قمة مجلس التعاون الخليجي القادمة
مقدم الحلقة: | جمانة نمور |
ضيوف الحلقة: | محمد عبد الله الركن: أستاذ القانون العام- جامعة الإمارات د. أحمد عبد الملك: رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية عبد الرحمن النعيمي: رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي – البحرين |
تاريخ الحلقة: | 28/12/2001 |
– التعاون العسكري والجديد الذي يمكن أن تأتي به قمة مسقط
– التنسيق الأمني ومكافحة الإرهاب والتصدي لغسيل الأموال
– مجلس التعاون الخليجي وتأثير المتغيرات الدولية على تقدمه
– التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي وكيفية تفعيله
– مدى تغير السياسات الإعلامية لدول الخليج
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
جمانة نمور: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، ومرحباً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج (أكثر من رأي)، والتي نستعرض بها مسيرة مجلس التعاون الخليجي وآفاق التعاون والتنسيق بين دولة، وذلك لمناسبة انعقاد القمة الثانية والعشرين في سلطنة عمان.
من أبرز القضايا التي يناقشها قادة دول المجلس هي تشكيل مجلس أعلى للدفاع، فبعد المصادقة على معاهدة الدفاع المشترك التي تم التوقيع عليها العام الماضي أصبحت الدول الست الأعضاء مُلزمة بالدفاع عن أي دولة تتعرض لتهديد أو اعتداءً خارجي.
أما في الجانب الأمني فإنه من المتوقع إقرار الإستراتيجية الموحدة لمكافحة التطرف المصحوب بالإرهاب، وإقرار القانون الموحَّد لمكافحة غسل الأموال.
وفي الجانب الاقتصادي فإن قمة مسقط ستواصل مناقشة سُبل استكمال الاتفاقية الاقتصادية الخليجية.
رغم أهمية هذه القضايا إلا أن البعض يرى أنه لا جديد في قمة مسقط، وإنها ربما لن تخرج عن نطاق القمم السابقة، فمنذ عشرين عاماً ظلت قمم دول مجلس التعاون الخليجي تبحث عن الطرق السهلة وتحاول تأجيل القضايا الرئيسية، فالتعاون العسكري والأمني مازال يصطدم بتباين الرؤى بين دول المجلس حول التسليح وتوزيع الأدوار وتحديد مصدر الخطر، وبالتالي كيفية التصدي له.
أما النزاع الحدودي بين الإمارات وإيران فمازال يراوح مكانه، والإنجاز الوحيد في حل النزاعات الحدودية تم خارج نطاق المجلس.
أما التعاون الاقتصادي فيسير مسيرة السلحفاة، فعلى سبيل المثال لا الحصر ليست هناك سياسية نفطية واحدة وحاسمة، رغم أن جميع دول مجلس التعاون تعتمد في مداخيلها على النفط.
يتساءل البعض: هل يعُقل بعد التغييرات الهائلة التي شهدها العالم أن يظل مجلس التعاون يناقش قضايا هامشية، مثل: تنقل مواطني دول المجلس بالبطاقة؟ ويمضي هؤلاء بالقول: ألم يحن الوقت إلى مواجهة القضايا الاستراتيجية الكبرى بدلاً من الالتفاف حولها اعتقاداً من البعض أن هذه هي طريق السلام.
لمناقشة هذه القضايا يُسرنا أن نستضيف اليوم عبد الرحمن النعيمي (رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي البحرينية)، والدكتور محمد عبد الله الركن (أستاذ القانون العام بجامعة الإمارات)، والدكتور أحمد عبد الملك (رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية)، والذي عمل ردحاً من الزمن في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي. يمكنكم المشاركة على الهاتف رقم: 4888873، والفاكس: 48859999، ومفتاح دولة قطر هو: 974، كما يمكنكم المشاركة من خلال موقعنا على الإنترنت:
www.aljazeera.net
إذاً لقد تحدثنا عن محاور عديدة لهذه الحلقة، ربما نبدأ بالمحور الأول وهو التعاون العسكري، أستاذ عبد الرحمن، يعني برأيك ما هو الجديد الذي يمكن أن تأتي به قمة مسقط فيما يتعلق بالتعاون العسكري بين دول مجلس التعاون؟
التعاون العسكري والجديد الذي يمكن أن تأتي به قمة مسقط
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني في بداية مجلس التعاون تأسس بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، وبالتالي كان الفهم بأن هو رد على هذا النزاع الإقليمي الكبير التي تطور –يعني- لاحقاً، وبطبيعة الحال يعني كان واضح بأنه اتفاق أو تعاون أمني عسكري بين دول المجلس لمواجهة الأخطار الخارجية.
في عدة محطات في الواقع صارت في المنطقة يعني كان واضح بأن المجلس لم يتمكن من تحقيق هذا الهدف اللي من أجله أنشئ. استمرار الحرب العراقية الإيرانية، حرب الناقلات، كلها كانت تستدعي حضور عسكري أجنبي، وليس قدرة المجلس على صد مثل هذه العمليات، ثم صار الغزو العراقي للكويت، وبرهن بأن المجلس كان عاجز من مواجهة مثل هذا التحدي اللي واجهة من قبل دولة شقيقة، وبطبيعة الحال يعني هناك الإشكاليات اللي صارت أيضاً بين دول المجلس، لكن هذا الجانب نأخذه بشكل آخر، واضح بأن المجلس على الصعيد العسكري يعتمد في بنيته الأساسية على الدور الأميركي، الدور الغربي، سواء منذ أن اندلعت الحرب العراقية الإيرانية في.. يعني نشرت طائرات "الأواكس" في المنطقة، بحيث إن هي تحمي أجواء المنطقة، وبالتالي الهيمنة العسكرية الأميركية كانت واضحة في.. من البداية حتى لنقل السنوات الأخيرة، وبطبيعة الحال يعني تزايدت التحديات العسكرية بعد قضية أفغانستان، بحيث أن أصبح القرار في الواقع العسكري، حتى فيما يتعلق بتحريك القوات الأميركية وغيرها من المنطقة، ليس مرهوناً بإرادة قادة دول المنطقة، لأن أميركا تتصرف كما لو أن المنطقة في
الحقيقة محمية بالنسبة للمصالح الأميركية، وهذا في الواقع –يعني- نقطة مركزية: من هو العدو الذي من أجله نتحالف، ونقيم تحالف عسكري مع بعضنا بعض؟ هل ضد بعضنا بعض؟ يعني الجيران إيران أو العراق، أو أن هناك خطر حقيقي يتمثل في الولايات المتحدة، يتمثل في الغرب الذي يتحدث صراحة بأن يريد أن يدافع عن مصالحه، ويرى ما تحت الأرض من نفط، ولا يرى ما فوق الأرض من بشر؟
جمانة نمور: هنا نصل إلى توحيد الرؤى بمن هو العدو ومن هو الصديق، لقد أثار نقطة مهمة بالفعل، دكتور محمد، كيف تنظر إليها؟
د. محمد عبد الله الركن: نعم، بالنسبة لموضوع مجلس التعاون الخليجي أتصور الآن نحن مقلبين على القمة الثانية والعشرين لهذا المجلس، ونحن في اللغة القانونية نعتبر من بلغ سن الـ 21 قد بلغ سن الرشد، وأنه ليس بحاجة إلى وصاية عليه، وأنه حر التصرف فيما يملك..
جمانة نمور[مقاطعةً]: هناك فرق بين ليس بحاجة إلى وصاية وبين اعتماد بإرادة.
د. محمد عبد الله الركن: نعم، لكن أنا أكمل ما أقول، وأتمنى أن بوصولنا.. أو وصول هذا المجلس سن الرشد أن يرتأي قادته مثل هذه الأهلية القانونية الكاملة، وأن يتصرفوا في مقدرات ومستقبل هذا.. هذه المنطقة المهمة من العالم العربي والإسلامي بما يخدم مصالح هذه الشعوب. بالنسبة لموضوع..أحد المعوقات لتقدم تجربة مجلس التعاون هي تعدد الرؤى بالنسبة لمصدر التهديد، من يمثل التهديد لهذه الكيانات السياسية وشعوبها؟ بعض هذه الدول ترى العراق مهدد لها، أخرى ترى إيران، بعض منها قد يرى إسرائيل كون أن دول الخليج هي دول التمويل لدول المجابهة مع الكيان الصهيوني.
الأستاذ م. عبد الرحمن يذكر الآن الولايات المتحدة الأميركية والغرب الذي يرى في هذه المنطقة مصدر ثروة وطاقة لابد من الهيمنة عليه هو مصدر الخطر الحقيقي يعني مسألة قد يثور حولها جدال كثير، لكن السؤال الآن يعني حتى هذه الدول، يعني لكي لا نستضعفها كما يستضعفها الآخرون، نسأل ونرمي الكرة في ملعب الآخرين، ماذا قدمت إيران والعراق للأمن في المنطقة؟ هناك للأسف زعامات هذه الدول الكبيرة تدير رأسها أوهام الزعامة المطلقة، تريد أن تكون هي سيدة هذا الإقليم، سواء كانت في العراق أو في إيران، وجرت على نفسها وعلى الآخرين الويلات، كل منا للأسف، حتى بين دول مجلس التعاون الخليجي، كل منا يريد أن يكون الأقوى بين الضعفاء، يعني يريد الآخرين أن يكونوا على مستوى أضعف منه وليس على مستوى أقوى منه، سواء كانت الجارات أو حتى دول المجلس.. هذا الفهم المقلوب وغير الصحيح لنمط التعاون بين هذه الدول لابد من إعادة النظر فيه. هذه الدول لا تعيش في فراغ، لعل الظروف الأمنية التي ولد فيها هذا المجلس هي لم تكن السبب الأساسي لولادته، لأ، هي سرعت في ولادته، كان فيه هناك ظروف نستطيع أن نقول طبيعية، اجتماعية سياسية، بشرية، تؤهل هذه المنطقة لنوع من التعاون، حتى الحركات السياسي على مستوى الخليج قبل ميلاد المجلس كان فيه لديها رؤى إن هذا الكيان موحد، لكن أتت الظروف الأمنية، سواء كانت اشتعال الحرب العراقية الإيرانية، سقوط الشاه، غزو السوفيتي لأفغانستان، كامب ديفيد وخروج مصر من الصف العربي، تفكك الصف العربي، اليمن وما حصل به، هذا كله دعى.
جمانة نمور: عجَّل.
د. محمد عبد الله: عجَّل بالولادة الأمنية، لكن للأسف مازال هذا المجلس يعيش جبيس ورهين ظروف تلك الولادة الأمنية، التي نتمنى أنه مع بلوغه سن الرشد أن يتخطاه، وأن ينظر إلى مرحلة التطوير وإلى المستقبل.
جمانة نمور: إذاً تمنى منك وتشاؤم ربما من أستاذ عبد الرحمن.
[فاصل إعلاني]
جمانة نمور: دكتور أحمد عبد الملك، يعني هل.. هل أنت متفائل على الأقل بجديد قد تحمله قمة مسقط على الصعيد العسكري، أم أنك تنضم إلى ضيوفنا بالتشاؤم؟
أحمد عبد الملك: هو مشكلتكم أنتوا جبتوا ثلاثة متشائمين هذا المساء، وبالتالي لن أخرج عن المنظومة، ولكن أنا لي مجرد استدراك يعني بالنسبة للإخوة المشاهدين، يعني مجلس التعاون يجب ألا يحمل فوق طاقته بصراحة، هو أنشئ في ظروف معينة، وأنيط في عمل محدد، وأن المجلس لا يلغي سيادة الدول، وبالتالي فكل ما يحدث في القمم هي عبارة عن أماني لمحاولة تقريب هذا المجلس من تحقيق النظام الأساسي أو خصوصاً المادة الرابعة منه. بالنسبة لما تطرق إليه الأخوان، بالنسبة لقضية الدفاع يعني هي نوقشت سنة 82 أول شيء كانت بناء القوة الذاتية لدول المجلس، وكان أول قرار صدر في قمة أبو ظبي في مايو 1981م هو أن الأمن مسؤولية دول مجلس.. المجلس، وإنهم مناط فيهم الدفاع عن المجلس.. المجلس، وإنهم مناط فيهم الدفاع عن المجلس.. ورفضهم لأي تدخل أجنبي. لكن اللي حصل إن رفض التدخل الأجنبي حصل بصراحة في.. قبل نوفمبر يمكن حتى أثناء الحرب العراقية الإيرانية، قصدي قبل 1990م عندما احتاج.. احتاجت دول مجلس التعاون لإخراج القوات العراقية من الكويت 96 طلب الوزراء تأجيل مهام فرقة المشاة كذلك حتى اكتمال منشآت القوة اللي صارت في السعودية. في قمة العشرين في الرياض برضو اعتمدوا وزراء الدفاع تطوير ومتابعة شؤون التعاون العسكري، يعني بعد عشرين سنة تطوير ومتابعة الشؤون العسكرية، فهذا يعني يعطي.. يعطي إن بعض المبررات أو المدلولات على ثقافة التأجيل التي درج مجلس التعاون عليها، وهذه.. أضرت كثيراً بقضية تفعيل القرارات.
جمانة نمور: ولماذا كان يلجأ إلى التأجيل برأيك؟ يعني هل لصعوبة ربما في واقعية تطبيق هذه العناوين التي وضعها لعمله؟
د. أحمد عبد الملك: لأن هي أول شي.. أول شيء: رغم إن الدول ذات سيادة، وتقريباً أنظمتها متشابهة جداً، إلا أنها في السياسات الخارجية وعلاقات في الشؤون العسكرية تختلف، وخصوصاً يعني بعد.. بعد قضية الكويت وجدنا أن هناك فيه بعض الدول توقع اتفاقيات يعني مباشرة، وفيه بعضها تحتفظ ببعض القواعد أو بعض المستودعات، فلها يعني.. بينما يعني وصل الآن.. يعني يحضرني رقم –والمشاهدين يحبون الأرقام- إنه العام الماضي كان دول مجلس التعاون استوردت 50 مليار سلاح، نصهم في المستودعات، فهذا يطرح سؤال جديد يعني حول إنه إذا كانت الولايات المتحدة وغيرها من دول.. الدول الغربية تدافع عن المنطقة نظراً للظروف.
جمانة نمور: ما جدوى استيراد..؟
د. أحمد عبد الملك: إذاً فما جدوى..؟ هذا يطرح يعني شعبياً.
جمانة نمور: يعني أكثر أكثر من نقطة طرحها..
د. محمد عبد الله الركن: أنا.. أنا أحب أتداخل هناك في نقط مع الدكتور أحمد، بداية مثلما ذكر هو نكرر مسألة أخرى وهي إنه التجارب الاتحادية أو التعاونية –أستاذ قانون دستوري، فبالتالي النظم هذه تمر يعني واطلعنا عليها- تتسم عموماً بالبطء الشديد والتعقيد، ويعني يكفي إن مثلاً سويسرا كانت اتحاد كونفدرالي بهش مثل مجلس التعاون الخليجي مدة ثلاثمائة سنة، ثم وصلت إلى –هذا أنا لا أبرر- لكن وصلت إلى مرحلة الاتحادية الفيدرالية، وفي ألمانيا خاضوا تجربة كونفدرالية ثم تفككت، فبالتالي التجارب الاتحادية أو التعاونية عادةً متعقدة بطيئة، وقليل منها ما ينجح.
جمانة نمور: ولكن الزمن الزمن تغير، يعني أستاذ عبد الرحمن عفواً، هل نملك ثلاثمائة سنة لـ..؟
محمد عبد الله: لأ لا، أنا لا لا لا أنا.. لا لا أريد أن تأخذيها مسألة حرفية، يعني كما أن مثلاً كما يقول أحدهم الآن.. من يقرأ "لوس أنجلوس تايمز" اليوم يحصل على معلومات كان الشخص في القرن السابع عشر يقضي عمره كله ولا يستطيع أن يحصلها، فهي يعني ليست قياساً، لكن هي المفهوم إن هي مسألة بطيئة وشديدة التعقيد، وقليل منها ما نجح بالنسبة للمسألة العسكرية التي ذكرت هنا، الإشكالية في أننا أو في مجلس التعاون الخليجي أنه إلى الآن لا يعرف ماذا يريد، كيف ما يعرف ماذا يريد..؟ يعني هل هو يريد أن ينشئ حلفاً عسكرياً فيكون على نمط الحلف الأطلسي، أم هو يريد تكتل اقتصادي فيكون على نمط السوق الأوروبية المشتركة أو النافتا (NAFTA)، أم هو يريد عمل دبلوماسي مرن فيه نوع من التعاون السياسي والأمني كجامعة الدول العربية وغيرها؟ إلى الآن لم يحدد مثل هذا الهدف. الأوروبيين على سبيل المثال قسموا الوظائف فجعلوا هناك.. حلف عسكري، حلف شمال.. حلف الناتو أو تجمع تكتل اقتصادي، وأوجدوا له مؤسسات. نحن للأسف هذه الأولويات، أو هذه.. أو هذا الهدف الأساسي، ماذا نريد من هذا المجلس؟ غير واضح، فلذلك توسعت شبكة أمنيات مجلس التعاون الخليجي –كما ذكر- بحيث أصبح من الصعب تحقيقه أو تحقيق جزء منها..
جمانة نمور: ولكن.. ولكن.. لقد كان هناك حديث عن تشكيل المجلس الأعلى للدفاع، والذي يتوقع أن يؤخذ قراراً بشأنه في.. في هذه القمة، النقاط كثيرة أثرتموها، أريد تعليق من أستاذ عبد الرحمن عليها.
م. عبد الرحمن النعيمي: لأ، يعني في الواقع هو مهم تطور كل أشكال التعاون، يعني إحنا مع يعني التعاون العسكري، التعاون الأمني، التعاون الاقتصادي، التعاون..، بس حتى لا نكذب على الناس يجب أن يكون تعاون، ليس هناك تعاون حقيقي، يعني كل الناس في دول مجلس التعاون تتمنى الوحدة الخليجية، يعني لما تشكل..
جمانة نمور[مقاطعةً]: يعني نستطيع ربما أن نقول ربما..
م. عبد الرحمن النعيمي [مستأنفاً]: لما تشكل مجلس تعاون، يعني.. مثلما تفضل الدكتور، يعني بين دول المجلس الناس متداخلة مع بعضها البعض بدرجة جداً كبيرة، القطري عنده ناس من البحرين، الناس اللي من البحرين بالسعودية، الإمارات تعتبر نفسها جزء، يعني شمال عمان، إلى آخره من هذا يعني التداخل الكبير، يعني نتيجة لـ..يعني لنقل: إنشاء هذه الكيانات السياسية طبعاً صار فيه تقوقع، والدفاع عن هذه الكيانات الصغيرة بحيث إن الأنظمة السياسية وجدت بأن هذه القضية المركزية بالنسبة لها الدفاع عن الكيان الصغير هو بالاعتماد على الغرب وليس بالاعتماد على بعضنا بعض، يعني كل واحد ينظر بأن جاده هو عدوه، هذه إشكالية، إذا حقق مجلس التعاون إمكانية إنه يزيل هذا اللبس أو يزيل هذا النفسية إن والله السعودية ممكن تلتهم البحرين وتلتهم قطر وتلتهم.. إلى آخره، بحيث إنها تخلق عقلية.. نحن نريد أن نتكامل، وبالتالي هناك عدو آخر بالنسبة لنا.
أنا أعتقد يعني العامل الخارجي عامل كبير جداً في تحديد من هو.. من هو العدو، يعني بعد ارتفاع أسعار النفط 73، يعني دراسة أميركية حددت من هو العدو للسعودية، حددته فيه 7 أو 8 أعداء، أول عدو هو إنه كيف العراق بإمكانه يكتسح المنطقة، إيران كيف تكتسح؟ اليمن كيف يكتسح؟ العمالة الأجنبية كيف تؤثر، اليمنيين، إلى آخره وآخر عدد الأميركان خلوه هو يعني إمكانية إنه يصير فيه هجوم إسرائيل، ومن ضمن الأخطار إن الصومال ممكن تعمل تدخل..، يعني في.. في الأميركان كيف ينظرون إلى المسألة؟ وأنا أعتقد هذه قضية جداً أساسية، إذا كان داخل البنيان السياسي العسكري لدول المنطقة، بالتحديد المملكة العربية السعودية، يعني الأميركان منذ.. منذ ارتفاع أسعار النفط أنشأت شبكة من اللجان الواسعة لتحديد مسارات كيف النفط يجب أن.. وعائدات النفط كيف تمشي، وبالتالي جزء منها اللي تكلم عنه الدكتور، إنه صفقات التسلح ليس لها علاقة بحماية النقطة، 20% من الدخل النفطي يجب أن يذهب، أو 20% من.. من ميزانية دول المنطقة يجب أن يذهب إلى التسلح، ونسمع كل بين فترة وأخرى صفقة اليمامة، صفقة القاهرة، صفقة كذا، كله بالمليارات يعني خرافية أصلاً، ومع ذلك عندما تأتي خلينا نقول مثلما يقول المثل "بيحذر بنشوف سلامة تسلمك"، ما فيه إمكانية بأن هذه الأسلحة تستخدم، هذا إضافة إلى أنها لا.. لا تعتمد حتى على قوى محلية في مواجهة..، يعني أنت فيه إشكالية.
جمانة نمور: أثرت موضوع..
م. عبد الرحمن النعيمي: الإشكالية ليست عسكرية وليست.. الإشكالية سياسية.
جمانة نمور: هي التداخل الاقتصادي بالعسكري بالأمني بالسياسي طبعاً هذه الأمور سنحاول أن نتناولها فيما تبقى من الحلقة، بدايتها أعطت انطباع وكأن لا إنجازات وكأنها فقط عناوين عريضة، ولكن أمامكن ربما كتب –كما أرى- وأمامنا خلال هذه السنة فقد إنجازات على أكثر من صعيد أمني، سياسي، عسكري، بلدي، إعلامي.
[موجز الأنباء]
جمانة نمور: كنا في المحور الأول تناولنا.. ربما المعوقات أمام آلية تنفيذ اتفاقية دفاع مشترك على الصعيد العسكري، وأيضاً وردتنا بعض الفاكسات هنا أمامي فاكس من دكتور عبد الإله بن صالح المحمود وهو (باحث وكاتب سياسي سعودي)، يقول: أسأل ضيوفكم الكرام: ما رأيهم في ترسيخ وحدة دول مجلس التعاون الخليجي في اتحاد دول الخليج العربي كوحدة كونفيدالية على غرار ما جرى في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت عبارة عن مدن كبرى؟ دكتور محمد، يعني بناءً على تجربتكم في الإمارات، كيف ترد على دكتور عبد الإله؟
د. محمد عبد الله: والله هو طبعاً بالنسبة لدولة الإمارات مرت بفترتين، الفترة الأولى من 69 لـ 71، كان فيه اتحاد تُساعي شاركت فيه البحرين وقطر، وفشل هذا الاتحاد لـ.. يعني بعض القصور فيه، ثم بعد ذلك ولدت دولة الإمارات من الإمارات السبع هذه، وأنا أفتخر إني أكون من هذه الدولة اللي هي التجربة الاتحادية العربية الوحيدة اللي يمكن أقول على مدى ثلاثين عام احتفلنا قريباً بثلاثين عام، وهو دولة اتحادية فيدرالية، ليس…
جمانة نمور[مقاطعةً]: ولكن ما مدى..؟
د. محمد عبد الله الركن[مستأنفاً]: ليس.. ليس وحدة، يعني يجب أن نفرق، فيه كثير من الإخوة المثقفين العرب عندما يتحدثون عن التقارب يتكلمون عن وحدة، الوحدة اللي هي تشكل دولة بسيطة موحدة فيها سلطة مركزية تختلف عن دولة اتحادية تتعدد فيها السلطات، فيه سلطة مركزية في العاصمة نعم، لكن فيه سلطات سياسية في الإمارات أو في الولايات، فدولة الإمارات هي دولة اتحادية ليست وحدة، دولة مجلس التعاون الخليجي مازال مجلس كونفدرالي فضفاض قراراته غير ملزمة، لكن للوصول إلى المرحلة التي وصلتها دولة الإمارات العربية المتحدة لابد من توافر شروط معينة، منها على سبيل المثال أنه لابد من التنازل عن جزء من السيادة السياسية للتمتع بمزايا التكامل والاندماج، يعني.. يعني أحد معوقات أو سقوط.. أسباب سقوط التجربة الأولى في دولة الإمارات اللي هي الاتحاد التُساعي كان إن الأعضاء التسعة لم يكونوا يرغبون في التنازل عن جزء من سيادتهم، بحيث إن يكون هناك فيه جنسية واحدة، يكون فيه هناك قرار بالأغلبية ملزم، فلذلك فشل.. سقط، لكن التجربة الأخرى اللي فيها دولة الإمارات الآن لثلاثين سنة، هذه الإمارات وجدت أن لديها مصلحة مكاسب اقتصادية كبيرة جداً تقتضي منها أن تنازل عن جزء من سيادتها، ما فهذا الشكل..
جمانة نمور [مقاطعةً]: ما مدى واقعية هذا الطرح للدكتور عبد الإله الدكتور أحمد؟ يعني مع الإشارة إلى إذا ما ذكرنا دولة الإمارات –التي الآن يتباهى بها الدكتور محمد- نرى هناك ربما غياب تنسيق إذا كانت فعلاً دولة اتحادية واحدة، نلاحظ مثلاً على الصعيد الاقتصادية مطارين جنب بعض، دبي الشارقة.. إلى آخره..، ما.. فما.. فما..
د. محمد عبد الله الركن: الدولة.. الدولة الاتحادية ليست واحدة، يعني..
جمانة نمور: الدولة.
د. محمد عبد الله الركن: لا لا لا.
جمانة نمور: لكن الدولة.. لكن الدولة..
د. محمد عبد الله: لا لا، ليست تنسيقية..
جمانة نمور: تتحدث عن اتحاد كونفدرالي.
د. محمد عبد الله: لا لا.. فيدرالي ليست سوريا.
جمانة نمور: فيدرالي.
د. محمد عبد الله: ليست السعودية، ليست الكويت، هذه الدول مركزية بسيطة.
جمانة نمور: يعني هناك.. فإذا تحدثنا عن هذا كيف إذاً بالتالي.
د. محمد عبد الله: فبالتالي أنت تتوقع..
جمانة نمور: هذه الدول.. دول.. دول مجلس التعاون الست، يعني ما هي المعوقات على الأرض التي يمكن أن تواجه طرح من هذا النوع دكتور أحمد؟
د. أحمد عبد الملك: هو مثلما يعني أنا ذكرت وأعتقد الدكتور ذكر إنه يعني انضمام دول مجلس التعاون لهذا الكيان لا يلغي سيادته، وبالتالي لم تنشأ هناك روح التضحية الوطنية من أجل القطرية أو من أجل الإقليمية، لم يحدث هذا في مسيرة المجلس، ذلك ظل.. ظلت القرارات اللي يناسبني أنا أطبقه واللي ما يناسبني لا أطبقه، يعني ظلت القرارات يعني.
جمانة نمور: فضفاضة.
د. أحمد عبدا لملك: فضفاضة، بدليل طبقت كثير من الأمور بدرجات، الاتفاقية الأمنية حتى هذا اليوم لا توقع على دولة الكويت، لأنها دولة الكويت عندها برلمان وعندها مجلس أمة، وفيه بند يعارض.. يعارض تطلعات مجلس الأمة فيما يتعلق بتعقب المجرمين. الاتفاقية الاقتصادية في دولة من الدول حتى الآن لم.. لم تكتمل من اتخاذ الإجراءات اللي بتساهم في تكوين الاتحاد الجمركي واللي أجل إلى 2005م، فهذا.. هذا التفاوت حتى في تملك العقار، يعني المجلس من بدايته يعني كان يريد تحقيق المواطنة الخليجية، ومنها اللي هو التنقل السريع، وممارسة التجارة، وكذلك تملك العقار، فيه دول تتملك العقار بصورة فضفاضة جداً، أي ممكن أنا أنشئ تجارة عن طريق العقار، أو أبني طوابق، بينما الدول الأخرى تحدد العقار فقط في بيت أسكنه فقط، وفي.. في دول أخرى كذلك وسعت مجال هذه الفضفاضة.. الثوب الفضفاض، بحيث الآن في دول تطرح إنه إذا أنا ساكن أو عندي عقار في بلد -كما ذكر الدكتور قبل شوية الاستراحة- لي حق التصويت، فدي درجة كبيرة من.. من التقارب ممكن تكون أو.. من الملمح الوحدوي أو المواطن الخليجي. فهذا.. هذه التمايز أو خلينا نسميه يعني اختلاف تطبيق قرارات الصادرة على المجلس هي اللي سببت يعني عرقلت المسيرة نوعاً، وكذلك يعني تلقي بـ.. بضبابية حول مستقبل مجلس التعاون. فلذلك الطرح اللي طرحه.. الأخ نه مجلس تعاون خليجي عربي، ما أدري أيش يقصد في "خليجي عربي"، يعني هو.. من الخليجي هو عربي أيضاً، فبالتالي إحنا يعني يجب.. أن نراجع المسيرة نفسها، وأنا أرى أن حتى.. يعني يجب نراجع مسيرة النظام الأساسي للمجلس، لأن إحنا خلال السنوات الثمان أو العشر الأولى من المجلس تم حقن المواطن الخليجي بآمال كبيرة لم تتحقق للأسف في مرحلة العشر سنين الأولى، كان لا يقبل…
جمانة نمور[مقاطعةً]: هناك آمال ليست ربما كبيرة جداً كما ذكرت فيما يتعلق بالمواطنة الخليجية تنقل أو انتقال بالبطاقة عبر الدول. أستاذ عبد الرحمن، يعني هذه قضية تناقش منذ سنوات، ولغاية الآن لم نجدها واقعاً ملموساً على الأرض، لماذا برأيك؟
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني تعقيباً على.. يعني أنا تقديري.. يعني فيه إشكالية تتعلق بـ.. يعني بنى الدول نفسها، بمعنى إن إحنا نريد مجلس تعاون بين أنظمة أو نريد مجلس تعاون بحيث ينفتح ويؤسس لدولة، لصيغة اتحادية، لأي طريقة من.. من المسائل اللي تريد يعني أتحدث عنها. أنا أعتقد يعني إذا قارنا مثلاً الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الأوروبي هناك يعني حركة شعبية، أو هناك أحزاب وهناك قوى سياسية، وهناك قيم محددة على أساسها مثلاً قام الاتحاد. أنا أذكر مثلاً لما قام لانقلاب العسكري في اليونان طردت اليونان من.. من الاتحاد الأوروبي، لأنها انتهكت حقوق الإنسان، إحنا في داخل مجلس التعاون الحقيقة ليس هناك مؤسسات متساوية بين دول المجلس يعي أنت لما تشوف مثلاً في داخل الكويت فيه برلمان، في السعودي ما فيه برلمان، في الكويت والبحرين فيه دستور.. وقطر إلى آخره، يعني فيه.. فيه خلل في.. في طريقة النظام.. يعني القانوني.. يعني السياسي داخل كل بلد.. البحرين مثلاً أعطت المرأة حقوق يعني جداً متطورة، في السعودية ما مسموح لها تسوق سيارة، يعني هذا الإشكالية اللي إحنا نواجهها إنه كيف تستطيع دول المجلس أن ترقي بأوضاعها الداخلية، بحيث إن الناس تشارك لنأتي لاحقاً أن نقول كيف الناس تشارك في مجلس التعاون.
ولذلك إذا كان يعني نعتمد دائماً على قرارات لا تجد من يراقب تنفيذ هذه القرارات، يعني يمكن تفضل الدكتور قال بأنه يعني تشكلت هيئة استشارية، طيب هاي الهيئة الاستشارية مين يسمع عنها؟ سنة 97 تشكلت في الكويت مثلاً، من كل دولة خمس ممثلين على أساس إن هي..
جمانة نمور: هناك عناوين تدرسها الهيئة الاستشارية كثيرة يعني نتابعها في الصحف، وهناك دراسات تقوم بها..
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني هي عملية مثل مجالس الشورى التي لا لا حول لها ولا قوة في دول المجلس، يعني الإشكالية إن الأنظمة السياسية في دولنا لا تعطي اعتبار أو لاً.. يعني تتخوف من الناس أن تشارك في القرار السياسي، وأنا أعتقد هذا خلل كبير، يعني عشرين سنة إحنا نسمع في الصحف بأن فيه إنجازات جداً ضخمة، وإذا تريدين حجم الإنجازات روحي إلى الجسر بين البحرين والسعودية حتى تشوفي كيف الناس تعرقل في حركتها، خمسة ساعات توقف على الحدود على أساس إنها تشوف البطاقة مالك، وإيش قاعد.. أنت تخوف، يعني فيه.. فيه مسائل حرية التنقل، فيه كثرة من المسائل في الواقع، يعني حتى.. يعني يمكن نيجي للموضوع الاقتصادي لاحقاً، بس أنا أعتقد هذا قضية مركزية: ما لم تؤسس أنظمة تعتمد على القانون وعلى دولة مؤسسات في كل بلد من البلدان، فلا يمكن أن يقوم مجلس تعاون على أسس ممكن يحاسب عليها من قبل مؤسسات موجودة في هذا المجلس.
جمانة نمور: يعني طبعاً نحن يهمنا أن نأخذ آرائكم، وكذلك آراء المشاهدين الكرام، لذلك أذكر من جديد بأرقام الهاتف: 4888873، أما الفاكس فرقمه هو: 48859999، وبالطبع مفتاح قطر هو: 974، أما فيما يتعلق بموقعنا على الإنترنت فهو:
www.aljazeera.net
يعني لقد سمعنا دكتور أحمد وأستاذ عبد الرحمن يتحدثان عن معوقات ربما التنسيق على كافة الصعد، وتحدث بالتحديد عن التنسيق الأمني وعما يعطل تنفيذ اتفاقات الاتفاق الأمني الذي يتم الحديث عنه منذ سنوات، لكن دكتور محمد، تلاحظ أن هناك جديدً نطرح في هذه الأيام، وهو بند ربما على جدول أعمال الوزراء غداً، وبالتالي على جدول أعمال القمة وهو يطرح لأول مرة: موضوع مكافحة الإرهاب والتصدي لغسيل الأموال، هل هي قناعة ذاتية لدول المجلس، أم أنها من تداعيات أحداث 11 سبتمبر؟
التنسيق الأمني ومكافحة الإرهاب والتصدي لغسيل الأموال
د. محمد عبد الله الركن: لو كنت رسمي بأنفي هذه المسألة، وبأقول إن هي مسألة طبيعية وأن الإجراءات الموجودة في دولنا سابقة لهذه الأحداث، وأن الضبط والربط في النظام الاقتصادي لدينا سابق عليها، لكن الواقع الأمر يقول أن هذه ما سيطرح على القمة هو وليد اللحظة، ولو أن فيه هناك اتفاقية لمكافحة الإرهاب اتفاقية عربية لمكافحة الإرهاب وقعت منذ فترة طويل في أواسط التسعينات لكن كشيء خليجي يتناول هذه المسألة لم تطرق سابقاً في القمم..
جمانة نمور[مقاطعةً]: وهل تلمح إلى أنه بطلب أميركي الآن؟
د. محمد عبد الله الركن: والله أنا لا أستطيع أن أشق عن الصدور، لكن حتى أوروبا لا تستطيع أن تصدر –وهي اتحاد أوروبي- بياناً لها خارجياً إلا بعد أن يُعرض على الإدارة الأميركية، وهذا كان صُرح به حتى بالنسبة للأوضاع في الشرق الأوسط، فمابالك بدول ليست لديها تلك الإمكانات السياسية والعسكرية والاقتصادية كدول مجلس التعاون الخليجي؟
جمانة نمور: يعني ربما هذه الإجراءات بحاجة إلى ممارسة إجراءات رقابية أكثر في الوقت الذي نسمع بالحديث يتزايد في دول الخليج وتطلع إلى انفتاح…
د. محمد عبد الله الركن[مقاطعاً]: بس تعرفي..
جمانة نمور[مستأنفةً]: انفتاح أكثر ومشاركة جماهيرية، لنرى دكتور أحمد كيف سيؤثر هذا على ذاك؟
د. أحمد عبد الملك: هو أولاً يعني دول مجلس التعاون أعلنت تعاونها مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، أعلنت فرادى وبالتالي لا أستغرب أن يكون هذا بند من البنود الموجودة على جدول أعمال القادة في قمتهم في مسقط، أما من ناحية –يعني- الرقابة، فالرقابة موجودة على الأفراد من منشأة وزارة الداخلية يعني، فنعرف بعض يعني مثل نحن نقول في المثل: "إحنا أهل القرية يعني نعرفوا بعض"، فبالتالي يعني..
جمانة نمور[مقاطعةً]: لكن كان هناك توجه أو على الأقل يتم الحديث ونسمع عن توجه نحو الانفتاح ونحو المزيد من الحرية، فالآن هذه الأحداث العالمية هل ستدفع إلى إعادة النظر في هذا الموضوع؟
د. أحمد عبد الملك: هو الانفتاح والحرية يعني أنا أعتقد –حتى في مجلس التعاون يعني موجود- بس القضية هي يعني.. إذا كنا بنعود إلى قضية التنقل مرة ثانية اللي ذكرها الأستاذ يعني أنا أستغرب إن قمة البحرين في القمة 21.. 21 يعني تقرر اعتماد قرارات وزراء الداخلية بتنقل المواطنين، وقمة الكويت قبلها بأربع سنوات بشرت الأمانة العامة بالجواز المقروء آلياً بين دول المجلس، والآن مرت أربع سنوات لم يتحقق ذلك، فمن حق المواطن يتساءل لماذا..
د. محمد عبد الله الركن: ما مطروح الجواز الآن..
د. أحمد عبد الملك: ما مطروح الآن..
د. محمد عبد الله الركن: في القمة 22 ما مطروح الجواز حتى للمناقشة.
د. أحمد عبد الملك: فنقل، يعني من أربع سنين طُرحت إن خلال كذا بتصير، فبالتالي ليه الآن، يعني أنا طالب.. طالب يعني بصراحة إن لمست بالأستاذ عبد الرحمن أن المواطن يتبهدل في كثير من مواقع الحدود بصراحة وكان هناك فيه توجيهات من وزراء الداخلية بأن يُختار أحسن الناس لكي يضعوا على الحدود أنا قريت –يعني- تصريح لأحد الوزراء، ولكن ليه اليوم المواطن لما يطلع خصوصاً براً يتعرض لمهانات كثيرة، وإحنا المطلوب منا إحنا كإعلاميين وكمنابر أن ندافع عن هذا الحق، حتى يرى الإنسان الخليجي نفسه في القرارات التي تصدر..
جمانة نمور: بالحديث عن الإنسان الخليجي محمود عبد الله من بريطانيا يقول: أنتم دائماً تشيرون إلى حاجة المواطن الخليجي إلى البطاقة أو العملة الموحدة، ولكنكم تتجاهلون أساسيات يفتقدها المواطن الخليجي في وطنه مثلاً: إعطاء حق المواطن في دولتين –على الأقل- وكذلك يرى أنه الأنظمة تنظر إلى مواطنيها من خلال الانتماء المذهبي أو القبلي، لماذا كل هذا؟ كيف ترد عليه أستاذ عبد الرحمن؟
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني أنا الحقيقة أريد أؤكد بأن المشكلة في المنطقة ليست مشكلة أمنية، هي مشكلة سياسية بالأساس يعني أنا أجيب مثل البحرين، يعني على مدى ست سنوات، يعني كانت الحكومة تتصور بأن حل مشكلة.. يعني التحركات الشعبية والاضطرابات في البحرين يأتي عبر حل أمني، مواجهة الناس والاعتقالات والعباد و.. إلى آخره، عندما –يعني- سمو الأمير اتخذ قرار بأن ليس هذا هو الحل وإنما هو الحل سياسي بالانفراج الكامل بإطلاق سراح كل السجناء، بعودة كل المبعدين بإلغاء قانون أمن الدولة إلى آخره بمجموعة من القرارات، وبإلغاء ما يُسمى بالبدون إنهاء مشكلة البدون، يعني هاي لأول مرة في منطقة الخليج إنه ما فيه بدون في البحرين، وهذه قضية –الحقيقة- في الكويت، في السعودية، في كل الدول الخليجية، واعتماد المواطنة الموحدة، ليس هنا كمواطن درجة أولى ودرجة ثانية ودرجة ثالثة، كل مواطن هو مواطن بدون تمييز بينه وبين آخرين، لذلك حتى أحداث مثل أفغانستان –في الواقع- ر غم المسيرات اللي صارت في البحرين والتحركات، لن تُحل بمشكلة أمنية وإنما بمشكلة سياسية، أنا أعتقد هذه الحلول على صعيد.. يعني دول المجلس يجب أن تعتمد أن فيه حل سياسي أن دول المجلس يجب أن تقيم دول القانون والمؤسسات.. يجب أن تكون هناك جمعيات النفع عام، يجب أن تكون.. يعني إحنا ما باستحقاقات قادمة يجب أن تكون هناك نقابات في دول المنطقة، بموجب اتفاقية منظمة التجارة الدولية بالـ 2004م، يجب أن نعطي العمال الأجانب حقوق بموجب اتفاقيات التجارة الدولية إلى آخره، الناس تتحدث عن حقوق الإنسان في أميركا وفي بريطانيا عن السعودية، ويطلع علينا مسؤولين سعوديين يكذبوا، طيب أنت لا توجد عندك مؤسسات يعني حتى موضوع القضاء، ما فيه قضاء مستقل عندنا في المنطقة، فأنا أعتقد الخلل الكبير بالنهاية بنرجع إنه كيف نكافح الإرهاب، الإرهاب لا يُكافح بإن أنا بأتجسس على الناس وبأداهمهم وبحطهم بالسجون، بمقدار ما يشعر المواطن بأنه مواطن في داخل منطقته، ويشعر أن مواطن على مستوى المنطقة ككل، أنا أعتقد ستخلق عندك عقلية، يعني حتى العرب.. العرب اللي موجودين في المنطقة إذا ما يحس بأن في منطقة عربية، وبالتالي يعني هو جزء من هذا النسيج، أنا أعتقد هاي قضية جداً إشكالية، سنستمر وكأننا يعني حسب تعبير الأستاذ عبد الرحمن منيف يعني مدن على الرمال مبنية.
جمانة نمور: طيب تحدث الأستاذ عبد الرحمن عن تطلعات –ربما- ولكن سقف هذه الأمنيات هل ينفي أن هناك –فعلاً- إنجازات حققتها دول المجلس من خلال عملها في ضمن المجلس على مدى السنوات الماضية يعني؟
د. محمد عبد الله الركن: والله هو المفترض أن يكون فيه هناك حكمة الشيوخ وثورة الشباب لكن أنا أرى أن الأستاذ عبد الرحمن يعني مازالت الروح الثورية لديه، وشباب أكثر منا، بس أنا أقدر أقول أن هذه الدول التي تسمى بالدول المحافظة في دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً من الظلم أن تُصور بمثل هذه السوداوية يعني يكفي.. إن مثلاً في كل لقاء في (الجزيرة)، في (بلا حدود) مع الأستاذ أحمد يسأل مع.. يقول أتمنى لك أن تعود إلى بلدك وأنت سالم وألا تُعتقل، كأن –يعني- مطارات دول الخليج مفتوحة وكل من يأتي ويتكلم، يعني ليست بتلك القتامة –ولله الحمد- وهذه على ضعفها يعني هي التجربة العربية الوحيدة، يعني فيه هناك تجارب صارت مجلس التعاون العربي تفكك مجلس الاتحاد المغاربي، تفكك، والوحدة السورية – المصرية وغيرها، هذا مازال مستمر، صحيح ببطء، صحيح بقصور لكن هذا المجلس يجب أن يستمر وأن يُدعَّم بكافة الوسائل، منها المشاركة الشعبية إفساح مجال، ولا خيار عنها ليش؟ لأن هذه.. هذه أصبحت الآن التجمع ليس خيار، بل ضرورة حتمية، لكن..
جمانة نمور[مقاطعةً]: طب على ذكر ضرورة تفعيل دول المجلس هناك سؤال من عبد العزيز السنعوسي من السعودية يقول: من هو المستفيد من عدم تفعيل مجلس التعاون الخليجي، وهل قدر شعوب الخليج أن تبقى رهينة مصالح الأسر الحاكمة. وأيضاً هناك مشاركات بهذا المعنى عبر الإنترنت سالم المنصوري من الإمارات يقول: إن اجتماعات المجلس لم تكن من البداية سوى تثبيت لحكم الرؤساء ولم تنجز فائدة للمواطن العادي.
هناك مشاركة من صلاح الدين الكردي يقول: إن العدو الوحيد لدول الخليج هو أميركا.
هناك خالد أيضاً يقول.. خالد العواجي من الرياض يقول: إن أميركا سوف تكون متواجدة خلال قمة السلطنة، وسيتم طرح أفكار أميركية جديدة.
هناك أيضاً مشاركة أخرى يقول ما المقصد من تواجد أمير قطر في مصر قبل هذه القمة؟ هل لديك إجابات دكتور أحمد؟
د. أحمد عبد الملك: نعم، إذا أردتيني أن أبدأ بالسؤال الأخير.
جمانة نمور: ابدأ من حيث تريد.
د. أحمد عبد الملك: أيوه، فأبدأ من السؤال الأخير وهو تواجد حضرة صاحب السمو في.. في مصر فهو صاحب السمو يرأس القمة الإسلامية فبالتالي مناط فيه عمل كبير، لأنه هو في جولة، راح حوالي خمس أو ست بلدان خصوصاً قبل القمة الخليجية، وهذه طبعاً من مهام سمو الأمير، فبالتالي وجود يعني النشاطات هذه ليست لها علاقة بعقد القمة الخليجية، ما أعتقد أنا كمراقب أن لها علاقة بس لعلاقته برئاسة القطر للقمة الإسلامية، ما طُرح طبعاً قبل قليل في الفاكسات التي تفضلتي فيها يعني مجتمع الخليج مجتمع قبلي ارتأي نظام معين وبالتالي –يعني- نشأ مجتمع الخليج راضي بالقدر الذي هو فيه، وأنا سميته قبل سنتين هو مجلس التعاون هو قدرنا الجميل، فلذلك يعني مع الوعي.. إحنا ليش نفتح مدارس؟ أنا بأعرف يعني هل إحنا يكون المواطن يكون بنفس العقلية قبل 40 سنة؟ يستحيل يعني، فبالتالي الأنظمة مع الأيام لازم تتدرج شيئاً فشيئاً نحو إعطاء المواطن حقوقه في بعض الدول، المواطن حقوقه لا يأخذها –يعني- 100%.
جمانة نمور: نعم، نحن نريد أن نعطي حق المشاركة أيضاً للمشاهد الآن، المواطن المشاهد نبدأ من الأردن مع السيد ناصر عبيدات تفضل.
ناصر عبيدات: السلام عليكم.
جمانة نمور: عليكم السلام، أهلاً بك.
ناصر عبيدات: تحياتي للدكاترة الأفاضل بالندوة.
جمانة نمور: أهلاً وسهلاً، تفضل.
ناصر عبيدات: سؤالي للأستاذ أحمد عبد الملك.
جمانة نمور: تفضل.
ناصر عبيدات: مجلس التعاون غداة انعقاده للمؤتمر 22..
د. أحمد عبد الملك: القمة..
ناصر عبيدات: القمة.. يا أخي إحنا نشوف لعب أنيق، ولكن يعني مافيش جول ألا ترون يعني حضرتكم أنه دول مجلس التعاون الخليجي من حيث تدرون أو لا تدرون هو على شكل أو إطار الجامعة العربية، وُجد يعني التقسيم الدول العربية وحرمانها من الوحدة بوشوشة غربية، الأهم يعني.. تكريس هو لغرض كان البعيد تكريس التقسيم ورفع الحوائط العالية والمحافظة على البساط الأحمر..
جمانة نمور[مقاطعةً]: نعم، أعتقد أن الفكرة وصلت، نشكر مشاركتك، لأن هناك مشاركات أخرى سيد ناصر يعني طرح موضوع مهم، السيد عبد الرحمن، موضوع طبيعة العلاقة ربما بين المجلس والتجمعات العربية الأخرى، وعلى رأسها الجامعة العربية، هل فعلاً هو يشكل بديل عن الجامعة؟
م. عبد الرحمن النعيمي: لا، يعني هو ما مطروح على أساس إنه يكون دليل وإنما أنظمة قريبة من بعضها البعض في بناها السياسية وعلاقاتها الجماهيرية إلى آخره، بالتالي يعني من الطبيعي جداً أن تكون هناك أشكال من التعاون بين هذه يعني الدول وأعتقد بأن إذا فيه أحد عنده تصور مثالي لقضية الوحدة العربية إنه المغرب تتوحد مع البحرين أو العراق يتوحد مع اليمن يعني هذا الحقيقة غير معقولة، لأنه فيه وحدات إقليمية يجب أن تتم، يعني وحدة المغرب، وحدة وادي النيل وحدة الهلال الخصيب، وحدة الجزيرة العربية، إذا كنا.. إذا كانا نريد فعلاً أن –يعني- يكون هناك مشروع وحدوي زائد أن يعني في حاجة ماسة أن نقول بأن الاقتصاد هو الأساس، يعني إذا لم يكن هناك تعاون اقتصادي عربي حقيقي ولا يكون هناك تحريض لتنقل.. يعني تنقل العمالة، بين كل الدول العربية، حالياً في دول مجلس التعاون هناك يعني مشاريع تحققت ويجب التأكيد عليها فيما يتعلق بتخفيف القيود، مثلاً كانوا البحرين ما يروح عمان إلا بفيزا حالياً بإمكانه يروح بالبطاقة الشخصية طبعاً ها بعد عشرين سنة، إحنا نتمنى بأن تكون الخطوات الحقيقي أسرع، فيما يتعلق بأنه هناك سلسلة من القرارات التي تتخذ، ولكن لا.. يعني لا توضع موضع التنفيذ، يعني موضوع مثلاً على صعيد تحرير سوق العمل.
جمانة نمور: يعني هنا ندخل في محاور أخرى سوف نمر عليها، ولكن هناك أيضاً اتصالات لازالت معنا: من السعودية عايض البقمي.. سيد عايض البقمي.. تفضل.
عايض البقمي: السلام عليكم.
د. محمد عبد الله الركن: عليكم السلام.
جمانة نمور: تفضل.. تفضل.
عايض البقمي: السلام عليكم.
جمانة نمور: وعليكم السلام، سيد البقمي، تفضل.
عايض البقمي: مساكم الله بالخير، الأخ عبد الرحمن النعيمي، الأخ الأستاذ –الله يعطيه العافية- طبعاً تكلم على موضوع حقوق الإنسان للأسف لازال موضوع حقوق الإنسان يُطرح على برامجكم، طبعاً حقوق الإنسان أنا كمواطن سعودي فيما يخص حقوق الإنسان.. طبعاً هذا يتكلم الأخ عبد الرحمن بكلام أميركي، أنا أعتبر كلام أميركي، عندنا دستورنا في المملكة العربية السعودية ما يخفى على العموم، القرآن الكريم والسنة النبوية، القصاص وقص الرقاب هذا شريعة الله –سبحانه وتعالى- أنا كمواطن ابن عمي صار له قصاص، ولكن ما أنكرت شيء هذا، لأنه من ديني، من صميم ديني، فالأخ ما أدري الظاهر يبغي قراءة.. بدال قراءة ورش للقرآن الكريم قراءة (جورج بوش) ليؤكدوها فيجب أن الديمقراطية اللي تكلم عنها الدكتور عبد الرحمن الله يعطيه العافية، إنه ما نخرج عن نطاق شريعتنا، عاداتنا، تقاليدنا..
جمانة نمور[مقاطعةً]: طيب سيد عايض نعم، رسالتك وصلت نريد أيضاً فتح المجال أمام اتصالات أخرى وأرجو أن تسمع تعليق من الأستاذ عبد الرحمن بعد قليل، السيد علي الموسوي من البحرين، تفضل.
علي الموسوي: السلام عليكم.
جمانة نمور: وعليكم السلام تفضل.
علي الموسوي: تحياتي إلى الدكاترة وإلى الأستاذ المناضل عبد الرحمن النعيمي، واقعاً إحنا كمواطنين خليجيين، نطمح في أن تكون هناك وحدة خليجية، على غرار الوحدة الأوروبية، وخصوصاً في المجال الاقتصادي، أنا ما اتكلمش.. يعني من منطلق (…) أنا رجل أعمال صغير، ولدي بعض الأعمال أو عمل في قطر، وعلى وشك فتح في نفس المجال في السعودية.
جمانة نمور: ربنا يزيد، ما السؤال؟
علي الموسوي: السؤال نحن نرى إن يعني مجلس التعاون مثل ما تفضل الإخوة إن هو فضفاض، مثلاً تروح.. إحنا نروح وزارة التجارة أو وزارة المالية في الدولة.. دولة قطر الشقيقة، يقول لك تعال جيب لنا كفيل قطري، يقول له يا أخي أنا مواطن خليجي، يقول لي لأ، إحنا مواطن خليجي بس في الصحف وفي الأشياء الرسمية، نروح مثلاً (كيوتل) و(كيوتل) معروف إن..
جمانة نمور: يعني أنت تطرح موضوع الكفالة..
علي الموسوي: لا.. لا، أنا أطرح موضوع مهم جداً أنا أطرح موضوع إن إحنا إذا كان فعلاً في موضوع قضية منظمة.. أو دول الخليج، وحدة دول الخليج، فعلاً موجودة يجب على كل دولة أن تقبل من الدولة الثانية، المواطن من الدولة الثانية بكل رحابة صدر وإحنا إذا كان فيه نظام مشترك للتجارة فإحنا في البحرين –مثلاً- الخليجي ممكن يقدر يفتح سجل تجاري بدون أي كفالة..
جمانة نمور[مقاطعةً]: لم نصل بعد إلى موضوع الوحدة، لازال الحديث أعتقد عن تعاون داخل دول مجلس التعاون، طبعاً ستسمع الإجابة على تساؤلاتك السيد علي الموسوي.
[فاصل إعلاني]
جمانة نمور: للتو وصلني فاكس متشائم جداً يقول لا عشرين سنة ولا ألف سنة ستحقق طموح الشعب الخليجي والسبب هو عدم وجود الديمقراطية، والمشكل فيمن يحكم، أما المحكوم والمواطن -أقرأه أنا وإياكم سوياً، هذا الفاكس- هو واحد من موريتانيا إلى عمان وليس إلى.. وإلى ما هنالك، لنرى تعليق ضيوفنا، هذا الفاكس من ألمانيا وكما ترون معي الخط غير واضح، لأقرأ عليكم اسم مرسل هذا الفاكس. دكتور أحمد..
د. أحمد عبد الملك: أنا كان لي تعليق شوية حتى لا.. يعني أدبياً نرد على الأخ اللي تكلم من الأردن، قال: إحنا نشوف لاعب ما نشوف أجوال أحياناً اللعب حلو صار يمتع الجماهير، هذا أول شيء، ولكن ما تفضل فيه عن إن هذا انقسام عن الصف العربي.. البيان الأول الذي صدر من قمة أبو ظبي ينص على أن التزام المجلس بميثاق جامعة الدول العربية، فهذا ينفي عن ما تكلم به الأخ، وأن كل قضية قومية عربية كانت على أجندة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، فبالتالي هذا رد للأمانة يعني، بغض النظر إن إحنا نكون يعني مناوئين أو مختلفين مع الرؤى التفاؤلية.
جمانة نمور: ولكن هناك حتى يعني من خارج منطقة الخليج تتهم الدول بانغلاق، سآتي على هذا الموضوع، ولكن أريد أيضاً، ينتظر السيد عايض رد من.. منك أستاذ عبد الرحمن..
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني موضوع اللي أثاره الأخ من السعودية حول حقوق الإنسان، يعني أكيد الأميركان كلمة حق يراد بها باطل يعني الأميركان حقيقة عندهم مكاييل وأنا على الأقل موقفي من أميركا ما أعتقد يعني واضح تماماً، هذا عدو أساسي بالنسبة لأمتنا، وهي مع الكيان الصهيوني إلى آخره..، ولكن يعني إذا قلنا بأنه المملكة العربية تلتزم بالدين الإسلامي فهذا لا يعني أن البحرين تلتزم بالدين الإسلامي ولا يعني أن قطر لا تلتزم بالدين الإسلامي كلنا ملتزمين بالدين الإسلامي، لماذا في البحرين تُعطى المرأة حقوق كاملة وهي تلتزم بالإسلام في.. يعني في المادة الثانية من دستور دولة البحرين الدين الإسلامي هو دين الدولة، وبالتالي هو المصدر.. مصدر التشريع أو مصدر أساسي للتشريع، وبالتالي إذا كان يعني هناك –لنقل- بعض النواقص في النظام السياسي في هذا البلد أو ذاك أنا أعتقد بأنَّا نحن بحاجة إلى –لنقل- يعني توجيه النقد والملاحظات باتجاه كيف نستطيع أن نصحح أوضاعنا لأنه ثبت بأن أوضاعنا في الواقع تخترق من قبل العدو، وبالتحديد من قبل الولايات المتحدة، الولايات المتحدة لم تحترم علاقاتها مع المملكة العربية السعودية واعتقلت العشرات والمئات من الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة ووجهت الاتهام مباشرة إلى نظام التعليم في المملكة العربية السعودية على أساس إن هو الذي يفرخ الإرهاب، وطلبت منه بأنه حملة واسعة من التغييرات في داخل النظام السياسي، فأنا أعتقد بأنه التدخل الأميركي في داخل شؤوننا يعتمد على نواقص تعيشها هذه المنطقة، عندما نقول بأنَّا نحن بحاجة إلى دولة مؤسسات ودولة قانون، فهذا لا أعتقد بأن إحنا نردد كلام أميركي، لأن هذا.. ما يطلبه الناس في الواقع.. أنا متشائم..
مجلس التعاون الخليجي وتأثير المتغيرات الدولية على تقدمه
جمانة نمور: في أيه يعني؟ بمناسبة الحديث عن هذه النواقص، هناك أيضاً فاكس من أبو عبد الله من الدوحة – قطر، يقول: الأسئلة مطروحة على جميع الضيوف الكرام من هو السبب في تأخر تقدم طموحات دول مجلس التعاون؟ هل هو الحكومات أو الشعوب نفسها؟ إذا كانت الحكومات ما هي دوافعها، وإذا الشعوب لماذا خلقت لنفسها التأخر؟ يقول تحدث عدد من المثقفين في (الجزيرة) وغيرها عن تبلد المواطن الخليجي تجاه الدفاع المباشر عن حريته وتحقيق أماله، هل هذه حقيقة، وكيف يمكن معالجتها؟ دكتور محمد.
د. محمد عبد الله الركن: نعم، بالنسبة لموضوع مجلس التعاون الخليجي وهل يتحقق الطموح فيه أم لا، أنا كما ذكرت هذه تجربة للأسف إلى الآن المواطن العادي لم يحس بثمارها إلا في مسائل بسيطة، يمكن الأخ البحريني اللي اتكلم إن هو يريد أن يفتح تجارة وما يُسمح له كفيل، أقول له فيه هناك قرارات تسمح لمواطني دول مجلس التعاون الطبيعيين والاعتباريين ممارسة العديد من الأنشطة، فيها عندنا مثلاً في دولة الإمارات ما يحتاج إلى كفيل ممكن يفتح عندنا.. ما فيه مشكلة، يكفي أن 60% من..
جمانة نمور: محاولة تهريب رؤوس الأموال يا دكتور أحمد..
د. أحمد عبد الملك: لا.. لا أنا أتكلم أقول 60%، هذه الإحصائيات 60% من المواطنين الخليجيين الذين يعملون في دولة غير دولتهم يعملون في دولة الإمارات، وهذه مسألة اقتصادية، أصلاً كل الاتحادات التي نجحت نجحت على أساس اقتصادي، ليس على أساس سياسي، وليس على أساس أمني، يعني هذه مسألة لابد أن تكون.. كل اتحاد فيه ثلاث جوانب اقتصادي، أمني، سياسي، لكن كل التجارب الناجحة قامت على أساس اقتصادي نحن نريد أن نفعِّل هذا الأساس الاقتصادي أما إنه الشعوب هي لها دور في ضعف تلك الطموحات، هذه أتصور مسألة غير صحيحة، لأن الشعوب لم تستشر..
جمانة نمور[مقاطعةً]: ولكن أليس كما تقولوا.. يولى عليكم يعني؟ لم نر.. مطالبات ربما حثيثة أو تظاهرة أو..
د. محمد عبد الله الركن: لا.. لا.. مسألة لا فيه موجود فيه يمكن الأستاذ عبد الرحمن يعطي هنا مثال وآخرون غيره ليسوا هنا في الأستديو يقفون مثال على مثل هذا.. مثل هذه المطالبات، المشاركة الشعبية هذه إحدى التحديات المستقبلية لمجلس التعاون الخليجي، هذه لابد أن تُعرف يعني هناك.. المجلس وُلد وسرعت ولادته لتحديات خارجية، الآن يجب أن يلتفت لتحدياته الداخلية.
جمانة نمور: تغيرت التحديات.
د. محمد عبد الله الركن: تحدياته الداخلية، لكي يكون ناجح مستقبلاً يجب أن ينجح في أن يتعامل مع هذه التحديات ومنها تحدي المشاركة الشعبية، تفعيل الشورى والديمقراطية، لأنه سوف يوجد نوع من الاستقرار السياسي، سوف يوجد نوع من الدعم لمصدر الشرعية لهذه الأنظمة الحاكمة، ويضاف إلى ذلك الخلل في التركيبة السكانية، هذه مسألة يمكن لم نتطرق إليها، لكن هذا تحدث مستقبلي خطير لهوية هذه الدول.
جمانة نمور: على ذكر الهوية والخلل كنت قد أشرت في حديث الدكتور أحمد يعني إلى أن هناك من يتهم دول الخليج بالانغلاق على نفسها، فعلاً منذ سنوات يتم الحديث عن توسيع المجلس ليضم اليمن وربما في مرحلة مستقبلية العراق، صحيح الاقتصاد كان العنوان الأبرز في هذا القرن، ولكن الأحداث الأخيرة أعادت موضوع الأمن ودور الأمة والتنسيق إلى.. إلى الصدارة، فما قولك في ذلك دكتور أحمد؟
د. أحمد عبد الملك: لا توسيع.. يعني الانضمام إلى دول المجلس هذا حل بسيط، هو النظام الأساسي ينص على أن الموقعين على هذا النظام هم أعضاء دول مجلس التعاون وبالتالي هنا إذا.. يعني كثير الحديث عن هذا الموضوع، ولكنه بسيط إذا كان أريد لإدخال أي عضو يُغير النظام الأساسي ويصير سابع يعني هذا هو الحل لكن أنا يعني بأعلق.. طبعاً موضوع مهم اللي ذكره الدكتور محمد اللي هو الآن انتهينا تقريباً من مشاكل الحدود اللي كانت قنبلة في قلب مجلس التعاون انتهينا منها…
جمانة نمور[مقاطعةً]: ولكن خارج إطار المجلس..
د. أحمد عبد الملك: معلش بأقول لك أنا جاي لها، يعني حُلت بعضها ثنائياً وبعضها حُل عن..
د. محمد عبد الله الركن: ثنائياً عند الإمارات وعمان، عمان والسعودية هذه مسائل فرعية، يمكن فقط الخلاف القطري البحريني..
د. أحمد عبد الملك: بالضبط، فهذا الخلاف.. خلاف الحدود اللي قلت القنبلة الأولى، الآن القنبلة المستقبلية التي تواجه مجلس التعاون هي قضية الديمقراطية، فأنا أرى من الآن الخبراء اللي في وزارات الخارجية يجب أن يتصدوا لهذه القضية، لأن الطرح الديمقراطي في منطقة الخليج اليوم متدرج كذلك، دولة تأتي بدستور ودولة تعد بانتخابات ودولة فيها برلمان أو مجلس أمة، والدول الأخرى فيها مجالس شورية، أو مجلس شورى معين، فبالتالي هذه القضية يجب أن تدرس بواقعية من الآن قبل أن تصير قنبلة أخرى في المستقبل.
جمانة نمور: أيضاً لدينا اتصال الآن من الإمارات مبارك القطبي تفضل.
مبارك القطبي: السلام عليكم.
جمانة نمور: وعليكم السلام، تفضل.
مبارك القطبي: حبينا نشارك معاكم، يوجد سؤال.
جمانة نمور: أهلاً.. تفضل.
مبارك القطبي: بالنسبة إلى الاشتراك الاقتصادي للدول الخليجية يلاحظ أن في القمة السابقة أراد تحديد العملة الخليجية، ولم يحدث شيء من هذا، وشكراً.
جمانة نمور: أهلاً.. آخذ اتصال آخر قبل التعليق على الموضوع من عبد الله عمر السعودية، تفضل.
عبد الله عمر: السلام عليكم.
جمانة نمور: عليكم السلام.
عبد الله عمر: أنا يمني من السعودية وكان عندي بعض الأسئلة وسبقتونا قبل شوية على الإخوة المتحاورين وطرحتوا السؤال.
جمانة نمور: هل لديك سؤال آخر؟ أم..
عبد الله عمر: لدي ثلاث نقاط، إذا ممكن..
جمانة نمور: باختصار لو سمحت..
عبد الله عمر: لو الإخوة تتسع صدورهم حتى يتسع المجلس لليمن، النقطة الأولى أنا متابع للحوار وألاحظ إنه لازال يحكم الحوار تفكير وثقافة سياسية لم تعد موجودة أصلاً، يعني انتهت بنهاية الحرب الباردة، والنقطة الثانية..
جمانة نمور[مقاطعةً]: يعني هل لك أن تحدد مثل ماذا؟
عبد الله عمر: ما يحدث من آثار التفكير الآن والحوار والنقاش مسحوب من الماضي يعني كلام حول قضايا مضت، ونحن اليوم..
جمانة نمور[مقاطعةً]: يعني دور.. دور المواطن الخليجي وضرورة مشاركته والمشاركة الشعبية وأهمية التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي هو من الماضي، هل هذا ما تقصده؟
عبد الله عمر: لا.. لا يا سيدتي هذه موضة العصر والجميع يتكلمون عن الديمقراطية، التحديات التي تواجه المنطقة، ليست فقط الديمقراطية، هي تحديات أمنية، تحديات اقتصادية قبل موضوع الديمقراطية.. الديمقراطية مع التطور الحاصل في حياة المجتمع الاقتصادية والثقافية سيكون تحصيل حاصل، نحن في اليمن عندنا ديمقراطية.
جمانة نمور[مقاطعةً]: طيب ما هي النقطة الثانية.. ما هي النقطة الثانية سيد عبد الله؟
عبد الله عمر: هه..
جمانة نمور: الأولى وصلت، ما هي النقطة الثانية عندك؟
عبد الله عمر: النقطة الثانية سيدتي، حتى الآن مضت 30 سنة على سلطنة عمان، الإمارات، البحرين، منذ.. دولة الإمارات العربية منذ نشأت هناك تجربة دولة الإمارات العربية اتحاد الإمارات، فبالإمكان أخذ هذا الاتحاد وتعميمه..
جمانة نمور[مقاطعةً]: تحدثنا عن هذه النقطة سيد عبد الله، هل لديك نقطة ثالثة مغايرة عما تم التطرق إليه.
عبد الله عمر: النقطة الثالثة اليمن، هل يمكن.. هل يمكن أن يظل اليمن وهو في موقعه الجغرافي يجب في الطرف الجنوبي الغربي على مدخل باب المندب أنبوب النفط الرئيسي في العالم خارج إطار تفكير إخواننا في الخليج الأمني والاقتصادي.. بالإضافة إلى الكثافة السكانية، الشيء التالت إنه أتمنى.. أتمنى على الإخوة في الخليج أن ينظروا للموضوع إنه لابد من وجود دولة محور تقود مثل فرنسا وألمانيا في أوروبا (دا غير) المملكة العربية السعودية متساوية في الوقت اللي.. الضخمة هذه..
جمانة نمور[مقاطعةً]: لقد وصلت.. لقد وصلت رسالتك سيد عبد الله، أرجو أن تسمع تعليق من ضيوفنا الكرام على ما ورد بها.
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني.. تسمحي لي..
جمانة نمور: تفضل.
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني بالنسبة لليمن، يعني أنا أخشى أن يكون الطرح من الحرب الباردة أيضاً، اليمن تقدم نموذج بالواقع فيما يتعلق بالوحدة أرقى من مجلس التعاون وأرقى من الإمارات يعني اليمن الجنوبي كان في جزئين سلطنة ومستعمرة وتوحدت في ظل سلطة واحدة، ثم يعني وحدة اليمن بشقيه الجنوبي والشمالي ضمن يعني دولة مركزية موحدة اختفت فيه كل الإمارات، في داخل الخليج هذا الطرح غير ممكن، يعني على الأقل توافق الناس بقدراتهم بإمكانياتهم يعني بعد فشل كل المشاريع- خلينا نقول الثورية إنه عندنا مشاريع إصلاحية، كيف نستطيع أن نصلح.. أن نجري إصلاحات في هذه الأنظمة الموجودة، الحديث بأن هناك تحديات أمنية وتحديات اقتصادية، أنا أعتقد بأن التحدي للأكبر بعد 30، 40 سنة من التعليم، من الوعي السياسي، من وجود قوة سياسية، من الإنترنت، من الانفتاح على العالم كله، لا تزال الأنظمة تصور بأن علاقاتها مع الناس يجب أن تمشي كالسلحفاة، وأنا أعتقد هذا خلل كبير، ليس هناك أمن بدون مواطن يشعر بأن البلد بلده وأنه يشارك في صنع القرار السياسي، وأعتقد بأن هذا التحدي الكبير اللي يواجه الأسر الحاكمة عندنا إذا لم تعتبر هذه الأسر بأن علاقاتها مع الناس هي علاقات مواطنين وليسوا رعايا وبالتالي نستطيع في الواقع إن إحنا نعتبر النموذج اللي أمامنا الحقيقة الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الأوروبي بين دول تقاتلت حربين عالميتين ثم أسست يعني من اتفاقية الحديد والصلب سنة 59، على أساس اقتصادي كما ذكر الدكتور، إلى الآن اتحاد –يعني- البرلمان الأوروبي الذي ينتخب ممثلينه من كل بلد على أساس أن كل بلد له عدد من الممثلين، وفي داخل الاتحاد الأوروبي الحقيقة التحالفات تجري على صعيد سياسي أن هذا كتلة البيئة، هذا كتلة الاشتراكيين، هذا كتلة الديمقراطيين إلى آخره، إحنا في الواقع التطور السياسي في منطقتنا يسير ببطء شديد جداً، بحيث إن حجم الاختراقات الخارجية كبير نتيجة لهذا الخلل، ولذلك عندما يأتي مجلس القمة الـ 22 لتناقش موضوع الإرهاب، أنا أعتقد بأن الإرهاب هو نتيجة لغياب الحريات وبدون هذا الموضوع سيبقى موضوع الإرهاب على جدول الأعمال المستمر..
د. محمد عبد الله الركن: أضيف تعليق على ما ذكره، طبعاً الاستشهاد بالاتحاد الأوروبي وكثير يحلو لهم مثل هذا الاستشهاد بالاتحاد الأوروبي وكثير يحول لهم مثل هذا الاستشهاد وفي بعض نواحيه غير صحيح وغير سليم، يعني هو قياس مع الفارق –كما يقول الفقهاء- أول شيء الاتحاد الأوروبي لم يصل إلى هذه الوحدة الآن إلا بعد فترة طويلة من التجربة والخطأ في الجانب الاقتصادي الاتحاد الأوروبي الآن يسمى عملاق اقتصادي لكنه قزم سياسي، مازال في الناحية السياسية قزم، الاتحاد الأوروبي كل الدول أسست بناها الداخلية قبل أن تنضم إلى ذلك الاتحاد، نحن مازلنا في المراحل الأولية يعني حتى مسألة الوحدة ومسألة الاتحاد، مسألة المؤسسات في كل دولة مازالت ضعيفة، أنا ممكن أقارن مجلس التعاون الخليجي مع أنظمة عربية أخرى أو عالم ثالثية أخرى، لكن ليس مع الاتحاد الأوروبي.
وجود دولة محور –اللي ذكرها الأخ اليمني الذي اتصل من السعودية- مسألة صحيحة، لكن الدولة المحور لا يعني أن تكون لها القيادة، أن تكون تأمر وتنهى، يعني أنا أعطيك على سبيل المثال الآن الولايات المتحدة الأميركية مع كل عظم مساحتها وقوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية كانت بحاجة للمكسيك وكندا لكي تدخل اتفاقية اقتصادية اتفاقية النافتا (NAFTA)، وتنازلت عن بعض مطالبها –وهي الدولة العظمى كما يقولون الآن- لصالح المكسيك، فنحن بحاجة إلى كيان اقتصادي كبير في هذه المنطقة يتنازل فيه البعض عن بعض.. عن مطالبهم سياسية أو اقتصادية في سبيل التمتع بالاندماج.
جمانة نمور: هناك.. هناك تعليق من دكتور أحمد سنستمع إليه ربما بعد أن نأخذ هذا الاتصال من بولندا، اتصال بعيد، الجبار الياسري، تفضل.
جبار الياسري: مساء الخير أخت جمانة.
جمانة نمور: مساء النور، أهلاً بك.
جبار الياسري: كل عام وأنتم بخير إن شاء الله.
جمانة نمور: وأنت بخير، ما هو السؤال؟
جبار الياسري: أختي العزيزة، أنا طبعاً عندي سؤال للإخوة الأعزاء من الخليج، بالنسبة لموضوع العراق، هل يُناقش موضوع العراق في القمة القادمة لدول مجلس التعاون الخليجي، ونحن نعرف جيداً إنه هناك ست دول خليجية تقيم علاقات جيدة مع العراق؟ وهل تقوم هذه الدول الست بعمل وطرح (….) بين.. بين العراق والسعودية والكويت؟
جمانة نمور[مقاطعةً]: هو يعني يا أخ.. أخ جبار هو، هي دول مجلس التعاون ستة تتحدث ربما عن خمسة من أصل ستة؟
جبار الياسري: لا يعني فيه 6 دول خليجية تقيم علاقات مع العراق ما عدا السعودية ودولة الكويت.
جمانة نمور: يعني لو 6 فيه 6 ما فيه (..)، نعم، تفضل ما هو السؤال؟
جبار الياسري:نعم، اسمحي لي أخت جمانة.
جمانة نمور: نعم.
جبار الياسري: سؤالي، يعني هل تقوم الدول الخليجية، دول مجلس التعاون بوساطة تاريخية يعني تحترم من قِبَل كافة شعوب دول الخليج لرفع هذا الصدأ الموجود بين العراق والسعودية والكويت، وعمل وساطة تاريخية ومصالحة عربية، لأنه إحنا نعرف جيداً التحديات والأخطار التي تحدق بهذه الأمة، ونعرف أن السعودية كذلك مهددة ودول الخليج كلها مهددة، فلماذا.. لماذا لا نضيع الفرصة على الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني لإقامة صلح بين العراق والسعودية ودولة الكويت، ورفع هذه المشكلة إلى الأبد لكي نفوت الفرصة، لا.. لم نستطع تفويت هذه الفرصة على أميركا بعام 91، فأرى الآن أن المنطقة..
جمانة نمور[مقاطعةً]: وصل.. أعتقد سيد جبار أن الفكرة.. أن الفكرة وصلت، يعني دكتور أحمد أثار موضوع ربما بحديثه عن العراق، هناك 4 دول أعتقد من دول مجلس التعاون هي التي تقيم علاقاتها مع دولة.. مع دولة العراق، وهنا يطرح أيضاً تباين أو عدم وجود رؤية سياسية موحدة في السياسات الخارجية أيضاً أمام دول مجلس التعاون الخليجي، برأيك هل حان الوقت ربما لحل هذه ما يطلق عليها باسم "الحالة العراقية"؟ كيف تستطيع القمة أن.. أن تخرج بأي جديد؟
د. أحمد عبد الملك: أنا.. أنا أعتقد أدبياً خليني نرد على الأول اللي تكلم شوية..
جمانة نمور: آه تفضل.
د. أحمد عبد الملك: أيه، الأخ من اليمن استنكر حوارنا وقال: هذا حوار الحرب الباردة، وإذا كان هو قال: أنا من دولة ديمقراطية فلماذا يحرمنا ويستنكر علينا أن نناقش الهم الديمقراطي؟ فهذه أول ما حبيت أقوله، وبعدين إحنا يعني الإخوة في اليمن ليسوا خارج تفكيرنا، ولكن مثلما قلت فيه نص أساسي في النظام الأساسي هو إنه الانضمام لهذه المنظومة من الموقعين على هذا النظام، وإذا ما تم تغييره فهناك لكل حادثة حديث.
أما ردي على الأخ من بولندا، يعني يريد وساطة من القمة الحالية اللي ستُعقد في مسقط لكي تتم المصالحة، هذا أمل كبير جداً، وأعتقد كل عربي بوده بهذه المصالحة، ولكن هناك فيه.. فيه.. فيه أبجديات، مجلس التعاون منذ أن حدث الاعتداء على دولة الكويت وهو يُطالب العراق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بالعدوان على الكويت، إذا ما تم تنفيذ جميع هذه القرارات فأعتقد هناك مجلس التعاون سوف يغير وجهته، أما من ناحية وجود بعض العلاقات، فمثلما قلنا في البداية إنه مجلس التعاون لا يُلغي سيادات الدول، وبالتالي احتاج شعب.. شعبنا في العراق إلى العديد من الاحتياجات الإنسانية، وتداعت دول الخليج مجتمعة وفرادى لكي تساعد العراق بالأمور الإنسانية.
هناك إشكالية بين الكويت والعراق يجب أن تحل، هناك قضية أسرى، الأسرى تُصر الكويت على قضية حلها حتى نحل المشكلة كاملة، العراق كذلك يتهم المنطقة كذلك بوجود قواعد، فمالم يتم تحسين الألفاظ والأبجديات فيما يتعلق بالعلاقات السياسية بين العراق ودول المجلس تبقى حالة التوتر بين الطرفين، وتبقى حالة الشك والتوجس والريبة في مستقبل الأيام الجاية.
جمانة نمور: لقد أجبت على الأخ من بولندا، ولكن ماذا عن سؤاله فيما يتعلق برؤية سياسية موحدة؟ يعني إذا ذهبنا أبعد قليلاً من.. من موضوع العراق، حتى الموضوع الفلسطيني، يعني هناك نرى ربما التباين في.. في الرؤى بين دول مجلس التعاون، هل شعار "المجلس لا يلغي سياسة الدول"، يبرر يعني مثل.. مثل هذا التباين؟ مثلاً إعلان دمشق لا نسمع بذكره كثيراً هذه الأيام.
د. أحمد عبد الملك: السؤال ليَّ أنا؟
جمانة نمور: استطراداً على ما قلته.
د. أحمد عبد الملك: مثلما قلت لك يعني.. يعني قرارات القرارات موجودة، فيه قرارات موجودة، وتطبيق القرارات تبقى للدول، كل دولة حسب رؤاها، يعني سيادات الدول لا تُلغى. بالنسبة لإعلان دمشق، إعلان دمشق أوجدته ظروف معينة، انوجد في ظروف معينة، وبعد ذلك يمكن أن تكون زالت هذه الظروف وصار تراخي في قضية يعني تفعيل قرارات إعلان دمشق، وجميع المراقبين يروا إنه يعني يمكن حتى في القمتين الأخيرتين ما كان فيه ذكر لإعلان دمشق بحكم إنه الظرف تغير، فهذا رأيي أنا يعني في.. في قضية إعلان دمشق.
جمانة نمور: دكتور محمد، هل لديك رأي مغاير، أم..؟
د. محمد عبد الله الركن: لا والله، أنا بس نحنا ركزنا كثير على الجانب السياسي والعسكري، مع إن أنا ذكرت إن الجانب الاقتصادي هو المهم جداً في نجاح أي تجارب، فأتمنى يعني إن نطرق هذا الموضوع المسائل السياسية كثيرة والنقاش حولها كثير، لكن المسألة الاقتصادية هي التي الآن ونحن خاصة ندخل فيما يُسمى بالعولمة الاقتصادية، وهناك اتفاقيات الجات والتزامات موجودة سنة 2004م، و2005م يجب أن تواجهها، هذه التحديات مستقبلية لابد وأن تناقش سواءً كانت في مستوى القمة، وعلى مستوى القاعدة نحن كشعوب ومثقفين..
جمانة نمور: موضوع الاقتصاد سيأخذ حيز كبير من اهتمامنا في المحور الأخير من هذه الحلقة، أود أن أقرأ بعض الفاكسات التي وردتنا أيضاً، من السعودية يقول: إن المشاركين في الندوة ربما يعيشون في أبراج عاجية. يقول: مجلس التعاون هو مجلس لشيوخ قبائل على مستوىً عالٍ. هذا رأيه.
أيضاً هناك من السعودية مبارك المرزوق، يقول: هناك من يرى أن مجلس التعاون هو عبارة عن مجلس شرطة كل ما يهمهم هو أمن الحاكم، الاتفاقيات الأمنية هي الأساس، هي التي تنجح، يقول إنها نجحت.
هناك أيضاً مشاركة من يوسف المصري يقول: ما الفائدة من مجلس لا يستطيع اتخاذ موقف ملزم يُحسب له حساب إقليمياً.
[موجز الأخبار]
التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي وكيفية تفعيله
جمانة نمور: نبدأ هذا المحور الثالث والأخير بآراء المشاهدين التي وصلتنا عبر الفاكسات، دكتور مهندس ع.ك.س –هكذا وقع- من هولندا، يقول: ما يجمع بين أعضاء المجلس أكثر بكثير مما يُفرق، وإذا كان الإنسان في خير فالمجتمع في خير والأنظمة السياسية في خير.
محمد حسن من البحرين يعود إلى طرح موضوع: هل مجلس التعاون يعبر عن طموح أنظمة الحكم في هذه البلدان أم الشعوب؟ أعتقد أننا تناولنا هذا الموضوع في الحلقة.
المهندس محمد بن أحمد من سلطنة عُمان، حيث تُعقد القمة بعد يومين، يقول: إن مجلس التعاون يناقش أحلام ولن تقوم قائمة إلا إذا ناقش جميع ما تتطلع إليه الشعوب، الشعوب تتطلع إلى أكثر مما ينظر إليه الحكام، ويرى أن التعاون بين الشعوب قبل المجلس أكثر مما هو عليه الآن بعد 22 سنة.
بهار الشملي من السعودية يطلب رأي الضيوف في الخلط بين السياسة والتجارة، هل هذا الخلط هو أحد أبرز أسباب عدم تفعيل المجلس؟ هل ترى أن هناك شيء من المنطق في هذا الفاكس أستاذ عبد الرحمن؟
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني كان بالكويت قرار عند الأسرة الحاكمة: "اللي بيمارس سياسة ما يمارس اقتصاد"، ما يمارس تجارة يعني. وتقديري يعني في أي مملكة دستورية إما أن يكون من الأسرة الحاكمة يُعطى امتيازات أسرة حاكمة، أو يكون موظف مثله مثل بقية المواطنين، يعني الخلط بين السياسة بين كونه من الأسرة وبين يستثمر وضعه من الأسرة ليحصل على امتيازات سيخلق يعني إرباك شديد بين.. يعني في طبقة الحقيقة يعني موجودة، يعني قد تنمو بوتيرة عالية، وأعتقد هذا جزء من عدم يعني وجود شفافية في المجتمع، عدم وجود يعني قوانين تحكم علاقة يعني الأسر الحاكمة بالوضع الاقتصادي، ولذلك نجد بأن هناك هيمنة من قِبَل يعني أفراد الأسر الحاكمة على الغالبية الساحقة من الفعاليات الاقتصادية، من القطاعات الاقتصادية بالأصح، يعني أكيد يعني هذا موضوع يعني قد نكون إحنا عاجزين عن يعني حله، لأنه يحتاج إلى تطور مجتمع، ويحتاج إلى تطور وضع سياسي في هذه المنطقة.
جمانة نمور: في هذا الإطار هناك فاكس من أبو رشاد –خليجي يعيش في مصر- يقول: ماذا فعل المجلس للمواطن الخليجي؟ وضع الفرد الخليجي يتدهور سنة بعد سنة، بل يوماً بعد يوم، لاسيما المواطن السعودي، فخلال الخمسة عشر سنة السابقة انخفض متوسط دخل الفرد من 31 ألف دولار سنوياً إلى 8 آلاف دولار. دكتور محمد، يعني الوضع الاقتصادي أتى إليك من خلال هذه الفاكسات.
د. محمد عبد الله الركن: لأ، هو بطبيعة الحال يعني المسألة الاقتصادية الآن الدول تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لأنه فيه مصلحة، يمكن هو لا يشاركها لا في الدين ولا في اللغة ولا مع المجموع العام، تركيا تسعى، دول أوروبا الشرقية، لماذا؟ لأن فيه هناك مصلحة اقتصادية.
نحن في دول الخليج مع وجود الأبعاد الاجتماعية والسياسية إن لم يكن هناك يعني بُعد وطني يدعونا لتفعيل هذا المجلس، على الأقل يكون هناك بُعد مصلحي.. بُعد مصلحي، يعني الآن مثلاً عندنا إحنا الاتفاقية الاقتصادية الموحدة التي وُقعت منذ نوفمبر 82، تدعو إلى وجود منطقة تجارة حرة، لكن إلى الآن لا نرى لها أثر في الواقع العملي، يعني لو.. أنا رأيت في إحصائيات مجلس التعاون الخليجي عن المشاريع المشتركة وعن الشركات التي يُسمح فيها بتملك مواطني الدول الأخرى أسهمها، تملك العقار، نسب بسيطة وتافهة جداً من يقرأ، التجارة البينية يعني والتجارة البينية بين هذه الدول لا تتعدى الصادرات بين دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 9%..
م. عبد الرحمن النعيمي: 7%.
د. محمد عبد الله الركن: والواردات 7 إلى 8%، يعني المسائل أنت لم تخلق مثل هذه المصلحة الاقتصادية، فلابد من وجود مثل هذه المصلحة، كيف توجد مثل هذه المصلحة؟ تزيل الحواجز الجمركية أمام انتقال السلع، توجد منطقة تجارة حُرة، ثم بعد ذلك ترتقي قليلاً للاتحاد الجمركي، الحمد لله خفضوا المدة لتوحيد التعريفة الجمركية من 2005 إلى..
جمانة نمور: إلى 2003م.
د. محمد عبد الله الركن: نعم، بعدها سوق مشتركة، إلى أن تصل إلى نوع من الاتحاد الاقتصادي، العولمة الاقتصادية..
جمانة نمور[مقاطعةً]: يعني هذه.. هذه القمة ستناقش سُبل استكمال الاتفاقية التي تحدثت عنها، هل تتوقع أن يصدر جديد يتماشى مع ما تطرحه؟
د. محمد عبد الله الركن: والله أنا.. الصدور مسألة بسيطة، يعني أنا الآن عندي هنا 25 صفحة صادرة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي حول الإنجازات في قطاع الشؤون الاقتصادية مجلس تعاون دول الخليج نعم، من 25 صفحة أنا لما قرأتها قلت والله!! فيه امتيازات اقتصادية كثيرة ونحن عايشين في هنا وخير وما عندنا خبر، لكن هذه على الورق للأسف، نحن لا نريد فقط صدور القرارات أو التوجيهات، نريد شيء ملموس على الأرض، والاقتصاد هو أكثر شيء يمكن لمسه على الأرض، سواءً كان للمواطن، للحكومة، لغيرها. الآن نحن نعيش في دول للأسف كثير منها دول خليجية تعيش في.. عندها عجوز في ميزانياتها منذ سنوات، أحد أسبابها يمكن انخفاض أسعار النفط، أسباب أخرى فواتير القوات الأجنبية الموجودة، هذه كلها تؤثر على التنمية وعلى رفاهية مواطن هذه المنطقة، لابد وأن نرتقي، توجد لدينا هناك ترسيخ مناخ استثماري، (…) متبادل يعني مريح، سواءً كان المستثمرين المحليين أو المستثمرين الخارجيين، إصلاحات اقتصادية، إصلاح تشريعي، يعني يكفي إن القوانين الخليجية مازالت إلى الآن مثلاً عندنا في دولة الإمارات أو غيرها والدول الأخرى يعني تستلزم مشاركة مواطن في أي مشروع، هذه المسألة غير موجودة، والاستثمار طبعاً اللي نقصد به هنا استثمار يولِّد فُرص عمل لمواطنين، ليس استثمار طُفيلي يأخذ الأموال للخارج، لأ، استثمار يولد فُرص عمل للمواطنين، بحيث عندنا نوجد مثل هذه البيئة الاقتصادية التي توجد فيها مصالح تصبح هناك الدافعية لبقاء هذا المجلس والاتحاد أكبر بكثير من الآن.
جمانة نمور: عناوين كثيرة طرحتها في مداخلتك دكتور محمد، لا أدري إذا كان دكتور أحمد لديه تعليق عليها قبل أن ننتقل إلى موضوع آخر.
د. أحمد عبد الملك: هو في.. يعني في الواقع الاقتصادي هو يعني يمكن أكبر لجنة ناقشت موضوع الاتحاد الجمركي هي لجنة المالية والوزارة المالية، طبعاً في.. في القمة الأخيرة حُدد سقف لعام 2005م، لكي توضع هذه الاتفاقية موضع تنفيذ.
جمانة نمور: تنفيذ، نعم.
د. أحمد عبد الملك: طبعاً مرت بمراحل كثيرة، تصنيف السلع، والوصول إلى اتحاد جمركي، وكذلك العملة وما إلى ذلك، ولكن يعني أنا ما استوقفني طبعاً إنه قمة البحرين في نوفمبر 99 اعتمدت قانون الاتحاد الجمركي وقانون استرشادي يكون إلزامياً من عام 2000م، فحتى الآن لم يُطبق طبعاً، وأن لجنة التعاون التجاري في اجتماعها في سبتمبر 2001 قررت أن تقوم الأمانة العامة بإعداد دراسة شاملة حتى تتضمن حصراً كمياً لما تبقى من معوقات التبادل التجاري التي تواجه الأعضاء، يعني إذا كنا بعد 20 سنة ندرس الآن العقبات التي تواجه يعني التجارة، فأعتقد إنه يوجد هناك خلل، ولكن إحنا متفائلين بـ 2005، يعني إنه حتى يعني بعض.. بعض قادة دول المجلس أبدوا امتعاضهم من تأخر توقيع الاتفاقية الاقتصادية أو تحقيقها على أرض الواقع خلال القمم الثلاث اللي.. اللي مضت.
د. محمد عبد الله الركن: اللي أنا.. أنا أعطي مثال يعني واضح في المسألة الاقتصادية، يعني الآن من ينظر إلى أي دولة خليجية سوف يجد هنا مصارف وطنية ومصارف أجنبية، ما هي مصارف (H.S.B.C) سيتي بنك، ستاندرز، شارتر، لكن لم تجد مصرفاً خليجياً، لماذا؟ لأن فيه هناك موانع تقف أمام فتح الباب أمام المصارف الخليجية، وهذا المسألة مشكلة.
جمانة نمور: مرسي محمد الجابري من السعودية في هذا الإطار بالذات يقول هل بالإمكان لدول المجلس دمج البنوك الخليجية في بنك واحد، ثم توجيه الصناعة والتجارة من هذا المنظور؟ ما احتمالات نجاح ذلك؟
م. عبد الرحمن النعيمي: لا يعني المشكلة إنه.. يعني الدول الخليجية الحقيقة ليس هناك عقلية تعاون حقيقي، هناك عقلية تنافس، وهذا مشكلة يعني مثلاً تاخدين شركات طيران، يعني بدال ما يكون فيه شركة موحدة مثلاً بين دول أربعة نجد بعد فترة إنه صار فيه 4 شركات طيران، أو ثلاث شركات طيران. مثلاً عندك الحوض الجاف في البحرين، بدال ما يكون فيه حوض جاف على أساس إنه فيه منطقة واحدة بإمكان يكون حوض جاف، في دُبي تعمل حوض جاف ثاني، بدال ما يكون فيه مثلاً معمل ألمونيوم موحد للمنطقة شوف، يعني هذا التنافس إن دُبي أولاً أو البحرين أولاً على أساس المصارف الأجنبية أو “Off Shore Banks” هادول، أنا أعتقد عقلية التكامل غير موجودة بشكل حقيقي، هناك عقلية تكامل على الورق، ولكن على صعيد الواقع لا، يعني اللي صاير إن حتى القرار الاقتصادي في الواقع مربوط إن إحنا كيف ننمي تجارتنا مع الغرب، تجارتنا مع الخارج، ولا ننميه بين بعضنا بعض، مثل ما تفضل الدكتور، من سنة الـ 80 إلى الـ 2000 لم تنمو التجارة البينية بين دول الخليج إلا من 3 إلى 7% فقط، وحتى.. يعني موضوع حتى البنوك اللي أنت تتكلمين عنها، يعني في داخل السعودية، في داخل الكويت، يمكن في عدد.. غير مسموح لبنوك مثلاً من دول ثانية.. من البحرين مثلاً أن تؤسس لها في.. في بلدان ثانية، يعني قضية إن إحنا نتصرف على أساس إنّا كتلة مالية وكتلة اقتصادية يعني هذا التوجه في الواقع ضعيف عند دولنا، وهو أيضاً انعكاس لوضع.. يعني لواقع عربي في الموضوع الاقتصادي القرارات لا تُطبق بشكل صحيح، يعني الاتفاقية فيما يتعلق يعني الاقتصادية العربية من سنة 56..
د. أحمد عبد الملك: سنة الـ 80.. 98 على أساس إنها سوق عربية مشتركة، أو يعني منطقة تجارة حرة عربية، إلى الآن أنت لا تجد، يعني حتى بين الدول القريبة من بعضها.. بعضها بعض، وهذا الحقيقة إشكالية أنا أعتقد يعني كبيرة، الحين أنتِ المستثمر لا يشعر بالطمأنينة يعني مثلاً الأرقام التي تقول بأنه مليار، يعني ألف ومائتين مليار دولار هي حجم الرساميل الخليجية الموجودة بالخارج التي لا.. ليس لديها ثقة بأن تستثمر في المنطقة، هذا يعني بأن فيه إشكالية يعني عدم وجود تخطيط اقتصادي صحيح، عدم وجود يعني شفافية في طريقة التعاطي مع المسألة الاقتصادية، لأن يقول لك: إذا أنا بأروح مثلاً أبني مشروع في بلد من البلدان كم سيأخذ الشيخ الفلاني من النسبة، وبالتالي أنا يعني أفضل لي بأني ما أستمر هنا وأستثمر برَّه. يعني جملة من العقبات اللي أنا أعتقد يعني الواحد ما يكون متشائم جداً بس أنا أعتقد هذا عقبات حقيقية وواقعية.
جمانة نمور: عدا الجانب الاقتصادي هناك مشاركة من الدانمارك أحمد الخزاعي يسأل ماذا عن سكة حديد ربما تربط دول المجلس لتقوية اللُّحمة بين الشعوب، طالما هي موجودة أصلاً بين الدول؟ ولكن إذا كان لديكم تعليق على الموضوع، لا نستطيع..
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني هو الطريق اللي بين يعني البحرين إلى السعودية إلى قطر، يعني الناس تخاف أصلاً تسلكه، الطريق البري، يعني عدم اهتمام حتى بربط المنطقة مع بعضها بعض، وإذا كان.. إذا كان الحواجز يعني هذا الأمنية أو يعني كل من منطقة فيها أكثر من ثلاث أو محطتين فيما يتعلق بالحدود، يعني إذن ما تُلغى، هُمَّ أخذوا قرارات من فترة بأن نقطة حدود فقط واحدة، أنتِ بتشوفي بعدكم سنة حتى ينفذوها، الآن أُخذ قرار بان إذا جسر بين البحرين وقطر من نقطة حدود واحدة، نتمنى ذلك، وإحنا نتمنى بأن يُزال، يعني ما فيه داعي بأنه نقطة حدود.
[فاصل إعلاني]
مدى تغير السياسات الإعلامية لدول الخليج
جمانة نمور: يُقال دكتور أحمد إن العالم تغير بعد 11 سبتمبر، هل تغير فعلاً لدول الخليج وسياساتها، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الإعلامية؟
د. أحمد عبد الملك: أنا أعتقد بأن السياسة الإعلامية في دول مجلس التعاون تغيرت قبل 5 سنوات وليس الآن، تقريباً 96، ويعني بدأت دول الخليج يعني تنظر إلى أفرادها، أو قصدي أفرادها في الإعلام هناك دول ألغت وزارة الإعلام مثل دولة قطر، ودول أزالت الرقابة، ودول أصلاً كانت الرقابة ليست موجودة –زي الكويت- وكان فيه حُرية تعبير وحرية.. حرية رأي. فيه دول اليوم مثلاً على النقيض طبعاً لا تسمح بمرور الصحف الخليجية إليها وتخضعها لرقابة صارمة، وتطلعها العصر، فبالتالي هذا يمنع التلاحم، فأنا اللي بأقوله إنه في مجلس التعاون قد.. قد ننسق، وقد نوحد الجيش ونوحد التجارة إلا الإعلام، الإعلام إعلام تنافسي، أنا.. أنا عايز جمهور وأريد.. أريد أكبر عدد من الجمهور، فيستحيل يعني اللي يطالبون في.. في البداية..
جمانة نمور: محطة واحدة.
د. أحمد عبد الملك: أيه، اللي يطالبون في بداية المجلس بـ 6 نسخ كربونية للتليفزيون هذا كان طلب متواضع جداً يعني وغير دقيق، الآن إحنا في تنافس قد.. قد تلجأ دول الخليج إلى قضية الإنتاج المشترك، تعاون الفنانين، الشراء الموحد للأوراق والأحبار للصحافة، شراء الأشرطة المكلفة، ولكن قضية البرامج وقضية إنه تعالى التزم لي بقانون المطبوعات اللي موجود في بلد الفلاني، ما.. أنا لا أستطيع يعني، لأن الدول الآن تفاوتت، ومداركها حتى في.. رغم إنها بيئة واحدة اختلفت وأبناؤها أصبحوا يلحون إلى قضية وجود شفافية فيما بينهم، والآن الإنترنت فتحت مجالات أكثر، فتجدين في دولة قطر نستضيف حوالي أربع إذاعات خارجية، ولا تخضع لرقابة وهذا يختلف في دولة أخرى، دولة أخرى لو مذيع عايز يجيب واحد على التليفزيون لازم ياخد أمر من الديوان الأميري أو الملكي. فالقضية هنا يعني قضية مختلفة جداً، فأنا أرى إن التنافس حميد في هذه القضية، وأرى إن حتى ضوابط الإعلام الخارجي وميثاق الشرف الذي وضع كي يُكبِّل الإعلام الخليجي يجب أن يزال، وأتمنى القمة القادمة، أن تُلغي ميثاق الشرف الإعلامي، لأن الميثاق مقيد جداً لانطلاق الإعلام والـ “Flow” للإعلام في العالم.
جمانة نمور: لقد رأيت دكتور محمد أنك كنت تسجل ملاحظات، أنا يعني لدي حشرية لأعرف تعليقك على الميثاق.
د. محمد عبد الله الركن: لا والله، أنا عفواً يعني بالنسبة للمجال الإعلامي لا يُفتى ومالك في المدينة، يعني إذا حضر الماء بطل التيمم، في مسائل أخرى ممكن، في المسائل القانونية أتحدث عنها، لكن كما ذكر، وأنا أقول أيضاً التنافس يوجد بيئة إبداعية، سواء كان ذلك في المجال الإعلامي أو حتى في المجال الاقتصادي.
الدول الأوروبية فيه بينها الآن اتحاد، لكن لا يعني ذلك أن هناك لا توجد مشاريع متنافسة، توجد مشاريع متنافسة والبقاء يكون للمبدع وللأفضل في هذا المجال، سواء كان مجال الإعلامي، أو مجال اقتصادي.
جمانة نمور: على ذكر الإعلام يعني يُقال إن القمة المقبلة سوف تُقر خطة إعلامية ربما لمواجهة بروباجندا إعلامية أخرى شوهت صورة العرب وشوهت صورة الإسلام في الغرب، أيضاً من الملاحظ أن السعودية كانت مستهدفة في حملة إعلامية أميركية، ما الذي يمكن فعله في هذا الإطار أستاذ عبد الرحمن؟
م. عبد الرحمن النعيمي: يعني أكيد على صعيد الإعلام الأنظمة تحاول بأنها تهيمن على الجانب الإعلامي بحيث إن كثرة من الواجهات الإعلامية يعني عدا ما تكلم عنه الدكتور فيما يتعلق بإلغاء وزارات الإعلام الأخرى، بس دائماً السلطة تنظر إلى الصحافة، إلى التليفزيون، إلى آخره، بأن هذا حكر لها وليس للمجتمع، وبالتالي هذا مشكلة إنه الإعلام منحاز في هذا.. في هذه المنطقة إلى.. إلى السلطات الحاكمة اللي فيه بينه مشكلة فيما يتعلق بعلاقاته مع المجتمع هذا جانب.
الجانب الثاني: أنا أعتقد إذا كنا نريد أن نقنع الغرب بإن إحنا مش ضده فهو خليه يقنعنا بإن هو مش ضدنا، يعني فيه قضية أساسية صراع بيننا وبينه هي قضية فلسطين، إذا كان الغرب ينظر بأن الذين يقاتلون من أجل تحرير بلدهم في فلسطين هم إرهابيين فإحنا بنقنع الغرب يعني أنا أعتقد يعني فيه نوع من العبثية في.. في عملنا، يعني فيه.. فيه إنشاء مؤسسات من أجل –لنقل- استفادة بعض الناس منها، بس إن إحنا نستطيع أن نرد الإعلام الغربي بإنشاء محطة فضائية موحدة وإلى آخره، لا أعتقد بأننا سنكون موفقين، وإنما يجب أن نحسن أوضاعنا بحيث جماهيرنا تقتنع بأن أنظمتنا صحيحة وسليمة، وعندما تكون الناس مقتنعة بصحة يعني موقفك في داخل بلدك، يعني مثلاً ليش ما تطلع مظاهرات تأييد لفلسطين في البلدان العربية؟ كلها تمنع، طيب كيف تقنع الفلسطيني بأن الأنظمة معاه.. يعني مع فلسطين، إذا كان أنت تقول لهم بأن في داخل خطبة الجمعة لازم تتكلمون بهذا الطريقة؟! إذا كان مظاهرة ممكن يعني توقف إلى آخره، فأنا أعتقد بأن يعني إحنا بحاجة ماسة إلى يعني إنشاء إعلام فيه شفافية عالية، وفيه علاقة بين الناس وبين الأنظمة، وهذا طبعاً جزء يعني من الطموحات اللي نتمنى بأن تتحقق، وستتحقق إذا أمكن إنشاء مؤسسات مجتمع مدني، وكان أبرزها ما يتعلق بالإعلام في نقابة الصحفيين، يجب أن تكون هناك نقابات للصحفيين.
جمانة نمور: تعليقين سريعين يعني.
د. محمد عبد الله الركن: هو بالنسبة للموضوع اللي طرحه والسؤال اللي وجهتيه له بخصوص تحسين صورتنا مع الغرب..
جمانة نمور: ثواني لو سمحت، إحنا..
د. محمد عبد الله الركن: إحنا دائماً نهتم بتحسين الصورة أمام الآخرين ونترك البيت مهمل يمكن وغير مرتب، فنطلب إن نحنا نرتب أوضاعنا الداخلية، وهي بالتالي سوف تنعكس على صورتنا الخارجية.
جمانة نمور: الكلمة الأخيرة بهذا الإطار للدكتور أحمد، في نصف دقيقة.
د. أحمد عبد الملك: اللي ما تفضلت فيه هي بعد اجتماع وزراء الإعلام الأخير شُكِّلت لجنتان أو قراران لتشكيل لجنتين، إحداهما دراسة وزير الإعلام في دولة الإمارات وتعنى بالإعلام الخارجي، والأخرى دراسة وزير الإعلام في البحرين وتعنى بالتنسيق فيما بين دول المجلس، أنا ضد سياسات رد الفعل، يعني إحنا استُهدفنا أو نشعر بالمؤامرة ضدنا، وبالتالي نتحرك، أنا أحب المبادرة، فيجب كان المفروض أن نتحرك قبل أحداث 11 سبتمبر.
جمانة نمور: لا يسعنا في ختام هذه الحلقة إلا أن نشكر ضيوفنا عبد الرحمن النعيمي (رئيس مجلس.. رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي البحرينية)، والدكتور محمد عبد الله الركن (أستاذ القانون العام بجامعة الإمارات)، والدكتور أحمد عبد الملك (رئيس تحرير صحيفة "الشرق").
تحية لكم من مُعد البرنامج أحمد الشولي ومن مخرجه جاسم المطوّع ومنِّي جمانة نمور، وحتى نلتقي بكم مرة أخرى، السلام عليكم ورحمة الله.