
عرب أميركا.. الهوية والانتماء
– أولويات العرب الأميركيين
– العرب وأسطورة الاندماج
– إشكالية الحجاب في أميركا
– مدى تكاتف الجالية العربية الأميركية
غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، عرب في أميركا ليس جديدا، مواطنون عرب في أميركا ليس جديدا، عرب أميركيون أو أميركيون من أصل عربي هذا ليس جديدا، عرب ناشطون في حقول اقتصادية وثقافية واجتماعية وحتى سياسية هذا لم يعد جديدا، عرب من جنسيات مختلفة بل لعلهم من البلدان العربية كلها في الخليج وآسيا وأفريقيا هذا أيضا ليس جديدا، عرب أصبحوا تحت مجهر دائما في أميركا ربما هذا بات جديدا، على الأقل هكذا يبدو منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وبالمناسبة نحن لسنا بعيدين كثيرا عن مقر أو مركز برج التجارة العالمي الذي تم تفجيره هنا، إعلام يتابع، أمن يرصد، استخبارات تلاحق، أجهزة دولة وإدارة تهتم، هذا لا يعني العرب كلهم لكنهم أيضا طبعا كثر منهم يدفعون ضريبة قلة هي موصوفة هنا رسميا ودوليا بأنها إرهابية وهذا لا يعني أيضا أن الولايات المتحدة هي كتلة من السلبيات بل لعل الإيجابيات فيها أهم بكثير، ما يعنينا اليوم ونحن نستضيف نخبة عربية أميركية الاستفهام عن التالي؛ ما هي أولوياتها وهمومها الآن؟ ماذا يعني أن تكون عربيا أميركيا؟ ما الدور الذي يمكن أن يلعبه العرب الأميركيون في نسج علاقات إيجابية بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم العربي حكومات وشعوبا؟ ثم أم مازال العرب هنا ينتظرون شيء ما ملموسا من البلدان العربية أيضا حكومات وجماعات؟ شكرا لكم، أولا نستضيف نخبة من أصحاب الرأي والتعليق هنا من نخبة أميركية أساتذة جامعيين وناشطين، شكرا لكم، تعبتم معنا كثيرا للوصول إلى هذه النقطة بالتحديد وأرجو أن يكون الحوار مثمرا في هذه النقاط التي ذكرتها، مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا وقفة قصيرة نعود بعدها مباشرة للبدء في حوارنا المفتوح.
[فاصل إعلاني]
غسان بن جدو: مشاهدينا الكرام أهلا بكم، إذا بدأت بك دكتور غسان شبانه، ما الذي يعنيه أولا أن تكون عربيا أميركيا؟
غسان شبانه- أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة مانهاتن: الدكتور غسان شبانه أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة (Mary Mount Manhattan College) في مانهاتن، حضرت إلى أميركا في سنة 1989، للإجابة على السؤال أخ غسان ماذا يعني أن أكون عربيا أميركيا؟ يعني أن أكون أميركيا وتطلعاتي وهمومي هي تطلعات وهموم جميع الأقليات الأميركية منها الإيطالية ومنها الأيرلندية ومنها الإسبانية، أهتم بنظام التعليم، أهتم بالاقتصاد، أهتم بفرص العمل وأيضا أهتم بالأمن، هذا البلد هو بلدنا ونحن حريصون جدا على أن نكون شريحة مهمة في نسيج هذا البلد.
غسان بن جدو: جميل هذه الصراحة يعني أنت أميركي ثم عربي؟
غسان شبانه: أنا أميركي ثم عربي وعربي ثم أميركي بمعنى أنه لا يوجد فرق ولا يوجد اختلاف ولا يوجد تضارب في هذا التعريف على الإطلاق، هذه البلد هي بلادنا الآن وبلاد العرب أيضا هي بلادنا الآن وعلينا أن نتّبع ماذا فعل اليونانيون والأتراك والأيرلنديون، بنوا هذه البلاد وبنوا بلادهم يعني معظم الإيطاليين مثلا أو اليونانيين يرجعون ويتقاعدون في بلادهم، يفتحون المصالح، يستثمرون في الجامعات وفي أمور أخرى ولا يوجد أي تضارب في هذان يعني أن تكون عربيا أميركيا أو أميركيا عربيا لا يوجد أي تضارب ولا أو أي اختلال على الإطلاق.
غسان بن جدو: هل هذا الرأي نفسه لسيدتي؟ تفضلي.
أسيل صوالحة- مدرسة علم الإنسان والاجتماع بجامعة بييس بمانهاتن: أنا دكتورة أسيل صوالحة بأدرس علم الإنسان والاجتماع في بييس (University) جماعة بييس بمانهاتن وأسكن قريبة من مركز التجارة العالمي بعيدة عنه شارعين، أنا عربية في أميركا قد اختلف عن غسان في إني عربية أميركية أنا بأشوف نفسي عربية في أميركا.
غسان بن جدو: يعني في ماذا تختلفين عنه؟ يعني هو..
أسيل صوالحة: بأختلف عنه من ناحية واحدة إنه أنا عربية نشيطة بمسائل حقوق الإنسان، بمسائل.. الأشياء الاجتماعية والثقافية في أميركا بس بنفس الوقت عربية أولا وثانيا جزء من هذا العالم وحصل إني بالوقت الحالي أعيش في أميركا.
غسان بن جدو: طيب أرجو أن تتناقشا في هذه القضية لأنه هذه بطبيعة الحال تحدد الأولويات، هي القضية ليست صراع هوية فقط هنا ولكن تحدد الأولويات؟
غسان شبانه: يعني لا يوجد أصلا هوية أميركية، الهوية الأميركية هي عبارة عن خليط من جميع الهويات العالمية والذي يرضى أن يعيش في أميركا ويعتقد بأن الفكرة الأميركية وهي عبارة عن اتحاد اقتصادي أكثر منه أي اتحاد ثاني كما عرف بيكر جيني في كتابه أميركا، أميركا عبارة عن عقيدة وليس هوية أو قومية..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: لكن هي تقول أنا عربية في الولايات المتحدة الأميركية وهنا يختلف يعني الفرق أليس كذلك سيدتي؟
" |
أسيل صوالحة: نعم أنا أتفق معك من ناحية أميركا هي خلط اجتماعي كبير، نسيج إنساني من أناس من مختلف الفئات ولكن خصوصا بالأوضاع اللي بنعيش فيها بأميركا حاليا هناك فرص اجتماعية، هناك وضع اجتماعي قد يكون يتقبل وجود ناس من خارج أميركا أو اللي بنسميهم الأميركيين الأنجليكان اللي همّ البيض الأميركان من أصول أوروبية، العرب لا ننتمي إلى هذه الفئة المتميزة في أميركا ونحن هنا أقلية وكل الأقليات في أميركا تعترف نحن عرب في أميركا أو على الأقل فيه ناس عرب تؤمن (May be) ربما بالانخراط تماما في هذا المجتمع ولكن يجب البلد اللي أنت تكون موجود فيه طبعا لازم تتبع ظروفه وتتبع قوانينه ولكن الحكومة الأميركية بالوقت الحالي هي حكومة لا تقبل تماما وجود الأقليات وخصوصا الأقليات العربية والأقليات التي تأتي من جنوب آسيا خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول أو سبتمبر وما بعد ذلك.
غسان بن جدو: هذه نقطة ربما نناقشها لاحقا تفضلي سيدتي سيدة دينا.
سناء نديم – الممثلة للجالية الإسلامية في جامعة ستوني بروك: أنا أسمي سناء نديم وأنا الممثلة الإسلامية بتاعة الجالية الإسلامية في جامعة ستوني بروك (University)، خلينا ندي (Positive perspective) ندي حاجة إيجابية بالنسبة لما أقول إن أنا دائما بما بآجي أقدم نفسي بقول أنا (American Muslim of an Egyptian background)، (American) بالمعيشة، بالحياة بالروتين، بالواجبات ناحية المجتمع الأميركاني اللي أنا بأعيش فيه، واجبات كلها إيجابية وهي على حسب أنت بتشعر هل أنت بتشعر إن أنت أميركي أو بتشعر إن أنت غريب؟ لو عايز تشعر إن أنت غريب بتعيش غريب وبتعيش (Isolated) من الـ(Community) اللي أنت فيها، إنما لو عايز تعيش كمسلم بعباداتك بالـ(Traditions) بتاعتك بتعيش، بالـ(Culture) العربي بتاعتك بتعيش ولكن ما تقدرش تأخذ من نفسك إنك أنت أميركاني بالحياة أميركاني بالروتين بتاعك اللي أنت عايش فيه بالمجتمع اللي أنت عايش فيه، الإيجابيات بتاعة الشخصية الإسلامية أو الشخصية العربية لما بتندمج في المجتمع الأميركاني بتوصّل لحاجات جميلة جدا وحاجات ناجحة جدا في آفاق جميع المجالات زي السياسة، زي الاجتماعيات، زي المجالات الطبية في كل حاجة، فـ (It depends) على الـ (Perception) بتاعة الـ (Community) لو إحنا عايزين نقول إن إحنا مش أميركان ونبتعد عن الصورة دي أو إن إحنا نقول إحنا أميركان وعرب ومسلمين و(Combination) بتاعتها الثلاثة دي جميلة جدا ومثيرة لحاجات كلها (Advancement) ونجاح.
غسان بن جدو: خليكِ معي تفضلي سيدتي.
رانيا بركات- عربية مقيمة بأميركا: رانيا بركات أصلي عربية بس جئت هون وقت ما كان عمري 14 سنة وجئت على مدرسة داخلي فتربيت واختلطت بالمجتمع الأميركاني، فأنا برأيي يعني فيه آراء مختلفة هون وبأظن يعني السؤال هو مش إن الواحد بيكون عربي أو أميركاني، السؤال بنظري أنا مش أولويات إنه أنا عربية قبل أو إنه أنا أميركانية قبل، بنظري أنا فيه مجموعة منا يعني (My generation) اللي جئنا هون وقت ما كنا بعمر صغير أو ولدنا هون وتربينا هون اللي إحنا يعني بنجمع بين العالم العربي الوطن العربي والعالم الأميركاني، فبنظرتي أنا أو برأيي إنه هو اختلاط وهو (It is not) يعني الـ (Culture) العربي أو الـ (Culture) الأميركاني (It is a mixture of the two) اللي زي ما الدكتورة كانت عم بتقول (It is beautiful way) يعني (On its own perspective).
سناء نديم: وبيبقى فيه فرق على فكرة بين اللي جاء هنا، أنا جئت هنا كنت 16 سنة وأخذت الـ(High school) والـ (College) والـ (Nine to five) واشتغلت وكده يعني بيبقى فيه فرق بين اللي بيبقى لسه جاي ما اندمجش أو في قلبه ما دخلتش الصورة الأميركانية الإيجابية الـ (Positive)، الأخت قالت إن إحنا أقلية وفي أميركا الأقلية مش ناجحة أو كذا، أنا بأعترض على هذا لأن إحنا فعلا أقلية ولكن أقلية ناجحة جدا في مجالات كثيرة جدا ومش كل الناس مضطهدة أو كل الناس محطوطة تحت الـ (Contexts) بتاع الإرهاب، 12 سبتمبر 2001 حضرتك أنا كنت من الناس الوحيدين اللي وقفوا على (Stage) كبير، ستة آلاف أميركاني واقفين وكنت بأعزي أهالي (Firefighters) رجال المطافئ ورجال البوليس وأهاليهم اللي توفوا ويمكن ما كانش فيه ناس بره كثير بس بعد كده ناس كثير طلعت عرب ومسلمين تعزي اللي ماتوا في 11 سبتمبر.
غسان بن جدو: تفضل إذا سمحت.
توفيق بن عمرو- أستاذ جامعي في جامعة كولومبيا: توفيق بن عمرو أستاذ جامعي في جامعة كولومبيا أعتقد إنه..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: أنت من تونس؟
توفيق بن عمرو [متابعاً]: من تونس نعم، أعتقد أن الفارق بين الجيل ومتى حضر الشخص إلى أميركا مهم جدا ولكن مسألة الهوية في رأيي أنا معقدة يعني تعقيد كبير جدا، يعني فكرة أو كلمة الاندماج في حد ذاتها يعني توحي بأسئلة كبيرة جدا، أظن أنه هناك أسطورة الاندماج التي أحيانا نتفق مع المجتمع الأميركي فيها والثقافة الأميركية فيها وأحيانا نختلف ويبدو أنه هذه الأسطورة بدأت تتعقد أكثر فأكثر يعني في هذه الأوقات..
غسان بن جدو: أسطورة الاندماج؟
توفيق بن عمرو: يعني فكرة (melting pot) إنه هذه الفكرة إنه كل هذه المجتمعات وكل هؤلاء المهاجرين الذين سيحضرون إلى هنا سيندمجون في مجتمع سيكون موحد ومجتمع أميركي على مبادئ أميركية، طبعا أشار الأخ يعني إنه أميركا في حد ذاتها يعني مكونة أيضا من مجتمعات كثيرة ومن جاليات كثيرة ومن فئات كثيرة، أعتقد أن أنا شخصيا كعربي حضر إلى أميركا في وقت متأخر أشعر بأني عربي في أميركا ولكن هذا لا يعني إني لم أختر أنا أكون في أميركا أو إني لا أحب حياتي في أميركا، هذا اختيار مني أن أعيش في هذا المكان ولكن اندماجي لم يكن يعني 100% أو بهذه السهولة.
غسان بن جدو: هي القضية عفوا خليك معي من فضلك، القضية ليست أن.. ونود أن نفهم ربما حتى من الأخت لأن صبية أيضا، القضية ليست فقط أود أن أسأل في السنوات التي قضيتها هنا في أميركا.. الولايات المتحدة الأميركية هي القضية في النفسية التي تعيش بها هنا في الولايات المتحدة الأميركية يعني أنا أسألك هب أنك ستعيش أكثر الآن طيب منذ متى أنت في هنا؟
توفيق بن عمرو: منذ سنة 1988 يعني أول سنة كانت..
غسان بن جدو: ليس قليل، سنوات يعني تقريبا 18 سنة أو 17 سنة هب معي أنك ستعيش الله يطول عمرك عشرين سنة أخرى وأكثر كمان، بعد عشرين سنة ما الذي ستتصور نفسك يعني؟ هل ستكون بعقليتك الآن أم ستترك للزمن بأنه سيجعل منك أميركيا تنتمي إلى أصول عربية؟ ربما هذا هو الأساس يعني السيدة التي جاءت وعمرها 16 سنة هل هي اختارت في البداية أن تكون عربية أميركية بالكامل أم الزمن الذي هو عاجلكِ وجعلكِ بهذه الطريقة؟ هذا هو السؤال.
توفيق بن عمرو: نعم السؤال مهم جدا وأنا أريد أن نركز مرة ثانية على الظرف لأن الظرف مهم جدا وكل هذه الحالات الشخصية في رأيي مهمة جدا، يعني الظرف في الوقت الحالي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حاصرنا بشكل ما، أظن أنه.. يعني وضح الهوية العربية أو جعلنا نختلف أكثر من العالم..
غسان بن جدو: هكذا بصراحة يعني؟
توفيق بن عمرو: بصراحة..
غسان بن جدو: يعني 11 سبتمبر نقطة مفصلية في أن تحدد هل أنت أميركي عربي أم عربي تعيش في أميركا أو شيء من هذا القبيل؟
توفيق بن عمرو: أقول أن هذه.. أن الفاصل كان موجود من السابق، تحدثنا عن الأقليات، أشرنا إلى ذلك والأقلية العربية كانت أقلية منذ البداية، لكن أظن بأن هذه الأحداث جعلتنا بوسائل الإعلام، بالكتب، بالأفكار، بما يقال عن هذه يعني عن الأخبار، جعلتنا نشعر بأننا عرب يعني في أميركا وهذه هي النقطة، فلا أعرف يعني في مدة عشرين سنة ماذا سيحدث وكيف ستتغير الأمور؟
غسان بن جدو: جميل تفضلي سيدتي.
سناء نديم: حضرتك قلت نقطة مهمة جدا، قلت هل إن الزمن هو اللي خلاك أميركي أو أنت يعني دي حاجة بتتعايشها أو بتتعلمها؟ أنا شعوري أيوه يمكن الوقت اللي أنت بتعيشه هنا في أميركا هو اللي بيحسسك أنت إيه، بس فيه ناس كثير من جاليات كثير جدا بتيجي من بلادها وبتفضل قاعدة وما بتتكلمش حتى اللغة الأميركية أو الإنجليزية، الحاجة اللي لازم عن إحنا نقولها..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: تزور أحياء هنا ومناطق يتحدثون لغتهم..
سناء نديم [متابعةً]: بالضبط.
غسان بن جدو: يعني لغة إسبانية أو لغة صينية أو لغة..
سناء نديم: بس الحمد لله العرب (Very much Interactive) في الـ(Communities) بتاعتهم وبعد 11 سبتمبر حتى لو كان في شوية (Setbacks) أو كان في شوية مشاكل لو حضرتك تشوف السبعة مليون أو الثمانية مليون مثلا مسلم والأربعة مليون عربي والمائتان حاجة وسبعين مليون أميركاني وتبص على اللي حصل للعرب حاجات صغيرة بسيطة جدا يعني بالنسبة للـ(Ratio)، فمش عايزين ندي صورة إن العرب تعبانين أو إن فيه مشاكل كثير، بالعكس لا إحنا بنتمنى.. حضرتك قلت إيه الأمنية بنتمنى إن يبقى فيه (Lobby) عربي مع بعضه..
غسان بن جدو: نعم سنناقشه في المحور الأخير، الدكتورة تريد أن تعلقك ولكن أسمح لي أن نعطي الأخت لأنها تطالب منذ فترة وسأعود إليك إذا سمحتِ تفضلي.
نادية- عربية مقيمة بأميركا: اسمي نادية وبأشتغل هنا في نيويورك، أنا يمكن من الناس اللي جاؤوا متأخر أنا جئت في 1999 من مصر، فيه حاجة توفيق قالها قال إن إحنا بعد 11 سبتمبر ابتدينا نحس إن إحنا عرب أكثر وإن إحنا مش عربي من مصر وعربي من تونس وعربي من المغرب، ابتدينا نحس يعني أنا في مصر ما كنتش بأحس إن أنا ليّ جيران عرب بس ما كنتش أعرف كمية العرب اللي اعرفها هنا، فأنا حسيت بهويتي أكثر لما جئت هنا وبعد تسعة 11 عن ما كنت حساها في مصر فيعني..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: عندما تقولين حسيتي بهويتك، شو يعني حسيتي؟ ما الذي تعنيه حسيتي بهويتك؟
نادية [متابعةً]: حسيت بهويتي كأن أنا جزء من مجتمع عربي، الهوية العربية اللي هي الواحد لما بيعيش في بلده بيحس إن أنت مصري أو لبناني أو سوري بتيجي هنا ما فيش يعني آلاف أو ملايين المصريين فبتحس إن أنت هويتك عربية..
غسان بن جدو: لماذا أحسستِ بهذا الشعور؟ هل نتيجة..
نادية: بالذات بعد 11 سبتمبر..
غسان بن جدو: هل ..عفوا يعني نتيجة ما يسمى بضغوط؟ نتيجة ما يسمى باضطهاد؟ نتيجة ما يسمى بملاحقة؟ نتيجة الإعلام؟ نتيجة ماذا؟ يعني السيدة تقول بأنه الوضع جيد في أخر الأمر، هناك بعض الإشكالات، هناك بعض المشاكل ولكن الوضع بشكل عام إيجابي، ما الذي جعلك تشعرين بهذا؟ أنت لا توافق سأعود إليك ليست مشكلة ولكن خليني أسأل.
نادية: لا هو رد فعل لأن أنا بعد 11 سبتمبر أصبح الأميركي بيبص لك كأنك عربي فبيحاول يسألك بيحاول يفهم المنطقة اللي أنت جاي منها وأنت بتحاول ترد لأنه بينظر للمنطقة ككتلة مش كبلاد مختلفة..
غسان بن جدو: هكذا.
نادية: فهو رد فعل..
غسان بن جدو: يعني الأميركي هنا ينظر للعرب ككتلة لا يميز؟
نادية: لا يميز، من رأيي أنا لا يميز، فأنت لازم بترد عليه، بتحاول ترد عليه من وجهة نظر..
غسان بن جدو: تفضلي.
رانيا بركات: فيه سوء تفاهم بين العالم الغربي، وقت ما الواحد كمان يقول العالم الغربي الواحد بينظر للغرب كأنه كتلة واحدة بس الغرب يعني فيه أوروبا فيه أميركان فيه..
غسان بن جدو: خلينا نتحدث عن أميركا عن الولايات المتحدة الأميركية.
رانيا بركات: بس بنفس الطريقة اللي إحنا وقت ما بنتفرج على الغرب بننظر للغرب ككتلة واحدة، بنفس الطريقة الواحد الأميركاني بيتفرج على الشرق الأوسط وبيتفرج عليهم ككتلة واحدة وفيه سوء تفاهم بين الشخصية العربية الشخصية الإسلامية، مثلا أنا عندي بالشغل بأشتغل مع إدارة أعمال عملت اجتماع للناس اللي بيشتغلوا معي بالشغل (Conference) عن شو هي الشخصية العربية، ما فيه كثر ناس بيعرفوا مثلا إنه فيه عرب مسيحية بالعالم العربي أو فيه عرب إسلام برّات العالم العربي، فبأحس أنه هو سوء التفاهم الشيء اللي بيخلي مثلا أنا شخصيا أو أصدقائي اللي حابين نحكي للأميركان إنه من وين إحنا وأصلنا وأفكارنا، نشرح ونحاول أنه نجمع بين الأفكار المختلفة ونحط الناس على فكرة واحدة.
غسان بن جدو: تفضلي سيدتي من فضلك.
أسيل صوالحة: (Ok) هلا بدي أكمل على نقطة كان بدأها الأخ توفيق بالسابق، لمّا بدنا نحكي بمسألة الهوية، لازم نحكي بمسألة الهوية نعرّف كيف الإنسان سواء كنت عربي أو غير عربي، كيف بتحدد هويتك، أنا هويتي بتتحدد مش إنه مثلا اليوم قررت أكون فلسطينية، بكره أميركية، بعد بكره عربية، هويتي بتتحدد بعلاقتي مع الآخر، هذا الآخر مثلا في مدينة نيويورك قبل سبتمبر الوضع كلمة عربي ما كانت تعني الكثير..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: ما كانت تعني الكثير لمَن لكم أو لهم؟
أسيل صوالحة [متابعةً]: للأميركان، اللي كانت طول عمري أنه هذا لغتي اللي بتكلمها، أنا عربية، أنا فلسطينية، كل هذا بنعرفه، لكن بالنسبة للأميركان لمّا كنت ساكنة بنيويورك بقبل سبتمبر الناس كانوا يفكروني من (Dominican republic) أو من الأرجنتين أو من البرازيل، لكن بعد سبتمبر كلمة عربي صارت تعني الكثير للناس بنيويورك وزي ما حكت الأخت هناك إنه صار علينا مسؤولية إنه نفسر للعالم اللي حوالينا شو معنى إنك تكون عربي؟ شو معنى تكون من الشرق الأوسط؟ شو معنى تكون تحمل هاي الهوية؟ فلازم يعني نخلي في بالنا إنه هويتك تتحدد حسب الآخر.
غسان بن جدو: يعني هذه نقطة مهمة، ربما أسأل الدكتور غسان يعني ربما الفارق الآن أنك منذ البداية حددت بأنك أنت اخترت يعني أنت اخترت أن تكون هكذا كما قلت بينما الأخت تقول الآخر هو الذي يحدد هويتي طبيعة العلاقة..
أسيل صوالحة: بس نقطة واحدة أنه الواحد ممكن يحمل أكثر من هوية وهاي الهويات تأخذ أولويات، أولويتي لما تكون مسألة أنك عربي مسألة مهمة بالمجتمع الأميركي طبعا هاي أولويتي راح تكون أهم وحدة.
غسان بن جدو: يعني كيف الواحد يكون عنده أكثر من هوية؟ بمعنى؟
أسيل صوالحة: مثلا أنا من الأشياء اللي ناشطة فيها مثلا الأشياء مسألة حقوق المرأة بتهمني جدا، سواء بأميركا أو بالعالم العربي.
غسان بن جدو: هذه ليست هوية، هذا مجال نشاط ولكن ليست هوية.
أسيل صوالحة: هويتي كامرأة مهمة جدا بالنسبة لي.
غسان بن جدو: نعم؟
أسيل صوالحة: هويتي كامرأة مهمة جدا، مثل هويتي كفلسطينية، مثل هويتي كعربية، مثل يمكن هويتي كإنسان عربي في أميركا.
غسان بن جدو: دكتور شبانه.
غسان شبانه: لا أريد التعقيب على مسألة الهوية قدر ما أريد التعقيب على فكرة..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: تحديد علاقة مع..
غسان شبانه [متابعاً]: نعم، فكرة أنا الآن أشعر بأني عربي بعد (September 11) أو بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، أخت أسيل أنت يمكن من عشر سنين بتدرسِ كتاب إدوارد سعيد الاستشراق (Orientalism)، مسألة عربي أميركي أو عربي في أميركا أو العالم العربي أو العالم الغربي والتعامل بين العالم العربي والغربي هي مسألة يعني مهمة جدا في الأدب ومهمة جدا في علم الإنسان وفي علم السياسية وفي الدين وناقشها البروفيسور الراحل إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق وهي مشكلة ليس جديدة، المستشرقين قدموا إلى البلاد العربية ومنذ البداية وهم يعتقدون بأن العرب هم أقل جنسا يعني جنس أقل ومن الناحية القانونية هم أقل ومن الناحية الفكرية هم أقل ولا يفهمون الموسيقى ولا يفهمون الأدب ولا يفهمون بني العلاقات أو بني العلاقات مع الأجناس الأخرى، فأريد التعقيب على الأخت أسيل إنه الآن هويتي أنا كعربي بعد أحداث الحادي عشر من أيلول أو قبل، الاستشراق منذ القرن التاسع عشر بدأ واهتمام الغرب في العالم العربي وتعامل الغرب مع العالم العربي بدأ منذ القرن التاسع عشر ولم يتغير أي شيء على الإطلاق.
غسان بن جدو: لكن الحدث ربما مفصلي الآن، الآن الحدث هو الحدث مفصلي يعني غيّر العالم بكامله فما بالك عن علاقاتكم في الداخل الحدث ضخم والحدث كبير.
" |
غسان شبانه: يعني لم يكن الحادي عشر من سبتمبر هو الحدث أو هو القاسم وإنما هي القضية الفلسطينية، القضية الفلسطينية منذ البداية هي التي كان من أجلها العرب يُضطهَدون ودائما يشار إليهم بأنهم إرهابيون..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: هنا.
غسان شبانه [متابعاً]: في أميركا وفي الغرب بشكل عام..
غسان بن جدو: لا دعني في أميركا، نتحدث الآن في أميركا.
غسان شبانه: في أميركا نعم، إدوارد سعيد هدد عدة مرات بالطرد من كولومبيا (Colombia university) من جامعة كولومبيا بسبب آراءه بالقضية الفلسطينية وليس بسبب آراءه عن الإسلام.
غسان بن جدو: تفضلي يا سيدتي نسمع رأيك.
ليندا سارسور- عربية مقيمة بأميركا: ليندا سارسور أنا بأشتغل عاملة اجتماعية بمستشفى حكومي هنا موجود بنيويورك وبرضه بنفس الوقت عاملة اجتماعية بجمعية عربية بتقدم خدمات اجتماعية للمجتمع العربي والجمعية هذه فتحت بعد 11 سبتمبر، بس إحنا عندنا مجتمع عربي من زمان بالمنطقة اللي أنا فيها هي ببروكلين، بعد 11 سبتمبر تدمير..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: يعني أنت عفوا أنت دورك أن تقدمي خدمات للعرب الموجودين في منطقتك؟
ليندا سارسور: علشان أنا بأحكي عربي وإنجليزي الشغل تبعي أكيد 99% اللي بأشوفهم يعني الزبائن اللي عندي كلهم عرب وأنا شغلي إن اللي جايين مهاجرين هنا من دول عربية يعني أنا أساعدهم إنهم يشتركوا بالمجتمع الأميركي، يودوا أولادهم على المدارس، إذا يكونوا عاوزين مساعدة حكومية إن أنا أوصلهم للطريقة، بالنسبة للهوية أنا بأختلف عن كل اللي حكوا بالموضوع لأني أنا مولودة بأميركا وأنا الجنسية الأميركية جاءت عليّ علشان غصب عني يعني ولدّت بالجنسية الأميركية..
غسان بن جدو: مبروك.
ليندا سارسور: بس اليوم بدي أعرّف على نفسي أول شيء بأعرف على نفسي فلسطينية علشان كثير أنا أكيد.. اللي بيصير بفلسطين علشان إني مش بفلسطين وما ولدتش بفلسطين بس أهلي علموني القضية الفلسطينية وبأشارك بالمظاهرات وكل.. يعني بجرب قد ما أقدر إني أحسس حالي إني أنا فلسطينية بس موجودة بأميركا وأنا.. اللي كانت تحكي الأخت يعني أنا بأشوف كثير إن فيه فرق بين إن الواحد يكون عربي أميركي، إحنا شغلنا هنا بأميركا يعني أنا بأحس حالي إني لازم أنا أثبت وجودي هنا كعربية للأميركان، مضبوط إن أنا مش عاملة شيء بفلسطين، مش حالل القضية الفلسطينية، مش حالل حرب العراق، بس إني أنا أشتغل وأساعد المجتمع تبعي وأكون نشيطة بالمجتمع تبعي إن هذا الشيء راح يساعد الجميع بغض النظر الجنسية فلسطينية أو مسلمة وبرضه الواحد بيحكي فلسطينية أو ممكن أنا على حسب الموقف اللي أنا بأكون فيه ممكن أنا أحكي مسلمة قبل ما أكون أنا فلسطينية أو أكون عربية مع العرب، يعني أحكي بالنيابة عن العرب.
غسان بن جدو: يعني عفوا قضية حجابك الآن أنت لابسة الحجاب أليس كذلك، هذا الحجاب يعني هل هو أمر عادي هنا لا يُنظَر إليه بأي سلبية يعني ممكن مثلا أي واحدة قد لا تفرق يعني مثل السيدة أسيل قالت قبل قليل كانوا يفكروها أرجنتينية أو من الـ(Dominican) أو شيء من هذا القبيل لكن أنتِ واضح يعني بصرف النظر عربية أو مش عربية ولكنك واضح أنك مسلمة، هذا الأمر لا يثير إشكالية الآن؟
ليندا سارسور: قبل 11 سبتمبر أنا لبست الحجاب بسنة الـ2000 كان عمري 20 سنة ما حسيتش إن كان فيه يعني عادي كنت أروح على الجامعة وعادي يعني..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: الآن؟
ليندا سارسور [متابعة]: بس بعد 11 سبتمبر حسيت إني زي ما حكيت يعني أنا واضحة للناس إن أنا عربية من دون ما أحكي، كان بنفس الشيء كنت يحسبوني أو يحكوا معايا بالطلياني أو هيك.. يعني بس هلا 100% يشوفني واحد بالطريق يعرف إني عربية، ممكن برضه يحكوا معي على حسب إني ما بأحكيش إنجليزي.
غسان بن جدو: طيب ليست مشكلة أن يعرفوكِ ولكن هل هناك إشكالية في هذا الأمر أم لا توجد إشكالية؟
ليندا سارسور: أكيد..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: أكيد ماذا إشكالية أو عدم إشكالية؟
ليندا سارسور [متابعاً]: متأسفة؟
غسان بن جدو: هل هناك إشكالية في هذا الأمر أو ما فيه إشكالية؟
ليندا سارسور: أه أكيد فيه إشكالية.
غسان بن جدو: إشكالية لماذا؟
ليندا سارسور: بعد 11 سبتمبر كان يعني أنا بأعتبر أني يعني بيأخذوني مش أميركية يعني إني لازم أنا أثبت لهم إني أنا أميركية، غير عن حتى يعني ممكن تطلع الأخت أو..
غسان بن جدو: أعتقد مخالف لما قالته السيدة، خلي المايك معك أنا أود أنه السيدة أيضا.. كأنه مخالف هذا الأمر سيدتي لما قلتيه سابقا؟
سناء نديم: الحقيقة على حسب المجال اللي أنت فيه، فيه مجالات اللي هي المجالات الثقافية أو التعليمية ما عندهمش مش عايزه أقول الخوف من الحجاب، فيه فاهمين العرب وفاهمين المسلمين وما فيش الخوف من الحجاب بالعكس فيه ناس بيحترموك أكثر إن أنت (This is struggling movement) يعني رسالة أنت بتعملها، فيه في أماكن ثانية ممكن تكون مشكلة في الشغل أو في الـ(Acceptance) أو يعني مش عايزين نقول إن هي صورة يعني (Dark) جدا، مظلمة جدا ومش عايزين نقول إن (Everything) فعلا (Is wonderful)، فيه أوقات الحجاب ممكن يبقى فيه شوية (Struggling) إنما مش للدرجة دي، بعد 11 سبتمبر يمكن على طول كان فيه مشاكل، أنا عندي التلامذة في الجامعة كان بيبقى عندهم مشاكل في الـ(Subways)، بيشيلوها من عندهم وكده إنما بعد كده زي ما قلت لك الحمد لله (Ratio) بين الحاجات دي (Went very nicely).
غسان بن جدو: خلينا نسمع الأخ من..
سناء نديم: بس فيه حاجة كمان (Identity crisis)، مش عازين نقول..
غسان بن جدو: أزمة هوية.
سناء نديم: إن العرب والمسلمين عندهم (Identity crisis)، هنا لما بنقول هوية..
غسان بن جدو: أزمة هوية.
سناء نديم: أه (Ok) يعني أزمة هوية المفروض الأميركاني عارف أن هو أخذ (Oath) عمل.. أخذ (Citizenship) وأخذ (Oath) إن هو أميركاني {وأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً}، مصري أو عربي أو (Or whatever it is you come from) دي الـ (Culture) والـ (Tradition) بتاعتك والأميركان نفسهم بيقول لك (You can take the boy out of the country but you can’t take the country out of the boy) يمكن هتأخذ الشخص بره البلد بس عمرك ما هتأخذ البلد بره الشخص.
غسان بن جدو: جميل تفضل سيدي.
خضر عبد الرحيم- مهندس معماري: خضر عبد الرحيم من مواليد الخرطوم السودان عايش بأميركا حوالي 16 سنة مهندس معماري، درست هون بالبلد هاي، التعقيب اللي أنا بدي أحكي عنه الأخت أسيل والأخ توفيق تفضلوا ممكن تجربتهم قريبة جدا من تجربتي، جاؤوا لهون بسبب الدراسة الجامعية، أنا لما جئت هون مواليد الخرطوم زي ما قلت بالنسبة لي هويتي كسوداني مش إشكال بالمرة، وجودي هون مش كان إشكال بالمرة، جئت هون على أساس إني أدرس دراسة جامعية وأخلصها هون، أحداث الحادي عشر من سبتمبر أحدثت تغيير في هويتي، حسيت أكثر بأنه أنا مسلم، بأنه أنا عربي ومش بس مسلم يعني حتى أصدقائي المسيحيين.. العرب المسيحيين برضه زي ما تفضلت الأخت أسيل علاقة الآخر بك بتحدد وجودك وبتحدد مفاهيمك، يعني أنت لمّا تيجي على المطار مثلا في (JFC) (Canada airport) بتُعامل كأنك عربي، بتُعامل كعربي بسبب اسمك، بسبب الدولة اللي أنت جاي منها بصرف النظر عن أنك مسيحي أو مسلم أو غيره، فبكل تأكيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر دفعتنا كعرب أو كمسلمين أو حتى عرب مسيحيين بحيث أننا نفكر في موضوع الهوية ووجودنا هون بأميركا.
غسان بن جدو: أراك لست مقتنعا دكتور غسان، أراك لست مقتنعا.
غسان شبانه: يوجد تفرقة في كل المجتمعات، يوجد تفرقة في المجتمعات العربية ضد الأقليات ويوجد تفرقة في المجتمعات الغربية ضد الأقليات ولكن.. يعني لا أرى بأن هذه التفرقة هي تفرقة بدأت أو ستنتهي بسبب أحداث 11 أيلول.. يعني الأخ خضر أشار إلى أنه حينما يعود إلى المطار من الخرطوم ابن السودان حينما يعود من الخرطوم في الـ1985 أو في الـ1987 أو في الـ1980 نفس المشكلة السودان كانت ولا تزال دولة بالنسبة للدولة الأميركية عندها علاقات في الإرهاب أو تدعم الإرهاب أو تمول الإرهاب وهي عندها حكومات غير منتظمة.
غسان بن جدو: نقطة في محلها يعني القضية تتعلق بالبلد الذي ينتمي إليه.
غسان شبانه: نعم وهو أشار أنك حينما تعود من السودان ولكن حينما تعود مثلا من دولة أخرى مثلا الأردن قليلا جدا ما يطلب منك ما لا يطلب من الآخرين.
غسان بن جدو: هذه نقطة فعلا جميلة وجديدة أنا سأعطيك.. تفضل ناقش ولكن الدكتور خليك معي دكتور من فضلك يعني هو يقول أيضا أنه يعني كأن العرب الموجودين هنا يدفعون.. يستفيدون من حسنات علاقة ذلك البلد بأميركا أو سيئاتها أو الصورة الموجودة يعني الأردن أو بلدان أخرى ربما صورتها جميلة ونقية وليست هناك مشكلة بينما بلدان موصوفة بأنها تدعم الإرهاب فتعاني مشكلة، فكونك سوداني ليس لأنك يعني سوداني يمكن سوداني الآن ليست لديك مشكلة ولكن سوداني قبل عشرين سنة كانت لديك مشكلة، يمكن واحد لبناني كان قبل سنوات لديه مشكلة الآن لن تكون لديه مشكلة وهكذا.
خضر عبد الرحمن: أحب أقدم توضيح بسيط للأخ غسان والأستاذ..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: والأخ غسان.
خضر عبد الرحمن [متابعاً]: والأخ غسان الآخر إنه قبل سنة 1989 ولمّا أنا جئت سنة 1989 كوني إنه أنا من السودان ما كان حتى إشكالية، حتى همّ الأميركان ما كانوا بيعرفوا وين السودان، الشعب الأميركي زي ما كلنا بنعرف هون.. بصورة عامة أنا ما بأحكي عن الكل فيه مثقفين، فيه متعلمين غيره وفيه غيره، بس المواطن السوداني البسيط ما بيعرف وين تونس، ما بيعرف وين السودان، المواطن الأميركي البسيط، ما بيعرف وين فلسطين، ما بيعرف وين.. سنة الـ 1989 ما كان عندنا مشاكل مع أميركا كدولة وحكومة سودانية، فأنا جئت دخلت على البلد هذه ما كان فيه إشكالية ما كان حتى وجودي كسوداني معروف حتى، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر المحاولة بتاعة التفجير الأول لمركز التجارة العالمي اسم السودان ورد وفجأة السودان صارت جزء من الشرق الأوسط، مع إننا كلنا بنعرف جغرافيا إن السودان جزء من أفريقيا يعني النقطة اللي أنا بأقولها أنا مبسوط جدا إنه أنا عايش في أميركا، ما بأحس إنه أنا شخصيا برغم وجودي هون كعربي وكأفريقي وبسبب لون بشرتي يمكن هنا في أميركا الظروف بتكون مختلفة مثلا عن عربي جاي من لبنان أو من فلسطين، بس أنا ما حسيت إطلاقا في كل السنين هذه بأنه أي حد فرق بيني بسبب لوني، بسبب ديني، بسبب أصلى..
غسان بن جدو: ما إشكالية لونك عفوا يعني مع محبة اللون لكن هنا ما الإشكالية يعني وزيرة الخارجية يعني سمراء؟
خضر عبد الرحمن: لا قصدي النقطة التي أحاول أقولها إنه هون في أميركا مثلا الأفارقة الأميركان بيحسوا أنهم..
غسان بن جدو: درجة ثانية.
خضر عبد الرحمن: فيه تفرقة ضدهم، أنا ما حسيت بالتفرقة هذه، ما كانت إشكاليتي، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مش بحس بتفرقة بس بحس إن فيه تغيير في المعاملة، فيه تغيير في المنظور، كون إنه اسمي عربي مشكلة، كون إنه اسمي مسلم مشكلة أو زي ما قلت من قبل مش كون إني مسلم بس كون إنك عربي مسيحي مشكلة يعني فيه تجارب كثيرة من الأخوة الأصدقاء العرب المسيحيين بسبب اسمهم برضه فيه مشاكل، أنا ما بأحب أعكس صورة سلبية، فيه أشياء إيجابية كثيرة من وجودنا هون بأميركا وإحنا في وجودنا هون في أميركا بنحاول إننا نبني جسر ما بين الوطن العربي وما بين أميركا وده واجبنا كسفراء لبلداننا.
غسان بن جدو: أخ أنا أود أن أسأل..
غسان شبانه [مقاطعاً]: دعني أوضح نقطة واحدة فقط..
غسان بن جدو [متابعاً]: تفضل باختصار من فضلك.
غسان شبانه: هو بالنسبة للعرب الأميركيين وهو تعيين سبنسر إبرهام السيناتور من ولاية ميتشغان..
غسان بن جدو: وزير الطاقة.
غسان شبانه: نعم وزير الطاقة الأسبق، كان يعني يتحكم في جميع أسرار أميركا العسكرية كوزير طاقة، هو كان يتحكم في كل المفاعلات النووية، كل الرؤوس النووية وجميع الأسلحة الخطيرة وهذا هو ليس كلامي وإنما هو كلام سبنسر إبرهام في احتفال المهرجان الجمهوري الذي حصل هنا في 2004، لم يغير الرئيس بوش سبنسر إبرهام بسبب أنه عربي وهو يعي أنه قادما من لبنان وأن عائلته لبنانية ولو شعر بأنه في أي خطر منه كعربي مسيحي أو كعربي مسلم لغير مثلا سبنسر إبرهام.
مدى تكاتف الجالية العربية الأميركية
غسان بن جدو: أنا لدي سؤال أخ توفيق إذا سمحت، هل إن العرب الموجودين هنا يتعاطون ككتلة عربية أم تتعاطى كتونسي والآخر فلسطيني وسوداني وأردني ولبناني ومصري وتجد كل واحد بهمومه بأولوياته بإشكالاته؟
توفيق بن عمرو: والله في الحقيقة يعني من تجربتي وتجربة بعض أصدقائي أحس إنه التجربة خاصة وعامة في نفس الوقت، إنه في الحقيقة تعرفنا هنا على جاليات لم نكن نعرفها وأشياء لم أكن أعرفها أنا لمّا كنت في تونس يعني هنا أشعر أني في نيويورك يمكن أن التقي بالعرب من كل هذه البلدان وأن أتعرف في الحقيقة عن أشكال أخرى من ثقافتي التي أنتمي إليها في الوطن العربي الكبير هنا في نيويورك وهذا ليس ممكن لأنه السفر مثلا من تونس إلى مصر يستدعى تأشيرة قد تستغرق شهرين يعني بينما هنا يمكن أن أتكلم مع يعني أصدقائي وزملائي المصريين وأن أتعلم منهم وأن أزورهم في بيوتهم وأن آكل يعني..
غسان بن جدو: هناك تعيشون في أقطار عربية هنا تعيشون في وطن عربي في الولايات المتحدة الأميركية؟
توفيق بن عمرو: في وطن عربي، فهذه من الأشياء التي فعلا أحبها يعني بالنسبة لحياتي في نيويورك وحياتي في أميركا.
غسان بن جدو: طيب هذا على مستوى العلاقات ولكن على مستوى الأولويات على مستوى النشاط، على مستوى الطموحات بكل صراحة حدثوني هل أنت تتحدث كتونسي، ربما عدد التونسيين قد يكون قليل هنا ولكن اللبنانيون مثلا السوريون، الفلسطينيون، الأردنيون يعني كيف ينشطون؟ هل ينشطون فلسطينيين كفلسطينيين؟ ينشطون كمصريين؟ ينشطون أو كعرب بشكل عام؟ حدثونا بصراحة عن هذه النقطة.
" |
توفيق بن عمرو: طيب سأحدثك بصراحة، سيدي يعني هناك فجوة كبيرة جدا طبعا حدثت.. يعني بعد الحادي عشر من سبتمبر أصبحت واضحة لكنها موجودة من قبل، هذه الفجوة هي فجوة معرفة العربي، معرفة المجتمع الأميركي بالعربي، بالعربي بثقافته اليومية العادية، بهمومه، بمسائلة، بمشاكله، بجغرافيته، بتاريخه وأعتقد إنه المشكلة إنه سياسة هذه الحكومة إلى حد الآن هي سياسة طوارئ يعني هي سياسة ترقيع، يعني لمّا بيحصل المشكل نرقّع المسألة ولكن ليست سياسة ترمي في الحقيقة إلى التعرف على العرب وعلى ثقافتهم وإلى فتح مجال فعلا للحوار تلتقي فيه كل هذه الثقافات بالثقافة الأميركية، عندما ننشط في الحقيقة ننشط بأشكال مختلفة، بالنسبة للقضية الفلسطينية بنطلع يعني نطلع كلنا، التونسي، المصري، كذا حسب إيماننا الشخصي وليس حسب انتماءاتنا يعني الجغرافية، فأظن أنه عندنا هموم وأصبحت حتى يعني خضر قالها يعني وكانت واضحة وجميلة جدا أصدقاؤنا يعني من كل الديانات بالنسبة للعربي التونسي يعني التعاطي والتعامل مع عربي مسيحي شيء نادر يعني مش موجود يعني هذه المعرفة في حقيقتها مهمة جدا.
غسان بن جدو: خليني أسمع رأي الأخت تفضلي معلش.
رانيا بركات: يعني بتجربتي أنا يعني وقت ما أختلط مع أصدقائي العرب هون إن كان اجتماعات الـ(ADC) (Network of Arab American Professionals) يعني بأندمج معهم كصوت واحد، كصوت عربي بس تجربتي أنا وقت ما أختلط مع أصدقائي بالشغل مع ناس بأتعرف عليهم مهم لي إنه أعرّف على حالي إنه كعربية بس مهم لي إنه أعرّف على حالي كفلسطينية لبنانية سكان الأردن ومسيحية مش لأنه..
غسان بن جدو: أنت هكذا يعني؟
رانيا بركات: أنا هذا أصلي، مش لأنه..
غسان بن جدو: أعيديها من فضلك.
رانيا بركات: فلسطينية لبنانية سكان الأردن وأميركية ومسيحية، مش لأنه أنا بأحس حالي غير فلسطينية أو لبنانية أو أردنية أو أميركانية بس لأنه حابه أعرّف الشخص اللي أمامي إنه فيه (Diversity) زي ما كنا عم نقول من قبل مش العالم العربي مش كتلة واحدة، هي كمحاولة توعية للشخص الأميركاني اللي ممكن مش عارف هذه الأشياء وأنا بأحس يعني كل هذه المشاكل اللي عم تصير هلا هي عن سوء تفاهم وعن (Ignorance) إنه في أفكار مختلفة وشخصيات مختلفة بالعالم العربي.
غسان بن جدو: طب الأخت خلينا نسمع رأيها من فضلك.
لندا سرسور- مشاركة: بالنسبة لأن زي ما حكت الأخت بالنسبة إن إحنا غصب عنا إن بنصير بنحب نكون يعني عرب لنواجه الأميركان، علشان أننا نحكي بالنسبة بنظلنا على نكتة سبتمبر بعد 11 سبتمبر طلعوا قوانين إن كل واحد حامل جنسية من 22 دولة عربية مسلمة يجوا يسجلوا عند الـ(Immigration) هذا غصب عنا هذا خلنا نجتمع (Department of home and security here اللي مش حامل جنسية أميركية أو مش حامل هنا (Green card) أنه يعني هو لازم يجي يسجل للـ (Immigration) أكيد إن هؤلاء مش من اللي قاعدين معنا هلا بس إحنا كده أميركان عرب وقفنا للموضوع هذا وساعدنا الناس وجبنا لهم محامي، بس بنفس الوقت عرب ظلينا مع بعض إنه يعني هؤلاء عرب منا، يعني إحنا بنحضن المجتمع هذا، بس بيوم إحنا نكون مع أميركان بنكون إحنا عرب، بس زي ما حكت الأخ يوم ما أكون مع عرب ثاني بأحب إنه يعرفوا إن أنا فلسطينية وهذه أردنية وهذاك لبناني بس على حسب اللي بيكونوا حواليك زي ما حكت الأخت اللي حسب الناس اللي حواليك إنك أنت تعرّف على حالك بأي طريقة.
غسان بن جدو: يعني هو هذا الأمر عندما أسأل هذه الأسئلة إنه أنا لا أتحدث عن علاقات اجتماعية عادية، إنه يجوا كم عربي، كم فلسطيني، كم أردني، كم سوري، كم لبناني ويعملوا عشاء مثلا أو غداء، مش هذا الذي يهمنا كثيرا، نحن نتحدث عن أنشطة جدية مثلا في انتخابات رئاسية، في انتخابات الكونغرس، في مفاصل رئيسية كيف يتصرف العرب؟ كيف يفهم.. يعني هل استطاع العرب بعد كل هذه السنوات على الأقل.. هل استطاع ما بعد الحادي عشر من سبتمبر أن يجمع العرب على خيارات سياسية بنسبة 80، 70% لا أقول 100% مستحيل ولكن على الأقل هل استطاع العرب هكذا أن يتفقوا على خيار سياسي معين؟ يعني فهمنا مثلا في الانتخابات الرئاسية الأولى للرئيس جورج بوش معظم العرب.. إذا كنت دقيقا.. معظم العرب قد صوتوا للرئيس بوش بعدها فهمنا بأن ربما معظم العرب صوتوا أو الغالبية من العرب صوتوا لكيري ولكن فهمنا أيضا بأنه في ولاية إيلينوي الذين رجحوا كفة جورج بوش كانوا من العرب هناك فبالتالي هذا هو السؤال الأساسي، في المفاصل الأساسية هل أنتم موحدون بنسبة 70، 80% أم لا تزال هناك فروق؟
أسيل صوالحة: نعم هذه نقطة مهمة جدا وكما رأينا من إجابات معظم أو ردود فعل معظم المشاركين هون إنه فيه هناك.. جميل أنه نسميها نحن هنا فيه وطن عربي كبير أحس في هذا، مثلا بفلسطين ما كنا نشوف عرب، مين العرب اللي مسموح لهم يجوا لفلسطين؟ لمّا جئت لنيويورك تعرفت على العرب، تعرفت على العالم العربي بمدينة نيويورك وهذا شيء جميل، بعد الحادي عشر من سبتمبر الأشياء صارت لسه كمان أقوى، مثلا قبل الحادي عشر من سبتمبر كانت الانتفاضة وكان في نشاط كبير، مثلا مظاهرات توقيع بيانات وعرائض لتسليمها للأمم المتحدة، كتابة رسائل للممثلين اللي في الحكومة، كان في نشاط كبير ومثلا لما كنت تروح على مظاهرة أمام الأمم المتحدة مش بس فلسطينية كمان وصلت ما خارج المجتمع العربي إلى اليسار الأميركي وهذا شيء لازم نشير إليه بصفة مهمة، بعد الحادي عشر من سبتمبر بتروح على مظاهرة مثلا على مثلا شيء لدعم الجالية العربية هناك متطوعين كثر من الأميركان اليسار على.. وفيه عندنا واحدة منهم هون بالحضور اليوم.. فيه اهتمام باللغة العربية، فيه اهتمام بدراسات الشرق الأوسط، فنحن نمر في مرحلة مفصلية هامة جدا، اللي هو في اهتمام من الخارج، من المجتمع الأميركي في القضايا العربية، مثلا حاليا توفيق أهتم في بعض النشاطات عم بنحاول نجيب معرض فن فلسطيني إلى مدينة نيويورك اسمه صنع في فلسطين، كل المتاحف ومعارض الفنون بنيويورك رفضت تجيب المعرض هلا..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: لماذا؟
أسيل صوالحة [متابعةً]: لأنه كانت بالبداية إنه فكرة جميلة هذا شيء عالمي كثير مليح، فن مش عم نحكي عم بنجيب سياسة، عم بنجيب فن، طبعا الفن له جانب سياسي، كل المعارض وأنا على اللجنة اللي عم تشتغل علشان تجيب معرض الفن، كل المعارض لما نأخذ المشروع ونقدم.. نطرحه عليهم أه فكرة جميلة جدا راح نرجع لكم قريبا، بتوصلنا رسائل اعتذار ومن خلال طرق غير رسمية بنعرف إنه هذا معادي للسامية إنك تجيب معرض فلسطيني لهون، لكن هلا اللجنة عم تشتغل بوجود متطوعين عرب مش فلسطينيين اللي غالبيتهم متطوعين ليسوا من الفلسطينيين ولكن عرب وأميركان من اليسار وعم بنشتغل ليل نهار إننا نجيب معرض الفن ونجمع فلوس لإحضار المعرض وجمعنا كمية لا بأس بها من النقود لاستئجار مكان لهذا المعرض، فهناك وحدة، هناك اهتمام وهنا.. فيه مقولة إنه العرب اتفقوا على أن يختلفوا ليس في نيويورك العرب في نيويورك متفقين على أن يتفقوا ويمكن بسبب وجود الضغط الخارجي.. الضغط اللي بيجبرنا أو يحطنا في زاوية على أساس إنه نعرّف هويتنا.. الأخت هناك حكت إنه لمّا جاءت لهون تعرفت على ناس غير مصريين وحست بمصر ومصرية وعربية تونسي عربي، سوداني عربي..
غسان بن جدو: أنا سمعت تفضلي سمعت سيدتي إنه رغم أن الأحداث حصلت بشكل أساسي هنا في نيويورك ولكن في الولايات الأخرى ربما العرب عانوا أكثر من نيويورك بمعنى آخر أن العرب في نيويورك كانت معاناتهم أو على الأقل دفعوا ضريبة ما في وقت ما أقل بكثير من مناطق أخرى، هل هذا خاص بطبيعة نيويورك لأنها فيها عدد كبير من الأقليات من التجمعات من الألوان أم ماذا بالتحديد؟
سناء نديم: (New York is like no other place in the world) ما فيش مكان زي نيويورك وجمال نيويورك إنك أنت عندك جميع الديانات في مكان واحد صغير، عندك جميع (Traditions) عندك الجاليات في مكان واحد صغير، خصوصا لو بتتكلم نيويورك مانهاتن (City) كنت عايزة أقول..
غسان بن جدو: حوار الأديان ما يزال قائما الآن؟
سناء نديم: نعم.
غسان بن جدو: هل تنشطون في هذا المجال؟
سناء نديم: أيوه نعم بل.. يعني أسرع وأكثر وأكبر وعلى مجال أكثر وعلى مجال العرب على فكرة حوار الديانات، أنا كنت عايزة أقول إن إحنا بنقول العرب كـ(Community) إحنا (Geographically) يعني أنا عايشة على لونغ أيلاند بتقول بتتجمعوا فين يعني كـ(Community) كبير علشان تعملوا (Voting) إن أنتووا تعملوا الـ(Voting) وكده؟ فيه المراكز الإسلامية وفي الكنائس، يعني الناس بتتجمع في المراكز الإسلامية عرب لمّا علشان تيجي تلاقي عرب هتلاقي كل العرب مصريين وفلسطينيين ومغاربة وتونسيين في مكان واحد مثلا في المركز الإسلامي وهكذا لإخواننا المسيحيين بس ابتدينا نعمل حوار ديانات بين العرب، بس العرب محتاجين شغل كثير جدا علشان..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: العرب اللي هنا؟
سناء نديم [متابعاً]: أه طبعا علشان نقدر نقول إن إحنا جالية عربية قوية متحدة، فيه حوار ديانات بينها وبين بعض، متحدين على وجه واحد، علشان كده هتلاقي اللي هيعمل (Voting) لكيري واللي هيعمل (Voting) لبوش هتلاقي (Differences).
غسان بن جدو: نعم أود أن أسأل الأخ خضر هنا، لماذا برأيك العرب غير إنه السيدة قالت محتاجين كثير شغل ولكن لماذا العرب لم يستطيعوا أن يشكلوا (Lobby) إذا صح التعبير؟ يعني مثلا هنا في نيويورك أنا سائق تاكسي اليوم كان وهو أخ سوداني بالمناسبة قال لي إنه غريب.. يعني في شغل كثير في نيويورك ولكن لما يكون في عيد لليهود أو مناسبة لليهود إحنا فعلا بنكون خسرانين ما فيه شغل، يعني لأنه إما اليهود همّ اللي عندهم الـ(Business) أو الناس بيشتغلوا مع اليهود اللي همّ عندهم الـ(Business)، لماذا العرب لم يستطيعوا أن يشكلوا هذا الـ(Lobby) أو هذا على الأقل هذا التكتل اللي ممكن يجمعهم على خيار واحد؟
خضر عبد الرحمن: أنا أختلف نوعا ما مع النقطة هذه من ناحية عدد اليهود وجودهم أكبر بكثير من العرب في بالذات في مدينة نيويورك، بس بأعتقد إنه المجتمع العربي أو الجالية العربية الموجودة هون بنيويورك عندها نشاطات ثقافية عندها نشاطات سياسية مؤثرة.
غسان بن جدو: أنا أبشرك وأبشر الأخوان إنه بعد 11 سبتمبر وزراء الإعلام العرب اجتمعوا وقرروا استراتيجية تحسين الصورة العربية في الولايات المتحدة الأميركية وقد أفلحوا في تحديد مبلغ مليون دولار لتحسين الصورة، السيد يتحدث عن مائتين مليون دولار وحدثني وزير إعلام إحدى الدول أخيرا وأخبرني إنه منذ أربع سنوات حتى الآن لم يستطيعوا أن يجمعوا مليون دولار، شكرا لكم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، أود أن أشكر كل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة هنا من نيويورك وخاصة طوني عون، آمال حمدان ونادر عابد، مع تقديري لكم في أمان الله.