رؤية حسن بن طلال للعلاقات مع الغرب وأميركا
مقدم الحلقة: | غسان بن جدو |
ضيف الحلقة: | الأمير الحسن بن طلال: رئيس هئية منتدى الفكر العربي |
تاريخ الحلقة: | 13/12/2003 |
– أسباب تنامي العنف وكراهية أميركا في العالم الإسلامي
– أسباب الفردية في التعاطي مع أميركا
– كيفية التوفيق بين الاعتدال والتطرف
– مدى إمكانية عودة الملكية للعراق
– العمليات المسلحة في العراق بين المقاومة والتخريب
– تقييم وثيقة جنيف
– النظرة إلى العمليات الفدائية الفلسطينية
– العلاقة السورية الأردنية وقانون محاسبة سوريا
غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين، سلام الله عليكم.
في كتاب صغير أخير له بعنوان "المسألة العراقية" اختار الأمير الحسن بن طلال مدخلاً طريفاً لكنه معبر، عنوانه ذلك القول المأثور: عش رجباً ترى.. "عش رجباً ترى عجباً"، حديثه طبعاً كان على الملف العراقي في ذكرى رحيل فيصل الأول، لكن يبدو أن عش رجباً ترى عجباً قد لا يكون بالضرورة صالحاً لكل زمان ومكان، لكنه بالتأكيد صالح لمكاننا العربي وزماننا هذا.
خذ حال النظام العربي الرسمي بما له وما عليه، فيه يصح القول بامتياز عش رجباً تعش.. ترى عجباً، اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً وإعلامياً وسياسياً.
أما عن علاقة الحكام بالشعوب –إلا ما ندر- فلا داعي لانتظار رجب كي نعيشه، فأنت ترى العجب.. العجبَ كل الوقت.
في العراق وجود عسكري أميركي وحليف تقدم كقوة تحرير، وأعلن ذاته احتلالاً في مجلس الأمن الدولي، والعراقيون مختلفون حول كيفية التعاطي مع أمر الواقع هذا، عش رجباً ترى عجباً.
فلسطين لا يختلف اثنان على وصف ما يجري بالاحتلال العنصري التدميري، والفلسطينيون مختلفون بين أولوية المقاومة وخيار التسوية عبر التفاوض، الاختلاف عنصر حيوية وسُنَّة حياة، لكن يصح القول في هذا أيضاً عش رجباً تعيش عجباً.
النظام الدولي الراهن يعلن الحوار، لكن الحرب هي لغته الميدانية، يدعو إلى التسامح لكنه يفرض الكراهية، عش رجباً ترى عجباً.
قوته العظمى بل الأعظم تريد نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن الرأي العام العربي لا يستطيع أن يتناسى جوانتانامو، أو أن يفسر الخطاب كما سياسة المتشددين الموصوفين بالمحافظين الجدد إلا بكونه غطرسة كي لا نقول عنجهية غبية، بالفعل عش رجباً ترى عجباً.
ما نحن العرب فاعلون؟ البعض يقول جربنا القومية العربية فخلصنا إلى وضع مؤلم عنوانه: عشنا رجباً ورأينا عجباً، والبعض الآخر يقول: لنجرب خيار التيارات الإسلامية، وإجابة البعض جربناها حاكمة فلم تضف، وجربنا بعض حركات فأنتجت تطرفاً وعنفاً، ومع ذلك يجوز السؤال: ما مستقبل التيارات الإسلامية سيَّما وهي أبرز من ينادي بالمقاومة؟
الأمير الحسن بن طلال لا يريد –على ما يبدو- أن ينبطح أمام شعار عش رجباً ترى عجباً، فولي العهد الأردني السابق الذي يرأس نادي روما، وعضو مؤسس لبرلمان الثقافات العالمي يدعو إلى حوار الحضارات والأديان بصفته أيضاً مقرراً لمنظمة المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام، وبما أنه عضو مؤسس لمبادرة شركاء في الإنسانية، فإنه يدافع عن الوسطية كخطابٍ وخيار، ولكونه كذلك رئيساً وراعياً لمنتدى الفكر العربي، فإنه يسعى إلى تقديم طروحات تتجاوز البعد القُطري لتُلامِسَ الإقليم والمنطقة والمحيط.
استحضرنا عش رجباً ترى عجباً، لكن حوارنا هذا المساء مع ولي العهد الأردني السابق ورئيس نادي روما، وكل هذه الصفات التي ذكرتها، حوارنا معه مفتوح على العجب وغير العجب، مرحباً بك يا سمو الأمير.
الحسن بن طلال: الله يخليك.
غسان بن جدو: وشكراً لك على استضافتك لك.. لنا في عمان.
الحسن بن طلال: يا هلا..
غسان بن جدو: أود أن أشير أيضاً إلى أن الحوار المفتوح سيشاركنا فيه أيضاً نخبة من الزملاء وأصحاب الرأي ونخبة من الجمهور كالعادة أصدقاء (حوار مفتوح).
[فاصل إعلاني]
أسباب تنامي العنف وكراهية أميركا في العالم الإسلامي
غسان بن جدو: سمو الأمير، في سلسلة مقالات "الحياة" بين 2 و 7 تموز الماضي والذي لُخِّصَ في الكتاب الذي ذكرته قلت ما حرفيته: سيُراق الكثير من الدم العربي والأميركي أيضاً، وستجتاح المنطقة العربية والإسلامية موجات من الكراهية لأميركا والغرب، وقد يدوم هذا سنين وسنين، ما المسؤول عن العنف والكراهية؟
الحسن بن طلال: الكتاب الذي ذكرت أود أن أقتبس منه النص، فاستذكرت أن البداية في العراق كانت 1925، والبداية ربما كانت من خلالها موجهة الكراهية إذَّاك لبريطانيا وفرنسا، دول اقتسام هذه المنطقة من خلال (سايكس بيكو) ووعد (بلفور)، أما فيما يتعلق في الولايات المتحدة الفرق الأساسي بين الولايات المتحدة والاحتلال السابق أو الاستعمار السابق أو التحرير السابق بحسب المنظور أن الولايات المتحدة دولة تعتمد على الجزية، بمعنى آخر الدول المهزومة: ألمانيا، اليابان.. العرب لهم تريليار ونصف التريليار الآن في الولايات المتحدة، فالكراهية لها أسباب، منها المعايير المختلفة للتعامل مع إسرائيل والاحتلال الفلسطيني، ومنها قصة أفغانستان والعراق والحرب على الإرهاب، فباختصار..
غسان بن جدو [مقاطعاً] : بمعنى السياسة الأميركية هي المسؤولة عن هذا العنف والكراهية؟
الحسن بن طلال: أقول أنها ردة فعل –بكل تأكيد- للإقدام على تدمير البرجين في نيويورك، حيث وفاة ثلاثمائة.. ثلاثمائة مسلم كما نذكر، فأقول أنني لست في صدد.. في صدد إصدار الأحكام على الكراهية والإرهاب والعنف، أعتقد أن (الجزيرة) واجهت مشكلة في تغطيتها للمظاهرات المناوئة للإرهاب والعنف قبل أيام المؤيدة لفكرة استقلال العراق المعارضة لفكرة عودة البعث، فأحياناً نقع في فخ هذه العبارات، ولكنني أقول أن المسؤول بدرجة أساسية فشلنا العربي، أو فشل ما كان يسمى بالنظام العربي الإسلامي في تعظيم الصالح العام، وأقول أن المصالح الفردية مع شديد الأسف هي والأجندات الفردية للحكام في العالم الثالث أهم من ذلك الصالح العام.
غسان بن جدو: ربما سنتحدث أكثر عن حال النظام العربي الرسمي وعلاقة الحكام بالشعوب، ولكن إذا.. إذا بقينا في العلاقة.. علاقتنا نحن مع الغرب ومع الولايات المتحدة الأميركية، وأنت ترصد كل ما.. كل ما يحصل، يعني بعد كل هذه السنوات كيف يمكن أن تصف السياسة.. ما تسمى بسياسة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية؟
الحسن بن طلال: لا أحتاج إلى وصفها، هي موصوفة في محطة الإنترنت: القرن الأميركي الجديد، وتتحدث عن الأولويات الأمنية الاستراتيجية، ومنها –بطبيعة الحال- تأمين حدود الصين، هنالك الحديث عن.. ومن خلال 26 قاعدة أميركية جُلها في آسيا الوسطى، احتواء الخطر الصيني، وطبعاً الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني واللقاء مع الرئيس الأميركي مهمين، ولكن يبدو لي أن هذه المنطقة مازالت مهمة لاعتبارين أساسيين، أولاً: أن كل دول من هذه المنطقة تتعامل فردياً مع الولايات المتحدة.
وثانياً: أن مصادر النفط وإعادة البناء مثلاً للاقتصاد في هذه المنطقة مما.. مما سيؤثر عودة للجزية إيجابياً على الاقتصاد الأميركي والغربي، وعلى الأقل اقتصاد الائتلاف، وقضية الأمن استمرار بيع السلاح في هذه المنطقة قضية أساسية، فاستراتيجية لا تأخذ في عين الاعتبار كتلة حيوية اسمها عرب ومسلمين، لأن هنالك غياب لخط وسطي راشد وعاقل عربي وإسلامي يفرض نفسه في الساحة الدولية.
أسباب الفردية في التعاطي مع أميركا
غسان بن جدو: أشرت إلى الفردية في التعاطي مع الولايات المتحدة الأميركية، وأعتقد أن هذه.. أن هذا عنصر انتقادي ذكرته في.. في كلمتك أمام منتدى الفكر العربي قبل أيام، باختصار شديد من تحمل المسؤولية؟ تحمل المسؤولية النظام العربي الرسمي بشكل عام، تحمل المسؤولية للحكام، للعقل العربي؟ من الذي يتحمل مسؤولية هذا التعاطي الفردي مع الولايات المتحدة الأميركية؟ واسمح لي أن أسألك: هل مسموحٌ لنا نحن العرب أن نتعاطى كتلة جماعية واحدة مع الإدارة الأميركية أم لا؟
الحسن بن طلال: أعتقد أن العربي شرق السويس آسيوي، غرب السويس إفريقي، فبتعريف الأمم المتحدة نحن لسنا بعرب.. نعم، هنالك مكتب عربي يتعامل مع حقيقة عربية، ولكنني أقول: عودة للأصول، وأقتبس النص عندما أتى فيصل الأول للعراق على سبيل المثال كمثل كحالة دراسية، في الـ 25 قال: لم أجد عراق اليوم، أي معنى آخر أن العراق دولة ذات سيادة، يجب ألا تتجزأ، ولكنه اعترف بالتنوع الهائل، فأقول القومية العربية التي تركز على العنصر العربي على حساب الثراء العربي المسلم، المسيحي، الشمالي، الجنوبي، التركماني، الآثوري، الفلسطيني، اللبناني بأشكاله لم يحول دون الاقتتال داخل الوطن العربي، فأقول..
غسان بن جدو [مقاطعاً]: طيب العلة أين؟ هل العلة في سياسات الحكام؟ هل العلة في الهيكل العام؟ هل العلة.. العلة في فكرنا العربي المتجه إلى القومية العربية؟ أين العلة بالتحديد؟
الحسن بن طلال: أقول في.. أقول: في الأجندات الخاصة وفي السياسات التي تعود بالنفع على السياسيين، أكانوا حكام أو رؤساء جماعات، ونحن الآن نعيش مخاض، إما الانتقال للأسوأ، حرب على غرار لبنان في الرقعة كما تسمى غربياً الرقعة الممتدة من القاهرة لكلكلتا، أو بناء لإقليم من خلال إعادة اكتشاف إرادة الشعوب، فالمشكلة أن الهرم.. الهرم السلطوي مقلوب لصالح مجموعة متنفذة في الحكم، وهنالك غياب في ثقافة المشاركة من قبل المواطنين من خلال مؤسساتهم الحقة.
غسان بن جدو: ربما سنسترسل أكثر، ولكن أنا أستسمح الأخ سميح معايطة الزميل سميح معايطة حتى.. تفضل أخي، المايك نعم هنا موجود.
سميح معايطة: يعني أولاً: مساء الخير سمو الأمير.
الحسن بن طلال: مساء الخير.
سميح معايطة: يعني في موضوع الاعتراف بهزيمة النظام العربي ربما خطوة لا تكفي، السؤال اللي ممكن يكون الأكثر بنشوف أغلب المفكرين بيتحدثوا عن هزيمة النظام العربي وفشله، لكن واضح إنه هذا النظام العربي بمفرداته المختلفة يتجه في تحميل الهزيمة إلى الشعوب، بمعنى هو يدافع عن بقائه.. عن بقائه كأنظمة حكم، لكن الذي يدفع الثمن الآن هي الشعوب، حتى الضغط الأميركي اللي بيتم على جزء من النظام العربي باتجاه الديمقراطية.. باتجاه بعض الأشياء هي نوع من الضرائب التي تدفعها.. ستدفعها الشعوب العربية لمصلحة بقاء نظام عربي نتحدث جميعاً عن فشله.
النقطة الثانية: موضوع التطرف نتحدث عن المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، الملاحظة إنه يعني الخطاب العربي الفكري يطالب العرب دائماً بالاتجاه نحو الاعتدال، وهذا ربما مطلب مشروع، لكن المسار الغربي كله بما فيه المسار الصهيوني هو يتجه نحو التطرف، بمعنى فيه حركتين متناقضتين يفترض أن العرب إذا اتجهوا نحو الاعتدال خصومهم أو شركاؤهم يتجهوا بنفس الاتجاه، لكن نحن العرب نتجه نحو الاعتدال أو نطالب وننبذ حتى ما.. ما يسمى بالإرهاب في حين هو مقاومة مشروعة، لكن.. والطرف الأخر يتجه نحو التطرف بما فيه إسرائيل، وأميركا يسيطر عليها يمين متطرف، حتى لا يريد مجرد التفاوض والجلوس مع الطرف العربي.
كيفية التوفيق بين الاعتدال والتطرف
غسان بن جدو: الأخ سميح، طرح نقطتين أساسيتين -سمو الأمير- النقطة الأولى: لعلني ألخصها لكن بسؤال إضافي: هل أن.. وأنت يعني كان لك باع كبير في.. في السلطة، بصراحة سمو الأمير، هل أن الحاكم العربي يمتلك الجرأة والقدرة على النقد الذاتي ويحاسب نفسه ولا يحمل المسؤولية فقط للشعوب؟
والنقطة الثانية: التي ذكرها الأخ سميح إنه طب يعني إحنا تطالب الآن بالاعتدال وبالوسطية وإلى آخره، ولكن الطرف الآخر يعني متشدد ومتطرف، كيف يمكن التوفيق بين هاتين النقطتين؟
النقطة الأولى من فضلك.
الحسن بن طلال: النقطة الأولى أن الاستبداد والسلطوية استبداد وسلطوية أكانت عربية أم أجنبية، فأقول: أكانت ملكية أم جمهورية، فأقول: أن هنالك انتقاد لنظام حكم صدام حسين أصبح عالمي وعراقي كذلك لأنه كان حاكماً مستبداً…
غسان بن جدو: نعم.
حسن بن طلال: اثنين: إذا كان النظام العربي مقصود فيه هذه الشاكلة من الحكم، ففهمنا غير سوي للنظام العربي، يعني أختلف مع الأخ سميح، لأنني أقول أن النظام العربي عودة للدساتير القديمة: العراقيون متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة.
غسان بن جدو: هذا دستور 25.
الحسن بن طلال: هذا 1925.
غسان بن جدو: 25 نعم.
الحسن بن طلال: لا تمييز في الدين، لا تمييز بالإثنية، فأقول: أصول القومية العربية كانت قائمة على نحن الشعوب، أصول القومية العربية تحريك الشيخ الجليل الحسين بن علي من مكة المكرمة إلى منفاه في قبرص كان من أجل نقطتين، أولاً: الاعتراف بتقرير المصير، وثانياً: لا للتنقيب عن النفط قبل الحرية والاستقلال، فعلينا أن نعود للأصول في المفهوم النهضوي العربي، ولا نستمر في التبجح بأن هنالك نظاماً عربياً، وقد انهار هذا النظام دفاعياً اقتصادياً إلى آخر ذلك.
غسان بن جدو: لكن الدساتير العربية كلها جميلة، يعني ما تفضلت به حبر على ورق، طُبِّق أو لم يُطَّبق، ولكن الدساتير العربية –ما شاء الله- جميلة أنيقة، تتحدث عن العدالة، والتسامح، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، والشورى تختلف من..، لكن التطبيق أين، ولذا سؤالي أكرره من جديد، هل أن الحاكم العربي -ولنترك الأجنبي الآن- هل أن الحاكم العربي يملك القدرة والجرأة على النقد الذاتي ولا يحمل المسؤولية فقط لشعوبه أم لأ بصراحة؟
الحسن بن طلال: أبدأ بنفسي تفضلت ضمناً، وقلت إنك شاركت في الدائرة الرسمية السياسية، نعم لأكثر من ثلاثة عقود، وأقول: أن الكمال لله، أقول أنني لست كاملاً، وإن أخطأت فأعتذر عن أخطائي، ولكني أقول بدايةً أن القدرة على النقد يبدأ بالقدرة على التحليل الموضوعي، وأدعو منذ سنوات لمراكز لتحليل السياسات العربية، وأميز بين السياسة العربية، سواء سياسة مثلاً إحقاق حقوق المرأة في المغرب، المرأة بين أحكام الفقه والدعوة إلى.. إلى.. إلى التَغيُّر، هذه سياسة.. سياسة عربية إسلامية، إنما السياسات الخاصة التي تؤدي بالربحية الخاصة من خلال تجارة غير مشروعة لدخل فلان أو علان، هذه بطبيعة الحال منتقدة في كل أنحاء العالم المتحضر، وآن الأوان أن تصل هذه المعايير لنا قبل أن –كما ذكرت- نرى مدارس متطرفة تتولى هي الحكم، وربما تعيد نفس الأخطاء.
غسان بن جدو: طيب أنا.. أنا أحترم فيك هذا التهذيب والرغبة في الابتعاد عن الحرج وانتقاد أي حاكم، ولكن أسألك بطريقة أخرى طالما أنت أقريت بوضوح أنها ثمة استبداد سلطوي في العالم العربي.
الحسن بن طلال: بكل تأكيد.
غسان بن جدو: أكان ملكي أو جمهوري.
الحسن بن طلال: بكل تأكيد.
غسان بن جدو: بعبارة أخرى هل أن هذا.. هل هناك إمكانية للعالم العربي أن يخرج من هذا الاستبداد، أم هناك صعوبة لأن الحاكم لا يريد باختصار شديد؟
الحسن بن طلال: ألم يكن (ستالين) مستبداً؟ أم ألم يكن (هتلر) مستبداً؟ أم ألم تخرج أوروبا من الاستبداد للحديث عن بدايةً سوق أوروبية مشتركة؟ تم الحديث عن..
غسان بن جدو: لكن الاتحاد السوفيتي لم يخرج من استبداد استالين ومن تلاه إلا عندما تفكك الاتحاد السوفيتي، ألمانيا لم تخرج من استبداد هتلر إلا عندما توفي، أو قتل، أو انتحر هتلر، هل أن النظام العربي أو العالم العربي لن يخرج من هذا الاستبداد إلا إذا حصل له ما حصل للعراق؟
الحسن بن طلال: النظام.. النظام الاتحادي الطوعي في العراق أو في فلسطين أو في الأردن الذي يعطي كل ذي حق حقه سيخرجنا من ذلك الاستبداد، لأن السلطة ستعود إلى موقعها الأساسي، إلى الشورى فيما بيننا، وأقول فيما بيننا.. فيما بين المواطنين المؤمنين.
غسان بن جدو: نعم، طيب..
الحسن بن طلال: إلى.. إلى روحية دستور المدينة المنورة، ولا إلى روحية –كما تفضلت- الدساتير الحبر على ورق التي لا تُطبَّق.
غسان بن جدو: طيب، ماذا عن النقطة الثانية إذا كان الطرف الآخر راديكالي متطرف متشدد، يعني كيف يمكن أن نتوسل سبيل الوسطية وسبيل الاعتدال مع هذا الطرف الذي يعني كل سياسته وعقيدته تقوم على هذا التطرف؟
الحسن بن طلال: كما أسلفت في الدعوة للانتخابات في العراق على سبيل المثال، وهنا في الإطار الفلسطيني والأردني، وكنت ومنذ سنوات أقول: لابد من انتخابات محلية، بمعنى كافة الطيف السياسي المتطرف اليميني، اليساري، القوائم الحزبية، النقابات المهنية، رؤساء القبائل، كافة الفعاليات الاجتماعية من مسيحية وإسلامية، قائمة انتخابية وانتخاب مباشر لمجلس نواب، ثم مجلس النواب، بعد أن أقرينا تفويض المسؤولية للمحليات للأقاليم، يختار على الأقل ثلث أو ثلثين مجلس الأعيان، طبعاً كبار القضاة، ورجال الدين، العسكريين يُختاروا بإجماع بأنهم خدموا.. خدموا الدولة، ولكن أقول بذلك تُصبح دستورية الملك أكان حاكماً ملكياً أو رئاسياً، الدستورية مُعترف بها لأن الجميع يتفاعل في.. في صورة الاندماج وتحمل المسؤولية المشتركة..
غسان بن جدو[مقاطعاً]: نعم، سنكمل هذا.. هذا المحور بعد هذا الموجز، بعد الموجز –مشاهدينا الكرام- سنسأل الأمير حسن بن طلال هل يمكن أن تعود الملكية للعراق؟
ما هو مستقبل المقاومة في العراق إن كان يسميها مقاومة؟
كيف يرى التطورات الفلسطينية؟ هل هناك أفق حقيقي لمفاوضات التسوية والمقاومة؟ إلى آخره من هذه النقاط.
[موجز الأخبار]
مدى إمكانية عودة الملكية للعراق
غسان بن جدو: سمو الأمير، في مقال "وول ستريت جورنال" في العشرين من الشهر الماضي نوفمبر، المفكر الأميركي المعروف (برنارد لويس) ورئيس.. مدير المخابرات المركزية السابق CIA (وولسي) كتبا مقالاً بعنوان: "الملك والوطن" باختصار شديد ملخَّص هذا المقال أن ما يحصل في.. في.. في العراق مستنقع للولايات المتحدة الأميركية، والسيناريو البديل المقنع والمحتمل عودة الملكية، هل ترى أن الملكية يمكن أن تعود للعراق أم قوى.. أم أن قوى الأمر الواقع سترفض كل هذا الأمر؟
الحسين بن طلال: المركز الدستوري يقول إنه عام 25 كان هنالك دستور استمر للـ58، لم ينقلب الشعب العراقي، لم يرفض ذلك الدستور، ولكنه انقلب عليه عسكرياً بانقلاب عسكري سنة الـ58، الاعتراف بالدستور.. دستور 25 إذا فهمت المقال جيداً، وأنا لا.. لا توجد لي علاقة مباشرة في ذلك المقال..
غسان بن جدو[مقاطعاً]: لا.. لأ هذا المقال الذي يتحدث عنه ليس ذلك (..).
الحسن بن طلال: نعم، ولذلك حبيت إني أكون واضح الحقيقة، لأنه لا توجد هنالك أجندات مستترة، أن الدستور الدستور القديم يحل مشكلتين معضلتين، أولاً: معضلة صياغة دستور جديد لا يمكن إتمامه بأقل من عام.
وثانياً: إيجاد رأس للدولة بدلاً من المعادلة غير الفعَّالة الممثَّلة حالياً بالمجلس المؤقت، وأضيف أن دستور 25 لن يكون عامل تعطيل في حال التحول من الملكية للجمهورية، يعني ما الفرق بين الدستورية مادامت دستورية، إن كانت ملكية أو جمهورية من خلال هيئة مُنتخبة حسب الدستور؟ وأعتقد هذا ما يُشرع فيه الآن، ولكن ما يُشرع فيه الآن هو الحديث عن قانون مؤقَّت ربما ومجلس تأسيسي..
غسان بن جدو: بقطع النظر -سمو الأمير- عن دستور 25، أنا أتحدث عن الواقع الحالي، هل ترى بعد كل ما حصل هناك احتلال أميركي الآن للعراق، هناك مجلس حكم، هناك إمكانية لاستفتاء ولانتخابات إلى آخره، وهناك ورطة يقال أن هناك ورطة ملكية، هل ترى بأن هناك إمكانية لعودة الملكية للعراق، أم ترى أن قوى الأمر الواقع أكان أعضاء مجلس حكم، أم القوى الشيعية، والسُنية، والكردية، والولايات المتحدة الأميركية كلها ترفض عودة الملكية، إضافة للشعب العراقي، هل ترى هذا أم لا؟
الحسن بن طلال: أرى أن الفيصل هو في اختيار الشخص المناسب الذي تُجمع عليه كافة هذه الفئات، اختيار الأشخاص المناسبين ضمن الهيئة التأسيسية، كذلك التي تُجمع عليها الفئات المختلفة، وربما ميزة فيصل الأول أنه كان فوق السياسة، وكما أسلفت في نظرة التعددية أقول أن المرجعية خاصة في الشأن الشيعي كونه ينتسب لآل البيت أمر مهم وفي الشأن السُني.. السني بطبيعة الحال كرديًّا وعربياً وتركمانياً لا.. لم تكن هنالك مشكلة، ولكن أرجو أنا أن يكون هذا هو التوجُّه، لا يكون التوجه عملياً نحو تمزُّق العراق، خاصة أن المسألة الشيعية الآن في الصحافة الغربية ذاتها أصبحت مسألة التنافس بين النفوذ الإيراني والنفوذ العربي، أقول في الصحافة الغربية، وأعتقد أن مرجعية قُم والنجف وما يُزعَم عن التنافس أمر غير وارد تاريخياً، النجف وكربلاء والكوفة والكاظمية أن هذه من المواقع التي يجب أن تُصان، وأقول مرة أخرى أن المرجعية المعنوية يجب أن تعلو وتسمو على الاعتبارات السياسية المحلية عجمية وعربية.
غسان بن جدو: نعم، هل أفهم من كلامك أنك تخشى تقسيماً ما للعراق، فتنة طائفية –لا سمح الله- ممكن أن تحصل؟
الحسن بن طلال: أقول أن وصلنا لمخاض الأسوأ هو أن تحصل في الرقعة –كما ذكرت من القاهرة لكلكلتا تقسيم طائفي ولا ننسى.. ننسى الآن التزمُّت الهندوسي ضد المسلمين، لأن مسألة التزمُّت اليهودي والإنجيلي المسيحي الأصولي ضد العرب مسلمين ومسيحيين..
غسان بن جدو[مقاطعاً]: طب إذا بقينا في العراق، هل الواقع الحالي في العراق كما تراه.. هل يمكن يؤدي..
الحسن بن طلال: قد يؤدي إلى ذلك.. قد يؤدي إلى.. إلى ذلك إذا لم يكون أمر الانسحاب في منتصف العام القادم أمر مدروس بإقرار على سبيل المثال ذكرت الاتحاد الروسي على سبيل المثال.
غسان بن جدو: نعم.
الحسن بن طلال: في الـ93، كان هنالك Referendum استفتاء حول انتخابات إقليمية، وأعتقد أن هذه هي الخطوة الأولى الأساسية، أما فيما يتعلق بالدستور أو المستند الدستوري.. الدستور.. دستور 25 جاهزاً ولا يحتاج إلى إعادة صناعة الإطار من جديد باعتماد محامين بريطانيين وأميركان كما يفعلون الآن.
العمليات المسلحة في العراق بين المقاومة والتخريب
غسان بن جدو: هل أن العمليات المسلَّحة المناوئة للوجود الأميركي والحليف هناك هل تعتبرها أولاً: مقاومة؟ ماذا تصف هذه العمليات؟ ثم ما.. كيف ترى أفق هذه العمليات التي يصفها البعض بالمقاومة ويصفها البعض الآخر بأنها عمليات تخريبية؟
الحسن بن طلال: هنالك تنافس بين فئات مختلفة بطبيعة الحال، المناطق الكردية شهدت استقرار نسبي فترة عشرة أعوام، ولكن بعد إطلاق السجناء من السجون وبأعداد هائلة في آخر أيام العهد السابق، هنالك أيضاً قضية عدم الفهم الاجتماعي حقيقة، التابعية الشيعية وشيوخ السُنة، دخول المساجد، دخول المنازل، استخدام كلاب الأثر، هنالك أسباب عديدة حقيقة للمقاومة، ومنها..
غسان بن جدو[مقاطعاً]: يعني أنت تعتبرها مقاومة هذه؟ العمليات المسلَّحة تعتبرها مقاومة؟
الحسن بن طلال: أعتبر أن هنالك واقع مُبسَّط عندما يمر صهريج المي بطبيعة الحال ويوقف كما حصل في البصرة، عند تجمعات الأطفال ويشربون الميه النقية، يشعرون بأن هؤلاء فعلاً أتوا محررين، ولكن عندما تمر القوافل المسلحة ولا تتوقف ولا يشعرون بأن نوعية الحياة تحسنت، فهنالك مقاومة للوضع القائم.
غسان بن جدو: نعم، هذه المقاومة برأيك التي تصفها الآن بالمقاومة، هل لها مستقبل؟ هل لها أفق، أم لا؟
الحسن بن طلال: أعتقد أن المستقبل محسوم عندما يعود.. تعود عناصر الاستقرار بتكليف العراقيين بتحمل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم.
غسان بن جدو: بمعنى؟
الحسن بن طلال: بمعنى أن هنالك قوات أجنبية لابد من أن تستند في شرعيتها إلى الأمم المتحدة، عندما تتحدث عن مرحلة انتقالية، عندما تتحدث عن انتخابات، لابد من هذه الشرعية الدولية لتزيل صورة الهيمنة وبسط النفوذ لجنسيات معينة دون أخرى.
غسان بن جدو: طيب هذه الأعمال المسلحة التي وصفتها بالمقاومة هل تعتقد بأنها ستحقق نجاحاتٍ ما، أم هي مجرد أعمال عبثية؟
الحسن بن طلال: لا توجد لديَّ تفاصيل حول كيفية إدارة هذه الأعمال، ولكن أقول أن البلد عبارة عن قنبلة كانت موقوتة وقابلة للانفجار بعد استبداد عقود من الزمن، انفجرت بالأجندات الخاصة المختلفة العِرقية والطائفية والمذهبية، وبأجندة الخارجين عن.. عن دولة القانون أصلاً، من تبعات هذه الحرب أن النسيج الاجتماعي العراقي تآكل.
غسان بن جدو: نعم، هل.. هل توافق الرأي الذي يقول إن الولايات المتحدة الأميركية غرقت فيما يُسمى بالمستنقع العراقي، أم ترى في هذا الكلام مبالغة شديدة؟
الحسن بن طلال: أقول أن المستنقع هو مستنقع ما يسمى في الحرب على الإرهاب، لأن كل دولة الآن أصبحت تنظر من خلال أجندة الحرب على الإرهاب إلى المُعادين أكان.. أكانوا شيشان –على سبيل المثال- أو فلسطينيين، أو عراقيين أو أفغان بأنهم إرهابيين، ويؤسفني حقيقة الكيل بمكيالين، عندما يُقتلوا –وإن كان خطأً- تسع أطفال أفغان نسمع اعتذاراً من وزارة الداخلية الأميركية، لو كانوا تسع أطفال إسرائيليين، لكانت الضجة الإعلامية بطبيعة الحال أضعاف ما سمعنا، فهنالك شعور لدى العربي والمسلم، بأن العربي والمسلم حطب جهنم، وهذا الشعور يجب أن يتغير بحركة جماهيرية مسؤولة وسطية راشدة وعاقلة، كما فعلوا إثر مسار (هلسنكي) على سبيل المثال في البلقان، نرى الوفود التركية تذهب إلى أرمينيا ومن ثم تذهب إلى باكو إلى المناطق الآذرية، فقضية الكراهية المتبادلة بيننا ليست حالة فريدة، هنالك دول عالجت حقيقة هذه الظاهرة من خلال إطلاق يد الشعوب في تنظيم مؤسساتها، وهنا أقول مرة ثانية أن نعطي المواطن سيادته على أرضه أمر في غاية الأهمية.
غسان بن جدو: إذا.. أود أن أؤكد معك -سمو الأمير- حتى يكون فهمي دقيق، هل تريد القول إن الولايات المتحدة الأميركية غرقت في مستنقع ما يسمى بمكافحة الإرهاب وجزء منه العراق، أم ماذا بالتحديد؟
الحسن بن طلال: أقول أن مجلس الأمن اجتمع في الأسبوع الماضي للحديث عن حماية المواطنين المدنيين، و95% من القتلى والجرحى هم من المدنيين.
غسان بن جدو: نعم.
الحسن بن طلال: وأقول هذا المستنقع هو ليس أميركي فقط، هو مستنقع تقع فيه كل دولة تحاول أن تعالج قضية بناء الوطن من خلال الإجراءات الأمنية فقط.
غسان بن جدو: شكراً، تفضل.. تفضل أخي.
متداخل: بسم الله الرحمن الرحيم، كنت أود لو يأخذ الحديث منحى أقرب إلى حميمية اللقاء هذا مع سمو الأمير، وإلى أشياء أخرى كثيرة..
غسان بن جدو[مقاطعاً]: تفضل قلها.. قل هذه الأشياء الأخرى، تفضل في (حوار مفتوح) ليست مشكلة..
متداخل: نعم، الحقيقة، ولكن لابد مقدمة من الحديث عن مفهوم النظام العربي قبل هذه النقاط، مفهوم النظام العربي هل هو مفهوم له ما صدق في الواقع وله تمثلات في الواقع، أم أنه مجرد افتراض؟ وكيف يمكن أن يقوم نظام عربي في مثل هذه اللحظة.. لحظة الضعف التاريخية التي تمر بها الأمة العربية؟ وإذا قام هل يكون نظاماً على الحقيقة، أم يكون ترتيباً قام به الآخرون لأمة العرب؟ هذه واحدة.
أما الجوانب الذاتية –الحقيقة- فكنت أود وكثير من المثقفين في الأردن يتساءلون عن جانبين في تكوين سمو الأمير، الجانب الأول: هو جانب العالم المفكِّر العقلاني الصارم، والجانب الثاني هو جانب الحالم والعرفاني والمتصوِّف، فإلى أي هذين الجانبين يميل سمو الأمير؟ هذه واحدة.
غسان بن جدو: شكراً.
متداخل: أما الثانية: حقيقة فسمو الأمير عاش تقريباً في صحبة مع مؤسس.. مع باني هذا الوطن الملك حسين –رحمه الله- وتقطرت مع الأعوام والسنين تجارب كثيرة وحكم كثيرة، فنحب أن يحدثنا عن هذا الذي اقتبسه من هذه الصحبة الطيبة، وشكراً.
غسان بن جدو: شكراً جزيلاً، ولكن باختصار -سمو الأمير- من فضلك.
الحسن بن طلال: أنا أعود للنظام العربي وأقول بأن هنالك تكامل واجب بين الدول المقتدرة من حيث الموارد الطبيعية والدول المقتدرة من حيث الموارد البشرية، فلو أن نظرنا لنظرة الغرب الآن للسلام بين فلسطين وإسرائيل والأردن.
غسان بن جدو: نعم.
الحسن بن طلال: قضية (البانالوكس) لوجدنا 17 مليون أو ما يقارب ذلك الرقم، 27 مليون في العراق، هاي كتلة 40 مليون، نسبة الدخل فيما بيننا الآن معدل الدخل الأردني بالقدرة الشرائية لا يتجاوز الأربعة آلاف، ألفين دولار للفلسطيني و18 ألف دولار للكويتي أو للإسرائيلي، فأقول أن هذه التباينات حقيقة من الصعب أن نتحدث من خلالها عن البداية الأوروبية اللي هي سوق أوروبية مشتركة، أقول: أن الدعوة للحديث عن القضايا العبر قُطرية أمر في غاية الأهمية الآن، وبخصوص المياه والطاقة فيما بيننا عربياً وإسلامياً عجمياً وعربياً، وأقول: عودة لصفاتي وانتماءاتي: الله، الوطن، الملك كانت ومازالت انتماءاتي في إطار شعار الأردن أولاً، أرى أن هنالك تفاسير لهذا الشعار في يافطات كثيرة في عمَّان، لأن الأردن الأهل، والأردن الأسرة، والأردن القيم إلى آخر ذلك.
أملي أن نستطيع أن نكون أولاً في الريادة فيما يُسمَّى بالنظام العربي الجديد –إذا جاز التعبير- أو تكون هنالك بداية في العراق أو في فلسطين أو في أي مكان، وأنا العبد الفقير مكرِّس ما تبقى لي من.. من حياة من أجل ذلك الحلم العملي والقابل للتنفيذ في نظري.
غسان بن جدو: شكراً، أخ.. اتفضل يا أخي..
متداخل 2: ربما السبب الأساسي للأزمة هو بدأ بانهيار الاتحاد السوفيتي لما تغوَّلت أميركا على العالم، السؤال: هل يمكن للعرب –النظام العربي- أن يستعيد العلاقة مع روسيا ليطور توازنه مع الولايات المتحدة، وبخاصة إن روسيا طلبت أن تكون عضواً في المؤتمر الإسلامي؟ هل هناك حيل أو هوامش يستطيع بها العرب بتوسيع علاقاتهم مع روسيا، والصين، واليابان، والهند مثلاً لخلق توازن يكبح جماح الغلو أو الهيمنة الأميركي، وربما فيه أمثلة تشجع على هذا الاستنتاج، نموذج ماليزيا مثلاً (مهاتير محمد) اللي وجد هوامش مع اليابان والمنطقة لينجو من.. من مصير إندونيسيا والأرجنتين مثلاً، أو اتفاق الطائف مثلاً اللي كان حل عربي للأزمة اللبنانية.
غسان بن جدو: نعم شكراً، مع أنه روسيا بطبيعة الحال هناك أطراف عربية هي التي شجعتها وإقليمية شجعتها على الانضمام كمراقب.. نعم، تفضل.
متداخل 3: طرحت -سمو الأمير- في ندوة منتدى الفكر العربي الأخيرة في عمان إلى تشكيل حركة وسطية عقلانية راشدة، هذه الفكرة تطرح ثلاثة تساؤلات، التساؤل الأول: هل تنوي تحويل هذه الحركة إلى حزب سياسي؟ السؤال الثاني: هل يمكن..
غسان بن جدو[مقاطعاً]: حزب سياسي أين في الأردن؟
متداخل 3: هو سمو الأمير طرحها..
غسان بن جدو: أو تجمع عربي هناك..
متداخل 3: كي تكون في الأردن، وكل المؤمنين بهذا الطرح الفكري.
غسان بن جدو: نعم.
متداخل 3: السؤال الثاني: هل يمكن أن نطرح حلاً وسطياً في ظل دعوة الأمير في أكثر من مناسبة إلى طروحات أنا يعني أراها بأنها راديكالية، مثل توزيع الثروات فيما يتعلق بالدول الإسلامية وإحلال التعددية السياسية، يعني هل يمكن طرح هذه الأفكار ضمن المفهوم الوسطي، وألا تخشى أن تقودك الوسطية إلى حلول توافقية قد لا تفي بالغرض؟
غسان بن جدو: شكراً، الأخ سميح يكرر يريد.. تفضل أخي باختصار سميح من فضلك..
سميح معايطة: يعني إذا بيسمح لنا سمو الأمير في موضوع.. في ميدان الفكر، ربما الصورة الآن بالغرب، أن الغرب يشعر بأنه مظلوم، وأنه مضطهد من قبل ما يسمى بالإرهاب العربي والإسلامي، لكن السؤال: ليش ما يكون فيه حملة فكرية وخطاب قوي؟ يعني حتى قوي لا يعني التطرف إنما قوي وواضح للغرب بأنه هذا الغرب هو يمارس الظلم الآن، بمعنى أنه.. أن لا يبقى التيار اليميني في الغرب، هو الذي يوجه الرأي العام هناك بأنهم مظلومون، وتحت ضغط الإرهاب.
غسان بن جدو: من يقوم بهذه الحملة؟ من يقوم بهذه الحملة؟ الحكومات تقوم بها، المجتمعات..؟
سميح معايطة: هنالك فيه..، فيه.. فيه.. فيه مفكرين، فيه جامعات فيه إعلام أن يقوم، حتى يقول لهم، أن في مقابل هذا الظلم الشكلي، نحن في الغرب هناك يتساءلوا لماذا يكرهنا العرب؟ تزداد الكراهية وتتعمق فيه ظلم آخر على الجانب الآخر..
غسان بن جدو: طيب، شكراً، خليه هو تفضل أخي.
متداخل 4: يعني سؤالي، أول شيء بأرحب بسمو الأمير، نحن الشعوب المكسورة والمجرورة، والمشار إليها دائماً بالاتهام، أربع أسئلة لسمو الأمير، وسريعة ما راح أتجاوز، أولاً: بالنسبة لاتفاقات أوسلو، واتفاق.. اتفاقية جنيف، وعدد من الاتفاقيات صارت بالساحة الفلسطينية، أليس جديراً كمنتدى فكر عربي أن نطرح فيدرالية أردنية مع السلطة الفلسطينية؟ أول سؤال.
ألم تتحول –ثاني سؤال- ألم تتحول المقاومة العراقية إلى مقاومة مشروعة، تلبي الشارع العراقي؟
ألم يتحول صدام حسين من ديكتاتور إلى رئيس مقاوم، تخلَّى عن كرسيه من أجل المقاومة؟ السؤال الثالث..
غسان بن جدو: صدام حسين تخلى عن كرسيه، أو أُطيح.. ماذا؟
متداخل 4: حتى لو أطيح، هو أطيح، شو هي أسباب إطاحة صدام حسين؟
غسان بن جدو: طيب هذا موضوع آخر، نعم.. نعم.
متداخل 4: السؤال الثالث: بالنسبة للملكية، عودة الملكية، إذا رجعت الملكية، هل الأمير حسن يرضى بأن يكون ملك للعراق؟
السؤال الرابع: بالنسبة إلى قانون محاسبة سوريا، وما يشار إليه حالياً، في ظل قيادة الدكتور بشار الأسد، لتجنيب سوريا ضربة كبيرة، أربعة أسئلة.
غسان بن جدو: ممتاز يعني أدخلنا في عدة نقاط، في عدة محاور، كنا سنناقشها بالترتيب سمو الأمير، تفضل يا سيدي، أولاً: خلينا نجيب على السؤال، هل هناك إمكانية لتعاون عربي روسي، أو مع القوى الأخرى لمواجهة ربما الهيمنة الأميركية؟ أليس كذلك أخ إبراهيم؟
الحسن بن طلال: أعتقد أن هنالك مجال لإحياء عدم الانحياز على صعيد الجماهير العالمية، حركة عدم الانحياز كانت حركة.. حركة حكومات، اليوم نتحدث عن رفض للقطب الواحد، ورفض للاستقطاب بين القطبين، كما قال وزير خارجية ألمانيا، الدعوة للعمل المتعدد، وأقول المتعدد.. العمل المتعدد من خلال عمل عالمي، التحالف من أجل السلام، وأقول ذلك بضبط نفس المعايير على (شارون) وعلى الرئيس (بوش) التي نتوقعها في أن تضبط تصرفات أي رئيس عربي، أو مسلم كان صدام حسين أم غير صدام حسين، القيادات العربية والإسلامية، بن لادن على سبيل المثال، أو ما إلى ذلك، آن الأوان أن نعترف جميعاً في وجوب إعلاء كلمة القانون في إطار عدم الانحياز، أما فيما يتعلق في الأسئلة المتعددة..
غسان بن جدو: لأ، هناك سؤال آخر يتعلق، هل تنوي تشكيل حزب سياسي؟ أو تيار يقوم على الوسطية والعقلانية الراشدة؟
الحسن بن طلال: سألني أحد الإخوان، وهو كاتب ناصري هل تنوي تشكيل حزب سياسي؟ فقلت هنالك 38 حزب على سبيل.. على سبيل المثال في.. في العراق، فهي أيهم (أكثر) أنا لست من الذين يستسلموا..
غسان بن جدو: في العراق أو في الأردن.
الحسن بن طلال: في العراق على سبيل المثال.
غسان بن جدو: في العراق.
الحسن بن طلال: في الأردن توقف العدد عند 17..
متداخل: 32.
الحسن بن طلال: 32 ما شاء الله، فكان الحسين –رحمه الله- يقول أن الكثرة تعيق الحركة، فأنا مع تعدد الرأي، ولذلك أقول انتخابات إقليمية مع قائمة انتخابية حزبية، ولكن مع انتخاب مباشر في آن واحد، وأقول تيار وسطي يجمع كافة الآراء، الإنسان يخرج مع أصدقائه عادة، ولكن هذه الإقصائية لا تبني وطن، فآن الأوان أن نتحمل رأي الآخر، أما في..
غسان بن جدو: فيه.. هناك أسئلة أخرى، ربما قبل أن ندخل الملف الفلسطيني، فيما يتعلق بالمقاومة، يريد أن يتأكد منك، هل تعتبر بأن المقاومة في العراق هي مقاومة مشروعة، أم لا؟
الحسن بن طلال: أقول أنها ليست مقاومة مشروعة لأن المقاومة المشروعة عملياً كانت في إطار ووضع مستبد عربي، في أيام الرئيس صدام حسين فكرة لم تورد ذكر لم يرد ذكرها في.. في.. في الصحافة العربية، عندما أقول مشروعة، أعداد القتلى والمقهورين في السجون العربية والإسلامية، لا نذكر عنهم شيئاً في ملف حقوق الإنسان، لنعترف بهذا، ولكن أصبحت مشروعة بعد ما دخل الأجنبي، صدام حسين في يوم من الأيام في حربه ضد إيران، مع أني أنا اختلفت معه شخصياً حول هذا الأمر، ولم أر فائدة من الحرب ضد إيران التي أودت بحياة ملايين المسلمين، كان معتبر بأنه يمثل المصالح الغربية، ففي تلك الفترة كنا نعتبره أنه أو تعتبره الصحافة العربية والقيادات العربية بأنه بطلاً، فمنظورنا حقيقة يختلف من حين لآخر، ولكن فيما يتعلق في تحول هذه المقاومة، فيما لو استمر التواجد الأجنبي إلى مقاومة أكثر تنظيماً، وأكثر عمقاً في أعماق نفوس المواطن العراقي، فهذا يعود عملياً لحسن أو سوء تصرف الجهات المحتلة، وكذلك إلى حسن أو سوء تصرف القيادات العراقية على أرض الواقع، هل يستطيعوا أن يحسموا هذه المرحلة من حياتهم في الشروع في وضع دستور خلال الفترة القياسية المتوقع عليهم؟
غسان بن جدو: إذا عادت الملكية في العراق –يقول لك- هل يمكن أن تكون ملكاً هناك أم لا؟
الحسن بن طلال: كما قلت أنا على استعداد لخدمة الإنسان العراقي أو الفلسطيني أو الأردني، ولكن لا توجد لديَّ أي طموحات تجاه لقب معين، أنا الحسن بن طلال، (سمايون) ملك بلغاريا خرج من قصره عمره ست سنوات، عاد الآن رئيس وزراء منتخب، يعمل مع رئيس جمهورية شيوعي، فهنالك حزب ملكي دستوري، هنالك مكاتب تروِّج لفكرة الملكية، أنا لست معنياً بأي منهم، ولكن الفيصل في كل هذا هو رغبة الشعب العراقي، إذا كان للشعب العراقي أن يقول بفلان أو فلان، فهذه الرغبة، وهذه الإرادة يجب أن يمارسوها، وأنا بخدمة هذه الأمة كما ذكرت في.. في.. في كل نفس، في كل طلعة شمس حقيقة، إنما قضية أن يُقدِم الإنسان على وضع يصبح فيه عبارة عن بصمجي لإيماءات خارجية، أو يصبح فيه محصور في قفص ذهبي بعيداً عن الناس، لا يستطيع أن يُروِّج للأحاديث التي تبني الأوطان، الأحاديث التي تُعظِّم الجوامع، وتحترم الفروق، هذا أيضاً أمر غير مقبول.
غسان بن جدو: إذن باختصار شديد أفهم إذا كان هناك إمكانية أن تصبح ملكاً في العراق، فأنت تقبل؟
الحسين بن طلال: هذا قولك، هذا القول لك، القول لك..
تقييم وثيقة جنيف
غسان بن جدو: لأ، هذا فهمته، ماذا فهمته، هذا فهمته، طب لندخل الملف الفلسطيني، ندخل الملف الفلسطيني كما أدخلنا به، ما هي.. كيف ترى اتفاق جنيف؟ لنترك اتفاق أوسلو السابق إذا سمحت، كيف ترى وثيقة جنيف الآن؟
الحسن بن طلال: أولاً النقاط الأساسية أن أولاً وثيقة جنيف وما تبعها من أحاديث بيلين – سري نسيبه، توضح أن للخصوصية الفلسطينية الإسرائيلية سقف، وهذا السقف فيما يسمى بالوضع النهائي، الوضع النهائي لا يمكن أن يعالج القضايا الجوهرية، كقضية القدس على سبيل المثال على الرغم من تصريح الرئيس عرفات بأن حائط المبكى قد يعترف فيه لإسرائيل سيادة، أقول إن قضية القدس الدينية هي أهم وأكبر من الخصوصية الفلسطينية، عربية وإسلامية والخصوصية الإسرائيلية، هي حقيقة قضية تمس الديانات وأتباع الديانات الثلاث في العالم.. في البعد الديني.
موضوع اللاجئين، أكثر دولة عانت وعالجت قضايا اللاجئين في العالم، في التاريخ المعاصر هي الأردن، فلنا كامل الحق في أن نطالب في التمسك في حق العودة والتعويض، ولكن أيضاً علينا أن ندخل في حديث تفصيلي مع الأسرة الدولية، حيث أن وكالة الغوث هي ليست وكالة حماية، لا يوجد هنالك حماية للمواطنين، ولابد لنا حقيقة من أن نطالب في خطة (مارشال) اجتماعية اقتصادية، لمعالجة الفقر دونما تمييز في هذه المنطقة في العالم، لابد لنا من أي نُصِّر على أن أمر التهجير، حيث إنه 680 ألف فلسطيني الآن متأثرين في الجدار الجديد، 30% من القوى العاملة، أن أمر التهجير لجنوب لبنان كما يروَّج على سبيل المثال لا يتم، وإلا سيستمر الضغط علينا بشكل غير مسبوق، وقضية الوطن البديل بطبيعة الحال مطروحة، أقول: إذا استطعنا أن نتوصل إلى مرحلة اندماج بين كافة مواطنينا، ونقيم المؤسسات الديمقراطية على مستوى القاعدة العريضة للناس، نستطيع أن نقول لإسرائيل: أنتِ الوطن التاريخي، وستبقي تبقين الوطن التاريخي، كذلك إذا قلت لأ لحق العودة، فلأ لحق عودة اليهود على سبيل المثال إلى البلدان العربية.
غسان بن جدو: بعد الفاصل أسأل الأمير حسن بن طلال، هل يرى هناك: إمكانية لسلام ما؟ أو تسوية ما مع أرئيل شارون؟ كيف ينظر للعلميات الفدائية التي يسميها البعض بالانتحارية وآخرون بالاستشهادية؟ كيف ينظر للتجاذب الأردني السوري الأخير؟ ومحاور أخرى.
[فاصل إعلاني]
غسان بن جدو: سيدي الأمير، أشرت قبل قليل إلى ما قاله السيد ياسر عرفات، الرئيس ياسر عرفات أخيراً حول حائط المبكي، وباختصار شديد كان رداً من عرفات على أسئلة لرئيس.. المدير العام السابق للكونجرس اليهودي الأميركي (هنري سيجمان) هذا.. هذه الأسئلة ترجمت "لنيويورك تايمز" و"هاآرتس" يوم الخميس الماضي، يقول باختصار شديد ما نقل عنه، إن عرفات يقر بسيادة إسرائيل على حائط المبكى، البراق، والحي اليهودي ونقاط أخرى، ما هو رأيك في هذه المسألة بالتحديد؟ هل توافق ما قاله السيد عرفات؟
الحسن بن هلال: لم.. لم أطلع لا على النص ولا على التراجم، ولكنني أقول هذا..
غسان بن جدو: طب أنا أقول لك.. أنا أقول لك النص سمو الأمير.
الحسن بن طلال: وأقبل منك..
غسان بن جدو: أنا أقول لك نحن نقبل، السيد ياسر عرفات قال التالي: نحن نقبل السيادة اليهودية على حائط المبكى وعلى الحي اليهودي في البلدة القديمة، يقول أيضاً: لحكومة إسرائيل ولمواطنيها الحق في تحديد هوية وطابع دولة إسرائيل، ما دامت دولة ديمقراطية، ويقول أيضاً: مشكلة اللاجئين يجب أن تحل بصورة عادلة ومقبولة من الجانبين، إسرائيل والقيادة الفلسطينية، بمعنى آخر، إن الرئيس عرفات يقر بسيادة إسرائيل على حائط البراق والمبكى، وبالحي اليهودي، ويتحدث أن مسألة اللاجئين ينبغي أن تحل بين الجانبيين، ويقر أيضاً بيهودية دولة إسرائيل، كما نقل عنه طبيعة الحال.
الحسن بن طلال: إذن أقول أن هنالك فهم خاطئ في الحديث عن موضوع اللاجئين، لأن موضوع اللاجئين هو حقيقة موضوع متشابك مع موضوع النازحين، وأقول أن المهجَّرين داخل الدولة الواحدة في العالم العربي، حقيقة يبدو أن يشكلوا نسبة كبيرة، فهنالك من هو لاجئ للمرة الثانية أو الثالثة، فيما لو تم التهجير من الأرضي المحتلة، اثنين: الخصوصية الفلسطينية بعد أوسلو لم تتطرق إلى موضوع اللاجئين، تطرقت فقط إلى موضوع النازحين، فأقول: إن هذه الأحاديث الجانبية بين (هنري سيجمان) وهو رئيس مجلس الشؤون الخارجية في..
غسان بن جدو: الكونجرس اليهودي الأميركي.
الحسن بن طلال: في الكونجرس اليهودي الأميركي، والرئيس عرفات وإن نشرت بهذه الصورة لا تشكل أرضية لاتفاقية رسمية، لأن موضوع اللاجئين لا.. لن يبحث إلا بإشراك الدول المضيفة والمانحة، سوريا، لبنان، الأردن، ومصر بطبيعة الحال.
غسان بن جدو: يعني لا توافق الرئيس عرفات عندما يقول: إن قضية اللاجئين تحل باتفاق الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فقط؟
الحسن بن طلال: أقول أن هذه استحالة، لأنها أصلاً ليست مدرجة، يعني لو قرأنا موضوع اللاجئين والنازحين، لوجدنا أن موضوع النازحين فقط يُبحث في إطار الخصوصية الفلسطينية، هنالك أحد الإخوة الفلسطينيين أتى هذاك النهار، لا أقولها من باب الفتنة، ولكن يقول لماذا لا نعطي الجنسية الفلسطينية لكل أردني من أصل فلسطيني؟ وكأنما نقول نعم الأردن هي فلسطين، أقول عكس ذلك تماماً، إن كل أردني من مسقط رأس فلسطيني يرغب في المواطنة، عليه أن يأخذ تلك المواطنة شريطة أن يمارس كامل الواجبات والحقوق ضمن هذا البلد، بالتزامه أن الأردن ليست الوطن البديل، وأن الوطن التاريخي هناك.
غسان بن جدو: طيب ماذا عن يهودية دولة إسرائيل؟
الحسن بن طلال: أما فيما يتعلق في يهودية دولة إسرائيل، فهذه هي المشكلة الأزلية لدى المدرستين، المدرسة المتطرفة، التي تقول في (البانتوستانس) المحميات لاستخدام واستبعاد الأيدي العاملة الفلسطينية، وترحيل النشطاء السياسيين، وبين المدرسة التي كانت تدعو مدرسة (بيريز) على سبيل المثال أو (بيجن) لإسرائيل جزءاً من الشرق الأوسط، فأقول: إن فيما يتعلق في بعض الليبراليين العرب والفلسطينيين، هنالك من يحاول أن يحول دون مزيد من الهجرة، ومزيد.. مزيد من الويلات في أن يقول في نظرية حصان طروادة، لماذا لا نبني واقع عربي داخل دولة إسرائيل؟ وأفضل لنا أن نبحث عن حقوقنا داخل إسرائيل، من أن نبحث عن حقوق في دول عربية لا تقدم لنا الحقوق الأساسية؟ فهذه هي أيضاً نزعة جديدة، ولكنني أعود وأقول أن خارطة الطريق الوحيدة المقبولة في نظري، هي الخارطة التي تضمن الاستقلال المتكافل لثلاثة دول، إسرائيل وفلسطين والأردن، نظرة (البنالوكس)، اثنين: بحدود قريبة من حدود الخامس من حزيران، ثلاثة: بالحفاظ..
غسان بن جدو: ما الذي يعني قريبة من حدود الخامس من حزيران؟
الحسن بن طلال: لأننا كنا نقول التعديلات متقابلة، على أساس منطقي، إذا كانت هنالك قرى وتجمعات عربية من الـ 48 قريبة من الخط الأخضر لما لا تدخل في المناخ العربي؟ ولا نبقي الجيتوات متباعدة عن بعضها البعض، كما عرض (بيلين) على أبو مازن كما فهمت.. بعض.. إن بعض المستعمرات الإسرائيلية تصبح عربية المسكن لأنها –في نهاية المطاف- مساكن في حالة وجود حل مستنير للمشكلة الديموغرافية، والمشكلة الأمنية.
النظرة إلى العمليات الفدائية الفلسطينية
غسان بن جدو: سمو الأمير "يديعوت أحرونوت" حوار معك العام الماضي، في 6/10، 6 أكتوبر 2002، أنقل ما يلي: نعتَّ العمليات الفدائية والاستشهادية بأنها مأساوية، وتستحق الإدانة، والنص نقل عنك: إنها مأساوية، وتستحق الإدانة، وقلت إنهم -أي الفلسطينيين أو الفلسطينيون –لم يدركوا انهم أصبحوا إرهابيين إن لم نكن في نظر العالم، فعلى الأقل في نظر الإسرائيليين، لأنهم تجاوزوا حقهم في المقاومة الشرعية للاحتلال، هل ترى بسلبية.. تنظر بسلبية إلى العمليات الفدائية، أم ماذا سمو الأمير؟
الحسن بن طلال: إنني خاطبت مركز دراسات الإرهاب في (هرتزيليا) في إسرائيل، لأنهم قد تقدموا بدراسة، وهو مركز إسرائيلي تجرؤ على القول وأنا أقتبس النص لا تحريم بلا تعريف، فهنالك اعتراف إسرائيلي في أن تفجير فندق الملك داود، في أن قضية (باروخ جولدشتاين) وقتل المسلمين في المسجد الإبراهيمي في الخليل، في أن قتل (رابين) كان على يد إسرائيليين، وكل من هذه كان لها دوافع، إما سياسية أيام الامتداد البريطاني أو الاحتلال البريطاني تبرر عملياً قيامها، تذكَّر إن (شامير) رئيس الوزراء مُنع من زيارة بريطانيا إلى أن أصبح رئيساً للوزراء، فأجروا له ترتيباً خاصاً في.. في تلك الزيارة، فأقول: أن ذات الأوضاع تنطبق علينا.
غسان بن جدو: هذا صحيح.
الحسن بن طلال: نحن ننظر إلى هذه الأعمال بأنها جزء من السعي نحو التحرر الوطني المشروع، ولكن مرة ثانية لا أستطيع أن أقول أن هنالك أي ديانة سماوية، أو أي دستور أخلاقي يقر قتل النساء والأطفال والأبرياء، ولكن بالنتائج السياسية البعض كان يقول تبعات هذه الأعمال تؤدي إلى زعزعة الاحتلال، ولكنني أرى أن تبعات هذه الأعمال تؤدي إلى اقتلاع شجر الزيتون، إلى تدمير المنازل، إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين، فأقول بالحكمة السياسية، هل تبعات هذه الأعمال تبرر قيامها، أم توقعنا بالفخ المنصوب بالتهديد في تهجير ما يزيد عن ثلاثمائة ألف فلسطيني مثلاً لتحقيق الوطن البديل في.. في.. على أرض عربية أخرى وثم توسيع الهيمنة الإسرائيلية في هذه المنطقة؟
غسان بن جدو: طيب البديل لهذا سمو الأمير، هل ترى من إمكانية حقيقية لمفاوضات تؤدِّي إلى تسوية أو سلام مع إسرائيل أرئيل شارون أم لأ؟
الحسن بن طلال: لا أرى في أن هنالك أمل إلا في أن تتسع مسؤولية اللجنة الرباعية: الأمم المتحدة، المجموعة الأوروبية، الروس، والأميركان للحديث عن الاستقرار في المنطقة ككل، بالتداخل بين القضايا اللي لمسناها اليوم في البحث البُعد العراقي، البُعد الفلسطيني، البُعد الإيراني لم نتطرق إليه، أقول أن قضية الأمن الأساسي الأمن الظرفي، بما في ذلك تجفيف مستنقعات الإرهاب من خلال معالجة قضايا الفقر، من خلال معالجة المناخ الذي يُجنِّب التطرف، وبالخصوص التطرف الإسلامي في هذه الفترة أمر مُبَّرر لدى الكثيرين لأن الحاكمية الـ(Governments) القرب من الناس، من المواطن تعود لهذه الحركات وهي أقرب للناس في كثير من الأحيان من الحكومات، فمعالجة هذا النوع من التطرف بالإجراءات الجراحية الأمنية فقط، هو ليس بديلاً عملياً لمعالجة احتياجات الناس وطموحاتهم.
غسان بن جدو: نعم، وأنت ترى الحل في هذه اللجنة الرباعية؟ من فضلك أود إجابة دقيقة سمو الأمير، هل ترى هناك من إمكانية من حل مع إسرائيل أرئيل شارون أم لا؟
الحسن بن طلال: قيل أن المتطرف يستطيع أن يقدم ما لا يقدمه غيره، وأنا من تجربتي في قضية الحقوق المائية، والرجل كان ملتزماً في تلك الفترة أنه قدم ما وعد به.
غسان بن جدو: تفضلوا، لو سمحت تفضل يا أخي.
متداخل 5: عفواً سؤال لسمو الأمير، السياسة الأميركية كما تعودناها في المنطقة وفي أفغانستان تبدأ الحروب ولا تنهيها، ما يحدث حالياً في العراق أن مجلس الحكم المؤقت قد ابتدأ في عملية الحكم، ولكنه لم ينجح حتى الآن في مسك زمام الأمور، هل إخفاق مجلس الحكم العراقي مرده الأوضاع الأمنية بصورة عامة في العراق، أم هي سياسة أميركية مقصودة الهدف منها إطالة أمد هذا النزاع لأطول فترة ممكنة وصولاً إلى البقاء في العراق والانتفاع إلى أكبر قدر ممكن، وبالتالي ما هو موقف الدول العربية المجاورة وبالذات الأردن من تلك السياسة؟
غسان بن جدو: شكراً جزيلاً لك، تفضل من فضلك المايك هناك.. الأخ اللي هناك نعم.
موفق: أرجو أن يتسع صدر الأمير للملاحظات أو الأسئلة التالية.
غسان بن جدو: أرجو أن يتسع صدرك، تفضل يا..
موفق: يعني حكاية الرجل الثاني في.. في العالم الثالث، يعني لا.. يعني لا تتاح له الفرصة عندما يموت الرجل الأول في الأردن وغير الأردن، لماذا أُطيح بالأمير؟ سؤال.
السؤال الثاني: مشروع الأمير قائم من شقين، الشق الأول الإسلام السياسي المعتدل وحديثه في أكثر من كتاب عن صيغة (هلسنكي) للشرق الأوسط أو مؤتمر للتعاون الإقليمي ودعوته لدمج إيران وتركيا في الإقليم بما يحد من الدور الإسرائيلي، يتحدث الأميركيون الآن بخصوص.. خصوصاً أن سمو الأمير أشار بإيجابية لكتابات اليهودي الأميركي (نوح فريدمان)، هل يعتقد الأمير أن الأميركيين مضطرون للتفاهم معه في ضوء حاجتهم لإسلام سياسي مدني من النمط التركي في مواجهة ما يُسمى بالتطرف، وفي ضوء الحديث الأميركي الإسرائيلي عن الشرق أوسطية أو عن مؤتمر اقتصادي أو عن مشروع مارشال إلى آخره؟
غسان بن جدو: شكراً.
موفق: ملاحظات أخرى سريعة إذا سمحت.
غسان بن جدو: تفضل.. تفضل
موفق: تحدث سمو الأمير عن الحرب العراقية الإيرانية، وقال إنه ضد هذه الحرب، كل الوثائق تشير إلى أن الأردن ساهم بتوريط العراق في هذه الحرب، هل كان سمو الأمير ضد هذا القرار وضد التورُّط الأردني؟ هذا سؤال.
ملاحظة أخرى أعتقد أنها هامة فيما يتعلق بالاقتصاد، لأن سمو الأمير مهتم جداً بالملفات الاقتصادية ويعتبرها الرافعة الموضوعية لكل حديث عن التنمية السياسية، تحدَّث طويلاً وكثيراً عن مشروع سنغافورة، أثبتت تجربة ماليزيا أنه يمكن الحديث عن تجربة أخرى، التجربة الماليزية، أين سمو الأمير من هذه التجربة؟
غسان بن جدو: من التجربة الماليزية، شكراً. سأعود إليكم جميعاً سأعود إليكم.. تفضل آخر سؤال تفضل أخ إبراهيم معلش
إبراهيم: أنا أريد أن إذا تفضل سمو الأمير باختبار مقولة قلتها قبل إذا ممكن تجربتها على الحالة الفلسطينية، أنا مازلت أعتقد أن هناك فرصة لعمل إقليمي في تحقيق الطموحات العربية والفلسطينية، وأظن أن هذا المدخل الوحيد ربما أو المهم.
السؤال: هل يمكن للأردن والدول المجاورة أن تحقق دون مواجهة عسكرية ولا مغامرة سياسية الطموحات العربية والفلسطينية؟ وأظن أن ما حدث من تحرير جنوب لبنان يشجِّع على هذه المقولة.
غسان بن جدو: وهي؟
إبراهيم: إمكانية تحرير جنوب لبنان دون مواجهة عسكرية إقليمية، ودون مغامرة سياسية للبنان وسوريا والدول المحيطة.
غسان بن جدو: وبالتالي ما الذي تريد أن تقوله، تريد أن تقول أن المقاومة في فلسطين.
إبراهيم: هل يمكن أن يتكرر هذا مع فلسطين هل تستطيع..
غسان بن جدو: هل تشجع المقاومة في فلسطين تريد أن تقول؟ يمكن أن تؤدي إلى حل؟
إبراهيم: مقاومة أو مواجهة، الوصول إلى حل، هناك فرص وخيارات للدول المحيطة أن تحقق هذا الحل، لديها من القوة والمدخلات لتحقيق مثل هذا الحل الذي حدث في جنوب لبنان.
غسان بن جدو: سمو الأمير، أنصَّت إلى ملاحظات الأخ موفق، هل أعيدها إليك.. عليك أم لا.. الأخ موفق هناك.
الحسن بن طلال: والله إن كانت ملاحظات غير موفَّقة، وإن كان يعني أرجو أن يكون له من اسمه نصيب عندما أشار إلى لماذا أُطيح بالأمير، حقيقة الأمر أنني جزء من كل، ولست رجل ثاني في يوم من الأيام، لم أعتبر نفسي رجل ثاني ليكون ملكي وولي أمري وقائدي وملهمي الرجل الأول، أنا كنت تلميذ بسيط في الجامعة عام 65، وأُوتي بيَّ بسبب أن ملك البلاد الحالي الملك عبد الله الثاني –أطال الله عمره- كان في سن مبكرة من حياته، عندما أكمل الثامنة عشر طلبت من ملك البلاد آنذاك الحسين –رحمه الله- أن أوفي أو أستوفي دراستي ولم يسمح لي بذلك، ثم كررت الطلب في أكثر من مناسبة، ولكن انتهت الأمور إلى ما انتهت عليه، بأنه اللبيب بالإشارة يفهم، بأنه عبَّر عن رغبته في أن يتولى هذه المسؤولية ابنه نجله الأكبر عبد الله ملكاً للبلاد وحمزة ولياً للعهد، فلم أنظر إلى المركز كمركز أو كحكر عليَّ، فعند الحديث عن.. عن الإطاحة، الحقيقة السؤال ليس موفَّقاً، لأن حقيقةً لم أشعر بأنني تركت منصباً، ولم أنظر إلى الموضوع كمنصب، أنظر إلى الخدمة العامة كرسالة، أنا مش أفضل من اللي سبقوني، وإن كانت قضية ولي عهد يترك منصبه بعد فترة ثلاث عقود ونصف، ويستمر في الحديث خدمة للهوية الأردنية والعربية وموضِّحاً أنني أوفى وأخلص منكم كلكم ربما لهذا النظام وهذا الوضع القائم سابقاً وحاضراً ولاحقاً كرهتوا أم حبيتوا، هذا أمر حقيقة واضح المعالم في.. في نفسي.
أما فيما يتعلق في إيران خلافي كان شخصي مع صدام حسين، ويدرك ذلك السيد (..)، في الـ81 جلست معه في قصره للساعة 3 الصبح، واختلفنا على كل.. على كل شيء تقريباً، ولكن عندما تلتزم الدولة خاصة في حال الاختلاف الشخصي لا أثر له.
وأما فيما يتعلق أيضاً في سؤالك الثاني سامحني أقول لك غير الموفَّق، الأردن لم يوِّرط العراق في الحرب ضد إيران، الحرب ضد إيران مثل سائر الحروب العربية فُوجئت بها جملة دول عربية بما في ذلك الأردن، وإنه نقاشي مع الرجل كان إنه لا يوجد هنالك هدف استراتيجي محدد في إقدامك على مثل هذه الحرب، يعني لنفترض قال أنني سأُبعد الخطر الإيراني عن الخليج بالسيطرة على عربستان، مثلاً في أولى أيام الحرب في أنه دخل المحمرة، يعني لعل هنالك حجة مقبولة، إنما ضرب طهران، واستعداء الشيعة، وعمليات التكفير اللي تستمر في بين الفينة والأخرى بين الجهلة من السُنة والشيعة، الشيعة يكفروا أهل السُنة والجماعة، والعكس.. والعكس بالعكس، هذا.. هذا حقيقةً جزء أساسي من مشكلتنا كعرب ومسلمين، أما فيما يتعلق في سؤالك أظن حول..
غسان بن جدو: فيما يتعلق بمجلس الحكم الذي يعتبر أنه لم يوفَّق حتى الآن، هل تعتقد بأن أحد أسبابه أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد لهذا المجلس أن ينجح أم لأسباب ذاتية؟
الحسن بن طلال: أعتقد أن هنالك أخطاء كثيرة اُرتكبت من قِبَل الجميع المعنيين حقيقة يعني بموضوع الرؤية كما تفضلت وذكرتني لما بعد الحرب، كيف تنتهي الحروب لم تكن متبلورة.. لم تكن ناضجة، فمجلس الحكم أتى من المعارضة إلى استلام الحكم، وهنالك فرق.. فرق أساسي بين النضال السياسي والمعارضة كما نعلم واستلام ممارسة الحكم.
اثنين: أتى بعد حكم الحزب الواحد بفترة طويلة من الزمن، وبطبيعة الحال كل الكفاءات والكوادر التي كانت جزء من ذلك الحكم أكانت مدنية أو عسكرية كانت منتمية.. منتمية لحزب حُرِّم الممارسة الأساسية للحياة، يعني أخذت ألمانيا ما بعد الحرب سبع سنوات للإقدام على.. على خطة مارشال مش سبعة أشهر.
غسان بن جدو: وبالتالي يلزم كثير من الوقت سمو الأمير..
الحسن بن طلال: أعتقد.. أعتقد.
العلاقة السورية الأردنية وقانون محاسبة سوريا
غسان بن جدو: أقدر.. أقدر، ولكني سؤال أخير باختصار لأنه لم يبقَ إلا دقيقتان فقط، من فضلك كيف ترى قانون محاسبة سوريا الذي وقَّعه بوش؟ وفي الوقت نفسه كيف تنظر للتجاذب الأخير الذي حصل بين عَمَّان ودمشق على الأقل على مستوى شبه رسمي وغير رسمي، هل تعتبره تجاذباً عابر، أم ماذا بالتحديد؟
الحسن بن طلال: أعتقد أن موضوع العلاقة السورية الأردنية يجب أن تكون علاقة مبنية على معادلة موضوعية ومنطقية في التكامل فيما بيننا، لأنه الخطر الذي يهددنا في الهلال الخصيب هو خطر واحد، تفاصيل العلاقة لستُ مُطَّلع عليها، يعني مثلاً عندما يقال إعادة الجولان بالكامل، هنالك قضية أذكرها تماماً من خلال المفاوضات، إن هنالك حقوق للانتداب الفلسطيني على أراضي قد تعتبر مُختلف عليها ضمن الأسرة العربية، سورياً وفلسطينياً، ولكن المهم عندي التحرير رغم الحديث عن.. لمن ستعود ما جرى..
غسان بن جدو: ماذا عن قانون محاسبة سوريا؟
الحسن بن طلال: قانون محاسبة سوريا أدت إلى موقف أميركي من سوريا، ولكن في آن واحد القنوات مفتوحة في تبادل السفراء وإقامة السفراء في كل من دمشق وواشنطن.
غسان بن جدو: نعم، سمو الأمير، شكراً.. شكراً لكم جميعاً، أنا أعلم أنكم تريدون التدخل، ولكن انتهى الوقت، أود فقط أن أقول ملاحظة: أنا شكرتك في البداية على هذا اللقاء، شكراً على سعة صدرك، ولكن ينبغي نقول أنا لست أردنياً، ولكن أنا عربي، وليس تعليقاً على ما.. ما حصل بطبيعة الحال، لكن عندما نكون في قطر عربي ونكون نجلس ونجالس شخصاً كان حاكماً أو في الحكم لمدة أكثر يعني ثلاثة عقود تقريباً، وبعد أن يتخلى أو بشكل ما نجده في عَمَّان ويتحدث بهذه الحرية وبهذه الطلاقة في هذا الوضع نحن نهنئكم على هذا الوضع سمو الأمير، ونهنئ هذا البلد على هذا الوضع القائم.
شكراً لكم جميعاً أيها الأعزاء، وأود أن أشكر كل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة الزملاء والإخوة الأعزاء ياسر أبو هلالة، محمد العجلوني، المخرج عماد بهجت الذي رافقني إلى عمان، في الدوحة كل فريق (الجزيرة) هناك مع إسلام حجازي وعلي العلي.
مع.. مشاهدينا الكرام، أرجو أن ألقاكم السبت المقبل –بإذن الله- مع تقديري لكم غسان بن جدو، في أمان الله.