حوار مفتوح

تداعيات اغتيال باقر الحكيم على العراق

ما هي الجهة التي تقف وراء اغتيال محمد باقر الحكيم أحد المراجع الشيعية في العراق؟ ومن المستفيد من قتله؟ وما هي تداعيات الحادث على المشهد العراقي؟ وهل يعكس اغتيال الحكيم تراجعا في الإجراءات الأمنية؟

مقدم الحلقة:

غسان بن جدو

ضيوف الحلقة:

عبد الإله بلقزيز: عضو أمانة المؤتمر القومي العربي
مثنى حارث الضاري: عضو هيئة علماء المسلمين
محمد علي أبطحي: مساعد رئيس الجمهورية الإيراني
حامد الخفاف: مدير شؤون آية الله السستاني

تاريخ الحلقة:

30/08/2003

– دلالات اغتيال السيد محمد باقر الحكيم
– مسؤولية الانفلات الأمني في العراق

– الاتهامات الموجهة للاحتلال الأميركي بتدبير الانفجارات

– الخاسر الأكبر من جراء اغتيال الحكيم

– المستقبل السياسي للواقع العراقي


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين، سلام الله عليكم.

في لعبة الدم القذر المحرمة دينياً والمستهجنة أخلاقياً قُتِل بدم بارد صاحب دم حار آية الله السيد محمد باقر الحكيم، رحمه الله، بكل أمل.. بكل ألمٍ وبلا حيادٍ زائفٍ جزم القول هو التالي: العراق الحبيب غارق في بركة لا بل في محيط من الدم، لنترك جانب لعبة الدم البارد التي يتلذذ أصحابها بتأليف روايات عن الحرية والتحرير أو ذلك الدم البارد الذي يعد بواحات من الديمقراطية والازدهار وشيء مختلف عن السائد في عالمنا العربي ودائرتنا الإقليمية، أو ذلك الدم البارد الذي لا يجد حرجاً في تزويق الماضي الفاشي في العراق، أو ذلك الدم البارد الذي يستسهل قتل النفس البشرية، بدم بارد دُمِّر العراق بقطع النظر عن المتسبب أكان صدام حسين أو (جورج بوش) أو أيٍّ كان.

بدم بارد عراق الحضارة الممتدة إلى سبعة آلاف عام هو بلد محتل، بدم بارد عانى الشعب العراقي المظلوم على مدى عقودٍ الكبت والحيف والقتل الجماعي، وها هو اليوم بدمٍ بارد يعاني الأمرين إذلالاً لذات الإنسان العراقي، ولا أمن ولا أمان لأي إنسان عراقي.

إعلان

عارفو الشهيد السيد محمد باقر الحكيم يقولون إنه كان صاحب دم حار، لأنه عانق قضية اعتبرها عادلة وناضل من أجلها في كنف الإيمان إلى اللحظة الأخيرة، لكن السيد الحكيم كان صاحب مشروع سياسي وخيارات التف حولها وحوله كثرٌ وخالفه حولها آخرون.

بدم بارد انتهك القتلة حرمة المقامات الدينية، من هم؟ من يحركهم؟ ولأي هدف؟

من المايسترو الحقيقي لكل هذا اللا أمن المريع والذي.. والذي يتفرج بدم بارد على دم العراقيين وهو يسيل؟

هل اغتيال السيد الحكيم مقدمة لتصفيةٍ بالجملة لرموز الواقع الجديد في العراق؟

بدم بارد أيريد الفاعلون إثارة فتنة مذهبية بدم بارد؟

من الرابح الأكبر فيما يجري بلغة لعبة الدم البارد بالحسابات الرخيصة لهذه الدنيا، وإن كان بحسابات الآخرة هو الخاسر الأكبر؟

بدم هادئ نراجع حدث اغتيال السيد الحكيم دلالات وتبعات، وذلك مع ضيوفنا من طهران السيد محمد علي أبطحي (نائب الرئيس الإيراني)، ومن بغداد الدكتور مثنى الحارث الضاري (عضو هيئة علماء المسلمين)، ومعنا هنا في بيروت السيد حامد خفاف (مدير شؤون المرجع الشيعي العراقي آية الله العظمى السيد السستاني)، وأيضاً معنا الدكتور عبد الإله بلقزيز (المفكر المغربي وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي)، وطبعاً كالعادة معنا نخبة من أصحاب الرأي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وبعض الأحزاب الأخرى، أهلاً بكم جميعاً أيها السادة.

[فاصل إعلاني]


دلالات اغتيال السيد محمد باقر الحكيم

غسان بن جدو: إذا بدأت معك دكتور عبد الإله بلقزيز، وأنت غير العراقي في هذه الجلسة، برأيك حدث اغتيال السيد محمد باقر الحكيم ما هي دلالته المباشرة الآن؟

د. عبد الإله بلقزيز: حدث اغتيال السيد محمد باقر الحكيم يؤشر على لحظة نوعية من لحظات تدهور الأمن الاجتماعي العراقي في ظل الاحتلال الأميركي للعراق، هذا الاحتلال هو الرافعة التي تؤسس لكل أنواع التدمير الذي يطال نسيج المجتمع العراقي السياسي والاقتصادي والأمني والبشري، بالأمس سقط السيد سيرجيو دي ميللو (ممثل الأمين العام للأمم المتحدة)، وقبله جرت محاولات لاغتيال العديد من القيادات السياسية، ثم جرى تفجير السفارة الأردنية في.. في.. في بغداد، وقبل أيام جرت محاولة اغتيال آية الله السيد علي.. السيد محمد سعيد الحكيم.

إعلان

غسان بن جدو: سعيد الحكيم، نعم.

د. عبد الإله بلقزيز: وبالأمس جرت عملية اغتيال السيد محمد باقر الحكيم، هذه السلسلة المتصلة من عمليات الاغتيال لها معنى واحد هو أن ثمة بنية تحتية تصنع شروط هذه العملية من التدمير للأمن الاجتماعي العراقي، هذه البنية التحتية بالتعريف هي الغزوة الكولونيالية الأميركية البريطانية للعراق التي فتحت الباب أمام كل ألوان العبث بالاستقرار الوطني وبالنسيج الاجتماعي العراقي.

غسان بن جدو: طيب، إذا توجهت إلى بغداد حيث الدكتور مثنى الحارث هناك، سمعت هذا الكلام لأحد المراقبين المطَّلعين على الشأن العراقي على المنطقة بشكل عام، هناك الحقيقة رأي عام في الساحة العربية يحمِّل الاحتلال الأميركي مسؤولية كل ما يحصل هناك من فوضى، من انفلات، من لا أمن، حتى هذه الاغتيالات يحملها هذه المسؤولية، أنتم بشكل صريح هناك في بغداد هل تنظرون إلى هذه القراءة على أنها دقيقة أم لا.. أم هي مبالغ فيها؟

د. مثنى حارث الضاري: بسم الله الرحمن الرحيم. في البدء لابد أن أقدم التعزية لوفاة السيد محمد باقر الحكيم -غيلة- لعائلته وللمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.

أما بخصوص السؤال فنعم هناك شعور طاغي عند أبناء الشعب العراقي بكافة مكوناته أن قوات الاحتلال هي المتسبب فيما حصل في هذا الحادث ومن قبله في حادث الأمم المتحدة ومن قبله في السفارة الأردنية، هذه النبرة أو هذا الشعور الطاغي عند الشعب العراقي لم يأتِ من فراغ، فالقوات الأميركية قوات الاحتلال تتحمل هذه المسؤولية، لأنها هي التي.. أو هي المسؤولة عن الملف الأمني في العراق، ولم تعطِ هذا الملف لأي جهة عراقية وطنية، هذا أولاً، وثانياً: هناك عملية كبيرة من التساهل في هذا الجانب، فقوات الاحتلال تهتم بقضايا كبيرة، تهتم بالجانب الأمني، ولكن أمن القوات المحتلة فقط، أما أمن حتى الجهات المتعاونة مع قوات الاحتلال على سبيل المثال، السيد محمد باقر الحكيم له ممثل في مجلس الحكم، وشخصية بهذا المستوى وبهذا الوزن لابد أن يُعتنى بحمايتها، لأنها شخصية ظاهرة وغير خفية على خلاف الشخصيات الأخرى والمواقع التي قد لا تحظى بحمايةٍ كافية، فإذن التساهل في هذا الموضوع نُحمله لقوات الاحتلال التي هي المستفيد الأول -إذا نظرنا إلى القضية من جانب آخر- فهي قد تكون المستفيد الأول من هذه الحوادث، وهناك مبررات وأسباب يعطيها بعض العراقيين لهذه القضية، إذ أن قوات الاحتلال تعيش الآن من خلال ما نسمع ونرى ونعيش في هذا البلد تعيش نوعاً من الورطة، هذه الورطة المتسببة بها عمليات المقاومة المتصاعدة يوماً بعد يوم قد تدعوها إلى محاولة خلط الأوراق في الساحة العراقية من خلال محاولة صنع شيء من الحرب الطائفية التي لم تفلح في إيجادها بعد انفراط عقد الدولة العراقية وسقوط بغداد وسيادة.. سيادة حالة من اللا أمن واللا استقرار بعد احتلال العراق، ولكن لم تفلح في ذلك بعد أن اتحد العراقيون جميعاً وعرفوا هذه القضية، وأفشلوا هذا المخطط، فكأنها من أجل إخراج نفسها من هذه الورطة قد تعمل على خلط الأوراق في الساحة العراقية من خلال عمليات اغتيال متبادلة هنا وهناك أو تفجيرات لهذا الموضع أو ذاك الموقع، وبالتالي..

إعلان

غسان بن جدو [مقاطعاً]: دكتور مثنى، بشكل صريح من فضلك ألا تعتبر أن هذا الكلام فيه من الخطورة بقطع النظر عن التعميمات العامة التي تتحدث على أن الاحتلال الأميركي يتحمل مسؤولية كل شيء هناك في العراق حتى الهواء الطلق والهواء غير الطلق يتحمل مسؤوليته، لكن حدث اغتيال بهذا الشكل أليس هناك مبالغة كبرى في تحميل القوات الأميركية.. الاحتلال الأميركي، الجانب الأميركي مسؤولية اغتيال هذا الشخص؟ لماذا لا تتحدثون بشكل صريح وتحددوا من هي -برأيكم- الجهة التي تكون متورطة في هكذا عملية خطيرة برأيك؟

د. مثنى حارث الضاري: التحديد يعني صعب جداً على شخص مثلي هو صعب على جهات كبيرة، قوات الاحتلال نفسها عملية السفارة الأردنية والأمم المتحدة إلى الآن لم تُلمِّح إلى جهة معينة، هناك اتهامات نعم، ولكن (….) للتحقيقات.

غسان بن جدو: أعلم جيداً دكتور مثنى أنا لا.. أنا لا أريد أن أسمي.. لأ، من فضلك دكتور مثنى، أنا لا أريد أن تسمي جهة بعينها، لأنك لست بلا شك محقق بوليسي، ولكن عندما تقول هل أن المايسترو الكبير هو مايسترو الاحتلال الأميركي برأيك؟

د. مثنى حارث الضاري: لأ، هذا الكلام ليس من عندي، هناك -كلام كما قلت لك- كثير من أبناء الشعب، وأيضاً هناك اتهامات عامة نقرؤها بالصحف وحتى هناك تلميحات من بعض الجهات في الأمم المتحدة، ثم طبيعة العملية التفجيرات، إذا لاحظنا الانفجار الذي حصل في السفارة الأردنية، والانفجار الذي حصل في مبنى الأمم المتحدة، والانفجار الذي حصل الآن في النجف، كل هذه الانفجارات جاءت بطريقة واحدة، وفيها ثلاثة قضايا، القضية الأولى هي طريقة التفجير، والقضية الثانية هي قوة التفجير والقضية الثالثة هي بشاعة التفجير، والذي يدلل على أن الذين قاموا بهذا التفجير لا يملكون أي قيم وطنية أو إسلامية أو ما شئت من قيم.

إعلان

غسان بن جدو: طيب..

د. مثنى حارث الضاري: فإذن هكذا عملية بهذه الضخامة وبهذا الترتيب، من الذي يستطيعها في هكذا بلد؟ هذه هي الأسس التي يقوم عليها هذا الشك، وحتى إن كانت هذه غير صحيحة، فقوات الاحتلال تتحمل هذا الأمر لأنها هي التي تضطلع بالملف الأمني في البلد.

غسان بن جدو: طيب سيد محمد علي أبطحي هناك في طهران، أولاً: مساء الخير، سيدي هناك موقف واضح في إيران.

محمد علي أبطحي: أهلاً وسهلاً، شكراً لك.

غسان بن جدو: لا فقط يستنكر ما حصل، ولكنه يتعاطف بشكل كبير، إيران دولة الجمهورية الإسلامية أعلنت الحداد ثلاثة أيام بشكل رسمي على وفاة أو مقتل أو استشهاد شخص تعتبرونه حليفاً، ما لفت انتباهنا هو البيان الصادر عن المرشد الأعلى لنظام الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي الذي حمَّل بشكل صريح مسؤولية ما حصل، وقال: إن اغتيال السيد الحكيم يخدم مصلحة أميركا والصهاينة، كيف توضح لنا هذه المسألة؟

محمد علي أبطحي: بسم الله الرحمن الرحيم. أنا كمان أعزي الشعب المسلم، وخاصة الشعب العراقي بالنسبة لاستشهاد السيد الحكيم، أنا أعتقد الجهة الوحيدة الذي يستفيد من هذه الأمور مجموعة الذين لا يريدون الأمن والاستقرار لمستقبل العراق، ولا يريدون أن يصبح بهدوء وبالاستقرار بلد شريف مثل العراق بعد سقوط نظام الفاسد السابق، طبعاً هذه معناه أن هذه المجموعة الذي يخربون أو يعملون انفجارات والاغتيالات وكل ما يعملون من جهود حتى لا.. لا يرى العراق ولا يكون العراق بلداً آمناً مستقراً، هذه كله ما يكونون وراء هذه الجرائم البشعة، طبعاً الاحتلال الأميركي دخل في العراق وعلى قواعد العامة الموجودة بالعالم البلد لما يحتل من قِبَل أي شخص بيكون محتلاً من مجموعة القوانين الموجودة ليحفظ أمن هذا البلد، وطبعاً هذه الفوضى الموجودة بداخل العراق، هذه يستفيد منه الأميركان ويخدم مصالح الأميركان الكبرى الذي يريد يستعمل هذه المنطقة الإسلامية ومنطقة الشرق الأوسطية وطبعاً…

إعلان

غسان بن جدو [مقاطعاً]: يعن كيف يخدم مصالح أميركا والحال أن أميركا في كل الأحوال.. سيد أبطحي، من فضلك، كيف يمكن أن يخدم هذا الأمر مصالح أميركا، أميركا أحببنا أم كرهنا تصنف نفسها قوة احتلال، وبالتالي هي تريد ليس فقط أن تبسط سيطرتها ونفوذها، ولكن أيضاً أن تتحكم في العراق، هذا.. هذا عمل.. عمل واضح، فانفلات الأمور.. هذه الفوضى كيف يمكن أن تخدم الولايات المتحدة الأميركية بهذا الشكل؟

محمد علي أبطحي: هذه معناها أن.. ليست معناها أن الولايات المتحدة يكون وراء هذه العمليات، هذه معناها أنه يستمر أو يطول استمرار الوجود الأميركي بحجج هذه الأمور، وإذا كان الأمور هادئة طبعاً يهيئ الأمور لخروج الاحتلال بسرعة أكثر من.. من العراق، أنا أعتقد العراق يحتاج إلى الأمن وإلى الاستقرار وإلى الهدوء، والذين حتى يمكن طبعاً عملياً خروج الاحتلال من العراق، وكل ما يخرب هذه الأمور هذه من مجموعة الذين لا يريدون أمن العراق ولا يريدون استقراراً لمستقبل العراق الشقيق.

غسان بن جدو: طيب السيد حامد، أنت هنا.. هنا.. في بيروت باعتبارك تدير شؤون السيد السستاني المرجعية بشكل عام، كيف تنظر إلى الجانب الأمني بشكل أساسي؟ هل تنظر إليه -كما يتفضلون- إنه يعني القوات الأميركية في آخر الأمر هي المسؤولة عن كل شيء أم لا.. أم تنظر إليه من زاوية أخرى؟

حامد الخفاف: بسم الله الرحمن الرحيم. ابتداءً نعزي صاحب العصر والزمان ومراجع الدين العظام وأسرة آل الحكيم الكريمة وكافة عوائل الشهداء الذين سقطوا في هذا الاعتداء الآثم، نتوجه إليهم بالعزاء.

ونقول ما يتعلق بالنسبة للموضوع الأمني حقيقة طبعاً اليوم أصدر الإمام السستاني بيانا اليوم صباحاً يعني أدان فيه هذا الاعتداء الآثم، وحمل قوات الاحتلال مسؤولية أي تداعيات يتعرض لها أمن العراق، منذ حادثة اغتيال السيد سيرجيو دي ميللو سماحة الإمام السستاني أرسل رسالة وخاطب الأمين العام للأمم المتحدة، وهناك طالب بدور مركزي للأمم المتحدة في حفظ الأمن والاستقرار في العراق، بدور مركزي خلال المرحلة الانتقالية في بيانها الذي أصدر بما يتعلق بمحاولة اغتيال سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، طالب سماحة الإمام السستاني بدور.. تقوية دور قوات الأمن العراقية وتفعيلها وتزويدها بكافة الإمكانات اللازمة لأداء دورها بشكل لازم وأساسي. نعم سماحة السيد يرى أن الحل الوحيد للمعضلة الأمنية هو تفعيل دور قوات الأمن العراقي أو الشرطة العراقية وتزويدها بكافة المعدات اللازمة لأداء دورها بشكل كامل.

إعلان

غسان بن جدو: يعني ما الذي يعنيه تفعيل؟ من الذي يُفعِّل؟ أين هي هذه القوات الوطنية العراقية؟

حامد الخفاف: قوات الأمن الوطنية العراقية الآن بدأت نواتها، يجب أن يُتخَّذ قرار سياسي من الجهات المسيطرة على الأمر الواقع في العراق لتفعيل هذا الدور، لأن لا بديل، الذي يحفظ النظام في العراق هو قوات الشرطة العراقية والقوات الأمنية العراقية.. تفعيلها، تزويدها بمعدات بأجهزة، تعني شبكة.. شبكة معلوماتية ضخمة تستطيع من خلالها المسك بزمام الأمور، وليس فقط قوات شرطة تنزل إلى الشارع، الشرطي إذا ما كان مزوَّد بشبكة من المعلومات أمنياً ومخابراتياً لا يستطيع أن يفعل شيء، هذا ما نقصده.


مسؤولية الانفلات الأمني في العراق

غسان بن جدو: طيب سيد دكتور عبد الإله بلقزيز، أنت كمراقب يعني، وطبعاً موقفكم معروف إجمالاً بشكل عام.. هذه التيارات إجمالاً معروف ما يحصل الآن في العراق، هل تعتقد بأن الطلب إلى الولايات المتحدة الأميركية بأن تدعم قوات الشرطة أو إلى آخره كل تسليم هذه المسائل هو أمر واقعي أم طوباوي؟

د. عبد الإله بلقزيز: أنا في ظني هذه كلها مطالب ترقيعية وتتعايش مع هذه الجرثومة التي تفتك بالجسم الوطني العراقي، يعني ماذا ننتظر من احتلال أسقط نظاماً ودمر دولة، ودمَّر مؤسساتها، وفتح الباب أمام كل أشكال التسيب والانفلات الأمني غير مثل هذه الجرائم التي شاهدنا والتي سوف نشاهد إن استمرت الأمور هكذا سوف نشاهد مثيلات لها لا سمح الله.

غسان بن جدو: لكن أنت تعرف دكتور عبد الإله بشكل صريح أن القوات الأميركية وحتى القيادة العراقية الحالية في مجلس الحكم العراقي تحمل المسؤولية لما تسميه بفلول صدام حسين مسؤولية هذا الانفلات، مسؤولية هذه الفوضى، مسؤولية هذا الخراب.

د. عبد الإله بلقزيز: يعني هذه في جملة المضاربات السياسية التي.. التي هي اليوم منتعشة على أوسع نطاق في العراق. وعلى كل حال ليس في وسع أحد أن يقول اليوم إن هذا الطرف هو المسؤول عن عملية الاغتيال، لأنه لم يجر تحقيق أمني في الموضوع، وليست هناك جهة محايدة ونزيهة يمكن أن تضطلع بهذا الأمر، أمر التحقيق الأمني، لكن كل ما نعرفه أن ما يجري اليوم في العراق أُسس له ومُهد له من قِبَل هذه الجراح الكولونيالية التي دمرت كل شيء في العراق، وفتحت الباب أمام أوسع أشكال التدمير والتخريب في الأمن الاجتماعي العراقي وفي النسيج الوطني العراقي، يعني ماذا ننتظر من احتلال دمَرَّ دولة هل نستجديه في أن يؤمِّن أمناً لأطراف كثير منهم، حتى وإن عُدوا من قبل البعض مهادنين للاحتلال، هم في عُرف الاحتلال أعداء إن لم يكونوا الآن، فهم أعداء مُحتملون غداً، كلما..كلما ضاقت السبل بالاحتلال وتراكمت أخطاؤه..

إعلان

غسان بن جدو [مقاطعاً]: لكن عفواً ما هو البديل؟ بديل المطالبة ما هو؟ سيد حامد الخفاف ما هو بديل المطالبة؟

حامد الخفاف: حقيقة أنا أستغرب كلام الدكتور عبد الإله يعني، نحن أولاً نحمِّل قوات الاحتلال المسؤولية ونطالب بحل وطني، هناك مجلس حكم قائم، هناك أمر واقع، نطالب بحضور فاعل للقوات الوطنية، هذا يُسمى مطلب ترقيعي، أنا حقيقة أستغرب هذا المعنى، ماذا نفعل؟ هل نطلب من قوات الاحتلال أن تنزل إلى الشوارع؟ لا نريد ذلك، نحن نطالب.. المرجعية تطالب والفاعليات الحكيمة تطالب، هذه تسمى مهادنة للاحتلال؟ ماذا يراد لشعب العراق؟ أن يُقضى عليه يعني؟ هناك أمر واقع موجود على الأرض هناك عمليات اغتيال تفجيرية لشعب بأكمله. هذا الحادث قامت به فئات حقيقة تنتمي إلى فكر يؤمن باستباحة دماء هؤلاء الناس أولاً، زائداً فئات خبيرة في أعمال في احتراف بهذا الموضوع..

غسان بن جدو: أي فكر تقصد بالتحديد؟

حامد الخفاف: أخي هناك جماعات متشددة تنتمي إلى فكر يؤمن بأن قتل مئات الناس في موقع مقدس هذا شيء مباح لها حقيقة..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: هل.. يعني فكر ديني أم فكر سياسي أم فكر ماذا؟

حامد الخفاف: فكر ديني متشدد يؤمن بأن دماء هؤلاء الناس لا قيمة له حقيقة، بالإضافة إلى..

غسان بن جدو: هذه نقطة أساسية..

حامد الخفاف:أنا أشير.. أنا أشير إلى نقطة يا دكتور، نحن نقول القيادات الحكيمة والواعية تؤمن بالخيار الوطني في العراق، هناك أمر واقع في العراق..

غسان بن جدو: نعم، سيد حامد..

حامد الخفاف: يجب أن يساعدنا إخواننا كافة، خاصة النخب العربية، النخب الإسلامية يجب أن تساعد الشعب العراقي من أجل أن يخرج الاحتلال من أرضه، مساعدة الشعب العراقي يجب أن.. نعم.

غسان بن جدو [مقاطعاً]: هذه النقطة سنتحدث عنها سيد حامد بأكثر تفصيل، خاصة ما أشرت إليه، وأنا بعد الفاصل سأسأل السيد محمد علي أبطحي بشكل صريح، ثمة الآن اتهامات بأن الجماعات الإيرانية وراء ما حدث وسنناقش أيضاً.

إعلان

حامد الخفاف: لم أقل ذلك..

غسان بن جدو: .. سنناقش أيضاً تداعيات هذا الحدث الخطير على ما تسمى بالفتنة المذهبية الشيعية السنية.

[موجز الأخبار]

غسان بن جدو: إذا توجهت إلى طهران حيث السيد محمد علي أبطحي، سيد محمد علي أبطحي طبعاً هناك قراءات عدة تتحدث من المستفيد مما حصل؟ ثمة كتابات اليوم صدرت خاصة في بعض الصحف الصادرة في لندن، هناك عدة اتهامات، لكن ربما من.. من أطرف ما سمعناه -ونود أن نفهم منكم هذه القضية-هناك اتهام صريح للمحافظين من وُصفوا بالمحافظين المتشددين في إيران بأنهم من أكبر المستفيدين لما حصل، لأنهم يريدون تصدير النموذج الإيراني إلى إيران [العراق]، وهم حريصون على ألا تعود حوزة النجف إلى مركزها الأساسي وإشعاعها الحقيقي في السابق خشية أن تسحب البساط من حوزة (قم)، ما رأيك في هذه القراءة؟

محمد علي أبطحي: أنا لو تسمح لي قبل أن أبدأ بالجواب هذه المسألة، بدي أرد على الإخوان الذين طرحوا.. خاصة أخونا العزيز الخفاف الذي طرح مسألة فكرة القومية أو فكرة التشدد الديني أن يكون وراء هذه العمليات، أنا أعتقد هذه الأمور.. طرح هذه الأمور من أخطر المسائل في (الشرائط) الحالية للعراق، لأن هذه يولع النار القومية والنار الدينية،كيف ممكن أي مجموعة دينية أو أي مجموعة سياسية يفكرون وعراقية أن يكونوا العراقيين يعملون بهذه الحجم من الجنايات ومن العمليات المؤلمة والبشعة، أنا أعتقد ما.. ما رأيناه من البارحة لحد هلا في.. في العراق من استنكار سني، من استنكار شيعي، من استنكار كردي، من استنكار كل الطوائف العراقية لهذه العمليات والاغتيالات هذه يشير إلى أن مسألة الخلاف القومية طرحه في العراق هذه خسارة كبيرة للعراق، وهذه يخدم مصالح الذين لا يريدون.. لا يريدون الهدوء والاستقرار للعراق كما أشرت إليه.

لكن بالنسبة لإيران أنتم تعرفون أن السيد الحكيم كان حليفاً جدياً في مسألة العراق من 22 سنة في إيران وكان بإيران أخذ مقره، وكان يعمل هنا كل جهوده وجهاده على.. ضد نظام صدام.. نظام صدام حسين، وأعتقد المسألة الوحيدة الذي كل الشعب الإيراني المحافظين والتيار الإصلاحي وكلهم متفقين مع بعض أن معارضة صدام حسين هو واجب ديني، والسيد الحكيم عمل بهذا الواجب الديني بجهاده وبكل اهتماماته، أعتقد هذه.. لازم نكون واقعيين، يعني هذه أصابع الإشارات إلى الأمور لا يقبله أي شخص يمكن أن يكون في بداية.. إنه يفكر سياسياً أن يكون وراءه طوائف شيعية، سنية أو طوائف مثلاً إيرانية، كيف ممكن أن الحليف الأصلي لإيران يعملون بهذه..

إعلان

غسان بن جدو [مقاطعاً]: في هذا الإطار سيد محمد علي أبطحي، مفيد جداً أن نسمع رأي فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي موجود الآن في القاهرة أنا سعيد جداً الآن بالتحاقه بهذا البرنامج، لأنني علمت بأنه الآن هو يلقي محاضرة في النادي الأهلي في القاهرة، ومع ذلك قَبِل أن يتحدث إلينا ولو لبضع دقائق، فضيلة الشيخ أولاً شكراً لك على استجابتك لهذه الدعوة، وأنت تسمع الآن وترى ما.. ما يوجد في العراق خاصة بعد مقتل.. استشهاد السيد محمد باقر الحكيم الذي عرفته أنت شخصياً عن كثب، برأيك هل.. ما هي دلالات ما حصل؟ هل يمكن أن تؤدي -لا سمح الله- إلى فتنة مذهبية شيعية سنية في العراق كما يقول البعض؟

د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: فأود أن أقول بكل صراحة: إن مقتل السيد آية الله محمد باقر الحكيم (المرجع الديني المعتبر والعالم الحجة) والرجل الذي وقف حياته ضد الظلم والطغيان ولقي في سبيل ذلك ما لقي من إيذاء ومن سجن، وعاش حياته مجاهداً مكافحاً مغترباً في سبيل الله، هذا الرجل الذي كان من رجال الحوار، كان يحاور الطوائف المختلفة ولا يحمل فكرة عنف ضد أحد، إنما هو يجاهد بالكلمة وبالمنطق، هذا الرجل نستنكر بكل شدة هذه الجريمة النكراء بكل المقاييس، مقياس الدين ومقياس الخلق ومقياس الوطنية، هي بمقياس الدين مروق ونفاق، وبمقياس الخلق خسة وندالة، وبمقياس الوطنية خيانة وعمالة، وهذه الجريمة نعتبر أنها أصابت الأمة كلها، ليس للشيعة وحدهم، هذه مصيبة علينا نحن المسلمين جميعاً، أنا هنا في مصر وحولي رجال من كل الأصناف من علماء وأدباء ومفكرين وصحفيين كلهم يستنكرون هذه الجريمة، الأحزاب السياسية تستنكر هذه الجريمة، الجمعيات الدينية، الشخصيات الإسلامية،كل الناس هنا يستنكرون هذا الأمر، لأنه لا يقر هذا مسلم، لا أتصور أن إنساناً في قلبه خشية للخالق أو رحمة للمخلوق يفعل هذا ويقتل الرجل ويقتل معه أكثر من مائة وعشرين شخصاً ويجرح مئات ومئات وأين حدث هذا؟ في مسجد من بيوت الله -عز وجل-، وفي مسجد أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- وفي يوم الجمعة وبعد صلاة الجمعة، هؤلاء الناس الذين خرجوا متطهرين متوضئين خاشعين لله، يُقتلون بهذه الطريقة وفي أول يوم في غرة شهر رجب؟ يعني هؤلاء لم يراعوا حرمة الزمان ولا حرمة المكان ولا حرمة الإنسان ولا حرمة الأديان ولا أي حرمة، إلى أي دين ينتسب هؤلاء الناس؟ أنا لا أحسب أن هؤلاء مسلمون، هؤلاء أثاروا فتنةً عمياء.

إعلان

وأنا أنصح يعني إخواني من الشيعة ألا يستجيبوا لدواعي بعض الناس الذين يريدون أن يثيروها فتنة بين السنة والشيعة وأن يمزقوا الأمة شر مُمزق يجب أن يبقى العراق عراقاً واحداً ووطناً واحداً كما شهدنا ذلك بعد سقوط نظام الطاغية، يجب أن يقف الجميع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، الرجل لقي الشهادة وهذا ما يتمناه كل مسلم أن يلقى ربه شهيداً، لقي الشهادة هو ومن حوله ومن معه من المصلين الأطهار، الذين خرجوا وهم متوضئون وخرجوا من صلاة الجمعة والرجل خطب الجمعة، فهؤلاء لقوا ربهم شهداء من.. من غير شك، فنحن لا نحزن على الشهداء (وَلاَ تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ).

إن المصيبة مصيبة المسلمين جميعاً، وهذه الجريمة لا يفعلها إنسان في رأسه عقل أو في قلبه إيمان، هذه.. هذه لابد أن تكون من تدبير الصهيونية أو الصليبية الحاقدة على المسلمين وهي التي تريد أن تشعل النار بين الأمة بعضها وبعض، ولا ينبغي أبداً أن نستجيب لهم، يجب أن يبقى العراق عراقاً واحداً بسنيته وشيعته، بعربه وأكراده، بطوائفه المختلفة جميعاً ليقف أمام الاحتلال، ويحاول أن يبني نفسه من جديد بعد عصر الطغيان، يبني نفسه على تقوى من الله ورضوان، دستوره القرآن ورايته الإسلام، وسينصره الله، عز وجل.

رحم الله الشيخ الحجة آية الله محمد باقر الحكيم، ورحم الله من قُتلوا معه جميعاً وتقبَّلهم في الصالحين، وانتقم الله من أولئك الظلمة المخربين شر انتقام، اللهم آمين.

غسان بن جدو: شكراً لك يا شيخ يوسف القرضاوي على هذه المشاركة وأنت الآن في النادي الأهلي في القاهرة، أود أن أسمع إلى رأي السيد هاني سليمان هنا (عضو تجمع اللجان والروابط الشعبية) يعني استمعت إلى كل هذا النقاش، ربما أود أن أستفيد منك في.. في نقطة ذكرها السيد حامد الخفاف، وهو ضرورة التعاطي الواقعي والإيجابي مع قوى الأمر الواقع، لأن الشعب العراقي لم يعد يحتمل، صحيح أن الكل يقر بأن ثمة احتلال، ولكن طرق التعامل معه هي التي تختلف.

إعلان

هاني سليمان: للحقيقة قبل الإجابة على هذا السؤال أريد أن أؤكد على نقطتين أساسيتين، النقطة الأولى: هي أنه المستفيد الأول من هذه الجريمة هو العدو الصهيوني والاحتلال الأميركي البريطاني، فإذا أردنا أن نعرف من هو المستفيد، من هو الفاعل يجب أن نعرف من هو المستفيد، بعد العمليات البطولية في العراق التي استهدفت الاحتلال الأميركي البريطاني..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: أي عمليات بطولية تقصد؟

هاني سليمان: التي استهدفت الاحتلال الأميركي والبريطاني وجنوده.

غسان بن جدو: عمليات المقاومة.

هاني سليمان: نعم عمليات المقاومة، وبعد الموقف الشعبي والوطني العارم الرافض للاحتلال، فإن هناك وحدة عراقية مجتمعية بدأت تتشكل ترفض الاحتلال، فماذا يفعل الاحتلال في هذه اللحظة حيال قيام شعب بأكمله يرفض الاحتلال، منهم من يضربه بالنار، ومنهم من يضربه بالكلمة؟ في هذه اللحظة يتدخل الاحتلال ويضرب ضربته فإذا لم يكن أن.. فإذا استطاع أن يدمر النظام ويقضي على النظام فإن هدفه هو القضاء على المجتمع، وهنا يحاول أن يضرب هذا المجتمع بنفسه من خلال الإيحاء بأن هناك قوى معينة عراقية أو غير عراقية قد قامت بهذه الفعلة وبهذه الجريمة.

غسان بن جدو: يعني أنت تشك في أن قوى عراقية هي التي نفذت هذه الجريمة؟

هاني سليمان: قد يكون هناك أشخاص عراقيون، لكن يجب ألا ننسى الدور الصهيوني.. نعم.. نعم.

غسان بن جدو [مقاطعاً]: يعني ليس فلول نظام صدام حسين؟

هاني سليمان: نعم؟

غسان بن جدو: ليس فلول نظام صدام حسين كما يُتهم؟

هاني سليمان: أنا.. أنا لست قاضياً الآن، أنا ربما محامي وأنتظر نتائج التحقيق لا أريد أن أحدد الجهة.

غسان بن جدو: نعم.

هاني سليمان: التحقيق يحدد من هي الجهة التي قامت بذلك..

غسان بن جدو: بقراءة سياسية.

هاني سليمان: بقراءة سياسية..

إعلان

غسان بن جدو: ماذا تقول؟

هاني سليمان:كل من يقوم بتدمير وحدة المجتمع العراقي هو عميل صهيوني أميركي..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: سيد حامد الخفاف ما رأيك..

هاني سليمان [مستأنفاً]: خليني أكمل لو سمحت على هذه النقطة..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: لا لا أنت ستبقى.. ستبقى على الخط، سيد حامد الخفاف ما رأيك بهذه النقطة؟

حامد الخفاف: هو حقيقة هناك مؤامرة كبيرة على شعب العراق، هناك تخوف من إحداث فتنة طائفية، ولكن السنة والشيعة في العراق لا خوف عليهم، الشعب العراقي شعب متحاب، المرجعية تحذر حتى هناك خوف من القيام بأعمال مثيلة في مراقد تهم إخواننا السنة حقيقة، مثل مرقد الإمام أبو حنيفة أو ما شاكل لإشعال فتنة طائفية، لكن -إن شاء الله- حس المسؤولية مرتفع عند العراقيين والقيادات الحكيمة الواعية قادرة على لجم هذه الأمور، لكن نحن نشير إلى مسألة، كما تفضل الأستاذ، الآن التحقيق جاري ويُفترض أن التحقيق يأخذ مجراه، لكن نحن نتحدث كمراقبين حقيقة، لكن التحقيق بدأ الآن وهناك كلام في الإعلام والصحافة، لكن يجب أن ننتظر، كما تفضل الأستاذ، لكن الشعور العام في العراق إن هذا العمل لا يمكن أن يقوم به إلا ناس.. هناك تحالف بين ناس ينتمون إلى فكر متشدد يستبيح هذه الدماء وإلى ناس محترفين لهم شهادات خبرة في المقابر الجماعية والقتل والإرهاب، وإلا من.. يعني ما حدث شيء مهول، لكن -إن شاء الله- لا فتنة بين السُنة والشيعة، وهناك وعي القيادات الحكيمة، المرجعيات الدينية تحذر، وإن شاء الله سوف تلجم أية محاولات لإحداث فتنة طائفية في العراق، لأن هذا أسوأ ما يمكن أن يتصور.

غسان بن جدو: السيد هاني سليمان، تفضل.

هاني سليمان: يا أخي أريد أن أذكر ببعض القضايا، أولاً: ما يعلن عن حجم التبادل والاستثمارات الصهيونية في العراق، 50 مليون دولار في الشهر، ما أعلن عن فتح مكتب للأبحاث على الفرات العظيم، ما أعلن عن وجود مخابرات صهيونية في بغداد، ما أعلن أيضاً عن أن شركة (ديك تشيني) هي الأولى في الاستثمار في العراق، وشركة (باكتل) هي الثانية في الاستثمار، هذا احتلال غاشم، يجب ألا نستبعد دوره في تدمير المجتمع العراقي وفي إحداث الفتنة، لأن هذا الاحتلال لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن أن يبقى إلا إذا أحدث الفتنة، خاصة إذا أدركنا أن هذا العمل الضخم المجرم، هذا العمل الكبير المجرم لا يمكن أن تقوم به -باعتقادي السياسي طبعاً- فلول مطاردة، فلول.. فلول صدام حسين أو فلول.. أية فلول أخرى، هذا عمل كبير راصد كل حركة المجتمع العراقي، وبالتالي لا يمكن أن تقوم به إلا دول كبرى، وإلا عملاء الدول الكبرى.

إعلان

وهنا أيها الإخوان أناشدكم: لا تستبعدوا دور إسرائيل والاحتلال الأميركي البريطاني في هذه المرحلة، ولا يمكن لهذا الاحتلال أن يدوم إلا إذا قام بأفعال من هذا النوع، أنا لا أريد أن أبرئ طرفاً عراقياً، ولا طرفاً عربياً ربما، هذه مسألة شأن.. شأن التحقيق يأخذ مجراه فيها، لكن نحن نقرأ الواقع السياسي العراقي، هذا العراق العظيم.

غسان بن جدو: نعم سيد.

هاني سليمان: قرار صهيوني أميركي يجب أن يُدمر ولا يُدمر إلا من داخل، لا يؤخذ من خارج، يؤخذ من داخل، وخاصة.. وخاصة -ملاحظة أخيرة- أن الاحتلال الأميركي البريطاني قد اعتقل أعضاء وقيادات.. أعضاء وقيادات من أعضاء الحكم المحلي، من المجلس المحلي.

غسان بن جدو: من اعتقل؟

هاني سليمان: ما.. ما تذكرت اسمه، بس لازال هناك قيادي.. لازال هناك قيادي تابع للسيد محمد باقر الحكيم.. المرحوم محمد باقر الحكيم معتقل، وأن الاحتلال البريطاني الأميركي داهم عدداً كبيراً من مقراته، ولازال هناك معتقلون.

غسان بن جدو [مقاطعاً]: نعم هذا صحيح، يعني صحيح..

هاني سليمان: يعني الاحتلال الأميركي تبَّرم كثيراً بالمواقف الشيعية الوطنية التي رفضته وبالمواقف القتالية أيضاً، وهنا يريد أن يدمر هذا المجتمع ووحدته، ولا يمكن أن يبقى إلا إذا دمر هذا المجتمع.

الاتهامات الموجهة للاحتلال الأميركي بتدبير الانفجارات

غسان بن جدو: دكتور عبد الإله بلقزيز ما رأيك؟ تفضل.

د. عبد الإله بلقزيز: يعني من خبرة شعوبنا العربية مع الاحتلال وآخرها خبرة الشعب اللبناني مع الاحتلال الصهيوني للبنان، ثبت أن استراتيجية الاحتلال دائماً تحاول أن تلتقط التاريخ الثخين بالحساسيات والاحتكاكات بين الجماعات الاجتماعية المختلفة داخل الوطن الواحد، فتشتغل عليها موحية بأن هذا الحدث أو ذاك من الأحداث التي تقع في ظل الاحتلال هي استمرار لذلك الصراع الأهلي بين هذه الأطراف، اليوم الاحتلال الأميركي بهذه العملية يريد أن يوحي بأن أطرافاً عراقية تستشعر الهزيمة في هذه المرحلة، تحاول أن تنتقم بمثل هذه العمليات، والحال إن هذه الاستراتيجية مفضوحة تماماً، لأن هذه الجرائم التي ترتكب اليوم في العراق لا تعني سوى.. وخاصة حينما تفهم بوصفها عمليات انتقام متبادل بين العراقيين لا تعني في المحصلة الأخيرة سوى مزيد من الطلب على الدور الأمني الأميركي..

إعلان

غسان بن جدو: أنا.. نعم.

د. عبد الوهاب القدير: أميركا تريد أن تدفع العراقيين باتجاه زيادة الطلب على دورها الأمني على خلفية مشاعر الخوف الجماعي من الانتقام المتبادل.

غسان بن جدو: لكن لنكن صريحين أيضاً يعني هذا الواقع الموجود في العرق الآن يدخل الإدارة الأميركية في أزمة، بدليل أنه الحديث الآن حتى في واشنطن بين ما من يسمون بالحمائم والصقور والحمائم يريدون استرداد.. استعادة الوضع، لأن استراتيجية الصقور أدَّت إلى هذه الهاوية، مع ذلك أنا أود أن أتوجه إلى بغداد حيث الدكتور مثنى، دكتور مثنى أود أن أسألك بشكل صريح وواضح: ثمة حديث الآن على أن هناك خوف حقيقي من أن يكون الفاعلون بقطع النظر عن المايسترو الكبير أكان أميركياً، بريطانياً، إسرائيلياً، صدامياً، لست أدري مَن؟ لكن الأيادي التي قامت بهذه المسألة هم عرب غير عراقيين، يتبنون فكراً متشدداً لا يقبل الشيعة، وهناك حديث الآن حتى السيد محمد بحر العلوم اليوم علَّق عضويته في مجلس الحكم الانتقالي ونُقِل عنه كلاماً صريحاً: ثمة جهات خارجية عربية بشكل أساسي لا تريد الخير لهذه المرجعية، أنتم هناك في بغداد دكتور مثني أجبني بشكل صريح من فضلك: هل هناك شكوك في أن عرب ينتمون إلى فكر يوصف بأنه متشدد وراء هذه العملية.

د. مثنى حارث الضاري: ابتداءً أعطيت الفرصة للإخوة الآخرين للكلام وأظن أن الكلام هنا من بغداد يعني.

غسان بن جدو: تفضل.

د. مثنى حارث الضاري: نستطيع أن نقول أن أهل العراق أدرى بشعابه، الإخوة في الخارج تكلموا كثيراً وكلامهم فيه شيء إيجابي وفيه شيء سلبي، ولكن طغت عليه شيء من الصفة النظرية، نحن هنا في الداخل هذا الاحتمال الذي تذكره والذي ذكره الأخ مؤيد [حامد] الخفاف هذا الاحتمال يعني غير مطروق بالمرة يعني طرقاً صحيحاً أو طرقاً له مصداقية، هذا من أضعف الاحتمالات، والذي يروِّج لهذا الاحتمال، ونحن هنا في بغداد ونعرف وسائل الإعلام الموالية لقوات الاحتلال هذا الطرح تُنميه هذه الوسائل من أجل أهداف وقضايا معينة، فلذلك هذا الطرح إلى الآن هي مجرد طروحات وشكوك وحتى قضية السيد محمد بحر العلوم هذا الطرح ليس جديداً، هو ليس وليد هذه الحادثة وليس وليد تعليق منصبه في مجلس الحكم، وإنما هذا الكلام من السابق، إذ أن هناك توجهاً داخل مجلس الحكم لبعض الجهات ضد الأطراف العربية وقد سمعنا كلام من بعضهم شديداً ضد البلدان العربية، فهذا طرح سابق لهذه القضية، ثم أود أن أعقب على كلام الأخ الخفاف، الأخ الخفاف تكلم عن الواقعية والحكمة عند القيادات والمراجع الشيعية وحسناً فعل، ولكنه انساق قليلاً خلف ظنون غير صحيحة بالمرة، فاتهم جهة معينة بدون أن يسميها، أنا أسأله هنا فقط وأقول: بيانات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وهو المسؤول الأول أو المصاب الأول في هذا الحدث، هذه البيانات على الرغم من تأثرهم البالغ بالحدث صدرت مباشرة بعد الحادث وأول ما نفوه.. وأنوه هنا بموقف الأستاذ أكرم الحكيم من لندن، أول ما نفى نفى التهمة عن السنة، وقال أن الهيئات السنية قد أصدرت المراجع والقيادات بيانات تستنكر، وأنوه هنا ببيان هيئة علماء المسلمين وببيان الحزب الإسلامي الذي أكد على هذه القضية، هذه واحدة، بل حتى أن البيان الأول الذي صدر من مكتب السيد مقتدى الصدر وردت فيه عبارة غير لائقة بمرجعية بهذا الوزن وبهذا البلد وبهذا الظرف، وقد تم تجاوز هذه العبارة في الإذاعات المتكررة لهذا الخبر على القنوات الفضائية، هذا من أجل تلافي هذه الشقاقات، ثم القضية كما قال الأخ مؤيد [حامد] يبدو أنه تراجع بعد الطرح القوي من الأخ الأبطحي، تراجع فقال: القضية تحتاج إلى بحث، نعم القضية تحتاج إلى بحث وإلى تروي وإلى تحقيق، وهذه الاحتمالات يجب أن لا تذكر وبخاصة عندما تذكر بهذه السعة وأمام الملايين من المشاهدين فتنطبع في أذهانهم بأن هاي الاحتمالات الأولى، بينما نحن في الواقع في العراق هذا الاحتمال طرقه ضعيف جداً.

إعلان

وقضية أخرى نعم هناك جماعات متشددة تحمل فكراً معين في هذا الجانب، ولكن ألا توجد هذه الجماعات في الجانب الآخر؟ نعم هي موجودة وبكثرة والدليل أن هناك اتهامات في بعض الصحف -كما ذكرت يا أخ غسان- لجهات إيرانية، ثم هذا انسياق مع الادعاءات الأميركية بعدة قضايا، يعني هناك طروحات -على سبيل المثال- قد تبدو غريبة ولكنها ممكن وجودها، على سبيل المثال البعض يقول أنه هذه العملية تستفيد منها قوات الاحتلال من أجل إيجاد حالة من الانفلات تبرر لها مخرجاً من المأزق الذي هي فيه، قضية الصراع بين الحمائم والصقور، أو هي محاولة للالتفاف على مجلس الحكم والعودة إلى شكل الحكم المباشر، والدليل هو تخلخل المجلس اليوم بتعليق السيد بحر العلوم بمنصبه، ثم هناك قضية أنا أربأ بالأخ مؤيد [حامد] أن يعيدنا إلى.. أو يصدر لنا بعض الأفكار المشوشة التي حاولنا منذ الشهر الرابع إلى الآن أن نقضي عليها، وأوجدنا حالة من التعاون الوحدوي والخطاب الوطني وضبط النفس، وأنوه هنا بشكل خاص على اعتبار أني من جانب لم تسلط عليه الأضواء كثيراً في هذا الجانب، مارست القيادات والمراجع السنية نوعاً من ضبط التصرفات والأقوال وضبط الواقع تجاه كثير من التعديات التي حصلت من جهات غير مسؤولة وأناس لا مسؤولون على كثير من المساجد السنية والأوقاف السنية، بل أن هناك عشرات من النخب والمثقفين والأكاديميين قتلوا، وإذا حسبنا هذه النسبة في الغالب 90% -إن لم نقل 99- من هؤلاء هم من السنة، ومع ذلك كل البيانات التي صدرت بالتنديد بهذه الحوادث لم تنبه على هذه القضية واكتفت بالقول بأنها اعتداءات غير مقبولة، نعم.. وهناك نقطة أخرى..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: ابقَ معنا دكتور مثنى.. أرجو أن تبقى معنا دكتور مثنى، السيد حامد يريد أن.. أن يعقب على هذه النقطة من فضلك، باختصار.

إعلان

حامد الخفاف: نعم، دكتور مثنى نحن لسنا في سجال حقيقة، يجب المسائل تترك للتحقيق، التحقيق سوف يأخذ مجراه، ويجب أن نصب كل الجهود في الحفاظ على وحدة الشعب العراقي، المرجعية الدينية ممثلة بسماحة آية الله العظمى السستاني منذ البيان الأول، منذ أول تصريح لسماحة السيد في 14 أبريل، العراق للعراقيين، على أفضل أبناء العراق أن يتصدوا لإدارة البلاد، ليس لهم أن يفعلوا ذلك تحت أي سلطة أجنبية، ذكَّر قوات الاحتلال بأن المراجع وأبناء المراجع سوف.. كما كانوا في ثورة العشرين سوف يكونوا في طليعة المتقدمين للجهاد، هذه مواقف كلها موجودة لسنا.. يعني نحن يجب.. نحن نتحدث عن السياق العام للأمور أما التفاصيل..

د. مثنى حارث الضاري: نحن نريد هذا الخطاب. نريد هذا الخطاب.

[فاصل إعلاني]

غسان بن جدو: سيد محمد علي أبطحي في طهران، لعلك استمعت إلى هذا الكلام ربما يكون لديك بعض التعليقات، نريد أن نستفيد منها ولكن هناك سؤال صريح أتمنى أن تجيب أيضاً عليه بصراحة، كما أن البعض يتهم القوات الأميركية والاحتلال الأميركي والبريطاني بشكل عام بأنه أحد المستفيدين من اللا استقرار في العراق الآن، لأن هذا يثبت حاجة العراقيين إلى الاحتلال الأميركي، هناك من يتهم أيضاً إيران بأنها أيضاً في هذه المرحلة لا تريد استقراراً للعراق، لأنه هذا سيدفع بالولايات المتحدة الأميركية إلى الاستنجاد بإيران وهي التي أرادت أن تهمشها عن الملف بشكل عام، ماذا تقول في هذا الشأن؟

محمد علي أبطحي: غسان، ما فيه عندي صوت تسمعني؟

غسان بن جدو: لا أسمع الصوت، أود أن أستفيد من.. من شيخ عبد الأمير من فضلك، الشيخ عبد الأمير شمس الدين مفتي جبيل، تفضل سيدي.

عبد الأمير شمس الدين: بسم الله الرحمن الرحيم، معرفتنا بالشهيد الفقيد..

غسان بن جدو: غيِّر المصدح من فضلك إذا فيه إمكانية، غيِّر المصدح.

إعلان

عبد الأمير شمس الدين: بسم الله الرحمن الرحيم، معرفتنا بالفقيد الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم وما يتمتع به من طاقات علمية فقهية اجتهادية وطاقات قيادية، وما قام به من دور كفاحي طيلة عقود..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: شيخ عبد الأمير من فضلك، إضافة إلى هذه الملاحظات الإيجابية حول الشهيد محمد باقر الحكيم، أود أن أستفيد من رأيك في قضية معينة، برأيك من الخاسر الأكبر مما حصل؟

عبد الأمير شمس الدين: أولاً: نحن مجمعون على أن هناك فلتان أمني في العراق.

غسان بن جدو: نعم.

عبد الأمير شمس الدين: والحوادث صغيرها وكبيرها ناتجة عن هذا الفلتان الأمني، وهذا الفلتان الأمني سببه الاحتلال الأميركي البريطاني في العراق.

غسان بن جدو: نعم، من الخاسر الأكبر هل هي المرجعية الشيعية؟ هل هي القيادات الشيعية؟ هل هو يعني السلم في.. في المنطقة؟ مَنْ هو الخاسر الأكبر برأيك إذا حددنا؟

عبد الأمير شمس الدين: الخاسر بالنسبة لأي شيء؟

غسان بن جدو: الخاسر الأكبر من فقدان العراق للسيد محمد باقر الحكيم، هل هي النجف؟ هل هو فقط المجلس الأعلى للثورة الإسلامية؟ هل هي المرجعية الشيعية؟ هل هي إيران؟ مَنْ برأيك؟

عبد الأمير شمس الدين: الخاسر الأكبر إنما هو العراق، لأنه جاء.. قاد.. قاد الحركة التحريرية من النظام المباد في العراق.. ضد النظام المباد في العراق من أجل تحرير العراق شعباً و.. وأرضاً من هذا الطاغوت، وجاء إلى.. جاء من بعد غياب قسري طويل عن وطنه، عاد من أجل أن يقود عملية تحرير العراق من الاحتلال، ولكن بالأسلوب الذي يتفق مع مصلحة العراق شعباً.. و.. وأرضاً، ولم يبادر إلى مواجهة الاحتلال بشكل عنفي حتى.. حتى يحقق خطوات.. خطوات مرحلية من هذه الخطوات المرحلية هي إيجاد جهة يمكن أن.. أن تشكل قاعدة لمراحل مستقبلية حتى يتحقق تحرير العراق من الاحتلال بإقامة نظام وطني..

إعلان

غسان بن جدو: ديمقراطي فيدرالي كما كان يدعو السيد محمد باقر الحكيم.

عبد الأمير شمس الدين: ديمقراطي.

غسان بن جدو: شكراً لك سيد الشيخ عبد الأمير، لأنه الخط الآن مع طهران سيد محمد علي أبطحي كنت سألتك كما أن البعض يتهم الاحتلال الأميركي، ويقول إنه المستفيد الأكبر من اللا استقرار في العراق، لأنه يركز حاجة العراقيين إلى الاحتلال الأميركي، ثمة من يتهم أيضاً إيران، ويقول إن إيران هي أيضاً من مصلحتها الآن عدم الاستقرار في العراق، لأن هذا سيدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى الاستنجاد بشكلٍ ما بإيران، لإعادة دورها في العراق، ماذا تقول حول هذه النقطة؟ وإذا كانت لديك تعليقات حول ما سمعت قبل هذا.. قبل هذا النقاش.


الخاسر الأكبر من جراء اغتيال الحكيم

محمد علي أبطحي: أنا أولاً أريد أن أعلق على ما كان قبل هذا النقاش، أكرر أنه هذه المسألة الاتهامات إلى الطوائف المختلفة الموجودة بالعراق، هذه أسوأ شيء في المسألة الحالي، لأنه هذا يؤثر على شعب العراق ويؤثر، لأنه مجموعة المتشددين ليش بده يعملوا هيك؟ لأنه المجموعة المتشددين كلما يعملوا مثل هذه الأمور بيصير معناه أن الأميركان يقدر أن يستفيد من هذه الحجة، حتى يطول بقاؤه في العراق، أنا إذا بدي أكون واقعياً، ما أعتقد أنه هذه التحاليل تحاليل صحيحة، الجهل موجود وراء هذه، أكرر أن يكون مجموعة الذين لا يريدون الاستقرار للعراق، وطبعاً لا.. أنا ضد أي بيان أو أي إيهام أو أي إيماء إشارة إلى مجموعة دينية، أو المجموعة الطائفية أو المجموعة العرقية.

بالنسبة إلى الخاسر الأكبر في هذه المسالة، أنا أعتبر الخاسر الأكبر في هذه المسألة الأمة الإسلامية والشعب العراقي، لأنه لو تسمح لي شوية أنا ألفت النظر إلى شخصية السيد الحكيم، أنا أعتقد له ننظرها بالسرعة على شخصية السيد الحكيم، نفحة من وجوده ومن شخصيته، أنه كيف كان يفكر؟ وكيف كان.. ومين كان يخسر من اغتياله؟ شخصية السيد الحكيم كان شخصية مميزة، هذه معلوم، من جهة أنه هو كان مرجع ديني، كان من كبار مراجع ديني، من الجهة الأخرى كان بيته بيت المرجعية، كان أبوه آية الله العظمى السيد الحكيم يعرفونه الشعب العراقي من زمان، ومن قدمة من قدماء علماء العراق، كان عنده سابقة أو عنده من زمان كان يعمل في النضال والجهاد يعني و9 مرات كانوا بدهم يغتالونه، عشرات المرات حاولوا أن يسجنونه، وبعدين هو جاء لإيران 22 سنة عمل هون بجدية ضد.. ضد الحكم العراقي السابق، عمل مجموعة فيلق بدر، كان يعني بجدية يعمل في مقابلة نظام صدام، في نفس الوقت هو كان رجل سياسي، وهذه يجمع مع بعض يعني رجل ديني ورجل سياسي، وطبعاً بقاؤه في إيران من بداية الثورة لحد هلا كان يفيده، لأنه كان من القرب.. كان من القرب يعرف التجارب الإيراني، كان يقدر في هذه الفرصة التجارب الصحيحة من الثورة الإيرانية، وكان يعرف كمان التجارب الفاشلة الذي كان في الثورة الإسلامية، وكان يستفيد منه، لأنه لا يعمل بها، ويعمل تجربة نزيهة في مجموعة الأمور، ومع أنه هو كان رجلاً معتدلاً في ساحة العراق، كان واقعياً، يعني هذا كان أهمية السيد الحكيم أنه رجل دين، ورجل سياسة، وكان رجل واقعي، وكان يعرف مصلحة العراق، طبعاً في هذا المجموع ونجمعها مع بعض، وكان شخصية معتدلة. وكان شخصية يعرف مصالح الشعب العراقي، لأن نجمعهم مع بعض، طبعاً نعرف أنه مجموع (…) في هذه المسألة (…) إلا الذين لا يريدون العراق يكون هادئاً.

إعلان

غسان بن جدو [مقاطعاً]: بعد كل هذه الإشارات إلى السيد الحكيم، أرجو أن تجيبيني على السؤال، هل أن مصلحة إيران أن لا يكون هناك استقرار في العراق، حتى تلجأ الولايات المتحدة الأميركية للدور الإيراني في العراق؟ أجبني عن هذه النقطة من فضلك.. سيد أبطحي سألتك أجبني من فضلك على السؤال الصريح، هل أن من صالح إيران عدم استقرار في العراق؟ لأن هذا سيدفع أميركا إلى جلب إيران إلى الساحة العراقية بشكل ما؟ طيب السيد غازي.. السيد غازي خميس (نائب رئيس الحزب الكردي هنا في لبنان) تفضل سيدي من فضلك.

غازي خميس: بسم الله الرحمن الرحيم، بعد ما سمعت من الإخوة، أود أن أقول لقد فقدوا القيم والأخلاق، ولم يعد هناك حرمة للمقدسات، قبلا القدس والأقصى، وبالأمس مقام أمير المؤمنين علي- عليه السلام- ومن يدري غداً، ربما الكعبة الشريفة، إن اغتيال العلامة محمد باقر الحكيم هو خسارة للعراق وللأمة العربية والإسلامية، وخسارة كبرى للشعب الكردي في العراق وفي العالم بأسره.

غسان بن جدو: طيب كيف ذلك؟ كيف أنه خسارة للشعب الكردي؟ كيف يعني خسارة؟

غازي خميس: لأنه.. إنه رجل معتدل، ورجل كان يقول كلمة حق…

غسان بن جدو [مقاطعاً]: هناك معتدلون كثر في العراق، ويقولون كلمة حق أيضاً، لماذا؟ لماذا الشعب الكردي خسر أو الأكراد خسروا السيد محمد باقر الحكيم؟

غازي خميس: خسروه لأنه رجل معتدل، ويعرف الحق من الباطل.

غسان بن جدو: هل خسروه لأنه كان يدفع باتجاه الفيدرالية في العراق؟ معروف أن السيد محمد باقر الحكيم كان أول أيضاً يدفع باتجاه الفيدرالية في العراق.

غازي خميس: إنه كان لا يفرق ما بين كردي وأعجمي وعربي وتركماني، بل كان يريد للجميع أن يكونوا وأن يحكموا في العراق، فباسمي وباسم الشعب اللبناني الكردي في العراق.. في لبنان، أتوجه إلى أسرة الفقيد وإلى الشعب العراقي، وإلى الأمة العربية والإسلامية، بأحرِّ التعازي باستشهاد العلامة المجاهد السيد محمد باقر الحكيم، وسؤالنا المطروح اليوم: من هو المستفيد من هذا العمل الإجرامي البشع؟

إعلان

غسان بن جدو: برأيك من هو المستفيد؟

غازي خميس: برأيي إن من قام بهذا المشروع الإجرامي البشع هو العدو الصهيوني، وبتغطية من قوات الاحتلال الأميركية، وهو المستفيد الأول من زرع الفوضى، وإشعال نار الفتن الطائفية والمذهبية، من أجل تقسيم العراق وتفتيته، وهو بذلك يكون قد سار على درب حلم، وإن شاء الله لن يتحقق هذا الحلم، حلم من الفرات إلى النيل، ولن يتحقق لأن هناك نساء تنجب أبطالاً أحراراً.

غسان بن جدو: نعم سيد دكتور.. شكراً للسيد غازي.. شكراً، دكتور عبد الإله بلقزيز لعلك يعني ناقشنا في جانب من القضايا، من هو الخاسر الأكبر؟

برأيك بعيداً عن الكلام أن الخاسر الأكبر هو الشعب العراقي والعراق إلى آخره، ولكن إذا تحدثنا سياسياً، من الخاسر الأكبر برأيك؟ هل هي إيران؟ هل هو مجلس الحكم الانتقالي الآن؟ هل هي القوة الشيعية السياسية؟ هل هي أميركا؟ هل هي قوى الحركات الإسلامية؟ من الخاسر الأكبر برأيك؟

د. عبد الإله بلقزيز: هو في حساب السياسة، الخاسر المباشر هو التيار الاجتماعي والديني والسياسي الذي انتظم وراء مشروع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ولا أحسب أن في الوسع تغطية هذا الفراغ الذي أحدثه غياب السيد محمد باقر الحكيم، لأسباب عديدة ليس هذا مجال الإفاضة في.. في تحليلها، فقط أريد أن أعود إلى موضوع في.. في فيما يتعلق بالأمن، حتى نقفل هذا الموضوع.

غسان بن جدو: تفضل.

د. عبد الإله بلقزيز: يعني مخطئ من يعتقد أو من يطالب أميركا على خلفية القانون الدولي.. الدولي، بالبر بالتزاماتها الدولية، وإنفاذ أحكام معاهدة جنيف، وتحمل مسؤوليتها.. تحمل مسؤوليتها الأمنية في العراق، أميركا ليست معنية بأمن العراقيين، ولا بأمن المراجع الدينية، ولا بأمن العتبات المقدسة، أميركا معنية حصراً بأمن جنودها في العراق، نقطة على السطر.

إعلان

المسألة الثانية الأهم هنا: هو أن تهيئة المجتمع العراقي لاستقبال حل سياسي طوائفي، بدأت في الواقع منذ ميلاد أو تخليق مجلس الحكم الانتقالي، وتوزيع مغانم الغزوة الأميركية في شكل حصص على قيادات سياسية، حوَّلت العراق إلى عراق ملل ونحل وطوائف وأعراق وبطون وأفخاذ، وعادت به من الوطن الجامع للشعب الموحد إلى فضاء فسيح لهذه الفسيفساء التي أيضاً تدغدغ الأنثربولوجية السياسية الأميركية، التي لا تعترف إلا بهذا النوع من الفسيفساء.

اليوم حان الوقت للعراقيين لكي يقفوا وقفة ضمير صاحٍ لكي يواجهوا هذه الحقيقة، إن العراق لن تقوم له قائمة وهو على هذه.. هذه الشاكلة من التقسيم الطائفي برضا أبنائه، أو بعض أبناءه، العراق لا يمكن أن يستعيد دوره العربي والإسلامي إلا متى استعاد ماهيته كوطنٍ جامعٍ لشعب موحد بمعزل عن كل هذه التقسيمات الطائفية والعرقية والدينية، التي يريدون زجَّ العراق في.. في معتركها من جديد.

غسان بن جدو: سيد حامد، هل.. بشكل صريح.. هل تعتقد أن ما حصل ربما يشير إلى أن المرجعية قد تعيد حساباتها في الأفق السياسي المقبل في العراق؟ واضح أنكم قبلتم بالتركيبة الحالية، سواء كان مجلس الحكم الانتقالي أو هذا التوزيع بشكل عام، أكان عرقياً أو طائفياً، هل تعتقد بأن المستقبل سيجعلكم تراجعون هذه المسألة؟ أم تعتقدون هذا هو الواقع العراقي؟ وعلى الحكم البديل أن يتناغم مع هذا الواقع العراقي الطائفي والمذهبي والعرقي؟

حامد الخفاف: أستاذ غسان، في نظرة استقرائية لكل ما صدر عن المرجعية العليا في النجف الأشرف، منذ سقوط النظام ولحد هذه اللحظة، لا توجد أية إشارة لا لطائفة، لا لشيعة، لا لسنة، لا لعرب، لا لأكراد، كل الخطاب كان موجه للعراقيين، المرجعية الدينية هي ضمانة العراق الواحد الموحَّد، وهي الضمانة التي سوف تخرج المحتل، هذا شيء محسوم، لا خوف من هذه المسألة، لا مراجعة للحسابات، المرجعية لو تراجع سواء كانت على مستوى بيانات صدرت، أو فتاوى صدرت، الخطاب كله العراقيين، كما قلت العراق للعراقيين، على أفضل أبناء العراق أن يتصدوا لإدارة البلاد، لا توجد أية إشارة لا لطائفة ولا لعرق، وأنا أطمئن الدكتور عبد الإله، أطمئن الدكتور عبد الإله.

إعلان

د. عبد الإله بلقزيز: تتحدث حصراً عن المرجع السيد علي السستاني، لا تعمم.

حامد الخفاف: المرجعية الدينية في النجف، أنا أتكلم هناك تضامن في كل.. كل المرجعيات الدينية في ثلاثة أشياء.

د. عبد الإله بلقزيز: نعم، فيه خلاف حقيقي في الموضوع، شيعياً أو..

حامد الخفاف: لأ أبداً، آتني بنص.

د. عبد الإله بلقزيز: بالأحرى على صعيد المراجع، فيه خلاف حقيقي وجوهري في تصور الكيان العراقي للمرحلة القادمة، موقف السيد علي السستاني حتى الآن نستطيع أن نقول بكل أمانة أنه موقف متوازن، لا يُنتج خطاباً طائفياً، أو لا يحاول أن يُعمم هذا الخطاب الطائفي، لكن هذا يصدق على موقف السيد علي السستاني حصراً.

حامد الخفاف: أنا أطمئن الدكتور عبد الإله، موقف سماحة السيد علي السستاني هو موقف.. موقف المرجعيات في النجف الأشرف، أما ما يتعلق بالكيان السياسي ومستقبل العراق السياسي، فهذا سوف ينصُّ عليه الدستور العراقي، الذي سوف يتشكل، ودعا سماحة السيد السستاني إلى انتخابات حرة ومباشرة لتشكيل المجلس الدستوري، لا أن يُعيَّن هذا المجلس بالتعيين.. بالتشاور بين قوات الاحتلال والفعاليات، وإنما ينتخب بشكل حر ومباشر من قِبَل الشعب العراقي، هذا المجلس المنتخب هو الذي سوف يحدد شكل النظام السياسي في العراق.


المستقبل السياسي للواقع العراقي

غسان بن جدو: دكتور.. دكتور مثنى في بغداد، سيدي أود أن.. أن أعرف رأيك في المستقبل السياسي المباشر الآن الواقع العراقي، لا شك بأن الولايات المتحدة الأميركية اللاعب الأكبر في المعادلة السياسية، ولكن ما يحصل من انفلات أمني واغتيالات بهذه الشاكلة، هل في تقديرك أن الأفق القريب سيدفع باتجاه أن ما تسمى بالمقاومة ستكون أكثر فعالية في العراق؟ أم أن بالعكس المجلس الحكم الانتقالي أو بشكل آخر، الطبقة السياسية التي تدفع باتجاه العمل السلمي هي التي ستكون أكثر قوة في المرحلة المقبلة في العراق، تفضل يا سيدي.

إعلان

د. مثنى حارث الضاري: دعني أجيب عن سؤالك بجواب من طريقة أخرى، أنت سألت عن الخاسر الأكبر من اغتيال محمد باقر الحكيم، الخاسر الأكبر -كما قال الأستاذ عبد الله بلقزيز- هو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ولكن في نفس الوقت أيضاً الخاسر الأكبر هو الشعب العراقي كله، بكل طوائفه وأطيافه، لِمَ؟ لأنه هناك حالة من.. بدأت الظواهر قبل أيام، أو قبل فترة، هناك حالة من تنامي شعور بالنفور من قوات الاحتلال، بعد فترة فلنسميها فترة تجريب قوات الاحتلال، كان هناك خطاب يقول بأن هذه قوات احتلال، وإن هذه الوعود التي تطلقها لن تُنفَّذ، وكان هناك اتجاها آخر يقول لا فلننتظر قليلاً، خلال الفترة الماضية بدأت وجهة النظر الأولى بالرواج، وبدأ كثير من إخواننا الشيعة في جنوب العراق يتململون من تصرفات قوات الاحتلال، وبدأت بعض المنتديات الفكرية تطرح هذا الأمر حتى وصل هذا الخطاب إلى مجلس الحكم، كانوا يقولون قوات التآلف، ثم بعد ذلك قالوا.. بدءوا يقولون قوات الاحتلال، وبدءوا يستنكرون الوضع الأمني في العراق صراحة، والأخبار التي تكلمنا عنها اليوم وعن تعليق السيد بحر العلوم وما إلى ذلك دليل على هذا الكلام، ثم هناك مؤشرات على حالة جديدة قد لا تنتبه لها وسائل الإعلام بشكل جيد، أو لا تركز عليها، وهي تنامي هذا الوعي وتقارب وجهات النظر إزاء قوات الاحتلال، ولعل من المؤشرات البارزة على ذلك -وهنا أعود لسؤالك- أنه هناك بعض العمليات بدأنا نسمع عنها من خلال وسائل الإعلام، عملية في الحلة، عملية في كربلاء، عملية في الديوانية، في البصرة، هذه العمليات ما جاءت هكذا اعتباطاً، وإنما هناك أرضية شعبية، هناك وجهة نظر بدأت تسود، بأن قوات الاحتلال لم تفِ بكل وعودها، وبالتالي نحن نخشى أن تكون عمليات الاغتيال هذه المدبرة، جاءت من أجل قطع الطريق على حالة التآلف بين كافة طوائف ومكونات الشعب العراقي، بعد أن وصلوا إلى هذه القناعة التي نبه عليها بعض أبناء هذا الوطن مبكراً جداً، فنخشى من هذه القضية.

إعلان

غسان بن جدو: شكراً.. شكراً دكتور مثنى، آخر سؤال يا سيد محمد علي أبطحي، من فضلك في ثلاثين ثانية، بصراحة سيد محمد علي أبطحي، هل تعتقد بأن الأفق السياسي القريب سيدفع باتجاه أن تكون الواقعية السياسية هي الغالبة؟ أم بالعكس الواقعية السياسية هي في مواجهة الاحتلال؟ كيف ترى هذه المسألة باختصار شديد؟

محمد علي أبطحي: أنا أعتقد أن الواقعية للمستقبل العراقي يرتبط إلى ما يُعمل في ساحة العراق، طبعاً فيه جهات لا يريدون أي شيء من الاستقرار للعراق، وفيه جهات يريدون أن يعملوا للواقعية، وفيه جهات يفكرون بس بالاحتلال ولا يفكرون بالشعب العراقي، أنا أعتقد المستقبل السياسي للعراق يلزم إلى الوعي.. وعي أكثر، لأن يفهموا في مجموعة الأعداء الموجودين لا يريدون أن يكون العراق حراً ومستقلاً ومستقراً، طبعاً في هذه الساحة أنا أعتقد كل ما يمكن أن يعمل من شأن أن يخرج الاحتلال والشعب العراقي يخرج، والشعب العراقي يأخذ قراره بأيده، هو الشيء الذي يفيد العراق، ويسهل أمر مستقبل العراق.

غسان بن جدو: سنري كيف سيتصرف الشعب العراقي في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد، شكراً لك سيد محمد علي أبطحي، شكراً للدكتور مثنى، انتهى الوقت من فضلك، شكراً للدكتور مثنى الحارث في بغداد، شكر للدكتور عبد الإله بلقزيز، والسيد حامد الخفاف هنا، شكراً للشيخ عبد الأمير شمس الدين، شكراً للسيد غازي خميس، شكراً للسيد هاني سليمان.

أود أن أشكر بشكل خاص المخرج بحيث الحمد وعلي الكعبي وحسن إبراهيم في.. في الدوحة، هنا في.. هنا في بيروت أشكر المحافظ يعقوب الصرَّاف الذي ساعدنا على إنجاز هذه الحلقة، والفريق بشكل عام سليمان أبو زيد، غازي ماضي، مصطفى عيتاني، فاطمة عيسى، سليم حداد، نزار قبلان، جون صليبة، إبراهيم رمضان، جوزيف نجار، من طهران محمد حسن البحراني، وأمين أفندي، مع تقديري لكم غسان جدو، في أمان الله.

إعلان
المصدر: الجزيرة