حوار مفتوح

ظاهرة اعتقال الصحفيين

إذا كانت الصحافة مهنة المتاعب بالفعل فهل يعني هذا أن لا مناعة للصحفيين لا في العالم العربي أو في الغرب؟ أين التضامن العملي للصحفيين بعضهم مع بعض؟ أي رسالة يريد بعض الغرب توجيهها للعالم العربي؟

مقدم الحلقة:

غسان بن جدو

ضيوف الحلقة:

عدنان الشريف: مدير عام قناة الجزيرة
أم أسامة: زوجة تيسير علوني
نورمان سولومون: منظمة الدقة والعدالة في العمل الصحفي

تاريخ الحلقة:

13/09/2003

– كيفية تعاطي الصحفيين العرب مع اعتقال تيسير علوني
– اعتقال تيسير علوني والرسالة الموجهة لكل الصحفيين العرب

– آفاق المستقبل للصحفيين العرب في الغرب


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين، سلام الله عليكم، كلما مرت بنا نحن الصحفيين السنون كلما تأكدنا من صحة ما يقال إن الصحافة هي مهنة المتاعب، طبعاً هذا العنوان الوصف ينسحب على صحفيي العالم أينما كانوا، أما عنا نحن الصحفيين العرب فوصف المتاعب بات ترفاً كي لا نقول إنه نكتة، صدقوني نكتة حقاً، لكنها نكتة عار، لماذا؟

باختصار لأن معظمنا ملقَّحٌ أي مهيأ لمتاعب المهنة المتعارف عليها وهي ضريبة عادية في مفهومنا للبحث عن الحقيقة، لكن ما يمكن أن يعانيه الصحفي العربي في عالمنا العربي هذا يثير الاشمئزاز من تعامل الجهات الرسمية مع الصحفيين.

أُسمعكم ما قد يثير لدى البعض النكات ولدى آخرين الدهشة الممزوجة بالألم، وفي كلتا الحالتين هي نكتة عار، هل تعلمون أيها السادة مثلاً أن حصول الصحفيين في غالبيتهم على تأشيرات دخول لبعض العواصم العربية يكاد يكون من رابع المستحيلات وبعواصم أخرى من الصعوبة بمكان.

قارنوا بين تعاطي رجال الأمن مع الصحفيين ومع أي مطرب أو مطربة من الدرجة الخمسين بعد الألف في درجة الهبوط بالطبع، أما إذا تعلق الأمر براقصة فحدِّث ولا حرج، هذه نكتة حقيقية، إنها نكتة عار، لكن هذا التعاطي يعكس ببساطة حقيقتين مُرَّتين.

الأولى: الهامش الضيقة وفي بعض البلدان المنعدمة تماماً في الحريات العامة.

الثانية: سطوة العقل الأمني، وبالتالي قهر أجهزة الاستخبارات وما يُسمى بالأمن السياسي للإعلام والإعلاميين.

وكنا نحسب أن الغرب ذا التاريخ العريق في الحريات محمي من هذه النكتة العار، لكن الهستيريا التي يعيشها بعض الغرب الأميركي والأوروبي يدفع إلى التساؤل عن دقة هذا الرأي، واعتقال تيسير علوني هو بالفعل نكتة عار، ويجبرنا على التساؤل أيضاً: أبات بعض الغرب الأوروبي والأميركي شقيقاً للنكتة العار التي لدينا؟

إعلان

ألا مناعة للإعلاميين لا هنا ولا هناك؟ نكتة عار.

أهناك وهنا سيَّان القانون مجير أو مسيَّر أو مقهور من الأمن والسياسة في التعامل مع الإعلام والصحفيين؟ نكتة عار.

هل بدأت هيستيريا الـ هناك تضيق ذرعاً بالإعلام والصحفيين العرب تماماً كالـ هنا؟ نكتة عار.

وفي الأثناء ما نحن الإعلاميين فاعلون للتضامن العملي كجسم موحَّد أمام نكتة عار الاعتقال والاستخفاف بعيداً عن أرضية المنافسة أو التشفي؟ فتلك نكتة عار علينا.

حوارنا المفتوح اليوم أقدِّمه لكم من غرفة الأخبار في قناة (الجزيرة) بالعاصمة القطرية الدوحة، لذا سوف يكون معنا زملاء عدة للمشاركة بالرأي، ومعنا من غرناطة بعض الصحفيين وأصدقاء الزميل تيسير علوني هناك، وسوف يلتحق بنا في الجزء الثاني من البرنامج من سان فرانسيسكو..

وسيلتحق بنا من القاهرة الدكتورة وحيد عبد المجيد (مساعد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام)، وسوف يكون معنا في الجزء الثاني من البرنامج من سان فرانسيسكو السيد نورمان سولومون (من منظمة الدقة والعدالة في العمل الصحفي).

طبعاً تستطيعون أيها السادة في برنامج (حوار مفتوح) الاتصال بالرأي وبالمشاركة على الأرقام التي ستشاهدونها لاحقاً.

[فاصل إعلاني]

كيفية تعاطي الصحفيين العرب مع اعتقال تيسير علوني

غسان بن جدو: أتوجه مباشرة إلى غرناطة حيث.. حيث بعض أصدقاء الزميل تيسير علوني وبعض الصحفيين الموجودين هناك، ربما أبداً بالسيد البقاش هناك أولاً السيد محمد البقاش هو صحفي مغربي مقيم هناك في.. في إسبانيا.

سيدي، أولاً: مساء الخير، نود أن نسألكم أنتم، أولاً: كصحافي عربي بقطع النظر عن زمالتك أو عدم زمالتك لتيسير علوني، أنت كصحفي عربي الآن مقيم بإسبانيا، كيف.. كيف الصحافيون العرب الآن يتعاطون مع هكذا حدث، هناك صحفي عربي يحمل الجنسية الإسبانية يُعتقل بتهم أنتم تعلمونها جيداً. تفضل سيدي..

نعم طيب.. طيب يبدو أن.. يبدو أن غرناطة لا تسمعنا، علىكل حال هذه ليست مشكلة، قلت لكم إننا نحن في غرفة الأخبار في.. في قناة (الجزيرة) هنا بالدوحة، وأود أن يشاركني بعض الزملاء، أنا أبدأ مباشرة هنا مع الزميل محمد كريشان.. محمد كريشان، مساء الخير سيدي.

محمد كريشان: مساء الخير.. مساء الخير.

غسان بن جدو: محمد، أنت تعرف طبعاً تيسير علوني جيداً، أنت كصحفي عربي الآن يعني حصل ما حصل، كيف.. كيف يمكن نحن كصحفيين عرب أن نتلقى هكذا خبر؟

محمد كريشان: أعتقد أن اعتقال زميلنا تيسير سيكون امتحان عسير لكل الصحفيين العرب، نحن لأول مرة أصبح لنا في عالم الإعلام نجوم بأتم معنى الكلمة منذ ظهور الفضائيات في السنوات القليلة الماضية وأساساً منذ ظهور (الجزيرة) أصبح لنا نجوم في عالم الإعلام يمكن للناس جميعاً أن يفتخروا بهم، وأعتقد أن زميلنا تيسير من.. من أفضل هؤلاء، سيكون امتحان لقدرة الصحفيين العرب على تعبئة رأي عام قادر على أن يؤثر، بالطبع..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: أنت تقصد يعني هنا الصحفيين العرب في.. في العالم العربي أم في الغرب؟

محمد كريشان: في العالم.. في العالم العربي وفي الغرب، يعني هنا اتحادات صحفية في الدول العربية، بالطبع لا نريد أن ندخل في مدى أحياناً تمثيليتها أو تعدديتها، ولكن تظل مع ذلك اتحادات قائمة ويمكن أن تتحرك بإرسال برقيات بإصدار مواقف، بتحرك قد يبدو بسيطاً، قد يبدو للمرء أحياناً أن يجتمع 20 نفر أمام السفارة الإسبانية، قد يبدو للبعض بأنه لا معنى له أو لا قيمة له، ولكن تأكيد أن كلما تعددت هذه المظاهر يصبح بالإمكان أن نؤثر في مجرى القضية التي لها بعد سياسي بالتأكيد.

إعلان

غسان بن جدو: محمد، أنت كتبت مقال في إحدى الصحف التي تصدر في لندن بقطع النظر عن انتمائك (للجزيرة) أو عدم انتمائك، ولكنك انتقدت بشكل كبير بعض وسائل الإعلام العربية، خاصة بعض الصحف التي اعتبرت بأنها تعاطت بسلبية مع حدث تيسير علوني، ما مرد أو ما موقع انتقادك بالتحديد؟ هل تعتقد إن الإعلام العربي لم يتعاط مع هذه القضية بإنصاف أم ماذا؟

محمد كريشان: الحقيقة حتى لا نعمِّم، أغلب الصحف والصحفيين العرب كتبوا بشكل جيد عن تيسير..

غسان بن جدو: ووسائل الإعلام واتحادات ونقابات الصحفيين العرب..

محمد كريشان: وسائل.. صحيح، ولكن مع ذلك تظل هناك استثناءات، صحيفة "القدس" التي أشرت.. ذكرت فيها المقال..

غسان بن جدو: التي كتبت فيها..

محمد كريشان: ارتأت أن لا تشير إلى اسم الصحيفة التي.. أنا على الأقل في قناة (الجزيرة) بإمكاني أن أتحدث بحرية، ولا.. ولا أحمِّل وزر عبد الباري عطوان في أي شيء، صحيفة "الشرق الأوسط" للأسف -وأسميها بالاسم- خلال الأيام الماضية شنت ما يمكن اعتباره حملة حقيقية بالطبع ظاهرها إخباري ومعلومات، ولكنه يبقى على الصعيد المضمون محاولة لإدانة الزميل تيسير علوني بشكل فاضح وسخيف بنسب معلومات لمصادر أمنية لا ندري مدى مصداقيتها، في حين أن صحف أخرى مثل صحيفة "الحياة" ومثل صحف أخرى كانت حقيقة في المستوى.

من السهل أن نستند إلى مصادر لا نريد الكشف منها لنقول بأن سُجِّل لتيسير علوني خمسمائة ساعة تليفونات في الشهرين الماضيين، وبأن تيسير ضُبط في الحمام، وفي كل مرة يقع الإشارة إلى أنه ضُبط في الحمام وكأن هذه الإشارة منعرج نوعي في طبيعة الاتهامات الموجهة إلى تيسير، هناك للأسف بعض الصحفيين العرب وفي صحيفة "الشرق الأوسط" تحديداً لم يكونوا في المستوى، وكانوا مسفين ولا يشرفون مهنة الصحافة في البلاد العربية.

غسان بن جدو: على كل حال هذا رأيك الشخصي أخي محمد كريشان بطبيعة الحال..

محمد كريشان: هذا رأيي ويلزمني بالضبط.

غسان بن جدو: وبطبيعة الحال مع تقديرنا وإقرارنا بأن معظم حقيقة وسائل إعلام.. الإعلام العربية تعاطت بإنصاف وبشكل كبير، يعني مسألة لا تتعاطى بشخص تيسير علوني، المشكلة ليست في شخص تيسير علوني.

محمد كريشان: هذا هو المشكلة يعني..

غسان بن جدو: هناك الصحفيون العرب هم الذين ينبغي.. هم المستهدفون كذلك.

محمد كريشان: يعني قد نختلف مع تيسير في آرائه السياسية، قد نختلف معه في أسلوب عمله، قد نختلف في طبيعة تغطياته، ولكن هذا لا يمكن أن ينفي عنه صفته الصحفية ولا يمكن عن.. أن ينفي هذا النوع من التحامل والتعبئة ضده وخلفياتها السياسية.

غسان بن جدو: ربما.. ربما لعلني سأحاول الاتصال "بالشرق الأوسط" لتوضيح هذه المسألة، شكراً محمد، لكن نتوجه إلى خديجة بن قنه.. خديجة بن قنه، مرحباً سيدتي.

خديجة بن قنه: أهلاً.

غسان بن جدو: خديجة بن قنه، أنت علاقتكِ جيدة بتيسير علوني.

خديجة بن قنه: طبعاً.

غسان بن جدو: حاورتِ تيسير علوني مباشرة عند.. من عودته من أفغانستان حتى نظمتي برنامج في (منبر الجزيرة) حول هذه القضية، أود أنتِ تعلمين جيداً بأنه في برنامج (منبر الجزيرة) المكالمات تأتي ونسمعها، لكن هناك اتصالات عديدة التي لم نسمعها بشكل كبير، باختصار شديد هل تستطيعين معي أن توضحي كيف تعاطي الرأي العام ليس فقط مع قضية تيسير علوني ولكن مع الصحفي العربي الذي يعتقل؟

خديجة بن قنه: والله يا غسان يعني بالنسبة لقضية تيسير علوني بالتحديد ومن خلال البرنامج الذي قدمناه الأسبوع الماضي يعني أستطيع أن أؤكد وبأمانة شديدة أن يعني ذلك الكم الهائل من الاتصالات سواء بالهاتف أو بالفاكسات أو عن طريق البريد الإلكتروني كلها –وأستطيع أن أقول كلها بالمطلق- كانت مع تيسير علوني، يعني كان هناك تعاطف شديد جداً من طرف المشاهدين مع قضية.. مع تيسير علوني، طبعاً تيسير كنا أجرينا معه..

إعلان

غسان بن جدو: لقاء نعم.

خديجة بن قنه: لقاء بعد عودته مع أفغانستان، وربما يعني الضريبة الكبرى التي كان قد دفعها حينذاك كانت ضريبة يعني من صحته، عاد مريضاً وأجريت له عملية جراحية بعد عودته، هذه المرة أيضاً يعني دفع ضريبة من.. من حريته ومن صحته أيضاً، فأؤكد لك غسان وللمشاهدين أنه يعني هذا التعاطف الكبير من.. من طرف المشاهدين ومن طرف هذه الجماهير التي تشاهد (الجزيرة) يعني أن.. يعني تقريباً كل الناس معه، لا نستطيع أن.. نتحدث إلا بالمطلق في هذه القضية.

غسان بن جدو: نعم صحيح طبعاً أنا هنا أتحدث مع زملائي في قناة (الجزيرة) ومن غرفة أخبار قناة (الجزيرة)، لكن هذا ليس يعني.. لا يعني مطلقاً أننا نقوم بدعاية ولا أقوم بدعاية لا لقناة (الجزيرة) ولا لغيرها.

خديجة بن قنه: بالتأكيد.. بالتأكيد.

غسان بن جدو: ولكن ما أود أن أفهم منكِ خديجة هل تعتبرين بأن الرأي العام العربي هذه الجماهير التي تتصل فقط هي متعاطفة مع شخص أو متعاطفة مع وسيلة إعلام أو متعاطفة مع الإعلام العربي الذي بات يثبت جدارته -كما قال محمد كريشان- على الأقل كرقم صعب ربما في المنطقة العربية وحتى في العالم الغربي.

خديجة بن قنه: نعم، أعتقد أنها متعاطفة مع صحفي قضيته تطرح سؤالاً كبيراً أو علامة استفهام كبرى هي هل كان هذا الصحفي.. لو كان هذا الصحفي غربياً كان سيدفع هذه الضريبة أم لكونه صحفياً عربياً مسلماً؟ يعني هذا التساؤل الذي يطرحه الجميع خصوصاً في هذه القضية، هل يعني الوصول إلى أسامة بن لادن يعني أصبح تهمة بالنسبة لصحفي علماً أن كل القوانين في كل الدول تعطي الحق للصحفي بأن يخفي مصادره حتى سرية يعني الحفاظ على سرية المصادر حتى أمام الجهات القانونية، فالجميع يتساءل ما هي هذه التهمة التي ارتكبها تيسير علوني حتى يدفع هذه الضريبة.

غسان بن جدو: هذا سؤال مهم لعلني أوجهه الآن مباشرة إلى محمد البقاش في.. في غرناطة، أعتقد الآن أصبحت الأمور التقنية واضحة، محمد البقاش، إن كنت تسمعني أنت صحفي مغربي مقيم هناك، السؤال الذي تساءلته الزميلة خديجة بن قنه: هل بات الصحفي لأنه يؤدي واجبه المهني بهذه الشاكلة يشعر بأنه ملاحق أم لا؟ وأنت كصحفي عربي مقيم هناك في إسبانيا، هل تشعرون أنتم كصحفيين عرب بهذه الإشكالية أم لا؟ تفضل يا سيدي.

مصطفى محمد البقاش (كاتب وصحفي –غرناطة): بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أولاً: أريد أن أصحِّح اسمي هو مصطفى محمد البقاش، يعني محمد البقاش هو أخي.

إذن نعم استمع إلى هذا، باعتبار إننا نعيش هنا في مدينة غرناطة أكثر من ثلاثة عشرة سنة، وأنا أزاول مهنتي كصحفي، بالفعل الصحافي العربي ككل أينما حل وارتحل إلا ويجد صعوبات جمة لاسيما وأن الصحافي العربي يعاني معاناة حتى داخل بلده، فبالأحرى الآن نجد أن في بلاد.. في بلاد الغرب لاسيما في أوروبا خاصة أن الصحفيون العرب نظراً لتفرقتهم وتشتتهم ونظراً لعدم وجود من يساندهم فإنهم يتعرضون بعض الأحيان لعدة مضايقات أو لعدة اعتقالات إلى غير ذلك.

فيما يتعلق إذا أردنا أن نتحدث عن الصحافي الزميل تيسير علوني فإنني أرى على أن تيسير علوني باعتباري عرفته منذ ثلاثة عشر سنة، كان زميلاً محبًّا، وكان زميلاً محترماً، وكان زميلاً مقدَّراً من طرف جميع الإخوان الصحفيين هنا، لاسيما أني عرفته عندما كان يعمل بوكالة الأنباء (..) القسم العربي كمترجم كانت علاقته طيبة مع جميع الناس وحتى مع الإعلاميين وكمثقف فإنه إنسان بعيد كل البعد عن أية شبهات، فنحن نقول القاعدة القانونية تقول: فإذا الشخص.. إذا يكون مداناً عندما تثبت حجة تدينه، ولكن ما دام تيسير علوني ليست هناك أية حجة تدينه قانونياً، فهو يظل برئياً إلى أن يتم عكس ذلك، وشكراً.

غسان بن جدو: أظن.. أظن أخ مصطفى بقاش أنه إلى جانبك سيد (باكو منيور) وهو إسباني مقيم هناك، طبعاً هو إسباني ليس مقيم هناك، هو إسباني موجود بينكم الآن في غرناطة، أود أن أسأله لعلكم تساعدونني بنقل ما يقوله من الإسبانية إلى العربية في هذا الموضوع، يعني هل أن إسبانيا التي تعتبر دولة متوسطية مجاورة للمنطقة العربية، تاريخنا عريق بين العلاقات العربية الإسبانية بهذا الشكل، وعندما يكون هناك عرب مقيمون في إسبانيا، صدِّقني أخ باكو ربما يعتبرون أنفسهم كأنهم في جزء من.. من العالم العربي، لكن ما حصل في الآونة الأخيرة دفع بكثير من.. أو جانب من الرأي العام العربي إلى انتقاد السياسة الإسبانية بشكل عام وحتى البلد الإسباني بشكل عام، طبعاً نحن إن كنا غير محايدين في التعاطف مع أي زميل صحفي يُعتقل، لكن في هذه العلاقات نحن موضوعيون بشكل.. بشكل كامل، أنتم كإسبان في.. فيما يتعلق بقضية تيسير علوني وما يتعلق بقضية الصحفيين العرب، كيف يمكن أن تحدثنا عن هذه القضية؟

إعلان

فرانسيسكو منيور (مؤسسة السلم والنزاعات –غرناطة): مساء الخير.. أنا فرانسيسكو.. فرانسيسكو منيور، وأنا أستاذ في جامعة غرناطة وأنا كنت محظوظاً للعمل مع تيسير علوني خلال عدة مناسبات أكثر من خمس سنوات، وكانت تجربة إيجابية كباحث وكإنسان ذكي، وكذلك في تجربة العمل المشترك في معهد السلام، وأعتقد أن تيسير كان شخصاً واثق الإيمان بالسلام والحوار.. ووسيلتين للتوصل إلى الحلول بين الشعوب.

وبخصوص سؤالك أعتقد أن في العمر فإن جميع شعوب المتوسط نشعر بالوحدة وبالتوحد، ونشعر بالأواصر التي تربطنا، ونعلم أن أشخاصاً مثل تيسير أو أشخاصاً أخرى في أوروبا التي أن.. أن نحاول أن نتواصل بأقصى ما يمكن وربما هناك مصالح أخرى ومشاكل أخرى (توضح) مسارنا وتتسبب في الآلام وفي الأوجاع، وهي وضع يجب تسويتها، وهذا الوضع بالنسبة إلينا نحن.. نحلم بالعدالة وحقوق الإنسان، فإننا.. هذا يشجعنا على العمل.. على المزيد من العمل والمضي قدماً بأمل في أن يحصل على مستقبل أكثر آمناً وسلاماً.

غسان بن جدو: شكراً يا سيدي.

[موجز الأخبار]

اعتقال تيسير علوني والرسالة الموجهة لكل الصحفيين العرب

غسان بن جدو: يلتحق بنا في هذا الجزء الثاني من البرنامج من القاهرة الدكتور وحيد عبد المجيد (مساعد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لجريدة "الأهرام" وهو كاتب وصحفي معروف) وأيضاً معنا من سان فرانسيسكو السيد (نورمان سولومون) وهو خبير أيضاً في شؤون الإعلام ومنظمة العدالة والدقة هناك.

أولاً إذا بدأت من سان فرانسيسكو مع السيد سولومون، أولاً مساء الخير يا سيدي، ربما قضية اعتقال تيسير علوني فجَّرت مسألة مهمة جداً، هناك الآن جزء من الرأي العام العربي أو على الأقل جزء من الإعلام العربي الذي يقول التالي: بعدما حصل في 11 سبتمبر بعد بروز الإعلام العربي بشكل كبير، ثم ما حصل في العراق يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية وجزء من الغرب خاصة المتحالف معه بدأ يضيق ذرعاً من الإعلام العربي كأن قضية تيسير علوني هي في.. في جوهرها تتجاوز هذا الشخص لتوجه رسالة الإعلام العربي، هل أنت ترى هذه المسألة من هذا المنظار أم لا؟

نورمان سولومون: أنا آسف لأقول بكوني صحفياً أميركياً مستقلاً إنني منزعج تماماً من عقلية الحكومة الأميركية إزاء الصحفيين المستقلين والذين يؤدون عملهم باستقلال، يبدو أن الصحفيين الذين تفضلهم واشنطن، والذين لا يوجهون أسئلة صعبة ولا يلتقطون صوراً ليظهروا أمام العالم بعض النتائج المميتة والعمليات العسكرية للسياسة الأميركية، نحن على ثقة وعلم تام.. تام بأن الطائرات الأميركية قتلت صحفيين في أفغانستان وفي العراق بضمنهم صحفيين من البلاد العربية، هذا يتخذ طابع النمط الآن في العالم.. أنظمة تحاول قتل صحفيين يظهرون صوراً الحكومات تريد إبقاءها بعيدة عن أنظار المشاهدين والصحف.

غسان بن جدو: هو بالفعل سيد نورمان أنت في.. في واحد من الشهر الماضي شهر أغسطس 2003 كتبت مقال عنونته تغيير.. ما لم يخبرك.. تخبرك به وسائل الإعلام الأميركية، انتقدت فيه تعاطي الإدارة الأميركية مع وسائل الإعلام الأميركية بالتحديد واعتبرت كأن الإدارة الأميركية والسلطات الأميركية بأجهزتها الأمنية والدعائية وحتى الدفاعية وحتى الدبلوماسية بطبيعة الحال بدأت تضيق حتى على الصحافة الأميركية، هل هذا.. ما الذي تود أن تقوله بالتحديد، هل أن الأمر بات يتجاوز حتى الصحافي العربي ليطاول الصحفيين الأميركيين وكأنه بات ممنوع على الصحافة الأميركية أن تقدم الحقيقة أم بصراحة هل أن الرأي العام.. الرأي العام الأميركي هو الذي بات لا يريد أن يسمع إلا ما يتحدث عن الإرهاب وانتقاد العرب؟

نورمان سولومون: أعتقد أنه في الأشهر القليلة الماضية كان هناك تحسناً في الطريقة التي تغطي بها وسائل الإعلام الأميركية الأحداث، لكنه مازالت إلى حد كبير تتبع بنوع من التابعية الذليلة للنغمة التي تريد.. يريد البيت الأبيض أن يعزفها، فبعد مرور عام كامل على أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وسائل الإعلام الأميركية –ما عدا بعض الاستثناءات البسيطة- كانت ممتعضة ولم تود طرح بعض الأسئلة الأكثر أساسية وجوهرية حول السياسة الخارجية الأميركية، وأعتقد من هذا المنطلق إن على الصحفيين أن يظهروا بعض الشجاعة وأن يبدءوا بتغطية الأحداث بنوع من الاستقلالية فنحن أمامنا طريق طويل والحكومة الأميركية تفضل لو أن الصحفيين ينقلوا ما يود كبار المسؤولين منهم أن ينقلوه فقط.

غسان بن جدو: دكتور وحيد عبد المجيد في القاهرة، أولاً شكراً لانضمامك لنا في برنامج (حوار مفتوح)، في الحقيقة القضية.. قضية اعتقال الصحفيين لا تتعلق فقط بقضية تيسير علوني أو ربما بقضية اعتقال لاحقاً صحفيين عرب هناك في الغرب، هناك مشكلة وظاهرة اعتقال الصحفيين في العالم العربي، طبعاً ربما أنت تعيش في.. في واقع يشهد هامشاً كبيراً من الحرية ولكن تعلم جيداً بأن واقع بعض البلدان الأخرى سلبياً في هذه النقطة بالتحديد، هل تعتقد بأن عدوى اعتقال الصحفيين في العالم العربي بدأت تنتقل أيضاً إلى العالم الغربي لبعض العالم الأوروبي والأميركي وبالتالي الوضع سيتغير بشكل كبير في المستقبل على الصحافي العربي أينما كان؟

د.وحيد عبد المجيد: نعم، يعني نحن في مرحلة تحول فيما يتعلق بحرية الصحافة والصحفيين، ليس فقط في أوروبا والولايات المتحدة، ولكن في العالم كله، لأنه السياسة التي اتبعتها الإدارة الأميركية الحالية في مواجهة الإرهاب قامت على محاربة الإرهاب بالإرهاب، ومنذ 11 سبتمبر 2001 توالت الإجراءات متزامنة في الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي تحت شعار محاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه ووضع حد لإمكانات حركته، وكان من الطبيعي أن يتعلق قسم أساسي من هذه الإجراءات بالصحافة والصحفيين المتعلق بكثير من الحريات الاقتصادية والحريات المصرفية وعلى أصعدة مختلفة، فمن الطبيعي أن يصل إلى الصحافة وأن.. والإعلام بشكل عام وأن يفرض حصاراً عليه في العالم كله الحقيقة، لكن بطبيعة الحال عندما يحدث هذا في بلاد أوروبية وصلت فيها الحرية إلى درجة متقدمة وفي الولايات المتحدة ونجد الأمور تسير على هذا النحو، لابد أن نفزع لهذا التطور، لأنه على الأقل كان هناك قسم في العالم يتطلع إليه الصحفيون والإعلاميون في مناطق أخرى من العالم باعتباره نموذجاً أو يستمدون منه القدوة وعندما يطالبون بتوسيع الحريات الإعلامية يقولون إننا نريد أن نكون.. أن نكون لدينا بعض الحريات الإعلامية في بلاد كذا وكذا، الآن لم يعد هذا ممكناً لأنه.. يعني ما يحدث في.. يعني في التعامل مع وسائل الإعلام في الولايات المتحدة سواء بالأساليب الاحتواء أو بأساليب التخويف، في الحقيقة أصبح لا يترك مجالاً للاعتداد بنموذج حرية الإعلام في العالم، وانتقل هذا إلى أوروبا كما إلى غيرها من بلاد العالم، لأنه الإدارة الأميركية تفرض من خلال اتفاقات بعضها معلن وبعضها غير معلن مع كثير من دول العالم لاتخاذ إجراءات تحت شعار مكافحة الإرهاب والمشاركة في الحرب على الإرهاب، ووجدنا مثالاً صارخاً على هذا في إسبانيا في اعتقال الأخ الزميل تيسير علوني.

غسان بن جدو: سأعود إليك دكتور وحيد عبد المجيد، ولكننا هنا في غرفة الأخبار في قناة (الجزيرة) بالدوحة معي الزميل وضاح خنفر، هو مدير.. مرحباً وضاح..

وضاح خنفر: أهلاً وسهلاً.

غسان بن جدو: وضاح خنفر هو مدير مكتب (الجزيرة) في.. في بغداد، طبعاً وضاح لن أحدثك فقط عن تيسير باعتبارك تعرفه جيداً، لكن أنتم الآن ربما في واحدة من أعقد الساحات في العالم، ليس فقط في العالم العربي، وحتى زميلتكم وزميلتنا أطوار بهجت اعتُقلت هناك، باختصار هل يمكن أن تحدثنا عن واقع الإعلاميين الصحافيين العرب أكان في قناة (الجزيرة) أو غير قناة (الجزيرة).

وضاح خنفر: المعاناة الحقيقة نعم.

غسان بن جدو: بشكل عام هناك.

وضاح خنفر: المعاناة في العراق معاناة شديدة، الذي يحدث هناك أن الصحفيين العرب بالذات وعموم الصحفيين يواجهون يومياً إشكاليات حقيقية لا توجد هناك آليات للتواصل مع القوات الأميركية ومع سلطة التحالف، لا توجد هناك آليات لحفظ سلامة الصحفيين، لا يوجد هناك حتى وثائق تصدرها هذه السلطات من أجل إثبات الهوية، وبالتالي عند أي حاجز أنت مُعرض للاعتقال، معرض شريط كاميرتك للمصادرة، أنت معرض للإهانة في كثير من المواقع، العمل في العراق أصبح بالنسبة للصحفيين العرب شبه مستحيل وهذه إشكالية..

غسان بن جدو: الصحفيين العرب فقط أو غيرهم؟

وضاح خنفر: وغيرهم نعم يعانون، لكن بدرجة أقل، الحقيقة ما يحدث خصوصاً بالنسبة لنا في (الجزيرة) هناك اعتقالات أصبحت شبه أسبوعية عندنا على الأقل مصور، ربما أحياناً منسق للأخبار، أحياناً مراسل يُعتقل وبشكل.. بدون مبررات، هناك أحياناً كثير من التهم التي لا أصل لها، هناك كثير.. حتى الجنود العاديين أحياناً يُستنفرون، القادة الميدانيين يوجهون إليك تهم ويقتادونك إلى أماكن الاعتقال دون وجه حق ودون محاولة للتثبت حتى من هويتك، مجرد أن تقول أنا من (الجزيرة) أو من القناة الفلانية هذا يعني أحياناً أنك يعني تقع في مثل هذه الإشكاليات.

غسان بن جدو: لكن وضاح، دعني أتحدث معك بصراحة، أنا ما لفت انتباهي عندما.. يعني فتحت عدد من مواقع الإنترنت وبعض حتى الكتابات سمعت بأن جزءاً من.. ليس فقط إعلامياً ولكن جزء من الشارع العراقي كأنه مسرور بما حصل لتيسير علوني ليس فقط هو مسرور فعلاً هذا.. يعني عندي عديد من الكتابات والخلاصة هي التالي: الشارع العراقي يتهم وسائل الإعلام العربية، -(الجزيرة) وغيرها- وسائل الإعلام العربية بالتحريض وبعدم التفاعل الإيجابي مع حقيقة وواقع الشعب العراقي.

وضاح خنفر: أعتقد نعم أن هناك قطاع من الشعب العراقي يعتقد بأن القنوات العربية تعيق عملية التحول نحو المسألة السلمية أو السياسية الحالية، هذا صحيح، المشكلة الرئيسية أننا هناك تاريخ، هناك حالة، هناك تراث نرثه الآن في العراق، كان هناك نظام مسيطر، كانت هناك أجهزة إعلام توجه حتى الرأي العام، يعني مثلاً و(الجزيرة) كان يقتطع منها.. من برامجها ما يتحدث عن الرئيس العراقي بشكل إيجابي، وفقط هذا الذي يُبث عبر القنوات الفضائية العراقية، بينما الآراء التي تنتقد النظام العراقي والتي تُبث في ذات البرنامج تُستثنى، وبالتالي تشكل انطباع لدى كثير من الناس بأن هذه القنوات الفضائية تدافع عن نظام صدام حسين وبأنها تعيق عملية ما يسمونه بالخلاص من هذا النظام، وهذه الحقيقة إشكالية تواجهنا في كثير من المناطق وفي كثير من الأحيان وإن كان التحول الحقيقي في العراق يُعكس من خلال تقارير موضوعية ومن خلال محاولات جادة من قبل الزملاء الصحفيين، لاسيما في (الجزيرة) وغيرها من القنوات العربية من أجل فعلاً نقل وجهة نظر موضوعية، الآن الذي يحدث في العراق أن القنوات العربية معظم المقابلات واللقاءات التي تتم في داخل بغداد إنما تتم مع رموز في مجلس الحكم ووزراء ومع شخصيات سياسية مهمة وينقلون نبض الشارع العراقي.

غسان بن جدو: شكراً وضاح خنفر شكراً، أود أن أعود إلى الدكتور وحيد عبد المجيد في.. في القاهرة، دكتور وحيد عبد المجيد هذه القضية الحقيقة أود أن أناقش معك مسألة أعتقد أنها مهمة، بقطع النظر عن تعاطفنا الإنساني مع أي كان، نحن –كما قلتم منذ البداية- نحن لسنا محايدين مطلقاً لاعتقال أي صحفي من أي اتجاه كان، من أي وسيلة إعلام كانت إلى آخره، ولكن هل تعتقد بأن وسائل الإعلام العربية في هذه الآونة رغم ما تقوله من مهنية.. من مهنية وموضوعية مخطئة ومقصرة في تقديم خطاب موضوعي بعيد عن الأيديولوجيا والتحريض أم لا، إنها تقدم رسالة مهنية، لكن الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأميركية هي التي لا تستطيع مطلقاً أن تقبل أي وسيلة إعلام لا عربية ولا في العالم أن تقول شيئاً حقيقياً، ما رأيك في هذا؟

د.وحيد عبد المجيد: نعم، يعني في وسائل الإعلام العربية فيها مزيد من العمل المهني الموضوعي، وفيها أيضاً رؤية، موقف سياسي، موقف أيديولوجي خصوصاً في أوقات الأزمات، وهذا أمر يصعب تجنبه يعني، وسائل الإعلام الأميركية في أثناء أحداث 11 سبتمبر في هذا اليوم والأيام التي تلته لم يكن.. لم يكن فيها أي عمل مهني على الإطلاق، لم يكن فيها.. لم تقدم أي رسالة مهنية لأنه فيه أوقات معينة يصعب فيها على الإعلامي أن يتجرد من موقفه السياسي، من تعاطفه مع قضايا أمته، مع مشكلات بلده، هذه مسألة طبيعية، لكن إجمالاً يعني كان التحليل النهائي: هناك عدد من القنوات الفضائية والأرضية العربية في الحقيقة حققت تقدماً كبيراً وملموساً في أصول.. أو الاعتماد على أصول العمل المهني والالتزام به، رغم ما يرد في هذا التقرير أو ذاك، في هذه المقابلة أو تلك، من بعض مظاهر الموقف السياسي أو الأيديولوجي مما لا يمكن تجنبه في كل الأحوال، لكن إجمالاً فيه تقدم كبير جداً في العمل المهني وفيه المشكلة الأساسية إذن ليست في ما تقدمه هذه القنوات وغيرها من بعض وسائل الإعلام العربية الأكثر استثارة للسياسة الأميركية، ولكن المشكلة الحقيقية هي في هذه السياسة لأنها –كما قلت- تريد أن تحارب الإرهاب بالإرهاب، وتستخدم إرهاب الدولة وتعممه، يعني للمرة الأولى يعني عرفنا في العالم.. في يعني العالم الحديث في.. يعني على.. في كل الفترات دولاً تستخدم إرهاب الدولة وتمارس إرهاب الدولة، لكن نحن الآن في مرحلة عولمة إرهاب الدولة تحت شعار الحرب على الإرهاب، وهذه هي المشكلة الأساسية، ولذلك ينظر أركان الإدارة الأميركية -وخصوصاً الصقور منهم- إلى بعض القنوات العربية، وقد قالوا هذا صراحة وتحدثوا فيه باعتبارها تتبنى خطاباً معادياً لهم، وهو في الحقيقة هو خطاب في.. في هذا الجانب السياسي والأيديولوجي يتعارض مع سياسة تستخدم إرهاب الدولة وتحاول أن تعمم هذا الإرهاب وتنجح في تعميمه بالفعل في العالم اليوم.

غسان بن جدو: هناك.. هناك نقطة أثرتها دكتور وحيد عبد المجيد أنا أود أن أثيرها هنا مع بعض السادة هنا في قناة (الجزيرة)، ولكن فهمت أن السيدة أم أسامة زوجة زميلنا تيسير علوني التحقت بغرناطة، الآن هي موجودة هناك، سيدتي أولاً مساء الخير.. سيدة فاطمة مساء الخير. شكراً لانضمامك لنا في.. في هذه الحلقة، أنت قدمتِ قبل قليل.. وصلتِ قبل قليل من مدريد، أولاً: ما هي آخر المعلومات والأخبار لديك حول قضية تيسير علوني وإن كنت قد تحدثت إليه أخيراً؟

فاطمة علوني -أم أسامة (زوجة الزميل تيسير علوني-غرناطة): نعم، أنا رأيت تيسير اليوم في الصباح، عن قضيته لسه ما فيه شيء جديد، بس هو يعني معنوياته الحمد لله عالية، صحته تعبانه أنا شفته يعني وجهه دبلان ويأخذ نفس تقريباً بعد كل كلمة، بس أؤكد إنه معنوياته عالية وبلغ سلامه للجميع، يطلب أيضاً السماح من الجميع إذا أخطأ مع حدا في شيء معين، راح يحاول إنه يبلغ سلامه لكل العاملين (بالجزيرة) وكل الناس اللي تضامنت معاه، وراح يحاول إنه يسمحوا له بالسجن يبعث رسالة للقناة.

من ناحية ثانية من شان قضيته قضية سياسية وهو مقتنع بالشيء هذا، القضية قضية أكبر من تيسير، قضية حرب على الإعلام وعلى الكلمة الحرة، وما راح (تنذبح) إلا بحرب إعلامية أخرى، فأنا أطلب من كل الناس إنه ما توقف ها الحملة الآن، إلا يطلع تيسير من سجنه، لأنه إذا ما ربحنا قضية تيسير، فبكره، ممكن تكون جيفارا أو.. أو أي واحد تاني، أميركا حاولت قتل تيسير أربع مرات، الناس تعرف مرتين، تيسير انضرب في.. ضربوه في كابول، ضربوه في بغداد في مكتب.. (الجزيرة)، ضربوه في فندق فلسطين، كان في غرفة هو بين الغرفة اللي انضربت في الغرفة الثانية، غرفة واحدة كان مع المجموعة، مع الصحفيين الإسبان، لما قال هذا الكلام هون في.. في محاضرة عاملها، قالوا له.. رد البنتاجون يؤكد إن تيسير علوني كان موجود بره الفندق، وفيه شهود عيان أن تيسير كان موجود في الفندق، وحاولوا اغتياله مرة أخرى عن طريق عميل، وما نجحوا، الآن أنا اللي أخاف إنه يكون محاولة اغتياله داخل السجن، هذا اللي أخاف منه، إنه طريقة إنه يصفوه جسدياً داخل السجن، هو الآن في المجموعة المحطوط معاها مجموعة رقم 8، اللي هي أكبر المجرمين، فهو يقول إنه إيمانه بالله وبالقدر يعني الله اللي حفظه ونجاه 4 مرات ينجيه مرة ثانية، هو مؤمن ببراءته.

غسان بن جدو: شكراً سيدتي، قد أعود إليكِ سيدتي، قد أعود إليكِ، ولكن الآن أنا أيضاً أتوجه إلى هنا في غرفة الأخبار في قناة (الجزيرة) في الدوحة، معي السيد عدنان الشريف وهو المدير العام.

عدنان الشريف: أهلاً وسهلاً.

غسان بن جدو: أهلاً سيدي يعني، شوف يا سيدي، هناك قضيتان أود أن نناقشها معك، القضية الأولى ما تتعلق بقضية تيسير علوني، والقضية الثانية ما تعلق بالسياسة الإعلامية، أما عن قضية تيسير علوني، طبعاً هناك حملة تضامن واضحة حول قضية تيسير علوني، وكما قلت نحن لسنا محايدين مع تيسير علوني وغير تيسير علوني من الصحفيين المعتقلين، ولكن ما قالته الآن السيدة حرم تيسير علوني، قالت بشكل صريح: إذا خسرنا معركة تيسير علوني فسنخسر مستقبلاً معركة اعتقال أي صحفي عربي.

عدنان الشريف: يعني دعني أقول أخي غسان هنا.. أنه المواقف التي كنا نراها، ونحن يعني نقف في هذا المكان، أو ما كنت في الأستوديو المكيف الهواء، والزملاء في.. في مواقع خطيرة، ومنهم تيسير علوني وزملائه أيضاً، يعني الحقيقة كنا نشعر بأننا أقزام أمامهم، على الرغم من أننا نحن نعتز بالإنجازات التي قدمناها لقناة (الجزيرة) ولكن عندما كنت أتحدث إلى الزميل تيسير علوني، ومرت رصاصة من فوق رأسه، ونحن نتحدث إليه من الأستوديو، حقيقة شعرنا أننا أقزام إلى جانب هؤلاء، أنا هنا لو سمحت لي أن.. أريد أن أوجه رسالة إلى الإسبان الذين استشهد أو سقط أحد.. صحفي منهم شهيداً للواجب، وهو ليس بعيداً سوى عدة أمتار عن مكان وجود تيسير، وعن مكان.. في فندق فلسطين في بغداد، وعن مكان استشهاد طارق أيوب أيضاً، ألا يشفع هذا للصحفيين الذين كانوا زملاء لهذا الصحفي الأسباني الذي سقط شهيد الواجب؟ أنا أريد من الأخوة في غرناطة أن يترجموا هذا الكلام بالأسبانية، وأن يوجهوه الآن إلى الإسبان إلى المسؤولين الإسبان، الذين أقدموا على اعتقال تيسير علوني على غير وجه حق، ربما يريدون أن يوجهوا رسالة إلى الصحفيين، ولكن الصحفيين لا يفهمون إلا رسالة واحدة، وهي أن الحقيقة يجب أن تصل إلى المشاهدين.

غسان بن جدو: لكن مع ذلك سيد عدنان دعني أكون صريحاً معك، هناك انتقادات تطاول الإعلام العربي، وتحديداً لبعض الفضائيات، ودعني أتحدث عن قناة (الجزيرة)، هناك انتقادات حقيقية تطاول قناة (الجزيرة) وتقول التالي: هذه سياستك فيما يتعلق ليست محايدة، وليست موضوعية، وهي تحرض، وهي مؤدلجة، وهي ضد أميركا، وحتى في بعض الأحيان ناس تصلهم انتقادات حتى من داخل الشارع العراقي.

عدنان الشريف: يا.. يا سيدي، الحقيقة لابد أن تُغضب طرفاً من الأطراف، وإذا كنت في يوم من الأيام أنت قد أغضبت طرفاً، وفي يوم آخر أغضبت الطرف المقابل، فأنت تقول الحقيقة في يعني في مختلف جوانبها، ولذلك يعني المصداقية في نقل الخبر ربما تزعج طرفاً دون الآخر، وقد يصبح هذا الطرف راضياً عنك، بعد عدة أيام ربما يريد أن ينقل من خلالك خبراً لأنه يعرف أنك تتمتع بمصداقية، وهناك يعني شواهد كثيرة على أحداث مرت (بالجزيرة)، عندما كان هناك يعترض على (الجزيرة) وينتقد (الجزيرة) ونحن بالمناسبة لا نرفض النقد أبداً، هناك من كان ينتقد (الجزيرة) في موقف معين، ولكنه لجأ إلى (الجزيرة) بعد عدة أيام لنقل، لأنه يريد أن يقول شيئاً إلى الناس، يعني هذه.. هذا أعتقد إنه منتهى المصداقية عندما تتلقى النقد من طرف يلجأ إليك لكي تقول حقيقة صادرة عنه بعد فترة من الفترات، هذا هو يعني.. هذه هي الحرية الصحفية التي نبحث عنها، الحرية الصحفية التي يقول الغرب إنها يعني نحن استوردناها من الغرب، ربما لا يريدنا أن نكون في مثل الموقف الذي يقدمنا للعالم كمنبر حر يتحدث عن الحقيقة ويقدمها من خلال الخبر المثالي.

آفاق المستقبل للصحفيين العرب في الغرب

غسان بن جدو: شكراً سيد عدنان، أنا أعود إلى غرناطة حيث أحد زملاء تيسير علوني، كان يعمل معه في وكالة الأنباء الإسبانية، سيدي أولاً مساء الخير، هناك سؤال محوري أساسي، هل تعتقد بأن الأفق سيئ سلبي -كي لا أقول مظلم- أمام الصحفيين العرب في أوروبا أم لا؟

سيدي محمد ولد طلبه (صحفي موريتاني مقيم في إسبانيا): السلام عليكم، سيدي محمد ولد طلبه صحافي.. صحافي موريتاني مقيم في غرناطة، وفعلاً الزميل تيسير سابق، وبودي أولاً أن.. أن بهذه المناسبة يعني الحزينة، أن أعرب عن تضامني الشخصي مع الأخ العزيز تيسير، وأرجو من الله العلي القدير أن يفك أسره في أقرب وقت ممكن وأعتقد في أن الحقيقة بعد أحداث 11 سبتمبر، كل الأشياء تغيرت في أوروبا، صحيح في إسبانيا كانت هناك قوانين ضد الإرهاب، قبل أحداث سبتمبر، وهو شيء أساساً نظراً طبعاً لخصوصية إسبانيا لقضية الباسك، لكن هاي القوانين طبقت مباشرة بعد أحداث سبتمبر، ووجهت إلى المسلمين، وجهت إلى كل ما هو مسلم، أنا لا أرى قي قضية تيسير مثلاً مؤامرة من الحكومة، بل أرى فيها هناك قوانين وهاي القوانين ممكن تطبق يعني عمياء، وهاي المحكمة اللي تتولى محاكمة تيسير هي محكمة خاصة، وبالتالي عندها إجراءات خاصة، وعندها صلاحيات خاصة، وهذه هي المشكلة، لكني أنا متأكد بأنه في النهاية تيسير سيخرج – إن شاء الله – يعني أكيد سيبرأ، لأنه التهمة الآن هي شبهات، هو يتهم بعلاقة.. أنه بيرتبط بعلاقة مع ناس يُزعم بأنهم ينتمون إلى خلية يُزعم أنها تنتمي إلى القاعدة، يعني ما فيه حكم ثابت في هذه القضية، وشكراً.

[فاصل إعلاني]

غسان بن جدو: لأننا على الهواء مباشرة من غرفة أخبار قناة (الجزيرة) ففي بعض الأحيان الزملاء لهم حق في التعقيب من جديد، وإن كان وضاح خنفر من بغداد، لأنه جاء من مكان كله معاناة فحقه علينا أن يتدخل ثانية، وضاح يعني أنت أشرت قبل قليل إلى ربما التعاطي السلبي مع هذه القضية، لكن مع ذلك فهمنا بأن ربما نقابة الصحفيين في العراق تعاطت بشكل إيجابي، كيف توضح لنا هذه المسألة؟

وضاح خنفر: الحقيقة أن تيسير علوني يحوز على احترام قطاع واسع جداً من العراقيين، يعني في اليوم الأول لاعتقاله خرجت مسيرة أمام السفارة الإسبانية في بغداد، ثم نقابة الصحفيين العراقيين اليوم أصدرت بياناً نددت فيه بالاعتقال، هناك الحقيقة حس عام لدى العراقيين، بأنه تيسير رجل صادق، وأن لهجته صادقة، ولذلك يحترمونه احتراماً حقيقياً، بل وهناك تعاطف واسع، المشكلة أحياناً أنه (الجزيرة) والقنوات العربية ربما تنتقد هنا وهناك، تيسير بالذات من الأشخاص الذي استطاعوا أن يثبتوا مصداقية واستقامة عالية لدى المشاهد عراقياً أم عربياً، وبالتالي هذا ما يتميز به تيسير فعلاً عن كثير من الصحفيين.

غسان بن جدو: أنا أتوجه، شكراً وضاح. أتوجه إلى غرناطة حيث أعود إلى الأخ الإسباني هناك، سيدي -كما قلت- أود أن أقول لك شيئاً أساسياً الآن، بقطع النظر عن هذه المسألة الإعلامية البحتة –لو صح التعبير- صحيح أن السيدة أم أسامة جزمت بأن القضية -نقلاً عن تيسير علوني- بأنها قضية سياسية في العمق، لكن أود أن نفهم أولاً هل أن ما يحصل لتيسير علوني، وما يمكن أن يحصل لصحفيين عرب في المستقبل، هو يعني الشعوب الأوروبية، يعني الشعب الإسباني أم لا؟ كما أن في العالم العربي هناك في بعض البلدان فجوة بين الرأي العام العربي وبين أنظمة الحكم في بعض البلدان، هذا الأمر أيضاً في هذه القضية ينسحب على الواقع الإسباني، وربما بعض الواقع الأوروبي الآن؟

روفائيل أورتيجاس: نعم مساء الخير، أنا (روفائيل أورتيجاس) زميل سابق لتيسير علوني في وكالة الأنباء الإسبانية، في القسم العربي، وصديق له، وأريد أن أقول إنه فعلاً قضية تيسير قضية سياسية، وهي تقع في إطار الحملة العالمية ضد ما يسمى بالإرهاب، وخصوصاً بالإرهاب الإسلامي، طبعاً هذا بدأت بعد 11 سبتمبر، وكنا نرى في إسبانيا وفي دول أوروبية أخرى، كيف استخدمت الأنظمة هذه الحملة لفرض قيود على.. على حرية الرأي ولعمل الصحفيين؟ فأنا أعتقد إنه سوف نرى في المستقبل –إذا استمرت هذه الحملة- سوف نرى مزيداً من القيود على العمل الصحفي، وللأسف الشديد مزيداً من الضحايا لأعمال هيك الصحفيين مثل.. مثل ما حصل مع الأخ تيسير علوني.

غسان بن جدو: أود أن أتوجه إلى سان فرانسيسكو مع السيد سلومون هناك، سيد سلومون، هناك يبدو حقيقة الآن راسخة عنوانها التالي، وهذه موجودة منذ عقود طويلة، كلما تزامن الأمن مع الإعلام كلما قهر الأمن الإعلام، كلما تلاصق الأمن مع السياسة كلما أيضاً قهر الأمن السياسة، في حالتنا يبدو عندما يتلازم الأمن والسياسة مع القانون يقهر الأمن والسياسة القانون، فيما يتعلق بالإعلام بشكل أساسي، برأيك في المستقبل، خاصة وأنتم تعيشون أجواء دراماتيكية، لو صح التعبير، من الذي يمكن أن ينتصر في الأفق القريب؟ القانون أم الأمن والسياسة؟

نورمان سلومون: أعتقد أنه كفاح وصراع لم يتقرر مصيره ونتيجته حتى الآن، لأن البيت الأبيض وعلى مدى عامين، قد دفع باتجاه كبح جماح ما كان تاريخياً يعتبر من وسائل الإعلام المفتوحة، وكانت هناك لقاءات في خريف عام 2001 ضمت كبار مسؤولين من إدارة بوش، وكبار رجالات الإعلام في الولايات المتحدة، وقد قبلت وسائل الإعلام وبعض من شبكات التليفزيون بنوع من الرقابة الذاتية، وقيود أخرى، وهي مضرة تماماً بأي صحافة ذات مصداقية، إذن هذه معركة سياسية لها أبعاد اقتصادية وتطبيقات عسكرية نوعاً ما أحياناً، ونحن في الولايات المتحدة نرى إننا نمر بحالة حصار لوسائل الإعلام، ونخوض معركة يومية ضد الحكومة الأميركية، التي تحاول تكميم أفواه وسائل الإعلام، وأود أن أشير هنا إلى قضية بحد ذاتها، وهي قضية الحرب ضد الإرهاب، لو أن للمرء أن يقوم بنشاط إعلامي حقيقي مخلص، فإن الكلمات لها نفس المعاني في.. سياقها أياً كان الموقف الذي تنقله، إن قتل مدنيين أبرياء هو إرهاب في كل السياقات والمضامين، بالطبع هي جريمة ضد الإنسانية، ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر في مركز التجارة العالمي، ولكنه أيضاً جريمة ضد الإنسانية عندما يلقي البنتاجون قنابل زنة 2000 كيلو جرام على بغداد، إنها جريمة ضد الإنسانية عندما تقوم الحكومة الإسرائيلية بقتل الأطفال المسلمين في الضفة الغربية وفي غزة، هذه جرائم ضد الإنسانية أيضاً، وكما هي الحال عندما يتم تفجير مطعم للبيتزا في مدينة إسرائيلية، يُقتل بسببها أبرياء من المدنيين وأطفال.

أعتقد إنه على الصحفيين والآخرين، أن يتقبلوا معياراً واحداً شاملاً، وليس القبول بإملاءات الديماغوجيين بما هو إرهاب أو ليس كذلك.

غسان بن جدو: معي هنا أيضاً في الأستوديو، في غرفة الأخبار عاطف الدلقموني مرحباً مساء الخير عاطف الدلقموني، أنت أخي عاطف أنت كنت في الولايات المتحدة الأميركية والآن هنا معنا في العالم العربي، سؤالي بالتحديد فيما مضى كان الصحفيون العرب، الإعلاميون العرب يفتقدون الحرية، ويتمنون أن يلجئوا الىالغرب، هل تعتقد بعد ما يحدث ستكون هناك هجرة مضادة أم لا؟ هناك مبالغة فيما يحصل في حقيقة الأمر؟ يبقى الغرب له هامش كبير من الحرية، ننعم بها أكثر من العالم العربي كثير؟

عاطف القموني: هذا صحيح إلى حد ما، ولكن أعتقد بعد أحداث سبتمبر الوضع تغير كثيراً جداً، فالصحافة كان فيها حرية كبيرة جداً، اختفت بعد الحادي عشر من سبتمبر، وبدأت الصحافة تدق طبول الحرب بمساندتها للإدارة الأميركية، وأعتقد أن هذا لا ينطبق فقط على الصحافة العربية في الغرب، ولكن ينطبق كذلك على الصحفيين الغربيين في الولايات المتحدة بوجه التحديد، أعتقد أنه هناك هجرة مضادة الآن.

غسان بن جدو: ستكون هناك هجرة مضادة.

عاطف القموني: أعتقد أنا أول.. أول هذه الهجرة، هاجرت منذ 95 بالواقع، لأني بدأت أشعر بأن الحرية بدأت تتراجع في أميركا، وأعتقد أنه كثير من المسلمين والعرب في أميركا يرغبون في العودة إلى البلاد العربية والإسلامية، إذا أُتيحت لهم فرصة العيش الكريمة، وأعتقد أن هذا سيكثر إذا توفرت هذه يعني الظروف المناسبة للعودة إلى البلاد العربية والإسلامية.

غسان بن جدو: أود أن أعرف رأي حسن إبراهيم في هذه القضية بالذات، لأنه هو كان أيضاً في الغرب، وكان في بريطانيا، فيما يتعلق بهذه المسألة حسن هل تعتقد بأنها ستكون هناك هجرة مضادة للإعلاميين العرب الموجودين في الغرب، أم هناك مبالغة؟ الغرب هناك في الغرب هناك قانون بالفعل، وإن كانت هناك استهدافات فهي استهدافات استثنائية لا أكثر ولا أقل، وعلى الأقل الواقع الإعلامي المتاح أمام الإعلاميين العرب في الغرب أفضل بكثير من العالم العربي، كيف تقول؟

حسن إبراهيم: لا شك أنه الوضع الإعلامي في العالم الغربي يظل أفضل من الوضع في العالم العربي، لا نزال نعاني من القمع في عالمنا، لكن العالم الغربي بعد 11 سبتمبر كأنما تعلم من تجربتنا، فأصبح الصحفيون.

غسان بن جدو: لعلهم أصيبوا بالعدوى.

حسن إبراهيم: أصيبوا بالعدوى، تيسير علوني ضحية لقوانين الإرهاب التي مررت على غفلة من الناخبين الغربيين، وتحول العالم الغربي في معظمه إلى مستنقع آسن -وهذه الكلمة أنا مسؤول عنها- في التعامل مع أي صحفي يخرج عن الخط الرسمي، وهذه هي الكارثة، تيسير علوني لم يكن يملك أسلحة دمار شامل، كان يملك ميكروفون عابر للقارات، وهذا ما أزعج بعض رموز المؤسسة، التي تريد إسكات أي صوت يُخرج الحقيقة، نحن لا نريد من تيسير ولا من أي صحفي في هذه الغرفة ولا غيرها أن يتحول إلى ناشط، تيسير كان ينقل ما يرى، وهذا يزعج البعض، الصحفي الغربي والصحفي العربي هما في نفس المنطق، وأكثر من صحفي غربي يخشى، أنا رأيت صحفيين غربيين هنا أتوا لتغطية حرب الخليج وكانوا في مقر القيادة المركزية، وطلبنا طلبت من أحدهم التحدث عن موضوع قال لي أنا أخشى أن أتحدث وهو يعمل في قناة أميركية.

غسان بن جدو: يخشى.

حسن إبراهيم: نعم.

غسان بن جدو: نعم، ربما أشار إلى هذه النقطة السيد سولومون من سان فرانسيسكو، ولكن أنا أود أن أتوجه إلى الدكتور وحيد عبد المجيد من القاهرة، دكتور وحيد عبد المجيد سؤال بسيطٌ جداً، ما نحن الصحفيون العرب فاعلون أمام موجة الاعتقالات أكانت التي تطاول زملاءنا في الغرب أو التي تطاول بالجملة زملاءنا في العالم العربي؟

د.وحيد عبد المجيد: نعم، يعني هذا.. هذا سؤال مهم جداً لأننا سمعنا الآن من السيدة زوجة تيسير أننا إذا خسرنا معركة اعتقال تيسير علوني فسنخسر كل شيء في هذا المجال، والمطلوب هنا ليس فقط من الصحفيين والإعلاميين العرب، وإن كان عليهم الواجب الأول في حشد أوسع قدر من التضامن مع تيسير علوني، هذا مطلوب أيضاً من كثير من الجهات العربية، خصوصاً المنظمات المدنية ومنظمات حقوق الإنسان التي يعجب المرء يعني أين موقفها في هذا الأمر؟ المنظمة العربية لحقوق الإنسان، المنظمات القُطرية، صدرت بيانات يعني كأنها إبراء ذمة لم يصاحبها أي تحرك، لم يصاحبها أي اتصالات، نقابات الصحفيين العرب أيضاً تعاملت مع الموضوع باعتباره موقفاً يستدعي تسجيل رأي فيه وإصدار بيان، الأمر أكبر من ذلك بكثير وبالتالي يحتاج إلى موقف حقيقي موقف عملي موقف يعني إلى تحرك عبر بناء قاعدة للتضامن على الصعيد العربي والتوجه بها إلى المنظمات والمؤسسات والهيئات المدنية في إسبانيا وفي غيرها من البلاد الأوروبية وفي الولايات المتحدة أيضاً، لأنه هذه الهيئات لابد أن تُدرك ولابد أن بعضها أدرك بالفعل أنها تواجه هجمة حقيقية، الآن بعد كل ما تم تمريره من قوانين ومن إجراءات في الولايات المتحدة وتم تعميمه على دول أخرى، الآن في هذه الآونة يتم البحث في إجراء جديد في تشريع جديد أو في تعديلٍ جديد إضافة إلى القانون الذي صدر بخصوص الإرهاب فيه يعني إجراءات بالغة البشاعة، يعني إجراء منها على سبيل المثال حرمان المعتقل للاشتباه في علاقته بأنشطة إرهابية من حقه في الإفراج بكفالة ومن حقه في العرض على جهات قضائية، وبالتالي يبقى في.. رهن الاعتقال لفترة قد تصل إلى خمس سنوات، وتيسير معرض الآن لاعتقال يطول إلى ما يقرب من هذا المدى، هناك بالفعل يعني ما يحتاج إلى موقف عملي، إلى تحرك حقيقي إلى اتصالات للبدء في هذا التحرك على الفور، وليس الاكتفاء بإصدار بيانات لإبراء الذمة من هنا وهناك.

غسان بن جدو: نعم، شكراً دكتور وحيد عبد المجيد، أولاً: أود أن أنوِّه إلى أن مع حديثنا عن الزميل تيسير علوني، المعتقل الآن في مدريد، نود أن ننوه أيضاً إلى زميلنا سامي محيي الدين هو مصور سوداني كان يعمل في مكتب (الجزيرة) في أفغانستان وهو معتقل منذ.. مُذَّاك في (جوانتانامو) طبعاً (الجزيرة) منذ فترة وهي تبذل جهوداً مضنية في الحقيقة من أجل الإفراج عن زميلنا سامي محيي الدين ولكن حتى الآن دون جدوى، طبعاً وضع جوانتانامو خارج عن التاريخ بكل ما للكلمة من معنى.

أتوجه إلى غرناطة مع السيدة حرم تيسير علوني، السيدة فاطمة، سيدتي أنت تتحدثين الإسبانية بطلاقة، ربما نحن الآن في قناة عربية نتحدث باللغة العربية، ولكن هل بالإمكان أن تتحدثي لنا بالإسبانية، ربما هناك مجال لتوجيه رسالة ما سواء للحكومة الإسبانية أو للشعب الإسباني، تفضلي سيدتي.

فاطمة علوني (أم أسامة): نعم، ممكن أقول بالعربي وبعدين بالإسباني.

غسان بن جدو: تفضلي كما تشائين، تفضلي.

فاطمة علوني (أم أسامة): نعم، أول شيء رسالة من تيسير سمع إنه فيه حملة مشان مقاطعة البضائع الإسبانية هو يقول إنه الشعب الإسباني شعب متضامن، وراح يكون من الظلم إنه يدفع ضريبة أخطاء سياسة بلده، من جهة تانية أحب أقول أيضاً رد على الأخ الموجود في مصر إنه لجنة حقوق الإنسان العربية كانت منتظرة إن تيسير يطلع يوم الخميس كيف ما كان كل العالم منتظر، بعد هذا بدأت تحركات وهي اليوم يعني فيه تحركات جيدة إن شاء الله وطيبة، وراح يبدأ إضراب عن الطعام في عدة أماكن يوم الاثنين وتحركات -إن شاء الله- تشوفونها، بس وشكري للجميع وكل اللي واقف معانا.

أيضاً أحب أقول إنه فيه هون في إسبانيا يعني نزلت.. يعني شافوا إنه شوية الحملة الإعلامية نزلت فقالوا إنه حتى (الجزيرة) بدأت تتخلَّى عن تيسير، أنا أقول لأ (الجزيرة) ما تخلت ولا بلحظة عن تيسير، لا (الجزيرة) ولا يعني كل الـ.. حتى عدة قنوات عربية أخرى حكى إنه راح يريدون يجون على إسبانيا للتضامن مع تيسير، وأعيد إنه انتظار نتيجة يوم الخميس هي اللي وقفت كل شيء، بس الآن راح يكون تحركات تانية إن شاء الله. بالإسباني (……)

غسان بن جدو: شكراً لك سيدتي، أولاً: طبعاً لا أحد سيتخلى عن تيسير علوني ونتمنى ألا نتخلى عن أي زميل معتقل سواء في الغرب أو في العالم العربي، أنا أود أن نتوجه أيضاً بالشكر إلى كل وسائل الإعلام العربية بدون استثناء، أكانت المرئية أو المسموعة أو المكتوبة أو بعض المنظمات التي تحدثت عن هذه القضية، المهم أن اعتقال الصحافي ينبغي أن تكون من المحرمات، لا يمكن للصحفيين أن تعملوا ليلاً ونهاراً أن يعرضوا حياتهم للخطر، أن يذهبوا لمواقع الحرب ومواقع الدمار، أن يعرضوا أنفسهم للسجن والاعتقال، وعندما يعتقلون لا يتحدث عنهم أحد، الصحافي طبعاً هو كأي إنسان معرض للمساءلة، لا.. ينبغي ألا يتجاوز القانون بطبيعة الحال، لكل بلد ضوابطه وقانونه، ولكن فيما يتعلق بهذه المسألة لسنا محايدين مطلقاً مع اعتقال أي صحافي، طبعاً الآن أنا أتحدث وأنا في غرفة أخبار قناة (الجزيرة) ربما أنتم تعلمون أيها السادة دائماً بأن أي برنامج بدون استثناء لا يمكن أن ينجز إلا بجنود خفاء، والحقيقة أن الذي يظهر على الشاشة دائماً هو مقدم البرنامج، لكن في بعض الأحيان نحن نظلم جنود الخفاء، في بعض الأحيان أحاول وأحرص على شكرهم بالاسم، ولكن أود أن أغتنم هذه الفرصة حتى أشكر زملائي الذين يساعدوني في هذا البرنامج وهم يعملون في معظم البرامج الأخرى، أود أن أشكرهم بالاسم وأن تشاهدونهم أيضاً لأنكم لا تعرفونهم، ولكن بالاسم واحد واحد، هذه الغرفة هي التي تشاهدون الآن هي الغرفة التي يدير من.. يدار من خلالها كل هذا البرنامج بالاسم أولاً: أود أن أوضح هنا أخي موفق فائق توفيق، هو المترجم المتألق دائماً، حرصت على أن يكون هنا، لأنه.. لأن والدته موجودة في بغداد لم تره منذ اثنين وعشرين عاماً، صحيح موفق.

موفق فائق توفيق: نعم، لوقت طويل أنا لم أزر العراق لفترة طويلة وأتمنى أن تكون هذه فرصة أن يروني جميعاً هناك.

غسان بن جدو: أعِد الكلمة من فضلك.

موفق فائق توفيق: هي فرصة جميلة لأني دائماً لا يرونني يسمعون صوتي فقط، فهذه مناسبة..

غسان بن جدو: والدتك لم ترها منذ اثنين وعشرين عاماً وهي لم ترك مطلقاً وهي أول مرة تشوف يعني تراك.

موفق فائق توفيق: نعم، نعم.

غسان بن جدو: يعني اكتشفت أن شعرك أصبح أبيض، تفضل.

محمد الحموي: محمد الحموي، (مخرج)

غسان بن جدو: أهلين.

حامد المري: حامد المري (مساعد مخرج)

علي السعدي: علي السعدي (…)

أحمد شعبان: أحمد شعبان (مونتير)

غسان بن جدو: أهلين يا سيدي.. معلش نحن على الهواء مباشرة ليست مشكلة.

زين الزين: زين الزين (مهندس)

غسان بن جدو: أهلين. إسلام حجازي هو منتج هذا البرنامج الذي دائماً أذكره وتعرف شكراً لك.

إسلام حجازي: شكراً..

غسان بن جدو: هاي

But just I want to say: stay by taiseer :……….

غسان بن جدو: Thank you very much

عبد الله: ……

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً، سأشكرك في الأخير عماد.

عبد الله حمد: عبد الله حمد (مساعد مخرج) وإحنا مع تيسير قلباً وقالباً.

غسان بن جدو: شكراً.

رمزي نعيم: رمزي نعيم (مخرج مساعد)

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً، عماد جاد هو المخرج هذا البرنامج.

عماد بهجت: عماد بهجت.

غسان بن جدو: عماد بهجت، هو مخرج هذا البرنامج، لكن لا أحد يرى المصور ومساعد المصور، مساعد المصور هو معي..

زياد طارق: زياد طارق يعني إحنا كلنا معك يا تيسير و.. وأنا كنت معك في بغداد

غسان بن جدو: كنت أتمنى أن تروا المصور الذي معي، وهو..

رياض محمد: رياض محمد.

غسان بن جدو: معلش، لعلكم تشاهدونه، معلش نحن على الهواء مباشرة بهذه الطريقة، رياض محمد هو وكنت في بغداد بطبيعة الحال.

رياض محمد: نعم، كنت في بغداد وغطيت الحرب مع تيسير بهذه الفترة

غسان بن جدو: نعم، شكراً لك رياض، شكراً لك سيدي، مشاهدينا الكرام، شكراً لكم على متابعتكم لحلقتنا الاستثنائية في غرفة قناة.. غرفة الأخبار من قناة (الجزيرة) مع تقديري لكم غسان بن جدو، في أمان الله.

المصدر: الجزيرة