صورة عامة / أزمة المنطقة / حوار مفتوح
حوار مفتوح

أزمات المنطقة العربية

تناقش الحلقة أزمات المنطقة المفتوحة والمتصاعدة سياسيا وعسكريا, هل هي أزمات محلية أم جزئية أم هي متشابكة إقليميا ودوليا؟

– مصير حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية
– موقف الغرب من الأوضاع الفلسطينية

– الفصائل الفلسطينية بين المقاومة والسياسة

– الانتخابات المبكرة ومستقبل الأزمة

undefined

غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، الحديث عن المؤامرات عيب، التخوين عيب، قلب الحقائق عيب، تحميل الناس المسؤولية ظلماً عيب، التكفير عيب، هذا جزء مما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في كلمته برام الله، كرر الرجل مصطلح عيب أكثر من مرة، كان كلامه سياسياً بامتياز عن واقع فلسطيني معيب بامتياز، مواقف السيد أبو مازن نراجعها بعد إذن في إطار ملفنا عن تداخل الأزمات المفتوحة والمتصاعدة في المنطقة، له ما له من مؤيديه وعليه ما عليه من مخالفيه، لكن أبو مازن وفق في كلمة سره عيب.. بالفعل عيب، أما عيب من؟ عيب ممن؟ عيب على مَن؟ فالعيب عيب لكن الصراحة تقتضي نقل ما يقال من الخارج للداخل من عيب، عيب لا يستثني أحداً، الحصار عيب وأي تواطؤ على استمراره عيب، القبول بشتم رئيس السلطة عيب والقبول بإهانة رئيس الوزراء عيب، الاحتراب السياسي والإعلامي بين الأهل عيب لأن الاحتراب المسلح جرم وليس فقط عيب، مواقف بعض الحكام العرب هي العيب والتعاطي مع الفلسطينيين كأنهم متسولون كبير عيبٍ، انسداد الخيال السياسي عن اقتراح حلول داخلية عيب وتحويل المشهد الفلسطيني من مناضل تحررياً إلى مستهتر سلطوي بالفعل عيب، أزمة في فلسطين، أزمة في لبنان، أزمة في العراق أزمات مع أكثر من دولة عربية وإقليمية، أهي أزمات محلية أم متشابكة متداخلة؟ من مايسترو الأزمات هذه داخلياً أو خارجياً؟ ومن هو اللاعب المحوري الجدي ومن ذاك الواجهة البيدق؟ انطلاقاً من التطورات الفلسطينية الراهنة المتصاعدة بعد دعوة الرئيس أبو مازن لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة وتفاديه للتجريد والتعميم نسأل أمقبلون نحن على تسويات أم مواجهات؟ يسعدنا أن نستضيف هنا في بيروت الدكتور كلوفيس مقصود المندوب السابق لجامعة الدول العربية في نيويورك والولايات المتحدة الأميركية ويسعدنا أن نستضيف السيد أبو حمدان القيادي البارز في حركة حماس ويسعدنا أن نستضيف السيد أحمد غنيم عضو المجلس الثوري لحركة فتح من رام الله، مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا وقفة نعود بعدها مباشرة بالبدء في حوارنا المفتوح.

[فاضل إعلاني]

مصير حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية

غسان بن جدو: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم، سيد أحمد غنيم في الثلاثين من نوفمبر الماضي السيد أبو مازن قال الحوار وصل إلى طريق مسدود، تراجع بعد إذاً ببصيص من الأمل والتفاؤل وقال المساعي لا تزال مستمرة، على الأقل هناك أمل بتشكيل حكومة وحدة وطنية، اليوم تحدث الرجل بشك صريح ودعا إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة وإن أبقى الباب موارباً على إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية، هل يعني هذا بأن القيادة الفلسطينية أو قيادة فتح أصبحت على قناعة بأن الطريق بات مسدوداً؟

"
نحتاج إلى وحدة القيادة والمنهج والأدوات لنتمكن من مخاطبة العالم ببرنامج واحد يتمكن من فتح أفاق جديدة للشعب الفلسطيني، فإذا كان برنامج حماس موحدا في الرئاسة والحكومة فأهلا به
"
أحمد غنيم

أحمد غنيم – عضو المجلس الثوري لحركة فتح: أولاً مساء الخير لك ولضيوفك ولجماهير شعبنا العربي والفلسطيني، واضح تماماً أن النظام السياسي الفلسطيني والقضية الفلسطينية برمتها تمر في حالة صعبة في هذه المرحلة بعد هذا الحوار الوطني الطويل وبعد حالات الشد الصعبة على الأرض الفلسطينية والتي أدت إلى إراقة الدماء، علينا جميعاً أن نقف أمام الحقيقة ولكن من المهم لنا أن نعرف أنه لا مجال لنا إلا أن نكون معاً، ربما البعض يقرأ هذه الدعوة من الأخ الرئيس أبو عمار.. الأخ الرئيس أبو مازن اليوم بانتخابات بأنها قد أنهت مرحلة من الحوار ولكنها لم تنه الحوار وإنما فتحت باباً ليس جزئياً وإنما باباً جديداً لاستمرار هذا الحوار حتى نتمكن من الوصول إلى حكومة وحدة وطنية وإذا توصلنا إلى أن هذا الهدف مستحيلاً وليس بالإمكان أن نتوافق على برنامج واحد يمكننا بعد ذلك أن نذهب إلى الشعب الفلسطيني ونسأله تفويضاً جديداً يوحد رأس الحكم الفلسطيني.. النظام الفلسطيني والحكومة الفلسطينية بحيث لا يكون هناك برنامجين، لا تقاد الشعوب ببرامج متعددة، الأداء الفلسطيني يجب أن يوحد وحدة أولاً وحدة.. اسمح لي بس أستكمل هذه الفكرة البسيطة نحن نحتاج إلى وحدة القيادة وحدة المنهج ووحدة الأدوات حتى نتمكن أن نخاطب العالم ببرنامج واحد يتمكن من أن يفتح أفاقاً جديدة للشعب الفلسطيني، فإذا كان هذا البرنامج هو برنامج الإخوة في حركة حماس موحداً في الرئاسة والحكومة فأهلاً وسهلاً بهذا البرنامج وإذا كان هذا البرنامج مفوضاً من الشعب لحركة فتح أو لغيرها فأيضاً أهلاً وسهلاً، أما أن نبقى في حالة هذا الشد.. دماء الشعب الفلسطيني أهم من كل المقاعد التي يقاتل من أجلها أو عليها.

غسان بن جدو: لكن السيد ياسر عبد ربه نُقل على لسانه بأن الانتخابات ستتم أو ستجرى بعد ثلاثة أشهر وكان الأمر قد حُسم وأن الترتيبات قد جُهزت.

أحمد غنيم: الأخ الرئيس خطابه كان واضحاً ولو أراد أن يعلن مواعيد لهذه الانتخابات كان قد أعلنها، الأخ الرئيس أراد أن يفتح باباً أيضاً إذا لم نصل إلى اتفاق.. أراد أن يفتح بابا لهذا الحوار حتى نتمكن من أن نضع الشعب الفلسطيني على مسار واضح أمام العالم، لذلك الخطاب كان واضحاً ولا يوجد الآن مواعيد لهذه الانتخابات محددة، بيدنا أن نذهب للشعب الفلسطيني لأخذ تفويض جديد على البرنامج والأداة وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني وبيدنا أن نستبق ذلك ونتفق فصائل وقوى وأنا أدعو الإخوة في حركة حماس أن يروا في هذه الدعوة دعوة لتجديد الحوار حتى نتمكن من الوصول إلى حكومة وحدة وطنية.

غسان بن جدو: أترونها دعوة لتجديد الحوار سيد حمدان؟

أسامة حمدان – ممثل حركة حماس في لبنان: بالتأكيد لا، أنا أعتقد هي دعوة لإحداث فتنة من أجل تطبيق مصالح ومشاريع أميركية وإسرائيلية، من الملفت للنظر إنه الأخ أبو مازن أعلن عن تجميد الحوار الوطني عشية سفره إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي ثم أعلن بعد لقائه بالسيدة كونداليزا رايس أن الحوار الوطني قد وصل إلى طريق مسدود، بمعنى هناك تزامن غير طبيعي بين لقاءاته الخارجية وإعلانه عن فشل الحوارات الوطنية الفلسطينية وكأن عربون اللقاء ونتائج اللقاء هو الفشل الوطني.. هذه مسألة، المسألة الثانية الحديث عن الشعب الفلسطيني والحديث عن العودة إلى الشعب الفلسطيني، السؤال هل البرنامج الواحد هو يجب أن يكون برنامج فصيل بعينه؟ هل البرنامج الواحد هو البرنامج الذي قادنا إلى كثير من التدهور في المرحلة الماضية؟ المسألة الثالثة إذا كانت الدعوة للانتخابات هي احتكام للشعب الفلسطيني فالسؤال الذي أسأله هل فعلاً سيتم الالتزام باختيار الشعب الفلسطيني؟ لقد اختار الشعب الفلسطيني في الشهور الماضية وصمد الشعب الفلسطيني على اختياره وتحمل الحصار والعنت وفشل هذا الفريق في أن يخرجه عن طوره لينقلب على حكومته رغم ذلك يستحدثون عن خيار الشعب الفلسطيني، عن خيار الشعب الفلسطيني أيضاً أنه مصدر للسلطات، قمع المسيرة الذي حصل يوم أمس بقرار من قيادة الأجهزة الأمنية ومرجعيتها المتمثلة في رئيس السلطة.. هل هي هذه الديمقراطية الموعودة التي يجب أن تكون وفق المقاس والمعايير الأميركية؟ هل هذا هو البرنامج الواحد الذي يجب أن يسود من ليس معنا فهو ضدنا من لا يقبل بالتسوية فهو خارج الصف الوطني؟ هل سنعود إلى اللغة القديمة التي بادت ونعتقد أنها يجب أن تكون قد انتهت من لا يقبل بالمشروع الذي يحمله فريق معين فهو خارج الصف الوطني وكأن الوطنية يحددها هؤلاء دون غيرهم، أنا أعتقد أن هناك مشكلة حقيقية وقع فيها رئيس السلطة الفلسطينية عندما ظن أنه يمكن أن يعوّّّل على طرف خارجي وأنا هنا لا أتهم بقدر ما أثبت حقائق، قبل يوم من الخطاب ليلة أمس أعلنت كونداليزا رايس أنها ستطلب عشرات الملايين من الدولارات من الكونغرس لدعم القوى الأمنية التابعة لأبي مازن، اليوم أول تعليق يؤيد موقف أبو مازن هو موقف الحكومة الإسرائيلية وثاني تعليق هو موقف الناطق بلسان وزارة الخارجية وثالث تعليق هو موقف رئيس الوزراء البريطاني، ألا يلفت هذا الأمر الانتباه إلى أن هناك مشكلة حقيقية في إنه خيار يعلن عنه يؤيده أعداء الشعب الفلسطيني وخصوم الشعب الفلسطيني والذين يحتلون أرض الشعب الفلسطيني ويقتلون الشعب الفلسطيني.. أليس هذا ملفتاً؟ كيف يمكن لرئيس أن يتورط بهذه القضية أن يدفع إلى الأمام خياراً يرغبه الكثيرون، الشعب الفلسطيني قواه كلها اعترضت، الفصائل اليوم اجتمعت واعترضت على هذه الدعوة، الجبهة الشعبية وهي عضو في منظمة التحرير أصدرت بياناً، قياداتها أصدرت بياناً من الداخل واعترضت شخصيات وطنية ومستقلة وأعضاء في المجلس التشريعي اعترضوا على هذا القرار، قل لي الآن أين هو خيار الشعب الفلسطيني واحترامه؟ أنا أعتقد أن هذا الذي حصل يجب أن يصحح وأن يصوب يجب أن يكون..

غسان بن جدو: يصحح بماذا؟

أسامة حمدان: بأن يتم التراجع عن هذه الخطوة والاتجاه إلى ما اتفقنا عليه نحن اتفقنا..

غسان بن جدو: لكن ترك الباب موارباً.. هو يقول لكم إذا لم نتفق على حكومة وحدة وطنية فسنلجأ للشعب.

أسامة حمدان: أنا أعتقد ترك الباب موارب هو محاولة لتبرير ما فعله أبو مازن، ترك الباب موارباً هو محاولة لتنفيس ردة الفعل العارمة من الشعب الفلسطيني ضد هذا ومحاولة أيضاً للتغطية على التجاوب الغريب والسريع من الإسرائيلي والأميركي والبريطاني وغيره تجاه هذه الخطوة والثناء عليها ومدحها وإعلان دعمها بما يمكن، أنا أعتقد إنه التراجع عن هذا الخطأ يجب أن يكون أمراً سريعاً وهو فضيلة والعودة إلى طاولة الحوار وأنا أتعجب كيف يتحدثون عن حوار نحن اتفقنا.. اتفقنا على وثيقة الوفاق الوطني، وقع الجميع عليها، أبو مازن رغم أنه لم يذكر الحقائق كاملة لكنه قال في خطابه إنه تم الاتفاق عليها لكنه لم يقل لماذا لم تشكل الحكومة؟ أنا سأجيب.. لأنه جائنا ليقول لنا أن هذه الوثيقة وفق نظرة الولايات المتحدة الأميركية مطلوب أن تلتزموا..

غسان بن جدو: هكذا قال لكم؟

أسامة حمدان: نعم، مطلوب أن تلتزموا بشروط الرباعية؛ الاعتراف بإسرائيل، وقف المقاومة أو نبذ العنف كما نصت شروط الرباعية والانخراط في عملية التسوية هذا منطق عجيب.

موقف الغرب من الأوضاع الفلسطينية

غسان بن جدو: طيب دكتور كلوفيس وأنت القادم من الولايات المتحدة الأميركية هذا المنطق الذي نسمعه الآن بأن قرار ربما الرئيس أبو مازن أو ما يحدث الآن على الأقل داخل الساحة الفلسطينية ليس بعيداً عن رغبات واستراتيجية الإدارة الأميركية وربما حتى مع بعض الحلفاء في أوروبا، هل هذا الاتهام إذا صح التعبير يلامس الدقة أم كلا؟ يعني الإدارة الأميركية وحلفائها من العرب ومن الأوروبيين باتوا أكثر من أي وقت مضى أحرص على الاستقرار وبقاء حركة حماس في السلطة بهذا الجانب هو الذي يهدد الاستقرار، أين أنت من هاتين المقاربتين؟

كلوفيس مقصود – السفير السابق للجامعة العربية لدى أميركا والأمم المتحدة: أولاً أعتقد أن حقيقة المأساة الحاصلة الآن في القضية الفلسطيني تكاد تحول القضية التي لها قدسية وحرمة في ذاكرتنا وفي مستقبل الأجيال الصاعدة العربية كلها وأن المشروع الصهيوني يتحمل مسؤولية مقاومته.. لم تعد المقاومة العربية وقدرة الردع العربي، أصبح هناك حصر في الحلقتين الأضعف لمقاومة المشروع الصهيوني لبنان وفلسطين، هذا غمض كبير بحق الشعب الفلسطيني يتحمله مسؤوليته النظام العربي السائد، نقطة اثنين منذ اتفاقيات أوسلو وتوقيع منظمة التحرير على الاتفاقيات التي تطالب بها حكومة حماس التوقيع عليها كشرط مسبق لإضفاء شرعية دولية عليها، هذه الاتفاقيات لم تتمكن أن تنتزع من إسرائيل إقراراً بأنها في الأراضي الفلسطيني المحتلة هي سلطة محتلة، لذلك الالتباس الحاصل اليوم هو أننا نتكلم بدون القاعدة القانونية لطبيعة الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطيني المحتلة، نحن والفلسطينيين وجميع المجتمع الدولي تقريباً بأسره يعتبر إن هذه أراضي محتلة تقع تحت وطأة الامتثال للدولة المحتلة إلى اتفاقيات جنيف الرابعة، إسرائيل لا تعتبر نفسها سلطة محتلة ولذلك يبقى هذا الموضوع المصيدة التي أوقعت الشعب الفلسطيني فيها هي اتفاقيات أوسلو.

غسان بن جدو: طيب بغض النظر عن اتفاقيات أوسلو من فضلك سيدي الآن فيما يتعلق بهذا الجدل الموجود الآن.. ما سمعناه الآن من كلام أعاود سؤالي إذا سمحت هل ما يحصل الآن يتناغم مع رغبة أميركية في تعزيز ما يعرف هنا بمحور الاعتدال على حساب ما يعرف بمحور الراديكالية وحماس أحد رموز أو مفردات هذه الراديكالية إضافة إلى حزب الله في لبنان إضافة إلى بعض الأنظمة في المنطقة أم كلا.. إن أداء حماس داخل الساحة الفلسطيني هو الذي أجهد هذه التجربة وإن الرئيس أبو مازن هو الآن مجبر على الدعوة إلى ما دعا إليه؟

كلوفيس مقصود: هو الرئيس أبو مازن يقول إن هذه اتفاقيات تشكل ما يطلبه الشرعية الدولية والـ (Quartet) الرباعية أولاً أنا أعتقد أن الرباعية فيها نقص مهم جدا وهو أن الأمم المتحدة كمنظمة الأمم المتحدة هي جزء من الرباعية في حين أن منظمة الأمم المتحدة يجب أن تكون المرجعية الرئيسية لاحتكام أي خلافات تتعلق في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، إذاً هذه إحدى النواقص الأساسية وثغرة أساسية من.. تفرز مثل هذه الاحتدامات اللي حاصلة اليوم بين فتح وحماس وغيرها، النقطة الثانية أن الشعب الفلسطيني انتخب..

غسان بن جدو: أود أن أستفيد من الدكتور أود أن أستفيد من خبرتك لأنك قادم من الولايات المتحدة الأميركية سؤالي من جديد أين الإدارة الأميركية مما يحصل الآن؟

كلوفيس مقصود: الإدارة الأميركية عندما حددت أن حماس ليست مقاومة بل حركة إرهاب وأسقطتها عندئذ من الشرعية رغم شرعية انتخابها كحكومة لحكومة السلطة الفلسطينية، في هذا الالتباس أولا أنها حركة مقاومة، قد يكون أن كان هناك أفراد قاموا بعمليات تسمى إرهابية ولكن الحركة ككونها هي إطار مقاومة والالتباس الحاصل والذي تفرزه موقف الولايات المتحدة الذي عبأ الدول الأوروبية في فرض الحصار على الشعب الفلسطيني من جراء الانتخاب الحر الذي قام به الشعب وأفرز حكومة حماس كل ذلك ناتج على أن القاعدة القانونية سمحت بعملية الابتزاز من خلال الحصار، فهناك عملية ابتزاز على اعتبار أن لا يجوز لحكومة إرهابية أن تتسلم وبالتالي مادامت منظمة التحرير الفلسطينية تعتبر أن المرجعية الأساسية هي الولايات المتحدة فقد وقعنا في مصيدة لا نستطيع أن نقوم بها إلا من خلال انشقاق في الحالة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

الفصائل الفلسطينية بين المقاومة والسياسة

غسان بن جدو: نعم، السيد أحمد غنيم من رام الله في الثاني عشر من هذا الشهر يعني قبل أربعة أيام فقط المؤسسة مؤسسة الشرق الأدنى للاستشارات أجرت استطلاع رأي وخلصت إلى عدة نتائج من بينها أود أن أذكر فقط أن 79% تقريبا ممن تم استجوابهم أو استطلعت آراؤهم يطالبون بتشكيل حكومة وحدة وطنية، أما من المسؤول عن هذا الأفق المسدود.. 23% يحملون حركة فتح و21% يحملون حركة حماس، تعليقك إذا سمحت وأنا أعلم جيدا بأن لديك مناقشات مع السيد أبو حمدان استمعت إلى رأيه قبل قليل، تفضل.

أحمد غنيم: يعني أولا أعلّق على هذا الاستطلاع الأخير.. الحالة الفلسطينية هي حالة صعبة وكل قراءة تأخذها في هذه الساعة ربما تتغير بعد ساعات نتيجة هذه الأحداث المتراكمة والصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وأنا لا أبحث هنا عمن يؤيد أكثر هذه الفئة أو تلك، بالنهاية حركة فتح وحركة حماس هي وسائل من أجل وأدوات من أجل تحقيق الأهداف الفلسطينية والحلم الفلسطيني بوطن حر وسيد أما أن يعني أن نصغر الحالة الفلسطينية ماذا ستحصل حركة فتح وماذا ستحصل حركة حماس هذا نوع من التنكيل والتعذيب للشعب الفلسطيني أرجو أن ننأى بأنفسنا عنه جميعا، نحن نعاني من حصار شديد ظالم ضد الشعب الفلسطيني بأكمله..

غسان بن جدو: يعني تقصد من سيد أحمد غنيم..

أحمد غنيم: يعني أنا أقصد الجميع..

غسان بن جدو: يعني عفوا سيد أحمد غنيم تقصد من؟ من يصغر؟ ومن يريد أن ينكل؟ تقصد من بالتحديد؟ تقصدنا نحن كإعلاميين؟ تقصد العرب؟ تقصد أنفسكم؟ تقصد من إذا سمحت؟

أحمد غنيم: لا أنا بالحقيقة في الجانب الإعلامي أنا أحترم هذا الدور الكبير الذي تقوم وسائل الإعلام به في حمل القضية الفلسطينية إلى كل هذه الآفاق وهو دور عزيز ومحترم حقيقة ولكني أحمل المسؤولية لكل صاحب قرار في السلطة الوطنية الفلسطينية وفي الحكومة الفلسطينية وفي التنظيمات الفلسطينية وفي القيادات العربية، الشعب الفلسطيني يستحق أكثر وأكثر بكثير من أن نضعه أمام بوابة الاشتباك الداخلي من أجل مقاعد لا تستطيع أن تحمي نفسها ولا تستطيع أن تحمي شعبها ولا تستطيع أن تقدم كثيرا للشعب الفلسطيني، نحن يجب أن نرى الحقيقة والحقيقة بسيطة أننا شعب تحت الاحتلال وسلطة تحت الاحتلال، نقاوم هذا الاحتلال نعم ولكن السؤال ما هي أشكال المقاومة المتاحة أمامنا الآن؟ أمامنا برنامجين؛ برنامج استمرار الاشتباك مع هذا الاحتلال على طريق التحرر الوطني حتى نستكمل التحرر الوطني والبرنامج الآخر هو استخدام الوسائل السياسية حتى نتمكن من تحقيق الأهداف الفلسطينية، جربنا أن نقاوم دون مفاوضات ماذا كانت النتيجة؟ وجربنا أن نفاوض دون مقاومة ماذا كانت النتيجة؟ برنامج وثيقة الأسرى الذي صاغه مجموعة من المناضلين القيادات في السجون على رأسهم الأخ مروان البرغوثي والنتشة وعديد من الإخوان في حركة حماس والعديد من الكوادر الذي جربوا المقاومة ومرسومة على جلودهم، توصلوا أنه يجب أن يكون لدينا وسيلتان؛ الوسيلة الأولى هي أن نزرع بالمقاومة وأن نحصد بالسياسة وإلا فإننا نسد الأفق السياسي أمامنا، أنا أسأل الأخوة في حركة حماس والعتب عليهم ليس لأننا نريد منهم أن يتبنوا برنامج حركة فتح ولكننا نريد منهم أن يتبنوا برنامج سياسي يتمكن أن يخترق هذا الحصار السياسي الظالم وإذا تمكنوا من فعل ذلك سيجدوا حركة فتح تصطف خلفهم في خلف هذه الحكومة، نحن نعرف أن وصلوا إلى الانتخابات بانتخابات.. إلى الحكم بانتخابات نزيهة وكنا أول من سلم السلطة وسلمها بكل نزاهة للإخوة في حركة حماس ولكننا نريد برنامج يفتح هذا الأفق الظالم الذي أُغلق على الشعب الفلسطيني، لا يكفي أن نقول بأن هذا الحصار ظالم وهذا الحصار يجب أن يزال، ما هي الأداة التي يمكنها أن تزيل هذا؟ إذا كانت الأداة هي المقاومة فلنرى أين هي المقاومة الآن؟ وأين هو برنامج المقاومة الآن؟ يجب أن نعترف بالحقيقة أن نضع الحقيقة أمام الشعب الفلسطيني إذا كان برنامج المقاومة قد وصل إلى طريق مسدود أو برنامج المفاوضات وصل إلى طريق مسدود فما هو البرنامج المبدع الذي يمكن للشعب الفلسطيني أن ينهض به الآن، نحن نريد حكومة وحدة وطنية، نحن لا نريد يا أخي أسامة أن تتبنوا برنامج حركة فتح ولكن نريد أن تجاوبوا على الأسئلة الصعبة التي هي على شفاه المواطن الفلسطيني وأنا أعرف أن هناك نوايا طيبة كثيرة في برنامج المقاومة لدى الأخوة في حركة حماس ولكن النوايا الطيبة لا تكفي لفتح هذا الأفق، نريد حوار مع العالم، لا تغلقوا الرئة السياسية لأن الرئة السياسية هي رئة يتنفس منها الشعب الفلسطيني.

غسان بن جدو: تفضل سيد أبو حمدان يعني لا برنامج مقاومة الآن ولا برنامج سياسي وأنتم تقفلون أي حوار مع العالم فعلا؟

"
إعادة بناء الوضع الفلسطيني الداخلي وانتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد، يتم في هذا المجلس صوغ البرنامج الوطني وتحديد مساره، فلا رئيس تحت الاحتلال ولا فريق يعمل تحت الاحتلال
"
أسامة حمدان

أسامة حمدان: يعني أولا أنا أقدر الأخ أحمد غنيم حرصه وأنه أيضا يدافع عن قضية أعتقد أنه ليس مقتنعا بها كما يجب، هو يتحدث أين برنامج المقاومة؟ وأنا أسأله لماذا لا يوجه هذا السؤال لأبو مازن الذي يصف عملية استشهادية بأنها حقيرة ثم يبدي أسفه لمحاولة اغتيال رئيس وزرائه، كنت أتوقع على الأقل أن يعطي نفس الميزان للعملية على الأقل يشعر الشعب الفلسطيني أنه حريص على رئيس الوزراء، عندما تُقتل عائلة على شاطئ البحر لا يتجرأ على إلغاء لقاء له مع أولمرت احتجاجا على عملية القتل التي تعرضت لها عائلة بأسرها بل إنه يسأل سؤالا لا أدري لماذا يفعل الإسرائيليون هذا، هذه مسألة تطرح سؤال إذا أردنا أن نتكلم عن المقاومة فأنا أقول في وثيقة الوفاق الوطني كان هناك إجابات واضحة؛ إجابات على المقاومة ودورها، إجابات على العملية السياسية ودورها حيث فوضت وثيقة الوفاق الوطني اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التفاوض لكنها قيدت تفاوضها ويبدو أن هذا لم يعجب من يتحدث اليوم عن سلطة الشعب، قيدت نتائج تفاوضها باستفتاء شعبي فلسطيني، إذاً أجبنا على المسألتين وأجبنا أيضا على الإدارة الداخلية من خلال إعادة بناء الوضع الفلسطيني الداخلي وانتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد، الذين يقولون نريد العودة إلى الشعب والاحتكام إلى الشعب تعالوا لا نحتكم إلى الشعب فيما يتعلق بسلطة تحت الاحتلال تذمونها وتشتمونها تعالوا لنحتكم إلى الشعب الفلسطيني فيما هو خارج نطاق الاحتلال في مجلس وطني فلسطيني جديد، أنا أعتقد إنه ها المجلس الوطني الفلسطيني الجديد هو الذي يمكن أن يصوغ البرنامج الوطني ويحدد مساره، لا رئيس تحت الاحتلال ولا فريق يعمل تحت الاحتلال، الأسوأ من هذا أن المطالبة ليست بالمقاومة يتحدثون عن المطالبة بالمقاومة وأين هي فيما يقول لك إن المطلوب هو الاعتراف بإسرائيل، هل سيؤدي الاعتراف بإسرائيل إلى حل؟ لقد اعترف الأخ أبو عمار رحمه الله بإسرائيل عام 1988، حوصر عام 2002، قتل مسموما بعدها بعامين، لم يتحرك أحد ليقول إن هذا الرجل المحاصر من قبل إسرائيل هو من اعترف، استجداء الأمر عبر عملية تفاوض هذا لن يؤدي إلى نتيجة، ما طرح في وثيقة الوفاق الوطني هو المخرج، أريد أن أضيف نقطة أخرى في الحديث عن الحصار الظالم.. أنا أسأل ما الذي فعله رئيس السلطة لفك هذا الحصار؟ كان يأتي لينقل رسائل الأميركان عليكم أن تعترفوا بإسرائيل عند ذلك يمكن أن يفك الحصار، رئيس الوزراء قام بجولة عربية..

غسان بن جدو: سيد أبو.. يعني عفوا أكثر من مرة يعني كأنك الآن تتهم الرئيس أبو مازن بأنه يعمل عند الأميركان..

أسامة حمدان: أنا لا أتهم..

غسان بن جدو: يعمل للإدارة الأميركية، يعني ينقل الرسائل ويتحدث باسم الأميركان..

أسامة حمدان: سيدي الفاضل أنا لا أتهم، هو يفعل ذلك ربما لقناعة سياسية، أنا لا أتهمه لكن أنا أتحدث بصراحة، رئيس الوزراء قام بجولة نجح في توفير رواتب الموظفين خلال هذه الجولة القصيرة من دول عربية وإسلامية عديدة لستة شهور نجح في توفير تمويل لعدد من المشاريع، نجح في إطلاق بعض الأفكار التي تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، السؤال أيهما أقدر.. شخص رئيس السلطة الذي يملك إطارا واسعا من العلاقات والاتصالات مع قادة المنطقة أم رئيس الوزراء الجديد على هذا النادي من الاتصالات والقيادات؟ إذا كان هذا فعل رئيس الوزراء فلماذا لم ينجح رئيس السلطة في فعل شيء مشابه، لماذا لم ينجح في القيام بخطوات عملية لكسر الحصار أم أنه كسر الحصار هو مسؤولية الحكومة؟ فقط هل مسؤولية الرئيس أن يراقب الحكومة تنجح أو تفشل فقط أم أن مسؤوليته كما قال اليوم إن هو مسؤول عن هذه الحكومة كان ينبغي أن يعمل لنجاحها..

غسان بن جدو: يعني هل هذه هل تعني.. يعني هذه قطيعة مع الرئيس أبو مازن أم لا؟

أسامة حمدان: ليس قطيعة مع أبو مازن، أبو مازن لم يقاطعه أحد، نحن أثنينا على أبو مازن أكثر من أي واحد حتى في فتح ونحن توافقنا مع أبو مازن على عدد من القضايا وقلنا لأبو مازن بعد نتائج الانتخابات نحن في مرحلة تحرر وطني، نريد أن يكون هناك حكومة وحدة وطنية بين كل الأطراف وكل الفصائل والكل يعلم كيف جرى إفشال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بالضغط الأميركي والتهديد لمن يشارك بهذه الحكومة أنه سيوضع على لائحة الإرهاب وغير ذلك، الآن يأتي من يقول إنه هذه الحكومة فشلت، فشلت في ماذا؟ الأمن الفلتان؟ الأجهزة الأمنية خاضعة لرئيس السلطة وليست لوزير الداخلية..

غسان بن جدو: لا قال اليوم هو حين..

أسامة حمدان: اليوم قال هذا أنا أسأله.

غسان بن جدو: وضع أمرا أن كل الأجهزة بأمر وزير الداخلية..

أسامة حمدان: هذا الأمر غير صحيح كلف ضابطا وقال لوزير الداخلية إذا أردت أن تتصل بأي جهاز أمني فعليك أن تتصل بهذا الضابط وهذا الضابط هو الذي يحدد فيما إذا ستتجاوب الأجهزة أم سترفض، إذا كان كلامه صحيحا فهل أفهم أنا..

غسان بن جدو: من الضابط؟ أبو شباك؟

أسامة حمدان: رشيد أبو شباك، هل أفهم من كلامه إنه الأجهزة الأمنية خاضعة لرئيس لوزير الداخلية إنه قمع المظاهرة يوم أمس في رام الله وإصابة أربعين شخص بجراح هو قرار من وزير الداخلية؟ أن إطلاق النار على القاضي بسام الفرا من قبل عناصر في أحد الأجهزة هو بقرار من وزير الداخلية؟ أن إطلاق النار على رئيس الحكومة لاغتياله هو بقرار من وزير الداخلية؟ يعني هذه قضية لم يوفق بها، أنا أقول الأجهزة الأمنية بدل أن يضبط الأمن يتحدث عنه يجب أن تعود هذه إلى وزير الداخلية ليضبطها أو ليتحمل هو المسؤولية..

غسان بن جدو: من فضلك دكتور كلوفيس سأعود إليك بعد قليل إذا سمحت ولكن أتوجه إلى السيد أحمد غنيم في رام الله، سؤالي أولا هل فتح موحدة فيما يتعلق بقرار رئيس فلسطيني.. الذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة؟ وثانيا ما هو موقفك الآن ومعظم الفصائل الفلسطينية أعلنت رفضها لهذا الإجراء؟

أحمد غنيم: أولا اسمح لي أن أقول كلمة فيما قاله الأخ أسامة، كسر الحصار ليس فنيا، كسر الحصار يجب أن يكون كسر سياسي وعقل السلطة غير عقل التنظيم، يعني أن السلطة والدول لا يمكن أن تقودها من خلال نقل الأموال بالحقائب، هذا يعني علينا أن نفكر به قليلا هل يمكن إنه يستمر الحال بهذا الشكل ننقل مليون وعشرة مليون وعشرين مليون بالحقائب، هل يمكن أن يدار وطن بهذا الشكل، نحن نحترم كل هذه الجهود الفنية وهذه المحاولات لكسر هذا الحصار ولكن هذا لا يكسر الحصار بالمعنى الحقيقي، علينا أن نتخذ قرار واضح فيما يتعلق في قرارات الشرعية الدولية والحديث ليس عن الاعتراف بشرعية الاحتلال كما سمعت كثير من الأخوة في حركة حماس يتحدثوا عن ذلك، نحن نتحدث عن قضية فلسطينية، هناك قرارات في الشرعية الدولية خاصة بها وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني في هذا الإطار، الأخوة في حركة حماس لديهم برنامج مختلف تماما عن هذا الأمر ولذلك إما أن يصلوا إلى تقاسم من خلال حكومة وحدة وطنية يتمكن من التعاطي مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بالخطاب السياسي وفك هذا الحصار أو نذهب للشعب الفلسطيني ونقول للشعب الفلسطيني أنت أمام خيار إما أن تعيد تجديد التفويض لأن الأخ أبو مازن.. يعني أنا أستطيع الآن أخي أسامة ولكني أترفع عن ذلك، أنت يعني تقول أن الأخ أبو مازن قبل ما يذهب إلى أميركا وأنه يعمل ذلك من أجل أميركا، نحن نتحرك بأجندة فلسطينية داخلية يعني أنا أستطيع أن أقول أخي إسماعيل هنية والأخ أبو العبد عمل كذا ولكني أترفع عن ذلك وهذا غير.. ليس هذه الوسيلة للتخاطب السياسي، نحن نتحرك وفق أجندة سياسية، الأخ أبو مازن انتخب وفق برنامج سياسي محدد والأخوة في حركة حماس انتخبوا وفق برنامج سياسي محدد، لدينا برنامجين في سلطة واحدة وأداتين في سلطة واحدة، كيف يمكن أن نوحدهم؟ كيف يمكن أن توحد هذا البرنامج وذاك؟ إما في حكومة وحدة وطنية لا يكون هذا البرنامج كله فيها ولا ذاك البرنامج كله فيها وإنما تقاطع على نقاط الالتقاء في هذه الحكومة الوطنية وكانت وثيقة الأسرى هي هذا الإبداع من الذين رسمت على جلودهم المعاناة حتى نقول إننا نفاوض ونقاوم ووافقنا عليها جميعا أو إذا كان ذلك مستحيل فأين هو المخرج إلا أن نذهب إلى الناس، أما بالعودة إلى السؤال فيما يتعلق بوحدة حركة فتح.. يعني أنا استمعت إلى الأخوة قادة الفصائل الوطنية وأيضا أعتقد بأنه لا زال هناك الباب مفتوح لاستمرار هذا الحوار مع كافة الفصائل والوصول إلى اتفاق وطني، حركة فتح تعيد بناء نفسها من جديد وهناك جهد كبير في داخل هذه الحركة للإصلاح الداخلي ولمعرفة جوانب القوة وجوانب الضعف ولكن منشودنا وهدفنا ليس فقط وحدة الحركة وإنما وحدة الشعب الفلسطيني..

غسان بن جدو: يعني كيف أن أبو يوسف اليوم وتحدث في دمشق وقال إنه من بين الفصائل الأخرى العشر التي ترفض إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة.. هل يلزم هذا الموقف حركة فتح أم ماذا بالتحديد؟

أحمد غنيم: أنا أعلم تماما صعوبة إسقاطات هذا الموقف في داخل الحركة وأتمنى على الأخوة في اللجنة المركزية أسوة بكافة كوادر الحركة أن يوحدوا لغتهم وموقفهم قبل التوجه إلى وسائل الإعلام حتى تظهر هذه الحركة كما قواعدها واحدة موحدة..

غسان بن جدو: دكتور كلوفيس مقصود الآن هذا المشهد.. ألديك تعليق؟ عفوا.

أسامة حمدان: يعني تعليق موجز..

غسان بن جدو: بسيط إذا سمحت..

أسامة حمدان: كسر الحصار سياسيا والسلطة غير التنظيم، قبل قليل كنا نسمع أن هذه سلطة تحت الاحتلال والسلطة تحت الاحتلال أيضا لها معاييرها المختلفة عن السلطة المستقلة، ملاحظة أخرى المطلوب فعلا هو الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود على أرض فلسطين والتسليم بأنه أرض لإسرائيل وليس للفلسطينيين وهذا مرفوض، أنا أشكر الأخ أحمد غنيم أنه نبهني أنهم يتحركون بأجندة فلسطينية داخلية لأنني اليوم استمعت إلى رئيس السلطة يقول إنه لا يستطيع أن يعزل نفسه عن العالم ويجب أن يتحرك متفق مع هذا العالم في إشارة إلى الإرادة الأميركية، لا أدري إذا كان كلام الأخ أحمد بعد ذلك له مكان مقابل كلام أبو مازن، المسألة الأخيرة عندما نتحدث عن حديث لمرجعية وطنية فلسطينية أنا أقول إن الذي اعترف بإسرائيل هو منظمة التحرير، الذي اختار هذا البرنامج منظمة التحرير، تعالوا لنجري انتخابات لمجلس وطني فلسطيني جديد يحدد أي البرنامجين؟

غسان بن جدو: دكتور كلوفيس مقصود نحن نناقش الآن هذا المشهد الفلسطيني الجديد الذي نعرفه اليوم ومنذ أيام تقريبا، لدينا أزمة الآن في لبنان لدينا مشهد عراقي تعرفه جيدا هناك أزمات أخرى في المنطقة العربية مع إيران مع سوريا مع بعض الأنظمة الأخرى، هل هذه الأزمات إذا صح التعبير هي كل متكامل متشابكة متداخلة؟ أم في هذا أيضا مبالغة وأن كل أزمة لديها خصوصياتها وبالتالي لديها حلولها الخاصة؟

كلوفيس مقصود: المنطقة أصبحت محكومة إلى حد كبير في هذه المرحلة التي خسرت فيها إدارة بوش الانتخابات النيابية في الكونغرس على أساس فشلها في غزوها للعراق وهذا الفشل طبعا تريد أن تنظر إليه على أساس منطقة الشرق الأوسط الكبير أو الجديد إلى آخره، ينبثق من ذلك ثلاثة عناصر مهمة لابد أن نلاحظها؛ أولا تريد الولايات المتحدة من خلال ما قالته السيدة كوندوليزا رايس بالأمس أن سوف تساعد باستمرار بقدر الإمكان ماديا ومعنويا وسياسيا السلطة الوطنية في السلطة التي يترأسها السيد أبو مازن ودولة الرئيس فؤاد السنيورة كويس، لكن هذا نوع من افتعال ترسيخ الانشقاق داخل هذه الكيانات كما صار وكما حصل أن هذا هو نوع من التعويض على فشل التجربة الأميركية في العراق فهذه بدائل تريد أن تجيز كوندوليزا رايس أن سياسات الولايات المتحدة الراهنة ليست فاشلة إما في تعميم ما سمي بالديمقراطية أو في كسب جزء من الرأي العام العربي تجاه الولايات المتحدة، النقطة الثانية في هذا الشأن..

غسان بن جدو: لكن عفوا من فضلك حتى نناقشك في هذه النقطة بالتحديد يعني كأننا كأنك تريد أن تفهمنا بأن الإدارة الأميركية إدارة الرئيس جورج بوش الآن بعد أن أيقنت أنها فشلت في العراق على الأقل مرحليا وإن كانت لا تعلن هذا الأمر بطبيعة الحال فإنها تدعم بعض لجهات أخرى أنت صنفت بالتحديد الرئيس أبو مازن ومن معه والرئيس فؤاد السنيورة هنا في لبنان، تم حديث عن الحكومة العراقية الحالية بقيادة نوري المالكي إلى آخره، يعني هل هذا فعلا هو تعويض عن فشل أم على العكس تماما هناك استراتيجية واضحة في المنطقة وأن هذه الأطراف الأساسية الموجودة هي تقود منهج معين قد يتقاطع مصالحها في الولايات المتحدة الأميركية ولكن ليست بالضرورة تأتمر بالإدارة الأميركية؟

كلوفيس مقصود: أستاذي الكريم أولا تقرير بيكر، ثانيا نجاح الحزب الديمقراطي، كل هذا يؤدي إلى مخاض، هناك لا شك أن إدارة بوش سوف تستمر لمدة سنتين ولكنها لابد أنها سوف تكون مردوعة في تباديها استباحة حقوق الشعب الفلسطيني، في استباحة التقتيل الحاصل وفقدان الأمن في العراق واستباحة لبنان من خلال تعميق الشرخ الموجود في بين المعارضة والحكومة، لذلك أنا أقول إن علينا أن نتمهل لأن الولايات المتحدة سوف تنتقل إلى مرحلة أخرى بحيث أن هناك ثوابت أميركية تأييد إسرائيل وإلى آخره ولكن ليس بالدرجة ولا بالوتيرة التي ميزت إدارة بوش أثناء تمكن المحافظون الجدد بمفاصل القرار الأميركي فيما يتعلق بالشرق الأوسط، لذلك نحن علينا عربيا أن ندرك أن هناك تناقص في السلطة الأميركية على منطقة الشرق الأوسط وتنامي في النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط ولكن كل ذلك نتيجة غياب التنسيق والتوحد بين المواقف العربية، منا من يقاوم ومنا من يطبع، فهذا موقف لم يعد للكلمة العربية ولا للموقف العربي أي حضور جدي ويؤخذ على محمل الجد، نأمل أن هذا الغياب يستحضر مرة ثانية في مجهود الجامعة العربية وأمينها العام فيما يتعلق بلبنان، إذا نجح فيكون هذا دليل واضح على أن المشاكل العربية المستعصية أكان في فلسطين أم العراق أم لبنان يجب أن تكون نتيجة مبادرة عربية قويمة وإلا سوف نبقى في عملية استباحة العرب.. فيما يتعلق بموضوع، منظمة التحرير منظمة التحرير وقعت هذه وليس هي إطار لكيان الشعب الفلسطيني بشتى شرائحه الذين انتخبوا حماس لن يكونوا داخل منظمة التحرير وأنا أتفق مع حماس بأنه يجب أن يعاد إعادة تنظيم إطار منظمة التحرير لشمل كافة الشرائح بما فيها حماس والجهاد الإسلامي والذين ليسوا منتمين إلى هذا الإطار، إذا منظمة التحرير عندما تقول أن على حماس أن تعترف بحق إسرائيل في الوجود السؤال الذي يستتبع ذلك هل أن إسرائيل وهل أن السلطة الوطنية ضامنة أن إسرائيل تعترف بحق الشعب الفلسطيني بالوجود كدولة مستقلة وكيان مستقل؟ هذا هو السؤال أنا أقر بأنه من المنطق أن كل حكومة أن تتواصل في تنفيذ الاتفاقيات للحكومات السابقة ولكن اتفاقيات الحكومة السابقة كانت ذات ثغرات أساسية نتيجة عدم إقرار إسرائيل نفسها بأنها سلطة محتلة أنا مدرك منذ 1967 لغاية اليوم لم تعترف إسرائيل مطلقا بأنها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هي سلطة محتلة مثلما لا تعترف مطلقا بأنها في الأراضي الفلسطينية داخل الخط الأخضر هي سلطة مغتصبة لذلك لابد من إعادة المناعة الفلسطينية من خلال إعادة احتضان عربي للمشروع القومي في مجابهة هذا المشروع الصهيوني الذي لا يقاومه إلا مشروع نهضوي عربي.

الانتخابات المبكرة ومستقبل الأزمة

غسان بن جدو: وإلى أن يتحقق هذا الحلم الكبير دكتور كلوفيس أود أن أسأل السيد أحمد غنيم الآن سؤالي بشكل دقيق وواضح حماس رفضت دعوة الرئيس أبو مازن بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، الفصائل الفلسطينية الأخرى رفضت هذا الأمر ماذا أنتم فاعلون هل أنتم مقبلون على تماس على احتكاك على اشتباك على مواجهة في الداخل أم شيء آخر؟

أحمد غنيم: لا أنا بأعتقادي بأننا مدعوين جميعا أولا إلى وقف الحملات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية التي يتحدث بها ممثلي الفصائل بشكل يشد الناس إلى نزاع داخلي إلى حديث عقلاني وحوار عقلاني، نحن نفتح عقلنا وقلبنا للأخوة في حركة حماس للاستمرار في هذا الحوار الوطني فإذا تمكنا من الوصول إلى حكومة وحدة وطنية وفق برنامج يستند إلى وثيقة الأسرى فإن ذلك هو مهم للشعب الفلسطيني ومهم لنا جميع وإذا لم نتفق علينا أن نصل معا إلى طريقة توصلنا لهذه الانتخابات بطريقة أمنة وسليمة وأنا أرجو يعني الأخ أسامة والأخوة في حركة حماس نحن أبناء خندق واحد نحن شركاء في الدم لا يمكن لأي منا أن ينفي الآخر ولا يمكن أيا منا أن يختفي عن هذه الأرض ولا يمكن لنا إلا أن ننتصر معا لذلك هذا القلب وهذا العقل مفتوح للمدى الواسع لحوار أكيد وممكن يصل بنا تجميعا إلى خط الأمان هذه السلطة ليست هدف وهذه الحكومة ليست هدف الهدف هو الحرية والاستقلال الهدف هو الوطن نحن نقاتل من أجل مقاعد لا قيمة لها.

غسان بن جدو: طيب من فضلك سيد أحمد غنيم قلت لنا أن حماس رفضت هذه الدعوة الفصائل الأخرى رفضت ماذا أنتم فاعلون هناك ما الذي سنفعله الآن؟

أحمد غنيم: الرفض الدعوة من جانب والرفض من الجانب الآخر ليست نهاية الكلمات..

غسان بن جدو: سيد أبو حمدان سيد حمدان من فضلك هل نحن مقبلون على مواجهة أم على تسوية وربما حتى على صفقة؟

أسامة حمدان: يعني دعني أقول بصراحة ووضوح يجب أن يحدد رئيس السلطة الفلسطينية ما الذي يريده بالظبط، إذا كان يريد أن يختار الشعب الفلسطيني بين برنامجين فلنذهب إلى انتخابات مجلس وطني فلسطيني، إذا كان يريد سلطة وفق المعايير الإسرائيلية والأميركية فبالتأكيد سيصر على الذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، إذا كان يريد مجرد إخراج حماس من السلطة كما طلب إليه الرئيس الأميركي عندما قال له إنه لن يتعامل مع حكومة تشارك فيها حركة حماس فعند ذلك يجب أن يفهم أن حركة لا يمكن إخفائها من الوجود، لا يمكن إقصائها كما نحن في حركة حماس نفهم أن حركة فتح لا يمكن إقصائها والجبهة الشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامية وغيره.. لا يمكن إقصاء طرف فلسطيني مقاوم قدم الشهداء والتضحيات أيا كان تقييمنا لحجمه ولجمهوره ولشعبيته، أنا أقول إذا لم يوضح أبو مازن بالضبط ما يريد وأنا الحقيقة طوال اليوم أستمع لتعليقات قياديين من حركة فتح ومسؤولين في السلطة ضمن فريق الاعتراف بإسرائيل المحيط بأبي مازن، لم أستطع أن أرى نغمة واحدة تحدد بالضبط ما الذي أراده أبو مازن من الخطاب، ساعة وأربعين دقيقة وهو يتكلم.. تجاوز الحقائق وذكر كلاما لا أصل له ولا أساس له واجتزأ الحقائق بشكل غير مناسب وسخر من الشعب الفلسطيني الذي يتحدث عن مرجعيته وحقر عملية أسر الجندي وحقر عمليات المقاومة وإطلاق الصواريخ.. حقر كل جهد يبذله الشعب الفلسطيني، كل صمود يمارسه الشعب الفلسطيني وقال إن المطلوب هو حكومة تنسجم مع المجتمع الدولي والمجتمع الدولي حسب ما نفهم طوال الفترة الماضية كان هو الشروط المطلوبة من الولايات المتحدة، أنا أقول يجب أن يحدد ما يريد بالضبط..

غسان بن جدو: من الواضح أنكم تخشون انتخابات تشريعية وربما خاصة رئاسية؟

أسامة حمدان: دعني أقول بصراحة هذا آخر شيء يمكن أن يقال بحق حركة حماس، نحن لا نخشى هذه الانتخابات بل أننا نؤكد إذا حصلت انتخابات اليوم ستكون نتائج حركة حماس أفضل، لكن السؤال المهم

غسان بن جدو: بما فيها الرئاسية؟

أسامة حمدان: بما فيها الرئاسية لكن السؤال المهم من يضمن أن يعترف هذا الفريق بنتائج الانتخابات، لقد حصلت انتخابات للمجلس التشريعي فلم يعترف بنتائجها بل استقوى بالخارج ليحبطها وهو يبذل الآن جهده لإنهائها ودعني أقول بصراحة محاولة اغتيال الأخ إسماعيل هنية كان هدفها التأسيس لفراغ سياسي يؤسس عليه حل المجلس التشريعي ومن ثم الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة لا يمكن لأحد أن يعترض عليها، لهذا يجب أن نفهم بالضبط ما الذي يريده أبو مازن، هل يريد الفصل فيما هو مشروع وطني فلسطيني؟ يذهب إلى انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد..

غسان بن جدو: فقط باختصار من فضلك يعني وجود السيد أبو اللطف اليوم معكم في دمشق ما الذي يعنيه بالتحديد؟ يبدو كأن الاجتماع كان مبرمج منذ فترة لكن حديثه بهذا الشكل اليوم ما الذي يعنيه؟

أسامة حمدان: أنا أعتقد أن هذا يعني أن حركة فتح ليست في تضاد مع حركة حماس وأن الأزمة ليست بين تنظيمين بين حماس وفتح، المشكلة هي بين مشروع سياسي يحمله فريق أمن بالسلطة ونما خلال هذه السلطة وتشكل فيها.. يريد منا أن نستسلم للإرادة الإسرائيلية والأميركية وفريق مصر على المقاومة، فريق المقاومة هذا فيه فتح وحماس والجهاد والشعبية والديمقراطية ووجود فاروق قدومي اليوم في دمشق ضمن هذا الفريق يؤكد أن المسألة لا تزال بالنسبة لفتح الأصل فيها المقاومة وليس الرضوخ لهذه الشروط..

غسان بن جدو: ربما نحن بحاجة إلى حلقات حتى نتحدث على الأقل على الشأن الفلسطيني وخاصة نريد أن نفهم الآن واقع حركة فتح سيد أسامة حمدان، دكتور كلوفيس مقصود، السيد أحمد غنيم من رام الله، شكراً لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة بين بيروت ورام الله والدوحة، مع تقديري لكم، في أمان الله.

المصدر : الجزيرة