حوار مفتوح

علماء الدين والتحديات الكبرى

حوار مفتوح مع كل من يوسف القرضاوي ومحمد حسين فضل الله حول موقف العلماء والتيارات الإسلامية من التحديات التي يواجها العالم العربي والإسلامي فكريا وسياسيا داخليا وخارجيا والعلاقة مع الغرب والتطورات على الساحتين الفلسطينية والعراقية.

مقدم الحلقة:

غسان بن جدو

ضيوف الحلقة:

د. يوسف القرضاوي: مفكر وداعية إسلامي
محمد حسين فضل الله: مفكر إسلامي معروف

تاريخ الحلقة:

08/11/2003

– التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية خارجياً وداخلياً
– القيود المفروضة من الحكومات على رجال الدين

– مشروعية مقاومة الاحتلال الأميركي في العراق

– مدى انتشار الوازع الديني في العالم الإسلامي

– الدعوة إلى الحوار مع الآخر

– سبل التقريب بين الشيعة والسنة


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين، سلام الله عليكم.

ربما حقٌ للجماهير العربية والإسلامية أن تسأل في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، أين علماء الدين في أمتنا؟

التساؤل يبدو للبعض عبثياً، والسبب أن العلماء -ولندقق- المشايخ من أصحاب العمائم، والذين يتحدثون في الفقه والعبادة والأحكام الدينية كثر كثر، ولذا فالتساؤل: أين العلماء في أمتنا لا معنى له.

لكن التساؤل لدى آخرين بل لدى الغالبية أكثر من مشروع، والسبب قولهم: ما يواجهه عالمنا العربي والإسلامي من أعاصير قوي شديد مندفع يكاد يأكل الأخضر واليابس من المبادئ والقيم وعناصر هويتها الحضارية.

وحقٌ لنا -يضيفون- أن نسأل: أين علماء الدين ما هم قائلون؟ وما هم فاعلون؟ بِمَ هم مبادرون؟ وعَلامَ هم قادرون؟

ثمة من يجزم من منطلق يأس يراه الواقع عينه، بأن دور علماء الدين مكانةً وتأثيراً يوشك على الذوبان إن لم نقل ذاب تماماً بعد أن بات حبيس السلطان ومنطق الذرائع والتبرير لكل خطأ وتقصير وحتى خيانة.

وثمة من يؤكد بأن العلماء هم أولاً وآخراً بشرٌ غير معصومين يخطئون ويصيبون، وعلينا أن نتعامل معهم كما هم في الواقع، وألا نحملهم أكثر من طاقتهم، لا سيَّما وأن الآلة الأمنية البوليسية في نظامنا العربي الرسمي لا يعنيها أن تدوس أية عمامة طالما أنها داست وتدوس يومياً الكرامة الإنسانية، ولا سيما أيضاً أن القوى الخارجية المتوحشة تمشي وتدوس بالقهر كل شيء.

وثمة من يجترح التاريخ ويعلي الصوت بوضوح أياً كانت الضغوط والصعاب والظروف، طالما بقيت أصوات قليلة من علماء الدين مصيبة في تحديد بوصلتها بنجاح تقول للصواب: نعم، بثقة، وللظلم: كلا بشموخ، فإن نبض الأمة مازال حياً.

قد يكون في قول هؤلاء مبالغة، لكن الأكيد الذي أثبته التاريخ، وتؤكده وقائع اليوم من يريد أن يذل قوماً فإنه لابد مذلاً رموز القوم، والعلماء -العلماء الحقيقيون- كتلة من رموز أمتنا، ونحسب أن ضيفينا الكبيرين العلامة الشيخ يوسف القرضاوي والعلامة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله هما من هؤلاء الرموز على الأقل كما يرصد المطلعون، لكن هذا بقدر ما يزيد هذه الفئة قدراً بقدر ما يزيدها حرجاً لأن مسؤوليتها غير قليلة.

مع المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله على الهواء مباشرة من بيروت، ومع العلامة فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي نسأل في حلقتنا هذه في (حوار مفتوح):

أين العلماء من التحديات الكبرى التي يواجهها العالم العربي والإسلامي؟

وكيف ينظران للعلاقة مع الغرب ولا سيَّما أميركا؟

وما هي رؤيتهما للملفين الساخنين الفلسطيني والعراقي؟

وما هي سبل إبعاد شبح أي فتنة طائفية أو مذهبية لا سمح الله؟

طبعاً يسعدنا كثيراً أن نستضيف في هذه الحلقة -كما قلت- العلامة الشيخ القرضاوي والسيد محمد حسين فضل الله، وكالعادة معنا هنا في الدوحة نخبة من أصحاب الرأي من أصدقاء (حوار مفتوح).

[فاصل إعلاني]


التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية خارجياً وداخلياً

غسان بن جدو: فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، أنا تحدثت .. سؤالي المحوري في هذه الحلقة: أين علماء الدين من التحديات الكبرى؟ كمدخل رئيسي ما هي برأيك هذه التحديات الكبرى التي يواجهها الأمة داخلياً وخارجياً؟

د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

قبل أن أبدأ حديثي أود أن أوجه تحية إلى سماحة الأخ العالم الجليل المرجع الديني الشيعي الموقر صاحب الرأي الحر، وصاحب الكلمة الشجاعة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، أحببت أن أحييه من هذا المنبر، وأحيي فيه كل عالم حر يحاول أن يجمع كلمة الأمة على الهدى، وقلوبها على التقى، ونفوسها على الحب، ونياتها على الجهاد في سبيل الله، كما أحيي الإخوة والأبناء الحضور، وأحيي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة هذا الشهر الكريم الذي أعتبره أبداً ربيع الحياة الإسلامية، فيه تتجدد العقول بالمعرفة والقلوب بالإيمان، وتتجدد العزائم بالرغبة في استباق الخيرات وعمل الصالحات.

أما سؤالك يا أخ غسان -وأنا أحيي برنامجك هذا البرنامج الحي المتميز- عن التحديات التي تواجه الأمة، ما هي هذه التحديات؟ التحديات لا شك كثيرة، بعضها داخلي، وبعضها خارجي، وبعض الناس حين يتحدثون عن التحديات يركزون على التحديات الخارجية، ويقولون نحن واقعون تحت مخطط جهنمي يكيد لنا ويمكر.. ويمكر بنا، ويعطل مسيرتنا، ويعوق حركتنا، ويعتبرونا كأننا أحجار على رقعة الشطرنج لا حول لنا ولا قوة، هذه المبالغة في تضخيم التحدي الخارجي بحيث يجعلنا مُسيَّرين لا مخيرين، أنا لا أوافق على هذا النهج في التفكير، عملية التآمر الخارجي، وأنا لا أنكر أن هناك تآمراً خارجياً، وهناك قوى تريد أن تقتلع هذه الأمة من جذورها، وهذا أصبح واضعاً.. واضحاً للعيان الآن، وخصوصاً يعني بعد هذه المعارك المتصلة من بلد إلى بلد، وآخرها ما حدث في العراق، وما يحدث يومياً لإخوتنا الأبطال المستبسلين في أرض الإسراء والمعراج وأرض البطولات وأرض النبوات، لا شك أن هناك تآمراً خارجياً.

ولكن نريد أن نبحث عن التحديات في داخلنا، القرآن علمنا حينما تقع بنا مصيبة أو مأساة أن نرجع لنفتش في داخلنا، حينما حدثت غزوة أحد، واستشهد فيها سبعون من الصحابة من أمثال حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش ومن..، وفلان، وفلان، قال الله تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ)، أشار القرآن أن نبحث عن الذات، هذا هو الذي ينبغي، نحن عندنا مشكلات داخلية وتحديات داخلية كثيرة، أنا كتبت عنها في عدة كتب.

غسان بن جدو: هل نستطيع أن نرتبها الآن بعناوين أساسية على الأقل؟

د. يوسف القرضاوي: والله ممكن يمكن أقول لك مثلاً هناك تحدي التخلف، هناك تحدي التظالم الاجتماعي، يعني الذي نعالجه بالعدالة الاجتماعية، هناك تحدي الاستبداد السياسي، الذي نعالجه بالحرية إطلاق الحريات العامة وحقوق الإنسان، هناك تحدي التبعية الفكرية والسياسية للغرب، أن نرضى لأنفسنا أن نكون ذيولاً وقد جعلنا الله رؤوساً، هناك تحدي التجزئة والتفكك والتشرذم والتفرق في العالم الإسلامي، هناك التحدي الذي أعتبره أيضاً تحدياً مهماً، وهو التحدي الأخلاقي، يعني ما نعانيه من انحلال وتسيب، ثم هناك التحدي.. تحدي المشروع الصهيوني، هذا يتحدى الأمة من جاكرتا إلى الدار البيضاء.

غسان بن جدو: هل تعتبره تحدياً داخلياً أم خارجياً؟

د. يوسف القرضاوي: لأ، هذا تحدي داخلي طبعاً، هذا تحدي يتحدانا أصل.. لأنه أصبح في قلب.. في قلبنا، لم يعد أمراً يتآمر علينا من بعيد، هو أصبح في داخلنا، هذه التحديات يجب أن نحسب حسابها، وأن نعد العدة لمقاومتها.

غسان بن جدو: هذا ما سنسألكم عنه بالتحديد في هذه الحلقة أين أنتم العلماء؟ ما هي مبادراتكم؟ ما هي آراؤكم؟

ولكن أتوجه إلى سماحة السيد محمد حسين فضل الله هناك في بيروت. سيدي الفاضل، الشيخ يوسف القرضاوي يعتقد بأن الحديث بشكل مضخم عن التحديات الخارجية قد يكون فيه مبالغة، لأننا هناك إشكالات داخلية فينا، هل توافق هذا الرأي؟ ما هي التحديات الكبرى التي تراها تواجه الأمة الإسلامية في هذه اللحظة على الأقل؟

محمد حسين فضل الله: بسم الله الرحمن الرحيم. في البداية أحب أن أحيي أخانا الداعية الإسلامي الكبير الذي استطاع أن يتحرك في العالم الإسلامي بانفتاح الفكر الإسلامي الأصيل، الذي يحاول دائماً أن يستغرق في عمق جراحات الأمة، ويحاول أن يبحث في كل مشكلة عن الحل الذي يمكن أن يجعل الأمة تخرج من كل مآزقها، إنني أحييه، وأسأل الله أن يطيل عمره، كما أحيي كل إخواني المجتمعين عندكم.

إن مسألة التحديات التي تواجه الأمة هي في أولها أن الأمة فقدت معناها كأمة إسلامية، وأصبحت العناوين التي فرضت عليها سواء كانت عناوين إقليمية جغرافية أو عرقية أو ما إلى ذلك جعلت هناك شخصيات جديدة بحيث أصبحت المسألة الإسلامية في داخل الوجدان الإسلامي مسألة عاطفية لا تحرك الإنسان المسلم بالطريقة التي ينطلق فيها من أجل.. من أجل تحدي الواقع الذي يحيط بها، إننا بحاجة إلى أن ننطلق لننتج الأمة من جديد عقلانياً وحركياً بعد أن كنا نعيش حتى الآن الأمة عاطفياً، وهذا هو التحدي الكبير الذي لابد للمسلمين أن يبحثوا عن كل الآليات التي توصلنا إلى ذلك، ثم إن الأمة الإسلامية في كل إمتداداتها لم تعد تمثل في مشاكلها الداخلية عاملاً واحداً، بل إننا نلاحظ أن كل هذه القرون التي عاشت فيها الأمة تركت الكثير من بصماتها في التخلف وفي الانفتاح على الخرافة وعلى الغلو تارة، وعلى الكثير مما عاشته الأمة من عاداتها وتقاليدها التي زحفت إليها من هنا وهناك، وهكذا في الجانب الفكري الذي تنوعت فيه خطوطه، ونحن لسنا سلبيين أمام تنوع الخطوط، ولكننا نتحدث عن الخطوط غير الإسلامية التي دخلت في عمق التفكير الإسلامي، وهكذا في المسألة السياسية الداخلية إننا نلاحظ بأن كل التراكمات السياسية التي خضعت لها الأمة في تاريخها تركت الكثير من بصماتها على الأمة، هذا من خلال الواقع الداخلي الذي ترك.. ترك تأثيره الكبير في عمق الأمة.

أما المسألة الخارجية فإنها.. فإن المسائل الداخلية كانت تجتذب المسألة الخارجية، لأن عناصر الضعف ولأن السلبيات التي كانت تتحرك في الأمة جعلت هناك نوعاً من التراجع في كل عناصر صنع القوة، وفي كل عناصر مواجهة التحدي، وأصبحت الكثيرون، أتحدث عن ظاهرة، ولا أتحدث عن شمولية الأمة، جعلتهم يتحركون بردود الفعل لا بالفعل، وهكذا أمكن للاستكبار العالمي أن ينفذ إلى داخل الأمة مستغلاً هذا الضعف ومن خلال ذلك فرض علينا الكثير من ثقافته والكثير مما حاول أن يشوه شخصيتنا من خلاله.

غسان بن جدو: سماحة السيد، لا شك أنك أثرت بعض النقاط بلا شك هذا مدخل أساسي لك ولفضيلة الشيخ القرضاوي، وهذا المدخل لكليكما كان طويلاً بعض الشيء، ولكن أتمنى في.. فيما تبقى من الحلقة أن نختصر الإجابات، لأنه لدينا عدد كبير من الحضور، حقيقة عندي عدد كبير من الأسئلة، ولكن كما تشاهدان الحضور كبير جداً، وأنا أود منذ بداية الحلقة أن أفتح النقاش مباشرة للإخوة الجمهور، تفضل أخي.

د. يوسف القرضاوي: أنا ما سمعتش الحقيقة يعني الكلمات كده بالطريقة دي مش عارف..

إبراهيم بدوي: سؤالي للضيفين الكريمين.

غسان بن جدو: نتعرف عليك من فضلك.

إبراهيم بدوي: إبراهيم بدوي (صحفي).

غسان بن جدو: أهلين.

إبراهيم بدوي: سؤالي للضيفين الكريمين حول ما يجري الآن في فلسطين والعراق والاستسلام المفروض علينا من الخارج بخصوص أصبح الجهاد.. الجهاد أو المقاومة المشروعة أصبحت إرهاباً، هناك انقسام سواء سنة أو شيعة في تقييم ما يجري في العراق مثلاً، سُنة أكراد يعتبرون ما يجري إرهاباً، شيعة يرفضون المقاومة ويكتفون بالمقاومة السلمية، هناك انقسام في هذه النقطة، أيضاً بما يجري في فلسطين منع حتى التبرعات لأهالي الشهداء والمعتقلين، يعني ما هو الموقف الآن في تقييم ما يجري في هذين الجزئين من العالم الإسلامي؟

غسان بن جدو: شكراً هل هناك سؤال؟ الأخ.. من فضلك تفضل.

أوش خليل: اسمي أوش خليل.. من الأردن. سؤالي لفضيلة الشيخ القرضاوي أيش رأيه بالقيود اللي بتحطها الحكومات.. القيود اللي بتحطها الحكومات العربية خصوصاً على الشيوخ والأئمة وخاصة.. حتى بتحديد المواضيع اللي نتحدث فيها في خطبة الجمعة، وحتى في الفتاوى، يعني هاي لاحظناها بالحرب على العراق اللي هي يعني كانت الفتاوى خصوصاً من مفتي الأزهر جداً خجولة، وثاني يوم طلع ناقضها بفتوى ثانية، هذا سؤالي؟


القيود المفروضة من الحكومات على رجال الدين

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً لك. شيخ يوسف القرضاوي، أبداً معك من السؤال الثاني الذي قال فيما يتعلق بهذه القيود التي تفرض على العلماء، حتى أنه في بعض البلدان يفرضون عليهم حتى خطب الجمعة، ما رأيك في هذه الظاهرة؟ كيف يمكن أن يعني تواجهوها -إذا صح التعبير- أم لا حول ولا قوة.. لا حول لكم ولا قوة؟

د. يوسف القرضاوي: لأ، هو.. هو هذا يعني يجعلنا نرتد إلى ما هي التحديات، ذكرت أنا حوالي سبع تحديات.

غسان بن جدو: من بينها الاستبداد.

د. يوسف القرضاوي: وأهمها أنا في نظري إن أهم هذه التحديات الداخلة.. الداخلية هي الاستبداد السياسي، وأهم ما نطالب به ونحرص عليه، ونعض عليه بالنواجذ، ونقاوم في سبيله، وهو المطلب الأول للأمة في نظري، وهو المدخل لكل إصلاح، لو كنا نريد أن نوحد الأمة فمدخلنا هو إعطاء الحرية، الأمة موحدة، يعني الشعوب موحدة، العواطف موحَّدة، المفاهيم موحدة، الشعائر موحدة، ولكن الذين يقفون يعني ضد هذا هم أناس من الحاكمين ومَنْ وراءهم، إذا كنا نريد أن نقف في وجه المشروع الصهيوني، وأن نقوي المقاومة في فلسطين، أو نقف ضد الاحتلال في العراق أو..، مدخل هذا كله أن نعطي شعوبنا الحرية، الحرية هي الأساس، أنا قلت في بعض برامجي الحرية عندي قبل تطبيق الشريعة الإسلامية، لأن لا يمكن أن نطبق الشريعة الإسلامية إلا في جو الحرية، وأنا أرى إن بالحرية نستطيع أن نربي الأمة، الأمة التي تعيش تحت وطأة الاستبداد الخانق وتحت الضربات المستمرة هذه تخلق عبيداً ولا تنشئ أحراراً، نحن نريد الحرية، إذا كان عندنا حرية نستطيع أن..، إنما إذا كان العالم لا يستطيع أن يتكلم، لا.. لا تتكلم إلا في الأمور الدينية، حول الأمور الدينية تفسر كما يفسرها الحكام، وبعض البلاد تكتب لهم الخطب وتوزع، و في بعض البلاد منعت المساجد الأهلية تماماً، لا يوجد مسجد يستطيع أن يبنيه مسلم فرد أو جماعة ويأتوا بخطيب يخطب فيه، لازم يكون خطيب من قِبَل السلطة، فالسلطة التي تعين الخطيب، والسلطة التي تحدد له الخطبة، السلطة.. ولو خرج عن الخطوط الحمراء فيا ويله ثم يا ويله، ولذلك أنا أقول: مشكلة الأمة فقدان الحرية.

غسان بن جدو: لكن ألا تعتقد شيخنا هنا بأن أيضاً بعض العلماء أو بعض الجماعات الإسلامية تتحمل مسؤولية في هذا، هناك من يتهم هذه الجماعات وبعض العلماء بأنهم أيضاً غالوا في التطرف، غالوا في استخدام هذه المساجد وبعض المنابر، وهذا الذي دفع بعض الأنظمة إلى التضييق عليها وتطويقها، هل ترى في هذه المحاججة منطقية أم لا؟

د. يوسف القرضاوي: لأ، لا أراها منطقية، أنا أرى أن التيار الوسطي المعتدل هو التيار الأعرض جمهوراً والأوسع قاعدة..

غسان بن جدو: هنا في أمتنا.

د. يوسف القرضاوي: في.. في.. في الأمة الإسلامية، هناك الذين تتحدث عنهم هؤلاء قلة، وكثيراً ما ضخمتهم الأجهزة الإعلامية والسلطات الأمنية لحاجة في نفس يعقوب كما يقولون، تحاول أن تجعل منهم شيئاً مذكوراً لتضرب بهم التيار الوسطي، وكان.. كانوا من.. من قبل يقولون: احذروا الإسلام المتطرف، الآن ماذا يقول الغربيون وفرقهم وأتباعهم، يقولون: لأ، احذروا الإسلام المعتدل، الإسلام المعتدل أشد خطراً، التطرف يعني قصير العمر بطبيعته، لا يستمر طويلاً، إنما الذي يستمر ويبقى ويؤثر هو تيار الاعتدال، ولذلك هم يوصون بضرب..، وبعدين يرجعون فيقولون: الإسلام لا يمكن أن يكون معتدلاً، هو يبدأ معتدلاً ثم يتطرف، يعني يريدون أن يقطعوا الطريق عليه، تطرف أم اعتدل يجب أن.. أن..

غسان بن جدو: أن يقاوم.

د. يوسف القرضاوي: أن يقاوم وأن يطارد، نعم.


مشروعية مقاومة الاحتلال الأميركي في العراق

غسان بن جدو: هناك نقطة أخرى، أتوجه إلى سماحة السيد فضل الله هناك في بيروت، الزميل إبراهيم بدوي طرح قضيتين أساسيتين في الحقيقة قضيتان كان يمكن أن يكونا.. يكونان محور أساسي بعد الموجز ولكن طالما الأخ إبراهيم طرحهما، لنبدأ في الملف العراقي سماحة السيد، طرح الأخ إبراهيم بدوي يقول: هناك مصطلحان بين المقاومة والإرهاب، لن نتحدث عن فلسطين، لنبدأ بالعراق، أولاً: بشكل صريح وواضح، هذه العمليات المسلحة الآن الموجودة في العراق المناوئة للقوات الأميركية، كيف تراها؟ هل هي مقاومة؟ هل هي إرهاب؟ هل مجرد عمليات مسلحة عبثية؟ كيف تصفها؟ وكيف تراها؟

محمد حسين فضل الله: بسم الله الرحمن الرحيم. أولاً: أحب أن أؤكد بشكل مختصر جداً، أن الحرية هي رسالة وليست مجرد تفصيل سياسي، وأن مشكلتنا في كل هذا العالم الإسلامي أن.. أنه يحكم بقوانين الطوارئ، وبأجهزة المخابرات، حتى أنهم جعلوا الإنسان فيها المسلم أو العربي جعلوه يخاف أن يضبط وهو يفكر بحرية، إن فقدان الحرية قد انعكس على كل واقعنا الديني والثقافي والسياسي، ولعل العمل على أساس الإنتاج الحرية لدى الأمة كلها يحل الكثير من المشاكل.

أما ما يتحدث.. أما السؤال الثاني وهو قضية موضوع فلسطين وموضوع العراق، طبعاً إن العمل في فلسطين الجهاد في فلسطين كله .. إن الجهاد في فلسطين يمثل الجهاد بكل معناه الحضاري، باعتبار أن فلسطين هي أرض اغتصبت جملةً وتفصيلاً، وأن أهلها لا يريدون إلا أن يعيشوا في داخلها أحراراً، وأن يرجع المشردون إليها، إننا نعتقد أن العمليات الاستشهادية هي عمليات أخلاقية لا تحتاج إلى فتوى جديدة خاصة، لأنها تمثل وسيلة من وسائل الجهاد في الظروف التي يعيشها الفلسطينيون أمام ما يواجههم من الآلة الأميركية التي زودت بها أميركا إسرائيل، لذلك كل ما في فلسطين جهاد حضاري إسلامي لابد للعالم أن ينحني إليه، أما في العراق. فإننا…

غسان بن جدو [مقاطعاً]: قبل العراق سماحة السيد أود أن أشير إليك، لعلك تعرف الصحفي الكبير (ديفيد إجناتيوس) اللي هو كان رئيس تحرير "الهيرالد تريبيون" والذي قابلته قبل عام -على ما أعتقد- هناك في بيروت، كتب في "الواشنطن بوست" وليس في "الهيرالد تريبيون" العام الماضي عام 2002 وقال: الشيخ محمد حسين فضل الله هو مخترع القنبلة الانتحارية الحديثة، يعني العمليات الاستشهادية التي تتفضل الآن بتأييدها، ماذا عن العراق يا سيدي؟

محمد حسين فضل الله: بالنسبة إلى مسألة العراق، فإننا نعتبر من حيث المبدأ أن الاحتلال الأميركي بكل مفاعيله، وبكل خلفياته، وبكل نتائجه، وبكل امتداداته هو احتلال لابد للشعب العراقي أن يقف في وجهه، وأن يدرس الوسائل التي يمكن أن تصل إلى النتائج الكبرى في هذا المجال، وإنني أحاول أن أعلق، فنحن ضد الاحتلال، وأنا .. ولعل الجميع يعرفون أنه قبل الحرب أصدرت فتوى شرعية قلت فيها: لا يجوز مساعدة أميركا في ضرب الشعب العراقي والهيمنة على مقدراته الاقتصادية والسياسية والأمنية، المسألة هي أن الوقوف ضد الاحتلال الأميركي وضد السياسة الأميركية أساساً هو دين ندين الله به، وإنني أحب أن أعلق.

غسان بن جدو [مقاطعاً]: عذراً سيد.. عذراً سماحة السيد فضل الله قبل أن تعلق أنا مضطر لمقاطعتك للأسف.

[موجز الأخبار]

غسان بن جدو: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم من جديد، في الحقيقة أولاً أجد بداً في توجيه الشكر الخالص من جديد إلى فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وسماحة السيد محمد حسين فضل الله، لأنهما لأول مرة يشاركان بهذه الطريقة، كلٌ منهما عملاق يشارك لوحده في أي برنامج تليفزيوني، ولكن تفضلا وشرفانا بالمشاركة مع بعض في هذه القضية.

أعود إلى السيد فضل الله في بيروت، سيدي السؤال كان واضح فيما يتعلق بالعراق، أرجو أن تجيبنا بدقة، هذه العمليات المسلحة الموجودة الآن في العراق، هل تسميها مقاومة، إرهاب، مجرد عمليات مسلحة عبثية؟ أم ماذا بالتحديد؟

محمد حسين فضل الله: أحب كمقدمة للجواب أن أعلق على ما يثيره الإعلام دائماً من الحديث عن مقاومة سُنية عسكرية، ويتحدثون عن المثلث السُني، ومقاومة أو قبول شيعي بالنسبة إلى الاحتلال، إنني أتصور أن المسألة يراد من خلالها إنتاج الحساسيات بين العراقيين على الأساس.. على المستوى المذهبي، إن القضية ليست قضية أن المذهب السُني يفرض ذلك، وأن المذهب الشيعي يرفض ذلك، إن المسألة نحن نعرف على أن السُنة والشيعة معاً من خلال موقعهم الإسلامي قاوموا هنا وقاوموا هناك، إن المسألة مسألة دراسة سياسية لطبيعة الظروف، وطبيعة الشروط لهذا الأمر أو ذاك، ولذلك لا يجوز أن نتحدث عن مسألة سُنية وشيعية، لأن علينا أن نعمل جميعاً على أساس الوحدة العراقية، هذا جانب.

الجانب الثاني: الواقع نحن نقول أن كل مقاومة للاحتلال الأميركي تعتبر مقاومة ولكننا نتحفظ على بعض العمليات التي تستهدف شخصيات عراقية أو أناس عراقيين، أو مؤسسات دولية أو ما إلى ذلك، القضية هي أننا كما قلنا أن كل من ينطلق في مقاومة الاحتلال الأميركي بعد دراسة دقيقة يعتقد بأن الله -سبحانه وتعالى- يعذره فيها فهو أمر مشروع، وهذا أمر نصرح به في كل وقت.

غسان بن جدو: نعم، فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، السيد فضل الله يقول التالي فيما يتعلق بما يحصل الآن في العراق، يقول أولاً منهجياً يقول: إنه ثمة احتلال والمقاومة مشروعة، هو يؤيد المقاومة، مقاومة الاحتلال ولكنه يتحفظ على العمليات التي تستهدف إما شخصيات أو مؤسسات مدنية، ويطالب بدراسة الأمور.

د. يوسف القرضاوي: عراقية.

غسان بن جدو: المدنية في العراق، المدنية، شخصيات عراقية وشخصيات أو جهات مدنية، ربما كالأمم المتحدة أو غيرها، طب أنتم ما يحصل الآن في العراق، كيف تصفونه؟ هل هو مقاومة؟ هل تؤيدونه أم ماذا بالتحديد؟

د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحيم الرحيم، أولاً أود أن أقول أيضاً كمقدمة.

غسان بن جدو: نعم.

د. يوسف القرضاوي: دخل الأميركيون العراق بزعمهم من أجل أمرين: الأمر الأول هو مسألة الأسلحة..

غسان بن جدو: أسلحة الدمار الشامل.

د. يوسف القرضاوي: أسلحة الدمار الشامل، ويريدون أن يتخلصوا من أسلحة الدمار الشامل، وأن يحرروا العراق من هذه الأسلحة، والواقع إنهم لم.. لا.. لا المفتشون الدوليون قبل الحرب استطاعوا أن يحصلوا على هذه الأسلحة أو يجدوا لها أثراً، ولا الأميركان بعد دخولهم بجيوشهم وأصبحت لهم عدة أشهر، وتغلغلوا في البلاد، ووصلوا إلى كل شبر في الأرض تقريباً، لم يجدوا أسلحة دمار شامل، هذا يعني لا مبرر إذن..

غسان بن جدو: نعم.. لما حصل.

د. يوسف القرضاوي: الأمر الثاني أنهم قالوا: إنهم يريدون إسقاط نظام صدام حسين.

غسان بن جدو: صدام حسين.

د. يوسف القرضاوي: وقد أسقطوه، إذن لم يعد هناك مبرر لبقاء الاحتلال الأميركاني، صدام ولَّى وذهب البعث، ولن يعود، والأسلحة.. أسلحة الدمار لا وجود لها، ما معنى بقاء الاحتلال إذن؟

غسان بن جدو: حتى يستفيدوا، يعني هم خسروا بشراً، وخسروا أموالاً، وخسروا إمكانات عسكرية حتى يستفيدوا..

د. يوسف القرضاوي: والله يعني ما.. ما حد يعني دفعهم إلى أن يخسروا هذه.. العالم كله كان يعني ضدهم، العالم حتى أوروبا، حتى.. حتى البلاد التي وافقت حكوماتها، مثل يعني بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، خرجت مظاهرات بالملايين، حتى خرجت مظاهرات في قلب أميركا نفسها تقول: لا لهذه الحرب العدوانية، لا معنى إذن لبقاء هؤلاء في.. في العراق.

غسان بن جدو: بمعنى هل توافق على ما يحصل الآن من عمليات عسكرية؟

د. يوسف القرضاوي: أنا يعني عندي رأي مبدئي، أن من حق كل شعب احتلت أرضه أن يقاوم المحتل حتى تتحرر أرضه، حتى هذا حكم شرعي، يعني الفقهاء يعني أجمعوا على أن أي بلد مسلم دخله غازٍ، فعلى أهل هذا البلد أن يقاوموا هذا الغازي، ويصبح الجهاد على أهل البلد فرض عين حتى إنه المرأة تخرج بغير إذن زوجها، والولد بغير إذن أبيه، والخادم بغير إذن سيده، لأن حق الجماعة محق.. مقدم على حق الفرد، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فإذا لم يستطع هؤلاء أن يقاوموا، وجب على من يليهم ثم على من يليهم حتى يصبح الجهاد واجباً على المسلمين كافة، وهذا ما نقوله بالنسبة لقضية فلسطين إنه ما دام عجز أهل فلسطين وعجز جيرانهم، انتقل الوجوب إلى الأمة الإسلامية كلها، إلى المسلمين حتى خارج العالم الإسلامي، كل مسلم عليه أن..

فأنا أقول من حق كل شعب احتلت أرضه بغير إرادته أن يقاوم هذا المحتل، قد توجد أخطاء، أنا يعني مع السيد حسين فضل الله إن ممكن تقع بعض أشياء لا نرضى عنها، يعني.. ولكن هذه لا تعطي إن.. إن المقاومة كلها غير مشروعة، المقاومة في أصلها مشروعة، ويجب أن يتدخل أهل العلم وأهل الرأي و الحكمة في تسديد مسيرتها، وفي ترشيد خطواتها، حتى لا تقع في أخطاء.

غسان بن جدو: ثمة نقطة ذكرها السيد فضل الله، أعتقد نقطة مهمة فضيلة الشيخ يوسف بشكل صريح، قال: هناك الآن تضخيم كبير فيما يحصل في العراق، يقال: إن الذين يقاومون سُنة فيما يسمى بالمثلث السني وإن الذين راضون بالاحتلال هم من الشيعة، وهو يعتقد بأن هذا الأمر هو من جهات معينة تريد اللعب على الوتر الشيعي السني لإثارة الفتنة، هل توافق هذا الرأي؟ هل كيف ما السبيل لمعالجة الأمر؟

د. يوسف القرضاوي: أنا يعني أخشى ما.. ما أخشاه أن تتخذ هذه القضية ذريعة لإشعال فتنة بين الطائفتين الكبيرتين في العراق، ونحن يعني على أهل العلم وأهل الرأي من الفريقين أن يقاوموا هذه الفتنة، ولا يسمحوا لها بأن تلعب هذا الدور المشبوه وأن نحاول في.. في هذه المرحلة القادمة أن نُجمِّع بقدر ما نستطيع، بل أنا أدعو إلى تجميع كل القوى، يعني إحنا في هذه المرحلة نحن في حاجة إلى أن نجمع قوى الأمة كلها، سنيين وشيعيين، عرباً وعجماً في داخل البلاد الإسلامية، عرباً وأكراداً، أو عرباً وبربراً، إسلاميين وقوميين، يمينيين ويساريين، نريد تجميع قوى الأمة لتواجه مرحلة الخطر القادمة، وفي العراق بالذات نحن نحذر من أن يتخذ ما يجري ذريعة للتفريق بين السُنة والشيعة.

غسان بن جدو: شكراً لك سيدي، تفضل أخي.

طارق علي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوكم في الله طارق علي (مدرس) كنت بأسأل الشيخ حضرتك.. حدد تحديات داخلية محددة، بالإضافة للتحدي الخارجي، وهو تأثير الدول الكبرى على الدول الصغرى، بأسأل سماحة الشيخ: هل ممكن يكون ضعف المسلمين راجع لضعف الوازع الديني الشديد، والتغريب الشديد في عالمنا العربي؟ إحساس المسلم بالصغار أمام الآخرين لقوتهم علمياً ومادياً، أين عزة المسلم والمسلمين؟

غسان بن جدو: تفضل، سأعطيكم، من وراء، سأعطيكم، باختصار من فضلك.

مسعد توفيق: بسم الله الرحمن الرحيم، أخوكم مسعد توفيق أبو غنيمة (مهندس)، فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي بارك الله لنا فيه، وأطال الله في عمره، فضيلتكم ذكرتم في بداية الحلقة أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات كبيرة، منها داخلية وخارجية، ما هو .. نصيحتكم؟ وما هو رأي فضيلتكم في مواجهة هذه التحديات؟ سواء كل حسب دوره؟

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً لك، من وراء من فضلك، تفضل.

محمد أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم، محمد أحمد (مدرس)، سؤال لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي: هل يرى شيخنا أن الاستبداد السياسي هو درب من دروب الإرهاب في هذا العصر؟ ورجاء من فضيلة الشيخ أن يوجه رسالة إلى إخواننا من أصحاب تيار الخوارج الجدد، خوارج العصر، أن يوجه لهم رسالة يدعوهم فيها بصفته رمزاً من رموز الوسطية في عصرنا هذا، يدعوهم فيها لحقن دماء المسلمين، يدعوهم فيها للعودة إلى الصواب، يدعوهم فيها للعودة إلى المنهج الصحيح، وجزاكم الله خيراً.

غسان بن جدو: من أين أنت أخي عفواً؟

محمد أحمد: من.. من الدوحة.

غسان بن جدو: أهلين تفضل.

مداخل: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم. الشيخ الدكتور الفاضل يوسف القرضاوي ذكر عدة من التحديات، ولكن هنالك التحدي الأكبر، وهو التحدي العقدي، وأصبحت كثير من الطوائف أو الجماعات الإسلامية تميع قضية الولاء والبراء، فأين هذا التحدي؟ وأين يكون من منهج المسلمين وطوائف المسلمين وجماعة المسلمين؟ شكراً.

غسان بن جدو: تفضل.

عبد الله ولد أحمد: السلام عليكم، عبد الله ولد أحمد من موريتانيا، أريد أسأل فضيلة الشيخ عن هل من الأولى.. من الأولى مواجهة التحديات الداخلية أم مواجهة التحديات الخارجية؟ ولكن يعني دي.. دي تواجهها الأمة؟ وإذا كان الأولى بمواجهة التحديات الداخلية، كيف يتم مواجهتها؟ خاصة عند الخلاف بين السُنة والشيعة؟ يعني كيف يتم مواجهته؟ يعني يتنازل.. يتنازل السنة عن بعض معتقداتهم ويتنازل الشيعة أو كيف يعني؟ وجزاكم الله خير.

غسان بن جدو: شكراً نعم، قرب للميكرفون.. تفضل..

مداخل: سماحة الدكتور الشيخ يوسف، إحنا نحترم شخصكم الكريم في.. وجهدكم في سبيل التقريب بين المذاهب، بما أن حديثنا عن تقريب المذاهب فأصحب أن أعرج على ما تقوله الشيعة في التقريب، طبعاً أئمة الشيعة وعلماء الشيعة نادوا بالتقريب كما نادى به السيد الإمام الخوميني في فتواه بجواز صلاة الشيعي خلف السني والسني خلف الشيعي، وطبعاً هذا الشيء صادر من أئمة أهل البيت، يعني أنا الآن عندي مصادر من أئمة أهل البيت، ينادون بالتقريب من أيام يعني حديث الإمام الصادق، الآن سماحة الشيخ في كتاب وسائل الشيعة للعلامة الحر العاملي، يقول الإمام الصادق من صلى معهم -أي أهل السنة- في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول الله، وكذلك في نفس..

غسان بن جدو: هذا نعرفه، شكراً جزيلاً لك يعني مفيد جداً هذه الملاحظات، نحن على الأقل في حضرة شيخين جليلين يمكن أن يحدثانا عن هذه القضية، هل لديك سؤال مباشر للسيد فضل الله أو للشيخ يوسف القرضاوي.

مداخل: ولكن عندي سؤال.

غسان بن جدو: تفضل.

مداخل: الآن بما أن الحرمين النبوي.. المكي والنبوي هما أفضل مكان للتقريب، لماذا لا يكون إمامة الحرم النبوي والمكي كل أسبوع على طائفة من الطوائف؟ أسبوع للشيعة، أسبوع للسُنة، وأسبوع.. شكراً.

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً، خلي المايك إلى الصف الأمامي من فضلكم، بسرعة.

علي جابر: علي جابر (صحفي من لبنان)، السؤال الأول لفضيلة الشيخ القرضاوي، تحدث عن الحرية واعتبرها كشرط أساس لانبعاث الأمة، ألا تعتقد حضرة الشيخ إنه رجال.. رجال الدين لعبوا دوراً إلى حد ما سلبياً في تضييق الخناق على الشعوب الإسلامية؟ دا السؤال الأول لحضرتك.

السؤال الثاني لسماحة السيد محمد حسين فضل الله، اعتبر إنه الجهاد تتوفر شروطه ومبرراته في فلسطين، ما هي مبرراته في العراق؟ وما هي المرجعية الدينية التي يمكنها إطلاق الجهاد؟ شكراً.

غسان بن جدو: تفضل.

شفيق شقير: شفيق شقير (باحث)، في إعادة لطرح السؤال لسماحة السيد فضل الله، بالنسبة لموضوع أعضاء الحكم المحلي، ما هو حكمهم؟ خاصة أن هناك بعض الأطراف الإسلامية قد دخلت في الحكم المحلي، فالمسألة هي أعمق من موضوع المقاومة، شرعية المقاومة، إنما شرعية الحكم المحلي، هل هناك خصوصية فقهية تبيح تعامل مثل هؤلاء الأشخاص وبعضهم يعتبرون مراجع سياسية، هل هناك خصوصية فقهية تبيح تعامل هؤلاء الأشخاص مع قوات الاحتلال؟ وأيضاً سؤال آخر استطراداً، كان سماحة محمد باقر الحكيم في العراق قال بأن.. نعم -رحمه الله- قال بأن الجهاد الأول الذي يجب أن يبادر.. يبادر إليه أي شعب محتل هو الجهاد بالحسنى، والجهاد المدني، وقال بأن أسس الإسلام تدل على هذا، فحقيقة في إحدى الحوارات أيضاً، أحدهم قال فقط للإشارة، قال بأن لحد في لبنان هو مثل، بالطبع نحن نفرق ولكن مجرد نقل لأن هذا الحوار سيتسع، موجود في لبنان، بأن لحد في لبنان كان يمثل نفس المصالح لطائفته، التي كان يمثلها محمد باقر الحكيم رحمه الله، بأن محمد باقر الحكيم رأى مصلحة الشيعة في أن يتعاون مع الحكم المحلي، ولحد وجد مصلحته أيضاً أن يتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي.

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً، تفضل يا أخي تفضل.

عدلي الشلخمي: مساء الخير جميعاً، عدلي الشلخمي، السؤال هو بيتوجه للإعلام العربي: هل هو بيقرب.. بيقرب وجهات النظر بالنسبة للمسلمين جميعاً، بين كسُنة وشيعة، ونحنا بنسمع يعني بين الحين والآخر عن فتنة.. فتنة لذلك، فنرجو إنه يكون يعني سؤالي لسماحة السيد محمد حسين فضل الله، إنه شرح للإعلام العربي ودوره في هذا المضمار.

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً، طيب خلينا نعطي دور آخر، أنا أتوجه إلى السيد فضل الله، على الأقل هناك ثلاثة أسئلة سماحة السيد، سؤال أول يتعلق بالجهاد، أنت أشرت إلى أن الجهاد في فلسطين هو جهاد مشروع لا شك.. فما هي مبررات المقاومة في العراق؟

السؤال الثاني سؤال واضح ودقيق، ما حكم أعضاء مجلس الحكم الانتقالي؟ سيما وأن فيهم إسلاميين؟ وما هي الخصوصية الفقهية لمشاركة هؤلاء؟

السؤال الثالث من الأخ عادل يقول لك هل ترى بأن الإعلام العربي بشكل عام يساهم في التقريب بين الشيعة والسُنة، أم بالعكس؟ وما هي رسالتك لهم؟ تفضل سيدي.

محمد حسين فضل الله: أما.. بسم الله الرحمن الرحيم.. أما مسألة الجهاد في العراق فإن طبيعة الاحتلال من قِبَل قوة مستكبرة غاشمة دخلت العراق من أجل مصالحها الاستكبارية التي لا تقتصر على العراق بل تشمل كل العالم الإسلامي وعلى الأقل العالم العربي الإسلامي لذلك فإن.. فإن مقاومة هذا الاحتلال هو أمر تفرضه طبيعة الأحكام الإسلامية العامة.

أما مسألة الجهاد بمعناه التفصيلي الفقهي فربما تكون هناك بعض الشروط هنا وهناك لابد للعلماء من الطرفين من العلماء المسلمين من السُنة والشيعة أن يبحثوها بحثاً.. بحثاً دقيقاً حتى يلتقي الجميع على مواجهة الاحتلال من خلال خطٍ واحد ومن خلال أسلوب واحد أو يتوزعون الأدوار هنا وهناك.

أما مسألة مجلس الحكم فإنني لست معنياً بأن أتحدث عن وجهة نظر الذين دخلوا فيه وعن الحيثيات التي دخلوا على أساسها، ولكنني في الوقت نفسه قلت منذ البداية إنني لا أشرعن، أي.. أي موقف سياسي ينطلق من خلال الاحتلال جملة وتفصيلاً.

أما مسألة الإعلام .. أما مسألة الإعلام العربي فإنني يعني.. فإنني أؤكد على هذا الإعلام أن يرحموا العراق وأن يرحموا الأمة الإسلامية وذلك بألا يتحركوا في الخط الذي تحركت فيه.. تحرك فيه الإعلام الأميركي بوحي السياسة الأميركية في الحديث عن المسألة المذهبية في العراق، إنني بحسب.. إنني بحسب تجربتي في العراق وقد عشت في العراق نصف عمري إنني أؤكد أنه لن تحدث هناك في العراق فتنة سُنية شيعية لأن العقلاء من علماء السُنة ومن علماء الشيعة ومن فعاليات السُنة وفعاليات الشيعة يجتمعون ويتواصلون ويتناقشون ويصلي بعضهم الجمعة خلف البعض الآخر، لذلك لم يعش العراق في تاريخه فتنة سُنية شيعية تتحول إلى حرب -نعوذ بالله- ولذلك فإنني أتصور أن هناك في داخل الشعب العراقي هناك ضمانات ضد أية فتنة من هذا القبيل، ومن الطبيعي أن يكون هناك بعض وجهات النظر التي يختلف فيها السُنة أنفسهم والشيعة أنفسهم، فنحن نعرف بأن مجلس الحكم فيه سُنة وفيه شيعة وأن.. وأن الخطوط التي يتحرك فيها.. تتحرك فيها المقاومة السلمية أو المقاومة العسكرية أيضاً فيها سُنة وشيعة، لذلك المسألة نحن نرجو من الإعلام العربي إذا كان مخلصاً لهذا البلد العربي المسلم الذي عاش تحت تأثير مرحلة من أقسى المراحل، أن عليهم أن يرحموا هذا الشعب وأن يكفوا عن محاكاة الإعلام الأميركي في الحديث عن منطقة سُنية هنا ومنطقة شيعية هناك.


مدى انتشار الوازع الديني في العالم الإسلامي

غسان بن جدو: الشيخ يوسف القرضاوي، الحقيقة عدة أسئلة، ولكن أستطيع أن أجملها، أولاً: فيه سؤال أستطيع .. يعني أكثر من سؤال ولكن يتحدث عن الجانب الديني هل تعتقد بأن من التحديات ومن الأسباب الكبرى في عالمنا العربي والإسلامي الآن هو ضعف الوازع الديني، عدم انتشار الوازع الديني بشكل عام هذا يسبب تحدي كبير، يسبب جزء من الأزمة القائمة في العالم العربي أم لا؟

وهناك سؤال ثاني -أعتقد أيضاً مهم- هل ترى بأن الاستبداد السياسي الذي وصفته بأنه من التحديات الكبرى تستطيع أن تصفه بأنه إرهاب أم لا؟ إرهاب دولة إرهاب نظام..

د. يوسف القرضاوي: آه..

غسان بن جدو: إرهاب حكومة؟

د. يوسف القرضاوي: بالنسبة لعملية التدين أو الوازع الديني أنا أرى بإنصاف أن الأمة الإسلامية هي أول الأمم وأكثر الأمم تديناً في الأرض لا توجد أمة متمسكة بدينها كالأمة الإسلامية على ما بها من مآخذ وعيوب، وعلى ما نأخذه عليها من هنات، الأمة الإسلامية أمة متدينة، الدين هو المحرك الأول لها والمؤثر الأول في فكرها وشعورها، وهذا مجرد.. الآن انظر إلى العالم الإسلامي تجد المساجد في العالم الإسلامي كلها تصلي العشاء والتراويح ويتجمع الناس يعني خلف الأئمة ويصلَّون الصلوات الطويلة، في الحرمين.. ذهبت إلى مكة والمدينة زحام من أول يوم من رمضان، لا يوجد أمة يعني عندها التدين بهذه الطريقة، يعني عملت إحصاءات لمن يذهبون إلى الكنائس أيام الآحاد فوجد في بعض البلاد حوالي 5% وبعضها 7% وأقصى البلاد اللي أشد ما تكون تمسكاً بالدين 10%، وليس كل الذين يذهبون إلى الكنائس في أيام الآحاد يذهبون إليها تديناً وتعبداً، هناك لقاءات اجتماعية وارتباطات وحتى أحياناً لقاءات غرامية، يعني.. فليس ومع هذا أقصى شيء 10% ، المسلمون هم الذين يرتبطون بدينهم، رغم ما.. يعني شدة هذه التكاليف، خمس صلوات في اليوم والليلة، في أوائل هذا القرن أسلم أحد اللوردات البريطانيين كان اسمه اللورد (هيدلي)، وألَّف كتابا اسمه "إيقاظ الغرب للإسلام" وذكر فيه أن الذي حبب الإسلام إليه أنه وجد هذا الدين هو الدين الوحيد الذي يصل الإنسان بربه ويربطه به ويجعله على موعد معه كل يوم خمس مرات، لا يوجد دين.. الأمة الإسلامية أمة متدينة.. كنا نقول الأمم ما فيش فيها دين.. لأ فيها دين..

غسان بن جدو: لكن مع ذلك يبدو أنها ليست مستثمرة..

د. يوسف القرضاوي: آه.. هو هذا.. ليست..

غسان بن جدو: يعني نتحدث عن هذه الطاقات غير مستثمرة..

د. يوسف القرضاوي: ليست مستثمرة، لأنه هذا.. هذا التدين يحتاج إلى أن يوظف، اليهود للأسف وظفوا الدين عندهم ونحن لم نوظف الدين عندنا، حتى اليهود العلمانيون يعني مثل (بن جوريون) و(جولدا مائير) وكل .. هؤلاء ليسوا دينيين ولكنهم وظفوا الدين ولذلك دخلوا المعركة يهوداً ولم ندخلها مسلمين، دخلوا ومعاهم التوراة ولم ندخلها ومعنا القرآن، قالوا الهيكل ولم نقل المسجد الأقصى، قالوا السبت ولم نقل الجمعة، قالوا التلمود ولم نقل السنة، ولذلك كان معهم السلاح وكنا مجردين من هذا السلاح الروحي السلاح الباطني القوي، لم نستثمر هذا كما ينبغي، بالعكس الذين يدعون إلى الدين وإلى تحريك الأمة بالدين الأمة حينما.. أنا قلت إنه المحرك الأول هو الدين، وهذا جربناه، جربنا حربين حرب سنة 67 وحرب سنة 73.

67 كان شعار المعركة بر، بحر، جو، ولم ينتصروا لا في بر، ولا في بحر، ولا في جو، شعار المعركة في 73 وأنا أُفضَّل بدل ما أسميها دائماً معركة 6 أكتوبر 73 أسميها معركة العاشر من رمضان 93 لأن لرمضان كانت له نفحات هبَّت على هؤلاء الجنود، كان شعار المعركة الله أكبر، استطاع هؤلاء الجنود أن يقتحموا خط بارليف وأن يعبروا القناة وأن يحطموا أسطورة القوة التي لا تقهر والشوكة التي لا.. الدين موجود ولكن للأسف لا يوظف ولا يستثمر بل يحارب..

غسان بن جدو: نعم، هناك بعض الانتقادات أو الملاحظات للإشارات السلبية التي لوحظت هنا، أنا سأعرضها عليك وعلى سماحة السيد فضل الله.

[فاصل إعلاني]

غسان بن جدو: فضيلة الشيخ، أنا أكمل معك هناك، ملاحظة ساقها أحد الإخوان هنا يقول: أنت لاحظت كثيراً ودافعت كثيراً عن الحرية، ولكن ألا تعتقد بأن رجال الدين أو علماء الدين ساهموا في تطويق مبدأ الحرية في العالم العربي؟ يعني بالعكس هم.. أنت ربما صوت لا أقول نشاز، ولكن قلة في العالم العربي من العلماء من الحركات التي كما يقول الأخ التي تتحدث وتدافع عن الحرية، هل توافق هذا الرأي أم لا؟

د. يوسف القرضاوي: لأ، أنا أرى أن كل يعني داعية يعرف دينه ويعرف عصره يقول إن الحرية لازمة، يعني الحرية..

غسان بن جدو: هذا المنطق هل هو سائد فضيلة الشيخ؟

د.يوسف القرضاوي: الشيخ.. الشيخ حسن البنا يقول -يعني- الحرية فريضة من فرائض الدين، يعني إن إحنا نكون مش جايبين الحرية مستجلبينها من الخارج أو مستوردينها من أوروبا، الحرية فريضة من فرائض الدين، يعني إحنا..

غسان بن جدو[مقاطعاً]: هذا أنت تدافع عنه ولكن هل ترى بأن هذا المنطق الذي تتبناه سائد لدى علماء الدين في العالم العربي والإسلامي أم لا؟

د.يوسف القرضاوي: العلماء الوعاة، العلماء.. الحركات الإسلامية بصفة عامة كلهم يطالبون بالحرية ..

غسان بن جدو: بالحريات، نعم.

د.يوسف القرضاوي: وكلهم لا يستفيدون إلا في..، الإسلام إنما ينتعش ويزدهر في جو الحرية، الذي صنع الصحوة الإسلامية المعاصرة الحقيقة هو الحرية، حينما يعني جاء الرئيس السادات وأطلق العنان للحرية، وسمح للناس أن تتنفس، وسمح للشباب أن ينشئوا جماعات إسلامية في الجامعات، وبدأ الكل يتحرك بدأت الصحوة الإسلامية، قامت الصحوة الإسلامية، لا يقمع الدين والانتعاش الديني إلا صوت الاستبداد الذي يقهر الناس، إنما إذا انتعشت الحرية انتعشت الدعوة الإسلامية.

غسان بن جدو: فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، أنت من مؤسسي المؤتمر القومي الإسلامي، وقبل قليل دعوت بشكلٍ صريح إلى التفاف كل قوى الأمة من القوميين إلى الإسلاميين إلى اليساريين إلى علويين..

د.يوسف القرضاوي: إلى مسلمين ومسيحيين حتى.. حتى إسلاميين..

غسان بن جدو: هذه.. هذه النقطة التي..

د.يوسف القرضاوي: كل قوى الأمة، لأنهم يريدون أن يوقعوا الفتنة حتى بين مسلمين ومسيحيين..


الدعوة إلى الحوار مع الآخر

غسان بن جدو: هذه النقطة التي أود أنت أصل إليها، حديثك قبل قليل ربما قد يفهمه البعض بأنه إقصاء لجزء من الأمة العربية، لأن في الأمة العربية هناك مسيحيون، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية هم أيضاً يناضلون من أجل تحرير فلسطين، هل.. هل إن تركيزك بشكل أساسي على الشعار الديني فيما يتعلق بالملف الفلسطيني يفهم منه إقصاءٌ للمسيحيين أو لبقية القوميين والعروبيين أم لا؟

د.يوسف القرضاوي: لا.. لأ.. لأ بالعكس لأ أنا بس ذكرته لأن إحنا في سياق السنة والشيعة، فكان التركيز، إنما أنا أدعو دائماً إلى تجميع قوى الأمة الإسلامية والأمة العربية، حتى بمسلميها ومسيحييها، في مصر مسلمين وأقباط، في العراق هناك آشوريون ومسيحيون، القوى الأجنبية هذه تحاول أن تستغل هذه النقطة لتفسد العلاقة بين أبناء الوطن الواحد كما يدَّعون إن مصر فيها اضطهاد للأقباط، وأنا دعوت إلى.. إلى هذا مراراً وتكراراً ولا يمكن أن نقبل التفرقة بين أبناء..، حتى أنا قلت إخواننا الأقباط، فبعض الإخوة المتشددين قالوا: كيف تقول إخواننا الأقباط؟ الله تعالى يقول: ( إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) هؤلاء ليسوا مؤمنين بديننا، قلت: يا أخي هو هناك أخوَّة دينية وهناك أخوَّة وطنية وأخوة قومية وأخوة إنسانية، ربنا- سبحانه وتعالى – قال عن الرسل إنهم إخوان لأقوامهم (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوَهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ)، (كَذَّبَتْ عَادٌ المُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوَهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ)، (كَذَّبَتْ ثَمُودُ المُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوَهُمْ صَالِحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ)، وبعدين قال (كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ) هذا في سورة الشعراء، ليه لم يقل أخوهم شعيب، لأن شعيب لم يكن من أصحاب الأيكة إنما كان من أهل مدين، فلما ذكر مدين يقول (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً) الأُخوة هنا أُخوَّة قومية ولذلك يقول لهم (يا قومي..) يعني يا أهلي، فأنا أقول بالأخوة الوطنية وأنادي أن يقف الجميع أمام الخطر، عند الخطر ما فيش.. يعني فيه حريق جاء، هل لما نيجي نطفي الحريق نقول لأ خليك أنت يا مسيحي ما تطفيش الحريق معانا؟ عند الحريق يجب أن يهب الجميع لإطفاء الحريق.

غسان بن جدو: نعم، أنا أتوجه إلى السيد محمد حسين فضل الله قبل أن أحيل الكلمة من جديد إلى الإخوان هنا، لأني أود أن أدخل إلى محور فيما يتعلق بالعلاقات مع الغرب، سماحة السيد أنت تحدثت وحتى كتبت في فلسفة الحوار، رغم أنك توصف بأنك مرشد روحي لجماعات راديكالية، ولكن أيضاً البعض يعتبرك بأن صوت.. بأنك صوت معتدل بين العلماء، قبل يومين في تعليقك على استطلاع الرأي الأخير الذي أُجري في أوروبا والذي جزم فيه غالبية الأوروبيين بأن إسرائيل تمثل خطراً حقيقياً على السلام في العالم، قرأت لك مقالاً في جريدة "السفير" اللبنانية، تقول فيه التالي: إن هذه المسألة تضع مسؤولية كبرى على عاتق العرب والمسلمين كي ينطلقوا في إطار خطة سياسية وإعلامية تواكب الجهاد الفلسطيني وانتفاضتهم الشعبية لتعمل على كسب المزيد من الأصوات الغربية والأوروبية في نطاق خطة مدروسة، سؤالي لك سماحة السيد: كيف يمكن أن يكون خطابك للآخر إيجابياً والحال أنك من المتهمين أيضاً بأنك تمارس خطاباً إقصائياً لأنك ترفض إسرائيل وتعادي الولايات المتحدة الأميركية؟

محمد حسين فضل الله: بسم الله الرحيم الرحيم. إننا كدعاة إلى الله -سبحانه وتعالى- ندعو ونعمل على أساس أن نفتح الحوار مع كل الناس، باعتبار أن علينا أن نستمع إليهم فيما يؤمنون به وأن نُبلِّغهم ما نؤمن به بالحكمة والموعظة الحسنة وقد أرادنا الله -سبحانه وتعالى- أرادنا أن ندفع بالتي هي أحسن لنحوِّل أعداءنا إلى أصدقاء، إننا نعتقد أن علينا أن نحاور الإنسان كله، ولا سيَّما الغرب الذي ترتبط قضايانا الحيوية بواقعه بقطع النظر عن الجانب السلبي والجانب الإيجابي، إننا لا نعتقد أن أميركا هي الإدارة الأميركية، بل هناك الشعب الأميركي الذي لا يعيش هذه العقدة ضد الإسلام والمسلمين وضد العرب إلا من خلال الإعلام المضاد، ولذلك فنقول إن علينا أن نحاور المواقع الثقافية والمواقع الشعبية في أوروبا وفي الغرب حتى نستطيع أن نواجههم بالحقيقة التي ربما يعيشونها من خلال الضباب الإعلامي الإسرائيلي والأميركي.

أما موقفنا من أميركا ومن إسرائيل فإننا نقف على أساس الدفاع عن أنفسنا، إن أميركا تحاربنا وتحارب مصالحنا وتصادر اقتصادنا وسياستنا وأمننا وتحاول تغيير ثقافتنا، وإن إسرائيل احتلت أرضنا، ولا تزال تقوم بالتحالف مع أميركا بعملية الإبادة للشعب الفلسطيني بأطفاله ونسائه وشيوخه، وإسقاط وتدمير كل البنية التحتية، لهذا مسألتنا مع الإدارة الأميركية ومع إسرائيل ليست مسألة حوار ولكنها مسألة حرب في مقابل الذين فرضوا الحرب علينا وفرضوا الاستكبار علينا.

غسان بن جدو: شكراً.. تفضلوا.. تفضلي يا أختي..

مشاركة مغربية: (……) من المغرب، تحدثنا منذ البداية عن المقاومة في العراق وما سمي بالمثلث السني، ولربما سنسمع مستقبلاً بمثلث شيعي كذلك، فما دور علماء الدين في هذا الإطار ألا.. ألا يحق لهم أن يجمعوا بين هذا المثلث الشيعي وهذا المثلث السُني لتحقيق مقاومة واحدة ومكاسب واحدة، علماً بأن هذه المقاومة قد حققت مكاسب كثيرة فقد منعت مثلاً أطماع بعض الدول الأجنبية التي حاولت الدخول للعراق وكذلك ألحقت بقوات الاحتلال خسائر مالية كبيرة، ويعني نقلت المعركة حتى إلى داخل أميركا حيث سُحب الملف.. ملف العراق من وزير الدفاع (رامسفيلد) إلى وزير الخارجية (كولن باول) فأين دور..

غسان بن جدو: لأ إلى مستشارة الأمن القومي رسمياً.

مشاركة مغربية: أين دور علماء.. علماء.. علماء الأمة؟

غسان بن جدو: الشيعة والسنة من هذه القضية، شكراً جزيلاً لك أختي، خليه أمامك.. أمامك.. اتفضل بسرعة.

مداخل: في وجود قطبين كالشيخ القرضاوي والسيد فضل الله وبما أنك قلت عن هذين الصوتين يُعتبران عند كثير من الناس نشازاً، هذا النشاز هو الخطاب المحبب للقلوب والموثق عند الأمة، هذه الأصوات التي نسميها الأصوات الحرة..

غسان بن جدو: إن كانا نشازين، لم أقل إنهما نشازان، أنا اعتقادي الشخصي كغسان بن جدو لا. هذا هو المنطق الغالب لدى الأمة، هذا المنطق هو الغالب.

مداخل: لدى الشعوب.. هذا.. هذه الأصوات المحببة للشعوب، ألا توجد من اتحاد أو هيئة شعبية عالمية تجمع بين هؤلاء العلماء لتعبر بقوة عن الأمة بعيداً عن الهيئات الرسمية، لأننا نعلم أن العالِم الشعبي يستمد قوته من الشعوب، العالِم الرسمي مرتبط بقوة هذه السلطة التي تؤيده.

غسان بن جدو: ملاحظة جيدة، تفضل.

سيف العجي: بسم الله الرحمن الرحيم، سيف العجي (مدرس)، لماذا لا تكون هناك جلسات بين العلماء الكبار من الجانب الشيعي والجانب السُني لإثارة نقاط الاتفاق وليس نقاط الاختلاف وأن تكون يعني محددة من فترة لفترة، حتى لتوحيد الصف الإسلامي ولسد الثغرة التي يدخل منها أعداء الإسلام.

غسان بن جدو: تفضل.. أمام تفضل.

محمد الرفاعي: بسم الله الرحمن الرحيم، محمد الرفاعي من الأردن (مبرمج)، والله حبيت أسأل السؤال التالي إحنا نقول إنه هناك تعذيب وهناك تضييق على الدعاة الإسلاميين لكن لا أحد ينكر أن هناك لدى كل زعيم مسلم هناك له حاشية تتصل بمرشد ديني أو مستشار ديني أو وزير الأوقاف، وهذا لابد أن يكون على قدر عالي من العلم والثقافة في الدين الإسلامي، لكن لماذا لا يؤخذ هذا الجانب كوسيلة وفرصة لدعم الزعيم والإصلاح لنفسه وتغيير من آرائه.. التغيير من آرائه حتى تكون.. تتناسب مع الشريعة الإسلامية والتخفيف على الدعاة الإسلاميين؟ والسؤال الثاني: لماذا.. لماذا اقتصر تأثير العلماء المسلمين في الأيام الحالية عن.. أيام زمان كانوا مثل أيام العالِم الإسلامي العز بن عبد السلام كان له كلمة مسموعة، الأيام هذه تقول للعالم الإسلامي كلام، ولكن ليس له نفس التأثير ونفس الحماس الذي كان في السابق، وشكراً.


سبل التقريب بين الشيعة والسُنة

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً، فضيلة الشيخ هناك عدة نقاط، دعني أجمع.. أجمع في نقطة أساسية فيما يتعلق بالتقريب بين السنة والشيعة، أولاً: يبدو أن الإخوة الحاضرين هنا يدفعون بهذا الاتجاه وإن كان بعض الإخوة بطبيعة الحال لديهم ملاحظات أساسية، يعني يقولون أنه هؤلاء سُنة وهؤلاء شيعة، ربما هناك نقاط اختلاف وهذه حقيقة موجودة، ولكن هل هناك من إمكانية لتشكيل هيئة علمائية بين الشيعة والسنة، تبحث هذه القضية بعيداً عن الأنظمة الرسمية؟ وحتى يتجسد هذا الأمر على الأقل عملياً فيما يتعلق بالعراق عندما.. خاصة الأخت من المغرب تدافع عن هذه المقاومة، ما رأيك في هذه النقطة؟

د. يوسف القرضاوي: هو لابد أن يوجد هذا، هو فيه من قديم وجدت محاولات للتقريب بين السُنة والشيعة، ووجدت دار للتقريب في القاهرة وكان فيها من كبار علماء السُنة أمثال الشيخ عبد المجيد سليم (شيخ الأزهر) والشيخ شلتوت والشيخ محمد المدني والشيخ عبد العزيز عيسى وكان الشيخ حسن البنا من مؤيدي هذا التقريب، ورأيت يعني الأمين العام للتقريب في المركز العام للإخوان المسلمين، العلامة الشيخ تقي الدين القُمي، ورأيت أحد..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: الآن لماذا لا يوجد هذا الأمر؟ يعني في السابق يبدو كان أفضل هذا التقارب بين العلماء الشيعة والسُنة كان أفضل، لماذا الآن غير موجود بهذه الطريقة العملية المؤثرة؟ برأيك هل هي الأنظمة التي تحجر هذا الأمر، هل هو الفكر التقليدي الذي انتقدته في كتابك الأخير؟ ما هو بالتحديد فضيلة الدكتور؟

د. يوسف القرضاوي: هو يعني مجموع هذا، ويمكن أقول أيضاً الإيحاءات الخارجية التي تحاول أن تستغل الفرص لإيقاد النار، أنا يعني.. من قراءاتي عرفت أن هؤلاء يريدون أن تقوم حرب دينية بين السُنة والشيعة، لم يكفهم الحرب التي قامت بين العراق وإيران، لأن كان طابعها كان طابعاً قومياً يعني كأنه بين العرب والفرس، إنما عايزين هم حرب بين السُنة والشيعة ويريدون هذا وينبغي أن نُفوِّت عليهم الفرصة، نحن المهم إن نجمع عقلاء السُنة وعقلاء الشيعة، هناك أناس من السُنة لا يقبلون الشيعة ويكفرونهم ويعني ينكرون علينا دعوة التقريب، وهناك في الشيعة متطرفون، المتطرفون من كلا الفريقين لا يصلح لأمرنا هذا، إنما الذي يصلح للتقريب دائماً وتجميع القوى دائماً هم الأطراف المعتدلة، نريد هؤلاء نجمع هؤلاء ليقوموا بدور.. يعني إحنا منذ أسابيع كنا في مؤتمر شاركت فيه في البحرين.. مملكة البحرين دعت عدد من العلماء من أنحاء العالم العربي والعالم الإسلامي من السُنيين ومن الشيعيين، والتقينا الحقيقة وفي غاية من.. ينبغي أن نكثر من.. من هذا الأمر، ويعني نستفيد منه ونوظفه في التقريب، وأعتقد يعني وأنا أذكر بصراحة، وإحنا في.. نحن في البحرين كلمني من اليمن أحد علماء العراق الكبار السنة وهو الأستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان، وقال: أرجو أن تحتضن دعوة، تصدروا بيان للتحذير الفريقين في العراق السُنة والشيعة من فتنة يراد أن تقوم بينهما، وهذا ما حاولنا أن..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: طيب فضيلة الشيخ، يعني وأنتم.. أنت على الهواء مباشرة وسماحة السيد فضل الله على الهواء مباشرة، يعني هل هناك إمكانية أن تصدرا كلاكما بياناً يحذر من أي فتنة شيعية سنية، كلاكما؟ …

د. يوسف القرضاوي: والله هذا لقاؤنا هذا أعتقد إنه بيان عملي..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: ويجتمع إليه..

د. يوسف القرضاوي [مستأنفاً]: للمسلمين في كل مكان من تحذير من فتنة بين السُنة والشيعة، ودعوة إلى أن يتوحد الجميع في مواجهة القوى المعادية للإسلام، ليس معقولاً في.. يعن يمكن في وقت العافية، وفي الوقت الرخاء للناس أن يختلفوا ويتفرقوا، إنما وقت الشدائد: "إن المصائب يجمعن المصابين"، في هذه الحالة لابد أن تتجمع كل القوى بالضغط والتضييق كما يقول جمال الدين الأفغاني: بالضغط والتضييق تلتحم الأجزاء المبعثرة، فلابد أن نلتحم، وأن نقف صفاً واحداً كما عَلَّمنا القرآن (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفاًّ).

غسان بن جدو: (كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ).

د. يوسف القرضاي: (كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)، يعني ساعة المعركة يجب التلاحم.

غسان بن جدو: شكراً جزيلاً، كلمة أخيرة لك سماحة السيد فضل الله في بيروت في نهاية هذا البرنامج.

محمد حسين فضل الله: بسم الله الرحمن الرحيم، أننا عندما ندرس الواقع الإسلامي العام، فأنا نلاحظ تأكيداً لما ذكره سماحة الأخ الشيخ القرضاوي أن الوحدة الإسلامية هي من الممنوعات الاستكبارية، التي يعمل المستكبرون بكل إعلامهم وبكل خططهم السياسية، وبكل أوضاعهم المتصلة بقضايانا على منع الوحدة الإسلامية أو التفاهم بين المسلمين على أساس موضوعي عقلاني ليلتقوا على ما اتفقوا عليه، ويتحاوروا أو يعذروا بعضهم فيما اختلفوا فيه، إن مسألة الوحدة الإسلامية في جانبها السياسي، وفي مواقعها.. مواقع اللقاء بين المسلمين، وفي مواجهة التحديات الكبرى، ولا سيَّما التحدي الأخطر وهو التحدي الثقافي، فقد سمعنا رئيس أميركا قبل يومين وهو يتحدث عن ضرورة تغيير الشرق الأوسط من أجل أن يتبنى كل القيم الغربية بعيداً عن القيم الإسلامية.

إن علينا أن نعمل على أن ننفذ إلى كل واقعنا لنصلح ما فسد منه، ولنحاول أن نقوم ما انحرف.. ما انحرف فيه، وإنني كنت ولا أزال منذ 50 سنة أدعو إلى هذا اللقاء بين المسلمين جميعاً، وكنت أقول إن الحوار واللقاء وتصحيح الأخطاء التي ينسبها هذا الفريق إلى ذاك الفريق وبالعكس من اللقاء أفضل مما نتناقش فيه، ونتحاور فيه مع.. مع الانفصال عن بعضنا البعض، التقوا كيفا كان، وتحاوروا بكل ما تختلفون فيه، ولكن نقول إن الله -سبحانه وتعالى- قال لنا أن نقول لأهل الكتاب (قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ) فإذا كنا كان الله يدعونا إلى أن نتحدث عن الكلمة السواء بيننا وبين أهل الكتاب، فكيف لا نتحدث بالكلمة الواحدة بيننا وبين المسلمين جميعاً، المرحلة من أخطر المراحل التي مرت على الإسلام والمسلمين في كل تاريخه، لأن الاستكبار كله برز إلى الإسلام كله، وإلى العرب كلهم، وإلى المستضعفين كلهم، وعلينا أن نرتفع إلى هذه المسؤولية.. إلى مستوى المسؤولية، حتى نستطيع أن نثبت الأرض تحت أقدامنا، ونصل إلى الشاطئ الأمين.

غسان بن جدو: نعم، شكراً.. شكراً لك سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله، شكراً لك فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي على هذا اللقاء، شكراً لكم سادتي الحضور، مع ضرورة الشكر كل من ساعدنا في إعداد هذه الحلقة، عبد الرحمن النعيمي، علي سالم، علي العلي، ناصر العبد الله، أحمد الأحمد، فهد السويدي، رياض عبود، منصور الأبي، على سميتي، مجموعة تليفزيون قطر، علي يوسف، المخرج عماد بهجت، وكل من لم.. سهوت عن ذكر اسمه، مع فريق.. تحياتي لفريق (الجزيرة) في بيروت، وأنا.. أنا غسان بن جدو أحييكم مع تقديري لكم من الدوحة، في أمان الله.