خواص إلا بالالتحاق بالمشروع الأميركي وهذا خطورة الموضوع الذي أراقبه..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: لماذا تسميه التحاق لما لا تقول إنه واقعية لماذا لا تقول إنه عمليا موجود عربيا وإقليميا ودوليا؟

أنيس النقاش: عدم واقعيته يا أستاذ غسان عدم واقعتيه ينفيه شيئين، أولا تاريخ القضية لا يمكن أن يكون هناك واقعية أن أخذ حقوقي من عدوي إذا لم يكن عن طريق المقاومة لأنه عندما ينتفي دور العدو ينتفي في صفة العدو وينتفي صفة التناقض بيني وبينهم هذا مسألة علمية يمكن أن يكذبوا على التليفزيونات والصحف والجرائد ويقولوا ما يقولون.

غسان بن جدو: ليس بالضرورة مسألة علمية.

أنيس النقاش: لا.

غسان بن جدو: أنظر ما جاء في إحدى الصحف الكبرى الصادرة في لندن اليوم التي تقول إن الجزء الأساسي والمشكلة الجوهرية هي هذه المقاومات هو فكر هذه المقاومات، هذه المقاومات كلما استأسدت إما في العراق أو في لبنان أو في فلسطين فهذا ما تقدمه لنا.

أنيس النقاش: أنا قرأت هذا المقال وهو من أكبر السخافات التي كتبت المسألة مسألة علمية وسأثبت لك ذلك، عندما يكون هناك احتلال استيطاني ويكون وجوده أو عدم وجوده هو مرتبط بأخذ حقك لا يمكن أن يأخذ حق الشعب الفلسطيني في مكان آخر لا يمكن إلا أن تكون انتهت القضية الفلسطينية، هذا تناقض لم يوجد فيه بتاريخ البشرية إلا القليل، عندما يكون الشعب الفلسطيني له حق في الأرض فهو انتفاء حق الصهيوني في الأرض، عندما تكون الصهيونية تريد أن تبني دولة على أرض فلسطين والفلسطيني يريد أن يستعيد لا يمكن أن يكون هناك إلا إذا أرادوا أن يتنازلوا عن حقوقهم هذا شيء آخر، اثنين ما هذه الفلسفة البرغماتية أنا أقبل بالبرغماتية عندما يكون ليس له لا حول ولا قوة ولا إمكانيات ولم يحقق نصر في حياته، لا هذا الخطاب يبدأ مع الهجوم الأميركي علي العراق وهو يظن أنه منتصر حتما ويستمر مع هزيمة الأميركي في العراق وهو مهزوم حتما، هذا في لبنان يبدأ قبل نصر المقاومة على العدو الصهيوني وتحريره في 2000 ويستمر بعد 2000، هذا المنطق يبدأ قبل حرب تموز وهزيمة العدو الصهيوني ويستمر بعد حرب تموز، هؤلاء يريدون أن يقنعونا أن كل انتصارات المقاومة في الانتفاضة الأولى في فلسطين والانتفاضة الثانية في فلسطين تحرير جنوب لبنان بالألفين انتصار تموز ليس شيئا آخر إلا هزائم ولا يمكن إلا استسلام أمام العدو، من هنا أنا أقول ليس في منطقهم شيء علمي وفى منطقنا كل الإثباتات العلمية الوقائع التي نشاهدها على الأرض، من هنا أقول أن العدو عندما يتقدم لمساعدتي علي أن أطرح عشرة آلاف علامة استفهام لأنه هو يريد أن يصل إلى هذه الفتنة، يعني هو يريد.. أنا كنت في بيروت أعمل مع خليل الوزير أبو جهاد على الأرض المحتلة وكان محمد دحلان في الأرض المحتلة يعمل مع خليل الوزير ما عدا ذلك يأتي هذا السيناريو يلبس محمد دحلان صفات المتعاون كما قال بوش وتبدأ مده بالمال أليس هناك تلبيسا لإبليس لهذا الدور الذي كان مناضلا ويريدوا أن يلبسوه شيئا آخر؟ أليس هناك تلبيسا لهذا المناضل لكي يكون رجل أميركا؟ أليس بهذه الإمدادات هدف أن تقع الوقيعة بين حماس وفتح؟ من هنا أنا أقول هذه المؤامرة، أليس هناك فخ تقع فيه بعض قيادات فتح عندما تسير في هذا المسار وتعتبره هذا المسار الوحيد؟ العنوان الأساسي الذي يجب أن يفكروا فيه وعليهم أن يتأملوه اليوم في فلسطين إذا هربتم من القتال مع العدو الصهيوني ليس أمامكم سوى الاقتتال هذه هي قاعدة..

غسان بن جدو: بالمناسبة..

أنيس النقاش: تهربون من القتال هناك الاقتتال عليكم أن تختاروا إما القتال وإما الاقتتال..

غسان بن جدو: بالمناسبة..

أنيس النقاش: وهذا هو قدر الأمة على فكرة وليس فقط قدر الفلسطينيين.

غسان بن جدو: يعني مَن يتابع ومَن يرصد الإعلام الأميركي يوم أمس حتى مختلف الكتاب والسياسيين سواء على التليفزيونات أو حتى في الصحف اليوم يعني يلحظ اهتمام كبير ولكن هناك مشكلة جدية لدى الأوساط الأميركية التي تعتبر بأن ما حصل في غزة هي تسميه انتصار بالضربة القاضية لحماس ليس على فتح أو الساحة الفلسطينية على الاستراتيجية السياسية لبوش الذي هو أمعن في حصار الشعب الفلسطيني كما تقول، أنا أود..

"
هناك معلومة استقصاها ديفد صامويل الصحفي الأميركي من كوندوليزا رايس أن جزءا من العائلة الحاكمة في السعودية مول الفتن للوصول إلى ما وصلنا إليه في فلسطين والعراق
"
  أنيس النقاش

أنيس النقاش: اسمح لي أستاذ غسان قبل ما نقطع معلومة جدا مهمة لتكميل الصورة لأن هذا الضياع وهذا الأفكار التي تسمى برغماتية وهذا الضخ الإعلامي العربي الذي يريد أن يوهمنا أن هذا من بنات أفكاره، أنا أعرف أن ديفيد صامويل الصحفي الأميركي والكتاب بعد زيارته لمنطقة الشرق الأوسط برفقة كوندوليزا رايس واطلاعها على خليفة مباحثاتها ومحادثاتها وكافة المعلومات كتب بالأتلانتك نيوز في هذا الشهر مقال ماذا يفضح فيه؟ بناء للمعلومات التي استقصاها من كوندوليزا رايس نفسها من خلال هذه الزيارة أن جزء من العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية مول هذه الفتن لمستوى 300 مليون دولار للوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم في فلسطين وفى العراق، لذلك عندما نقول أن العدو الخارجي له حق أن يتآمر وعلينا أن نتحمل نحن أمراضنا الداخلية علينا أن نقول أيضا بناء لهذه المعلومات جزء كبير من أمراضنا الداخلية أن أحد الأنظمة العربية الكبرى للأسف يمول أكثر ما يمول الأميركي ميزانية هذه الفتن وهذه الحروب.

غسان بن جدو: أذكرك فقط المملكة العربية السعودية احتضنت اتفاق مكة.

أنيس النقاش: نعم.

غسان بن جدو: ولم تمول.

أنيس النقاش: وهو قال بالدقة ولكي أكون أنا أمين في نقلي قال جزء من العائلة الحاكمة وأضيفك في المعلومات لا بأس أن نستزيد ويستزيد اليوم بعد أن كشفت هذه المعلومات كان هناك مصالحة بين إيران والمملكة العربية السعودية وشهادة لله أن الملك عبد الله قد التزم بهذا الموقف واعتبر أن هذه الخطوات سيئة جدا وسحب ملف العلاقات الإيرانية السعودية التي يستكمل منه ملف لبنان وملف فلسطين وملف العراق من يد الأمير بندر بن سلطان وأعيد تسلميه إلى سعود الفيصل لكي يأخذ مجرى سياسي دبلوماسي حقيقي لأن الجزء الآخر في المملكة كان يتآمر ولا يقوم بمصلحة الدول العربية.

تداعيات أحداث غزة على الواقع الفلسطيني

غسان بن جدو: نسمع رأي الإخوان تفضل.

حسام عرار – مشارك: بسم الله الرحمن الرحيم حسام عرار بس أنا حابب أسلم الأستاذ غسان هذه الـ(CD) فيه صرخة من شباب معنا بالمخيم رافضة هذه الصورة اللي مش حلوة بحق شعبنا فطلبوا مني أسلم مباشرة على الهواء هي صرخة كل شاب بفلسطيني وبالبرج.

غسان بن جدو: صرخة ماذا يعني؟

حسام عرار: صرخة بترفض هذا الاقتتال.

غسان بن جدو: صرخة ماذا يا أخي غناء شعر نثر كلام؟

حسام عرار: هي شعر كلام شعر مع موسيقى بس أحب أسلمه باليد قالوا لي وأن..

غسان بن جدو: شكراً.

حسام عرار: حياك الله، زي ما قال الأستاذ أنيس موجات الانتفاضة كانت موجة وراء موجة ضد العدو وكانت موجاتنا موفقة لكن هذه الموجة قتلتنا خنقتنا، إحنا يا أهلنا بالداخل عم نموت بنهر البارد عم نموت حبينا نوجه نقد أنه يا عمي انتبهوا أطفالنا اللي عم تموت لاقينا عم نقتل أنفسنا بأنفسنا، ما قدرنا نوجه اللوم على الشقيق صرنا نلوم روحنا روحنا عم تقتل حالنا، إذا بدي أحكي أخويا عم يقولك يا أخي أنت عم تقتلني شوف أولادي سرت أنا عم بقتل أولادي، حماس وفتح قتلتونا ذبحتونا إحنا أملنا كان بفلسطين بالقدس بعكا، روحتوا الصورة عنا صارت الصورة ضايعة ما عدات واضحة عندنا إلى وين رايحين فينا مش عارف الواحد يشوف يقول لكم اتقوا الله بها الشعب أنتو مش بالداخل فيه إحنا الشعب هون هو الثورة والدنيا قامت علشانه، لاجئين بدنا نرجع على بلاده وين حتطونا وين وصلتونا توهتونا لا البوصلة عرفناها ما عندنا نعرف فلسطين ما عندنا نعرف المقاومة ما عندنا نعرف شيء، هنيئا لحماس على دولتها بغزة وهنيئا لفتح على دولتها بالضفة لكن هذا مش إحنا هيك، إحنا شعب زي ما قال عنه الشهيد عرفات شعب الجبارين هذا الشعب زي ما قال عنه الشيخ أحمد ياسين جيش الفاتحين، إحنا مش زيكم بنتمنى تصلحوا هذه الصورة واسمعوا صوتنا وهذه الصرخة هي صرختنا.

غسان بن جدو: شكراً تفضل.

مشارك أول: أنا بأحب أوجه بس كلمة إلى كل واحد شريف وعنده وطنية وبيحب وطنه وبيحب أي واحد مهجر من وطنه يرجع على أرضه ويرجع عند أهله، أحب أوجه كلمه بأنه هذا الشيء اللي عم بصير حرام، مثل ما تفضل وقال الأخ حسام نحن يا جماعة ما عدناش قادرين نصرخ ونقول فلان عم يقتلنا أو فلان عم ينتهك أرضنا لأن إحنا عم نقتل بعضنا اليوم ما عدناش نقدر نوجه إصبع اتهام للغريب، اليوم إذا بدنا نتهم أي حدا العالم بدها تنتقدنا أنه أنتم قبل ما تشفوا الغريب شوفوا حالكم أنتم عم بتقتلوا بعضكم، إحنا هذا.. أنا كمواطن فلسطيني ولي حق عودة على وطني وعلى أرضي أنا ما أقبل بهذا الشيء اللي عم بيصير وبأعتقد بأنه كل واحد وطني بيكون رافض لهذا الشيء اللي عم بيصير، أي مؤامرة خارجية لازم يكونوا أوعى منها لازم يكونوا أكبر منها لازم يكون فيه تماسك جذري وتشابك بالأيدي نشد على أيدي بعضنا للهدف الوطني يا اللي راح آلاف الشهداء وسنين طويلة من نضالكم ماله، ما هذه هي الدولة اللي إحنا أنوعدنا فيها ولا هذه هي العودة اللي إحنا أملنا كبير بأنه نعودها.

غسان بن جدو: تفضل.

مشارك ثان: مرحبا أنا أول شيء بس بدي أحكي كلمتين بخصوص الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، إذا بنرجع شوية إلى التاريخ بنشوف الاقتتال الفلسطيني قديم شوي بلكي يصحوا شوية ويعرفوا أن هذا الاقتتال كل مرة كان تابع لطرف حدا كان بيدعمه علشان مصلحة الخاصة علشان هيك بدأ هذا الاقتتال بيكفينا عاد نطلع ونقول لا بدنا نحكم، هذا مش صراع على الحكم هذا صراع ضياع صراع عم بيودينا على ناحية ثانية الوقت شعبنا عم بيتهجر شعبنا لا جئ صار لاجئ مرة ثانية بمخيماتنا الفلسطينية الثانية، مخيم نهر البارد اللي صار أظن دمار أو بطل فيه مخيم صار شعبه وأهالي مخيم نهر البارد اللي إحنا مستضيفين أهلنا اللي قاعدين بمخيماتنا أنه عم بيتعتروا عن الجيد بيتهجروا تهجيرة ثانية والاقتتال داير داخلي يعني مش عارف كيف بعد المفروض نوجه الحكي لهؤلاء الجماعة اللي تركوا القضية وبدؤوا يعني يقاتلوا ببعض.

غسان بن جدو: تفضل.

عادل أبو علي – فلسطيني: بسم الله الرحمن الرحيم عادل أبو علي فلسطيني لاجئ في مخيم برج البراجنة.

غسان بن جدو: حتى لا نكرر.

عادل أبو علي: فلسطيني من قضاء عكا.

غسان بن جدو: يعني حتى لا نكرر كل المداخلات سؤالي أهناك خشية من أن ينتقل ما حصل في غزة إلى المخيمات هنا في لبنان لأنه المخيمات اللبنانية أكثر المخيمات يعني تشابك؟

عادل أبو علي: والله يا أستاذ غسان أنا بدي أجاوبك بصراحة نعم هناك خشية طالما الأصابع الصهيونية والأميركية تتغلغل بين أبناء شعبنا وليس هناك لا من حسيب ولا من رقيب على مستوى الثقافة الوطنية والثقافة الوحدوية الوطنية والإسلامية وطالما هناك غياب أساسي في مجتمعنا الفلسطيني وهو التمسك بكتاب الله عز وجل لأن الآيات التي أمرنا بها رب العزة عن الوحدة الإسلامية وكثيرة هي ومنها {واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا} أنا أذكر إخواننا في الداخل في فلسطين المحتلة التي سنعود إليها قريبا إن شاء الله تعالى، أريد أن أسألهم أين أنتم من آيات الله؟ أين أنتم من أحاديث محمد صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم؟ أين أنتم من عذابات الجرحى؟ أين أنتم من عذابات الأسرى؟ أين أنتم من عذابات الأمهات الثكالى؟ أين أنتم من دماء الشهداء التي ستسألكم يوم القيامة عن كل نقطة دم أريقت من أجل تحرير فلسطين ومن أجل عودة ملايين الفلسطينيين في مخيمات الشتات؟ أين أنتم من كل هؤلاء ألا تسمعون صرخات وعذابات أمهات الثكالى وأمهات الشهداء في فلسطين؟ ألم تشاهدون الآلاف من الأسرى الأبطال الذين يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني؟ أين أنتم من دحر المشروع الصهيوني الأميركي في منطقتنا؟ لماذا نحن في غفلة من أمرنا؟ نحن نعرف ونحن نعلم حتى ولو كنا بالشتات أن هناك أطراف فلسطينية مثلما هناك أطراف لبنانية مثلما هناك أطراف عراقية مثلما هناك أطراف عربية أخرى تتبع المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة ونحن نقول لهم أن مشروع المقاومة في فلسطين ولبنان وفى العراق سينتصر بإذن الله لأن هذا وعد الله سبحانه وتعالى وإن شاء الله سيتحقق بإذن الله تعالى حتى لو كره الكارهون.

غسان بن جدو: دكتور مصطفى الفقي هناك سؤال ربما يكون استراتيجي بمعزل الآن عما حصل في غزة مَن انتصر أو مَن هزم لأن هذه مسألة تبقى في غزة لها تداعياتها المحلية ربما حتى تداعياتها الخارجية، هناك سؤال جوهري هل يمكن أن نشهد في الأفق المنظور تغيرا استراتيجيا ليس في معادلات موازين القوى بين الأنظمة والأقطاب ولكن تغير استراتيجي في الآليات الأساسية للتعاطي مع كل أزمة على حدا؟ بمعنى آخر لعل ما حصل في غزة سيكون درسا إذا صح التعبير مَن قاتل وانتصر ربما سيتبعه طرف أخر ومن ثم بعض الأنظمة أيضا التي ربما أنتم تعاندونها هي أيضا ستتخذ مما حصل درسا من أجل الاستئساد أكثر وهزم ما تسميه بالمشروع الأميركي.

مصطفى الفقي: يا أخ غسان يبدو أن البعيد عن العين بعيد عن القلب اعطني فرصة لكي أتحدث من فضلك، أنا لي ملاحظات قصيرة وسريعة جدا تلغرافية، الأستاذ أنيس وهو شخص أحترمه كثيرا أعطى أحكاما قاطعة في روايات مرسلة ومعلومات غير مؤكدة تحتاج إلى تحميص، ربما كان بعضها صحيحا ولكن لا يمكن أخذها بهذه الصورة، الأمر الثاني يبدو من حديث الجميع ويمكن أنا أحسست هذا الإحساس كأن فتح لم تقاتل أو كأن فتح فصيل مستورد يعمل لحساب الولايات المتحدة الأميركية، شهداء فتح أكثر من أن يعدوا وتاريخها النضالي أطول بكثير ولعلكم تذكرون أن نشوء حركة حماس في غزة في الثمانينيات كان تحت مظلة ما سمي بالقيادة البديلة لمشاكسة عرفات وكان الترحيب الإسرائيلي بذلك هو توقع ما يجري الآن، الأمر الثالث أنا أرى أن ما حدث في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة هو أخطر ما حدث منذ نكسة 1967 لأنه كنا نقبل الطعنة من الخارج أما أن يطعن الأخ أخاه فتلك هي قمة المأساة، الأخوة اللي تحدثوا أبناء المخيمات وأنا قلبي معهم ومعاناتهم معروفة لغتهم لغة عاطفية تعكس حجم المعاناة التي يعيشونها ولذلك عايز أقول لحضرتك سبب هذا الاقتتال الذي نراه هو فقدان الأمل، لماذا كان الفلسطينيون أكثر استقرارا في عهد إدارة كلينتون؟ كانت هناك أوسلو وكان هناك ضوء في آخر النفق ولو ضوء كاذب وجاء كلينتون وتحدث عن المجلس التشريعي الفلسطيني ولو كانت أهدافه أميركية وإسرائيلية إنما كان هناك أمل، غياب الأمل يدعوا إلى حالة من التوتر قد يقتل فيها الأخ أخاه ولا يتجه إلى عدوه بالإضافة إلى هذا جرائم إسرائيل من اغتيال القيادات وهدم المنازل وقتل الأطفال وانتهاك الحرمات والمقدسات أدت إلى حالة الغليان التي نشهدها، بالإجابة على سؤالك الذي تفضلت به عن التغير الاستراتيجي في الآليات الأساسية لكل أزمة على حدا أعتقد أن هذا سوف يحدث لأن الصدمة الفلسطينية والعربية والإسلامية لما جرى في غزة وفى باقي أنحاء الأرض المحتلة في الأيام الأخيرة أدى إلى ضربة قوية للمشاعر قد تؤدي إلى أن يخرج الشارع الفلسطيني العادي الأغلبية الصامتة وتفرض على كل الأطراف أن يجلسوا حول ميثاق وطني واحد يحددون فيه أولوياتهم من أجل قضيتهم بدلا من هذا التشرذم وهذا الاقتتال الذي تكاد تضيع معه القضية الفلسطينية ولا يخفى على أحد وربما يؤيدني الأستاذ أنيس في هذا أن هناك اتجاه أميركي إسرائيلي لتفكيك القضية الفلسطينية وتصفيتها تماما وأعتقد أن ما حدث في الأيام الأخير هو تعبير عن ذلك، دعونا نضيّع الفرصة على هؤلاء الذين لا يريدون العدل والاستقرار والسلام للشعب الفلسطيني، هذا هو تصوري وتصور كل مصري بالمناسبة، الشعب المصري يغلي ويقطر دما في هذه الأيام.

غسان بن جدو: أنت قريب من القلب وقريب من العين أيضاً، سيد أنيس نقاش في النهاية في الختام لا أريد أن أتحدث عن السنوات المقبلة اسمح لي أن أسألك عن الأشهر المقبلة لأنه كل يوم تقريبا وضع متحرك، الأشهر المقبلة هذه المنطقة التي فيها فتن متنقلة وعنف دامي هنا وهناك إلى آخره على ما هي مقبلة إذا ما هو مستقبلها بشكل أساسي لبنان عراق فلسطين هذا الرابط الذي جذمت منذ البدء أنه هي شبكة واحدة؟

أنيس النقاش: أولا أنا أؤكد مع الدكتور الفقي أن فتح شهدائها لا يعدون ولا يحصون وأنا ابن فتح وما زلت حتى اليوم قسمي هو على فتح وتحرير فلسطين ولم أتغير والمعركة لم تكن مع فتح.

غسان بن جدو: تقصد حركة فتح يعني؟

أنيس النقاش: حركة فتح ولم تكن المعركة بنظري وأنا أصر على ذلك في فلسطين هي مع حركة فتح وأنا كلي أمل أن الأمور ستصلح في فلسطين بشرط أن نعود إلى معادلة أن القتال هو إنقاذ الشعب الفلسطيني لأن عدم القتال ضد العدو هو الاقتتال هذا ليس هناك فيه بحث، اثنين لا يمكن الاستمرار في التحليل كأن أميركا الآن هي هاجمة على الشرق الأوسط بعد هزيمتها في العراق ولا يمكن الاستمرار في التحليل بعد الانتصار في لبنان، هناك معادلة جديدة أرجو الأخوة في كل قيادة فتح وكل قيادة حماس حتى وكل القيادات الفلسطينية أن يدرسوها على الوضع المستجد، الذي حصل في غزة يمكن أن يؤدي إلى معادلتين يريدون أن يثبتوا معادلة تحدث عنها أمس الدكتور عزمي بشارة أن هناك دولة المقاومة التي يجب أن تكون جحيما للشعب الفلسطيني بالمقاطعة والمحاصرة والمنع في غزة وأن هناك دولة المساومة والتسوية التي سيغدق عليها الأموال والمساعدات وإلى آخره، هذه استمرار للمؤامرة وكل إنسان يسير في هذا الاتجاه لا يستطيع أن يقول لي أن هذه البرغماتية وأنه يريد أن يختار خيارا حرا هذا إمعان في المؤامرة وتآمر على الشعب الفلسطيني.

غسان بن جدو: ما حصل في غزة..

أنيس النقاش: المعادلة التي نواجهها اليوم سنواجهها بهم والتي ستسمر إلى لبنان وإلى العراق، المعادلة هي التالية إذا كانت غزة هي كذلك فلن تكون الجحيم بل ستكون معادلة غزة 100% مقاومة ومعادلة الضفة 50 إلى 60% مقاومة إذا لم تكن 100% مقاومة، فإذاً المقاومة القادمة في فلسطين هي التي ستعيد توحيد الشعب الفلسطيني وستهزم كل مَن يسير في المساومة.

غسان بن جدو: في 15 ثانية فقط ما حصل في غزة هل يمكن أن يتكرر السيناريو في لبنان وحزب الله؟

أنيس النقاش: نعم لقد أعطيت الفرقاء في لبنان الذين هم نسخة طبق الأصل عن ما يحصل في فلسطين مع بعض الفرقاء والذين يظنون أن القدر الأميركي لا راد له رغم هزيمة الولايات المتحدة في العراق رغم انتصار المقاومة في لبنان يريدون أن ينشروا هذا السيناريو، هزيمة المشروع الأميركي سنشاهد له صورة أنصع وأقوى في لبنان في الأشهر القادمة وأيضا في العراق انتظار الأشهر القادمة التي ستؤكد أن فشل خطة بوش وفشل القوات الأميركية هو أيضا انتصار للمقاومة.

غسان بن جدو: شكراً لك السيد أنيس نقاش، شكراً دكتور مصطفى الفقي، شكراً للأعزاء، شكراً لكل مَن ساهم في إنجاز هذه الحلقة من الدوحة عبير العنيزي عماد بهجت والجميع هنا في بيروت أنطوان عون مصطفى عيتاني يونس فرحات وسام موعد، مع تقديري لكم في أمان الله.

المصدر: الجزيرة