حوار مفتوح

التجاذب الإيراني الأميركي

احتدام الجدل بين طهران وواشنطن. ما الذي تريده الإدارة الأميركية من القيادة الإيرانية؟ ولماذا دخلت على خط احتجاجات الطلبة في إيران؟ ما هي إستراتيجية طهران تجاه واشنطن في ظل التطورات الداخلية والإقليمية المتلاحقة؟

مقدم الحلقة:

غسان بن جدو

ضيوف الحلقة:


باتريل كلوسون: نائب مدير معهد دراسات الشرق الأدنى
محمد شريعتي: مستشار الرئيس الإيراني
محمد صادق الحسيني: أمين عام منتدى الحوار
مارتن إنديك: مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق

تاريخ الحلقة:

21/06/2003

– تحفظات أميركا على إيران
– مسؤولية تدهور مستوى الحوار بين واشنطن وطهران

– أسباب تدخل واشنطن في شؤون طهران

– موقع إسرائيل من التجاذب الأميركي الإيراني

– كيفية التعاون الذي تطلبه أميركا من إيران في المجال النووي

– مدى التحيز الأميركي لصالح إسرائيل في المسألة النووية


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين، سلام الله عليكم.

شهور قليلة تفصل الإيرانيين وتفصلنا معهم عن حدث مرور ربع قرن لانتصار ثوراتهم الإسلامية، ومع ذلك لا يزال بعض الملفات كأنه في المربع الأول، في مقدم هذه الملفات الأكثر من معقد موضوع الاشتباك الدائم بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

منذ اللحظة الأولى ولا حديث بين الجانبين ومن الطرفين إلا بلغة التآمر والمؤامرة، وإذا كان غداً يبدأ اليوم، فإن اليوم بدأ أمس، فما الذي يعنينا فيما يسميه الجانبان تآمراً ويساعدنا على تلمُّس عناصر التآمر الآن.

تقول طهران التالي: واشنطن تآمرت لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية ولا تزال، تآمرت لتقويض مبادئ الثورة ولا تزال، تآمرت لتحريض المعارضة ودعمها ولا تزال، تآمرت بالعزل السياسي ولا تزال، تآمرت بالحظر الاقتصادي ولا تزال، تآمرت بإثارة القلاقل في الداخل وتضخيمها ولا تزال، تآمرت بالتشويه الإعلامي ولا تزال، تآمرت بإفساد علاقاتنا الإقليمية ولا سيما العربية والخليجية ولا تزال، تآمرت استراتيجياً وأمنياً بتطويقنا في محيطنا الجغرافي ولا تزال، تآمرت بالانحياز الدائم لإسرائيل ولا تزال، وبالانخراط في التآمر الإسرائيلي ذاته علينا ولا تزال، واليوم تتآمر -كما تقول طهران- إدارة الرئيس (جورج بوش)، وهي تتبنى المؤامرات السابقة كلها بدعم احتجاجات الطلبة ومن التحق بها من المواطنين ويحرض بوش شخصياً الإيرانيين على التغيير، وقائمة الاتهامات الإيرانية لأميركا بالتآمر لا تنتهي.

إعلان

واشنطن تردد الآتي: إيران الخومينية وتالياً الخامنئية تآمرت على استقرار منطقة الشرق الأوسط والخليج ولا تزال.

تآمرت على المصالح الأميركية ولا تزال، تآمرت بدعم الجماعات الإرهابية ولا تزال، تآمرت بإنشاء حزب الله ولا تزال تتآمر بدعمه، تآمرت بدعم الجماعات الفلسطينية المعادية لأصل الوجود الإسرائيلي ولا تزال، تآمرت لتقويض عملية السلام العربية الإسرائيلية ولا تزال، تآمرت باستهداف المصالح الأميركية الحيوية النفطية والأمنية ولا تزال.

تتآمر في العراق حالياً، تتآمر بسعي غير متوقف لامتلاك السلاح النووي، تآمرت برعاية الإرهاب والإرهابيين ولا تزال.

المحافظون المتشددون تآمروا على الإصلاحيين، والإصلاحيون تآمروا على الليبراليين، ورجال الدين تآمروا على المدنيين، والنظام بكامله بمحافظيه وإصلاحييه في السلطة تآمر على الشعب ولا يزال.

ولأننا أميون -والحمد لله- في لغة التآمر، فإن حوارنا المفتوح اليوم يفتح بلا تآمر ملف الاتهام الإيراني الأميركي المتبادل بالتآمر ويسأل: مَنْ يتآمر على مَنْ بالفعل؟ وهل توجد مؤامرة أصلاً، وإذا صحت متى يتوقف التآمر بقرار تاريخي بالتطبيع، أم بهزيمة أحدهما، أم بخيارات أخرى؟

لمناقشة الموضوع يسعدنا استضافة الشيخ محمد شريعتي (مستشار الرئيس الإيراني)، والأستاذ محمد صادق الحسيني (أمين عام المنتدى الحواري في طهران)، ومعنا من البحر الميت في الأردن السيد مارتن إنديك (مساعد وزير الخارجية السابق)، ومن واشنطن السيد باتريك كلوسون (نائب مدير معهد دراسات الشرق الأدنى)، وكالعادة نخبة من الأصدقاء في الأستوديو، مرحباً بكم أيها السادة جميعاً.

تحفظات أميركا على إيران

اسمحوا لي أن أبدأ مع السيد مارتن إنديك في البحر الميت، مساء الخير سيدي، أبدأ.. أبدأ مع محمد الشيخ محمد شريعتي، طيب سيد مارتن إنديك، مساء الخير سيدي العزيز، العلاقات الإيرانية الأميركية هناك فجوة، هناك قطيعة كاملة باختصار شديد في هذه اللحظة بالتحديد، ما الذي تتحفظ عليه الولايات المتحدة الأميركية تجاه إيران خاصة بعد ست سنوات من مجيء الرئيس محمد خاتمي؟

مارتن إنديك: إن الأجندة التي تتضمنها قضايا التحفظات ضد طهران لم تتغير، بل زادت خطورة كانت خطرة وجادة سابقاً، ولكنها زادت الآن، وعندما كنت أنا في إدارة (كلينتون) وعلاقتي بملف العلاقة مع طهران كانت هناك قضيتان: دعم إيران للمنظمات الإرهابية ومحاولات نشر الثورة الإسلامية ضمن باستخدام وسائل إرهابية والعمل ضد الأميركان، وأيضاً محاولات إيران للحصول على أسلحة وخاصة الأسلحة النووية، وأيضاً موقف إيران من عملية السلام في الشرق الأوسط إضافة إلى معاملة النظام الإداري.. الإيراني لشعبه، هذه هي القضايا الأربع الرئيسية، الآن أصبحت أكثر خطورة، لأنه بعد الحادي عشر من سبتمبر وبعد الهجوم على البنتاجون ومركز التجارة العالمي فإن الولايات المتحدة حددت دعم الإرهاب باعتباره تهديداً للولايات المتحدة نفسها، وعليه إيران نعتبرها نحن من أكبر داعمي الإرهاب، وتركزت عليها ويتركز عليها الاهتمام الآن.

إعلان

ثانياً: إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية، ووكالة الطاقة الذرية في تقريرها تثير الكثير من.. وأيضاً من موقف إيران وجيرانها ومحاولاتها للحصول على أسلحة التي ربما ستتحقق في غضون سنتين إضافة إلى دعم إيران للمنظمات الإرهابية الفلسطينية الذي يصبح أمراً مهماً الآن في ضمن جهود الرئيس بوش لنشر خريطة الطريق، لأن الجهاد الإسلامي التي تأخذ أوامرها مباشرة من حكومة خامنئي هي إحدى المنظمات، وهي ترفض بقوة جهود أميركا لإحلال السلام.

وأخيراً: فيما يخص قضية معاملة النظام الإيراني لشعبه، فإن واشنطن واضح تعتبر إن الأغلبية العظمى من الشعب الإيراني تريد التغيير الديمقراطي، وتريد الإصلاح ولا تريد حكم رجال الدين بعد الآن، ولكن مع ذلك لا شيء يحدث، فجماعات هناك تحاول الاعتداء على المتظاهرين، إذن هناك قضايا مستمرة أكثر من عقد من الزمن، ولكن أصبحت الآن بمثابة مشاكل حقيقية في العلاقة الحالية بين واشنطن وطهران.

غسان بن جدو: طيب قبل أن أنتقل إلى الجانب الإيراني أنا أود أن أنتقل أيضاً إلى واشنطن مع السيد باتريك كلوسون، يعني بلا شك استمعت إلى ما قاله السيد مارتن إنديك، أظن أن لا خلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين بشكل كبير في تعاطيهم مع الإيرانيين، صحيح أن الإدارة الأميركية في عهد الرئيس (بيل كلينتون) تعاطت بشكل ما مع إيران في عهد محمد .. الرئيس محمد خاتمي، ويقال في واشنطن بأن أميركا فشلت في مساعيها تلك ببدء حوار مع.. مع إيران، الآن إدارة الرئيس جورج بوش ثمة من يقول إن استراتيجيتها مع كل هذا الضجيج الذي نسمعه غير واضحة المعالم، ما الذي تريده من طهران بالتحديد؟ هل توافق هذا الرأي أم لا؟

باتريل كلوسون: كما تقول فإن الديمقراطيين والجمهوريين لا توجد بينهم خلافات كثيرة فيما يخص العلاقة مع طهران، أما تغيُّر الخطاب من واشنطن فهو بمثابة رد للتغيرات التي حدثت في طهران أكثر من كونها تغيرات في واشنطن نفسها، وخاصة فيما يخص خيبة الأمل، وعدم وجود اهتمام كافي في طهران لتحسين العلاقة مع الولايات المتحدة في أواخر التسعينيات عندما حاولت الحكومة الأميركية فتح باب الحوار، ولم يحدث كثير في ذلك المجال، الآن العلاقات بين واشنطن وطهران ربما تتدهور بشكل حاد، لأن طهران تحقق الكثير من التقدم في برنامجها النووي، وهذا البرنامج يضع إيران في موقف سيجعلها في وقت قريب تستطيع بناء قنابل نووية، وهذا أمر مزعج ليس لواشنطن فقط، بل لجيران إيران من العرب والدول الأوروبية أيضاً، إذن واشنطن تدفع بقوة لحث إيران على أن ترقى إلى مستوى مسؤولياتها فيما يخص اتفاقية منع انتشار الأسلحة، وتفتح برامجها النووية أمام التفتيش الدولي، ولكنه مخيب للرجاء أن إيران مرة أخرى رفضت يوم أمس السماح لوكالة الطاقة الذرية بزيارة إحدى مرفقاتها والتي تقول وكالة الأمم المتحدة أنها بحاجة إلى تفتيشها لتتأكد من هل أن برنامج إيران النووي حقيقة يلتزم بالالتزامات الدولية وفق الاتفاقية الدولية، أم أن إيران بدلاً من ذلك وبشكل سري تبني أسلحة نووية، إذن أخشى من أن التقدم الذي تحرزه إيران في مجال الأسلحة النووية هذه الأيام ربما سيكون مشكلة كبيرة جداً قد تؤدي إلى تدهور حاد في العلاقات بين إيران وواشنطن.

غسان بن جدو: بلا شك يعني واضح أن الجانب الأميركي لم يجاملكم مطلقاً، واضح لديه عدة اتهامات صريحة جداً، نود أن نفهم بعض التوضيحات.

[فاصل إعلاني]

مسؤولية تدهور مستوى الحوار بين واشنطن وطهران

غسان بن جدو: شيخ محمد شريعتي، السيد كلوسون تحدث قال: ثمة خيبة أمل أميركية الآن حقيقية من عدم وجود إرادة سياسية في إيران بشكل عام أكان من الجناح اليميني أو اليساري الإصلاحي أو المحافظ بحوار وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، هناك خيبة أمل في واشنطن، هل أنتم تتحملون المسؤولية أم واشنطن تتحمل المسؤولية؟

إعلان

محمد شريعتي: بسم الله الرحمن الرحيم. أنا لا أريد أن أفتح مدفعية خطابي في هذه الجهة كما فتحوا الإخوة بالنسبة إلى الاتهامات إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنا أركز من هذا الجانب، وحتى لا أعبر التعبيرات التي أنت عبرت عنها بالنسبة إلى التآمر والمؤامرة، أنا أقول بأن أميركا سياساتها في المنطقة…

غسان بن جدو[مقاطعاً]: لكن هذا خطاب نسمعه في طهران.

محمد شريعتي: نعم.

غسان بن جدو: نسمعه في واشنطن أن هناك مؤامرات إيرانية، ونسمعه في طهران إنه هناك مؤامرة أميركية، صحيح أم لا؟

محمد شريعتي: نعم، نسمعه، ولكن لا أريد أن أكرره الآن.

غسان بن جدو: تفضل.

محمد شريعتي: بالنسبة إلى نقطة المرتكز الذي في ذهني هو أن السياسات الأميركية لا تفهم لب المشكلة في المنطقة، ومن جملتها إيران، إيران لا .. تحسب أنها موضوع غير موضوعات المنطقة، نحن نقول بأن أميركا لا تفهم فهماً صحيحاً المشكلة الفلسطينية، أميركا لا تفهم فهماً صحيحاً المشكلة العراقية، وما فهمت أيضاً المشكلة الأفغانية، هذا ليس بعنوان انتقاد على مسألة الهجوم على العراق، أو أفغانستان بل عدم درك وفهم صحيح للقضايا، من هذا المنطلق فإننا في الإطار العام نحن قمنا بثورة في إيران أكبر ثورة شعبية في المنطقة، ولم تفهمنا وانحازت إلى الشاه، وثم قمنا في إطار هذه الثورة بإصلاحات شعبية وإصلاحات في إطار الدستور، ولم تفهمنا أيضاً أميركا، الآن أيضاً يوجِّهون لنا هذه الاتهامات، نحن دائماً.

غسان بن جدو: ولا تفهمكم.. ولا تفهمكم.

محمد شريعتي: أحس على أنه أحسن تعبير اللي يمكن أو تعبير يكون فيه نوع من الأدب أنا أقول أنه لا تفهمنا في.. حتى في المجال النووي، لا تفهمنا في مجال دعمنا لقضية فلسطين، لا تفهمنا لمجال دعم لبنان، وأنا أوضِّح في..

غسان بن جدو: خلال النقاش.

محمد شريعتي: خلال النقاش.

غسان بن جدو: حول هذه المسائل.

محمد شريعتي: حول هذه المسائل.

غسان بن جدو: سيد محمد صادق الحسيني، حسب ما فهمت أنا يبدو أن الأميركيين يفهمون إيران، بدليل أنه قد.. قد يكون فهمهم خاطئاً، ولكن الاتهامات واضحة جداً، يتهمونكم بدعم الإرهاب، يتهمونكم بأنكم تعرقلون مسيرة التسوية العربية الإسرائيلية، وحتى مارتن إنديك أشار بأصبع.. بوضوح إنكم تدعمون الجهاد الإسلامية التي تتلقى أوامرها من السيد خامنئي كما قال.. كما قال، بالإضافة إلى أن النظام الإسلامي في إيران -كما يقولون- ضد مصلحة الشعب، ولا يريد.. ولا يسمح بأي تغيير؟

محمد صادق الحسيني: أنا أتصور لو أن الإخوة الأميركيين يركزوا على نقطة واحدة وهو ما يقولونه في السر، ويقولون عكسه في العلن، في السر كل من زار واشنطن خلال الـ 25 سنة الماضية، وناقشهم بالشأن الإيراني كانوا يقولون له كلمة واحدة وهي كلمة السر الأميركية والتي ظهرت بينة بعد 11 سبتمبر.

غسان بن جدو: وهي؟

محمد صادق الحسيني: أمن العالم مفتاحه في إسرائيل، كل من يعمل خلاف أمن الإسرائيلي فهو متمرد في محور الشر، مارق على القانون الدولي والمجتمع الدولي، الإيرانيون تجرءوا في الحادي عشر من شباط 1979 على أن يخرجوا على القرار الأميركي أو التحالف الأميركي البريطاني لا سيما في موضوع الشرق الأوسط وتحديداً في القضية الفلسطينية، ليس ذنبهم إنهم تجرءوا على واشنطن وعلى بريطانيا في هذا الموضوع، الذنب الكبير أن الأميركيين يريدون أن يتعاملوا مع العالم كله بناء على النادي النووي الذي يقودونه، وتحديداً يريدون أن يقولون للعالم وأكثر.. بشكل أكثر بعد 11 سبتمبر: إن سلام العالم وأمن العالم هو بمائتين إلى أربعمائة قنبلة نووية موجودة في ديمونة في إسرائيل، وبالتالي هم يحرضون على الإرهاب، يحرضون على عسكرة العلاقات الدولية والمجتمع الدولي، ويتهمون العالم كله عكس ذلك، العالم كله يتذكر تجربة ذو الفقار علي بوتو في الباكستان مع الولايات المتحدة الأميركية، أسقطوه بل أعدموه، لأنه كان متضامناً ومتحالفاً مع ياسر عرفات والقضية الفلسطينية، وأراد أن يستخدم المنشآت النووية لصناعة الطاقة الكهربائية في الباكستان مع الفرنسيين مع الأوروبيين هم لا يتحملون حتى أقرب الأصدقاء لهم، العالم كله يتذكر أسلحة الكذب الشامل الذي.. الذي استخدموه ضد عبد الناصر وضد العرب فيما سموه فيما بعد.. اختبار مشروع روجرز.

غسان بن جدو: روجرز.

إعلان

محمد صادق الحسيني: بعد ثلاث سنوات من التحريض على الحرب الأهلية بين الفلسطينيين.. بين العرب والفلسطينيين، بين عبد الناصر وإخوانه وزملائه العرب، ثم قالوا: كنا نختبر مدى تقبل العرب لما يسموه بالتسوية الشرق أوسطية، واليوم منظرهم للحرب الجديدة في العراق (توماس فريدمان) يدعو علناً إلى مستوى ما من الحرب الأهلية مطلوب بين المتشددين والمعتدلين في العالم العربي والإسلامي، ومارتن إنديك شخصياً قال: يجب أن نعود إلى سياسة "فرِّق تسد"، لأن الشعب العراقي والعرب والمسلمين فاجأونا بوعيهم أنهم متحالفين متحدين، ويقولون: لا سنة ولا شيعة، هذا البلد ما نبيعه كمثال في العراق فقط، لذلك إنهم يريدون..

غسان بن جدو[مقاطعاً]: لكن عفواً سيد محمد صادق، طالما أنت يعني الآن تحدِّد بشكل صريح، الولايات المتحدة الأميركية تتعامل معكم كإيران انطلاقاً من إسرائيل، أنتم سياستكم تجاه إسرائيل واضحة، تعادون الوجود الإسرائيلي، ترفضون.. ترفضون الاعتراف بشرعية وجود إسرائيل، وتقول أميركا إنكم تحرِّضون ضد عملية السلام، وتدعمون هذه الجماعات الفلسطينية المعادية للسلام بشكل صريح وواضح.

محمد صادق الحسيني: الهرم..

غسان بن جدو[مقاطعاً]: وبالتالي كأنكم تتحدون واشنطن بشكل كبير؟

محمد صادق الحسيني: أبداً هم الذين يقلبون الهرم، هم الذين يقلبون الحقائق، بالمناسبة (هانز بليكس) ليس محمد سعيد الصحَّاف، هانز بليكس قال في آخر مقابلة صحفية له مع صحيفة "الجارديان" إنه هناك أوغاد وهذا الاصطلاح هو اصطلاح محمد سعيد الصحاف، لكن أعاده إلى الأذهان مجدداً بليكس، في البنتاجون هم الذين روَّجوا لمعلومات كاذبة مشوشة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، لكن..

غسان بن جدو[مقاطعاً]: اتركني من بليكس، أنا.. الآن نتحدث عن القضية الفلسطينية هل تقر بأن إيران .. هذا مشروع في القضية الفلسطينية وأميركا تعتبره تحدياً لهم، هذا صحيح أم لا؟

محمد شريعتي: إيران.. إيران تقبل ما يُجمع عليه الشعب الفلسطيني، تقبل ما يُجمع عليه العرب، ظلت.. ظلت واشنطن تتعامل مع إيران في أيام ما قبل هذه الثورة وقبل الاستقلال الإيراني كل ما كان يحصل بإيران من أصوات داعية إلى الحرية إما شيوعية حمراء أو رجعية سوداء وكانوا يقصدون اليساريين أو الإسلاميين، الآن وقد أخذ الإيرانيون قرارهم المستقل وعادوا إلى ذاتهم وإلى أنفسهم واهتماماتهم وهمومهم مع مجتمعهم ومع أمتهم الذين يريدون رفع الضيم الذي لحق بهذه الأمة منذ مائة عام، فكيف تصبح طهران هي التي تخرج عن القانون؟

غسان بن جدو: شكراً لك.. سأعود لك.. سأعود لك شيخ محمد شريعتي، بعد الموجز سنسأل السيد مارتن إنديك بشكل صريح، هل أن الولايات المتحدة الأميركية تحدد سياستها تجاه إيران انطلاقاً من مصالحها مع إسرائيل واحتضانها لإسرائيل؟ لماذا قال فرِّق تسد؟ ونسأل السيد كلوسون: لماذا تدخلت الولايات المتحدة الأميركية في الاحتجاجات الطالبية الأخيرة وتدعو بشكل صريح إلى التغيير؟

[موجز الأخبار]

أسباب تدخل واشنطن في شؤون طهران

غسان بن جدو: أنا أتوجه إلى واشنطن مع السيد كلوسون، سيدي هناك ثمة مشكلة في إيران تقول لكم بشكل صريح: لماذا تتدخلون في شؤوننا بقطع النظر عن لغة التآمر إلى آخره لماذا تتدخلون في شؤوننا؟ في السابق ربما كان هذا الأمر غير مرئي بشكل كبير، لكن الآن هذه الإدارة تتحدث بصراحة من دون حشرجة ومن دون أي حرج حتى مثلاً أنا أعطيك مثال السيناتور (سام براونسبك) هذا سيناتور من.. من كنساس أخيراً تقدم بمشروع لرصد 50 مليون دولار ضد إيران بما يسميه بدعم الديمقراطية وحتى دعم الطلبة، (مايكل ليدل) وهو معروف من معهد (إنتربريز) يتحدث.. وأسس أخيراً منظمة مع مفكري منظمة التحالف من أجل الديمقراطية في إيران، ما الذي يقوله بشكل أساسي؟

"الهدف الأساسي لنا هو إشعال الثورة الديمقراطية التي ستكنس الملالي الذين ظلوا يسيطرون على السلطة منذ عام 79″، أنتم تختلفون إيدلوجيا مع إيران، لكنكم تختلفون إيدلوجياً مع بلدان أخرى، لماذا تتدخلون في الشؤون الداخلية لإيران وتريدون إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية؟

باتريل كلوسون: إن الولايات المتحدة الأميركية تدعم الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم، فنحن ندعم الحركات الديمقراطية في أميركا الجنوبية، في إفريقيا وفي إندونيسيا وأيضاً الحركات الديمقراطية في.. في أي بلدان كانت بغض النظر عن حكوماتها، وكذلك وحقيقة نقول وفي إيران سوف ندعم شعب إيران وحقهم في اختيار حكومتهم بدلاً من أن يكون لهم حكام لم ينتخبوا، الذين يجبرون الإيرانيين على العيش مع التعذيب والقمع، الولايات المتحدة ستدعو الحكومة الإيرانية لترقى إلى مستوى مسؤوليات معاملة الناس وفق اتفاقيات احترام حقوق الإنسان التي وقَّعت عليها إيران، في الماضي الولايات المتحدة كانت أحياناً متسامحة أكثر مما ينبغي مع الحكام القمعيين في الشرق الأوسط، ولكن في العامين الماضيين خاصة كان هناك تأكيد جديد على دعم الديمقراطية في مختلف أنحاء المنطقة، نحن لسنا خائفون من أن يختار الشعب الإيراني حكومته، ونحن لا نفهم لماذا حفنة من الناس الذين اختاروا أنفسهم بأنفسهم يعتقدون أنهم يستطيعون السيطرة على البلد بدلاً من أن يتركوا الناس يحكموا أنفسهم وهذا أمر سوف نستمر في قوله بفخر واعتزاز وبصوت عالٍ، وما نرى أيضاً أن الولايات المتحدة تكون أكثر نشاطاً في هذا المجال.

غسان بن جدو: طيب شيخ شريعتي، السيد كلوسون يعني يقول أيضاً بلا.. بلا تحفظ: نحن ندعم الديمقراطية ونريد أن يتغير الوضع في إيران، يعني هل أنكم تعتبرون أنتم على الأقل لنقل التيار الإصلاحي، أنا لا أريد أن أقسمِّ هنا بالضرورة، ولكن حقيقة واقعة في إيران هناك أكثر من جناح، هناك أكثر من تيار، هناك أكثر من توجه، هناك أكثر من فكر، ولكن منهجياً نستطيع أن نقسم بين.. هل أن الإصلاحيين بشكل أساسي يتوقعون أن تتدخل أميركا من أجل دعمهم في.. وتنصرهم على الجناح الآخر أم لا، هناك تحالف ما بين الإصلاحيين والمحافظين حول بعض المسائل حتى فيما يتعلق بأميركا خاصة السيد كلوسون كان واضحاً: نحن سندعم الديمقراطية في إيران وإذا أردتم أيها الإصلاحيون فنحن جاهزون لنصرتكم؟

محمد شريعتي: لا أظن هذا التعبير ينم عن هذا، الديمقراطية في ذهني شيء يطبقه على الواقع والنتيجة تظهر شيء آخر، أنا أوضح في هذا المجال، أولاً أرجو أن تكون التعابير لأن.. لأننا نستعمل الحوار المفتوح لابد أن يكون التعابير بالنسبة إلى كل نظام لا يكون خارجاً عن أدب المحاورة، وأيضاً بالنسبة إلى الديمقراطية نحن بالنسبة إلى إيران في المنطقة نحن نعتز بديمقراطيتنا وقبل كل الدول أو.. أو قبل كثير من الدول نحن أرسينا الديمقراطية وتاريخنا يشهد لهذا، فإن العلماء أيضاً كانوا في النهضة المشروطية والدستورية، لحد الآن أيضاً كان الإمام على رأس.. الإمام الخوميني على رأس ثورة شعبية وأيضاً أرست قواعدها على ديمقراطية، ونحن نعتبر بأن الديمقراطية لابد أن تركز ما.. لا نقل أننا لم نخطئ أو لم يكن لنا أخطاء في ممارساتنا الديمقراطية، ولكن..

غسان بن جدو[مقاطعاً]: لكن هناك معارضة في الخارج..

محمد شريعتي: أسس..

غسان بن جدو: هناك معارضة في الخارج تطالب بأن تتنفس داخل إيران في الهواء الطلق، هناك احتجاجات الآن طالبية اعتبرها الرئيس جورج بوش بشكل صريح إنها نواة للتغيير في إيران وعلى أميركا أن توجه رسالة إلى هؤلاء.

محمد شريعتي: نحن نعتبر بأن ما نملك من الديمقراطية هي أقوى بكثير من.. ممكن أن تنقصها شيء، ولكن بالنسبة إلى الديمقراطية لابد أن يقبلوا الرأي العام، وأنا أقول لا يفهموننا ولا يفهمون المنطقة، أقول من هذا المنطق لابد أن لا يفهمون الأشياء من بعيد، احتجاجات طلابية نحن وأيضاً السيد خاتمي أَيدَّها بالنسبة إلى أن تكون ممارسة حق الديمقراطية وأيضاً تعبير عن الرأي، وأما المشاغبات فإننا نرى أن بوليس أميركا أيضاً يقابل المشاغبات اللي..

غسان بن جدو: يواجه.

محمد شريعتي: يواجه هذه المسائل، نحن نريد أن نتكلم بلغة..

غسان بن جدو: لأ، يعني بصراحة شيخ محمد هل تعتقد بأن إدارة الرئيس جورج بوش تتدخل في الشؤون الداخلية لإيران بما لا يناسبكم أم لأ هناك إمكانية لتفاعل ما بينكم وبين واشنطن في هذه القضية؟

محمد شريعتي: نعم.. نعم.. نعم، والدليل على هذا تغيير رأي..

غسان بن جدو: نعم ماذا؟ نعم ماذا؟

محمد شريعتي: التدخل واضح بالنسبة إلى شؤوننا وتغيير لهجة (باول) قبل أيام هو الدليل الواضح على هذا، وقال على أنه نحن ندعم الديمقراطية ولا نحرضها، ندعم هذه المظاهرات ولا نحرضها، لأنهم التزموا في معاهدة الجزائر بأنهم لا يتدخلون..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: من.. من يرأس (كولن باول)، الرئيس جورج بوش قال بشكل صريح: نحن ندعم هذه التظاهرات وهذه رسالة نريد أن نوصلها للرأي العام الإيراني، نعم.

محمد شريعتي: ولكن أيضاً.. أيضاً نحسب ما صرح به السيد جورج بوش (رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأميركية) بالنسبة إلى ما لابد أن نقبله بالنسبة إلى الوكالة الطاقة الذرية، نحن أيضاً نعتبره تراجعاً عن السابق، نحن أيضاً قلنا على أنه دائماً نتعامل تعاملاً واقعياً مع وكالة الطاقة النووية..

موقع إسرائيل من التجاذب الأميركي الإيراني

غسان بن جدو: الطاقة النووية، السيد مارتن إنديك في.. في.. في البحر الميت، سيدي، إيران تتهمكم بشكل صريح إنكم تجعلون من علاقاتكم مع إسرائيل وحرصكم على أمن إسرائيل كعنوان رئيسي لتحديد سياساتكم مع جميع الدول في المنطقة وتحديداً إيران، لعل الإيرانيين يقولوا لكم التالي: لماذا لا تفتحون حواراً بين واشنطن وطهران بمعزل عن موقف إيران من إسرائيل وربما بمعزل عن موقف أميركا من قضايا أخرى تتعلق بالإسلام مثلاً؟ هل تضعون إسرائيل كعنوان أساسي في تحديد سياساتكم مع إيران أم لا؟

مارتن إنديك: لا أبداً على الإطلاق، وكما أوضحت سابقاً إن هناك أربعة قضايا الثالثة منها لها علاقة بعملية السلام في الشرق الأوسط، ولكننا سمعنا من السيد صادق إن السياسة الإيرانية تدعم ما يدعمه الفلسطينيون السلطة الفلسطينية قَبِلت خريطة الطريق والعالم العربي يقبل خريطة الطريق، إذن لماذا إيران لا تقبل خريطة الطريق؟ خريطة الطريق تدعو السلطة الفلسطينية لنزع سلاح وتفكيك المنظمات مثل الجهاد الإسلامي، لو أن هذا هو ما تريده السلطة الفلسطينية لماذا إيران تقف ضد ذلك؟ هل إيران تعرف أحسن من الفلسطينيين ما يريده.. ما تريده السلطة الفلسطينية؟ هذا الموقف ليس متساوقاً وثابتاً وهذا يكمن في صميم المشكلة، أما حول غياب الحوار مع الحكومة الإيرانية أنا أحبذ مثل هذا الحوار مع الحكومة الإيرانية أنا لا تتكلم باسم الإدارة الأميركية، ولكن إدارة بوش كانت لها.. كان لها حوار مع حكومة إيران وكانت سياسة لحكومتيِّ وإدارتيِّ كلينتون وبوش حتى الآن للتعامل مع الحكومة الإيرانية، لكن المشكلة كانت إنه على مدى السنوات الماضية التي حاولنا فيها التوصل إلى تفاهم مع الحكومة الإيرانية كانت هناك غياب في الرغبة أولاً من الدخول في حوار والرئيس كلينتون كان حريص جداً على الحوار، وقام بعدة إيماءات جادة، ولكن الحكومة الإيرانية لم تُرِد الحديث إلى الحكومة الأميركية وأصبحت قضية سياسية كبرى داخل إيران نفسها، الآن يُقال إن الحكومة الإيرانية معنية بالحوار، ولكن للأسف أصبح.. ربما يصبح الوقت متأخراً وقد فات الأوان ما لم تقرر حكومة إيران الخروج من دعم الإرهاب وأن تسمح لوكالة الطاقة الذرية لتدخل وتقوم بعملية تفتيش معززة….

غسان بن جدو[مقاطعاً]: أود أن نفهم سيد مارتن إنديك ما الذي تقصده بالتحديد من قولك فات الأوان؟

هل.. هل يمكن أن يفهم الإيرانيون بأن هذه اللغة أميركية حاسمة تستبطن التهديد أم ماذا بالتحديد؟

مارتن إنديك: هذا.. ليست هذه لغة تهديد، أنا لست متأكداً مما قلت، ولكن ما أقول: إن هناك ديناميكية جارية الآن في هذه العلاقة والتي تسير بالاتجاه الخاطئ، والسبب في سيرها بهذا الاتجاه الخاطئ هو لأن الولايات المتحدة الأميركية تسعى وراء جهد يرمي إلى تشجيع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإيران تقف ضد ذلك وهي تدعم المنظمات الإرهابية التي تعارض هذا الجهد…

غسان بن جدو[مقاطعاً]: طيب، نعم فهمنا هذا الأمر، اسمع رأي السيد صادق الحسيني سيد مارتن إنديك في هذه القضية بالتحديد، هناك إذن.. سيد صادق الحسيني واضح فيما يتعلق بفلسطين، يعني هذا الموقف الإيراني مما يتعلق بالسلام الفلسطيني الإسرائيلي، وهناك نقطة أخرى سأطرحها معك بعد أن تجيب عن هذه القضية مباشرة على مارتن إنديك.

محمد صادق الحسيني: يعني أولاً فيما يخص القضية الفلسطينية كانت طهران واضحة منذ اليوم الأول لانتصار ثورتها، أول من اعترف بالسلطة الفلسطينية التي اعترف بها الأميركيون..

غسان بن جدو: بمنظمة التحرير

محمد صادق الحسيني: كمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الراهنة والسيد ياسر عرفات رئيساً لدولة فلسطين وفتحوا له سفارة في الوقت التي كانت الولايات المتحدة الأميركية تعتبره إرهابياً من الدرجة الأولى مطلوباً، ومن يتعامل معه خارج على القانون والمجتمع الدولي، هذا واحد.

اثنين من يطلق النار يومياً على مدرسة الاعتدال الفلسطينية وعلى السيد محمود عباس وعلى خريطة الطريق ويمزقها يومياً هو السيد جورج بوش الابن وبالمناسبة الرئيس الأميركي الأول غير المنتخب والمنصَّب من قِبل محكمة شرعية، نقول: حتى فيما يخص موضوع الانتخابات والذين يقولون إنهم يدعمون الديمقراطية..

غسان بن جدو[مقاطعاً]: يعني كيف تتحدث عن جورج بوش بأنه هو الذي يمزق خريطة الطريق وضد.. يعني هو جاء إلى العقبة شخصياً وجاء إلى شرم الشيخ شخصياً من أجل دعم خريطة الطريق، من أجل دعم حكومة أبو مازن، والآن أوفد كولن باول من أجل هذه القضية وهذه الغاية.

محمد صادق الحسيني: هذه.. هذه أسلحة الكذب الشامل التي سيتعرف عليها الرأي العام العالمي كما تعرف على مشروع روجرز الكاذب الذين قالوا عنه الأميركيين أنفسهم بعد فوات الأوان بعد ما حصلت المعركة الداخلية والفتنة الداخلية بين العرب.. بين العرب والعرب والفلسطينيين والعرب قالوا لم يكن هناك عندنا تسوية، الآن الأميركيون بحاجة إلى أن يعطوا شيء يذر الرماد في العيون للحكام العرب والمسلمين من أجل قضية العراق، لأنهم في مستنقع من الفلوجة إلى البصرة إلى النجف إلى الموصل في كل مكان، يريدون أن يلعبوا بالرأي العام العالمي هذا الكم الهائل كما يقول العرب الكثرة تغلب الشجاعة والقوة تغلب الرأي، في هذه المعركة الذي هم يمسكون فيها بسطوة التكنولوجيا وسطوة المعلومات لا نستطيع أن نقاومهم نعم، لكن مع الزمن سيكتشف العالم أنهم حتى الرئيس محمد خاتمي الذي انتخبه الشعب وأيدوه هم في المرحلة الأولى قالوا إنه رئيس منتخب ولازالوا يقرون بأنه رئيس منتخب عبر منظريهم من أمثال فؤاد عجمي وزكريا والعديد من الآخرين يقولون الآن.. يعودون إلى مكارثي.. إلى.. إلى.. إلى ميكيافيللي ويقولون: "لا تترك خصمك جريحاً..

غسان بن جدو: جريحاً.

محمد صادق الحسيني: إما أن تكسبه أو تطلق النار عليه"، وبما أن الرئيس محمد خاتمي قد فات الأوان كما قال مارتن إنديك هذا هو ما يقصده التجربة الإيرانية الديمقراطية فات الأوان أثبتت أنها هي غير قادرة على أن تمشي.. تسير على ما.. على الاملاءات الأميركية، فيجب أن يُطلق النار على الرئيس محمد خاتمي وتنتهي هذه الديمقراطية الإسلامية الوليدة، لأنه لا ديمقراطية عند الأميركيين إلا ديمقراطية الليبراليين الذين تنصبهم اللوبيات الصهيونية باستمرار للأسف الشديد لغير مصلحة الشعب الأميركي.

غسان بن جدو: طيب قبل أن أسمح للجمهور الآن بالمداخلة شيخ شريعتي هناك نقطة ولننطلق من الملف الفلسطيني، بشكل صريح شيخ شريعتي، ألا توجد في داخل إيران ازدواجية، لا أتحدث هنا عن السياسة الخارجية بشكل عام، ولكن ازدواجية في التعاطي مع الملف الأميركي، وسأكون صريحاً معك إلى أقصى حد في هذه المسألة، لا.. لن أعود إلى الماضي سأعود فقط إلى ما حصل منذ سنة ونصف إلى حد الآن، فيما يتعلق بأفغانستان الموقف الإيراني كان واضحاً المعلن: نحن ضد الحرب وضد ما يحصل، وفي.. في.. في نهاية الأمر اكتشفنا بأنكم تعاونتم مع الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ليس كلامي، كلام الشيخ هاشمي رافسنجاني الذي تحدث بشكل صريح: لقد تعاونا مع الولايات المتحدة الأميركية، لكن أميركا كافأتنا بوضعنا في محور الشر، فيما يتعلق بالعراق ضد ما يحصل في العراق ولكننا نكتشف بعد ذلك أن هناك حواراً في البداية سرياً ثم أُعْلِنَ في جنيف، حتى أكثر من ذلك السيد محسن رضائي (القائد العام السابق للحرس الثوري، أمين عام لجنة تشخيص مصلحة.. المقرب من جهات معينة في النظام الإيراني)، قبل أسابيع كان في أثينا، وتحدث مع مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية، نود أن نفهم هل هناك ازدواجية السيد محمد صادق الحسيني اتهم الأميركيين بأنهم يقولون في السر ما لا يقولونه في العلن، هل أن الإيرانيين أيضاً متهمون بأنهم يتعاملون بشيء في الباطن، وشيء في العلن؟ أم ماذا؟

محمد شريعتي: قبل أن أصِل إلى هذه النقطة تجيزون لي أن أطرح..

غسان بن جدو: تفضل، باختصار من فضلك

محمد شريعتي: موضوع خارطة الطريق ونظرتنا للموضوع الفلسطيني، نحن قلناها بصراحة بأن..

غسان بن جدو: يعني تتحدث بصفتك ملم بهذه القضية، وكنت سفيراً في منظمة المؤتمر الإسلامي.

محمد شريعتي: نعم، قلنا بأننا لا نعارض ولا نقف عقبة أمام شيء يقبله الشعب الفلسطيني، وبالنسبة إلى خارطة الطريق، نحن أبدينا رأينا بأنها ناقصة، ولا تؤمِّن الحقوق الشعب الفلسطيني، هل من الديمقراطية أن لا تبدي أي دولة وأي حكومة رأيها في خطة للمنطقة؟ نحن أبدينا رأينا بأننا نرى أن في هذه الخطة ليس..

غسان بن جدو: يعني لا تتدخلون عملياً لعرقلة خريطة الطريق.

محمد شريعتي: نحن.. نحن أي شيء يقبله الشعب الفلسطيني لا نتدخل فيه، وبالنسبة إلى الخطة أبدينا رأينا بأنها لا تؤمِّن الحقوق للشعب الفلسطيني.

غسان بن جدو: أما عن الازدواجية، هل هي تكتيك شيخ شريعتي أم ماذا؟ هل هو.. هل هو جزء من الفن الإيراني المعهود أم ماذا بالتحديد؟

محمد شريعتي: أما إذا.. أنا.. لا أولاً أنا أرى أن وجهات النظر بالنسبة للتعامل مع أميركا نحن في الداخل عندنا وجهات نظر مختلفة.

غسان بن جدو: جميل.

محمد شريعتي: أولاً نقول على.. أن التعامل مع أميركا أيضاً موضوع لابد أن يُطرح، ليس مقدساً، يعني الموضوع ليس مقدساً، وجوده العلاقات وأيضاً عدم العلاقات، موضوع يطرح على الساحة، ونحن نبدي رأينا فيه، وأيضاً الأطراف المختلفة تبدي رأيها، بالنسبة إلى التعامل مع أميركا في أفغانستان والعراق، وأيضاً في مناطق أخرى، نحن بالنسبة إلى أيضاً مواقفنا واضحة بالنسبة مثلاً إلى.. إلى يوغسلافيا السابقة الصرب، أو بالنسبة إلى أفغانستان نحن موقفنا من طالبان كان واضحاً من القاعدة كان واضحاً، وهم الأميركان كانوا يرون صدق تعاملنا بالنسبة إلى المنطقة، بالنسبة إلى صدام كان موقفنا واضح بأننا.. بأنه ديكتاتور ولابد أن يزول بيد الشعب العراقي، أما كانت علينا ملاحظات للحرب، والآن تبدي نفسها، يعني الآن الوضع الموجود في العراق والوضعية الخاصة تبدي نفسها، نحن نقول على أنه لابد أن يسرع الأميركان بالنسبة إلى تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة، وهذا رأي أبديناه لهم، وفي أفغانستان أيضاً من كانوا يتحالفون مع نتعامل مع الأميركيين.

غسان بن جدو: هل تريد القول إن على أميركا تتعاون مع إيران فيما يتعلق بالملف العراقي، وأن لا تهمشها؟

محمد شريعتي: في كل المسائل يمكن…

غسان بن جدو: أن تتعاون..

محمد شريعتي: يمكن أن نصل إلى بعض المواقف المشتركة.

غسان بن جدو: قواسم مشترك.

محمد شريعتي: نحن عندنا قواسم.. نحن عندنا اختلافات جوهرية، خصوصاً بالنسبة إلى المنطقة فلسطين، ولكن بالنسبة إلى أفغانستان، بالنسبة إلى العراق ممكن أن نصل إلى مواقف خاصة، بالنسبة إلى المنطقة، نحن يمكن لنا أن نحافظ على اختلافاتنا الجوهرية في مناطق أخرى، وفي مناطق أخرى يمكن أن نصل إلى حلول، وهذه ليست ازدواجية…

غسان بن جدو: لا، ولكن..

محمد شريعتي: نحن مواقفنا واضحة من الهيمنة الأميركية، من ما.. ما تطرحه من سياسات خاصة في المنطقة ولكن..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: لا.. لكن شيخ شريعتي مع احترامي لكل البلدان، أنتم لا تتعاملون مع بوركينا فاسو أو كينيا أو دولة، أنتم تتعاملوا مع القوة العظمى في العالم، يعني هذه أميركا جاءت إلى هنا تسطو على كل شيء، تتحكم في كل شيء، وتتحدثون نحن نختلف ونتفق وكأنكم يعني مساويان في.. في العظمة هل…؟

محمد صادق الحسيني: هذا هو سر المشكلة.. هذا هو سر المشكلة، أميركا لا تريد لأحد في العالم بما في فرنسا وأوروبا تسميها أوروبا القديمة أو العجوز، تريد العالم كله عبيد عند ملك الجبابرة يعني جورج بوش الابن هذا ما لا يقبله العالم، لقد أفتى العالم يعني وأعطى كلمته بأنه لا يستطيع أن يتحمل من ملك الجبابرة الجديد ملك روما الجديد الذي يريد أن يحرق العالم بهذه الطريقة، هذا هو سر المشكلة بيننا وبين الأميركيين.

غسان بن جدو: نسمع.. نسمع رأي الجمهور وبعض الأسئلة من فضلكم، تفضل.

عبيد الله أيوب: أود.

غسان بن جدو: نتعرف عليك من فضلك.

عبيد الله أيوب: عبيد الله أيوب، فلسطيني، يعني أود يعني أن نلاحظ أو القول يعني على أسلوب الشيخ شريعتي، يعني هو لا يلائم أميركا إطلاقاً.

غسان بن جدو: لا.

عبيد الله أيوب: لا يلائم أميركا يعني هو يزيد أميركا ظلم وعجرفة، يعني أسلوب استجدائي، يعني أميركا لا يناسبها إلاَّ أسلوب عزِّي وأسلوب يعني يختلف عن هذا.

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً لك، تفضل

الحبيب العامري: الأخ الحبيب العامري من تونس، كيف يمكن لإيران أن تستفيد من التجربة العراقية مع الولايات المتحدة الأميركية؟ أي إذا وافقت إيران على بعض الشروط الأميركية كأن تفتش منشآتها النووية، أو تقوم بإصلاح سياسي داخلي سيتلوه تنازل آخر بطبيعة الحال، كيف ستصمد إيران أمام هذه التحديات السياسية؟ وشكراً.

غسان بن جدو: تفضل، تفضل يا أخي.

أحمد حسين: أحمد حسين من سلطنة عمان، السؤال الأول للسيد مارتن إنديك الذي يتهم إيران بمحاولة الحصول على أسلحة نووية، ألم تمهد واشنطن لاتهام إيران بهذه.. بهذه الأعمال من خلال إدراجها ضمن محور الشر؟ وأليس هذا الاتهام هو توأم الاتهام للنظام العراقي السابق بامتلاكه لأسلحة.. لأسلحة الدمار الشامل؟ والتي إلى اليوم لم تتحصل إلى أدلة على امتلاكها؟ والسؤال الثاني لمستر باتريك الذي يرى أن إيران لا تتماشى مع السياسة الأميركية.

غسان بن جدو: نعم

أحمد حسين: هل يرى أن إيران مجبرة على التوقيع على بروتوكول الاتفاقية الذي يجبرها على الموافقة بالمباغتة للمنشآت النووية، وليس هذا يعتبر انتقاصاً من سيادتها لتحقيق مآرب استراتيجية وأهداف في المنطقة؟ وشكراً.

غسان بن جدو: شكراً، تفضل.

محمد كمال: محمد كمال من أثيوبيا، السؤال موجَّه للأستاذ محمد شريعتي، بس أنا أريد أن أسأل ما الذي ستفعله إيران بالنسبة للمراجعة الداخلية؟ لأنه الصورة يعني ليست مثالية كما قالوها يعني في الداخل، هناك سياسات معينة ربما تكون إذا وصفناها بأنها يعني غير ملائمة للشعب نفسه في إيران يعني، خاصةً في ظل إنه مائة ونيف من أساتذة الجامعات والناشطين والصحفيين والسياسيين نصحوا إيران داخلياً بأنه يعني.. يعني يغيرون السياسة الداخلية، كي لا تتذرع الولايات المتحدة بهذه الذريعة كي تتدخل في إيران، وخاصة مع.. مع التوجه العالمي للمشي خلف واشنطن في أي لهجة من لهجاتها إذا غيرت اللهجة.

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً لك، تفضل.

عقبة قطاطبي: عقبة قطاطبي من الأردن، عندي سؤال هل المظاهرات التي عمت الجامعات.. الجامعات الإيرانية تعتبر ضد سياسات خاتمي؟ وهل يمكن اعتبار ذلك شكل من أشكال التأييد للسياسات الأميركية ضد إيران؟ وشكراً.

غسان بن جدو: أحسنت، تفضل.

سامح محمود: أنا سامح محمود من سلطنة عمان، عندي سؤال للسيد محمد الصادق، ما هو.. ما هو الشيء التي تتطلبه الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أميركا والمجتمع الدولي في الوقت الحالي؟ هذا السؤال، والسيد مارتن سؤال له مباشر، هي أي.. أي وضع وأي مطلوب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقدمه الآن لأميركا؟

غسان بن جدو: يعني ما الذي تطلبه أميركا من إيران الآن حالياً؟

سامح محمود: أيوه.. الآن في الوقت الحالي، هل هو تفتيش؟ هل هو أي من الجوانب الأساسية اللي.. أميركا أن تطلب منه إيران نقاط مرتكزة يعني معينة من أي ناحية؟

غسان بن جدو: هو قال بعض النقاط، ولكن ما الذي تقصده؟ هل.. هل تقصد ما الذي تريده أميركا من إيران الآن حتى تبدأ مثلاً الحوار؟

سامح محمود: الحوار.. هو الحوار.. الحوار.. الحوار المباشر بين واشنطن وإيران، هل هو إصلاح إيران داخلية؟ ها أي وضع نووي؟ يعني تحديد المطلوب.

غسان بن جدو: شكراً، هل هناك مداخلة أخرى؟ تفضل.

لؤي أحمد: فيه.. لؤي أحمد من سوريا، فيه جملة وردت مع.. من السيد إنديك في البحر الميت، بأن الشعب الإيراني ينادي بتغير النظام في داخل.. النظام داخل إيران، فما هو.. ما هو رد إيران على هذه الجملة؟


كيفية التعاون الذي تطلبه أميركا من إيران في المجال النووي

غسان بن جدو: ممتاز، شكراً جزيلاً لكم، دعني أبدأ من الجانب الأميركي، أبدأ من السيد.. السيد مارتن.. مارتن إنديك بشكل أساسي أو دعني أبدأ من السيد كلوسون في واشنطن، السيد كلوسون إيران.. هناك سؤال وُجِّه لك بشكل أساسي، هل أن إيران مجبرة على التعاون أو التناغم أو الانسجام مع السياسة أو الاستراتيجية الأميركية، لا أقول الدولية بشكل عام ولكن في المنطقة؟ هل هي مجبرة؟ هل هي مجبرة على الالتزام بما تعتبرونه أوامر سواءٌ فيما يتعلق بالإصلاح الداخلي أو بالتفتيش في منشآتها النووية؟ ألا يعتبر هذا انتقاصاً من سيادتها؟ هل ترون بأن أميركا العظمي الآن ينبغي على إيران أن تتعاون معها وتنسجم مع رغباتها أم لا بالتحديد؟

باتريل كلوسون: الأسئلة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، طُرِحت من قِبل محمد البرادعي (المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الدولية)، السيد البرادعي ليس دميةً بيد الولايات المتحدة، السيد البرادعي كان بشكل كبير معارضاً لما فعلته الولايات المتحدة في العراق، ورفع صوته متحدثاً بلغةٍ استقلالية ضد الموقف الأميركي حول العراق، إذن هو السيد البرادعي وهو مواطن مصري الذي يطرح هذه الأسئلة حول برنامج إيران النووي، وأعتقد إن إيران من الحكمة لها أن ترد عن هذه.. عن هذه الأسئلة، ولكنه للأسف وبدلاً من ذلك إيران يوم أمس فقط كررت مرة أخرى أنها لن تسمح للمفتشين بأن يدخلوا إلى الخلايا، المعمل لتوليد الطاقة الكهربائية التي قال السيد البرادعي إن على المفتشين أن يدخلوها، وإنه لمن دواعي الأسف إنه في الوقت الذي السيد البرادعي ووكالة الأمم المتحدة التي يترأسها، يطرح أسئلة مثل هذه لإيران، يأتي رد إيران باتهام الولايات المتحدة، أنا لا أعتقد أن السيد البرادعي يعمل لصالح الولايات المتحدة، بالتأكيد لم يظهر ذلك في ملف العراق ولو استمرت إيران بهذا الموقف غير المتعاون مع وكالة الطاقة الذرية الدولية، فإنها لن تؤدي إلاَّ إلى قلق كبير في واشنطن، من أن إيران تخفي شيئاً ما، وربما تخفي برنامجاً لإنتاج الأسلحة النووية، وهذا قد يؤدي إلى الكثير من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وسيكون سيئاً لإيران وسيئاً لكل الشعوب في المنطقة.

غسان بن جدو: سيد كلوسون، أنا أود أن أكمل معك السيد (جون بولتون) نائب وزير الخارجية الأميركي قال يوم أمس بشكل صريح، إننا لا نستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري لإجبار إيران فيما يتعلق بالأسلحة النووية، هل أن .. يعني هذا موقف أساسي لدى الولايات المتحدة الأميركية؟ تركيزك الآن كثير على الجانب النووي، هل نفهم أن الاستراتيجية الأميركية ستتعامل مع إيران تماماً كما تعاملت مع العراق قبل سنة ونيف؟ بدأت خطوة بخطوة في نهاية الأمر وصلنا إلى حملة عسكرية مباشرة، هل أن في دوائر القرار وصناعة القرار في واشنطن أميركا لا تستبعد الخيار العسكري تجاه إيران الجمهورية الإسلامية؟

باتريل كلوسون: السيد بولتون قال إن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد استخدام الخيار العسكري، ولكن الولايات المتحدة لن تستبعد أي خيار حتى تعلم ما تفعله إيران، ولو أن إيران فجَّرت قنبلة نووية فإن ذلك سيكون خطوة عسكرية كبيرة ومشكلة كبيرة، إنها إيران التي ترفض فتح منشآتها للتفتيش الدولي، وهي إيران التي تتجاهل التصريحات الصادرة من الاتحاد الأوروبي في الشهر الأخير حول ما عليها من التزامات لتتعاون مع الأمم المتحدة، إذن إيران هي التي تخلق هذه الأزمة ضد وكالة دولية وضد رغبات الأوروبيين، وليست الولايات المتحدة هي التي على وجه الخصوص تثير هذه القضايا، السيد البرادعي كان هو الذي يثير هذه القضايا، والسيد البرادعي هو الذي يملك المعلومات الاستخبارية عن برامج إيران، وهي معلومات استخبارية فاجأت الولايات المتحدة، إذن فيما يخص هذه القضية -وكما هي الحال مع قضية الإرهاب- إيران هي التي تفعل قصارى جهدها لخلق المشاكل في المنطقة، وزعزعة الاستقرار، وسيكون من دواعي الأسف جداً لو أن إيران نجحت في صرف الانتباه عن مدى عدم.. عدم شعبية حكومتها، وإلى أي مدى يريد الشعب الإيراني يريد التغييرات في سياسة حكومته، إيران تخلق كل هذه الأزمات الدولية من أجل صرف الانتباه بعيداً عن المشكلات التي تخلقها حكومة المتشددين في الحكومة والشعب الذي يرفض سياساتها.

غسان بن جدو: طبعاً ملاحظاتك عديدة أعتقد أن الجانب الإيراني أيضاً سيوضحها، وقبل أن أعود إلى السيد مارتن إنديك ليجيب على بعض الأسئلة.

[فاصل إعلاني]

غسان بن جدو: أولاً: لمزيد التأكيد شيخ شريعتي أنا أعود إليك الآن فقط الإجابة عن هذه القضية، لأن نريد أن نفهم موقفاً إيرانياً واضحاً بشكل كبير، نحن تصريحات السيد بولتون موثقة لدينا هو قال بشكل صريح: إن أميركا لا تستبعد الخيار العسكري، وهي إن كانت الآن لا تريد هذا الأمر، لكن بشكل.. بشكل كبير يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية مهمومة كثيراً بالقضية النووية، حتى كل أسئلتي، كلما أسأل عن شيء إلاَّ ويحشر الملف النووي، هل تشكلون بعبعاً حقيقياً فيما يتعلق بالملف النووي؟ هل أنتم لا تريدون بالفعل التعاون مع السيد البرادعي أم ماذا بالتحديد؟

محمد شريعتي: أنا أريد هنا أخاطب السيد باتريك وأريد أقول وآخذ عهداً منه، بأنه إذا أرضينا نحن السيد البرادعي ووكالة الطاقة الذرية، هل تقبل أميركا بما نحن نتفق مع الوكالة الذرية للطاقة؟ نحن نقول بأننا سوف نتفق في هذا المجال، ونحن أيضاً ندَّعي بأن البرادعي ليس دميةً بيد أميركا، ونقول بأننا إذا اتفقنا نحن تحليلنا من السياسات الأميركية أنها لا تقبل للعالم الثالث ومن جملتها إيران، حتى لنظام الشاه، ولا تقبل للمنطقة إلا لإسرائيل، نحن تحليلنا للسياسة الأميركية بأن أميركا لا ترضى التقنية الذرية حتى السلمية، لأي دول المنطقة ولو أنها بعض دول المنطقة حليفتها لا تقبل لهذه.. ولكن نحن الوكالة قبلت بأن نكون.. يكون عندنا تقنية ذرية سلمية، وإذا اتفقنا معها، نحن نؤكد بأن.. أن يكون عندنا تقنية ذرية سلمية استراتيجية لنا، أما السلاح النووي نحن نفيناه مراراً ونفاه السيد خاتمي مع مكالمته مع..

محمد صادق الحسيني: السيد (بوتين).

محمد شريعتي: السيد بوتين، ونحن أيضاً هنا نؤكد على أننا بالنسبة إلى التفتيش، بالنسبة إلى المناطق اللي أرادوا أخيراً لم يتابع الخبر أظن أنه السيد باتريك بأنه نحن نقبل التفتيش ولكن في إطار ما توافقنا عليه، وهذا كما يقولون أنه غير مكان نووي، ولكن بالنهاية نقبل ونتفق مع المنظمة كما أعلنا، ونأخذ عهداً من السيد باتريك إذا توافقنا مع المنظمة وقبلنا الأشياء من عندها وهم قبلوا من عندنا أميركا لا تتدخل أكثر مما تريد..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: كأنك تريد القول إنكم حتى لو عالجتم هذه المسألة، فإن أميركا ستوجد لكم مسألة أخرى؟

محمد شريعتي: نعم.. نعم.

غسان بن جدو: سيد باتريك.. سيد باتريك، هل .. هذا هو التحليل الإيراني الآن الموجود في طهران، حتى لو عالجت إيران مسألة تعاونها النووي، فإن إدارة الرئيس جورج بوش ولا سيما الصقور المتنفذين هناك سيوجدون مشكلة أخرى، أزمة أخرى، وبالتالي ذريعة أخرى لمزيد الضغط وتطويق إيران؟

باتريل كلوسون: كنت ظننت إن من مصلحة إيران أن تختبر هل أن الولايات المتحدة مخلصة أم لا، لو أن إيران كانت حقيقة تتعاون مع وكالة الطاقة الذرية التي يترأسها السيد البرادعي، إذن إيران بإمكانها أن تختبر نوايا الولايات المتحدة هل هي مخلصة أم لا، ولكن إيران لا تفعل ذلك، إيران مؤخراً اعترفت بأنها لم تقدم معلومات إلى وكالة الطاقة الذرية منذ عام 91 حول بعض نشاطاتها المتعلقة باليورانيوم وإيران لم توافق حتى الآن على الرد على…

محمد شريعتي [مقاطعاً]: عفواً.. عفواً.. أنا.. الآن أسألك: هل تقبل ما تقبله المنظمة؟

باتريل كلوسون: أربعة أسئلة يطرحها السيد البرادعي، والذي قال أنه بحاجة إلى أن يسأل عنها..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: سيد باتريك يعني.. سيد باتريك.. سيد باتريك اسمع هذا السؤال من الشيخ شريعتي من فضلك.

محمد شريعتي: أنا أقول هل أنه إذا اتفقنا مع المنظمة، هل أميركا تقبل في هذا المجال أن يكون لنا تقنية نووية سلمية أم لا تقبل في هذا المجال؟

باتريل كلوسون: الولايات المتحدة الأميركية تتمنى لو أن.. لإيران.. ليس لإيران برنامج نووي، وسوف نستمر في حثها على ألا تمتلك مثل هذا البرنامج، لأن هذا فقط لا يؤدي إلا إلى إثارة أسئلة حول ما تريد أن تفعل إيران، إيران بلد غني بالنفط والغاز ولا تحتاج إلى طاقة ذرية، ولكن إيران..

محمد شريعتي [مقاطعاً]: هذا غير ما.. هذا غير ما..

باتريل كلوسون: تعاونت..

محمد شريعتي [مقاطعاً]: عفواً هذا غير ما تريده وكالة الطاقة الذرية، هذا مطلب آخر أن لا يكون لإيران.. أن لا يكون لإيران أسلحة نووية، نحن أيضاً نؤكد على أن لا نريد في هذا المجال، أما أن لا يكون هناك تقنية ذرية سلمية، هذا مطلب أميركي وليس مطلب للوكالة السيد البرادعي.

محمد صادق الحسيني: وبالمناسبة انتهازي لأنه في.. في السنوات الأخيرة لعهد الشاه، أي قبل نحو 27 عاماً كانت الولايات المتحدة الأميركية متحمسة لبرنامج الطاقة الذرية عن طريق المنشآت النووية الولايات المتحدة الأميركية لأن الشاه كان هو الذي يحكم طهران، وفي ذلك الوقت كانت الموارد النفطية..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: وشجعت ألمانيا على..

محمد صادق الحسيني: نعم، وشجعت ألمانيا على الدخول في هذا المشروع، وهو بالمناسبة..

غسان بن جدو: مشروع بوشهر.

محمد صادق الحسيني: مشروع بوشهر للطاقة الذرية، وعند ذاك كان تعداد سكان إيران نصف العدد الحالي.

غسان بن جدو: 33 مليون.

محمد صادق الحسيني: والموارد الطبيعية والطاقة والغاز والنفط كانت أقل بكثير من هذا.


مدى التحيز الأميركي لصالح إسرائيل في المسألة النووية

غسان بن جدو: طيب أنا أتوجه إلى السيد مارتن إنديك الآن في.. في.. في البحر الميت، سيدي هناك عدة أسئلة موجَّهة إليكم، السؤال الأول فيما يتعلق بالسلاح النووي الإسرائيلي أنتم في الولايات المتحدة الأميركية تتحدثون كثيراً عن أنه يُفترض أن إيران ستصل عام 2006 إلى امتلاك القنبلة النووية، هناك تقارير في واشنطن نفسها في الولايات المتحدة الأميركية التي تؤكد بأن إسرائيل تمتلك القنبلة النووية، ألا يحرجكم بشكل صريح أنكم لا تلفظون ببنت شفه إلى إسرائيل والتي تمتلك القنبلة النووية وتعتبر الدول المجاورة أنها تشكل خطراً أمنياً عليها ولا تستهدفون إلا الدول الأخرى ولا سيما إيران كما يقول الإيرانيون في هذه القضية؟

مارتن إنديك: إن إسرائيل لم تعلن إن لديها أسلحة نووية، ولكن إسرائيل ليست أيضاً بلداً موقعاً على معاهدة عدم انتشار الأسلحة كما هو الحال مع إيران، إيران قبلت لنفسها التزامات بمقتضى الاتفاقية، وكانت قادرة على الحصول على تقنيات نووية كجزء من هذا الترتيب لأسباب سلمية، هذه كانت الصفقة، ضمن هذه الاتفاقية، الآن المسؤول عن ضبط هذه القضية، وهي وكالة الطاقة الذرية والسيد البرادعي يطرحوا أسئلة جادة، هل أن إيران تلتزم بما وقعت عليه أم لا، القضية في.. مع.. إسرائيل لم توقع على هذه المعاهدة ولم تُلزم نفسها بأي التزامات، لو أن لدى إسرائيل أسلحة نووية، لو أن لديها.. موجودة مخفية لديها لا تهدد أحداً بها، لو هي تملكها فعلاً، لكن الدول العربية المجاورة لإسرائيل كانوا راضين وقانعين بعدم السعي لأسلحة نووية رغم اعتقادهم بأن إسرائيل تملك هذه الأسلحة، لماذا؟ لأن الإسرائيليين لا يخططون تهديد أحدٍ بهذه الأسلحة، والقلق الكبير في المنطقة، ومن جانب الولايات المتحدة ومن جانب جيران إيران العرب لو أن إيران حصلت على..

محمد صادق الحسيني [مقاطعاً]: سيد إنديك.. سيد إنديك لدي سؤال لديك، أنت كنت سفيرا للولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل، مكتب تقويم التكنولوجيا في الكونجرس الأميركي عام 1993 يقول بالحرف الواحد: إن إسرائيل تملك قدرات كيمياوية غير معلنة وبرنامجاً هجومياً غير معلن في مجال الأسلحة البيولوجية، واتحاد العلماء الأميركيين يقول: إنها تملك نحو مائة قنبلة، ومجلة "جينز إنتليجينس ريفيو" تحدثت عن مخزون بين 400 إلى 500 قنبلة والطائرات الإسرائيلية.. الأميركية المهداة لإسرائيل F16 تستطيع أن تحمل قنابل نووية، الصاروخ أريحا 1 مداه 660 كيلو متر، الصاروخ..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: إذن.. إذن باختصار يا سيد محمد صادق الحسيني.

محمد صادق الحسيني: أريحا 2، 1550 كيلو متر

غسان بن جدو: حينئذٍ ما الذي..

محمد صادق الحسيني: هذه أسلحة دمار شامل معلنة لدى الولايات المتحدة الأميركية هذا عذر أسوأ..

غسان بن جدو: أقبح.

محمد صادق الحسيني: أقبح من الذنب أن تقول إسرائيل لم تُوقِّع على ميثاق عدم انتشار الأسلحة النووية..

محمد شريعتي: الخمس دول الكبار.. الكبيرة.

محمد صادق الحسيني: في حين أنكم أنتم في النادي النووي الكبير تدعون العالم وتحثونها الدول التي لن تعلن.. ليس فقط لم تعلن، تقولون أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، أنتم الآن لديكم معلومات ثابتة مؤكدة مستندة في الكونجرس الأميركي تقول هناك بين مائتين إلى أربعمائة قنبلة نووية في إسرائيل، وتحثون العالم على عدم امتلاك قنبلة واحدة.

محمد شريعتي: توقيع..

غسان بن جدو: سيد مارتن إنديك لك الكلمة.

مارتن إنديك: انظروا، أعتقد إن القضية الأساسية الحرجة هنا هو ما هي الدول والحكومات التي تملك هذه الأسلحة، ماذا تنوي العمل بها، هناك حكومات أخرى في العالم تملك هذه الأسلحة الهند وباكستان -على سبيل المثال- لم توقعا معاهدة عدم انتشار الأسلحة ونحن توصلنا إلى قبول هذا الترتيب بفهم أن الهند وباكستان متفاهمتان حول هذه الأسلحة فيما يخص العراق ونحن والمجتمع الدولي بأسره اتفقنا بمقتضى قرارات مجلس الأمن أن العراق يجب ألا يمتلك أسلحة نووية، في حالة إيران المجتمع الدولي يتوقع من إيران، ليس فقط الولايات المتحدة..

محمد صادق الحسيني [مقاطعاً]: هذا.. هذا لأنه يلبي رغبتك الجامحة في الاحتواء المزدوج للقنبلة الإسلامية الباكستانية مقابل القنبلة الهندوسية، تماماً كما كان يلبي رغبتك الجامحة للاحتواء المزدوج لكل من إيران والعراق على هذين البلدين الإسلاميين أن يتقاتلا ثمان سنوات في صراع الديوك -كما سميتموه- حتى تنتهي القوتين في هذه المنطقة وتبقى السيطرة الكاملة لإسرائيل، سيدي الفاضل إنديك.

مارتن إنديك: انظروا، لو أن إسرائيل لم تكن مهددة، إذن لما كانت لديها الحاجة لمثل هذه الأسلحة، هذا أعتقد إن هذا هو الأمر الذي يجب أن نفهمه، وأود أن أنهي بقولي كلمة بناءة: إن ما قاله السيد شريعتي حول احتمال التوصل إلى أرضية مشتركة وتحديد المصالح المشتركة في العراق هي تصريح إيجابي وأعتقد أننا نستطيع أن نجد أرضية مشتركة وأن نطوِّر مع إيران بنية أمنية لمنطقة الخليج بحيث تصبح إيران ليست بحاجة إلى امتلاك أسلحة نووية، وأعتقد إن هناك حاجة لعلاقات إيجابية مع إيران ومع الحكومة الإيرانية أيضاً، إذن المسـألة ليست مقدسة ولا نستطيع تغييرها، ولكنني أعتقد إن هناك مساحة للتوصل إلى موقف مشترك ولكن ذلك سوف يتطلب من إيران تغيير موقفها إزاء دعم الإرهاب ويتطلب من إيران أيضاً أن ترقى إلى مستوى مسؤولياتها بمقتضى اتفاقية عدم الانتشار، ومن ضمن هذا السياق..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: إذن سيد مارتن إنديك بشكل صريح أنت تقر الآن في مداخلتك بأن إسرائيل بالفعل تملك القنبلة النووية، تملك أسلحة دمار شامل، لكنك تبرر هذا الوجود هذا الامتلاك بأن إسرائيل قد تقول كما.. كما توضح بشكل أساسي إنها مضطرة إلى هذا الأمر، قبل أن أنهي معك سيد محمد صادق الحسيني أنا..

محمد شريعتي [مقاطعاً]: عفواً هذه الكلمة، أنه تكلم عن دول المنطقة أنها راضية، ونعلم أن مصر وإيران وبقية الدول هي طرحت خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: كل الدول في المنطقة، كل الدول بدون استثناء.. العربية..

محمد شريعتي: والسيد إنديك نسب إلى الدول العربية أنها راضية مع أنها علمت بأن.. بأن في إسرائيل أسلحة نووية، وهذا غير صحيح.

غسان بن جدو: سيد.. سيد شريعتي إنا أنطلق من سؤال، ملاحظة ذكرها أحد الأصدقاء هنا، وهي.. والسيد حتى مارتن إنديك أثنى على هذا الأمر خطابك يعني واضحاً أنه معتدل متسامح تجاه الولايات المتحدة الأميركية، الأخ هناك فهمه على أنه استجدائي ولعلك تريد، والسيد مارتن إنديك اعتبر أن كلامك فيه حرص شديد على إيجاد هذه القواسم المشتركة، هل أنتم بالفعل يعني حريصون على هذه العلاقات مع إدارة الرئيس جورج بوش مهما كان الثمن؟

محمد شريعتي: أنا شخصياً..

غسان بن جدو: حتى لو بالتوسل والاستجداء.

محمد شريعتي: لا.. لا.. لا.. لا، الاستجداء ليس من..

محمد صادق الحسيني: من شيمتنا…

محمد شريعتي: شيمة ثورتنا وليس من شيمتنا، هو انتخاب كيفية الخطاب هذا ليس استجداءً، أنا مُصِر على هذا الخطاب أن يكون الخطاب، من الأول قلت أن يكون الخطاب إيجابي، والخطاب الإيجابي له مؤهلاته وله شرائطه، بالنسبة إلى أن موقفنا الثورة الإسلامية هو موقف واضح من كل القضايا، ولكن لا يلزم أن يكون أن نُصِّرح به في كل المواطن أو نقوله بلغة صارمة أو تأكيد من عندنا خاص، بالنسبة إلى أسئلة أخرى أيضاً كانت..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: آخر كلمة من السيد محمد صادق. اتفضل سيدي.

محمد صادق الحسيني: أنا أقول منذ مائة عام هم الذين اعتدوا علينا، لم نذهب إليهم المسلمون إلا بعد مائة عام، ما يسمونه إذا اتفقنا إذا تأكد أن المسلمين هم الذين ذهبوا إلى نيويورك وواشنطن، أسبوع واحد لم تتحمل الولايات المتحدة الأميركية أن تعيش ديمقراطية، تراجعت الديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية لمجرد هجوم واحد، مائة عام وهم يطلقون النار علينا، إيران تقول بالحرف الواحد كما يقول شاعرها الكبير العظيم حافظ الشيرازي: "سعادة الدارين في تفسير هذين الخطين .. مروءة مع الصديق ومداراة مع العدو".

نعم نداري العدو ما دام هو متكافئاً معنا في الحوار، لكن مروءة الصديق تقتضي من إيران، ومن حقها أن تقف إلى جانب الشعب العراقي وإلى جانب الشعب اللبناني وإلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يعود الحق لأهله، لأن الهرم مقلوب، مارتن إنديك وكل المنظِّرين لسياسة الحروب الأميركية للأسف الشديد يصفون العالم وكأنهم هم المعتدين عليهم، جاءوا من أقاصي الدنيا ليحتلوا أرضنا، فليتوقفوا عن هذا الاحتلال والعدوان، وعند ذلك لكل حادث حديث، عند ذلك يكون الحوار متكافئاً، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، ليس هناك عبد وسيد، ترفض المنطقة سياسة العبد والسيد خاصة مع الولايات المتحدة الأميركية التي -للأسف الشديد- منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وهي تقوم بالحروب من كوريا.. من أزمة كوريا وصولاً إلى أزمة فلسطين والعراق للأسف الشديد.

غسان بن جدو: سيد محمد صادق الحسيني (أمين عام منتدى الحوار والكاتب السياسي) شكراً، السيد شيخ محمد شريعتي (مستشار الرئيس الإيراني والسفير السابق في منظمة المؤتمر الإسلامي) سيد مارتن إنديك مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق) سيد باتريل كلوسون (نائب مدير معهد دراسات الشرق الأدنى) في واشنطن، شكراً لكما على هذا الاهتمام وهذه المشاركة، شكراً لكم أيها الأصدقاء برنامج (حوار مفتوح) مع شكري الخاص للمخرج بخيت الحمد ومنتج الحلقة إسلام حجازي، ومع شكري لمكتب (الجزيرة) في واشنطن وفريق الجزيرة، في البحر الميت، مع تقديري لكم غسان بن جدو. في أمان الله.

المصدر: الجزيرة