صورة عامة
حوار مفتوح

التحرك الميداني للمعارضة اللبنانية

تتناول الحلقة التحرك الميداني وتظاهر المعارضة اللبنانية, هل هو دليل انسداد سياسي أم تحضير لانقلاب أمني أم حتمية للتغيير الديمقراطي؟ أين العامل الإقليمي والدولي في كل ما يجري.

– مأزق الحكومة والانقلاب على الخيار السياسي
– لبنان بين الاعتبارات الخارجية والصراعات الداخلية

– انسداد الأفق السياسي


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، هنا لبنان هنا مشهد سياسي معقد يتداخل فيه السياسي بالديني بالطائفي بالمذهبي، يتداخل فيه المحلي بالخارجي، يتداخل فيه العربي بالعربي، يتداخل فيه اللبناني بالإقليمي بالدولي، نحن نتحدث عن حالة استثنائية في الوطن العربي.

مأزق الحكومة والانقلاب على الخيار السياسي

غسان بن جدو: هنا السراي الحكومي هنا مقر رئاسة الحكومة اللبنانية هنا رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة هنا الوزراء الموجودون في هذه الساحة هنا وزير الاتصالات اللبناني السيد مروان حماده النائب عن كتلة اللقاء الديمقراطي وواحد من أبرز الوزراء والسياسيين في لبنان مرحباً بك سيد مروان.

مروان حماده – وزير الاتصالات اللبناني: مساء الخير غسان.

غسان بن جدو: أنتم هنا هل يعني ما يحصل أنتم هنا في السراي الحكومي على بعد أقل من مئة متر تقريباً هناك اعتصامات للمعارضة هل يعني هذا انسداد في الأفق السياسي؟

مروان حماده: ليس بالضرورة غسان ليس بالضرورة لأن الانسداد في الأفق قد ينتج لا سمح الله من تصعيد ما في الشارع وهذا التصعيد لا أخال أن حزب الله أو حركة أمل يريدانه ونحن في المقابل وكما لاحظت لم نحرك الشارع من جهتنا نستطيع طبعاً أن نواجه الاعتصام بالاعتصام ولكن نعتصم ضد مَن؟ ضد أنفسنا؟! نستطيع أن نسير مظاهرات ولكن ماذا تكون النتيجة تكون النتيجة شل البلد ويعني شل حركته الاقتصادية أو ما تبقى منها لذلك انسداد الأفق السياسي ليس بالنسبة إلينا مطروحاً نحن نرى أن هناك مظاهرة هناك اعتصام هناك رسالة تلقينا الرسالة خمسة على خمسة كما يقولون ولكن لا تكفي هذه الرسالة ولا يمكن أن تعني في نظام ديمقراطي وفريد كما أنت وصفته ذهاباًَ أو إقالة للحكومة الحكومات تذهب بغير هذه الأسباب وليس تحت الضغط الشارعي كما هو الأمر الآن.

غسان بن جدو: ما هي الرسالة التي فهمتم بأن المعارضة أرادت أن توجهها إليكم وقد تلقيتموها؟

مروان حماده: نحن فهمناها أنه لابد من الحوار ونحن لم نقطع الحوار.

غسان بن جدو: يعني فهمتهم هذه التظاهرات بأنها مدخل للحوار؟

مروان حماده: مدخل للحوار ونريد أن نفهمها مدخلاً للحوار لأنه إذا فهمناها انقلاباًَ وكما تخوفنا من ذلك ونحن لا نزال نشتبه بأن بعض الفئات وليس كل المعارضة تريد إحداث انقلاب في لبنان وهذا ليس جديد.

غسان بن جدو: ما الذي يعنيه انقلاب؟

مروان حماده: يعني انقلاب الأوضاع التي نشأت بعد الرابع عشر من آذار الأوضاع التي أدت إلى استقلال أكبر للبنان إلى قيام حكومة كانت بمثابة حكومة وحدة وطنية طالما أن حزب الله وأمل انضما إلينا في الحكومة التي يرأسها حتى الآن الأستاذ فؤاد السنيورة الانقلاب يعني ذهاب هذا الفريق والعودة إلى هيمنة سورية ما.

غسان بن جدو: هل هذا ممكن في لبنان؟

مروان حماده: أظن أن..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: يعني الهيمنة ما تسمى بالهيمنة السورية بالشكل الذي كانت عليه بطبيعة الحال.

مروان حماده: لم يعد ممكناً ولكن ربما البعض يعتقد أنه ممكن وهذا البعض ربما في دمشق ربما في بيروت ولكن بكل تأكيد هذا الشيء لن يحدث.

غسان بن جدو: إذاً هل نستطيع أن نقول إن عودة النفوذ السوري كما كان عليه في السابق غير ممكن؟

مروان حماده: غير ممكن.

غسان بن جدو: والمعارضة في رأيك هي تدرك الأمر إذاً هل تدرك هذا الأمر المعارضة؟

مروان حماده: أقول إن بعض العارضة تدرك هذا الأمر ولكن هناك فئات في المعارضة لم يخفت حنينها إلى الوصاية السورية لأن لا مكان لها في الخريطة السياسية اللبنانية منذ الوصايا السورية ولا أعني بذلك طبعاً لا حزب الله ولا حركة أمل.

غسان بن جدو: إذاً أنت تعتقد سيدي الوزير بأن يعني العصب الأساسي داخل المعارضة هي حركة أمل وحزب الله..

مروان حماده: بكل تأكيد..

غسان بن جدو: هل نستطيع أن نضيف إليه التيار الوطني الحر؟

مروان حماده: التيار الوطني الحر أو ما تبقى منه في ظل التراجعات في شعبية الجنرال عون..

غسان بن جدو: لكنه أمس تحدث باسم المعارضة يعني قدم..

مروان حماده: تحدث باسم المعارضة وضع في هذا الموقع ولكن التجييش في المخيم المسيحي أو في الجانب المسيحي كان خجولاً جداً.

غسان بن جدو: هل أود أن نفهم منك هل تخشون انقلاباً على خيار سياسي طالما أنك تجزم الآن بأنه لا عودة للنفوذ السياسي السوري كما كان في السابق وأنت أيضاً تعتقد أن حزب الله وأمل لا يعتقدان ولا حتى يريدان عودة النفوذ السوري كما كان في السابق هل هو انقلاب على خيار سياسي؟

مروان حماده: نعم هو انقلاب على الطائف هو انقلاب على المعادلات التي أوجدها الطائف بعد حرب أهلية للأسف طويلة جداً، هذا التوازن بين المسيحيين والمسلمين بالمناصفة هذه المثالثة بين الطوائف الكبرى يعني السنة والشيعة والمسيحيين وآسف أن أتحدث..

غسان بن جدو: هذا الواقع..

مروان حماده: ولكن هذا الواقع الذي قصدته أي تغيير لهذه المعادلة يعني دفع لبنان من جدي في أتون المشاكل الداخلية.

غسان بن جدو: لكن إذا كان كل الأطراف يقول نحن نقبل بالطائف بل نريد أن نطبق الطائف من حزب الله إلى التيار الوطني الحر ولكن بشك أساسي ومعلن الرئيس نبيه بري واحد هو بناة الطائف؟

مروان حماده: يعني أنا أثق أكثر بالتزام الرئيس نبيه بري بالطائف مما أثق بالتزام الآخرين.

غسان بن جدو: هل تخشى إذاً قلت صراع على انقلاب على الخيار السياسي هنا خوف على الانقلاب على الخيار السياسي؟

مروان حماده: انقلاب على الخيار السياسي انقلاب أو محاولة لمنع قيام المحكمة الدولية وذلك حماية لشخص ما أو لنظام ما في العالم العربي وعندي شكوكي اللي بتعرفها أنت غسان ونحن مش غريبين عن بعضنا وفي الوقت نفسه ربما عند البعض خيار موجه إلى طبيعة فهم القرار 1701.

غسان بن جدو: على ماذا تستند الحكومة الآن؟

"
تستند الحكومة أولا على شرعيتها ودستوريتها وعلى أكثريتها النيابية وكذلك على ذخيرة لم تستعملها هو احتياطي شعبي كبير لا تريد أن تستعمله في الوقت الحاضر لكي لا تدفع إلى أي احتكاك قد يأخذ منحى طائفيا أو مذهبيا
"مروان حمادة

مروان حماده: تستند الحكومة أولاً على شرعيتها على دستوريتها على أكثريتها النيابية وكذلك على ذخيرة لم تستعملها على احتياطي شعبي كبير لا تريد أن تستعمله في الوقت الحاضر لكي لا تدفع إلى أي احتكاك قد يأخذ لا سمح الله يعني منحى طائفياً أو مذهبياً.

غسان بن جدو: الآن لاحظنا بأن هناك دعماً خارجياً قوياً للحكومة دعم واضح من بعض الدول العربية دعم واضح من قبل بعض الدول الكبرى والعظمى هل يشكل هذا أيضاً عنصر قوة للحكومة اللبنانية تستند إليه؟

مروان حماده: طبعاً هذا عنصر إضافي للقوة ولكن كمنا نبحث منذ قليل في جلسة وزارية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وكنا نقول إن القوة تستمد من الداخل تسمد من لبنان يأتي التأييد العربي وهو مشكور ويأتي التأييد الدولي وهذه الرعاية للقضية اللبنانية واستقلال لبنان مشكورة أيضاً ولكن المهم هو أن تبقى الإرادة اللبنانية الاستقلالية صامدة في وجه أي محاولة للانقلاب عليها.

غسان بن جدو: أهناك من حل ممكن من مخرج ممكن لهذا المأزق الجدي؟

مروان حماده: أظن أن هناك حل ممكن الحل هو بالعودة إلى المؤسسات الدستورية وفي نظري وهذا ما سنطرحه خلال الأيام المقبلة هو العودة إلى المؤسسة الأم إلى المجلس النيابي الشعب هو مصدر السلطات في لبنان الانتخابات هي التي توصل ممثلي الشعب وبالتالي لابد من العودة إلى المجلس النيابي والحكومة ستطلب مناقشة عامة في المجلس النيابي وربما تطرح الثقة بنفسها أمام المجلس وربما يوصي المجلس النيابي بإعادة طاولة الحوار والطلب من الرئيس بري لكي لا نحشر أحداً بأن يستعيد على طاولة الحوار التواصل بين الأفرقاء وفتح الملفات التي لا تزال مفتوحة على النقاط الخلافية الموجودة في البلد.

غسان بن جدو: شكراً لك سيد مروان حماده وزير الاتصالات والنائب عن كتلة اللقاء الديمقراطي أذكر بأن السيد مروان حماده هو أيضاً موجود في السراي الحكومي وسوف ينضم إلينا الآن أيضاً وزير التربية اللبنانية الأستاذ خالد قباني أذكر بأن هذه الحلقة بطبيعة الحال سوف تكون بجزأين نحن هنا في السراي الحكومي كما قلت هناك الوزراء هناك رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وعلى بعد مئة متر تقريباً هناك اعتصام للمعارضة الجزء الثاني سيكون هناك أردنا أن ننطلق من هنا بعد ذلك ستشاهدوننا في الاعتصام حيث سنستضيف أيضاً شخصيات من المعارضة شكراً لك سيد مروان حماده أرحب كثيراً بالأستاذ خالد قباني مرحباً بك سيد الوزير وزير التربية اللبنانية سيدي الوزير ما يحصل الآن هناك خشية جدية من أن يكون مدخلاً لاحتقان ليس فقط شعبياً ولكن لاحتقان مذهبي هل هذا الهاجس هل هذه الخشية في محلها؟

"
حاولنا كثيرا خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم أن نجنب إسرائيل أن تصل إلى مبتغاها ومخططاتها في إحداث فتنة داخلية في لبنان واستطاع اللبنانيون بفضل تضامنهم ووحدتهم أن يفشلوا المشروع الإسرائيلي
"
 خالد القباني

خالد القباني – وزير التربية والتعليم: هو في الحقيقة هناك خشية لا يجب أن نخفي الأمور ولا أن نخبئها لقد حاولنا كثيراً خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم أن نجنب أن تصل إسرائيل إلى مبتغاها ومخططاتها في إحداث فتنة داخلية في لبنان واستطاع اللبنانيون بفضل تضامنهم ووحدتهم أن يفشلوا المشروع الإسرائيلي بالفتنة وحصل انتصار حقيقي للبنان على إسرائيل وهذا انتصار للشعب اللبناني بكل فئاته وكل عناصره ونحن لا نريد أن يتحول هذا الانتصار إلى خسارة للبنان وخسارة للشعب اللبناني نريد أن نثمر هذا الانتصار ونحقق أهداف الشعب اللبناني في السلام والوئام والوفاق الوطني والبناء والإعمار ولكن ما يحصل إذا استمرت هذه الاعتصامات والتظاهرات نخشى أن يتسلل فريق ثالث إلى هذه الجماهير الشعبية وأن تستثار من خلالها الغرائز والعصبيات الفئوية التي تؤدي إلى مواجهات مباشرة بين فئات الشعب بين المواطنين وبين الأخوة في الوطن هذا ما نخشاه هذه التظاهرة هي تظاهرة تأتي في إطار حق التعبير الذي يحميه الدستور وضمن إطار الحريات العامة التي نحرص عليها وقد استنفذت كل مقاصدها ومن الأفضل أن نعود اليوم إلى حلقة الحوار من أجل أن نعالج مشاكلنا الداخلية أما الاستمرار إلى ما لا نهاية في هذه الاعتصامات والتظاهرات ومقابل ذلك هناك مَن يستثير الغرائز والعصبيات في المناطق اللبنانية بأجمعها هذا الأمر قد يؤدي ويُخشى أن يؤدي إلى مواجهات مباشرة بين المواطنين نحن كقيادات سياسية في لبنان لا يجوز لنا أن نزج بمواطنينا في مواجهات تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه هذا ما نخشاه.

غسان بن جدو: جميل لماذا نتحدث عن خشية من احتقان مذهبي فهمنا بأن الحكومة الحالية فيها من السنة فيها من المسيحيين هناك انسحبوا وزراء شيعة فهمنا أيضا بأن المعارضة فيها من السنة والمسيحيين ومن الشيعة ومن الدروز فلماذا هناك هذه الخشية يعني هناك الآن مَن هو يدعم هذه الحكومة أصوات شيعية واضحة هناك مَن يدعم المعارضة بل جزء أساسي منها رموز سنية وليس فقط أصوات سنية لماذا هذه الخشية إذاً أليس الصراع سياسيا قبل أن يكون طائفيا ومذهبيا في لبنان؟

خالد قباني: هو برأيي الشخصي وأنا قلت ذلك أكثر من مرة هو صراع طائفي وليس صراع.. هو صراع سياسي وليس طائفيا ولا نقبل أن يتحول إلى صراع طائفي ولكن كما قلت نخشى إذا ما استمر الاحتكام إلى الشارع أن يتسلل عناصر تريد أن تحدث هذه الفتنة في لبنان لتحول هذا الصراع من صراع سياسي إلى صراع فئوي عصبي أو طائفي هذا ما نخشاه ولذلك نحن نقول على القيادات السياسية أن تحتكم إلى الحكمة وإلى العقل وأن نعود إلى المؤسسات الدستورية وأن نعود إلى طاولة الحوار من أجل معالجة كل مشاكلنا الداخلية لأن الشارع لن يحل هذه المشكلة على الإطلاق بل سيعقدها وسيزيدها صعوبة وتعقيدا وحصلت بعض المناوشات في اليومين السابقين وقد كانت.. كان من الممكن أن تتخذ مسارا غير المسار الذي يريده اللبنانيون جميعا ولذلك نحن لدينا هذه الخشية ولذلك يجب أن نسارع في وضع حد لهذه الاعتصامات.

غسان بن جدو: كيف نسارع؟ كيف نسارع بالحل ولكن يعني ليس أن نسارع..

خالد قباني: أن نسارع..

غسان بن جدو: يعني وأنت تقول الآن سيدي الوزير ينبغي أن تسارع المعارضة برفع هذه الاعتصامات ونذهب إلى المعارضة ستقول لنا ينبغي أن تسارع الحكومة بالاستقالة إذاً كل طرف الآن مستأثر بموقعه بموقفه كيف الخروج من هذا المأزق الآن؟

خالد قباني: الخروج من هذا المأزق هو أن نجتمع مع بعضنا البعض أن نجتمع على طاولة مستديرة مع بعضنا البعض لنعالج كل هذه المشاكل الداخلية ونحتكم إلى الحوار البناء الذي من خلاله نستطيع أن نضع كل هواجسنا وكل مخاوفنا على هذه الطاولة وأن نعالج كل المشاكل المطروحة، ما أخشاه أن يستبد بنا الخوف وتستبد بنا الهواجس وإذا كانت حلت علاقات الثقة بين بعض حلت علاقات الخوف والهواجس بين بعضنا البعض محل الثقة ومحل النية الحسنة عند ذلك لا يمكن أن نصل إلى نتيجة على الإطلاق هذا ما نخشاه لذلك نريد أن نجلس على طاولة مستديرة جميعا لنطرح كل القضايا وكل الهواجس وكل المخاوف ونحاول أن نستعيض عما يجري الآن من انتشار في الساحات العامة لكل المواطنين اللبنانيين ونجنب مواطنينا مغبة المواجهة المباشرة التي إذا ما طالت الأمور قد نصل إليها وقد نصل إلى مخاطر عديدة لذلك يجب علينا كقيادة سياسية أن نعود إلى طاولة الحوار من أجل أن نعالج هذه المشاكل ونحتكم إلى العقل ونحتكم إلى الحكمة.

غسان بن جدو: أستاذ خالد قباني في نظام ديمقراطي ليس فقط عندما نتحدث عنه أكاديميا ولكن حتى عمليا وتطبيقيا في بلدان توصف بأنها متقدمة في التجربة الديمقراطية لا ضير ولا بأس أن يفوز رئيس بنسبة 50.5% ويهزم رئيس بنسبة 49.5% ولا ضير بأن هذا الرئيس الذي فاز يشكل حكومته ونصف الشعب يصبح في المعارضة لبنان وضعه مختلف يعني لا نتحدث هنا عن أقلية وأكثرية بالمعنى الديمقراطي النظري الآن هناك حشود كبيرة لا نريد أن ندخل في لعبة الأرقام هل هي أقلية هل هي أكثرية ولكن هي حشود كبيرة هل أنت معي سيدي الوزير بأنها على الأقل تشكل شريحة كبرى من الشعب اللبناني إنها تقول إنها الأكثرية الشعبية أنتم تقول لدينا الأكثرية الشعبية ولكن على الأقل لنقل إن الشعب منقسم هل يعقل أن الحكومة اللبنانية في هذا الوضع المعقد والصعب لا تريد أو لا يمكن أن تكون تمثل الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني ولا أتحدث عن شريحة فقط؟

خالد قباني: نعم لذلك أنا أقول إن الحل لا يكون عبر المؤسسات الدستورية لا نستطيع أن نحتكم إلى قوى من هذه الجهة وقوى من الجهة الأخرى..

غسان بن جدو: يقولون لكم حاورنا كثيرا ولم نصل إلى نتيجة ما العمل؟

خالد قباني: ولكن هناك مؤسسات دستورية هذه الحكومة حظيت على ثقة مجلس النواب هذا المجلس الذي جاء منبثقا عن انتخابات نيابية معنى ذلك أن هذا المجلس يمثل الشعب اللبناني وهو الذي أعطى الثقة لهذه الحكومة وبالتالي يجب العودة إلى المجلس النيابي للاحتكام إليه أي الاحتكام إلى الدستور والاحتكام إلى القوانين التي ترعى جميع أوضاعنا المشكلة عندنا في لبنان أننا لا نريد أن نحتكم إلى المؤسسات الدستورية المشكلة عندنا في لبنان أننا نشعر نحن كقوى سياسية أننا أقوى خارج المؤسسات الدستورية من كوننا داخل المؤسسات الدستورية..

غسان بن جدو: تريدون العودة إلى مجلس النواب اللبناني؟

خالد قباني: لأنه خارج المؤسسة الدستورية نتفلت من القوانين ونتفلت من القيود في حين أن المؤسسات الدستورية..

غسان بن جدو: هذا ينسحب على الجميع؟

خالد قباني: هذا ينسحب على كل الناس..

غسان بن جدو: في لبنان..

خالد قباني: هذا ينسحب على كل الجميع لم نتعود أن نحتكم إلى المؤسسات الدستورية لأننا نجد أنفسنا أقوى خارج المؤسسات الدستورية وتتحكم عند ذلك موازين القوى خارج المؤسسات الدستورية وهذه موازين القوى قد تكون مرة لصالح فئة ومرة لصالح فئة أخرى ولذلك لا يمكن أن تصل إلى حل من خلال موازين القوى التي تحتكم على الشارع لذلك نحن نقول يجب أن نلتجئ إلى المؤسسات الدستورية ونحتكم إلى القوانين وإلى الآليات الدستورية هذا ما يوصلنا إلى نتائج.

غسان بن جدو: الوزير مروان حماده قبل قليل كشف لنا بأن الحكومة تفكر بالعودة إلى مجلس النواب وأن تطرح الثقة بنفسها هناك وربما حتى تطرح موضوعات أخرى من بينها قضية الحرب هل يمكن أن هذا الأمر يمكن أن يتحقق والحال أن رئيس مجلس النواب وصف الحكومة بأنها أصبحت مجلس قيادة حكم مجلس قيادة ثورة يعني هل يمكن أن يسمح لكم بأن تذهبوا إلى مجلس النواب وتعقدوا هذه الجلسة؟

خالد قباني: يعني هو هذه الفكرة مطروحة ويمكن لرئيس مجلس الوزراء في أي وقت من الأوقات تجاه هذه الجماهير أو القوى السياسية التي يطالب باستقالة الحكومة يستطيع أن يحتكم إلى السلطة التشريعية وهي السلطة الأم وهي السلطة التي انبثقت عنها هذه الحكومة وحظيت بثقتها أن تعود إلى هذه السلطة التشريعية لتحتكم إليها وتطلب وتطرح الثقة عليها فإذا أعطيت هذه الثقة معنى ذلك أن هذه الحكومة لا تزال تحظى بثقة مجلس النواب الممثل للشعب وإذا لم تحظَ في هذه.. بهذه الثقة عند ذلك يقدم دولة الرئيس استقالته وينتهي الأمر عند هذا الحد هذا هو المخرج وهذا هو المدخل إلى حل هذه القضية.

غسان بن جدو: أخيرا سيدي الوزير هناك الآن احتقان واضح بكل صراحة ووضوح هل يمكن ما يحصل الآن أن يهدد السلم الأهلي في لبنان أم نحن نشهد جزءا من لعبة ديمقراطية قد يتباهى بها لبنان أمام غيره؟

خالد قباني: نحن نتمنى أن لا نصل إلى هذه المرحلة مرحلة تهديد السلم الأهلي وأنت تعلم..

غسان بن جدو: من حيث التقدير لا من حيث التمني من فضلك كلنا نتمنى لكن من حيث التقدير.

خالد قباني: نحن نخشى أنا أقول بصراحة وبصدق نحن نخشى إذا استمرت الأمور على هذه الحالة دون ضوابط فنخشى أن يتهدد السلم الأهلي خاصة وأن هناك مَن يريد أن يهدد السلم الأهلي ومَن يريد أن يحدث الفتة في لبنان لذلك نحن..

غسان بن جدو: مَن يريد؟

خالد قباني: هناك فئات كثيرة تريد أن تحدث..

غسان بن جدو: يعني هناك سلطة وهناك معارضة مَن يريد؟

خالد قباني: هناك إسرائيل، إسرائيل لا تزال تتربص شرا بنا وإسرائيل حاولت أيام العدوان الإسرائيلي أن تحدث فتنة في لبنان ولكن صدها الشعب اللبناني بوحدته وتضامنه وإسرائيل لا تزال موجودة على الأرض اللبنانية ولم نحرر أرضنا بالكامل لا تزال مزارع شبعا محتلة من العدو الإسرائيلي ولذلك هذه الخشية لا تزال ماثلة أمامنا ولذلك يجب أن نتنبه يجب أن تتنبه كل القوى السياسية وكل القيادات السياسية أن الخطر ماثل أمامنا إذا استمرينا في الاحتكام إلى الشارع وهذا ما يجب أن يدعو جميع القوى السياسية للعودة إلى طاولة الحوار وإلى طاولة التشاور التي وحدها نستطيع من خلالها أن نتوصل إلى حل وإلى إيجاد مخارج تؤدي إلى مصلحة لبنان العليا.

غسان بن جدو: شكرا لك سيد خالد قباني وزير التربية اللبنانية أود أن أعاود شكر الوزير مروان حماده ووزير الاتصالات كما قلت أنا في السراي الحكومي الآن بعد الفاصل أود أن أشير بأنني سأنتقل مباشرة إلى حيث المعتصمون هناك بعض الشخصيات من المعارضة سنتحدث إليها الرأي والرأي الآخر بطبيعة الحال وسوف نفهم من المعارضة سوف نفهم من هؤلاء جميعا ما الذي يريدونه ما الذي يحدثونه الآن إلى أين متى يمكن أن تستمر كل هذه التحركات؟ وسوف نتحدث معهم هناك بشكل مباشر انتظرونا من فذلكم بعد هذه الوقفة.

[فاصل إعلاني]

لبنان بين الاعتبارات الخارجية والصراعات الداخلية

غسان بن جدو: أهلا بكم مشاهدي الكرام إذاً كما قلت لكم كمن هناك في السراي الحكومي وقد تحدثنا إلى وزير الاتصالات مروان حماده ووزير التربية خالد قباني وأنا هنا الآن انتقلت إلى مقر تقريبا حيث يعتصم المعارضة ولكن كما تشاهدون أنا بين دبابات الجيش اللبناني ينبغي أن أشير إلى أن ربما هذا المشهد قد يخيف وقد يرعب كل مَن هو خارج لبنان ولكن على الأقل في هذه اللحظة نستطيع أن أؤكد إن الجميع يشعر بالأمان مفيد جدا أن تكون هذه الدبابات قد ترعب البعض ولكن على الأقل في هذه المرحلة تشكل عنصر أمان كل هؤلاء الذين تشاهدونهم من قوة أمنية ومن قوة جيش الكل هنا يرحب بهم لأنهم يحمون المكان من ذاك ويحمون هذه المعارضة ويشكلون ربما جانبا سلميا ديمقراطيا من أرقى ما يكون في البلد إذاً هنا المعتصمون لعلكم تشاهدون المعارضة هنا وأنا الآن في حضرة شخصيتين سياستين من المعارضة الأستاذ جبران باسيل وهو قيادي بارز جدا في التيار الوطني الحر الذي يتزعمه العمار ميشيل عون والدكتور وفاء شعراني وهو عضو المكتب السياسي لحزب التحرير العربي تيار رئيس الوزراء السابق عمر كرامة سيد جبران باسيل مرحبا بك سيدي.

جبران باسيل – قيادي في التيار الوطني الحر: أهلا فيك.

غسان بن جدو: هل أنك الآن بعد هذا الحشد تعتقد بأنكم ببداية الخيار أم في نهايته؟

جبران باسيل: يعني للأسف مع أهل نحن بطريق طويل جدا كل ما نعتقد أنه انتهينا من جزء نلاقي حالنا في جزء ثاني أمامنا كنا اعتقدنا بمرحلة نهاية الوصايا وبدء الاستقلال كنا اعتقدنا أن مرحلة التغيير بدأت ولكن اكتشفنا أنه مع سلطة من هذا الشكل ومن هذا النوع لا يمكن الوصول إلى التغيير إلا عبر بضغط الشارع لأنه هذا السلطة لا تعترف في الناس لا تعترف بوجودنا وأنت وعم بتعرف عنك موجود تيار العماد عون لأنه بحسب أحد الوزراء اللي استضفتهم هذا ليس موجود لا يعترفون بوجودك أصلا لا يعترفون بالدستور ما يعترفوا بالضمانة اللي يؤمنها الدستور اللبناني للمجموعات وللطوائف لأن هذا الدستور لما تكلم عن الثلث من ضمن مجلس الوزراء أعطى ضمانة فيه للطوائف وللديمقراطية التوافقية اللي يقوم عليها النظام اللبناني وبالتالي عندما تقوم سلطة بعزل نفسها ولا تستمع إلى شعبها أعتقد الطريق معها طويل ولكن الأهم أنه شعب قدر انتصر على إسرائيل وعلى كل العالم وشعب قدر واجه الوصايا وظل واقف على رجليه ما أعتقد تعصى عليه مجموعة حاكمة تستمد قوتها بس من الخارج بالنهاية ما عندها قوة الخارج تعتقد أنها عندها هذه القوة وبتعيش على وهم هذه القوة ولكن سرعان ما تتبخر وتبقى الكلمة أعتقد للشعب اللبناني.

غسان بن جدو: دكتورة وفاء هل إن ما يحصل في لبنان له ارتباط باعتبارات خارجية إقليمية دولية أم هو مجرد صراع سياسي محلي؟

وفاء شعراني – عضو المكتب السياسي لحزب التحرير العربي: أكيد أعتقد أنه لا نستطيع أبدا عزل لبنان عن المنطقة هناك محاولات كثيرة وما زالت مستمرة من قبل القوة بالدنيا في العالم أن تعزل لبنان عن المنطقة ولكن أعتقد أن هذا مستحيل ويبدو الآن أن هذه المحاولات هي أكثر وأكثر بصدد عزل لبنان عن المنطقة ولكن تاريخ هذا البلد ومستقبل هذا البلد..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: لا عفوا دعينا نوضح كيف هو التداخل بمعنى آخر نتحدث الآن عن هذا الصراع الموجود هناك صراع بين معارضة وهناك صراع بين سلطة هل هو صراع محلي بحت حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فقط أم أيضا هناك تداخل العامل الإقليمي والدولي؟

وفاء شعراني: أكيد هناك تداخل العامل الإقليمي..

غسان بن جدو: بأي اتجاه؟

وفاء شعراني: باتجاه تماما ما هي الأهداف عزل لبنان عن المنطقة هو إدارة الوجه عن أصل المشكلة في المنطقة، أصل المشكلة في المنطقة محصور في مكان معين في قضية مركزية ولبنان الآن بصدد الانقسام السياسي حول هذه النقطة أعتقد أن هناك..

غسان بن جدو: ألا وهو؟

وفاء شعراني: ألا وهو مَن هو لبنان؟ ما هو هذا الوطن؟ ما هو انتماء هذا الوطن؟ هل هو في طريق اعتماد الحداثة التي هي مجهولة تماما بالنسبة لنا أم هو بصدد توضيح هويته والانتماء إلى هذه المنطقة وبعدين الانتماء أكثر إلى الصراع الدائر في هذه المنطقة؟

غسان بن جدو: هذا الجانب بالتحديد أود أن نفهم وجهة نظرك فيه يعني قضية العامل الخارجي فيما يحصل الآن يعني أحد عناصر القوة الرئيسية الآن التي تتمتع بها الحكومة وتستند إليه بشكل أساسي هو الدعم العربي والدعم الدولي في مقابل أنتم توصفون الآن بأن ما يحصل الآن بوضوح إنه انقلاب سوري إيراني هناك الرئيس محمد حسني مبارك وصف ما يحصل بأنه أمر غير حكيم وقد يؤدي حتى إلى حرب أهلية إذاً كيف يمكن أن نفسر هذا الأمر؟

جبران باسيل: أعتقد هذا الموضوع يرجع للبنانيين التحكم فيه بقدر ما يكونوا هم فعلا استقلاليين وعندهم حرية قراراهم بقدر ما العامل الخارجي بيكون تأثيره ضعيف عليهم ولكن لما هم ما يستمدوا قرارهم إلا من الخارج فإذا التعقيدات الإقليمية والدولية تدخل على الوطن اللبناني ومن هنا فكرة المشاركة الفعلية بقلب الحكومة جاءت لتلغي منطقة تجاذبات لأنه إذا في فريق متأثر بمحور غربي إسرائيلي أميركي وعنده امتداداته وفريق آخر يتهمه البعض أنه متأثر بالمحور السوري الإيراني فإذا إذا كان هذا الأمر صحيح فإذاً بمشاركتهم داخل الحكومة تلغى هذه التأثيرات وبالنهاية أعتقد فريق ما فيه حد يقدر يتهمه بعملية استقطاب إلى الخارج والتيار الوطني الحر يقدر يكون ضمانة بهذا الموضوع ولكن المشكلة أنه لا تزال تحكمنا في لبنان مجموعة من الحكام لا تتأثر إلا بالخارج وتتلقن دوغري من مدرسة الخارج..

غسان بن جدو: طب كيف تنظرون أنتم كمعارضة الآن كيف تنظرون إلى هذا الدعم العربي والدولي للحكومة يعني أليس عنصر قوة رئيسي يفقدكم أنتم يجعلكم صحيح ربما تعتبرون أنفسكم أكثرية هنا شعبيا ولكنكم معزولون في نهاية الأمر؟

جبران باسيل: ما يفيد هذا الدعم لأنه بالآخر بدهم يعيشوا ضمن شبعهم بدهم يعيشوا ضمن أهلهم ما تقدر تعمل لهم شيء القوة العظمى أو القوة الخارجية لو هذا الدعم يفيد ما يكونوا اليوم قاعدين بقلب قصرهم محاطين بالشريط ومحاطين بالقوة الأمنية كان ينزلوا يعيشوا بين أهلهم..

غسان بن جدو: الشريط يعني تقصد الأسلاك الشائكة..

جبران باسيل: نعم لأن هذه الحكومة لو بالفعل وقفت بوجه إسرائيل كان نشوف وزرائها ورئيس حكومتها يطلعوا يتمشوا بشوارع وطرقات الجنوب ما يكونوا خائفين من أهل الجنوب وكأنه في شيء على ضميرهم الحكومة مصابة وهذه المجموعة الحاكمة على طول بالاقتضاء بالخارج وخلينا أعطيك مثل بسيط مثلا اليوم هلا بالكلام اللي سمعناه نلاقي أنه دوغري المعايير المزدوجة اللي تعتمد على السياسات الخارجية دوغري انعكست عليهم مثلا الحكومة جاءت نتيجة الحركة الشعبية لأن بوقتها الرئيس كرامة بحسه الوطني شاف إن فيه حركة غير طبيعية بالشارع ولو كان يملك أكثرية نيابية قدم استقالته، هم اليوم ما يحكوا إلا بالأكثرية النيابية ومش شافيين إن فيه واقع شعبي مغاير هم اليوم يقولوا هذه الحركة الشعبية لا تفيد وهذا انقلاب بالوقت إن جاؤوا نتيجة تغيير شعبي كبير جاؤوا بنتيجته لما يعملوا مظاهرة مثل آخر يحكوا إذا غيرهم عم بيقوم مظاهرة بيقولوا هذا بتعطل البلد وبتعطل الحركة الاقتصادية لما هم يقوموا بمظاهرة بمرحلة 14 آذار وكنا نحن معهم أو البارحة عند اغتيال الشهيد بيير جميل وإضراب ثلاثة أربعة أيام ما يكون فيه تعطيل للحركة الاقتصادية فإذاً عايشين انفصام بشخصيتهم شو يلائمهم بالدستور يستعينوا فيه شو ما يلائمهم يخرقوه ينقلبوا على الدستور ينقلبوا على شعبهم انقلبوا على جمهور 14 آذار انقلبوا على تحالفهم الرباعي انقلبوا على الدستور ما يقدروا يستمروا إلا بانقلابات من هذا النوع..

غسان بن جدو: دكتورة وفاء كنت أتحدث مع السيد الوزير القباني في شكل أساسي هذه الهواجس المطروحة من أن ما يحصل قد يؤدي لا سمح الله أولا إلى إحداث خطر جدي بالسلم الأهلي في لبنان إذا استمرت هذه الاعتصامات وإذا استمرت هذه التحركات ونقطة ثانية وهي جزء من التهديد السلمي الأهلي ما يسمى الآن بالفتنة المذهبية الموجودة شيعية وسنية دعنا نتحدث بشكل صريح في هذه النقطة بالتحديد هناك مَن يعتبر بأن هذه التحركات مقادة من قبل الشيعة وما هو موجود في السراي الحكومي هو جزء يعبر عن السنة في لبنان؟

"
يجب أن يعي الجميع الخطر الذي نعيش فيه الآن لذلك يجب أن نكون حذرين تماما وألا نحرق آمال وطموح الشارع في التقدم و تحقيق الأهداف
"
وفاء شعراني

وفاء شعراني: هو الحقيقة يجب أن يعي الجميع الخطر الذي نحن نعيش فيه الآن ولكن يجب أن نكون هيك حذرين تماما وأن نتمنى بأن لا يحرق الشارع آمال وطموح هذه المجموعات في التقدم وفي تحقيق أهدافها ليس صحيحا أبدا أن هذه المجموعة تقودها فئة شيعية كما يقولون هذه المجموعة تعيش بانسداد سياسي فعلا لأنه لم يأت أحد ليطور..

غسان بن جدو: مَن هذه المجموعة تقصدين؟ المعارضة؟

وفاء شعراني: لا هذه المعارضة نزلت إلى الشارع لتعبر عن رأيها لماذا لا يقبل هذا الكلام؟ نزلت إلى الشارع لتعبر عن رأيها طيب ألم ينبه تنبه السلطة إلى أن المعارضة ستنزل إلى الشارع نبهت كثيرا إلى أن المعارضة ستنزل إلى الشارع؟

غسان بن جدو: طب هل هناك خشية من ما يحصل الآن؟

وفاء شعراني: هناك خشية فعلا..

غسان بن جدو: عفوا دكتورة هل الآن هذا الآن أمام ساحة شيعية وهناك أمام سراي سنية أم ماذا يعني أريد أن أحدث العالم العربي حتى يفهم هذه النقطة؟

وفاء شعراني: لا.. لا أكيد لا هناك مجموعة آمنت بأن دورها أن تقاوم المشروع الذي يخطط له يخطط للمنطقة في البحر الميت بكلام مختصر وسريع ما حصل هذه الأيام من اجتماع كل الهيئات السياسية الرسمية العربية في البحر الميت مع وزيرة الخارجية الأميركية أعتقد أنه ليس بصالح المنطقة أبدا ومن حق الناس أن تقاوم هذا المشروع أن تقول لا لهذا المشروع لأنها مدركة تماما بأن القوى العظمى عندما تخطط لهكذا مشروع فهي ليست بصالح هذه القوى ومن حق الناس أن تقول لا لهذا المشروع..

انسداد الأفق السياسي

غسان بن جدو: هل يمكن أن تمتد نار الكارثة الفضيحة في العراق إلى لبنان هذا التطاحن المذهبي الواضح؟

وفاء شعراني: إذا ما كان في حد واعي تماما لأن كل القضايا يجب أن تبحث من هذه الوجهات النظر فالوضع مخيف جدا لماذا لا تقبل أن ينظر إلى المحكمة الدولية من وجهة نظر معينة ولا 1701 من وجهة نظر معينة؟ إن الأوضاع خطيرة جدا لماذا لا يسمح بمناقشة ما هي مقدمة عليه أميركا في هذه المنطقة؟ لماذا لا يسمح بمناقشة القضايا من قبل عقلاء وحكماء؟ لماذا لا يعترف بأن كل مؤسساتنا الدستورية لن تتطور؟ لم نطور الطائف لم نطور أي مؤسسة دستورية من أجل ذلك فإن الانسداد السياسي هؤلاء يعانون من الانسداد السياسي وليس هؤلاء فقط وإنما أيضا من 14 آذار ومن 14 شباط ومن كل المجموعات القوى الشعب اللبناني تعاني من انسداد الأفق السياسي لأنه لم يطور أحد هذه المؤسسات في سبيل فتح هوة في هذا الجدار الأسمنتي..

غسان بن جدو: لكن لماذا يعني إذا كانت هذه المشكلة لماذا تحملون الحكومة المسؤولية؟

وفاء شعراني: هي المسؤولة الآن خاصة لأن منذ 14 شباط..

غسان بن جدو: كيف كل الطبقة السياسية تتحمل المسؤولية وليست الحكومة لوحدها تتحدثين عن أفق سياسي لها انسداد أفق سياسي عام في لبنان وليس عن أنتم الآن تعارضون حكومة يعني تريدين أن تحملي الحكومة والرئيس فؤاد السنيورة مسؤولية كل هذا الإخفاق الموجود؟

وفاء شعراني: طبعا السلطة تتحمل المسؤولية ويجب أن يكون لديها خطة للخروج من المأزق..

غسان بن جدو: سيد جبران في هذه النقطة..

جبران باسيل: يعني أعتقد السلطة مسؤولة مش بس عن الوضع الحالي مسؤولة عن أي فتنة مستقبلية هي عم تهدد فيها لأنه السلطة لما تعطى كل الدعم الخارجي اللي عندها إياه بدل ما تلم الشعب اللبناني تسير العجلة الاقتصادية تعمل قانون انتخابي يؤمن الشراكة لكل اللبنانيين نحن اليوم شو عم نطالب مش عم نطلب منهم أنهم يرحلوا عم نقول لهم تعالوا كي نتشارك بالمسؤولية بدل ما ها السلطة تواجه أي عدوان خارجي على لبنان بثبات وصمود بدل ما تحسن الوضع الداخلي بإقامة علاقات مع سوريا ياللي نحن واجهناها وقلنا عندما خرجت نترك سوريا في سوريا ولا ننقلب على سوريا داخل سوريا صرنا بدنا نعمل حروب لا طاقة ولا قوة لنا عليها فإذا ها السلطة اللي استلمت البلد أنظر أين ضيعتها وعم تأخذ البلاد نحو التحريض لما نسمع أحد أقطاب السلطة بيقول إنه هذه المظاهرة هدفها تفريغ الجنوب من الجيش اللبناني وبنسمع دوغري معه تناغم كل مرة من إسرائيل عن أنه هذه المظاهرة أو سقوط حكومة الرئيس السنيورة هدفها ذهاب اليونيفيل من لبنان وبدهن يشوفوا الإسرائيليين شو بدهم يعملوا بحالة من ها النوع فإذا ها الربط الأمور ببعضها وتخويف الناس وكأنه تحريض الخارج على أمل معين ودفع الحكومة بعيد عن شعبها بانتهاج ورميها بأحضان ها الخارج ماذا يفيد؟ نحن عم نقول لها للسلطة أنه ما هي مخاوفك من هذه المشاركة إذا ما خافت من عودة سوريا أنت تعرفي تماما أنه نحن ضمانة عدم عودة سوريا إلى لبنان إذا من المحكمة الدولية نحن مَن اخترع فكرة المحكمة ذات الطابع الدولي ونحن مَن صوَّت عليها بالإجماع كل اللبنانيين على طاولة الحوار إذاً من الـ1701 ارتضت به الأمم المتحدة على الشكل الذي يطبق به في الجنوب والأمور تسير على خير ما يرام فإذا شو ها المخاوف المزعومة ياللي عم بتقدمها السلطة؟ عندها هاجس وحيد هو الاستئثار بالحكم وبالسلطة ومهما كلف الأمر لو صار فيه تقلبات شعبية لو صار فيه تغييرات سياسية إقليمية ودولية لو كانت هي بعدها عايشة بقصرها والشعب بعده عايش بجوع وبالشارع هذه هي صورة لبنان كل عمرها نفس الأشخاص يعيشوا بقصورهم وبهالاتهم المالية والمخملية ونفس الشعب ونفس الحركات النضالية أنظر عليها هي ذاتها بتعيش بالشارع..

غسان بن جدو: هذه الحركات النضالية سنسألك عنها وخاصة أنك تمثل التيار الوطني الحر يعني التيار الوطني الحر الآن أنتم تقولون إنكم جزء الآن من المعارضة وحتى أمس تحدث الجنرال عون بصفته كأنه تقدم زعيم المعارضة ولكن أنتم متهمون بالعكس يعني أنتم الآن مجرد واجهة مجرد ديكور وسنتحدث عن التيار الوطني الحر في هذه النقطة بالتحديد ولكن أود أن أعود إلى الدكتورة شعراني هنا إذاً هذه معارضة هذه سلطة ماذا بعد يعني هل تبقى المعارضة في الشارع والسلطة في الحكومة وسمعت اليوم ربما السيد مروان حماده يقول إن الحكومة ستعود إلى مجلس النواب وستطرح الثقة بنفسها وربما ستطرح الثقة بقضايا أخرى يعني وبالتالي هي لا شك أنها ستحصل على الثقة في البرلمان طالما أنها تتمتع بأكثرية نيابية؟

وفاء شعراني: تعرف أستاذ غسان أنا من جيل عاش كل عمره يحلم بلحظة انتصار على إسرائيل تحقق الحمد لله تحقق هذا الحلم هذا الحلم تحقق لماذا نمنع على أجيال جديدة تعيش لحظة الحلم بالانتصار على إسرائيل لماذا نمنعها من أن تصل إلى فعلا تطوير نفسها وتطوير الانتصار على إسرائيل؟ هذا واجب.. واجب كل الشعب اللبناني واجب كل القيادات السياسية وواجب السلطة أيضا أن تعي وأن تفهم أن إحساس الانتصار على إسرائيل يجب أن يطور يجب أن يوضع في مكانه الصحيح لبناء مستقبل لهذه الأجيال هذا من ناحية أما من ناحية ثانية ما هو الحل بالنسبة للمأزق؟ أنا شخصيا لا أستطيع أن أطرح حلا الآن أرى أن الحكومة مستقيلة ماذا ينفع أن تبقى الحكومة وكل هذه الجموع في الشارع؟

غسان بن جدو: لديها شارع هي.. هي تقول لديها شارع ولديها مؤيدون أيضا..

"
نحن بحاجة إلى العرب أن يتصلوا بالجميع لأن دمار لبنان هو فتيل سيمتد إلى المنطقة بكاملها
"
وفاء شعراني

وفاء شعراني: لديها شارع أيضا ولكن الخطر يحيط بالجميع الخطر يحيط بالجميع ليس من المهم أن يتصل بنا حضرة الرئيس حسني مبارك أو أي رئيس آخر عربي نحن بحاجة إلى هؤلاء أن يتصلوا بالجميع لأن دمار لبنان لا سمح الله هو فتيل سيمتد إلى المنطقة بكاملها وهذا كلام أصبح ممجوجا ولكن مَن يمشي للحظة بين هذه الجموع يفهم ماذا تعني لا سمح الله انطلاق شرارة واحدة وأن نصل إلى ما لا تحمد عقباه لذلك أنا قلت إنني أتمنى فعلا أتمنى.. أتمنى من كل ما أوتيت من قوة أن لا يتحول الشارع إلى جهنم وأن لا يتحول الشارع إلا إلى تطوير الديمقراطية والقبول فعلا بممارستها وليس وضعها كشعارات وألوان فقط..

غسان بن جدو: لكن عفوا عندما تقولين هذا الكلام فسيقولون لك بشكل مباشر هذا كلام مردود عليك معذرة سيدتي إنك تشكلين تمثلين المعارضة وأنت تشكلين من تيار الرئيس عمر كرامة وأنتم تطالبون الآن بتغيير هذه الحكومة وإقامة حكومة وحدة وطنية ومع ذلك تطلقين صفارة إنذار وطلقة تحذير حذار أو أنا أخاف مما يمكن أن يحصل بالشارع أنتم الذين حركتم الشارع وليست السلطة أو الحكومة التي حركت الشارع؟

وفاء شعراني: مَن المسؤول أن يقدم الحل مَن المسؤول أن يعي الأخطار؟ من المسؤول عن وعي الأخطار؟ مَن المسؤول عن تقديم الحل بجراءة وشجاعة؟ ليست المسؤول..

غسان بن جدو: أليس أنتم الذين حركتم الشارع سيد جبران باسيل أليس أنتم الذين حركتم الشارع أنتم ربما تذهبون باتجاه فعلا ليس فقط انسداد سياسي ولكن حتى ربما حتى احتقان شعبي حقيقة؟

جبران باسيل: هل نحن موجودون بالأول هذا هو السؤال الأساسي؟

غسان بن جدو: نحن نتحدث عن المعارضة ليس عن التيار الوطني الحر سأعود للتيار الوطني الحر ولكن على المعارضة.. المعارضة في نهاية الأمر وحتى من معكم الآن استقال من الحكومة؟

جبران باسيل: البارحة بتشييع الشهيد بيير جميل دعت السلطة كل جماعاتها إلى النزول إلى الشارع هل وفرت فرصة واحدة قدرت من خلالها استخدام الشارع ولم تستخدمه البارحة؟ أيضا هددت بالاعتصام والتظاهر ضد رئيس الجمهورية فإذاً لعبة الشارع هلا.. هلا أن الوزير حماده يتظاهروا ضد نفسهم؟ هم السلطة.. السلطة لا تتظاهر ضد نفسها بكل النظم الأنظمة الديمقراطية المعارضة هي التي تتظاهر وعمل طبيعي لإسقاط الحكومة..

غسان بن جدو: أخيرا معك سيد جبران باسيل لأنك تمثل التيار الوطني الحر تحدث العماد ميشيل عون يبدو بأن أنصاركم المسيحيين عفوا على الكلمة أنصاركم المسيحيين كانوا قلة قليلة كما ذُكر هنا يعني كما استمعنا من الحكومة بطبيعة الحال وأنتم مجرد واجهة الآن لقوى حليفة لسوريا ولحزب الله وأكثر من ذلك سيد جبران حتى داخل الساحة المسيحية البطريرك الماروني نصر الله صفير بوضوح قال الشارع يؤدى إلى مشكلة؟

جبران باسيل: هذا موقف مبدئي وتقليدي للبطريرك صفير ولكن بمعزل عن هذا الأمر أعتقد الهدف الأساسي من الاستهداف الدائم للتيار الوطني الحر اللي زاغطين الوزير جميل يصير الهجوم على التيار الوطني الحر شو ما يحدث بالبلد يتوجهوا إلى التيار الوطني الحر لهدف أكثر ما يزعجهم بها المعارضة أنها مشكلة طائفيا أنها متنوعة وأنها وطنية ليه لأنه من بعد ما أخذ حزب الله بانتصاره على إسرائيل الهالة الكبيرة العربية والإسلامية وانتصر ها الانتصار صار لازم حزب الله يوقع بالمستنقع اللبناني ولازم يُعزل وعزله ما بيتم إذا صار فيه إحاطة له من كل اللبنانيين هذا هو الهدف هلا بالرد على كلام تمثيل التيار الوطني الحر نحن على طول نقول لهم فليذهبوا إلى الانتخابات ليه الحكومة عم تهرب دوما من إقرار قانون انتخابي والذهاب إلى انتخابات طالما هي تمثل الأكثرية؟ عظيم نحن قلنا لهم خذي 50.5% من الشعب اللبناني..

غسان بن جدو: يعني ألم تتراجعوا داخل الساحة المسيحية أنتم؟

جبران باسيل: كل يوم نحن أعتقد عم نؤكد المسيحيين نحن تيار وطني أصلا مش بس تيار مسيحي ولو عندهم أكثرية مسيحية ولكن هم لم يعترفوا يوما بهذا الأمر اليوم صدرت الانتخابات بنتيجة 73% لنا بالشارع المسيحي لم يعترفوا وأعطونا بالحكومة أقل من 20% من الوزراء المسيحيين..

غسان بن جدو: أخيرا ما هو أفق هذا التحرك بوضوح..

جبران باسيل: هذا التحرك لا يمكن إلا أن ينتهي بانتصار المعارضة لأنه ما فيه قضية حق إلا ما ممكن تنتصر..

غسان بن جدو: بمعنى؟

جبران باسيل: بمعنى أنه رايحين إلى حكومة وحدة وطنية أهلها الحكومة لازم يدركوا أن سقطت حكومتهم لولا دعم الدولي اللي هم يعرفوا أنه ما فيه شيء يبقيهم لوما وعينا نحن بتجنب الفتنة بيعرفوا أن هم انتهوا لا عندهم بقى الجذور الشعبية الكافية لا عندهم الواجهة الدستورية واجهتهم السورية سقطت بعدم احترامهم للدستور ما عندهم بقى إدارة إمساك البلد لا اقتصاديا ولا سياسيا ما عم يجيبوا للبلد إلا مزيد من الديون مزيد من لا استقرار السياسي ولا يمكن حكومة من ها النوع أنها تستمر..

وفاء شعراني: على مدى..

غسان بن جدو: رأيك هذا سيدتي رأيك هذا يعني لا يمكن إلا أن تسقط حكومة وتتغير أم سنعود إلى طاولة الحوار؟

وفاء شعراني: يجب أن تحمل هذه الحكومة مسؤوليتها على مدى سنة ونصف لم تأت بجديد لم تحاول أن تفتح الانسداد بالأفق السياسي كما أنت عم تتفضل بتقول أستاذ غسان يعني لم تقدم شيئا إذاً يجب أن تستقيل يجب أن ترحل..

غسان بن جدو: دكتورة وفاء شعراني عضو المكتب السياسي للحزب التحرير العربي تيار رئيس الوزراء السابق عمر كرامة السيد جبران باسيل المسؤول السياسي والقيادي البارز في التيار الوطني الحر أود أن أشكر أيضا شكرا لكما شكرا أيضا مكرر إلى الوزيرين خالد قباني ومروان حماده حيث كنت معهم في بداية هذه الحلقة في السراي الحكومي كما قلت لكم هذا هو المشهد انطلقنا من السراي الحكومي وهذا هو المشهد مشهد الاعتصام الذي لا يزال مستمرا شكرا لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة هنا من بيروت مصطفي عيتاني إحسان حباد ماهر المر طوني عون والجميع بدون استثناء مع إيلي نخول وشكرا لكل الفريق في الدوحة مع عبير العنيزي وعماد بهجت والفريق مع محمود رحمة مع تقديري لكم في أمان الله.

المصدر : الجزيرة