خيارات المعارضة العراقية
مقدم الحلقة: | غسان بن جدو |
ضيوف الحلقة: | نجيب الصالحي: الأمين العام لحركة الضباط والمدنيين الأحرار الشيخ جواد الخالصي: الجبهة الإسلامية الموحدة د. وميض نظمي: عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي |
تاريخ الحلقة: | 30/11/2002 |
– خيارات المعارضة بين إسقاط النظام العراقي بالقوة والمصالحة
– أسباب وأبعاد تعاون المعارضة العراقية مع أميركا لضرب بغداد
– موقف المعارضة من القضية الكردية وتصورها لحلها
– موقف المعارضة من حتمية الهجوم الأميركي على العراق
غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين، سلام الله عليكم.
وبدأ العد العكسي للملف العراقي للسلم أو للحرب، للاستقرار أو للفوضى، للدمار أو للإعمار، للكرامة أو للذل، للاستقلال أو للتبعية بكلمة واحدة لمستقبل الكيان العراقي والإنسان العراقي، أياً كان وأينما كان وكيفما كان، للدمار والذل والتبعية قول واحد: أفٍ، بل تباً، للاستقلال والكرامة والإعمار قول واحد: مرحى، أو كما يقول إخواننا العراقيون الأحبة: هلا.
ما يعنينا في معالجة.. في معادلة الملف العراقي الآن هو خيارات المعارضة العراقية، لننطلق من قول جازمٍ الآن، ثمة معارضة عراقية بالفعل تتحرك وتنشط في الخارج بشكل رئيسي طبعاً، ولها أطرها وأهدافها وأساليبها المختلفة، وأحياناً متناقضة، والحديث بالتالي عن عدم وجود معارضة أو جماعات للمعارضة حديث لا يستقيم، بل نقول إنه مضلل.
ولنضف قولاً جازماً ثانياً: الحديث عن جماعات المعارضة هذه بصورة ملائكية تقدمها فقط كمناضلة من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ورافضة أي استبداد وبصورة مثالية زائفة تنزه هذه الجماعات أو بالأحرى بعضاً منها عن إقامة علاقات مشبوهة.. مشبوهة جداً هو أيضاً حديث لا يستقيم، هذا ليس قولنا، إنه قول الأرقام التي تعلنها الإدارة الأميركية مشكورة وهياكلها المختلفة من كونجرس ووزارة خارجية إلى الجنرال CIA، أرقام الملايين التي رُصدت وتُمنح بشكل علني وبلا حرج لبعض هذه الجماعات، هلا.
وبعض رموز هذه الجماعات يناضل علناً وبلا حرج للحصول على مستحقاته من الملايين، يا هلا.
طبعاً نحن هنا لسنا في موقع التقويم أو التوصيف بحسن أو قبح هذا الخيار، هذا شأن غيرنا الآن، وشأننا في مقامٍ آخر، نعم للتبعية.. نعم للتبعية والذل، تباً للكرامة والديمقراطية، هلاً.
لكن ثمة قول جازم ثالثاً: لا يمكن الحديث عن معارضة واحدة قطعاً هناك جماعات وتيارات ورموز دينية ووطنية وقومية تعلن أنها تريد التغيير في العراق، بعض هؤلاء موجود في داخل العراق، وربما لا يستطيع أن يتنفس في الهواء الطلق، والبعض الآخر موجود بكثرة خارج العراق، ويعلن أنه يريد تغيير النظام القائم في بغداد، لكن من دون التعاون في ذلك مع أميركا، بل ويرفض خيار التعاون هذا منطلقاً.. مطلقاً، وهناك من ذهب بعيداً وأطَّر رفض هذا التعاون مع أميركا لإسقاط نظام.. لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، أطَّره برؤية دينية، وأدخل فتاوى تُحرِّم هذا التعاون بشكل معاكس تماماً لرموز وقوىً إسلامية أخرى تنطلق في خيار إسقاط النظام هذا، ولو بالقوة وبالتعاون مع قوى خارجية كأميركا أيضاً على قاعدة دينية، ومع هؤلاء ثمة من يقدمون أنفسهم معارضين، ويرون أن الخيار الوطني الأسلم للعراق وشعبه أن تتم المصالحة مع القيادة العراقية في مسعىً للإصلاح والتغيير من الداخل، ونحن نقول من جديد للدمار والتبعية: أفٍ، للاستقلال والكرامة: هلا.
لكننا نسأل أيضاً: هل هناك إمكانات واقعية وحقيقية على الأرض تسمح بمصالحة بين النظام وقوى المعارضة الرئيسية لتجنيب العراق ويلات الدمار والفوضى؟ وهل أن ما أُعلن من خطوات في بغداد أخيراً كالإفراج عن السجناء والعمل على إيجاد دستور مثلاً يمكن أن يشكل أرضية للحوار والمصالحة في اتجاه الديمقراطية والانفتاح أم لا؟
ثم لماذا يعاب على بعض جماعات المعارضة أن تتعاون مع أميركا والعالم كله -إلا لمما- يهرول باتجاه واشنطن لاسيما وأن الضربة في نظر هؤلاء باتت تحصيل حاصل، للدمار والتبعية والذل: أفٍ وتباً، للكرامة والاستقلال والإعمار: هلا.
ونحن بدورنا نقول: هلا لضيوفنا الكرام العميد الركن نجيب الصالحي (الأمين العام لحركة الضباط والمدنيين الأحرار) والمقيم في واشنطن والموجود معنا هنا في الدوحة، والمعارض الإسلامي المقيم في دمشق الشيخ جواد الخالصي، ومعنا عبر الأقمار الاصطناعية من بغداد الدكتور وميض نظمي (عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد)، كما طبعاً وكالعادة يشرفنا بالحضور جمهور كريم ونخبة من المحللين والصحفيين، أهلاً بكم جميعاً.
أود أن أنوِّه إلى السادة المشاهدين، هناك ملاحظتان أساسيتان الأولى: أود أن أشير إلى أنه تستطيعون المشاركة بالتصويت عبر (الجزيرة نت) على سؤال ذكرناه، وستشاهدون الآن على الشاشة مباشرة، وهو: هل أن على المعارضة العراقية أن تختار بين إما المصالحة مع النظام من أجل الديمقراطية والمصالحة من الداخل؟ أو الخيار الثاني النضال السياسي من الداخل والخارج من أجل إقامة الديمقراطية، أو إسقاط النظام القائم بالقوة المسلحة.
أما الملاحظة الثانية:هذا الملف في الحقيقة نحن ندرك مسبقاً بأنه ملف مثير ومركب ومعقد تماماً كالتعقيدات التي تواجه المعارضة العراقية، وندرك ثانياً بأن في المعارضة العراقية هناك عشرات الجماعات والرموز والفصائل المتعددة، والحقيقة أنني اتصلت.. يعني اتصالات هاتفية عدة منذ أن أُعلن عن هذا البرنامج منذ اللحظات الأولى من رموز سياسية من داخل العراق ومن خارج العراق، والكل يريد أن يشارك، وهناك حتى من احتج لماذا لا يشاركوا في هذه الحلقة لأنه يمثل فصيلاً أساسياً من المعارضة العراقية، نقول ابتداءً: لأننا لسنا في مدرسة هنا، وإنما حلقة تليفزيونية، فنحن اخترنا اختيارات فقط، ولم نختر رموزاً على قاعدة من هو الأكثر ومن هو الأقل، نحن اخترنا الضيوف على قاعدة الخيار السياسي للمعارضة العراقية، هذه ملاحظة مهم جداً أن نوضحها، ولكن أبدأ مع السيد العميد نجيب الصالحي، أولاً مرحباً بك هنا في الدوحة.
نجيب الصالحي: أهلاً وسهلاً، يا هلا ومرحبا.
خيارات المعارضة بين إسقاط النظام العراقي بالقوة والمصالحة
غسان بن جدو: سيد نجيب الصالحي، مجلة "التايمز" قبل مدة وضعت صورة واضحة، ولقبتك بكرزاي العراق، أي أنك ستكون ربما الحاكم المقبل، أو على الأقل من القادة الرئيسيين في.. في المرحلة المقبلة في.. في العراق ما بعد الرئيس صدام حسين، هل هو خياركم النهائي لإسقاط نظام القائم الآن في بغداد.. نظام الرئيس صدام حسين، هل هو خيار نهائي بالنسبة لكم؟ وهل أي.. في هذا الإطار خياركم نهائي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية؟ وأدخل مباشرة في صلب الموضوع، أنت من السادة المتهمين مباشرة بأنك تتعامل مع.. مع الولايات المتحدة الأميركية، وكغيرك تتلقى حتى أموال المساعدات من.. من الإدارة الأميركية.
نجيب الصالحي: شكراً جزيلاً إلك ولقناة (الجزيرة) لهذه الفرصة نستغلها أولاً بتقديم التهاني إلى أبناء وطني العراقيين جميعاً داخل العراق وخارج العراق بمناسبة هذا الشهر الفضيل شهر رمضان والأيام العشر الأواخر منه، والتهاني أيضاً إلى إخواني العرب والمسلمين في كل مكان.
وأعود إلى سؤالك في البداية السؤال الثاني أنا أمين عام حركة الضباط والمدنيين الأحرار العراقية، لم أستلم ولن أستلم حتى الآن أي مساعدة أو دعم مالي لا من أميركا ولا من أي دولة أو أي جهة كانت.
سؤالك الأول في موضوع كرزاي وغيره من المواضيع الأخرى، في الحقيقة الوضع العراقي -مثل ما تعرف- ساخن، والنظام العراقي أوشك على التغيير في كل الأحوال، فمن الطبيعي أن تصدر هناك تكهنات أو توقعات أو ربما أفكار، لكن الحقيقة اللي يجب أن نذكرها دائماً أنه علينا إحنا كمعارضين عراقيين أن نعمل من أجل الديمقراطية الحقيقية بالعراق وأن ما نؤثر على الشعب العراقي، وأن نحترم إرادته في أن يختار من يراه مناسباً لقيادة العراق في المستقبل.
غسان بن جدو: لكن هو السؤال الأساسي أنتم خياركم واضح يعني حتى في.. في.. في النظام الداخلي لكم يعني أول بند تقولونه.. أول بند على الإطلاق من الأهداف الرئيسية إسقاط نظام صدام والمباشرة بتغييرات جذرية، فالنواحي السياسية.. يعني هذا أول بند، هل هو الخيار الوحيد تعتقدون بأنه لا خيار مطلقاً لا بالمصالحة ولا بالتعاون، والخيار الوحيد هو إسقاط نظام الرئيس صدام حسين، هذا هو الخيار الوحيد وبالتعاون مع أميركا في هذه اللحظة بالذات.
نجيب الصالحي: إحنا بالنظام الداخلي اللي تقرأه حضرتك ما كاتبين فيه بالتعاون مع أميركا، وهاي أنت خليت..
غسان بن جدو: أنا أضيف.. نعم أنا أضيفها بطبيعة الحال..
نجيب الصالحي: ولكن حقيقة إحنا ماكو أي خيار نشوف تغيير النظام العراقي غير الإطاحة، والإطاحة بالقوة المسلحة، وبالإرادة الوطنية العراقية سواء كان هذا بدعم خارجي أو بدونه.
غسان بن جدو: هذا هو الخيار الوحيد..
نجيب الصالحي: فهذا خيارنا وما نشوف أي خيار آخر.
غسان بن جدو: نعم، شيخ جواد الخالصي، يعني أنت يعني تعتبر أيضاً معارض عراقي.
جواد الخالصي: إن شاء الله.
غسان بن جدو: ومعارض إسلامي، ولكن الحقيقة يعني دخل في المعادلة العراقية الجديدة حالياً لنقل في.. في.. في معادلة حتى المعارضة العراقية مُعطى جديد اسمه الفتاوى، يعني صحيح أن السيد محمد باقر الحكيم (رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) قبل ثلاثة أيام نفى أو رفض وجود فتاوى، ولكن في الحقيقة هناك فتاوى، يعني وحتى فتاوى يمكن يعني.. أو أولى الفتاوى التي صدرت عنكم أو عن شقيقكم الشيخ مهدي الخالصي، هذه الفتوى الآن سنشاهدها على الشاشة، يعني كما هي بخط اليد، ولكن أنا ما لفت انتباهي أنكم في هذه الفتوى يعني تقولون: لا يجوز معاونة أميركا لتحقيق أي من أهدافها والتي تستهدف يعني.. تستهدف الإطاحة.. إطاحة هذا النظام، واللافت أكثر أن.. أنكم تعتقدون -هذه الفتوى موجودة الآن على الشاشة- واللافت أكثر أن.. أن هناك يعني في هذه الفتوى موجود بأنه من يقاتل إلى جانب القوات الأميركية أو مثلاً.. أو وصفتموه بالطاغوت فيصل إلى درجة الخيانة، وأكثر من هذا ذهبتم أبعد من ذلك من يقاتل إلى جانب الجيش العراقي الذي يقوده الرئيس صدام حسين وقُتل في هذه الحرب، فهو يعتبر شهيد، أوضح لنا من فضلك هذه المسألة.
جواد الخالصي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المجتبين، وشكراً لك أستاذ غسان على هذه الفرصة، وعودة إلى السؤال الذي تفضلتم به، هذه الفتوى وما يشبهها من الفتاوى، وعندي مجموعة تزيد على الخمسة أو الستة التي أحملها معي كلها تتحدث عن حكم شرعي في مسألة يؤدي إليها التحليل السياسي، والتحليل السياسي الذي نعتقده نحن في الحركة الإسلامية عموماً وفي الجبهة الإسلامية الموحدة في الأخص نرى أن كل تحالف مع قوى خارجية انتهى إلى نتيجة كارثية بحق هذه الأمة مأساتنا المعاصرة في الأمة العربية بدأت بتحالف مع قوى خارجية في مطلع هذا القرن أو قبيل الحرب العالمية الأولى، ومأساتنا في العراق المعاصرة أيضاً بدأت بتحالف مع قوى خارجية أدت إلى تغيير في عام 68، وهذه قصة طويلة ومعروفة، فلا نعتقد أن التحالف مع قوى خارجية في هذه المرحلة سيؤدي إلى نتائج إيجابية، بل نتائجه كارثية تفوق ما وقع فيه.. فيه العراق لحد الآن من كوارث وأزمات، نقول وبكل وضوح أن النظام كان السبب الرئيسي في إحداثها، فخيارنا ليس بالتعاون مع القوى الخارجية، وخيارنا أن ندافع عن العراق.. دفاعاً عن العراق مع تأكيدنا على ضرورة أن يتغير الوضع في العراق، لأن الأمور لن تحل.. لن تحل أزمة العراق مادامت أوضاع النظام مستمرة على هذه.. هذا الحال، ومادام النظام مستمراً على هذا الوضع.
غسان بن جدو: لكن حتى نفهم أكثر يعني الآن طبعاً يعني.. يعني أنا ربما عندما ذكرت يعني ما قاله السيد محمد باقر الحكيم لا أعتقد أن المقصود هو عدم وجود فتاوى، هناك فتاوى بلاشك وهو يعلمها وغيره يعلمها، ولكن مدى جدية هذه الفتاوى، يعني صدرت فتاوى من داخل العراق، وقيل إن هذه الفتاوى صدرت تحت الضغوط، لكن هناك فتاوى أيضاً من خارج العراق، أنا سؤالي بشكل واضح حتى لا يكون الكلام إنشائياً، عندما تصطك أسنان الدبابات والحرب، أي خيار ينبغي -في رأيكم أنتم- أن تقفه المعارضة العراقية ومعكم من.. من يتبعكم داخل الشعب العراقي، ليس.. لا أتحدث عن شخص أو تيار بشكل عام.. بشكل عام.
جواد الخالصي: نعم، نحن عندنا هذه مجموعة الفتاوى التي صدرت في الداخل والخارج تتحدث عن وجوب الدفاع عن العراق في وجه أي هجوم خارجي، دون أن يعني هذا أننا راضون أو ندافع عن النظام، وهذا أمر يستند إلى تأريخ شرعي طويل آخر مواقفه المعروفة، موقف علماء العراق في الدفاع عن.. عن العراق في مقابل الغزو الإنجليزي عام 14، واستمرت الحالة إلى هذا اليوم.
فهذا الأمر نحن نقول بكل وضوح أن النظام يتحمل مسؤولية الكارثة، ولكن ليس الحل بأن تأتي قوة خارجية لتغيير النظام، فالكارثة القادمة قد تفوق الكارثة الحالية.
غسان بن جدو: على كل حال أنا قبل أن أتوجه إلى.. إلى بغداد مع الدكتور وميض نظمي حتى أيضاً يشاركنا في هذا النقاش المهم.
[فاصل إعلاني]
غسان بن جدو: أتوجه إلى بغداد مع الدكتور وميض نظمي الموجود هناك، أولاً: مساء الخير يا سيدي الفاضل، السؤال الذي يُطرح نحن في الحقيقة … الذين يعيشون خارج العراق يعلمون جيداً بأن ثمة جماعات عدة للمعارضة العراقية، ولكن عندما نسمع بعض التصريحات الرسمية دائماً تُصوِّر جماعات المعارضة على أنها يعني مجموعات أو حفنة من العملاء للـ CIA، والمخابرات الأجنبية، باختصار شديد هل أنتم في الداخل على اقتناع من وجود جماعات للمعارضة العراقية أم هي فقط أنتم برأيكم أنها مجموعات متناثرة لا تقدم ولا تؤخر شيء، وأن السبيل الوحيد أمامكم للتغيير في داخل العراق للإصلاح أو لتحسين الأوضاع هو فقط العمل من الداخل؟
د. وميض نظمي: شكراً أستاذ غسان بن جدو، وأعتذر عن عدم حضوري إلى قطر الشقيقة، وفي منبر (الجزيرة) التي هي فتح إعلامي عربي جديد، وبندوة ترأسها حضرتك غسان بن جدو الذي يجمع بين الالتزام الواعي وبين الموضوعية النقية.
غسان بن جدو: شكراً.
د. وميض نظمي: أخ غسان، هناك انطباعات عن العراق خاطئة أنا شخصياً أعتبر نفسي من فصيل يُسمى بالمعارضة الوطنية، والنقاش والحوار في العراق موجود وعلى قدمٍ وساق، لكنه غير منشور بشكل علني، أنا أستاذ في كلية العلوم السياسية، وحبذا لو قمت بزيارة إلى العراق، سأطلعك على أطروحات أُجيزت للدكتوراه وللماجستير وحوار حول أهمية التحول الديمقراطي، حول أهمية الحل السلمي للقضية الكردية في العراق.
ثانياً: نحن لا ننظر للمعارضة في الخارج على اعتبار أنه مجموعة من الجواسيس والخونة والعملاء، وحتى إذا بعضهم تورط في مواقف قريبة من ذلك، فنحن ننظر إليهم كمواطنين عراقيين حريصين على.. إعادة (كسبهم) إلى جبهة الوطن، ثانياً: هناك معارضين في الخارج نعتز ونتباهى بوطنيتهم ومواقفهم وإخلاصهم وعدم تورطهم بالرغم من خلافاتهم مع القيادة العراقية في أي تحالف مشبوه يُراد منه الشر بالعراق وفي هذا المجال أخص بالذكر السيد جواد الخالصي وأحد أقاربه السيد محمد مهدي الخالصي، هؤلاء ناس دائماً ننظر لهم نظرة وطنية، قد نختلف في بعض التفاصيل التي ممكن أشرحها لكن إذا كنا نؤمن بالديمقراطية، فجوهر الديمقراطية هو احترام الرأي الآخر.
نعتز بهم ونبارك لهم مواقفهم ونتمنى أن نلتقي بهم سواءً خارج العراق أو داخل العراق.
المشكلة الأساسية إنه القوى العالمية المهيمنة على الإعلام تتعمد دائماً إبراز الصوت الموالي للولايات المتحدة الأميركية، مؤتمرات تُصرف عليها مبالغ، تُخصص لها إمكانيات، في حين في الخارج يعني ما أحب إني أذكر أسماء، عسى ألا يفوتني اسم وفيه.. معارضين..
غسان بن جدو[مقاطعاً]: معلش دكتور وميض نظمي.. نعم.
د. وميض نظمي: وطنيين.. نعم.
غسان بن جدو: دكتور وميض نظمي.. سيكون لك مجال أكثر لتفصيل القول، ولكن اسمح لي أن أقاطعك.
[موجز الأخبار]
غسان بن جدو: سيد نجيب الصالحي، استمعت إلى الدكتور وميض نظمي من بغداد، الرجل يقدم نفسه كمعارض ويتحدث بشكل أساسي بأن ثمة هامش معين، ثمة هامش مُتاح للحركة للنقاش، هناك أطروحات ربما تنتقد وتتحدث عن الكثير من المسائل، وأنت جزمت تماماً بأن هذا الأمر يعني.. وأن هذا الأمر ربما غير.. غير ممكن وأن الخيار الوحيد هو إسقاط النظام بالقوة المسلحة يعني ماذا تقول في هذا الأمر؟
نجيب الصالحي: لا أنا متأكد هو ما اتكلم بحريته الكاملة، وأتمنى يجي اليوم اللي ياخد حريته ويكون هناك ديمقراطية ويقدر يتكلم ما موجود بقلبه، السيد وميض عام 92 عمل برنامج سياسي بالتليفزيون وكان أحد ضيوف البرنامج زميله وصديقه الدكتور خليل الجزائري، خليل الجزائري قال حكاية واحدة، قال: وقت بعد ها الحرب وها الكارثة اللي مرينا بها مطلوب من العراق يكون هناك متنفس ديمقراطي وانفتاح، شنو كان مصير الدكتور خليل الجزائري يا سيد وميض؟ خليل الجزائري انقتل في بيته في اليوم الثاني، قتلوه المخابرات العراقية وتعرف أنت، أنت ما مشترك بالعملية، لكن بعدين عرفت، والأكثر من هذا شوهوا سمعته وقالوا دكتور خليل لقيناه في بيت دعارة، وأنت هذه الحقيقة بكل زين تعرفها.
النقطة الثانية: إذا كانوا العسكريين تسموهم متآمرين والآخرين من الأميركان شنو اللي عمله عزيز السيد جاسم واختفى من سنة 90 لحد الآن وانقتل؟ شنو اللي سواه الصحفي ضرغام هاشم واللي انقتل؟ لأنه صدام كتب مقال بالجريدة يشوه أهل جنوب العراق ويقول هادولا (معدان) وجاءوا من الهند، بخطاب صحفي مهذب جاوب وردَّ على هذا المقال، اختفى ضرغام هاشم ومات حتى يبقون الناس الانتهازيين.. رجاءً تجاوبني..
غسان بن جدو: يعني إحنا.. دكتور وميض نظمي أنا لا أريد أدخل في هذه التصفيات بشكل يعني ربما المسميات بشكل أساسي ولكن أود أن نفهم، يعني السؤال المحوري المركزي مع كل ربما الخطايا أو النواقص أو الإشكالات الموجودة، هل تعتقد بأن الحل الأسلم والخيار الأسلم لأي توجه معارضة هو المصالحة مع النظام القائم، ربما على قاعدة بأن هناك عدواناً أكبر يهدد الوطن، أم لأ تعتقد بأن هناك ربما خيارات أخرى أفضل وأسلم؟
د. وميض نظمي: يا سيدي، الخيارات تُحدد على ضوء اللحظة الراهنة، في عام 91 وضعنا برنامج نستطيع القول عنه إنه من ثلاث أو أربع نقاط.
النقطة الأولى: ضرورة الإصلاح السياسي في داخل العراق، ضرورة التحول الديمقراطي، ضرورة الشورى والمشاركة، هذا البرنامج يستند في هذه الفقرة إلى ضرورة المصالحة الوطنية على أساس طوعي واختياري.
المهمة الثانية -والتي قد تفوق المهمة الأولى في الأهمية- وإن أنا لا أفرق بين الأولويات ضرورة إنهاء الحصار الفاجر والجائر على الشعب العراقي، الذي دمَّر الاقتصاد العراقي، وأنهك المواطن العراقي، وأساء إلى أطفال العراق من الذين لم يكن لهم ضلع في أي قرار سياسي، عدد أطفال العراق دون الخامسة الذين قُتلوا بسبب الحصار بأرقام اليونيسيف والأمم المتحدة -لغاية عام 96 – 560 ألف طفل عراقي، فنتكلم عن الإصلاح السياسي ونتكلم عن الحصار.
ثانياً.. أو ثالثاً: ضرورة التصدي ودرء أي عدوان أميركي أو مدعوم من قبل الولايات المتحدة ولذلك لكي نميز.. إحنا معارضة معارضة بس فيه طرف وطني، السيد نجيب الصالحي -وهو رجل حسب معلوماتي عنه- كفء عسكرياً، ضابط ركن، أتصور اتخرج من كلية الآداب عنده شهادة اجتماع، يعني لما يقول كلمة ضرورة تغيير النظام بدعم خارجي أو بدونه، هذا.. هذا كلام غير مقبول أن يصدر من رجل بهذه المواصفات.
إيش لون نقدر نضع في التاريخ العراقي يونس السبعاوي وصلاح الدين الصباغ جنباً إلى جنب مع الذين جاءوا واحتلوا العراق وفرضوا نظام بالحراب الأجنبية كيف؟ النضال الوطني العراقي نضال طويل لناس مكثوا في العراق وعملوا في العمل السري وصعدوا أعواد المشانق من ماركسيين وبعثيين وقوميين، وإسلاميين، أما أن أستعين بدولة أجنبية، هذا مرفوض أخلاقياً ومبدئياً وإلا ما معنى الوطنية؟
ثانياً: عندما يكون هذا الأجنبي.. لو قلنا -على سبيل المثال- الهند مثلاً أو السويد، يعني ربما.. أنا أيضاً أستنكر ذلك، لكن قبول الدعم الأميركي.. يا سيد نجيب أنت ذكرت أسماء اثنين تعتبر النظام العراقي سبب قتلهم، وأنا مستعد أنطيك إيضاحات، أقلها فيما يخص المرحوم خليل الجزائري، الولايات المتحدة بحصارها الجائر على العراق وبحربها على العراق، أنا من أول يوم قلت هذه ليست حرباً -بين قوسين- لتحرير العراق، هذه حرب لتدمير.. ليس حرباً لتحرير الكويت، هذه حرب لتدمير العراق، فكيف أمد يدي بحجة التخلص من حكم تسمونه ديكتاتوري وفعلاً هو به بعض المواصفات، أنا ما أقول الحكم العراقي ديمقراطي، وإلا ما كنا نناضل من أجل التحول الديمقراطي والمصالحة الوطنية، لكن كيف تمد يدك إلى من أجاع شعبك وحاول أن يذل بلدك ويمعن قتلاً في الأطفال والنساء والأبرياء؟! يعني هذه هي المعضلة اللي تواجهنا مع الزميل نجيب الصالحي وأمثاله في خط المعارضة..
غسان بن جدو[مقاطعاً]: هذا سؤال محوري..
د. وميض نظمي: وحبذا يكون هذا..
أسباب وأبعاد تعاون المعارضة العراقية مع أميركا لضرب بغداد
غسان بن جدو: سيد نجيب الصالحي.. هذا سؤال محوري سيد نجيب الصالحي قبل أن أعود للشيخ جواد الخالصي، فيه أكثر من قضية، هذا سؤال محوري وهو الحقيقة أنت تعلم جيداً بكل صراحة أن ثمة شبهة، شبهة كبيرة موجودة حول المعارضة العراقية، وجزء كبير المعارضة العراقية والشارع العربي -بشكل عام- ينظر بسلبية إلى هذه المعارضة ويقول -بشكل أساسي- حتى وإن كنتم في.. لا.. ليس فقط في.. في إشكالية، في خصومة بل في قطيعة، بل في فجوة كبرى بينكم وبين النظام، كيف تمدون يدكم إلى الولايات المتحدة الأميركية لتستأسدوا بها على نظام الحكم القائم في.. في بغداد؟ هذا هو السؤال المحوري، وهذه الشبهة الموجودة الآن في الشارع العربي؟
نجيب الصالحي: هأجاوبك عليها أولاً: إحنا بنتكلم بمصطلحات، نستمع القيادة العراقية، بعد شوية راح نقول حزب البعث، مجلس قيادة الثورة، الحكومة، النظام العراقي. بالحقيقة هذه كلايتها تدل على معنى واحد لشخص اسمه صدام التكريتي يحكم العراق صار له تقريباً 34 سنة، خلال ها الـ 34 سنة أنواع الجرائم ارتكبت بالعراق، بدأها صدام بمحاولة إجرامية لاغتيال عبد الكريم قاسم، وهاي بداية بروزه السياسي، وهذا كل اللي خلفه، يعني هو هذا اللي أنطاه دافع لأن يستمر بهذه العملية، اتسلل إلى حزب البعث وبعدين أنهى حزب البعث بالكامل، حزب البعث لحد عام 79 بعد ما أكو حزب بعث بالعراق، وأي كلام عن حزب وقيادة وكذا، هذا كلام مو صحيح وراها مباشرة بلَّش العراق بحرب طاحنة 8 سنوات مع إيران، هاي الـ 8 سنوات العراقيين دفعوا ما لا يقل عن نصف مليون رجل بين شهيد ومعوق إلى آخره، ومختلف التشويهات اللي لحقت العراقيين.
غسان بن جدو[مقاطعاً]: بس عفواً يعني أنتم كنت جزء من هذا النظام، يعني أنت خرجت أخيراً من العراق، فأنت كنت جزء من هذا النظام.
نجيب الصالحي: نعم كنت جزء من هذا النظام، وكنت جزء من الجيش العراقي، وأتشرف بالانتماء إلى الجيش العراقي، وصدام ورط الجيش العراقي (…) في حرب على الحدود، مسؤولين ندافع عن بلادنا، ولو يتكرر الموقف أيضاً ندافع عن حدود بلادنا، هذه مو سبة كنا جزء بالنظام، كنا جزء من الجيش العراقي، ما كنا جزء من النظام.
الشيء الآخر: انتهت خلال سنوات الحرب العراقية – الإيرانية كان الوضع الإرهابي بالداخل يزداد، صدام كان يذبح بكل العراقيين، ما خلى، نخبة ضباط القوات المسلحة العراقية سكنهم القبور، رجال دين، أكاديميين سياسيين، فاضل البراك (مدير الأمن العراقي السابق) اعترف مرة قال: فقط من مدينة بغداد قتل 124 ألف رجل من تنظيمات حزب الدعوة فقط من بغداد، تصور حجم الكارثة. وهذه مرينا بها. إضافة إلى ذلك كثير من البعثيين والعسكريين إلى أن انتهت.. انتهت الحرب العراقية -الإيرانية، قام بعمل لا أخلاقي، غزوه لدولة شقيقة..
غسان بن جدو[مقاطعاً]: لا حتى نكون واضحين، سيد نجيب الصالحي نحن الآن لسنا هنا في صدد محاكمة النظام العراقي لا. نحن نتحدث الآن.. أنتم خياراتكم لا شك أنكم إذا.. يعني انضممت إلى المعارضة، فهذا يعني أنكم رافضون لهذا النظام..
نجيب الصالحي: صحيح.. صحيح.
غسان بن جدو: إذن نحن نتحدث عن هذه الخيارات، حتى لا نحاكم نظام..
نجيب الصالحي: الخيارات صح.
غسان بن جدو: نقول أنه.. وإلا كنا جبنا الآن وزيراً من الحكومة العراقية ويتحدث عن كل هذه المسائل، الآن هنا السؤال بشكل..
نجيب الصالحي: لا وزير ما له علاقة الوزير..
غسان بن جدو: لا.. طيب يا سيدي على كل حال..
نجيب الصالحي: والعراق ما مسؤول الوزير..
غسان بن جدو: طيب.. طيب، إذن خلينا نتحدث بشكل واضح، أنتم تدعون إلى إسقاط النظام بالقوة المسلحة وبالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، الشبهة القائمة الآن التي لا.. في الشارع العربي وفي النخبة… جزء من النخبة العربية، وحتى جزء من المعارضة العراقية الذي يقول: كيف أنتم تستأسدون بالقوة الأميركية والمجتمع الآخر على هذا النظام القائم في داخل وطنكم؟ هذا هو المسألة؟
نجيب الصالحي: أنا جاي لك.. أنا جاي لك، بس أريد أجيبك إلى الحالة اللي الأخ يقول بها 650 ألف طفل عراقي بسبب الحصار، هو من اللي سبب الحصار؟ هو صدام سبب الحصار، بعد كارثة الكويت واللي هي عمل لا أخلاقي جا بيتدخل إلى الكويت وقام بالحصار وهاي العقوبات كلتها جت..
غسان بن جدو: طيب، كل هذه محاكمة للنظام يا سيد نجيب الصالحي خلينا الآن في موضوعنا، أنا سؤالي واضح..
نجيب الصالحي: أخليك.. أخليك بصراحة.
غسان بن جدو: هذه فرصة حتى.. تجيب على هذه النقطة الأساسية.
نجيب الصالحي: جيد.. جيد، العراقيين حاولوا بكل قوتهم أن يغيرون هذا النظام لكن النظام مكرس كل جهوده للقضايا الأمنية والإرهابية، مختلف أنواع الإرهاب استخدمت ضد.. ضد العراقيين، المعارضة العراقية حديثة العلاقة بأميركا أو أميركا حديثة الدخول على المعارضة العراقية صار لها عشر سنوات، المعارضة العراقية بـ 68 أكو معارضة للنظام، ليش الشيخ عبد العزيز البدري والآخرين اللي قتلوا مو من 69، كل الحالات المعارضة العراقية حاولت أن تنهي هذا النظام شافت صعوبة، صعوبة كبيرة أخي، النظام كاد أن يسقط عام 91 بالانتفاضة الشعبية اللي عمت كل العراق إلا قليل، مع ذلك لفقدان العامل الدولي فشلت الانتفاضة، قدر صدام أن يجهض الانتفاضة، طالما العامل الدولي يشتغل لصالح صدام.
غسان بن جدو: لكن هذا يعني بالضرورة بأن النظام قوي جداً هناك.. يعني كيف تقول لي بأنه الانتفاضة شعبية وعارمة وكل المحافظات، وفي نهاية المطاف لأن العامل الدولي لم يتدخل فإن النظام استطاع أن يستقوي، هذا يعني قوي، أليس كذلك سيد جواد الخالصي؟ اتفضل.
جواد الخالصي: لا ليس كذلك، العامل الدولي في الانتفاضة تدخل لصالح النظام، وفسح له المجال وقدم له دعماً في دعم.. في قمع الشعب العراقي في انتفاضة.
غسان بن جدو: طب ماذا تقول في خياره الآن؟
جواد الخالصي: فخيار السيد..
غسان بن جدو: ماذا تقول في هذا الخيار الذي يطرحه السيد نجيب الصالحي؟
جواد الخالصي: السيد نجيب الصالحي خياره يقول -على رأيه- نحن عاجزون على -هو يعني والجماعة الذين يرتأون- نحن عاجزون عن تغيير الوضع في العراق الذي هو وضع مأساوي كارثي، وكما كان النظام يحظى بدعم الأميركان في فترات سابقة، هذا يعطينا مبرر نحن أن نحظى بدعم الأميركان للتخلص من النظام كلام هذه الجهة من المعارضة، نحن الذين اعترضنا على علاقات النظام بأميركا وحصوله على الدعم من أميركا، نعترض كذلك على من يأخذ الدعم من أميركا الآن لإسقاط النظام، نفس الاعتراض قائم مبدئي وفيه مصلحة للوطن، اعتراضنا مبدئي وفيه مصلحة للوطن، (رامسفيلد) كان في بغداد عام 83 مع ضباط من كبار ضباط الأركان الأميركان لدعم موقف الحكم القائم في العراق الذي.. أنا أؤيد كلام السيد نجيب أنه في العراق هناك شخص واحد يحكم، وهو بالمصطلح السياسي الرئيس صدام حسين -أو التكريتي هذا لقبه القديم معروف- ليس هنالك أحد غيره، هذا أيضاً صحيح، فحين حظي بالدعم من رامسفيلد شخصياً (وزير الدفاع الحالي في أميركا) وأنتج هذا الدعم هذه الكارثة الطويلة التي خططت لها أميركا، الجماعة يقولون نحن الآن أيضاً نمتلك المبرر.. نفس المبرر الشرعي لتخليص العراق إذا كان يقول ذاك من أجل العراق فالجماعة يقولون: نحن أيضاً من أجل العراق، نحن رأينا أن لا هذا كان من أجل العراق، ومع احترامنا للسيد نجيب والإخوة الذين معه، هذا أيضاً ليس فيه مصلحة للعراق، فيه ضرر للعراق، وفيه مأساة قادمة…
غسان بن جدو [مقاطعاً]: يعني أي ضرر؟ ما هو الضرر؟
جواد الخالصي: الضرر الاحتلال الأميركي، تعيين حاكم عسكري، ضرر تغيير دين الشعب العراقي، ضرر القضاء على ما بقي من غيرة في هذا الشعب، والشعب العراقي شعب يعيش يعني يضحي بحياته لكي تبقى غيرته، فأميركا حين تأتي بماذا ستأتي؟ ستأتي بهذه البدع العولمية التي يدعونها، وأنت تعلم أنهم في أفغانستان يطبقون هذا جاءوا بأغاني غربية للشعب الباكستاني الجائع..
غسان بن جدو: الأفغاني..
جواد الخالصي: الأفغاني عفواً، فهذا الأمر سيقومون به في العراق، فهنالك خطر مستقبلي، ثم ليس على العراق وحده، العراق سيكون منفذ، إيران في خطر، سوريا في خطر، حزب الله والمقاومة في خطر، المقاومة الفلسطينية التي هي تخوض مراحل كفاحها الكبرى الآن في خطر، السعودية في خطر، دول الخليج ستكون في خطر أيضاً.
غسان بن جدو: يعني هل تريد.. تريد القول بأن ما يمكن أن يحصل من تغيير في العراق على يد المعارضة العراقية بالتعاون مع القوات الأميركية أو بالعكس -على يد القوات الأميركية ومتعاونة بعض الجماعات العراقية الخطر ليس فقط على العراق، ولكن حتى على المنطقة بشكل كامل؟
جواد الخالصي: على كل المنطقة.
غسان بن جدو: يعني هل تريد.. يعني هل نفهم من ذلك أن كل جماعات المعارضة وما شاء الله من رموز وقوي وجماعات إلى آخره كلها وكأنك تصورها شيخ جواد وكأنها مجرد بيادق داخل الإدارة الأميركية تحركه كيفما تشاء.
جواد الخالصي: لا لا، إحنا نوافق ما قاله السيد وميض أنه ليس كلهم بيادق.
غسان بن جدو: لا لا هذه الجماعات التي متعاونة.
جواد الخالصي: الآن مع.. مع أميركا أنا.
غسان بن جدو: مع أميركا، لكن هناك قوى إسلامية متعاونه مع أميركا شيخ جواد الخالصي.
جواد الخالصي: نحن.. نحن كنا.
غسان بن جدو: يعني ليست فقط القوى العلمانية والتي تؤمن بالعولمة والليبرالية، هناك قوى إسلامية تتعاون مع أميركا.
جواد الخالصي: أستاذ غسان.. أستاذ غسان.
غسان بن جدو: تفضل.
جواد الخالصي: القوى الإسلامية المتعاونة مع أميركا أكثر مدانة من القوى غير الإسلامية المتعاونة مع أميركا، بل أنا أقول بوضوح أن هذه القوى لم تمثل لا شعب العراق ولا الحركة الإسلامية العراقية ولا شيعة العراق الذين هم أكثر اضطهاداً في كل الأوقات وفي كل الظروف.
غسان بن جدو: لكن عفواً يعني المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق مجلس كبير له أتباعه، له مريدوه بالآلاف بالعشرة آلاف في داخله.
جواد الخالصي: صحيح، ولكن المجلس الأعلى الذي أولاً ليس له أتباعه بالآلاف، المجلس الأعلى الآن يمثل خط واحد هو خط السيد باقر الحكيم، وهذا المجلس قام السيد الحكيم شخصياً بتقليصه بأفراد مؤيدين له ذاتاً وخرج كل المخلصين من المجلس، أنا عضو مؤسس في المجلس الأعلى يوم تأسس المجلس، لكن هؤلاء المعارضون من كل الفئات الذين هم في المجلس خرجوا واحتجوا حتى قيادة فيلق بدر احتجت على هذه العلاقة وقائد الفيلق قدَّم استقالته عندما جرت العلاقة بين جماعة المجلس الحاليين وبين الإدارة الأميركية.
غسان بن جدو: نعم، لكن يبدو الإدارة الأميركية التي ترصد واقع المعارضة العراقية جيداً تعتقد -أو هكذا ترى- بأن المجلس يمثل القوى الرئيسية بدليل أنه الفصيل.. يعني جزء من الفصيل.. مجموعة الست الذي ذهبت إلى واشنطن.
جواد الخالصي: الإدارة الأميركية تريد أن تسوق هذه القضية، وليس.. ولا تعتقد بها، لأنها تبحث عن أُناس ليس لهم ذلك الامتداد.
غسان بن جدو: إذا كان هناك لديك من تعليق سيد نجيب الصالحي تفضل وإلا خلي.. يعني دعني أتوجه للجمهور..
نجيب الصالحي: لأ أنا أشوف يعني سماحة الشيخ يعني تجنَّي كثيراً على الاتجاهات الشعبية وعلى التيار الإسلامي، يعني إحنا مو من حقنا إنه نقول المجلس ما عنده إلا بضعة آلاف وبقية الحركات ما عندها إلا بضعة كذا، إحنا عراقيين خلي كل من يعني يعرف ويحترم حجم الآخرين، المجلس الأعلى، وأنا مو من الأحزاب الإسلامية ولرئيسه السيد باقر الحكيم مجلس محترم والسيد باقر الحكيم شخصية معروفة، الفرق بين حضرتك والسيد باقر الحكيم.. سيد باقر الحكيم يمارس القيادة الميدانية الآن، وعليه هو مسؤول أمام الشعب العراقي سواء بالتعامل مع أميركا إذا كان هذا التعامل صحيح أو خطأ هو المسؤول التعامل وياه، أما أنا ما أقدر أتحمل هذه المسؤولية مو رجل دين، وحضرتك أنت مو بالمسؤولية المباشرة، أنت تنطي وجهة نظرك.
جواد الخالصي: لماذا؟ أنا بالقيادة الميدانية ومع الشعب العراقي.
غسان بن جدو: لكن هناك.. لأ هناك حتى حزب الدعوة.. حتى حزب الدعوة الذي يعتبر حزب يعني ومعروف هو حتى رافض التعاون مع أميركا حتى المؤتمر الذي يعني سيعقد في لندن قريباً حسب ما قالت هنا جريدته أنا لدي هذه الجريدة هنا حسب ما قالت آخر عدد من جريدة "الجهاد" تقول: يعني تأجيل مؤتمر هذا الرجل الجعفري هو قيادي في حزب الدعوة.. قيادي في حزب الدعوة يقول: بأنه دُعي حزب الدعوة لم يشارك، أي بالتالي هناك بعض الأطراف الإسلامية الأخرى التي ترفض هذا.. هذا الأمر، يعني ليس فقط بعض الأشخاص والرموز.
نجيب الصالحي: أستاذ غسان.
غسان بن جدو: وكما أعود وأكرر -سيد نجيب الصالحي- يعني من الخطير جداً.. من الخطير جداً طبعاً أن.. أن نقيِّم الخيارات على أساس مَنْ القوي ومَنْ الأضعف، من الكثير ومن.. بشكل عام وليس فقط يتعلق بالمعارضة.
جواد الخالصي: هنالك.. هناك جهات متعددة في المعارضة الإسلامية العراقية دُعيت إلى أميركا وضُغط عليها لكي تحضر ودعيت إلى هذا المؤتمر، كما دعيت إلى مؤتمرات سابقة ورفضت الحضور وأصرت على موقفها من أجل هذه الأسباب، أما القيادة الميدانية فمع اعتزازنا واحترامنا لرأي السيد نجيب الصالحي القيادة الميدانية نحن أيضاً.. نحن بالحقيقة نحن في الميدان أكثر من غيرنا هكذا نقول، نحن عشنا مع الشعب العراقي وواسيناه ومازلنا نسير في هذا الطريق، أما أنه الإنسان يتقوى بالغير لكي يكون مسألة ليست.. ليست عملية.
غسان بن جدو: وإن كان هذا الكلام نحن نسمعه من الجميع، معلش سيد نجيب الصالحي…
نجيب الصالحي: لا بس اسمح لي.. بس اسمحوا لي بشيء واحد يعني كلام مع سماحة الشيخ.
غسان بن جدو: باختصار.
نجيب الصالحي: إحنا نقصد بالقيادة الميدانية هو رأي الشعب العراقي بالداخل.
جواد الخالصي: وهذا أيضاً أقصده أنا.
نجيب الصالحي: وأنت تقصده، أنت ذكرت لي مثل وأنا ذكرت لك مثل، اليوم العراقيين بالداخل الآن أيش يريدون.. يريدون فتاوى لو يريدون.. لو يريدون تحرير، المعارضة العراقية اللي بالخارج إحنا المفروض نشتغل، اللي يقدر يقدر، واللي ما يقدر على الأقل يسكت، أما إذا ما يقدر ويمنع أي عمل، الشعب العراقي في سجن إخوان، اللي قاعد بالسجن يدور له واحد يطلق سراحه، أميركا صارت هي الشرطة بالعالم، هي القوة بالعالم، هي اللي كل العراقيين يعتقدوها هي متمسكة بصدام وتمنع سقوطه، وعليه أميركا ما تريد تشتغل على.. تريد تغير صدام، إحنا ما نقدر نوقفها، إحنا ما كنا طالبين أميركا أن تدخل، ولا طلبنا ولا راح نقدر نوقفها لأميركا، سماحة الشيخ قال كلام صحيح، أميركا من راح تدخل بالعراق، العراق يكون البداية وما ترضى فقط بالعراق.
غسان بن جدو: وأنتم مدركون لهذا الأمر!!
نجيب الصالحي: مدركون.. وإحنا ما.. إحنا ما جايبين أميركا مدركين أو ما مدركين. أميركا إذا دخلت للعراق معناتها العراق البداية وفعلاً هذه الأقطار والدول كلايتها يتهددون بنفس.. بنفس الأخطار المحتملة لأنظمتهم، فعليهم أن يشوفون حل آخر، هذه مو مسؤوليتنا، يعني أميركا إحنا المعارضة إحنا نقولها لا تروحون على صدام هم يقولون نعم ما راح نقف، ليش هو إحنا اللي حركناهم؟ صار لنا 12 السنة، أي دعم من عندهم ماكو، الآن أكو موقف طارئ يخص موقف الأمن الأميركي، ما يخصنا إحنا إذا يريدون يغيرون صدام، افرضه عميل انتهى دوره يريدون يستخدموه استخدام كامل، يريدون يربحون حتى في عملية خروجه، هذا الذي يحدث.
غسان بن جدو: طيب، لكن هذا.. يعني هذا الإقرار طبعاً يعني هناك طرف آخر يقول بوضوح إن ما تتفضل به صحيح أميركا هي القوة العظمى بل هي القوة الأعظم، القطار الأميركي سائر بلا رحمة، يريد أن يزيح نظام القائم في.. في العراق، هذا كله، هناك استراتيجية إقليمية أبعد مدى، لكن الموقف التاريخي لأي طرف لأي شخص حتى وإن كان يعاني.. ينبغي أن يتخذ موقف تاريخي، ليس بالضرورة أنك إذا كنت الآن يعني لأن أميركا هي القوية ينبغي أن تسير في ركبها هذا بشكل عام، يعني هذا ليس مبرر سيد نجيب الصالحي أنت تقنع به الشعب العراقي وبعض الجماعات تقول أميركا…
نجيب الصالحي [مقاطعاً]: لأنه مو مبرر، مو مبرر لكن إحنا.. إحنا نريد.. إحنا نريد نغير هذا النظام.
غسان بن جدو: نعم.
نجيب الصالحي: إحنا نريد نغير هذا النظام أكو موقف دول لصالحنا.
غسان بن جدو: ومكره أخاك لا بطل، أنتم مضطرون للتعاون مع أميركا.
نجيب الصالحي: أكو موقف دولي لصالحنا نقول لهم بطلوا من صدام؟! إحنا بنريد نغير، حاولنا الشعب العراقي نطى دم الآلاف الناس اندبحت، 100 ألف واحد كان بالسجون العراقية، أطلق سراح 13 ألف واحد من عندهم، 83 ألف سجين وين.. وين صاروا؟ كلهم بمقابر جماعية تمتد من البصرة (لزاخوم).
غسان بن جدو: طيب.. طيب يعني خلينا نعطي الكلمة للجمهور فيه هناك أكثر من شخص يريد يتدخل، تفضل بس باختصار شديد أرجوكم، يعني جميعكم محترم وجميعكم يستطيع أن يتحدث كثيراً وأفضل مني هنا، بس الوقت مو.. يعني ضيق جداً فكلمات مركزة من فضلك، تفضل.
مصطفى مختار: نعم شكراً يا أستاذ غسان.
غسان بن جدو: أهلاً.
مصطفى مختار: حقيقة نريد أن نطرح.
غسان بن جدو: نود أن نتعرف عليك إذا سمحت.
مصطفى مختار: نعم، مصطفى مختار (منظمة الدفاع عن حقوق الأكراد في أوروبا)، حقيقة نريد أن نتوجه بالسؤال إلى الأستاذ صالحي فإذا كان استناداً إلى تكهنات مجلة "التايم" كنت العميد كرزاي الصالحي فماذا يكون موقفكم تجاه القضية الكردية؟ وإذا كنتم تعلمون بأن القيادات الكردية الوطنية والإسلامية جميعها تؤكد على أنه الخيار الأفضل هو الديمقراطية للعراق والفيدرالية لكردستان العراق، وإذا كنتم تعلمون بالأمس كان هناك مؤتمر كردي موسع في باريس وأعلن الزعيمان الكرديان الأستاذ مسعود البرزاني والأستاذ جلال الطلباني بأن موقفهم مع عراق موحد لكن ضمن عراق تعددي يؤمن بالتعددية البرلمانية ويؤمن باحترام حقوق الإنسان، ولكن فيدرالية لكردستان العراق، فماذا يكون موقفكم؟
غسان بن جدو: سؤال جيد، تفضل.. تفضل أستاذ عزب إذا سمحت.. إذا سمحت.
العزب الطيب الطاهر: العزب الطيب الطاهر (جريدة "الراية" القطرية ومراسل "الأهرام") سؤالي أيضاً للأستاذ الصالحي أو العميد الصالحي -إن صح التعبير- طبقاً للتوصيف العسكري، يعني كيف توافق على المشاركة في عمل عسكري ستكون نتيجته طبقاً لتقديرات من وزارة الدفاع الروسية نشرتها صحيفة "النجم الأحمر" مؤخراً تقول: أنه سوف يموت نصف مليون عراقي إذا ما استخدمت أميركا الأسلحة العادية، وفي.. إذا استخدمت أسلحة الدمار الشامل سوف تكون الحصيلة أربعة مليون عراقي.
هذه هو.. هذا هو المحور الأساسي تشارك في عمل تكون نتيجته دمار ومقتل العراقيين وأنت تقول أنك تدافع عن الوطن وعن العراقيين، كيف تشارك في عمل ستكون نتيجته هذه الحصيلة الكارثية -وفقاً لتعبير فضيلة الشيخ- أنا لا.. تقول أنت تعيش في أميركا منذ 12 عاماً ولا تتلقى دعماً من أميركا، يعني.. يعني هذه.. هذه القضية فيها شك يعني.
غسان بن جدو: دعماً.. وهذه…
العزب الطيب الطاهر: كيف تعيشك ومن يمول تنظيمك ومن سوف يدفع لك نفقات التسليح ونفقات المشاركة؟ هذه أسئلة خطيرة نود الإجابة عنها بصراحة.
غسان بن جدو: من فضلك لو سمحت، تفضل.
صبري السنهوري: صبري السنهوري (صحفي بجريدة "الراية" القطرية) أسأل سيادة العميد برضو عن ما أثير عن اتصالات الضباط العراقيين بإسرائيل وهذه نقطة لم يتم التطرق إليها.
غسان بن جدو: لا هي موجودة الحقيقة في ملفنا ولكن مفيد أنك طرحت هذا السؤال، لأنها نقطة أساسية نعم، صحيح.
صبري السنهوري: والنقطة الأخرى ما هو.. أين موقعكم من الخريطة التي ترسمها أميركا لعراق ما بعد صدام حسين؟ وهل أُطلعتم على هذه الخطط؟ مجلة "news" الأميركية US news"" الأميركية أشارت مؤخراً.
غسان بن جدو: report…. US news.
صبري السنهوري: أيوه، إلى خطط لمرحلة ما بعد صدام حسين، لم.. لم تتطرق فيها إلى المعارضة العراقية أو دورها، وهذا نتيجة لأن أميركا تعرف حجم المعارضة العراقية بالضبط..
غسان بن جدو: صحيح.
صبري السنهوري: إنها غير قادرة على التأثير في مرحلة ما بعد صدام حسين، فشكراً.
غسان بن جدو: شكراً جزيلاً شكراً، من فضلك.
عبد الكريم حشيش: يعني أرجو أن تمنحني بعض الوقت.
غسان بن جدو: تفضل بإيجاز يعني كما كما للإخوان تفضل.
عبد الكريم حشيش: يعني أنا لي مداخلة تم تساؤلات، أنا عبد الكريم حشيش من جريدة "الراية" القطرية، يعني في الواقع أنا بأشوف يعني ضرورة إعطاء صورة سريعة للأسباب يعني التي تجعل هناك اتجاه ما داخل الرأي العام العربي قد يتفق أو يقترب من المعارضة العراقية، لأنه يعني هذه صورة مهمة جداً وأنا يعني.. يعني لم يتطرق إليها الحوار، يعني قبل أن نتعجل في الحكم على الإخوة من المعارضة العراقية في طلبهم لمجيء القوات الأميركية لتحريرهم من النظام العراقي علينا أولاً أن نتأمل المشهد العربي وفي القلب منه العراق منذ الاستقلال وحتى الآن، فبتأمل المشهد العربي -يا أستاذ غسان- ستجد أن الوضع العربي كئيب كئيب إلى يعني أقصى مدى، منذ أن أخرج الاستعمار جيوشه ويعني نحن وكشعوب عربية -والحمد لله- يعني أحوالنا من.. من سيئ إلى أسوأ، وإذا ما قارنا أنفسنا كشعوب عربية مع شعوب مثل أوروبا وأميركا يعني ليس هناك أي يعني.. يعني أي وضع يقربنا من هذه الشعوب رغم إنه معظم دولنا حصلت على استقلال منذ نصف قرن، أنا في رأيي أن يعني الأنظمة.. الممارسة التي أوجدتها الأنظمة الرسمية أو الأنظمة الوطنية..
غسان بن جدو: من فضلك.. لا أرجوك سيدي يعني..
عبد الكريم حشيش: أرجو أن تسمح لي لأنها مهمة جداً يعني مهمة حتى.. حتى أستطيع يعني أطرح تساؤلي.
غسان بن جدو: طيب، لأ.. خلينا الآن في الملف العراقي، لأن إذا كنا.. سيد عب الكريم.
عبد الكريم حشيش: الممارسة التي.. بعد إذنك أستاذ غسان يعني أرجو أن تسمح لي..
غسان بن جدو: أنت صحفي.. أنت صحفي عزيز وحبيب وزميل كبير.
عبد الكريم حشيش: أرجو أن تسمح لي بدقيقة أو دقيقة ونص، دقيقة أو دقيقة ونص.
غسان بن جدو: تحدث عن العراق من فضلك.. من فضلك أرجوك.
عبد الكريم حشيش: نحن.. أي أنا أسمع عراق ما بعد صدام، لكن هذه الصورة ضرورية ومهمة جداً حيث أدت هذه الممارسات إلى خلق ثقافة جديدة موالية للحضارة الغربية، والأكثر من ذلك أن هناك أفكار يطالب أصحابها بعودة بلداننا إلى أحضان الاستعمار، لماذا؟ لماذا؟ من الذي أوجد هذه الأفكار؟ ومن الذي خلق هذه الثقافة؟ ومن الذي جعل هناك معارضة…
غسان بن جدو [مقاطعاً]: طب ما هي الحجة الآن إلى صالح المعارضة العراقية؟
عبد الكريم حشيش: معارضة عراقية تذهب إلى الخارج وتستعين بأميركا على العراق؟ كلها.. كل هذه الأسئلة يجب أن نطرحها وبشجاعة على أنفسنا دون أن نخشى من لوم اللائمين، لكن ومع ذلك فإنني لا أوافق أو.. أو.. أو لا.. لا أثق في أقوال المعارضة العراقية من أن الولايات المتحدة الأميركية ستأتي إلى العراق لكي تحرره من الاستبداد، أو من أزماته أو أن تجلب له الديمقراطية على فوهة المدافع، لأن هذه الأقوال تبقى مجرد أقول ليس لأصحابها سند أو دليل.
لكني أسأل الدكتور وميض نظمي و.. وهو يعني من.. أستاذ علوم سياسية ويعني قد سبق لي أن عملت معه حواراً صحفياً في 92، أسأله هل ما يُقال الآن من استمرار النظام العراقي يعني وبصراحة استمرار معاناة العراق؟ هل تغيير النظام العراقي بأي شكل من الأشكال بالمعارضة العراقية من الداخل أو من الخارج هل ذلك سيؤدي إلى حياة الجسد العراقي؟
غسان بن جدو: شكراً جزيلاً، تفضل.. تفضل يا سيدي.
عبد الرحمن السعد: أرجو أن تمنحني الفرصة، عبد الرحمن السعد، أرى أن (بعفات) المعارضة ومنهم السيد نجيب يتحججون لدى الغرب وأميركا بحجج غياب الديمقراطية في العراق والاضطهاد في العراق وما سببه النظام العراقي، ما فيه شك إن.. نرى أن النظام العراقي يجب أن.. أن يتغير لكن ليست بالطريقة الأميركية التي هي تزيد من معاناة الشعب العراقي ولا تحل المشكلة.
فسؤالي للسيد نجيب هل هناك حجج غير غياب الديمقراطية ونحن.. نحن نعلم بحال الديمقراطية في العالم العربي، هل هناك حجج أخرى غير هذه الحجج؟
غسان بن جدو: أحسنت، تفضل.
حمادة إمام: حمادة إمام (صحفي من جريدة "الراية") سؤالي موجه للسيد نجيب وهو متعلق بإن واقع الحال يؤكد إنه لا يوجد ما يسمى بالمعارضة العراقية، وأن المسألة كلها لا تتعدى مجرد الخلاف على من يحمل الشنطة أو شنطة الدولارات، لأن السيد نجيب هو رجل عسكري يستطيع أن يؤكد لنا إن مفهوم التدخل الخارجي اللي هو الطرح الأميركي اللي هو مطروح الآن إن أبسط بديهيات العمليات الاستخباراتية بتقول: إن دعم قوة في حالة الفشل الغزو من الخارج بيتم دعم قوى من الداخل، القوى دي يكون مشترط فيها إنها تكون أقلية وليست أغلبية، لأنها لو كانت أغلبية طبعاً كانت تقدر تقوم بثورة وإن القوى اللي موجودة بالداخل دية لابد إن يكون لها محاور وهي بتتحرك، محور دعائي بيقوم على زعزعة الثقة بالنظام وتشويه.. وتشويه صورة النظام القائم وفي نفس الوقت بتقوم على أرض الواقع القيام ببعض العمليات مثل تفجير ونصب شراك خداعية وتفجير كمائن، فالواقع واللي أحب السيد نجيب يؤكد لي عليه إن هو ما فيش لحد الآن موجود معارضة عراقية بالشكل المتعارف عليه، أو عدم وجود قوة تستطيع على أرض الواقع من داخل العراق أن تتحرك وتقوم بأي عمل لإسقاط النظام العراقي، والدليل على مسألة عدم الثقة.. الثقة.. عدم ثقة الأميركان تجاه المعارضة العراقية وعدم الثقة بين أطراف المعارضة ذات نفسها والدليل الواقع الحوار اللي دار بين السيد نجيب الآن والسيد جواد، ما فيش نقطة تلاقي سوى سقوط نظام حسين، لكن ماذا بعد صدام حسين؟ ما حدش طرح هذا الحل.
غسان بن جدو: هذا سؤال محوري.. سؤال جوهري، تفضل أخي من فضلك.
محمد صالح: أنا باختصار أنا محمد صالح (من صحيفة "الوطن" القطرية) أنا سؤالي باختصار: تحدث دكتور وميض عن أن الوفاق موجود وهو ينظر للمعارضة أو المعارضين بالخارج كمواطنين، وأنت تحدثت عن أن الخيار النهائي -سعادة العميد نجيب- أنه الخيار النهائي هو إسقاط النظام بالقوة، من حديثه استشفينا إنه فيه وفاق يمكن أن يكون هناك اتفاقيات معينة بينهم وبين المعارضة الخارجية، بدل أن تكونوا أنتم في مواجهة الشارع العربي لأنكم متهمون بالاتفاق مع أميركا، وإسقاط نظام صدام بالقوة، لماذا؟ أو حدثنا هل هناك اتفاقات تمت، هل هناك عقدت جلسات.. ندوات بينكم وبينهم، أم هناك أمل..؟
غسان بن جدو: المعارضة في الداخل.
محمد صالح: المعارضة في الداخل، هل هناك جلسات تمت، هل هناك اتفاقات معينة أبرمت، أم.. أم إذا لم تكون قد أبرمت يبدو أن الحوار السلمي أو الوفاق بينكم وبينهم أفضل من أن تكونوا أنتم في مواجهة أميركا.
غسان بن جدو: نعم، شكراً، تفضل.. تفضل سيد.
نائل جاد الله: نائل جاد الله، مواطن عربي، بس لو سمحت أسألك سؤال، أنت كيف عرفت إنك أنت أغلبية؟ وعلى أي أساس بدك تدخل الجيش الأميركي إلى جوه الشعب العراقي وأيش هتسوي إذا استلمت الحكم، هل هتسوي زي صدام حسين وتخضع لك كل المعارضة الثانية، زي ما شفنا فيه اختلاف بينك وبين الإسلاميين، وبين الثانيين اللي بدهمش الأميركان ييجوا، شو راح تسوي فيهم أنت؟
غسان بن جدو: نعم، اتفضل يا سيد.
نوريه صالحي: نوريه صالحي (مواطن عراقي مقيم خارج العراق)، السؤال هو فرضنا أن القطار الأميركي الاستعماري جاي إلى الوطن العربي بدون تأخير، فالسؤال هو من يستطيع أن يقف هذا القطار؟ المعارضة العراقية، النظام صدام، أو الأنظمة العربية؟
غسان بن جدو: شكراً جزيلاً لك. هناك الحقيقة عدد كبير من الأسئلة ومن الملاحظات، بعضها.. جله موجه للسيد الصالحي، هناك نقاط أخرى أسأل فيها الشيخ جود الخالصي، وملاحظات للدكتور وميض نظمي، وهي الحقيقة جزء من.. من محاور عدة مطروحة في هذا النقاش.
[فاصل إعلاني]
موقف المعارضة من القضية الكردية وتصورها لحلها
غسان بن جدو: قبل أن أختم، يعني أريد أن أختم نهائياً مع الجمهور بمداخلة جديدة، ولكن سؤال للشيخ جواد الخالصي، تفضل سيدي من فضلك.
مصطفى مختار: نعم سؤال الموجه لفضيلة الشيخ جواد الخالصي، وهو باعتبار يمثل الجبهة الإسلامية المتحدة، فنعود أيضاً إلى القضية الكردية، إذا كنتم في السلطة، ووفق نظام تعددي برلماني، كما تعلمون أن في الإسلام هو نظام الولايات الإسلامية ما يقارب الفيدرالية، يعني كانت حتى إلى أواخر العهد العثماني، كان هناك نظام للولايات، كل ولاية تحكم نفسها بنفسها، فإذن ما هو تصوركم لحل القضية الكردية؟ وكما تعلمون أن قادة الكرد يؤكدون على أن الحل الأمثل الآن للقضية الكردية داخل.
غسان بن جدو: كونفدرالية.
مصطفى مختار: هو الفيدرالية، وليس الكونفدرالية.
غسان بن جدو: نعم، فيدرالية نعم، شكراً.
مصطفى مختار: كونفدرالية بين دولتين، أما الفيدرالية ضمن دولة واحدة، الفيدرالية هي تؤكد على وحدة الأرض ووحدة الشعب.
غسان بن جدو: العراق، شكراً، نعم شكراً جزيلاً. سيد نجيب الصالحي، يعني خلينا نفوت مباشرة يعني باختصار شديد فيما يتعلق بالقضية الكردية، مع الإشارة هنا لأنه وصلني فاكس من السيد داود باغستاني (رئيس مجلس.. يعني مسؤول رابطة حقوق الإنسان في كردستان العراق) والحقيقة إنه أرسل فاكس يعدد فيه بعض ما يصفه بالمظالم المتعددة، وربما سنخصص حلقة مقبلة حول القضية الكردية بشكل أساسي، ولكن تفضل في هذه النقطة، ولكن أرجو أن تجمل فيما يتعلق برؤيتك للقضية الكردية ولمستقبل العراق إذا استلمتم.
نجيب الصالحي: القضية الكردية، وكل الفاكس اللي إجى، وكل الطروحات اللي.. هذا جزء من المظالم كبيرة للشعب العراقي، بأتصور أيش قد القضية الكردية اللي هي جزء من هذه المظالم، إذن العراقيين أيش قد يعانون من ظلم وضيم.
الحقيقة إحنا نقدر الطموح المشروع لإخواننا الأكراد بالفيدرالية والإدارة الذاتية ضمن عراق موحد ديمقراطي تعددي، ونأمل عليه -إن شاء الله- في المستقبل، ومن خلال تآخي.. ومن خلال التآخي والتعددية والإدارة الديمقراطية، بحيث كل مواطن عراقي يأخذ الطريق الصحيح، سواءً كانوا من الأكراد أو التركمان، أو الآشوريين، و.. إلى جانب إخوانهم العرب.
غسان بن جدو: يعني أنت مع النظام الفيدرالي؟ حتى نفهم.
نجيب الصالحي: يعني أنت هذا نقول إحنا نؤيد طموح الإخوة الأكراد وتطلعهم نحو الإدارة الفيدرالية لكردستان.
غسان بن جدو: كويس.. ok، يعني هذا هو.. يعني نظام تعددي برلماني فيدرالي.
نجيب الصالحي: نعم.. نعم.
غسان بن جدو: جيد جداً. شيخ جواد الخالصي، في هذه القضية بالتحديد.
نجيب الصالحي: نظام الولايات أوسع من الفيدرالية، وأكثر تعميقاً للإخوة والروابط الإسلامية، فهو نظام إسلامي، يجب أن يقوم على أساس الإسلام، وهذا ما نريده لشعبنا الكردي وللشعب العراقي كله.
موقف المعارضة من حتمية الهجوم الأميركي على العراق
غسان بن جدو: نعم، سيد نجيب الصالحي، هناك عدد من الأسئلة الحقيقة التي وجه لكم، فيه سؤال من الأخ العزب الطيب، سؤال يعني المشكلة أنه هذه المعركة التي يمكن أن تحصل لإسقاط النظام القائم في بغداد، في العراق سيحصد عدد كبير من القتلى، يعني هناك من يقدر نصف مليون، 4 ملايين، المهم يعني عدد كبير…، كيف.. يعني أنت كعسكري، كيف يمكن أن.. أن تقبل وتوضح هذه المسألة؟
نجيب الصالحي: أخي العزيز، الدخلة مال البرنامج صارت دخلة مباشرة، وكأنه إحنا متفقين ويا الأميركان وجاي بيهم على العراق، إخوان.. القصة مو باالشكل هذا، إحنا لسنا مع الحرب، إحنا مع الإطاحة بنظام صدام وبدون أي مجاملة، النظام قتل من العراقيين مئات الألوف، نظام إرهابي، ديكتاتوري، الأخ هنانا يعني قال إذا ديكتاتورية وحدها، يعني النظام الديمقراطي، مو فقط ديكتاتورية أكو أنظمة ديكتاتورية بالعالم، ما عملوا اللي سواه بالعراق؟ العراق الآن مجزأ، مشرذم، النظام هو اللي جاب البلاوي هاي، هاي الأخطار الأميركية اللي بتتحدثون عنها واللي تشعرون بها النظام اللي جابهم موالمعارضة العراقية اللي جابهم. مين اللي سوَّى الحروب، مين اللي فرض الحصار على الشعب العراقي واللي الأخ هنانا يعني يقول 650 ألف طفل عدا الآخرين اللي راحو؟ مين.. النظام العراقي استلم العراق وميزانية الدولة بها فائض 36 مليار دولار، الآن العراق مطلوب 400 مليون دولار.
غسان بن جدو: مليار دولار.
نجيب الصالحي: 400 مليار دولار، هذه الكوارث كلها جابها هذا النظام، مو إحنا اللي جبناها، وحتى أميركا ما تريده هو، يا أخي الأقرب إلى أميركا، المعارضة العراقية أو صدام؟ صدام أقرب إلى أميركا، مين اللي نفذ المشاريع الأميركية بالمنطقة؟ مين اللي جاب أميركا لهاي المنطقة، ومين اللي راح يدخلها؟ مين اللي راح يجيب هذه الأخطار؟ هذه النظام اللي جابها.
إحنا نعمل على الإطاحة بهذا النظام، ونعمل أساساً بالداخل، واستخدمنا كل الوسائل السياسية، ولا نزال نعمل عليها، والخيار العسكري مو خيارنا، إحنا ما نريد الحرب، مثل ما كنا إحنا المعارضة نريد الحصار، هذه المفاهيم خاطئة.
غسان بن جدو: نعم. قبل…
نجيب الصالحي: أرجوكم أن تفهمون هذا الموضوع، الحرب مو خيارنا.. مو خيارنا الحرب.
والأخ اللي سأل سؤال شخصي إلي يقول صار لك 12 سنة بأميركا، ومين تصرف؟ أنا صار لي سنتين بأميركا، وأشتغل في أحد المعاهد العراقية، وآخذ راتب، وأعيِّش نفسي وعائلتي.
غسان بن جدو: طيب على كل حال هناك أسئلة أخرى ستوجه إليك، ولكن ما علهش أنا ينبغي أن أتوجه الآن إلى بغداد مع الدكتور وميض.. وميض نظمي، دكتور وميض، أولاً فيما يتعلق بالكلام الذي أشار إليه سيد نجيب الصالحي الآن، يعني يقول بأن تحصيل حاصل أن أميركا ستأتي إلى هناك، وأن المسؤول ليست المعارضة العراقية المسؤولة عما هو قائم، ولكن النظام.. نظام الحكم في بغداد هو المسؤول عن كل هذه.. عن كل هذه المسائل. أنتم في الداخل كيف تنظرون إلى هذه القضية، وهل أنه في نهاية المطاف أنتم -كما يقال- مكره أخاك لا بطل، ينبغي أن تنقادوا إلى هذه القافلة الجديدة المقادة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، هل هذا هو الخيار في رأيك بالنسبة لجزء من الشعب العراقي في الداخل، هذا هو هذا الخيار الوحيد المتاح أمامكم؟
د. وميض نظمي: أخي العزيز.. أخي العزيز أرجو أن تعطيني وقت كافي وملائم.
غسان بن جدو: تفضل، نعم، تفضل.
د. وميض نظمي: في دمشق كنت فيها قبل عدة أشهر، وفيه إشاعات وكذا، يقال السيدة (كونداليزا رايس) (مسؤولة الأمن القومي) قالت لبعض القادة العراقيين: إنه إحنا مصممين على العدوان، أو على الغزو، اللي يقف معنا راح نكافئه، اللي يقف على الحياد نهمله، واللي يقف ضدنا راح نسحقه سحق مثل ما نسحق النظام، أنا أحب أن أوجه رسالة بواسطتك وبواسطة (الجزيرة) إلى السيدة (كونداليزا رايس) أرجو أن تسجل اسمي واسم تيار المعارضة الوطنية القومية الديمقراطية في قائمة الذي سيسحقون سحقاً، ولا أكترث حتى لو قدر لي أن أدفن في قبر جماعي تنظمه وكالة المخابرات المركزية الأميركية، لأن الموت مصير كل إنسان، ولكن من يدافع عن وطنه، من يقاتل دفاعاً عن حرية شعبه هو المناضل الحقيقي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن نتخذ موقف القتال والمقاومة، وإذا لم يكتب لنا النصر فإن شعب العراق ولود وسيفرز قيادات من بعدنا تقاتل، وستكون الولايات المتحدة في كارثة.
أنا أريد أن أحذر بعض من يمد إيده إلى الولايات المتحدة ربما لأسباب يعني أنا بدي أقدر أفتهمها بعدما حكيت عن الحصار والجرائم اللي ألحقتها بالشعب العراقي، الولايات المتحدة ستتخلى عنهم في اللحظة التي تشعر أن مصلحتها أن تتخلى عنهم. الولايات المتحدة تمكن من دحرها شعب فيتنام الحافي في مزارع الأرز، وعندما شعرت بالهزيمة تركت كل عملاءها في حكومة فيتنام الجنوبية وتخلت عنهم، وما هربتهم حتى إلى الخارج، الولايات المتحدة اللي (خابصين) هسه بقوتها وعظمتها، وأنا أعترف أنها قوة كبيرة، بنعلم جميعاً إنه انسحبت من الصومال، البلد العربي الفقير، الولايات المتحدة بعد المقاومة البطولية في لبنان وفي دعم سوري ودعم أتصور أيضاً كان من إيران، ومن الشعب العربي اضطرت بعد العملية البطولية ضد القوات المارينز انسحبت، وتركت جماعتها ووعودها يتلقون مصيرهم، هذه كلمة أنقلها لمن عنده ضمير وطني وعنده خلافات أن يدرك أن أميركا ستتخلى عنهم عندما تستعر المقاومة في العراق، الشعب العراقي يعاني من سجن الحصار أولاً، هاي أول شيء.
ثانياً: الشعب العراقي الآن يعني متأثر من الحصار بشكل أساسي، مع ذلك الشعب العراقي شعب كرامة وصمود، ولا يمكن لأي عراقي إلا لقلة بسيطة جداً أن تقبل أن تكرر الولايات المتحدة مجزرة هولاكو، أو أن نجعل الكوفة وكربلاء والنجف والموصل وأربيل وغيرها من مدن العراق المقدسة تحت رحمة الحراب الأميركية، أريد أرجع يا أخي..
غسان بن جدو: سيد وميض نظمي، دكتور وميض نظمي، دكتور وميض، لأ.. أنا أعطيك فقط سؤال إلك.
د. وميض نظمي: اسمح لي.. اسمح.. لا.. لا اسمح لي، أنت ما أنطيتني فرصة، يا أخي.. يا أخي..
غسان بن جدو: سؤال إضافي لك لو سمحت، سؤال إضافي.
د. وميض نظمي: نعم.. نعم.. نعم.
غسان بن جدو: الآن أمامنا نحن كما قلت في بداية الحلقة عرضنا خيارات أمام السادة المشاهدين من أجل التصويت، أعطيك هذا.. هذه الأرقام، وأرجو أن تعلق على نقطة أساسية، أولاً السؤال كان واضحاً، وستشاهدون الآن على الشاشة.. يعني هل تعتقد بأن على المعارضة العراقية أن تختار نهج المصالحة مع النظام؟
د. وميض نظمي: بس أرجوك سيدي أن تسمح لي.. أن تسمح لي.. أن تسمح لي أنا.
غسان بن جدو: النضال السياسي.
د. وميض نظمي: لا.. لأ هذا شوف، هذا.. هذا تبسيط للأمور، نحن نعارض.
غسان بن جدو: يا دكتور وميض، من فضلك، ما علهش.. ما علهش يا دكتور وميض.
د. وميض نظمي: اسمح لي.. اسمح.. اسمح لي بس، اسمح لي، لأ اسمح لي.
غسان بن جدو: اسمعني لحظة فقط إذا سمحت.. إذا سمحت. السادة المشاهدون.. المصوتون أولاً عدد الذين صوتوا.. عدد الذين صوتوا حتى الآن 26592 شخص، والخيار الأول الذي يدعو إلى المصالحة مع النظام والإصلاح الداخلي حصل على 54.3% الخيار الثاني وهو النضال السياسي من الداخل والخارج من أجل تطبيق الديمقراطية حصل على 16.4%، أما الخيار الثالث وهو إسقاط النظام بالقوة المسلحة فقد حصل على 23.3%.
السؤال، تفضل دكتور وميض نظمي وأنت تكمل يعني مداخلتك باختصار شديد من فضلك، مع تعليق موجز عن هذه.. عن هذه الأرقام، تفضل.
د. وميض نظمي: يعني السيد نجيب قال إحنا أيش نقدر نسوِّي للولايات المتحدة إذا تهجم، يا أخي اشترك بالمظاهرات اللي طلعت في لندن، وباريس، وفينيسيا، ولوس أنجلوس، واهتف عالياً لا تضربوا العراق، ليس باسمنا يضرب العراق، قال كلمة جميلة، قال أنا حاربت مرتين ثلاثة، وفعلاً هذا يُشهد له، إذا هجمت أميركا على العراق أنا مستعد أحارب دفاعاً عن الوطن، يا سيدي شكِّل قوات بهذا الشعار، وستمتد لك الأيدي الوطنية المؤمنة، هذا كلام شو أسوي لأميركا؟! شو.. شو تسوي لأميركا؟! بعدين إذا كان هذا تصورك للعراق وأنت كنت من قيادات النظام، لأن أنت تقريباً كنت قائد فرقة إنه لا يوجد أحد في العراق غير صدام حسين شخصياً، أسألك سؤال، لماذا لم تقوموا بحركة انقلابية ضده إذا الحزب ضده، والشعب ضده، واللي (ما أعرف مين هو) ضده، وما إله تراث، هذا تبسيط للأمور لا يخدم الأمور، هناك شيء اسمه حزب البعث، وهذا الحزب إذا نأخذ عليه إقصاءه لخصومه السياسيين ومفكري البلد يجب أن نأخذ علينا أيضاً إنه لا نعمل.. نعالج الخطأ بالخطأ، ونقصي البعثيين عن مشروع كبير للمصالحة الوطنية، وإعادة بناء العراق من جديد بشكل ديمقراطي وسلمي وأخوي وطوعي ضمن رفض الحصار.
غسان بن جدو: شكراً.. شكراً لك دكتور وميض نظمي.. نعم، شكراً لك دكتور وميض نظمي على هذه المشاركة.. آخر كلمة من فضلك سيد.. سيد نجيب الصالحي، آخر كلمة من فضلك باختصار شديد.
نجيب الصالحي: موقفنا من العملية كلايتها أعلناها من خلال مختلف البرامج الإذاعية، وأرسلنا مراسلات، إحنا لسنا مع ضرب البنية التحتية العراقية، لسنا مع ضرب القوات المسلحة العراقية، لسنا مع ضرب أي منشآت عراقية، وقلنا لهم الأميركان، إذا أنتم تريدون تطيحون صدام فأهداف صدام واضحة، عليكم صدام تروحون عليه مباشرة، هذا موقف معلن.
غسان بن جدو: شيخ.. شيخ جواد الخالصي، من فضلك، آخر كلمة باختصار شديد، لو سمحت.
جواد الخالصي: كلمات كثيرة، حول أيها نبدأ؟
غسان بن جدو: آخر كلمة في البرنامج، يعني تعتقد الآن بعد هذه الأرقام التي حصلت، هل هو الخيار الأفضل النضال السياسي أم القوة العسكرية، أم المصالحة؟
جواد الخالصي: كلا النضالين السياسي والعسكري لا يسقطان من هذه المواجهة، لكن بلا تدخل خارجي، أي شيء ينقذ الشعب العراقي يجب أن نعمله، وأفضل الخيارات مشروع عربي إسلامي يزيل هذه السلطة من العراق، ويغيرها بنظام يخدم المصالحة التي يتحدث عنها الدكتور وميض.
نجيب الصالحي: 30 ثانية.
غسان بن جدو: اتفضل.
نجيب الصالحي: أفضل خيار، ونطرحه أمام العالم كلايته هو أن يطلع صدام من السلطة بالعراق، أن يترك الحكم بالعراق.
غسان بن جدو: هذه صعبة.
نجيب الصالحي: وهذا الشخص.. ليش تعتبرها صعبة؟ هو بوش قال له انزع سلاحك يقول له نعم، انزعه وبدون شروط، أيهما أصعب؟ فالحاكم يعترف لشعبه عن الجرائم اللي ارتكبت خلال ما يزيد عن ربع قرن من الزمن، ويترك الحكم أفضل، أم ينزع سلاحه أمام العالم أفضل؟
غسان بن جدو: شكراً.. نعم سيد.. سيد.. سيد العميد الركن نجيب الصالحي شكراً جزيلاً لك. الشيخ جواد الخالصي أهلاً وشكراً بك، دكتور وميض نظمي من بغداد، شكراً على تشريفك لنا بهذا الحضور. سادتي الجمهور، أهلاً.. شكراً لكم. أود أن أتوجه بالشكر إلى كل من شارك في إعداد هذه الحلقة مع المخرج فريد الجابري، والمنسق العام الأخ إسلام حجاجي.. حجازي. شكراً لكم مشاهدينا المحترمين على حسن المتابعة، مع تقديري لكم غسان بن جدو. في أمان الله.