
التحدي النووي في المنطقة العربية والعالم
– فرص استخدام الطاقة النووية في العالم العربي
– مستجدات الملف النووي الإيراني
– السلاح النووي وازدواجية المعايير
غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، واحدة من أعقد المنظمات الدولية إنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعقدة، واحد من أعقد المناصب الإدارية في العالم منصب المدير العام لهذه الوكالة المعقدة، واحد من أكثر الانتماءات حساسية في هذا الزمن الانتماء العربي لرأس حربة الطاقة النووية السلمية وغير السلمية في عالم تلتهمه الحروب ومجتمع دولي قهار بحيفه وازدواجية معاييره حتى في الطاقة الذرية المعقدة، واحد من أكثر الأسماء العربية العالمية حضورا معقدا لاسيما بعد اختياره واحد من بين أبرز مائة شخصية عربية تأثيرا في العالم العربي لهذا العام، إنه الدكتور محمد البرادعي، الحديث إلى مدير هذه الوكالة هام وإلى البرادعي شخصيا أكثر من هام وإليه في خضم التجاذب الإيراني الأميركي الحاد أكثر من معقد وإليه وسط دعوات عربية شاحبة وأخرى جدية عن اهتمام بالطاقة النووية أكثر من ضروري وإليه مع تجاهل العالم للبرنامج النووي الإسرائيلي ومع التباحث مع كوريا الشمالية أكثر من مفيد لكننا لا نغفل عن قصة العراق حتى وإن كان العراق الآن في دوامة كارثة فضيحة واللافت أكثر أننا سنحاكي الدكتور البرادعي صاحب جائزة نوبل للسلام عن أوضاعنا العربية الداخلية من إصلاح وديمقراطية وقمة عربية ليكون لحوارنا نكهة مغايرة في مسقط عاصمة عُمان، مرحبا بك دكتور برادعي.
محمد البرادعي – مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية: أهلا بك يا غسان.
غسان بن جدو: بالمناسبة على ذكر مسقط قبل أشهر كنت مع صديقك وصديق العرب جميعا الأمين العام للجامعة العربية الأستاذ عمرو موسى كان الحوار في الصين، وقتذاك قلت له هناك حديث شريف "اطلبوا العلم ولو في الصين" ونحن نقول لاحقوا عمرو موسى ولو إلى الصين هذه المرة لم نذهب إليك إلى فيينا ونقول ربما لاحقوا البرادعي حتى إلى مسقط.
محمد البرادعي: وإن شاء الله في فيينا نشوفك يا غسان.
غسان بن جدو: إن شاء الله، مشاهدي الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا وقفة نعود بعدها مباشرة للبدء في حوارنا المفتوح.
[فاصل إعلاني]
فرص استخدام الطاقة النووية
في العالم العربي
غسان بن جدو: مشاهدي الكرام أهلا بكم، دكتور برادعي لا شك أن الحديث عن النووي الإيراني الآن هو الذي يملأ العالم وليس فقط الساحة العربية والإقليمية ولكن مع ذلك إذا سمحت سنبدأ من منطقتنا حيث نحن، أنت في جولة الآن في هذه المنطقة وهي جولة لافتة بعض الشيء بمعنى آخر أهناك اهتمام جدي الآن من قبل الدول الخليجية بالطاقة النووية أم أنتم تهيئون لشيء آخر أم ماذا بالتحديد؟
محمد البرادعي: هناك اهتمام غسان بالطاقة النووية في العالم العربي قد تكون أتت متأخرة بعض الشيء لأن التقنيات النووية هي جزء من التقنيات والتكنولوجيات العالمية والتي هي ضرورة حتمية لتقدم المسيرة الإنسانية منطقة الخليج، العالم العربي بدأ يتنبه إلى أنه من الضروري أن نستعمل بفعالية أكثر التكنولوجيات النووية في الأغراض الطبية في أغراض الصناعية في أغراض الزراعية وفي توليد الكهرباء في المستقبل في تحلية مياه البحر، هناك اهتمام جدي على ما أعتقد بعلى الأقل دراسة جدوى كيفية ونوعية ومستقبلية استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ولذلك أنا كنت في المملكة العربية السعودية اليوم وأنا في عُمان غداً سأكون في الأردن وهناك في كافة البلاد التي زرتها اهتمام جاد على ما أعتقد بالطاقة النووية وهناك كذلك قرار من جامعة الدول العربية بأنه ضرورة أن تنظر الدول العربية باهتمام أكبر إلى الطاقة النووية، الطاقة النووية هي أحد التكنولوجيات آمل أن يمتد اهتمام العالم العربي ليس فقط إلى التكنولوجيا النووية إلى الكثير من التكنولوجيات التي غبنا عنها، الأقمار الصناعية، قراءة الجينوم الإنساني، ثورة المعلومات، كل هذا جزء من رحلة الحضارة الإنسانية وإذا لم نكون جزء من هذا الركب سيفوتنا القطار.
غسان بن جدو: عمليا في منطقة الخليج إلى أين يمكن أن يصل هذا الاهتمام بالطاقة النووية بمعنى آخر إنشاء مراكز أبحاث أو إنشاء مفاعل نووي فعلا للطاقة السلمية يكون في كل البلاد كل بلد على حدا أم يكون في بلد واحد وهو يغذي المنطقة كيف سيكون؟
محمد البرادعي: هذا جزء من دراسة الجدوى التي سنقوم بها، سنرسل فريق في الشهر القادم لدراسة جدوى كل هذه الأسئلة التي طرحتها، هل استخدام الطاقة النووية في منطقة الخليج اليوم أو بعد عشر أعوام أو بعد عشرين عاما؟ ما هي الاستخدمات التي يجب أن تكون لها الأسبقية هناك؟ بالطبع استخدامات في مجال علاج الأمراض في مجال تحسين المنتجات الزراعية إدارة رشيدة لموارد المياه وإنما الاهتمام الأكبر في الوقت الحالي هو استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء ولتحلية المياه، الأردن على سبيل المثال أخذت قرار بالفعل على أنها في صدد إنشاء محطة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، في منطقة الخليج مازالت هناك دراسات جدوى وسنقوم بها وعلى ضوء هذا سيتحدد برنامج العمل الذي نقوم به وتقوم به دول الخليج، في تصوري احتمال كبير أن يكون هذا مشروع مشترك أن تكون هناك محطات مشتركة ملكية مشتركة لدول الخليج لتوليد الكهرباء ولتحلية المياه كما فعلت بعض الدول في أنحاء أخرى من العالم ليس أن تقوم كل دولة بإنشاء المحطات الخاصة بها وإنما تكون هناك محطات مملوكة ملكية مشتركة وتدار إدارة مشتركة، منطقة الخليج على سبيل المثال ليس بها مفاعل أبحاث واحد، مفاعل أبحاث في رأيي وكما ذكرت للمسؤولين في المنطقة قد يكون نقطة البداية الأولى لأنه هو المفتاح والطريق إلى الدخول إلى عالم التكنولوجيا النووية لتدريب الكوادر الوطنية وخطوة للانتقال إلى استخدام الطاقة النووية في أغراض الكهرباء وتحلية مياه البحر.
غسان بن جدو: دكتور برادعي بكل صراحة هل أنت شخصيا تشجع على الاهتمام بالطاقة النووية وإنشاء مفاعلات نووية في البلاد العربية أم لا؟
محمد البرادعي: أنا أشجع طالما أن هناك أرضية مشتركة جادة، هناك ما يطلق عليه البنية الأساسية التكنولوجيا النووية تكنولوجيا معقدة وتتطلب قدر كبير من المعرفة لابد أن يكون هناك ثقافة للأمان النووي، أن يكون إطار تشريعي ملائم، أن يكون هناك كوادر بشرية مدربة على أعلى مستوى، أن تكون هناك خطة علمية مدروسة ولذلك كانت نصيحتي في منطقة الخليج وفي كل البلاد العربية وفي كل أنحاء العالم أنها هذه عملية معقدة هي تكنولوجيا لها مزاياها من ناحية الاقتصادية لها مزاياها خاصة في تغير المناخ، هي تكنولوجيا نظيفة ليس لها تأثير على المناخ وإنما احتمال حادث مثل حادث تشرنوبيل ولو أنه هذا كان حادث يعني لا نرى أنه سيتكرر لأنه كانت مفاعلات قديمة وغيرها لابد أن يكون هناك.. نأخذ هذا الموضوع بنظرة جدية وليس بنظرة عاطفية، نحن شعوب عاطفية إلى حد كبير في العالم العربي ونصيحتي دائما هذا موضوع لا يجب أن يعالج إلا بأسلوب علمي دقيق وفعال إذا قمنا بهذا إذا أسفرت دراسات الجدوى والدراسات العلمية أننا في حاجة إليها فأهلا وسهلا.
غسان بن جدو: أنا لماذا سألتك هذا السؤال بصراحة لأنه في القمة العربية الأخيرة ذكر أسمك وذكر أسمك في جلسة مغلقة وقتذاك كانت تمت مناقشة إمكانية إنشاء واهتمام الدول العربية بإيجاد هيئة عربية جدية جديدة للطاقة النووية وتم النقاش جديا في ذلك بين القادة وبين الرؤساء وأنت تعلم جيدا بأنه تم الاتفاق على عقد قمة اقتصادية وقتذاك، الرئيس مبارك في هذه الجلسة المغلقة التي لم تتسرب معلوماتها اقترح أن يتم مناقشة هذا الأمر في القمة الاقتصادية ولكن بعد جدل المهم هو ما سأذكره الآن أنه أحد الرؤساء قال لقد جاءني الدكتور البرادعي قبل مدة وقال ما لكم والمفاعلات النووية والملفات النووية لا تهتمون بتداعياتها البيئية وفهم وقتذاك في هذه الجلسة وكأن الدكتور البرادعي ينقل تحذيرا غربيا من أو استياء غربيا أو قلقا غربيا من إمكانية توجه العالم العربي إلى الطاقة النووية.
محمد البرادعي: هذا غير صحيح على الإطلاق أنا لا أتذكر أني ذكرت لأي مسؤول عربي..
غسان بن جدو: رئيس عربي..
" الطاقة النووية خطوة نحو تقدم الأمة العربية لتكون جزءا من الحضارة الإنسانية، لكن يجب أن تكون على أساس صحيح وسلمي " |
محمد البرادعي: أو رئيس عربي بوجه التحديد إطلاقا أنه العالم العربي لا يجب أن يستخدم الطاقة النووية بالعكس أنا منذ عملي في الوكالة وأنا أشجع الدول العربية على استخدام وعلى استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، هذا قد يكون فهم مغلوط بالطبع فهم مغلوط لأن ما أذكره هو كما ذكرت لك غسان أننا يجب أن نتعامل مع هذا الموضوع بالجدية اللازمة وبالدراسات اللازمة قبل أن نقدم هذا موضوع ليس موضوع حماسي موضوع عاطفي موضوع علمي يتعلق بأمن الأمة العربية بأمن الشعوب العربية، لا أود أن أعرّض الشعوب العربية لمخاطر وإنما إذا بنينا الهيكل الأساسي لهذا ستكون الطاقة النووية خطوة نحو تقدم الأمة العربية وتقدم الأمة العربية لتكون جزء من الحضارة الإنسانية فهذا أمر يعني أنا أول مرة أسمع بهذا وأؤكد مرة أخرى أن هذا لم يحدث إطلاقا.
غسان بن جدو: على كل حال أنا لن أذكر اسم هذا الرئيس يعني حفاظا على.. مع أنه من حقي أن أذكره ولكن لا بأس ولكن أسألك حين إذاً هل تشعر بحكم خبرتك وعلاقتك الدولية بأن هناك استياء أو قلقا غربيا أوروبيا وأميركيا من إمكانية امتلاك العرب لناصية الطاقة النووية؟
محمد البرادعي: لا هذا غير صحيح كذلك يعني هناك نحن في العالم العربي كثير من المسائل لابد أن نفهمها قبل أن نقدم عليها، يعني الرئيس العربي الذي تفضلت بذكره وأنا لا أعرف قد يكون أساء الفهم فيما أذكره لأن الطاقة النووية موضوع معقد وموضوع له جوانب اقتصادية وفنية وسياسية العالم الغربي والعالم الأوروبي والعالم الأميركي يرى أن استخدام الطاقة النووية هو ضرورة في كافة مناطق العالم لأنه له جدوى اقتصادي وجدوى بيئية، ما يخشاه العالم ليس فقط في العالم العربي وإنما في كافة المناطق الأخرى هو أن تستخدم التقنيات النووية لأغراض عسكرية، إنما استخدام التقنيات النووية لأغراض سلمية هو أمر موحد به ولا تستطيع دولة كذلك هذا آخر نحن دائما نطلب ما رد فعل الآخر لا يجب دائما أن نكون منتظرين رد فعل الآخر، نحن لا يجب أن نعامل أنفسنا على قدم المساواة مع باقي أفراد الأسرة الدولية وإذا كان أرتينا أن هذا في مصلحتنا يجب أن نقدم عليه وأن نشرح رسالتنا لباقي العالم، نحن دائما ننتظر رد فعل الآخر هذا يعني يجب أن تكون لدينا الثقة بأنفسنا فإنما إذا ما قررنا بناء على ما انتهينا إليه بعد دراسة عقلانية علمية أن هذا أمر في مصلحتنا سواء الطاقة النووية أو غيرها لابد أن نسير في هذا الطريق ونحن كذلك في الكثير لا نعرف كيف نشرح رسالتنا ومفهومنا واتجاهنا للعالم الآخر فهذا لعله كذلك أحد الأمثلة على أننا لا يجب أن ننتظر ولا يجب أن يكون القرار متروك سواء أردوا أم لم يريدوا أن يكون متروك للآخر القرار يجب أن يكون لي ولي فقط.
غسان بن جدو: بالمناسبة السيد عمرو موسى هو الذي اقترح في هذه الجلسة المغلقة بتشكيل كونسولتو ويبدو الاتجاه يذهب في هذا الاتجاه ولكنه أيضا لفت انتباه القادة والرؤساء وهذا ما أود أن نستفيد منه هو قضية يعني تنشئة باحثين علماء في الطاقة النووية هذا يعني بضرورة توجيه علم جديد داخل الساحة العربية اسمه العلم النووي، هل هذا الأمر ممكن هل هذا الأمر صعب أم سهل وهل هذا الأمر مسموح به؟
محمد البرادعي: بالطبع ممكن سواء مسموح به أو لم يكن مسموح به..
غسان بن جدو: هل هو مسموح به أم لا؟
محمد البرادعي: مسموح به هناك الكثير من علماء في العالم العربي درسوا التقنيات النووية والتكنولوجيا النووية في..
غسان بن جدو: في العالم وليس في البلاد العربية؟
محمد البرادعي: في البلاد العربية كانت هناك ومازال أعتقد في جامعة مصرية جامعة الإسكندرية فرع للهندسة النووية، طبعا هذا ليس كافي لابد إذا كنا ننوي الدخول بصفة جدية في هذا أن ننشأ الكثير من الكوادر الوطنية التدريب في كثير من المجالات سيحتاج إلى تدريب في الخارج غسان في الوقت الحالي لأننا ليس لدينا الخبرة الكافية لأن نكون كل هذه الكوادر في الداخل، نحن نقوم بإرسال المئات من الطلاب الدارسين عن طريق برنامج التعاون التقني بالوكالة إلى مختلف أنحاء العالم لدراسة التقنيات النووية والتقنيات النووية ليست فقط في الغرب هناك دول اليوم متقدمة بصفة كبيرة جدا في التقنيات النووية مثال الهند مثال كوريا الجنوبية مثال اليابان مثال الصين، يعني العالم كله الآن البرازيل كل العالم الآن يعمل في هذا المجال وحان الأوان إلى أن تنضم الأسرة العربية إلى هذا المجال وإنما كذلك مرة أخرى ليس بأسلوب عاطفي وليس بأسلوب قرار فقط لا تكون هناك آلية لتنفيذه وإنما نبدأ كما يبدأ الجميع بالدراسة المتأنية العقلانية الرشيدة.
غسان بن جدو: طبعا أهم ملف الآن أكثر حساسية يشغل العالم كله هو الآن الملف النووي الإيراني في التاسع عشر من فبراير الماضي نقل عنك ما يلي دكتور البرادعي أن الوضع الأمثل هو ضمان عدم وجود قدرة النطاق الصناعي ووجود تفتيش كامل لمنشآت إيران النووية اليوم إيران أعلنت بأنها وصلت إلى مستوى التصنيع تخصيب اليورانيوم بهذا الجانب أولا هل أن إيران وصلت بالفعل إلى هذا المستوى مع تشكيك البعض وهل كنت تخشى وصول إيران إلى هذه النقطة ولماذا؟
" التخوف من البرنامج النووي الإيراني أن يكون هناك أهداف عسكرية إضافة إلى أنها كانت تعمل في الخفاء لهذا البرنامج 20 عاما فولد ذلك شكا لدى المجتمع الدولي " |
محمد البرادعي: الوضع الإيراني وضع معقد ويمكن يعود بنا مرة أخرى إلى ما كنا نذكره هناك حق لكافة الدول بما فيها إيران في أن تستخدم التقنيات النووية للأغراض السلمية ليس أحد يمكن أن ينازع في هذا فهذا حق تكفله كافة القوانين الدولية واتفاقية منع انتشار السلاح النووي التخوف من البرنامج الإيراني كما عبر عنه مجلس الأمن وغيره من المنظمات هو أن يكون هناك أهداف عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، السبب في هذا سببين واحد أن إيران استمرت تعمل في الخفاء في هذا البرنامج لمدة حوالي عشرين عاما فبالتالي تولد عن هذا شك من قبل المجتمع الدولي، إيران تقول إنها اضطرت إلى أن تعمل في الخفاء لأنها كانت محاصرة اقتصاديا وهذا إلى حد كبير له جانب من الصحة وإنما صعوبة الآن هو أننا نود أن نعرف ما قامت به إيران في مدة عشرين عاما وقد حققنا وأنجزنا الكثير في هذا المجال إنما هناك الكثير من المسائل التي مازالت معلقة نتيجة أننا لم نحصل بعد على الشفافية الكاملة من الجانب الإيراني..
غسان بن جدو: مثلا..
محمد البرادعي: مثال مشتروات في الماضي تجارب تمت في الماضي وبالتالي أنا أود اليوم قبل الغد أن أصل إلى نتيجة أن البرنامج الإيراني مخصص فقط للأغراض السلمية وأعمل بصفة مع مفتشي الوكالة بصلة وسيطة مع الجانب الإيراني، إيران ليس هناك شك ولا أحد يشكك في أن على سبيل المثال مفاعل بوشهر الذي تم الحصول عليه من روسيا والذي سيعمل في العام القادم ليس هناك شك ولا خلاف عليه الخلاف هو بالنسبة لتخصيب اليورانيوم تخصيب اليورانيوم وهو كذلك يمكن عشان نفهم تخصيب اليورانيوم هي نفس التقنية التي يمكن استخدامها لتصنيع السلاح النووي ولذلك اليورانيوم المخصب أو البلوتونيوم هاتين هما المادتين التي يمكن أن يستخدما في صنع السلاح النووي، هناك تخوف في الوقت الحالي من أن إيران تعمل في تخصيب اليورانيوم لأن هناك مازال محل شك في نوايا إيران المستقبلية، أنا دائما أذكر كذلك لأن لابد هناك الكثير من يعني تضخيم للملف الإيراني أن الخطر الإيراني خطر حال اليوم أو غدا أن إيران هناك برنامج عسكري وأنا دائما أذكر لم نرى دلائل محددة على أن هذا برنامج عسكري إذا كان، هناك خطر إيراني بأفتراض أنها لها نوايا فهذا لن يكون قبل عدة سنوات لأن إيران ليس لديها القدرة على إنتاج اليورانيوم المخصب بالكمية التي تحتاجها لصنع سلاح نووي، إيران ذكرت أنها توصلت إلى مرحلة التصنيع يعني بدون دخول في تفاصيل كثيرة إذا كانت إيران من ناحية تصنيع لتوليد الوقود النووي لمفاعل فهي مازالت بعيدة عن هذا، يعني منشأة نتانزا على سبيل المثال المخطط لها أن تكون هناك أربعة وخمسين ألف جهاز طرد مركزي إيران مازالت في مرحلة المئات من أجهزة الطرد المركزي أو على أكثر تقدير ألف جهاز طرد مركزي فهي مازالت بعيدة عن التصنيع لتكون قادرة بنفسها على أن تصنع الوقود الخاص بها، إذا كنا نتكلم عن عملية تصنيع لكي تتمكن من الحصول على الكمية اللازمة لإنتاج سلاح نووي فكذلك هي مازالت بعيدة إلى حد كبير عن هذا وإذا ما.. لكي تقوم إيران بهذا لابد أن يكون هناك شرطين، واحد أن تكون تخرج من اتفاقية منع انتشار السلاح النووي لأن طالما أنها خاضعة لنظام الرقابة الدولية هي لا تستطيع أن تخصب اليورانيوم إلى الدرجة اللازمة لتصنيع السلاح النووي، الأمر الثاني لابد أن يكون لها عدد أكبر مما هو موجود اليوم بالنسبة لأجهزة الطرد المركزي فهي يعني هي عملية أكثر..
غسان بن جدو: يعني ضجة إعلامية أكثر منها حقيقة على الأرض؟
محمد البرادعي: هي إلى حد كبير ضجة لا يعكسها الواقع على الأرض..
غسان بن جدو: ضجة مَن؟ ضجة إيرانية أو ضجة غربية أميركية أوروبية؟
محمد البرادعي: هي الضجة من الجانبين، إيران تود أن تذكر للعالم أنها توصلت إلى تقنية تكنولوجيا التخصيب اليورانيوم بالكامل..
غسان بن جدو: ودخلت النادي النووي..
محمد البرادعي: ودخلت ما تطلق عليه النادي النووي وليس هناك شيء اسمه النادي النووي لأن هناك ثلاثين دولة تستخدم الطاقة النووية للأغراض السلمية، هناك تسع دول لديها سلاح نووي، إيران عندما تتحدث وهي تؤكد دائما أن برنامجها للأغراض السلمية لا يجب أن تتكلم عن دخولها النادي النووي لأن دخول النادي النووي، إحنا عندما نتكلم عن النادي النووي نتكلم على السلاح النووي دخول النادي النووي استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية هناك أكثر من ثلاثين دولة تستخدمه، إيران باختصار في الوقت الحالي هو خلاف على النوايا المستقبلية لإيران ليس الخطر لا نتكلم على الخطر الإيراني الحالي هناك قلق من جانب المجتمع الدولي أن إيران لو استطاعت أن تصنع أو تخصب اليورانيوم ستخرج من اتفاقية منع الانتشار ستصنع سلاح نووي ستقوم باتخاذ سياسة هجومية في منطقة الشرق الأوسط كل هذه تقديرات لأخطار مستقبلية.
غسان بن جدو: طيب عفوا يعني ذكرت لماذا إيران تبالغ لماذا الطرف الآخر يبالغ؟
محمد البرادعي: الطرف الآخر يبالغ لأنه بيرى كذلك نتيجة تخوفه من نوايا إيران المستقبلية أن إيران لا يجب أن تكون لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم ولذلك هناك كما طلب مجلس الأمن من إيران توقف وتعلق تخصيب اليورانيوم في الوقت الحالي، أنا اقترحت منذ أكثر من شهرين أن يكون هناك تعليق من الجانبين، تعليق لإيران في انشطتها لتخصيب اليورانيوم وتعليق من مجلس الأمن للعقوبات لأن في رأيي حل هذه المشكلة لن يكون عن طريق العقوبات الدولية، حل المشكلة لن يتأتى إلا عن طريق جلوس الطرفين إلى مائدة المفاوضات والتوصل إلى حل من ناحية يضمن للمجتمع الدولي أن هذا البرنامج مخصص للأغراض السلمية ومن ناحية أخرى يحقق لإيران حقها الطبيعي والمشروع في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، كذلك المشكلة أكثر تعقيدا يا غسان لأنها مرتبطة بالأمن في منطقة الشرق الأوسط يعني الخوف أن إيران في يوم من الأيام تلجأ إلى تصنيع السلاح النووي في منطقة معقدة في منطقة حساسة مثل منطقة الشرق الأوسط وبالتالي إذا أردنا أن نعالج الملف الإيراني بأسلوب شامل لابد أن نعالجه في إطار معالجة الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
غسان بن جدو: سنتحدث عن هذه النقطة دكتور برادعي ولكن الآن موجود على الشاشة يعني مشاهد تصور هذا البرنامج النووي الإيراني والمراحل التي يمكن أن يصل بها إلى مرحلة القنابل النووية إذا صح التعبير، التعدين التحويل التخصيب ثم قضية المفاعلات ومفاعلات الوقود النووي الانشطار النووي وهذا كما يبرز الرسم الآن على الشاشة من المفاعلات الوقود النووية تتجه إلى قنبلة البلوتونيوم وانشطار نووي يؤدي إلى القنبلة اليورانيوم وأيضا نشاهد الآن على الشاشة المراكز الأساسية للمفاعلات الإيرانية أو لمراكز الأبحاث النووية الإيرانية من نتنز إلى أراك إلى أصفهان وطبعا بوشهر الشهير، دكتور برادعي بكل صراحة هل أنت قلق من البرنامج النووي الإيراني هل تشكك في أنه سلمي؟
محمد البرادعي: أنا قلق أننا بعد أكثر من ثلاثة سنوات من التفتيش لم أصل بعد إلى نتيجة إلى أن هذا البرنامج مخصص فقط للأغراض السلمية وأطلب من إيران أن تكون أكثر شفافية وأكثر تعاونا مع الوكالة لكي نصل إلى هذه النتيجة.
غسان بن جدو: هل وصلت عفوا إلى مرحلة الشك في أنه يتجه إلى الجانب العسكري؟
محمد البرادعي: لا لم أصل إلى هذا وفي نفس الوقت أنا أذكر دائما أنني لا أستطيع أن أقول وليس لدي دلائل محددة على أن هذا برنامج مخصص أو له جانب عسكري، لم أصل لم أرى منشآت تعمل تحت الأرض في الخفاء وبالتالي أقول دائما أن هناك إذا كان هناك خطر هو قراءة لاحتمالات نوايا إيران المستقبلية وهذا على الأقل كما تذكر حتى كافة أجهزة الاستخبارات الأجنبية نفسها أن هناك أن إيران حاليا إذا أرادت أن تقوم بتصنيع قنبلة لديها على الأقل عدة سنوات وبالتالي دائما..
غسان بن جدو: من خمس إلى عشر سنوات..
محمد البرادعي: وبالتالي دائما أذكر أن مازال لدينا الوقت الكافي للتفاوض وللجلوس لمائدة التفاوض، العقوبات هي إنذار من المجتمع الدولي أن هناك قلق دولي نحو البرنامج الإيراني وإنما العقوبات في حد ذاتها كما رأينا في الماضي لم ولن تحل هذا الإشكال ما أحاوله وما يحاوله الكثيرون في هذا الوقت هو كيف أن نجلب الطرف الإيراني مع الأطراف المعنية مباشرة إلى الجلوس معا على مائدة المفاوضات وآمل في هذه المفاوضات كذلك غسان أن يكون الطرف العربي حاضر في هذه المفاوضات لأن كما ذكرت وكما سنتكلم فيما بعد هذا جزء من إطار الأمن الإقليمي ولا يجب أن يكون العرب غائبين عن هذا الحوار.
غسان بن جدو: هل إيران متعاونة معكم أم متلكئة؟
" إيران من مصلحتها التعاون مع الوكالة فإذا تم الإقرار من قبلنا على أن هذا البرنامج مخصص للأغراض السلمية ستكون إيران في موقف أقوى بكثير مما هي عليه الآن " |
محمد البرادعي: إيران تتعاون معنا في إطار القانوني التي التزمت به وإنما كما ذكرت نتيجة أن إيران كان برنامجها في الخفاء وتحت الأرض لمدة عشرين عاما لابد أن تكون أكثر شفافية وأكثر انفتاحا حتى نستطيع أن نصل إلى قناعة أن هذا البرنامج مخصص فقط للأغراض السلمية، إيران من مصلحتها التعاون مع الوكالة لأننا إذا وصلنا وأقرينا ووصلنا إلى نتيجة أن هذا البرنامج مخصص للأغراض السلمية ستكون إيران في موقف أقوى بكثير مما هي عليه الآن حيث هناك الكثير من علامات الاستفهام حول برنامجها وللأسف هناك كثير من عمليات التسييس في هذا الموضوع.
غسان بن جدو: هذا مفيد قضية التسيس هذا يحيلنا إلى سؤال أساسي، دكتور برادعي تعاطيي مع عهدين في إيران عهد الرئيس محمد خاتمي وعهد الرئيس أحمدي نجاد وتعاطيت مع أمينين عامين للمجلس الأعلى للأمن القومي المكلفين بهذا الملف دكتور حسن روحاني والدكتور علي لاريجاني بكل صراحة وبدقة هل تشعر وأنت تتحدث إلى الإيرانيين إلى هؤلاء المسؤولين الإيرانيين وأنت مدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية تشعر بأنهم يتحدثون معك تقنيا أم سياسيا أم أمنيا أم ماذا بالتحديد؟
محمد البرادعي: يتحدثون معي بكل هذه اللغات يا غسان وأنت عندما ذكرت في الأول أن نحن وكالة تقنية ونحن وكالة علمية هذا صحيح إنما..
غسان بن جدو: ومعقدة..
محمد البرادعي: بالضبط وإنما ارتباط الطاقة النووية بعمليات الرادع النووي والأمن الدولي أصبحت كما رأينا في حالة العراق وكما نرى في حالة كوريا هناك ارتباط، نحن نتعامل من الجانب التقني من الجانب الاستراتيجي من الجانب السياسي ولا يمكن فصل كل هذه المسائل عن بعضها الآخر ولذلك كما ذكرت منذ لحظات إننا لكي نعالج الملف الإيراني بأسلوب جذري لابد أن نأخذ في الاعتبار ارتباطاته الأمنية ارتباطاته السياسية إيران ترى أن حصولها على تخصيب اليورانيوم سيعطيها دفعة من ناحية النفوذ من ناحية القوة في منطقة الشرق الأوسط لأنها ترى أن كل الدول التي لديها قدرة على تخصيب اليورانيوم هي دول كبيرة، هناك أربعة عشر دولة في العالم لديهم هذه القدرة وإيران في تصوري جزء من استراتيجيتها ليس فقط الناحية الاقتصادية وإنما كذلك ناحية أنها تظهر للعالم ولجيرانها أنها قادرة إذا ما أرادت أن تصنع السلاح النووي لأن كما ذكرت الدول التي لديها قدرة على تخصيب اليورانيوم قادرة على تصنيع السلاح النووي في فترة قد لا تتعدى العام لذلك.. كذلك يعني لا أود أن أدخل في تفاصيل فنية أنا أطالب دائما أن هذا الجزء الحساس من استخدامات التقنيات النووية وهو تخصيب اليورانيوم أو استخلاص البلوتونيوم يجب أن يكون فقط تحت إشراف دولي ولا يجب أن يكون لأي دولة إيا كانت سواء الولايات المتحدة أو إنجلترا أو إيران أو غيرها القدرة على أن تكون قادرة بمفردها على إدارة هذا المصنع لتخصيب اليورانيوم لأن هذا معناه أن الدولة قادرة بقرار سياسي في مدة لا تتجاوز العام على أن تصنع سلاح نووي، هذا نظام للأمن الدولي في رأيي قد يشكل بداية النهاية لأن التكنولوجيا كما رأينا انتشرت في العالم أصبحت عملية الحد أو الرقابة على التكنولوجيا يعني عملية ميئوس منها فالحل ليس في الرقابة على التكنولوجيا الحل هو في إنشاء نظام أمن جماعي دولي تشعر فيه كل دولة بالأمان ولا يعتمد على مما يطلق عليه الرادع النووي، السلاح النووي هو سلاح غير إنساني سلاح غير عقلاني لابد أن نقوم باتخاذ قرار أساسي سيتوقف عليه مصير الإنسانية يا غسان أما أن نقوم في عالم خالي من السلاح النووي أو في عالم بحيث كل دولة تمتلك أجلا أم عاجلا السلاح النووي، إذا اخترنا هذا الخيار الثاني ستكون هذه بداية النهاية للأسرة الإنسانية.
السلاح النووي وازدواجية المعايير
غسان بن جدو: هناك من يتساءل ويقول إما بصدق أو بارتياب دائم لماذا هذا التعاطي معنا بازداوجية المعايير أو بمعايير مزدوجة باكستان دولة صاحبة قنبلة نووية الهند تملك القنبلة النووية إسرائيل واضح بأنها تملك القنبلة النووية لماذا هذا التعاطي الحساس جدا والمبالغ فيه مع الملف الإيراني؟
محمد البرادعي: لعدة أسباب..
غسان بن جدو: حتى أنتم تظهرون أو هكذا ينظر إليكم دكتور برادعي بأنكم لا تتعاطون فقط من جانب تقني ومن جانب الاهتمام بالقنبلة النووية أللانسانية التي تصفها الآن ولكن وكأن الوكالة الدولية للطاقة النووية هي جزء من أجندة عالمية مفروض عليها أن تتعاطى بحساسية لافتة وربما حتى مبالغ فيها مع الجانب الإيراني.
محمد البرادعي: لا هذا غير صحيح غسان كذلك هناك كذلك هذه المفاهيم المغلوطة وإنما للأسف هي موجودة وأنا يمكن فرصة أن أشرح هذا الوكالة ليست هي التي تشرع الوكالة هي التي تنفذ نحن أداة لتنفيذ ما اتفق عليه الأسرة الإنسانية، هناك اتفاقية يطلق عليها اتفاقية منع انتشار السلاح النووي بها 187 عضو في الوقت الحالي هي أكثر اتفاقية انتشارا بعد ميثاق الأمم المتحدة، هناك ثلاثة دول لم تنضم إلى هذه الاتفاقية الهند وباكستان وإسرائيل، إيران تعاهدت وأخذت التزام قانوني على نفسها أن برنامجها مخصص فقط للأغراض السلمية وطلبت من الوكالة كجزء من التزاماتها أننا نقوم بالتفتيش عليها عندما أقوم بالتفتيش على إيران، أنا أنفذ ما طلبته مني إيران وما طلبه مني المجتمع الدولي أود أن أقوم بالتفتيش على البرنامج النووي الباكستاني الهندي الأميركي الإنجليزي هناك تسعة دول مع كوريا الشمالية حاليا خارج هذا النظام دول تعاهدت بأنها تصل إلى نزع السلاح منذ عام 1970 وهي الدول الخمس العظمى ثلاثة دول كما ذكرت خرجت على الاتفاقية دولة كوريا الشمالية دخلت ثم خرجت مرة أخرى هذه الدول ليس لدى الوكالة أي صلاحية إنما لعل إذا..
غسان بن جدو: طيب لماذا هذا التعاطي بحساسية مبالغ فيها ولافتة مع الجانب الإيراني مع الملف النووي الإيراني لماذا ليس من قبلكم أنا أتحدث عن الطرف الآخر الآن أوضحت لنا بأن الوكالة هي أداة تنفيذ ولكن تنفذوا هذه السياسة لماذا هذا التعاطي المبالغ فيه بحساسية لافتة مع الجانب الإيراني؟
محمد البرادعي: ماذا تقصده بحساسية يعني؟
غسان بن جدو: يعني هناك تركيز شديد على البرنامج النووي الإيراني وعلى التحذير وعلى العقوبات وعلى نقل هذا الملف من مجلس حكماء ومحافظين في الوكالة الدولية إلى مجلس الأمن الدولي.
محمد البرادعي: هذا ما تم من تناول هذا الموضوع يا غسان في مجلس الأمن ليس مسؤولية الوكالة..
غسان بن جدو: أعلم.. أعلم أنا أود تفسيرك.
محمد البرادعي: تفسيري أن العالم هناك يعني هناك قلق شديد من أن يكون هناك برنامج نووي عسكري إيراني في منطقة الشرق الأوسط وهي منطقة في الوقت الحالي مليئة بالكوارث السياسية الكوارث الأمنية هناك بالطبع هناك إنما في نفس الوقت لابد أن أذكر هناك نفس القلق بالنسبة للملف الكوري الشمالي إنما كوريا أعلنت بالفعل أنها لديها سلاح نووي وبالتالي هناك قدرة أقل على التعامل مع الملف الكوري بالنسبة للملف الإيراني لأن إيران لم تصل إلى هذه النتيجة إنما كان هناك نفس الوضع بالنسبة للبرنامج النووي العراقي وكان هناك نفس الوضع بالنسبة للكوري قبل إيران، العالم وصل إلى قناعة إلى أنه لا يجب أننا حل ليس في زيادة عدد الدول التي تمتلك سلاح نووي الحل هو في نزع السلاح النووي.
غسان بن جدو: هل ترى دكتور برادعي بأن نحن متجهون فعليا إلى ضربة عسكرية ضد إيران من أجل منعها تماما من الجانب النووي أو السلاح النووي؟
محمد البرادعي: أنا لا أعتقد هذا وكما ذكرت أكثر من مرة يا غسان أن هذا لن يكون حل على الإطلاق، هذا سيؤدي إلى إضافة المزيد من الكوارث في منطقتنا لن يحل هذه المشكلة، حل المشكلة الوحيد هو المفاوضات أولا لأنه ليس هناك مبرر أو داعي لاستخدام أي قوة عسكرية في إيران لأننا لم نرى برنامج عسكري حتى إذا كانت هناك أي تفكير لا يجب أن يكون أي استخدام القوة كما طبقا لميثاق الأمم المتحدة يجب أن يكون هو الحل النهائي عندما نستنفذ كافة الوسائل الدبلوماسية ونحن لم نستنفذ هذه الوسائل على الإطلاق ويجب أن يكون بموافقة مجلس الأمن ولا أعتقد أن مجلس الأمن في هذه الظروف سيعطي إطلاقا إشارة ضوء أخضر باستخدام القوة أي استخدام للقوة بأسلوب منفرد كما رأينا في العراق يؤدي إلى تعقيد المسائل مئات الأضعاف أكثر مما كانت عليه في السابق.
غسان بن جدو: لكنك في كلمتك في منتدى دافوس في السادس والعشرين من يناير الماضي قلت بأنك لا تستبعد استخدام القوة مع إيران، صحيح أنك قلت أن أي هجوم على إيران سيكون بمثابة كارثة ولكن في الوقت نفسه قلت لا استبعد استخدام القوة تماما.
محمد البرادعي: يمكن هذا يجوز بعض التحريف فيما قلته..
غسان بن جدو: هذا لا يعني أنك تريده ولكنك لا تستبعد بمعنى آخر ربما بحكم خبرتك مع الإدارة الأميركية الحالية خاصة في الجانب العراقي تقول أنك لا تستبعد أن يتم استخدام القوة ضد إيران، أمازالت عند هذه القناعة بمعنى آخر رغم كل ما ترفضه من استخدام القوة ضد إيران ولكنك مع ذلك تقول هناك إمكانية جدية لاستخدام القوة؟
محمد البرادعي: أنا في هذا اليوم لا أتوقع، يمكن الكلمة الصحيحة لا أتوقع أن تستخدم القوة وبالطبع أعتقد أنها ستكون كارثة وإنما لا أتوقع في هذا هل أستطيع أن أعطي ضمان 100% أن القوة لن تستخدم، بالطبع لا استطيع أن أعطي هذا الضمان هناك تصرفات أحيانا لا يتوقعها الإنسان، عندما قامت الحرب في العراق لم نتوقع أن تقوم هذه الحرب بهذه السرعة وأن تنتهي بهذه الكوارث التي رأينها ولذلك أنا مع أستطيع أن أود أن أقوم به دائما أننا كلما أسرعنا في حل المشكلة الإيرانية حلا سلميا كلما تجنبنا وأزلنا أية مخاوف من احتمال حل عسكري، أود يا غسان بس أقول أن يعني أن تكلمت عن ازدواجية المعايير هناك هذا موضوع وكذلك العالم أحيانا أو العالم العربي لا يسمعني، أنا دائما كإنسان كمسؤول دولي أنفذ الصلاحيات القانونية في التنفيذ وإنما في نفس الوقت أتكلم دائما وأبدا على أن هذا النظام الذي يقوم على دول لديها سلاح نووي وتطالب الدول الأخرى بعدم الحصول على سلاح نووي هذا نظام قائم على ازدواجية في المعايير هذا نظام لا يمكن أن يدوم ودائما أوجه النقد لكافة الدول النووية لأنها لم توفي بالتزاماتها في الإسراع نحو عملية نزع السلاح ومازالت على قناعة أنها إذا لم تقم بهذا ذكرت مؤخرا أن قرار المملكة المتحدة على سبيل المثال بتطوير إنجلترا على تطوير..
غسان بن جدو: على بريطانيا..
محمد البرادعي: بالضبط تطوير برنامجها نووي لمدة مائة عام أكثر من الهام هو يعطي إشارة خاطئة لكافة دول العالم لأنه لا يمكن أن يكون هناك مصداقية أن أقول أنني احتاج إلى رادع نووي وفي نفس الوقت أن أقول لكافة دول العالم أن السلاح النووي ليس في مصلحتك، هذا نظام لا يمكن استمراره فهناك حل عقلاني وحل عاطفي حل عقلاني أن نقول أن الحل هو إخلاء العالم من أسلحة الدمار حل عاطفي أن نقول هناك دول لديها سلاح دعنا أيضا أن نحصل على نفس السلاح وإنما إذا توصلنا إلى عالم رأه الرئيس كينيدي في الستينيات بأن سيكون هناك عشرين وثلاثين دولة لها سلاح نووي إمكانات استخدام السلاح النووي عن طريق الخطأ أو عن طريق يعني قرار يعني قرار إرادي سيزيد أكثر بكثير وستكون كما ذكرت السلاح النووي العالم لا يفهم السلاح النووي استخدام السلاح النووي هو بداية النهاية للإنسانية كما نراه.
غسان بن جدو: دكتور برادعي هناك مقال مفيد الحقيقة في موسكو نيوز يفجيني بريمكوف رئيس الوزراء السابق الروسي هو يتحدث فيه بطبيعة الحال عن إذا استمرت إسرائيل في قضية السلاح النووي فهذا يعني في رأيه بطبيعة الحال ربما هو متفائل أكثر من اللازم أنه يمكن البلدان العربية تتجه أيضا للسلاح النووي، طبعا هو يتحدث عن خيال آخر ربما لكن الجملة التي تعنيني هي التالي لأن هناك حديث فيها عنك على ما يبدو كما يقول بريمكوف كان آرييل شارون قد أدرك هذا الخطر قبل وقت قصير من مرضه فحسب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي كان شارون قد أخبره بأنه كان مستعدا لتضمين القضية النووية في جدول أعمال عملية سلام الشرق الأوسط، هل هذا الكلام دقيق هل قال لك شارون هذا الأمر؟
محمد البرادعي: هذا كلام صحيح أنا عندما قمت بزيارة لإسرائيل منذ حوالي ثلاثة أعوام وقمت بزيارة بناء على صلاحية عهد إلي بها مؤتمر الوكالة إن أنا أحاول إقناع إسرائيل بأنها تنضم إلى نظام الضمانات وكان لي حديث مطول مع شارون وذكرت له في هذا الوقت أن يعني الرادع النووي الإسرائيلي لابد من إعادة النظر فيه في هذا الوقت لأنه ذكرت أن الرادع كان ممكن أن يكون له قدر من المنطق عندما إذا كانت تواجهه دول وإنما مع ظاهرة التطرف مع ما رأيناه أن هناك جماعات متطرفة تحاول الحصول على سلاح نووي، أيا كان الرادع الذي لأي دولة لن يفيدها في شيء لأن إذا توصلنا إلى وضع تكون هناك جماعة متطرفة لديها سلاح نووي إذا حصلت على هذا السلاح ستستخدم هذا السلاح وذكرت لشارون أن إذا كان لديك سلاح نووي أو عدمه لن يحميك هذا من أي جماعة متطرفة وبالتالي الحل كما ذكرت له الحل هو التعاون مع الدول العربية، الحل هو إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وبالفعل ذكر شارون في هذا الوقت على أنه مستعد في منظومة السلام أو عمليات السلام في الشرق الأوسط أن يبحث كجزء من خريطة الطريق عملية إنشاء منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الأوسط.
غسان بن جدو: هل تملك إسرائيل القنبلة النووية دكتور برادعي؟
محمد البرادعي: الجميع يعلم على هذه القناعة أنا كشخص فني كشخص تقني لا أستطيع أن أقول أنني أعلم هذا إنما تقرأ مثل أنهم لديهم مثل هذا السلاح كما يقرأه الجميع، هناك قناعة أنه لديهم هذا السلاح إنما سواء لديهم أو هو بالقطع لديهم القدرة على صنع هذا السلاح إذا لم يكن لديهم السلاح اليوم لديهم القدرة على صنعه غداً، فالمسألة ليست عملية هناك أقرأ الكثير هل إسرائيل يجب أن تكون أكثر وضوحا في هذا المسألة هو هل نستطيع أن نصل إلى نظام أمن في المنطقة بحيث نتأكد أن إسرائيل وكافة دول منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي وخالية من أسلحة الدمار الشامل.
غسان بن جدو: أنت طبعا دكتور برادعي ضد توجيه ضربة لإيران لأنك تعتقد أنها ستؤدي ربما إلى فوضى إقليمية وهذا الكلام يتفق فيه معك صديقك بليكس هانز بليكس السابق لماذا أذكر هانز بليكس ونحن نروج لبرنامجك جائتني أسئلة من شخصيات عربية واحدة من هذه الأسئلة يقول لي كان دكتور برادعي صديقا وزميلا لهانز بليكس وهانز بليكس استقال لأنه كان مقتنعا بعدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، الدكتور البرادعي لم يستقل وكوفئ بجائزة نوبل للسلام، نحن نفخر كعرب بأنك حصلت على جائزة نوبل للسلام ولكن كيف توضح هذه النقطة لمن هم يرتابون في العالم العربي من هذه النقطة؟
محمد البرادعي: يعني أنا مش هأتكلم على هانز بليكس إنما هو الموضوع المطروح، السؤال غسان هل الإنسان يجب أن يستقيل أو أن يكافح من أجل تحقيق الهدف الذي يسعى إليه؟ هناك فارق بين الهروب من المسؤولية والتصدي للمسؤولية، بالطبع فكرت في هذا وأنا كنت واضح وصريح أن العراق ليس لديها برنامج نووي ورأى العالم مصداقية الوكالة بعد هذا قد تكون هذا ساعدتنا كثيرا في أننا لدينا الكثير من المصداقية في إيران في الوقت الحالي، منذ أكثر من عام أو عدة أعوام كانت هناك الكثير من أبواق الدعاية تقول أن البرنامج النووي الإيراني برنامج عسكري ووقفت كذلك وذكرت أن هذا البرنامج لم نرى هذه الدلائل على أنه برنامج عسكري ونظر العالم لنا بكثير من المصداقية، السؤال في نهاية المقال هل يتصدى الإنسان للمسؤولية وقد ينجح أو لا ينجح في كافة المجالات؟ جائزة نوبل جاءت لنا وجائزة نوبل يعني يمكن الكثير لا يعلم جائزة نوبل هي جائزة من منظمة تتمتع باستقلالية من كافة الحكومات، هي أنا رأيتها تعبير عن الثقة من جانب المجتمع الإنساني لأننا نحاول أن نصل إلى مجتمع أكثر إنسانية أكثر عدالة أكثر أمنا ليس لأننا نجحنا في كافة هذه المجالات إذا رأيت في يوم من الأيام أن أنا غير قادر على الإطلاق على أنني أقوم بعملي وأساهم ولو بقدر متواضع بالطبع سأستقيل أنا ذكرت في أكثر من مرة يعني هذا العمل الذي أقوم به أسرتي جميعها تطالبني أنني أغادره اليوم قبل الغد لأنه كثير من الضغط العصبي من ناحية من أي عائد هناك الكثير من المستقبل وإنما..
غسان بن جدو: هل الوضع العربي الآن حتى نستفيد من الوقت دكتور برادعي هل الوضع العربي يثير أيضا ضغطك العصبي أم لا؟
محمد البرادعي: بالطبع.
غسان بن جدو: كيف ذلك؟
محمد البرادعي: لأني أنا بتكويني وبعملي وبحكم خبرتي قضيت كل حياتي في العمل العام أتنقل في مختلف أنحاء المعمورة أرى العالم كله يتقدم إلى الأمام بقدر أكبر من العالم العربي، العالم العربي إضافته للحضارة الإنسانية إضافة متواضعة في الوقت الحالي العالم العربي كما ذكرنا في بداية البرنامج متخلف في مجال التقدم العلمي التقدم الإنساني أحسن لأننا سلمنا ركب الحضارة في بداية عصر النهضة ووقفنا عند هذا، لابد أن نعاود مرة أخرى ما بدأناه، هناك يمكن تفاؤلي عندما عقد مؤتمر القمة أن الملك عبد الله بن عبد العزيز على الأقل قام بتشخيص الداء تشخيص الداء هو أن هناك عدم مصداقية لأنظمة الحكم هناك انعدام مصداقية بين الشعوب وبين أنظمة الحكم لابد أن نمكن الشعوب العربية يا غسان نمكنها من أن تكون حرة من أن تكون قادرة على الدفاع عن حقها في أبداء رأيها على أن تكون هي الحاكم وأن الحاكم هو وكيل عنها وليس جلادا عليها هو أن يكون لكل إنسان ضمان لأسرته أن تكون للأقلية حماية من طغيان الأغلبية هناك مفاهيم ومعايير لأي نظام ديمقراطي لا يمكن أن يختلف عليها الإنسان أم أن يشعر أنه حر أو لا يشعر لا يمكن إقناع الإنسان أنه حر.
غسان بن جدو: أنت تعتقد إذاً بأن الإصلاح والديمقراطية أولوية الآن لبلادنا العربية وأن انظمتنا الآن لا يمكن أن تستمر بهذا الطريقة المغلقة؟
محمد البرادعي: الإصلاح والديمقراطية هي معركة مصير للعالم العربي ما لم نصلح الأنظمة ولم نبدأ في تمكين الإنسان العربي أن يكون.. لن ينطلق الإنسان العربي ليحقق قدراته الخلاقة الكامنة الموجودة في كل واحد منا.
غسان بن جدو: التطرف الموجود الآن في البلاد العربية هل تعتبره دكتور برادعي هو علة في ذاته أم هو نتيجة لعلل أخرى؟
محمد البرادعي: بالطبع نتيجة بالطبع يعني أنا دائما أذكر من موقعي ذلك يا غسان أن عندما أرى التطرف عندما أرى أسلحة الدمار الشامل يجب أن أبدأ بالفقر، الفقر يؤدي في أغلب الأحوال إلى غياب الحكم الرشيد الأنظمة القاهرة الباطشة تؤدي إلى الشعور بالظلم العالم العربي يشعر.. الإنسان العربي يشعر بالظلم والمهانة لسببين لأنه مقهور على أيدي أنظمته ويعامل ويحس أنه يعامل بأسلوب مزدوج المعايير من الجانب الآخر ينشأ التطرف تنشأ الحروب الأهلية تنشأ الحروب بين الدول ننتهي بأسلحة الدمار الشامل عندما ذكر..
غسان بن جدو: هو نتيجة لماذا نتيجة لأوضاعنا الداخلية نتيجة للتعاطي مع الآخر؟
محمد البرادعي: نتيجة في تصوري أوضاعنا الداخلية والخارجية أوضاعنا الداخلية البائسة والأوضاع الخارجية التي ترتبت على أوضاعنا البائسة، عندما نتكلم دائما على إزدواج المعايير ردي أن ستستمر ازدواجية المعايير ما لم ينظر إلينا العالم على أننا جزء من الأسرة الإنسانية على قدم المساواة مثلنا مثل تعاملنا على المستوى الفردي، عندما أتعامل مع شخص أحس أنه أقل مني في أغلب الأحيان لا أعامله بنفس القدر من الاحترام والمساواة، عندما يقف كل إنسان عربي يكون متعلم قادر حر ستختفي ازدواجية المعايير فالتطرف هو نتيجة أنظمة داخلية قاهرة نتج عن أن المجتمع العربي أصبح ليس له نفس القدر من المسؤولية في المجتمع الدولي أصبح يعامل كيعني مواطن من الدرجة الثانية فتركبت عن الإنسان العربي إحساس بأنه مقهور على أيدي أنظمته ومقهور من العالم الخارجي وكان التطرف هو الوضع الطبيعي لكل هذه التراكمات.
غسان بن جدو: أتفكر في العودة إلى البلاد العربية وتساهم في معركة الإصلاح والديمقراطية؟
محمد البرادعي: بالطبع أنا اليوم نحن نتكلم مسقط..
غسان بن جدو: من أي موقع؟
محمد البرادعي: في أي موقع أتمكن.
غسان بن جدو: طبعا لن أحرقك وأقول ستترشح للرئاسة لأن هذا وضع صعب ولكن من أي موقع يمكن أن يساهم فيه شخصية عربية دولية في معركة الإصلاح والديمقراطية؟
محمد البرادعي: أنا أود أن أكون مع الشعوب العربية البسيطة، الشعوب العربية البسيطة هي الشعوب التي ارتبط بها كثيرا الشعوب التي هي حرمت من حقها في أن تكون لها مثلها مثل باقي الشعوب الحق في أن تعيش حياة حرة كريمة في وترى مستقبل، بدأنا بالصين يا غسان أنا كنت في الصين من شهر ورأيت الصين من ثلاثين عاما، هناك معجزة تمت في الصين هذه المعجزة يمكن أن تتم في عالمنا العربي أود أن أكون ناقل للمعرفة، أود أن استمر في هذا هو جذوري التي نشأت فيها وبإذن الله سأعود إليها مرة أخرى ولو استطعت بقدر كثير أن أقدم ولو جزء بتواضع من المعرفة سأكون سعيد، لن أستقيل من هذه المهمة سأستمر فيها لأن لا يجب.. حتى للإنسان في إلى نفسه الأخير لابد أن يتحمل المسؤولية، أختم بالإمام علي بن أبي طالب قال كلنا سواء أخوة في الدين أو أخوة في الإنسانية وهذا أمر يجب أن نفهمه نحن جميعا جزء من أسرة إنسانية واحدة سنعيش معا أو سنهلك معا.
غسان بن جدو: شكراً لك دكتور محمد البرادعي على هذا اللقاء في مسقط عاصمة عُمان، شكراً لكل مَن ساهم في إنجاز هذه الحلقة، السيد سيف السعدي من وزارة الخارجية العُمانية، هنا الدكتور طارق ثروت مستشاركم الذي كنا نتعاون معه في إنجاز هذه الحلقة وهو كان في فيينا، طبعا مسؤول الجزيرة في.. شكر خاص ومميز لمسؤول الجزيرة في عُمان الزميل أحمد الهوتي وفريق حوار مفتوح طوني عون إحسان حبال وعبير العنيزي مع تقديري لكم في أمان الله.