
دارفور والبعد الإسرائيلي الجديد
– أسباب افتتاح مكتب للحركة في إسرائيل
– مواقف الأطراف السودانية من افتتاح المكتب
– مصادر التمويل وتطورات أزمة دارفور
– مستقبل الحوار بين الحكومة والفصائل
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
سامي حداد: مشاهدينا الكرام أهلا بكم في حلقة اليوم من برنامج أكثر من رأي، نحن على الهواء مباشرة من لندن. ترى ما مغزى فتح حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور المقيم في باريس مكتبا لها في باريس؟ هل صحيح أن الهدف هو لرعاية شؤون بضعة مئات من لاجئي إقليم دارفور الذين ضاقت بهم السبل فلجؤوا إلى إسرائيل؟ اندلاع حركة التمرد في دارفور غربي السودان عام 2003 أدى إلى مقتل مائتي ألف شخص وتشريد نحو مليونين آخرين لجأ بعضهم إلى دولة تشاد المجاورة، فلماذا اختار بضعة مئات منهم النزوح إلى إسرائيل؟ هل كان بدافع البحث عن أسلاف لهم هناك على اعتبار أن النبي موسى عليه السلام اتخذ زوجة ثانية نوبية حسب مفسري التوراة من اليهود؟ وهل كان عبور لاجئي دارفور صحراء سيناء إلى إسرائيل طلبا للمن والسلوى، أي أنهم مهاجرون لأسباب اقتصادية كما قالت الأمم المتحدة؟ أم أن هؤلاء لم يشعروا بالأمان بعد أن لجؤوا إلى مصر إثر مقتل عشرين منهم على أيدي الشرطة المصرية عام 2005 لإنهاء اعتصام قام به أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ سوداني قرب مكتب المفوضية العليا للاجئين في القاهرة طلبوا نقلهم إلى الغرب؟ فهل صحيح أن فتح مكتب لإحدى حركات التمرد في إسرائيل كما قال الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني المسؤول على ملف دارفور هو دليل مادي على أن قضية دارفور تحركها أيد أجنبية ولوبي يهودي؟ أو أن الكيان الصهيوني كما قال الزعيم السوداني الصادق المهدي يستخدم عبد الواحد كمخلب قط لتفكيك البلاد؟ وإلا كيف نفسر اهتمام الجماعات اليهودية في أميركا وتأسيس صندوق إنقاذ دارفور عام 2004 بما جرى ويجري غربي السودان؟ هل كان ذلك بدوافع إنسانية؟ أم أن التاريخ يعيد نفسه في السودان خاصة وأن إسرائيل كما نظر أوري ليبراني مستشار ديفد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي بأن على تل أبيب تقديم الدعم للإثنيات، الأقليات في العالم العربي من العراق ولبنان وحركات التمرد في السودان؟ إسرائيل دعمت حركة أنيانا في جنوب السودان بالتدريب والسلاح في الستينيات، وما قيل عن دعمها أيضا للحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يتزعمها الفقيد المرحوم العقيد جون غارنغ، فهل جاء الآن دور حركة تحرير السودان؟ ألم يقل إرييه مايكل أو ميكيل قنصل إسرائيل في نيويورك عام 2004 إن حكومته لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري في دارفور؟ وهل تسعى أخيرا الحكومة السودانية إلى استثمار فتح عبد الواحد نور مكتبا في إسرائيل لتحقيق مكاتب سياسية؟ مشاهدينا الكرام معنا اليوم في لندن الأستاذ حاتم السر الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي المشارك في الحكم، من باريس نستضيف السيد عبد الواحد محمد نور مؤسس حركة تحرير السودان، ومن أستوديو الجزيرة في الخرطوم نستضيف السيد عبد الله مسار مستشار الرئيس السوداني وهو من أهالي دارفور، أهلا بالضيوف الكرام. ولو بدأنا من باريس مع صاحب القضية، سيد عبد الواحد افتتاح مكتب لحركتك في إسرائيل دليل على أن قضية دارفور تحركها أيادي أجنبية، لوبي يهودي كما تقول الحكومة، الزعيم السوداني السيد الصادق المهدي قال يوم أمس إذا كان عبد الواحد ثوريا فليقم علاقات مع ثوريين وليس الجزارين، تبرؤ قبيلة الفور مما قمت به، حركات التمرد الدارفورية ضد هذه الخطوة التي أقدمت عليها وكأن حال الجميع يقول إن فتح مكتب لحركتك في إسرائيل يوحي بعلاقة مشبوهة معها، أستاذ عبد الواحد.
أسباب افتتاح مكتب للحركة في إسرائيل
عبد الواحد نور: قطعا لا، لن نكون فتحنا مكتبنا في إسرائيل لأن قضية دارفور يحركها أيادي أجنبية، فتحنا مكتبنا في إسرائيل لأننا في حركة جيش وتحرير السودان لوائحنا الداخلية تقول إن على أي أشخاص موجودين في أي بقاع من بقاع الأرض وفق لوائح الحركة أن يفتحوا مكتبهم، واحد لتمثيل الديمقراطية في الحركة ويساعدوا في الحركة وفق جهدهم وفكرهم ومالهم أينما كانوا والأهم من هذا وذاك أننا في حركة تحرير السودان نوصل للشعب السوداني الذين شردتهم الحكومة أينما كانوا، هذا شيء من جانب اللوائح، أما فيما يختص من جانب مبدئنا فنحن ضحايا الكراهية ولن نسمح لهذه الكراهية أن تسري بيننا مرة أخرى لا في السودان ولا في الإقليم الدولي الذي يحيطنا وأيضا لا يمكن أن نسمح به في المحيط العالمي. أما فيما يختص بردود الأفعال، فالسيد الصادق المهدي هو من السلفيين السياسيين في البلاد، والغريب جدا أن هؤلاء السلفين السياسيين بما فيهم السيد الصادق المهدي يضربون لنا التلفونات ويهنئونا بفتح المكتب ولكنهم في الإعلام ينتقدوننا لأنهم يفقدون الشفافية بينهم وبين الشعب السوداني، بينما نحن..
سامي حداد(مقاطعا): لا، لا، أستاذ عبد الواحد رجاء، إذا قبيلتك تبرأت منك بما قمت به لا أعتقد أن السيد صادق المهدي وهو الوطني المعروف من جده الذي حارب الإنجليز أنه سيهنئك على هذه الخطوة. قلت يا سيدي بأنك يعني فتح مكتب هو من أدبيات حركتكم وكأنكم الحزب الشيوعي يفتح مكاتب في أي مكان، وفتح مكاتب مع دولة عدو هي من اختصاص الدول. ولكن السؤال يا سيد عبد الواحد، علاقة إسرائيل بحركات التمرد السودانية تعود إلى الستينيات كما تعرف، كما جاء في كتاب "تشكيل جنوب السودان الحر" لسيفريانو فولي أحد قادة حركة أنيانا الجنوبية، زيارات لقادة الحركة لإسرائيل نتج عنها تعيين جوزيف لاغو الموجود الآن في لندن مسؤول عن التنسيق مع إسرائيل وفي هذا البرنامج قبل عامين أقر بذلك، ويعني إسرائيل كانت تسلحهم وتدرب هؤلاء، وهل الآن برأيك، هل جاء الآن دور حركة تحرير السودان بالتعامل مع إسرائيل عن طريق، رجاء اسمعني، صندوق دارفور الذي أنشأته مجموعات منظمات يهودية أميركية كثيرة منها على سبيل المثال وليس الحصر متحف المحرقة في أميركا، الخدمة اليهودية الأميركية العالمية الفيدرالية اليهودية في نيويورك، أي أن فتح المكتب كما يُفسر بأنه نوع من العرفان بالجميل لأنهم ساعدوكم ماليا؟
" فتحنا مكتبا لحركة تحرير السودان في إسرائيل لمبادئنا في نبذ الكراهية التي نحن ضحايا لها، ونحن في حركة جيش تحرير السودان نصل شعبنا أينما كانوا حينما طردتهم الحكومة وتبرأت منهم " عبد الواحد نور |
عبد الواحد نور: بالطبع هذا قطعا غير صحيح، إذا كانت إسرائيل تساعدنا بالطبع لما استطاعت الحكومة أن تبيد كل شعبنا، إما أصبحوا نازح أو لاجئ أو مقتول أو في معسكرات النزوح أو اللجوء، هذا إن دل يدل على أنه لا أحد يساعدنا، هذا واحد. الشيء الآخر والمهم جدا جدا، أننا فتحنا مكتبنا في إسرائيل لمبادئنا لنبذ الكراهية، نحن ضحايا الكراهية كما ذكرت لك، نحن في حركة جيش تحرير السودان نصل شعبنا أينما كانوا، كانوا في إسرائيل ولا في.. حينما طردتهم الحكومة وتبرأت منهم نحن نوصل إليهم في إسرائيل ليكونوا ملصقين ببلدهم وبشؤونهم ولنرى أحوالهم، لأنهم هناك إن وجدوا إما باختيارهم أو بغير اختيارهم. أنت تعلم أن الله سبحانه وتعالى يقول: {..جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور..}[الملك:15] حينما ضاقت بهم أرض دارفور خرجوا إلى مصر إلى تشاد إلى ليبيا وعندما هذه الدول ضاقت ببعضهم ذهبوا إلى إسرائيل وسيذهبون لكن مبدأنا الأخلاقي في حركة تحرير السودان أن لا نسمح للكراهية أن تكون جزء من أخلاقنا، فتحررنا نحن كحركة تحرير السودان كقادة كما تحرر شعبنا. أما البراءة التي تحدثت عنها وعن شعبنا، فامش كالجزيرة واعمل استطلاع لدى الشعب وليس السلفيين السياسيين الذين يتسترون بثوب الكراهية ليحموا أنفسهم في السلطة، نحن نزعنا هذا القناع..
سامي حداد(مقاطعا): ok السيد عبد الواحد كررت هذا الكلام في الصحافة في تلفزيونات في إذاعات، يعني هذا الموضوع جعلك نجما إعلاميا. الأستاذ المحامي عبد الواحد يعني أنت تقول إن فتح المكتب هو لأسباب إنسانية حتى لرعاية شؤون هؤلاء النازحين. يا سيدي يعني إسرائيل نفسها تقول إن المهاجرين من دارفور جاؤوا لأسباب اقتصادية وأعطت إقامات مؤقتة لستمائة شخص منهم، وكما تعلم مئات طالبي العمل يدخلون إسرائيل سنويا من أفريقيا خاصة من إثيوبيا وأريتريا والآن من دارفور بل إن مكتب، رجاء اسمعني، مكتب المفوضية العليا للاجئين في القاهرة الذي رصد شؤون لاجئي دارفور في مصر خاصة من دخلوا إسرائيل منذ عام 2005 أكد أن هؤلاء مهاجرون لأسباب اقتصادية بحتة لا علاقة لها بما تقول مما يتعرضون له من أذى، ولا خطر كما قالت المفوضية عليهم إذا ما عادوا إلى السودان، ليس بالضرورة إلى دارفور حيث يوجد حرب ولكن إلى السودان. كيف ترد على المنظمة العليا للاجئين؟
عبد الواحد نور: بالطبع حينما أكون جزء من قضية شعبنا وشعبي بالطبع سأكون أدرى من أي منظمة دولية في العالم، أنا أتصل بهؤلاء أينما كانوا في العالم، وجودهم إما إنساني، إما سياسي.. نحن لا يهمنا لماذا هم هناك، ولكن يهمنا في حركة تحرير السودان، مبدؤنا، أولا ننبذ الكراهية ثم ثانيا أنهم موجودون هناك جزء من شعبنا نصل إليهم ونستمع لآرائهم ويساهموا هم بأفكارهم وفق مبادئ الحركة، إذاً وجودهم هناك لا يهمنا، لماذا هم موجودون، إنما نصل إليهم أينما كانوا في إسرائيل كما هم في ليبيا كما في مصر كما في تشاد، نحن يهمنا أن لنا مبدأ أخلاقي..
سامي حداد(مقاطعا): ومن نصبك يا سيدي، اسمح لي، اسمح لي، يعني من الذي نصبك مسؤولا عن ستمائة لاجئ بعضهم الآن من جنوب السودان؟ حتى أن هنالك على الإنترنت يوم أمس أن حركة تحرير أو أناس من جنوب السودان أنشؤوا مكتبا لهم في إسرائيل وهذا ما نفته الحركة الشعبية لجنوب السودان، من الذي نصبك على ذلك؟ دعني من فضلك أنتقل إلى الخرطوم، أستاذ عبد الله مسار كيف ترد على السيد عبد الواحد في باريس؟
" حركة تحرير دارفور هي الحركة التي أنشأها عبد الواحد أولا، وهي حركة عنصرية قبلية إثنية تقوم هي نفسها على الكراهية، وهي حركة تجمعت من بعض ثلاث قبائل هم الفور والمساليت والزرقا " عبد الله مسار |
عبد الله مسار: أولا حركة تحرير دارفور هي الحركة التي أنشأها عبد الواحد أولا، وهي حركة عنصرية قبلية إثنية تقوم هي نفسها على الكراهية، هي حركة تجمعت من بعض ثلاث قبائل الفور والمساليت والزرقا وكان رئيسها عبد الواحد..
سامي حداد(مقاطعا): وكان، وكان بالمناسبة، بالمناسبة كان اسمها حركة تحرير دارفور إلى أن تدخل جون جارانج وقال لهم ياجماعة سموها حركة تحرير.. تفضل، نعم.
عبد الله مسار: لا ليس كذلك يا أخ سامي. أنا أسأل عبد الواحد أولا، كانت تسمى حركة تحرير دارفور، ممن كان سيحرر دارفور؟ هذا السؤال الأول. السؤال الثاني من الذي سماها حركة تحرير السودان؟ ولماذا؟ هنا مربط الفرس. حركة التحرير هي حركة عنصرية قبلية تقوم على الكراهية نفسها لأنها هي نفسها قائمة على هذا الأساس، عبد الواحد ذهب لإسرائيل ليس لحماية الإنسانية ولأنها هي دولة هي نفسها دولة كراهية كيف يذهب مدعيا أنه يحارب الكراهية ويذهب إلى دولة تقوم على الكراهية؟ الدولة الإسرائيلية تقوم على حق مغتصب من الشعب الفلسطيني، كيف يذهب مناضل ومجاهد وثوري إلى دولة تقوم على الاغتصاب؟ هذه فرية ليست صحيحة، عبد الواحد ذهب إلى إسرائيل لسبعة أسباب أذكرها لك، أولا في مفاوضات أبوجا كان تركيز الأميركان على..
سامي حداد(مقاطعا): لا، لا، بدي أهم سببين، سبعة ما في عندنا وقت، أهم سببين؟
عبد الله مسار: نعم، أذكر لك جزء منها، أنه في مفاوضات أبوجا الأخيرة كان هناك الاتجاه الأميركي نحو مني آركوري مناوي وليس نحو عبد الواحد، وعبد الواحد فقط هذه الأرضية. النقطة الثانية أن عبد الواحد محتاج إلى دعم مالي وعسكري، عبد الواحد كل جيوشه الآن أربعمائة جندي موجودين في كتروم في رأس جبل مرة الذين يقودهم قدورة ومعهم ستة من الشاويشية. النقطة الثالثة، عبد الواحد الآن الموجودين في المعسكرات، هو يتحدث عن شعبي، ماذا يعني عن شعبي؟ من هم شعبه؟ الفور الذين انقسموا عليه؟! أهل دارفور آخرين عندهم رأي، من هم شعبه الذين يتحدث عنهم؟ أنا من دارفور ومن قبيلة كبيرة جدا، أكاد أكون أكبر من قبيلة عبد الواحد تعدادا ومنتشرة في شمال وجنوب وغرب دارفور، إذاً من هم شعب دارفور الذين يتحدث عنهم؟ النقطة الثالثة..
سامي حداد(مقاطعا): ok، أستاذ عبد الله، أستاذ عبد الله..
عبد الله مسار(متابعا): أرجو أخ سامي أن أتم الجملة، لو سمحت يعني..
سامي حداد(متابعا): أستاذ عبد الله ولكن ألا تعتقد أن الحكومة قد صنعت كما يقول المثل العامي صنعتم من الحبة قبة؟ يعني أردتم استخدام فتح المكتب في إسرائيل لأغراض سياسية، ما علاقة إسرائيل بفتح مكتب للحركة لرعاية شؤون أبنائكم الذين هربوا من الجحيم الذي يعيشون فيه منذ خمسة أعوام على أيدي قوات الجيش وميليشيا الجنجويد التي تدعمها الحكومة؟
عبد الله مسار: يا أخي عبد الواحد حركة مسلحة، المكتب الذي فتح ليس مكتبا لأجل قضايا الناس، هذا مكتب سياسي، هذا مكتب مقصود منه دعم الحركة المسلحة هذه، وليس مقصود منه هذه الفرية التي يدعونها إنسانية، ليس الموضوع إنساني وليس الموضوع مربوطا بتقديم خدمات لهؤلاء النازحين، هؤلاء اللاجئين. والغريب في المسألة هو دفع بعشرة من أعضائه من بينهم رئيس الحركة في مصر، إدريس أرباب وآخرين معه ذهبوا إلى هذا المكتب وفتحوا هذا المكتب وظلوا هناك، ونحن عندنا معلومات مسبقة، من 2003 عبد الواحد يتلقى، وحركة التحرير تتلقى معونات ومساعدات من إسرائيل، سواء كان عبر تشاد أو عبر مواقع أخرى، وأنا ممكن أديك تفاصيل ببعض الحاجات التي..
سامي حداد (مقاطعا): ok رجاء، خليك ثانية معاي..
عبد الله مسار(متابعا): لذلك القضية ليست قضية كراهية ولا قضية شعوب يا أخ سامي.
مواقف الأطراف السودانية من افتتاح المكتب
سامي حداد: ok إذاً يا أخي يعني السيد أتيم جارانج نائب رئيس البرلمان السوداني وهو من زعماء الحركة الشعبية، قال في تسجيل للجزيرة لم يذع حتى الآن، مكتبنا في الخرطوم، إسرائيل ليست شيطانا وهناك أربع دول عربية تقيم علاقة دبلوماسية معها من المحيط إلى الخليج. يعني لماذا هذه الضجة؟ هل إسرائيل يعني بعبع كبير؟ وهنالك علاقات عربية بالإضافة إلى أن السودان من الدول العربية الموقعة على مبادرة السلام العربية، الاعتراف بإسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة؟
عبد الله مسار: أولا يا أخي سامي، إسرائيل التي تقيم معها علاقات دول وليست مجمعات أو حركات مسلحة تحمل السلاح، هذه نقطة أولى. النقطة الثانية هذه حركة نضال يتحدث عنها عبد الواحد رجل مناضل، يتكلم أنه مناضل ويمثل شعبه، يتكلم باسم الفور، يمثل الفور لا يمثل أهل دارفور الباقين لأنهم لم يفوضوه، ولذلك يمثل جزء من الفور كمان ما حتى الفور، لأنه الآن سلطان الفور أدانه ومجلس شورى الفور أدانه والمقدوم أحمد القال أدانه، وهؤلاء هم الفور الذين نعرفهم. النقطة، دعني أقول لك بأن عبد الواحد بالحديث عن أنه ذهب إلى إسرائيل لأن إسرائيل تقيم معها أربع دول، ليس صحيحا، طيب هو يا أخي بيتكلم بيدعي أن دي منطقة كراهية وداري يعيد المحبة في العالم، طيب يا أخي هو عامل كراهية في داخل دارفور. الحاجة الثانية دولة مغتصبة، هل يقبل عبد الواحد أن تغتصب دارفور الآن لو شلنا وجبنا عناصر أخرى وقعد تستلم دارفور، هل يقبل ذلك وهو ذهب إلى دولة مغتصبة، يعني بالقانون اللي يستعمل الآن ضد الفلسطينيين، هذا سيستعمل في دارفور؟!
سامي حداد(مقاطعا): يا أستاذ، يا أستاذ، ok، مجرد ملاحظة صغيرة، ملاحظة صغيرة قبل أن أنتقل إلى الأخ عبد الله ولدي ضيف ثالث هنا في الأستوديو في لندن، يعني ربما هنالك ضجة أكثر من اللزوم، خاصة إذا ما قورن ما قام به عبد الواحد فتح مكتب لرعاية شؤون اللاجئين في إسرائيل، إذا ما قورن بتورط حكومة السودان يا سيدي في عمليتي موسى، عملية موسى عام 1984 وعملية سبأ عام 1985 من القرن الماضي عندما تم نقل حوالي ثلاثين ألفا من الفلاشا اليهود من إثيوبيا، كان هنالك جسر جوي عبر مطارات السودان وبتواطؤ الحكومة السودانية، حكومة جعفر النميري التي كانت جبهة الإنقاذ جزء منها، أليست هذه يعني أكثر جريمة من فتح مكتب لرعاية شؤون عشرين ثلاثين مائتي لاجئ دارفوري؟
عبد الله مسار: هذه يا أخ سامي لم تمر في السودان، هذه لم تمر في السودان عندما قام الرئيس النميري بهذه العملية وكان على رأسها النائب الأول للرئيس وقتها كان عمر الطيب وضباط، حوكموا هؤلاء في السودان، حوكموا هؤلاء نتيجة هذه الجريمة، إذاً لم تمر في السودان..
سامي حداد(مقاطعا): لا لا المسؤول عن العملية عين في زمن جبهة الإنقاذ سفيرا للسودان في الأمم المتحدة يا سيدي.
عبد الله مسار: يا أخي حوكم هؤلاء محاكمة عادلة في السودان، أنا أقول لك هذا الكلام، هؤلاء حوكموا وصدرت عليهم أحكام، إذا عبد الواحد الآن يقيم مكتبا وفعلا وإذا جاء للسودان سيحاكم على هذه الجريمة.
سامي حداد : ok يا سيد عبد الواحد يعني معك دقيقة، أكثر لأنه عندي ضيف ثالث قبل الفاصل، شو رأيك بهذا الكلام ، يجب أن تحاكم يقول لك على هذه العملية؟
عبد الواحد نور: هذه بالضبط هي الكراهية التي نحاربها في حركة تحرير السودان، الحكومة القائمة قسمت الشعب السوداني إلى مسلمين ومسيحيين في الجنوب نتج عنه ثلاثة مليون قتيل، في دارفور عرب وزرقا وحنيما انتهى من هذا كمان صراع بين القبائل العربية، هذه هي الكراهية التي نحاربها في بلدنا ونؤمن به تماما في حركة التحرير. فيما يختص بحركة تحرير السودان، نحن اسمنا حركة تحرير السودان ولكن الحكومة تحطنا في موقع ضيق حسب فهمها هي أننا حركة تحرير دارفور، دارفور دولة مستقلة إن أردنا أن نبني.. حق.. لكان أسهل بكثير جدا. أما عن الفور وتبرئهم مني، أنا أعتز جدا لانتمائي إلى قبيلة الفور لأنها قبيلة لها تاريخها وأصولها ولكن نحن حركة وليس قبيلة والأخ مسار الذي يتحدث عن قبيلته فقبيلته أنا أكن له ايما تقدير واحترام..
سامي حداد(مقاطعا): ok لننس قبيلة الفور وأنت حركة، ماذا، ماذا، ماذا عن حركة تحرير السودان قيادة الوحدة الفصيل الأبرز والأساس عسكريا في دارفور الذي ندد بخطوتك يا سيدي؟
عبد الواحد نور: هذه حرية التعبير والديمقراطية التي نمارسها ولكن السيد مسار الذي يتحدث عن الكراهية، نحن وقعنا اتفاقية مع أحد قادة الجنجويد الذي قتل هذا الشعب وقامت الدنيا من أقرب الناس إلينا، فقلنا لهم إن الله سبحانه وتعالى يقول: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم..}[الممتحنة:7] نحن نرى من الدين قيمه الإنسانية الفاضلة، وليس المصلحة الحزبية الضيقة..
سامي حداد(مقاطعا): ok، شكرا أستاذ عبد الواحد، شكرا. أستاذ حاتم شو رأيك بما سمعت حتى الآن والمهم قضية فتح مكتب في إسرائيل لهذه الحركة جناح عبد الواحد؟
حاتم السر: في الواقع صحيح أنه في مجموعة من السودانيين وصلوا إلى إسرائيل نتيجة لظروف الفاقة والفقر والضغوط الإنسانية..
سامي حداد(مقاطعا): باستطاعتهم أن يذهبوا إلى ليبيا يا أخي، ليبيا فاتحة أبوابها للجميع؟
حاتم السر: نعم، نعم، ولكن حتى ولو، على أي حال ده أمر واقع أصبحوا وصلوا الآن، ولكن هناك شك أولا في العدد وثانيا في الجنسيات، حتى كل الذين لجؤوا إلى إسرائيل بينهم جنسيات أفريقية وجنسيات من دول أخرى ولكن لأن قضية درافور هي الكرت الرابح الآن وهو الكرت المعروف دوليا فيجري استخدامه بواسطة جهات كثيرة، ولكن هذا لا يكفي مبررا للقادة السياسيين أن يضربوا بالثوابت السياسية السودانية والثوابت الوطنية في إطار التطبيع وأنا أعتقد أن الأخ عبد الواحد لا نشك في وطنيته ولا نشك في منطلقاته وخاصة وأنه رجل قيادي سياسي ويرتبط معنا في التجمع الوطني الديمقراطي وهو عضو في هيئة قيادته، ولكن هذا لا يكفي مبررا على الإطلاق لفتح مكتب للحركة. ولذلك هذه الخطوة حقيقة ووجهت..
سامي حداد(مقاطعا): يعني أنت في الاتحاد الديمقراطي ضد هذه الخطوة، التطبيع مع إسرائيل؟
حاتم السر: نعم، كل القوى السياسية السودانية الحاكمة والمعارضة حقيقة كان رد فعلها غاضبا وسريعا ورافضا لأي تقارب أو تعاون أو اعتراف أو تعامل مع الكيان الصهيوني الغاصب.
سامي حداد: إذا ممكن، رجاء واسمح لي يعني افتح لي صدرك شو يعني، يعني دعنا نذكر المشاهدين بالصفقة أو الاتفاق الذي عقده زعيمكم الأستاذ محمد عثمان الميرغني مع جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1980، ضمن حكومة المهدي، الصادق المهدي، وقف الحرب في الجنوب الاتفاق كان، تجميد قوانين الشريعة التي وضعها الرئيس جعفر النميري عام 1983 مقابل إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر وليبيا، أي وبطلب وبإلحاح من قرنق، أي يعني إخراج السودان من الجبهة العربية ضد إسرائيل، هذا زعيمكم يا أخي أنتم، يعني فتح مكتب في.. هذا كلام خطير هذا يا سيدي، لو تم المؤتمر ولو اجتمع البرلمان ووافق عليه خربت الدنيا يعني؟
" اتفاقية الميرغني وقرنق كانت مبرأة من كل العيوب، ولو قدر لها أن تستمر قبل مجيء انقلاب الإنقاذ في 30 يونيو/حزيران 1989 لكان الوضع بالسودان أفضل مما هو عليه الآن " حاتم السر |
حاتم السر: العكس تماما، الآن التاريخ أثبت تماما أن اتفاقية الميرغني قرنق كانت هي الخيار الأفضل والأسلم لأنها لم تكن تهدد وحدة البلد ولم يكن فيها تقرير مصير ولم يكن فيها تنازع حول السلطة والثروة، ولم تكن فيها المشاكل التي ظهرت في شرق السودان وفي دارفور وتوزيع السودان على أساس قبلي وعلى أساس مستحقات للأقاليم وللولايات، هذه اتفاقية كانت مبرأة من كل هذه العيوب ولو كان قدر لها أن تستمر قبل مجيء انقلاب الإنقاذ في ثلاثين يونيو 1989 لكان الوضع الآن في السودان وضع أفضل مما هو عليه الآن، ولكان الأخ عبد الواحد الآن بين شعبه ولا حتى ظاهرة إسرائيل، ما كان في إسرائيل، الآن الشعب السوداني حقيقة مع ظروف الحرب الآن يلجؤون إلى أي مكان..
سامي حداد(مقاطعا): يعني أنت الآن تنتقد المرحوم جون جارانج لأنه عقد صفقة من وراء ظهركم في اتفاقية نيفاشا عام 2005 وبقيتم دون أي غطاء والآن دخلتم في الحكومة والشراكة مع الحكومة. مشاهدينا الكرام ما هو مستقبل دارفور في ظل تعنت الحكومة دخول قوات الأمم المتحدة الآن أو ما يسمى بقوات الهجين، وفي ظل تكاثر مثل الفراخ حركات التمرد في دارفور أرجو أن تبقوا معنا بعد هذا الفاصل القصير.
[فاصل إعلاني]
مصادر التمويل وتطورات أزمة دارفور
سامي حداد: مشاهدينا الكرام أهلا بكم من جديد في برنامج أكثر من رأي، أستاذ حاتم السر قبل ما أنتقل إلى الخرطوم، يعني بعد اتفاقية نيفاشا بين الشمال والجنوب خرج عنكم جارانج وضع الاتفاقية التي تحدثت عنها قبل الفاصل، ألم تساوركم عندما كنتم في المعارضة، التجمع الوطني الديمقراطي المعارض لحكومة الإنقاذ للبشير، يعني ألم تساوركم الشكوك حول المصادر التي كانت تصل أولا جارانج ومن ثم إليكم كتجمع؟ عودا إلى الرابطة الإسرائيلية هذا ما الذي أعنيه.
حاتم السر: نعم ، نعم صحيح، صحيح هو الجانب الإسرائيلي هذا في الصراع السياسي السوداني ليس جديدا وزي ما تفضلت وفي بداية التقرير أنه بدأ من أيام الفيلاشا في عهد جعفر النميري، وأيضا..
سامي حداد(مقاطعا): وقبل ذلك حركة أنيانا الجنوبية نعم في الستينات..
حاتم السر: نعم وهذا منشور الآن في مذكرات اللي..
سامي حداد(مقاطعا): أنا بيهمني قضية جارانج وعلاقتها بإسرائيل وأميركا؟
حاتم السر: أما قضية الحركة الشعبية وقضية الدكتور جون جارانج، صحيح أن الحكومة السودانية كان في إطار الصراع المحموم كانت تتهم كل خصومها وليس جارانج وحده، كانت تتهم كل خصومها بأنهم يتلقون السلاح والتأييد والدعم والتدريب من إسرائيل لأنها تريد أن تعزف على الشعار الوطني والوجدان الوطني السوداني..
سامي حداد(مقاطعا): يعني لم يكن له أية ارتباطات؟
حاتم السر(متابعا): لا أبدا، نحن واجهنا الحكومة، عارضنا هذه الحكومة، دخلنا معها في مواجهات عسكرية ولكن كلها كانت بإمكانات سودانية وفي إطار الصراع وقواعد اللعبة..
سامي حداد(مقاطعا): ودول الجوار أريتيريا وإثيوبيا وأوغندا؟!
حاتم السر: على أي حال كان في إطار قواعد اللعبة ولم يصل إلى مرحلة إسرائيل على الإطلاق.
سامي حداد: ok تنفي علاقة جارانج وأنتم كتحالف، وماذا عن صناديق السلاح التي شاهدها مراسل صحيفة الواشنطن بوست في أبريل عام 1987، تم تزويدها لحركة جون جارانج من إسرائيل، كما كانت الحال كما ذكرنا في قضية حركة أنيانا في الستينات، ليس هذا فقط، بل إن واشنطن في عام 1996 قدمت عشرين مليون دولار إلى جون جارانج وبمباركة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية في تلك الفترة لتضييق الخناق على حكومة الخرطوم، وذلك لشراء السلاح الذي وصل من إسرائيل، إثيوبيا وأوغندا وهذا ما أكده تقرير جون هيلترمان المدير التنفيذي في منظمة هيومان رايتس ووتش أي أن الأيدي الإسرائيلية طالت الجميع؟
حاتم السر: صحيح بس هذا كان حديث معمم واتهامات متبادلة ولكن ليست هناك..
سامي حداد(مقاطعا): لا لا هذا بتحكي لك إياه هيومان رايتس ووتش والتي تدافع عن الفلسطينيين، تدافع عن الدارفوريين، تدافع عن الجميع.
حاتم السر: ولكن الحركة الشعبية ظلت باستمرار تنفي أي صلة أو علاقة أو وجود لها في إسرائيل، ونحن من جانبا كحلفاء للحركة الشعبية في إطار الصراع والحرب التي كانت دائرة مع الحكومة في مرحلة ما قبل السلام حقيقة كنا نقف إلى جانب الحركة الشعبية وأذكر حتى في إطار الجامعة العربية الحكومة السودانية في مرحلة أرادت أن تحرك الجامعة العربية ضد الحركة الشعبية وضد جون جارانج، ولكننا كنا حقيقة وقفنا مع الحركة الشعبية..
سامي حداد(مقاطعا): كانت على وشك أن تقدم معلومات ولكن لسبب ما أو لآخر تم إيقاف تقديم هذه المعلومات يا أستاذ حاتم السر. دعني أنتقل إلى الخرطوم مع السيد عبد الله مسار، أستاذ عبد الله كيف ترد على من يقول أن حكومة الخرطوم قد اتخذت من مسألة فتح مكتب في إسرائيل لحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور، قميص عثمان لاستغلالها سياسيا وذلك للتغطية على فشلها، مماطلتها في حل أزمة دارفور؟
عبد الله مسار: أولا يا أخ سامي قضية فتح مكتب ليست هي بهذه الضحالة وبهذا المفهوم الذي يتحدث عنه، هذه خيانة لقضية مركزية في العالم العربي والإسلامي، وهذه خيانة لقضية كبرى من حركة مسلحة في منطقة إسلامية معروفة، وهذه خيانة لقضية أهل دارفور كلهم، عبد الواحد الآن ارتكب جناية كبيرة جدا، ولذلك نحن نتحدث هذه لا نتحدث بمنظور الذي يتحدث عنه، هذه نقطة أولى. النقطة الثانية ما نحن نعلم أن كل هذه الحركات تحركها لوبيات يهودية، ونحن نعلم أنه كلما قامت مشكلة في أفغانستان أو العراق أو في فلسطين أو ضد حماس كلما تحركت الحركات، تحركة قضية دارفور لأننا نعلم أنها مدعومة من الكيان الصهيوني. النقطة الثالثة نحن نعلم أن هناك شخصيات موجودة مع عبد الواحد وهي لها ارتباطات أساسية مع الحركات واللوبيات اليهودية كالمفكر لهذه الحركة أحمد محمدين الذي يعيش في كندا، ولذلك أنا بفتكر أن القضية ليست بهذه الضحالة، نحن نعلم ذلك وخاصة أن حركة عبد الواحد هي حركة قبيلة من جزء من الفور وليست من كل أهل دارفور، علشان كده باقول لك إن خطورة هذه المسألة أنه هو يود أن يحرك حركة سياسية كما حرك حركة قبلية إلى حركة سياسية، حركة تحرير دارفور حولها إلى حركة تحرير السودان ليحولها من حركة قبلية إلى حركة سياسية، الآن يريد أن يحولها حركة عالمية. الآخرون يا أخ سامي لم يتحدثوا، هناك آخرون لهم علاقات مع إسرائيل ولكنهم لم يتحدثوا نهارا جهارا في هذه المسألة، لو كان الدكتور جون جارانج أو كان مني آركوري مناوي أو كان أي شخص آخر لديه علاقات مع إسرائيل وأعلنها لكان هذا نفس الموقف، ولكن قد تكون هناك علاقات داخلية ولكنها لم تعلم، لم تظهر، عبد الواحد زاد في فجوره، أعلن هذا الأمر بوضوح في دولة إسلامية في موقف واضح.
سامي حداد: ok، ولكن من ناحية أخرى أستاذ عبد الله ألا تعتقد أن تباطؤ الحكومة في حل وعدم جديتها في حل أزمة دارفور دفع بحركة عبد الواحد للبحث عن منافذ أخرى، على الأقل يا أخي لإشهار بسبب قضية شعب وخاصة وأن الحكومة لا تفي بالتزاماتها، حتى مع الذين وقعوا معها اتفاقية أبوجا للسلام في دارفور قبل عامين، يا سيدي النائب الأول لرئيس الجمهورية السيد مني مناوي من حركة تحرير السودان الذي وقع الاتفاقية موجود الآن في واشنطن يتشكى لديه خلافات مع الحكومة حول ملف دارفور، يعني أنتم لستم جادين في حل هذه القضية، حتى الذي وقع معكم أنتم لستم جادين معهم؟
عبد الله مسار: يا أخ سامي هذا ليس صحيحا، السودان منذ أن بدأت هذه الحركات تحمل السلاح، بدأ معها تفاوضا مباشرا، وانتقل لمدة طويلة جدا هذا النقاش الذي تم في أبوجا وإلى أن توصل إلى اتفاقية تعلمها ويعلمها الأخ عبد الواحد، ثم من بعد جاءت مسألة السرت التي ذهب إليها السودان وأعلن وفوض مساعد رئيس الجمهورية لإدارة هذا الملف، ولكن هذه الحركات التي قامت على قاعدة خطأ، قامت على قاعدة قبيلة، صارت تتشتت وتتشظى حتى صارت ثلاثين حركة، لا تستطيع أن تجلس مع من، هذه مشكلة. المشكلة الأساسية أن هذه الحركات لأن برنامجها ليس سياسيا حولته إلى سياسي بعد أن اكتشفت أنها محتاجة لأن يكون سياسي، أنا باقول هذا الكلام وأنا ابن من أبناء دارفور، لم أغادر دارفور مطلقا يا أخي..
سامي حداد(مقاطعا): ولكن يا أستاذ عبد الله، أستاذ عبد الله ولكن من ناحية أخرى رجاء اسمعني أستاذ عبد الله، من ناحية أخرى عندما ترى الحركات الأخرى في حركة دارفور أن السيد مني مناوي كما قلنا أحد رؤساء حركة تحرير السودان، والذي أعطي لقبا شرفيا، كبير مساعدي الرئيس، رئيس السلطة الانتقالية لدارفور، لا يستشار في العمليات التي يقوم بها الجيش على الأقل في الإقليم، الأموال المخصصة لم تصل إلى الإقليم، قواته لم تدمج بعد في الجيش النظامي، أي أن شأنها شأن أبناء دارفور من أمثال حضرتك مع كل الاحترام والتقدير لكم مناصب دون نفوذ. أهذه هي المشاركة الحقيقة للسلطة التي يطالب بها أهل دارفور، ولهذا السبب رفعوا السلاح كما رفع السلاح الجنوبيون للحصول على حقوقهم؟
عبد الله مسار: يا أخي سامي أولا هذا الكلام ليس صحيحا، هذا الكلام فيه الكثير من المغالطات، بدأ الأخ مني آركوري مناوي وقع اتفاقية وجاء ومستمرين معه في التنفيذ، الآن هو مساعد أول لرئيس الجمهورية مني آكوري مناوي في الستة أشهر الفائتة استلم 23 مليار جنيه سوداني فقط لتسيير العمل المكتبي والداخلي، خليك من باقي المبالغ التي استلمت، 23مليار جنيه سوداني، الآن في ستة أشهر من شهر 2 حتى شهر 8 الفائت. النقطة الثانية مني آركوري مناوي الآن هناك لجان مشتركة بينه وبين الحكومة تناقش قضية الترتيبات الأمنية وقضايا متعلقة بتنفيذ الاتفاقية. النقطة الثالثة، ليس أبناء دارفور شرسين وأولا إذا أردنا أن نحمل السلاح لا نحمله قبليا، الذين حملوا السلاح حملوه قبليا فلتكن لدارفور قضية، فلنكن نود أن نشارك في المركز، فليكن منا رئيس الجمهورية، ولكن ليس بهذه الطريقة التي حمل بها عبد الواحد ولا مني، هؤلاء حملوا قضيتهم لأنها قضية عنصرية عادية، هناك صراع داخل الإقليم، حملوا هذه القضية لتحرير دارفور من القبائل العربية الموجودة في دارفور وليس لقضية دارفور في الخرطوم، هذه فرية يا أخ سامي أرجو أن لا تنطلي على المجتمع الدولي ولا تنطلي على العالم ولا تنطلي على أحد، هذه القضية أساسها كذا إذا اجتمعنا كأهل دارفور واتفقنا على هذه القضية يمكن أن نأخذ حقنا دون أن نحمل السلاح، نحن عشرة مليون عندنا ثلث السودان، نستطيع أن نحصل على حقنا دون أن نحمل بندقية ممكن نأخذ حقنا، ولكن الطريقة التي ذهبوا بها طريقة خطأ لن توصل إلى نتيجة لأنها في النهاية فرتكت أهل دارفور والأسر والضرر الذي لحق بأهل دارفور أكبر مما يجنيه أي شخص ولو أدوه للجمهورية.
سامي حداد: لا أدري إذا سمعت ما قالته الصين اليوم بأن هناك أزمة في دارفور بسبب تلكؤ الحكومة في حل هذه المشكلة. ولكن دعني أنتقل إلى أزمة إنسانية الواقع، أستاذ عبد الواحد محمد نور شو رأيك بهذا الكلام؟
عبد الواحد نور: بالطبع أنا أقدر الأخ عبد الله مسار لأنه لا يستطيع أن يكون في موقعه كما ذكرت إن لم يستمت في الدفاع عن المجازر التي ترتكبها الحكومة، الأخ سامي، الحكومة، حكومة الخرطوم قبل أقل من أسبوع قتلت أكثر من ثلاثمائة مدنيا في جبال مون، أكثر من ستين منهم أطفال، أكثر من 15 منهم أطفال حرقوا، أنا كنت أتمنى أن تنقلها.. أن تعطينا من الإعلام واحد على ألف مما تعطيه للـ.. أنا ضد المجازر التي تكون في غزة، التي تكون في إسرائيل، نحن ضحايا هذا. إذاً نحن يا سيدي العزيز قلنا أن يكون سلام في دارفور لا بد أولا من إيقاف القتل، conflicts pidgin وده بالضبط ما ينطبق أيضا في القضية الفلسطينية، بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يوقفوا القتل، الأخ مسار وحكومة الإنقاذ ينطلقون من مبدأ الكراهية والتصعيد ونحن ننطلق من مبدأ التهدئة وإيقاف القتل، إذاً نحن مدرستين مختلفتين تماما، هم لا يستطيعون إلا نشر الكراهية والرعب والقتل للبقاء في السلطة متسترين في الكراهية كقناع لهم للبقاء في السلطة ونحن نريد أن يكون شعبنا في أمن وسلام..
مستقبل الحوار بين الحكومة والفصائل
سامي حداد(مقاطعا): أستاذ عبد الواحد أنا أردت تعليقا منك قبل أن أسألك السؤال التالي، مع أن ما حدث في دارفور خلال الأسبوعين الماضيين وكما قالت الأمم المتحدة ولجنة شؤون اللاجئين بأن حركات التمرد كانت هي المسؤولة عما حدث خاصة حركة العدل والمساواة، الآن بعد دخول طلائع قوات الهجين الأفريقية الدولية إلى دارفور وإعلان واشنطن عن تقديم اليوم مائة مليون دولار للقوات الأفريقية، يعني هذا ربما سيعزز الأمن، وهذا وما أريد أن أنهي البرنامج على شيء للمستقبل، يعني الأمن الذي طالما طالبت به بشكل خاص، هل سيكون ذلك حافزا لك ومجموعات التمرد الأخرى وما أكثرها والتي فرّخت من حركتين لتصبح أكثر من 15 للالتحاق باتفاقية أبوجا عام 2006، باختصار رجاء؟
عبد الواحد نور: نحن كما ذكرت لم نكن طلاب مواقع وإنما طلاب تغيير في حركة تحرير السودان، إذا حددنا القضية السودانية حلها إلى اثنين، حل آني فوري وهو الأمني في دارفور، إيقاف القتل والاغتصاب، نزع سلاح الجنجويد ميليشيات الحكومة وأيضا طرد المستقدمين الجدد الذين أتت بهم الحكومة، وهذا ما سميناه conflicts pidgin ليخلق الجو الملائم للتفاوض وهي مخاطبة جذور المشكلة وهي النقطة الثانية المواطنة الحقة لكل الشعب السوداني بما فيهم شعب دارفور، إذاً هذه القوات نريدها في الأرض ليفعل ما ذكرناه. إذاً نحن لسنا نخدع شعبنا إطلاقا لنكون في القصور وهم يقتتلوا فيما بينهم أو تقتلهم الحكومة بطائراتها وجنجويدها، نحن نريد سلاما حقيقيا وليس سلام مناصب.
سامي حداد: ok، تريدون سلاما حقيقيا. كيف ترد يا سيدي على تقرير مجموعة الأزمات الدولية ومركزها، مقرها في بروكسل، تقول إن خلافات متمردي دارفور وانقسام قياداتها هي من أهم أسباب تعثر عملية السلام مما شكك في شرعية هذه الفصائل. بل إن صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية في تحليل حول دارفور تقول إن اختلاف الفصائل الكثيرة عن كيفية تحقيق السلام هو أحد أسباب تعثر أي حل، خاصة وأن بعضها، رجاء اسمعني، أصبح مجرد قائد فصيل لأنه حاصل على هاتف نقال الثريا وبضعة مسلحين وسيارة تويوتا عليها ربما رشاش أوزي إسرائيلي، يعني تفرقكم إلى 20 ،22 فصيل من فصيلين يعني هذا هو أحد أسباب عدم حل النزاع في دارفور. مع من تتحدث الحكومة كما قال السيد عبد الله مسار؟
عبد الواحد نور: بالطبع كما تعلم أنه ذكرنا هذا الأمر في السلفية السياسية في البلاد والأخلاق والثقافة السياسية في البلد، هذا ليس في حركات دارفور إنما في الحكومة في التنظيمات السياسية، أن الناس يرون أن التنظيم وسيلة للكسب السريع للمال والسلطة، بينما نحن نرى أن التنظيم وسيلة لخدمة هذا الشعب وفق المبادئ التي ذكرناها..
سامي حداد(مقاطعا): يا سيدي لا لا لا، أستاذ عبد الواحد، أنت محامي وما شاء الله عليك يعني ممتاز يعني خطيب مفوه لأنك محامي، يعني هنالك فرق بين تعدد الرأي وإلى آخره وبين الانقسامات، بين الانقسامات الداخلية، حركتك أنت أصبحت سبع حركات يا سيدي، شو بتقول لي تعدد الرأي وخلافها، في انقسامات عندكم.
عبد الواحد نور: يا أستاذي أرى الحكومة، إذا جاءت الحكومة كالجبهة القومية، اليوم مؤتمر وطني ومؤتمر شعبي وفي كل مؤتمر من المؤتمرات كم من الفصيل، تحميهم إما السلطة أو المال، هذه الثقافة أخلاقية في السودان سياسية. أنا لا أتحدث عن هذا، أنا أتحدث عن سلام أهل السودان، في دارفور أولا نريد الأمن، الحكومة توقف قتل الناس، تشريدهم، كما ذكرت لك حتى لا تقول أكرر نفسي، ثم بعد ذلك نرى مخاطبة جذور المشكلة، وهي مشكلة سياسية اللي هو المواطنة الحقة لكل الشعب السوداني بما فيهم الأخ عبد الله مسار يستمد قوته من الشعب في السودان ولا في دارفور ولا في قبيلته كما يشاء، ولكن لا يستمد قوته من الحكومة التي امتلكت ناصية المال. الشفافية يا عبد الله، أين مال البترول؟ من الذي يعلم في الشعب السوداني كم من البترول وكم من الآبار عنده؟ أن لا يكون علاقتنا بالدولة علاقة تنظيمية ضيقة. أن يكون لدينا حق المساواة..
سامي حداد (مقاطعا):ok ، شكرا، شكرا، أستاذ عبد الله دقيقة، وين البترول يقول لك رايح بجياب المسؤولين، كيف ترد على هذا الاتهام الخطير؟ رجاء باختصار باختصار لأنه عندي تعليق من الأخ حاتم تفضل.
عبد الله مسار: يا أخ سامي، عبد الواحد يدعي أنه ثوري وديمقراطي، من الذي انتخبه؟ عبد الواحد يا أخي كان من قام حركة قبلية، من الذي انتخبه؟ عبد الواحد لم ينزل انتخابات مطلقا، أنا ترشحت لدارفور أربع خمس مرات، عبد الواحد ما ترشح مرة واحدة، ولو الآن ترشح يسقط. عبد الواحد أحمد عبد الشافي أكثر منه عددا وعتادا وقوة وشعبا، هو من قبيلة الفور، الآن عبد الواحد يدعي ليظهر بطولاته بالإعلام ويظهر بطولات أنه ديمقراطي، ولذلك أنا أعتقد أنه ما جاد في حل قضية دارفور، اثنين إذا هو ديمقراطي، حركة واحدة انقسمت 14 مرة ليه، 14 قسما انقسمت الحركة التي يخوضها هو نفسه، لأنها حركة قبلية قامت على أسس قبلية ولذلك استمرت قبلية، ثالثا نحن نصرف قروش البترول وإمكانيات البترول في تنمية السودان والآن عبد الواحد قال عن السودان لو جاء ونظر في الخرطوم يعرف أن هذه القروش تصرف في تنمية السودان وتطوير السودان، لكن عبد الواحد الآن يتلقى قروش من الخارج، عبد الواحد يسكن على حساب من؟ يأكل على حساب من؟ بيجيب سلاحه من وين؟ بيأخذ السلاح على حساب الآخرين..
سامي حداد(مقاطعا): أستاذ عبد الله مسار يبدو أن حماسك وقوة صوتك ما شاء الله أسقطت المايكروفون، فكنا نسمعك بأوف مايك. أستاذ حاتم السر أنتم دخلتم في تحالف مع جارانج، ضد الحكومة جارانج يعني عمل صفقة نيفاشا 2005 ، اتفاق بين الشمال والجنوب، وبعد ذلك دخلتم أنتم في محادثات مع الحكومة الآن أصبحتم شركاء. هل تعتقد أن هذا السيناريو سيتكرر بعد عام 2006 توقيع جناح مني مناوي من حركة السودان، اتفاق مع الحكومة ربما تتبع ذلك قوات التمرد الأخرى خاصة الآن بعد دخول قوات الهجين إلى دارفور، هل سيتكرر هذا السيناريو؟
حاتم السر: نعم، يتكرر في تقديري لأن الصراع الدائر في النهاية لا بد أن يحل عبر الطرق السلمية والسياسية وعبر التفاوض ولذلك أنا حقيقة أنا لا أرى أي مبرر لهذه الضجة الكبيرة، صحيح أن الخطوة التي أقدمت عليها حركة تحرير السودان بقيادة الأخ عبد الواحد ستعقد الأزمة ولن تنهي الأزمة القائمة في دارفور..
سامي حداد(مقاطعا): وهل الحكومة جادة وأنتم شركاء في الحكومة.
حاتم السر: لا، ونحن نرى تماما أن على الحكومة وجهة اتخاذ القرار السياسي في البلد أن لا تنصرف بعيدا عن جوهر الأزمة، لأن نحن ما نتحدث عنه الآن هو ظواهر وإفرازات لأزمة حقيقية، الآن هنالك المواطن في دارفور يعاني من عدم الأمن ويعاني من الظروف الإنسانية التي تحدثت عنها، اليوم الصين، الولايات المتحدة الأميركية اليوم أعلنت دعم بمائة مليون دولار لدعم القوات الأفريقية في دارفور التي لا تستطيع أن توفر الأمن لنفسها ناهيك أن توفر الأمن لمواطن دارفور وبالتالي هذه المبالغ يا أخ سامي لو تم صرفها على مشاريع التنمية وعلى التعويضات العادلة لهؤلاء المواطنين الذين فقدوا ديارهم وقراهم ومناطقهم لكنا حققنا خطوة في الطريق الصحيح والسليم.
سامي حداد: عودا على بدء في نهاية البرنامج يعني هل هنالك نوع من الحكومة يعني التعامل بازدواجية على المسرح السوداني، من ناحية تستقبل لاجئين فلسطينيين على الحدود العراقية مع الأردن وسوريا، كلا البلدين، تريد إدخالهم وبنفس الوقت تقيم الدنيا ولا تقعدها بسبب فتح مكتب بسبب دخول لاجئين سودانيين إلى إسرائيل من دارفور؟
حاتم السر: هذا تناقض كبير وتناقض ظاهر وواضح جدا لأنه في الوقت الذي تستقبل فيه لاجئين مع احترامنا وتقديرنا وتعاطفنا الكامل مع القضية الفلسطينية وهي قضية مركزية ولكن الأقربون أولى بالمعروف، أولى لك فأولى أن تحل هذه المشكلة وأن لا تجعل من دارفور مسرحا مفتوحا للتدخلات الأجنبية والخارجية على هذا النحو الذي نراه الآن لدرجة أنه وصل إلى إسرائيل، وهذه القضية تراجع الدور الوطني الداخلي السوداني، غياب الإرادة السياسية الحقيقية، تباطؤ الجانب الحكومي في إحداث أي نوع من التنازلات..
سامي حداد(مقاطعا): وأنتم كشركاء في الحكومة شو عملتم؟
حاتم السر: نحن شركاء ولكن بكل أسف اتفاقية نيفاشا هي التي في تقديري تقف حجر عثرة أمام هذا التحول، ولكن هناك حديث أخير تفضل به الأمين العام للحركة الشعبية الأخ باقان أموم وقال إن الحركة موافقة على أن تفتح سقف نيفاشا حتى تستوعب مطالب دارفور العادلة والمشروعة، ما لم تفتح نيفاشا..
سامي حداد(مقاطعا): يعني لا يوجد وقت للبرنامج، عبد الواحد يعتبر الحركة الشعبية حليفا إستراتيجيا، لا أدري إذا الحركة الشعبية ستتنازل عن نسبتها من الحكومة والبرلمان 28% في حين أنتم لكم 14% إذا كنتم على استعداد للتنازل من نصيبكم في الحكومة والبرلمان لصالح ثلث سكان السودان في دارفور. مشاهدينا الكرام لم يبق لي إلا أن أشكر ضيوف حلقة اليوم، هنا في لندن الأستاذ حاتم السر الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي، من باريس نشكر الأستاذ عبد الواحد محمد نور مؤسس حركة تحرير السودان، الذي فتح مكتبا له في إسرائيل، ومن أستوديو الجزيرة في الخرطوم، نشكر الأستاذ عبد الله مسار مستشار الرئيس السوداني وهو من أبناء دارفور، مشاهدينا الكرام حتى نلتقي بكم في حلقة الأسبوع القادم تحية لكم من فريق البرنامج، بدءا من الغرب لندن، باريس، الخرطوم، والدوحة، وهذا سامي حداد يستودعكم الله.