
النضال السياسي للطلاب العرب في أميركا
– سان فرانسيسكو.. مدينة نضالية تقدُمية
– النشاط السياسي للعرب الأميركيين وأولوياتهم
– الطلاب العرب وانعكاسات السياسة العربية
غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، هنا كاليفورنيا، الولاية الأميركية العريقة والغنية والشهيرة، هنا سان فرانسيسكو المدينة السياحية الأولى لكن الأهم أنها القلب السياسي النابض بامتياز، سان فرانسيسكو هي الحاضرة لتاريخ نضالي كبير، تُصنف ذاتها القطب السياسي التقدمي في أميركا، جمعت ولا تزال أقليات ومعارضات وحركات احتجاجية ونضالات عُمالية شهدت ولا تزال تظاهرات فكرية وسياسية ومظاهرات ميدانية في كل استحقاق مفصلي في أميركا فهي كانت ولا تزال رائدة كما يقول ويجزم أهلها والناشطون فيها أنها رائدة في النضال ضد التمييز العنصري، رائدة في التحركات المناهِضة للحروب منذ فيتنام إلى العراق، رائدة في مناصرة قضايا التحرر وحق الشعوب في تقرير المصير منذ أيام الاحتلال المباشر مرورا بمناصرة السود في جنوب إفريقيا ووصولا بل استمرارا منذ عقود إلى مناصرة القضية الفلسطينية، اللافت وربما الغريب أن سان فرانسيسكو عادت إلى الواجهة من جديد قبل مُدة وجيزة عندما قرر المجلس البلدي أو مجلس الحكم المحلي هنا على طريقته طبعا، قرر سحب الشرعية من الرئيس جورج بوش ودعا الجميع في أميركا إلى الاقتداء به ودعا السلطات المعنية إلى البدء في اتخاذ الإجراءات الدستورية لعزله ربما هو مجرد موقف سياسي لكن الأغرب هو اندفاع جماعات ومناطق في البلاد إلى إطلاق دعوة عنوانها مقاطعة سان فرانسيسكو، كما أن محطة تليفزيونية يمينية ذائعة الصيت هنا لم تتوقف منذ ذاك عن التحريض على المذكورين في سان فرانسيسكو، هذه قضية ربما لا تعنينا بشكل مباشر ولكنني أردت فقط أن أشير إلى ربما الأهمية النضالية كما يقول أصحابها طبعا إلى هذه المنطقة، قلت هنا نحن في كاليفورنيا، هنا سان فرانسيسكو لكن هنا تحديدا نحن في جامعة سان فرانسيسكو ديفيس المعروفة جدا وهي جامعة طبعا كما جامعة بركلي الشهيرة وغيرهما، هي من الجامعات التي تحتضن نضالا طلابيا لافتا وهو يعبر عن الحركة السياسية العامة، المهم أيضا أن العرب روَّاد في هذه الحركة الطالبية والسياسية التي يصفونها بالنضالية، جدارية مالكوم إكس المعروف، طبيعة الحال هذه الجدارية هي مجرد إشارة ربما إلى الإطار السياسي العام، الدافع لهذه التحركات السياسية والطالبية أتقدم الآن إلى أحد مداخل هذه الجامعة حيث مقر الحركة الطلابية، كنت أتقدم هنا، هذا هو أحد المداخل بطبيعة الحال ما الذي أجده هنا؟ أجد نخبة من طلبة هذه الجامعة وربما من طلبة جامعات أخرى سوف نتحدث معا، أجد ضيوفا ولكنني أجد أيضا بعض الصور هنا لاحظوا معي مثلا مالكوم أكس وهي المناضلة الشهيرة هنا في أميركا المناضلة السوداء وتوفيت قبل مدة وقد كرمت مالكوم أكس وأجد طبعا صورة الراحل الدكتور إدوارد سعيد والتي قرر الطلبة هنا أن يشيِّدوا لها جدارية سوف نتحدث عنها لاحقا، مرحبا بكم أيها السادة جميعا، مرحبا بكم أيها الزملاء شكرا لكم على استضافتكم لنا في جامعة.. هذه الجامعة، أرحب لنقاش عدة موضوعات هنا بالأخت الدكتورة زينة زعتري، عفوا سيدتي أنت منسقة برنامج الدفاع عن الحقوق المدنية في الأكاديمية أو في الجامعات وأنتِ أستاذة أيضا في علم الإنسان هنا في إحدى الجامعات، أرحب بالدكتور حاتم بازيان وهو أستاذ جامعي في جامعة بركلي وهو أيضا معروف الدكتور حاتم بأنه كان رئيسا لاتحاد الطلبة في كل سان فرانسيسكو وليس فقط اتحاد الطلبة العرب ومعروف الأخ حاتم أيضا بأنه تعرض إلى التمييز على مدى سنوات ولكنه ناضل وصمد، أرحب بالأخت الطالبة لينا معاري وهي طالبة دكتوراه في علم الإنسان في جامعة ديفيس وهي بالمناسبة من فلسطينييّ 1948، أرحب أيضا بالأخ شارلي القرع وهو عضو في الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين، أرحب بالجميع بدون استثناء، ربما سنناقش كثيرا من القضايا التي تهمكم حول التحديات الأساسية لكم أنتم كناشطين سياسيين عرب في هذه النقطة، مشاهديّ الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا وقفة أولى نعود بعدها مباشرة للبدء في حوارنا المفتوح.
[فاصل إعلاني]
سان فرانسيسكو.. مدينة نضالية تقدُمية
غسان بن جدو: مشاهديّ الكرام أهلا بكم، دكتور حاتم عندما نقول أو تقولون إن سان فرانسيسكو مدينة نضالية تقدُمية هذا الكلام قد يُفهم مثلا في روسيا، في سيبيريا، في كوبا، في بعض البلاد العربية، لكن ما الذي تعنيه التقدمية في الولايات المتحدة الأميركية؟
حاتم بازيان – أستاذ بجامعة بركلي – أميركا: بالنسبة إلى الولايات المتحدة وبالنسبة إلى سان فرانسيسكو بالأخص أخذ مواقف سياسية في معظم الوقت هي مخالفة للموقف السياسي للإدارة الأميركية وأيضا الوقوف والدفاع عن قضايا أساسية ليس فقط في أميركا ولكن في العالم كله، نتكلم عن حقوق الفلسطينيين، عن حقوق جنوب إفريقيا، عن حقوق في كوبا أو عن حقوق الإنسان في نيكاراغوا وأيضا في داخل أميركا عن حقوق العمال عن حقوق المرأة عن حقوق الأقليات فعندما نتكلم أن هناك موقف تقدمي أنه يبدي أولويات والأولويات تقول إننا نتكلم الحق أمام القوة وخصوصا القوة هنا داخل أميركا فهذا مركز..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: لكن ما الذي يميِّز هذا الأمر عن بلاد أخرى أو مناطق أخرى في داخل الولايات المتحدة الأميركية؟ لماذا تقولون هذه سان فرانسيسكو هي فعلا عاصمة أو مركز النضال، ما يسمى بالنضال السياسي التقدمي؟
حاتم بازيان [متابعاً]: هناك عدة أمور أتت إلى سان فرانسيسكو بالأخص تاريخيا، سان فرانسيسكو لها امتداد تاريخي، أساسا كانت جزء من المكسيك قبل أن تأخذها أميركا في فترة العبودية كان هناك مَن يهرب من قيود العبودية في أميركا كان يهرب إما إلى الشمال أو إما إلى غرب أميركا فكانت هذه نقطة لهرب مَن يناهضون ومَن يقاومون العبودية، أيضا في فترة السكان الأصليين كاليفورنيا وغرب أميركا هي آخر مَن سيطرت عليه الإدارة الأميركية السياسية والعسكرية فلذلك كانت نقطة تواجد لفئات ناهضوا وناضلوا ضد المؤسسة السياسية العسكرية الأميركية، نأتي إلى فترة القرن التاسع عشر هناك أعداد من الصينيين الذين استُجلبوا إلى هنا للقيام بمد السكة الحديدية في أميركا، هؤلاء في فترة ما أيضا السياسة الأميركية الداخلية قامت بعمل تمييز.. تمييز عنصري بشكل قوي ولامتهم أن الهبوط الاقتصادي في أميركا كان سببه الصينيين وهذا كذب دائما..
غسان بن جدو: وكيف تجسَّد هذا التمييز؟
حاتم بازيان: بإيجاد قانون ما يُسمى قانون حظر الهجرة الصينية إلى أميركا وبالأخص هذا القانون الذي وُضع بين 1880 وانتهى إلى 1924 هذا أيضا مسّ بالعالم العربي لأن العالم العربي دخل في جزء من هذا الحظر فنرى أن الهجرة العربية إلى أميركا قلَّت في تلك الفترة..
غسان بن جدو: لكن يُقال إنه هذا القانون الذي وُضع ضد الصينيين كان ربما من أحد أهدافه هو عدم التزاوج يعني بين الصينيين وعدم الإكثار من العنصر الصيني هنا في..
حاتم بازيان: هو أساسا بدأ كعامل اقتصادي، العامل الصيني عامل فريد من نوعه كان يشتغل بطاقاته ويتفوق على العامل الأميركي فكان هناك نوع من التخوف من هذا العامل وكانت فترة هبوط اقتصادي، ففي أي فترة هبوط اقتصادي نجد أنه المؤسسة الاقتصادية والسياسية تريد أن تضع اللوم على شخص ما وهذا الشخص ما دائما هو من الأقلية، أما الصينيين وفي الفترة الحالية هو من لاتين أميركا والمكسيك إذا كان هبوط اقتصادي في أميركا أن السبب هو الآخر وليس السبب هو المنشآت الاقتصادية الداخلية.
غسان بن جدو: دكتورة زينة، هل يمكن طالما تحدثنا عن هذا الإطار وعن هذه المنطقة وما يسميه أصحابه بالنضال التقدمي هنا أين الوجود العربي هنا؟ يعني كيف يمكن أن نجسِّد هذا الوجود العربي الموجود سياسيا واجتماعيا ونضاليا فيما يخص هذه المنطقة بالتحديد خاصة عددكم ليس قليلا هنا؟
" الجالية العربية في سان فرانسيسكو تحاول أن تؤكد على وجود العرب في أميركا كأقلية مضطهدة في أغلب الأحيان " زينة زعتري |
زينة زعتري- منسقة برنامج الدفاع عن الحقوق المدنية في الجامعات الأميركية: هو بطبيعة الحال الوجود العربي مكمّل للعملية التحررية الأخرى والحركات التحررية الأخرى الموجودة في سان فرانسيسكو في محيطه ونلاحظ بسان فرانسيسكو ومحيطها أن الحركات الطلابية هي من القواعد الأساسية للتجمعات العربية في الجامعات وكذلك هناك الحركات من قِبل الجالية العربية بالذات التي تحاول أن تؤكد على وجود العرب في أميركا كأقليات وكأقلية مضطهَدة في أكثر الأحيان والتي تحاول أن تواجه التحديات الموجودة حاليا من قِبل السياسة الأميركية داخليا وخارجيا فمثلا المجلس الوطني العربي للأميركيين يحاول من خلال برامج عديدة أن يواجه هذه التحديات وأن يخلق مساحات وفرص للطلاب العرب الأميركيين والعرب الموجودين في الجامعات الأميركية لأن يكونوا عربا في داخل الولايات المتحدة الأميركية وأيضا محاولة لتغيير فكرة المجتمع الأميركي العام حول العرب والمسلمين بشكل عام، حول الحضارة والثقافة والتاريخ وما نوعية وصلة العلاقة ما بين المجتمع الأميركي والمجتمع العربي فهناك عدة برامج..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: من دون أن نبخس العرب الأميركيين أو الأميركيين من أصل عربي في مناطق أخرى حقهم سواء في نيويورك، واشنطن أو فلادلفيا أو في لوس أنجلوس أو في بوسطن أو في أي مكان، دون أن نبخس هؤلاء حقهم ولكن أهناك من ميزة خاصة لهذه الحركية للعرب الأميركيين هنا أو للعرب بشكل عام لأنه أنتِ ربما لستِ عربية أميركية الآن أنت لم تحصلي بعد على الجنسية ولكن عربية، موجود هناك عرب أميركيين سنتحدث معهم، هل هناك خصوصية أم لا، هناك أمر عادي وطبيعي هناك كما هنا كما في غيره من النضال العربي هنا؟
زينة زعتري: أنا في اعتقادي أن الخصوصية هي الاستمرارية في العمل الطلابي والعمل السياسي والعمل الاجتماعي من قِبل الجالية العربية على مدى سنين وسنين.. وسنين..
غسان بن جدو: يعني هناك تمييز هنا؟
زينة زعتري: طبعا هناك تمييز في هذه المنطقة.
غسان بن جدو: كيف يتجسد؟ يعني كيف يمكن..
زينة زعتري: يتجسد التمييز إنه فيه الطلبة عندما يتخرجون من الجامعات ويكونوا قد تمرَّسوا على العمل السياسي والعمل الاجتماعي في داخل الحَرَم الجامعي يحاولون من خلال المؤسسات والجمعيات اللي تطرقت لها إنه.. أن يقوموا بمساندة ومساعدة الطلبة ومن ثم استمرار العمل خارج الحرم الجامعي وهذا الموضوع صعب جدا لأنه عادةً في حرم الجامعة يأتي الطلاب ثم يتخرجون وينشغلون بهموم الحياة من عمل وغيره ولكن إمكانية أو تمكن الجالية العربية.. الناشطين العرب في هذه المنطقة من الاستمرارية مع الطلبة ومع أساتذة الجامعات هو ما يميز سان فرانسيسكو ومحيطها بشكل أساسي.
غسان بن جدو: أنا أود أن أسأل تشارلي.. حابب أسألك تشارلي أنت أميركي من أصل عربي من أصل فلسطيني، أنت ناشط في الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين هنا أنت الآن كعربي أميركي وكأميركي من أصل عربي وتسمع كل هذا النقاش، أولا أحب أعرف كم عمرك إذا سمحت؟
تشارلي القرع – عضو الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين: نعم؟
غسان بن جدو: كم عمرك؟
تشارلي القرع: أنا عمري ثلاثين.
غسان بن جدو: ثلاثين سنة، طيب أنت عشت هنا ووُلدت هنا؟
تشارلي القرع: أنا مولود هنا في سان فرانسيسكو.
غسان بن جدو: وبالتالي أنت تمثل نموذج العربي الأميركي المولود هنا ولكن ربما مازال يحافظ على هُويَّته العربية إذا صح التعبير، كيف ممكن تعبِّر معنا عن هذه المسألة كيف أنت أميركي عربي أو عربي أميركي؟
تشارلي القرع: مضبوط أنا مولود هون في سان فرانسيسكو بأحس حالي أول إيشي فلسطيني عربي وأميركاني يعني ونشكر ستِّي تعلمت عربي منها وبنحاول..
غسان بن جدو: ستَّك يعني جدك؟
تشارلي القرع: ستِّي.
غسان بن جدو: تعلمت من ستَّك أو أمك..
تشارلي القرع: من ستي..
غسان بن جدو: ليش مش من أمك؟
تشارلي القرع: ما كانتش موجودة..
غسان بن جدو: أنا آسف رحمها الله أو..
تشارلي القرع: بس معلش إنه نحاول نخلي (Culture) تبعنا..
غسان بن جدو: الثقافة.
تشارلي القرع: (Culture)..
غسان بن جدو: ولغتكم، نعم.
تشارلي القرع: نعرف نحكي عربي ونخلي ها دول الإيشي بنحس حالنا عرب.
غسان بن جدو: شو بيعني لك الاتحاد العام لطلبة فلسطين؟ هو مجرد يعني مجموعة أنتم موجودين فيها بتجتمعوا بتتسلوا بتشربوا شاي أو شو بيعني لكم بالتحديد؟ يعني أنا آسف عم بأحكي بلغتك بس للسادة المشاهدين حتى أوضح إنه الأخ تشارلي ربما لازم أحكي معه باللغة العامية وليس باللغة الفصحى حتى يفهمني أكثر، تفضل؟
تشارلي القرع: إحنا هون في الكلية هون بنسوِّي كتير أشياء، بنحاول نظل نفكر في طريقة جديدة نعمل يعني فن قريب إنه نعمل جدارية لابن سعيد وها دول يعني (Very Important) لنا لأنه..
غسان بن جدو: كثير مهم..
تشارلي القرع: بنحس حالنا فلسطينيين، بنحس حالنا عرب وبدنا نسوِّي أشياء إنه تعلِّم بقية الناس إنه عندنا حقوق هون في أميركا وبدَّنا نفرَّج الناس الحقوق في فلسطين وفي العراق وفي كل الناس يعني..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: في أكثر من بلد طبعا أنا أعود وأوضح للسادة المشاهدين إحنا موجودين الآن في أحد مداخل هذه الجامعة ولكن ربما اختير هذا المكان إنه قريب جدا من مركز النشاط الطلابي وحتى ربما تشوفوا الديكور الموجود هو ديكور طبيعي من البوسترات واللافتات التي تعبر عن هذه الحركة النضالية، الأخت أنتِ من عرب الثماني والأربعين والدك حسب ما فهمت كان عضوا بالكنيست وأنتِ ناشطة هنا الآن موجودة، أنا أود أن أفهم وخاصة وأنتِ نموذج ربما مفيد بعض الشيء وأنت موجودة هنا ولكنك شاركتِ في مخيمات للشباب العربي في حسب ما فهمت في المغرب وأين كذلك؟
لينا معياري: مصر.
غسان بن جدو: وفي مصر قبل 6 سنوات أهناك تستطيعين أن تحدثينا عن مقاربة ومقارنة بين هموم وأولويات الشباب العربي هنا والشباب العربي هناك؟
لينا معياري- طالبة دكتوراه في علم الإنسان في جامعة ديفيس – أميركا: طبعا هناك فرق كبير بين التحديات التي يواجهها الطلاب والطالبات العرب في أميركا مقارنةً بالتحديات التي يواجهها الطلاب في الدول العربية، التحديات التي يواجهها الطلاب العرب في أميركا تكون على مستوى شخصي على مستوى أكاديمي وأيضا على مستوى سياسي وهناك علاقة بين هذه المستويات جميعها، جزء من القضايا التي أنا بأشوفها مهم جدا أيضا اللي هي على المستوى الأكاديمي اللي بتواجه الطلاب العرب بمعنى إنه في الجامعات الأميركية هناك منظومة من المعرفة اللي هي المعرفة الغربية اللي هيّ لها علاقة في السياق الأميركي والسياق الغربي اللي تطور وأعتقد أن جزء من التحدي للطلاب العرب هو إنه كيف يمكن أن يكونوا نقديين وكيف يمكن أن يحاولوا إنتاج معرفة اللي هو نابع من سياقنا إحنا كعرب فهذا كمان واحد من القضايا اللي هي كمان قضايا سياسية اللي المفروض الطلاب العرب يواجهوها وهم في المؤسسات الأكاديمية الغربية والأميركية.
غسان بن جدو: سؤالي لك كشابة، ألا تعتقدين أنه أنتم ربما لديكم أولويات أخرى لأن لديكم فروقا وتحديات أخرى فيمكن لأنه لديكم أولويات أخرى بمعنى آخر ربما مفهوم ومقبول أتحدث عن وجهة نظري الآن أتحدث كأسئلة، مقبول مفهوم مثلا في بعض أقطار أخرى في العالم العربي أن يناضلوا من أجل القضية الفلسطينية وقضايا أخرى وربما مسألة العراق ولكن أنتم ربما لأنكم لديكم تحديات أخرى، أنا لا أفهم كثيرا أنا أفهم ربما ولكن غيري يقول لكم لا أفهم كثيرا أنكم بهذه الجامعة تتحدثون كثيرا عن القضية الفلسطينية أو مسألة العراق أنتم لازم تحكوا أكثر عن الديمقراطية تحكوا أكثر عن الحريات وعن الإصلاح وعن هذه القضايا التي يمكن تستفيدوا منها، إن الولايات المتحدة الأميركية باعتبار فيها قيَم تقول هي قيَم الحرية والديمقراطية وليست هذه القضايا اللي كأنه أنت موجودة هنا في سان فرانسيسكو لا فرق بينِك وبين أي واحد موجود في بينزيد أو مكان آخر.
لينا معياري: أنا أعتقد أنه تجربتي في جامعة أميركية كان فيها تميز ما ولكن بعيدا عن القضايا التي تتحدث عنها عن الديمقراطية والحريات جزء من اللي شاهدته في الواقع هو كم من المجموعات تتعرض للتمييز العنصري؟ للقمع للاستبعاد وللتهميش داخل المجتمع الأميركي، مجموعة الأميركيين الأفارقة مجموعة السكان الأصليين المهاجرين من أميركا اللاتينية، العرب.. هناك مجموعات كثيرة تتعرض للتهميش وبالذات من داخل الولايات المتحدة، نتعلم كيف نواجه قضايا التهميش وقضايا التمييز العنصري وقضايا الهيمنة أكثر من أن نتعلم قضايا الديمقراطية والحريات..
غسان بن جدو: يعني.. تفضل دكتور..
" لما ندافع عن القضية الفلسطينية فإننا ندافع عن المبدأ الديمقراطي في أميركا والذي فشل الإعلام هناك بتطبيقه لأنه أصبح جزءا من الحملة السياسية الأميركية " حاتم بازيان |
حاتم بازيان: أنا أظن أن ليس هناك فصل بين تدخل وتعلم الديمقراطية وممارستها والوقوف أمام القضايا الأساسية للشعب الفلسطيني والشعب العراقي وأظن أنها نقطة تمس كل العالم، أنا أساسا.. نحن عندما ندافع عن القضية الفلسطينية ندافع عن المبدأ الديمقراطي في هذا البلد لأن أنا أظن أن إذا كان هناك نقاش ديمقراطي حقيقي مفتوح أظن أن الشعب الأميركي لا يوافق في دعم دولة تقوم في الاعتداء على حرية شعب بكامله وأيضا إذا نظرنا إلى حرب العراق حرب العراق هي نقطة أساسية بكيف فشل النظام الديمقراطي الأساسي في هذا البلد وأيضا نتطرق إلى كيف فشل الإعلام العام بأنه أصبح جزء من الحملة السياسية التي تخالف النقاط والأساس الديمقراطي في أميركا فأنا لا أظن أن هناك تعارض وتناقض بين أن أدافع عن القضية الفلسطينية مثلما دافعت عن قضية جنوب إفريقيا مثل ما دافعت عن قضية سلفادور وعن قضية الأفارقة في هذا البلد، أظن أن القضية الفلسطينية أساسا هي جزء من العامل الديمقراطي وليست نقيضا له.
النشاط السياسي للعرب الأميركيين وأولوياتهم
غسان بن جدو: أنا ربما لن نختصر الكلام فقط في القضية الفلسطينية ولكن أود في هذه النقطة حتى لا نخرج منها كثيرا، هل هناك من رأي آخر أو ربما نناقشه بمعنى آخر أنه يعني هل ترون بأن هذا النشاط السياسي للعرب لكم أنتم كعرب في هذه المنطقة حتى أتحدث هي أولويات صحيحة يعني مُرتَّبة بشكل صحيح أم العكس أنتم تعتبرون هناك أولويات أخرى ينبغي أن ينشطوا فيها وهؤلاء الموجودين سواء في الاتحاد العام أو سواء في المنظمات أو الجمعيات إلى آخره هم يفرضون عليكم أولويات أخرى ربما لا تقبلونها، هل أسمع رأيا من هنا؟ تفضل أخي، أنت إذا سمحت لي نتعرف عليك؟
مروان ميرو- السعودية: مروان ميرو من السعودية.
غسان بن جدو: مروان ميرو؟
مروان ميرو: ميرو.
غسان بن جدو: من جِدة من السعودية؟
مروان ميرو: من جدة، الأولويات ما أنه متأكد من الأولويات بس أنه فيه أشياء كثيرة بنتعلم منها فرصة لنا أنه نطبق المهارات اللي بنأخذها من الجامعة هنا وكمان أفكر نظرة مستقبلية أنه لما بنرجع هناك بلدي خاصة أنا عندي خطط أني أرجع السعودية قريبا إن شاء الله بعد التخرج عندي أفكار أنه هأطبقها هناك اجتماعية وسياسية إن شاء الله..
غسان بن جدو: مثلا ما هي الأفكار.. هذه الأفكار الاجتماعية والسياسية اللي ترى أنه مفيد إنك أنت خلُصت منها من هذه التجربة وجودك هنا وستطبقها هناك أو ستدعو إليها طبعا؟
مروان ميرو: أول.. أنه ترتيب الـ (Organization) الجماعات بأتعلم هنا فرصة أنه أرتب الجماعات هذه أشوف كيف النظام اللي بيصير فيه هنا الـ(Organization) هذه..
غسان بن جدو: المنظمات.
مروان ميرو: المنظمات زي مثلا هنا الاتحاد الفلسطيني أعطاني فرصة أنه أشوف كيف النظام نفسه ماشي وأنا بأفكر هناك نبدأ شيئا سياسيا أو اجتماعيا قبل السياسي زي نشاطات للشباب والشابات هناك كخطوة أولى.
غسان بن جدو: نعم، أخت زينة أود أن أسألكِ هل التناقضات إذا صح التعبير أو الخلافات أو الإشكالات الموجودة في العالم العربي تنسحب عليكم أيضا أنتم كعرب موجودين هنا أو لديكم هموم أخرى وتكتلات أخرى وقضايا أخرى تماما هناك إشكاليات الآن في العالم العربي سواء بين أقطار أو بين جماعات أو هل هذه تنسحب عليكم أم لا؟
زينة زعتري: في الوقت الحالي لا تنسحب علينا، يعني مازال العمل الاجتماعي والعمل السياسي داخل الولايات المتحدة داخل الحرم الجامعي وغيره متوجها نحو هموم وقضايا الشباب العرب كشباب من الجالية العربية بكافة يعني محاولة للتحدي والتصدي لكافة أشكال التمييز العنصري اللي تواجه بشكل يومي الشباب العربي وأيضا ارتباط..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: يعني معذرةً يعني أليس في هذا مبالغة يعني الحديث على أنه الشباب العربي يواجهون تمييزا عنصريا يوميا وأين هذا بتشوفوه يعني؟
زينة زعتري: لا أعتقد أن هذه مبالغة.. يعني عندما تحاول أن تعمل في الجامعة لأي نشاط هناك ممارسات يومية هناك مضايقات هناك قوانين جديدة لقد لاحظنا خصوصا بعد 11/9 أكثر الجامعات الأميركية حاولت أن تضع قوانين جديدة لكي تتحضر لنشاط لكي مَن تدعو ومَن لا تدعو إلى النشاط، هل يمكنك أن تتظاهر أم لا؟ هل يمكنك أن تعبر عن رأيك أم لا؟ هذه المضايقات ربما هي أقل نسبيا مثلا من المضايقات اللي ممكن يواجهها الشباب المصري في حرم الجامعة ولكنها ليست مضايقات يعني تافهة أو قليلة هي فعلا تحديات يومية والتحديات تتركز حول الهُوية العربية وحول أنت إنسان عربي موجود في أميركا فأنت مُتهم كإنسان عربي أو كطالب عربي وبالتالي كل الممارسات من قِبل إدارة الجامعات من قِبل السياسات الأميركية تتوجه للطالب من هذا المنطلق، فأنت مضطر للدفاع عن هُويتك وأيضا مضطر لأن تكون هذه الهُوية يعني الفرق أنه الشاب العربي الموجود في المجتمع العربي يَنمى ويُربى في محيط يحضن هذه الهُوية ولكن الشاب العربي أو الشابة العربية التي تُربى في هذا المجتمع لا تجد هذا المحيط بشكل سهل بشكل عادي يعني في الإعلام في العلاقات الإنسانية مع الآخر في المدارس ومن ثم في الجامعات يجد صعوبات عديدة فبالتالي هو عندما يدخل أو عندما تدخل حرم الجامعة يمكنها أن تبدأ في تبلور هذه الهُوية العربية وإن نحن لم نجاهد لكي نخلق مساحات يمكن للشاب العربي أن يتحدث في الأمور التي يواجهها يتحدث في التمييز الذي يواجهه ويتحداها فبالتالي يعني هناك حالة صعبة جدا من الممكن أن نخسر هذا الشباب العربي..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: سؤال مكمل، تحدثتِ أكثر من مرة وذكرتِ أكثر من مرة قضية الهُوية العربية، الآن هناك فعلا الحديث عن هُوية عربية أم هُوية سورية وهُوية لبنانية وهُوية مصرية وهُوية سعودية وهُوية فلسطينية وهُوية يمنية وعراقية إلى آخره.
زينة زعتري: الحديث الآن عن الهُوية العربية طبعا وهي تتضمن كل هذه الهُويات..
غسان بن جدو: لا طبعا ولكن نتحدث بشكل صريح، الآن هناك أولويات قُطرية الآن موجودة في العالم العربي كل واحد وهمومه الآن يعني الموجود في سوريا والموجود في لبنان يختلف عن الموجود في فلسطين الموجود في العراق، دكتور حاتم من فضلك؟
حاتم بازيان: أنا أظن أنه هناك اتجاه موجود في العالم العربي وموجود هنا، أنا أظن أن هذا الاتجاه يأتي من مبدأ فرِّق تسُد، عندنا خصخصة للاقتصاد والآن عندنا خصخصة للشخصية العربية في العالم العربي ليس فقط على مستوى الأقطار ولكن حتى في القطر ذاته تخصخصت الشخصية إلى مدى جزيئات من كل مجتمع..
غسان بن جدو: لكن هذا أنتم تحددونه وليس الإدارة الأميركية ستحدده يعني هذا ربما تتحدث فيه الآن عن البلاد العربية ولكن أنتم كعرب هنا أنتم الذين تحددون هل تتحدثون كعرب أم تتحدثون كأبناء قُطر، كل واحد وقُطره حتى ربما كل قُطر كل واحد وطائفته كل واحد وتوجهه السياسي؟
حاتم بازيان: نحن.. المحاولة هنا إيجاد نوع من الوحدة العربية لأن نتكلم أنه هناك أمة عربية عندها اختلافات هذا ليس جديد ولكن عندما نبدأ في تمثيل الوضع السياسي للعالم العربي نقول إننا عرب وبالأخص هنا الإدارة الأميركية والمجتمع الأميركي تقول إنك عربي هذا بالنسبة إلى الآخر يظن أنك هذه كلمة بذيئة أن تقول إنك عربي في هذا المجتمع نسبة التمييز العنصري الموجود في أميركا حاليا بالنسبة للعرب على مستوى عالٍ جدا أنت موجود في فكر ومحيط..
غسان بن جدو: لكن أنا، عفوا أنا شُفت عرب يعني شُفت عرب في أكثر من منطقة هنا في الولايات المتحدة الأميركية لا يقولون بهذه الطريقة يعني يتحدثون على أنه هناك قيَم ديمقراطية حقيقية هناك.. صحيح هناك ضغوط أمنية بعد 11/9، أحداث 11 سبتمبر ولكن الوضع تغيَّر يعني ليس هذا هو وضع كل العرب الموجودين يعني كأنك تتحدث الآن على أنك موجود في أي قُطر عربي بائس متخلف الآن..
حاتم بازيان: ليس التمييز..
غسان بن جدو: بينما أنت أستاذ جامعي ومحترم..
حاتم بازيان: أنا أقول لك، أستاذ جامعي يوجد عندك في الصف مَن يراقب ماذا تقول..
غسان بن جدو: كيف ذلك؟
حاتم بازيان: موجود في الصف يأخذ ما تقول..
غسان بن جدو: أخبرني يعني أعطينا.. وضَّح لي شو يعني؟
حاتم بازيان: كل مَن له علاقة في دراسات الشرق أوسط..
غسان بن جدو: يعني لديكم جواسيس في الجامعة؟
حاتم بازيان: نعم، جواسيس في الصف يكتب كل ما تقول وهناك كتابات تطلع في الإنترنت وهناك كتب تُنشر عن الأساتذة الموجودين في الجامعات الذين لا يسيقون الكلام دعما للإدارة الأميركية، هناك كتاب جديد ما اسمه ديفد هوروتس مائة وواحد من أخطر أساتذة الجامعات وأنا جزء مما يسمى من أخطر أساتذة الجامعات في أميركا، فيوجد عندك طالب في الصف فقط همُّه أن يأتي بما تقول ومن ثم ينشر..
غسان بن جدو: يعني هذا صحيح؟
حتم بازيان: نعم.
غسان بن جدو: أتحدث مع الأخت الطالبة..
لينا معياري: طبعا صحيح ولذلك أنا أعتقد أن الرؤية وكأن الولايات المتحدة الأميركية هي واحة الديمقراطية، اليوم هناك ممارسات خطيرة جدا مثل مراقبة الكتب التي تقوم بقراءتها أو مراقبة ما تقوله في خلال النقاشات في الحصص وما إلى ذلك..
غسان بن جدو: مَن يراقب؟
" |
لينا معياري: هناك جهات رسمية تراقب ما يقوم به.. ما يُدرِّسه الأساتذة ما يقوم به الطلاب ما يقرأه، هناك قصص عن توجه جهات أمنية إلى طلاب طلبوا قراءة كتب معينة مثل كتاب ماوتسي تونغ مثلاً كانت حادثة قبل فترة إنه طالب طلب هذا الكتاب فتم التحقيق معه لماذا طلب هذا الكتاب.
غسان بن جدو: من أي جامعة.. في أي جامعة تتحدثين هذه القصة، في أي جامعة حصلت؟
لينا معياري: هذه حدثت هنا، لا أدري أين في أي جامعة بالضبط؟
غسان بن جدو: وهذا الطالب في أي جامعة دكتورة زينة؟ تفضلي.
زينة زعتري: في جامعة بولاية بنسلفانيا حددت ضرورة إن كل طالب يدخل الجامعة هي جامعة خاصة يدرس كتابا حول يعني.. كتاب حول الإسلام كدين بما إنه فيه طروحات عديدة حول الإسلام فأقيمت دعوة من قِبل جمعية خاصة خارج الجامعة تتهم الجامعة بأنه هذا سيأتي على تحول هائل في الحرم الجامعي وغيره وطلبت منهم إنهم لا يدرسوا الكتاب، الجامعة وقفت موقفها واستطاعت أن تكمل هذا المشروع ولكن هناك جهات خاصة عديدة يعني فيه مؤسسات اللي أسسها دانيال بايبس معروف بتوجهاته العنصرية نحو العالم العربي والعالم الإسلامي ككل هناك أي العديد مثل هذه الجمعيات التي تنشأ هي جمعيات خاصة لها دعم مالي خاص وتؤسَّس على علاقات قوية مع إدارات الجامعات.. إدارات الجامعات بما أنه الجامعات مؤسسات استهلاكية حالياً أكثر مما هي.. أو مؤسسات رأسمالية أكثر مما هي مؤسسات ثقافية تخاف من سحب الأموال يعني لديها علاقات مع الممولين، لهم توجهات سياسية محددة يمينية بشكل عام توجه صهيوني موجود في الولايات المتحدة الأميركية ومعروفه، عملهم لا يقتصر بالطبع على ولاية واحدة أو جامعة واحدة ولكن هناك صفحات على الإنترنت تطلب من الطلاب أن يرسلوا معلومات حول الأساتذة، حول ما يدرّسون، حول ما يتحدثون به وحتى ليس داخل الصف فقط ولكن إن كان الأستاذ له أي توجه سياسي ويحاول أن يُحاضر في المدينة أو في البلد أو يتحدث في مظاهرة مثلاً ضد الحرب على العراق يمارس حقه كمواطن أميركي في المجتمع المدني.. أيضاً هناك مَن يقوم بتصوير ويقوم بكتابة هذه المعلومات وإرسالها إلى هذه المؤسسات التي تُحضّر ملفات ومن ثم تحاول مد السياسة الأميركية وأجهزة الدولة الأميركية بهذه المعلومات للتضييق وطرد أحياناً أساتذة الجامعة، الدكتور سامي العريان على سبيل المثال هو أستاذ كان في جامعة فلوريدا وقامت الجامعة بطرده لاتهامات حول علاقاته وتحركاته السياسية أو الاجتماعية يعني هذا الخطر خطر حقيقي وفي حال هذا الخطر يواجه الأساتذة في الجامعات ماذا يُدرِّسون فبالتالي إنه سيواجه الجيل الجديد بأكلمه والجيل القادم لأنه سوف لن.. يعني لن يستطيع هؤلاء الطلبة أن يدرسوا أي مواد لا تكون مكتوبة من قِبل استشراقيين أي مواد تحاول أن تتحدث عن الواقع كما هو عن العلاقات السياسية والاقتصادية بين هذا العالم وذاك وغيره.
غسان بن جدو: أسمع رأي لارا الكسواني، لحظة فقط دكتور حاتم، لارا الكسواني أنتِ قيادية في تجمع طلاب العدالة في فلسطين، رأيك في هذا النقاش بالتحديد.. يعني هل هذا الأمر دقيق أم بصراحة مبالَغ فيه؟ وثانياً أنتم ما هي الأولويات التي حددتموها في ضوء التحديات التي تواجهونها؟
لارا الكسواني – قيادية في تجمع طلاب العدالة – فلسطين: صحيح جداً يعني حتى لما نعمل برنامج الجامعة عن دراسة العالم العربي ممنوع نعملها بدون ما يكون فيه أساتذة صهيونية..
غسان بن جدو: من دون ما يكون فيه ماذا؟
لارا الكسواني: أساتذة صهيونية..
غسان بن جدو: كيف يعني؟
لارا الكسواني: صهاينة..
غسان بن جدو: كيف يعني؟
لارا الكسواني: يعني عملنا برنامج بجامعة ديفس عن دراسة العالم العربي بدون ما يكون فيه أساتذة من إسرائيل أو أساتذة يعرفوا عنهم يعني إسرائيلية أو يهودية..
غسان بن جدو: أخت لارا لأن كلامك مهم جداً فالكاميرا مهم أن تلتقطه فهل تسمحين أن تقفي إذا سمحتي؟
لارا الكسواني: أقف؟
غسان بن جدو: إذا سمحتي معلش بدِّي أتعبك، شكراً، تفضلي.
لارا الكسواني: لما عملنا برنامج بديفس عن دراسة العالم العربي هل الجامعة ما خلتنا نعملها دراسة بدون ما يكون عندنا أساتذة بيعلموا عن إسرائيل أو أساتذة يعترفوا حالهم صهيونية أو صهاينة فحتى يعني لدرجة هاي ما فيش عندنا يعني وسائل إنه نعرف ندرّس عن حقوقنا ندرّس عن وجهة نظرنا العربي بالجامعة ولما نكون بالجامعة ممنوع نعمل نشاطات عن فلسطين ولا نعمل نشاط زي اليوم برنامج عن العرب الأميركيين إنه نعمل نشاط هيك بجامعة أميركية وتكون هي يعني الجامعة لها علاقة فيها بدون ما يكون فيه واحد صهيوني قاعد أو يكون فيه وجهة نظر الإسرائيلية ممنوع حتى لو ما فيه شيء حكي عن فلسطين بكل البرنامج أو ما فيه شيء يعني له علاقة بفلسطين بس هي بتظل يعني بدون ما إحنا نحكيها بدون ما بنواجهها بكل يوم بحياتنا دائماً..
غسان بن جدو: لكن هنا بدكم تعملوا أنتم جدارية تشارلي؟ قبل قليل كنت عم بتقول لي بدكم تعملوا جدارية إدوارد سعيد وأنتم نجحتم، إذاً هي عم بتحكي إنه فيه أشياء ربما نضالية فلسطينية وحتى عربية فيه هناك صعوبة بس أنتم بدكم تعملوا جدارية إدوارد سعيد والجامعة سمحت لكم وعشان هيك فيه حرية، إذاً فيه سماح فيه إمكانية إنه تعملوا شيء.
تشارلي القرع: آه إحنا هون ناقشنا أول ما بلِّشنا فيها فيه ناس من الـ (domination) يعني ما حبوش إنه بدنا نسوي جدارية إدوارد سعيد وحاولوا يوقفوها..
غسان بن جدو: ما حبوش ليش؟
تشارلي القرع: بس لأنه هون معنا رقابة طول السنة لأنه مع الطلاب الحاكمين فيها وإحنا دائماً نتصالح مع الطلاب اللي حاكمين فيها وبنعمل حالنا (Excuse me) يعني بنعمل حالنا أصحاب معهم ونحكي معهم ونقول ها شو القصة تبعنا وقالوا لا إنه مش مضبوطة وقفوها خلونا نعملها وسوينا يعني فاطس أول ما قالوا لنا افتحوا الفاطس افتحوا الكاميرا وفي الكاميرا نعمل نحكي عن إيش بنحب نشوف فيها وفيه يعني كثير أشياء صغار لازم نسويها بس تقريباً وصلنا إنه بدنا نسوي الصورة وبدنا نطلعها ونسوي الـ(كلمة بلغة أجنبية) بعد..
الطلاب العرب وانعكاسات السياسة العربية
غسان بن جدو: نعم، كنت أسأل عن الهُوية العربية وهاي القضايا كلها ولكن هناك طبعاً أنتم عرب هناك من فلسطين كما قلت من اليمن من لبنان من سوريا من العراق من السعودية من السودان إلى آخره معروف إنه الإخوان اليمنيين عددهم مش قليل هنا في سان فرانسيسكو وأنتم ربما من أقدم الناس، الأخ اليمني اللي وراءك دكتور حاتم أنتم من أقدم الناس اللي جاؤوا هنا ولكن بالوقت نفسه أنا بأعرف أنت بتحكي عربي مكسر مثلي بس بدي إياك تحكي رغم إنه ما بدك تحكي أنتم من أقدم الناس اللي جئتم إلى هنا أنتم تاريخكم مرتبط بالزراعة وأصبح بالتجارة ولكن حسب ما فهمت إنه أيضاً أنتم كأنكم عايشين تكتل يعني جئتم خاصة الإخوان اليمنيين يعني أنتم عندكم عادات خاصة بعضكم محافظين على العادات، فهمت أيضاً إنه حتى البنت اليمنية تتزوج بكِّير يعني صغيرة 17 سنة بتبعتوها على اليمن تتجوز وبعدين ترجع فأنت الآن كيمني طالب بكل صراحة هل هذا الكلام يعنيك من قريب ومن بعيد؟ يعني هذه القضايا النضالية وقضايا التمييز العنصري والحكي عن أميركا يعنيك من قريب أو من بعيد أو كما ربما أشار الأخ السعودي قبل قليل هنا فيه أشياء إيجابية هنا سأستفيد منها سأنقلها إلى بلدي السعودية بعد أيام، احكِ بالطريقة اللي تشوفها مناسبة، تفضل قف إذا سمحت، تفضل.
حسين – اليمن: إن شاء الله يعني بأفكر..
غسان بن جدو: أولاً بنتعرف عليك..
حسين: اسمي حسين أنا درست في جامعة يوسديفز وخلصت في هذه الساعة أنا أفكر إن شاء الله الناس بيخرجوا بيعلموا في الجامعة إن شاء الله ويطولوا في خارج في حياتهم في أشغالهم مش بس بيفكروا في إيش من الشغل بخارج مصارف كثير يعني بيفكروا إيش بيحسن العرب، الكل يعني مش بس أهلهم بس العرب يعني إن شاء الله كلهم أنا أفكر العرب يفكروا بهذا كثير يعني إن شاء الله بيطوّل مش بس في أميركا في البلاد الأخرى فلسطين والعراق وفي كل البلاد العربية..
غسان بن جدو: يعني بأمشي معك خطوة خطوة إذا سمحت، الآن أنتم كعرب موجودين هنا اهتمام الإخوان كثير بالقضايا السياسية أيا كانت القضايا السياسية بس هذا الاهتمام بالقضايا السياسية بتعتبره أمر صحي مفيد أو هناك أولوية أخرى بالنسبة لك كعربي تُحسن وضعك الاقتصادي بتُحسن مهاراتك المعرفية التقنية والتكنولوجية وتستفيد من هذا الواقع والقيَم الموجودة في أميركا ربما حتى تفيد بلدك أو على الأقل تفيد جاليتك العربية هل بأرجع.. بأسأل السؤال يعني هل الاهتمام السياسي كبير مبالَغ فيه أم لا؟
حسين: فيه مثل اليمنيين في هذه المنطقة؟
غسان بن جدو: لا العرب هنا فيه اهتمام سياسي ما هيك، الآن إخوان شوف مثلا نحن الآن موجودين في جامعة أليس كذلك؟ شوف لافتات كلها قضايا سياسية كلها لم أجد لافتة هنا كلها لا قضية حول تحسين الوضع الاقتصادي ولا الديمقراطية ولا الإصلاح ولا أي شيء ها ودي عندهم قضايا سياسيا بيعتبروها هي جزء أساسي من نظامهم بتعتبروا هذا أمر مفيد أو هناك قضايا أخرى لازم يكون يستفيدوا منها أكثر.. طيب نفس السؤال بأسأله إلى أحد آخر يجاوبني عليه، مين ممكن يجاوبني على هذا السؤال من غير الإخوان الموجودين هنا؟ تفضلي، الأخت هنا.
مايا- سوريا: نحن كطلاب عرب..
غسان بن جدو: أتعرف عليكِ لو سمحتي.
مايا: اسمي مايا من سوريا، نحن كطلاب عرب ساكنين في أميركا وعم ندرس هون عندنا مهمة مسؤولية يعني مهم كثير إنه نحن كأننا سفراء لبلداننا العرب البلد الإسلامي وكل شيء إنه لازم نوصَّل صوتنا هون عندنا فرصة لازم نستعملها مو بس بالسياسة بالإذاعة كمان لازم ندخل أسرع يعني بالحقوق بالسياسة بالإذاعة هاي كله يعني فيه كثير عرب عم بيدخلوا طب، أهاليهم بدهم يدرسوا طب أو مهندس هذا شيء كويس بس الأفرع يعني الحقوق والسياسة والإذاعة بيستفيد أكثر..
غسان بن جدو: الإذاعة يعني الإعلام تقصدين..
مايا: إعلان يعني قصدي (Ad) يا أخي إنه بتفيد بلدنا بالشرق الأوسط أكثر وهون كمان..
غسان بن جدو: طيب فيه جنسية أخرى موجودة، وين الأخ السوداني.. الأخ السوداني بنحاول نستفيد منك إذا سمحت سألت سؤالا حول اهتمامات العرب وأقطارهم السوداني والفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي إلى آخره، الأخت زينة تتحدث لا هناك النضال حقيقة عن شيء اسمه هُوية عربية، أنت كيف شايف كأخ سوداني هنا؟
بشرى عبد الرحمن- السودان: اسمي بشرى عبد الرحمن من درمان في السودان..
غسان بن جدو: لا فيك تحكي عربي (Please)؟
بشرى عبد الرحمن: (Excuse me)..
غسان بن جدو: احكِ عربي من فضلك، أفضل كما تتحدث..
بشرى عبد الرحمن: بأفتكر إنه العرب بيواجهوا نضالات كثير في المجتمع الأميركي.. بأفتكر إنه هاي النضالات بتعطي العرب تجارب ممكن يستفيدوا منها لما بيرجعوا لبلدانهم العربي يطبقوا (Democratize) في البلدان العربية.
غسان بن جدو: نعم، جميل، طيب دكتور حاتم هل الجامعات هنا تختصر النضال السياسي وأرجو أن أيضا تدلي بدلوك في هذه النقطة التي ذكرتها بأن هل هناك مبالغة في إعطاء النضال طابعه السياسي أم لا هذا أمر طبيعي وعادي؟
حاتم بازيان: أنا أظن أن الجامعة هي بؤرة ونقطة انطلاق سياسي في كل العالم بالنسبة إلى الطلبة، الطالب هو شخص مميز ليس عنده مسؤوليات عائلية ليس عنده مسؤوليات اقتصادية بكل معنى الكلمة عنده وقت فراغ وعنده أيضا الفكر المثالي بالنظرة إلى العالم والنظرة إلى المجتمع فهذا يعطي الطالب نوعا من جدول الأعمال يتدخل في الأعمال السياسية تغير وضعه والمجتمع حوله فلذلك أنا أظن ليس هناك مبالغة أن الطالب الجامعي ليس فقط في أميركا ولكن على مستوى العالم كله ينظر إلى كيف يكون جزء فعال من هذا المجتمع ويتبنى القضايا السياسية في معظم الوقت، القضايا السياسية التقدمية والطالب العربي في أميركا أظن أنه يجري ويمشي في نفس المسار في تبني هذه القضايا السياسية الأساسية للعالم العربي والإسلامي، بنفس الوقت هناك محاولة بناء للشخصية الطالب العربي يأتي من إذا كان آتيا كمهاجر من العالم العربي هناك نوع من التحدي لهذه الشخصية مَن هو في هذا المجتمع؟ هل هو عربي؟ هل هو سعودي؟ هل هو فلسطين؟ هل هو لبناني؟ ومَن يدعمه؟ مَن يعطيه هذه المساعدة؟ مَن يساعده في المجرى الدراسي والمجرى المعيشي أيضا؟ فهذه الهُوية هي جزء من الإشكالات التي يعاني الطالب..
غسان بن جدو: غير هذه الهُويات القُطرية هل إذا صح تعبير الانتماءات الأيديولوجية الموجودة في العالم العربي هل هي أيضا موجودة وراسخة وواضحة لديكم هنا هذا إسلامي وهذا قومي عربي وهذا يساري وهذا جبهة شعبية وهذا ديمقراطي وهذا حماس وهذا جهادي وهذا.. يعني هل هذا أيضا موجود وراسخ وواضح هل لديكم..
حاتم بازيان: أظن أنه.. إن نكون لدينا..
غسان بن جدو: وهذا قوات لبنانية وهذا التيار عوني وهذا تيار مستقبل إلى آخره؟
" هناك انعكاسات وامتدادات للأيديولوجيات الموجودة في الساحة العربية على العرب في أميركا " بازيان |
حاتم بازيان: نكذب إذا نقول إن الأيديولوجيات الموجودة في الساحة العربية ليس لها انعكاسات في الساحة الأميركية، أظن أن هناك انعكاسات وامتدادات للأيديولوجيات الموجودة في العالم العربي ولكن في نفس الوقت وجودهم في إطار محدد وجودهم في عالم مخالف للساحة العربية يؤدي في بعض الأحيان إلى التقارب وتعامل في الميدان العملي بغض النظر عن الانتماءات الأيديولوجية..
غسان بن جدو: إذاً التحديات هي التي تجمعك أيا كان الانتماء التحديات هي التي تجمعكم الأولويات النضالية إذا صح التعبير هي التي تجمعكم، دكتور زينة؟
زينة زعتري: بس أنا فيه عندي ملاحظة إنه نحن بنحكي حول الواقع السياسي أو الأمور السياسية يعني من هيك لا الوضع الاقتصادي أو الهموم الاقتصادية ولا الهموم الاجتماعية هي منفصلة عن الهموم السياسية يعني الهموم السياسية تشمل كل كيان الإنسان وخصوصا في المجتمع الأميركي لأنه أنت كإنسان عربي هُويتك العربية وضعك العربي بداخل أميركا هو وضع سياسي يعني ما فيه مجال إنه الإنسان اللي حابب إن هو يعمل نحو الحديث عن الاقتصاد أو تحسين وضعه الاقتصادي بأنه يدخل ببعض الأعمال هيتواجه بمواجهات يومية هي يعني تعكس الوضع السياسي فمن هيك أنا برأيي إنه الوضع السياسي يعني وهو مش شيء عار يعني هو كامل حياة العرب في داخل أميركا وبالتالي هذا هو الرابط يعني عندما نرفع شعار الوضع في فلسطين سيادة الوضع في العراق وغيره هذه أمور لها انعكاساتها على الحياة النفسية على الحياة العلاقات على الاقتصاد على.. وعلى.. وعلى..
غسان بن جدو: وهو ربما يعني وأنا قادم من المنطقة العربية ما تنسي إحنا ممنوع الجمع بين الدين والسياسة بين العلم والسياسة بين الإدارة والسياسة والتكنولوجيا والسياسة الكنيسة والسياسة المسجد والسياسة الشارع والسياسة النظري والسياسة.. ما فيه شيء هناك سياسة القضاء والسياسة لا شيء ممكن نحن مسموح لنا بالسياسة فعشان هيك أنا طبيعي عم بأسألكم ربما تكون فيه مبالغة أنتم تعتبروا لا هذا الأمر طبيعي، لارا آخر كلمة لك إذا سمحتي، تفضلي.
لينا معياري: لينا.
غسان بن جدو: لينا، عفوا لارا هناك لينا.
لينا معياري: نعم، أنا أظن إنه دورنا كطلاب عرب أيضا هو تحديد قضايا فمثلا اليوم حتى من خلال الإعلام وكأنه الحرب هي حرب حضارات ما بين الغرب والإسلام أو الغرب أنا أعتقد إن الإشكالية هي هناك جزء منها ولكن الصورة الأوضح ولفهمنا يكون لدينا وعي أكبر لنعرف كيف نواجه هذه القضايا، هناك مشروع هيمنة أميركية وهذا مشروع اقتصادي سياسي وثقافي ولكن اختزاله بأن القضية فقط قضية إسلام وقضية ثقافية هذا يمنعنا أيضا من تحديد قضايانا ومواجهتها ومعرفة كيف نتعامل معها، يعني أنا أعتقد إنه إشكاليات دولة الاحتلال وإشكاليات النظام الأميركي مع حماس مثلا أو مع حزب الله ليس لأنها حركات إسلامية بل لأنها حركات مقاومة فتحديد أولوياتنا تحديد القضايا بشكل بعيد عن ما.. عن الصورة العامة والخطاب العام العمومي وبالتالي نستطيع أن نرى حينها أن هناك مشروع اقتصادي سياسي وبالتالي لدينا حلفاء في العالم نستطيع التحالف معهم من أجل مواجهة هذا النظام العالمي وهذا المشروع من الهيمنة فهناك علينا دور أيضا لأننا موجودون هنا في أميركا إنه نرفع أيضا الوعي بما هي القضايا الأساسية وكيف نواجهها وكيف نبني تحالفات من أجل مواجهتها.
غسان بن جدو: إذاً نستمع إلى هذا الكلام الأخير، أذكِّر فقط أنكِ من عرب 48 وتعيشين في الولايات المتحدة الأميركية وتتحدثين على قناة الجزيرة، شكرا لكم جميعا لكل مَن ساهم في إنجاز الحلقة، شكرا لكم بدون استثناء، شكرا لكل مَن ساهم في إنجاز هذه الحلقة، حلقة مع توني عون، آمال حمدان، محمد العجزي، فاروق القاسم وعماد بهجت، مع تقديري لكم من سان فرانسيسكو، في أمان الله.