صورة عامة / أكثر من رأي / لجنة متابعة مبادرة السلام العربية
أكثر من رأي

مبادرة السلام العربية بين الرفض والتأييد

تتناول الحلقة مبادرة السلام العربية، هل تنجح لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في حشد تأييد الأسرة الدولية؟

– سبل تفعيل المبادرة العربية
– آليات تنفيذ وترويج المبادرة

– صيغ الترويج الإعلامي للمبادرة

– الحصار الفلسطيني ومستقبل المبادرة

undefined

مالك التريكي: السلام عليكم، تتعالى الآن في إسرائيل وحتى في أميركا أصوات إعلامية وفكرية تطالب القيادة الإسرائيلية بعدم هدر الفرصة التاريخية التي تمثلها مبادرة السلام العربية أحييت في قمة الرياض وبعدم تكرار الخطأ الجسيم الذي ارتكبته غولدا مائير عندما رفضت عرض السلام المصري عام 1971، فهل يرتقي العرب هذه المرة ولو بعد خمس سنوات من التأخير إلى مستوى مبادراتهم فيتحولون إلى موقع الهجوم الدبلوماسي المنظم والمثابر؟ هل تستجيب الدول العربية لمناشدة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن لا يبقى الالتزام العربي بمبادرة السلام مجرد موقف نظري عام بل أن يكون هذا الالتزام مقدمة لتحريك جهود فعليه نحو عملية سلام حقيقية وجادة؟ وهل تتضمن آليات التنفيذ التي سوف تقررها لجنة المتابعة العربية في اجتماعها على مستوى وزراء الخارجية الأحد في القاهرة هل تتضمن الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام تجري مفاوضات الوضع النهائي تحت إشرافه وذلك بهدف ما سماه الجانب الفلسطيني بقطع الطريق على الذرائع الإسرائيلية التي تريد إلقاء مسؤولية تعطيل عملية السلام على الطرف العربي؟ وبما أن العرب انتبهوا الآن إلى أهمية ترويج مبادرتهم السلمية أو ما سمته كوندوليزا رايس بالتسويق فما هي التحركات الإعلامية والدبلوماسية التي يمكن الاجتهاد في إطارها من أجل إقناع المجتمع الدولي والرأي العام العالمي بأن العرب ليسوا هم الطرف الذي يتهرب من امتحان التسوية التاريخية رغم أن هذه التسوية ظالمة للعرب وهي كره لهم؟ وما هو البديل المتاح ما هو البديل المتاح عربيا وفلسطينيا لو رفضت إسرائيل المبادرة؟ هذه بعض من المسائل التي سيعقد حولها الحوار مع ضيوفنا الكرام من رام الله وزير الإعلام الفلسطيني الدكتور مصطفي البرغوثي وهنا في لندن الكاتب الصحفي الأستاذ جهاد الخازن وإلى جانبه المحلل السياسي الأستاذ محمد عبد الحكم دياب ونستهل الحوار بسؤال موجه إلى الدكتور مصطفي البرغوثي في رام الله، دكتور برغوثي ستعقد لجنة المتابعة العربية اجتماعها يوم الأحد في القاهرة بالتزامن مع الاجتماع الذي سيعقده الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت على خلفية تصريحات متضاربة الجانب الفلسطيني يقول أنه يريد استكشاف سبل استئناف المفاوضات حول الوضع النهائي أو ما سمي باستكشاف أفق سياسي والجانب الإسرائيلي لا يكف عن التكرار بأن جدول الأعمال لن يتضمن إلا مسائل أمنية وإنسانية، ألا يجدر في هذا الإطار أن تمتنع القيادة الفلسطينية عن أي اجتماع دوري حتى لو كان قد تم الاتفاق على ذلك مع رايس عن أي اجتماع دوري وتشترطه من هنا فصاعدا برد واضح من إسرائيل على مبادرة السلام العربية؟

سبل تفعيل المبادرة العربية

"
يجب عقد مؤتمر دولي شامل يعيد قضية المفاوضات إلى قاعدة الشرعية والقرارات الدولية وتجابه فيه إسرائيل بموقف عربي واحد مشترك، أما الدخول في لقاءات إقليمية فهي وسيلة تحاول من خلالها إسرائيل التطبيع دون حل القضية
"
مصطفى البروغوثي

مصطفي البرغوثي – وزير الإعلام الفلسطيني: نعم ربما يكون هذا الأمر مطلوب في لحظة ما أن توقف هذه اللقاءات التي يواصل أولمرت استغلالها للتغطية على حقيقية الموقف الإسرائيلي وعلى حقيقية ما يجري إنما في واقع الحال عندما يستبق مكتب أولمرت هذا اللقاء بالإعلان أنهم لن يقبلوا البحث في أي من قضايا الحل النهائي فهذا يعني أن إسرائيل.. بأنه لا فائدة فعليا من هذا اللقاء وأن إسرائيل مازالت عاجزة عن التجاوب مع المبادرات الأربعة التي أطلقها الفلسطينيون المبادرة العربية التي الفلسطينيون جزء منها ومبادرة التهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة وأيضا مبادرة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وبرنامجها بالإضافة إلى مبادرة تبادل الأسرى، في جميع الأحوال من الواضح أنه لا يوجد شريك إسرائيلي وأن حكومة أولمرت حكومة ضعيفة جداً وأولمرت نفسه يعاني من شعبية لا تزيد عن 3 % وكما تنادرت عليه جريدة مجلة التايم الأميركية قالت أنه إذا أخذنا هامش الخطأ في الاعتبار فقد يكون أولمرت لا يحظى بشعبية تتجاوز عائلته، إذاً الواقع ما كان الإسرائيليون يقولونه طوال الوقت أنه لا يوجد شريك فلسطيني ثبت خطأه الغير موجود هو الشريك الإسرائيلي وفي هذا الحال لابد من كشف وتعرية الموقف الإسرائيلي ولابد من حملة دولية للضغط على إسرائيل وأنا برأيي بدون حملة دولية للضغط على إسرائيل وبدون موقف عربي فلسطيني مشترك وموحد في هذا الاتجاه لن يحدث أي تغير هذه الحكومة الإسرائيلية تضيع الوقت تستغل هذه اللقاءات تواصل أعمال القمع ضد الشعب الفلسطيني والتنكيل وتواصل فرض الحقائق على الأرض ومن الواضح أن برنامج الحكومة الإسرائيلية هو الالتفاف على هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة بطرح مشاريع مشبوهة مثل دولة ذات حدود مؤقتة مضمونها الأساسي تكريس نظام الفصل العنصري وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى جاتوهات ومعازل وهذا أمر لن نقبل به كشعب فلسطيني بل سنناضل ضده لأنه يعني أن نكون عبيدا للاحتلال، هذا الشعب لن يقبل بأن يكون عبيدا للاحتلال للذلك سؤالك في مكانه ربما تأتي لحظة يجب وقف فيها هذه اللقاءات والقول أننا لن نعطي لإسرائيل غطاء آخر إضافي على إسرائيل أن تتفضل إذا كانت تريد فعلا أن تتفاوض مع الفلسطينيين والعرب وتعلن موقفا واضحا من المبادرة العربية، حتى الآن إسرائيل رفضت المبادرة العربية ولذلك أنا لا أريد أن استبق النقاش في هذه الحلقة ولكن دعني أقول أن الآلية الصحيحة المثلى ربما في هذه الحالة وربما الوحيدة هي الدعوة لعقد مؤتمر دولي شامل يعيد قضية المفاوضات إلى قاعدة الشرعية والقرارات الدولية وتجابه فيه إسرائيل بموقف عربي واحد مشترك وموحد أما الدخول في لقاءات إقليمية أو أشياء أخرى فهي وسيلة تحاول من خلالها إسرائيل التطبيع دون حل القضية الفلسطينية وهي القضية الجوهرية.

مالك التريكي: شكراً للدكتور مصطفي البرغوثي في رام الله وأتوجه بالسؤال للأستاذ جهاد الخازن طبعا ذكر الدكتور البرغوثي أهمية الضغط الآن على الرأي العام الدولي وقرارات الجامعة العربية في مسألة المبادرة العربية أضافت ربما جديدا عندما تحدثت عن ضرورة الترويج هذه المرة يعني في بيروت لم يكن هذا مطروحا بحكم معرفتك الأصيلة بالساحة السياسية الأميركية عندما نتحدث عن الرأي العام العالمي عادة نقصد في المقام الأول الرأي العام الأميركي، ما هي السبل الكفيلة حسب رأيك بإيصال رسالة السلام العربية إلى الرأي العام العالمي؟

جهاد الخازن – كاتب صحفي: أعتقد أن السلام مثل التانجو يحتاج إلى اثنين مثل ما تفضل الدكتور مصطفي أنا فهمي للموقف الإسرائيلي إسرائيل رفضت المبادرة قبلتها لفظا ولكن حتما لما يقول أولمرت أنه لا يقبل عودة فلسطيني واحد إلى ما هو الآن إسرائيل عندما يقول يشترط إلغاء أو التفاوض على عودة اللاجئين لم يفرض عليه أحداً عودة اللاجين قال تفاوضوا معناه لم يحصل شيئاً إلا برغبة إسرائيل، هو لا يريد حتى التفاوض على ذلك مع أنه كلامه خطأ لأن هناك بند لم الشمل ولابد أن يعود بعض الناس أب افترق عن عائلته أو أم أو أخت أو أخ فهذا سيحصل بغض النظر عن ما يقول أولمرت أولمرت الرأي العام الأميركي في الوقت الحاضر غير مؤثر التأثير هو العمل كل مع الإدارة، أعتقد أن كوندوليزا رايس صادقة في كلامها جادة في كلامها لأن هناك خلافاً داخل الإدارة بين أمثال كوندوليزا رايس روبرت غيتس وزير الدفاع من جهة وعصابة الحرب عصابة الشر بقيادة ديكتشيني نائب الرئيس والمشكلة مشكلتنا احنا مع الرئيس بوش أي إذن سيعطيه لأي من هذين الفريقين أرى أن فريق تشيني لا يزال قوياً جداً رغم كل نكبات الحرب العراق وكل الأخطاء وكل ما أصاب الولايات المتحدة مع ما أصابنا نحن منها، لذلك لا أستطيع أن أجزم برأي هل تربح كوندوليزا رايس الجولة في النهاية أو لا ولكن الوضع صعب إذا كان أريد أن أكون صادقاً وصريحاَ أرجو أن يرتب الفلسطينيين بيتهم وأن يتحدوا قبل أن يطلوب أن يتحدوا مع العرب لمواجهة الفريق الآخر الحكومة الوحدة الوطنية كان زواج بالإكراه وهناك أخبار مقلقة عن تهريب سلاح وتسلح ليس هذه المرة لمواجهة إسرائيل لأن مواجهة بين الفلسطنيين أنفسهم، أرجو أن يستطيع الفلسطينيون تجاوز خلافاتهم وأن يتحدثوا فعلاً بصوت واحد يستطيع العرب أن يساعدوهم ونستطيع أن نمضي إلى الأمام.

مالك التريكي: شكراً أستاذ جهاد الخازن، أستاذ محمد عبد الحكم دياب هل توقيت المبادرة فلسطينياً وإسرائيلياً غير مواتي يعني أن الجانب الإسرائيلي حكومة ضعيفة ربما أضعف أضعف حكومة أضعف رئيس وزراء إسرائيلي في تاريخ إسرائيل من الجانب الفلسطيني ما تفضل به الأستاذ جهاد الخازن من عدم توحد الموقف وهنالك تخوف مما هو أسوأ هل هذا ينقص من فرص نجاح المبادرة؟

محمد عبد الحكم دياب – محلل سياسي: هو مش بس هذا آه فقط أنا بتصور إن الوضع بشكل عام يعني على أكثر من جبهة عندما ترى مثل ما قال الأستاذ جهاد الخازن قضية الجبهة الأميركية رئيس موروط وفي وضع ضعيف مش بس الرئيس الإسرائيلي وأيضاً وضع عربي مش بس وضع فلسطيني وضع عربي مهلهل جداً فايضاً عملية ترتيب البيت العربي نفسها هي أعتقد مفروض يكون لها الأولوية قبل أن نسأل الآخر عن شئ، الجانب الآخر في قضية الترويج عندما تروج لسلعة فمن المفروض أن تكون السلعة مقبولة من الأطراف أنا أتصور لحد الآن لا طلع أصلاً طلعة بشكل ناضج وجيد ولا ايضاً الطرف الآخر قبل بها الجانب الآخر، أنا أتصور إن قضية إسرائيل أنا بأعتقد إن في إمكانية لإسرائيل في هذه المرحلة أن تقبل أو ترفض وعادة إما بيكون هناك نظام ضعيف في أي جبهة عادة ما بيكون أكثر تشدداً وأولمرت ليس أمامه إلا أن يتشدد في هذا الموقف والتشدد يعني الرفض والجانب الآخر اللي هو يعني يبدو أحياناً غير مفهوم ومتناقض الي هو الموقف الأميركي الإسرائيلي، الموقف الأميركي الإسرائيلي يبدو إن أميركا تضغط وأولمرت لا يقبل، يبدو إن أولمرت يرغب وأميركا فهنا يبدو هناك شئ إن معناها إن هناك أكثر من مركز سواء في الإدارة الأميركية أو سواء ويمكن لمح الأستاذ جهاد الخازن ايضاً لمثل هذا الاستقطاب الموجود فيبدو أن أيضاً دي بتعمل نوع من الشلل اللي بتعمل نوع من الحياد أحياناً إن فعلاً مايبقاش فيه قدرة على اتخاذ قرار بالإضافة إلي أنا باشوفه إن الوضع العربي الآن إن أعتقد مهام أخرى إن عنده أيضاً مشاكل أخرى عويصة للغاية عنده مشكلة العراق عنده مشاكل في لبنان عنده مشاكل فلسطين، عنده كل هذه المشاكل وفي هذا الوقت يقدم مبادرة أنا بأتصور إن المبادرة كان من المفترض أنها تهتم في الأساس إن قضية ترتيب البيت العربي في الأول ومن خلال ترتيب البيت العربي نستطيع أن نتقدم للناس على الأقل بصوت واحد لكن الرباعية العربية عندما تراها أنها مهمتها إن هي تجمع محور المعتدلين أو معسكر المعتدلين في إطار الصراع القائم في المنطقة ومحاولة تحويله إلى صراع مذهبي عشان الدور الإيراني الموجود.

مالك التريكي: هنالك رأي يقول طبعاً أن ترتيب البيت العربي تم على نحو ما التقارب السعودي الإيراني اتفاق مكة بين الفلسطينيين تمت بعض الخطوات في هذه الفترة في الفترة الأخيرة، أتوجه بالسؤال الآن إلى الدكتور مصطفى البرغوثي أود منك دكتور البرغوثي لو تجمع بين مسألتين مسألة الترويج ومسألة جوهر المبادرة، بالنسبة للمبادرة هل تعتبرون فلسطينياً أنها تتجاوز أو تلغي نوعاً ما خارطة الطريق أو أوسلو خارطة الطريق؟ المفروض بحلول عام 2005 يكون السلام قد حل اتفاقية أوسلو المفروض بحلول عام 1999 هل تعتبرون أنها في حكم أن المبادرتين أو المرجعيتين الأوليين في حكم الملغي على أساس أن المبادرة العربية هي المطروحة الآن هذا من ناحية، من ناحية أخرى رغم ما ذكرته عن ضعف القيادة الإسرائيلية ألا ترى في الرأي العام الإسرائيلي ولك معرفة قوية به أن هنالك بوادر للاهتمام كثير من الكتابات الصحفية والفكرية الإسرائيلية كأنها تناشد أولمرت أن لا يضيع هذه الفرصة التاريخية؟

مصطفى البرغوثي: نعم هذه أسئلة مهمة ولكن سأستعمل تعبير حاولوا أن يضعوه للميثاق الفلسطيني في حينه تجاه أوسلو وتجاه خارطة الطريق ربما ينطبق عليهم التعبير الفرنسي كادوك يعني انتهى أمرهما لم أبسوليت صاروا غير قابلين للتطبيق.

مالك التريكي: لاغية وفي حكم المنتهي نعم.

مصطفي البرغوثي: نعم أوسلو دمرتها إسرائيل ولم تنفذها وقامت بالعبث بها بكل شكل ممكن وما يجري على أرض الواقع هو الدليل القوات الإسرائيلية تجتاح جميع المناطق الفلسطينية دون استثناء قطاع غزة تحول إلى سجن بالمعنى الحرفي للكلمة خارطة الطريق كانت لعبة إسرائيلية برايي للأسف لقيت مساندة خارجية من أجل الالتفاف على عملية سلام حقيقية، في الواقع ما شاهدناه خلال السنوات الست أو السبع الماضية هو تلاعب إسرائيلي لكسب الوقت حتى يستكملوا بناء الجدار وفصل الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض وإنشاء مستوطنات جديدة وتحولت السلام هدف السلام إلى عملية سلام ثم استبدل السلام بعملية سلام ثم استبدلت عملية السلام بخارطة الطريق ثم وضعت خارطة الطريق في ثلاجة الرباعية وذهب الجميع إلى البيت وبقي الشعب الفلسطيني يعاني اليوم المبادرة العربية وضعت خارطة الطريق على الرف وأنهتها ولم تكن صدفة أن جلالة الملك عبد الله ملك الأردن عندما تحدث أمام الكونغرس الأميركي لم يذكر هذه خارطة الطريق بكلمة واحدة وعندما تحدث عن مبادرات سلام لم يأتي على ذكرها القمة العربية، أيضا لم تشر لها بكلمة إذا خارطة الطريق هي كانت بديل سيء لم ينجح المدخل الصحيح هو المبادرة العربية لماذا لأنها تضع الأسس لحل شامل وجذري وكامل الصراع الذي يدور في المنطقة هو على أن يكون هناك حل شامل أو أن تكون حلول جزئية وانتقالية هذا هو جوهر الصراع الدبلوماسي والسياسي العربي والفلسطيني مع إسرائيل طوال الفترة الماضية وطوال الفترة الماضية رأينا أن الحلول الجزئية والانتقالية سواء كانت على المستوى الجغرافي أو مستوى كل طرف تؤدي إلى دمار يلحق بنا كفلسطينيين وكعرب.

آليات تنفيذ وترويج المبادرة

مالك التريكي: هل هذا هو السبب دكتور مصطفي هذا هو السبب في دعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدول العربية إلى اتخاذ موقف ملموس قالت أن أول خطوة فيه تكون الدعوة لعقد مؤتمر سلام دولي تتم المفاوضات تحت إشرافه؟

مصطفي البرغوثي: بالتأكيد يعني اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لم تقترب من هذا الاقتراح الذي طالما طرحناه ألا من فترة قريبة لأنها اقتنعت أن اللقاءات الانفرادية مع أولمرت لن تؤدي إلى نتيجة وأن نفق الحلول الجزئية لابد أن يغلق وأن طريق أوسلو كان فخا كبيرا وقع فيه الجميع ولابد من إغلاق مثل هذا المدخل للاتفاقات الجزئية وهذا جوهر وثيقة الوفاق الوطني التي قامت على أساسها حكومة الوحدة الوطنية ونحن نحاول جاهدين بالمناسبة أن نحافظ على هذه الوحدة وأن تكون حكومة الوحدة حكومة فعالة وبالمناسبة دعني أشير إلى أن جزء من صراعنا مع إسرائيل هي محاولتها إثارة النزاع الداخلي الفلسطيني وإثارة انقسامه وحتى حرب أهلية داخلية ولذلك كانت حكومة الوحدة الوطنية إحدى الطرق المباشرة والأساسية لإحباط المشروع الإسرائيلي لإنشاء دولة ذات حدود مؤقتة وإفشال هدفنا في إقامة دولة مستقلة كاملة السيادة هناك إجماع دولي.

مالك التريكي: ماذا عن الرأي العام الإسرائيلي دكتور برغوثي؟

مصطفي البرغوثي: سأذكره الآن ولكن دعني أشير إلى نقطة مهمة وهو أن هناك إجماع دولي أيضا لعدد كبير من الدول أسبانيا فرنسا إيطاليا النرويج السويد الدنمارك كلها أجمعت على هدف إقامة.. عقد مؤتمر دولي جديد للسلام يعيد القضية وقضية المفاوضات إلى قاعدة الشرعية الدولية ولذلك أنا أعتقد أن العرب جميعا يجب أن يتبنوا هذا المطلب بالنسبة لإسرائيل وفي داخل إسرائيل للأسف معسكر السلام ضعيف جدا اليسار الصهيوني هو ملحق باليمين الصهيوني هذا هو الواقع لكن هناك على مستوى الشعبي على مستوى الرأي العام هناك حراك والكثيرين يتساءلوا إذا كنا دائما نتهم الفلسطينيون والعرب بانهم يضيعوا الفرص أليست إسرائيل هي التي تضيع الفرصة الآن لكن دعني أؤكد لك أن الرأي العام في إسرائيل سيتحرك في الاتجاه الصحيح فقط عندما يرى مقاومة فلسطينية فعالة مقاومة شعبية جماهيرية عندما يرى فضح للرواية الإسرائيلية وعندما يرى أن المشروع الإسرائيلي لفرض الأمر الواقع من جانب واحد سيفشل، هذا ما حدث سابقا في الانتفاضة الأولى وهذا ما سيحدث مجددا علينا كفلسطينيين وكعرب أن لا نربط مواقفنا وحراكنا بما يمكن أن تقبل به الحكومة الإسرائيلية، يجب أن ننظر للأمر على أنه إدارة للصراع وليس مجرد إدارة مفاوضات المفاوضات هي جزء من عملية صراع وعلينا أن نتقن إدارة هذا الصراع وليس فقط إدارة المفاوضات.

مالك التريكي: شكراً دكتور مصطفي البرغوثي في رام الله، أستاذ جهاد الخازن رغم ما ذكرته عن عدم وجود مؤشرات ترجح الكفة أما للجناح المتشدد داخل الإدارة ديك تشيني وجماعته أم لكوندوليزا رايس هنالك وأنت كتبت عن ذلك هنالك تحرك في الجالية اليهودية يعني هنالك انتقادات كبيرة الآن ضد أشهر منظمة على أنها إيباك على أنها لا تتمتع بالصفة التمثيلية لكامل اليهود، اليهود الأميركيون عادة ليبراليون 80% منهم لم يصوتوا لبوش لا عام 2000 ولا عام 2004 هنالك أصوات تعالت الآن أصوات فكرية وإعلامية لم تكن تتكلم عن ذلك أصبحت تنتقد إيباك ألا يدل هذا على إمكانية نتحدث عن الترويج مرة أخرى إمكانية مخاطبة الرأي العام العالمي عن طريق هذه الأصوات اليهودية الليبرالية؟

"
منظمة أيباك لا تتمتع بالصفة التمثيلية لكامل اليهود الأميركيين بل تتحدث باسم أقلية متطرفة يرأسها متطرفون
"
جهاد الخازن

جهاد الخازن: ممكن جدا الواقع أن إيباك معجزة لأنها فعلا لا تتحدث باسم اليهود الأميركيين هي تتحدث باسم أقلية متطرفة يرأسها متطرفون يعني هي عيب لم يأتي نائب الرئيس الأميركي يخطب في إيباك وهناك جواسيس في السجن منها وهناك أثنان عليهم قرار اتهام وننتظر صدور الحكم عليهما عم بأحكي لجواسيس تجسسوا على بلده لصالح دولة أجنبية ثم يأتي هو ورئيسة مجلس النواب ونصف مجلس الشيوخ نصف مجلس النواب مائة مسؤول أميركي يتحدث في إيباك وهم يتجسسون على الولايات المتحدة.

مالك التريكي: تعني دوغلاس فايث وهذا..

جهاد الخازن: لا.. لا في جواسيس منهم في هناك واحد الآن في السجن وهناك قرار اتهام صادر بحق اثنان وينتظر فقط صدور قرار القاضي هل سجنهم مدة طويلة أو قصيرة الثاني والثالث في إيباك باللوبي اليهودي الرسمي ومع ذلك يأتي نائب الرئيس ويتحدث لمن تجسسوا على بلده هم لا يمثلون اليهود الأميركيين، أعتقد أن أكثر عنصر مؤثر الآن من يتحدث باسم الغالبية الليبرالية الوسطية من اليهود الأميركييين هم البلوجز أصحاب المدونات وكثيرون منهم يهود واللوبي من الوقاحة أن يتهم يهودا بالاسامية لا يوجد حجة ألا يتهم بعض اليهود بعض أبرز اليهود بالاسامية وبعض أصحاب البلوجز المدونات لا أعتقد أنهم سيستطعيون السيطرة على هذه المدونات لأنها لا تحتاج إلى مال كثير ولا توجد طريقة لاحتوائها لا توجد طريقة لبيعها وشرائها كما فعلوا بمجلسي الكونغرس.

مالك التريكي: إضافة إلى ذلك بحكم أن هنالك أصوات كتبت مثلا نيكولاس كريستوف المعلق في نيويورك تايمز صوت معروف كتب أخيرا ينتقد أيباك وينتقد قيام الساسة الأميركيين من الجمهوريين ومن الديمقراطيين بتكميم أفواههم بأنفسهم عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، طبعا انفتحت عليه أبواب الحملات المساندة لإسرائيل، هنالك أيضا جورج سورس المستثمر الشهير يهودي لكنه لم يكن معروفا باهتمامه بالمسألة كتب مقالا مدويا في نيويورك ريفيو أوف بوكس وطبعا تعرض لحملة وما يقوله بالحرف عن المبادرة العربية يقول أن هذه في مصلحة إسرائيل وفي مصلحة الولايات المتحدة وسيكون من المأساوي بالضبط سيكون من المأساوي أن تهدر هذه الفرصة، إذاً هنالك نوع من الحراك.

جهاد الخازن: هناك حراك ربما أضيف على من ذكرت هنري سيجما عندما كنت على سفر كتب مقالا ممتازا هو في مجلس الشؤون الخارجية في نيويورك وأنحى باللوم كله تقريبا على أولمرت وليس على.. وقال أنه من العيب عليك أن تقول أننا لا نقبل أي فلسطينيين من العيب عليك أن لا تقبل بالقرار 194 لأنه ضمن قرارات الأمم المتحدة هم اللي طلبوا منك تتفاوض لم يفرضوه عليك ففعلا هناك هذا الكم الهائل سروس إنسان عظيم تذكر هو موّل حملة لمنع بوش من الفوز بولاية ثانية، أنا أراه دائما في دافوس ولكن اهتمامه تغير اقتصاديا فشكرته عدة مرات هناك فعلا هذا التيار ولكن في النهاية حتى لو عقد المؤتمر الدولي الجهة المؤثرة الوحيدة هي الإدارة الأميركية هي الرئيس ومنهم الأشخاص الذين سيقبل نصحهم رأينا كيف يتصرف هذا الرئيس في العراق عندما جاءه تقرير بيكر هاميلتون قراءه وقال شكرا واختار تقرير خبير عسكري واحد في أميركان أنتر برايز من المحافظين الجدد ربما يكرر هذه المرة أيضا لا ضمانة إطلاقا أين سيتوجه هذا الرئيس.

مالك التريكي: رغم عدم وجود مؤشرات واضحة مرة أخرى عن احتمال توجه الرئيس إلى من ينصحه النصح العملي الصادق أو الاستمرار في سماع الجناح المتشدد، هذه المبادرة الآن أصبحت تحظى بتأييد الدول الإسلامية، ملك الأردن أدلى بتصريح لفرانس بريس يقول يجب أن يفهم الشعب الإسرائيلي خاطب الشعب الإسرائيلي مباشرة وهذه مهمة مرة أخرى يجب أن يفهم أن أكثر من مليار مسلم مستعدون للعيش بسلام معهم مع الإسرائيليين فعليهم على الشعب الإسرائيلي يعني أن يضغط على قيادته لإفهامها هذا، أليست عند هذه الدول اثنين وخمسين دولة عند اثنتي وخمسين دولة إسلامية أوراق ضغط على الإدارة الأميركية؟

محمد عبد الحكم دياب: يعني هو قضية أوراق الضغط أصلها بتأخذ.. إذا كان أوراق الضغط على الإطار الرسمي أولا أنا شايف أن الإطار الرسمي العربي أو الإسلامي لا يملك أوراق ضغط وحتى لو ملك أوراق ضغط لا يستخدمها والدليل على كده أن حتى كل الاجتهاد الآن حتى من وراء المبادرة اللي هو فعلا أن ندخل مرحلة التطبيع بشكل معين وإسرائيل أنها تجني من وراء هذا التطبيع بالصورة اللي هي ترغبها وبطريقة الابتزاز الإسرائيلية الجانب الآخر أنت أما بتشوف الخريطة الإسلامية والخريطة العربية أن التيارات السائدة في الشارع مش هي التيارات اللي بتصب في مصلحة مثل هذه المبادرة ليه على الأقل تيارات إذا كان على المستوى الإسلامي راديكالية إذا كان على مستوى آخر بشكل آخر فهنا في فجوة كبيرة ما بين حتى لو هناك كلام حول أن في رأي أو في موقف رسمي إسلامي من هذه المبادرة لكن على الأقل السند اللي موجود بالنسبة للرأي العام العربي والرأي العام الإسلامي ما أعتقدش بنفس الدرجة الجانب الآخر أن أنت أصلا في الآليات الموجودة في المنطقة العربية هذه الآليات في غياب الديمقراطية وغياب الآليات الديمقراطية بتجعل أن هذا الرأي أيضا من الصعب قياسه من الصعب بيبقى فقط هناك الصوت الرسمي وهذا الصوت الرسمي أنا بأعتقد غير كافي وأعتقد أن.. الجانب الآخر أن هو السؤال المطروح هل إحنا بنسعى كعرب أو كمسلمين لمصلحة ما يسمى بالسلام لمصلحة إسرائيل فقط ولا لمصلحة العرب ومصلحة الفلسطينيين أنا باتصور أن الأمور كلها بتصب في مصلحة إسرائيل ورغم هذا أنها بترفض وفعلا هي فرصة تاريخية لإسرائيل ليه لأن ده أقصى ما يمكن من تنازل للعرب لأن أنت بتقدم هذه المبادرة وكلها بالكامل لصالح إسرائيل ومتنازل عن أوراق القوة اللي في أيدك هذا التنازل عن أوراق القوة حتى إسرائيل لا تسطيع أن تستوعبه لأنها تعودت أن أنت تقدم التنازل وراء التنازل وأنت تخضع للابتزاز دوما في هذا الإطار لأنها مجربة فبالقطع من الصعب أن تقبل الجانب الآخر الأصوات فعلا في الصحف الإسرائيلية أما بتقرأ الصحف الإسرائيلية بيقولوا أن هذه الفرصة والنعامات الثلاثة ويمكن كنا بدل الخرطوم ما كان في لأات ثلاثة هذا المؤتمر بعد أربعين عاما قال النعامات الثلاثة قال أه للسلام قال أه للاعتراف قال نعم للتفاوض..

مالك التريكي: ولكن الموقف الرسمي ليس كذلك..

محمد عبد الحكم دياب: ولكن الموقف الرسمي غير هذا..

مالك التريكي: سيداتي سادتي أنتم تشاهدون برنامج أكثر من رأي وحلقة اليوم مخصصة لمبادرة السلام العربية سوف نستأنف بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

صيغ الترويج الإعلامي للمبادرة

مالك التريكي: أهلا بكم من جديد أنتم تشاهدون برنامج أكثر من رأي وحلقة اليوم مخصصة لمبادرة السلام العربية وأتوجه بالسؤال إلى الدكتور مصطفي البرغوثي وزير الإعلام الفلسطيني في رام الله، دكتور برغوثي بالنسبة للترويج وهذه مسألة تستحق التوقف لأن مبادرة السلام العربية في صيغتها الأصلية عام 2002 في قمة بيروت لم تتحدث عن الترويج الآن هنالك انتباه إلى أهمية الترويج إلى أهمية مخاطبة الرأي العام العالمي، لك خبرة في ذلك بحكم تاريخك النضالي مع المجتمع المدني ومع فعاليات المجتمع المدني العالمي من كل الدول وهذا المجتمع المدني العالمي أصبح له قوة ضاربة وأصبح يؤثر في القرارات بطريقة تراكمية أنت تتذكر عام 2002 عندما زار وفد من الكتاب العالميين المشهورين رام الله تضامنا مع المدينة وتضامنا مع محمود درويش أيضا كان منهم خوزيه ساراماجو وولس سوينكا هل تعتقد أن مثل هذه التحركات وحتى أذكر بأن خوزيه ساراماجو قال كلاما أغضب الإسرائيليين لأنه تحدث عن اوشيفيتس ما رآه على مشارف رام الله هل تعتقد أن محاولة استيلاد تجارب من هذا النوع يعني مناشدة كتاب وفنانيين وشخصيات عالمية مؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية يمكن أن تسبق التحرك السياسي لدى مجلس الأمن؟

مصطفي البرغوثي: بالتأكيد وأنا أوافقك الرأي تماما ودعني أشير هنا إلى يعني تجربة شخصية، أنا عندما التقيت مع الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر أول مرة وذكرت له أن الوضع في الأراضي المحتلة هو وضع نظام أبرتايد وفصل عنصري هو يعني تعجب كثيرا وتضايق من استعمال هذا التعبير، بعد بضع سنوات وبعد أن زارنا عدة مرات وأشرف على مراقبة الانتخابات الفلسطينية هو أصبح الآن أكثر شخص مكروه من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لأنه هو نفسه كتب كتاب عنوانه السلام وليس نظام الأبرتايد والفصل العنصري واعترف بأن الموجود في فلسطين هو نظام أبرتايد ليست صدفة أن إسرائيل تمنع الزوار الأجانب من القدوم للأراضي المحتلة وليست صدفة أنها تعيد أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وتمنعهم من القدوم لنا وليست صدفة اليوم أن المتظاهرين من المتظاهرين الفلسطينيين البواسل في منطقة الريف الجنوبي في بيت لحم وفي بلعين كان معهم متضامنون أيضا دوليون وليست صدفة أن أحد المتضامنين الدوليين اليوم ساعدنا بتقديم شريط يكشف كيف تستخدم إسرائيل الفتيان الفلسطينيين كدروع بشرية، هذا يؤكد على نهج مهم جدا هو استدعاء حركة تضامن دولية وإذا سمحت لي دعني أقول أن القمة العربية ربما أدركت أهمية التسويق ولكن لا يوجد حتى الآن إدراك لأهمية الوقت وقوة اللحظة.. يعني قرارات القمة العربية أعطت قوة دفع هائلة ولكن ضاعت أسابيع تضيع أسابيع الآن لابد من الإسراع بالتحرك لتسويق ما ذكر في المبادرة العربية وأنا برأيي أنها لصالح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية إذا أخذنا الظروف التاريخية الحالية الملموسة ولابد من التحرك الفوري وهذا التحرك برأيي المتواضع يجب أن يستند إلى أربع عناصر استراتيجية، العنصر الأول أن تفهم دول الغرب والولايات المتحدة وكندا بالمناسبة ودول أخرى أن مصالحها في العالم العربي مرتبطة بموقفها من المبادرة العربية، ثانياً لابد من تحدي الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ليس فقط بالبيانات بل بإتخاذ إجراءات عملية لتوجيه المساعدات مباشرة للحكومة الفلسطينية حكومة الوحدة الوطنية وكسر هذا الحصار كسره بالممارسة العملية بكل الوسائل بتحدي الإجراءات البنكية التي تتبع من أطراف خارجية لمواصلة الحصار، ثالثاً لابد من إعلان عربي قاطع ومانع وأتمنى أن يصدر ذلك عن جامعة الدول العربية في اجتماعها القادم رفض قاطع ومانع لكل أشكال التطبيع ما لم يتم حل القضية الفلسطينية ورفض صيغ مثل مؤتمرات إقليمية والقول المطلوب الدعوة لمؤتمر دولي إغلاق الباب على التطبيع قبل الحل ورابعاً لابد من استخدام العنصر الدولي هنا نحن كفلسطينيين تعلمنا وربما بحكم الممارسة الديمقراطية التي أنشأنها وتطوير أفضل نظام ديمقراطي ربما في المنطقة رغم أننا تحت الاحتلال أدركنا كيف تعمل الديمقراطية في هذه البلدان الغربية وكيف تعمل الأنظمة الديمقراطية وهذا يعني العمل مع الشعوب والعمل ببناء لوبي فاعل وضاغط وقوي ومؤثر، في الولايات المتحدة يوجد سبع ملايين مسلم وعلى الأقل أربع ملايين عربي حسب علمي لكن هم غير فاعلين كما يجب لا يوجد لوبي عربي ضاغط أنا سألت مرة عندما كنت في زيارة للولايات المتحدة كم عدد الذين يعملوا في الإيباك يعني في اللوبي الإسرائيلي داخل أروقة الكونغرس وقيل لي يوجد مائة واثنين وأربعين شخص متفرغين بالكامل مناصرين لإسرائيل يعملوا على مدار الساعة لتمرير مشاريع لصالح إسرائيل، سألت كم يوجد للعرب كل العرب ست أشخاص فقط إذاً نحن لسنا بحاجة فقط إلى قرارات لابد من تخصيص موازنات للترويج للمبادرة العربية لابد من تخصيص موازنات لمخاطبة الرأي العام لابد من تخصيص موازنات وفعل وفريق عمل يعمل مع الإعلام العالمي لشرح الحقيقة نحن لسنا بحاجة إلى أكثر من شرح حقيقة ما يجري في فلسطين والعالم العربي.

مالك التريكي: دكتور برغوثي بالضبط هي القضية الفلسطينية كما يقول المفكر الفلسطيني عزمي بشارة هي أوضح قضية أوضح مظلمة في القرن العشرين عملية سطو مسلح أكبر عملية سطو مسلح في التاريخ يعني المسألة هي مسألة التعامل الإعلامي من حسب رأيك يتحدث باسم المبادرة الآن هل سيتحدث باسمها الأطراف الرسميون وهم ليس مشهودا لهم على الأقل في الماضي بالكفاءة في مخاطبة الرأي العام العالمي أم لابد أن يترك الأمر لمجال من التنسيق بين أطراف إعلامية مختلفة وأطراف ثقافية أيضا؟

مصطفي البرغوثي: لا أنا برأيي يجب العمل على محورين ويجب الجانب الرسمي يجب أن يقوم بهذا العمل لكن أيضا الجانب المدني والمؤسسات المدنية والأهلية يجب أن تقوم بدورها ولكن لدينا كنز كبير اسمه الإعلاميون العرب أنتم الإعلاميون العرب أثبتوا فعالية وقوة كبيرة أنظر إلى هذا الزخم الإعلامي الكبير ولكن نحن بحاجة إلى تجنيد هذه الموارد والإمكانيات ضمن خطة مشتركة موحدة دعني أشير لك أنا التقيت قبل أيام مع روبرت نوفاك وهو صحفي أميركي مشهور وله تأثير كبير وأصبح الآن مستاء من تصرفات إسرائيل بالكامل قال لي هل تعرف أن ربما 50% من الأميركيين يعتقدوا أن الفلسطينيين هم الذين يحتلوا إسرائيل وعندما تذكر يعني على ماذا يدل ذلك يدل على أن حقيقتنا لم تصل بعد كما يجب وأنا ضد التشاؤم ضد فكرة التشاؤم والقول أو الشعور باليأس أننا لن نستطيع أن نغير صدقني نحن في خلال أقل من أسبوعين استطعنا أن نحدث تأثيرا إعلاميا هائلا وبداية تغيير حتى لا نبالغ بداية تغيير مهم لأننا نضع الكرات في الملعب الإسرائيلي حتى الإعلام الإسرائيلي بدأ الآن ينشر قضايا كثيرة نقوم بجمعها ونشرها وتصنيفها وتوزيعها بشكل فعال ومهني يجب أن ندرك أن المهم ألا نبقى في موقع ردود الأفعال بل أن ننتزع زمام المبادرة ونتقدم للأمام وإسرائيل في وضع سيء جدا إسرائيل أنشأت أسوأ نظام فصل عنصري في تاريخ البشرية الاحتلال الإسرائيلي جدار الفصل العنصري والله لا يلزم الأمر أكثر من أن تحضر الشخص وتراه يرى الأمر فقط خلال ساعات يغير رأيه لأنه حجم الفضيحة وحجم الإجرام وحجم الكارثة التي سببتها إسرائيل أكبر من أن تستطيع أن تخفيه أي وسيلة من وسائل الإعلام لكن هم يعتمدوا على تراخينا ويعتمدوا على كسلنا ويعتمدوا على عدم مبادرتنا في الفترة الماضية الآن يجب أن ننتزع زمام المبادرة ونتقدم للأمام.

مالك التريكي: شكراً للدكتور مصطفي البرغوثي أستاذ جهاد الخازن هنالك عناصر إيجابية في المشهد الإعلامي أيضا في تتذكر قبل سنوات كان هنالك حديث عن من الجامعة العربية عن إمكانية إنشاء قناة تليفزيونية كان هنالك حتى حديث عن تعيين السيدة حنان عشراوي بحكم كفاءتها في مخاطبة الإعلام الدولي متحدثة تتذكر تحدث عن ذلك الأستاذ عمرو موسى كان هنالك كلام في فترة من الفترات عن أنشأ قناة تليفزيونية ربما تتحدث حتى بالعبرية تخاطب الرأي العام العالمي ما هي الصيغ من منطلق خبرتك كرئيس تحرير ليس كسياسي بالضرورة ما هي الصيغ التي ترى أن العرب يمكن أن ينتهجوها بدون ليس بالضرورة بالاعتماد على الحكومات؟

جهاد الخازن: كل الصيغ مطلوبة سواء كان قناة تليفزيونية أو البلوجز أو الصحافة المكتوبة أو الصحافة الإلكترونية التي تكثر باستمرار يعني مجلة لايف أغلقت للمرة الثالثة الآن وأصبحت إلكترونية تحتاج يعني أن تسير مع التيار في ذلك ولكن اسمح لي نحن نتحدث عن أمرين الجانب الشعبي الترويج الشعبي والجانب الرسمي الترويج الشعبي، القضية الفلسطينية عمرها مائة سنة ولا نستطيع أن نغير رأي العالمي في سنة أو سنتين هذا مشروع السنوات الخمس يجب أن نعمل عليه إطلاقا ولكن العمل اليومي يجب أن يكون على الجانب الرسمي الموقف العربي قادر لو شاء لو صحت العزيمة هناك عناصر قوة كثيرة لو استعملت يستطيع العرب متحدين أن يفرضوا رأيا على الولايات المتحدة وبقية العالم وهم في النهاية يدافعون عن قضية يعني كما قلنا جدا طبعا إحنا أهل البيت بنقول عادلة جدا قطاع غزة لم يتحول إلى سجن في رأيي وإنما معسكر اعتقال نازي وما تحتاجه أن تقنع الناس بذلك أن يروا ذلك ليقتنعوا من دون أي جهد ولكن في النهاية المطلوب الآن فورا هو الجانب الرسمي التحرك الرسمي المؤتمر دولي يفرض اتجاها على الولايات المتحدة لأنه في النهاية الحل هو بيد الولايات المتحدة وإسرائيل.

الحصار الفلسطيني ومستقبل المبادرة

مالك التريكي: شكراً أستاذ جهاد الخازن لهذه المبادرة لو صرفنا النظر عن كل الاعتبارات لها طبعا خلفية الخلفية الإقليمية التأزم الإقليمي ولنذكر عنصر فقط على الأقل ما يقال عن الخوف من أو التخوف من المد الإيراني، إذاً هنالك مسألة تتعلق بالحفاظ على حياة الأنظمة القائمة وهذا أمر مشروع لكل نظام سياسي بما أن الأمر يتعلق بالرغبة في البقاء بالنسبة للأنظمة ألا يستدعي ذلك مثلا أن الحكومات العربية التي تتعاون تعاون معروف مع الإدارة الأميركية فيما يسمى بمكافحة الإرهاب مثلا بما أن الأمر يتعلق ببقاءها أن حل مسألة الصراع العربي الإسرائيلي يتعلق بضمان بقاءها أن تقايض أن تقول أن لن استمر في التعاون في مكافحة الإرهاب لأميركا إلا إذا حملت إسرائيل على قبول هذه المبادرة التي هي في صالحها وفي صالح أميركا قبل أن تكون في صالح الدول العربية؟

"
العلاقات العربية العربية في أسوأ حالاتها ودليل ذلك عندما يفرض حصار على دولة عربية الحصار لا يأتي إلا من العرب، لذلك قبل أن نطلب من الأميركان يجب أن نطلب من العرب والنظم الرسمية العربية أن ترفع الحصار عن الفلسطينيين
"
محمد عبد الحكم دياب

محمد عبد الحكم دياب: أنا أتصور الأمور بالمنطقة العربية مقلوبة تماما ليه لأن قبل أن نطلب من الأميركان يجب أن نطلب من العرب أنفسهم والنظم الرسمية العربية نفسها أن ترفع الحصار عن الفلسطينيين أن ألا تلتزم بهذه القرارات الجائرة في حق الفلسطينيين وحق غير الفلسطينيين فإحنا هنا أصلا وده قلته في البداية قلت أن في المشكلة أن أيضا نحن نتحمل جزء كبير جدا من الوضع الحالي مادمنا نتحمل لابد أن نعرف هذا نحن أول عندما يفرض حصار على دولة عربية الحصار لا يأتي ألا من العرب عندما يفرض الحصار على الفلسطينيين يأتي من العرب عندما يمنع الفلسطينيين يأتي من العرب فهنا القضية نأخذها بهذا الشكل الأول وبعد هذا نتحدث للآخرين الجانب الآخر أن هنا في العلاقات العربية العربية نفسها، العلاقات العربية العربية أنا أتصور مازالت أنها في حالتها الأسوأ ليست في الحالة الأحسن ومن هنا عندما تحول الموقف نقل مؤتمر القمة من شرم الشيخ إلى.. أيضا هذا جاء تحت ضغط محدد هذا الضغط المحدد لتحويل الموقف بالكامل للم معسكر المعتدلين على أساس الحالة الإيرانية والصراع الموجود في المنطقة اللي هو يتحول الآن إلى صراع مذهبي وليس صراع حقيقي بين عدو حقيقي موجود ومن هنا القضية الفلسطينية هنا بتبقي مجرد المشجب المؤقت اللي هما بيعلقوا عليه الآن النشاط العربي الموجود والنشاط الرسمي العربي الموجود هذا المشجب لابد أن يتوقف هذا الاستخدام يعني أسمح لي في هذا وربما حد يختلف معي لكن لابد أن يتوقف هذا الاستخدام للتوظيف السلبي للقضية الفلسطينية لابد التوظيف أن يكون إيجابيا وأن يبدأ العرب بأنفسهم ليرفعوا أيديهم عن الفلسطينيين بمعنى أن يفكوا الحصار أن يساعدوا الفلسطينيين بشكل حقيقي أن يقدموا لهم المعونات أن يقدموا لهم على الأقل يبقى في نوع من السيولة بين العرب والعرب بحيث أن الفلسطينيين ما يبقوش إسرائيل بتحاصرهم من جانب وداخل هذا المعسكر الاعتقالي من جانب وأيضا هناك معسكر اعتقال عربي أوسع بكثير جدا في هذا الإطار فهنا بأحس أنا حتى كعربي أحس بالتناقض الكامل أن كيف أكون في هذا التناقض وبعدين أطلب من الغير أن يقف مع الفلسطينيين أو يؤيد القضية الفلسطينية ومهما قيل عن نشاط دولي وإلى آخره لا يمكن أن يكون إلا إذا أنت استخدمت الأوراق اللي تحت أيدك بشكل طبيعي، الجانب الآخر أنت بتطبع مع إسرائيل وقال حتى الدكتور مصطفي أنت بتطبع مع إسرائيل على الأقل هدد بإيقاف التطبيع دي ورقة في أيدك عندك إمكانيات عندك مصالح على الأقل استخدم هذه الأوراق أنت لا تستخدم هذه الأوراق على الإطلاق وبعد هذا نطلب من الفلسطينيين المستحيل ونطلب من الآخرين المستحيل ونطلب منهم أن يستجيبوا لقضايانا صحيح نحن نذبح لكن الآخر مادام يراك تذبح أيضا بأيدي أخيك وشريكك، أعتقد أنه لا يشفق عليك على الأقل هيكون موقفه مش بنفس الدرجة اللي إحنا نتمناها.

مالك التريكي: دكتور مصطفي البرغوثي في رام الله ما رأيك أن مصداقية الأطراف العربية في هذه المبادرة ستبقى منقوصة طالما لم ترفع الحصار عن السلطة الفلسطينية عن المناطق الفلسطينية خاصة أنها التزمت في هذا في قرارات القمة برفع الحصار وهنالك بعض الدول الأوروبية في آخر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ما لا يقل عن ثماني دول أوروبية قالت أنها تؤيد الاتصال بكل الوزراء الفلسطينيين على اختلاف انتماءتهم السياسية وبرفع الحصار أليس من الأجدر الآن مطالبة الجانب العربي بالوفاء بالتزاماته قبل أي شيء آخر؟

مصطفي البرغوثي: طبعا هذا شيء نتوقعه وننتظره وننتظر أن يحدث يعني ودعني أشير هنا إلى دولة اسمها النرويج، النرويج قامت بدور طليعي جداً عندما بادرت لاجتماع نائب وزير خارجيتها ووزير خارجيتها اجتمعوا مع كل الوزراء الفلسطينيين بما في ذلك مع رئيس الوزراء الفلسطيني الأخ إسماعيل هنية وبالتالي تبنوا الموقف الذي نتبناه وهو أننا فريق واحد وموحد ولا يجوز التمييز بين طرف وآخر هذا ما نتوقعه طبعا من الأخوة العرب ولكن هناك خطوتان مهمتان يجب القيام بهما، الخطوة الأولى أن يتم تنفيذ قرارات القمة العربية بتوفير المساعدات التي اتخذ قرار بشأنها نحن نعاني من عجز هائل مقداره على الأقل مليار ونصف مليار دولار ألف وخمسمائة مليون دولار للحكومة هناك ديون على الحكومة للشعب منها رواتب لا تقل عن ستمائة مليون دولار ستمائة وواحد وأربعين مليون دولار وسبب ذلك أن إسرائيل تحتجز أموالنا تحتجز ضرائبنا هذا شيء لم يحدث أبدا في أي مكان آخر إسرائيل تحتجز الأموال التي ينتجها العامل الفلسطيني والموظف الفلسطيني والمعلم الفلسطيني وهذا هو السبب الرئيسي، لماذا هذه الحكومة لا تستطيع أن تدفع رواتب الناس رواتب الأطباء والمعلمين وموظفي الصحة والأجهزة الأمنية إذا العرب يستطيعوا أولا أن يوفروا هذا الدعم ويقدموه مباشرة للحكومة الفلسطينية ويتحدوا الإجراءات البنكية التي تفرض علينا حصارا هذا شيء مطلوب والشيء الثاني المطلوب والمهم أن يمارس ضغط على إسرائيل لوقف هذا العمل الفاحش وهو احتجاز أموال الشعب الفلسطيني وهو غير مبرر وغير مشروع نحن لم نرى حتى الآن ضغطا فاعلا على أطراف دولية وربط مباشر بين مصالح هذه الأطراف الدولية وبالمناسبة أنا أتفق مع ما ذكره الأستاذ جهاد هناك مصالح هائلة لدول كثيرة في العالم ونحن نعيش في عالم فيه تبادل مصالح لا أحد يقدم شيء لأحد يعني منة كل شيء مبني على توازن المصالح العرب هم مصدروا النفط الرئيسيين في العالم كل طاقة العالم تعتمد على النفط العربي العرب لديهم سوق كبير جدا يستفيد منه العالم بكامله العرب هم أيضا أصحاب أهم موقع استراتيجي إذا فعلت هذه العوامل كلها إذا قيل للعالم إذا لم تضغطوا على إسرائيل لوقف استيلاءها على أموال الفلسطينيين فنحن لن نقبل بأن نتعامل معكم في هذا الميدان أو ذاك وأنا لا أقول القيام بإجراءات سريعة وحاسمة ولكن بإجراءات تدريجية وبدبلوماسية مكافحة معقولة هذا شيء قابل للتحقيق.

مالك التريكي: شكراً للدكتور مصطفي البرغوثي في رام الله، أستاذ جهاد الخازن بقي لنا دقيقة أو نحو ذلك إذا رفضت أنت اعتبرت أن إسرائيل رفضت دكتور البرغوثي أعتبر كذلك وأظن الأستاذ محمد عبد الحكم دياب يوافق رفضت إسرائيل إذا رفضت واشنطن المبادرة رسميا مازلنا لم نحصل على رفض رسمي من واشنطن ما هو البديل؟

جهاد الخازن: السؤال صعب دكتور انقذني البديل هو البديل من كل شيء موقف عربي موحد العرب كمجموعة كاملة متكاملة أقوى من أي مجموعة أخرى في المنطقة ويستطيعون أن يفرضوا رأيا ولا نريد أن نظلم أحدا نريد أن نحصل على 22% من أرض كانت كلها لنا، لا نريد أن نظلم أحدا نحن المظلومين حتى لو جاء الحل كما طلبنا الآن لذلك أعتقد أن موقفا عربيا موحدا ثابتا يستطيع أن يأتي بالمعجزات ولكن زمن المعجزات ولى كما تعلم وأنا شخصيا لا أنتظر معجزة.

مالك التريكي: نعم شكراً جزيلا وبهذا سيداتي سادتي تبلغ حلقة اليوم من برنامج أكثر من رأي تمامها جزيل الشكر لوزير الإعلام الفلسطيني الدكتور مصطفي البرغوثي من رام الله وهنا في لندن جزيل الشكر للكاتب الصحفي الأستاذ جهاد الخازن وجزيل الشكر إلى المحلل السياسي الأستاذ محمد عبد الحكم دياب هذا مالك التريكي يحييكم من لندن دمتم في أمان الله.

المصدر : الجزيرة