قمة الدوحة الإسلامية والأزمة في العراق
مقدم الحلقة: | سامي حداد |
ضيوف الحلقة: | د. عبد الخالق عبد الله: أستاذ علوم سياسية – جامعة الإمارات د. حسين علي شعبان: كاتب وباحث فلسطيني عبد الوهاب بدرخان: نائب رئيس تحرير صحيفة الحياة |
تاريخ الحلقة: | 07/03/2003 |
– إمكانيات وواقع العرب ومدى تأثيرهم في قرار الحرب
– أسباب تغييب مبادرة الشيخ زايد في القمتين العربية والإسلامية
– الحضور السوري والسعودي في القمة الإسلامية
– العرب بين الحاجة لقمة طارئة والحاجة إلى الديمقراطية
– طبيعة التعامل الأميركي مع صدام في حال تخليه عن أسلحته
سامي حداد: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم في حلقة اليوم من برنامج (أكثر من رأي) تأتيكم من لندن على الهواء مباشرة.
عام 1960 وفي رحاب الأمم المتحدة خلع الرئيس السوفيتي السابق (نكيتا خروتشوف) حذاءه وضرب به الطاولة احتجاجاً على الرئيس (جون كيندي) وسياسات واشنطن. تكرر المشهد في الأمم المتحدة الشهر الماضي، ولكن هذه المرة بتلاسن حضاري بين وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. الصحافة الأميركية أطلقت اسم القردة أكلة الجبن على الفرنسيين وبأنهم انهزاميون بسبب موقفهم المعارض للحرب، فهل جاءت القمتان العربية والإسلامية ترداداً لما سبق، ولكن بأسلوبٍ متشنج انفعالي غير حضاري، تلاسن سعودي ليبي في الأولى، وسبابٌ وصل إلى حد لعن الشوارب في الثانية؟
القمتان لن ينقصهما.. أو لم ينقصهما إلا تكرار التراشق بالصحون ومنافض السجائر أو السجائر.. السيجار الكوبي كما حدث في قمة عام 90، أو ربما قضم الآذان كما فعل (تايسون) مع خصمه (هوليفيلد) في.. حلبة الملاكمة.
فهل حذا العرب حذو الكبار بتراشق التهم والسباب ليدللوا على تفرقتهم وتفرقهم، كما يقول (روبرت فسك) يوم أمس في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أم أنهم يريدون التأكيد على مقولة المؤرخ البريطاني (بيرنارد لويس) بأنهم قبائل بأعلامٍ مختلفة؟
مهما كانت نتائج القمتين اللتين رفضتا الحرب على العراق، فهل للمعارضين أنياب وكوادح لوقفها، أم أن المؤتمرين برءَّوا الذمة وغسلوا أيديهم في مياه البحر الأحمر ومياه الخليج؟
فهل تعددت القمم والمبادرات والموت واحدٌ أو قادم مع جحافل (هولاكو) الجديد أو أبطال "كاوبوي اسباجتي ويسترن" لسير (جليوني) أم أن هناك مخرجاً أو معجزة، خاصة كما سمعنا بأن بريطانيا لديها مشروع قرار يعطي العراق إنذاراً حتى السابع عشر من الشهر الجاري؟
وهل صحيح أن العربي يتفوَّه بنصف الحقيقة وينتظر من الآخرين قول النصف الآخر كما قال كاتبٌ لبناني؟ أم أن الجميع يخشون قول الحقيقة أو ما في قلوبهم؟ لماذا إذن غُيِّبت في القمتين مبادرة الشيخ زايد (رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة) التي طالبت بتنحي الرئيس العراقي؟
هل كانت المبادرة رجع صدىً لتصريحات المسؤولين الأميركيين؟
لماذا أيدتها الكويت، بينما طالب المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي تقييمها ومناقشتها ضمن الإطار العربي؟ ولكن ألم تتجاهلها القمة العربية، أم أن الجميع أدركوا أن زمن العجائب والمبادرات والقمم قد ولَّى، وأن الوضع دخل الآن مرحلة الضغط على الزناد من الخليج أولاً، وربما تركيا لاحقاً؟
وأخيراً لماذا استهترت بعض الدول العربية بالقمة الإسلامية وأرسلت لاعبي الاحتياط من فرق الدرجة الرابعة؟
مشاهدينا الكرام، نستضيف في حلقة اليوم في الأستوديو الدكتور حسين شعبان (الكاتب والباحث الفلسطيني) والأستاذ عبد الوهاب بدرخان (نائب رئيس تحرير صحيفة "الحياة" التي تصدر في لندن والعديد من الدول أو العواصم) وعبر الأقمار الاصطناعية من استوديوهات (الجزيرة) في الدوحة الدكتور عبد الخالق عبد الله (أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة).
لمشاهدينا الراغبين المشاركة في البرنامج يمكنهم الاتصال بنا على هاتف رقم:(442075870156). أو على فاكس رقم: (442077930979). وعبر الإنترنت: www.aljazeera.net
ولو بدأنا من الدوحة، دكتور عبد الخالق عبد الله، دكتور عبد الخالق عبد الله، الجميع الآن، العالم تقريباً شاهد جلسة مجلس الأمن الدولي، وشاهدنا الأستاذ فاروق الشرع (وزير الخارجية السوري) يعني قدَّم أعضاء اللجنة العربية.. القمة العربية جالسون متفرجين داخل قاعة مجلس الأمن، يعني ماذا يستطيع هؤلاء العرب أو هذه أو لجنة الحكماء أن يقولوا لمجلس الأمن؟
إمكانيات وواقع العرب ومدى تأثيرهم في قرار الحرب
د. عبد الخالق عبد الله: يعني أعتقد لدى العرب يعني القليل لكي يقولوه، وأعتقد أن من المهم أن يعرفوا أن ليست هناك آذان صاغية، فقدراتهم وإمكانيتهم مهما علا خطابهم غير مسموعة في واشنطن أو في أية عاصمة أخرى مهمة من العالم، هم يدركون ذلك، العالم يدرك ذلك، وعلينا أن نقدر قدراتنا أو إمكانياتنا حق قدرها، هناك طرف عربي ضعيف في كل هذه الأمور مهما كان الموقف العربي يبدو في الوقت الحاضر على الأقل بعد انعقاد القمة موحداً في معارضته، إلا أنه على أرض الواقع يمارس عكس ذلك، فهناك الكثير من الضعف في هذا الموقف تجاه ما يجري على الساحة العالمية، وتجاه ما يجري على الساحة المحلية، نحن نعرف ذلك، ولا فيه داعي لكي نضخم دور هذه اللجنة التي ولدت في قمة الشيخ، ونتوقع إنها ستقوم بالمعجزات يعني…
سامي حداد [مقاطعاً]: إذن.. إذن دكتور.. دكتور عبد الخالق، أي نعم، دكتور عبد الخالق، إذن لماذا عُقدت القمتان العربية والإسلامية؟ أو كما قال الرئيس حسني مبارك قبل عقد القمة العادية إنه يعني لا نستطيع وقف الحرب، لماذا تعقد القمم إذن؟
د. عبد الخالق عبد الله: لا أعتقد من الضروري هناك لحظة حرجة تواجه العرب، ونحن سندفع ثمن ما يجري، فكان من المهم أن تجتمع القيادات العربية، المهم في هذه المسألة –أخ سامي- أن كانت هناك رهانات كبرى أن العرب لن يجتمعوا، كان بإمكان هذه القمة أن لا تنعقد، كانوا الرهان على أن هذه القمة حتى إن اجتمعت لن تتوصل إلى موقفٍ واحدٍ، كان هناك رهان على أنه ستدب الخلافات، أعتقد هذه الرهانات على الأقل كلها اتضح خطأها، اجتمعت القمة، هذا في حد ذاته إيجابي، لم يختلفوا، ولم ينقسموا، ولم ينفضوا كما كان متوقعاً، هذا في حد ذاته إيجابي، أنهم يتوصلوا إلى الحد الأدنى من موقف معارض لهذه الحرب، هذا إيجابي.
الآن هذا الموقف مهم في حد ذاته، لكن لا نتوقع إن هذا الموقف مؤثر، إذا أعتقدت إنه والله الموقف العربي الذي خرج به القادة العرب مؤثر في واشنطن أو في السياسات الدولية، أو في ما يجري، فأعتقد يعني هذا تقييم مبالغ فيه، ونحن نعرف قدر أنفسنا، ونعرف أننا حقيقة ضعفاء، طرف ضعيف جداً لن يستطيع منع هذه الحرب، ولن يستطيع أن يؤثر في قرارات واشنطن في الوقت.. في اللحظة الراهنة.
سامي حداد: شكراً دكتور عبد الخالق عبد الله الدكتور حسين شعبان.. يعني اجتمع العرب، كلمة موحدة: نرفض الحرب، ولكن يعني غير ذلك لا يستطيعون شيئاً.
د. حسين علي شعبان: بدايةً.. بدايةً دعني أصحح أمراً ذكرته، أن المبادرة.. ما يسمى بالمبادرة الإماراتية هي ليست مبادرة، ولا علاقة لها بالمبادرات من قريبٍ أو بعيد، لأن المبادرات هي تقديم شيء إيجابي، إنما هذه ليست مبادرة.
سامي حداد: دكتور حسين، سنتطرق إلى موضوع المبادرة بعد ذلك، إحنا.. دعنا..
د. حسين علي شعبان: الموضوع الآخر.. الموضوع الآخر.. الموضوع الآخر.. لقد أظهرت سوريا، أظهر وزير الخارجية السوري في مجلس الأمن أن بإمكان العرب أن يفعلوا الكثير والكثير..
سامي حداد: مثلاً..
د. حسين علي شعبان: كما أظهرت قبل ذلك القمة العربية، بالرغم من كل الخلافات إلا أنها خرجت بموقف.. أرسل برسالةٍ وإن كانت ضعيفة ومتأخرة إلى واشنطن أن العرب ضد هذه الحرب. إن العرب لديهم من الإمكانيات..من المال والإمكانيات ما يفوق قدرة أي بلد.. ما يفوق قدرة الولايات المتحدة، الولايات المتحدة تنتعش ويزدهر اقتصادها بالأموال العربية، اقتصادها واقتصاد أوروبا واليابان قائم على.. على النفط العربي، إذن لدى العرب إمكانيات، الصحيح القول أن الحكام العرب يعيشون في عالمٍ آخر لا علاقة لهم بما يجري في هذا العالم، جعلوا من أنفسهم عبيداً وأقزاماً لسيد البيت الأبيض، كل الزعماء العرب أستثني منهم في هذه المرحلة الرئيس السوري وسوريا على موقفهم الواضح والصريح في مجلس الأمن وفي كل القمم. العرب الآخرين جمعيهم منبطحون ويقبلون أيدي الرئيس بوش في الوقت الذي يصفعهم ويركعهم على مؤخراتهم، كالـ..
سامي حداد: إذن.. إذن إذا قلت إن يعني إنه الزعماء العرب كلهم ما عدا السوريين هم يعني أقزام كما ذكرت، وأرجو أن.. أن.. أن يعني نستخدم كلمات تستحق على الأقل مستوى البرنامج يعني. سأرد عليك في هذه المسألة بعد هذا الفاصل.
[فاصل إعلاني]
سامي حداد: حسين شعبان، حتى أكون أنا محامي الشيطان أو الشياطين، يعني قلت إن سوريا هي الدولة الوحيدة التي غير منبطحة أمام البيت الأبيض أو.. أو..كما هي حال العرب الآخرين، ولكن أنت تذكر في مؤتمر وزراء الخارجية العربي الطارئ في القاهرة سوريا ولبنان طالبت بعنف أن.. أن.. أن لا تسمح القوة.. الدول العربية للقوات الأميركية باستخدام القواعد الموجودة فيها والتسهيلات الموجودة، طالبوا بمنع ذلك، ذهبنا إلى القمة، وثارت ثائرة.. ثائرة دول الخليج، ذهبنا إلى القمة وإذا بهذا القرار –الذي كما صرَّح وزير خارجية لبنان بأنه سيكون ركيزة القمة العربية- ذُيِّب، حلَّلوه بمية.. بمياه البحر الأحمر، وقالوا: والله عدم المشاركة في الحرب، فأين المواقف؟ بتقول لي عن العنتريات هذه يا أستاذ؟
د. حسين علي شعبان: بدايةً لابد من القول أولاً أن العرب -كما ذكرت قبل.. قبل قليل- ليسوا قبائل، العرب مجموعات مشرذمة، يحكمها.. أنا لا.. لا أقصد إهانة أحد، إنما عندنا.. دعني أجد تعبيراً، قدِّم لي تعبيراً على هذا التخاذل من.. من الحكام العرب على ما يجري فلسطين.. في فلسطين من قتل للناس وتحضير لتدمير العراق وتدمير المنطقة يا أخي، الأميركيون يعلنون صباح مساء أن لديهم برنامج لتغيير خريطة الشرق الأوسط كلها، السعودية موجودة على اللائحة، يريدون تقسيمها، وهذا كلام قالوه في وسائل الصحف والإعلام، أما إذا السوريين أو تراجعوا أو إذا دولة ما تراجعت..
سامي حداد [مقاطعاً]: هي ليست سوريا، كل العرب، 22 دولة وافقت على.. على تمييع قضية عدم استخدام القواعد، عدم المشاركة في الحرب، كل الدول العربية وافقت على ذلك.
د. حسين علي شعبان:يا سيدي، يا سيدي، أنا لا أوزع هنا شهادات حسن سلوك، أنا أحكم على مواقف.. أنا أحكم.. أنا..
سامي حداد: ما أنت اللي بلقت [بدأت] بإعطاء شهادات عدم حسن سلوك كل الدول العربية.
د. حسين علي شعبان: لأ سيدي، أحكم على مواقف.. أحكم على مواقف. نحن الآن أمام مأساة، هذه المأساة التي تجري في فلسطين والتي ستجري في العراق –لا سمح الله- ستأخذ الأمة كلها معها، حتى هؤلاء الحكام ستستبدلهم الولايات المتحدة كما استبدلتهم.. كما استبدلت سواهم من قبل، لذلك إذا كان هناك حرص من هذه الدولة أو تلك على أن نحافظ على الحد الأدنى من الوحدة العربية، قبل القمة أنت تعرف سمعنا الرئيس حسني مبارك يقول أن يعني الحرب واقعة لا محالة، وأنه بالتالي لا يمكننا أن.. أن نمنع هذه الحرب، الملك عبد الله (ملك الأردن) قال: أن عدم وقوع هذه الحرب أصبح بحاجة إلى معجزة، هذا قاله قبل فترة..
سامي حداد: طيب وماذا قال اليوم؟ اسمح لي..
د. حسين علي شعبان: السعوديون قد أقدموا بمبادرة جديدة..
سامي حداد: جاك.. جاك.. المشروع البريطاني.. المشروع البريطاني اليوم في مجلس الأمن يعطي العراق حتى السابع عشر من الشهر.. من الشهر الحالي وعد يعني.. يعني إنذار نهائي بأن يمتثل وإلا.. عبد الوهاب بدرخان، شو رأيك بهذا المنطق.
عبد الوهاب بدرخان: يعني الدول العربية ولا.. ولا دولة ممكن إنه تكون انفردت بإنجاز معين، الكل يجتهد لإدارة العجز العربي، كلٌ.. كلٌ بطريقته، الدول العربية كلها واقعة تحت ضغط أميركي فظيع.. ما شاهدناه في مجلس الأمن اليوم مثلاً كل النقاش تحت سقف وضعته الولايات المتحدة، يعني هناك تهديد بالحرب، والكل يحاول أن يعطي موقفه ضد أو مع حسب هذا السقف. محاولة بريطانيا هي مجرد محاولة للتوفيق بين أعضاء مجلس الأمن لكي لا يحصل انقسام. بالنسبة..
سامي حداد [مقاطعاً]: دي الرسالة، الواقع الموقف البريطاني الأميركي لأنه لا يوجد.. عندهم يعني أكثرية تسعة أصوات حتى.. يصبح المشروع مشروعاً.. هذا معروف.
عبد الوهاب بدرخان: أيوه، بالنسبة.. بالنسبة للعرب يعني ذهابهم إلى مجلس الأمن هو مجرد تنفيذ لمقررات قمة واضح أنها لم تتخذ أي مبادرة، لا.. لا بالنسبة إلى إسماع الدول الكبرى صوت حقيقي ضد الحرب، ماذا يعني أن تقول ضد الحرب؟ يعني التظاهرات قالت أنها ضد الحرب، كل البيانات التي صدرت خلال أشهر قالت أنها ضد الحرب. الرأي العام العربي عبَّر عن رأيه.. عن رأيه بـ..
سامي حداد [مقاطعاً]: وحتى روسيا والصين وفرنسا، تقول إنها ضد الحرب، ولكن إذا أرادت بريطانيا وأميركا أن تذهبا إلى الحرب وكما قال (توني بلير) يوم أمس في أحد البرامج التليفزيونية، قال: حتى لو أتاني أكثر من فيتو سأذهب إلى الحرب.
عبد الوهاب بدرخان: يعني هو.. هو رايح مع بريطانيا.. مع.. مع الولايات المتحدة في قراراها الأساسي، و.. وهلا بلَّش يهيئ الرأي العام البريطاني إلى أننا يمكن أن نذهب إلى الحرب من دون قرار، لأنه..
سامي حداد: إذن.. إذن كيف ترد على ما قاله الدكتور حسين شعبان بأن يعني العرب لديهم قوة، عندهم أموال، عندهم مش عارف أيه وباستطاعتهم أن..أن.. أن.. أن يوقفوا الحرب.
عبد الوهاب بدرخان: كل عناصر القوة العربية بددت خلال سنوات، يعني حالياً نحن ما فيه عندنا ولا أي قدرة على إنه نمارس أي ضغط على المجتمع الدولي، أو إنه نوقف على الأقل ما يحصل في فلسطين مثلاً، لأنه (شارون) تحدى القمة العربية في بيروت بإنه تاني يوم من.. من انتهاء القمة اجتاح المناطق الفلسطينية، وأعاد احتلالها، وهذا كان أكبر تحدي، العرب خرجوا بمبادرة سلام، هو طيَّر مبادرة السلام وتجاهلها واستهزأ بها، أعاد الاحتلال. لم يصدر رد فعل واحد لا من أي دولة عربية كبرى ولا من دولة عربية صغرى، وفي ذلك الوقت كان الشارع العربي قد بدأ يعني يُحبط لأنه تحرك، وبالتالي الحكومات لم تستطع شيئاً، لا القوة العسكرية حالياً يمكن التلويح بها، سلاح النفط كما قال عنه الأمير سعود الفيصل إنه هذا رزقنا، هذا أكلنا، هذا طعامنا، ما فيه.
سامي حداد: و.. و.. ومحمد مهاتير (رئيس وزراء ماليزيا) في قمة دول عدم الانحياز قال بأن الدول.. بعض الدول الإسلامية في قمة عدم الانحياز يعني تحدثوا عن موضوع استخدام سلاح النفط، ولكن الآن أصبح يعني عام 73 عندما قطع، السعودية والدول العربية النفط لم يكن رزقاً، والآن عندنا مليارات الدولارات -كما قال الدكتور حسين- تريليونات الدولارات مكدسة في الخارج، والبترول يبقى رزقنا!
عبد الوهاب بدرخان: هو طبيعة الحال الآن، طبيعة الأزمة الاقتصادية تمنع الدول العربية من التلويح بسلاح النفط. على فكرة بالنسبة لسلاح النفط لابد من التذكير بأن صدام حسين سنة 73 لم يساير الحظر النفطي، وتلاعب عليه، وكان.. وكان يعني يميز بين دول ودول، واستطاع في ذلك الوقت أن.. العراق أن يحرز يعني أرباح كثيرة من النفط، هذه بس يعني بين هلالين.
سامي حداد: رغم.. رغم مشاركة الجيش العراقي في حرب 73.
عبد الوهاب بدرخان: لم يستطع أن يشارك، لأنه تصيده الإسرائيليون في.. في.. في الطريق.
سامي حداد: المهم كان لديه نية في المشاركة.
عبد الوهاب بدرخان: كان لديه نية في المشاركة.
سامي حداد: أستاذ.. دكتور.. دكتور عبد الخالق عبد.. عبد الله في.. في.. في الدوحة قبل.. قبل يعني.. حوالي دقيقتين معانا، يعني العرب الآن في نيويورك، ووزير خارجية قطر في واشنطن لإبلاغ الإدارة الأميركية بقرارات القمة الإسلامية، هل سينقل لهم هؤلاء.. قلت إنه هنالك موقف عربي موحد، أم أن هؤلاء يعني في مجلس الأمن أو الإدارة الأميركية عندما نظروا إلى القمتين، وشاهدوا التلاسن السعودي الليبي، العراقي الكويتي، يعني.. يعني الرسالة موجودة إن العرب منقسمون.
د. عبد الخالق عبد الله: يعني أعتقد العرب منقسمون، ونحن مفضوحون أمام العالم في انقسامنا، لكن حقيقة المسألة ليست انقسام، العالم أيضاً يدرك إنه هناك 22 دولة عربية، ولا توجد دولة عربية واحدة، كما أن هناك أكثر من 15 دولة أوروبية، وهي أيضاً غير متفقة، هناك مواقف أوروبية متنوعة، فالعرب من ناحية يعني بينهم من الخلافات كما بين الدول الأوروبية، كما بين دول ومجموعات إقليمية كثيرة، نحن نعرف ذلك، وهم يعرفون ذلك، ومن الصعب جداً أن تتفق 22 دولة عربية غير على الحد الأدنى، وأعتقد كنا خائفين قبل انعقاد القمة أن لا يتفقوا على هذا الموقف، هذا الموقف عندما اتفقنا صب ويصب في اتجاه عالمي أخلاقي ربما يكون قادراً أن يحد من الطغيان والاندفاع الأميركي.
في تصوري إنه لا الموقف العربي ولا الموقف العالمي الشعبي كان.. أو الأوروبي قادر من الحد من هذه الغطرسة الأميركية والاندفاع الأميركي، فنحن عارفين ذلك، وما فيه داعي للمبالغات في تصوير ضعفنا وقدراتنا. ضعفنا لا.. يعني لا يكمن ضعفنا في عدم وجود قدرات وإمكانيات.
سامي حداد: دكتور.. دكتور عبد الخالق، أنا آسف للمقاطعة، حان موعد موجز الأخبار.
مشاهدينا الكرام، بعد الموجز لماذا غيبت مبادرة الشيخ زايد بتنحي الرئيس العراقي عن الحكم في القمتين العربية، والقمة الإسلامية في الدوحة، ولماذا بعثت بعض الدول المهمة في المنطقة مثل السعودية و.. و.. وسوريا يعني.. يعني أناساً ليحضروا القمة.. القمة الإسلامية بمستوى يعني متواضع جداً جداً مثل لاعبي الكرة أو.. أو.. أو.. أو احتياطي لاعبي الكرة من فرق الدرجة الرابعة؟
[موجز الأخبار]
أسباب تغييب مبادرة الشيخ زايد في القمتين العربية والإسلامية
سامي حداد: عوداً إلى الدوحة مع الدكتور عبد الخالق عبد الله، دكتور عبد الخالق عبد الله، يهمنا جداً أن نركز على موضوع مبادرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة) في القمتين العربية وكذلك القمة الإسلامية غيبت هذه المبادرة، لماذا برأيك؟
د. عبد الخالق عبد الله: يعني أولاً أعتقد هناك أفكار إماراتية كما بدأنا نفهم أكثر مما هي مبادرة إماراتية، وثانياً: أعتقد يعني الإمارات طرحت مبادرة في وسط أجواء مشحونة، ووسط يعني مشاعر ونفوس معبأة ضد بعضها البعض، فولدت في مثل هذه الأجواء وفي مثل هذه المتاهات الصعبة، وبالتالي كان يعني بالإمكان جداً أن يساء فهم الإمارات، وربما إن الإمارات -في تقديري الخاص- إنها ربما يعني كان بإمكانها أن تطرح المبادرة بشكلٍ أشمل وأعم، وكان بإمكانها قبل طرح هذه المبادرة أنها توضحها، لكن يعني الذي أود أن أقوله إنه هناك ربما البعض الذي يعتقد أن هذه المبادرة غير قابلة للتنفيذ، وربما في هذا شيءٌ من الصحة، ربما كان من المطلوب التدرج في الطرح، وربما كان المطلوب أن يكون هناك استعداد وإعداد وتهيئة أجواء، ربما هذا جزء من السبب أنه صادف.. صادفت هذه الأفكار مثل هذا الصدود السريع، وربما وجدنا أن..
سامي حداد [مقاطعاً]: يعني هل نفهم من ذلك دكتور عبد الخالق عفواً، دكتور عبد الخالق، هل نفهم من ذلك إنه يعني فشلت الإمارات في تمرير هذه المبادرة؟ يعني كما ذكرت إنه الطريقة يعني كانت.. ما كانت سليمة، خاصة إنه في جريدة "الوطن" الكويتية تقول: إنه يعني كان على الإمارات أن تقدمها بطريقة يعني عندما تقدم رئيس الوفد الإماراتي الشيخ مكتوم في القمة العربية كان يجب أن يقول إنه لديَّ هذه المبادرة، لا أن.. أن.. أن.. أن يعني تسرِّبوها مثل المنشورات السرية على الصحفيين.
د. عبد الخالق عبد الله: يعني خليني أكمل كلامي الله يخليك سامي، لأن المقاطعة شوية تخلي الواحد لا يوضح الأمور بطريقة طيبة..
سامي حداد: اتفضل.. اتفضل وضح يا سيدي.
د. عبد الخالق عبد الله: فرجاءً يعني بس على أساس إن الفكرة تكون واضحة. بعد ذلك نستطيع أن.. أن.. أن نرد على بعض الإجابات، فأعتقد يعني الآن هذه المبادرة ربما بشكلها الراهن فيها بعض الإيجابيات، ربما فيها بعض السلبيات، ربما كانت مقبولة من البعض، ربما كانت بشكلها الراهن أيضاً مرفوضة من البعض، كل ذلك في نظري وارد، المهم في هذه المبادرة إنها يعني تأخذ العراق بعين الاعتبار، وهي ليست ضد أحد كما أنها حتماً ليست ضد نظام الحكم في.. في العراق، وليست ضد.. يعني تطالب بتنحي الرئيس العراقي وما إلى ذلك، المبادرة أعتقد تتوجه بصدق إلى الرئيس العراقي صدام حسين، وإلى القيادة العراقية، وتقول لهم: قدِّروا الظروف الراهنة، هناك حرب ربما كانت مدمرة لنا جميعاً وخاصة للعراق وللشعب العراقي، فتطالب وترجو وتتمنى حقيقة بطريقة أو بأخرى على الرئيس العراقي أن يتخذ خطوة تاريخية شبيهة بخطوة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تلك اللحظة من التاريخ عندما فهم أنه هو يتحمل مسؤوليته تجاه ما يجري وتجاه الانتكاسات وتجاه الهزائم، وتجاه هذه اللحظة الحرجة، يعني هل هذا ممكن أن يكون مخرجاً لوقف اندلاع الحرب؟ في تقدير الإمارات ربما يكون هناك شيئاً من المعقولية وفي مثل ها الطرح، فالأفكار حقيقة نابعة من هذه اللحظات، لكن في هذه الأجواء المشحونة المليئة بالاتهامات والمليئة بالأفكار المغرضة، والمليئة بمثل يعني سوء الظن، أعتقد مبادرة الإمارات كان محتماً عليها أنها يعني تواجه بمثل هذه المواجهة وبمثل هذا الصد، ولم تناقش عربياً، لأنه أُسيء فهمها، ولم تناقش في القمة العربية لأن النفاق السياسي غلب على الخطاب العربي، فبالتالي في نظري أنا إن.. إن الإمارات في غنى أنها تدخل في مثل هذه المتاهات أصلاً، ولكننا دائماً أعتقد الإمارات ودول عربية أخرى تؤمن أن عليها دور، وأن هذه اللحظة توحي بأفكار كثيرة وبآراء كثيرة وبمقترحات، والإمارات قدمت اجتهادها، وأعتقد لم تفرضها على حد، ولم تطلب أنها لابد أخذها..
سامي حداد: يبدو لدينا مشكلة مع الهاتف التليفوني مع الضيف في الدوحة.
ما نسمع ما قاله بالتمام، دكتور حسين شعبان شو رأيك بهذه المبادرة الإماراتية؟
د. حسين علي شعبان: الحقيقة كما ذكرت قبل قليل أولاً إنها ليست مبادرة، وأستند في ذلك إذا.. إلى أن المبادرة هي يعني نوع من الإبداع، أما ما ورد في هذه المبادرة عدا عن.. عن الثغرات القانونية والأخلاقية والأدبية فيها فهي خرجت بشكل خطأ، أولاً إن الطلب بتغيير استقالة رئيس دولة ما، هذا يخالف كل القوانين والأعراف حتى السماوية، ليس شرائع الأمم المتحدة التي انقلب ميزانها، بأي حق أن يُطلب.. قبل عام الولايات المتحدة كذلك طلبت استبدال الرئيس عرفات، والآن يريدون استبدال الرئيس صدام حسين، وغداً يطلبون استبدال الأمير عبد الله، ماذا نفعل؟ هذا أمر..
سامي حداد: دكتور حسين، يعني.. ماذا؟
د. حسين علي شعبان: لا يجوز تبني وجهة النظر الأميركية، أولاً: هذه وجهة نظر أميركية، اجترها الأتراك، ثم اجترها بعض الحكام العرب، ثم ولفظوها لأنها رُفضت جملة وتفصيلاً، لماذا تتلفقها؟
سامي حداد: رُفضت من قِبَل من؟
د. حسين علي شعبان: أولاً: رفضها صاحب العلاقة المباشرة، رفضها العراق، رفضتها دول عربية كثيرة، رفضتها دول أوروبية كثيرة، حتى النرويج وكندا ترفض.. ترفض.. ترفض تغيير نظام صدام.
سامي حداد: يا سيدي، أكبر.. أكبر.. أكبر.. أكبر مدافع.. أكبر مدافع عن موضوع العراق الآن في مجلس الأمن وأمام الهيجان الأميركي هي فرنسا، والرئيس (شيراك) قبل ثلاثة أسابيع في مجلة "التايم" الأميركية قال بالحرف الواحد: إن ذهاب الرئيس العراقي صدام حسين سيكون يعني منحة أو.. أو.. أو يعني تُنهي هذه الأزمة.
د. حسين علي شعبان: هو يتمنى، حقه أن يتمنى، المعارضة العراقية تتمنى أن يموت صدام حسين، كثير من الناس يتمنون ألا يكون موجود صدام حسين، وأنا أتمنى ألا يكون كل هؤلاء الحكام العرب باستثناء صدام حسين.
سامي حداد: إذن.. إذن برأيك –ok- ربما يعتبر تدخلاً في الشؤون الخارجية.
د. حسين علي شعبان: يا أخي، لماذا..
سامي حداد: اسمح لي.. اسمح لي، يعني مادامت يعني خراب البصرة قادم، لا سمح الله، ولكن هكذا يبدو يعني الإصبع على الزناد، وفي تنحي القيادة العراقية عن.. عن.. عن الحكم لتجنيب الشعب العراقي المأساة القادمة، يعني ألا يوجد بطل هنالك يفدي أو يفتدي شعبه في سبيل يعني الابتعاد؟
د. حسين علي شعبان: يا سيدي، المأساة قادمة، وإن استسلمتم ستكون أشد وطأة، أما إن.. إن الناس دافعت عن كرامتها، يا أخي دولة مثل كوريا الشمالية تركل الأميركيين صباح مساء، والولايات المتحدة تعلن أنها ستسحب قواتها من كوريا الجنوبية، المكسيك يا أخي إلى جوار الولايات المتحدة، وتعتمد اعتماد اقتصادياً كبيراً عليها، ترفض السير في المشروع الأميركي، معظم الدول، الولايات المتحدة في أزمة الآن، الولايات المتحدة ليست في موضع قوة، إدارة الرئيس (بوش) هي التي تتحدى الرأي العام العالمي، وهي التي..
سامي حداد: هذا معروف.. هذا.. هذا..
د. حسين علي شعبان: وهي التي تشتري الناس بالأموال، هذا قالته الإدارة الأميركية قبل أسابيع، أنها..
سامي حداد: وتتنصت.. وتتنصت على سفارات الأمم المتحدة في داخل نيويورك، نحن نعرف ذلك.. نعرف ذلك.
د. حسين علي شعبان: فإذاً لماذا الرضوخ لها؟ لماذا الرضوخ لها؟ لماذا الرضوخ إذاً؟
سامي حداد: أستاذ.. أستاذ عبد الوهاب، الطرح الإماراتي.
عبد الوهاب بدرخان: بدك إجابة صريخ أو..؟
سامي حداد: أنا أبدو يعني حتى أجاريه في.. في.. في الكلام راح صوتي، اتفضل.
عبد الوهاب بدرخان: الحقيقة إنه هذا النوع من المبادرات إما يأتي من.. من الداخل من.. من صاحب العلاقة أو.. أو لا يأتي، والحقيقة إنه كان هناك شبهة أميركية، لأنه.. كان هناك شبهة أميركية لأنه (كولن باول) تكلم على الموضوع 24 ساعة قبل انعقاد القمة.
سامي حداد: العربية.
عبد الوهاب بدرخان: وكان يريد أن يؤثِّر على القمة العربية، فجاءت المبادرة تقريباً بسياق كلام كولن باول، وهذا.. وهذا أساء إليها، أنا لا أعتقد أن الإمارات قدمتها بناء لتنسيق مع الولايات المتحدة، هذه فكرة موجودة في الجو السياسي العربي منذ.. منذ وقت طويل، وبالتالي ليس فيها جديد كان.. كان حتى يقال في المعلومات أن مصر تريد أن تقترح مثل هذه المبادرة، كان هناك معلومات أن هناك دول خليجية ومنها السعودية دخلت في.. في.. في مفاوضات سرية أو.. أو في بحث..
سامي حداد: دخلوا في اللعبة يعني كلهم.
عبد الوهاب بدرخان: طبعاً نُفي بعد ذلك، لأنه ربما حصلت.. حصلت.
سامي حداد: إذن كيف تفسِّر إذا نُفي كل ذلك، كيف تفسِّر أن مجلس الوزراء الخليجي وافق.. يعني ناقش الفكرة، فكرة الشيخ زايد بتنحي الرئيس صدام حسين عن الحكم، وقال يجب أن تبحث في.. في.. في ضمن الإطار العربي، ووافقت عليها الكويت، ورحب فيها الشيخ صباح سالم الصباح (نائب رئيس الوزراء، أو النائب الأول وزير الخارجية الكويتي) في القمة الإسلامية مما أثار حفيظة عزت إبراهيم، وبدأ السباب ولعن الشوارب والقردة وإلى آخره.
عبد الوهاب بدرخان: يعني قبل أن أصل إلى ذلك، أنا أريد أن أذكرك بأنه لماذا لم تطرح في القمة العربية؟ لأنه لم يكن هناك توافق على طرحها، رغم أن الصحف المصرية مثلاً كانت تزخر في ذلك.. في تلك الأيام التي سبقت القمة بانتقادات قوية للنظام العراقي وللرئيس العراقي بما في ذلك افتتاحيات لرؤساء التحرير البارزين يعني المعينين من جانب رئيس مصر مباشرة، كل ذلك كان يُهيئ إلى حد ما الجو، مع ذلك عندما وصلنا إلى القمة كان واضحاً أنه ليس هناك توافق، طبعاً سوريا لا توافق على طرح هذا.. على طرح مثل هذه المبادرة، السعودية تريد توافق حول مثل هذه المبادرة، مصر غيرت رأيها، لم تكن تريد.. لم تكن تريد..
سامي حداد [مقاطعاً]: مع أن الصحافة الخليجية.. الصحافة الخليجية وخاصة الكويتية منها تقول: إنه يعني حتى سموا السيد عمرو موسى (الأمين العام لجامعة الدول العربية)، بالمعوج أو المعووج، لأنه يعني لم يدخلها في جدول الأعمال للقمة في.. في الاجتماع الوزاري في القمة.
عبد الوهاب بدرخان: يعني هذا.. هذا يعني عندما تبحث عن شمَّاعة لابد أن تلوم عمرو موسى، ولا تستطيع أن تلوم الحكومة المصرية.
سامي حداد: أريد.. أريد العودة يعني إلى الأستاذ الدكتور عبد الخالق عبد الله، أنا متأسف كان هنالك انقطاع لم نكن نسمعك هنا في لندن، يعني هنالك من يقول أن أفكار، نصيحة، مبادرة الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات، سمِّها ما تشاء، بأنها كانت تكراراً لما قاله المسؤولون الأميركيون.
د. عبد الخالق عبد الله: يعني.. يعني الكل يعرف إن الإمارات ليس من طبعها أن تمرِّر أفكار أميركية للعرب يعني، الإمارات مشهود لها بأنها أكثر الدول العربية انتقاداً للمواقف الأميركية، وإلنا في هذا الموضوع يعني شواهد وحقائق، فبالتالي أعتقد هذا كلام جداً يعني لا يستحق حتى الرد، حتى الرد، فليس من طبع الإمارات أنها تنسِّق، أعتقد هناك نية صادقة إماراتية وراء هذه الأفكار، وراء هذه النصيحة الشخصية ربما المقدَّمة من رئيس دولة الإمارات إلى الرئيس العراقي صدام حسين، الجوهر –في نظري- في هذه المبادرة ليس التدخل في الشأن الداخلي للعراق، ليس التدخل، علاقاتنا مع العراق لازالت طبيعية وجيدة، وأمس يعني عقد وفد.. لقاء بين وفد الإمارات والوفد العراقي، وهناك يعني انسجام تام، الإمارات هي الدولة العربية الخليجية الأولى التي كسرت الحظر وأقامت علاقات، وأميركا أبدت استياءها، والكويت أبدى.. أبدت استياءها، فبالتالي ليس هناك يعني أي يعني مجال للشك في مصداقية وصدقية هذه المبادرة، لكن يعني أنا أعتقد أنه النصيحة المقدمة للرئيس العراقي إن هو يعني بإمكانه في هذه اللحظات أنه هو يقوم بمثل هذه أن يعلن إعلان نية، لأن ربما إعلان نية للتخلي لتفادي هذه الحرب، وأعتقد أكثر من هذا أنه الجميع قام بهذا الدور، يعني كما ذكر الأستاذ عبد الوهاب أنه مصر، روسيا، دول عربية كثيرة وأطراف نصحت الرئيس العراقي أنه هذه الخطوة ربما أصبحت في صالح العراق وخطوة تحتسب له، الإمارات أعلنت ذلك، ولم تخفِ ذلك، هنا قدرة الإمارات ورغبة الإمارات في تخطي النفاق السياسي السائد في الخطاب العربي.
سامي حداد: ما هذا دكتور عبد الخالق هذا اللي قلته أنا في مقدمة البرنامج، إنه هنالك من يقول نصف الحقيقة، وينتظر الآخرين أن يقولوا النصف الآخر، ولكن ومع ذلك نحن لا نشكك بنزاهات الشيخ زايد ومواقفه القومية خاصة فلسطينياً، ولكن.. ولكن يعني دولة مثل إيران التي جرت حرب بينها وبين العراق لمدة ثماني سنوات راح بين الطرفين، ذهب حوالي مليون شهيد، قتيل، سمِّهم ما تشاء، لم تجرؤ على طرح فكرة تنحي الرئيس، وإنما طالبت مبادرتها كانت نوع من المصالحة، نوع من الاستفتاء، انتخابات، ولم تطرح قضية التنحي مثل دولة معروف عنها مواقفها القومية العربية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة.
د. عبد الخالق عبد الله: يعني شوف أستاذ سامي أنا أفهم هذه الأفكار جميعاً، وخاصة فكرة تنحي الرئيس صدام حسين في سياق حقيقة دعوة ينبغي أن نقوم بها جميعاً في سياق الإصلاح السياسي المطلوب بشدة، يعني القمة العربية دُعيت لكي تتبنى من خلال هذه الأفكار موقفاً جماعياً ليس في اتجاه فقط صدام حسين، وإنما في اتجاه الإصلاح السياسي العربي، في اتجاه المزيد من الديمقراطيات والمشاركة وعدم احتكار السلطة، بمعنى آخر أن الموقف العربي سيظل ضعيفاً، أن الأمة العربية ستظل مستهدفة من أميركا، وستظل مخترقة من جميع القوى الكبرى إذ لم تبدأ في الحريات، لم تتخذ من الديمقراطية، ولم نبدأ بإصلاح الوضع الداخلي، ستظل إمكانياتنا كلها مهدورة، وستظل مواقفنا ضعيفة وغير مؤثرة بدون التنحي عن السلطة وبدون الديمقراطية وبدون الحريات، وبدون إتاحة الفرصة للشعب العربي لكي يقرر قراره بنفسه بمعزل عن هذه الأنظمة التي قامت باحتكار السلطة على مدى 50 سنة ولم تجلب لنا سوى المزيد من الهزائم، وستظل هذه الهزائم المتكررة.
سامي حداد: ولكن دكتور..
د. عبد الخالق عبد الله: على مدى الـ 50 سنة القادمة بدون الديمقراطية وبدون الحريات، وبدون تنحي أشخاص مثل صدام حسين، ومعظم الزعماء العرب الذين يحتكرون السلطة في الوطن العربي، نسمع أقوالهم كما سمعناها أقوال فاروق الشرع، أقوالهم جيدة، لكن أفعالهم على أرض الواقع لا تتوافق مع هذه الأقوال والمواقف التي تبدو عظيمة على صعيد الخطاب السياسي، لابد من الديمقراطية ودعوة الإمارات تصب في هذا الاتجاه يا أستاذ سامي.
سامي حداد: ولكن المبادرة.. المبادرة.. المبادرة، أيه أنت يعني إلى حد ما قلت نوع من.. من.. من الحقيقة، ولكن المبادرة تدعو إلى أن تكون.. أن يكون العراق تحت الانتداب وصاية الجامعة العربية لإجراء ديمقراطية وانتخابات ديمقراطية حرة.
د. عبد الخالق عبد الله: وصاية عربية -أستاذ سامي- أفضل من وصاية أميركية قادمة.
سامي حداد: يعني.. يعني أي الدول لا.. اسمح لي؟ أي دولة عربية.. أي دولة عربية ستشارك في هذا التغيير الديمقراطي في العراق لديها ديمقراطية تكون نموذج حتى يحتذيها الشعب العراقي؟
د. عبد الخالق عبد الله: لا توجد حقيقة دولة عربية اليوم من المشرق العربي إلى المغرب العربي فيها ديمقراطية تلبي طموحات الشارع العربي، وإنما نتمنى وندعو الآن وينبغي أن نطالب، وإذا جاءت المطالبة رسمية كان أفضل وأفضل، أعتقد أن المهم الجوهر في جميع توجهاتنا نحو المزيد من الحريات والديمقراطيات ودعوة الأنظمة العربية جميعها أنها تتيح للإنسان العربي لكي يدير شؤونه بنفسه، ولكي يستطيع أن يواجه المخططات الأميركية، بدون ذلك لن نستطيع أن نواجه هذه الحرب القادمة والكوارث المتوقعة باحتكار السلطة، لا توجد أنظمة عربية اليوم تتمتع بالديمقراطية وتتيح الحريات التي أنا أتمناها وأنت تتمناها والإنسان العربي يتمناها يعني من المشرق إلى المغرب العربي.
سامي حداد: شكراً دكتور عبد الخالق، دكتور حسين.
د. حسين علي شعبان: يعني الحقيقة يعني أن الدكتور عبد الخالق متناقض، يعني ساعة يقول أن لدى العرب القليل لكي يفعلوه، ساعة يقول أنه لأ، يجب إنه العرب يعني قوة ويجب ألا نستهين بهم، ويجب ألا نفتتهم، ويجب إلى آخره، أولاً: دعني أقول أن كل دعوات الإصلاح التي تطلق والتي تخرج من.. من الولايات المتحدة، ومقولات الديمقراطية، وإلى.. هي مقولات فارغة لقد أثبتت..
سامي حداد: هذا.. نحن نتحدث الآن.. نحن.. نحن نتحدث الآن عن مقولات عربية، مبادرات عربية فيما يتعلق بتغيير النظام.
د. حسين علي شعبان: إن لا يوجد مبادرات، يا أخي، هم.. هم لا قدرة لديهم، هم يعترفون أنهم لا شأن لهم في كل ما يجري، ولا كلمة.. ولا كلمة تسمع لهم، وكل ما يستطيعوا أن يفعلوه أن يقمعوا شعوبهم، وتذكر يوم جرت مظاهرة 15 شباط الماضي، مظاهرة في لندن خرج فيها مليون ونصف إنسان كان في القاهرة 200 متظاهر يقابلهم ثلاثة آلاف شرطي، لأن الحكومة المصرية منعت الناس من التظاهر.
سامي حداد: أمس.. أمس.. أمس.. أمست في القاهرة طلع مليون متظاهر.
د. حسين علي شعبان: نعم.. نعم.. نعم، الآن لأن هناك بوادر أن الأميركيين قد حُشروا في الزاوية، وأن وضعهم حرج، والفرنسيين والألمان، وحتى الروس، وحتى الصينيين تبين أنهم عرب وحريصين على العرب أكثر من العرب.
سامي حداد: إذن برأيك كيف يمكن تجنيب.. تجنب هذه الحرب إذا كنت حريصاً على الشعب العراقي؟
د. حسين علي شعبان: إن.. إن.. إن تجنب هذه الحرب الآن أصبح تقريباً متأخراً، تجنب هذه الحرب يتم أولاً على الحكام العرب، تحديداً الكويت لتعلن حكومة الكويت أنها لن تسمح للقوات الأميركية باستخدام أراضيها، أقله كما قالت تركيا، لتعلن العربية السعودية أنها لن تسمح قولاً وفعلاً.. قولاً وفعلاً، ليس أن نقول للأميركيين تحالفنا استراتيجي معكم، ثم نقول لن نسمح لهم باستخدام الأراضي، عدم استخدام.. يا أخي لماذا موجودين لماذا وجود هذه القواعد الأميركية؟ لماذا؟ لماذا هذه القواعد الأميركية؟
سامي حداد: اسمح لي.. اسمح لي دكتور حسين.. دكتور حسين، هنالك فرق، اسمح لي دول صغيرة بحاجة إلى حماية بحاجة إلى حماية دول صغيرة بحاجة إلى حماية.
د. حسين علي شعبان: دعني أتحدث مِن مَن؟ مِن مَن؟ يا أخي.. مِن مَن؟
سامي حداد: اتفاقات دفاعية، وكانت قبل.. وكانت.. وكانت قبل موضوع الغزو العراقي للكويت، هذا أولاً، ثانياً.. ثانياً: الدول العربية جمعاء في القمة العربية والقمة الإسلامية يا دكتور حسين شعبان طالبت بعدم المشاركة في الحرب، ولم تطالب.. لم تطالب بمنع استخدام القواعد للأميركيين والبريطانيين، هذا واضح بلاش نجادل في… هذا الموضوع.
د. حسين علي شعبان: يا أخي هذا واضح، نريد أن نمنع الحرب، نحن الآن نريد أن نمنع الحرب، أي إنسان عنده كرامة في هذا العالم وخاصة العربي إذا كان عنده ذرة كرامة وحريص على مصلحة هذه الأمة، وحريص على استمرارها وبقاء هذه الدول بشكلها أقله أن يعمل على منع القوات الأميركية من استخدام أراضيه.
سامي حداد: ألا تعتقد أن العراق لو أنه استجاب منذ عام 91 حتى الآن لقرارات مجلس الأمن بتدمير أسلحة الدمار الشامل، لو أنه انفتح على شعبه، لو أنه أقام ديمقراطية لو أنه عفا عن المعارضة في الداخل والخارج ولم يقتل الناس لما كانت كل هذه.. لما كانت كل هذه..
د. حسين علي شعبان: كل ما قلته فعله.
سامي حداد: لما كانت كل هذه لنقل يا أخي بنات آوى أو.. أو.. أو الثعالب جاهزة حتى تجهز عليه.
د. حسين علي شعبان: يا أخي، الأميركيين الرئيس بوش عنده (…) إحدى المرات قلت هنا عنده مرض اسمه مرض صدام حسين، مرض مصاب بمرض صدام حسين، لذلك تجده عندما يتحدث عن صدام حسين لا يُبقي تعبيراً شارعياً إلا ويستخدمه.
الحضور السوري والسعودي في القمة الإسلامية
سامي حداد: ok، عبد الوهاب بدرخان قمة عربية فقمة إسلامية، بيهمني موضوع قضية الحضور في.. في القمة خاصة الحضور السوري، الحضور السعودي، يعني لم يكن بذلك المستوى لقمة مثل قمة إسلامية يعني لماذا؟
عبد الوهاب بدرخان: يعني أعتقد أن هناك ربما أسباب تتعلق بالبرنامج أعمال الوزراء والرؤساء، وهناك أمور طبعاً لا يمكن تفسيرها إلا سياسياً، بالطبع نعرف إن سوريا مثلاً حالياً لديها كثير من الاعتراضات على قطر التي تستضيف.. كانت تستضيف القمة، وبالتالي ربما لم تشأ أن تعطي هذه القمة أهمية.
سامي حداد: طيب والسعودية، هل أعطت القمة أهمية؟
عبد الوهاب بدرخان: بين السعودية وقطر هناك أيضاً..
سامي حداد: لا علاقة.. يا إخواننا مستقبل العالم الإسلامي، العالم العربي فيه.. فيه.. فيه طاعون قادم سيشمل الجميع، يعني نرقى فوق الخلافات الشخصية.
عبد الوهاب بدرخان: بالنسبة لهذا القرار..
سامي حداد: يعني هل.. هل السعودية أو سوريا يعني مهتمة بالشأن العراقي أكثر من العراق نفسه الذي حضر بأعلى مستوى من الحضور في القمة الإسلامية؟ وحضروا وقاعدة العديد موجودة هناك أيضاً.
عبد الوهاب بدرخان: نعم، بالنسبة.. بالنسبة لسوريا يعني كما قلت ربما لا تكون هناك أسباب سياسية، ربما يعني هناك.. هناك أيضاً مسألة تتعلق في برنامج عمل يعني لأن هذه القمة…
سامي حداد [مقاطعاً]: ok، يعني نُقل.. نقل عن الأمير سعود الفيصل عندما دُعي إلى هذه القمة الإسلامية قوله: إنه يعني العرب يعني ربما يحلون محل أو ينوبون بالواقع –السهو- ينوبون عن الدول الإسلامية فيما يتعلق بالموضوع العراقي والأزمة العراقية، فهل فعلاً العرب يعني مع أنه قرار القمة الإسلامية كان شبيهاً بقرار القمة العربية؟ يعني هل ينوب العرب عن المسلمين في هذه الأزمة؟
عبد الوهاب بدرخان: إذا لم ينوبوا على الأقل القمة الإسلامية اتخذت قراراً مشابهاً لقرار القمة العربية، ولم يخرج عن.. عن سقف.. السقف الذي التزمه العرب.
سامي حداد: إذاً كان باستطاعة العرب أن ينوبوا عن المسلمين،.. بَلاَ قمة.
عبد الوهاب بدرخان: لأنه على أي حال..
سامي حداد: لا.. لا، بيهمني كثير هاي النقطة يعني.
عبد الوهاب بدرخان: طبعاً الصوت صوت القمة الإسلامية عالمياً أفضل أن.. أن يقول لا للحرب، يعني هذا أولاً هناك كم من الدول ثم أن هناك دول مهمة: إندونيسيا، ماليزيا، باكستان، كل هذه الدول مهمة.. مهم أن تقول أيضاً: لا للحرب.
سامي حداد: مع.. مع أن.. مع أن تركيا الدولة في حلف شمال الأطلسي خاصرة الحلف اليُمنى زمن الحرب الباردة، ولا يزال لها قيمة الآن يعني.
عبد الوهاب بدرخان: على أي حال..
سامي حداد: مستقبلاً اسمح لي.. لا.. لا، اسمح لي تركيا.. تركيا، يعني برلمانها وقَّف وعارض دخول القوات الأميركية إلى.. إلى الأراضي التركية للغزو العراق.
عبد الوهاب بدرخان: ومع ذلك..
سامي حداد: في حين الدول العربية قالوا: والله ما فيه عندنا مانع، استخدموا القواعد، هاي المشكلة.
عبد الوهاب بدرخان: ومع ذلك رغم.. رغم معارضة تركيا فإن الأميركيين سيستخدمون الجبهة التركية، سيكون هناك مخرج عبر رئاسة الجمهورية التركية وعبر (… de étate) مصلحة الدولة، ثم أن كل الدول التي قالت لا قاطعة للحرب سواء في القمة العربية أو القمة الإسلامية، دول تقدم تسهيلات لا تستطيع أن.. أن..
سامي حداد: بما فيها السعودية؟
عبد الوهاب بدرخان: لا أعرف السعودية قالت أنها لا.. لا تريد أن تساهم في هذه الحرب، هذا على الأقل..
سامي حداد: في.. في الـ CNN اليوم أتى خبر إن الجيش الأميركي يعد قاعدة عسكرية سرية داخل السعودية على بُعد أميال من الحدود العراقية، أمس أغلقوا مطار عرعر على الحدود العراقية السعودية، ومن المحتمل أن تستخدم القاعدة كقاعدة انطلاق لشن عمليات خاصة داخل العراق تتعلق بحقول البترول ومنشآت التسليح ومواقع حيوية أخرى، الصحف الأميركية، البريطانية، مجلة "التايم" الأميركية "نيوزويك" الأميركية تحدثت عن اتفاق سعودي أميركي لاستخدام قاعدة حتى الأمير سلطان لمهمات خاصة محددة.
[فاصل إعلاني]
العرب بين الحاجة لقمة طارئة والحاجة إلى الديمقراطية
سامي حداد: دكتور عبد الخالق عبد الله في استوديوهاتنا بالدوحة، الإصبع على الزناد الآن يبدو حتى السابع عشر من الشهر القادم لا ندري ماذا يحدث، برأيك ما هو المطلوب الآن قمة عربية طارئة أخرى كما قال السيد عمرو موسى (أمين عام جامعة الدول العربية) إنه ربما تكون هنالك قمة لإبلاغ الرسالة العربية إذا ما يعني حان أوان الشد.. فاشتد (زِيهم).
د.عبد الخالق عبد الله: لا، أعتقد لسنا بحاجة إلى قمة أخرى استكمالية كما طرح، أعتقد يعني القمم التي اجتمعت أخيراً للقمة.. قمة عدم الانحياز بـ130 دولة، القمة العربية بـ22 دولة، قمة.. القمة الإسلامية بحوالي 55 دولة، أعتقد مهمة هذه القمم والبيانات التي صدرت عنها كلها كانت تصب في تقوية الموقف الفرنسي والموقف الأوروبي والموقف الروسي تباعاً، فكانت المهمة واحدة وهي تصليب.. تقوية الموقف السياسي والموقف الدولي والأخلاقي لفرنسا الرافض للحرب والداعم للجهود السلمية، كلنا نعرف الآن أن هذه المواقف وهذه البيانات كانت تصب في سياق تقوية الموقف الفرنسي، الموقف الفرنسي بحاجة لمثل هذه القمم، بحاجة لمثل هذه المواقف من الدول العربية ومن الـ130 دولة في العالم الممثلة في.. في.. في دول عدم الانحياز، فلا نحتاج إلى.. إلى قمة عربية أخرى، ما نحتاج إليه الآن حقيقة كيف نتجنب هذه الحرب، وأعتقد أننا كان بإمكاننا أن نتجنب هذه اللحظة الحرجة خلال العشر سنوات الماضية لو تم تصحيح الوضع السياسي الغير الصحي الموجود ربما في العراق، كان بإمكان العراق أن هو يمهد خلال العشرة سنوات الماضية لنظام ديمقراطي، نظام إصلاحي يستطيع -الآن سنة 2003- أن يقف موحداً بجبهة..
د.حسين علي شعبان[مقاطعاً]: يا أخي ليه نظامكم أنتم ديمقراطي يعني؟ يا دكتور عبد الخالق يعني أنتم في الإمارات أو في السعودية أو في عُمان أو حتى في قطر أنظمة ديمقراطية؟
د.عبد الخالق عبد الله: أولاً..
حسين علي شعبان: ما معظمهم أمراء إما انقلبوا على.. على.. على من سبقوهم أو أنهم ورثوها بالوراثة، لماذا تريدون تغيير صدام؟ صدام أقام استفتاءً بصمت له الناس بدمها وأنا مستعد أن أبصم له بدمي من هنا.
د.عبد الخالق عبد الله: أولاً يا أخ حسين يعني إحنا..
سامي حداد: وإذا.. وإذا خيرت أستاذ.. دكتور عبد الخالق معلش مداخلة..
د.عبد الخالق: عبد الله: ما.. يعني أنا..
سامي حداد: وإذا خيرت أن.. أن تعيش.. إذا خيرت يا حسين شعبان دكتور أن تعيش في العراق أو في الإمارات أين تعيش؟
حسين علي شعبان: سأذهب إلى العراق طبعاً.
سامي حداد: دكتور عبد الخالق تفضل.
د.عبد الخالق عبد الله: أولاً أخي.. أخ سامي والدكتور حسين مع كل الاحترام والتقدير أعتقد في مثل هذه اللحظات بنريد شوية يعني خطاب هادئ وعقول هادئة ولا نريد مثل هذه النفوس المتأججة..
د.حسين علي شعبان: يا أخي عقول هادئة و الناس عم تموت بفلسطين؟! الإسرائيليين بالأمس ارتكبوا مجزرة وقبلها مجزرة..
سامي حداد: يا دكتور.. دكتور لا.. لا
د.حسين علي شعبان: يعني يا أخي أنا فلسطيني، أنا فلسطيني يا أخي.
سامي حداد: OK، إحنا، يا سيدي على الراس والعين.
د.حسين علي شعبان: هادولي اللي عم بيموتوا أبناء شعبي تقول لي أعصاب هادية، بَزِيت حالي على (…) هسه…
سامي حداد: مخيم جنين الذي اكتسحه شارون لم يبنه إلا الشيخ زايد.
د.حسين علي شعبان: يا أخي بناه ممنوناً ممنوناً ممنوناً مشكورين له، لكننا نقول الآن علينا أن نمنع الحرب لا أن نقول يعني أن.. أن.. أن نلبس الياقات وأنه نحكي كلام مؤدب، يجب أن نعبر عن هم الأمة، الأمة ستنفجر.
سامي حداد: OK، دكتور.. دكتور.. ممكن.. ممكن.. ممكن من فضلك إذا تكرمت ألا نتوصل إلى الصراخ والزعيق ونستمع إلى ما قاله الدكتور أو ما يقوله الدكتور عبد الخالق، تفضل دكتور عبد الخالق.
د.عبد الخالق عبد الله: يعني أعتقد.. أعتقد يمكن الدكتور حسين شعبان يصلح في.. في برنامج (الاتجاه المعاكس) وليس في برنامج الرأي والرأي الآخر الذي فيه قدر من..
سامي حداد [مقاطعاً]: كلها دكتور كلها عفواً عفواً دون.. دون التعريض بأي برنامج.. كلها برامج (الجزيرة) ومحترمة ما فيه صراخ ولا أي شيء..
د.عبد الخالق عبد الله: شوف سامي.. سامي.
سامي حداد: يعني في بعض البرامج الإنسان.. بعض الناس يعني يفقدون أعصابهم أو يتحدثون بشكل منفعل ولكنها كلها برامج حوارية حضارية، تفضل.
د.عبد الخالق عبد الله: ok، أنا يعني أرجع وأقول..
سامي حداد: نعم، تفضل.
د.عبد الخالق عبد الله: أن أعتقد الوطن العربي بأسره الإمارات والعراق وسوريا ومصر، كل الدول العربية بحاجة إلى أنها تصحح أوضاعها الداخلية، هذا موقف مبدئي أنا أتبناه والمفروض كل إنسان عربي يتمناه.. يتبناه، وأعتقد هذا هو المطلب الذي ينبغي أن نعمل عليه من الآن ورايح، بدون ذلك سنجد أنفسنا دائماً مثقوبين مخترقين، مهيمن علينا وسنتعرض لمثل هذه اللحظات الصعبة التي وصلنا إليها، في تقديري هذه اللحظة التي وصلنا إليها الآن وهذه الحرب التي ربما ستقع بعد عشرة أيام لم يكن لها أن تقع لو كان هناك وضعاً طبيعياً ديمقراطياً سياسياً صحياً في العراق هذا تقديري، الآن نتحدث عن جنود موجودين في المنطقة، نعم هناك جنود موجودين في المنطقة، الكويت مثلاً، الكويت فيها ديمقراطية أكبر نسبياً على الأقل من العراق، نسبياً، على الأقل هناك برلمان منتخب، من حق البرلمان الكويتي أن يتخذ ما يتخذه من قرار، وقد اتخذ هو بإرادة الشعب الكويتي الحرة وليس بضغط وبإملاء من الحكومة، هو الذي اتخذ قرار لاستضافة الجنود الأميركان، تركيا اتخذت قرار معاكس لذلك، ينبغي أن نحترم إرادة الشعوب بأي شكل من الأشكال، ربما كنا لا نتفق معها، لكن إرادة الشعوب هي التي ينبغي أن تسير وتدير أمورنا وشؤوننا وأعتقد لم نكن لنصل إلى هذه اللحظة، ولم نكن لننفعل ولم نكن نحتاج إلى أن نطالب أي رئيس عربي بأن يتنحى وأن يتخذ قرارات صعبة لو كانت الأوضاع حقيقة ديمقراطية، هنا هو جوهر المسألة العربية في الوقت الراهن، نحن بحاجة إلى أوضاع سياسية مختلفة، في الإمارات وفي غير الإمارات وفي كل الدول العربية، وأنا عندي الشجاعة إني أقول ذلك، وأتمنى من الدكتور حسين أن يقول الآن بصراحته وبكل انفعاله للرئيس العراقي يا أخي تخلَّى عن الحكم، لأن أنت المشكلة، وأنا أعتقد هو المشكلة كما أن أي زعيم آخر هو مشكلة، نحتاج لمزيد من الديمقراطية في حياتنا العربية..
د.حسين علي شعبان: لن أفعل ذلك، مستحيل أن أفعل ذلك..
سامي حداد: OK، دكتور، معلش عندي مكالمة هاتفية من براغ، ولكن قبل ذلك للتذكير يعني عندما اتهمت الأستاذ أو برامجنا يعني في الصراخ والزعاق وإلى آخره، يعني ربما الناس على دين ملوكهم، يعني سمعنا شو صار في القمة شرم الشيخ وقمة الدوحة الإسلامية، يعني.. يعني نتعلم من.. من زعمائنا.
سيد أحمد أبو صالح من براغ مساء الخير سيد أحمد أبو صالح.
أحمد أبو صالح الحمداني (سياسي وقيادي بعثي سوري سابق): مساء الخير.
سامي حداد: سمعت يا سيدي عن موضوع التنحية والقمتين العربية والإسلامية، أيش تقييمك باختصار رجاءً؟
أحمد أبو صالح الحمداني: أولاً أنا لم أستمع إلا إلى جُمل متقطعة من مجمل الحوار، وأهم نقطة استمعت إليها قولك بإنه الشيخ زايد تبرع بمبالغ لجهات معينة، أنا أقول بإنه الشيخ زايد وغير الشيخ زايد عندما يتبرعون، يتبرعون من عائدات النفط، والنفط للعرب وليس لا للشيخ زايد ولا للشيخ حمد، ولا للشيخ محمد، ولا لأي واحد من هؤلاء الشيوخ، هاي الملاحظة وبعدين بالمناسبة..
سامي حداد: لا أبو.. أبو صالح يعني الله يخليك يعني لما كان أهل الجزيرة العربية يأكلون الثعابين والأشواك ما كان فيه نفط وكنا في بلاد الشام يعني أجدادنا كانوا يأكلون الفواكه واللحوم ما.. ما كانوا يعني يحسدونا على نأكل الفواكه واللحوم في بلاد الشام وهم كانوا يأكلون العقارب والأفاعي والأشواك، تفضل، فما فيه إلنا حق عليهم على النفط، تفضل.
أحمد أبو صالح الحمداني: ونحن ما عم نحسد.. نحن ما نحسدهم بس عم نطالب بأنصبتنا من عائدات النفط، على كل الأحوال خيي أنا بأبدأ مداخلتي بتحية الجماهير اللي غصت بها شوارع كثير من دول العالم انتصاراً للعراق وفلسطين، وأيضاً بأحيي بعض القادة الأوروبيين من فرنسيين وألمان وروس وبلجيكيين وإلى آخره، لأنه مواقفهم -ومع الأسف الشديد- أقرب لموقف الشارع العربي من حكام الشارع العربي، وبالمناسبة بأقول إنه الأمة العربية لو كانت متحدة أو موحدة أو لو كانت تعيش في ظل شيء بسيط من الحرية أو الديمقراطية لما اختارت المماليك ملوكاً والصعاليك شيوخاً والغلمان قادة، والمأمورين أمراء، وبالتالي لما احتاجت إلى.. إلى مؤامرات في القمة، لا أقول مؤتمرات وإنما مؤامرات..
سامي حداد [مقاطعاً]: أيش المؤامرات يا أستاذ أبو صالح؟ ما هي المؤامرات وقد وقف الجميع متحدين معارضين لأي حرب ضد العراق؟ كيف بتقول لي متآمرين؟
أحمد أبو صالح الحمداني: ما فيه.. ما فيه أسهل.. ما فيه أسهل من القول وإلقاء الخطابات، ونحن استمعنا إلى أُناس يحفظون خطابات عن ظهر قلب، وكأنهم أساتذة مدرسة، يعني كأنه الملوك والرؤساء كانوا طلاب والغلمان كانوا عم بيعطون دروس بالوطنية وبالقومية وإلى آخره، فهذا الكلام عملية سهلة جداً، أما الفعل هو المهم، الفعل سيكون انطلاقاً من أراضي تزعم أنها عربية وسكانها يزعمون أنهم عرب، ستنطلق جحافل الأميركان والبريطانيين وأيضاً بعض العرب لاحتلال العراق وتقسيم العراق وفتح الطريق أمام الفرس للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، هذا بالنسبة للقمة أو المؤامرة في القمة العربية.
أما بالنسبة للقمة الإسلامية يعني طريق الجنة فما بتختلف كتير عن القمة العربية إلا في حدود تغيير بعض الألفاظ، أما البيان فنفسه وانتهوا بالمناسبة إلى تشكيل لجنة قال برئاسة البحرين وعضوية تونس ولبنان حتى تعمل جولة بالعالم والتبشير بالبيان اللي صدر عن مؤتمر القمة العربية ومؤتمر القمة الإسلامية..
سامي حداد [مقاطعاً]: يا سيدي، زيادة الخير خير كما يقولون، أبو صالح يعني كما يقولون زيادة الخير خير، فيه عندك مانع يعني؟
أحمد أبو صالح الحمداني: يا سيدي، إذا كان.. إذا كانت المؤتمرات اللي انعقدت فيها خير فزيادة هذا الخير خير، بس ما فيها خير، لأنه منين إيجت الأوامر بعقد القمة العربية أو القمة الإسلامية؟ إيجت الأوامر من جهات معينة بتدين.. بيدينوا كتير من رؤساء وشيوخ وأمراء وملوك العرب بيدينوا لهم بالولاء أكثر من.. من دينونتهم بالولاء لعروبتهم وقوميتهم ودينهم حتى.
سامي حداد: إذن لماذا حضر العراق هذه القمة إذا كانت أميركا يعني بتقول دعت الزعماء العرب للاجتماع، لماذا حضر العراق هذه المؤامرة؟ لماذا حضر المؤامرة العراق؟
أحمد أبو صالح الحمداني: لأنه العراق مغلوب على أمره، العراق.. العراق مثل الغريق اللي.. اللي بيتمسك بقشة، العراق ما.. ما عاد أمامه أي وسيلة غير إنه يستصرخ الضمير العربي علَّه يستفيق أو الضمير الإسلامي عله يرجع إلى دينه، مع العلم إنه فاقد الشيء لا يعطيه، هذا لن يجدي نفعاً، لكن طبعاً ما بيلحق أي ضرر بالعراق، يعني ولو فيه احتمال بسيط إنه تفيق بعض الضمائر فهذا أجدى وأنفع للعراق، أما أنا فأقول: الحل هو في تكنيس كل هؤلاء القادة، تكنيسهم عن بكرة أبيهم، لأنه فاقد الشيء لا يعطيه، لأنه إذا كنا نحنا بنحلم بمستقبل أفضل أو على الأقل بإنه نبقى كما نحن جغرافياً كما نحن شعبياً فهذا.. هذا يعني أمل الآن صار من.. من رابع المستحيلات أو من سابع المستحيلات، فما بالك إذا كان الغرض من الوجود الأميركي والبريطاني وتصفيق المماليك والغلمان والصبيان وأصحاب العظمة لتواجد هؤلاء الأعداء الألداء في أراضينا اللي بيقولوا عنها أراضي مقدسة ومحرمة على غير أبناء العرب والمسلمين، لذلك أنا بأقول لك أيضاً بالإضافة إلى ذلك..
سامي حداد: OK، باختصار رجاءً، تفضل باختصار.
أحمد أبو صالح الحمداني: عدم حضور بعض الرؤساء أو الملوك العرب لمؤتمر القمة الإسلامي أيضاً بأوامر إيجت من بره لحتى سوريا بتحفظ نصيبها من عائدات النفط في المستقبل وقت بتيجي بتوزعه أميركا، وأيضاً لأنه هم الجماعة طلعوا قرار 49 اللي بيحكم بالإعدام كل من يقول أنه مسلم أو ينتمي إلى الإخوان المسلمين.
طبيعة التعامل الأميركي مع صدام في حال تخليه عن أسلحته
سامي حداد: لا يا دكتور.. أستاذ أحمد أبو صالح يعني بأتصور طلعنا عن الموضوع أو لماذا ذهبت سوريا إلى مؤتمر القمة العربية برئاسة الدكتور بشار الأسد و.. والكثير من المسؤولين السوريين؟ شكراً على كل حال لهذه المداخلة.
أستاذ عبد الوهاب بدرخان، الآن الكل يتحدث عن الطاقة العربية وعن.. وكيفية منع الحرب، ولكن هل تعتقد أن النظام العراقي الآن ناهيك عن موضوع التفتيش ولو قرر إنه هنالك يعني كما طالبت.. كما طالب كولن باول اليوم في مجلس الأمن ووزير خارجية بريطانيا إنه قرار استراتيجي بالإعلان عن كل ما لديهم من جميع أنواع الأسلحة، أسلحة دمار شامل محظورة. لو تم ذلك هل تعتقد أن بريطانيا وأميركا ستريدان التعامل مع هذا النظام؟
عبد الوهاب بدرخان: لا أعتقد، وهذا معلن على أي حال، فليس سراً إنما سيفرض عليهما أن يعني تغيير الخطط، يعني لا.. لا تعود هناك حاجة للحرب، لماذا ستذهب للحرب إذا كانت حجتك الأساسية هي نزع الأسلحة؟ إذا كان موضوع نزع الأسلحة حُلَّ وباعتراف دولي وفي مجلس الأمن وبالتالي لا.. لا تعد.. تسقط ذريعة للحرب، هنا.. هناك مئات الخطط عند الولايات المتحدة لافتعال الحرب رغم نزع الأسلحة، عبر المعارضة العراقية في الداخل بتسخين الأرض، بافتعال مشاكل، بإشاعة مناخ فوضى داخل.. داخل العراق، إذن الولايات المتحدة اتخذت قرار باحتلال العراق أولاً وثم اتخذت ذريعة نزع الأسلحة ثانياً، وفي كل الأحوال هناك سفراء اليوم يروون لزملائهم أن الدبلوماسيين الأميركيين قالوا لهم أكثر من مرة بكلام واضح وبأحياناً بصلافة أننا ذاهبون لاحتلال العراق مهما كانت قرارات الأمم المتحدة.
سامي حداد: يعني بعبارة أخرى لو.. لو العراق الآن أعلن عن.. عما لديه من.. من أسلحة الدمار الشامل التي تزعمها الولايات المتحدة وبريطانيا، وأعلن كما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد نكسة أو هزيمة 67 نسميها نكسة يعني احتراماً لما حدث وأعلن في 30 مارس عام 68 أذكر فيما سماه بالدولة الحديثة أو الدولة العصرية على أساس ديمقراطية وأحزاب وانتخابات وإلى آخره، بدل الاتحاد الاشتراكي العربي.. الحزب الواحد الحاكم، يعني إذا ما فعل العراق ذلك وهناك.. وكانت هناك مصالحة من الداخل والخارج، المعارضة كما طرحت يعني إيران، هل تعتقد إنه هذا يعني سيُزيِّن صورة النظام في الخارج، أم أن يعني القرار.. الإعدام صدر في واشنطن ولندن؟
عبد الوهاب بدرخان: أعتقد أن الوقت قد فات يعني انتهى الأمر بالنسبة للولايات المتحدة مع نهاية هذا الشهر يجب أن يكون النظام قد سقط، لا أعرف إذا كانت.. لا أعرف إذا كانت هذه الخطط ستتحقق أم لا، ولكن حسب برامجهم فهذا يجب أن يتحقق خلال هذه المدة الزمنية، بنفس الوقت لم يكن هناك أي تصور آخر للاحتلال غير الاحتلال، يعني لأنه الخطط اللي وضعت كلها تؤدي إلى أنه عندك بلد لا يمكن السيطرة عليه وبالتالي كيف ستضمن أنه إذا.. إذا أردت إسقاط النظام فأي.. أي فوضى سيورثها النظام لك، وبالتالي لابد من أن يذهب الجيش الأميركي بنفسه لكي يؤمِّن الأرض، وبالتالي عودة إلى موضوع التنحي، فهذا أيضاً أساء لموضوع التنحي على فكرة، لماذا؟ لأنه يعني أفهموا كل العالم أنه في حال نزع الأسلحة سيحاربون، في حال لم ينزع الأسلحة سيحاربون، في حال.. في حال نزع الأسلحة سيحتلون، وبالتالي..
سامي حداد [مقاطعاً]: إذن.. إذن كما قال الشاعر أعتقد المتنبي:
وإذا لم يكن من الموت بُدٌّ فمن العجز أن تموت جباناً
دكتور حسين.
د.حسين علي شعبان: أنا سأقول هنا: الحرب من وجهة نظر علمية وتحليل موضوعي لن تقع من هنا إلى نهاية آذار ولا حرب قبل.. إذا كان هناك حرب ستكون مع أكتوبر بعد أكتوبر القادم، الولايات المتحدة الآن في مأزق وحالها حال من ابتلع الموس، فهي غير قادرة أن تسحب ولا قادرة أن تكمل، لكنها في مأزق وأعتقد إذا خاضت الحرب سيكون ضرباً من الجنون وهذا ما لا أستغربه عن بوش، وسيضرب الهيبة الأميركية بيعني.. يعني تكون نهاية الإمبراطورية الأميركية على.. في هذه الحرب، ليس لأنها ستخسر في العراق، لأنها تناقض كل العالم، كل مجلس الأمن يقول: يا إخوان لا نريد حرب، لا داعي للحرب، هم يقولون نريد الحرب، وليس الموضوع موضوع لا أسلحة عراق ولا صدام حسين، الموضوع موضوع نفط، الموضوع موضوع أموال، الموضوع موضوع منطقة يريدون السيطرة عليها ثم تسليمها لوكيلهم إسرائيل، إذا نجح الأميركيون في الحرب ستتلقى السعودية أوامر.. الأوامر السياسية من (آرئيل شارون) وكذلك مصر وكل الدول ستصبح إسرائيل هي سيدة هذه المنطقة تحكمها، لكني أقول لن تقع الحرب.. لن تقع الحرب حتى نهاية آذار إلا إذا جُنَّ بوش وهو مجنون فعلاً.
سامي حداد: أعتقد.. أعتقد دكتور.. دكتور أنت.. أنت يعني هذه.. هذا.. OK.. OK، بعيداً عن أوامر بوش وإلى آخره، دكتور عبد الخالق عبد الله، يعني الدكتور هنا يقول إنه أميركا مثل الواوي أو..
د.حسين علي شعبان: بلع موس.
سامي حداد: ابن آوى، الذي ابتلع موس إذا قذفه تألم وإذا أبرزه أو أخرجه تألم أكثر، فهل توافق على ذلك إن أميركا في ورطة أم نحن في ورطة؟
د.عبد الخالق عبد الله: إذا كانت أميركا في ورطة مرة فنحن في ورطة عشرات المرات يعني، لكني أعتقد إنه أميركا ربما والإدارة الأميركية الراهنة تقدر أو تنطلق من قناعة إن هذه الحرب سهلة، وإن هذه الحرب مقدور عليها بأقل قدر من.. من الخسائر، وقد جربت أميركا أسلحتها وجربت قدراتها العسكرية في 3، 4 حروب خلال العشرة سنوات الماضية وخرجت في كل حرب منها متفوقة ومنتصرة ومعززة لمكانتها الدولية.
فتقديري إن هناك إدارة أميركية تقول وتعتقد إنه هذه الحرب ستحقق للولايات المتحدة الأميركية مكاسب استراتيجية عميقة بأقل قدر من الخسائر، فلماذا إذن نوقف هذه الحرب، رغم كل هذه المواقف العالمية والسياسية والأوروبية وما إلى ذلك؟ بالتالي من المكاسب التي ستحققها الولايات المتحدة الأميركية تتخطى العراق وتتخطى النفط العراقي وتتخطى المنطقة العربية إلها الآن أصبحت يعني علاقات بالموقع الأميركي خاصة في سياق أنه التحدي الفرنسي وربما التحدي الروسي هذا لم يعد مقبولاً، وحرب سهلة وسريعة وخاطفة وبأقل قدر من.. من.. من الخسائر سيعني ستدفع بفرنسا سنوات قادمة إلى.. إلى خارج اللعبة الدولية وأوروبا وكل الأطراف الأخرى، فتقديري إنه سهل أن الإدارة الأميركية تعتقد أننا أمام (a piece of cake) قطعة سهلة يمكن الحصول عليها في أية لحظة، ونعتقد نتائجها مهمة وسريعة وحاسمة ستنعكس علينا إيجابياً.
أيضاً أعتقد أن الإدارة الأميركية في اعتقادها إنه هذه الحرب أصبحت مطلوبة انتخابياً فالرئيس الأميركي بوش سيواجه انتخابات في نوفمبر وسيواجه انتخابات نهائية بعد سنة ونص، أعتقد إذا دخل الانتخابات بوجود صدام حسين، بوجود أسامة بن لادن ربما وبعدم خوض هذه الحرب أعتقد المستشارين السياسيين يقولون له لم.. لن تكون لديك فرصة النجاح، خاصة إذا استمر الأداء الاقتصادي الأميركي بضعفه الراهن.
سامي حداد: شكراً دكتور حسين عبد الله وأيضاً يعني حتى.. حتى الذين سيشاركون في الحرب سيكون لهم كما يقول الإنجليز (a bite from the cherry) يعني قطعة من الكرزة.
أشكر ضيوف حلقة اليوم مشاهدينا الكرام الدكتور حسين علي شعبان (الكاتب والباحث الفلسطيني)، والأستاذ عبد الوهاب بدرخان (نائب رئيس تحرير صحيفة الحياة)، وعبر الأقمار الاصطناعية من استوديوهاتنا في الدوحة الدكتور عبد الخالق عبد الله (أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات).
مشاهدينا الكرام، حتى نلتقي في حلقة الأسبوع القادم تحية لكم من سامي حداد، وإلى اللقاء.