مسألة المفتشين الدوليين .. عود على بدء
مقدم الحلقة: | جمانة نمور |
ضيوف الحلقة: | قيس نوري: مجلة دراسات سياسية- العراق كمال بياتلي: رئيس القسم العربي بوكالة جيهان للأخبار فهد العرابي الحارثي: عضو مجلس الشورى، رئيس مجلس إدارة صحيفة الوطن السعودية |
تاريخ الحلقة: | 11/01/2002 |
– مدى احتمالية نقل الحرب الأميركية إلى العراق
– علاقة العراق بدول الجوار وتأثيرها على احتمالية ضرب العراق
– موقف دول الجوار من ضرب العراق
– إشكالية عودة المفتشين الدوليين إلى العراق
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
جمانة نمور: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، ومرحباً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج (أكثر من رأي)، والتي نتناول بها احتمال تعرض العراق لضربة أميركية وموقف دول الجوار من مثل هذا التطور، فقد عادت قضية المفتشين الدوليين تطل برأسها من جديد، الأمر الذي يحمل على الاعتقاد بأن واشنطن بعد أن فشلت في إثبات أي علاقة للعراق ببن لادن لجأت إلى مسألة عودة المفتشين لتصفية حساباتها القديمة مع بغداد. وقد وصل الأمر بواشنطن إلى توجيه سلسلة تهديدات عالمية للعراق بدءاً من تصريح للرئيس (بوش) قال فيه: إن العراق سيعرف ردنا إذا لم يسمح بعودة المفتشين، وانتهاءً بتصريحات أعضاء وفد من الكونجرس زار تركيا الأسبوع الماضي، ومفادها أن الحرب ضد الإرهاب لن تنتهي إلى أن يُطاح بنظام صدام حسين.
أكثر ما يثير اهتمام المراقبين هو موقف الدول المجاورة للعراق إذا ما نفذت واشنطن تهديداتها ضد العراق، فدول مجلس التعاون الخليجي أعلنت أكثر من مرة أنها ضد توسيع دائرة محاربة الإرهاب إلى خارج أفغانستان، وتعارض توجيه أي ضربات إلى العراق، أو الصومال، أو أية دولة عربية.
لكن الملفت للنظر هو ما ورد في البيان الختامي للقمة الخليجية التي عقدت في مسقط مؤخراً، فمطالبة بغداد بقبول عودة المفتشين الدوليين بدت في نظر بعض المراقبين وكأنها توفير غطاء لأي تحرك أميركي محتمل ضد العراق. موقف تركيا الجارة الشمالية للعراق، وصاحبة الصوت المسموع في البيت الأبيض فيما يخص العراق يثير قدراً كبيراً من الاهتمام، ويلفّه قدر مماثل من الغموض والتناقض، فقد أعلنت أنقرة رسمياً معارضتها لشن أي هجوم أميركي كبير على العراق، لكن المراقبين يشكون أن يصمد (بولانت أجاويد) على موقفه هذا عندما يزور واشنطن في وقت لاحق من هذا الشهر. لمناقشة التداعيات المحتملة لأزمة عودة المفتشين الدوليين إلى العراق التي تلوح في الأفق يسرنا أن نستضيف اليوم في الأستديو الدكتور فهد العرابي الحارثي (عضو مجلس الشورى، رئيس مجلس إدارة صحيفة الوطن السعودية)، ومن بغداد الدكتور قيس محمد نوري (أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد)، وعلى الهاتف من إسطنبول كمال بياتلي (رئيس القسم العربي بوكالة جيهان للأنباء). يمكنكم المشاركة على هاتف رقم: 4888873، وفاكس: 4885999، أو من خلال موقعنا على الإنترنت: www.aljazeera.net
أهلاً بكم إلى هذه الحلقة.
مدى احتمالية نقل الحرب الأميركية إلى العراق
دكتور فهد، السؤال المطروح لنبدأ به طبعاً، ما هو احتمال فعلاً نقل الحرب التي تسميها أميركا "مكافحة الإرهاب" من أفغانستان إلى العراق؟
د. فهد العرابي الحارثي: على كل.. كل الأشياء التي تقال الآن حول هذه الحرب أو حول توسيع دائرة الحرب في سياق محاربة الإرهاب هي عبارة عن تقارير صحفية وتخرصّات، لأنه إلى الآن لم يصدر عن الإدارة الأميركية أي شيء رسمي فيما يتعلق بهذا الخصوص، لكن طبعاً هذا لا يستبعد أن يكون هناك يعني نوايا أميركية لمتابعة الحملة على العراق فيما يتعلق بـ.. تحت مبررات أو حتى تحت غطاءات أخرى نعرفها جميعاً، وهي عودة المفتشين إلى.. إلى.. إلى العراق وممارسة دورهم الذي توقف من عام 98، وفي نفس الوقت طبعاً موضوع الأسرى الكويتيين وموضوع المفقودين، موضوع الآخرين غير الكويتيين الذين العراق لازال إلى الآن لم يُعط أي نتائج حولهم، موضوع أيضاً ضمان استقلال الكويت وضمان أمنه واستقراره، أيضاً فيما يتعلق بعلاقة العراق بدول الجوار وتحقيق الأمن اللازم لدول الجوار، طبعاً هذا الغطاء القائم الآن بالنسبة.. بالنسبة لحرب أو ضربة محتملة للعراق، لكن فيما يتعلق بمطاردة أو مكافحة الإرهاب أنا أعتقد إنه الأميركان إلى الآن لا يستطيعون أن يقوموا بمثل هذا العمل تحت هذا المبرر لعدة أسباب.
أولاً: أنه ليس هناك إلى الآن أي دليل مادي قوي يؤكد بأن العراق ضالعة في حرب 11 سبتمبر.. في.. في أحداث 11 سبتمبر.
النقطة الأخرى أنه.. كثير من الدول الرئيسة ذات التأثير في التحالف الذي قام من أجل مكافحة الإرهاب هي ضد أي هجوم على العراق في سياق مكافحة الإرهاب، وفي مقدمة هذه الدول الصين وروسيا وفرنسا وحتى بريطانيا، هي لا تريد.. لا ترغب في مثل هذا العمل تحت غطاء مكافحة الإرهاب وتوسيع دائرة الحرب التي دارت في أفغانستان.
الأمين العام للأمم المتحدة نفسه حذر الولايات المتحدة الأميركية في أن تقوم بمثل هذا العمل في سياق مكافحة الإرهاب، ثم أنا أعتقد أنه.. الحرب التي قامت في أفغانستان هي قامت تحت غطاء من الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، من أجل أن تستأنف حرب أخرى في أي دولة أخرى سواء في العراق أو في غيرها، أنا أعتقد إنها تحتاج إلى غطاء أيضاً من هيئة الأمم المتحدة تعطي لأميركا فرصة إنه هي تقوم بمثل هذه الحرب في.. في.. في مجال مكافحة الإرهاب.
جمانة نمور: على كل حال حتى داخل أميركا هناك انقسام في الرأي، البعض يضعه بين الدفاع والخارجية ربما مواقف متناقضة، ولكن امتلاك بغداد لأسلحة الدمار الشامل هي حجة مؤيدي شن ضربة على العراق.
نتوجه إلى دكتور قيس في بغداد، يعني هل تتوقعون ضربة ما؟
د. قيس محمد نوري: الحقيقة العراق يعاني من عدوان أميركي بريطاني مستمر، فأنت ربما تقصدين توسيع دائرة العدوان، حتى مساء..
جمانة نمور: نتحدث دكتور قيس عن محاربة الإرهاب، والحديث الآن عن إطاحة نظام الرئيس صدام حسين، والرئيس (بوش) وجه ما يشبه.. التهديد للعراق مطلع الشهر الماضي، ولكه ترك الباب مفتوحاً للعراق بالسماح بعودة المفتشين، ما هي الأجواء داخل بغداد؟
د. قيس محمد نوري: نعم، نحن نتحدث في هذا الإطار اللي بدأ به الصديق الحارثي، ونقول أن العراق يتعرض لعدوان مستمر، بلغت عدد الطلعات الجوية حتى مساء هذا اليوم 36350 طلعة بريطانية أميركية، بمعنى أنه العدوان قائم أولاً، ربما تفكر الإدارة الأميركية بتوسيع العدوان عدوان أوسع نطاقاً، وتشن حرباً تحت ذرائع كانت تبحث عنها، ولا زالت، وإن عجزت حتى هذه الساعة عن إيجاد أي ذريعة، نعم، هناك إشارات لموضوع عودة المفتشين الدوليين إلى العراق، لكنني أود أن أشير إلى أنه هذه المسألة مسألة المفتشين الإطار الذي ينظم العلاقة بين العراق ومجلس الأمن فيما يتعلق بالمفتشين هو القرار قرار مجلس الأمن رقم (687) الصادر في الثالث من نيسان من عام 91، بموجب هذا القرار وتنفيذاً له زار العراق أكثر من 420 فريق تفتيش ورقابة، ضم أكثر من 5500 عضو، إضافة إلى وجود 570 موقع رقابة دائمة ضربتها الولايات المتحدة الأميركية في عدوانها في نهاية عام 98. قضية المفتشين إذاً ضمن إطار.. إطار القرار 687، في أقل من شهر واحد على سبيل المثال للفترة 18/11/98 ولغاية 15/12/98 زارت هذه الفرق 428 موقع في أقل من شهر واحد، قالوا بعدها إذا سمحتِ إذا.. إذا سمحتِ لي.
جمانة نمور[مقاطعةً]: دكتور، إذا.. إذا، يعني لنحصر حديثنا في.. في ربما الحاضر والمستقبل، إذا سمحت الاختصار في هذه النظرة التاريخية لنعرف ما هو موقف بغداد، الآن هل هي مثلاً على استعداد للحوار ربما مع الأمم المتحدة في هذا الموضوع.. لتجنب شن الحرب عليها؟
د. قيس محمد نوري: نعم، لنختصر كما أردتِ، إذاً.. هذا القرار هو الذي ينظم مسألة العلاقة بين العراق ومجلس الأمن في موضوع المفتشين عودتهم من عدمها، القرار لا يمكن تجزئته، هناك فقرات في القرار تخص العراق، وهناك فقرة أخرى واضحة تنص على جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة التدمير الشامل. (إكيوس) في رسالة واضحة إلى الأمين العام أشار أنه العراق.. لجان التفتيش دمرت أكثر من 92% من أسلحة التدمير الشامل التي كانت لديه، لنقارن: 92% من الأسلحة دُمرت وإسرائيل مسلحة حتى الأسنان بالأسلحة النووية، لا يمكن تجزئة القرار، القرار يؤخذ بمجمله وتنفذ.. وتنفذ قراراته لاحقاً، سواء على العراق أو على غيره في المنطقة. هذه الحقيقة يجب أن تكون حاضرة فيما يتعلق بمسألة عودة المفتشين، وحتى موضوع عودتهم، إذا.. إذا أريد لهم العودة تدرس في.. في إطار هذا القرار الصادر من مجلس الأمن.
جمانة نمور: طيب لنتوجه بالسؤال إلى الدكتور.. إلى السيد بياتلي من إسطنبول، يعني وفد الكونجرس الأميركي إلى تركيا تحدث عن أن إسقاط النظام في بغداد جزء من الحرب المعلنة على الإرهاب. هل هذا وارد برأيك؟ وهل هو نوع من تصفية الحسابات؟
كمال بياتلي: طبعاً كما نعرف هناك طريقان الآن في الإدارة الأميركية، طريق النسور أو الصقور الذي ينادي بوجوب مهاجمة العراق، وإنزال ضربة، وإطاحة بنظام صدام، والفريق الآخر الذي.. المكون من وزير الخارجية (باول) وعدد من مساعديه يعارضون هذا الرأي، أي أن أميركا لم تتفق.. أو لم تتوصل لحد الآن إلى رأي ثابت ونهائي بهذا.. بهذا الخصوص بخصوص القضية العراقية، غير أن الدلائل تشير إلى أن جماعة أو فريق الصقور سينفذ ما أراده، يعني الاحتمال كبير، أكبر الاحتمالات لهذا الصدد.
جمانة نمور: يعني (ماكين) في بحر العرب يعني كان واثقاً من نفسه، يبدو وهو يقول: إن الطلعات الجوية المقبلة بعد أفغانستان ستكون إلى العراق أليس كذلك؟
كمال بياتلي: نعم، قال إن الإرهاب سوف لن ينتهي طيلة عدم الإطاحة بنظام صدام، بالكلمة الواحدة ذكر (ليبرمان) هذا القول، وهذا القول لا أعتقد أنه رأي شخصي من سيناتور عضو مجلس شيوخ. كما ذكرت هناك رأيان في.. للولايات المتحدة بهذا الصدد، طبعاً تركيا واقعة تحت ضغط كبير من جانب الولايات المتحدة بهذا الصدد، زيارة رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد يوم الاثنين القادم إلى واشنطن مهم جداً من هذه الناحية.
[فاصل إعلاني]
جمانة نمور: دكتور، يعني رغم أنه يبدو كأن هناك شبه إجماع على غياب خطة محكمة للإطاحة بالنظام العراقي، والبعض يقول أن هذا ما يؤخر الإدارة الأميركية عن القيام بخطوة من هذا النوع، هل.. هل ترى فعلاً أن الصقور -كما كان يقول السيد بياتلي- سينجحون في إقناع الإدارة الأميركية بالقيام بهذه الخطوة؟
علاقة العراق بدول الجوار وتأثيرها على احتمالية ضرب العراق
د. فهد العرابي الحارثي: أولاً: أنا أعتقد إنه المجتمع السياسي في الولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بالمسألة العراقية كلهم صقور، ليس هناك حمائم، كلهم لهم هدف معين وهو إن لم يكن الإطاحة.. بنظام صدام حسين فهو على الأقل تحجيم.. تحجيم الجانب الخطر لنظام صدام حسين في المنطقة، سواء على.. فيما يتعلق بتهديد المصالح الأميركية أو فيما يتعلق جيران العراق من.. من قبل العراق. هو الاختلاف هو في أنه ليبرمان وفريق من الكونجرس الأميركي يريدون أن تتم هذه الهجمة تحت غطاء مكافحة الإرهاب أو في سياق مكافحة الإرهاب، الآخرون يريدون أن تتم، لكن تحت مبررات.. فرق التفتيش وعودة فرق التفتيش إلى.. إلى العراق.. السؤال الآن هو، وهذا اللي كنت يعني أريد أن أقوله تعليقاً على مداخلة الصديق العراقي، هو إنه إذا كان العراق يريد أن يجنب نفسه هذه الضربة، وهذا رأيي الشخصي، إذا كان يريد أن يجنب نفسه الضربة، لا.. عليه ألا يعطي أي مبرر للأميركيين لضربهم.. لضرب العراق، لأنه كما يبدو له ولي ولكثير من المشاهدين العرب أن هناك نية لضرب العراق وربما للإطاحة بنظام صدام حسين. أنا أعتقد إنه من.. من العقل ومن الحكمة ألا يُعطى الأميركيون الفرصة أو المبرر لضرب العراق إذا كانوا حريصين إنه.. إنه ما يُضرب، لأنه يعني التعلل بوجود أسلحة نووية في إسرائيل، وإنه لازم القرار هذا يطبق على إسرائيل قبل ما يطبق على العراق يبدو أنه ليس.. لم.. لن يكون هناك آذان صاغية لمثل هذا الموضوع، نحن الآن هل نريد أن نكافح الموقف الخطر القادم بشعارات أو نريد أن نكافحه واقعياً وعقلياً؟ أنا أعتقد إنه يتوجب في هذه المرحلة ألا نعطي الأميركان أي فرصة لضرب العراق إذا كان العراقيين.. إذا كان العراقيون حريصون.. حريصين فعلاً ألا تُضرب.. ألا تضرب بغداد أو لا يضرب العراق أو لا يطاح بنظام صدام حسين.
ها الحين نعود إلى.. إلى مسألة.. مسألة الموقف في الخليج، أعتقد الموقف في الخليج واضح يعني ما.. ما يحتاج يعني إنه.. يعني الخليجيون يعتبرون إنه مسألة التفتيش على أسلحة الدمار الشامل في.. في بغداد أو في العراق هي مسألة ليست خليجية، هي مسألة دولية تتعلق بقرارات الأمم المتحدة.
جمانة نمور: على كل حال يعني لنتحدث عن موقف دول الخليج بالتفصيل بعد أن نأخذ ربما الدكتور قيس على ما تفضلت به، يعني دكتور، ما يبرهن ما قاله دكتور فهد الآن أن هناك أيضاً آراء داخل الولايات المتحدة انزعجت من ترك الباب مفتوحاً أمام الرئيس صدام حسين من قبل الرئيس بوش بربط شن ضربة أو إطاحة النظام بعودة المفتشين الدوليين. إذا ما حُلَّ هذا الموضوع، ألا يُفقد الأميركيين فرصة هذه الحجة؟
د. قيس محمد نوري: الحقيقة ما عبر عنه الدكتور الحارثي يعبر عن قلق أشقائنا في الخليج على العراق، لكنني أقول بصراحة أن الولايات المتحدة الأميرية عبرت بوضوح عن نواياها ومحاولاتها المجسدة عملياً لإسقاط النظام في العراق، لإسقاط الخيار الوطني العراقي، وهي تبحث عن حجج، وربما تستخدم هذه الحجة وتوظفها في سبيل شن هجمات واسعة النطاق على العراق، ..
جمانة نمور[مقاطعةً]: طيب كيف ستواجهون ذلك؟ يعني هذا السؤال المطروح دكتور، ربما بعض الليونة مطلوبة، أليس كذلك؟
د. قيس محمد نوري: نعم، قضية كيف يواجه العراقيين العدوان، هذه مسألة اختبرت، وليست بحاجة إلى امتحان جديد، العراق يمتلك من القدرات ما يؤهله للدفاع الوطني والذاتي.. وذاته عن الأمن الوطني، وهو عندما يوضع أمام عدوان لا خيار له إلا مقاومة هذا العدوان، مثلما هو الحال مع أي دولة شقيقة عربية أخرى، بما فيها السعودية إذا تعرضت لعدوان سوف تقاوم هذا العدوان، لكنني أقول الآن هناك..
جمانة نمور[مقاطعةً]: يعني ولكن الكل يجمع على أن القوة العسكرية العراقية هي ليست على حالها حتى بالمقارنة مع عام 91 يعني، فكيف يمكن للعراق أو يواجه تحالف عالمي تحت عنوان مكافحة الإرهاب؟
د. قيس محمد نوري: نحن.. نحن في لسنا في صدد احتساب ميزان القوى بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، هذا مفهوم، نعم القوة مختلفة بالكامل، لغير صالح العراق، لكننا العراق إذا وضع أمام خيار الدفاع عن نفسه فبالتأكيد سوف يستطيع أن يخرج بنتائج تضمن سلامته الوطنية ليس هذا هو الموضوع، الموضوع هو بالشكل التالي: هناك قوى تضغط على الإدارة الأميركية، وأقصد بها القوى الصهيونية، من أجل الإسراع بضرب العراق، و الهدف من ذلك واضح: تحريض صهيوني لمحاولة ضرب أي قوة عربية خاصة من القوى التي تقف مع الحق العربي الفلسطيني، والعراق عبر عن هذا الموقف بوضوح، لكن الأهم من هذا..
جمانة نمور[مقاطعةً]: دكتور، لآخذ تعليق عن هذا الموضوع من تركيا قبل التوقف مع موجز إخباري، سيد بياتلي، يعني هذه نظرية أيضاً يتم طرحها كثيراً وهو أن إسرائيل ضغط على مؤيديها داخل أميركا لاستهداف العراق منعاً لأي تركيز ربما على القضية الفلسطينية، وأيضاً لتعميق الخلاف بين العرب وواشنطن. ما هو رأيك في ذلك؟
كمال بياتلي: والله أعتقد نحن نتكلم عن الزاوية الحقوقية للقضية، ولكن القضية لها نواحي غير حقوقية، هناك مصالح كبيرة جداً لأميركا وإسرائيل في المنطقة، هذا السبب الحقيقي الكامن وراء القضية بكاملها، وليست قضية مفتشي أسلحة ولا قضية حجج أخرى، لا، القضية أن لأميركا مصالح كبيرة في المنطقة، وتريد أن تكون مهيمنة تماماً على هذه المنطقة، ورأينا في قضية أفغانستان أن إيران بدأت تتقرب من واشنطن إلى درجة كبيرة، وبقي العراق، وهذا.. وهذا الغرض، الهدف هو الإطاحة بالنظام، ليس قضية حقوق ولا أي قضية أخرى، الآن القصف الأميركي مستمر على أفغانستان والمدنيون يُغتالون بالعشرات يومياً، ما هو السبب؟ ما هي الحجج؟ ليس هناك شيء حقوقي في القضية، أميركا تريد وتعمل ما.. ما تريد بدون أي وازع وبدون أي عائق.
[موجز الأنباء]
جمانة نمور: قبل أن نبدأ باستعراض آرائكم ومشاركاتكم عبر الفاكس وعبر الإنترنت هناك رد من الدكتور فهد على الدكتور قيس في بغداد، تفضل دكتور.
فهد العرابي الحارثي: أنا اللي أقوله للدكتور قيس إنه يعلم ونحن كلنا نعلم أن شعب العراق لم يعد يحتمل أكثر مما تحمل في خلال السنوات الماضية منذ عام 1990 إلى اليوم، وأعتقد إنه لا يحتمل ضربة أو أي ضربة.. أي ضربات أخرى، سواء أميركية أو غير أميركية، يكفيه ما هو يعيش فيه الآن.. أنا أعتقد إنه من الأجدى.. أمين عام الجامعة العربية سيذهب إلى بغداد يوم الجمعة القادم، ومن ضمن الأشياء اللي حيقولها للقيادة العراقية أنه لابد من أن تستجيب القيادة العراقية لتضيع المسوغ الذي ممكن أن تختفي وراءه الولايات المتحدة الأميركية من أجل ضرب العراق، سيقول لها في نظري هذا الكلام بمنتهى الوضوح، وأعتقد إنه دول الخليج في البيان التي.. الذي صدر عن القمة أيضاً حاولوا أن يوصلوا هذه الرسالة، تفويت الفرصة على الأميركان أعتقد إنه مهم جداً، وأعتقد إنه شعب العراق لا يحتمل أكثر مما احتمل، ربما إنه أيضاً السماح للمفتشين بالعودة إلى بغداد ربما يسهل أيضاً من مسألة الحماس العربي لتخفيف من الحصار أو لإنهاء الحصار على العراق، وأما القول بأنه العراق لديه القوة الكافية ليدافع عن نفسه، وإنه سيقف في وجه الولايات المتحدة الأميركية، وأنه سيستطيع أن يقوم.. أنا أريد أن أذكر الدكتور قيس بنقطة مهمة جداً، يمكن يذكرها هو وهي إنه (تشيني) من ضمن الأشياء اللي قالها في الأسبوع الماضي، أنه قال: أتمنى على صدام حسين أن يأخذ عبرة مما حصل لطالبان في أفغانستان. وأنا أريد أن أقول أيضاً للدكتور قيس إنني أتذكر تماماً القسم الذي أقسمه أسامة بن لادن من هذه القناة من الجزيرة وهو في عنفوان.. في عنفوانه بأنه لن تهدأ لأميركا أي.. أي.. ولن تجد الاستقرار حتى يجد الإخوة الفلسطينيون الاستقرار في فلسطين، والتهديدات اللي قالها في القسم الشهير على الشريط الذي أذيع، أين هو الآن صدام.. أين هو الآن أسامة بن لادن؟ وأين هي طالبان؟
أنا أعتقد إنه لا مجال للعنتريات في هذا الزمن الذي نعرف فيه أن الولايات المتحدة الأميركية أصبحت الآن هي سيدة العالم، وهي التي ستعود.. ستعيد ترتيب بؤر التوتر في هذا العالم بوفق مصالحها هي، ووفق ما تراه قائم، إضافة إلى أنها دائماً نحن نعطيها غطاءات أو نعطيها مبررات ربما نعطيها شرعية في مثل تصرفاتها، لماذا لا نحاول أن نفوت على هذه الفرص؟ ونحاول أ نعيد للعراق مكانه بين الأمة العربية، من حيث القوة، من حيث السؤدد، من حيث انتشال الشعب العراقي مما يعيش فيه الآن؟ هذا الحقيقة حبيت أقوله أنا الآن، لأنه يعني لا مجال..
جمانة نمور: يعني دكتور، استفسار بسيط قبل أن آخذ تعقيب من الدكتور قيس، يعني تقول إن أميركا تعمل على إعادة ترتيب بؤر الصراع وفق ما تقتضيه مصالحها في هذا العالم، الكون كله يتغير يعني، كيف تنظر إلى منطقة الشرق الأوسط، تحديداً ما هي الخريطة أو الأدوار الموسومة لها إذن؟
فهد العرابي الحارثي: أنا أعتقد إنه الولايات المتحدة الأميركية الآن قوة مطلقة، وقوة عظمى، وهي ستحاول دائماً أن تحافظ على مصالحها، وأن تحافظ على قوتها، وأنا أعتقد أن هذا شيء منطقي وطبيعي جداً، هو السؤال صحيح أنه لا يجب إنه الخضوع للولايات المتحدة الأميركية ولا لغيرها، لأي قوة في العالم، بما يفقد..
جمانة نمور: يعني عملياً برأيك عن.. بهذه الصورة التي تقول إنها تريدها الولايات المتحدة وفق مصالحها، كيف سيكون عليها الحال في العراق مثلاً؟ هل النموذج الأفغاني يمكن تطبيقه على بغداد؟
فهد العرابي الحارثي: أنا أعتقد أنه السيد عمرو موسى عبر عن الموقف الأميركي من العراق وقال: هناك ضربة محتملة للعراق، وقادمة، لكنها لن تأتي تحت غطاء مكافحة الإرهاب، وما حدث في أفغانستان، أفغانستان موضوع آخر، إما أن تأتي تحت غطاء إنه صدام حسين منع المفتشين من دخول العراق، أو تحت غطاء إنه لابد من تغيير هذا النظام الذي يحكم العراق، لأنه يشكل خطر داهم على المنطقة، وعلى المصالح الأميركية. هناك تقارير في المخابرات الأميركية لا ندري مدى صحتها إنه بعد 15 سنة من الآن سيستطيع العراق أن يصنع صواريخ تصل إلى مدى ألف وثلاثمائة كيلو متر، وتحمل رؤوس نووية، وهناك تقارير أخرى تقول بأنه يستطيع أن يهدد المصالح الأميركية في عمقها، في يوم من الأيام، ربما هذه من ضمن الحملة التبريرات التي تريد أن توجد لها الولايات المتحدة تبريرات للإطاحة بنظام صدام حسين، أو للهجوم على العراق، لكن أنا أعتقد إنه لابد أن نكون واقعيين، لابد أن نعترف بأن الولايات المتحدة الأميركية.. الأميركية هي اليوم سيدة هذا الكون، وأنه لابد أن نتخلى عن كثير من الشعارات التي لا تؤدِّ إلى نتيجة في النهاية، وإحنا شفنا يعني أحداث تدور من حولنا يعني لم تؤدي إلى النتيجة المتوخاة والمتوقعة.
جمانة نمور: دكتور، برأيك بغض النظر دكتور قيس في بغداد عن التبريرات التي تسوقها الولايات المتحدة، هناك دعوات داخلية أيضاً تقول إن المثل الأفغاني يظهر بوضوح عدم رغبة الولايات المتحدة في البقاء في هذه الدول، بل بإقامة حكومات ترعى مصالح الشعب وتؤمن بتطبيق هذا النموذج الأفغاني على العراق، ما مدى إمكانية حصول ذلك برأيك؟
د. قيس محمد نوري: إذا سمحتِ لي أتواصل مع صديقي الدكتور الحارثي، لا أحد يريد الحرب، وهنا في بغداد في العراق بالضد من الحرب، عانت المنطقة الكثير من الحرب، لكنه الطريق الأفضل –كما أعتقد وأتفق مع الدكتور الحارثي فيه- هو طريق الحوار، إنهاء المشاكل وتجاوزها ليس دائماً يأتي عن طريق الحرب والتهديد، الطريق الأسلم للبشرية لنا ولهم وللجميع هو الحوار، وبغداد أعربت في أكثر من مرة عن استعدادها للحوار الهادئ المباشر حتى مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنا على الصعيد الشخصي لا أعتقد أن هناك إشكالية لا يمكن تجاوزها إلا بالحرب، ممكن..
جمانة نمور: يعني كيف يمكن تجاوز هذه الإشكالية الآن؟ يعني تتحدث عن حوار، هل ترى مثلاً في المستقبل الغريب حواراً بينكم وبين الأمم المتحدة، هذا سؤال لم تجبني عليه في بداية الحلقة، فيما يتعلق بعودة المفتشين الآن؟
د. قيس محمد نوري: الحقيقة الحوار مع الأمم المتحدة حوار ممكن أن يستمر، لكن يجب أن يكون ضمن إطار والإطار الذي حددته قرارات مجلس الأمن التي أصدرتها الأمم المتحدة، وأنا أشرت في البداية إلى القرار 678، وأصدره مجلس الأمن، وممكن في إطاره أن يكون الحوار مع العراق في مسألة عودة المفتشين، أو غيرها من القضايا. لماذا لا..
موقف دول الجوار من ضرب العراق
جمانة نمور: طيب إذا ما تحدثنا عن الحوار يعني الداخلي ربما مع دول الجوار دكتور قيس، يعني نرى إن العلاقات مع تركيا مثلاً تطورت وتحسنت، هل هذا حافز لدى العراق ليطور ويحسن علاقات مع جيرانه؟
د. قيس محمد نوري: العراق نعم طور علاقاته مع دول الجوار، لدينا علاقات ممتازة مع إيران ونحن في طريق حل الكثير من المشاكل، ولدينا علاقات اقتصادية ممتازة مع سوريا ومع الأردن، وحتى علاقات تجارية مع الأشقاء في السعودية كما يعلم الدكتور فهد ومعروف، العلاقات.. علاقات العراق الإقليمية الآن علاقات هادئة، وقد استطاع إنجاز الكثير من المسائل، خاصة في المجال الاقتصادي، ونحن نعلم إن المجال الاقتصادي هو المجال أو المدخل الذي يفضي إلى نتائج ممتازة على صعيد.. على الصعد الأخرى وخصوصاً السياسية. العراق.. أيضاً..
جمانة نمور: يعني أكثر العلاقات وضوحاً من هذه الناحية دكتور هي بينكم وبين تركيا، هذا ما يأخذنا مجدداً إلى السيد بياتلي في إسطنبول، يعني نحن نعلم أن تاريخياً صوت تركيا في البيت الأبيض مسموع، هذه المرة وطبقاً لمصالحها الاقتصادية مع العراق برأيك من سيؤثر على من؟ هل سيخضع أجاويد للضغط من واشنطن أم هناك إمكانية لتأثيره هو؟
كمال بياتلي: قابل مراسل وكالة أنباء "أسيوشيتد برس" بولنت أجاويد هذا اليوم، وسأله: ما الذي سيفعله إذا طرح الجانب الأميركي القضية العراقية على بساط البحث؟ أجاب أجاويد أنه سيقوم بشرح وجهة النظر التركية المعارضة لأية عملية عسكرية ضد العراق بكل تفصيل. وجهة النظر التركية معروفة أصلاً، طبعاً تركيا تمر الآن ومنذ سنة تقريباً بأعنف أزمة اقتصادية مرت بها منذ تأسيس الجمهورية التركية، علاقاتها التجارية متفاعلة مع العراق بشكل ممتاز، إضافة أن تركيا تشتري النفط من الأنابيب.. أنابيب كركوك بسعر رخيص، لا تريد أن تضحي ولا تعرض هذه الميزات.. هذه المكاسب لأي خطر من جراء عملية عسكرية أميركية.
جمانة نمور: ولكن يعني رغم أن تركيا أنت تشكك بقيامها بالمغامرة بمصالحها ربما المقدرة بمليارات الدولارات مع العراق، من ناحية أخرى نرى بولنت أجاويد رغم معارضته يقول: إن تركيا لا مانع لديها من توسيع دائرة محاربة الإرهاب حتى لو شملت العراق. يعني كأنه يكيل بمكيالين في هذه الناحية، أليس هذا غامضاً؟
كمال بياتلي: يعني لنكن واقعيين، تركيا دولة صغيرة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، أميركا الآن الدولة العظمى الوحيدة في العالم، إذا ضغطت بقوة على تركيا فإن أنقرة أعتقد والكثيرون يعتقدون نفس الشيء أن أنقرة ستضطر للرضوخ للضغط الأميركي والوقف إلى جانب أميركا، لأن لها مصالح أكبر مصالح اقتصادية وأمنية وسياسية أكبر بكثير من مصالحها مع العراق، مثل القروض التي تنتظرها لانتشال الاقتصاد التركي من الهوة التي وقعت فيها، عشرة مليارات دولار خلال الأشهر القليلة القادمة، هذا طبعاً متوقف على موافقة واشنطن، دعماً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، دعم واشنطن لتركيا في مسألة الجيش الأوروبي الموحد، الإرهاب واشنطن هي الوحيدة التي تساند تركيا في قضية الإرهاب بعكس الاتحاد الأوروبي، هناك علاقات إستراتيجية كبيرة، لهذا فإن من غير.. يعني غير.. إذا قلنا إذاً أن أجاويد سوف لن يقبل بأي شكل من الأشكال الرضوخ للضغط لأميركا هذا شيء غير واقع وغير وارد.
جمانة نمور: لكن يعني ماذا لو فعلاً حدث ذلك؟ برأيك هل ستتمسك تركيا برفضها على الأقل استخدام قواعدها لانطلاق الطائرات؟
كمال بياتلي: في بداية البرنامج أعتقد الدكتور فهد ذكر أن دول الخليج ذكرت ووجهت دعوة إلى بغداد للرضوخ لقبول الـ.. المفتشين، طبعاً هذا شيء يدل على أشياء أخرى، يدل على تغير في الموقف، موقف دول الخليج، وذلك خوفاً من الضغوط الأميركية، هذا الشيء معروف طبعاً، نفس الشي وارد لتركيا.
جمانة نمور: لنر دكتور.. دكتور فهد، هل فعلاً هناك تغيير في موقف دول الخليج نتيجة ضغوط أميركية؟
د. فهد العرابي الحارثي: لأ.. هو لما عندما قلت أنا ما تفضل بإيراده الزميل الكريم، كان في ذهني إنه مسألة المفتشين الدوليين ليست مسألة خليجية عراقية، هي مسألة دولية، والشرعية الدولية أعطت للولايات المتحدة الأميركية الحق في أن تهاجم أو تضرب العراق في الوقت الذي لا ينفذ فيه هذه القرارات، فالولايات المتحدة لم تنتظر موافقة دول الخليج أو عدم موافقة دول الخليج، يعني لا يعنيها هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، فهي ستنفذ هذه القرارات أو ستعمل على تنفيذ هذه القرارات، أو توجد لها المبرر للهجوم على العراق، لكني أنا سعيد جداً..
جمانة نمور[مقاطعةً]: وفي هذا الحال برأيك هل سيسمح للطائرات باستخدام.. يعني من أين تنطلق؟ يعني من السعودية من الكويت أم من البحر؟
فهد العرابي الحارثي: أولاً فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية كان لها موقف مُعلن من السابق فيما يتعلق بموضوع الهجوم على العراق، وهي أكدته في كل مناسبة، وهو أنه لن تنطلق أي طائرة من المملكة العربية السعودية بغرض الهجوم على العراق أو ضرب العراق بأي حال من الأحوال، وهي ضد هذا الموضوع جملة وتفصيلاً، وسبق أن قيلت بكل صراحة ووضوح، لكن أنا سعيد الحقيقة بالنغمة التي أسمعها الليلة من الدكتور قيس، وهي يعني نغمة عقلانية يعني إلى حد كبير فيما يتعلق بالحوار، فيما يتعلق بـ.. أنا أعتقد إنه المرحلة القادمة تحتاج إلى مثل هذا الـ.. الـ.. حتى مع دول الجوار نفسها، يعني بمعنى إنه أنا أعتقد إنه لما تحل مشكلة العراق مع.. في مسألة التعاون مع لجنة الصليب الأحمر الدولية فيما يتعلق بالأسرى الكويتيين وخلافه، إذا ضُمنت سيادة الكويت واستقلالها وضُمن أمنها الإقليمي، إذا تراجعت بغداد عن تهديداتها المستمرة لدول الجوار، وتراجعت من وقت لآخر عن تحريك بعض القطع العسكرية على.. في بعض الجهات، أعتقد إنه هذا يهيئ لبيئة من الحوار ممكن أن تؤدي بعودة العراق الغالي على نفس وعلى وجدان كل عربي إلى حظيرة العرب، الخليجيين لا يهمهم، والعرب لا يهمهم من الذي يحكم العراق، يحكم العراق هذه مسألة داخلية، شأن داخلي العراق هم.. العراقيون هم الذين يقررونه من الذي يحكم، حزب البعث أو غيره، من يحكم، صدام حسين أو غيره؟ هذا موضوع لا يخص العراقيين وشأن داخلي، لكن إذا سُويت هذه المسائل، أنا أعتقد إن هذا يخلق بيئة صحية وجيدة للحوار، وأعتقد إنه زيارة عمرو موسى يوم الجمعة القادمة إلى بغداد فرصة مناسبة، وأعتقد إنه مؤتمر القمة العربي المتوقع انعقاده في شهر مارس القادم في بيروت، أيضاً فرصة مهمة لإقامة مثل هذا الحوار.
جمانة نمور: قبل أن نرى إذا الشروط التي وضعتها يعني قابلة للتنفيذ أو ليتم الحوار بشأنها مع.. بغداد تتحدث عن نغمة حوارية أيضاً سمعناها من الرئيس العراقي نفسه، كان هناك تصريحات يقول: إن دول الجوار تكون قوية بقوة العراق، وتحدث تحديداً عن السعودية والكويت، يعني أنت تقول لا يهمكم من يكون على رأس النظام، ولكن هل ترى فعلاً إمكانية سريعة لحوار أو حل أو طي صفحة الماضي مع الرئيس صدام حسين؟
د. فهد العرابي الحارثي: أنا أعتقد إذا حُلت المسائل العالقة، المسائلة التي الآن تمثل جرح ينزف في وجدان أي خليجي وبالذات بالنسبة للإخوة الكويتيين، وبالذات بالنسبة للخليجيين عموماً فيما يتعلق بالتهديدات المستمرة، أنا حتى أتعجب أحياناً، كنا نشعر بكل ما يكون هناك نوع من الانفراج، نوع من الـ.. يعني الشعور بالأمل في انفراج الأزمة في الخليج، يتعمد النظام في العراق إلى تحريك قطع عسكرية هنا أو هنا، أو يطلع أحد المسؤولين فيه مثل طارق عزيز أو عدي صدام حسين ليفجر تصريحات تعيد المنطقة كلها إلى المربع رقم واحد من جديد ونبدأ نتحدث عن مخاوف وعن تهديدات و..، أنا أقول بأن النفس الجديد اليوم هو الذي سيضع المنطقة على الطريق الصحيح لمزيد من الحوار ولعودة..، وأنا أقول وجهة نظري الشخصية أنه لا يهم في النتيجة النهائية من الذي يحكم العراق، هذا شأن داخلي للعراقيين، إذا استطاع النظام الذي يحكم أن يقيم علاقات جوار حسنة ومتميزة مع جيرانه ومع العالم من حوله، أنا أعتقد يعني ما.. ما.. لا يهمنا نحن من الذي يكون على رأس هذا النظام.
جمانة نمور: آخد رد فعل من الدكتور قيس على ما تفضلت به ولكن بعد هذا الفاصل.
[فاصل إعلاني]
جمانة نمور: بالحقيقة العديد من الفاكسات التي وصلتنا سأحاول قدر المستطاع أن نأخذ ما باستطاعتنا منها، وأيضاً هناك اتصالات على الهاتف، أرجو من الدكتور قيس الاختصار الشديد برده على الدكتور فهد قبل أن آخذ الاتصالات التي تنتظر من الخارج، دكتور قيس، تفضل.
د. قيس محمد نوري: الحقيقة أود أن أقول لصديقي العزيز الدكتور الحارثي إن العراق لا يهدد، العراق يتعرض كما تعلم يومياً لعدوان، كيف يهدد العراق ودمرت أسلحته، وهناك مناطق حظر طيران؟ وكيف يهدد العراق وآخر دعوة دعاها الرئيس صدام حسين في 29 كانون الماضي إلى عقد مؤتمر قمة عربي طارئ للتصدي للمخاطر التي يتعرض لها العرب، عقد هذا المؤتمر ضرورة في مكة أو في أي مدينة أخرى؟ العراق يدعو إلى الحوار، ويدعو إلى تجاوز الخلافات، ويدعو إلى دراسة الأولويات العربية وفي مقدمتها الخطر الصهيوني، العراق وفق هذه المعطيات لا يهدد إذن، لا هدد أحد، هو يريد أن يمد إيده إلى الأشقاء العرب، وفي مقدمتهم أشقائنا في الخليج، وفي المقدمة منهم أشقاؤنا في السعودية والكويت. كيف نقول إذن العراق يهدد؟ العراق الآن لا يهدد أحد، لماذا لا نتعامل لنستمع معاً.. مع هذا الحقائق..
جمانة نمور: لنستمع معاً.. سريعاً أرجوك، لأن هناك ناس على الخط.
د. فهد العرابي الحارثي: أنا بس أريد أن أذكر الدكتور قيس، وأنا سعيد بالكلام اللي بأسمعه، أذكره بتصريحين، واحد لعدي صدام حسين، حينما يقول: إنه لازال أقزام الكويت يسرقون بترول العراق. يعني أنا أعتقد إنه هذا تهديد صريح بأنه هناك ستكون عودة إلى الكويت، علشان يستردون بترولهم من الكويتيين، تصريح آخر لطارق عزيز في أكثر من مناسبة قال بأنه ما قمنا به في الكويت أو من احتلال الكويت كان أمراً ضرورياً، وكان لابد أن يحدث، وربما سيحدث في أوقات لاحقة، بما معناه طيب حينما يسمع الخليجيون والدول الأخرى المجاورة للخليج، والدول المجاورة للعراق، وحتى الدول القوى الدولية الأخرى مثل هذه التصريحات، ومثل تحريك بعض القطع العسكرية أحياناً على الحدود، إحنا.. نحن نذكر هذا الكلام، حينما ضربت العراق في فترة من الفترات لأنها حشدت قوات على حدود الكويت بعد احتلال الكويت، أنا أعتقد إنه هذا يخلق أجواء من التوتر وعدم الثقة، يهز أي مستوى أو أي بصيص أمل للثقة المتبادلة التي يجب أن تكون قائمة وموجودة بين دول يربطها مصالح جوار ومصالح مصير مشترك تاريخي وحضاري وسياسي، وفي نفس الوقت تعاون مستمر على بناء هذه المنطقة، وعلى حمايتها من أي تدخلات أخرى سواء كانت.. لماذا نعطي نحن هذه المبررات.. لآخرين لكي يتدخلوا في شؤون منطقتنا؟ أنا الحقيقة بس أن أذكر الأستاذ قيس أو الدكتور قيس بهذا، لأن هذه مسألة حساسة جداً وهي تعني الشيء الكثير بالنسبة للخليجيين.
جمانة نمور: دكتور، أعتقد وجهة نظرك وصلت، لنر وجهة نظر أحمد العكاش من قطر، تفضل أخ أحمد.
أحمد العكاش: مساء الخير أخت جمانة.
جمانة نمور: مساء النور، تفضل.
أحمد العكاش: بالنسبة لموضوع فرق التفتيش أخت جمانة، هي حقيقة بقت بالعراق أكثر من ثمان سنوات، ومسحت العراق من شماله إلى جنوبه، ودمرت كل الأسلحة التي بتسميها بأسلحة دمار شامل، على الرغم من وجود مثل تلك الأسلحة لدى الكيان الصهيوني، يعني إذا كانت تلك الفرق لثمان سنوات لم تتمكن من إنهاء قدرة العراق على إنتاج مثل تلك الأسلحة كما تدعي، فمتى يتم إنهاء هذا العمل؟ هل لثمان سنوات أو عشر سنوات أخرى؟ يعني هل يبقى شعب العراق، للأخ السعودي أنا أريد أن أقول له، هل يبقى شعب العراق تحت الحصار الظالم اللي يموت منه يومياً المئات حتى يطمأن الكيان الصهيوني بعد عشر سنوات والله إنه العراق دُمر وشلت قدراته؟ ثم ألم يعلن –أخت جمانة- (سكوت ريتر) رئيس تلك الفرق و(روليس إكيوس) إنهم كانوا يتجسسون على العراق، ويزودون إسرائيل بالمعلومات الدقيقة عن قدراته التسليحية وحتى معلومات اجتماعية؟ إذن الموضوع –أخت جمانة- إذا تسمحي لي.. يعني هو مو موضوع تفتيش ولا موضوع أسلحة دمار، الموضوع.. الموضوع له أساسين، الأساس الأول هو السيطرة على منابع النفط في شمال وجنوب العراق، وهذا ستضمن أميركا أكبر احتياطي نفطي في العالم، لأن الاحتياط النفطي الأميركي آيل..
جمانة نمور[مقاطعةً]: ماذا عن ثانياً باختصار لنفسح المجال؟
أحمد العكاش: بينما.. أختنا العزيزة..
جمانة نمور: لنفسح المجال لأن هناك اتصال من بريطانيا ينتظر أكثر من نصف ساعة.
أحمد العكاش: أما الهدف الثاني.. أما الهدف الثاني – يا أخت جمانة- هو تدمير القدرة العربية الإسلامية الرئيسية التي تقف في وجه هذا الكيان وأطماعه..
جمانة نمور: شكراً لك أحمد، نعم، شكراً لك، سالم عبد الله من بريطانيا، تفضل.
سيد سالم، هل تسمعنا؟ يبدو أننا فقدنا الاتصال به أو ملَّ الانتظار يعني، أيضاً نأخذ بعض المشاركات عبر الفاكس.
من جاسم البغدادي من بريطانيا، يسأل الدكتور الحارثي: هل من المعقول بحجة تحاشي الضربة الأميركية في كل مرة أن تنفذ أميركا ما تريده؟ وهل سوف تسلِّم السعودية كل مفاتيحها للعم الأميركي، ولم يبق لديها الكثير؟
أيضاً هناك مشاركة من علاء محمود من الجزائر يقول: لماذا دول الجوار للعراق لا تطالب إسرائيل بنزع الأسلحة لتحمي دول جوارها؟
هنا توقيع من "فلسطيني بلا هوية" يقول: أميركا ستضرب العراق فجأة وبدون مقدمات وقريباً.
محمد أحمد الصالح يقول: لماذا لا تطالب دول الخليج برفع الحصار عن العراق، وهل فهمت ما هي أهداف أميركا بالمنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر حيث من المفروض أن تتكاتف مع العراق؟
برأيي مبارك المرزوق السعودية يقول: لو لم توجد إسرائيل والصهيونية لتمنت الأنظمة العربية وجودها لتجعل منها شماعة يعلقون عليها فشلهم وعجزهم.
بسّار الشمري بالسعودية يقول: اهتمام الكويت بموضوع الأسرى حسنة تحتسب للكويت، ولا تعيبها بل على العكس أيضاً من السعودية عبد الإله أسامة يقول للدكتور حارثي: هل هو مقتنع تماماً في داخله أن تفويت الفرصة على أميركا بالسماح للمفتشين الدوليين دخول العراق، هل ستترك أميركا العراق؟ بل إنها ستجد حجة أخرى لضرب العراق وإهانة العرب.
أيضاً سؤال للدكتور حارثي، أين هم العرب وفي أي عالم يعيشون؟ دكتور، تفضل بالرد.
إشكالية عودة المفتشين الدوليين إلى العراق
د. فهد العرابي الحارثي: لنبدأ بالنقطة الأخيرة اللي ذكرها الأخ السعودي الذي يعتقد.. هل أعتقد بأنه إذا فوتنا الفرصة على أميركا، وسمحنا للمفتشين إنه سنفوت عليها فرصة الهجوم على العراق؟
أنا أقول أمرين، الأمر الأول إنه أنا لا أستطيع أن أزكِّي الأميركيين فأقول أنهم ستفوت عليهم الفرصة، لكني أقول بأننا.. بأن العراق سيسهم في إحراج الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً أمام المجتمع الدولي وأمام الأمم المتحدة التي تنادي إلى اليوم باستئناف الحوار مع صدام حسين ومع النظام العراقي وفي مقدمة هؤلاء (كوفي عنان) نفسه، هذا من جهة. الجهة الأخرى، أنا أعتقد إنه من المفيد جداً إنه يعني.. يعني الأخ أحمد العكاش يتكلم قبل قليل فيقول: إن المفتشين كانوا في العراق لمدة ثمان سنوات، إنهم إذا كان هناك أسلحة دمار شامل فإنهم قد عرفوه أو قد قضوا عليه وأنهوه. في ثانياً من مداخلته يذكر بأن الهدف من التدخل الأميركي أو من الهجوم الأميركي على العراق هو إنهاء القوة التي تحمي العرب والتي تدافع ..، معنى كأنه.. يعني من جهة يعترف بأن هناك لازال هناك قوة كبيرة في العراق، والناس قد يفهمون من هذه القوة أنها تحتوي على أسلحة محرمة مثل أسلحة الدمار الشامل، ومن جهة يعني يحاول أن يقول بأنه.. أنا أعتقد إنه مثل ها المداخلات هي التي تخلق لدى الناس يعني فهم إلى حدٍ ما للموقف الأميركي، وهو ما يجب أن نفوت الفرصة فيه على الولايات المتحدة الأميركية وعلى غيرها.
جمانة نمور: يعني هناك..
د. فهد العرابي الحارثي: نحن معنيون بهذا الموضوع قبلها. الشيء الآخر إن هناك تقارير من داخل العراق نفسه تتحدث عن صواريخ في طريقها للتطوير، تتحدث عن رؤوس نووية.
جمانة نمور: لقد تحدثت عن هذا الموضوع يعني دكتور، وأيضاً المشاركات كلها مشاركات في.. عبر الإنترنت أو الفاكسات أيضاً تنقسم في هذين الإطارين اللذين هما معنا على.. مثلاً هنا مشاركة تقول: لماذا هذه النغمة الانهزامية يا دكتور الحارثي؟ اسمح لي أن حديثك حول قسم بن لادن قياس مع الفارق، ثم ما أدراك بأن ذلك القسم لم يُبر أو لن يُبر؟
من الأردن أيضاً يقول: لماذا يتهرب السعوديون من الوقوف مع القضايا العربية والقومية والسماح لأميركا استخدام الأجواء السعودية؟ هل بدأت أميركا بسحب البساط من دول الخليج؟ يقول خالد العواجي من الرياض.
طلال يرى أن عودة المفتشين متفق عليه سابق مُسبقاً بين المفتشين والعراق، ولا يتجاوز الوقت المحدد بهذه الاتفاقية، يعني مشاركات..، أيضاً يقول لك.. مهنَّد الحسن أقرأها أنا وأنت سوياً، يعني لم أطلع عليها قبل ذلك، يقول: إن نموذجك هو الهدف النهائي لأميركا في منطقتنا وأيضاً يرى أنك النموذج المهزوم المكبل بالديون حسبما يرى، يعني أرجو أن.. باختصار شديد إذا كان لديك، لأننا هناك موضوع أيضاً مهم يجب أن نطرحه، ماذا لو حصلت فعلاً الضربة؟ هل لديك تعليق بسيط وسريع دكتور؟
د. فهد العرابي الحارثي: أنا عندي تعليق وهو إنه لماذا عندما نكون نحاول أن نكون واقعيين وأن نكون منطقيين مع أنفسنا ومع مستقبلنا ومع تاريخنا، يُفهم من هذا لدى بعض الإخوة المتحمسين بأنه هذا نوع من الانهزامية مثلاً، أو نوع من.. الرضوخ، أو نوع من الاستسلام؟ أنا أعتقد إنه نحتاج في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة من تاريخ الأمة العربية وتاريخ الأمة الإسلامية إلى مزيد من الحكمة، إلى مزيد من التعقل، إلى مزيد من معالجة الأمور بكثير من الهدوء والبعد عن الانفعال، لا يكفي أن نقول هذا الكلام.
جمانة نمور: أريد أن..
د. فهد العرابي الحارثي: يعني أنا بإمكاني الآن أطلق عدد من الشعارات في قناة (الجزيرة)، ويصفق الجمهور لي، وأخرج وأنا بطل وطني إذا أحببتِ، لكن أنا أريد أن نكون واقعيين ونعالج أمورنا بموضوعية أكثر.
جمانة نمور: لنكن الآن واقعيين، ننتقل إلى إسطنبول مع سيد بياتلي إذا ما حدث فعلاً يعني هل هناك أو هناك تقارير تحدثت عن تحركات ربما قبل فترة على الحدود التركية العراقية؟ واقعياً هل يمكن فعلاً أن يتم اللجوء إلى تقسيم أو تفتيت العراق عبر استخدام أقلياته برأيك؟
كمال بياتلي: أولاً: أحب أن أشير إلى نقطة مهمة جداً: الهدف من العملية المحتملة ضد العراق، ما الهدف؟ تركيا ستركز في زيادة أجاويد على هذه النقطة الهامة جداً، إذا كان الهدف هو إقامة نظام ديمقراطي مسالم كما ذكرت بعض المصادر في أنقرة اليوم فتركيا سوف لن تمانع كثيراً، أما إذا كان الغرض هو تفتيت وتقسيم العراق فإن تركيا ستتصلب في موقفها أكثر من المتوقع، لأن كما تعرفون قضية الشمال والقضية الكردية قضية تعاني منها تركيا كثيراً، بالنسبة للتحركات التي تحدثت.. تحدثتم عنها تركيا بدأت تتخذ تدابير أمنية ضد أية هجرة جماعية محتملة كما وقع أثناء حرب الخليج، حيث وصل إلى الحدود التركية أكثر من 700 ألف مواطن عراقي، فتركيا تحاول أن تقيم حزام أمني، وتمنع دخول المهاجرين، وتقيم لهم خيم داخل الأراضي العراقية، وبدأت جمعية الهلال الأحمر التركية باستعدادات كما ذكرت بعض المعلومات الواردة من أنقرة باستعدادات لتحشيد كميات كبيرة تأهباً أو تحسباً لمثل هذا التطور.
جمانة نمور: نأخذ الآن اتصالاً من ألمانيا من سميح عبد الله، تفضل.
سميح عبد الله: ألو، مساء الخير.
جمانة نمور: مساء النور، تفضل.
سميح عبد الله: أريد أن أوجه بعض الأسئلة.. ما يُسمى بالدكتور فهد.
جمانة نمور: أرجو أن تحترمه يا سيدي قبل أن توجه إليه السؤال لو سمحت.
سميح عبد الله: يعني أنا أحترمه، لم أقل شيئاً، أنا قلت ما يُسمى، هو دكتور والدكتور يُسمى بدكتور.
جمانة نمور: لا أعتقد أنه يعني هذا اللقب يأتي إلى.. إلى الأشخاص جزافاً، يعني سيدي، أرجو ألا تضيع وقتنا وتسأل سؤالك باختصار.
سميح عبد الله: طيب.. أعطيني.. أعطيني..
جمانة نمور: تفضل اسأل سؤالك باختصار لو سمحت.
سميح عبد الله: أي نعم، نعم.. نعم.. نعم، إذا.. السؤال الأول: إذا كان إسقاط النظام في العراق هو الأفضل لأن الشعب العراقي يعاني فلابد إذاً من إسقاط الأنظمة العربية الأخرى، لأن الشعوب العربية الأخرى يعني مكبلة، وهي تعاني أيضاً وإن كانت بدرجة أقل نسبياً من.. من الشعب العراقي.
السؤال الثاني: يعني ماذا يضير الدول العربية الخليجية أن يمتلك العراق أسلحة دمار شامل؟ ثم هنالك تناقض في كلام الدكتور فهد، ويعني هو من جهة يقول لا يهمنا من يحكم في العراق، وإن بقي النظام يحكم فلا.. فلا بأس، ومن جهة يقول أنه العراق يعني يمتلك أسلحة دمار شامل يهدد جيرانه، فيعني هذا تناقض عجيب بين.. بين الكلمة الأخرى والثانية، ثم إنه في كلامه مصطلحات يعني الواقعية أصبحت ذل وهوان، الحكمة أصبحت الانبطاح التام وبزاوية 180 للعدو، يعني إشي بيرفع الضغط، يعني هذا الأستاذ فهد يجب أن يغير اسمه إلى اسم ثاني.
جمانة نمور[مقاطعةً]: لقد تحدث الدكتور فهد، يعني أجاب عن هذه النقاط، لا أعرف إذا كان لديه إضافات، ولكن قبل ذلك نتحدث مع الدكتور محمد المسفر من قطر، تفضل دكتور.
د. محمد المسفر: في الواقع هذا برنامج في ظروف صعبة وفي أيام سوداء تمر على الأمة العربية من محيطها إلى خليجها وعلى العالم العربي أيضاً والإسلامي. يسير هذا الحديث الليلة في.. في شأن العراق واللجنة التفتيشية أو القوة التفتيشية التي مطالبة بأنها ترجع إلى العراق، أعتقد إنه قد حُسم هذا الأمر، وأنها هي هيئات دولية تقوم بعملية تفتيش تجسسي، وقد حُكم على ذلك، وكثير من هادول من الأعضاء قد أشار إلى ذلك، ولا داعي. لكن الذي أنا يثيرني في كل مقابلة تطلع علينا فيها (الجزيرة) مع أحد الضيوف، نقول بأنه كلما تحرك إنسان في العراق كلما تحركت بعض قطاعات الجيش العراقي فإنها محرمة على العراقيين أن يحركون وحداتهم ضمن السيادة العراقية، بينما ما يدور من حولهم تكتسح القوات التركية شمال العراق، تخترق الأجواء الجنوب العراقي من أراضي مجاورة سواء من الكويت أو من غيرها، ولا أحد يثيره الأمر في ذلك شيئاً.
النقطة الثالثة: أن العراق النظام الوحيد – إذا كان هناك نظام في الوطن العربي- يستطيع أن يمشي في شوارع بغداد ما يزيد على مليون ونص إنسان يتظاهرون في ظروف قاسية وصعبة، والنظام كما نقول أنه مهزوز ومعارضيه في كل مكان، إلا أنه يمشي مليون ونص إنسان يهتفون بهدف تحرير فلسطين، بينما العواصم العربية لا يجرؤ إنسان يمشي فيها في وضح النهار ليهتف، أو ليقول، أو ليدعو الله الآن في المساجد هو محرَّم علينا دعاء الله بتدمير اليهود ومن عمل معاهم، وهناك تغيير في مناهجنا، وهناك فيه (سيرة) الآن تجتاح عالمنا، ومازلنا نقول على أسرانا، ومازلنا نتحدث من ذلك، هذه كلها القضايا، المفقودون يا سيدي لهم لجنة مختصة بذلك يستطيع العراق والكويت حل هذا الإشكال عن طريق ثلاث قوى، إما جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، تُشكل وفد يذهب إلى بغداد وإلى العراق.. وإلى الكويت، ويحلون هذا الإشكال ويخرجون منه. أما عودة المفتشين بأنها هي التي ستمنع الهجوم الأميركي على العراق فذلك أمر مشكوك فيه، لأنه ملفات كثيرة منها ما تسمونه بالأسرى، ومنها ما تسمونه بتطبيق الشرعية الدولية، وهي الديمقراطية، ومنها حقوق الإنسان، ومنها الكثير..
جمانة نمور: أعتقد دكتور وأنا..
د. محمد المسفر: معلش يا أستاذتي العزيزة..
جمانة نمور: باختصار،لم يتبق لدينا الكثير من الوقت للبرنامج أصلاً.
د. محمد المسفر: إذا كان.. إذا كان.. إذا كان المملكة العربية السعودية الآن تتعرض لهجمة، وأول الهجمات الآن جايه من أحد دول التحالف، وهي تركيا التي تحتج على المملكة العربية السعودية في عمل بنائي صرحي في مدينة مكة المكرمة، هل تجرؤ تركيا أن تقدم على هذا العمل دون أن يكون هناك بعده وجود الكونجرس الأميركي موجود في أنقرة أن يكون في هذا المؤشر؟ الهجمة يا سادة، يا العالم العربي، يا ولاة أمرنا، الهجمة عليكم جميعاً، وليست على العراق وحده، والعراق سيكون الأول والأخير سيكون مصر، وكذلك المملكة العربية السعودية، وكذلك كل هذه الدول ستمشي رؤوسهم على الطاولة محطوطة بطلب أميركي، وما يجري اليوم في أفغانستان..
جمانة نمور[مقاطعةً]: دكتور، أرجو أن تترك.. يعني تفسح المجال للوقت للدكتور فهد بالرد، نشكر جداً مشاركتك القيمة معنا، شكراً لك.
دكتور فهد، يعني يتم الحديث عن مواقف دول الخليج وبيان مسقط، وما صدر عن دول الخليج، أيضاً هناك ربما توضيح يجب أن نستفسره منك، هل دول الخليج -طبعاً باستثناء الكويت والسعودية إلى حدٍ ما- هل لديها رؤى متطابقة في التعامل مع.. مع الموضوع؟
د. فهد العرابي الحارثي: أنا أعتقد إنه موقف الدول الخليجية مجتمعة هو عدم الموافقة على الإطلاق على أي ضربة توجه للعراق، وهذا كان موضوع صريح وواضح في كثير في المواقف المعلنة لهذه الدول، ولاسيما في سياق مكافحة الإرهاب، لأنه ليس هناك دليل قطعي يبرر للولايات المتحدة بهذا الهجوم وأنها ضالعة في أحداث 11 سبتمبر، بغض النظر عن تاريخ النظام العراقي وعلاقته بالإرهاب في العالم هذا موضوع آخر. لكن في هذه الأحداث بالذات. النقطة الأخرى إنه هذا سيؤدي إلى.. إلى.. إلى إيجاد يعني انقسامات كبيرة وكارثة بالنسبة للمنطقة بكل أمانة وصدق، لكن الحقيقة أيضاً إنه الدول الخليجية حينما يعني قالت بمنتهى الصراحة وبمنتهى الوضوح: لنبتعد عن المزايدات ولنكن واقعيين، هي في محاولة تقديم النصح للعراق، لأنه شعب العراق لم يعد يحتمل أكثر مما.. مما تحمل، وأنا الحقيقة أريد أن أقول للدكتور المسفر بأنه أنا أتمنى إنه ما تتحول حلقة البرنامج الليلة إلى مزايدات في ديمقراطية صدام حسين أو عدم ديمقراطية الأنظمة العربية الأخرى، والشهادة اللي قدمها هو لحرية التعبير في بغداد وفي هذا، طبعاً هذا شيء أمر يخصه هو، لكني أود أن أذكره بأن هناك 5 ملايين لاجئ عراقي يعيشون خارج العراق، وأعتقد إنهم لو وجدوا هذه الجنة الذي يتحدث عنها الدكتور المسفر لما غادروا العراق، وأعتقد إنه ما فيه أي دولة خليجية يعيش.. تعيش هذه النسبة من سكانها خارج.. خارج.. خارج أسوارها. الشيء الآخر إنه مسألة.. يقلل كثيراً من مسألة.. الأسرى، وهو لا يدري أن هناك ستمائة أسير، وستمائة أسير معناها إنه إذا لم يكن هناك دولة تنادي بالإفراج عن هؤلاء الستمائة أسير، معنى هذا إن هذه الدولة تخون ضميرها، وأن أي عربي يسكت عن مثل هذا الموضوع، هو أيضاً خيانة لضميره القومي في النتيجة النهائية، الآن العراق نفسه يقاطع لجنة الصليب الأحمر التي معنية هي بـ.. بهذا الموضوع..
جمانة نمور: لقد تحدثنا عن هذا الموضوع في أثناء الحلقة أرجو أن نأخذ اتصالاً من لبنان من خير الدين حسيب، تفضل.
خير الدين حسيب: الأخت جمانة، أحب أولاً بأهنيكي على طريقة إدارة هذا البرنامج بالشكل الحضاري.
جمانة نمور: الله يخليك.
خير الدين حسيب: واتنين: بأحب أشكر الإخوة الدكتور فهد الحارثي، والدكتور قيس محمد نوري على الأسلوب الهادي والموضوعي والحوار الحضاري، لدي عدد من الملاحظات، الملاحظة الأولى..
جمانة نمور: تفضل باختصار لو سمحت، الوقت أصبح ضيق جداً.
خير الدين حسيب: الملاحظة الأولى فيما يتعلق بأميركا والمخاوف من أميركا، الدكتور الحارثي يبالغ في الخوف والخطر من أميركا كأنما هذا قدر لا يمكن رده، لا يزال هنالك بقايا من نظام عالمي، وأميركا ليست مطلقة اليد لتتصرف كما تشاء، هذه.. كوبا صار لها أكثر من 30 سنة قريبة من أميركا ولم تستطع أميركا تغيير النظام، أميركا حاولت..
جمانة نمور: ملاحظتك الثانية سيدي، تفضل.
خير الدين حسيب: النقطة الثانية: فيما يتعلق بأميركا وضرب العراق كل المؤشرات تشير إلى أنه لا يوجد قرار أميركي بضرب العراق في الوقت الحاضر، الإدارة الأميركية لم تتخذ قرار (كولن باول) ووزير الدفاع قالوا: لم تتخذ أميركا قرار، أوروبا وبريطانيا بشكل خاص ضد ضرب.. حتى نائب وزير الدفاع الأميركي يوم الاثنين (القادم) [السابق] في مقابلة قال: أن موضوع ضرب العراق ليس وارد في الوقت الحاضر.
جمانة نمور: هل لديك ملاحظة ثالثة في.. في نهاية الحديث؟ هذا الاتصال الأخير في الحلقة.
خير الدين حسيب: فهذا لا يعني أن العراق يجب ألا يحتاط، ولكن أرجو ألا نبالغ في موضوع ضرب العراق، الملاحظة الثالثة..
جمانة نمور[مقاطعةً]: شكراً.. شكراً جزيلاً لمشاركتك، يعني أعتذر.. شكراً جزيلاً لك، أتوجه إلى الدكتور قيس في.. في بغداد، يعني هل ما سمعناه الآن بأن كل المؤشرات تقول ألا قرار حتى الآن بضرب العراق، هل ستؤدي أو تدفع بالعراق إلى مزيد من التشدد، أم الاحتياط واجب كما ذكر الأخ خير الدين؟ يعني ما الذي يمكن أن يقوم به العراق الآن؟ ما هو موقفه عملياً؟
د. قيس محمد نوري: شكراً جزيلاً ست جمانة، بس أتمنى تعطيني فرصة مكافئة لزميلي صديقي العزيز الدكتور فهد لكي..
جمانة نمور: سيدي، هناك خمس دقائق لختام البرنامج ستأخذ منها الحصة الأكبر، لأنك.. لكن أرجو أن تترك كلمة أخيرة لضيفينا.
د. قيس محمد نوري: O.K، هذه فرصة لأتحاور معه على الفضائيات بعد أن حرمتنا السياسات من الحوار المباشر. لا أعتقد يا صديقي العزيز إننا نفعل شيئاً جدياً إذا استحضرنا تصريحات قديمة، سواء كانت عراقية، أو كويتية، أو سعودية، إذا أردنا أن نتجاوز هذه المحنة، علينا أن نكون واقعيين، العراق وجَّه دعوة نبيلة لعقد مؤتمر قمة طارئ، وهذا هو الموقف الرسمي العراقي المعلن، أعتقد أن التجاوب مع هذه الدعوة يمكن أن تأتي بالكثير لصالح العرب، لا ندخل في تفصيلات قديمة تنكأ جراح، هي ليست حرب البسوس لكي تستمر هكذا، هذه مسألة.
المسألة الأخرى: تتحدثون وكأنها الحرب واقعة فعلاً، لماذا لا تفترضون أنها جزء من عملية خداع إستراتيجي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية لابتزاز العراق ودول المنطقة أو غيره؟ لماذا لا نفترض هذا الافتراض، خاصة وأن الولايات المتحدة الأميركية لا تمتلك أي مبرر يستطيع الصمود أمام محفل دولي أو أمام حتى حلفائها لضرب العراق؟ وتعرفون أن الموقف الفرنسي وحتى الموقف البريطاني متحفظ بشأن القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق ضد العراق، وحتى تركيا العضوة في حلف الناتو تدرك التحديات اللي تواجهها في حالة إقدام الولايات المتحدة الأميركية على حماقة بضرب العراق، لتركيا مصالح اقتصادية مع العراق ومع دول المنطقة، ويدرك الجميع أنه استهداف العراق ليس من أجل العراق وحده، الولايات المتحدة الأميركية تريد رسم خارطة سياسية جديدة للمنطقة تحقق بها هدفين مركزيين، الأول هو تأمين أمن الكيان الصهيوني.. أمن الكيان الصهيوني، وثانياً: هو الاستحواذ على الاحتياطات النفطية المعروفة بوفرتها. هذين الهدفين تتعارض مع الكثير من الأهداف لدول في المنطقة بما فيها تركيا، والأشقاء في السعودية، والأشقاء في الكويت، وكل العرب، وتخدم فقط مصالح وأمن إسرائيل، هذه حقائق مدركة، وما عادت مخفية، ويصرح بها المسؤولين الأميركان علناً، لماذا لا نضع هذا في الحسبان، ونلتقي ونتحاور لـ.. لننقذ هذه الأمة التي ابتلاها الله بهذا العداء؟
جمانة نمور: يعني بهذي الدعوة إلى الحوار أشكرك دكتور لآخذ كلمة أخيرة من السيد بياتلي من إسطنبول، تفضل سيد بياتلي.
كمال بياتلي: والله ست جمانة هنا في تركيا الإدارة التركية بأحزابها الحاكمة والمعارضة تعارض أي تدخل أميركي في العراق، ضد العراق، هذا ما أود أن أقوله لأن هناك أشياء كثيرة تقال عن الموقف.. الموقف التركي، غير أن تركيا اليوم مصممة كثيراً على عدم خوض مغامرة مثل هذه، غير أن أميركا وضغوطها لا أدري إلى أي مدى سيكون مؤثراً عليها.
جمانة نمور: يعني مصممة ولكن، نستطيع القول..
كمال بياتلي: طبعاً، يعني هناك أشياء واقعية يجب أن نراها، وأميركا الآن تفرض ما تريد بالقوة على الجميع، جميع دول المنطقة الآن تحت السيطرة.. الهيمنة الأميركية، جميع دول المنطقة، ليست منطقتنا هذه فقط، بل.. آسيا الوسطى، أوروبا، في كل مكان، قرغيزيا اليوم الحكومة القرغيزية جاءنا الآن..
جمانة نمور[مقاطعةً]: ليس لدينا وقت نذهب إلى "قرغيزيا" سيد بياتلي، شكراً لك، كلمة أخيرة يعني بثواني دكتور.
د. فهد العرابي الحارثي: أنا الحقيقة أريد أن أقول التالي، ويعني سعيد أنا بما سمعته من الدكتور قيس، وفي نفس الوقت أريد أن أتساءل، سواء بالنسبة للفاكسات اللي سمعناها أو بالنسبة لمداخلات الدكتور قيس: من الذي وضعنا ووضع هذه المنطقة في هذه الأزمة، التي تحدث عنها الدكتور المسفر وتحدث عنها الدكتور قيس؟
جمانة نمور: بهذا التساؤل (…) عليك في المقاطعة لأن الوقت انتهى، شكراً جزيلاً لك.
إذن مشاهدينا الكرام، في نهاية البرنامج لا يسعنا إلا أن نشكر ضيوفنا: الدكتور فهد العرابي الحارثي (عضو مجلس الشورى السعودي)، والدكتور قيس محمد نوري (أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بغداد)، ومن إسطنبول كمال بياتلي (رئيس القسم العربي بوكالة "جيهان" للأنباء).
مشاهدينا الكرام تحية لكم من معد البرنامج أحمد الشولي، ومخرجه فريد الجابري، ومني جمانة نمور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.