
أطفال غزة يشعلون أزمة بين "نيويورك تايمز" وصحيفة إسرائيلية والمنصات تتفاعل
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت التقرير في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وعرضت فيه شهادات لعاملين بالقطاع الطبي في قطاع غزة المحاصر في الفترة ما بين 25 مارس/آذار الماضي والثامن من أبريل/نيسان الماضي.
وأجمع الأطباء والممرضون -الذين تحدثوا في التقرير- على وصف ما شاهدوه في قلب مستشفيات غزة بالمشاهد "المفجعة والمرعبة"، حيث تطرقوا في شهاداتهم إلى حالات أطفال دون سن المراهقة أصيبوا بطلقات نارية في رؤوسهم أو في صدورهم، وفارقوا الحياة على إثرها.
كما كشفت شهاداتهم عن ظهور حالات سوء تغذية حاد، وانتشار أزمات نفسية بين الأطفال الصغار، لدرجة أن بعض الأطفال فكروا في الانتحار أو تمنوا الموت.
وأوضحت نيويورك تايمز في تقريرها أنها تواصلت مع الجيش الإسرائيلي، الذي رد بأنه ملتزم بتخفيف الضرر على المدنيين، ويبذل جهودا كبيرة لتقدير الأضرار الجانبية على المدنيين وملتزم بجميع الالتزامات القانونية الدولية المعمول بها.
ولكن بعد نشر التقرير، تعرضت الصحيفة لموجة انتقادات واسعة من الإعلام الإسرائيلي والمؤيدين لإسرائيل، حيث زعمت صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن محللين قارنوا بين صور الأشعة المقطعية لإصابات بالرصاص في الرأس وصور لإصابات تنجم عن هذه الطلقات عادة، ولم يجدوا في صور الصحيفة إصابات أو كسورا مماثلة.
مقتل 11 ألف طفل
بينما ردت صحيفة نيويورك تايمز على هذه الانتقادات، ورأت أنها لا تستند إلى أساس، وأوضحت أن التقرير خضع لمراجعة دقيقة قبل نشره، وتم التحقق من جميع الشهادات التي نشرتها.
ووفقا لآخر أرقام منظمة أوكسفام، فقد قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الماضي في قطاع غزة أكثر من 11 ألف طفل، وهذا العدد يفوق عدد من قتلوا في جميع النزاعات الأخرى في المدّة نفسها على مدى العقدين الماضيين، دون أن يشمل هذا الرقم مجهولي الهوية أو المفقودين أو المدفونين تحت الأنقاض.
وأبرزت حلقة 17-10-2024 من برنامج "شبكات" تباين آراء نشطاء على مواقع التواصل بشأن التقرير بين من دعوا إلى أهمية استمرار العمل من أجل تحرير فلسطين، وآخرين لفتوا إلى ملاحظة تحول في موقف بعض وسائل الإعلام الأميركية تجاه الرواية الإسرائيلية.
وبحسب المغرد علي، فإن الأهم هو عدم الاهتمام بإنكار الاحتلال ومواصلة العمل من أجل تحرير فلسطين، وقال "بغض النظر عن الأدلة التي تقدمها الصحيفة وغيرها من الصحف وحتى الجهات الدولية، سيظل الصهاينة ينكرون، علينا أن نتوقع هذه التصرفات، ونواصل العمل لتحرير فلسطين".
تناقض إسرائيل
بينما لفتت صاحبة الحساب لمى إلى أن التقرير يشير إلى تحول في موقف الصحافة الأميركية تجاه الرواية الإسرائيلية وغردت تقول "حتى الصحف الأميركية -التي غالبا ما تروج لرواية الكيان الكاذبة- ملّت من كذبهم ولم تعد تحتمل هذا التشويه وهذا الكم من الإجرام".
أما الناشط فادي، فعبر عن أمله في أن تحرك هذه التقرير ساكنا في الإدارة الأميركية، وقال "وشهد شاهد من أهلها، بلكي (لعل) الإدارة الأميركية تصدق النيويورك تايمز، لأن كل أعداد الشهداء في غزة لم تحرك أحاسيس الرئيس الأميركي جو بايدن وجماعته".
من جهتها، لفتت المغردة يارا إلى تناقض الموقف الإسرائيلي من تقارير نيويورك تايمز، وكتبت تقول "إسرائيل لما يكون التقرير من نيويورك تايمز بمصلحتها تدعمه وترفع من أسهم الصحيفة، ولما يكون في إدانة واضحة تصير الصحيفة سيئة السمعة، وتفبرك قصص وصحافة صفراء بنظرهم".
وبحسب تقارير، فإن إسرائيل تنتقد وترفض باستمرار التقارير التي تدين ممارسات جيشها، وكان آخر هذه التقارير ما نشرته جهات إعلامية متعددة عن استخدام ما لا يقل عن 11 فريقا مكونا من جنود وعناصر استخبارات إسرائيليين لمدنيين فلسطينيين معتقلين دروعا بشرية، حتى لا يتعرض جنود الاحتلال للخطر خلال مهمات استطلاعية في 5 مدن بغزة.